Translate سكا.....

الثلاثاء، 3 مايو 2022

كتاب : انتهاك الحرمات

 من موسوعة النعيم

الكتاب : انتهاك الحرمات

انتهاك الحرمات
الانتهاك لغة:
مَصْدَرُ انْتَهَكَ يَنْتَهِكُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (ن هـ ك) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى: إِبْلاَغٍ فِي عُقُوبَةٍ وَأَذًى . يُقَالُ: نَهَكَتْهُ الحُمَّى: نَقَصَتْ لَحْمَهُ، وَأَنْهَكَهُ الشَّيْطَانُ عُقُوبَةً: بَالَغَ، قَالَ ابْنُ فَارِسٍ انْتِهَاكُ الحُرْمَةِ وَهُوَ: تَنَاوُلُهَا بِمَا لاَ يَحِلُّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْمًا قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا، وَانْتَهَكُوا: أَيْ بَالَغُوا فِي خَرْقِ مَحَارِمِ الشَّرْعِ وَإِتْيَانِهَا، وَالانْتِهَاكُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .. [تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ] يُرِيدُ نَقْضَ الْعَهْدِ، وَالغَدْرِ بِالْمُعَاهَدِ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: النَّهْكُ التَّنَقُّصُ، يُقَالُ نَهَكَتْهُ الحُمَّى وَنَهِكَتْهُ (بِفَتْحِ الهَاءِ وَكَسْرِهَا) نَهْكًا وَالنَّهْكُ: الْمُبَالَغَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ
J لِلْخَافِضَةِ: [أَشِمِّي وَلاَ تَنْهَكِي]: أَيْ لاَ تُبَالِغِي فِي اسْتِقْصَاءِ الخِتَانِ، وَالنَّاهِكُ وَالنَّهِيكُ: الْمُبَالِغُ فِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ . وَنَهْكُ العِرْضِ: الْمُبَالَغَةُ فِي شَتْمِهِ(1).
الحرمات لغة واصطلاحًا:
(انظر صفة تعظيم الحرمات) .
انتهاك الحرمات اصطلاحًا:
__________
(1) مقاييس اللغة (5‍/4‍‍‍)، النهاية (5‍/7‍‍‍‍‍‍)، الصحاح (4‍/2‍‍‍‍) ولسان العرب (نهك) (ص 6‍‍‍ط. دار المعارف).

(1/1)


قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الانْتِهَاكُ: الْمُبَالَغَةُ فِي خَرْقِ مَحَارِمِ الشَّرْعِ وَإِتْيَانِهَا(1)، وَلَمَّا كَانَتِ الحُرُمَاتُ: مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيهِ كُلِّهَا، أَوْ هِيَ كُلُّ مَا أَوْصَى بِتَعْظِيمِ أَمْرِهِ فَإِنَّ انْتِهَاكَ الحُرُمَاتِ يَعْنِي: الْمُبَالَغَةَ فِي خَرْقِ وَإِتْيَانِ أَيٍٍّ مِمَّا أَوْصَى اللهُ بِتَعْظِيمِ أَمْرِهِ، وَارْتِكَابِ مَا نَهَى عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيهِ كُلِّهَا(2) .
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "انتهاك الحرمات"
1‍*( عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
J، قَالَ: [اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ(3) فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ])*(4).
2- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا(5) دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِي، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ. قَالُوا: عَمَّ ذَلِكَ؟ قَالَ: [تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ
J، فَيَشُدُّ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيَمْنَعُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ])*(6).
__________
(1) النهاية (5‍/7‍‍‍) .
(2) اقتبسنا هذا التعريف مما ذكره اللغويون والمفسرون متعلقًا بالانتهاك والحرمات .
(3) الشح: أشد البخل.
(4) مسلم (8‍‍‍‍).
(5) اجتبى: من الجباية. أي لم تأخذوا من الجزية والخراج شيئًا فهذا كناية عن كثرة المال وانصراف الناس إلى المادة.
(6) البخاري ـ الفتح 6‍(0‍‍‍‍).

(1/2)


3 - *( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ J بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَأْثَمْ، فَإِذَا كَانَ الإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ . وَاللهِ مَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ قَطُّ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ فَيَنْتَقِمَ للهِ)*(1).
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "انتهاك الحرمات" معنًى
4- *( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ النَّبِيَّ
J قَالَ: [أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِيءٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهْرِيقَ دَمَهُ])*(2).
5- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
Jقَالَ: [أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟] قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ . فَقَالَ: [إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا . فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ . فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ])*(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 2‍‍(6‍‍‍‍)واللفظ له.ومسلم (7‍‍‍‍)
(2) البخاري الفتح 2‍‍(2‍‍‍‍).
(3) مسلم (1‍‍‍‍).

(1/3)


6- *(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلاَّ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ(1)، أَلاَ وَإِنِّي آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الفَرَاشِ أَوِ الذُّبَابِ])*(2).
7- *(عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
J يَقُولُ:[الحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ])*(3).
__________
(1) سيطلعها منكم مطلع: يعني سيرتكبها وينتهكها بعضكم.
(2) أحمد (1‍/0‍‍‍) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (5‍/1‍‍‍) رقم (4‍‍‍‍). وذكره الهيثمي في [مجمع الزوائد](7‍/210) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه المسعودي وقد اختلط.
(3) البخاري- الفتح 1‍(2‍‍)واللفظ له. ومسلم (9‍‍‍‍).

(1/4)


8- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ:[كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ، فَيَقُولُ: يَافُلاَنُ عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ])*(1).
9- *( عَنْ أَبِي مَالكٍ الأَشْعَرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
J يَقُولُ: [لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ(2) وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ(3) وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ(4) يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ ـ يَعْنِي الفَقِيرَ ـ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمُ اللهُ(5)،وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ])*(6).
10-*(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ عَنِ النَّبِيِّ
Jقَالَ: [مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا])*(7).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذَمِّ "انتهاك الحرمات"
__________
(1) البخاري - الفتح 0‍‍(9‍‍‍‍)واللفظ له. ومسلم (0‍‍‍‍).
(2) الحِرَ: بالحاء المكسورة والراء الخفيفة ـ هو الفرج والمراد أنهم يستحلون الزنا .
(3) المعازف ـ جمع معزفة والمراد آلات الملاهي أو الغناء.
(4) والعلم: هو الجبل.
(5) يبيتهم الله: أي يهلكهم الله.
(6) البخاري-الفتح 0‍‍(0‍‍‍‍).
(7) البخاري-الفتح 2‍‍(4‍‍‍‍).

(1/5)


1‍- *( قَالَ أَبُو بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ لِسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ ـ وَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ الوَصِيَّةَ ـ: يَا سَلْمَانُ، اتَّقِ اللهَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَكُونُ فُتُوحٌ فَلأَ عْرِفَنَّ مَا كَانَ حَظَّكَ مِنْهَا، مَا جَعَلْتَهُ فِي بَطْنِكَ أَوْ أَلْقَيْتَهُ عَلَى ظَهْرِكَ وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الخَمْسَ فَإِنَّهُ يُصْبِحُ فِي ذِمَّةِ اللهِ،وَيُمْسِي فِي ذِمَّةِ اللهِ فَلاَ تَقْتُلَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ ذِمَّةِ اللهِ فَتَخْفِرَ اللهَ فِي ذِمَّتِهِ، فَيَكُبَّكَ اللهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِكَ)*(1).
2‍*( قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: [يَا أَهْلَ مَكَّةَ، اتَّقُوا اللهَ فِي حَرَمِكُمْ هَذَا . أَتَدْرُونَ مَنْ كَانَ سَاكِنَ حَرَمِكُمْ هَذَا مِنْ قَبْلِكُمْ؟ كَانَ فِيهِ بَنُو فُلاَنٍ فَأَحَلُّوا حُرْمَتَهُ فَهَلَكُوا، وَبَنُو فُلاَنٍ فَأَحَلُّوا حُرْمَتَهُ فَهَلَكُوا حَتَّى عَدَّ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لأَنْ أَعْمَلَ عَشْرَ خَطَايَا بِغَيْرِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْمَلَ وَاحِدَةً بِمَكَّةَ])*(2).
__________
(1) تاريخ الخلفاء الراشدين، للسيوطي ( 5‍‍- 6‍‍) .
(2) شعب الإيمان للبيهقي (7‍/7‍‍‍).

(1/6)


3‍*( قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ: [أَقْبَلَ تُبَّعٌ يُرِيدُ الكَعْبَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِكُرَاعِ الغَمِيمِ(1) بَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ رِيحًا لاَ يَكَادُ القَائِمُ يَقُومُ إِلاَّ بِمَشَقَّةٍ، وَذَهَبَ القَائِمُ يَقْعُدُ، وَيُصْرَعُ، وَقَامَتْ عَلَيْهِمْ، وَلَقُوا مِنْهَا عَنَاءً، وَدَعَا تُبَّعُ حَبْرَيْهِ، فَسَأَلَهُمَا: مَا هَذَا الَّذِي بُعِثَ عَلَيَّ؟ قَالاَ: أَوَ تُؤَمِّنُنَا؟ قَالَ: أَنْتُمْ آمِنُونَ . قَالاَ: فَإِنَّكَ تُرِيدُ بَيْتًا يَمْنَعُهُ اللهُ مَنْ أَرَادَهُ. قَالَ: فَمَا يُذْهِبُ هَذَا عَنِّي؟ قَالاَ: تَجَرَّدْ فِي ثَوْبَيْنِ ثُمَّ تَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ . ثُمَّ تَدْخُلُ فَتَطُوفُ بِذَلِكَ البَيْتِ، وَلاَ تُهَيِّجْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ . قَالَ: فَإِنْ أَجْمَعْتُ عَلَى هَذَا ذَهَبَتْ هَذِهِ الرِّيحُ عَنِّي؟ قَالاَ: نَعَمْ. فَتَجَرَّدَ، ثُمَّ لَبَّى، فَأَدْبَرَتِ الرِّيحُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ] )*(2).
4- *( عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [مَا مِنْ عَبْدٍ تَرَكَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلاَّ أَبْدَلَهُ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ، وَلاَ تَهَاوَنَ بِهِ عَبْدٌ فَأَخَذَ مِنْ حَيْثُ لاَ يَصْلُحُ إِلاَّ أَتَاهُ اللهُ بِمَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْهِ])*(3).
__________
(1) كراع الغميم: مكان على بعد 0‍‍كيلومترا من مكة شمالاً.
(2) شعب الإيمان للبيهقي (7‍/4‍‍‍، 5‍‍‍).
(3) الزهد، للإمام وكيع بن الجراح(2‍/5‍‍‍).

(1/7)


5 - *( قَالَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ [لَمَّا فُتِحَتْ قُبْرُصُ فُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا، فَبَكَى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ جَالِسًا وَحْدَهُ يَبْكِي . فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللهُ فِيهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا جُبَيْرُ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَضَاعُوا أَمْرَهُ بَيْنَمَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ لَهُمُ الْمُلْكُ، تَرَكُوا أَمْرَ اللهِ فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى])*(1).
6- *( قَالَ الأَوْزَاعِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ [أُنْبِئْتُ أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ:وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِينَ بِغَيْرِ العِبَادَةِ، وَالْمُسْتَحِلِّينَ لِلْحُرُمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ ])*(2).
7- *( قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ الرَّازِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ [عَجِبْتُ مِنْ ذِي عَقْلٍ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ لاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ، ثُمَّ هُوَ يُشْمِتُ بِنَفْسِهِ كُلَّ عَدُوٍّ لَهُ ] قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: [يَعْصِي اللهَ وَيُشْمِتُ بِهِ فِي القِيَامَةِ كُلَّ عَدُوٍّ])*(3).
8- *( قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: [مَا انْتَهَكَ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ حُرْمَةً أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُسَاعِدَهُ عَلَى مَعْصِيَةٍ ثُمَّ يُهَوِّنُهَا عَلَيْهِ])*(4).
من مضار "انتهاك الحرمات"
(1‍) انْتِهَاكُ الحُرُمَاتِ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ الإِيمَانِ وَذَهَابِ الْحَيَاءِ .
(2‍) التَّعَرُّضُ لِغَضَبِ اللهِ وَأَلِيمِ عَذَابِهِ وَهَتْكِ سِتْرِهِ وَكَشْفِ عُوَارِهِ.
__________
(1) الداء والدواء (7‍‍، 8‍‍) وعزاه لأحمد في المسند.
(2) الدارمي (1‍/6‍‍) رقم (7‍‍‍).
(3) الداء والدواء (0‍‍).
(4) ‍إحياء علوم الدين (4‍/3‍‍).

(1/8)


(3‍) تُسَلِّطُ الخَلْقَ عَلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الأَذِيَّةِ وَالْمَضَرَّةِ .
(4‍) انْتِهَاكُ الحُرُمَاتِ طَرِيقٌ مُوَصِّلٌ إِلَى النَّارِ .
(5‍) يَتَسَبَّبُ فِي إِشَاعَةِ الفَاحِشَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ .
(6‍) يَجْعَلُ النَّاسَ خَائِفِينَ غَيْرَ آمِنِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ .

==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسان العرب : طرخف -

لسان العرب : طرخف -  @طرخف: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد وسال، وهو الرَّخْفُ أَيضاً، وزاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. والرَّخْفُ كأَنه س...