Translate سكا.....

الثلاثاء، 3 مايو 2022

كتاب : الإفك

 من م النعيم

الكتاب : الإفك

الإفك
الإفك لغةً:
مَصْدَرُ قَوْلهِمْ: أَفَكَ يَأْفِكُ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (أ ف ك) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى قَلْبِ الشَّيْءِ وَصَرْفِهِ عَنْ جِهَتِهِ، يُقَال: أَفَكْتُ الرَّجُلَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا صَرَفْتَهُ عَنْهُ، قَالَ تَعَالَى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} اسْتَعْمَلُو الإِفْكَ فِي ذَلِكَ لِمَا اعْتَقَدُوا أَنَّ ذَلِكَ صَرْفٌ لَهُمْ مِنَ الحَقِّ إِلَى البَاطِلِ، واسْتُعْمِلَ ذَلِكَ فِي الكَذِبِ مُطْلَقًا .وَالْمُؤْتَفِكَاتُ: الرِّيَاحُ الَّتِي تَخْتَلِفُ مَهَابُّهَا، أَوِ الَّتِي تَعْدِلُ وَتَنْصَرِفُ عَنْ مَهَابِّهَا، وَالْمُؤْتَفِكَاتُ (أَيْضًا) المُدُنُ الَّتِي قَلَبَهَا اللهُ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَالإِفْكُ: كُلُّ مَصْرُوفٍ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ، وَقَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجلَِّ ـ {قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} مَعْنَاهُ ـ كَمَا يَقُولُ الرَّاغِبُ ـ يُصْرَفُونَ عَنِ الحَقِّ فِي الاعْتِقَادِ إِلَى البَاطِلِ، وَمِنَ الصِّدْقِ فِي المَقَالِ إِلَى الكَذِبِ، وَمِنَ الجَمِيلِ فِي الفِعْلِ إِلَى القَبِيحِ .
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: الإِفْكُ: الكَذِبُ وَالمَأْفُوكُ: المَأْفُونُ هُوَ ضَعِيفُ العَقْلِ وَالرَّأْيِ، وَرَجُلٌ مَأْفُوكٌ (أَيْضًا) لاَ يُصِيبُ خَيْرًا، وَأَرْضٌ مَأْفُوكَةٌ: لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ وَلَيْسَ بِهَا نَبَاتٌ ، وَأَفَكَ النَّاسَ: كَذَبَهُمْ، وَحَدَّثَهُمْ بِالبَاطِلِ.
الإفك اصطلاحًا:
قَالَ الْمُبَرِّدُ: الإِفْكُ أَسْوَأُ الكَذِبِ، وَهُوَ الَّذِي لاَ يَثْبُتُ وَيَضْطَرِبُ(1).
__________
(1) تفسير القرطبي (5‍1‍/2‍6‍).

(1/1)


وَقَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: الإِفْكُ أَبْلَغُ مَا يَكُونُ مِنَ الكَذِبِ وَالافْتِرَاءِ، وَقِيلَ هُوَ: البُهْتَانُ(1).
وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: الإِفْكُ: الكَذِبُ وَالبَهْتُ وَالافْتِرَاءُ(2).
من معاني الإفك الواردة في القرآن الكريم:
أَحَدُهَا: الكَذِبُ ، وَالثَّانِي: الصَّرْفُ ، وَالثَّالِثُ: الْقَلْبُ ، وَالرَّابِعُ: السِّحْرُ، وَالخَامِسُ: الْقَذْفُ.
الآيات الواردة في "الإفك"
{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(75)}(3)
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ(34)}(4)
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا(4)}(5)
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ(221)تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(222)يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ(223)}(6)
{أَلاَ إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ(151)وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(152)}(7)
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ(87)}(8)
__________
(1) رغائب الفرقان (المنشور بهامش تفسير الطبري(8‍1‍/2‍6‍).
(2) تفسير ابن كثير( مج3‍، جـ8‍1‍، ص3‍8‍2‍).
(3) المائدة : 75 مكية
(4) يونس : 34 مكية
(5) الفرقان : 4 مكية
(6) الشعراء : 221
223 مكية
(7) الصافات : 151
152 مكية
(8) الزخرف : 87 مكية

(1/2)


{وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(7)يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(8)وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(9)مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلاَ مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(10)}(1)
{فَلَوْلاَ نَصَرَهُمْ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(28)}(2)
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(4)}(3)
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الإفك"
__________
(1) الجاثية : 7
10 مكية
(2) الأحقاف : 28 مكية
(3) المنافقون : 4 مدنية

(1/3)


1‍- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِJ قَالَ: [إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ مِنْهُ الْحَيَاءُ وَالسَّتْرُ، وَكَانَ يَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ، فَطَعَنُوا فِيهِ بِعَوْرَةٍ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ يَغْتَسِلُ يَوْمًا وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ فَانْطَلَقَتِ الصَّخْرَةُ بِثِيَابِهِ فَاتَّبَعَهَا نَبِيُّ اللهِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، ثَوْبِي يَا حَجَرُ،حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَوَسَّطَهُمْ فَقَامَتْ، وَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ ثِيَابَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا، وَأَعْدَلُهُمْ صُورَةً، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَاتَلَ اللهُ أَفَّاكِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا])*(1).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذَمِّ "الإفك"
1‍- *(حَدَّثَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ فَقَالَ: صَدَقَ. ثُمَّ تَلاَ {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (الشعراء/ 221 - 2‍‍‍)*(2).
__________
(1) أحمد في المسند (2‍/2‍9‍3‍) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريجه (7‍1‍/5‍3‍1‍)، إسناده صحيح .وأصله في الصحيحين، البخاري ـ الفتح 6‍(4‍0‍4‍3‍).
(2) تفسير الطبري (9‍/7‍8‍4‍). 

 2‍- *(قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ* تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}: أَيْ كَذُوبٍ فِي قَوْلِهِ، فَاجِرٍ فِي أَفْعَالِهِ فَهَذَا الَّذِي تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْكُهَّانِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُمْ مِنَ الْكَذَبَةِ الْفَسَقَةِ)*(1).
3 - *(وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِكُلِّ امْرِىٍْ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ} أَيْ لِكُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ وَرَمَى أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ بِشَيْءٍ مِنَ الْفَاحِشَةِ نَصِيبٌ عَظِيمٌ مِنَ الْعَذَابِ {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ}، قِيلَ: الَّذِي كَانَ يَجْمَعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ وَيُذِيعُهُ وَيُشِيعُهُ {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} أَيْ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ الأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنِ سَلُولَ قَبَّحَهُ اللهُ وَلَعَنَهُ، وَهُوَ الَّذِي تَقَدَّمَ النَّصُّ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ ذَلِكَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ)*(2).
__________
(1) تفسير ابن كثير (3‍/4‍5‍3‍) بتصرف.
(2) تفسير ابن كثير (3‍/3‍7‍2‍). 

 4 - *(وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ابْنِ جَحْشٍ قَالَ: تَفَاخَرَتْ عَائِشَةُ وَزَيْنَبُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: أَنَا الَّتِي نَزَلَ تَزْوِيجِي مِنَ السَّمَاءِ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَنَا الَّتِي نَزَلَ عُذْرِي فِي كِتَابِ اللهِ حِينَ حَمَلَنِي صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَقَالَتْ لَهَا زَيْنَبُ: يَاعَائِشَةُ مَا قُلْتِ حِينَ رَكِبْتِيهَا؟، قَالَتْ: قُلْتُ: حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، قَالَتْ: قُلْتِ كَلِمَةَ الْمُؤْمِنِينَ)*(1).
من مضار "الإفك"
(1‍) يُشِيعُ الفَسَادَ فِي الْمُجْتَمَعِ.
(2‍) دَلِيلُ الرِّقَّةِ فِي الدِّينِ وَعَدَمِ الخَوْفِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ.
(3‍) يُقَطِّعُ أَوَاصِرَ الأَرْحَامِ، وَيُمَزِّقُ الأُسَرَ.
(4‍) بِهِ تُنْتَهَكُ الأَعْرَاضُ.
(5‍) يُورِثُ بُغْضَ اللهِ وَالرَّسُولِ
J وَالْمُؤْمِنِينَ.
__________
(1) المرجع السابق نفسه، الصفحة نفسها.

=========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسان العرب : طرخف -

لسان العرب : طرخف -  @طرخف: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد وسال، وهو الرَّخْفُ أَيضاً، وزاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. والرَّخْفُ كأَنه س...