Translate سكا.....

الثلاثاء، 3 مايو 2022

كتاب : الغفلة و كتاب : الفسوق وكتاب الكسل.

 

 كتاب : الغفلة

الغفلة -الغفلة لغةً:
الغَفْلَةُ: السَّهْوُ عَنِ الشَّيْءِ. وَهُوَ مَصْدَرُ غَفَلَ يَغْفُلُ غَفْلَةً وَغُفُولاً . وَالْغَفْلَةُ: غَيْبَةُ الشَّيْءِ عَنْ بَالِ الإِنْسَانِ، وَعَدَمُ تَذَكُّرِهِ لَهُ، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِيمَنْ تَرَكَهُ إِهْمَالاً، وَإِعْرَاضًا، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} يُقَالُ مِنْهُ: غَفَلْتُ عَنِ الشَّيْءِ غُفُولاً ، وَغَفَّلْتُهُ تَغْفِيلاً، صَيَّرْتُهُ كَذَلِكَ، فَهُوَ مُغَفَّلٌ، أَيْ لَيْسَتْ لَهُ فِطْنَةٌ، وَأَغْفَلْتُ الشَّيْءَ إِغْفَالاً، تَرَكْتُهُ إِهْمَالاً مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ، وَتَغَفَّلْتُ الرَّجُلَ، تَرَقَّبْتُ غَفْلَتَهُ، وَتَغَافَلَ، أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِهِ .
وأَغْفَلْتُ الرَّجُلَ: أَصَبْتُهُ غَافِلاً، وَعَلَى ذَلِكَ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ عَلَى الظَّاهِرِ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، بِالْفَاءِ دُونَ الَوْاوِ . وَسُئِلَ أَبُو العَبَّاسِ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ: مَنْ جَعَلْنَاهُ غَافِلاً . وَكَلاَمُ الْعَرَبِ أَكْثَرُهُ أَغْفَلْتُهُ سَمَّيْتُهُ غَافِلاً، وَأَحْلَمْتُهُ سَمَّيْتُهُ حَلِيمًا . وَالمُغَفَّلُ: الَّذِي لا فِطْنَةَ لَهُ(1).
الغفلة اصطلاحًا:
قَالَ الْمُنَاوِيُّ: الغَفْلَةُ: فَقْدُ الشُّعُورِ بِمَا حَقُّهُ أَنْ يُشْعَرَ بِهِ(2).
وَقَالَ الرَّاغِبُ: سَهْوٌ يَعْتَرِي الإنْسَانَ مِنْ قِلَّةِ التَّحَفُّظِ وَالتَّيَقُّظِ (3).
الفرق بين السهو والغفلة والنسيان:
__________
(1) لسان العرب:(1‍‍/7‍‍‍‍‍‍)، والنهاية في غريب الحديث: (3‍/5‍‍‍)، ومقاييس اللغة (4‍/6‍‍‍)، الصحاح(5‍/3‍‍‍‍) .
(2) التوقيف على مهمات التعاريف(0‍‍‍).
(3) المفردات (5‍‍‍)، وبصائر ذوى التمييز(4‍/0‍‍‍- 1‍‍‍).

(1/1)


قَالَ الْكَفَوِيُّ: السَّهْوُ: غَفْلَةُ الْقَلْبِ عَنِ الشَّيْءِ بِحَيْثُ يَتَنَبَّهُ بِأَدْنَى تَنَبُّهٍ، وَالنِّسْيَانُ غَيْبَةُ الشَّيْءِ عَنِ الْقَلْبِ بِحَيْثُ يَحْتَاجُ إِلَى تَحْصِيلٍ جَدِيدٍ .
وَقِيلَ: النِّسْيَانُ زَوَالُ الصُورَةِ عَنِ الْقُوَّةِ الْمُدْرِكَةِ مَعَ بَقَائِهَا فَي الْحَافِظَةِ، وَالسَّهْوُ زَوَالُهَا عَنْهُمَا مَعًا.
وَالْغَفْلَةُ تَشْمَلُ الأَمْرَيْنِ، إِذِ الْغَفْلَةُ عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ لِتَفَقُّدِهِ سَهْوٌ، وعَمَّا أَنْتَ عَلَيهِ لِتَفَقُّدِ غَيْرِهِ نِسْيَانٌ(1).
الغفلة قد تُحمَد أحيانًا:
قَالَ الشَّيخُ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِالسَّلامِ: الْغَفْلةُ عَنِ الْقَبائِحِ مَانِعَةٌ مِنْ فِعْلِها، إِذْ لا يَتَأَتَّى فِعْلُهَا إِلاَّ بِالْعَزْمِ عَلَيْهَا، وَلا عَزْمَ عَلَيْهَا مَعَ عَدَمِ الشُّعُورِ بِهَا، وَتَحْصُلُ هَذِهِ الْغَفْلَةُ بِالأَسْبَابِ الشَّاغِلَةِ(2)، وَقَدْ جَعَلَهَا مِنَ الْمَأْمُورَاتِ الْبَاطِنَةِ، أَمَّا الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ فَهِيَ مِنَ الْمَنْهِيَّاتِ الْبَاطِنَةِ(3)، وَالأُولَى مَحْمُودَةٌ وَالثَّانِيَةُ مَذْمَومَةٌ .
الآيات الواردة في " الغفلة "
الغفلة في سياق التعلل بها لدفع اللائمة :
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ(134)فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ(135)فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ(136) }(4)
__________
(1) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(2) شجرة المعارف والأصول (9‍‍).
(3) المرجع السابق (5‍‍‍).
(4) الأعراف : 134-136مكية.

(1/2)


{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ(96)وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ(97)}(1)
الغفلة في سياق سبب في عقوبة :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ(179)}(2)
{إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ(7)أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(8)}(3)
الغفلة في سياق التحذير منها أو ممن اتصف بها :
{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ(205)}(4)
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)}(5)
الغفلة في سياق وصم قوم بها :
{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ(1)مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ(2) }(6)
الغفلة في سياق النهي عن ظنها لاحقة بالله :
__________
(1) الأنبياء : 96-97مكية.
(2) الأعراف : 179مكية.
(3) يونس : 7-8مكية.
(4) الأعراف : 205مكية.
(5) الكهف : 28مكية.
(6) الأنبياء : 1-2مكية.

(1/3)


{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ(42)مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43)}(1)
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الغفلة"
1‍*(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - أَنَ رَسُولَ اللهِ
J قَالَ:[ الْقُلُوبُ أَوْعَيِةٌ وَبعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ فَإذَا سَألْتُمُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أيُّهَا النَّاسُ، فَسَلُوهُ وأنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ فَإنَ اللهَ لا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ ])*(2).
2‍*( عَنْ يُسَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ؛ قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ
J: [عَلَيْكُنَّ بالتَّسْبِيحِ والتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ، فَإنَهُنَّ مَسْؤُولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلا تَغْفُلْنَ، فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ])*(3).
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ: أنّ النَّبِيَّ
J أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ والتَّهْلِيلِ، وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِاْلأَنَامِلِ، فإنَّهُنَّ مَسْؤُولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ ])*(4).
__________
(1) إبراهيم : 42-43مكية.
(2) رواه أحمد (2‍/7‍‍‍) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند (0‍‍/0‍‍‍):إسناده صحيح . وقال الهيثمي (0‍‍/8‍‍‍): إسناده حسن.
(3) أخرجه الترمذي (3‍‍‍‍) . وحسنه الألباني، صحيح الترمذي (5‍‍‍‍).
(4) أبودواد (1‍‍‍‍) وقال محقق [جامع الأصول] (4‍/5‍‍‍): حسن، وكذلك النووي وابن حجر وصححه الحاكم(1‍/7‍‍‍) ووافقه الذهبي.

(1/4)


3- *(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - أنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ عَلَى أَعْوادِ مِنْبَرِهِ:[ لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ . ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ])*(1).
4- *( عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
J:[ مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، ومَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ])*(2).
__________
(1) مسلم (5‍‍‍).
(2) الدارمي (2‍/5‍‍‍) . والحاكم في المستدرك (1‍/6‍‍‍) واللفظ له وورد في (1‍/5‍‍‍) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .

(1/5)


5- ( عَنْ أَبِي سَعيْدٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ(1) (زَادَ أبُو كُرَيْبٍ ) فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ (واتَّفَقَا فِي بَاقِي الْحَدِيثِ) فَيُقَالُ: يَاأَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تعَرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ(2) وَيَنْظُرُونَ ويَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ .قَالَ: وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ . قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ . قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ فَلا مَوتَ. وَيَاأَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلا مَوْتَ ]. ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ J:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (مريم/9‍‍) وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا )(3).
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الغفلة" معنًى
6- *( عَنْ أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
J:[مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ والْمَيِّتِ ])*(4).
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذَمِّ "الغفلة"
1‍*( عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ:[ مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ خَمْسِينَ آيَةً لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ])*(5).
__________
(1) كبش أملح: الأملح، قيل: هو الأبيض الخالص . قاله ابن الأعرابي . وقال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسواد، وبياضه أكثر .
(2) فيشرئبون: أي يرفعون رؤوسهم إلى المنادي.
(3) البخاري - الفتح8‍(0‍‍‍‍)، ومسلم (9‍‍‍‍) واللفظ له.
(4) البخاري - الفتح 1‍‍(7‍‍‍‍) واللفظ له، ومسلم (9‍‍‍).
(5) الدارمي (2‍/5‍‍‍).

(1/6)


2- *( قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - [ لا سَبِيلَ للْغَافِلِ عَنِ الذِّكِرْ إلَى مَقَامِ الإحْسَانِ، كَمَا لا سَبِيلَ لِلْقَاعِدِ إِلَى الْوُصُولِ إِلَى الْبَيْتِ ])*(1).
3- *(وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ الْغَافِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَحْشَةٌ لا تَزُولُ إِلاَّ بِالذِّكْرِ )*(2).
4‍*(وَقَالَ أَيْضًا: إِنَّ مَجَالِسَ الذِّكْرِ مَجَالِسُ الْمَلائِكَةِ وَمَجَالِسَ اللَّغْوِ وَالْغَفْلَةِ مَجَالِسُ الشَّيَاطِينِ فَلْيَتَخَيَّرِ الْعَبْدُ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْهِ وَأَوْلاهُمَا بِهِ فَهُوَ مَعَ أَهْلِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)*(3).
من مضار "الغفلة" عن ذكر الله
(1‍) أَنَّهَا تَجْلِبُ الشَّيْطَانَ وَتُسْخِطُ الرَّحْمَنَ .
(2‍) تُنَزِّلُ الْهَمَّ وَالْغَمَّ فِي الْقَلْبِ وَتُبْعِدُ عَنْهُ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ (تُمِيتُ الْقَلْبَ).
(3‍) مَدْعَاةٌ لِلْوَسْوَسَةِ وَالشُّكُوكِ .
(4‍) تُورِثُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَتُذْهِبُ الْحَياءَ وَالْوَقَارَ بَيْنَ النَّاسِ .
(5‍) تُبَلِّدُ الذِّهْنَ وَتَسُدُّ أَبْوَابَ الْمَعْرِفَةِ .
(6‍) تُبْعِدُ الْعَبْدَ عَنِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَتَجُرُّهُ إِلَى الْمَعَاصِي .
__________
(1) الوابل الصيب (2‍‍).
(2) المصدر السابق نفسه،والصفحة نفسها.
(3) الوابل الصيب ( 5‍‍).

 كتاب : الفسوق

الفسوق -الفسوق لغة:
الْفِسْقُ وَالفُسُوقُ: الخُرُوجُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ ، وَفَسَقَ فُلاَنٌ: خَرَجَ عَنْ حَجْرِ الشَّرْعِ، وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ: فَسَقَ الرُّطَبُ، إِذَا خَرَجَ عَنْ قِشْرِهِ، وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الْكُفْرِ. وَالْفِسْقُ يَقَعُ بِالْقَلِيلِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبِالْكَثِيرِ، لَكِنْ تُعُورِفَ فِيمَا كَانَ كَثِيرًا، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ الْفَاسِقُ لِمَنِ الْتَزَمَ حُكْمَ الشَّرْعِ، وَأَقَرَّ بِهِ ثُمَّ أَخَلَّ بِجَمِيعِ أَحْكَامِهِ، أَوْ بِبَعْضِهِ، وَإِذَا قِيلَ لِلْكَافِرِ الأَصْلِيِّ فَاسِقٌ فَلأَنَّهُ أَخَلَّ بِحُكْمِ مَا أَلْزَمَهُ الْعَقْلُ، وَاقْتَضَتْهُ الْفِطْرَةُ(1).
يُقَالُ: فَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، أَيْ خَرَجَ، وَالفِسِّيقُ: الدَّائِمُ الْفِسْقِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} ، أَيْ خُرُوجٌ عَنِ الْحَقِّ، قَالَ أَبُوالْهَيْثَمِ: وَيَكُونُ الْفُسُوقُ شِرْكًا، وَيَكُونُ إِثْمًا، وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} أَيْ لَمَعْصِيَةٌ .
وَقِيلَ: الْفُسُوقُ، الْخُرُوجُ عَنِ الدِّينِ، وَكَذَلِكَ الْمَيْلُ إِلَى الْمَعْصِيَةِ كَمَا فَسَقَ إِبْلِيسُ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ.أَيْ جَارَ وَمَالَ عَنْ طَاعَتِهِ .
وَفَسَّقَهُ: نَسَبَهُ إِلَى الْفِسْقِ . وَالْفَوَاسِقُ مِنَ النِّسَاء : الْفَوَاجِرُ(2).
الفسوق اصطلاحًا:
قَالَ الْجُرْجَانِيُّ: الْفَاسِقُ: مَنْ شَهِدَ وَلَمْ يَعْمَلْ وَاعْتَقَدَ فَهُوَ فَاسِقٌ(3)، وَمِنْ ثَمَّ يَكُونُ الفُسُوقُ: هُوَ عَدَمُ الْعَمَلِ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ مَعَ الإِقْرَارِ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَالاعْتِقَادِ بَالْوَحْدَانِيَّةِ (أَيِ الإِيمَانِ الْقَلْبِيِّ).
__________
(1) المفردات (0‍‍‍).
(2) لسان العرب (0‍1‍/8‍0‍3‍).
(3) التعريفات (41، 170).

(1/1)


وَقَالَ الْمُنَاوِيّ: الْخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ بِارْتِكَابِ الذَّنْبِ، وَإِنْ قَلَّ، وَلَكِنْ تُعُورِفَ فِيمَا إِذَا كَانَ كَبِيرَةً.
أنواع الفسوق:
يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ مَا خًلاصَتُهُ:
الفُسُوقُ فِي كِتَابِ اللهِ نَوْعَانِ:
الأَوَّلُ: مُفْرَدٌ مُطْلَقٌ، الآخَرُ مَقْرُونٌ بِالعِصْيَانِ .
أَمَّا المُفْرَدُ المُطْلَقُ فَنَوْعَانِ:
فُسُوقُ كُفْرٍ يُخْرِجُ عَنِ الإسْلاَمِ، وَذَلِكَ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلاَّ الفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقِضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ}.
فُسُوقٌ لاَ يَخْرِجُ عَنِ الإسْلاَمِ، وَذَلِكَ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنَوا إِنْ جَاءَكَم فَاسِقٌ بِنَبأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ}.
وَأَمَّا المَقْرُون بِالعِصْيَان فَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فُي قُلُوبِكُم وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}.
الفسق الذي تجب منه التوبة:
يَنْقَسِمُ الفِسْقُ الَّذِي تَجِبُ مِنْهُ التَّوْبَةُ إِلَى قِسْمَينِ أَيْضًا:
الأَوَّلُ: فِسْقٌ مِنْ جِهَةِ العَمَلِ، والآخَرُ فِسْقٌ مِنْ جُهَةِ الاعْتِقَادِ.

(1/2)


وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّوْعِ الأَوَّلِ (فِسْقُ العَمَل) فَإِنَّهُ إِنْ اقْتَرَنَ بِالعِصْيَانِ، كَانَ الفِسْقُ لِمُخَالَفَةِ النَّهْي وِالعِصْيَانُ لِمُخَالَفَةِ الأَمْرُ، وَقَدْ يُطْلَقُ كُلُّ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، وَالتَّقْوَى اتِّقَاءُ مَجْمُوعِ الأَمْرَين وَبِتَحْقِيقِهِمَا تَصِحُّ التَّوْبَةُ مِنَ الفُسُوقِ وَالعِصْيَانِ بِأَنْ يَعْمَلَ العَبْدُ بُطَاعَةِ اللهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ، وَيَرْجُو ثَوَابَ اللهِ وَأَنْ يَتْرُكُ مَعْصِيَةَ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللهِ وَيَخَافُ عِقَابَ اللهِ.
أَمَّا إِنْ اسْتُعْمِلَ مُفْرَدًا (فَإِنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى الأَمْرَينِ جَمِيعًا أِيْ مُخَالَفَةِ الأَمْرِ وَالنَّهِي جَمِيعًا أَوْ أَحَدِهِمَا)(1).
وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّوْعِ الثَّانِي وَهُوَ فِسْقُ الاعْتِقَادِ فَإنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِفِسْقِ أَهْلِ البِدَعِ الَّذِينَ يَنْفُونَ كَثِيرًا مِمَّا أَثْبَتَ اللهُ وَرَسُولُهُ جَهْلاً وَتَأْوِيلاً، وَتَقْلِيدًا لِلشِيُوخِ، وَيُثْبِتُونَ مَا لَمْ يُثْبِتُهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيَدْخُلُ فُي هَذَا النَّوْعِ الخَوَارُجُ، وَكَثِيرٌ مِنَ الرَّوَافِض ُ، والقَدَرِيَّةُ وَالمُعْتَزَلَةُ وَكَثِيرٌ مِنَ الجهمية(2).
الآيات الواردة في "الفسوق"
أولاً : الفسوق المخرج من الملة :
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59)}(3)
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ(99)}(4)
__________
(1) هذه إضافة يتم بها المعنى.
(2) هؤلاء جميعًا فرق تنتمي إلى الإسلام، انظر في ذلك "إسلام بلا مذاهب" للدكتور مصطفى الشعلة.
(3) البقرة : 59 مدنية
(4) البقرة : 99 مدنية

(1/3)


{وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ(121)}(1)
{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ(33)}(2)
ثانيًا : الفسوق غير المخرج من الملة :
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا(16)}(3)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(6)وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ(7)}(4)
ثالثًا : النهي والتنفير عن الفسوق :
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَاأُوْلِي الأَلْبَابِ(197)}(5)
__________
(1) الأنعام : 121 مكية
(2) يونس : 33 مكية
(3) الإسراء : 16 مكية
(4) الحجرات : 6 – 7 مدنية
(5) البقرة : 197 مدنية

(1/4)


{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ(11)}(1)
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الفسوق"
1‍*( عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ
J تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحِدَأَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ(2)])*(3).
2‍*(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
J: [سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ])*(4).
3‍*(عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
J يَقُولُ: [لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالْفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ])*(5).
__________
(1) الحجرات : 11 مكية
(2) الكلب العقور: قال جمهور العلماء ليس المراد به تخصيص هذا الكلب المعروف، بل المراد كل عادٍ مفترس، كالسبع والنمر والذئب والفهد ونحوها، ومعنى العقور: العاقر الجارح.
(3) مسلم (8‍9‍1‍1‍).
(4) البخاري ـ الفتح 3‍1‍(6‍7‍0‍7‍)، ومسلم (4‍6‍) متفق عليه.
(5) البخاري ـ الفتح 0‍1‍(5‍4‍0‍6‍) واللفظ له، ومسلم (1‍6‍).

(1/5)


4‍*(عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ J فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ فَقَالَ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ، وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ؟. قَالَ: [إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللهُ - أَوْ أَخْبَرَنِي اللهُ - فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} (التوبة/0‍‍) فَقَالَ: سَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ . قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ J، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} (التوبة/4‍‍))*(1).
5‍*(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قِيلَ: يَارَسُولَ اللهِ مَتَى نَتْرُكُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ . قَالَ: [إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ]، قُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ وَمَا ظَهَرَ فِي الأُمَمِ قَبْلَنَا؟. قَالَ: [الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ، وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ، وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ(2)])*(3).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذَمِّ "الفسوق"
__________
(1) البخاري ـ الفتح 8‍(2‍7‍6‍4‍).
(2) قال زيد في تفسير معنى قول النبي
J: [العلم في رذالتكم] إذا كان العلم في الفساق.
(3) ابن ماجة (5‍1‍0‍4‍)، وفي الزوائد إسناده صحيح، ورجاله ثقات .

(1/6)


1‍*( عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ} (التوبة/2‍‍) إِلاَّ ثَلاَثَةٌ، وَلاَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: إِنَّكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ تُخْبِرُونَنَا فَلاَ نَدْرِي، فَمَا بَالُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَبْقَرُونَ بُيُوتَنَا وَيَسْرِقُونَ أَعْلاَقَنَا؟ قَالَ: أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ، أَجَلْ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَوْ شَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ مَا وَجَدَ بَرْدَهُ)*(1).
2‍*(عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً}(الكهف/3‍‍‍) هُمُ الْحَرُورِيَّةُ؟ قَالَ: لاَ . هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا
J، وَأَمَّا النَّصَارَى كَفَرُوا بِالْجَنَّةِ، وَقَالُوا: لاَ طَعَامَ فِيهَا وَلاَ شَرَابَ، وَالْحَرُورِيَّةُ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ - وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمُ الْفَاسِقِينَ)*(2).
3‍*(عَنْ بِلاَلِ بْنِ سَعْدٍ الأَشْعَرِيِّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ: اكْتُبْ إِلَى فُسَّاقِ دِمَشْقَ . فَقَالَ: مَالِي وَفُسَّاقِ دِمَشْقَ؟وَمِنْ أَيْنَ أَعْرِفُهُمْ؟فَقَالَ ابْنُهُ بِلاَلٌ: أَنَا أَكْتُبُهُمْ، فَكَتَبَهُمْ . قَالَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ مَا عَرَفْتَ أَنَّهُمْ فُسَّاقٌ إِلاَّ وَأَنْتَ مِنْهُمْ . ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، وَلَمْ يُرْسِلْ بِأَسْمَائِهِمْ)*(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 8‍(8‍5‍6‍4‍).
(2) البخاري ـ الفتح 8‍(8‍2‍7‍4‍).
(3) شرح الأدب المفرد، فضل الله الصمد 2‍(0‍9‍2‍1‍).

(1/7)


4‍- *(عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا نُؤْتَى بِالشَّارِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ J، وَإِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ فَصَدْرًا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ، فَنَقُومُ إِلَيْهِ بِأَيْدِينَا وَنِعَالِنَا وَأَرْدِيَتِنَا، حَتَّى كَانَ آخِرُ إِمْرَةِ عُمَرَ فَجَلَدَ أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذَا عَتَوْا وَفَسَقُوا جَلَدَ ثَمَانِينَ)*(1).
5‍*(قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَةَ: لَفْظُ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُسُوقِ وَالْكُفْرِ، إِذَا أُطْلِقَتِ الْمَعْصِيَةُ للهِ وَرَسُولِهِ دَخَلَ فِيهَا الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ كَقَوْلِهِ: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}(الجن/3‍‍)، وَقَالَ تَعَالَى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} (هود/9‍‍))*(2).
من مضار "الفسوق"
(1‍) يَجْلِبُ غَضَبَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ.
(2‍) قَدْ يُخْرِجُ عَنِ الْمِلَّةِ.
(3‍) الْفَاسِقُ إِنْسَانٌ ضَارٌّ فِي الْمُجْتَمَعِ.
(4‍) يُلْحِقُ بِالنِّفَاقِ. وَالْمُنَافِقُونَ فِي النَّارِ.
(5‍) يَجْلِبُ الدَّمَارَ لِلْمُجْتَمَعِ.
__________
(1) البخاري ـ الفتح 2‍1‍(9‍7‍7‍6‍).
(2) الإيمان لابن تيمية (6‍5‍).

كتاب الكسل -الكسل لغةً:
الْكَسَلُ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ [ ك س ل ] الَّتِي تَدُلُّ عَلَى التَّثَاقُلِ عَنِ الشَّيْءِ، وَالْقُعُودِ عَنْ إِتْمَامِهِ(1).وَالْكَسَلُ التَّثَاقُلُ عَمَّا لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُتَثَاقَلَ عَنْهُ، وَالْفِعْلُ كَسِلَ يَكْسَلُ كَسَلاً . وَيُقَالُ: فُلاَنٌ لاَ تُكْسِلُهُ الْمَكَاسِلُ، يَقُولُ: لاَ تُثْقِلُهُ وُجُوهُ الْكَسَلِ(2). وَفَحْلٌ كَسِلٌ، يَكْسَلُ عَنِ الضِّرَابِ. وَامْرَأَةٌ مِكْسَالٌ: فَاتِرَةٌ عَنِ التَّحَرُّكِ(3) وَهَذَا الأَمْرُ مَكْسَلَةٌ أَيْ يُؤَدِّي إِلَى الْكَسَلِ، وَمِنْهُ الشِّبَعُ مَكْسَلَةٌ، وَقَدْ كَسَّلَهُ تَكْسِيلاً، وَفُلاَنٌ لاَ يَسْتَكْسِلُ الْمَكَاسِلَ أَيْ لاَ يَعْتَلُّ بِوُجُودِ الْكَسَل(4).
الكسل اصطلاحًا:
قَالَ الْمُنَاوِيُّ: الْكَسَلُ: التَّغَافُلُ عَمَّا لاَ يَنْبَغِي التَّغَافُلُ عَنْهُ وَلِذَلِكَ عُدَّ مَذْمُومًا(5) وَضِدُّهُ النَّشَاطُ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: الْكَسَلُ: التَّثَاقُلُ عَمَّا لاَ يَنْبَغِي التَّثَاقُلُ عَنْهُ(6).
أقسام الكسل:
الْكَسَلُ قِسْمَانِ: الأَوَّلُ: كَسَلُ الْعَقْلِ بِعَدَمِ إِعْمَالِهِ فِي التَّفَكُّرِ وَالتَّدَبُّرِ وَالنَّظَرِ فِي آلاَءِ اللهِ مِنْ نَاحِيَةٍ وَفِي تَرْكِهِ النَّظَرَ إِلَى مَا يُصْلِحُ شَأْنَ الإِنْسَانِ، وَمَنْ حَوْلَهُ فِي الدُّنْيَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُهُ. وَلَيْسَ تَأَخُّرُ الأُمَمِ نَاتِجًا إِلاَّ عَنْ كَسَلِ أَصْحَابِ العُقُولِ فِيهَا وَقِلَّةِ اكْتِرَاثِهِمْ بِالقُوَّةِ الإِبْدَاعِيَّةِ الْمُفَكِّرَةِ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللهُ فِيهِمْ.
__________
(1) المقاييس (5‍/8‍‍‍) .
(2) تهذيب اللغة (0‍‍/0‍‍، 1‍‍).
(3) المفردات (1‍‍‍) .
(4) التاج (5‍‍/ 5‍‍‍) .
(5) التوقيف (1‍‍‍) .
(6) المفردات (1‍‍‍) .

(1/1)


الثَّانِي: كَسَلُ البَدَنِ بِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الجَوَارِحِ، وَيَنْجُمُ عَنْ هَذَا الْكَسَلِ تَأَخُّرُ الأَفْرَادِ، بَلْهَ الأُمَمِ فِي مَجَالاَتِ النَّشَاطِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ زِرَاعَةٍ وَصِنَاعَةٍ وَغَيْرِهِمَا (1).
الآيات الواردة في "الكسل"
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً(142)مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً(143)}(2)
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ(54)فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ(55)}(3)
الآيات الواردة في "الكسل" معنًى
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ(81)}(4)
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الكسل"
__________
(1) كتبت هذه الفقرة استنباطًا مما ذكره الراغب في الذريعة تحت عنوان مدح السعي وذم الكسل (3‍‍‍).
(2) النساء : 142
143 مدنية
(3) التوبة : 54
55 مدنية
(4) التوبة : 81 مدنية

(1/2)


1‍*( عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ. اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا(1) أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا .أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ(2)، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا])*(3).
2‍( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ
J: [يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ(4) ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً . فَإِذَا اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ . وَإِذَا تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ العُقَدُ. فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ])(5).
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "الكسل" معنًى
3- *( عَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
J:[ الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ: فَيَدُ اللهِ العُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى، فَأَعْطِ الفَضْلَ وَلاَ تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ])*(6).
من مضار "الكسل"
__________
(1) وزكها: أي طهرها.
(2) ومن نفس لا تشبع: معناه استعاذة من الحرص والطمع والشره، وتعلق النفس بالأموال .
(3) مسلم (2‍‍‍‍).
(4) قافية رأس أحدكم: أي آخر الرأس .
(5) البخاري ـ الفتح 3‍(2‍‍‍‍)، ومسلم (6‍‍‍) واللفظ له.
(6) أبوداود(9‍‍‍‍) واللفظ له، والحاكم (1‍/8‍‍‍)، والبغوى في شرح السنة(6‍/4‍‍‍) وقال محققه: إسناده قوى.

(1/3)


(1‍) يُؤَدِّي إِلَى مَوْتِ الْهِمَمِ وَقَبْرِ النُّبُوغِ.
(2‍) طَرِيقٌ مُوصِّلٌ إِلَى اسْتِبَاحَةِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍّ.
(3‍) يَنِمُّ عَنْ عَجْزِ الإِنْسَانِ وَبُعْدِهِ عَنْ رَبِّهِ .
(4‍) مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ تَأَخُّرِ الأُمَمِ وَالشُّعُوبِ.
(5‍) دَلِيلٌ عَلَى سُقُوطِ الْهِمَّةِ.
(6‍) يُورِثُ الذُّلَّ وَالْهَوَانَ.

====

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسان العرب : طرخف -

لسان العرب : طرخف -  @طرخف: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد وسال، وهو الرَّخْفُ أَيضاً، وزاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. والرَّخْفُ كأَنه س...