Translate سكا.....

الأحد، 1 مايو 2022

مجلد ثان 2.غريب الحديث إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق [198 - 285]

 

مجلد ثان 2.غريب الحديث إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق [198 - 285]

 الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

بَابُ: هجا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَهَجَانَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: «اهْجُوهُمْ كَمَا يَهْجُونَكُمْ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْقَرِيُّ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: {كهيعص} [مريم: 1] " قَالَ: مِنَ الْهِجَاءِ الْمُتَقَطِّعِ "

(3/1092)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، سَمِعْتُ غَيْلَانَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ الْأَشْعَثِ وَالزُّبَيْرِ مُنَازَعَةٌ، فَأَغْلَظَ لَهُ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ عُمَرُ: «أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ شَاءَ لَيَجِدَنَّ الْأَشْعَثَ أَهْوَجَ جَرِيئًا»

(3/1092)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، سَمِعْتُ أَنَسًا، وَجَابِرًا، قَالَا: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِغُصْنٍ فَقُطِعَ، وَكَانَ مَقْطُوعًا قَدْ هَاجَ وَرَقُهُ» [ص:1093] قَوْلُهُ: «فَهَجَانَا الْمُشْرِكُونَ» يُقَالُ: هَجَا يَهْجُو هِجَاءً: ذَكَرَ الْمَسَاوِئَ بِالشِّعْرِ، قَالَ:
[البحر الوافر]
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
قَوْلُهُ: «مِنَ الْهِجَاءِ الْمُقَطَّعِ» تَسْمِيَةُ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مُقَطَّعًا قَوْلُهُ: «أَهْوَجَ جَرِيئًا» هُوَ الشُّجَاعُ الَّذِي يَرْمِي بِنَفْسِهِ وَالْأَهْوَجُ: الْمُفْرِطُ الطُّولِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْفَجُّ: الطَّرِيقُ الْمَدْعُوسُ: الَّذِي دَعَسَهُ النَّاسُ وَالدَّوَابُّ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْهَوْجَاءُ: الرِّيحُ الَّتِي تَرْكَبُ رَأْسَهَا هَوَجًا، وَهُوجٌ تَأْتِيكَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ:
[البحر الكامل]
وَلِهَتْ عَلَيْهِ كُلُّ مُعْصِرَةٍ ... هَوْجَاءَ لَيْسَ لِلُبِّهَا زَبْرُ
[ص:1094]
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: هَاجَ الْفَحْلُ هِيَاجًا وَهَيْجًا، وَاهْتَاجَ اهْتِيَاجًا، وَهَاجَ الشَّرُّ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَهَاجَ الْبَقْلُ: اصْفَرَّ، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ ثَائِرٍ لِضَرَرِهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: هَاجَ النَّبْتُ يَهِيجُ هَيَاجًا، إِذَا تَمَّ يُبْسُهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَاقَةٌ مُهْتَاجَةٌ: سَرِيعَةٌ، وَالتَّهْيِيجُ: التَّجَدُّدُ، وَهَاجَ النَّبْتُ: يَبِسَ قَالَ:
[البحر البسيط]
مِنْ بَعْدِ خَمْسٍ , وَخَمْسٌ فِي ذِنَابَتِهِ ... تُمْسِي الْمَهَارَى بِهِ فِيهِنَّ تَهْيِيجُ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل]
رَدُّوا الْجِمَالَ بِذِي طُلُوحٍ بَعْدَمَا ... هَاجَ الْمَصِيفُ وَقَدْ تَوَلَّى الْمَرْتَعُ
وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: هَجَّجَتْ عَيْنُهُ، وَحَجَلَتْ، وَقَدَحَتْ: إِذَا غَارَتْ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
[ص:1095]
إِذَا حِجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَجَا
وَالْهَجْهَجَةُ: زَجْرٌ لِلنَّاقَةِ وَالْجَمَلِ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
[البحر البسيط]
أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِهِ أَعْنَاقَ نَاجِيَةٍ ... تَنْجُو إِذَا قَالَ حَادِيهَا لَهَا: هِيجِي

(3/1092)


بَابُ: جها أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: رَأَيْتُ بَيْتًا مُجْهِيًا، إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سِتْرٌ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: سَأَلْتُهُ فَأَجْهَى عَلَيَّ: إِذَا لَمْ يُعْطِكَ شَيْئًا، وَأَجْهَتْ فُلَانَةُ عَلَى زَوْجِهَا فَلَمْ تَحْمِلْ لَهُ وَلَدًا، وَأَمْرٌ مُجْهٍ أَيْ: بَيِّنٌ، وَالْإِجْهَاءُ: أَنْ تَنْزِلَ صَحْرَاءَ لَيْسَ فِيهَا حِجَابٌ، وَالْجَهْوَةُ وَالْهَجْمَةُ: مِنَ الْإِبِلِ الْمِائَةُ وَجَهَّى الشَّجَّةَ: إِذَا وَسَّعَهَا , وَجَهْجَهْتَ الْإِبَلَ إِذَا رَدَدْتَ وَجْهَهَا، وَتَجَهْجَهَتْ مِنَ الشَيْءِ تَرَاهُ، أَيْ: هَابَتْهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ

(3/1096)


مَا رَوَى عَبَّادٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْغَرِيبِ

(3/1097)


بَابُ: رمض

(3/1097)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ خَبَّابٍ: «شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا»

(3/1097)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «إِنَّ صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ كَانَتْ إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ»

(3/1097)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ [ص:1098]: «مَدْحُكَ أَخَاكَ فِي وَجْهِهِ كَإِمْرَارِكَ عَلَى وَجْهِهِ الْمُوسَى الرَّمِيضَ» قَوْلُهُ: «شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ» الرَّمَضُ: حَرُّ الْحِجَارَةِ مِنَ الشَّمْسِ، وَالِاسْمُ الرَّمْضَاءُ، وَرَمِضَتِ الْفِصَالُ: أَصَابَهَا حَرُّ الرَّمْضَاءِ فِي أَخْفَافِهَا وَالْمُوسَى الرَّمِيضُ: الْحَارُّ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: سَحَابٌ رَمْضِيٌّ , وَمَطَرٌ رَمَضِيٌّ وَالْمَاءُ سُمِّيَ رَمَضِيًّا لِأَنَّهُ لَا يُدْرِكُ سُخُونَةَ الْأَرْضِ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَتْ: مَا دُونَهُ مَخْفَى وَلَا مَرْمَضٌ، أَيْ: قَرِيبٌ قَالَ:
[البحر البسيط]
مُعْرَوْرِيًا رَمَضَ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُهُ ... وَالشَّمْسُ حَيْرَى لَهَا بِالْحَقِّ تَدْوِيمُ

(3/1097)


بَابُ: رضم

(3/1099)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى رَضْمَةِ جَبَلٍ فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا، فَجَعَلَ يَهْتِفُ: «يَا صَبَاحَاهُ» قَوْلُهُ: «إِلَى رَضْمَةِ جَبَلٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرِّضَامُ: حِجَارَةٌ وَصُخُورٌ عِظَامٌ، أَمْثَالُ الْجُزُرِ، وَأَصْغَرُ وَأَكْبَرُ، تَقَعُ عَلَى بَعْضٍ، الْوَاحِدَةُ رَضْمَةٌ، يُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ بَيْتَهُ، وَرَضَمَ الْحِجَارَةَ رَضْمًا، وَذَلِكَ إِذَا نَضَدَهَا، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَعِيرِ إِذَا بَرَكَ فَلَمْ يَنْبَعِثْ: قَدْ رَضَمَ بِنَفْسِهِ، وَالرَّضِيمُ: طَائِرٌ مِنَ الدُّخْلِ كَدِرُ اللَّوْنِ يَرْضِمُ بِالْأَرْضِ فَلَا يَكَادُ يَطِيرُ، الْجَمِيعُ: رَضَمَاتٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الرَّضَمَانُ: الْعَدْوُ فِي تَثَاقُلٍ، وَرَضَمَ مَكَانَهُ فَلَمْ يَبْرَحْ

(3/1099)


بَابُ: ضمر

(3/1100)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ "

(3/1100)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى مَيْمُونٍ فِي مَظْلَمَةٍ أَنْ يَرُدَّهَا، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا زَكَاةَ سَنَةٍ، فَإِنَّهُ كَانَ مَالًا ضِمَارًا "

(3/1100)


قَوْلُهُ: «الْمُضَمَّرَةُ» الْمُضَمَّرُ الْهُزَالُ، وَتَضْمِيرُ الْخَيْلِ أَنْ تُعْلَفَ بَعْدَمَا تَسْمَنُ قُوتًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الرجز]
حَتَّى إِذَا قَامَتْ عَلَى شَفِيرِهَا ... خَاضَتْ بِهِ حَدْبَاءَ مِنْ ضُمُورِهَا
قَوْلُهُ: «مَا كَانَ إِلَّا ضِمَارًا» سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ قَالَ: هُوَ مَا لَسْتَ عَلَى يَقِينٍ مِنْهُ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الوافر]
وَأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إِلَى سَعِيدٍ ... طُرُوقًا ثُمَّ عَجَّلْنَ ابْتِكَارَا
حَمِدْنَ مَزَارَهُ وَأَصَبْنَ مِنْهُ ... عَطَاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمَارَا
وَمِثْلُهُ:
[البحر المتقارب]
أَرَانَا إِذَا أَضْمَرَتْكَ الْبِلَا ... دُ نُجْفَى وَتُقْطَعُ مِنَّا الرَّحِمْ
وَقَالَ آخَرُ:
وَمَنْ لَا تُضَاعُ لَهُ ذِمَّةٌ ... فَيَجْعَلُهَا بَعْدَ عَيْنٍ ضِمَارَا
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الضَّمَائِرُ: بِمَنْزِلَةِ الضَّفَائِرُ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الطويل]

(3/1101)


إِذَا حَرَّكَ الْمِدْرَى ضَفَائِرَهَا الْعُلَى ... مَجَجْنَ نَدَى الرَّيْحَانِ وَالْعَنْبَرَ الْوَرْدَا
وَالضَّمِيرُ مَا سَتَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الرجز]
وَحِفْظَةٍ أَكَنَّهَا ضَمِيرِي ... وَهَلْ يَرُدُّ مَا خَلَا تَخْبِيرِي
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر البسيط]
أَوْ مُضْمِرُ الْغَيْظِ لَمْ يَعْلَمْ بِإِحْنَتِهِ ... وَمَا يُجَمْجِمُ فِي حَيْزُومِهِ أَحَدُ

(3/1102)


بَابُ: ضرم

(3/1103)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى النَّاسِ بَيْتَهُمْ» قَوْلُهُ: «تُضْرِمُ» قَالَ أَبُو يَزِيدَ: أَضْرَمْتُ النَّارَ أُضْرِمُهَا إِضْرَامًا، وَتَضَرَّمَتْ، وَالضِّرَامُ: الْحَطَبُ مَا لَانَ وَضَعُفَ، وَالْجَزْلُ: مَا غَلُظَ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الطويل]
لَا تَطْبِخِي قِدْرِي وَسِتْرُكِ دُونَهَا ... عَلَيَّ إِذَا مَا تَطْبِخِينَ حَرَامُ
وَلَكِنْ بِهَذَاكِ الْبِقَاعِ فَأَوْقِدِي ... بِجَزْلٍ إِذَا أَوْقَدْتِ لَا بِضِرَامِ
وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الضَّرْمَةُ: إِذَا قَبَسْتَ بِهِ نَارًا وَهُوَ الْمِقْيَاسُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ضَرِمَ عَلَيْهِ ضَرْمًا، وَاحْتَدَمَ: إِذَا تَحَرَّقَ عَلَيْهِ غَيْظًا وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الطويل]
[ص:1104]
كَأَنَّ عَلَى أَعْرَافِهِ وَلِجَامِهِ ... سَنَا ضَرَمٍ مِنْ عَرْفَجٍ يَتَلَهَّبُ

(3/1103)


بَابُ: مرض

(3/1105)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مَرِضَ بَعِيرٌ لَهُ فَنُعِتَ لَهُ الْخَمْرُ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِأُجِرَّهُ خَمْرًا» قَوْلُهُ: «مَرِضَ» الْمَرَضُ مَعْرُوفٌ وَالتَّمْرِيضُ: حُسْنُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَرْضَى، وَالْمَرَضُ لِغَيْرِ النَّاسِ أَيْضًا، قَالَ:
[البحر الطويل]
أَلَا أَيُّهَا الْمُكَّاءُ مَا لَكَ هَهُنَا ... أُلَاءٌ وَلَا أَرْطَى فَأَيْنَ تَبِيضُ
فَأَصْعِدْ إِلَى أَرْضِ الْمُكَاكِيِّ وَاجْتَنِبْ ... قُرَى مِصْرَ لَا تُصْبِحْ وَأَنْتَ مَرِيضُ

(3/1105)


بَابُ: مضر

(3/1106)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «نَحْنُ مِنْ مُضَرَ» قَوْلُهُ: «مُضَرَ» هُوَ مُضَرُ بْنُ نِزَارٍ، مَعْرُوفٌ، وَالتَّمَضُّرُ: التَّعَصُّبُ لِمُضَرَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَضُرَ اللَّبَنُ مُضُورًا، وَمِنْهُ سُمِّيَ مُضَرُ بْنُ نِزَارٍ، وَمَضُرَ اللَّبَنُ إِذَا حَذَى اللِّسَانَ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
مَنْ شَاهَدَ الْأَمْصَارَ مِنْ حَيِّ مُضَرْ ... يَا عُمَرُ بْنَ مَعْمَرٍ لَا مُنْتَظَرْ
بَعْدَ الَّذِي عَدَا الْقُرُوصَ فَحَزَرْ [ص:1107] ... يَعْنِي حَمُضَ مَنْ شَاهَدَ الْأَمْصَارَ

(3/1106)


غَرِيبُ مَا رَوَى صُهَيْبٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1108)


بَابُ: همس

(3/1108)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ بشَيْءٍ لَا نَفْهَمُهُ "

(3/1108)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: جَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «مَا الَّذِي تَهْمِسُونَ بِهِ دُونِي؟» قُلْنَا: تَفْرِيطٌ فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: «لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ» قَوْلُهُ: «هَمَسَ بِشَيْءٍ لَا نَفْهَمُهُ» هُوَ الْكَلَامُ الْخَفِيُّ لَا يُفْهَمُ، وَكَذَلِكَ الْوَطْيُ الْخَفِيُّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108]

(3/1108)


وَذَلِكَ فِيمَا حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108] قَالَ: هَمْسُ الْأَقْدَامِ " وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، وَثَابِتِ بْنِ سَعِيدٍ، وَبِلَالِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ

(3/1109)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {هَمْسًا} [طه: 108] ، قَالَ: كَلَامُ الْإِنْسَانِ لَا تَسْمَعُ تَحَرُّكَ شَفَتَيْهِ وَلِسَانِهِ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْهَمْسُ: نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ، وَيُقَالُ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: هَمْسًا: صَوْتًا خَفِيًّا، وَهَمَسَ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ، أَيْ: أَخْفَاهُ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَمْسًا: لِلصَّوْتِ الْخَفِيِّ، وَهَمَسَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:
[البحر الوافر]
[ص:1110]
فَبَاتُوا يُدْلِجُونَ وَبَاتَ يَسْرِي ... بَصِيرٌ بِالدُّجَى هَادٍ هَمُوسُ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الرجز]
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا
وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وَأَخْذٌ هَمْسٌ، يَعْنِي: عَصْرٌ

(3/1109)


بَابُ: سهم

(3/1111)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرٍ وَهُوَ يُصَلِّي فِي بُرْدٍ أَخْضَرَ مُسَهَّمٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ "

(3/1111)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ: رَأَيْتُ جِلْدَ عَمَّارٍ فَمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا ذَكَرْتُ الْبُرُودَ الْمُسَهَّمَةَ "

(3/1111)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ ذَاكَ مِنْ وَجَعٍ، قُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: «مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسِ لَمْ أُنْفِقْهَا»

(3/1111)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِرَجُلَيْنِ: «اسْتَهِمَا ثُمَّ تَوَخَّيَا الْحَقَّ، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ»

(3/1111)


حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّخْمِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: وَقَعَ فِي سَهْمِي يَوْمَ جَلُولَاءَ جَارِيَةٌ كَأَنَّ عُنُقَهَا إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ وَثَبْتُ إِلَيْهَا، فَجَعَلْتُ أُقَبِّلُهَا "

(3/1112)


حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ فَلَا أَجِدُهُ إِلَّا بَعْدَ لَيْلَةٍ؟ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ سَهْمَكَ فِيهِ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ سَبُعٌ فَكُلْ» قَوْلُهُ: «بُرْدٌ مُسَهَّمٌ» : يَقُولُ: مُخَطَّطٌ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: فِيهِ وَشْيٌ كَوَشْيِ السِّهَامِ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر البسيط]
كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا ... بِالْأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ
قَوْلُهُ: «هُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ» السُّهُومُ: عُبُوسُ الْوَجْهِ مِنَ الْهَمِّ، وَالرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ سَاهِمُ الْوَجْهِ [ص:1113] قَالَ الْأَخْفَشُ: سَهَمَ لَوْنُهُ يَسْهَمُ سُهُومًا وَأَنْشَدَنَا غَيْرُهُ:
[البحر الخفيف]
إِنْ أَكُنْ مُوثَقًا لِكِسْرَى أَسِيرًا ... فِي هُمُومٍ وَكُرْبَةٍ وَسُهُومِ
رَهْنَ قَيْدٍ فَمَا وَجَدْتُ بَلَاءً ... كَإِسَارِ الْكَرِيمِ عِنْدَ اللَّئِيمِ
وَأَنْشَدَنَا الْأَخْفَشُ:
[البحر الطويل]
وَأَنْ قَدْ بَدَا مِنِّي لِمَا قَدْ أَصَابَنِي ... مِنَ الْحُزْنِ أَنِّي سَاهِمُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ
وَقَالَ:
[البحر الكامل]
وَإِذَا نَظَرْتَ رَأَيْتَ جِسْمِيَ سَاهِمًا ... وَهُمُ أَشَابُوا الرَّأْسَ قَبْلَ الْمَكْبَرِ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السِّهَامُ: الرِّيحُ الْحَارَّةُ، وَهِيَ السَّمُومُ، يُقَالُ: إِنَّهَا لَذَاتُ سِهَامٍ، وَإِنَّهَا لَتَرْمِينَا بِسِهَامٍ وَسَهَائِمَ وَيَكُونُ ذَلِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَكَذَلِكَ الْحَرُورُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السُّهْمَةُ: الْقَرَابَةُ وَالْحَظُّ وَأَنْشَدَ:
[البحر البسيط]
قَدْ يُوصِلُ النَّازِحُ النَّائِي وَقَدْ ... يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ الْقَرِيبُ
[ص:1114]
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: السَّهَامُ: مُخَاطُ الشَّيْطَانِ قَوْلُهُ: «اسْتَهِمَا» يَقُولُ: اقْتَرِعَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات: 141]

(3/1112)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نِيزَكٍ، عَنِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «تَسَاهَمُوا فَقُرِعَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ» قَوْلُهُ: «وَقَعَ فِي سَهْمِي» يُرِيدُ فِي نَصِيبِي، مِنَ الْفَيْءِ , السَّهْمُ: النَّصِيبُ , وَفِي الْأَمْرِ سُهْمَةٌ أَيْ: نَصِيبٌ وَحَظٌّ، كَمَا قَالَ: سَاهَمْتُ الْقَوْمَ: قَارَعْتُهُمْ قَوْلُهُ: «إِذَا رَأَيْتَ سَهْمَكَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّهَمُ وَالْمِرْمَاةُ وَالْمِعْبَلُ وَالْمِشْقَصُ وَالْمِرِّيخُ، كُلُّ هَذَا اسْمٌ لِلسَّهْمِ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرْمَاةِ سَهْمُ الْهَدَفِ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرِّيخِ الَّذِي يُغْلَى بِهِ، وَهُوَ سَهْمٌ طَوِيلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ آذَانٍ

(3/1114)


غَرِيبُ مَا رَوَاهُ أَبُو رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1115)


بَابُ: سقب

(3/1115)


حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ» سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: السَّقَبُ: الْمُلَازِقُ: وَالْأَمَمُ: الْمُسْتَقْبَلُ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: السَّقَبُ: الْقَرِيبُ مِنْكَ حَيْثُ كَانَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَالْأَمَمُ: الَّذِي فَوْقَ الْقَرِيبِ وَدُونَ الْبَعِيدِ وَالصَّدَدُ: الْمَائِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ وَأَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ:
[البحر المنسرح]
كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحِلَّتُهَا ... لَا أَمَمٌ دَارُهَا وَلَا سَقَبُ
[ص:1116]
وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
[البحر البسيط]
صُبَّتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَنْصَبَّ مِنْ أَمَمٍ ... إِنَّ الشَّقَاءَ عَلَى الْأَشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
وَقَالَ الْأَخْفَشُ: السَّقَبُ: عَمُودُ الْخِبَاءِ الَّذِي فِي وَسَطِهِ وَأَنْشَدَ:
[البحر البسيط]
فَامْتَدَّ فِيهِ كَمَا أَرْسَى الطِّرَافَ عَلَى ... وَجْهِ الْقَرَارَةِ سَقْبُ الْبَيْتِ وَالْوَتَدِ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: وَلَدُ النَّاقَةِ حِينَ يَسْقُطُ سَلِيلٌ، وَالْأُنْثَى سَلِيلَةٌ، فَإِنْ عُلِمَ أَنَّهُ ذَكَرٌ فَهُوَ سَقَبٌ وَسِقَابٌ، أَسْقَبَتِ النَّاقَةُ إِسْقَابًا: إِذَا كَانَتْ تُنْتَجُ بِالسِّقَابِ فَهِيَ مُسْقِبٌ وَمِسْقَابٌ وَقَالَ:
[البحر الطويل]
وَوَلَّتْ لَهَا نَوْحٌ تَعَاوَى سِقَابُهَا ... عَلَى الْمَاءِ حَتَّى أَصْدَرُوهَا كَمَا هِيَا
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَلَدُ النَّاقَةِ سَاعَةَ تُلْقِيهِ: سَقْبٌ، وَحُوَارٌ لِلذَّكَرِ، وَالْأُنْثَى حَائِلٌ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: نَاقَةٌ مُسْقِبٌ طَوِيلَةٌ خَفِيفَةٌ

(3/1115)


بَابُ: سبق

(3/1117)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ، أَوْ خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ»

(3/1117)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ» قَوْلُهُ: «لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ» هُوَ الْخَطَرُ الَّذِي يُوضَعُ بَيْنَ أَهْلِ السِّبَاقِ قَوْلُهُ: «سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ» أَيْ: تَقَدَّمَ , السَّبْقُ: التَّقَدُّمُ [ص:1118] وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: السَّبَقُ: مَا سُبِّقَ عَلَيْهِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ غُلَامٍ أَوْ فَرَسٍ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
لَوَّحَ مِنْهُ بَعْدَ بُدْنٍ وَسَنَقْ ... تَلْوِيحَكَ الضَّامِرَ يُطْوَى لِلسَّبَقْ
وَالسِّبَاقَانِ: قَيْدَا الطَّائِرِ الْجَارِحِ مِنْ سَيْرٍ أَوْ خَيْطٍ

(3/1117)


بَابُ: قبس

(3/1119)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ»

(3/1119)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: تَعَشَّ عِنْدَنَا، فَسَقَاهُ طِلَاءً، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: يَا جَارِيَةُ، خُذِي مَعَهُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ " قَوْلُهُ: «مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ» قَبَسْتَ الْعِلْمَ وَاقْتَبَسْتَهُ: إِذَا تَعَلَّمْتَهُ وَقَوْلُهُ: «خُذِي مَعَهُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ» ، أَيْ: شُعْلَةً مِنْ نَارٍ قَالَ تَعَالَى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} [طه

(3/1119)


: 10] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْقَبَسُ مِثْلُ النَّارِ فِي طَرَفِ الْعُودِ أَوِ الْقَصَبَةِ وَأَنْشَدَنَا سَعْدَانُ:
[البحر المنسرح]
يَسْعَى وَفِي كَفِّهِ مُثَقَّفَةٌ ... يَلْمَعُ فِيهَا كَشُعْلَةِ الْقَبَسِ
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَقْبِسْنِي نَارًا: أَعْطِنِي وَيُقَالُ: أَقْبِسْنِي نَارًا، أَيْ: اذْهَبْ فَجِئْنِي بِنَارٍ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
[البحر البسيط]
وَقَدْ أَلَاحَ سُهَيْلٌ بَعْدَمَا هَجَعُوا ... كَأَنَّهُ ضَرِمٌ بِالْكَفِّ مَقْبُوسُ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مِنَ الْإِبِلِ الْقَبِيسُ: وَهُوَ السَّرِيعُ الْإِلْقَاحِ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الوافر]
فَإِنْ يُمْسُوا وَقَدْ أُمِرُوا وَأَثْرَوْا ... فَإِنَّ أَبَاهُمُ فَحْلٌ قَبِيسُ
[ص:1121]
قَالَ آخَرُ:
[البحر الرجز]
فَعَاسَهَا أَرْبَعَةً ثُمَّ جَلَسْ ... كَعَيْسِ فَحْلٍ مُسْرِعِ اللَّقْحِ قَبَسْ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: الْقَبَسُ: الْفَرَسُ السَّرِيعُ الْإِلْقَاحِ

(3/1120)


بَابُ: بسق

(3/1122)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: قُلْتُ لِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: فِي أَيِّ شَيْءٍ بَسَقَ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَهُمْ إِسْلَامًا حِينَ أَسْلَمَ»

(3/1122)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ فَلَا يَبْصُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ» قَوْلُهُ: «بِأَيِّ شَيْءٍ بَسَقَ أَبُو بَكْرٍ» أَيْ: عَلَا وَارْتَفَعَ , بَسَقَتِ النَّخْلَةُ: طَالَتْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10]

(3/1122)


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] : طِوَالٌ " [ص:1123] قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: " وَهَذَا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ

(3/1122)


وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] قَالَ: «بُسُوقُهَا كَبُسُوقِ الشَّاةِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ» وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: بَاسِقَاتٍ: طِوَالٌ قَدْ بَسَقَ طُولًا وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: بَاسِقَاتٍ: طِوَالٌ، يُقَالُ: جَبَلٌ بَاسِقٌ، وَحَسَبٌ بَاسِقٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَاةٌ مُبْسِقٌ، وَقَدْ أَبْسَقَتْ إِبْسَاقًا إِذَا نَزَلَ فِي ضَرْعِهَا اللَّبَنُ قَبْلَ وَلَدِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً وَنَحْوِهَا وَذَلِكَ مِمَّا يُمْسَحُ لَهُ ضَرْعُهَا فَيُضِرُّ بِاللَّبِنِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، لِابْنِ نَوْفَلٍ فِي ابْنِ هُبَيْرَةَ:
[البحر الطويل]
يَا ابْنَ الَّذِينَ بِفَضْلِهِمْ ... بَسَقَتْ عَلَى قَيْسٍ فَزَارَهْ

(3/1123)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْمُبْسِقُ: الَّتِي يَجِيءُ لَبَنُهَا قَبْلَ نِتَاجِهَا، يُقَالُ: قَدْ أَبْسَقَتْ قَوْلُهُ: «فَلَا يَبْزُقْ» وَيَجُوزُ يَبْسُقُ وَيَبْصُقُ كُلُّ حَرْفٍ فِيهِ سِينٌ بَعْدَهَا قَافٌ أَوْ طَاءٌ أَوْ غَيْنٌ، فَجَائِزٌ أَنْ تَجْعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا، فَيَجُوزُ سَطْرٌ وَصَطْرٌ، وَسَخْرٌ وَصَخْرٌ، وَسُدْغٌ وَصُدْغٌ، وَسَقَرُ وَصَقَرُ وَزَادُوا فِي الْقَافِ وَزَقَرُ، وَكَذَلِكَ بَسَقَ وَبَصَقَ وَبَزَقَ، كَمَا قَالَ:
[البحر الخفيف]
وَإِذَا مَا الْأَكَسُّ شُبِّهَ بِالْأَرْ ... وَقِ عِنْدَ الْهَيْجَا وَقَالَ الْبُسَاقُ
وَقَالَ رُؤْبَةُ:
[البحر الرجز]
فَبَاتَ وَالنَّفْسُ مِنَ الْحِرْصِ الْفَشَقْ ... فِي الزَّرْبِ لَوْ يَمْضَغُ شَرْبًا مَا بَصَقْ

(3/1124)


بَابُ: قسب

(3/1125)


حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ: أَهْدَيْتُ إِلَى عَائِشَةَ جِرَابًا مِنْ قسْبِ عَنْبَرٍ، قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ خُذِيهِ وَأَعْطِيهِ الْبُرْدَ الْأَحْمَرَ " قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الْقَسْبُ: الشَّدِيدُ الْيَابِسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الرجز]
هَيَّجَهَا لِقَزِبٍ قِسْيَبِّ ... عَلَى بَعِيدِ الْعَوْدِ مُسْلَحِبِّ
عَوْدٍ كَبَطْنِ الْأَيْنِ مُجْلَعِبِّ
الْأَيْنُ: الْحَيَّةُ وَالْقَسِيبُ: صَوْتُ الْمَاءِ تَحْتَ شَيْءٍ يَسْتُرُهُ [ص:1126] قَالَ عَبِيدٌ:
[البحر البسيط]
أَوْ جَدْوَلٍ فِي ظِلَالِ نَخْلٍ ... لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ
وَيُقَالُ: قَدْ قَسَبَ كُلُّ وَادٍ هَهُنَا يَقْسُبُ قُسُوبًا أَيْ سَالَ، وَالرَّجُلُ قِسْيَبٌّ: بَعْدَمَا ضَعُفَ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ

(3/1125)


غَرِيبُ حَدِيثِ سَفِينَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1127)


بَابُ: ظفر

(3/1127)


حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جَمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «الدَّجَّالُ بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ»

(3/1127)


حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «عَيْنِي لَا أَكَادُ أُبْصِرُ بِهَا، وَالْأُخْرَى بِهَا ظَفَرَةٌ، وَمَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا مِنَ النَّظَرِ»

(3/1127)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَحَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: «الْمُتَوَفَّى عَنْهَا لَا تَمَسُّ طِيبًا إِلَّا نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ عِنْدَ طَهَارَتِهَا»

(3/1127)


حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَمَّارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّسَ بِآلَاتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائِشَةُ، فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ "

(3/1128)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ، وَزُهَيْرٌ، وَعُثْمَانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «حَرَامٌ كُلُّ سَبُعٍ ذِي ظُفُرٍ» يَعْنِي مِنَ الطَّيْرِ

(3/1128)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فِي الظُّفُرِ إِذَا اعْوَرَّ خُمُسُ دِيَةِ الْإِصْبَعِ» قَوْلُهُ: «بِعَيْنِهِ ظَفَرَةٌ» : جُلَيْدَةٌ تَغْشَى الْبَصَرَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الظَّفَرَةُ لَحْمَةٌ تَنْبُتُ عِنْدَ الْمَآقِي وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
هَلْ لَكَ فِي عُجَيِّزٍ كَالْحُمَّرَهْ ... بِعَيْنِهَا مِنَ الْبُكَاءِ ظَفَرَهْ
[ص:1129]
قَوْلُهُ: «نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ» هُوَ جِنْسٌ مِنَ الطِّيبِ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَوْلُهُ: «مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ» جَبَلٌ بِالْيَمَنِ وَقَوْلُهُ: «كُلُّ سَبُعٍ ذِي ظُفْرٍ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ظُفْرٌ، وَالْجَمِيعُ أَظْفَارٌ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَظَافِيرُ، وَيُقَالُ: أُظْفُورٌ

(3/1128)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ: كَانَ يُثَقِّلُ (ظُفُّرٍ) وَهِيَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ وَحَمْزَةَ وَأَبِي عَمْرٍو

(3/1129)


وَحَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ قَرَأَ (ظُفْرٍ) بِجَزْمِ الْفَاءِ " وَقَوْلُهُ: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] هُوَ مِنَ الْبَهَائِمِ خِلَافُ النَّاسِ، هُوَ مَا اجْتَمَعَتْ يَدُهُ وَلَمْ تَفَرَّقْ، وَفِي أَطْرَافِهَا كَظُفُرِ الْإِنْسَانِ: النَّعَامَةُ وَالْبَعِيرُ، كَذَا حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

(3/1129)


وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: " {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] : النَّعَامَةُ وَالْبَعِيرُ "

(3/1129)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِمُنْفَرِجِ الْأَصَابِعِ»

(3/1129)


حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَوْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ زَنَمَةٌ كَزَنَمَةِ الدِّيكِ وَالثَّوْرِ» هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَفِي كِتَابِ إِسْحَاقَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، بِالشَّكِّ: مُعَاوِيَةَ أَوْ عِكْرِمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الظُّفُرُ مَا بَيْنَ مَعْقِدِ الْوَتَرِ إِلَى طَرَفِ الْقَوْسِ وَقَالَ الرَّحَّالُ فِي تَخْفِيفِهِ:
[البحر الطويل]
وَيَا لَيْتَ أَنَّ الذِّئْبَ كَانَ مَكَانَهَا ... وَإِنْ كَانَ ذَا نَابٍ حَدِيدٍ وَذَا ظُفُرِ

(3/1130)


بَابُ: ظرف

(3/1131)


حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ هَذِهِ الظُّرُوفِ أَنْ تَشْرَبُوا فِيهَا، فَإِنَّهَا لَا تُحِلُّ وَلَا تُحَرِّمُ»

(3/1131)


حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ شَبِيبٍ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا تَرَى فِي فِتْيَةٍ شَبَبَةٍ ظِرَافٍ نِطَافٍ، قَرَءُوا الْقُرْآنَ، يَشْهَدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ؟ قَالَ: «مَا بَقِيَ مِنْ دَنَاءَةِ الْأَخْلَاقِ إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ» قَوْلُهُ: «نَهَيْنَاكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ» هِيَ الْأَوْعِيَةُ وِعَاءُ كُلِّ شَيْءٍ ظَرْفُهُ قَوْلُهُ: «شَبَبَةٍ ظِرَافٍ» هُوَ ذَكَاءُ الْقَلْبِ يُوصَفُ بِهِ الشَّبَابُ خَاصَّةً، يُقَالُ: ظَرُفَ يَظْرُفُ ظَرْفًا، فِتْيَةٌ ظُرُفٌ، وَنِسْوَةٌ ظِرَافٌ

(3/1131)


بَابُ: فظ

(3/1132)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي حَلْحَلَةَ، أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ، سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: «إِنَّا لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ اسْمُهُ الْمُتَوَكِّلُ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ» قَوْلُهُ: «لَيْسَ بِفَظٍّ» الْفَظُّ: الْخَشِنُ الْكَلَامِ وَقَالَ لَنَا أَبُو نَصْرٍ: الْفَظُّ: الْغَلِيظُ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
لَمَّا رَأَيْنَا مِنْهُمُ مُغْتَاظَا ... تَعْرِفُ فِيهِ اللُّؤْمَ وَالْفِظَاظَا

(3/1132)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ [ص:1133]: أَنَّ الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ بَعَثُوا رَجُلًا يَنْظُرُ مَا فَعَلَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ امْرَأَتَهُ تَقُولُ: فَاظَ وَإِلَهِ يَهُودَ " قَوْلُهُ: «فَاظَ» : أَيْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَقُولُ: فَاظَ الرَّجُلُ وَلَا أَقُولُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
وَالْأَسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لَا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا
وَقَالَ أَيْضًا:
[البحر الرجز]
كَأَنَّهُمْ مِنْ فَائِظٍ مُجَرْجَمِ

(3/1132)


الْحَدِيثُ الثَّانِي

(3/1134)


بَابُ: مد

(3/1134)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُوَضِّئُهُ الْمُدُّ، وَيُغَسِّلُهُ الصَّاعُ "

(3/1134)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ فِي يَوْمِ وَمَدَةٍ وَعِكَاكٍ "

(3/1134)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ شِبْلٍ: «أَصْبَحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ»

(3/1134)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَطَرَ لَيْلَةَ بَدْرٍ، فَكَانَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ دِيمَةً خَفِيفَةً " [ص:1135] قَوْلُهُ: «وَيُوَضِّئُهُ الْمُدُّ» رُبُعُ الصَّاعِ: رِطْلٌ وَثُلُثٌ وَزْنًا، وَرُبُعُ كِيلَجَةٍ وَخُمُسٌ كَيْلًا

(3/1134)


كَذَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: أَعْطَانِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْمُدَّ فَإِذَا فِيهِ رِطْلٌ وَنِصْفٌ " قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مُدٌّ وَأَمْدَادٌ وَمِدَدَةٌ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الرجز]
كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالْغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدَادٍ مِنْ فَحًا مَدْقُوقِ
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُدُدُ: الطِّوَالُ، الْوَاحِدُ مَدِيدٌ قَوْلُهُ: «يَوْمَ وَمَدَةٍ» هُوَ نَدًى مِنَ الْبَحْرِ يَقَعُ عَلَى النَّاسِ , وَقَوْلُهُ: «يَمِيدُونَ» الْمَيْدُ: الْحَرَكَةُ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الطويل]
وَنَاصِرُكَ الْأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعِينَةٌ ... تَمِيدُ إِذَا اسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ الْمُرَنَّحِ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا أَصَابَ الْمَطَرُ الْعَرْفَجَ فَأَثَّرَ فِيهِ، وَتَأْثِيرُهُ أَنْ يَمْأَدَ: يَهْتَزُّ، وَالْمَأْدُ لِلْعَرْفَجِ وَغَيْرِهِ

(3/1135)


وَقَوْلُهُ: «دِيمَةً خَفِيفَةً» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدِّيمَةُ: الْمَطَرُ يَدُومُ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ، وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ، وَالْجَمْعُ الدِّيَمُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُزَنِيِّ: الْمُدَاوَمَةُ: النَّاقَةُ تُدَاوِمُ عَلَى حَلْبَتِهَا، وَيُقَالُ: أَحْمَرُ مُدَمًّى فِي الْجَمَلِ، وَالتَّدْمِيَةُ: أَنْ يَكُونَ أَحَمَّ السَّرَاةِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَمَدَّ الْجُرْحُ يُمِدُّ إِمْدَادًا إِذَا صَارَتْ فِيهِ مِدَّةٌ، وَأَمْدَدْتُ الْقَوْمَ بِرِجَالٍ أَوْ مَالٍ، وَالَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ السُّلْطَانُ مَدَدٌ وَمَدَدْتُهُ فِي غَيِّهِ أَمُدُّهُ مَدًّا إِذَا تَرَكْتُهُ، وَأَمْدَدْتُهُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالسِّلَاحِ، وَقَلَّ مَاءُ الرَّكِيَّةِ فَأَمَدَّتْهَا رَكِيَّةٌ أُخْرَى، وَمَدَّ النَّهْرُ يَمُدُّ مَدًّا، وَمَدَدْتُ الدَّوَاةَ أَمُدُّهَا مَدًّا، وَتَكَلَّمَ فُلَانٌ فَأَمَدَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْ أَعَانَهُ، وَمَدَدْتُ الْإِبِلَ أَمُدُّهَا مَدًّا إِذَا سَقَيْتُهَا الْمَدِيدَ: بَزْرٌ أَوْ دَقِيقٌ أَوْ سِمْسِمٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَدْمَدُ: النَّهْرُ، وَالْمَدْمُدُ: الْحَبْلُ، وَمَدَّ الرَّجُلُ فِي غَيِّهِ، وَالْمَدَدُ: مَا أُمِدَّ بِهِ الْمُحَارِبُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمَادَّةُ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مَدَدًا لِغَيْرِهِ، أَمْدَدْتُ فُلَانًا إِمْدَادًا

(3/1136)


، وَالْمَدِيدُ شَعِيرٌ يُجَشُّ وَيُبَلُّ تُضْفَرُ بِهِ الْإِبِلُ، وَأَمْدَدْتُ الْإِبِلَ مَدًّا، وَهُوَ أَنْ يَسْقِيَهَا الْمَاءَ بِالْبَزْرِ، وَأَمَدَّ الْجُرْحُ يَمِدُّ إِمْدَادًا، وَأَمْدَدْتُ الدَّوَاةَ إِمْدَادًا قَالَ:
بِخَلِيجِ بَحْرٍ مَدَّهُ خَلِيجَانِ
وَيُقَالُ: هُوَ مِنِّي مَدَّ الْبَصَرِ، وَمَدَّ الْعَيْنِ، أَيْ حَيْثُ يَنْتَهِي الْبَصَرُ إِذَا نَظَرَ، وَلَا يَكُونُ لِلْغَايَةِ قَالَ قُحَيْفٌ:
[البحر الوافر]
بَنَاتُ بَنَاتِ أَعْوَجَ مُلْجَمَاتٌ ... مَدَى الْأَبْصَارِ عِلْيَتُهَا الْفِحَالُ
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَتَى فُلَانٌ ابْنَ عَمِّهِ فَمَادَهُ، مَا شِئْتَ مِنْ مَيْدٍ: أَعْطَاهُ ثِيَابًا وَمَتَاعًا وَدَرَاهِمَ

(3/1137)


بَابُ: أدم

(3/1138)


حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «لَيْسَ بِآدَمَ وَلَا أَبْيَضَ أَمْهَقَ»

(3/1138)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «نِعْمَ الْأُدْمُ الْخَلُّ»

(3/1138)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: خَطَبْتُ جَارِيَةً، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»

(3/1138)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَائِلٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: كَانَتْ بِأُسَامَةَ دَمَامَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «قَدْ أُحْسِنَ بِنَا إِذْ لَمْ يَكُنْ جَارِيَةً»

(3/1139)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَيُّمَا أَدِيمٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ»

(3/1139)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلْ مِنْهُ»

(3/1139)


حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ [ص:1140]: أَنَّهَا كَانَتْ تَنْعَتُ مِنَ الدُّوَامِ سَبْعَ عَجَوَاتٍ فِي سَبْعِ غَدَوَاتٍ

(3/1139)


حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: «رَأَيْتُ عَطَاءً يَحُجُّ وَعَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةٌ مِنْ دَوَامٍ كَانَ يَجِدُهُ»

(3/1140)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ يُمْلِي عَلَى كَاتِبٍ لَهُ، فَقَالَ: «أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟» قَالَ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "

(3/1140)


حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَسَى إِنْ أَظْهَرَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ فَقَالَ: الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ "

(3/1140)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا فَلْنُسَمِّ مُحَمَّدًا اسْمًا يَعْلَمُهُ الْوَارِدُ، وَيَصْدُرُ بِهِ الصَّادِرُ، فَقَالُوا: شَاعِرٌ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَا، وَالدَّمِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ " قَوْلُهُ: «لَيْسَ بِآدَمَ» قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْآدَمُ السَّوَادُ، وَالْبَعِيرُ الْآدَمُ: أَشَدُّ بَيَاضًا إِلَّا أَنَّهُ أَسْوَدُ الْحَمَالِيقِ وَالْأَشْفَارِ، قَوِيُّ الْبَصَرِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ظَبْيٌ آدَمُ، وَظِبَاءٌ أُدُمٌ، وَهِيَ الَّتِي تَنْزِلُ الْجِبَالَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْآدَمُ مِنَ الظِّبَاءِ: ذُو الْجُدَّتَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ، وَلَوْنُهُ إِلَى الْحُمْرَةِ قَوْلُهُ: «نِعْمَ الْأُدْمُ الْخَلُّ» كُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَهُ إِلَى الْخُبْزِ فَقَدْ أَدَمْتَهُ بِهِ

(3/1141)


حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ الْأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ [ص:1142]: " أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كِسْرَةً فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً، فَقَالَ: هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: قَالَ: يَأْدِمُ: يَخْلِطُ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الوافر]
بِأَنَّ الْخُبْزَ تَأْدِمُهُ بِزَيْتٍ ... فَذَاكَ أَمَانَةَ اللَّهِ الثَّرِيدُ
وَأَنْشَدَنَا:
[البحر البسيط]
هَلِ الْمَكَارِمُ إِلَّا مَا لَهُ عَلَمٌ ... وَالْمَجْدُ إِلَّا الَّذِي أَسْبَابُهُ الْكَرَمُ
إِلَّا السُّرَى وَفَعَالُ الْمَرْءِ يَأْدِمُهُ ... مِنَ الْمَكَارِمِ مَا فِيهِ لَهُ أُدُمُ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الكامل]
إِنَّ الْأَحَامِرَةَ الثَّلَاثَةَ أَذْهَبَتْ ... جِسْمِي وَكُنْتُ بِهِنَّ قِدْمًا مُولَعَا
الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ السَّمِينُ إِدَامُهُ ... وَالزَّعْفَرَانُ فَقَدْ أَرُوحُ مُبَرْقَعَا
[ص:1143]
قَوْلُهُ: «يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» أَيْ يُتَّفَقَ وَيُقَرَّبَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، كَالْأُدْمِ وَالْخُبْزِ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
[البحر البسيط]
سَقْيًا لَعَهْدِ خَلِيلٍ كَانَ يَأْدُمُ لِي ... زَادِي وَيُذْهِبُ عَنْ زَوْجَاتِيَ الْغَضَبَا
أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: جَعَلْتُ فُلَانًا أَدَمَةَ أَهْلِي، أَيْ: أُسْوَتَهُمْ، وَأَدْمَةَ يَدِي وَيُقَالُ: " أَدِمْ دَلْوَكَ: امْلَأْهَا، وَقَدْ دَامَتِ الدَّلْوُ تَدُومُ وَقَوْلُهُ: «كَانَتْ بِهِ دَمَامَةٌ» الدَّمِيمُ: الْقَصِيرُ وَأَسَاءَ فُلَانٌ وَأَدَمَّ، أَيْ: أَقْبَحَ قَوْلُهُ: «أَيُّمَا أَدِيمٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ» وَالْجَمْعُ أُدُمٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْفَرْوَةُ: الَّتِي تَلِي الشَّعْرَ، وَالْبَشَرَةُ: مَا يَلِي اللَّحْمَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَا يَلِي اللَّحْمَ: الْأَدَمَةُ، وَمَا يَلِي الشَّعْرَ: الْبَشَرَةُ، وَيُقَالُ [ص:1144]: عِنَانٌ مُبْشَرٌ لِلَّذِي تَظْهَرُ بَشَرَتُهُ، وَمُؤْدَمٌ لِلَّذِي تَظْهَرُ أَدَمَتُهُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ» حُجَّةٌ لِأَبِي زَيْدٍ، لِأَنَّهَا إِنَّمَا تُلْزِقُ جِلْدَهَا الَّذِي يَلِي الشَّعْرَ بِجِلْدِهَا وَقَوْلُهُمْ: بَشَرْتُ الْأَدِيمَ حُجَّةٌ لِلْأَصْمَعِيِّ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُبْشَرُ مِنْ بَاطِنِهِ، وَمَا يَلِي اللَّحْمَ

(3/1141)


حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخْتَارٍ: أَنَّ نَجَبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، زَوَّجَ ابْنَتَهُ الْحَارِثَ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ جَهِّزِيهَا إِلَيْهِ، فَابْنَتُكِ الْمُؤْدَمَةُ الْمُبْشَرَةُ " قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَامِلِ: إِنَّهُ لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إِذَا جَمَعَ شِدَّةً وَلِينًا، لِأَنَّهُ جَمَعَ لِينَ الْأَدَمَةِ وَخُشُونَةَ الْبَشَرَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا يُعَاتَبُ الْأَدِيمُ ذُو الْبَشَرَةِ، أَيْ يُعَادُ فِي الدِّبَاغِ، يَقُولُ: إِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ يُرْجَى، وَمَنْ بِهِ قُوَّةٌ أَوْ مُسْكَةٌ، وَفُلَانَةُ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: أَيْ تَامَّةٌ فِي كُلِّ وَجْهٍ

(3/1144)


وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَدْنَانَ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فُلَانٌ مُؤْدَمٌ: مُبْشَرٌ، أَيْ هُوَ جَامِعٌ يَصْلُحُ لِلشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ وَفُلَانٌ أَدَمَةُ بَنِي أَبِيهِ، وَقَدْ أَدَمَهُمْ فَهُوَ يَأْدُمُهُمْ وَهُوَ الَّذِي يُعَرِّفُهُمُ النَّاسَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْأَيَادِيمُ: الْوَاحِدَةُ إِيدَامَةٌ، وَهِيَ مُتُونُ الْأَرْضِ قَالَ:
[البحر البسيط]
كَمَا رَجَا مِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ إِذْ وَقَدَتْ ... عَطْشَانُ رَيْعَ سَرَابٍ بِالْأَيَادِيمِ
وَالْيَأْدَمَانِ: نَبْتٌ بِنَجْدٍ فِي بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ مُتَسَطِّحًا كَمَا يَنْبُتُ الْخَطْمِيُّ، وَالْمَالُ - يَعْنِي الْإِبِلَ - تَرْعَاهُ فَإِذَا يَبِسَ فَلَا خَيْرَ فِيهِ وَقَالَ أَبُو صَاعِدٍ: لَهُ قُفٌّ جَيِّدٌ إِلَّا أَنَّ الرِّيحَ تُطِيرُهُ سَرِيعًا وَقَوْلُهُ: «لَا تَبُولَنَّ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْمَاءُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَجْرِي، قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا

(3/1145)


وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، دَامَ الْمَاءُ يَدُومُ دَوْمًا: إِذَا ثَبَتَ لَا يَجْرِي وَقَدْ صَامَ صَوْمًا مِثْلُهُ، وَيُقَالُ: أَدِمْ قِدْرَكَ: أَيْ سَوِّطْهَا حَتَّى تَسْكُنَ، وَأَدِمْ لِفُلَانٍ كَرَامَتَهُ: أَيْ أَثْبِتْهَا، وَدَوَّمَ الطَّائِرُ فِي السَّمَاءِ: إِذَا جَعَلَ يَدُومُ، وَدَوَّى فِي الْأَرْضِ: إِذَا دَارَ، مِثْلُهُ فِي السَّمَاءِ وَدَوَّمَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِهِ: إِذَا دَارَتْ، وَاسْتَوَى النَّاسُ فَصَارُوا كَدُوَّامَةِ الْوَلِيدِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: أَدِيمِي قِدْرَكِ وَدَوِّمِي قِدْرَكِ: وَهُوَ أَنْ تَتْرُكَهَا إِذَا نَضِجَتْ عَلَى النَّارِ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الطويل]
تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فَنُدِيمُهَا ... وَنَفْثَؤُهَا عَنَّا إِذَا حَمْيُهَا غَلَا
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: التَّدْوِيمُ: أَنْ تَدُومَ الْحَدَقَةُ كَأَنَّهَا فَلْكَةٌ، يُقَالُ: دَوَّمَتْ عَيْنُهُ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
تَيْهَاءُ لَا يَنْجُو بِهَا مَنْ دَوَّمَا ... إِذَا عَلَاهَا ذُو انْقِبَاضٍ أَجْذَمَا

(3/1146)


قَوْلُهُ: «تَنْعَتُ مِنَ الدُّوَامِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " يُقَالُ: أَخَذَ فُلَانًا دُوَامٌ، إِذَا أَخَذَهُ دُوَارٌ " قَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَالدَّامُ: اسْمُ بَلَدٍ ذَكَرَهُ طُفَيْلٌ فَقَالَ:
[البحر الطويل]
وَنِعْمَ النَّدَامَى هُمُ غَدَاةَ رَأَيْتُهُمْ ... عَلَى الدَّامِ تَجْرِي خَيْلُهُمْ وَتُوَدَّبُ
وَالدَّأْمَاءُ: الْأَرَنْدَجُ جِلْدٌ وَيُقَالُ: الدَّأْمَاءُ: الْبَحْرُ قَوْلُهُ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الدَّوْمُ: شَجَرُ الْمُقْلِ وَالدَّوْمُ: الْعِظَامُ مِنَ السِّدْرِ، وَالْعُبْرِيَّةُ أَصْغَرُ مِنَ الدَّوْمَةِ، وَالسِّدْرُ أَصْغَرُ مِنْهُ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الدَّوْمُ: ضِخَامُ الشَّجَرِ مَا كَانَ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الوافر]
زَجَرْنَ الْهِرَّ تَحْتَ ظِلَالِ دَوْمٍ ... وَنَقَّبْنَ الْعَوَارِضَ بِالْعُيُونِ
وَقَالَ طُفَيْلٌ:
أَظُعْنٌ بِصَحْرَاءِ الْغَبِيطَيْنِ أَمْ نَخْلُ ... بَدَتْ لَكَ أَمْ دَوْمٌ بِأَكْمَامِهَا حِمْلُ

(3/1147)


أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الدُّمْدُمُ: مَا يَبِسَ مِنَ الْكَلَأِ وَالشَّجَرِ، وَالدَّمَادِمُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ الْقَطِرَانَ يَسِيلُ مِنَ السَّلَمِ وَالسَّمُرِ أَحْمَرُ، الْوَاحِدُ دِمْدِمٌ، وَهُوَ جَيِّدٌ، وَهُوَ حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ، يَعْنِي شَجَرَهُ قَالَ أَبُو الْخَرْقَاءِ: تَقُولُ للشَيْءِ تَدْفِنُهُ: قَدْ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ، أَيْ سَوَّيْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِيدَامَةُ: الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ غَيْرُ الْحِجَارَةِ، وَجِمَاعُهَا الْأَيَادِيمُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
[البحر البسيط]
كَأَنَّهُنَّ ذُرَى هَدْيٍ مُجَوَّبَةٍ ... عَنْهَا الْجِلَالُ إِذَا ابْيَضَّ الْأَيَادِيمُ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدَّيْمُومَةُ: الْقَفْرُ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْجَمِيعُ دَيَامِيمُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كَأَنَّنَا وَالْقِنَانَ الْقُودَ يَحْمِلُنَا ... مَوْجُ الْفُرَاتِ إِذَا الْتَجَّ الدَّيَامِيمُ
وَالدِّمَامُ: مَا لُطِخَ عَلَى ظَاهِرِ الْعَيْنِ وَالدَّمْدَمَةُ: الْهَلَاكُ {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ} [الشمس

(3/1148)


: 14] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ} [الشمس: 14] : أَرْجَفَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهُذَلِيِّ: الدِّمَامُ مِنَ السَّحَابِ، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ، وَهِيَ الْإِبْرِدَةُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالْمُدَمَّى: الْأَحْمَرُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَإِنْ كَانَ مِنْهُ غَيْرُهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ مُشْبَعًا فَهُوَ مُقَدَّمٌ، وَالْمَدْمُومُ: الْمَطْلِيُّ بِأَيِّ لَوْنٍ كَانَ وَالدُّوَدِمُ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الدُّوَدِمُ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرِ لَيْسَ بِصَمْغٍ، هُوَ ضِمَادٌ، وَدُوَدِمُ الطَّلْحِ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ، وَهُوَ الْحَذَالُ أَبْيَضُ كُلُّهُ وَدُوَدِمُ السَّمُرُ يَتَغَرَّى بِهِ النَّاسُ، وَتَكْرَهُهُ الْجِنُّ، يُجْعَلُ عَلَى الْمَوْلُودِ، وَيُجْعَلُ أَيْضًا عَلَيْهِ إِهَابُ الثَّعْلَبِ وَإِهَابُ الْهِرِّ قَالَ:
[البحر الرجز]

(3/1149)


إِلَيْكَ جُنَّ الْعَشَرَهْ ... إِنَّ عَلَيْهِ نُفَرَهْ
ثَعَالِبًا وَهِرَرَهْ ... وَحِيضًا مِنْ سَمُرَهْ
وَقِطْعَةً مِنْ نَمِرَهْ
وَقَوْلُهُ: «لَا، وَالدَّمِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ» قَالَ: هِيَ يَمِينٌ كَانَ يُحْلَفُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

(3/1150)


الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

(3/1151)


بَابُ: شط

(3/1151)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هَارُونَ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنْ سَفِينَةَ: «أَنَّهُ أَشَاطَ دَمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا»

(3/1151)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا ظَبْيَانُ بْنُ عُمَارَةَ: شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: «شَاطَ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِ الْمُغِيرَةِ»

(3/1151)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ: «الْقَسَامَةُ لَا تُشِيطُ الدَّمَ»

(3/1151)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: «رَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ»

(3/1152)


حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ: «لَا يَسْقِي رَجُلٌ رَجُلًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلَّا زَحْزَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ جَهَنَّمَ شَوْطَ فَرَسٍ»

(3/1152)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَوْلُهُ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] قَالَ: «نَبَاتَهُ وَفُرُوخَهُ»

(3/1152)


حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: «فِي كُلِّ شَيْءٍ إِسْرَافٌ حَتَّى فِي الْوُضُوءِ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»

(3/1152)


حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ [ص:1153]، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا، وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطٌّ أَنْتَ عَلَيَّ بِقُوَّتِكَ فَتَقْطَعَنِي؟ أَوْ أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتُ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطٌّ عَلَيْكَ بِقُوَّتِي؟ " قَوْلُهُ: «أَشَاطَ جَزُورًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَشَاطَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا أَهْلَكَهُ، وَأَشَاطَ دَمَهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: أَشَاطَ دَمَهُ، وَأَشَاطَ بِدَمِهِ: إِذَا عَرَّضَهُ لِلْقَتْلِ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الخفيف]
نُطْعِمُ الْجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِنَ الْكُومِ ... وَلَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الْجَزُورَا
قَوْلُهُ: «شَاطَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِ الْمُغِيرَةِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: شَاطَ الرَّجُلُ يَشِيطُ: إِذَا هَلَكَ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر البسيط]
[ص:1154]
وَنَطْعَنُ الْعَيْرَ فِي مَكْنُونِ فَائِلِهِ ... وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا الْبَطَلُ
قَوْلُهُ: «الْقَسَامَةُ لَا تُشِيطُ الدَّمَ» يَقُولُ: لَا تُهْلِكُهُ وَلَا تُبْطِلُهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: شَاطَتِ الْجَزُورُ: إِذَا لَمْ يَبْقَ فِيهَا نَصِيبٌ إِلَّا قُسِمَ، وَشَاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ: إِذَا نَضَجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ، وَشَاطَتِ الْقِدْرُ: احْتَرَقَتْ وَقَوْلُهُ: «ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَاطَ يَشُوطُ شَوْطًا: إِذَا عَدَا شَوْطًا " وَقَوْلُهُ: «شَوْطَ فَرَسٍ» الشَّوْطُ: جَرْيُ الْفَرَسِ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الْغَايَةِ، وَالْجَمْعُ أَشْوَاطٌ وَقَوْلُهُ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29]

(3/1152)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] «جَوَانِبَهُ»

(3/1154)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] مَا يَخْرُجُ بِجَنْبِ الْحَقْلَةِ فَيُتِمُّ "

(3/1154)


وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: " {شَطْأَهُ} [الفتح: 29] : طَرَفَهُ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: شَطْءُ السُّنْبُلِ: تُنْبِتُ الْحَبَّةَ عَشْرًا وَثَمَانِيًا، فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] فِرَاخَهُ، أَشْطَأَ الزَّرْعُ فَهُوَ مُشْطِئٌ إِذَا فَرَّخَ قَوْلُهُ: «وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: شَاطِئُ الْوَادِي شَطُّ الْوَادِي: وَهُوَ ضَفَّةُ الْوَادِي، وَعُدْوَتُهُ، وَالشَّطُّ: شِقُّ السَّنَامِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّطُوطُ مِنَ الْإِبِلِ: الضَّخْمَةُ السَّنَامِ، وَالْجَمِيعُ شَطَائِطُ وَالْمَشَائِطُ: اللَّوَاتِي يُسْرِعْنَ السِّمَنَ مِنَ الْإِبِلِ نَاقَةٌ مِشْيَاطٌ قَالَ:
[البحر الرجز]

(3/1155)


قَدْ طَلَّحْتُهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ ... فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وَفَارِطُ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الرجز]
كَانَ تَحْتَ دِرْعِهَا الْمُنْعَطِّ ... شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَهُ بِشَطِّ
قَوْلُهُ: «أَشَاطٌّ عَلَيَّ بِقُوَّتِكَ» يَقُولُ: الشَّطَطُ: مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ، وَأَشَطَّ إِشْطَاطًا إِذَا جَارَ فِي قَضَائِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] : مِنْ أَشْطَطْتَ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] لَا تَجُرْ يَقُولُ بَعْضُ الْعَرَبِ: شَطَطْتَ عَلَيَّ فِي السَّوْمِ، وَأَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ أَشْطَطْتَ، وَلَوْ قَرَأَ قَارِئٌ «وَلَا تَشْطِطْ» كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى مَعْنَى التَّبَاعُدِ، الْعَرَبُ تَقُولُ: شَطَّتِ الدَّارُ، أَيْ: تَبَاعَدَتْ تَشُطُّ وَتَشِطُّ

(3/1156)


وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] أَيْ تُسْرِفْ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَلَا يَا لَقَوْمٍ قَدْ أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... وَيَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بِحَقِّيَ بَاطِلِي
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر المتقارب]
تَشِطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا ... وَلَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَطَّتْ دَارُكَ تَشِطُّ شَطًّا إِذَا بَعُدَتْ , وَشَطَأَ الرَّجُلُ النَّاقَةَ يَشْطَؤُهَا إِذَا شَدَّهَا بِالرَّحْلِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: فِي الثَّوْبِ شَطَطٌ: إِذَا كَانَ أَحَدُ الْجَانِبَيْنِ أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ، وَاشْتَطَّتِ الدَّارُ: تَبَاعَدَتْ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ:
[البحر البسيط]
شَطَّ الْمَزَارُ بِجَدْوَى وَانْتَهَى الْأَمَلُ ... فَلَا خَيَالٌ وَلَا عَهْدٌ وَلَا طَلَلُ
[ص:1158]
وَالشَّطَاطُ: الْبُعْدُ وَالْغَوْلُ وَالنَّازِحُ، وَالشَّطِيرُ، وَالشَّاسِعُ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الخفيف]
فَلَئِنْ شَطَّ بِي الْمَزَارُ لَقَدْ أَضْـ ... ـحَى قَلِيلُ الْهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ

(3/1157)


بَابُ: طش

(3/1159)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، يَقُولُ: كَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «كُلْ مِمَّا يَلِيكَ»

(3/1159)


حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّهُ انْطَلَقَ يَوْمَ جُمُعَةٍ يَمْشِي فِي طَشٍّ وَمَطَرٍ»

(3/1159)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَوْلُهُ: " {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [الأنفال: 11] قَالَ: طَشُّ يَوْمِ بَدْرٍ " قَوْلُهُ: «كَانَتْ يَدِي تَطِيشُ» الطَّيْشُ: خِفَّةٌ تُصِيبُ الْإِنْسَانَ، طَاشَ يَطِيشُ طَيْشًا

(3/1159)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ رَقَبَةَ: سُئِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: مَا حَدُّ السُّكْرِ؟ قَالَ: «إِذَا طَاشَتْ رِجْلَاهُ، وَاخْتَلَطَ كَلَامُهُ» قَوْلُهُ: «يَمْشِي فِي طَشٍّ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّشُّ قَطَرَاتٌ ثُمَّ تَذْهَبُ، طَشَّتْ تَطِشُّ طَشًّا، وَأَصَابَنَا طَشَاشٌ وَرَشَاشٌ

(3/1160)


بَابُ: شطب

(3/1161)


حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: «ابْنِي مَبِيتُهُ كَمَسَلِّ الشَّطْبَةِ»

(3/1161)


حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ: حَمَلَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ " قَوْلُهُ: «كَمَسَلِّ الشَّطْبَةِ» السَّعَفَةِ الْجَمِيعُ شَطْبٌ، أَرَادَتْ أَنَّهُ مَهْزُولٌ، فَكَأَنَّهُ فِي مَبِيتِهِ سَعَفَةٌ فِي دِقَّتِهَا، وَالشَّوَاطِبُ: النِّسَاءُ يُشَقِّقْنَ السَّعَفَ [ص:1162] قَوْلُهُ: «فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ،» أَيْ لَمْ يَبْلُغْهُ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: شُطَبُ السَّيْفِ وَشُطُبُهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّيْفُ الْمُشَطَّبُ الَّذِي فِيهِ طَرَائِقُ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مُنْحَدِرَةً وَمُرْتَفِعَةً

(3/1161)


بَابُ: بطش

(3/1163)


حَدَّثَنَا عَفَّانُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ: سَمِعْتُ عَامِرًا، سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ انْتَزَعَ مِنْ رَجُلٍ ثَوْبَهُ، فَبَطَشَ بِهِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أَخَذْتُهُ بِحَقٍّ لِي عَلَيْهِ , قَالَ: يُدْرَأُ عَنْهُ " قَوْلُهُ: «بَطَشَ بِهِ» الْبَطْشُ: التَّنَاوُلُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَالْأَثْرَمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: بَطَشَ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَرَفْعِهَا

(3/1163)


الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

(3/1164)


بَابُ: جذل

(3/1164)


حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هَارُونَ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنْ سَفِينَةَ: «أَنَّهُ أَشَاطَ دَمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ، فَأَنْهَرَ الدَّمَ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا»

(3/1164)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنْ كَانَ لِلَّهِ تَعَالَى خَلِيفَةٌ فَضَرَبَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فَأَطِعْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ»

(3/1164)


حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ عُمَرُ: " قَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: «أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ»

(3/1164)


قَوْلُهُ: «أَشَاطَ جَزُورًا بِجِذْلٍ» وَقَوْلُهُ: «وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلٍ» هُوَ أَصْلُ الشَّجَرَةِ، وَمِثْلُهُ: «أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ» وَهُوَ تَصْغُيرُ جِذْلٍ وَسَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: جِذْلُ النَّخْلَةِ: يُنْصَبُ فِي مِرْبَدِ الْإِبِلِ تَحْتَكُّ بِهِ الْإِبِلُ، لَتُلْقِي حَلَمَهَا وَمَا تَشَعَّثَ مِنْ أَوْبَارِهَا مَكَانَهُ قَالَ: عَلَيَّ يَدُورُ الْأَمْرُ، وَبِرَأْيِي يُسْتَشْفَى كَمَا تَسْتَشْفِي الْإِبِلُ بِالْجِذْلِ الَّذِي تَحْتَكُّ بِهِ قَالَ الْأَخْفَشُ: الْجِذْلُ: الْعُودُ، وَهُوَ أَصْلُ الشَّجَرَةِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
[البحر الطويل]
عَلَى أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ خُوَيْلِدًا ... تَنَكَّرَ حَتَّى عَادَ أَسْوَدَ كَالْجِذْلِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الطويل]
يُصَلِّي بِهَا الْحِرْبَاءُ لِلشَّمْسِ مَاثِلًا ... عَلَى الْجِذْلِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُكَبِّرُ
وَجَمْعُ جِذْلٍ أَجْذَالٌ قَالَ:
[البحر الكامل]
فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشُّهُورِ عَلَامَةً ... قَدَرًا فَبَيَّنَ نِصْفَهَا وَهِلَالَهَا
مَا كُنْتُ فِي الْحَرْبِ الْعَوَانِ مُغَمَّرًا ... إِذْ شَبَّ حَرُّ وَقُودِهَا أَجْذَالَهَا

(3/1165)


وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِذْلُ الْحَرْبِ: الَّذِي يَلْزَمُهَا وَيَكُونُ فِيهَا وَقَالَ: تَجَاذَلَ النَّاسُ الْحَرْبَ، وَهِيَ الْمُعَادَاةُ وَالْمُطَاعَنَةُ، وَالْجَذَلُ: الْفَرَحُ، جَذِلَ جَذَلًا، وَرَجُلٌ جَذْلَانٌ وَجَذِلٌ وَقَالَ:
[البحر الطويل]
أُرَانِي إِذَا مَا أَنْكَرَ الْكَلْبُ أَهْلَهُ ... أُفَدَّى وَحِينَ الْكَلْبُ جَذْلَانُ يَأْجِجُ
قَوْلُهُ: «أُرَانِي إِذَا مَا أَنْكَرَ الْكَلْبُ أَهْلَهُ» يُرِيدُ إِذَا مَا لَبِسُوا السِّلَاحَ لِلْحَرْبِ: أَنْكَرَهُمُ الْكَلْبُ إِذَا رَآهُمْ فِي غَيْرِ صُوَرِهِمْ، فَحِينَئِذٍ أُفَدَّى لِأَنِّي أُقَاتِلُ عَنْهُمْ وَأَدْفَعُ - أَيْضًا - حِينَ الْكَلْبُ جَذْلَانُ يَأْجِجُ يَقُولُ: فِي الْجذْبِ أَيْضًا إِذَا مُوِّتَتِ الْإِبِلُ أَكَلَ الْكَلْبُ لُحُومَهَا فَهُوَ جَذْلَانُ فَرِحٌ فَقَوْمِي - أَيْضًا - فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُفَدُّونَنِي لِأَنِّي أُعْطِيهِمْ وَأَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ [ص:1167] وَالْجَذْلُ: الِانْتِصَابُ: جَذَلَ يَجْذُلُ جُذُولًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
وَقَدْ أَسْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ بَاتَ جَاذِلًا ... لَهُ فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحَاوِحُ

(3/1166)


بَابُ: لجذ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَجِذَ الْكَلْبُ الْإِنَاءَ يَلْجَذُهُ لَجْذًا: إِذَا لَحِسَهُ مِنْ بَاطِنٍ قَالَ الْعِجْلِيُّ:
[البحر الطويل]
لَجِذْتَهُمُ حَتَّى إِذَا سَافَ مَالُهُمْ ... أَتَيْتَهُمُ مِنْ قَابِلٍ تَتَجَذَّفُ
فِي كِتَابِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: مِنْ قَاذِفٍ، مَوْضِعَ قَابِلٍ

(3/1168)


بَابُ: جلذ الْجُلْذِيَّةُ الشَّدِيدَةُ قَالَ:
[البحر المتقارب]
فَقَرِّبْ لِرَحْلِكَ جُلْذِيَّةً ... هَبُوبَ السُّرَى لَا تَمَلُّ النَّصِيصَا
قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجُلْذِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ الشَّدِيدَةُ

(3/1169)


بَابُ: جذ

(3/1170)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «جُذُّوهُمْ جَذًّا»

(3/1170)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الْأُرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ»

(3/1170)


حَدَّثَنَا خَتَنُ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَقَدْ جَذَا مَنْخِرَاهُ، وَشَخَصَتْ عَيْنُهُ، فَعَرَفْنَا فِيهِ الْمَوْتَ»

(3/1170)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ [ص:1171]: أَتَيْتُ مَنْزِلَ أَنَسٍ يَوْمَ الشَّكِّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ شَرِبَ جَذِيذَتَهُ وَخَرَجَ إِلَى حَوَائِجِهِ "

(3/1170)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يُجْذُونَ حَجَرًا قَالَ: عُمَّالُ اللَّهِ تَعَالَى أَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ " قَوْلُهُ: «جُذُّوهُمْ جَذًّا» الْجَذُّ: الْقَطْعُ جَذَذْتُ الْحَبْلَ فَانْجَذَّ وَقَوْلُهُ: «الْمُجْذِيَةُ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْجَاذِي عَلَى قَدَمَيْهِ، وَالْجَاثِي عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتِهِ وَهُوَ الِانْتِصَابُ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَذْوُ يُبْسُ الرُّسْغِ وَانْتِصَابُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: «دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ جَذَا مِنْخَرَاهُ» أَيِ انْتَصَبَ وَامْتَدَّ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَكْرِيِّ: يُقَالَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ يَمُوتُونَ أَوْ يُقْتَلُونَ كَأَنَّمَا تَجَاذَوْا عَلَى نَصْبِ حَجَرٍ [ص:1172]. وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: تَجَذَّيْتُ يَوْمِي أَجْمَعَ، أَيْ دَأَبْتُ، وَتَجَذَّتِ الْمَرْأَةُ عَلَى النَّسْجِ يَوْمَهَا أَجْمَعَ. وَقَالَ الْبَكْرِيُّ: التَّجَاذِي أَنْ يَتَجَاذَى الْقَوْمُ لِلرُّكَبِ لِلْخُصُومَةِ وَقَوْلُهُ: «وَقَدْ شَرِبَ جَذِيذَتَهُ» يُرِيدُ السَّوِيقَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا سَمِنَ سَنَامُ وَلَدِ النَّاقَةِ قِيلَ: قَدْ أَجْذَى وَهُوَ مُجْذٍ إِجْذَاءً وَإِجْذَاؤُهُ: ارْتِفَاعُهُ، وَأَجْذَى الصَّبِيَّ أَبُوهُ عَلَى يَدِهِ: إِذَا حَمَلَهُ وَقَوْلُهُ: «يُجْذُونَ حَجَرًا» أَيْ يَرْفَعُونَ لِيَعْلَمُوا أَيُّهُمْ أَقْوَى وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} [القصص: 29] أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، يُقَالُ: جِذْوَةٌ، وَجُذْوَةٌ، وَجَذْوَةٌ. أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: جِذْوَةٌ وَجُذْوَةٌ [ص:1173]. وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: جِذْوَةٌ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْحَطَبِ مِثْلُ الْجِذْمَةِ مِنْ أَصْلِ الشَّجَرِ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
[البحر الكامل]
يُوَفَّى عَلَى جِذْمِ الْجُذُولِ كَأَنَّهُ ... خَصِمٌ أَبَرَّ عَلَى الْخُصُومِ يَلَنْدَدُ
وَذَأَجْتُ السِّقَاءَ: خَرَقْتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ذَأَجَهُ إِذَا ذَبَحَهُ، وَذَأَجَ مِنَ الشَّرَابِ إِذَا شَرِبَ يَذْأَجُ ذَأْجًا وَالْجَأْذُ شُرْبُ خَمْرٍ أَوْ نَبِيذٍ، يُقَالُ: جَأَذَ يَجْأَذُ جَأْذًا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْجَذْوَةُ: أَصْلُ الشَّجَرَةِ الْغَلِيظَةِ وَالْجِذْلُ: مَا كَانَ مِنَ الْعِيدَانِ عَلَى مِثْلِ شَمَارِيخِ النَّخْلِ

(3/1171)


بَابُ: ناجذ

(3/1174)


حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ ذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: «فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ»

(3/1174)


حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ: النَّوَاجِذُ أَرْبَعَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تَنْبُتُ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا يَبْلُغُ [ص:1175] أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّوَاجِذُ أَقْصَى الْأَضْرَاسِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَدْنَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ: أَقْصَى الْأَضْرَاسِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو:
[البحر الكامل]
لَمَّا رَآنِي قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ ... أَبْدَى نَوَاجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ
وَأَنْشَدَنَا سَعْدَانُ:
[البحر الخفيف]
رُبَّ مُسْتَلْحِمٍ عَلَيْهِ ظِلَالُ الْمَوْ ... تِ لَهْفَانَ جَاهَدٍ مَجْهُودِ
خَارِجٍ نَاجِذَاهُ قَدْ بَرَدَ الْمَوْ ... تُ عَلَى مُصْطَلَاهُ أَيَّ بُرُودِ
وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا الْقَوْلَ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:
[البحر الرجز]
إِنَّا لَعَطَّافُونَ خَلْفَ الْمُسْلِمِ ... إِذَا الْعَوَالِي أَخْرَجَتْ أَقْصَى الْفَمِ
وَيُقَالُ: النَّوَاجِذُ اللَّوَاتِي خَلْفَ الْأَنْيَابِ، وَقَوَّى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:
[البحر الطويل]
كَأَنَّهُ بِقَارِحِهِ مِنْ خَلْفِ نَاجِذِهِ شَجِي
[ص:1176]
وَهَذَا التَّفْسِيرُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ أَكْثَرُ مَا يُرْوَى عَنْهُ التَّبَسُّمُ، وَبُدُوُّ النَّوَاجِذِ لَا يَبْدُو إِلَّا مِنِ اسْتِغْرَابِ الضَّحِكِ

(3/1174)


بَابُ: جبت

(3/1177)


حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «الْعِيَافَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ» قَوْلُهُ: «مِنَ الْجِبْتِ» الْجِبْتُ: السِّحْرُ، وَهُوَ - أَيْضًا - الْكَاهِنُ، وَهُوَ الصَّنَمُ، وَهُوَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ

(3/1177)


حَدَّثَنِي مُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ عُمَرَ: الْجِبْتُ «السِّحْرُ»

(3/1177)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: " الْجِبْتُ: الشَّيْطَانُ "

(3/1177)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " الْجِبْتُ: الْكَاهِنُ "

(3/1177)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «الْجِبْتُ وَالطَّاغُوتِ صَنَمَانِ»

(3/1178)


وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: «الْجِبْتُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ»

(3/1178)


أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «الْجِبْتُ كُلُّ معَبُّودٍ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَيْطَانٍ» قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْجِذْرُ: أُصُولُ الْأَسْنَانِ، وَالْجِذْرُ أُصُولُ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر البسيط]
مِنْ قُرْبِ غُولٍ إِذَا عَايَنْتَهَا كَشَرَتْ ... عَنْ مِثْلِ جِذْرِ ثَنَايَا الْأَعْقَدِ الْهَرَمِ
وَاصْرُخْ إِلَى اللَّهِ يَجْعَلْهَا بِقُوَّتِهِ ... فِي فَضْلِ حَبْلِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ وَاعْتَصِمِ

(3/1178)


بَابُ: ثجر

(3/1179)


حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَ بِهِ جُنُونٌ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِثُجْرَتِهِ فَقَالَ: «اخْرُجْ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»

(3/1179)


حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ صُبَيْحٍ أَبِي الْعَلَاءِ: «دَخَلْتُ عَلَى أَنَسٍ فَإِذَا بَيْنَهُ جَرَّةٌ خَضْرَاءُ قَدْ نُبِذَ لَهُ فِيهَا، وَضُرِبَ عَلَيْهَا بِثَجِيرٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الثُّجْرَةِ، وَالْمِثْجَرَانِ: الْخَرْقَانِ اللَّذَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا النَّفَسُ قَوْلُهُ: «فَأَخَذَ بِثُجْرَتِهِ» يَعْنِي مُجْتَمَعِ النَّحْرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الثُّجَرُ سِهَامٌ عِرَاضٌ، وَالثُّجَرُ مِنَ النَّبَاتِ: الْقِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ، الْوَاحِدَةُ ثُجْرَةٌ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
[البحر البسيط]
[ص:1180]
وَالْعَيْرُ يَنْفُخُ فِي الْمِكْتَانِ، قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحَافِلُهُ وَالْعِضْرِسِ الثُّجَرِ
وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: عَنِ التَّمِيمِيِّ: يُقَالُ: إِنَّ فِي لَحْمِهِ لَثَجِيرًا، أَيْ رَخَاوَةً، وَهُوَ مِنَ السُّهَامِ وَقَالَ: الْمُثَجَّرُ: عُودٌ ذُو أَنَابِيبَ قَالَ:
[البحر الطويل]
كَأَنَّ اهْتِزَامَ الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَهُ ... إِذَا حَنَّ فِيهِ الْخَيْزُرَانُ الْمُثَجَّرُ
وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الثَّجِيرَى مِنَ الرِّجَالِ: الْمُخْتَالُ، قَالَ:
[البحر الطويل]
هُمُ خَلَطُونِي بِالنُّفُوسِ وَأَشْفَقُوا ... عَلَيَّ وَرَدُّوا لِيَ الثَّجِيرَى الْمُؤَمَّرَا

(3/1179)


بَابُ: ثبج

(3/1181)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنِ ابْنِ غُنْمٍ، عَنْ عُبَادَةَ، قَالَ: «لَيُوشِكُ أَنْ تَرَى الرَّجُلَ، مِنْ ثَبَجِ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، لَا يَجُوزُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَجُوزُ رَأْسُ الْحِمَارِ» قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ: الثَّبَجُ: وَسَطُ الظَّهْرِ وَوَسَطُ كُلِّ شَيْءٍ ثَبَجُهُ

(3/1181)


غَرِيبُ مَا رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1182)


بَابُ: شسع

(3/1182)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى مَنْظُورٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ، فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ، فَذَهَبَ يُسَدِّدُهُ فِي نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «هَذَا أَثَرَةٌ، وَلَا أُحِبُّ الْأَثَرَةَ» قَوْلُهُ: «شِسْعٌ» : هُوَ مَعْرُوفٌ يُقَالُ: شَسَّعْتُ النَّعْلَ تَشْسِيعًا، وَأَشْسَعَهَا إِشْسَاعًا، وَالشَّاسِعُ: الْمَكَانُ الْبَعِيدُ، شَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعًا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَسَّعْتُ النَّعْلَ - مُشَدَّدٌ - تَشْسِيعًا، وَلَا تَقُولُ: أَشْسَعْتُهَا بِأَلْفٍ، وَشَرَكْتُهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَرَّكْتُهَا وَأَشْرَكْتُهَا وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو:
[ص:1183]
[البحر الوافر]
تَرَى الرِّيطَ الْيَمَانِيَ دَانِيَاتٍ ... عَلَى أَقْدَامِهِمْ فَوْقَ الشُّسُوعِ
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشِّسْعُ: بَقِيَّةُ الْمَالِ قَالَ:
[البحر الوافر]
عَدَانِي عَنْ بَنِيَّ وَشِسْعِ مَالِي ... حِفَاظٌ شَفَّنِي وَدَمٌ ثَقِيلُ

(3/1182)


غَرِيبُ حَدِيثِ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1184)


بَابُ: غق

(3/1184)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ: " ذَكَرَ الْوُقُوفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْعَرَقِ، فَقَالَ: أَجْوَافُهُمْ غَقٌّ غَقٌّ " يُقَالُ: غَقَّ الْقِدْرُ يَغِقُّ: إِذَا غَلَا وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: غَيَّقَ بَصَرِي ذَلِكَ الْأَمْرُ، وَهُوَ أَنْ يُمِيجَهُ: يَجِيءُ وَيَذْهَبُ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
قَدْ عَلِمَ الْمُخْتَارُ إِذْ جَدَّ الْجِبَى ... مَنِ الَّذِي غَيَّقَ تَغْيِيقَ الصِّبَا
قَالَ:
[البحر الرمل]
وَازْجُرُوا الطَّيْرَ فَإِنْ مَرَّ بِكُمْ ... نَاغِقٌ يَهْوِي فَقُولُوا سَنَحَا

(3/1184)


غَرِيبُ مَا رَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1185)


بَابُ: حذ

(3/1185)


حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: " خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا وَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا "

(3/1185)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، قَالَا: " خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ»

(3/1185)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُحْذِيهِمْ، يَعْنِي النِّسَاءَ وَالْمَمْلُوكِينَ»

(3/1185)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمَالِكِ بْنِ مِعْوَلٍ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ حَاذِهِ»

(3/1186)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ حَذِيَّةٌ مِنِّي يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا»

(3/1186)


حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، أَخْبَرَنِي نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ: «أَنَّ الْهُدْهُدَ، ذَهَبَ إِلَى خَازِنِ الْبَحْرِ فَاسْتَعَارَ مِنْهُ الْحِذْيَةَ، فَجَاءَ بِهَا فَأَلْقَاهَا عَلَى الزُّجَاجَةِ فَفَلَقَهَا»

(3/1186)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ أَبِي هِنْدَ: حَدَّثَنِي الْهَزْهَازُ [ص:1187]: " قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ تَلَقَّانِي النَّاسُ، فَقَالُوا: الْحُذَيَّا مَا أَصَبْتَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قُلْتُ: الْحُذَيَّا شَتْمٌ وَسَبٌّ "

(3/1186)


حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: " رَأَيْتُكَ تَحْتَذِي السَّبْتَ؟ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ هَذَا حِذَاؤُهُ فَلَا أَزَالَ أَحْتَذِيهِ أَبَدًا "

(3/1187)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السَّائِبِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «مَا مِنْ قَوْمٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ»

(3/1187)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «ذَاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرْنٍ»

(3/1187)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، نَظَرَ الْحَجَّاجُ إِلَى خُنْفُسٍ فَقَالَ: «هَذِهِ مِنْ وَذَحِ إِبْلِيسَ»

(3/1187)


حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، مُؤَذِّنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ فَاحْذِمْ» قَوْلُهُ: «وَلَّتْ حِذَّاءَ» يَقُولُ مُدْبِرَةً مَاضِيَةً مُنْقَطِعَةً، وَالْحَذْوُ: «الْقَطْعُ الْمُسْتَأْصِلُ، وَالْحِمَارُ الْقَصِيرُ الذَّنَبِ أَحَذُّ» وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: قِيلَ لِلْقَطَاةِ حَذَّاءُ لِقِصَرِ ذَنَبِهَا وَأَنْشَدَنِي:
[البحر البسيط]
حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ
قَوْلُهُ: «حَذَّاءُ» يَقُولُ: قَصِيرَةُ الذَّنَبِ إِذَا أَدْبَرَتْ «وَسَكَّاءُ» يَقُولُ: صَغِيرَةُ الْأُذُنَيْنِ، مُقْبِلَةً وَقَوْلُهُ: «لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ» يَعْنِي حَوْصَلَتَهَا كَمَا قَالَ:
[البحر الكامل]
نَاطَتْ إِدَاوَتُهَا إِلَى حَيْزُومِهَا ... فَتَرَوَّحَتْ عَجْلَى النَّجَاءِ تَسَرَّعُ

(3/1188)


قَوْلُهُ: «كَانَ يُحْذِي النِّسَاءَ» وَقَوْلُهُمْ لِلْهَزْهَازِ «الْحُذَيَّا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَحْذَاهُ يُحْذِيهِ إِحْذَاءً وَحِذْيَةً وَحُذْوَةً وَحَذْوًا: إِذَا أَعْطَاهُ، يُقَالُ: أَعْطَيْتُهُ حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، وَفِلْذَةً، وَحُذْوَةً، كُلَّهُ مَا قُطِعَ طُولًا، وَمَا كَانَ مُجْتَمِعًا: فَبِضْعَةٌ وَهَبْرَةٌ وَفِدْرَةٌ وَوَذْرَةٌ " قَوْلُهُ: «يُغْبَطَ بِخِفَّةِ الْحَاذِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَاذَانِ: مَا يَقَعُ الذَّنَبُ عَلَيْهِ مِنْ دُبُرِ الْفَخِذَيْنِ، وَإِنَّهُ لَخَفِيفُ الْحَاذِ يُرِيدُ الْمَالَ وَالْحَاذَانِ: مَا بَطَنَ مِنْ دُبُرِ الْفَخِذَيْنِ، وَالْأَحَذُّ: الْخَفِيفُ الذَّنَبِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَدْنَانَ: الْحَاذَانِ مِنَ النَّاقَةِ مَوَاخِرُ فَخِذَيْهَا، وَكَذَلِكَ مِنَ الْإِنْسَانِ، فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ خَفِيفَ لَحْمِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ كَانَ أَخَفَّ لَهُ فِي الْقِيَامِ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَيْسَ لَهُ عِيَالٌ قِيلَ لَهُ: خَفِيفُ الْحَاذَيْنِ لَيْسَ لَهُ عِيَالٌ يُقْعِدُونَهُ عَنِ الْمَسِيرِ وَالرِّحْلَةِ، وَأَنْشَدَنِي:
[البحر الوافر]
سَيَكْفِيكَ الْجِعَالَةَ مُسْتَمِيتًا ... خَفِيفُ الْحَاذِ مِنْ فِتْيَانِ جَرْمِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الطويل]
كَأَنَّ بِحَاذَيْهَا إِذَا مَا تَشَذَّرَتْ ... عَثَاكِيلَ عِذْقٍ مِنْ سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

(3/1189)


قَوْلُهُ: «حِذْيَةٌ مِنِّي» أَيْ قِطْعَةٌ حُذِيَتْ، يُرِيدُ قُطِعَتْ مِنِّي وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: حَذَى يَدَهُ يَحْذِيهَا حَذْيًا أَيْ قَطَعَهَا وَأَعْطَيْتُهُ حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، وَفَلْذَةً، وَحُذَّةً: كُلُّهُ مَا قُطِعَ طُولًا، فَإِنْ كَانَ مُجْتَمِعًا قُلْتَ: بُضْعَةٌ، وَهَبْرَةٌ، وَفِدْرَةٌ، وَوَذْرَةٌ قَوْلُهُ: «فَاسْتَعَارَ مِنْهُ الْحِذْيَةَ» : أَظُنُّهُ الْمَاسَ الَّذِي يَحْذِي الْحِجَارَةَ: يَقْطَعُهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: حَذَيْتُ الْإِهَابَ أَحْذِيهِ حَذْيًا إِذَا أَكْثَرْتُ فِيهِ التَّحْزِيزَ، وَإِنَّ إِهَابَكَ لَكَثِيرُ الْحَذْيِ قَوْلُهُ: «تَحْتَذِي السَّبْتَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحِذَاءُ: النَّعْلُ، حَذَا لَهُ نَعْلًا إِذَا عَمِلَ لَهُ نَعْلًا، وَحَذَاهُ إِذَا عَمِلَ لَهُ، وَهُوَ جَيِّدُ الْحِذَاءِ، يُرِيدُ: جَيِّدُ الْقِدِّ قَوْلُهُ: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: اسْتَحْوَذَ يَقُولُ: غَلَبَ عَلَيْهِمْ وَحَازَهُمْ وَقَوْلُهُ: «ذَاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرْنٍ»

(3/1190)


أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: هُوَ حِذَاؤُهُ وَبِحِذَائِهِ، وَتَحَذَّ بِالشَّجَرَةِ: صِرْ بِحِذَائِهَا قَوْلُهُ: «مِنْ وَذَحِ إِبْلِيسَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ يُقَالُ: الْوَذَحُ: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَصْوَافِ مِنْ أَبْعَارِهَا فَتَجِفُّ عَلَيْهِ، وَذِحَتْ تَيْذَحُ وَذَحًا قَالَ:
[البحر الرمل]
فَتَرَى الْأَعْدَاءَ حَوْلِي شُزَّرًا ... خَاضِعِي الْأَعْنَاقَ أَمْثَالَ الْوَذَحْ
وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهَيْرِيِّ: الْوَذَاحُ: الْمَرْأَةُ الْفَاسِدَةُ تَتَّبِعُ الْعَبِيدَ، قَالَ:
ذَلُولٌ لِلْقُعُودِ بِمَأْبِضَيْهَا ذَرُومُ اللَّيْلِ صَنْبَرَةٌ وَذَاحُ فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ، دَرُومٌ بِالدَّالِ

(3/1191)


قَوْلُهُ: «فَاحْذِمْ» يَقُولُ: لَا تُطِلْ، وَسَيْفٌ حِذْيَمٌ: قَاطِعٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَحْنُ بِمَذْحَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ: إِذَا لَمْ يَسْتُرْهُمْ مِنَ الرِّيحِ شَيْءٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: لَبَنٌ يَحْذِي اللِّسَانَ: أَيْ يَقْرُصُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: حُوذِيٌّ وَحُوزِيٌّ: شَدِيدُ الْخَلْقِ، حَاذَ يَحُوذُ حَوْذًا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَعْنِي سَاقَ الْحُوزِيُّ: السَّائِقُ وَأَحْوَذَ ثَوْبَهُ: إِذَا ضَمَّهُ إِلَيْهِ، قَالَ:
[البحر الرجز]
يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيُّ ... كَمَا يَحُوذُ الْفِئَةَ الْكَمِيُّ

(3/1192)


بَابُ: ذبح

(3/1193)


حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أُضْحِيَتَهُ بِيَدِهِ» وَالذَّبْحُ مَعْرُوفٌ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْمَذْبُوحُ: الْمَشْقُوقُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: ذَبَحَ: شَقَّقَ قَالَ:
[البحر الطويل]
كَأَنَّ خُزَامَى عَالِجٍ فِي ثِيَابِهَا ... بُعَيْدَ الْكَرَى أَوْ فَأْرُ مِسْكٍ يُذَبَّحُ
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
[البحر البسيط]
نَامَ الْخَلِيُّ وَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِرًا ... كَأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
وَالذُّبَاحُ: نَبْتٌ مِنَ السُّمِّ قَالَ الْعَجَّاجُ: كَأْسًا مِنَ الذِّيفَانِ وَالذُّبَاحِ

(3/1193)


بَابُ: حذر

(3/1194)


حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ» يُقَالُ: حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَرًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء: 56] ، وَيُقْرَأُ: حَذِرُونَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو، عَنِ الْكِسَائِيِّ: حَاذِرُونَ: مُؤْدُونَ فِي السِّلَاحِ، وَحَذِرُونَ: فَرِقُونَ، وَحَذِرُونَ: لُغَةٌ إِنَّهُ لَحَذِرٌ وَحَذُرٌ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: قَوْلُهُ: " حَاذِرُونَ: أَيْ ذَوُو أَدَاةٍ مِنَ السِّلَاحِ مُؤْدُونَ حَذِرُونَ، وَالْحَاذِرُ: الَّذِي يَحْذَرُكَ الْآنَ وَالْحَذِرُ: الْمَخْلُوقُ حَذِرًا لَا تَلْقَاهُ إِلَّا حَذِرًا [ص:1195] وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ: «حَذِرُونَ» وَأَنْشَدَنَا:
[البحر السريع]
هَلْ أُنْسَأَنْ يَوْمِي إِلَى غَيْرِهِ ... أَنِّي حَوَالِيٌّ وَأَنِّي حَذِرْ
وَيُقَالُ: سَمِعْتُ فِيَ عَسْكَرِهِمْ: حَذَارِ حَذَارِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْحِذْرِيَةُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْخَشِنُ، وَجِمَاعُهَا حَذَارَى وَالذَّرَارِيحُ: ذُبَابٌ

(3/1194)


بَابُ: حذل أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَذَلُ: حُمْرَةُ الْعَيْنِ وَانْسِلَاقُهَا مِنَ الْبُكَاءِ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
وَالشَّوْقُ شَاجٍ بِالْعُيُونِ الْحُذَّلِ ... مَا بَالُ دَمْعِ عَيْنِكَ الْمُهَلِّلِ

(3/1196)


بَابُ: ذحل

(3/1197)


حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " مَرَّ ابْنٌ لِحَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَامِرٍ، أَمَا لَكُمْ فِي قُرَيْشٍ مِنْ دِمَاءٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: مَا كَانَ رَجُلٌ لِيَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ بِذَحْلِهِ إِلَّا كَانَ قَدِ اسْتَوْفَى، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ فَتَبِعَهُ فَقَتَلَهُ "

(3/1197)


الْحَدِيثُ الثَّانِي

(3/1198)


بَابُ: صرم

(3/1198)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، قَالَا: " خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ "

(3/1198)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا تَجُوزُ الْمُصَرَّمَةُ أَطْبَاؤُهَا كُلُّهَا»

(3/1198)


حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ، حَدَّثَتْنَا مُعَاذَةُ، سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ»

(3/1198)


حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ص:1199]: «لَمَّا كَانَ حِينَ تُصْرَمُ النَّخْلُ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ابْنَ رَوَاحَةَ فَحَزَرَ النَّخْلَ»

(3/1198)


حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «نَزَلْنَا عَلَى مَالٍ لَنَا ثُمَّ قَدَّمْنَا أَصْرِمَتَنَا فَتَحَمَّلْنَا عَلَيْهَا، فَنَافَرَ أَخِي أُنَيْسٌ عَلَى أَصْرِمَتِنَا وَمِثْلِهَا» قَوْلُهُ: «آذَنَتْ بِصَرْمٍ» أَيْ بِانْقِطَاعٍ، وَالصَّرْمُ: الْقَطْعُ الْبَائِنُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: صَرَمَ أَمْرَهُ فَهُوَ يَصْرِمُهُ صَرْمًا: إِذَا قَطَعَهُ وَقَوْلُهُ: «الْمُصَرَّمَةُ أَطْبَاؤُهَا» : وَذَلِكَ أَنْ يُصْرَمَ طُبْيُهَا فَيُقْرَحَ وَلَا يَخْرُجَ مِنْهُ اللَّبَنُ فَيَيْبَسَ لِذَلِكَ

(3/1199)


وَسَمِعْتُ أَبَا عَدْنَانَ يَقُولُ: الْمُصَرَّمَةُ الَّتِي يُدْخَلُ فِي أَخْلَافِهَا الْمَسَالُّ الْمُحْمَاةُ، فَيَنْقَطِعُ لَبَنُهَا، وَيُفْعَلُ ذَلِكَ لِلسِّمَنِ لِأَنَّهَا إِذَا حُلِبَتْ رَقَّتْ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر البسيط]
هَلْ تُبْلِغَنِّيهُمْ حَرْفٌ مُصَرَّمَةٌ ... أُجْدُ الْفَقَارِ وَإِدْلَاجٌ وَتَهْجِيرُ
قَوْلُهُ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا» أَنْ يَقْطَعَ كَلَامَهُ وَيَهْجُرَهُ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَالَتْ: أَلَا تَرَى ... أَتَصْرِمُ حَبْلِي أَوْ تَدُومُ عَلَى الْوَصْلِ
قَوْلُهُ: «حِينَ تَصْرِمُ النَّخْلَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ الصِّرَامِ، وَالصَّرَامِ وَالصَّرَائِمُ: الْوَاحِدَةُ صَرِيمَةٌ، وَهِيَ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمَلِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: كَالصَّرِيمِ: كَاللَّيْلِ الْمُسْوَدِّ

(3/1200)


وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: كَالصَّرِيمِ: مَا انْصَرَمَ مِنَ اللَّيْلِ، الصَّرِيمُ: اللَّيْلُ، وَالصَّرِيمُ الصُّبْحُ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:
[البحر الوافر]
فَبَاتَ يَقُولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حَتَّى ... تَجَلَّى عَنْ صَرِيمَتِهِ الظَّلَامُ
وَكُلُّ رَمْلَةٍ انْصَرَمَتْ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ فَهِيَ صَرِيمَةٌ قَوْلُهُ: «قَدَّمْنَا أَصْرِمَتَنَا» الْقِطْعَةُ مِنَ الْإِبِلِ وَقَالَ: الصُّرَيْمَةُ: الرَّمْلَةُ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَقُولُ لَهُ لَمَّا أَتَانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بِالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا
وَقَالَ آخَرُ:
وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ ذِي أُرُلٍ ... تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ مِنْ صُرَّادِهَا صِرَمَا
[ص:1202]
وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصَّرْمَاءُ: أَرْضٌ لَا مَاءَ فِيهَا وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصِّرْمَةُ مِنَ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمُصْرِمٌ: وَهُوَ الِانْقِطَاعُ وَقِلَّةُ الْمَالِ

(3/1201)


بَابُ: مصر

(3/1203)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا»

(3/1203)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَائِيُّ، حَدَّثَنِي مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ فَلَيْسَ لِلْعَجَمِ أَنْ يُحْدِثُوا فِيهِ كَنِيسَةً»

(3/1203)


حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَحُبِسَتْ، لَهُ سَفِينَةٌ بِالْمَاصِرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»

(3/1203)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: «رَأَيْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ» قَوْلُهُ: «إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ» مِصْرُ الَّتِي تُعْرَفُ وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «اهْبِطُوا مِصْرَ» بِغَيْرِ أَلْفٍ وَمِثْلُهُ {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنَيْنَ} [يوسف: 99] قَوْلُهُ: «أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ» إِذَا لَمْ يَكُنْ مِصْرًا بِعَيْنِهِ كَانَ نَكِرَةً، وَجَازَ نَصْبُهُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] فَأَجْمَعَتِ الْقُرَّاءُ عَلَى نَصْبِهِ وَتَنْوِينِهِ

(3/1204)


حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ: «يَعْنِي أَيَّ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ»

(3/1204)


أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «اهْبِطُوا مِصْرًا مِنَ الْأَمْصَارِ»

(3/1204)


وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ , قَوْلُهُ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] نَكِرَةٌ: أَيَّ قَرْيَةٍ أَوْ مِصْرٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ مِصْرُ بِعَيْنِهَا فَإِنْ شِئْتَ إِذَا كَانَتْ بِعَيْنِهَا لَمْ تَجُرَّهَا، فَتَكُونُ الْأَلْفُ فِيهَا كَالْأَلِفِ فِي قَوَارِيرَا , أَوْ سَلَاسِلَا، وَإِنْ شِئْتَ أَجْرَيْتَهَا لِخِفَّةِ مِصْرَ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْبِلَادِ إِلَّا بِتَرْكِ الْإِجْرَاءِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ , قَوْلُهُ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] كُتِبَتْ بِالْأَلْفِ، وَأَسْمَاءُ الْبُلْدَانِ لَا تَصَرَّفُ خَفَّتْ أَوْ ثَقُلَتْ , وَأَسْمَاءُ النَّاسِ إِذَا خَفَّ مِنْهَا شَيْءٌ جَرَى إِذَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ الْأَوْسَطُ سَاكِنٌ مِثْلُ دَعْدٍ وَهِنْدٍ قَوْلُهُ: «حُبِسَتْ لَهُ سَفِينَةٌ بِالْمَاصِرِ» ، مَوْضِعٌ تُحْبَسُ فِيهِ السُّفُنُ لِأَخْذِ الصَّدَقَةِ قَوْلُهُ: «ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ» ثَوْبٌ مَصْبُوغٌ فِيهِ صُفْرَةٌ قَلِيلَةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَصَارِينُ الْوَاحِدُ مَصِيرٌ , وَأَمْصِرَةٌ لِلثَّلَاثَةِ، وَمُصْرَانٌ الْجَمِيعُ

(3/1205)


وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْمَصَارِينُ: لِذِي الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَالْمَصَارِينُ: هِيَ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَيْهَا الْكُرُوشُ مَا دَفَعَتْهُ، وَهِيَ الْمَعِدَةُ مِنَ الْإِنْسَانِ , وَالْحَوْصَلَةُ مِنَ الطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ , وَتُدْعَى الْقَانِصَةَ مِنَ الطَّيْرِ، وَالْأَعْفَاجَ مِنَ الْإِنْسَانِ وَالْحَافِرِ وَالسِّبَاعِ، وَاحِدُهَا عَفِجٌ وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
وَخَابِطٍ ثِنْيَيْنِ مِنْ مَصِيرِ ... وَنَازِعٍ حَشْرَجَةَ الْكَرِيرِ
فِي كِتَابِ ابْنِ مَهْدِيٍّ «فَيْنَيْنِ» وَالْمَصْرُ: حَلْبُ النَّاقَةِ بِطَرَفِ الْأَصَابِعِ , وَالتَّمَصُّرُ: حَلْبُ بَقَايَا اللَّبَنِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَصُورُ: الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الْمِعْزَى , وَالْجَدُودُ: الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الضَّأْنِ , وَالْمُجَدَّدَةُ مِنَ الضَّأْنِ: مِثْلُ الرُّبَّى , وَالرُّبَّى: حِدْثَانُ مَا وَلَدَتْ، وَالْمُصَرَّمَةُ: الَّتِي يَنْهَزُهَا وَلَدُهَا وَهُوَ ابْنُ مَخَاضٍ حَتَّى تَيْبَسَ أَطْبَاؤُهَا , وَرُبَّمَا صُرِّمَتْ كُلُّهَا، وَرُبَّمَا بَقِيَ طُبْيٌ أَوْ طُبْيَانُ

(3/1206)


وَالصَّرِيمَةُ أَيْكَةُ السَّلَمِ , يَعْنِي شَجَرَهُ , وَالصَّرِيمُ الشَّجَرَاتُ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ الْبِسَاطِ مِنَ الْعِضَاهِ قَلِيلَةً

(3/1207)


بَابُ: رمص

(3/1208)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ابْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ عَطَاءً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ رُمْصًا غُمْصًا، وَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَقِيلًا دَهِينًا» وَالرَّمَصُ: غَمَصُ الْعَيْنِ، وَعَيْنٌ رَمْصَاءُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: رَمَصَ اللَّهُ مُصِيبَتَكَ: أَيْ جَبَرَهَا , وَالْمَرْصُ: غَمْزُ الثَّدْيِ بِالْأَصَابِعِ مِثْلُ الْمَرْسِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصِّمْرِدُ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ، قَالَ:
[البحر الرجز]
هَاجَ وَلَيْسَ هَيْجُهُ بِمُؤْتَمَنْ ... عَلَى صَمَارِيدَ كَأَمْثَالِ الْجُوَنْ

(3/1208)


الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

(3/1209)


بَابُ: كظ

(3/1209)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ ابْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ: «أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ مَا، بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ»

(3/1209)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: «الْإِكْظَةُ عَلَى الْإِكْظَةِ مَسْمَنَةٌ مَكْسَلَةٌ مَسْقَمَةٌ»

(3/1209)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُعَرِّفٍ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ فَذَكَرَ الْمَوْتَ فَقَالَ: كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ، وَغَنْظٌ لَيْسَ كَالْغَنْظِ "

(3/1209)


قَوْلُهُ: «وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ» هُوَ أَنْ يَضِيقَ بِكَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلُهُ، وَمِنْهُ اكْتَظَّ السَّيْلُ بِسَيْلِهِ إِذَا ضَاقَ بِهِ، وَرَجُلٌ كَظٌّ: الَّذِي تَكُظُّهُ الْأُمُورُ وَيَعْجَزُ عَنْهَا وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْكَظُّ: الِامْتِلَاءُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: كَظَظْتُ السِّقَاءَ: إِذَا مَلَأْتَهُ , وَسِقَاءٌ كَظِيظٌ: أَيْ مَمْلُوءٌ وَدَأَظْتُهُ دَأْظًا إِذَا مَلَأْتَهُ قَوْلُهُ: الْإِكْظَةُ هُوَ الْغَمُّ بِكَثْرَةِ الِامْتِلَاءِ مِنَ الطَّعَامِ وَقَوْلُهُ: «كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ» هُوَ ضِيقُ الْحَلْقِ بِخُرُوجِ الرُّوحِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْكَظُّ: شِدَّةُ الْأَمْرِ حَتَّى يَأْخُذَ بِالنَّفْسِ، كَظَّنِي الْأَمْرُ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
إِنَّا أُنَاسٌ نَلْزَمُ الْحِفَاظَا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الْكِظَاظَا
وَالْكَاظِيَةُ مِثْلُ الْخَاظِيَةِ قَالَ النَّظَّارُ:
[البحر الرجز]
[ص:1211]
وَصَفْحَةٌ مِثْلُ صَفَا الزُّحْلُوفِ ... وَفَخِذٌ كَاظِيَةُ اللَّفِيفِ

(3/1210)


بَابُ: كظم

(3/1212)


حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا»

(3/1212)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ لَهُ: «التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤْخَذْ بِكَظْمِهِ» قَوْلُهُ: «أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ» الْجَمِيعُ كَظَائِمُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: خُرُوقٌ تُحْفَرُ فِي الْأَرْضِ وَيَنْفُذُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ كَهَيْئَةِ الْأَنْهَارِ الْمُقَنْطَرَةِ فَكَأَنَّهَا قَدْ كَظَمَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ تُظْهِرُهُ وَيُقَالُ: كَظَمَ الْبَعِيرُ جَرَّتَهُ أَيِ ازْدَرَدَهَا، وَنَاقَةٌ كَظُومٌ: لَا تَجْتَرُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84]

(3/1212)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ شَبَابَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «كَظَمَ الْحُزْنَ»

(3/1213)


حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَمِعْتُ السُّدِّيَّ قَالَ: «كَظَمَ حُزْنَهُ»

(3/1213)


حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " الْكَظِيمُ: الْكَمِيدُ " وَمِثْلُهُ: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْكَظَامَةُ: الْعَقَبَةُ الَّتِي عَلَى أَطْرَافِ الرِّيشِ مِمَّا يَلِي صَدْرَ السَّهْمِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْكَظَامَةُ: أَعْلَى الْوَادِي حَيْثُ يَنْقَطِعُ، وَالْكِظَامَةُ: الْقَنَاةُ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ، وَكَظَمْتُ الْجَدْوَلَ: سَدَدْتُهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْكَظِيمُ: السُّكُوتُ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَقَوْلُهُ: «يُؤْخَذُ بِكَظْمِهِ» : يُرِيدُ مَخْرَجَ النَّفْسِ وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ:
[ص:1214]
[البحر الطويل]
وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا إِلَى الْمَوْتِ صَائِرٌ ... قَضَاءً إِذَا مَا حَانَ يُؤْخَذُ بِالْكَظْمِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر الطويل]
فَلَوْ كَلَّمَتْ دَهْمَاءُ أَخْرَسَ كَاظِمًا ... لَبَيَّنَ بِالتَّكْلِيمِ أَوْ كَادَ يُفْصِحُ

(3/1213)


غَرِيبُ مَا رَوَاهُ الْمِقْدَادُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1215)


بَابُ: حث

(3/1215)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ: " قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثُو عَلَى وَجْهِهِ التُّرَابَ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ " يُقَالُ: حَثَى يَحْثِي التُّرَابَ حَثْيًا وَالْحَثُّ: الْإِعْجَالُ , وَالْحِثِّيثَى الِاسْمُ , وَحَثَثْتُهُ فَاحْثَثَّ , قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر المتقارب]
تَدَلَّى حَثِيثًا كَأَنَّ الصُّوَا ... رَ يَتْبَعُهُ أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ

(3/1215)


غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

(3/1216)


بَابُ: علق

(3/1216)


حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ نُطْفَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ»

(3/1216)


حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى بَزَقَ عَلَقَةً ثُمَّ مَضَى فِي صَلَاتِهِ

(3/1216)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " ذَكَرَ سَرِيَّةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَإِذَا الطَّيْرُ تَرْمِيهِمْ بِالْعَلَقِ "

(3/1216)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَالْعَلَقُ»

(3/1217)


حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ بِالْمَرْأَةِ وَمَا يَعْلَقُ يَدَيْهَا الْخَيْطُ , وَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا»

(3/1217)


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: " عَلِقَتِ الْأَعْرَابُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا قَسَمْتُهُ فِيكُمْ»

(3/1217)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور: 32] فَقَالَ رَجُلٌ: " مَا الْعَلَائِقُ [ص:1218] بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: «مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أَهْلُوهُمْ»

(3/1217)


حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: «رَكِبْتُ أَتَانِي فَخَرَجْتُ أَمَامَ الرَّكْبِ، لَقَدْ قَطَعْتُ لَهُمْ حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ»

(3/1218)


حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ»

(3/1218)


حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّى أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ شِرَاكِي جَدِيدًا؛ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ؛ حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ الْجَمَالُ» قَوْلُهُ: «ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً» الْعَلَقَةُ: هِيَ الدَّمُ الْجَامِدُ

(3/1219)


كَذَا أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ , وَمُجَاهِدٍ , وَعَلْقَمَةَ: «قِطْعَةُ دَمٍ وَكَذَلِكَ» فَإِذَا الطَّيْرُ " تَرْمِيهِمْ بِالْعَلَقِ: نَقِيعِ الدَّمِ، وَهُوَ جَمْعُ عَلَقَةٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ لِلدَّمِ الْجَامِدِ: الْعَلَقُ , وَهُوَ مَا عَلِقَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَالْعَلَقُ: الدَّمُ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَلَقُ مِنَ الدَّمِ: مَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ، وَالنَّجِيعُ: مَا كَانَ إِلَى السَّوَادِ ,

(3/1219)


وَالْعَبِيطُ: الْخَالِصُ قَالَ رُؤْبَةُ:
[البحر الرجز]
تَرَى بِهَا مِنْ كُلِّ مِرْشَاةِ الْوَرَقْ ... كَثَمَرِ الْحُمَّاضِ مِنْ هَفْتِ الْعَلَقْ
وَقَالَ عِقَالٌ:
[البحر الوافر]
وَطَرْفٍ أَوَّلُ السِّرْعَانِ مِنْهُمْ ... بِطَعْنٍ يُسْكِتُ الْعَلَقَ النَّجِيعَا
قَوْلُهُ: «الْحِجَامَةُ وَالْعَلَقُ» هِيَ دُوَيْبَةٌ مَائِيَّةٌ تَمُصُّ الدَّمَ مِنْ وَسَطِ الْبَدَنِ قَوْلُهُ: «مَا يَعْلَقُ يَدَيْهَا الْخَيْطُ» يَقُولُ: مِنْ صِغَرِهَا وَقِلَّةِ رِفْقِهَا فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْهِ أَوْصَاهُمْ بِنِسَائِهِمْ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا يَفْعَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنَ الْوَفَاءِ بِنِسَائِهِمْ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِنَّ، يَقُولُ: فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِذَلِكَ قَوْلُهُ: «عَلِقَتِ الْأَعْرَابُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ» عَلِقَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ: إِذَا نَشِبَ بِهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عِلَاقَةُ الْخُصُومَةِ وَعِلَاقَةُ الْحُبِّ مَنْصُوبَتَانِ

(3/1220)


يُقَالُ: إِنَّ بِفُلَانٍ مِنْ فُلَانَةَ عَلَقًا , أَيْ حُبًّا , وَنَظْرَةٍ مِنْ ذِي عَلَقٍ: ذِي حُبٍّ وَيُقَالُ: أَعِرْنِي عَلَقَكَ: وَهُوَ أَدَاةُ الْبَكْرَةِ كُلُّهَا، وَتَشْرَبُ الدَّابَّةُ مِنْ مَاءٍ كَدِرٍ، فَعَلِقَ بِهِ الْعَلَقُ وَيُقَالُ: أَعْلَقْتَ فَأَدْرِكْ: لِلرَّجُلِ يَنْصُبُ حِبَالَهُ لِطَيْرٍ فَيَقَعُ فِيهَا , وَالْعِلْقَةُ الْبَقِيرُ: بُرْدٌ يُشَقُّ وَسَطُهُ لَا كُمَّانَ لَهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لِي فِي هَذَا الْأَمْرِ عِلْقٌ وَعُلْقَةٌ وَعَلُوقٌ وَمُتَعَلَّقٌ وَعَلَاقَةٌ: كُلُّهُ وَاحِدٌ وَقَالَ: الْعَلُوقُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تُحِبُّ غَيْرَ زَوْجِهَا، وَمِنَ النُّوقِ: الَّتِي لَا تَأْلَفُ الْفَحْلَ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي يَعْلَقُ عَلَيْهَا وَلَدُ غَيْرِهَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر البسيط]
وَكَيْفَ يَنْفَعُ مَا تُعْطِي الْعَلُوقُ بِهِ ... رِئْمَانُ أَنْفٍ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبِنِ
وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو مِعْلَاقٍ، وَفُلَانٌ مِعْلَاقٌ: إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْخُصُومَةِ قَالَ مُهَلْهِلٌ:
[البحر الخفيف]

(3/1221)


إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا ... وَخَصِيمًا أَلَدَّ ذَا مِعْلَاقِ
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر البسيط]
عُلِّقْتُهَا عَرَضًا، وَعُلِّقَتْ رَجُلًا ... غَيْرِي وَعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَهَا الرَّجُلُ
يَعْلَقُ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَيَصِلُهُ بِهِ كَمَا يَعْلَقُ الشَيْءُ بِالشَّيْءِ يَتَّصِلُ بِهِ وَكَذَلِكَ قَوْلُ حَلِيمَةَ فِي الْأَتَانِ: «إِنَّهَا سَبَقَتْ حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا أَحَدٌ» ، أَيْ يَتَّصِلُ بِهَا، وَعَلِقَ الشَيْءُ بِالشَّيْءِ: نَشِبَ بِهِ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الوافر]
وَمَا أَنَا غَيْرَ أَنِّي الْيَوْمَ فِيكُمْ ... بِأَخْنَى مِنْ رِجَالٍ آخَرِينَا
لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فَجَهَّزَتْهُمْ ... غَشُومَ الْوِرْدِ نَكْنِيهَا الْمَنُونَا
إِذَا عَلِقَتْ مَخَالِبُهَا بِقِرْنٍ ... فَلَا تَرْجُو الْبَنَاتِ وَلَا الْبِنَينَا

(3/1222)


وَقَوْلُهُ: " تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: الْبَهْمُ تَعْلُقُ مِنَ الْوَرَقِ: أَيْ تُصِيبُ مِنْهُ، وَالْعَلْقَى: نَبْتٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ:
[البحر الرجز]
فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ ... بَيْنَ تَوَارِي الشَّمْسِ وَالذُّرُورِ
قَوْلُهُ: «ذَكَرَ عِلَاقَةَ السَّوْطِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عِلَاقَةُ السَّوْطِ مَكْسُورَةُ الْعَيْنِ يَعْنِي سَيْرَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: عَلَقُ الْقِرْبَةِ: السَّيْرُ الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْعَلَقُ: أَدَاةُ الْبَكْرَةِ وَأَنْشَدَنَا:
شَاحِيَ لَحْيَيْ قَعْقَعَانِيِّ الصَّلَقْ ... قَعْقَعَةَ الْمِحْوَرِ خُطَّافَ الْعَلَقْ
وَالْعِلَاقُ: مَا يُتَعَلَّقُ بِهِ، وَيَكُونُ جِرَّةَ الْإِبِلِ قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر الخفيف]
[ص:1224]
وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ ... لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الرَّجِيعَ عَلَاقُ
وَالْعِلْقَةُ: أَوَّلُ ثَوْبٍ يُتَّخَذُ لِلصَّبِيِّ وَالْعَوْلَقُ: الْكَلْبَةُ الْحَرِيصَةُ، وَيُقَالُ: الْغُولُ، وَالْعَلَاقَةُ الْحُبُّ

(3/1223)


بَابُ: عقل

(3/1225)


حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»

(3/1225)


حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتَ لِعَلِيٍّ: عِنْدَكُمْ سِوَى. .، قَالَ: لَا إِلَّا مَا فِي الصَّحِيفَةِ الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ "

(3/1225)


حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ امْرَأَتَيْنِ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ»

(3/1226)


حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ الرَّقَّامُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: «تُعَاقِلُ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا، ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ»

(3/1226)


حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: أَخَّرَ عُمَرُ الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَلَمَّا أَحْيَا النَّاسُ بَعَثَنِي، فَقَالَ: اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ، فَاقْسِمْ بَيْنَهُمْ عِقَالًا، وَائْتِنِي بِعِقَالٍ "

(3/1226)


حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو [ص:1227]: " قُلْتُ مَرَّةً: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرْسِلُ رَاحِلَتِي، وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: «بَلِ اعْقِلْهَا، وَتَوَكَّلْ»

(3/1226)


حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ مُتَكَبِّرًا، أَنْ يَعْتَقِلَ الشَّاةَ، وَيَرْكَبَ الْحِمَارَ»

(3/1227)


حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمُ الْأُولَى» [ص:1228] يَقُولُ مَرَّ أَتَيْتُ بَنِي قَيْسٍ هَوْلَا مَنْ مِنَ النَّاسِ فالصت. . . مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ فَجَلَسْتُ نطاره. . . . حَتَّى عَقَلَ الظِّلُّ النَّاس. . . . . . قَوْلُهُ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»

(3/1227)


حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْعَقْلُ التَّجَارِبُ، وَالْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ "

(3/1228)


حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ عَنَ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ: الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ , وَالْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، يَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَهُ، وَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ، وَحَتَّى يَكُونَ الذُّلُّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَحَتَّى يَكُونَ الْفَقْرُ فِي الْحَلَالِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى فِي الْحَرَامِ، وَيَكُونَ غَايَتَهُ الْغَوْثُ، وَحَتَّى يَسْتَقِلَّ الْكَثِيرَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَسْتَكْثِرَهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَلَا يَتَبَرَّمَ مِنْ تَطَلُّبِ الْحَوَائِجِ قِبَلَهُ وَالْعَاشِرَةُ بِهَا شَادَ مَجْدَهُ، وَعَلَا ذِكْرُهُ، وَلَا يَسْتَقْبِلُهُ أَحَدٌ إِلَّا رَأَى أَنَّهُ دُونَهُ "

(3/1228)


وَقَالَ عَنْ وَهْبٍ: الْعَقْلُ: التَّوْفِيقُ، وَالْعَقْلُ خِلَافُ الْجَهْلِ " وَيُقَالُ: عَقَلَ يَعْقِلُ وَهُوَ عَاقِلٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: رَجُلٌ مَالَهُ جُولٌ وَلَا مَعْقُولٌ: يُرِيدُ عَقْلٌ قَالَ الرَّاعِي:
[البحر الكامل]
حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِهِ ... لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِهِ مَعْقُولَا
قَوْلُهُ: «فِيهَا الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ: يُقَالُ فِي الْعَقْلِ فِي الدِّيَةِ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا , وَعَقَلْتَ فُلَانًا: إِذَا أَعْطَيْتَ دِيَتَهُ , وَعَقَلْتَ عَنْ فُلَانٍ إِذَا أَدَّيْتَ عَنْهُ دِيَةَ جِنَايَتِهِ قَالَ أَنَسٌ فِي عَمْدِكَ قَوْلُهُ " جَعَلَ دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أُمِّ. . . . . بِالْمَعَاقِلِ عَلَى الْعَاقِلَةِ. . . الْمَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا، أَرَادَ

(3/1229)


ثُلُثَ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةَ الْمَرْأَةِ عَلَى الدِّيَةِ مِنْ نِصْفٍ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَهَذَا قَوْلُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدٍ، وَعُرْوَةَ، وَالْحَسَنِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَوِّي بَيْنَهُمْ إِلَى الْمُوضِحَةِ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ عَلَى النِّصْفِ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَجْعَلَانِهِ عَلَى النِّصْفِ فِي كُلِّ شَيْءٍ قَوْلُهُ: «اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَلَى بَنِي فُلَانٍ عِقَالَانِ: يُرِيدُ عَلَيْهِمْ صَدَقَةُ سَنَتَيْنِ وَيُقَالُ: جَارَ عَلَيْهِمُ الْعَامِلُ فَأَخَذَ النَّقْدَ وَلَمْ يَأْخُذِ الْعِقَالَ: يُرِيدُ لَمْ يَأْخُذِ الْفَرِيضَةَ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر البسيط]
سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ

(3/1230)


حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ: " الْعِقَالُ: الْفَرِيضَةُ مِنَ الْإِبِلِ الْقَلُوصِ "

(3/1230)


قَوْلُهُ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا: إِذَا شَدَّ يَدَ الْبَعِيرِ، وَعَقَلَ الطَّعَامَ بَطْنَهُ، وَقَدْ عَقَلَهُ عَقْلًا: إِذَا شَدَّهُ، وَيُقَالُ: أَعْطِنِي عَقُولًا أَشْرَبُهُ فَيُعْطِيهِ دَوَاءً يُمْسِكُ بَطْنَهُ، وَعَقْلُ الْبَعِيرِ: أَنْ يَشُدَّ وَظِيفَ الْبَعِيرِ إِلَى ذِرَاعِهِ، فَإِذَا عَقَلَ يَدَيْهِ جَمِيعًا قِيلَ: عَقَلَهُ بِثِنَايَيْنِ، وَمِنْهُ: «لَلْقُرْآنُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ» وَبِالدَّهْنَاءِ خَبْرَاءُ يُقَالُ لَهَا مَعْقُلَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ كَمَا يُمْسِكُ قَوَائِمُكَ الْعُقَلُ

(3/1231)


وَاعْتَقَلَ شَاتَهُ: إِذَا وَضَعَ رِجْلَيْهَا بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ فَحَلَبَهَا , وَقَدِ اعْتَقَلَ فُلَانٌ رُمْحَهُ: إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ رِكَابِهِ وَسَاقِهِ وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ عَلَى مَعَاقِلِهِمُ الْأُولَى مِنَ الدِّيَةِ ,: أَيْ يُؤَدُّونَهَا كَمَا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , الْوَاحِدَةُ مَعْقُلَةٌ وَيُقَالُ: صَارَ دَمُ فُلَانٍ مَعْقُلَةً عَلَى قَوْمِهِ أَيْ: صَارُوا يُؤَدُّونَهُ فِي الْعَقْلِ , يُرِيدُ: صَارَ غُرْمًا يُؤَدُّونَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: مَرِضَ فُلَانٌ فَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ: إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ وَقَالَ: عَقَلَ الظَّبْيُ يَعْقِلُ عُقُولًا: إِذَا صَعِدَ الْجَبَلَ فَامْتَنَعَ، وَالْمَكَانُ الْمُمْتَنَعُ فِيهِ يُسَمَّى: الْمَعْقِلَ وَبِهِ سُمَيَّ الرَّجُلُ مَعْقِلًا، وَوَعْلٌ عَاقِلٌ: إِذَا عَلَا فِي الْجَبَلِ وَامْتَنَعَ قَالَ:
[البحر الطويل]
وَقَدْ خِفْتُ حَتَّى مَا تَزِيدُ مَخَافَتِي ... عَلَى وَعِلٍ فِي ذِي الْمَطَارَةِ عَاقِلِ

(3/1232)


وَالْعَقِيلَةُ: كَرِيمَةُ الْحَيِّ، وَكَرِيمَةُ الْإِبِلِ، وَأَظُنُّ ذَلِكَ لِحَبْسِهَا نَفْسَهَا فِي بَيْتِهَا قَالَ:
[البحر الطويل]
عَقِيلَةُ أَخْدَانٍ لَهَا لَا دَمِيمَةٌ ... وَلَا ذَاتُ خَلْقٍ إِنْ تَأَمَّلْتَ جَأْنَبِ
وَالْعَقْلُ: الْتِوَاءٌ فِي الرِّجْلِ، بَعِيرٌ أَعْقَلُ وَنَاقَةٌ عَقْلَاءُ، وَالْعُقَالُ: الْفَرَسُ إِذَا مَشَى سَاعَةً فَيَظْلَعُ ثُمَّ يَنْبَسِطُ قَالَ:
[البحر الطويل]
أَخَا الْحَرْبِ لَبَّاسًا إِلَيْهَا جِلَالَهَا ... وَلَيْسَ بِوَلَّاجِ الْخَوَالِفِ أَعْقَلَا
وَجَلَّلُوا هَوَادِجَهُمْ بِالْعَقْلِ وَالرَّقْمِ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْوَشْيِ، وَصَارَعَ فُلَانٌ فُلَانًا فَاعْتَقَلَهُ , الشَّغْزَبِيَّةَ: ضَرْبٌ مِنَ الصِّرَاعِ، وَلِفُلَانٍ عُقْلَةٌ يَأْخُذُ بِهَا النَّاسَ إِذَا صَارَعَهُمْ   
==

===================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسان العرب : طرخف -

لسان العرب : طرخف -  @طرخف: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد وسال، وهو الرَّخْفُ أَيضاً، وزاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. والرَّخْفُ كأَنه س...