Translate سكا.....

الأحد، 1 مايو 2022

مجلد 1 ومجلد 2-الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ)

 

1..المجلد الأول : الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم
وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين قرآن كريم [مقدمة الصحاح بقلم الملك فهد بن عبد العزيز]
مقدمة الصحاح بقلم حضرة صاحب الجلالة الملك العالم فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية  كتاب " الصحاح " للامام اللغوي العظيم إسماعيل بن حماد الجوهري أصح معجم عربي، وهو أول معجم لغوي صحيح سار على نهج يسر اللغة وقربها وجعلها في متناول الناس جميعا، والصحاح - كما يقول محققه الاستاذ أحمد عبد الغفور عطار في مقدمته الرائعة التى كتبها له -: " أول معجم خطا بالتأليف المعجمى أعظم خطوة عرفها تاريخ العربية في هذا السبيل ". وعندما نشر معالي الشيخ محمد سرور الصبان مختصر الصحاح المسمى " تهذيب الصحاح " تمنى المخلصون للغة القرآن أن لو نشر " الصحاح " نفسه، فيخرج من طبعته الاولى التى أصبحت أندر من المخطوطات إلى طبعة تكون خيرا من الاولى في التحقيق والتبويب والاخراج الطباعي الجميل. وها هي ذي الامنية تتحقق بفضل الله جل جلاله، فيصدر " الصحاح " محققا تحقيقا رائعا، ومطبوعا طباعة أنيقة. أما المقدمة الرائعة العظيمة التى كتبها الاستاذ الباحث العطار، والتى أصبحت جزءا من الصحاح، فإنها تعتبر بحق دراسة مبتكرة جديدة، لم يسبق منذ ألف الصحاح أن أحدا من العلماء درسه دراسة الاستاذ المحقق،

  وإن دراسته إياه تعد خير ما كتب عن أول معجم عربي صحيح سهل التناول. ولقد صدق الاديب العظيم الاستاذ الكبير عباس محمود العقاد عندما وصف هذه الدراسة فقال: " إنها تصلح أن تكون مقدمة للصحاح ولسائر المعجمات العربية ". ويكفي هذه الدراسة العليا القوية فخارا وشهادة بأنها عمل عظيم أن تنال إعجاب كاتب العربية الكبير الاستاذ العقاد. والمقدمة - وحدها - كتاب جليل عظيم القدر، فقد درس فيه الباحث الاستاذ العطار اللغة العربية دراسة علمية دقيقة، وكتب عن تاريخ المعجمات في العالم، وتاريخ المعجمات في لغتنا كتابة لم يسبق إليها في العربية، وأبدى آراء جد صائبة في اللغة العربية قديمها وحديثها، ووسائل النهوض بها، وعقد فصلا كبيرا عن " كتاب العين " حقق فيه نسبته إلى الخليل. ومن أعظم البحوث المبتكرة التى ضمها كتاب الاستاذ العطار أو مقدمته التى كتبها للصحاح بحثه " المدارس المعجمية " وتقسيمه إياها إلى أربع مدارس، هن: مدرسة الخليل، ومدرسة أبى عبيد، ومدرسة الجوهرى، ومدرسة البرمكي، وأظهر سمات كل مدرسة وشخصيتها وخصائصها و " علاماتها الفارقة " ونظامها وطريقة ترتيب موادها، ومن الكشوف العلمية التى تحسب للاستاذ العطار في حقل المعجمات أنه أول من كشف عمن ألف المعجمات على أوائل الحروف الهجائية كالنظام الحديث في تأليفها، فقد ذكر أن محمد تميم البرمكي أول من ألف معجما على الطريقة الحديثة التى ترتب المواد والكلمات على حروف الالفباء، مع مراعاة الحرف الثاني والثالث والرابع في الكلمة. وكان العلماء والباحثون يذكرون أن الزمخشري أول من سار على هذه الطريقة في " أساس البلاغة " فجاء الاستاذ العطار وأثبت أن البرمكي هو الاول، إذ تناول البرمكي صحاح الجوهرى ورتبه على أوائل الحروف سنة

  397 هـ‍، وتوفي الزمخشري سنة 528 هـ‍، مما يثبت ثبوتا قاطعا أن البرمكي أسبق. وكتب عن الصحاح وقيمته العلمية ومزاياه وأثره في محيط العربية والتأليف اللغوى والمعجمى بحثا جديدا غنيا بالمادة العلمية. وما أشك أن الصحاح أجدر معجم بالنشر، لانه يمتاز عن كل المعجمات التى عاصرته أو سبقته بميزات منها: أن المعجمات العربية التى سبقته أو ألفها أصحابها في عصر الجوهري أو بعده بقرن ليست سهلة أمام الباحث - باستثناء المجمل والمقاييس لابن فارس - بل هي صعبة، وهى متيهة تجهد الباحث وتعييه، فكتاب العين للخليل بن أحمد - الذي يعد أول معجم في العربية كلها إذ لم يؤلف معجم قبله، لان الخليل هو مبتكر فن تأليف المعجمات في العربية كلها، كما ابتكر علم العروض - ليس سهلا أمام من يريد أن يبحث فيه عن كلمة مغلقة المعنى، لانه سار على نظام مغلق الابواب، ألا وهو ذكره الكلمة ومقلوباتها، مثل: قبل، تقلب إلى: قلب وبقل وبلق ولبق ولقب، فإذا أردنا كلمة منها لا نعرف في أي الابواب ذكرت، لاننا لا نعرف أيها الاصل وأيها الفرع. سار على نهج العين ابن دريد في كتاب " الجمهرة " والازهري في " تهذيب اللغة " وكلاهما مثل كتاب العين في الصعوبة والوعورة. وكان الناس قبيل الصحاح لا يفيدون من المعجمات المعدودات، بل كان العلماء أنفسهم لا يستطيعون الوصول إلى الكلمات التى يريدون الوقوف على معانيها إلا بجهد جهيد، حتى الف الجوهري صحاحه فمهد الطريق وعبده أمام الناس، حتى الشادي نفسه يستطيع بقليل من المعرفة بالمعاجم وطريقة البحث فيها أن يهتدي إلى ضالته من الكلمات. ومن هنا كانت مزية الصحاح على كل المعجمات التى سبقته أو عاصرته. وإذا يسر الله من يحققه تحقيقا علميا دقيقا، ووفق له من ينشره نشرا رائعا جميلا فإن ذلك من آيات حفظ الله للغة القرآن والسنة بحفظ أمثال " الصحاح " ونشره ليعم به النفع، وتصان اللغة.

  والاستاذ العطار أغنانا بما كتب في مقدمته العظيمة عن وصف الصحاح، فهو لم يترك مجالا لقائل أو كاتب أو باحث. فهو قد درس الصحاح وأعطاه حقه فوفاه القول والبحث، وذكر ما له وما عليه، وقدم دراسة بكرا لم يسبق إليها، وحشد من آرائه الصائبة وبحوثه المبتكرة ما ملا به أكثر من خمسين ومائتي صفحة (1) جديرة بالاطلاع عليها والاهتمام بها من قبل العلماء والادباء والمفكرين. والحق أن هذا الكتاب أو المقدمة تعد أول بحث علمي في بلادنا، يقوم على قواعد محكمة، ومنهج علمي دقيق، تشارك به بلادنا شقيقاتها، فليس في هذا البحث فضول من القول، بل كله بحث وعلم، وأسلوب المؤلف في مقدمته أسلوب عربي رائع رصين، وبيانه آية في الروعة والجمال. وحسبنا أنه أسلوب العطار وبيان العطار. وينتهي الكتاب أو المقدمة بفهارس في منتهى الدقة وجمال الترتيب، والفهارس الموضوعة هي: فهرس الاعلام، وفهرس، الاماكن والبلدان، وفهرس الطوائف والاجناس، وفهرس الكتب الواردة أثناء البحث، وفهرس المراجع (1) . أما المقدمة التي كتبها أديب العربية الكبير الاستاذ العقاد. فهي آية في البحث العلمي، وذكر الاستاذ العقاد آراء آية في القوة والصواب والروعة، وليس غريبا على الكاتب الجبار أن يبدع القول فيما كتب، فالعقاد - دائما - يمتح من فكره وقلبه ومنطقه، وما كتبه في مقدمته " المركزة " خلاصة دراساته في الآداب والعلوم والفنون نصف قرن، والعقاد من أقوى علماء العربية المعاصرين، ومن أعظمهم اطلاعا على أصول العربية وأسرارها ونوادرها، وبحوثه فيها بحوث ناضجة لا تتاح إلا لمن كان في مثل ثقافته الواسعة وذهنه الجبار.
_________
(1) قبل أن تصدر " مقدمة الصحاح " مع الصحاح ظهرت في كتاب مستقل تحت عنوان " الصحاح ومدارس المعجمات العربية " وتقع في 284 صفحة وملحق بها الفهارس التى أشار إليها جلالته.

(1/6)


وإنني أشكر الاستاذ العطار على ما بذل من جهود كبيرة ضخمة في المقدمة وفي تحقيق الصحاح، حتى كانت هذه الطبعة الرائعة الممتازة في التحقيق والتعليق والضبط والاخراج الطباعي الانيق الذي يعد آية في الطباعة الفنية الحديثة (1) . فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الرياض: 14 رجب 1375 هـ‍
_________
(1) كتب حضرة صاحب الجلالة الملك فهد بن عبد العزيز هذه المقدمة عندما كان جلالته وزيزا للمعارف سنة 1375 هـ‍
(1956) .

(1/7)


مقدمة الطبعة الثالثة:
ويشاء الله بفضله وكرمه أن تصدر الطبعة الثانية من " الصحاح " من قبل دار العلم للملايين سنه 1399 هـ‍ (1979 م) وتنفد نسخها خلال أقل من سنتين، مما جعل طلبه يتجدد ويكثر فاستجبنا وأصدرنا هذه الطبعة، راجين أن ينتفع بها المشتغلون بلغة القرآن وأهل العلم وطلابه، والله الموفق. الثلاثاء: 30 ربيع الاول 1404 هـ‍ 3 / 1 / 1984 م المحقق والناشر

(1/8)


مقدمة الطبعة الثانية:
إمام العربية الجوهري مؤلف الصحاح من إعظم رواد المعجمات العربية، ومبتكر المنهج الذي اتبعه في تأسيس صحاحه دون أن يتبع سبيلا سبقه إليه أحد. أما دعوى من زعم أن البندنيجي في مؤلفه المسمى " كتاب التقفية " قد سبقه فصار الجوهري غير مبتكر منهجه فباطلة، وقد رددنا عليها، وبينا بطلانها في البحث المنشور بعد هذه المقدمة تحت عنوان " الجوهري مبتكر منهج الصحاح ". وصدر سنة 1975 م معجم باسم " الصحاح في اللغة والعلوم " إعداد نديم مرعشلي وأسامة مرعشلي وتصنيفهما، وتقديم الشيخ عبد الله العلايلي. وجاء على الغلاف: " تجديد صحاح العلامة الجوهري " وذكر المصنفان في المقدمة أشياء تضيفا فيها " مقدمة الصحاح " التى كتبناها لطبعته الاولى التي حققناها، وبخاصة في بعض ما سبقنا به غيرنا، ولم يجئ عن أحد سوانا، مثل السبب الذي دعا الجوهري إلى اختيار منهجه عندما اعتمد الحرف الاخير من الكلمة، ومثل ذكرنا محمد بن تميم البرمكي الذي اختار الحرف الاول. ولم يشر المرعشليان إلى " الصحاح " الذي حققناه، ولا إلى " المقدمة " التي كتبناها له، مع الاطلاع عليه والاقتباس منه، ولو ذكرا جهدنا العلمي لكانا أمينين وممن يضطلعون بالامانة العلمية، ولما نقص من قدرهما بل لزاد، اما إغفال الذكر فخيانة تدين المصنفين بالسطو على جهود الاخرين،

(1/9)


وادعائهما إياها، ولا يسعهما الادعاء بعدم الاطلاع على جهودنا، ولو ادعيا ذلك لكانا من المفترين، ولاضافا إلى إثم السطو إثم المكابرة والافتراء، لان ما ادعياه في " المقدمة " المنسوبة إليهما لم يجئ قط عن أحد غيرنا. ولم أطلع على عمل المرعشليين إلا في السنة الماضية (1978 م) وكنت ببيروت، فاتصلت بالشيخ عبد الله العلايلي، وأخذت عليه إغفاله الاشارة إلى " الصحاح " الذي حققناه، وعدم نقده مقدمة المصنف المرعشلي الذي ذكره مفردا. وأجابني الشيخ العلايلي: أنه لم يقرأ مقدمة المصنف، وأنه طلب إليه كتابة المقدمة فكتبها دون أن يطلع على عمل المرعشلي. وعجبت من جوابه أكثر من سطو المرعشلي على بحثنا وآرائنا، فقد كان فرضا على عالم بحاثة كالشيخ العلايلي أن يكون غير ما وقفنى هو نفسه عليه. وعلى أي حال يصدر " الصحاح " الاصيل من قبل " دار العلم للملايين " تلبية لرغبات أهل العلم وطلابه الذين رجوا أن يعاد طبعه، فقد خلت السوق في العالم العربي والاسلامي منه، وكنت في حاجة إلى بضع نسخ منه فلم أستطع الحصول إلا على نسخة واحدة دفعت فيها ألف ريال سعودي، ورجع إلي راغب في نسخة فذكرت له قصة النسخة التي انتهيت إليها، فذكر لي في أدب أنه يود الحصول على نسخة ولو بأكثر من الثمن الذي دفعت. وتلقيت من بلدان العالم العربي والاسلامي رسائل يطلب إلي أصحابها نسخا من " صحاح " الجوهري، فاعتذرت لهم. ولما رأيت الحاجة ملحة إلى إعادة طبع الصحاح من كثرة الطلب عليه عزمت أن أطبعه على حسابي لدى " دار العلم للملايين " فإذا هي ترجو أن يكون لها شرف نشر بعض المعاجم ومنها " قاموس الحج والعمرة " الذي ألفته فكان أول مؤلف في موضوعه يؤلف في العربية والاسلام، فوافقت وأذنت.

(1/10)


وها هي ذي الطبعة الثانية تصدر بفضل الله ثم بفضل " دار العلم للملايين " التي أفضلت بطبع مئتي نسخة منه طباعة فاخرة للمحقق، راجين ان ينتفع بالصحاح قراء العربية من علماء وأدباء ومثقفين وطلاب علم. وفقنا الله لاعلاء كلمته، ونفعنا بكتابه ولغته، وجعلنا حراس الفصحى وحماتها والغير عليها.
أحمد عبد الغفور عطار
مكة المكرمة
الاحد: 1 رجب 1399 هـ‍ 27 / 5 / 1979 م

(1/11)


الجوهري مبتكر منهج الصحاح:
كتب الاستاذ الدكتور بكري شيخ أمين مقالا تحت عنوان " الجاسر والعطار يكشفان عن خطأ علمي " نشره بمجلة " الخفجي " التي تصدرها " شركة الزيت العربية المحدودة " وأعادت جريدة " البلاد " السعودية نشره، سنة 1394 هـ‍ (1974 م) . وجاء في المقال قوله: " لقد درجنا في الوطن العربي على تقسيم المدارس المعجمية إلى أربعة أقسام: " الاولى - مدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه " العين ". " والثانية - مدرسة ابن دريد في " جمهرة اللغة ". " والثالثة - مدرسة الجوهري في معجم " الصحاح ". " والرابعة - مدرسة الزمخشري في " أساس البلاغة ". وكانت هذه التقسيمات مدارا لبحوث ودراسات ومؤلفات كثيرة في مختلف أرجاء الوطن العربي ". ويقول: " والملاحظ أنه لا أحد من الباحثين اعترض على هذه التقسيمات ولا على أصحاب هذه المدارس، وكأن ما وصلوا إليه هو القول الحاسم الجازم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. " وجاء الباحثون السعوديون فأقروا شيئا من هذه التقسيمات وأنكروا شيئا آخر، أقروا للفراهيدي بابتداعه طريقة جديدة في معجمه " العين " وأقروا لابن دريد ريادته في ترتيب " جمهرة اللغة " وأنكروا أن يكون الجوهري مبتدع ترتيب " الصحاح " كما أنكروا أن يكون الزمخشري مبتدع ترتيب " أساس البلاغة ". " وهذا الانكار من العلماء السعوديين بني على أسس علمية، وتحقيقات لغوية، وبراهين حسية مدعومة بالبراهين الموضوعية، والحجج العلمية. " فلقد أثبت الشيخ حمد الجاسر في عدد من الابحاث العميقة التي نشرها في مجلته " العرب " في أعداد سنتها الاولى أن أبا بشر اليمان بن أبي اليمان البندنيجي المتوفي سنة

(1/12)


284 هـ‍ (987 م) سبق الجوهري في منهج التقفية بمائة سنة ونيف، لان الجوهري توفي سنة 393 هـ‍ (1002 م) وأتى بالادلة المادية، والصور الفوتوغرافية لمخطوط البندنيجي المسمى ب‍ " كتاب التقفية ". " وقد ذكر الشيخ حمد الجاسر أن هذا الكتاب من الكتب المغمورة التي قل أن يرد لها ذكر في كتب اللغة، وهذا من الاسباب التي حملت كثيرا من الباحثين على الاعتقاد بأن الجوهري هو مبتكر منهج ترتيب الكلمات العربية بحسب الحرف الاخير منها، ثم أورد الجاسر كلام البندنيجي عن طريقته، كما أورد الامثلة المختلفة الدالة على منهجه في ترتيب الكلمات. ولكن باحثا آخر استدرك على الجاسر اجتهاده فذكر الفارابي المتوفى سنة 350 هـ‍ (961 م) وهو خال الجوهري وأستاذه، ومؤلف معجم " ديوان العرب " (1) سبق الجوهري بترتيبه والسير على نظام الباب والفصل، وأن أصحاب المعاجم عيل على الفارابي في هذا الترتيب ". ثم أشار الدكتور بكري أمين إلى ذهابي أن الزمخشري ليس مبتكر المنهج الذي يؤسس المعجم على أوائل الكلمات حسب ترتيب حروف الهجاء، وإنما مبتكرها محمد بن تميم البرمكي. وفيما ذهب إليه الدكتور بكري مجال للقول والنقد، ومن ذلك قوله: " والثانية - مدرسة ابن دريد في جمهرة اللغة " ووجه الخطأ أن ابن دريد ليس صاحب مدرسة في معجمات العربية، لانه من مدرسة الخليل، وقد أقمنا الدليل في " مقدمة الصحاح " على انتساب ابن دريد إلى مدرسة الخليل. أما قوله: " درجنا في الوطن العربي على تقسيم المدارس المعجمية إلى أربعة أقسام " فما رأيت هذا الدرج، وما كان هذا التقسيم إلا بأخرة، ولعلي أول من قسم المعجمات العربية إلى مدارس معدودات، فقد ذكرت في " مقدمة الصحاح " هذا التقسيم، وطبعت مع الصحاح سنة 1375 هـ‍ (1956 م) . وفي سنة 1360 هـ‍ كنت بالمدينة المنورة - زادها الله شرفا وتعظيما - ودار الحديث بمجلس العالم الفاضل السيد علي حافظ في المعجمات العربية، وفي " تهذيب اللغة " للازهري، و " التكملة والذيل والصلة " للصغاني، وفي " جمهرة اللغة " لابن دريد،
_________
(1) الصواب " ديوان الادب " وقد عني مجمع اللغة المصري بنشره.

(1/13)


وعرضت على الحضور - وكانوا من أكابر أهل المدينة وعلمائها وأدبائها - رأيى في " مدارس المعجمات العربية " وعددهن، فقال السيد الجليل علي حافظ: هذا شئ جديد أسمعه لاول مرة، ولم أقرأه في كتاب أو صحيفة. وأيده من حضروا، ثم علم برأيي هذا الامام اللغوي الشيخ عبد القدوس الانصاري، وسألني فأجبته، فسر وهنأني وقال: هذا جديد مبتكر غير مسبوق إليه. ومعروف أن الامام الانصاري حجة العربية، وأول سعودي كتب في اللغة بحوثا رائعة، وما يزال - مد الله في عمره - من أئمة العربية في هذا العصر، ومن أعظم الغير على الفصحى: لغة القرآن ومحمد عليه الصلاة والسلام (1) . وإذا كانت " مقدمة الصحاح " قد طبعت سنة 1375 هـ‍ (1956 م) فإن رأيي في تقسيم المعجمات العربية إلى مدارس قد سبق ظهور المقدمة بخمس عشرة سنة. والثابت ظهور رأيي في مدارس المعجمات على نطاق العالم العربي والاسلامي ومحافل الاستشراق والمعنيين بالعربية قد كان سنة 1375 م (1956 م) في " مقدمة الصحاح " فكان رأيي في مدارس المعجمات وقسمها أول رأي في هذا السبيل. ويعلم الدكتور بكري أنه لا يقال " درج " إلا فيما عرف واشتهر، وما كان هذا التقسيم معروفا قبل مقدمة الصحاح التي طبعت مستقلة في كتاب بعنوان " الصحاح ومدارس المعجمات العربية " الذي طبع طبعتين: إحدهما بالقاهرة، والاخرى ببيروت. وأما قول الدكتور بكري: " وجاء الباحثون السعوديون فأقروا شيئا من هذه التقسيمات وأنكروا شيئا آخر " فالذي أعرفه نقيض قوله، فما ثم باحثون سعوديون أقروا شيئا من هذه التقسيمات وأنكروا شيئا آخر. وإذا أراد الدكور بالباحثين السعوديين حمد الجاسر وكاتب هذه السطور فليس للجاسر رأي في مدارس المعجمات، وإنكاره على الجوهري ابتكار منهج الصحاح لا يغير من هذه المدارس شيئا، فهن كما هن حسب التقسيم الذي رأيته. وأما قوله: " فلقد أثبت الشيخ حمد الجاسر في عدد من الابحاث العميقة التي نشرها في مجلته " العرب " في أعداد سنتها الاولى أن أبا بشر اليمان بن أبي اليمان البندنيجي المتوفى سنة 384 هـ‍ (897 م) سبق الجوهري في منهج التقفية بمائة سنة، لان الجوهري توفي سنة 393 هـ‍ (1002 م) وأتى بالادلة المادية، والصور الفوتوغرافية لمخطوط البندنيجي
_________
(1) توفي الامام الانصاري بمستشفى الحرس الوطني بقرية أم السلم بطريق جدة - مكة، وكانت وفاته يوم الاربعاء 23 جمادى الاخرة 1403 هـ‍ (16 أبريل 1983 م) ودفن بمكة المكرمة بالمعلى.

(1/14)


المسمى: كتاب التقفية "، فمردود. ودليلنا حمد الجاسر نفسه الذي ذكر أن هذا الكتاب من الكتب المغمورة التي قل أن يرد لها ذكر في كتب اللغة. أما أن " هذا من الاسباب التي حملت كثيرا من الباحثين على الاعتقاد بأن الجوهري هو مبتكر منهج ترتيب الكلمات العربية بحسب الحرف الاخير منها " فعجيب أن يصدر من علماء ذوي بصر ثاقب من أمثال الدكتور بكري شيخ أمين يغفلون عن فهم المعجم اللغوي فيحسبون الصحاح وكتاب التقفية ذوي موضوع واحد، ومنهج واحد، وغاية واحدة، مع أن البندنيجي أدرك معنى المعجم اللغوي، وعرف الفارق بين عمله وعمل المعجم فسمى كتابه " كتاب التقفية " وذكر الغاية من التأليف، دون أن يكون له منهج معجمي، وسنذكر فيما سيأتي المزيد من البيان والبرهان. أما مدارس المعجمات في العربية فأربع - كما ذكرنا في مقدمة الصحاح - وهن: الاولى - مدرسة الخليل، وسار على نهجها: ابن دريد في جمهرته، والازهري في تهذيبه، وابن عباد في محيطه، والقالي في بارعه. الثانية - مدرسة القاسم بن سلام، ونهج منهجه ابن سيده في مخصصه، والثعالبي في فقه اللغة، ومن المحدثين المعاصرين عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى. الثالثة - مدرسة الجوهري، ونسج على منواله الفيروز أبادي في القاموس، وابن منظور في لسان العرب، والصغاني في التكملة والذيل والصلة، وفي مجمع البحرين، وفي العباب. الرابعة - مدرسة البرمكي، وتبعها الزمخشري في أساس البلاغة، ثم ألفت عشرات المعجمات على هذا المنهج الذي صار أسلوب العصر الحاضر في تأليف المعجمات. وذكرنا سمات كل مدرسة ومزاياها، ولم نذكر مع المدارس الاربع منهجا جديدا لم نعتده مدرسة، وإن كان صاحب هذا المنهج مبتكرا ورائدا، لم نذكر منهجه ولم نعتده مدرسة، لان المنهج لم يكن متبوعا، ولم يأت بعده من يهتدي بهديه، فبقي فذا وحده ومهجورا، وهو نهج نشوان بن سعيد الحميري، المتوفى سنة 573 هـ‍ في معجمه العظيم " شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ". وكتبت عنه منذ زمن بعيد، وكنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 1361 هـ‍ أو قريبا منها فذكر لي العلامة السيد عبيد مدني - رحمه الله - أن لديه مختصرا للشمس، ودعاني إلى منزله فزرته، ولقيت شقيقه العلامة الاستاذ السيد أمين مدني، مد الله في عمره. واطلعت على المختصر، وتحدثنا في المعجمات العربية، وكانا قد علما برأيي في تصنيفها إلى مدارس، فسألني السيد عبيد، لماذا لم تعد نشوان بن سعيد الحميري صاحب مدرسة؟ أليس مبتكر منهجه في تأسيس معجمه؟

(1/15)


فأجبته: بلى، إنه مبتكر ورائد، ولكني لم أعده صاحب مدرسة، لانها غير متبوعة، ولم يأت من اتبع منهجه! وعندما صدرت الطبعة اليمنية نقدتها في مجلة " الرسالة " (1) القاهرية، وأشرت إلى طبعة ليدن التي حققها زترستين، وكلتا الطبعتين لم تستغرق من معجم نشوان الا جزءا يسيرا، وطبعة اليمن مزدحمة بمئات الغلطات، وغير محققة بتة، وخير منها طبعة زترستين. ومنهج نشوان بن سعيد الحميري الذي لم يتبعه أحد بعده قد وضحه هو نفسه في مقدمة معجمه إذ قال: " وقد صنف العلماء رحمهم الله تعالى في ذلك كثيرا من الكتب، وكشفوا عنه ما يستر من الحجب، واجتهدوا في حراسة ما وضعوه، وما حفظوه، وصنفوا من ذلك وجمعوه، ورووه عن الثقات وسمعوه، فمنهم من جعل تصنيفه حارسا للنقط. وضبطه بهذا الضبط، ومنهم من حرس تصنيفه بالحركات بأمثلة قدروها، وأوزان ذكروها، ولم يأت أحد منهم بتصنيف يحرس جميع النقط والحركات، ويصف كل حرف مما صنفه بجميع ما يلزمه من الصفات، ولا حرس تصنيفه من النقط والحركات الا بأحدهما، ولا جمعهما في تأليف لتباعدهما، فلما رأيت ذلك ورأيت تصحيف الكتاب والقراء، وتغييرهم ما عليه كلام العرب من البناء حملني ذلك على تصنيف يأمن كاتبه وقارئه من التصحيف، بحرس كل كلمة بنقطها وشكلها، وبجعلها مع جنسها وشكلها، وبردها إلى أصلها، وجعلت فيه لكل حرف من حروف المعجم كتابا، ثم جعلت لكل حرف معه من حروف المعجم بابا، ثم جعلت كل باب من تلك الابواب شطرين: أسماء وأفعالا، ثم جعلت لكل كلمة من تلك الاسماء والافعال وزنا ومثالا، فحروف المعجم تحرس النقط، وتحفظ الخط، والامثلة حارسة الحركات والشكل، ورادة كل كلمة من بنائها إلى الاصل، فكتابي هذا يحرس النقط والحركات جميعا، ويدرك الطالب فيه ملتمسه سريعا، بلا كد مطية غريرية (2) ، ولا إتعاب خاطر ولا روية، ولا طلب شيخ يقرأ عليه، ولا مفيد يفتقر في ذلك إليه، فشرعت في تصنيف هذا الكتاب، مستعينا بالله رب الارباب، طالبا لما عنده من الاجر والثواب، في نفع المسلمين، وإرشاد المتعلمين، وكان جمعي له بقوة الله عز وجل وحوله،
_________
(1) العددان: 949 و 950 الصادران في 9 و 17 ذي القعدة سنة 1370 هـ‍ (10 و 17 سبتمبر سنة 1951) السنة التاسعة عشرة.
(2) جاء في طبعة زترستين وطبعة اليمن: " غريزية " وهو خطأ، صوابه: " غريرية " نسبة إلى الغرير: فحل من فحول العرب، وعندما كتب العلامة الشيخ عبد القادر المغربي كلمة عن " شمس العلوم " بمجلة المجمع العلمي بدمشق، كنت في زيارة المجمع، وكانت بيده تجربة مقاله، وأطلعني عليها، ولم يفطن إلى خطأ " غريزية " فذكرت له الصواب فسر - رحمه الله - وذكر ما رأيته من الصواب، ودفعته أمانته إلى نسبة ذلك إلي، وعدل مقاله.

(1/16)


ومنته وطوله، لا بحولي وقوتي، ولا بطولي ومنتي، لما شاء عز وجل من حفظ كلام العرب، وحراسته بهذا الكتاب على الحقب، وسميته " كتاب شمس العلوم، ودواء كلام العرب من الكلوم، وصحيح التأليف، ومعجم التصنيف، والامان من التصحيف ". وذكر الدكتور بكري شيخ أمين أن باحثا استدرك على حمد الجاسر، فذكر الفارابي، وأنه سبق الجوهري، ولم يفتنا ذكر الفارابي ومنهجه قبل استدراك الباحث بسنوات. وكتب الدكتور بكري شيخ أمين بحثا في " الصحاح " وعملي فيه، ونشره في " المجلة العربية " (1) وأعاد القول فيما ذهب إليه الجاسر، وجاء في البحث قوله: " ولم نطلع على رد الاستاذ العطار على هذه النقطة، ولعله كتب ولم نصل إلى ما كتب، أو لعله آثر عدم الرد معتقدا أن المنهج المتكامل للجوهري يخوله حق إمامة هذه المدرسة وادعائها ". وأنا لم أرد على ما ذهب إليه حمد الجاسر، لان ما رآه لم أرض عنه، وكنت أحسب أن من القراء من أمثال الدكتور بكري لن يفوتهم إدراك الصواب في هذا الامر، ولكن فاتهم، حتى أن باحثا عراقيا حقق كتاب البندنيجي أخذ برأي الجاسر، واضطرني ذلك إلى كتابة رد عليه نشر في السنة الماضية بمجلة " المنهل " لصاحبها العلامة الشيخ عبد القدوس الانصاري، وبالملحق الادبي لجريدة " المدينة المنورة ". واطلعت بأخرة على كتاب (التقفية) (2) ، محققا بقلم الدكتور خليل إبراهيم العطية الاستاذ بكلية الآداب بجامعة البصرة، وقرأت تقديمه الكتاب، فإذا هو آخذ برأي الشيخ حمد الجاسر ومؤيده ومسلم به ومؤكد أن الجوهري غير مبتكر منهجه في صحاحه، وإنما المبتكر البندنيجي. وجاء في تقديم الدكتور العطية قوله: " احتل معجم (تاج اللغة وصحاح العربية) المعروف بالصحاح لابي نصر إسماعيل الجوهري المتوفى سنة أربعمائة للهجرة مكانة رفيعة لدى القدماء، فأولوه رعايتهم، وصادق اهتمامهم، وتناوله كثير منهم بالدراسة بين شارح له أو مختصر أو ناقد. " وتأثر بنظامه المعتمد على القوافي جمهرة منهم كانوا له محتذين، وما زالت أشهر المعجمات المتداولة التي ارتضت طريقته كلسان العرب والقاموس والمحيط وتاج العروس
_________
(1) العدد 6 السنة الثانية، محرم 1398 هـ‍ (77 - 1978 م) .
(2) عني بنشره وزارة الاوقاف بالجمهورية العراقية، وهي وزارة متضرمة النشاط في نشر كتب التراث، ومثلها وزارة الاعلام العراقية وغيرها من الوزارات والادارات التي نشرت مئات الكتب، حيا الله العراق.

(1/17)


تشغل مكانة خاصة لدى الباحثين. " ولعل طريقة الصحاح في ترتيب الكلمات على القوافي التي زعم الجوهري في مقدمته أنه مبتكرها، كانت من أهم أسباب ذلك الاحتفال وتلك الرعاية. " وقد ظل الكثير من الناس على هذا الظن معتقدين أن الجوهري مبتكر هذا النظام الفريد لا تصافه بالسهولة واليسر إذا قيس بنظام معجم (العين) المخرجي العسير على المتكلمين (1) . " ولقد آن أن نتبين أن لغويا آخر هو البندنيجي سبقه إلى ابتكار هذا النظام بمعجمه الذي نقدمه للنشر محققا " إلخ. وعجبت من كلام الدكتور العطية ودعاواه وقذفه إمام العربية الجوهري واستخفافه به، كما عجبت من عدم تفرقته بين " الصحاح " و " كتاب التقفيه " في التأسيس والمنهج والنظام، وبين الجوهري الامام الطلعة الرائد المبتكر، والبندنيجي الذي لم يفطن للعمل المعجمي. ومن غير اللائق بعالم محقق أن يقول " زعم الجوهري في مقدمته أنه مبتكرها " ولا يصح أن ينسب الزعم إلى الجوهري، فما كان زاعما فيما ادعى، وإنما كان على الصدق والحق فيما قال بمقدمة صحاحه. وذكر الدكتور العطية في تقديمه أن من بين تناولوا الصحاح بالدراسة من شرحه، وما علمت أن هنا لك شارحا للصحاح، فلعله يدلنا عليه. ولما كان الدكتور العطية فيما ذهب إليه من نفي الابتكار عن الجوهري وحكمه به للبندنيجي تابعا الجاسر فإن ردنا عليه يشمله، وها هو ذا الرد وليس النص المنشور، لاننا أضفنا إليه بعض ما جد لنا من رأي. نشر الجاسر في مجلته المسماة " العرب " (2) مقالا بقلمه تحت عنوان " الجوهري ليس مبتكر منهج التقفية في المعجم العربي ". يقول الجاسر: " لقد سبق الجوهري إلى هذه الطريقة عالم مغمور عاش قبل الجوهري بما يقرب من مائة عام، وهذا العالم هو أبو بشر اليمان أبي اليمان البندنيجي ". ويقول: " إن البندنيجي هذا - على ما ذكره ياقوت - عاش فيما بين سنتي
_________
(1) ليس بصحيح قوله: " المخرجي العسير على المتكلمين " فما ثم عسر عليهم، وإنما العسر على الباحثين.
(2) الجزء السابع، السنة الاولى، المحرم 1387 هـ‍ / نيسان 1967.

(1/18)


200 و 284 هـ‍ والجوهري عاش بين سنتي 332 و 393 هـ‍ على اختلاف في ذلك، ومما لا شك فيه تقدم البندنيجي عليه في الزمن تقدما لا يقل عن مائة عام ". ويقول: " أما كتاب التقفية فإنه من الكتب المغمورة التي قل أن يرد لها ذكر في كتب اللغة، وهذا من الاسباب التي حملت كثيرا من الباحثين على الاعتقاد بأن الجوهري هو مبتكر منهج ترتيب الكلمات العربية بحسب الحرف الاخير منها " ثم يقول: " أما منهج الكتاب فقد أوضحه مؤلفه في المقدمة التي نسوق بنصها (1) ليتبين ذلك المنهج واضحا وهي هذه بعد البسملة مباشرة: " هذا كتاب التقفية إملاء أبي بشر، وسماه بذلك لانه مؤلف على القوافي والقافية والبيت من الشعر، ونظر في الكلام فوجده على الحروف الثمانية والعشرين المرسومة با تا ثا عليها بناء الكلام كله عربيه وفصيحه فهي محيطة بالكلام لانه ما من كلمة إلا ولها نهاية إلى حرف من الثمانية والعشرين حرفا، فأراد أن يجمع من ذلك ما قدر عليه وبلغه حفظه، إذ كان لا غنى لاحد من أهل المعرفة والادب عن معرفة ذلك، لانه يأتي في القرآن والشعر وغير ذلك من صنوف الكلام، فجمع ما قدر عليه وأدركته معرفته، ثم رأى أنه لو جمع ذلك على غير تأليف متناسق، ثم جاءت كلمة عربية يحتاج الرجل إلى معرفتها من كتابنا بعد لصعب عليه إدراكها لسعة الكلام وكثرته، فألفه تأليفا متناسقا متتابعا ليسهل على الناظر فيما يحتاج إلى معرفته. " قال: ونظرنا في نهاية الكلام فجمعنا إلى كل كلمة ما يشاكلها مما نهايتها كنهاية الاول قبلها من حروف الثمانية والعشرين، ثم جعل ذلك أبوابا على عدد الحروف، فإذا جاءت الكلمة مما يحتاج إلى معرفتها من الكتاب نظرت إلى آخرها مما هو من هذه الحروف فطلبته في ذلك الباب الذي هي منه فإنه يسهل معرفتها إن شاء الله. " وقد يأتي من كل باب من هذه الثمانية والعشرين أبواب عدة، لانا إنما ألفناه على وزن الافاعيل، فلينظر الناظر المرتاد وزن الكلمة في أي الابواب هو فإنه يدرك الذي يطلبه. " وأضفنا إلى كل كلمة من كل باب ما يشاكلها من الكلام الفصيح الذي لا يجهله العوام ليكون ذلك أجمع لما يريده المرتاد لما وصفناه. " وأول ما ابتدئ في كتابنا هذا الالف، لانها أول الحروف، وعلى ذلك جرى أمر الناس، ثم نؤلفه على تناسقه ". ونشر الجاسر بضع صفحات من الكتاب ثنتين من أوله واثنتين من آخره، وجاء بعد
_________
(1) هكذا في الاصل. وهو غلط، والصواب: بعضها.

(1/19)


مقدمة المؤلف:
قوله: " باب الالف الممدودة: الاباء: القصب، ويقال: رؤوس القصب ". ثم يقول الجاسر: " ثم أورد كلمات على هذا الوزن وكلمات أخرى مثل: الاقواء، والانحناء، والاستخذاء، والحوباء، والاهواء، وآخر الباب: " الاغواء: يقال: أغواه يغويه إغواء إذا حمله على الغي، ويقال: غوي الفصيل يغوي شديدا، إذا شرب من اللبن حتى يكاد يسكر " إلخ. وهذا كتاب التقفية ومنهج تأليفه ومؤلفه كما ذكر الجاسر، وكله برهان على أن دعواه بسبق أبي بشر البندنيجي الجوهري ليست أهلا للاخذ بها، إذا أريد منها انتزاع راية الابتكار من الجوهري صاحبها الاصيل وإعطائها غيره. فالجوهري إمام هذه المدرسة دون منازع وغير مدافع وإن كان مسبوقا في الزمن والتأليف من قبل البندنيجي أو الفارابي، لان البندنيجي وكتابه مغموران باعتراف الجاسر، ولان البندنيجي لم يقصد أن يؤلف معجما لغويا، وليس كتابه إياه، وقد فطن لعمله فذكره في مقدمة كتابه إذ يقول: " هذا كتاب التقفية إملاء أبي بشر وسماه بذلك لانه مؤلف على القوافي والقافية والبيت من الشعر ". فما ادعاه له الجاسر لم يزعمه المؤلف لنفسه، لانه كان فاهما ومدركا حقيقة عمله، هذه الحقيقة التى جهلها الجاسر جهلا مطبقا. ولو اطلع الجوهري على " كتاب التقفية " لما جرؤ إنسان يعرف الحق ويتبعه أن ينتزع راية الابتكار من الجوهري ويعطيها البندنيجي. فكيف والامام الجوهري لم يطلع عليه، إذ لو اطلع عليه لذكره وأشار إليه، ولم أجد في معجمات العربية في عصر الجوهري ولا في المعجمات التي أعقبته أي إشارة إلى كتاب البندنيجي، وقد اعترف الجاسر أن البندنيجي وكتابه مغموران. ولهذا لا يمكن أن ننفي ابتكار الجوهري طريقة تأسيس معجمه، وما كان السبق في الزمن نافيا الابتكار ما دام من يوصف به لم يطلع على عمل من سبقه، فكيف وعمل البندنيجي - بعد أن عرف وظهر - لا يعد سبقا بالنسبة للجوهري لاختلاف منهجه عن منهج البندنيجي كل الاختلاف الذي جهله الجاسر جهلا. ولو ادعى الجاسر أن الفارابي في معجمه " ديوان الادب " سبق الجوهري في الابتكار والتأليف لكان في دعواه نظر، أما دعواه في نفي الابتكار عن الجوهري أن البندنيجي سبقه فمردودة، ولا يمكن أن تجوز دعوى الجاسر على إنسان يفهم المعجم فهما سليما. وقد سبق باحث هو العلامة المستشرق الالماني فريتس كرنكو (1872 - 1953 م) حمد

(1/1)


الجاسر في إنكار الابتكار على الجوهري، وقد رددنا عليه إنكاره في مقدمة الصحاح، وفندنا زعمة كرنكو إذ ادعى أن الجوهري سرق في صحاحه مواد كتاب الفارابي وقلنا في صفحة 80 - 81: " ولقد أسرف الاستاذ كرنكو في دعواه، ولا سند له، فديوان الادب للفارابي وصحاح الجوهري موجودان، ومنهما نسخ كثيرة صحيحة، والفارق بين المعجمين كبير، وبعد كل هذا نجد عمل الجوهري أصح وأكمل وأعظم من عمل خاله الفارابي. " ونحن لا نشك في أن الفارابي يعد واضع بعض أساس منهج الصحاح، وفوق هذا أربى الجوهري على خاله وأتى بنظام دقيق بذه فيه، وكان نظامه آية بينة. " ولعل مما أثار وهم كرنكو حتى زعم ما زعم أن ياقوتا يقول: " رأيت نسخة من كتاب ديوان الادب بخط الجوهري، وقد ذكر فيها أنه قرأها على أبي إبراهيم بفاراب ". ولا يبعد أن يكون الجوهري قد اطلع على كتاب خاله، ولكن عبارة ياقوت غير دقيقة، وينفيها أن الفارابي ألف كتابه في زبيد وتوفي بها، وهذا يمنع الجوهري من القراءة على خاله، ولا يمنعه من الاطلاع عليه واستنساخه. " وإذا قلنا: إنه اطلع على " ديوان الادب " وقرأه على مؤلفه فإن ذلك لا يوجب اتهام الجوهري بسرقة كتاب خاله، فالفارق بينهما كبير في المنهج والترتيب والنظام وعدد المواد. والتقاء الفارابي والجوهري في نقطة أو نقاط ليس دليلا على أن الثاني سطا على الاول، وإلا لعد الامام الازهري سارقا كتاب العين للخليل، وعد كل تابع مدرسة معجمية سارقا من الرائد، ولكن أحدا لا يستطيع - في مثل هذه الاحوال - أن يتهم عالما إماما بالسرقة إذا اتفق مع غيره في المنهج وأكثر المواد ". وقلنا في مقدمة الصحاح صفحة 103: " ولم ننسب هذه المدرسة إلى الفارابي مع تقدمه ومع أن الجوهري يلتقي معه في بعض النقاط، لان الفارابي ألمع إلماعا إلى بعض منهج الجوهري، ولكن الجوهري جاء بما وفى على الغاية، ووصل فيه إلى النهاية، وأحكم النظام، وضبط المنهج، فانتسبت المدرسة إليه، وهو بهذه النسبة جدير، لانه إمامها الفاذ، وعلمها الذي لا تخطئه العين مهما ابتعدت عنه ". هذا ما قلناه في الفارابي والجوهري ومعجميها مع شهرة " ديوان الادب " للفارابي ومع تقدمه على الصحاح. وسبق كتاب التقفية للبندنيجي لا يغير من الامر شيئا، فتقدم الزمن بأبي بشر البندنيجي وبمؤلفه لا يجعله إمام هذه المدرسة ورائدها، وإذا كنا لم نرض بالامامة للفارابي

(1/2)


الامام المشهور فإننا لا نرضى أن نحكم بالسبق للبندنيجي المغمور الذي لم يؤلف معجما لغويا وإنما ألف كتابا في التقفية. والمحاكاة في عمل الجوهري لعمل البندنيجي غير واردة، ولم يدعها أحد، ولا يمكن أن يدعيها، فالجوهري لم يطلع هو ومعاصروه من مؤلفي المعجمات على كتاب البندنيجي، لانهما مغموران كما قرر الجاسر نفسه، ومع هذا ادعى الدعوى الباطلة المردودة. فالامام الجوهري مبتكر منهجه ابتكارا، وقد انتهى إليه ابتداء وإن ظهر في هذا العصر على يد الجاسر أن " كتاب التقفية " تقدم معجم الصحاح بزمن غير يسير. ونحن - ومعنا الحق والعلم والتاريخ والواقع - نؤكد أن الجوهري قد انتهى إلى منهجه دون أن يكون بين يديه مثال سبقه فتأساه، وإنما انتهى إليه بعد دراسة واعية شاملة لمناهج رواد المعجمات العربية الذين سبقوه، فهو قد رأى وعورة منهج الخليل فلم يأخذ به، كما لم يأخذ بمنهج أبي عبيد القاسم بن سلام الذي بنى معجمه " الغريب المصنف " على المعاني والموضوعات، ولم يأخذ بمنهج أبي عمرو بن العلاء الذي أسس معجمه المسمى " كتاب الجيم " على أوائل الكلمات متخذا ترتيب حروف الهجاء، مبتدئا بالهمزة منتهيا بالياء، وسبب انصرافه عن منهج أبي عمرو أن الجوهري رأى فاء الكلمة غير ثابتة في موضعها، وكذلك الحرف الذي يليها وهو العين، فاتخذ منهجا جديدا يخالف ما عرف من مناهج المعجمات، وخرج عليهم بمنهج غير معروف، وأشار الجوهري نفسه إلى منهجه في مقدمة الصحاح قائلا: " على ترتيب لم أسبق إليه، وتهذيب لم أغلب عليه ". والجوهري صدوق، وقوله هذا حق كله، فهو لم ينهج نهج الفارابي في كتابه " ديوان الادب " مع أن منهجيهما يلتقيان في بعض النقاط. وكلمة الجوهري: " على ترتيب لم أسبق إليه " تدل على أنه لم يطلع على كتاب التقفية للبندنيجي المغمور هو وكتابه، وما دام الجوهري الامام الحجة الثبت الصدوق يقول: إن ترتيبه لم يسبق إليه فالقول قوله، لان الحق معه، ولا يلتفت إلى قول الجاسر الذي لا يعرف الفارق بين المعجم وغيره. ومن آيات صدقه أن منهج الجوهري يختلف عن منهج البندنيجي اختلافا واضحا مشهودا في تأسيس كل منهما كتابه بحيث لا تخطئه عين عالم، وسبب كل منهما في التأليف غير سبب الآخر، فالبندنيجي أراد من تأليفه تيسير القافية على راغبيها من الشعراء، وهو مطلب خاص بفئة من الناس هي ندرة نادرة فيهم، وليس الشاعر الفحل المطبوع بحاجة إليه. ولهذا نجد البندنيجي حشد المادة في بابها دون مراعاة الترتيب المعجمي السليم، فهو

(1/3)


لم ينظر إلا إلى حرف القافية في آخر الكلمة، فلم يراع ترتيب الكلمات، بل حشدها وساقها كما اتفق له، فذكر ما كان منتهيا بالهمزة في باب واحد دون أن يراعي الاعلال الصرفي، ودون أن يراعي الحرف الثاني والثالث، بل دون أن يراعي الحرف الاول، ولم يفطن إلى الترتيب الهجائي في ترتيب الكلمات، بل لا حاجة له إلى هذه الفطنة، لانه لا يؤلف معجما لغويا. فالبندنيجي يفتتح كتابه بباب الالف الممدودة، ويذكر أول كلمة في كتابه " الآباء " مع أن الهمزة الاخيرة منقلبة عن ياء، وهذا ما حمل الجوهري على أن يضعها في الياء، لان آخر حرف في الكلمة الياء، والفصل فصل الهمزة لان الكلمة مبدوءة بها. ولكن البندنيجي لم يكن عليما بالصرف، ولم يكن يقصد إلى تأليف معجم لغوي، وإنما أراد أن يؤلف في " التقفية " ليكون كتابه عونا للشعراء في كلمات القافية، ولهذا لم يكن في حسابه الاعلال الصرفي، بل كان كل همه صورة الكلمة، فذكر الآباء في باب الهمزة ولم يذكرها في موضعها الاصيل وهو باب الياء. ولم يكن البندنيجي آخذا نفسه بالترتيب المعجمي، بل يذكر الكلمات كما تتفق له دون أن ينظر إليه، فيقدم ما حقه التأخير، ويؤخر ما حقه التقديم. وأصدق شاهد الصفحتان الاخيرتان من الكتاب اللتان صورهما الجاسر ونشرهما، فقد جاءت فيهما هذه الكلمات على هذا الترتيب: الدالية، الناحية، البادية، الجابية الكراهية، الرفاهية، الرفاغية، المسائية، الهاوية، القارية، الجامية، النهاية، العناية، الراية، الولاية، السانية، الناجية، الحاوية. وهذا ليس ترتيبا معجميا، ولا يطلب من البندنيجي ذلك في كتاب التقفية، لانه لم يرد أن يؤلف معجما لغويا، وإنما أراد أن يؤلف كتابا في التقفية، والاسم والعمل يدلان على مراده. والترتيب المعجمي لتلك الكلمات بحسب صورتها الظاهرة هكذا: البادية، الجابية، الجامية، الحاوية، الدالية، الراية، الرفاغية، الرفاهية، السانية، المسائية (لانها من ساء) العناية، القارية، الكراهية، الناجية، الناحية، النهاية، الهاوية، الولاية. وهذا ترتيب غير صحيح في فن المعجمات، لانه اعتمد على الصورة الظاهرة للكلمة دون أن يرجع إلى أصولها. ومع أن البندنيجي ألف كتابه في التقفية فإن الكلمات التي ذكرها لا تصلح في قافية

(1/4)


قصيدة واحدة، ولا يمكن أن تأتي فيها لاختلاف تفعيلات البحور، ولو جاءت قوافي قصيدة واحدة لكان الميزان مضطربا، والخلل كريها، وكان حريا بمن يريد من كتاب يؤلفه لاصحاب القوافي أن يضمن لهم اليسر، مع أن الامر بين، ولو اهتدى بهدي الشعراء في قصائدهم لادرك ذلك، ولكنه لم يفطن للقافية في القصيدة الواحدة، فحشد الكلمات وحشرها كما اتفق له. والاختلاف واضح بين منهجي البندنيجي والجوهري وعمليهما وقصد كل منهما في عمله. وإن سبق البندنيجي في الوجود وسبق كتابه لا ينفيان ابتكار الجوهري منهجه، بل يثبتان له الابتكار الذي يؤكده أن البندنيجي نفسه وكتابه معه مغموران، وليس نهجه نهج الجوهري الذي يختلف كله عن نهج البندنيجي في تأسيس المنهج وطريقته. وما دام الجاسر نفسه يثبت ذلك ويذكره فلا يصح أن ينفي عن الجوهري ابتكاره لمنهجه المعجمي الذي لم يسبق إليه. ومن الثابت المؤكد أن البندنيجي لم يرد من كتابه تأليف معجم لغوي، وإنما أراد تيسير القافية على الشعراء، ولم يرد غيره، وأما الجوهري فلم يرد خدمة الشعراء وإنما أراد أن يقدم معجما فقدم أصح معجم عربي خطا بالتأليف المعجمي أوسع خطوة عرفها تاريخ المعجمات العربية. وقد وهم بعض الباحثين فذكروا سبب ترتيب الجوهري صحاحه على أواخر الكلمات وزعموا أن أراد تيسير القافية على الشعراء والسجع على الكتاب، ورأينا نحن رأيا غير ما رأوا، وقلنا في " مقدمة الصحاح " صفحة 121 - 122: " وقد ذكر بعض الباحثين العلماء أن سبب اختيار الجوهري - أو من تبعه - ترتيب معجمه على أواخر الكلمات: التيسير على الشعراء والكتاب والنظم والنثر، فالكتاب كانوا يلتزمون السجع، والشعراء القوافي، فهم في حاجة إلى كلمات باعتبار أواخرها، أو أن غلبة السجع أو نظم القوافي هديا مؤلفي المعجمات - وعلى رأسهم الجوهري - إلى هذه الطريقة. " ونحن لا نقبل هذا الرأي ونراه غير علمي، وإذا صح هذا السبب فما أهون شأن مؤلفي المعجمات وما أضأل القصد! " والذي نراه أن منهج الجوهري في ترتيب صحاحه باعتبار أواخر الكلمات غير مقصود منه تيسير الامر على الشعراء والكتاب، حتى يجدوا السجع وكلمات القوافي دون عناء، بل أراد الجوهري أن يؤلف معجما للناس جميعا دون أن ينظر إلى طائفة واحدة

(1/5)


يؤثرها بعمله العظيم. " أما المنهج الذي اتبعه فهو من ابتكاره، وهداه إليه علمه الواسع بالصرف واشتغاله به، فهو قد رأى أن ميزان الكلمة الفاء والعين واللام، والتغيير يلحق ما قبل لام الكلمة، وتنقلب " فعل " بين أحوال كثيرة وتأتي في صور شتى، وهي: أفعل وفعل وفاعل وانفعل وافتعل وافعل وتفاعل وتفعل واستفعل وافعوعل وافعول وافعال. " وهذه - هي - أوزان مزيد الفعل المجرد، ويظهر منها أن التغيير تناول الفاء والعين، فتارة يتقدم الفاء حرف وتارة حرفان، وتارة ثلاثة، أما العين فقد تنفصل عن الفاء وقد تنفصل عن اللام، وقد تضعف. " أما لام الكلمة فثابتة لا تتغير مهما اختلفت صورة الكلمة إلا في حالات قليلة، ومتى لحقها التغيير أو زيد بعدها حرف أو حرفان فإن الكلمة تنتقل إلى أوزان أخرى، ولا تعتبر من الثلاثي، بل تصير رباعية، أو خماسية (1) . " رأى الجوهري أن الفاء والعين لا تثبتان في موضع، ولا تبقيان على حال، أما اللام فثابتة، فترك ترتيب الكلمات على أوائل الحروف لان فيه متيهة الباحث الذي لا يعرف التصريف والمجرد والمزيد، فكلمة " أكرم " واستنوق وترهل ومحجة تضلل الباحث الشادي، بل رأيت بعض العلماء يضلون في الكشف عن مواضعها من المعجم، ولا يعرف في أي حرف هي. " أما طريقة الجوهري فمأمونة هادية، فيجد الباحث " أكرم " وكل ما تفرع من مادة " كرم " في باب الميم، واستنوق في باب القاف، وترهل في باب اللام، ومحجة في باب الجيم، وإذا كان الباحث عارفا بالمجرد والمزيد فإنه سيجد أكرم في فصل الكاف، واستنوق في فصل النون، وترهل في فصل الراء، والمحجة في فصل الحاء. " وأعتقد أن ما ذكرته هو الذي حمل الجوهري على اتباع منهجه الذي ابتكره ابتكارا، أما السبب الذي رآه بعض العلماء - وذكرناه - فهو رأي لا قيمة له علميا. " وأعانه على هذا الابداع في نظامه علمه الواسع بالنحو والصرف حتى قيل في وصفه: إنه " خطيب المنبر الصرفي، وإمام المحراب اللغوي، وإنه أنحى اللغويين ". وما نزال عند رأينا وهو أن الجوهري سابق متفرد، وإمام هذه المدرسة دون منازع، ومبتكر فإذ، ومبتدع منهجه ابتداء لم ينظر فيه إلى مثال سبقه.
_________
(1) استدراك: ليس هذا تغييرا في لام الكلمة، فهي ثابتة لا تغيير، وإن زيد بعدها حرف فهو من جنسها، وأما الضمائر التي تأتي في أواخر الافعال فلا تغير من بناء الكلمة.

(1/6)


وترتيب البندنيجي " كتاب التقفية " على أواخر الكلمات من ابتكاره، فقد سبقه إليه الشعراء منذ عرف الشعر العربي الذي يجئ في آخر كل بيت منه حرف القافية الموحدة في القصيدة كلها. ورأى البندنيجي كلمات القافية فأخذها كما اتفق له وشرح بعض معانيها، وفضله أنه جمع من هذه الكلمات " ما قدر عليه وبلغه حفظه " دون أن يراعي الترتيب المعجمي، لانه لم يرده، أو لم يفطن له، ولم يأخذ في حسابه إلا الكلمة في صورتها الظاهرة المنطوقة دون أن ينظر إلى أصل الكلمة وصرفها وما لحق بها من إعلال، ودون أن ينظر إلى أوائل الكلمات، بل حشدها حشدا، وحشرها حشرا كما اتفق له، منتهجا في ذلك نهج الشعراء، فهم لا يرتبون كلمات القافية ترتيبا معجميا، فقوافي الشعراء غير خاضعة لمنهج المعجميين ولا تتفق معه. أما نظام الجوهري فهو النظام المحكم، ومنهجه هو المنهج الحق الذي ابتكره ابتكارا، وسبق به كل من سار على نهجه. وإذا كنا لم نعد الفارابي الذي اتفق الجوهري معه في بعض نقاط منهجه إمام هذه المدرسة مع تبحره في اللغة فإن مما لا يصح أن يعد البندنيجي رائد هذه المدرسة وإمام الجوهري ومن اتبع نظامه الدقيق المحكم، لان البندنيجي: أولا - مغمور، وثانيا - لان كتابه نفسه مغمور، وثالثا - لان الجوهري وقبله الفارابي لم يطلعا على كتاب البندنيجي، ورابعا - لان الجوهري يقول في مقدمة صحاحه: " على ترتيب لم أسبق إليه "، وهو صادق يؤيده واقع التاريخ، وخامسا - لان منهج الجوهري يختلف كل الاختلاف عن منهج البندنيجي، وسادسا - لان قصد كل منهما في كتابه يغاير قصد الآخر، وسابعا - لان عمل الجوهري عمل معجمي صحيح تتوافر كل شروط المعجم فيه، وثامنا - لان عمل البندنيجي ليس عملا معجميا، وتاسعا - لان كتاب البندنيجي ليس معجما. وخلاصة القول: إن تقدم البندنيجي في الوجود وسبقه في تأليف كتابه لا يمكن أن ينفيا عن الجوهري الابتكار ويسلباه إياه. والبندنيجي لم يفطن للتأسيس المعجمي الذي فطن له الجوهري ابتداء، وكان فيه رائدا وإماما، فهو لم يقتصر في الترتيب على الحرف الاخير من الكلمة، بل نظر إلى الحرف الاول منها، ثم وضع في حسابه الحرف الثاني ثم الثالث في الرباعي، ثم الحرف الرابع في الخماسي. والبندنيجي لم يفطن لهذا النظام المعجمي الدقيق، لانه لم يقصد إلى تأليف معجم لغوي، ولم يدر بخلده ذلك. والجوهري لا يذكر مادة " حبب " بعد " حدب " لان الباء أسبق من الدال في

(1/7)


الترتيب، أما البندنيجي فلم يفطن لهذا النظام الذي لا يكون المعجم معجما تاما إلا به، وكتابه ليس في حاجة إلى هذا النظام المعجمي الدقيق الذي أسسه الجوهري قبل كل رواد المعجمات ومؤلفيها. والحكم للجوهري بالسبق والابتكار والتفرد حقه وحده في هذا المنهج الذي سار عليه في صحاحه، ولا يعد البندنيجي ممن أدركوا منهج الصحاح، وكل ما اتفقا فيه أن البندنيجي اعتمد أواخر الكلمات، وكذلك الجوهري، ولكنهما يفترقان في هذه المزية أيضا، فالبندنيجي اعتمد على الحرف الاخير في الكلمة وإن لم يكن لام الكلمة، أما الجوهري فلم يعتمد إلا على لام الكلمة وحدها. ولو كان عمل البندنيجي ومنهجه عمل الجوهري نفسه ومنهجه عينه دون أن يطلع اللاحق على عمل السابق لكان كلاهما مبتكرا وسابقا، أما وأن عمل البندنيجي ونهجه يختلفان كل الاختلاف عن منهج الجوهري وعمله فإن راية السبق والابتكار والاجتهاد والريادة والامامة تبقى بيد الجوهري وحده دون منازع فهيم. وليس من الحق في شئ عقد مقارنة بين البندنيجي والجوهري، بل من الاسراف في الظلم الحكم للبندنيجي على الجوهري، ولكنه حكم غير مقبول، بل يرده كل ذي معرفة بمناهج المعجمات العربية. وآخر كلمة نقولها: ليس كل سابق في الزمن إماما، وما أشبه الجوهري بالامام في الصلاة، يتأخر حضوره إلى المسجد عمن سبقوه إليه فيتقدمهم إلى محراب الامامة دون نزاع أو جدال. وكذلك الجوهري الامام الفذ المبتكر السابق على كل من سار على نهجه، بل هو الامام السابق الفاذ على التحقيق. تكملة وصلة عند ما كتبت البحث الذي نشرته بين مقدمات الطبعة الثانية من " الصحاح " " لم يكن العلامة البحاثة المحقق الكبير الدكتور إبراهيم السامرائي قد نشر بحثه العظيم في " صحاح " الجوهري و " تقفية " البندنيجي تحت عنوان " لا قياس بين صحاح الجوهري وتقفية البندنيجي ". ولما كان من المتعذر على كل قارئ شراء " الصحاح " فقد رأيت نشر رأيي في ابتكار الجوهري صحاحه ليقف القارئ على الحق الذي خفي على حمد الجاسر الذي لم يفرق بين

(1/8)


عمل الجوهري وعمل البندنيجي، وظنهما من حزب واحد، وهو من الجهل الذي لا يقع فيه أهل البصر بالمعجمات وتأسيسها. ولو سبق إلي بحث العلامة السامرائي لاستشهدت به، ولذكرته في بحثي المنشور في مقدمات " الصحاح " ولكني لم أطلع عليه إلا بأخرة، وهو جدير بإعادة نشره خاتمة لبحثي لانه شاهد صدق على أن عمل الجوهري غير عمل البندنيجي، ولان العلامة السامرائي حكم عدل وشاهد صدق. وها نحن أولاء ننشر بحث الدكتور السامرائي، فلعل الدكتور خليل العطية المختدع بزعمات حمد الجاسر وغيره يعودون إلى الحق.
أحمد عبد الغفور عطار مكة المكرمة

(1/9)


لا قياس بين " صحاح " الجوهري و " تقفية " البندنيجي بقلم الدكتور ابراهيم السامرائي عنيت العربية بالكلام المقفى، منذ أقدم عصورها، وهي في ذلك بدع بين اللغات السامية، فلم نعرف لغة منها كان فيها للقافية ما كان لها في العربية، وليس أدل على هذا ما حفلت به لغة التنزيل العزيز من أفانين السجع والمزاوجة. وليس أدل على ذلك - أيضا - مما أثر من هذا الضرب من الكلام في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحديث الصفوة من رجاله الاكرمين. وليس لقائل يقول لنا إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على بعضهم أن يسجع في كلامه، فقال: أسجعا كسجع الكهان؟ ومن هنا كان استعماله غير حسن والرد على ذلك أن الرسول أراد أن لا يتخذ سجع الكهان في الجاهلية وصدر الاسلام مادة تحاكي وأسلوبا يتبع. لقد عني الرسول الكريم بكلامه، فجاء من نماذج البلاغة العالية، وكان من اهتمامه أن عني بالكلم، فتعرض له السجعة، فتحل في محلها عناية بجودة البناء واحكاما له، وادراكا للمعنى المراد. ألا ترى أن من عنايته بهذا اللون أنه عدل بالكلمة عن وجهها، لتجئ على نمط أخواتها، فقال للحسن بن علي بن أبي طالب - عليهما السلام: " أعيذه من الهامة والسامة، وكل عين لامة " وأراد: " ملمة " من الرباعي ألم. ويندرج في هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: " ارجعن مأزورات غير مأجورات "، وإنما أراد " موزورات " من الوزر، فقال: " مأزورات " مكان موزورات، طلبا للتوازن والسجع. وحسبك أنك لا تجد سورة من سور القرآن قد خلت من الكلم المسجوع، أو مما دخله ضرب من العناية كالمزاوجة مثلا، وإنك لتجد السورة كلها مسجوعة على نحو ما كان في سورة الرحمن، وإنك تقرأ قوله تعالى في سورة طه: طه (1) ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3) تنزيلا ممن خلق الارض والسموات العلى (4) الرحمن على العرش استوى (5) له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى (6) وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى (7) الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى (8)

(1/10)


فتشعر أن التزام الالف في هذه الآيات في أواخر الفواصل قد جعل من هذا النظم العالي أدبا عاليا وفنا رفيعا، هذا شئ من دلائل الاعجاز في لغة التنزيل العزيز، وبمثل هذا يشعر قارئ سورة الشمس حين يقرأ من قوله تعالى: والشمس وضحها (1) والقمر إذا تلها (2) والنهار إذا جلها (3) واليل إذا يغشها (4) أو يقرأ في سورة الضحى: والضحى (1) واليل إذا سجى (2) ما ودعك ربك وما قلى (3) وإنك لتقف الموقف نفسه، حين تنتقل إلى سورة تلتزم فيها القافية، على نحو محكم أشد الاحكام، كما في سورة المدثر، في قوله تعالى: يأيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر (3) وثيابك فطهر (4) والرجز فاهجر (5) ولا تمنن تستكثر (6) ولربك فاصبر (7) وقد يتأتى الغرض الفني في الاسلوب القرآني بغير هذه الفواصل المسجوعة، وذلك أن يقصد إلى ضرب من التناسب الذي يحقق الغرض، ألا ترى في قوله تعالى في سورة الانسان: إنآ أعتدنا للكفرين سلسلا وأغللا وسعيرا (4) أنهم قرأوا " سلاسلا " بالتنوين، فقال المفسرون: قرئ بتنوين (سلاسل) ووجهه أن تكون هذه النون بدلا من ألف الاطلاق ... ولا أرى أن هذا التوجيه النحوي مقنع مفيد، والذي أراه أن حرص المعربين على الاخذ بالتناسب سهل عليهم تنوين غير المنون، إخضاعا له ليكون مناسبا لقوله " أغلالا وسعيرا " وكلاهما منون، وأن تجئ الآية على هذا النسق من التنوين أوقع لدى طائفة من القراء. ومن هذا ما جاء في السورة نفسها: وأكواب كانت قواريرا (15) قواريرا لقد قرئت بترك تنوينها، وهو أمر يخدم التناسب الذي أشرنا إليه، وهو الاصل - أيضا - وقرئ تنوين الاول خاصة بدلا من ألف الاطلاق، لانها فاصلة، وتنوين الثانية كالاولى إتباعا لها، ولم يقرأ أحد بتنوين الثانية وترك الاولى. وهذه القراءات تثبت أن الحرص على التناسب أساس فيها. ومن المفيد أن أشير أن الجهابذة البلغاء قد درجوا على هذا النهج في أدبهم، فكانت لهم عناية بالقافية والفواصل والتناسب، وإليك مما كتبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - فقال: " أما بعد فإن الانسان يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه، فلا تكن بما نلت دنياك فرحا، ولا بما فاتك منها ترحا، ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة بطول أمل، وكأن قد، والسلام ".

(1/11)


ثم إنك لتجد في نثر العباقرة من كتاب العربية، كالجاحظ، وأبي حيان، وغيرهما عناية بالاسلوب، دون أن يكون قصد منهم أن يفيدوا من السجع، فقد عزفوا عن ذلك لانهم شعروا أن جمهرة أهل الكتابة قد أغرقوا في استعمال هذا اللون حتى استهلكوه، فكانت السجعة هدفا لهم على حساب المعنى، ثم إنهم توسعوا فيه، فكان منه السجع المعروف، والسجع المرصع، وغير ذلك. وقد يضيق القارئ ذرعا، وهو يقرأ طائفة من المقامات الحريرية أو خطب ابن نباتة، وذلك لغلوهما في استعمال هذا الضرب من فن الكتابة. ولقد أدى غلو أهل هذه القرون المتأخرة، باستعمال السجع في الكتابة، والتزام من خلفهم به إلى مطلع عصرنا هذا، إلى أن يتجنبه المتأدبون في عصرنا. لقد وجد أدباؤنا أن موضوعات الادب في هذا العصر غيرها في عصور سلفت، وأن للحضارة المعاصرة مواد كثيرة ينبغي للاديب أن تكون له أدوات جديدة للاعراب عنها، وعلى هذا لا يكون للاسلوب الملتزم بالسجع مكان في هذا الادب الجديد. ثم جاء شعراؤنا الجدد وجلهم شباب متطلع للجديد، مأخوذ بما في الحضارة المعاصرة من فكر جديد مفيد، ولكنه لم يتزود بالزاد الكافي من هذه الالوان الجديدة، وكلها غريب وافد إلينا، قد نحس فينا حاجة إلى هذا الجديد، وقد نحس أن ليس لنا غنى عن الاخذ بالالوان الادبية في مغرب الدنيا ومشرقها، ولكننا في الوقت نفسه لم نهتد إلى معرفة ما نملك من إرث سخي قديم، وما أظن أن الاخذ بالوافد الجديد يفرض علينا أن نقطع صلتنا بأصول عزت أرومة وطابت مغرسا. ولعل إخواننا هؤلاء قد فاتهم أن يعرفوا أن للحضارة مسيرة، وأن الجديد النافع لا بد له أن يقوم على قديم مفيد. ذهب الشعراء الشبان إلى أن الشعر، بأوزانه المعروفة. وقوافيه شئ عتيق لا بد أن يصار منه إلى نماذج جديدة - يرى هؤلاء أن الوعاء القديم لا يتسع للفكر الجديد، ولكنك تتلمس أوعيتهم الجديدة فلا تستطيع أن تلمس شيئا من جدة الفكر، ونصاعته، فأين الموضوع؟ أن كثيرا من هذه النماذج التي لا يريد أصحابها أن تسمى قصائد غامض مبهم، غير أن هذا الغموض وذاك الابهام لا يترشح منه شئ مما يقال عنه إنه فكر جديد. وقد شاء أصحابنا من الشبان المتأدبين أن يدعوا شعرهم ب‍ " الحر " وأن ما كان موزونا مقفى ب‍ " العمودي " وأنهم أساءوا فهم " العمود الشعري " فصار عندهم الالتزام بالوزن والقافية، ولم يكن " عمود الشعر " عند النقاد الاقدمين شيئا من هذا، ولو أنهم رجعوا إلى ما كتبه المرزوقي في الموضوع لاهتدوا إلى ذلك، وإلى ما كتبه ابن طباطبا العلوي في " عيار الشعر ". كأنهم شعروا أن التزام الوزن والقافية الواحدة عقبة تحول دون إدراك ما يبتغون من صيرورة أدبهم الجديد مادة جديدة في موضوعها، ولم يتأت لهم هذا، وأنى لهم، والبضاعة

(1/12)


قليلة، والزاد غث لا غناء فيه؟ ثم إنك لتجد في هذا الادب الحر الجديد ميلا إلى التزام قواف ورجوعا إليها ما أمكنهم السبيل، وقد تجد القطعة التي " كتبها " صاحبها ذات وزن وقافية واحدة، ولكنه كتبها بصورة أبعدتها عن أن تكون صدورا وأعجازا لقصيدة مألوفة. ثم إن صاحبها ليعمد إلى خرم في الوزن، ومجافاة للمألوف فيه، وكأن ذاك متعمد مقصود ليشهد على نفسه أنه جديد مجدد، وأن أدبه " حر " طليق، وأن " فنا " وحيلة في رسم أشطاره ليكفي أن يكون نمطا جديدا. وأنا أسأل طائفة من أصحابنا أهل " الحر " الجديد الآخذين به، العائبين على القصيدة في أوزانها المعروفة وقوافيها أنها أدب ميت قاصر، أو مومياء محنطة، وليس خيالا " مجنحا " جديدا فأقول: لم يعمد هؤلاء المجد دون إلى اللون القديم الذي دعوه " العمودي " حين ينظمون في " مناسبة " وطنية؟ ألم يقولوا: إن " العمودي " قاصر لا غناء فيه، وإن " العمودي " لا يمكن أن يكون وعاء للجديد من الفكر، ألم تكن " المناسبة الوطنية " موحية لفكر جديد وأدب جديد ولون جديد؟ هذه سؤالات لم أتبين لها جوابا. أنا لا أنكر أن الكثير من الشعر الذي التزم فيه الوزن والقافية صناعة غثة وبضاعة بائرة، وأنه رصف ميت مفتقر إلى كثير من عناصر الحياة، غير أني أشعر - أيضا - أن شيئا كثيرا من جديد القوم مما يدعى " حرا " ضرب من كلام خلا من ظلال للمعاني، بله الجديدة منها. ولا بد لي من أن أعود إلى القافية فأشير إلى أن غير العرب من الامم السامية قد حاولوا أن يصنعوا صنيعهم، فيكتبوا نثرهم مسجوعا. ثم إن اللغويين الاقدمين لما رأوا ما للقافية من مكان في نثر العرب وشعرهم، عمدوا إلى تصنيف المصنفات في الموضوع، فكانوا يجمعون الاسجاع في الاقوال المأثورة والامثال وغيرها، منوهين بهذا الضرب من فن النثر. وقد بلغ الامر إلى أن يصنعوا معجمات تشتمل على الالفاظ التي تنتهي بقافية واحدة، مثل: الصغير، والكبير، والقدير، والحقير، وصدور، ومصدور، ومثل: جناب، وإياب ورباب، وعذاب، هكذا استوفوا جل أبينة العربية، ولم يكن غرضهم إلا جمع الاشباه والنظائر من الالفاظ التي جاءت على قافية واحدة. وعلى رأس هذه المصنفات كتاب (التقفية في اللغة) لابي بشر بن أبي اليمان البندنيجي (المتوفى سنة 284 هـ‍) والكتاب من سلسلة إحياء التراث التي تصدرها وزارة الاوقاف في الجمهورية العراقية. وقد حققه وبذل فيه الوسع الدكتور خليل إبراهيم العطية، وقد دبجه بتعليقات

(1/13)


مفيدة، ولقد أشار السيد المحقق في مقالة له - لعلها كانت من مادة الدراسة التي اشتملت عليها المقدمة، والتي لم تنشر مع الكتاب، إلى أن البندنيجي المصنف قد سبق إسماعيل بن حماد الجوهري في صنعة " الصحاح " وذلك لان كتاب " التقفية " اشتمل على القوافي وهي أواخر الكلمات، وعلى هذا كان المصنف، وهو من علماء القرن الثالث الهجري سابقا لصاحب (الصحاح) في ابتداع هذه الطريقة المعجمية، وهي تصنيف الكلم بحسب الحرف الاخير فيها. ولقد سبق السيد المحقق إلى هذا الرأي الاستاذ الفاضل حمد الجاسر، صاحب مجلة (العرب) فقد نشر مقالة في المجلة نفسها، منذ أكثر من ثماني سنوات، ذهب فيها هذا المذهب، حين عثر على المخطوطة التي اعتمد عليها الدكتور خليل العطية في التحقيق، وهي مخطوطة فريدة. وقد حسبت الامر حقيقة، حين ظهرت مقالة الاستاذ الجاسر، ثم مقالة الدكتور العطية، غير أنني حين قرأت الكتاب بعد نشره تبينت أن لا قياس بين (الصحاح) وكتاب (التقفية) ! أقول: كأن صاحب كتاب (التقفية) كان يرمي إلى أن يصنف كتابا يجمع فيه ما (تيسر) جمعه من الالفاظ التي تشترك في قافية واحدة، ويقسمها تقسيما يتساهل فيه مع الابنية، فهو يجمع الكلمات: صغير، وكبير، ومقدور، ومثير، في مكان واحد، لمجئ الراء قافية فيها، بصرف النظر عن أن صغير وكبير على " فعيل " ومقدور على " مفعول " ومثير على " مفعل " وهذا مما تسمح القوافي به في نظم الاشعار. وهو يجمع: إهاب، وجناب، ورغاب، وضباب، في مكان واحد، مع أن كل واحدة من هذه الكلمات من بناء يختلف عن نظائره، فهو فعال في الاول بكسر الفاء، فعال في الثاني بفتحها، وهما مفردان، وفعال في الثالث، والرابع، وهما جمعان ل‍ " رغبة " و " ضب ". وهكذا جرى صاحب (التقفية) ، ومن غير شك أن هذه الطريقة لا يمكن أن تستوفي ألفاظ العربية، وعلى هذا لا يمكن أن يكون كتاب (التقفية) معجما يضم العربية على نحو (العين) و (الصحاح) ونحو ذلك. إن هذا الغرض من الكتاب من شأنه أن يجعل المؤلف مضطرا أن يأتي بما يحقق له الغرض، وهو جمع الالفاظ ذات القافية الواحدة. فأين هذا من (الصحاح) الذي أراد له صاحبه أن يأتي شاملا للصحاح الفصاح من العربية؟ ثم إن صاحب (التقفية) لما كان غرضه جمع الالفاظ ذات القافية الواحدة، مقسمة على ما يشبه الابنية مما يتساهل معه في أن يأتي قافية لشعر أو كلمة مسجوعة في نثر، لم يعن بأوائل الكلمات.

(1/14)


أما الجوهري فقد عني بأواخر الكلمات وأوائلها من غير اهتمام لاوزانها أو ما هو قريب من أوزانها، وصنف الكلمات المنتهية بقافية واحدة، أي بحرف من الحروف الهجائية بحسب أوائلها، وهو يصنف مثلا في حرف الباء فصل الكاف الالفاظ الآتية: كأب، كبب، كتب، كثب، كحب، تاركا " كجب " لعدمه في العربية وهكذا يفعل في سائر الحروف، فهل شئ من هذا جاء في كتاب (التقفية) ؟ من غير شك لا. وبعد، أليس أن نتجنب العمل فنقول: إن صاحب (التقفية) أصل في ابتداع هذا النظام المعجمي، وإن " الجوهري " قد قلده، وأخذ منه الطريقة؟ ولم يكن صاحب (التقفية) بمعني بأوائل الالفاظ، وهي التي دعيت فصولا في " الصحاح ". أقول: ليس هذا من ذاك فكتاب (التقفية) ليس. إلا معجما خاصا نظير كتب " القلب والابدال " و " الهمز " و " المقصور والممدود " وغيرها من المواد اللغوية. وهذه الكتب هي معجمات خاصة - أقول: " خاصة " لانها ترمي إلى غرض معين، وهو جمع طائفة كبيرة من الالفاظ ذات صفات خاصة، وليس من غرض مصنفيها استيفاء معاني الالفاظ. إن نظرة مع موازنة بين هذه الكتب والمعجمات المطولة تثبت ما ذهبت إليه، ومن غير شك أن ليس شئ من ذلك يقربها من كتاب " الصحاح " وهو المعجم اللغوي الشامل. ولا يهمني ولا يهم العلم أن يكون هذا سابقا لذاك، ولكني وددت أن أشير إلى أن الكتابين مختلفان، لكل منهما منهج وطريقة وهدف، فليس هذا من ذاك في شئ. ولا بد من عودة إلى كتاب (التقفية) لاسجل - هنا - أن الكتاب أصابه من التصحيف والخطأ ما ذهب بنضارته، وما حمل الضيم على جهد المجقق السخي. ومن المؤلم - حقا - أن يساء إخراج كتاب جليل ينشر أول مرة على هذا النحو، ذلك أن إعادة نشره عسيرة لا سبيل إليها، بل قل أشبه بالمستحيلة. ولقد تهيأ لي فيه من المآخذ قدر كبير يطمع في تأليف كتيب صغير، مع إقراري أن عمل المحقق جيد، وأن جهده كبير، وأني لم آخذ عليه إلا مسائل يسيرة. إبراهيم السامرائي

(1/15)


الاثر الخالد معجم الصحاح تهذيبه ومقدمته بقلم الدكتور بكري شيخ أمين أعوذ بالله أن أكون مبالغا إذا قلت: إن التصدي لانشاء معجم لغوي، أو العكوف على تحقيقه عمل كبير، وجهد عظيم، وسهر طويل، وبذل لنور العينين سخي.. بل هو إلى الخطر أقرب، إذا كان القائم به ذا هوى متبع، أو ذا عداوة لمذهب، أو رأي، أو دين ... إن أقل ما يجب أن يتضلع به هذا المقدم على مثل هذا العمل الكبير هو المعرفة العريضة، الشاملة، والمحيطة، والصحيحة لكتاب الله: تاريخا، وعلوما، وتفسيرا، وقراءات، وسواها، والاطلاع الكامل على حديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم وما يدور حوله من علوم وفنون وآداب، وعلى أيام العرب ولغاتها وتاريخها وآدابها وأعلامها وأشعارها وأقوالها، وعلى المكتبة العربية والاسلامية وما تضم وتحتوي، وعلى الاعمال المعجمية وما فيها من حسنات وسيئات، وعلى قدر طيب من اللغات الاخرى، وفوق هذا أن يكون ذا عقل راجح، وحكم عادل، وحياد علمي مبين. لخير لنا أن نوجز الشروط فنقول: على من يقدم على مثل هذا العمل أن يكون دائرة معارف حية، تتنفس، وتأكل وتشرب، وتمشي بين الناس. ولعمري إن هذا مطلب عسير، وشرط يكاد يقتل صاحبه، لا يبلغه إلا من آتاه الله قوة، ومتعه بالصبر والايمان العميق. وإذا كان لنا - نحن العرب - أن نباهي بمن توافرت فيهم تلك

(1/16)


الشمائل، وخرجوا علينا بالاعمال الباهرة التي يفاخر بها الزمان خلال تاريخنا، فإن لنا أن نفخر - كذلك - بالخلف الذي أخذ على نفسه تسلم هذا اللواء، وسار فيه قدما متابعا طريق الخلود. قلة حملة هذا اللواء، وطبيعي أن يكونوا قلة، فأفذاذ الرجال قليلون على طول المدى ككرام الناس. من هذه الفئة القليلة العلامة الاستاذ الشيخ أحمد عبد الغفور عطار، ابن البلد الامين، ومؤلف الكتب التي قاربت الثمانين. عمل هذا الرجل حينا من الدهر في الصحافة، فأصدر جريدة " عكاظ "، ثم " دعوة الحق "، وآثر بعد ذلك أن يعكف على التأليف، والتحقيق، والتعريب، وترك الصحافة والوظيفة والعمل التجاري.. آخر كتبه التي أصدرها " حجة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كتبت المجلة العربية عنه في عددها الرابع، من السنة الثانية. إن الذي يعنينا في هذه الدراسة الحديث عن الجانب اللغوي الذي خاض فيه الاستاذ العطار، ونضرب الذكر صفحا عن تحقيقه كتاب " ليس في كلام العرب " (1) لابن خالويه، ونركز البحث في التحقيق اللغوي المعجمي وحده، أملا في أن نعود إلى الجوانب الاخرى عنده في يوم من الايام، إن شاء الله وقدر. * * * للاستاذ العطار ثلاثة أعمال جليلة في مجال اللغة، اثنان في التحقيق، والثالث في التأليف. حقق أولا " تهذيب الصحاح " للزنجاني، ثم أتبعه بتحقيق " الصحاح " نفسه للجوهري. وألحق بهذين العملين عملا ثالثا أسماه " مقدمة الصحاح "
_________
(1) صدر كتاب " ليس في كلام العرب " منذ شهرين محققا تحقيقا علميا رائعا بقلم محقق " الصحاح " نفسه، مذيلا بفهارس. دار العلم للملايين.

(1/17)


وهو شبيه ب‍ " مقدمة ابن خلدون " المسهبة الرائعة. والزنجاني من علماء القرن السابع الهجري / الثالث عشر للميلاد (ت 656 هـ‍ / 1258 م) ، اسمه عبد الوهاب بن ابراهيم بن عبد الوهاب الخررجي الزنجاني، وهو من علماء العربية لغة ونحوا ونظما. شهد له بالفضل السيوطي في بغية الوعاة، وتبعه في هذه الشهادة كثير. لو ألقينا نظرة إلى طريقة تحقيق " تهذيب الصحاح " استطعنا أن نعرف الخطة الرئيسة التي يسير عليها هذا العالم في كتبه التي حققها جميعا. ولا بد أن نشير قبل الخوض في شرح هذه الخطة إلى أن تحقيق " تهذيب الصحاح " تم بالمشاركة مع محقق كبير آخر هو الاستاذ عبد السلام هارون. * * * استهل العطار كتابه بمقدمة عامة عن ثروة اللغة العربية اللفظية، ثم تطرق إلى تاريخ التأليف في هذه اللغة، وظهور المعاجم حتى وصل إلى " تهذيب الصحاح "، ولقد أعاد هذا الكلام ذاته تقريبا في " مقدمة الصحاح " لكنه لم يقف عند " تهذيب الصحاح " وإنما تابع الحديث عن التأليف المعجمي الذي دار حول الصحاح والقاموس المحيط. حكى لنا العطار في مقدمة " التهذيب " كيف أن نسخة مخطوطة نادرة المثال وقعت في يد المرحوم محمد سرور الصبان - الامين العام لرابطة العالم الاسلامي - سابقا - كتبت بخط يشبه خط أبناء القرن التاسع الهجري (الخامس عشر للميلاد) ولم يكن عليها اسم الكتاب، ولا اسم مؤلفه، فقدمها إلى العطار ليعمل فيها تحقيقا، ويعرف ما تكون، فأخذها، وانفتل إلى المراجع باحثا عن اسم الكتاب ومؤلفه. وأول خيط دله على اسم المؤلف ما ورد في مقدمة المخطوط جاءت بالحرف الواحد في كتاب " البلغة في أصول اللغة " لمحمد صديق حسن خان بهادر، ملك مملكة بهوبال، وفي الفصل الذي عقده عن " صحاح الجوهري " وعزاها إلى الزنجاني في كتابه الذي اختصر فيه كتابه الآخر " ترويح الارواح في تهذيب الصحاح ". وعزز ما جاء في " كشف الظنون " لحاجي خليفة القول ذاته.

(1/18)


أما تسمية هذا الكتاب، فقد اقتبسه المحققان " العطار وهارون " من الكتاب الاصيل ذاته " ترويح الارواح في تهذيب الصحاح " فأسمياه: " تهذيب الصحاح "، إلا أن المستشرق الالماني كارل بروكلمان ذكر اسم هذا المختصر " تنقيح الصحاح " وذلك في كتابه " تاريخ الادب العربي " المشهور ب‍ ". " G. A. L ولعل بروكلمان مصيب. المنهج المتبع في تحقيق هذا " التهذيب " يمكن أن أن نجمله بالنقاط التالية: لقد حافظ فيه المحققان على نص المؤلف، دون أن يزيدا عليه، أو يحذفا منه شيئا، كما حافظا على ترتبيه، وطريقته، وأسلوبه. وكانا يعارضان ما فيه ب‍ " الصحاح " المطبوع، والنسخة المخطوطة بمكتبة شيخ الاسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، ومخطوطة دار الكبت المصرية. واهتما بتقييد الضبط المهمل بالنص عليه، وببيان اللغات التي وردت في الضبط. واستطاعا أن ينجياه من التفسير الدائري الذي تقع فيه كثير من المعاجم العربية، مثل " القلام " بالتشديد تفسر ب‍ " القاقلي ". والمعاجم تفسر " القاقلي " ب‍ " القلام " فيخرج القارئ منهما دون أن يعرف القلام أو القاقلي. كان الزنجاني يأتي إلى تفسير لفظ فيقول: " إنه معروف "، وهو في عصرنا هذا غير معروف، فيفسره ويشرحه. كذلك انصب الاهتمام على جموع المفردات، ومصادر الافعال التي أهملها المؤلف، وبيان المذكر والمؤنث، وما يستوي فيه التأنيث والتذكير، وعقد مقابلات وتنظيرات لما ورد في العامية الحجازية والنجدية والمصرية متفقا وما ورد في الفصيح، وكأنهما يريدان من ذلك أمرين: أولهما: أن يسجلا تسجيلا لغويا هذه اللغة التي ربما شردت أو ندت في عبارة بعض الكتاب المعاصرين لمعرفة مدلولها حين يتقادم بها العهد. وثانيهما: غرض علاجي، وهو التنبيه إلى وجوه العدول عن الصورة اللغوية المغلوطة إلى الصورة الفصيحة الصحيحة، وقديما صنع أسلافنا اللغويون في كتبهم ومعاجمهم ذلك بغية الاصلاح والارشاد.

(1/19)


ومن منهج التحقيق في التهذيب تأصيل الالفاظ المعربة والدخيلة على العربية، وبيان أصلها الذي انحدرت منه إلى مستوى التعريب أو الاقحام، وكان الاعتماد في هذه النقطة على نصوص الاقدمين والمعاجم الاجنبية الحديثة، وعلى كل وسيلة تؤدي إلى المعنى. من ذلك قول " التهذيب ": " الفلذ: كبد البعير، والجمع أفلاذ ". وجاء في التعليق على " أفلاذ " قولهما: " وأفلاذ كبد الارض: كنوزها، وأفلاذ كبد البلد: رجاله. والفولاذ: الحديد الذكر النقي من الخبث، وهو معرب بولاد أو فولاذ، كما في المعجم الفارسي ص 260 و 942 ". ولم يكن يمر علم إلا وأتيا على ترجمته بإيجاز، دون أن يغفلا مصادر هذه الترجمة، كما كانا يعنيان بتحقيق أسماء القبائل، وبيان الفرق، والطوائف الدينية، والاجناس البشرية، وتحقيق مواضع البلدان التي وردت في المعجم، وتعيين مواقعها، والكلام على أيام العرب التي ورد ذكرها فيه، ومراجع الشرح والتعليق. وتجلت ثقافة الرجلين الدينية ببيان القراءات للايات التي وردت في " التهذيب " وتحقيقها، مع الرجوع إلى كتب التفسير والقراءات الصحيحة والشاذة. وكان إذا ورد بيت شعر عمدا إلى تحقيقه، ونسبته إذا لم يكن منسوبا إلى قائل، وتصحيح ما نسب إلى غير صاحبه خطأ أو وهما، وإيراد أصح الروايات لهذه الشواهد. وتمر - أحيانا - كلمات في غير أبوابها، مثل " حانوت " إذ جاءت في " حين " وحققها أن تذكر في " حنت " وقد نبها إلى ذلك. الامر الجدير بالذكر - كذلك - أن المحققين وقفا موقف الحكم العادل بين الجوهري - صاحب الصحاح - واللغويين، فبينا أوهامه، كما بينا أوهام غيره، وميزا صواب القول من خطئه، معتمدين على الروايات الصحيحة والمعاجم، وعلى رأيهما. وانتبها إلى ما زاده الزنجاني على " الصحاح " الاصيل، وتتبعا مواضع الزيادة بدقة، وأثبتاها في الحواشي.

(1/20)


وأخيرا، نظما في آخر الكتاب فهرسا كاملا للغة، والاعلام، والقبائل. وقد قصدا بفهرس اللغة تيسير البحث على طلبة العلم في هذا المعجم، لعله يعثر في سهولة ويسر على ضالته، واتبعا الترتيب الحديث للمعاجم " الالفبائي ". كان من الطبيعي أنهما يستطيعان أن يتخذا هذا الاسلوب في " تهذيب الصحاح " نفسه، فيرتباه الترتيب الحديث - كما فعل نديم المرعشلي ويوسف الخياط في لسان العرب - ولكن الامانة العلمية والحرص على تقديم الكتاب بالصورة التي ورد بها منعاهما من هذا السلوك - في اجتهادنا -. يمكن أن نقول مطمئنين: إن " تهذيب الصحاح " ليس كتابا واحدا، بل ثلاثة كتب: أحدهما قديم نصا، والثاني حديث يتمثل في الحواشي التي تعادل الاصل بل تزيد عليه، والثالث معجم حديث يتمثل في الفهرس اللغوي الملحق الذي جمع فيه مواد التهذيب والحواشي فيه مع الاشارة إلى رقم الصفحة التي ورد فيها كل لفظ. وبعد، فالمنهج العلمي ميز هذا المعجم. ولمحققيه العالمين: العطار وهارون أجزل الشكر، ومثله لناشره الذي أغدق عليه بسخاء، هو المرحوم محمد سرور الصبان، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. * * * التحقيق الكبير الثاني كان لمعجم " الصحاح " للجوهري. ولقد شهد ياقوت الحموي في كتابه " إرشاد الاريب إلى معرفة الاديب " والمشهور ب‍ " معجم الادباء " شهادة رائعة إذ قال: " كان الجوهري من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة، وأصله من بلاد الترك، من فاراب، وهو إمام في علم اللغة والادب " ... تلقى الجوهري علم العرب من شيخين عظيمين هما: أبو علي الفارسي (ت 356 هـ‍ / 966 م) وأبو سعيد السيرافي (ت 368 هـ‍ / 978 م) واستكمل تحصيله من علماء الحجاز، والعرب العاربة في ديارهم، وطوف ببلاد ربيعة

(1/21)


ومضر، ثم عاد إلى خراسان، واستقر فيها حقبة، ثم ارتحل عنها إلى نيسابور فأقام فيها مدرسا ومؤلفا ومعلما للخط. في نيسابور ألف إسماعيل بن حماد الجوهري " الصحاح " وصنفه لابي منصور عبد الرحيم البيشكي، وكان هذا أديبا واعظا أصوليا مقدرا بين الناس. ويبدو أن ثمن العبقرية غال على طول الزمن، فلقد دفع الجوهري ثمنها باهظا، تحدثنا كتب التراجم أنه " اعترت الجوهري وسوسة، فمضى إلى الجامع القديم بنيسابور وصعد إلى سطحه محاولا الطيران، وأنه قال بعد أن صعد إلى السطح: أيها الناس! إني عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه، فسأعمل للاخرة أمرا لم أسبق إليه. وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل، وزعم أنه يطير، فألقى بنفسه من أعلى مكان في الجامع فمات. ويرجح الباحثون أن وفاته سنة 393 هـ‍ / 1002 م. * * * من حسن حظ اللغة العربية أن عوامل الدمار التي مرت على هذه الامة فقضت على كثير من تراثها وروائعها، لم تصل إلى " صحاح " الجوهري، وظل بنجوة منها. وصل هذا الاثر إلينا - كما يقول العطار - من ثلاث طرق: أولا: طريق البيشكي الذي ألف الجوهري الصحاح له. ثانيا: طريق ابن عبدوس الذي سمع عليه الهروي. ثالثا: الوراق الذي بيض من الصحاح ما كان على سواده بعد موت مؤلفه. وهناك طريق أخرى هي طريق " محمد بن تميم البرمكي " الذي نقل " الصحاح " واستبدل بترتيب مؤلفه ترتيبا آخر جديدا، سنتحدث فيه حين نفصل القول في " المقدمة ". إضافة إلى هذا فإن عددا من النساخين نسخ الصحاح، وكانت هذه

(1/22)


النسخ في مكتبات كثير من العلماء. أما النسخة التي اعتمدها الاستاذ العطار ووثق بها فهي مخطوطة شيخ الاسلام عارف حكمت في المدينة المنورة، ويعود تاريخها إلى سنة 686 هـ‍ / 1287 م، وكانت أساسا، وإلى جانبها مخطوطة القاضي البصري، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن الخامس الهجري / الحادي عشر للميلاد، وقد وجدها في خزانة الاستاذ محمد خليل عناني من أهل مكة المكرمة. ولم تكن نسخة دار الكتب المصرية بعيدة عنه أيام كان يقوم بالتحقيق. والعطار يعرف أن في مكتبات العالم نسخا كثيرة مخطوطة من " الصحاح " وفي بعض هذه المكتبات أكثر من نسخة واحدة. كان الاستاذ العطار واعيا مهمته حين شرع يعمل في " الصحاح "، مدركا أنه مسلح بالاسلحة اللازمة لمثل هذا التحقيق الكبير، مطلعا على ما جاء في المعاجم السابقة واللاحقة، متملكا العقل الواعي، والذوق السليم، والقدرة على الحكم العادل. لقد أدرك أن في الصحاح مزايا، وأن فيه هنات. ذكر أن مزاياه تتجلى في التماس الجوهري الصحيح الذي لا خلاف فيه، وسهولة تناول ما جاء فيه، واختصاره في الشرح والتفصيل، وتركه الفضول الذي لا غناء فيه، وجمال أسلوبه في الشرح، وذكره شواهده من الشعر الرفيع وكلام العرب غير المصنوع، وتجاوزه ذكر أسماء من ينقل عنهم - غالبا - رغبة في الايجاز، وعنايته بمسائل النحو والصرف، وإشارته إلى الضعيف والمنكر والمتروك والردئ المذموم من اللغات، وإلى العامي والمولد، والمعرب، والاتباع والازدواج والمشترك والمفاريد والنوادر، والالفاظ التي لم تأت في الشعر الجاهلي وذكرها في الاسلام، وإلى الاضداد ... كذلك عني الصحاح بالاشتقاق الكبير - أو المقاييس كما يسميه ابن فارس - وهو دوران المادة حول معنى أو معان تشترك فيها المفردات المتولدة من مادة واحدة، وهو في الصحاح جد كثير.

(1/23)


أما هنات الصحاح فمتعددة، منها: اقتصاره على الصحيح، وطرحه ما لم يصح عنده، وإذا كانت هذه الملاحظة محسوبة من المزايا لدى فريق من الناس، فإنها في نظر الاستاذ العطار إحدى هنواته، لانه طرح ألفاظا ظنها غير صحيحة وهي في الحقيقة صحيحة، ولو لم يلتزم الجوهري هذا المقياس لقدم لنا ثروة لغوية كبيرة، دليل ذلك أن الصغاني في " التكملة والذيل والصلة " حشد أكثر من ستين ألف مادة لغوية، أكثرها من صحيح اللغة، في حين أن الجوهري لم يأت إلا بأربعين ألف مادة. ومن هناته: التصحيف والتحريف لبعض الشعر أو المواد اللغوية أو الاعلام، أو نسبته قول إمام إلى إمام آخر، ونقله أقوال العلماء بغير دقة، وأحيانا ينسب الحديث الشريف إلى غير صاحبه عليه السلام، أو جعله بعض أقوال الناس حديثا نبويا، وهو كثيرا ما يخطئ في رواية الشعر ويغير أشطره، ويخلط في نسبة الشعر إلى أصحابه، أو يغفل نسبته.. أو في ترتيب المواد من ذلك أنه وضع كلمة " الثيب " في " ثوب " وحقها أن تكون في " ثيب ". ومع أن الجوهري كان أنحى اللغويين، وخطيب المنبر الصرفي، فقد وقع في كتابه بعض الخطأ في الاعلال الصرفي وقواعد النحو. والامثلة على ذلك كثيرة. * * * هذا الوعي الكامل للصحاح مدعاة للثقة بعمل محققه، ولعمري إن من يعمل في تحقيق كتاب واحد، وهو مسلح بالعلم والعقل والذوق، ويقضي زهرة شبابه مخلصا فيما يعلم لجدير بالانحناء والتقدير والتكريم. الرائع في الصحاح أن محققه دقق في كل صغيرة وكبيرة وردت فأعمل فيها النظر والبحث، ولم يسمح لها بالمرور إلا بعد أن استوثق منها، أو وثقها. قرن كثيرا من المفردات بما جاء فيها في المعاجم الاخرى، وبين الصحيح وغيره، وكذلك رد الشعر إلى أصحابه، وأعاد ترتيب أشطره كما ورد في

(1/24)


مصادره الاصلية، وصحح وزنه إذا روي فيه مكسورا أو محرفا أو مصحفا، وكذلك وثق الاحاديث النبوية وبين أماكن ورودها في كتب الحديث، ومثلها فعل في الآيات القرآنية الكريمة، والامثال العربية، والاسماء، والاعلام، والمواطن، والقبائل، واللغات المختلفة. نستطيع أن نقول: إن شخصية العطار تجاه الجوهري نامية وقوية، فلا هو يقبل كل ما يأتي به، ولا هو يرفضه، وإنما يناقش كل شئ، فيصحح ما يصح عنده، ويخطئ ما يراه ناشزا أو غير صحيح. لهذا كله نال هذا التحقيق ثقة العلماء، وتقديرهم، وظفرت العربية بكنز ثمين لا يعدله ذهب أو جوهر.. * * * أما العمل الثالث فهو تأليف " مقدمة الصحاح ". لقد شبهت هذه المقدمة ب‍ " مقدمة ابن خلدون " لتاريخه الذي سماه " كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أخبار العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر "، ويختصره الناس فيقولون: تاريخ ابن خلدون. وكثير من العلماء من فضل مقدمة ابن خلدون على تاريخه ذاته، وعدها فتحا جديدا في علم الاجتماع، والعمران، وأحوال الممالك، وأدار حولها كثيرا من الدراسات الجادة. أما نحن فلا نستطيع أن نقول: أن مقدمة الصحاح خير من الصحاح نفسه، كما قال فريق عن ابن خلدون، ولكنا نقول: إنهما بمثابة العينين من الانسان، فلا اليمنى تفضل اليسرى، ولا اليسرى تفضل اليمنى، كلتاهما غالية. هذه المقدمة دفعت أديب العربية الكبير المرحوم " عباس محمود العقاد " أن يكتب فيها تقريظا، دونه أرفع وسام في العالم، ومثله كتب المرحوم ورئيس هيئة الامر بالمعروف الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ، والامير فهد ابن عبد العزيز يوم كان وزيرا للمعارف.

(1/25)


تتضمن المقدمة التي استغرقت مائتين واثنتي عشرة صفحة عددا من الموضوعات، لعل أبرزها دراسة العطار للمدارس المعجمية وهي التي نريد تفصيل الحديث عنها، لانها أثارت جدلا كبيرا، وكانت موطن خلاف بين العلماء. ابتدأ العطار بحثه بقوله: " ان مؤلفي المعجمات الاول هم رواد التأليف المعجمي في العربية، ومعاجمهم الطلائع الاولى، وهي التي وضعت كل قواعد المعجم العربي، ومعاجم هؤلاء الرواد لم تبق لمن بعدهم جديدا في ترتيب المواد، إلا في حالات لا تعد جدتها ابتكارا، وإن كان فيها تيسير على الشداة، مثل معجم الشيخ محمد البخاري (ت 1332 هـ‍ / 1913 م) الذي جمع " اللسان " و " القاموس " ورتب موادهما ترتيبا اتبع فيه طريقة البرمكي، وخالفه أنه لم يراع الاشتقاق والتجريد، كما فعل فلوجل الالماني قبله. " ... ويلتقي هؤلاء الرواد في كثير من النقاط، ويتفق بعضهم في المنهج، ولكن لكل منهم سماته وخصائصه.. " وهذه المدارس أربع في رأينا، إلا أن في وسعنا أن نجعل مرد أصولها إلى نبعين مختلفين ... وهما: مدرسة المعاني، ومدرسة الالفاظ. أما مدرسة المعاني، فهي التي اتخذت معاجم رتبتها حسب المعاني والموضوعات، كالغريب المصنف لابي عبيد، والمخصص لابن سيده، ويدخل في فصول هذه المدارس كل الرسائل والكتب اللغوية التي اتخذت المعاني وسيلتها في ذكر الكلمات. أما مدرسة الالفاظ، فهي التي بنت قواعدها على علم الاصوات اللغوية، ورتبت المعجم حسب الحروف التي تبتدئ بها أوائل الكلمات على اختلاف في ترتيب الحروف.... وهذه المدارس الاربع هي: 1 - مدرسة الخليل 2 - مدرسة أبي عبيد 3 - مدرسة الجوهري

(1/26)


4 - مدرسة البرمكي 1 - مدرسة الخليل وصاحبها الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ‍ / 786 م) ومعجمه يدعى: " كتاب العين " وقد رتب المواد على الحروف حسب مخارجها، ولما كانت العين أبعد الحروف مخرجا من الحلق فقد سمى الكتاب كله باسمها من قبيل تسمية الكل باسم الجزء. ويدافع العطار عن الخليل الذي ابتكر هذه الطريقة، فيرد عنه زعم من زعم أنه اقتبسها من اليونانية عن طريق حنين بن إسحاق، أو زعم من ادعى أنه اقتبسها من الهنود، أو زعم من قال إن الخليل لم يكتب إلا جزءا من كتابه وأكمله عنه الليث بن المظفر، واتهامات أخرى، ويثبت أن الكتاب للخليل، وأنه مبتكر هذه الطريقة. 2 - مدرسة أبي عبيد وصاحبها أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ‍ / 838 م) وقاعدته في بناء المعجم تقوم على المعاني والموضوعات، وذلك بعقد أبواب وفصول للمسميات التي تتشابه في المعنى أو تتقارب، فلقد كتب كتبا صغيرة، كل كتاب في موضوع مثل: كتاب الخيل، وكتاب اللبن، وكتاب العسل، وكتاب الذباب، وكتاب الحشرات، وكتاب النخيل، وكتاب خلق الانسان، ثم جمعها في كتاب واحد سماه " الغريب المصنف " واتبعه ابن سيده في " المخصص ". 3 - مدرسة الجوهري وصاحبها إسماعيل بن حماد الجوهري (393 هـ‍ / 1002 م) ومعجمه " الصحاح " بناه على حروف الهجاء، والاعتماد على آخر الكلمة - بدلا من أولها - ثم النظر إلى ترتيب حروف الهجاء عند ترتيب الفصول، وقد سمى الحرف الاخير " بابا " والحرف الاول " فصلا " فكلمة " بسط " يبحث عنها في باب الطاء، لانها آخر حرف فيها، وتقع في فصل الباء، لانها مبدوءة بها. ولم يقف الجوهري عند الحرف الاخير، بل نظر إلى الحرف الاول، ثم

(1/27)


تجاوز ذلك إلى الحرف الثاني في الثلاثي، والحرف الثالث في الرباعي، والحرف الرابع في الخماسي، حتى يكون الترتيب دقيقا. وصف العطار الجوهري بأنه إمام هذه المدرسة، ودفع عنه تهمة الذين قالوا: إن الفارابي سبق الجوهري إلى هذه الطريقة، وهو متقدم في الزمن على الجوهري.. فقال العطار: " ولم تنسب هذه المدرسة إلى الفارابي مع تقدمه ومع أن الجوهري يلتقي معه في بعض النقاط، لان الفارابي ألمع إلماعا إلى بعض منهج الجوهري، ولكن الجوهري جاء بما وفى الغاية، ووصل فيه إلى النهاية، وأحكم النظام، وضبط المنهج، فانتسبت المدرسة إليه، وهو بهذه النسبة جدير، لانه إمامها الفاذ، وعلمها الذي لا تخطئه العين مهما ابتعدت عنه ". ومنذ مدة ليست ببعيدة نشر الاشتاذ العلامة حمد الجاسر في مجلته " العرب " في السنة الاولى صفحة 577 وص 1156 بحثا ضافيا أنكر فيه على الجوهري أن يكون مبتكر التقفية في المعجم العربي، وأثبت أن " أبا بشر اليمان بن أبي اليمان البندنيجي " هو صاحب الطريقة، وهو سابق للجوهري بمائة سنة حيث توفي سنة 284 هـ‍ / 897 م وتوفي الجوهري سنة 393 هـ‍ / 1002 م. ولم نطلع على رد الاستاذ العطار على هذه النقطة، ولعله كتب ولم نصل إلى ما كتب، أو لعله آثر عدم الرد معتقدا أن المنهج المتكامل للجوهري يخوله حق إمامة هذه المدرسة وادعائها. 4 - مدرسة البرمكي وصاحبها أبو المعالي محمد بن تميم البرمكي، معاصر للجوهري، لم يؤلف معجما، ولكنه أخذ صحاح الجوهري، ورتبه على حروف الالفباء، وزاد فيه، أشياء قليلة. ثم جاء الزمخشري (ت 538 هـ‍ / 1143 م) وصنف كتابه " أساس البلاغة " وفق ترتيب البرمكي، معترفا بهذا في مقدمته التي جاء فيها: " وقد رتب الكتاب على أشهر ترتيب متداولا ". ويؤكد العطار أن البرمكي إمام هذه المدرسة، ويستشهد على صحة ما

(1/28)


يقول بالجزء المخطوط الموجود في المكتبة الخاصة بإبراهيم الخربوطلي أمين مكتبة شيخ الاسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وبالاوراق الست المخطوطة من هذا المعجم البرمكي الموجودة بمكتبة كوبريللي بتركيا. بمدرسة البرمكي خالف العطار جميع الذين كتبوا في تأريخ المعاجم، إذ اتفقوا أن الزمخشري مبتكر الطريقة ورائد هذه المدرسة، وكأنهم توهموا أن معنى قوله في مقدمة أساس البلاغة ... يهجم الطالب على طلبته موضوعة على طرف الثمام وحبل الذراع " تعني أنه مبتكر هذه الطريقة، ولذلك فقد درجوا على عد الزمخشري سيد هذه المدرسة الرابعة. ويخيل إلينا أن مؤرخي المعاجم سوف يستدركون تصنيفهم، ويعدلون ما كتبوا بعد أن بين العطار لهم وجه الحق، بالبرهان القاطع. وبعد، فهذه صورة من الدراسات العلمية الجادة ينهض بها أبناء هذه المملكة السعيدة، لا تقل أو تقصر عن دراسات إخوانهم في البلاد العربية الشقيقة رصانة وموضوعية وعمقا.

(1/29)


الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية

(1/31)


بسم الله الرحمن الرحيم
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية
قال الشيخ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري رحمه الله:
الحمد لله شكرا على نواله، والصلاة على محمد وآله. أما بعد فإنى قد أودعت هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة، التى شرف الله منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها، على ترتيب لم أسبق إليه، وتهذيب لم أغلب عليه، في ثمانية وعشرين بابا، وكل باب منها ثمانية وعشرون فصلا: على عدد حروف المعجم وترتيبها، إلا أن يهمل من الابواب جنس من الفصول، بعد تحصيلها بالعراق رواية، وإتقانها دراية، ومشافهتي بها العرب العاربة، في ديارهم بالبادية، ولم آل في ذلك نصحا، ولا ادخرت وسعا، نفعنا الله وإياكم به.

(1/33)


باب الالف المهموزة:
قال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، رحمه الله: نذكر في هذا الباب الهمزة الاصلية التى هي لام الفعل، فأما الهمزة المبدلة من الواو نحو: العزاء - الذى أصله عزاو، لانه من عزوت - أو المبدلة من الياء نحو الاباء - الذى أصله إباى، لانه من أبيت (1) - فنذكرهما في باب " الواو والياء " إن شاء الله تبارك وتعالى، ونذكر فيه أن همزة الاشاء، والالاء، غير أصلية (2) .
فصل الالف
[أجأ] أجأ، على فعل بالتحريك: أحد جبلى طيئ، والآخر سلمى، وينسب إليهما (3) الاجئيون، مثال: الاجعيون.
_________
(1) همزة " العزاء " مبدلة من الواو، يدلك على ذلك ما رواه ابن جنى عن أبى زيد، من أن " التعزوة " بضم الزاى، بمعنى العزاء، فياء التعزية على ذلك مبدلة من الواو. وأما الاباء فأصلها الياء، فإنك تقول: أبيت أن أفعل هذا، ولا تقول: أبوت.
(2) خالف " المجد " فيهما، فذكرهما في مهموز الاصل محتجا بنقل.
(3) الصواب: وينسب إليها، لان الضمير يعود إلى أجا، وهى مؤنثة.

(1/34)


[آأ] آء: شجر، على وزن عاع، واحدتها: آءة (1) . قال زهير بن أبي سُلْمى يصف الظليم: كأن الرحل منه (2) فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء - أصك مصلم الاذنين أجنى (3) له بالسى تنوم وآء وآء أيضاً: حكاية أصوات. قال الشاعر: إنْ تَلْقَ عمْراً فقد لاقيتَ مدَّرِعا وليس من همه إبْلٌ ولا شاءُ في جحفل لَجِب جَمٍ صواهُله بالليل يُسمَع (4) في حافاته آء
فصل الباء
[بأبأ] أأبأت الصبى (5) ، إذا قلت له: بأبى أنت وأمى. قال الراجز:
_________
(1) الصحيح عند أهل اللغة: أنه ثمر السرح. وزاد ابن برى في حاشية الصحاح: " ولا يعكر عليه قول شرذمة منهم: إنه اسم للشجر، لانهم قد يسمون الشجر باسم ثمره، ألا ترى إلى قوله تعالى: " فأنبتنا فيها حبا وعنبا "؟ وفى اللسان: الآء أيضا: صياح الامير بالغلام.
(2) في ديوانه " منها ".
(3) أجنى الشجر: صار له جنى يؤكل.
(4) في اللسان: تسمع، بالتاء.
(5) وبأبأت به.

(1/34)


وصاحب ذى غمرة داجيته بأبأته وإن أبى فديته حتى أتى الحى وما آذيته والبؤبؤ: الاصل، ويقال: العالم، مثل السرسور. يقال: فلان في بؤبؤ الكرم، أي في أصل الكرم (1) .
[بدأ] بدأت بالشئ بدءا: ابتدأت به، وبدأت الشئ: فعلته ابتداء. وبدأ الله الخلق وأبدأهم، بمعنىً. وتقول: فعل ذلك عَوْداً وبَدْءاً، وفي عوده وبدئه، وفي عودته وبَدْأته. ويقال: رَجَعَ عَوْدُه على بَدْئه، إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما يُبْدِئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة. والبدء: السيد الأول في السيادة، والثِّنيان: الذي يليه في السُّؤْدُد. قال الشاعر (2) : ثُنياننا إن أتاهم كان بدأَهمُ * وبَدؤهم إن أتانا كان ثِنيانا (3) والبَدء والبَدأة: النصيب من الجزور (4) ، والجمع أبداء، وبدوء، مثل جفن وأجفان وجفون. قال طرفة بن العبد:
_________
(1) وعلى وزن فعلول - بالضم - بمعنى الاصل، والسيد الظريف، وأصل الشئ، ووسطه.
(2) هو أوس بن مغراء السعدى.
(3) في (أمالى القالى) :
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم وكذلك في (سمط اللآلئ) .
(4) والبدء أيضا: النشأة.

(1/35)


وهم أيسار لقمانَ إذا * أغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبداَء الجُزرْ والبَدِئُ: الأمر البديع. وقد أَبْدأَ الرجُلُ إذا جاء به. قال عَبِيد (1) :
فلا بدئ ولا عجيب * والبدء والبدئ: البئر التى حُفِرت في الإسلام وليست بعادِيَّة (2) . وفى الحديث: " حريم البئر البدئ خمس وعشرون ذراعا ". والبدء والبدئ أيضاً: الأول. ومنه قولهم: أفعله بادي بدْء - على فَعْل - وبادي بدئ - على فعيل - أي أول شئ. والياء من بادى ساكنة في موضع النصب، هكذا يتكلمون به، وربما تركوا همزه لكثرة الاستعمال على ما نذكره في باب المعتل. ويقال أيضا: أفعله بدأة ذي بَدْء، وبَدْأةَ ذي بَدْأة، أي أول أول. وقولهم: لك البدء والبَدْأة (3) والبَدأة - أيضاً - بالمد: أي لك أن تبدأ قبل غيرك في الرمي أو غيره. وقد بُدِئَ الرجل يُبدأ بدءاً فهو مبدوء، إذا أخذه الجُدَريّ أو الحصْبة (4) . قال الكميت: فكأنما بُدِئت ظواهر جِلدِه * مما يصافح من لهيب سهامها
[بذأ] بذأت الرجل بذْءًا، إذا رأيت به حالا كرهتها.
_________
(1) عبيد بن الابرص. وصدره:
فان يك حال أجمعوها
(2) ولا " بآدية " كما في مخطوطة دار الكتب.
(3) البدأة، مثلثة، ومحركة.
(4) الحصبة، وبالتحريك وكخشنة: بثر يخرج بالجسد.

(1/35)


وبذأته عيني بذْءًا، إذا لم تقبله العين ولم تعجبك مَرْآتُه. وبذأتُ الأرض: ذممت مرعاها، وكذلك الموضع إذا لم تَحمده. وأرض بذِئة (1) : لا مرعى بها. وامرأة بذية - بلا همزة - يذكر في باب المعتل.
[برأ] تقول برِئْتُ منك، ومن الديون والعيوب براءة. وبرئت من المرض بُرءًا، بالضم. وأهل الحجاز يقولون: بَرَأْتَ من المرض بَرءًا بالفتح. وأصبح فلان بارئاً من مرضه، وأبرأه الله من المرض. وَبَرَأَ الله الخلق بَرْءًا، وأيضاً هو البارئ. والبريَّة: الخلق، وقد تركَتِ العربُ همزَهُ. قال الفرّاء: وإن أُخِذَت البريَّة من البَرَى - وهو التراب - فأصلها غير الهمز. وأبرأته مما لي عليه، وبرَّأته تبرئة. والبُرْأَةُ بالضم: قُتْرَة الصائد، والجمع: برأ، مثل صبرة، وصبر. قال الشاعر الأعشى (2) : فأورَدَها عيناً من السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المكمم وتبرأت من كذا. وأنا بَراءٌ منه، وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّى ولا يُجمَع، لأنه مصدر في الأصل، مثل سمِع سماعا، فإذا
_________
(1) في اللسان: وأرض بذيئة، على مثال فعيلة: لا مرعى بها.
(2) يصف الحمير.

(1/36)


قلت: أنا برئ منه، وخليٌّ منه، ثنَّيت، وجمعت، وأنَّثْت، وقلت في الجمع: نحن منه بُرآء، مثل: فقيه وفقهاء، وبِراءٌ أيضاً، مثل: كريم وكِرام، وأبراءٌ، مثل: شريفٍ وأشرافٍ، وأبرياء أيضاً مثل نصيب وأنصباء، وبريئون. وامرأة بريئة، وهما بريئتان، وهن بريئات برايا. ورجل برئ وبراء، مثل: عجيب وعُجاب. والبَراء بالفتح: أول ليلة من الشهر، سميت بذلك لتبرُّؤ القمر من الشمس، وأما آخر يوم من الشهر فهو النحيرة. وبارَأتُ شريكي، إذا فارقته، وبارأ الرجل امرأته. واستبرأتُ الجارية، واستبرأت ما عندك.
[بأ] بسأت بالرجل: وبسئت به بَسَأً وبُسوءًا، إذا استأنستَ به. وناقة بَسوءٌ: لا تمنع الحالب. وأبسأنى فلان فبسئت به.
[بطأ] البُطْءُ: نقيض السرعة. تقول منه: بطُؤَ مجيئك، وأبطأت فأنت بطئ، ولا تقل: أبطيت. وقد استبطأتك، ويقال: ما أبطأ بك، وما بطأ بك بل، بمعنى. وتباطأ الرجل في مسيره. ويقال: بُطْآن ذا خروجاً، وبَطآن ذا خروجاً (1) ، أي بطؤ ذا خروجا، فجعلت
_________
(1) بطآن الاول بضم الباء والثانى بالفتح.

(1/36)


الفتحة التى في بطؤ على نون بطآن، حين أدت عنه، لتكون علما لها، ونقلت ضمة الطاء إلى الباء، وإنما صح فيه النقل لان معناه التعجب، أي ما أبطأه. أبو زيد: أبطأ القوم، إذا كانت دوابهم بطاء.
[بكأ] بَكأتِ الناقة أو الشاة، إذا قلّ لبنها تَبْكأُ بَكْأً. قال سلامة بن جندل:
ولو نفادي (1) ببكء كل محلوب * وكذلك بكؤت بكؤا، فهى بكئ، وبكيئة، وأينق بكاء. قال الشاعر (2) : فليأزلن وتبكؤن لقاحه (3) * ويعللن صبيه بسمار -
[بوأ] المباءة: منزل القوم في كل موضع، ويسمى كِناس الثور الوحشي: مباءةً، وكذلك مَعطِن (4) الإِبل. وتبوَّأْتُ منزلاً: أي نزلتُه، وبوَّأت للرجل منزلاً وبوّأته منزلاً بمعنى، أي هيَّأته ومكَّنت له فيه. واستباءه، أي اتخذه مباءة.
_________
(1) في ديوانه:
ولو تعادى ببكء كل محلوب * وصدره:
يقال محبسها أدنى لمرتعها
(2) هو أبو مكعت الاسدي.
(3) والرواية: " وليأزلن " بالواو منسوقا على ما قبله وهو: فليضربن المرء مفرق خاله * ضرب الفقار بمعول الجزار السمار: اللبن الذى رقق بالماء.
(4) ومعطن، بفتح الطاء أيضا.

(1/37)


وهو ببيئة سوء، مثال: بيعة، أي بحالة سوء، وإنه لحسن البيئة. وبوَّأت الرمح نحوه، أي سدَّدته نحوه. وَأَبَأْتُ الإِبل: رددتها إلى المباءة، وَأَبَأْتُ على فلان ماله، إذا أَرَحْتَ عليه إبله أو غنمه. والباءَة مثال الباعَةِ، لغة في المباءة، ومنه سُمِّي النكاح: باءً وباءةً، لان الرجل يتبوأ من أهله، أي يستمكن منها، كما يتبوأ من داره. وقال يصف الحمار والاتن: يعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا - والبواء: السواء، ويقال: دم فلان بَواءٌ لِدَم فلان، إذا كان كفؤا له. قالت ليلى الاخيلية في مقتل توبة بن الحمير: فإن تكن القتلى بواء فإنكم * فتى ما قتلتم، آل عوف بن عامر وفى الحديث: " أمرهم أن يتباءوا " والصحيح يتباوؤوا على مثال يتقاولوا. ويقال: كلمناهم فأجابونا عن بَواءٍ واحد، أي: أجابونا جواباً واحداً. وأبَأْتُ القاتل بالقتيل، واستبأته إذا قتلتَه به، أيضاً. أبو زيد: باء الرجُلُ بصاحبه: إذا قُتِل به، ومنه قولهم: باءت عرار بكحل، وهما بقرتان قتلت إحداهما بالاخرى (1) .
_________
(1) أي انتطحتا فماتتا. هو مثل يضرب لكل مستويين (القاموس) ، وعرار كقطام. وكحل كنحل.
(الازمنة لقطرب) .

(1/37)


ويقال: بُؤْ بِهِ، أي كُن ممن يقتل به. وأنشد الاحمر لرجل قتل قاتل أخيه، فقال: فقلت له: بُؤْ بامرئٍ لستَ مثلَه * وإن كنتَ قُنْعاناً لمن يطلب الدما قال الاخفش (1) : وباءوا بغضب من الله: رجعوا به، أي صار عليهم. قال: وكذلك باء بإثمه يبوء بَوْءاً. وتقول: باء بحقه، أي أقرَّ، وذا يكون - أبدا - بما عليه، لا له. قال لبيد: أنكرت باطلها وبؤت بحقها * عندي، ولم تفخر على كرامها وفى أرض كذا فلاة تبئ في فلاة، أي تذهب.
[بهأ] أبو زيد: بَهأْتُ بالرجل، وبَهِئْتُ به بَهْأً (2) وبهُوءًا، إذا أنست به. قال الاصمعي في كتاب الابل: ناقة بهاء بالفتح ممدود - إذا كانت قد أنست بالحالب، وهو من بهأت به أي أنِسْتُ به. وأما البهاء من الحُسن، فهو من بَهيَ الرجل، غير مهموز. قال ابن السِّكِّيت: ما بَهأْتُ له، وما بأهت له: أي ما فطِنتُ له.
_________
(1) يقول: أنت، وإن كنت في حسبك مقنعا لكل من طلبك بثأر، فلست مثل أخى.
(2) بهأ به مثلثة الهاء، والمصدر كفلس وسرور وسحاب: أنس، مثل ابتهأ، على افتعل.

(1/38)


فصل التاء
[تأتأ] رجل تأتاء على فعلال، وفيه تأتأة: يتردد في التاء إذا تكلم.
[تفأ] تفئ تفأ (1) ، إذا غضب واحتد.
[تنأ] تنأت بالبلد تنوءا: قطنته، والتانئ من ذلك. وهم تِناءُ البلد، والاسم التناءة.
فصل الثاء
[ثأثأ] ثَأْثَأْتُ الإبل، إذا أرويتها. قال الراجز (2) : إنك لن تثأثئ النهالا * بمثل أن تدارك السجالا الأصمعي: ثأثأتُ عن القوم: دَفَعْت عنهم. ولَقيتُ فلاناً فتثأثأت منه، أي: هبته. أبو عمرو: أثأته بسهم إثاءة: رميته. والكسائي مثله.
[ثدأ] الثندؤة للرجل بمنزلة الثدى للمرأة، وقال الأصمعي: هي مَغرِز الثدي، وقال ابن السِكِّيت: هي اللحم الذى حول الثدى، إذا ضممت أولها همزت - فتكون فعللة - وإذا فتحته لم تهمز، فيكون فعلوة، مثل: قرنوة، وعرقوة.
_________
(1) وزان فرح فرحا.
(2) وفى اللسان: أنشده المفضل.

(1/38)


[ثطأ] ثطئ ثطأ: حمق (1) .
[ثفأ] الثفاء على مثال القراء: الخردل (2) ويقال: هو الحرف، وهو فعال، الواحدة ثفاءة.
[ثما] الكسائي: ثَمَأْتُ (3) القوم: أطعمتهم الدسم. وثمأت رأسه: شدخته. وثَمأت الخبز: ثردته.
فصل الجيم
[جأجأ] جؤجؤ الطائر والسفينة: صدرهما، والجمع الجآجئ. قال الأموي: جَأْجَأْتُ بالإبل، إذا دعوتها لتشرب، فقلت: جئ، جئ، والاسم الجئ، مثال الجيع، وأصله: جئئ، قلبت الهمزة الاولى ياء. وأنشد (4) :
_________
(1) كجهل وفرح، كجعل: وطئه، وكفرح: حمق. وفى نسخة المدينة: ثطأ بسلحه، وتطأ به وخطأ به، إذا رمى به، وضرب به الارض.
(2) في (المصباح) : مثل غراب: حب الرشاد. ولم أجد تعيين الرواية لشراح الجامع الصغير في حديث " ماذا في الامرين من الشفاء الصبر والثفاء ". هل الفاء مشددة على قول (الصحاح) (والقاموس) كالجمهرة، أو مخففة على قول المصباح ". قاله نصر.
(3) وزان جعل.
(4) هو معاذ الهراء.

(1/39)


وما كان على الجئ * ولا الهئ امتدا حيكا (1)
[جبأ] الْجَبْءُ: واحد الجبْأَة، وهي الحُمْر من الكَمْأَة، مثاله: فَقْع (2) وفقعة، وغرد وغردة، وثلاثة أجبؤ. وأَجْبَأَتِ الأرضُ، أي كَثُرَتْ كَمْأَتُها، وهي أرض مَجْبَأَةٌ. قال الأحمر: الجَبْأَةُ هي التي تضرِب (3) إلى الحُمْرَة، والكَمْأَةُ هي التي إلى الغبرة والسواد (4) ، والفقعة البيض، وبنات أوبر الصغار. وأجبأت الزرع: بعته قبل أن يبدو صلاحُه، وجاء في الحديث بلا همز: " من أجبى فقد أربى " وأصله الهمز. والجبأة مثال الجبهة: القرزوم (5) ، وهى الخشبة التى يحذو عليها الحذَّاء. قال الجَعْديّ: في مِرفقيه تقارُبٌ وله * بِرْكة زور كجبأة الخزم
_________
(1) قال ابن برى: " صوابه أن يذكر في جيأ " اه‍ مناوى.
(2) قال سيبويه: ليس ذلك بالقياس. يعنى تكسير فعل على فعلة.
(3) ليست في المطبوعة، ولكنها في مخطوطة المدينة.
(4) نص الصحاح، هو قول أبى زيد. وفى قول ابن الاعرابي: إنها السود، وهى خير الكمأة. وقال أبو حنيفة: الجبأة: هنة بيضاء كأنها كمء.
(تهذيب الصحاح 1: 8) .
(5) والفرزوم بالفاء كعصفور، أو هي بالقاف، كما في القاموس.

(1/39)


وجبأت عينى عن الشئ: نبت عنه. وقال أبو زيد: جَبَاْتُ عن الرجل جبئا وجبوءا: خنست عنه. وأنشد (1) : فهل أنا إلا مثل سيقة العدى * إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر والجبأ بضم الجيم (2) : الجبان. قال الشاعر الشيباني، وهو معروف (3) بن عمرو: فما أنا من رَيْبِ المَنون بجُبَّأٍ * ولا أنا من سَيْبِ الإله بآيِسِ (4) وجَبَأَ عليه الأَسْود: أي خرج عليه حَيَّةٌ من جُحرِه. ومنه الجابئ وهو الجراد.
[جرأ] الجرأة مثال الجرعة: الشجاعة، وقد يترك همزه، فيقال: الجرة مثال الكرة، كما قالوا للمرأة: مرة. والجرئ: المقدام، تقول منه: جرؤ الرجل جراءة، بالمد. وهو جرئ المقدم، أي: جرئ عند الاقدام. وتقول: جرأتك على فلان، حتى اجترأت عليه.
_________
(1) البيت لنصيب بن أبى محجن.
(2) وشد الباء ككر. وفيه لغة المد: جباء.
(3) الصواب: مفروق بن عمرو الشيباني - بالفاء والقاف - وما هنا تصحيف.
(4) رواية اللسان " من ريب الزمان بيائس ". وقبله: أبكى على الدعاء في كل شتوة * ولهفي على قيس زمام الفوارس والقصيدة رثاء مفروق إخوته قيسا والدعاء وبشرا، القتلى في غزوة بارق بشط الفيض.

(1/40)


[جزأ] الجزء: واحد الأجزاء. وجزأت الشئ جزءا: قسمته وجعلته أجزاء، وكذلك التجزئة. وجزأت بالشئ جزءا: أي اكتفيت به، وجَزِئت الإبل بالرُّطْبِ عن الماء جُزْءاً بالضم. وأجزَأتُها أنا، وجزَّأْتها أيضاً تجزئة. وظبية جازئة. وقال الشماخ (1) : إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوزائ بالرمل عين (2) وأجزأني الشئ: كفانى. وأجزأت عنك شاةٌ، لغة في جزت، أي قضت. واجتزأت بالشئ، وتجزَّأت به بمعنى، إذا اكتفيت به. وأجزأت عنك مَُجْزَأَ فلان ومَُجزَأَةَ (3) فلان، أي أغنيتُ عنك مَغْناه. والجُزْأَةُ بالضم: نِصاب الإشْفى والمِخْصَفِ. وقد أجزأتُهُ: جعلت له نصابا.
_________
(1) الشماخ بن ضرار.
(2) الارطى مقصور: شجر يدبغ به، و " توسد أبرديه " أي اتخذ الارطى فيهما كالوسادة، و " الابردان " الظل والفئ، سميا بذلك لبردهما، وهما أيضا الغداة والعشي. وانتصاب أبرديه على الظرف، والارطى مفعول مقدم بتوسد، أي توسد خدود البقر الارطى في أبرديه، والجوازئ: البقر والظباء التى جزأت بالرطب عن الماء، و " العين " جمع عيناء، وهى الواسعة العين.
(3) قوله مجزأ فلان ومجزأة فلان وقع في بعض النسخ تكرارا للفظتين، إشارة إلى فتح ميمهما وهو الاكثر، وضمهما. والميم فيهما بفتح وبضم.

(1/40)


وجزء بالفتح: اسم رجل. وقال (1) : إن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كذباً * جَزْءٌ فلاقيت مثلها عجلا
[جسأ] جَسَأَتْ يدُهُ من العمل تَجسأَ جَسأً: صَلُبَتْ، والاسم: الجُسْأَةُ مثال الجرعة. والجُسْأَة في الدواب: يُبْس المَعْطِفِ.
[جشأ] تجشَّأْتُ تجشُّؤاً، والتجشئة مثله. قال الراجز (2) : ولم تبت حمى به توصمه * ولم يجشئ عن طعام يبشمه والاسم الجشأة، مثال: الهمزة. قال الاصمعي: ويقال الجُشاء، على فُعال، كأنه من باب العُطاس والبُوال والدُّوار. وجشأت نفسي جشوءا، إذا نهضَتْ إليك. وجاشت من حزنٍ أو فزعٍ. واجتشأتْني البلادُ واجتشأتُها، إذا لم توافقك وجشأ القوم من بلد إلى بلد، أي خرجوا. والجشء: القوس الخفيفة. قال أبو ذؤيب: وتميمة (3) من قانص متلبب * في كفه جشء أحش وأقطع
_________
(1) هو حضرمى بن عامر
(2) هو أبو محمد الفقعسى. (اللسان) .
(3) صوابه: ونميمة، بالنون: الهمس والحركة، وقال الاصمعي: أراد به صوت وترٍ، أو ريحاً استروحتْه الحُمُرُ (راجع مادة نمم منه) .

(1/41)


قال الاصمعي: هو القضيب من النبع الخفيف.
[جفأ] الجُفاءُ: ما نفاه السيلُ. قال الله تعالى: (فأما الزَّبدُ فيذهبُ جُفاءَ) أي باطلاً. وجَفَأَ الوادي جَفْأً، إذا رمى بالقَذى والزَّبَد، وكذلك القِدْر إذا رَمَتْ بزبدها عند الغَلَيان. وأجفأَتْ لغة فيه. وجَفَأْتُ القِدْر أيضاً، إذا كفأتَها أو أمَلْتَها فصببت ما فيها. ولا تقل: أجفأتها. قال الراجز: جفؤك ذا قدرك للضيفان * جفأ على الرغفان في الجفان خير من العكيس بالالبان وأما الذى في الحديث: " فأجفؤوا قدروهم بما فيها " فهى لغة مجهولة. وجفأت الرجل أيضا: صرعته. واجتفأت الشئ: اقتلعته ورميت به.
[جنأ] جنأ الرجل على الشئ، وجانأ عليه، وتجانَأَ عليه، إذا أكبَّ عليه. قال الشاعر كُثَيِّر: أغاضِرَ لو شَهِدْتِ غداة بِنْتُمْ * جُنوَء العائدات على وِسادي ورجل أجْنَأُ: بَيِّنُ الجَنَأِ، أي أحدب الظهر. والمُجْنَاُ بالضم: التُّرْسُ. قال أبو قيس بن الاسلت (1) .
_________
(1) السلمى.

(1/41)


صدق حُسامٍ وادِقٍ حدُّه * ومُجْنَأٍ أسْمَرَ قراع (1)
[جيأ] المجئ: الاتيان. يقال جاء يجئ جيئة، وهو من بناء المرَّة الواحدة إلاّ أنه وضع موضع المصدر مثل الرجفة والرحمة، والاسم الجِيئة على فِعْلَةٍ بكسر الجيم. وتقول: جئت مجيئاً حسناً، وهو شاذ، لان المصدر من فعل يفعل مفعل بفتح العين، وقد شذت منه حروف فجاءت على مفعل كالمجئ والمحيض والمكيل والمصير. وأجأته، أي جئت به، وجاءانى (2) على فاعلنى فجئته أجيئه، أي غالبني بكثرة المجئ فغلبته. وتقول: الحمد لله الذي جاء بك، أي الحمد لله إذ جئت، ولا تقل: الحمد لله الذي جئت. وأجأْته إلى كذا بمعنى ألجأته واضطررته إليه. قال زهير بن أبي سُلْمى: وجارٍ سار معتمداً إليكم * أجاَءتْه المخافة والرجاء قال الفراء: أصله من جئت، وقد جعلته العرب إلجاء. وفى المثل: " شَرٌّ ما يُجيئُكَ إلى مُخَّةِ
_________
(1) صدق: صلب. والوادق: الماضي في الضريبة، وقبله: أحفزها عنى بذى رونق * مهند كالملح قطاع
(2) قوله جاءانى الخ: قال القاموس: " صوابه جايأنى الخ ": قال شارحه: " وما ذكره المصنف هو القياس، وما قاله الجوهرى هو المسموع عن العرب. كذا أشار إليه ابن سيده ".

(1/42)


عرقوب ". قال الاصمعي: وذلك أن العرقوب لا مخ فيه، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شئ. وقولهم: لو كان ذلك في الهئ والجئ ما نفعه. قال أبو عمرو: الهئ: الطعام، والجئ: الشراب. وقال الاموى: هما اسمان، من قولهم: جأجأت بالابل، إذا دعوتها للشرب. وهأهأت بها، إذا دعوتها للعلف. وأنشد (1) : وما كان على الهئ * ولا الجئ امتداحيكا
فصل الحاء
[حبأ] الحَبأُ: جليس الملك وخاصَّتُه، والجمع: أحباء. مثل: سبب، وأسباب.
[حتأ] حَتأْتُ الكِساءَ حَتْأً، إذا فَتَلْتَ هُدْبَه وكففته مُلْزَقَاً به، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، فيقال: حَتَوْتُه حتوا. وقال أبو زيد، في (كتاب الهمز) : أحتأت الثوب - بالالف - إذا فتلته فتل الاكسية.
[حجأ] حجأت بالامر: فرحت به. وحجئت بالشئ حجأ، إذا كنت مولعاً به، ضنيناً، يُهْمَزُ ولا يهمز. وأنشد الفراء: فإنى بالجموح وأم بكر * ودولح فاعلموا حجئ ضنين وكذلك تحجأت به.
_________
(1) معاذ الهراء.

(1/42)


[حدأ] قال الأصمعي: الحَدأَة: الفأس ذات الرأسين، وجمعها: حدأ، مثل: قصبة وقصب، وأنشد للشماخ يصف إبلا حداد الاسنان: يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحدإ الوقيع والحدأة: الطائر المعروف، ولا يقال: حدأة (1) وجمعها حدأ، مثال: حبرة وحبر، وعنبة وعنب، قال العجاج - يصف الاثافي -:
كما تدانى الحدأ الاوى (2) * ومنه قولهم: حدأ حدأ، وراءك بندقة (3) ، قال ابن السكيت: هو ترخيم حدأة، والعامة تقول: حدا حدا - بالفتح - غير مهموز. وزعم الشرقي أن حداء وبندقة قبيلتان وهما: حداء (4) بن نمرة، وبندقة بن مظة (5) من اليمن من سعد العشيرة.
_________
(1) ولا يقال حداءة كما في اللسان.
(2) وبعده:
روائم لو ير أم الاثفى
(3) هو مثل يضرب في التحذير لمن تخوفه من شر قد أظله. وقيل: هما قبيلتان من اليمن، وقيل: هما قبيلتان: حدأ بن نمرة بن سعد العشيرة، وهم بالكوفة، وبندقة بن مظة، وقيل: بندقة بن مطية، وهو سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة، وهم باليمن. أغارت حدأ على بندقة فنالت منهم ثم أغارت بندقة على حدأ فأبادتهم. وقيل: هو ترخيم حدأة. قال الازهرى: وهو القول. وأنشد هنا للنابغة: فأوردهن بطن الاتم شعثا * يصن المشى كالحدإ التؤام
(4) في اللسان: ابن مطة. وفى المحكم: مطنة.
(5) في اللسان: حدأ، في الموضعين.

(1/43)


أبو عبيدة: وحدأت الشئ بالفتح حدءا: صرفته. أبو زيد: حَدِئْتَ بالمكان حَدأً بالتحريك، إذا لَزِقْتَ به. قال: وحَدِئْتُ إليه، أي لجأت إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه، إذا حَدَبْتَ عليه، ونصرته، ومنعته من الظلم.
[حزأ] ابن السكيت: حرأ السراب الشخص يجزؤه حزءا، رفعه، لغة في: حزاه يجزوه، بلا همز. أبو زيد: حزأت الإبل حزءًا: جمعتها وسقتها.
[حشا] حشأت الرجل بالسهم حَشْأً، إذا أصبت به جوفه. قال الشاعر (1) يصف ذئبا طمع في ناقته، وتسمى هبالة (2) : فلاحشأنك مشقصا * أوسا أويس من الهباله (3) قوله: أوسا: يعنى عوضا. وحشأت المرأة، إذا باضعتها. والمِحْشَأُ: كساء غليظ عن أبي زيد، والجمع: المحاشئ.
[حصا] الأصمعي: حَصَأْتُ من الماء: رويت، وأحصأت غيرى: أرويته.
_________
(1) هو أسماء بن خارجة.
(اللسان) .
(2) المعروف أن الهبالة، هي الغنيمة، ولو كان اسما لم تدخل عليه ال.
(3) أويس تصغير أوس، وهو من أسماء الذئب، وهو منادى مفرد، وأوسا منتصب على المصدر أي عوضا. والمشقص: السهم العريض النصل.

(1/43)


أبو زيد: حصأ الصبيُّ من اللبنِ: إذا امتلأ بطنه، والجدْيُ: إذا امتلأَتْ إنْفَحَتُهُ. قال: وحَصَأَ بها: حبق.
[حضأ] حَضَأْتُ النار: سَعَّرْتها، يُهْمَز ولا يهمز. والعود الذي تحرك به النار: مِحْضأٌ، على مِفْعَلٍ، وإذا لم يهمز، فالعود مِحْضاءٌ على مفعال.
[حطأ] حَطأْتُ به الأرض حَطْأ: صَرَعْتُه. وحَطأَ بِسَلْحِهِ: رمى به. وحطأ بها: حبق. وحطأها: باضعها. وحطأه، إذا ضرب ظهره بيده مبسوطة. قال ابن عباس: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاي فحطأني حَطْأَةً، وقال: اذهب فادْعُ لي فلاناً. وحَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها، أي: رَمَتْهُ. أبو زيد: الحطئ على فعيل: الرذال من الرجال، يقال حطئ نطئ، إتْباعٌ له. والحُطَيْئَة: الرجل القصير. قال ثعلب: وسُمِّيَ الحُطَيْئَةُ لدمامته. الكسائي: عنز حنطئة بفتح النون، مثال علبطة: أي عريضة ضخمة.
[حبطأ] رجل حبنطأ وحبنطأة - وحبنطى أيضا بلا همز -: قصير سمين ضخم البطن، وكذلك المحبنطئ يهمز ولا يهمز، ويقال: هو الممتلئ غيظا.

(1/44)


أبو زيد: احبنطأ الرجل، إذا انتفخ جوفه.
[حفأ] الحَفأُ: أصل البَرْديِّ الأبيضُ الرطب وهو يؤكل.
[حكا] أحْكَأتُ العقدة وأحكيتها، أي شددتها، قال عَديُّ بن زيد يصف جارية: أَجْلَ (1) أَنَّ الله قدْ فَضَّلَكُمْ * فوق من أحْكَأَ صُلْباً بِإِزارِ هذه رواية أبي زيد، ويروى: " فوق من أَحْكَى بصُلْبٍ وإزار "، أي بحَسَبٍ وعِفَّةٍ.
[حلأ] ابن السكيت: حَلأْتُ له حلوءا، على فعول، إذا حككت له حجراً على حجر، ثم جعلت الحُكاكَةَ على كَفِّكَ، وصَدَّأْتَ به المِرْآةَ، ثمَّ كَحَلْتَه بها. والحُلاءَةُ بالضم على فُعالَة، مثل الحلوء. والحلاءة أيضا: قشرة الجلد التي يَقْشُرُها الدبَّاغُ مما يلي اللحم، تقول حَلأْتُ الجلد، إذا قشرته. وفى المثل: " حلات حالئة عن كوعِها "، لأن المرأة الصَّنَاعَ، ربما استعجلت فقشرت كوعها. والتحلئ بالكسر: ما أفسده السِّكين من
__________
(1) روى أجل بالفتح والكسر. وقد قرئ (من أجل ذلك) بكسر الهمزة، وقراءة العامة (من أجل ذلك) بالفتح. ويعدى بغير " من " قال عد ... البيت.

(1/44)


الجلد إذا قُشِرَ، تقول منه: حَلئَ الأَديمُ حَلأً بالتحريك، إذا صار فيه التحلئ. والحلا أيضا: العُقْبُولُ. وقد حَلِئَتْ شَفَتي، أي: بَثُرَتْ. أبو زيد: حَلأْتُه بالسوط حَلأً، إذا جلدته به، وحَلأْتُه بالسيف: ضربته به، وحَلأْتُه مائة (1) دِرهم، إذا أعطيته. وحلأْتُ الإِبِل عن الماء تحْلِئَةً وتحليئاً، إذا طَرَدْتَها عنه، ومنعتها أن تَرِدَهُ، قال الشاعر (2) : لحائم حام حتى لا حوام به * محلا عن سبيل الماء مطرود وكذلك غير الابل. قال امرؤ القيس:
كمشى الاتان حلئت عن مناهل (2) * ويقال: قد حلات السويق. قال الفراء: قد همزوا ما ليس بمهموز، لانه من الحلواء.
[حمأ] الحمأ: الطين الاسود، قال الله تعالى: (من حمإ مسنون) . وكذلك الحمأة بالتسكين، تقول منه:
_________
(1) في اللسان لاسحاق بن إبراهيم الموصلي. وقبله: ياسرحة الماء قد سدت موارده * أما إليك سبيل غير مسدود
(2) لامرئ القيس. وصدره:
وأعجبني مشى الحزقة خالد:

(1/45)


حمأت البئر حمأ، بالتسكين، إذا نزعت حمأتها. وحمئت البئر حمأ، بالتحريك: كثرت حمأتها. وأحمأتها إحماء: ألقيت فيها الحمأة. عن ابن السكيت. وحمئت عليه: غضبت. عن الاموى. والحمء: كل من كان من قبح الزوج، مثل: الاخ والاب (1) ، وفيه أربع لغات، حمء بالهمز. وأنشد أبو عمرو:
تيذن فإنى حمؤها وجارها (2) * وحما مثل قفا، وحَمو مثل أبو، وحَمٌ مثل أب، والجمع الاحماء.
[حنأ] الحنَّاءُ بالمد والتشديد معروف، والحِنَّاءَةُ أخصُّ منه. أبو زيد: حَنَّأْتُ لحيته بالحنَّاء تَحنئَةً وتحنيئاً: خضبت. والحناءتان: نقوان أحمران من رمل عالج (3) .
[قال الطرماح: يثير نقا الحناءتين ويبتنى * به نقب إدلاج كنقب الصيادن] . (4)
_________
(1) في القاموس: والحمء، ويحرك: أبو زوج المرأة، أو الواحد من أقارب الزوج والزوجة.
(2) لمنظور بن مرثد الاسدي. وقبله:
قلت لبواب لديه دارها * (راجع العينى ص 505، مخطوطة الدار) .
(3) وفى اللسان: رملتان في ديار تميم.
(4) هذه الزيادة في نسخة المدينة ونسخة العنانى.

(1/45)


فصل الخاء
[خبأ] خبأت الشئ خبأ، ومنه: الخابية (1) ، وهي الحُبُّ، إلا أنّ العرب تركَتْ همزه. والخَبءُ: ما خبئ، وكذلك: الخبئ، على فعيل. وخَبْءُ السموات: القَطْرُ. وخَبْءُ الأرض: النباتُ. واخْتَبَأِتْ: استترت، وجارية مخبَّأَة، أي مستترة. والخبأة مثال الهمزة: المرأة التى تطَّلِع ثم تختبئ، قال الزِّبرقان بن بدر: " إنَّ أَبْغَضَ كنائني (2) إلى الخبأة الطلعة. "
[ختأ] اختَتَأْتُ من فلان، أي اختَبَأْتُ منه واستترت خوفاً أو حياء. وأنشد الاخفش (3) :
_________
(1) الخابية بالياء كما في اللسان. وفى المطبوعة الاولى " الخابئة ".
(2) جمع الكنة، بالفتح، وهى: امرأة الابن.
(الرازي) كأنه جمع كنينة. وقال الراغب الاصفهانى: " وسميت المرأة المتزوجة كنة، لكونها في كن من حفظ زوجها ".
(المفردات في غريب القرآن) .
(3) الشعر لعامر بن الطفيل العامري - كما في اللسان - ويروى: ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي * ويأمن منى صولة المتهدد * وإنِّي وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ * لمخلف إيعادى ومنجز موعدى وفى الشاهد روايات، منها: ولا يرهب ابن العم منى صولة * ولا أختتى من صولة المنهدد

(1/46)


فلا يرهب ابن العَمِّ مِنِّي صوْلَتي * ولا أختتي من قوله المتهدد قال: وإنما ترك همزة ضرورة. أبو عبيدة: اختتات له اختتاءً: خَتَلْتُهُ.
[خجأ] أبو زيد: خَجَأْتُ المرأة خَجْأً: نَكَحْتُها. ورجل خُجَأَةٌ (1) أي نُكَحَةٌ، وفَحْلٌ خُجَأَةٌ: كثير الضِرابِ. والخَجَأَةُ أيضاً: الرجل الكثير اللحم الثقيل. والتخاجؤ في المشي: التباطؤ. وأنشد أبو عمرو (2) : دَعُوا التَّخاجُؤَ وامشوا مِشْيَةً سُجُحاً * إن الرجالَ ذوو غصب وتذكير
[خذأ] الكسائي: خَذِئْتُ له، وخَذَأْتُ له، خُذوءاً فيهما: أي خَضَعْتُ. وكذلك استخذأت له (3) . وأَخْذَأَهُ فلان، أي ذلله.
[خرأ] الخُرْءُ بالضم: العَذِرَةُ، والجمع: خروء، مثل جند وجنود. وقال (4) يهجو:
_________
(1) في القاموس: " والخجأة، كهمزة: الرجل الكثير الجماع، والمرأة المشتهية لذلك ".
(2) هو لحسان بن ثابت.
(3) وقيل لاعرابي: كيف تقول: استخذيت؟ ليتعرف منه الهمزة، فقال: العرب لا تستخذئ، وهمزه.
(4) الشعر لجواس بن نعيم الضبى. وبعده: متى تسأل الضبى عن شر قومه * يقل لك أن العائذى لئيم ونسبه ابن القطاع إلى جواس بن القعطل، وليس له.

(1/46)


كأن خروء الطير فوق رُؤوسهم * إذا اجتمعت قيسٌ معاً وتميمُ أي من ذلهم. وقد خرئ خراءة، مثل كره كراهة، قال الاعشى:
يعجل كف الخارئ المطيب (1) * ويقال للمخرج: مخرؤة ومخرأة.
[خسأ] خسأت الكلب خَسْأً: طردته، وخسأ الكلب بنفسه يتعدى ولا يتعدى. وانخسأ أيضاً. وقال:
كالكلب إن قلت له اخْسَأْ فانخسأ * أبو زيد: خسأ بصرُهُ خَسْأً وخُسوءاً، أي سَدِرَ، ومنه قوله تعالى: (ينقلبْ إليك البصَرُ خاسئاً وهو حسيرُ) . وتخاسأ القوم بالحجارة: تراموا بها، وكانت بينهم مخاسَأَة.
[خطأ] الخطأ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خَطَأً) تقول منه: أخطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت: وبعضهم يقوله. والخِطْءُ: الذنْبُ، في قوله تعالى: (إن قتلهم
_________
(1) وقبله:
وشعر الاستاه في الجبوب * وبعده:
يا رخما قاظ على مطلوب:

(1/47)


كان خطأ كبيرا) ، أي إثْماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خطأ وخِطْأَةً، على فِعْلَةً، والاسم: الخَطيئَةُ، على فَعيلة. ولك أن تشدد الياء، لان كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة - فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، وتدغم فتقول في مقروء: مقرو، وفى خبئ: خبى، بتشديد الواو والياء. وقولهم: ما أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ. أبو عبيدة: خَطِئَ وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:
يا لهف هند إذ خطئن كاهلا (1) * أي أخطأن. قال: وفى المثل: " مع الخَواطِئِ سهمٌ صائبٌ "، يضرب للذي يُكْثرُ الخطأ، ويأتي الأحيان بالصواب. قال الاموى: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره، والخاطئ: من تعمَّد لما لا ينبغي. وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت له: أخطأت، يقال: إن أخطأت فخطئني.
_________
(1) الرجز لا مرئ القيس: يا لهف هند إذ خطئن كاهلا * تالله لا يذهب شيخي باطلا * حتى أبيد مالكا وكاهلا * القاتلين الملك الحلاحلا

(1/47)


وتخطأت له في المسألة أي أخطأت. وتخاطأه أي أخطأه، قال أَوْفى بن مَطَرٍ المازنيُّ: ألا أَبْلِغا خُلَّتي جابراً * بأنّ خليلكَ لم يُقْتَلِ تخاطَأَتِ (1) النَّبْلُ أحشاءه * وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ وجمع الخطيئة خطايا، وكان الاصل خطائئ (2) ، - على فعائل - فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء، لخفائها بين الالفين.
[خلأ] خَلأَتِ الناقةُ خَلأً وخِلاءً بالكسر والمد، أي حَرَنَتْ وبَرَكَتْ من غير عِلّةٍ، كما يقال في الجمل: ألَحَّ، وفي الفرس: حرن (2) . وفى حديث سراقة: " ما خلات ولا حرنت، ولكن حبسها حابس الفيل (3) ". قال زهير: بآرزة (4) الفقارة لم يخنها * قطاف في الركاب ولا خلاء
_________
(1) في مخطوطة دار الكتب المقروءة على العكبرى: تخاطأت. وفى المطبوعة: تخطأت. وكذلك في اللسان.
(2) وفى الحمار: مسأ (نصر الهورينى) .
(3) قال الشيخ على المقدسي في حواشيه: نسبة الحديث إلى سراقة سهو، وإنما هو حديثه صلى الله عليه وسلم، قاله عام الحديبية، رواه المسور بن مخرمة ورواه ابن الحكم.
(4) في بعض النسخ: " بآزرة " وكذلك في المطبوعة، والصواب، بآرزة بتقديم الراء على الزاى المعجمة.

(1/48)


ولا يقال للجمل: خلا.
فصل الدال
[دأدأ] الدِّيداء: أشدُّ عَدْوِ البعير، وقد دأدأ دأدأة وديداء (1) . قال الشاعر (1) : واعرورت العلط العرضى تركضه * أم الفوارس بالديداء والربعه والدآدئ: ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالي المحاق، وقال أبو عمرو: الديداء والدأداء من الشهر آخره. قال الأعشى: تداركه في مُنًصِلِ الألِّ بعد ما * مضى غير دأداء وقد كاد يعطَبُ
[دبأ] دَبَأْتُه بالعصا دَبْأً: ضربته.
[درأ] الدرْء: الدفع. وفي. الحديث: " ادرءوا الحدود ما استطعتم ". ودرأ علينا فلان يدرأ دروءا، واندرأ، أي طلع مفاجأة، ومنه كوكب درئ على فعيل مثل: سكيرء وخِمِّيرٍ، لشدة توقده وتلألئه. وقد درأ الكوكب دروءا. قال أبو عمرو بن العلاء: سألت رجلا من سعد بن بكر من أهل ذات عرق، فقلت: هذا
_________
(1) والشعر لابي داود يزيد بن معاوية الرؤاسى.

(1/48)


الكوكب الضخم، ما تسمونه؟ قال: الدرئ، وكان من أفصح الناس. قال أبو عبيد: إن ضممت الدال قلت: درى، يكون منسوبا إلى الدر (1) على فعلى، ولا تهمزه لانه ليس في كلام العرب فعلى (2) ، ومن همزه من القراء فإنما أراد فعول مثل: سبوح فاستثقل، فرد بعضه إلى الكسر. وحكى الاخفش عن بعضهم: درئ من درأته، وهمزها وجعلها على فعيل مفتوحة الاول. قال: وذلك من تلالئه. قال الفراء: والعرب تسمي الكواكبَ العظامَ التي لا تعرف أسماءها: الدراريّ. وتقول: تَدَرَّأَ علينا فلان، أي تطاول. قال الشاعر (3) : لقيتم من تَدَرُّئِكُمْ علينا * وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يَعْني الداهِيَةَ (4) . وقولهم: السلطان ذو تردإ بضم التاء، أي ذو عُدَّةٍ وقوةٍ على دفع أعدائه عن نفسه، وهو اسمِ موضوع للدفع، والتاء زائدة كما زيدت في ترتب وتنضب وتتفل. وتقول: تدارأتم أي اختلفتم وتدافعتم،
_________
(1) في المطبوعة كلمة " فعيل " وهى زائدة وليست في كلام أبى عبيد (راجع اللسان) .
(2) في كلام أبى عبيد اضطراب والصحيح ما ننقله من اللسان وهو: " إن ضممت داله فقلت درى يكون منسوبا إلى الدر على فعلى ولم تهمزه لانه ليس في كلام العرب فعيل " إلا أن ابن برى قال: إن سيبويه حكى أنه يدخل في الكلام فعيل، وهو قولهم: للعصفر مريق، وكوكب درئ.
(3) هو عوف بن الاحوص، وقوله: لقيتم، في بعض النسخ " لقينا " كما في رواية اللسان.
(4) سقط قوله: " يعنى الداهية " في مخطوطة دار الكتب.

(1/49)


وكذلك ادارأتم. وأصله: تدارأتم فأُدْغِمَتِ التاء في الدال، واجْتُلِبَتِ الألفُ ليصح الابتداء بها. والمدارأة: المخالفة والمدافعة. يقال: فلان لا يدارئ ولا يمارئ. فأما المدارأة في حُسْنِ الخُلُق والمعاشرة، فإن الاحمر يقول فيه: إنه يهمز ولا يهمز يقال: دارأته وداريته، إذا اتقيته ولاينته. وتقول: جاء السيل درءا بالضم، أي من بلد بعيد. والدَرْءُ بالفتح، العَوَجُ، يقال أقمتُ دَرْءَ فلانٍ، أي اعوجاجه وشَغْبَهُ. قال الشاعر المتلمس: وكنا إذا الجبار صَعَّرَ خَدَّهُ * أقمنا له من دَرْئِهِ فتقوَّما ومنه قولهم: بئرٌ ذاتُ دَرْءٍ، وهو الحَيْدُ. وطريق ذو دُرُوءٍ على فُعولٍ أي ذو كسور وجِرَفَةٍ. والدَرِيئَةُ: البعير أو غيره، يستتر به الصائد، فإذا أمكنه الرمْيُ رَمى، قال أبو زيد: وهو مهموز لأنها تُدْرَأُ نحو الصيد أي تُدْفَعُ. أبو عبيدة: ادَّرَأْتُ للصيد على افتَعَلْتُ، إذا اتخذت له دريئة. والدريئة أيضاً: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطعنُ، قال عمرو بن معدي كرب: ظَلِلْتُ كأني للرماح دريئةٌ * أقاتل عن أبناء جَرْمٍ وفرت قال الاصمعي: هي مهموزة. ودرأ البعير دروءا، أي أغَدَّ وكان مع الغُدَّةِ وَرَمٌ في ظهره، فهو دارئ. قال ابن السكيت: وناقة دارئ أيضا إذا (7 - صحاح)

(1/49)


أخذتها الغدة في مراقها (1) واستبان حجمها (2) . قال: ويسمى الحجم درءا، بالفتح. أبو زيد: أدْرَأَتِ الناقَةُ بضَرْعِها فهي مدرئ إذا أنزلت اللبن وأرخت ضرعها عند النتاج.
[دفأ] الدِّفْءُ: نِتاجُ الإبل وألبانُها، وما يُنْتَفَعُ به منها. قال الله تعالى: (ولكم فيها دفء) . وفي الحديث: " لنا من دِفْئِهِمْ ما سلَّموا بالميثاق (3) ". والدِّفْءُ أيضاً: السخونَةُ، تقول منه دَفِئٌ الرجُلُ دَفاءَةً، مثل كَرِهَ كراهةً، وكذلك: دَفِئَ دَفَأً، مثل ظَمِئَ ظَمَأً، والاسم: الدفء بالكسر وهو: الشئ الذي يدفئك، والجمع: الأَدْفاءُ. تقول: ما عليه دِفْءٌ، لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دَفاءَةٌ، لأنه مصدر. وتقول: اقعد في دِفْءِ هذا الحائط، أي: كِنْهِ. ورجل دفئ على فعل، إذا لَبِسَ ما يُدْفِئُهُ. وكذلك رجل دَفْآنُ، وامرأةٌ دَفْأى. وقد أدْفأه الثوب، وتدفَّأ هو بالثوب واسْتدفأ به وادَّفَأ به، وهو افتعل، أي لَبِسَ ما يدفئه. ودَفُؤَتْ ليلتنا بالضم، ويوم دفئ على فعيلٍ، وليلةٌ دفيئةٌ، وكذلك الثوب والبيت.
_________
(1) المراق، بتشديد القاف: المواضع التى ترق جلودها من الجسم.
(2) حجمها: نتوءها.
(3) في الحديث: " لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق ": أي أبلهم وغنمهم.

(1/50)


والمدفئة: الابل الكثيرة لان بعضها يدفئ بعضاً بأنفاسها، وقد يشدد. والمدفأة: الابل الكثيرة الاوبار والشحوم، عن الأصمعي. وأنشد للشماخ: وكيف يضيع صاحب مدفآت * على أثباجهنَّ من الصقيع والدَفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ: المطر الذي يكون بعد الربيع قبل الصيف حين تذهب الكَمْأَةُ فلا يبقى في الأرض منها شئ، قال الاصمعي: دفئى ودَثَئيٌّ بالثاء. قال أبو زيد: كل ميرَةٍ يمتارونها قبل الصيف فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٌ، قال: وكذلك النِتاجُ، قال: وأولُ الدَفَئيِّ وقوع الجبهة، وآخره الصرفة.
[دكأ] أبو زيد: داكأْتُ القومَ مُداكاةً إذا زاحَمْتُهُمْ. ويقال: داكأَتْ عليه الديونُ. وتداكأ القوم أي تزاحموا (1) .
[دنأ] الدنئ: الخسيس من الرجال الدونُ. وقد دَنَأَ الرجل يَدْنَأُ صار دنيئاً، لا خير فيه، وإنه لدانِئٌ خبيثٌ، وما كان دانئاً. ولقد دَنَأَ، ودَنُؤَ أيضاً، دُنُوءَةً ودناءةً، أي سَفُلَ في فَعْلِهِ ومَجَنَ. والدنيئة: النقيصة. والدَنَأُ: الحدب. والادنأ: الاحدب.
_________
(1) في ب: " إذا ازدحموا ".

(1/50)


[دوأ] الداء: المرض، والجمع أدواءٌ. وقد داءَ الرجلُ يَداءُ داءً: مَرِضَ، فهو داءٌ. وقد دِئْتَ يا رَجُلُ، وأَدَأْتَ أيضاً: فأنت مدئ، وأدأته، أنا: أي أصبته بداءٍ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. أبو زيد: تقول للرجل إذا اتهمتَهُ: قد أَدَأْتَ إداءَةً وأَدْوَأْتَ إدْواءً. وقولهم: به داءٌ ظَبْي، معناه: أنه ليس به داءٌ كما لاداء بالظبى.
فصل الذال
[ذرأ] ذرأ الله الخلق يذرؤُهُمْ ذرْءاً (1) : خَلَقَهُمْ. ومنه: الذُرِّيَّةُ، وهي نَسْلُ الثَّقَلَيْنِ، إلا أنَّ العرب تركت همزها، والجمع: الذَّرارِيّ. وفي الحديث: " ذَرْءَ النَّارِ "، أي: أنهم خُلِقوا لها، ومن قال: ذَرْوَ النَّارِ بغير همز: أراد أنهم يُذْرَونَ في النار. والذَرَأُ بالتحريك: الشيْبُ في مُقَدَّمِ الرأس، رجل أَذْرَأُ وامرأة ذَرْآءُ. وذرئ شعره، وذرأ لغتان. قال الراجز: رأين شيخاً ذَرِئَتْ مَجاليهْ * يَقْلي الغَواني والغَواني تَقْلِيْه والاسم الذُرْأَةُ بالضم. وقال أبو نخيلة السعدى:
_________
(1) قال الزمخشري: " ذرأنا الارض وذروناها: بذرناها، وذرأ الله الخلق وبرأ، ومن الذارئ البارئ سواه؟ ".

(1/51)


وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادي بَدي * وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ في تَشَدُّدي (1) وفرسٌ أذْرَأُ، وجَدْيٌ أَذْرَأُ، أي: أَرْقَشُ الأُذُنَيْنِ، وسائِرُهُ أسودُ. وعَناقٌ ذَرْآءُ، وهو من شِياتِ المَعَزِ دون الضَّأْنِ. ومِلْحٌ ذَرَآنيٌّ وذَرْآنِيٌّ بتحريك الراء وتسكينها للملح الشديد البياض، وهو مأخوذ من الذرأة ولا تقل: أنذراني (2) . وحكى بعضهم ذَرَأْتُ الأرض أي بَذَرْتُها، وزَرْعٌ ذرئ على فعيل. وأنشد: شققت القلب ثم ذَرَأْتِ فيه * هَواكِ فَليمَ فالتَأَمَ الفطورُ والصحيح ثم ذَرَيْتِ غير مهموز. ويروى " ثم ذروت فيه ".
[ذيأ] ذَيَّأْتُ اللَّحْمَ فتذيَّأَ، إذا أنْضَجْتَه حتى يسقُطَ من عَظْمِه. وتذيأت القرحة، فسدت وتقطعت.
فصل الراء
[رأرأ] رَأْرَأَ السرابُ: لمع، ورَأْرَأَتِ المرأة بعينها: برقت. أبو زيد: رأرأت عيناه: إذا كان يُديرُهما. وهو رجل رَأْرَأ العين، على فعلل.
_________
(1) يروى: بالتشدد.
(اللسان مادة ذرأ) .
(2) في ب: أندرانى.

(1/51)


[ربأ] المَرْبَأَةُ: المَرْقَبَةُ، وكذلك المَرْبأُ والمُرْتَبَأُ، ومنه قيل لمكان البازي الذي يقف فيه: مَرْبَأٌ. وَرَبَأْتُ القومَ رَبْأً، وارْتَبَأْتُهُمْ، أي: رَقَبْتُهُمْ، وذلك إذا كنتَ لهم طليعةً فوق شَرَفٍ. يقال: رَبَأَ لنا فلانٌ، وارتبأ، إذا اعتانَ. ورَبَأْتُ المربأة وارتبأتها أي: علوتها. والربئ، والرَبيئَةُ: الطليعة، والجمع: الربايا. وقولهم: إني لأَرْبَأُ بك عن هذا الأمر، أي: أرفعك عنه. ابن السكيت: ما رَبَأْتُ رَبْءَ فُلانٍ، أي ما علمتُ به، ولم أكترث له. أبو زيد: رابأت الشئ مرابأة، إذا حذرته واتقيته.
[رتأ] رَتأْتُ العقدةَ رَتْأً: شددتها، والرجل خَنَقْتُه، وفي المَشْيِ رَتَآناً، مثل الرتكان: خببت.
[رثأ] ارْتَثَأَ اللّبَنُ: خَثُرَ، ورَثَأْتُ اللبن رثأ: إذا حلبته على حامض فَخَثُرَ، والاسم: الرَّثِيئَةُ، ومنه قولهم: إن الرثيئَةَ تفثأ الغضبَ (1) . وارتثأ عليهم أمْرُهُم: اختلط، وهم يَرْثَؤُون رأيَهُمْ رَثْأً، أي: يخلطون، وارتثأ فلانٌ في رأيه، أي: خَلَّطَ. ابن السكيت: قالت امرأة من العرب
_________
(1) في مخطوطة الدار: " يقال الرثيئة ".

(1/52)


رثأت (1) زوجي بأبيات، وهمزت، وأصله غير مهموز.
[رجأ] أرجأت الأمر: أخّرته، وقرئ: (وآخَرونَ مُرْجَؤُنَ لأمر الله) ، أي: مُؤَخَّرونَ حتى يُنْزِلَ الله فيهم ما يريد. ومنه سُمِّيَتْ المُرْجِئَةُ مثال: المُرْجِعَةِ. يقال: رجلٌ مُرْجئٌ، مثال: مزجع، والنسبة إليه مرجئى، مثال: مرجعي. هذا إذا همزت، فإذا لم تهمز قلت: رجل مرج، مثل: معط، وهم المرجية بالتشديد، لان بعض العرب يقول: أرجيت، وأخطيت، وتوضيت، فلا يهمز. وأرجأت الناقة: دنا نتاجها، يهمز ولا يهمز. قال أبو عمرو: هو مهموز. وأنشد لذى الرمة، يصف بيضة (2) :
إذا أرجأت ماتت وحى سليلها * ويروى: إذا نتجت.
[ردأ] ردؤ الشئ، يردؤ رداءة، فهو ردئ، أي: فاسد. وأردأته: أفسدته. وأردأته أيضاً بمعنى: أَعَنْتُه. تقول: أردأته بنفسي، إذا كنت له رِدْءًا، وهو العون. قال الله تبارك وتعالى: (فأَرْسِلْهُ معي ردءا يصدقني) .
_________
(1) أرادت " رثيته ".
(2) وصدره:
نتوج ولم تقرف لما يمتنى له:

(1/52)


[رزأ] الرُزْءُ: المصيبة، والجمع: ألأرزاء. ورَزَأْتُ الرجل أرزؤُهُ رُزْءًا، ومَرْزِئَةً، إذا أَصَبْتَ منه خيراً ما كان. ويقال: ما رَزَأْتُهُ مالَهُ، وما رَزِئْتُهُ ماله، أي: ما نقصته، وارتزأ الشئ: انتقص. قال الشاعر ابن مقبل، يصف فحلا (1) :
فلم يرتزئ بركوب زبالا * والمرزئة: المصيبة، وكذلك: الرزيئة، والجمع: الرزايا. ورجل مُرَزَّأٌ، أي كريمٌ، يصيبُ الناسُ خيْره. وقد رَزَأَتْهُ رزيئةٌ، أي أصابته مصيبة.
[رشأ] الرشأ، على فعل بالتحريك: ولد الظبية الذى قد تحرك ومشى.
[رطأ] رجل رطئ، على فعيل، بَيِّنُ الرَّطإ بالتحريك، أي أحمقُ.
[رفا] رَفَأتُ الثوبَ أرفَؤُهُ رَفْأً، إذا أصْلَحْتَ ما وَهى منه، وربما لم يهمز. يقال: مَن اغتاب خَرَقَ، ومن استغفر رَفأَ.
_________
(1) وقبله: حملت عليها فشردتها * بسامي اللبان يبذ الفحالا * كريم النجاد حمى ظهره * فلم يرتزأ بركوب زبالا وفى نسخة دار الكتب، سقطت عبارة " ابن مقبل يصف فحلا ".

(1/53)


والرِفاءُ بالمد: الالتئام والاتفاق (1) ، يقال للمتزوج بالرِفاءِ والبنين. وقد رَفَّأْتُ المُمْلِكَ تَرْفِئَةً وترفيئاً، إذا قلت له ذلك. قال ابن السكيت: وإن شئتَ كان معناه بالسكون والطمأنينة، فيكون أصله غير الهمز، من قولهم: رفوت الرجل إذا سكنته. وأرفأت السفينة: قربتها من الشَطِّ. وذلك الموضع مُرْفأٌ. وأرفَأْتُ إليه: لَجَأْتُ. ورافَأْتُهُ في البيع: حابَيْتُهُ. وترافؤوا، أي توافقوا، وتظاهروا.
[رقأ] رَقَأَ الدمعُ، يرقأ رقْأً ورُقُوءاً: سَكَنَ، وكذلك الدَّمُ. وأَرْقَأَ الله دمعه: سَكَّنَهُ. والرَقُوءُ، على فَعولٍ بالفتح: ما يوضع على الدمِ، فَيَسْكُنُ. وفي الحديث: " لا تَسُبُّوا الإبِلَ فإن فيها رَقُوء (2) الدم " أي إنها تُعْطى في الدِياتِ، فتُحْقَنُ بها الدِماءُ.. ويقال: أَرْقَأْ على ظَلْعِكَ، لغة في قولك: ارْقَ على ظَلْعِكَ، أي ارْفُقْ بنفسك ولا تحمل عليها أكثر مما تطيق.
[رمأ] أبو زيد: رَمَأَتِ الإبِلُ بالمكان ترمأ رمأ ورموءا، إذا أقامت به (3) .
_________
(1) تقول العرب: بالرفاء والبنين، وبيتك تعمرين ولا بيت آخرين. بيتك تعمرين، يريدون: بيت الزوج والاب.
(2) في مخطوطة الدار: بضم الراء.
(3) في نسخة الدار: " فيه ".

(1/53)


[رهيأ] الرَهْياةُ: العَجْزُ والتواني. أبو زيد: رَهْيَأْتُ رأيي رَهْيَأَةً، إذا لم تُحْكِمْهُ. ورَهْيَأَتِ السحابة وتَرَهْيَأَتْ، إذا تَمَخَّضَتْ للمطر. قال: والمرأة تَرَهْيَأُ في مشْيَتِها. أي: تَكَفَّأُ، كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهْيَأَ الرجُلُ في أمره، إذا هَمَّ به، ثم أمسك وهو يريد أن يفعله.
[روأ] الراءُ: شجرٌ، الواحدة راءَةٌ. ورَوَّأْتُ في الأمر، تَرْوِئَةً وترويئاً، إذا نَظَرْتَ فيه، ولم تَعْجَلْ بجواب، والاسم الرَوِيَّةُ، جَرَتْ في كلامهم غير مهموزة.
فصل الزاى
[زأزأ] أبو زيد: تَزَأْزَأْتُ من الرجل تَزأزؤاً شديداً، إذا تصاغرت له، وفرقت منه.
[زكأ] رجل زكأة، مثال: همزة وربعة (1) ، أي موسر كثير الدراهم عاجِلُ النَّقْدِ، يقال هو ملئ زكأة. ابن السكيت: زَكَأْتُهُ زَكْأً عَجَّلْتُ نقده، وإنه لَزُكَأُ النقدِ. وزَكَأَتِ الناقةُ بولدها تَزْكَأُ زَكْأً: رَمَتْ به عند رجليها.
[زنأ] زنأ في الجبل، زَنْأً وزنوءا: صعد.
_________
(1) في نسخة الدار: " هبعة ".

(1/54)


وقال (1) :
وارق إلى الخيرات زَنْأً في الجبل * وزَنَأْت من الخمسين زَنْأً: دنوت منها (2) . وزَنَأَ الظِلُّ: قصر. وزَنَأْتُ إليه زُنوءاً. لجأْتُ. وأزنَأْت غيري: ألجأْتُه. والزَناءُ، بالفتح والمدِّ: القصيرُ، يقال: رجل زَناءٌ، وظلٌّ زَناءٌ. قال ابن مقبل: وتُدْخِلُ (3) في الظِلِّ الزَناءِ رُؤُوسَها وتحسبها هِيماً وهنَّ صحائحُ والزناءُ أيضاً: الضَيِّقُ، والزَناءُ أيضاً: الحاقنُ، وفي الحديث: " نهى أن يُصَلِّيَ الرجُلُ وهو زَناءٌ ". تقول منه زَنَأَ بَوْلُهُ يزنأ زُنوءاً، إذا احتقن. وزنَّأَ عليه تزنئة، أي ضيق. وقال (4) : لاهم إن الحارث بن جبله زنا على أبيه ثم قتله (5) قال ابن السكيت: إنما ترك همزه ضرورة.
_________
(1) قيس بن عاصم المنقرى، أخذ ولده من منفوسة بنت زيد وجعل يرقصه الفوارس، والصبى هو حكيم ابنه: أشبه أبا أمك، أو أشبه حمل * ولا تكونن كهلوف وكل يصبح في مضجعه قد انجدل * وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل الهلوف: الثقيل الجافي العظيم اللحية. والوكل: الذى يكل أمره إلى غيره.
(2) سقطت من نسخة الدار عبارة " من الخمسين زَنْأً: دنوت منها ".
(3) وتولج.
(4) هو العفيف العبدى.
(5) وبعده: وركب الشادخة المحجله * وكان في جاراته لا عهد له * وأى أمر سئ لافعله:

(1/54)


فصل السين
[سأسأ] الأحمر: سَأْسَأْتُ بالحمار: إذا دعوته ليشرب، وقلت له: سَأْسَأْ. وفي المَثَلِ: قَرِّبِ الحمارَ من الرَدْهَةِ، ولا تقل له: سَأْ.
[سبأ] سبأت الخمر سبأ ومسبأ، إذا اشتريتَها لتشربها. قال الشاعر (1) . * يَغْلو بأيدي التِجار مَسْبَؤُها * أي إنها من جودتها يغلو اشتراؤها. واستبأتها مثله، ولا يقال ذلك إلا في الخمر خاصة، والاسم: السباء، على فعال بكسر الفاء. ومنه سميت الخمر سبيئة. قال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من بيت رأس (2) * يكون مزاجها (3) عسل وماء ويسمون الخمار: السَّبَّاء. فأمَّا إذا اشتريتها لتحملها إلى بلدٍ آخر قلت: سَبَيْتُ الخمر بلا همز. وسبأ: اسم رجل، ولد عامة قبائل اليمن. وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، يصرف ولا يصرف (4) .
_________
(1) هو إبراهيم بن هرمة. وقبله: خود تعاطيك بعد رقدتها * إذا يلاقى العيون مهدؤها كأسا بفيها صهباء معرقة * يغلو بأيدى التجار مسبؤها
(2) بيت رأس، موضع بالاردن.
(3) في المطبوعة " مراجها ".
(4) يمد ولا يمد.

(1/55)


وسبأ فلان على يمين كاذبة، إذا مرَّ عليها غير مكثرت، وسبأت الرجل، جلدته. أبو زيد: سبأته بالنار أحرقْتُهُ. وانْسَبَأَ الجلدُ: انسلخ. قال: والمسبأ: الطريق في الجبل. والسبئية من الغلاة، ينسبون إلى عبد الله ابن سبإ.
[سرأ] سرأت الجرادة تسرأ سرءا: باضت. وأسرأت: إذا حان ذلك منها. والسرأة بالكسر، بيضة الجرادة. ويقال سروة، وأصله الهمز، وأرض مسروءة ذات سروة.
[سلأ] سَلأْتُ السمنُ واسْتَلأْتُهُ، وذلك إذا طُبِخَ وعولِجَ، والاسم السِلاءُ بالكسر، ممدود. قال الفرزدق: كانوا كسالئة حمقاء إذا حقنت * سلاءها في أديمٍ غيرِ مربوبِ أبو زيد: السُلاَّءُ بالضم، مِثالُ القُرَّاءِ: شَوْكُ النخل، الواحدة سُلاَّءَةٌ. قال: تقول: سَلأْتُ النخلَ والعَسيبَ سَلأً، إذا نَزَعْتَ شوكها. الأصمعي: سَلأَهُ مائة سوطٍ، وسَلأَهُ مائة درهم، أي نقده.
[سوأ] ساءه يسُوءه سوْءاً، بالفتح، وَمَساءَةً وَمَسائِيَةً: نقيضُ سَرَّهُ، والاسم السوء، بالضم،

(1/55)


وقرئ (عليهم دائرة السُوءِ) ، يَعْني الهزيمَةَ والشَّرَّ. ومن فتح، فهو من المساءة. وتقول هذا رَجُلُ سَوْءٍ بالإضافة، ثم تُدْخِلُ عليه الألفَ واللامَ، فتقول: هذا رَجُلُ السَوْءِ، قال الشاعر (1) : وكنتُ كذئب السَوْءِ لما رأى دَماً * بصاحبه يوما أحال على الدم قال الاخفش: ولا يقال: الرجل السوء، ويقال: الحق اليقين، وحق اليقين جميعا، لان السوء ليس بالرجل واليقين هو الحق، قال: ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه. والسُوآى نقيضُ الحُسْنى، وفي القرآن: (ثم كان عاقِبَةَ الذين أساؤُا السُوآى) يَعْني النَّارَ. والسَيِّئَةُ أصلها سَيْوِئَةٌ، فقلبت الواو ياءً وأُدْغِمَتْ. ويقال: فلان سيِّئُ الاختيار، وقد يخفف، مثل: هين، وهين، ولين ولين. قال الطهوى (2) : ولا يجزون من حسن بسئ * ولا يجزون من غِلَظٍ بِلَيْنِ وامرأة سَوْآءُ: قبيحةٌ. ويقال: له عندي ما ساءَهُ وناءَهُ، وما يسُوءُهُ ويَنُوءُهُ. ابن السكيت: سُؤْتُ به ظَنَّاً، وأسأت به الظن. قال: يثبتون الالف إذا جاءوا بالالف واللام.
_________
(1) هو الفرزدق.
(2) هو: أبو الغول.

(1/56)


وقولهم ما أُنْكِرُكَ من سُوءٍ، أي لم يكن إنكاري إيَّاك من سُوءٍ رأيتُهُ بك، إنما هو لِقِلَّةِ المعرفة بك. وقيل في قوله تعالى: (تخرج بيضاء من غير سوءٍ) أي من غير بَرصٍ. والسَوْأَةُ: العَوْرَةُ، والفاحشةُ. والسوأَةُ السَوآءُ: الخَلَّةُ القبيحةُ. وسَوَّأْتُ عليه ما صنع تسوئةً وتسويئاً، إذا عِبْتَهُ عليه، وقلتَ له: أَسَأْتَ. يقال: إنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ. قال: وسُؤْتُ الرجُلَ سَوايَةً ومَسايَةً، مخفَّفان، أي ساءه ما رآه مني، قال سيبويه: سألته - يعنى الخليل - عن سؤته سوائية، فقال: هي فعاليه، بمنزلة علانية، والذين قالوا: سواية حذفوا الهمزة، وأصله الهمز. قال: وسألته عن مسائية، فقال: مقلوبة، وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع الهمزة: والذين قالوا: مساية حذفوا الهمزة تخفيفا. وقولهم: " الخيلُ تَجْري علي مَساويها " أي إنها وإنْ كانت بها أو صاب وعيوب، فإن كرمها يحملها على الجَرْي. وتقول من السُوءِ، استاء الرجل، مثل استاع، كما تقول من الغم: اغتم.
[سيأ] السَيْئُ بالفتح: اللَّبَنُ الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة، قال زهير: كما استغاث بسيئ فز غيطلة * خاف العيون ولم ينظر به الحشك (1)
_________
(1) الحشك: الدرة.

(1/56)


الفراء: تسيأت الناقة: إذا أرسَلَتْ لبنها من غير حلب. قال وهو السيئ. وقد انسيأ اللبن.
فصل الشين
[شأشأ] أبو زيد: شَأْشَأْتُ بالحمار، إذا دَعَوْتَه، وقلت له: تَشُؤْ، تَشُؤْ. وقال رَجل من بني الحِرْمازِ: تَشَأْ، تَشَأْ، وفتح الشين.
[شطأ] شطء الزرع والنبات: فراخه، والجمع: أشطاءُ. وقد أَشْطَأَ الزَّرعُ: خرج شَطْؤُهُ. قال الأخفش: في قوله تعالى (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أي طَرَفَهُ. أبو عمرو: شطَأت الناقة شَطْأً، شَددْتُ عليها الرَحْلَ. وشاطئُ الوادي: شَطُّهُ، وجانبُهُ. وتقول: شَاطِئُ الأودية، ولا تجمَعُ. وشاطَأْتُ الرجُلَ: إذا مشيت على شاطئٍ، ومشى هو على الشاطئ الآخر.
[شقأ] شَقَأَ نابُ البعير شَقْأً وشقوءا: طلع. أبو زيد: شقأ شَعْرَهُ بالمُشْطِ شَقْأً: فَرَّقَهُ. قال: والمشقا: المفرق، والمشقأ بالكسر: المشط.

(1/57)


وشقأته بالعصا شَقْأً: أصَبْتُ مَشْقَأَهُ، أي مفرقه (1) .
[شنأ] النشاءة، مثال: الشناعة: البغض. وقد شنَأته شَنْئاً، وشُنْئاً، وشِنْئاً، ومشنأ، وشنآنا، بالتحريك، وشنآنا، بالتسكين، وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى: (شنآن قوم) ، وهما شاذان، فالتحريك شاذ في المعنى، لان فعلان، إنما هو من بناء ما كان معناه الحركة والاضطراب، كالضربان، والخفقان، والتسكين شاذ في اللفظ، لانه لم يجئ شئ من المصادر عليه. قال أبو عبيدة (2) : الشنانُ، بغير هَمْزٍ، مثل الشَنَآنُ، وأنشد للأحوص: وما العَيْشُ إلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهي * وإنْ لامَ فيه ذو الشَنانِ وفَنَّدا وشُنِئَ الرجُلُ، فهو مشنوءٌ، أي مُبْغَضٌ، وإن كان جميلاً. ورجُلٌ مَشْنَأٌ، على مفعل، بالفتح، أي: قبيح المنظر. ورَجُلانِ مَشْنَأٌ، وقومٌ مَشْنَأٌ. والمِشْناءُ، بالكسر، على مفعالٍ، مثلُهُ. وتشانَؤُوا، أي تباغضوا. وقولهم: لا أبا لِشانِئِكَ، ولا أَبَ لِشانِئِكَ، أي: لمُبْغِضِكَ، قال ابن السكيت: وهي كنايةٌ عن قولهم: لا أبا لك
_________
(1) المفرق والمفرق كمقعد ومجلس: وسط الرأس، وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر.
(2) في المطبوعة: " عبيد " وما هنا موافق لما في نسختي المدينة، ودار الكتب، ولما في التاج.

(1/57)


وشنئ به، أي أَقَرَّ. قال الفرزدق (1) : فلو كان هذا الأمر في جاهليةٍ * شِنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربه والشنوءة على فعولة: التَقزُّزُ وهو التباعد من الأدناسِ. تقول: رجل فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة وهم: حى من اليمن ينسب إليهم شنئى (2) . قال ابن السكيت: ربما قالوا: أزد شنوة بالتشديد غير مهموز، وينسب إليها شنوى. وقال: نحن قريش وهم شنوه * بنا قريشا ختم النبوه
[شيأ] الشئ تصغيره شيئ وشيئ أيضاً بكسر الشين وضمِّها (3) ، ولا تقل شوئ، والجمع أشياء غير مصروف. قال الخليل: إنما ترك صرفه لان أصله فعلاء، جمع على غير واحده، كما أن الشعراء جمع على غير واحده، لان الفاعل لا يجمع على فعلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره فقلبوا (4) الاولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء كما قالوا: عقاب بعنقاة وأينق وقسى، فصار تقديره لفعاء،
_________
(1) في ديوانه: فلو كان هذا الدين في جاهلية * عرفت من المولى القليل حلائبه ولو كان هذا الامر في غير ملككم * لابديته أو غص بالماء شاربه
(2) في المطبوعة: شنائى. وما نقلناه هو الصحيح، وهو من مخطوطة المدينة.
(3) كلمة: " وضمها " ليست في المطبوعة، وهى من مخطوطة المدينة.
(4) في المطبوعة " نقلوا " والصحيح ما وضعناه، وهو منقول من نسختي دار الكتب والمدينة.

(1/58)


يدل على صحة ذلك أنه لا يصرف وأنه يصغر على أشياء، وأنه يجمع على أشاوى. وأصله أشائي قلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث يا آت فحذفت الوسطى، وقلبت الاخيرة ألفا فأبدلت من الاولى واوا، كما قالوا: أتيته أتوة. وحكى الاصمعي: أنه سمع رجلا من أفصح العرب يقول لخلف الاحمر: إن عندك لاشاوى مثال الصحارى ويجمع أيضا على أشايا وأشياوات. وقال الاخفش هو أفعلاء، فلهذا لم يصرف لان أصله أشيئاء حذفت الهمزة التى بين الياء والالف للتخفيف. قال له المازنى: كيف تصغر العرب أشياء؟ فقال: أشياء. قال له: تركت قولك، لان كل جمع كسر على غير واحده وهو من أبنية الجمع فإنه يرد في التصغير إلى واحده كما قالوا: شويعرون في تصغير الشعراء، وفيما لا يعقل بالالف والتاء، فكان يجب أن يقال شييئات، وهذا القول لا يلزم الخليل لان فعلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشياء أفعال مثل: فرخ وأفراخ، وإنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لانها شبهت بفعلاء، وهذا القول يدخل عليه ألا يصرف أبناء وأسماء، وقال الفراء: أصل شئ شيئ مثال شيع فجمع على أفعلاء، مثل: هين وأهيناء، ولين وأليناء، ثم خفف فقيل: شئ، كما قالوا: هين ولين. وقالوا: أشياء فحذفوا الهمزة الاولى. وهذا القول يدخل عليه ألا يجمع على أشاوى. والمشيئة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه.

(1/58)


وقولهم: كل شئ بشيئة الله، بكسر الشين مثل شيعة، أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرجل على الامر: حملته عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ، أي ألجأه. وتميم تقول: " شر ما يشيئك إلى مخة عرقوب " بمعنى يجيئك. قال زهير بن ذؤيب العدوى: فيال تميم صابروا قد أشئتم * إليه وكونوا كالمحربة البسل
فصل الصاد
[صأصأ] صَأْصَأَ الجِرْوُ، إذا التمس النظر قبل أن تنفَتِحَ عَيْنُهُ، وفى الحديث: " فقحنا وصأصأتم ". أبو زيد: صأْصأْتُ من الرجل، وتصَأْصَأْتُ مثل: تَزَأْزَأْتُ، إذا فَرِقْتُ منه. وإذا لم تَقْبَلِ النخلةُ اللَّقَاحَ ولم يكن لِلْبُسْر نَوىً قيل: قد صأصأت النخلة.
[صبأ] صبَأْتُ على القوم أَصْبَأُ صَبْأً وصُبوءاً، إذا طلَعْتُ عليهم. وصبأ ناب البعير صُبوءاً: طَلَعَ حَدُّهُ. وصبَأَتْ ثَنِيَّةُ الغلام: طَلَعَتْ. واصْبَأَ النجمُ، أي: طَلَعَ الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً (1) : وأَصْبَأَ النجمُ في غبراَء مُظْلِمَةٍ (2) * كأنه بائس مجتاب أخلاق
_________
(1) هو سلمة بن حنش الكندى، وقيل: أثيل العبدى.
(2) في اللسان: " كاسفة ".

(1/59)


وصبأ الرجل صُبوءًا، إذا خرج من دينٍ إلى دين. قال أبو عبيدة: صبأ من دينِهِ إلى دينٍ آخر كما تصبأ النجوم، أي تخرج من مطالعها، وصبأ أيضاً، إذا صار صابئا. والصابئون: جنس من أهل الكتاب.
[صدأ] صَدَأُ الحديد: وسَخُهُ. وقد صَدِئَ يصْدأ صَدَأً، ويدي من الحديد صَدِئَةٌ، أي: سَهِكة. وفلان صاغر صَدِئٌ أيضاً، إذا لزمه العار واللوم. وجدي أصدأ بين الصدإ، إذا كان أسودَ مُشْرَباً حُمْرَةً، وقد صَدِئَ، وعَنَاق صدْآءُ. والصُدْأَةُ بالضم: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعِزِ والخيل. يقال: كُمَيْتٌ أَصدأُ، إذا عَلَتْهُ كدرة. وصداء: حى من اليمن. قال لبيد: فصلقنا في مراد صلقة * وصداء ألحقتهم بالثلل (1)
[صوأ] قال الاصمعي: الصاءة مثال الطاعة: ما يخرج من رَحِمِ الشاةِ بعد الولادة من القَذى، يقال: أَلْقَتِ الشاةُ صاءَتَها. وصَيَّأْتُ رأسي تصييئا، إذا غسلته وثورت وسخه ولم تنقه.
_________
(1) في اللسان مادة (ثلل) من بعد ذكر البيت أي بالهلاك. ويروى بالثلل أراد الثلال جمع ثلة من الغنم فقصر، أي أغنام يعنى يرعونها. قال ابن سيده: والصحيح الاول.

(1/59)


فصل الضاد
[ضأضأ] الضئضئ: الاصل. قال الكميت: وجدتك في الضنء من ضئضئ * أحل الاكابر منه الصغارا
[ضبأ] أبو زيد: ضَبَأْتُ في الأرض ضَبْأَ وضُبُوءًا، إذا اخْتَبَأْتَ. والموضع مَضْبَأٌ. قال الأصمعي: ضَبَأَ: لصق بالارض، ومنه سمى الرجل ضابئا، وهو ضابئ بن الحارث البرجمى. وضبأت به الارض فهو مضبوء به، إذا ألزقته بها. وضَبَأْتُ إليه: لَجَأْتُ. وأضبأ الرجل على الشئ، إذا سكت عليه وكتمه، فهو مضبئ عليه. يقال: أضبأ فلان على داهية، مثل أضب.
[ضنأ] ضَنَأتِ المرأةُ تَضْنَأ ضَنْئاً وضُنوءاً: كثُر وَلَدُها، فهي ضانئٌ وضانئةٌ. وأَضْنأتْ مثله. وضَنَأ المالُ: كثر. وأضنأ القوم: كثرت ما شيتهم. الأموي: الضِنْءُ بالكسر: الأصل والمعْدِنُ. يقال: فلان في ضِنْءِ صدقٍ، قال: والضَنْءُ بالفتح: الولد، مهموزان. وقال أبو عمرو: الضَّنْءُ: الولد، يفتح ويكسر.
[ضوأ] الضوء: الضياء، وكذلك الضوء

(1/60)


بالضم. يقال ضاءَتِ النارُ تَضُوءُ ضَوْءاً وضُوءاً، وأضاءت مثلُهُ، وأضاءَتْهُ أيضاً، يتعدى ولا يتعدى. قال الجعدي: أضاءت لنا النارُ وجهاً أَغَ‍ * رَّ مَلْتَبِساً بالفؤادِ التباسا
[ضهأ] المضاهأة: المشاكلة. يقال: ضاهَأْتُ وضاهَيْتُ يهمز ولا يهمز، وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (يُضاهِئونَ قَوْلَ الذين كفروا) .
فصل الطاء
[طأطأ] طأْطأَ رأسَه: طامَنَه. وتطَأْطأَ: تَطامَنَ. وقولهم: تَطَأْطَأْتُ لهم تَطاطُؤَ الدُلاةِ، أي خَفَضْتُ لهم نَفْسي كتطامُنِ الدُلاةِ، وهو جَمْعُ دالٍ، وهو الذي يَنْزِعُ بالدَلْوِ. والطَّاْطاءُ من الارض: ما انهبط.
[طثأ] طَثَأَ طَثْئاً: ألقى ما في جوفه.
[طرأ] طَرَأْتُ على القوم أَطْرَأُ طَرْءاً وطُروءاً، إذا طَلَعْتَ عليهم من بلد آخر.
[طسأ] أبو زيد: طَسِئْتُ أطْسَأُ طَسْأ، إذا اتَّخَمْتُ عن الدَّسَم. يقال طَسِئَتْ نفسي فهي طاسِئَةٌ.
[طفأ] طَفِئتِ النارُ تَطْفَأُ طُفُوءاً وانطفأت،

(1/60)


وأطفأتها أنا. ويقال ليوم من أيام العجوز: مُطْفِئُ الجمرْ.
[طلفأ] أبو زيد: اطْلَنْفَأتُ اطْلِنْفاءً، إذا لَزقت بالأرض. وجملٌ مُطْلَنْفئُ الشرف، أي لازق السنام.
[طنأ] الطنء بالكسر: الريبة. والطنء أيضاً: بقيَّة الروح، يقال تركتُه بِطِنْئِهِ، أي بحشاشَةِ نفسه، ومنه قولهم: هذه حَيَّة لا تطنِئَ، أي لا يعيش صاحبها تقتل من ساعتها، يهمز ولا يهمز، وأصله الهمز.
[طوأ] الطاءة مثل الطاعة: الابعاد في المرعى، يقال فرس بعيد الطاءة. قالوا: ومنه أخذ طيئ مثل سيد أبو قبيلة من اليمن، وهو طيئ بن أدد بن زيد ابن كهلان بن سبإ بن حمير. والنسبة إليهم طائى على غير قياس، وأصله طيئى مثل طيعى فقلبوا الياء الاولى ألفا وحذفوا الثانية. والطاءة أيضا: الحمأة.
فصل الظاء
[ظمأ] ظَمِئَ ظَمَأ: عَطِشَ. وقال تعالى: (لا يُصيبُهُمْ ظَمَأٌ) ، والاسم الظِمْءُ بالكسر. وقومٌ ظِماءٌ أي عِطاشٌ. ويقال للفرس: إنَّ فُصُوصه لَظِماءٌ، أي ليست برَهْلَةٍ كثيرة اللحم.

(1/61)


وأظمأته: أعطشته، وكذلك التظمئة. والظَمْآنُ: العطشان، والأنثى: ظَمْآى. وظَمِئْتُ إلى لقائك، أي اشتقت. والظِمْءُ: ما بين الوِرْدَيْن: وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الوِرْدِ، والجمع الأَظْماءُ. وظِمْءُ الحياة: من حين الولادة إلى وقت الموت. وقولهم: ما بقي منه إلا قَدْرُ ظِمْءِ الحمار، إذا لم يبق من عمره إلا اليسير. يقال: إنه ليس شئ من الدوابِّ أقصر ظِمْئاً من الحمار.
فصل العين
[عبأ] أبو زيد: عَبَأْتُ الطيبَ عَبْأً، إذا هَيَّأتُه وَصَنَعْتَهُ وَخَلَطْتَهُ. قال الشاعر (1) يصف أسدا: كأن بصدره (2) وبمنكبيه * عبيرا بات يعبؤه (3) عروس قال: وعبأت المتاع عبأ، إذا هيأته، وعَبَّأْتُه تَعْبِئَةً وتعبيئاً. قال: كُلٌّ من كلام العرب. وعَبَّأْتُ الخيل تعبئة وتعبيئاً. قال: والعِبْءُ بالكسر: الحِمْلُ، والجمع الأعباء. وأنشد لزهير: الحاملُ العبَء الثقيلَ عَن ال‍ * جاني بغيرِ يَدٍ ولا شُكْرِ (4)
_________
(1) هو أبو زيد الطائى
(2) في رواية: " بنحره ".
(3) ويروى: يخبؤه، وتعبؤه.
(4) ويروى: " لغير يد ولا شكر ".

(1/61)


ويقال لعدل المتاع: عبء، وهما عبآن. والاعباء: الاعدال. وعبء الشئ: نظيرُهُ كالعِدْلِ والعَدْلِ. وما عَبَأْتُ بفلان عَبْأً، أي ما باليت به. وكان يونس لا يَهمز تعبئة الجيش. والاعتباء: الاحتشاء.
فصل الغين
[غرقأ] الغِرْقِئُ: قشر البيض الذي تحت القيض. قال الفراء: همزته زائدة، لانه من الغرق. وكذلك الهمزة في الكرفئة والطهلئة، زائدتان.
فصل الفاء
[فأفأ] رجل فَأفاءٌ على فَعلالٍ، وفيه فَأفَأةٌ، وهو الذي يتردد في الفاء إذا تكلم.
[فتأ] أبو زيد: ما أفْتَأتُ أذكرُه، وما فَتِئْتُ أذكُره، وما فَتَأتُ أذكره، بالكسر والنصب، أي مازلت أذكره وما برحت أذكره، لا يُتَكلَّم به إلا مع الجَحَدِ. وقوله تعالى: (تالله تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يوسفَ) أي ما تفتأ.
[فثأ] فثأت القدر: سكنت غليانها بالماء. قال الجعدى:

(1/62)


تفور علينا قِدرُهُمْ فنُديمُها * ونَفْثَؤها عنَّا إذا حَمْيُها غلا وفَثَأتُ الرجل: إذا كسرته عنك بقول أو غيره وسكَّنتَ غضبه، وفثِئَ هو: انكسر غضبه. وعَدا حتَّى أفْثَأَ، أي أعيا وانْبَهَرَ. وأفْثَأَ الحَرُّ، أي سكن وفتر. ومن أمثالهم في اليسير من البِرِّ قولهم: " إنَّ الرثيثَةَ تفْثَأ الغضب "، وأصله أن رجلاً كان غضب على قوم، وكان مع غضبه جائِعاً، فسقَوْهُ رثيئةً فسَكَنَ غَضبُهُ وكفَّ عنهم. وفَثَأتُ رأي الرجل، إذا رددتهُ.
[فجأ] فاجأه الأمرُ مفاجأةً وفِجاءً، وكذلك فجثه الامر وفجأه الامر، بالكسر والنصب، فجاءة بالمد والضم. ومنه قطرى بن الفجاءة المازنى.
[فرأ] الفَرَأُ: الحمار الوحشيُّ، وفي المثل: " كلُّ الصيد في جوف الفرإ "، والجمع فراء، مثل جبل وجبال. قال مالك بن زغبة (1) : بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كإيزاغ المخاض تبورها (2)
_________
(1) الباهلى، والبيت لابي الطمحان القينى كما في اللسان مادة (عفا) .
(2) أي تختبرها. الايزاغ: إخراج البول دفعة دفعة.

(1/62)


وقد أبدلوا من الهمزة ألفا فقالوا: " أنكحنا الفرا فسنرى ".
[فسأ] تَفَسَّأَ الثوب، إذا تقطَّع وبلى. وتقضأ (1) مثله. وفسأته أنا تفسئة وتفسيئا: مددته حتى تفزر
[فشأ] تفشأ الشئ تفشؤا: انتشر. أبو زيد: تَفَشَّأَ بالقوم المرضُ، إذا انتشر فيهم.
[فطأ] أبو زيد: فَطَأَهُ: ضربه على ظهره، مثل حطَأَهُ. وفطَأَها: جامعها. وفَطَأَ به الأرضَ: صرعه. وفطَأَ بسلحِهِ: رمى به، وربَّما جاء بالثاء. وفطَأَ بها: حَبَقَ. وفطأت الشئ: شدخته. والفطأة، الفطسة. رجل أفطأ بين الفطإ. وفطئ البعير، إذا تطامن ظهره خلقة.
[فقأ] تَفَقَّأَتِ السَّحابَةُ عن مائها: تشققت. قال ابن أحمر: تَفَقَّأَ (2) فوقه القَلَعُ السَواري * وجُنَّ الخازباز (3) به جنونا
_________
(1) في اللسان: وتفصأ مثله. أقول كما هنا مثله، قال في اللسان مادة قضأ: وقضئ الثوب والحبل: أخلق وتقطع وعفن من طول الندى والطى.
(2) قوله تفقأ فوقه، الهاء عائدة على " بهجل " في البيت الذى قبله: بهجل من قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا.
(3) الخازباز: صوت الذباب، سمى الذباب به، وهما صوتان جعلا صوتا واحدا لان صوته خاز باز، ومن أعربه نزله منزلة الكلمة الواحدة، فقال: خاز باز. عن اللسان.

(1/63)


يعنى فوق الهجل وهو: المطمئن من الارض. وتفقأت البهمى، إذا تشققت لفائفها عن ثَمَرها. وتَفَقَّأ الدُمَّلُ والقَرْحُ. وفَقَأتُ عينه فَقأً، وفَقَّأتُها تفقئة، إذا بخقتها (1) . والفقء: السابياء، وهو الذي يخرج على رأس الولد. وتَفَقَّأتُ شحماً، تنصبه على التمييز.
[فيأ] فاء يفئ فيئا: رجع، وأفاءه غيره: رَجَعه. وفلان سريع الفئ من غضبه، وإنه لحسن الفيئة بالكسر، مثال الفيعة، أي حسن الرجوع. والفئة مثال الفعة: الطائفة، والهاء عوض من الياء التى نقصت من وسطه، أصله فئ مثال فيع لانه من فاء، ويجمع على فئون وفئات، مثال شيات ولدات. والفئ: الخراج والغنيمة، تقول منه: أفاء الله على المسلمين مالَ الكفار يفئ إفاءة. واستفأت هذا المال، أي أخذته فيئا. والفئ: ما بعد الزوال من الظلِّ. قال حميد ابن ثور يصف سَرْحَةً وكنى بها عن امرأة: فلا الظلُّ من برد الضُّحى تستطيعه * ولا الفئ من بعد (2) العشى تذوق
_________
(1) بخق العين: عورها
(2) في رواية " برد ".

(1/63)


وإنما سمى الظل فيئاً لرجوعه من جانبٍ إلى جانبٍ. قال ابن السكيت: الظلُّ ما نسخته الشمس، والفئ ما نسخ الشمسَ. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالت عنه فهو فئ وظل، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلٌّ، والجمع أفياءٌ وفُيوءٌ. وقد فَيَّأتِ الشجرةُ تَفْيِئةً، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها، وتفيأت الظلال، أي تقلبت. والمفيؤة: المقنؤة (1) .
فصل القاف
[قبأ] قبأ قبئاً: لغة في قأبَ قَأباً، إذا أكل وشَرِبَ.
[قثأ] القِثَّاءُ: الخِيار، الواحدة قثَّاءةٌ. والمَقْثَأَةُ والمَقْثُؤَةُ: موضع القِثَّاءِ. وأقْثأ القوم: كثُر عندهم القِثاء. أبو زيد: أقْثَأتِ الأرض، إذا كانت كثيرة القثاء.
[قرأ] القَرْءُ بالفتح: الحيض، والجمع أقْراءٌ وقُروءٌ على فُعولٍ، وأَقْرُؤٌ في أدنى العدد. وفي الحديث: " دعي الصلاةَ أيامَ أقْرائِكِ ". والقَرْءُ أيضا:
_________
(1) يقال: مقنأة، ومقنؤة، للمكان الذى لا تطلع عليه الشمس.

(1/64)


الطهر، وهو من الاضداد. قال الاعشى (1) : مورثة ما لا وفى الأصل رفْعَةً * لِما ضاع فيها من قروءِ نِسائِكا وأقْرأتِ المرأة: حاضت، فهي مُقْرِئٌ. وأقْرَأتْ: طَهُرت. وقال الأخفش: أقْرأتِ المرأةُ، إذا صارت صاحبة حيضٍ. فإذا حاضت قلت: قَرَأَتْ - بلا ألفٍ - يقال: قَرَأتِ المرأةُ حَيْضَةً أو حَيْضَتين. والقرء: انقضاء الحيض. قال: وقال بعضهم: ما بين الحيضتين. وأقْرأتْ حاجتُكَ: دنت. والقارئ: الوقتُ، تقول منه أقْرَأتِ الريحُ، إذا دخلت في وقتها. قال الهذلى (2) :
إذا هبت لقارئها الرياح * أي لوقتها. واستقرأ الجمل الناقة، إذا تاركها لينظر ألَقِحَتْ أم لا. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال دفع فلان جاريته إلى فلانة تقرئها، أي تمسكها عندها حتَّى تحيض للاستبراء. قال: وإنما القرء الوقت، فقد
_________
(1) وقبله: وفى كل عام أنت جاشم غزوة * تشد لا قصاها عزيم عزائكا
(2) الهذلى هو مالك بن الحارث كما في اللسان، وصدر البيت:
كرهت العقر عقر بنى شليل * أي لوقت هبوبها وشدة بردها. والعقر: موضع بعينه. وشليل: جد جرير بن عبد الله البجلى.

(1/64)


يكون للحيض، وقد يكون للطهر. قال الشاعر: إذا ما السماء لم نغم ثم أخْلَفَتْ * قُروءُ الثريَّا أن يكون (1) لها قَطْرُ يريد وقت نَوْئها الذي يُمطَرُ فيه الناس، يقال: أقْرَأتِ النجوم، إذا تأخر مطرها. وقرأت الشئ قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض، ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط (2) وما قرأت جنينا، أي لم تضم رحمها على ولد. وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمِّي القرآن. وقال أبو عبيدة: سمِّي القرآن لأنه يجمع السُّوَرَ فيضمها. وقوله تعالى: (إنَّ علينا جمعه وقرآنه) أي جمعه وقراءته، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي قراءته. قال ابن عبَّاس: فإذا بيَّنَّاه لك بالقراءة فاعمل بما بيَّنَّاهُ لك. وفلان قرأ عليك السلام وأقراك السلامَ، بمعنًى. وأقرأه القرآن فهو مُقْرِئٌ، وجمع القارئ قرأة مثال كافر وكفرة. والقراء: الرجل المتنسِّك، وقد تَقَرَّأَ، أي تنسَّكَ، والجمع القُرَّاءونَ. قال الفراء: أنشدني أبو صدقة الدبيرى (3) :
_________
(1) يروى: " أن يصوب ".
(2) المراد: أنها لم يطرقها فحل.
(3) في اللسان، أن البيت لزيد بن تركي الزبيدى، ونقل أيضا قول الجوهرى.

(1/65)


بيضاء تصطاد الغَوِيَّ وتَسْتَبي * بالحسنِ قَلْب المُسلمِ القُرَّاءِ (1) وقد يكون القُرَّاءُ جمعاً لقارئ. والقرأة بالكسر مثال القرعة: الوباء. قال الاصمعي: إذا قدمت بلادا فمكثت بها خمس عشرة (2) فقد ذهبت عنك قرأة البلاد. قال: وأهل الحجاز يقولون: قرة بغير همز. ومعناه أنه إذا مرض بها بعد ذلك فليس من وبإ البلد.
[قضأ] الاموى: قضئت الشئ أقضأ قَضْأ: أكلتُهُ. وأقْضأتُ الرجلَ: أطعمته. أبو زيد: يقال قضئت القرية تقضأ قضأ بالتحريك: عفنت وتهافتت. وهى قربة قضئة، والثوب يقضأ من طول الندى والطى. وما عليك في هذا الأمر قُضْأةٌ بالضم، مثال مُضْغَةٍ، أي عارٌ. ونَكَحَ فلان في قُضْأةٍ. وفي عينه قُضْأةٌ، أي فَسَادٌ. وفي حَسَبِه قُضْأةٌ، أي عيب. قال الشاعر: تعيرني سلمى وليس بقضأة * ولو كنت من سلمى تفرعت دارما
_________
(1) وقبله: ولقد عجبت لكاعب مودونة * أطرافها بالحلى والحناء ومودونة: ملينة.
(2) خمس عشرة ليلة، كما في اللسان.

(1/65)


وسلمى: حى من دارم.
(قمأ) أبو زيد: قمَأتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءًا وقُموءةً، إذا سَمِنَتْ. وقَمُؤَ الرجل بالضم قَماءً وقَماءةً صار قَميئاً. وهو: الصغير الذليل. وأقمأته: صغرته وذللته، فهو قمئ على فعيلٍ. وأقْمَأ القومُ، أي سمنت إبلهم. وأقمأنى الشئ: أعجبني. وتقمأت الشئ: جمعته شيئا بعد شئ. قال الشاعر (1) : لقد قضيت فلا تَسْتَهْزِئا سَفها * مما تقَمَّأْتُه من لذة وطرى وعمرو بن قميئة الشاعر على فعيلة.
[قنأ] قَنَّأَ الرجل لحيَتهُ بالخِضابِ تَقْنِئَةً، وقد قَنَأتْ هي من الخضاب، تَقْنَأُ قُنُوءًا: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُها. وقال الأسود بن يعفر: يَسعى بها ذو تومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ * قَنَأتْ أنامله من الفرصاد (2) وشئ أحمر قانئٌ. أبو عمرو: المَقْنَأةُ والمَقْنُؤَةُ: المكان الذي لا تَطْلَع عليه الشمس. وقال غير أبي عمرو: مَقْناةٌ ومَقْنُوَةٌ بغير همزٍ: نقيض المضحاة.
_________
(1) هو ابن مقبل.
(2) الفرصاد: التوت.

(1/66)


[قيأ] قاء يقئ قيئا. وفى الحديث " الراجعُ في هِبَتِهِ كالراجع في قيثه ". واستقاء وتقيأ: تكلف القئ. وقيأته وأقأته أنا بمعنى: وهذا ثوب يقئ الصبغ، إذا كان مشبعا. ابن السكيت: القيوء بالفتح على فعول: الدواء الذى يشرب للقئ. ويقال: به قياء بالضم والمدّ، إذا جعل يُكثِرُ القئ.
فصل الكاف
[كأكأ] تَكَأْكَأَ، أي: جَبُنَ وضَعُفَ ونَكَصَ، مثل: تَكَعْكَعَ. والمتكأكئ: القصير. والتكأكؤ: التجمع. وسقط عيسى بن عمر عن حمار له فاجتمع عليه الناس فقال: مالكم تكأكأتم على تكأكؤكم على ذى جنة، افرنقعوا عنى (1) .
[كثأ] أبو زيد: كَثَأ اللبنُ يَكْثَأُ كَثْأً، إذا ارتفع فوق الماء وصَفا الماء من تحت اللبن. قال: وكثَأتِ القِدْرُ كَثْأً، إذا أزبَدَت للغَلي، يقال: خذ كَثْأةَ قِدرِك وكُثْأةَ قِدْرك (2) ، وهو: ما ارتفع منها بعد ما تَغْلي. قال: وكثَأتْ أوبارُ الإبل كثأ: نبتت،
_________
(1) أي تفرقوا.
(2) أي بالفتح والضم.

(1/66)


وكذلك كثأ اللبن الوبر والنبت تكثئة. وأنشد ابن السكيت: وأنت امرؤٌ قد كَثَّأتْ لك لِحْيَةٌ * كأنَّكَ منها قاعدٌ في جُوالقِ ويقال أيضاً: كثَّأتُ، إذا أكلتَ ما على رأس اللبن.
[كدأ] أبو زيد: كَدَأَ النبتُ يَكْدَأُ كُدوءًا، إذا أصابه البَرْد فَلَبَّدَهُ في الأرض، أو عَطِشَ فأبطأ في النبات. يقال: أصاب الزَّرْعَ بَرْدٌ فَكَدَّأهُ في الأرض تَكْدِئَةً. وأرضٌ كادئة: بطيئة الإنبات.
[كرفأ] الكِرْفِئ: السحاب المرتفع الذي بعضه فوق بعض، والقطعة منه كِرْفِئَةٌ. قال الشاعر يصف جيشاً: كَكِرْفِئَةِ (1) الغَيْثِ ذاتِ الصَّبي‍ * رِ ترمى السحاب ويرمى بها (2)
_________
(1) قوله ككرفئة الخ. جاء أيضا في شعر عامر بن جوين الطائى يصف جارية: وجارية من بنات الملو * ك قعقعت بالخيل خلخالها كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبي‍ * رِ تأتى السحاب وتأتالها ومعنى تأتال: تصلح، وأصله تأتول، ونصبه بإضمار أن.
(2) صوابه: يرمى لها، لان الشعر للخنساء. وقبله: ورجراجة فوقها بيضها * عليها المضاعف إقبالها وبعده: وقافية مثل حد السنان * تبقى ويذهب من قالها

(1/67)


والكرفئ: قشر البيض الاعلى، حكاه أبو عبيد. ونظر أبو الغوث الاعرابي إلى قرطاس رقيق فقال: غرقئ تحت كرفئ. وهمزته زائدة. وكرفأت القدر: أزبدت للغلى.
[كسأ] كَسَأْتُهُ: تَبِعْتُهُ. ويقال للرجل إذا هَزَمَ القومَ فمرَّ وهو يطردهم: مرَّ فلان يَكْسَؤُهُمْ ويَكْسَعُهُمْ، أي يتبعهم. ومنه قول الشاعر (1) :
كسع الشتاء بسبعة غبر * والاكساء: الادبار. قال الشاعر (2) : حتَّى أرى فارِسَ الصَموتِ عَلى * أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ يعني خَلْفَ القوم وهو يطردهم.
[كشأ] أبو عمرو: كشَأتُ اللحم كَشْأً: شويته حتَّى يَبِسَ فهو كشئ. وأكشأته أيضا عن الاموى. وفلان يتكشأ اللحمَ: يأكله وهو يابسٌ. وكشَأْتُ القِثَّاءَ: أكلتُه. أبو زيد: كشَأت الطعام كَشْأً، إذا أكلته كما تأكل القثَّاء ونحوه. أبو عبيدة: تكشأ الاديم: تقشر.
[كفأ] كفَأتُ القومَ كَفْأً، إذا أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا أي رجعوا.
_________
(1) هو أبو شبل الاعرابي. وعجزه:
بالصن والصنبر والوبر
(2) المثلم بن عمرو التنوخى.

(1/67)


وتكفأت المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر (1) : وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تَكَفَّأُ في خليج مُغْرَبِ وكفَأتْ الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مكفوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن أكْفَأْتُه لغة. والكِفاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَأتُ البيتَ إكفاءً. والإكفاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك، كقول رؤبة: أزْهَرُ لم يولد بنجم الشح * ميم البيت كريم السنخ (2) هذا قول أبى زيد، وهو المعروف عند العرب. وقال الفراء: أكفأ الشاعِر، إذا خالف بين حركات الروى، وهو مثل الاقواء. حكاه عنه ابن السكيت. الكسائي: كَفَأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل: أكْفَأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي عنها. قال: ومنه قول ذى الرمة:
_________
(1) هو بشر بن أبي خازمٍ الأسدي.
(2) هذا البيت من رجز لرؤية قافيته الحاء. والسنخ: الاصل. وفى اللغة أيضا: السنح، بالحاء المهملة: الاصل. وعلى هذا فلا " إكفاء ".

(1/68)


قطعت بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها * إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ (1) وقال أبو زيد: يعني جائرا غير قاصد والكفئ: النظير. وكذلك الكف والكفؤ، على فعل وفعل. والمصدر الكفاءة بالفتح والمد. وتقول: لا كِفاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له. وفى حديث العقيقة " شاتان مكافئتان " أي متساويتان (2) ، والمحدثون يقولون " مكافأتان ". وكل شئ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مكافئ له. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تذبح إحداهما مقابلة الاخرى. وكافأته على ما كان منه مُكافَأةً وكِفاءً: جازيته. تقول: مالى به قبل ولا كفاء، أي مالى به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ: الاستواءُ، يقال " المسلمون تتكافأ دِماؤُهُم ". واكْتَفَأتُ الإناءَ مثل كَفَأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته نِتاجَ إبله سَنةً،: فأكْفَأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها وأولادَها سَنةً. والاسم الكُفْأةُ والكفأة، يضم
_________
(1) أي مما لا غير مستقيم. والساجع: القاصد المستوى المستقيم. والمكفأ: الجائر، يعنى جائرا غير قاصد، ومنه السجع في القول.
(2) أي في السن، كما في اللسان.

(1/68)


ويفتح، تقول: اعطني كُفْأةَ ناقَتِك وكَفْأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَأتُ إبلي كَفْأَتَيْن، إذا جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عاماً، كما يصنع بالارض في الزراعة. قال ذو الرمة: كلا (1) كفأتيها تنفضان ولم يجد * لها ثيل سقب في النتاجين لا مس يقول: إنها نتجت إناثا كلها. وهذا محمود عندهم. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْأةَ ناقتي وكفأة ناقتي يضم ويفتح، إذا وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة.
[كلأ] الكَلأُ: العشبُ. وقد كَلِئَتِ الأرضُ وأكْلأَتْ فهي أرضٌ مُكْلِئَةٌ وكَلِئَةٌ، أي ذاتُ كَلأٍ. وسواءٌ رَطْبُهُ ويابسُه. وكَلأَتِ الناقةُ وأكْلأَتْ، إذا أكلت الكلا، حكاه أبو عبيد. وكلاه الله كِلاءةً بالكسر، أي حَفِظَهُ وحَرَسَهُ. يقال: إذهبْ في كِلاءةِ الله. واكْتَلأْتُ منهم: احترسْتُ. قال الشاعر (2) :
أنخت بعيرى واكتألات بعينه (3)
_________
(1) ويروى: ترى.
(2) هو كعب بن زهير.
(3) عجزه. * وآمرت نفسي أي أمرى أفعل * ويروى:
أي أمرى أوفق:

(1/69)


ويقال: اكْتَلأَتْ عيني، إذا لم تنم وسهِرَتْ وحَذِرَتْ أمراً. والمُكَلأُ بالتشديد: شاطئُ النهر ومرفأ السفن. أبو زيد: كَلأَ القوم سفينتهم تكليئاً: حبسوها، ومنه الكلاء مشدد ممدود، وهو موضع بالبصرة لانهم يكلئون سفنهم هناك، أي يحبسونها، يؤنث ويذكر. وقال سيبويه: هو فعال مثل جبار بالتشديد. والمعنى أن الموضع يدفع الريح عن السفن ويحفظها. وهو على هذا مذكر مصروف. وقال الاصمعي: الكلاء والمكلا: موضع تُرْفَأُ فيه السُفُنُ، وهو ساحل كلِّ نهرٍ. وكَلأْتُ تَكْلِئَةً، إذا أتيتُ مكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الريح، والموضع مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ. وقولهم: بَلَغَ الله بك أكْلأَ العُمر، أي آخرَهُ وأبعَدَهُ. وكَلأَ الدَيْنُ، أي تأخَّرَ. والكالِئُ: النَسيئَةُ. قال الشاعر:
وعينه كالكالئ المضمار (1) * أي نقده كالنسيئةِ التي لا تُرجى. وفي الحديث أنَّه عليه السلام " نهى عن الكالِئِ بالكالِئِ " وهو بيع النَسيئَةِ بالنسيئة، وكان الاصمعي لا يهمزه، وينشد:
_________
(1) صواب إنشاده " الضمار " كما في المقاييس واللسان (ضمر) .

(1/69)


وإذا تُباشِرُكَ الهُمو * مُ فإنَّها كالٍ وناجِزْ (1) أي منها نسيئة ومنها ما هو نَقْدٌ. أبو عبيد (2) : تَكَلأْتُ أي اسْتَنْسَأْتُ نسيئةً. وكذلك اسْتَكْلأْتُ كُلأَةً بالضم، وهو من التأخير. أبو زيد: كَلأْتُ في الطعامِ تَكْليئاً، وأكْلأْتُ فيه إكْلاءً: أسلفْتُ فيه. وما أعطيتَ في الطعامِ نسيئةً من الدراهم فهو الكُلأَةُ بالضم. وأكْلأْتُ بَصَري في الشئ، إذا رددته فيه.
[كمأ] الكَمْأَةُ واحدها كَمْءٌ على غير قياس، وهو من النوادر، تقول: هذا كمْءٌ وهذان كمْآنِ وهؤلاء أكموء ثلاثة، فإذا كثرت فهى الكمأة. وكمأت القوم كمأ: أطْعَمْتهم الكَمْأَةَ. وخرج الناس يتَكَمَّؤُون، أي يجتنون الكَمْأَةَ. وأكْمَأَتِ الأرضُ: كثُرت كَمْأَتُها. وقولهم: أكْمَأَتْ فلاناً السِنُّ، أي شيَّخته. وكمِئَتْ رِجلي: تشقَّقتْ. الكسائي: كَمِئَ الرجلُ، إذا حَفى ولم يكن عليه نَعْلٌ.
[كيأ] أبو زيد: كِئْتُ عن الامر أكئ كيأ وكيأة، إذا هِبْتَهُ وجَبُنْتَ، مثل كِعْتُ أَكيعُ. ورجلٌ كِئٌ وكَأٌ وكاءٌ أيضاً، أي ضعيف جبان، مثل كع وكاع.
_________
(1) لعبيد بن الابرص، كما في اللسان.
(2) في اللسان: أبو عبيدة.

(1/70)


فصل اللام
[لألأ] قولهم " لا أفْعَلُهُ ما لأْلأَتِ الفورُ (1) " أي بَصْبَصَتْ بأذنابها. وتلأْلأَ البرقُ: لَمَعَ واللُّؤْلُؤَةُ: الدُرَّةُ، والجمع اللُؤْلُؤُ والَّلآلئُ. قال الفراء: سمعتُ العربَ تقول لصاحب اللؤْلُؤِ: لأّلٌ مثل لعَّال، والقياس لاّءٌ مثل لعاع.
[لبأ] اللِبَأُ على فِعَلٍ، بكسر الفاء وفتح العين: أوَّل اللبن في النِتاجِ، تقول: لَبَأْتُ لَبْأً بالتكسين إذا حلبت الشاة لبأ. ولَبَأْتُ القومَ أيضاً: أطعمتُهُمُ اللبَأَ، وأَلْبَأَ القومُ: كثُر عندهم اللبَأُ. أبو زيد: أَلْبَأْتُ الجَدْيَ، إذا شددته إلى رأس الخِلْفِ ليرضع لِبَأً. واسْتَلْبَأَ هو، إذا رضع من تِلقاءِ نفسه. وأَلْبَأَتِ الشاةُ ولدَها، إذا أرضعتْهُ اللبَأَ، والتَبَأَها وَلَدُها. وعِشارٌ مَلابِئٌ، إذا دَنا نتاجها. واللبؤة: أنثى الاسد، واللبؤة ساكنة الباء غير مهموزة لغةٌ فيها، عن ابن السكيت. ولبأت بالحج تلبئة، وأصله لبيت غير مهموز. الفراء: ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز، قالوا: لبأت بالحج، وحلات السويق، ورثأت الميت..
_________
(1) الفور: ظباء، لا واحد لها من لفظها.

(1/70)


[لتأ] لَتَأْتُ الرجلَ بحجرٍ، إذا رميته به. ولَتَأْته بعيني، إذا أحددتَ إليه النظر. ولَتَأْتُها، إذا جامعتها. ولَتَأَتْ به أمُّه: ولدَته. ويقال: لعنَ الله أمًّا لَتَأَتْ به.
[لجأ] لَجَأْتُ إليه لَجَأً بالتحريك وملجأً، والْتَجَأْتُ إليه، بمعنًى. والموضع أيضاً لَجَأٌ ومَلْجَأٌ. والتَلْجِئَةُ: الإكراه. وألجأته إلى الشئ: اضطررته إليه. وألْجَأْتُ أمري إلى الله: أسْنَدْتُ. وعمر بن لجأ التميمي الشاعر.
[لزأ] الاصمعي: لزأت الابل تلزئة، أذا أحسنتَ رعيَها (1) . وقبَّح الله أُمًّا لزأت به، أي ولدته.
[لطأ] الاحمر: لطأ بالارض لطأ، ولطئ أيضا لطوءا: لصق بها.
[لفأ] لَفَأتُ العودَ: قَشَرْتُهُ. ويقال لَفَأَتِ الريحُ السَحابَ عن وجه السماء. أبو زيد: لفأت اللحم عن العظم: جلفته عنه وقشرته.
_________
(1) في اللسان: رعيتها، بكسر الراء.

(1/71)


واللفئة (1) : البضعة التي لا عَظمَ فيها نحو النحضة والهبرة والوذرة. أبو عمرو: لفأه: بالعصا: ضربه بها.
[لكأ] أبو زيد: لكأت به الارض: ضربت به الارض. وتلكأ عن الامر تلكؤا: تباطأ عنه وتوقف. أبو زيد: لكأته بالسوط: ضربته به.
[لمأ] ألمَأَ به: اشتمل عليه، يقال: ذهب ثوبي فما أدري مَنْ ألمأ به. ابن السكيت: هذا يُتَكَلَّمُ به بغير جَحْدٍ، سَمِعْتُ الطَّائي يقول: كان بالأرض مَرْعًى فهاجت به دَوابٌّ ألمَأَتْهُ، أي تَرَكتْه صَعيداً ليس به شئ. ويقال: ما أدى أين أَلْمَأَ (2) من بلاد الله. وألمَأَ اللص على الشئ فذهب به. وتَلَمَّأَتِ الأرض عليه: اسْتَوَت عليه ووارَتْهُ. والتُمِئُ لونُ الرجلِ: تغَيَّر، بوزن التمع (3) .
_________
(1) واللفيئة كما في اللسان والجمع لفئ، وجمع اللفيئة من اللحم لفايا، مثل خطيئة وخطايا.
(2) أي أين ذهب.
(3) وحكى بعضهم التمأ، بالبناء للفاعل، كما في اللسان.

(1/71)


فصل الميم
[متأ] مَتَأتُهُ بالعصا: ضربته بها. ومَتَأتُ الحَبْلَ: لغةٌ في مَتَوْتُهُ، إذا مددته.
[مرأ] مَرُؤَ الطَعامُ يَمْرُؤُ مَراءةً: صار مَريئاً، وكذلك مَرِئَ الطعامُ. قال الأخفش: هو كما تقول فَقُهَ وفَقِهَ، يَكسِرون القاف ويضمونها. قال: ومَرَأَني الطَعامُ يَمْرَأُ مَرَاءةً، قال: وقال بعضهم: أمْرَأَني الطعام. وقال الفراء: يقال هَنَأَني الطَعامُ ومَرَأَني، إذا أتْبَعوها هَنَأني قالوها بغير ألفٍ وإذا أفْرَدوها قالوا أمْرَأَني. وهو طعامٌ مُمْرِئٌ. ومَرِئْتُ الطَعامَ: اسْتَمْرَأتُهُ. والمُروءَةُ: الإنسانية، ولك أن تشدِّدَ. قال أبو زيد: مَرُؤَ الرجلُ: صار ذا مُروءةٍ فهو مرئ على فعيل. وتمرأ: تَكَلَّفَ المروءةَ. ابن السكيت: فلان يَتَمَرَّأُ بنا، أي يطلب المروءةٍ بِنَقْصِنا وعَيْبنا، قال: وتقول هو مرئ الجزور والشاة، للمتصل بالحلقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ، والجمع مرؤ، مثل سرير وسرر. والمرء: الرجل، يقال: هذا مَرْءٌ صالحٌ ومررت بمرءٍ صالحٍ ورأيت مَرْءًا صالحاً، وضم الميم لغة، وهما مَرْآنِ صالحان، ولا يُجْمَعُ على لفظه. وبعضهم يقول: هذه مرأةٌ صالحةٌ ومَرَةٌ أيضاً بترك الهمزة وبتحريك الراء بحركتها. فإن جئت

(1/72)


بألف الوصل كان فيه ثلاث لغاتٍ: فَتْحُ الراء على كل حال حكاها الفرَّاء، وضمُّها على كل حال، تقول: هذا امْرَأٌ ورأيت امْرَأً ومررت بامْرَإٍ. وتقول: هذا امْرُؤٌ ورأيت امرؤا ولا جمعَ له من لفظه. وهذه امْرَأةٌ مفتوحة الراء على كل حال. فإن صَغَّرْتَ أسْقَطتَ ألف الوصل فقلت مرئ ومريئة. وربما سمُّوا الذئبَ امْرَأً. وذكر يونس أن قول الشاعر: وأنت امْرُؤٌ تَعْدو على كُلِّ غِرَّةٍ * فَتُخْطِئُ فيها مَرَّةً وتُصيبُ يعني به الذئب. وقالت امرأةٌ من العرب: أنا امْرُؤٌ لا أخْبرُ السِرَّ. والنسبةُ إلى امرِئٍ مَرَئيٌّ بفتح الراء، ومنه المرئى الشاعر. وكذلك النسبة إلى امرئ القيس إن شئت امرئى.
[مسأ] أبو زيد: مَسَأَ الرجلُ مسأ: مجن. والماسئ الماجن (1) .
[ملأ] المَلءُ بالفتح: مصدر مَلأتُ الاناء فهو مملوء. ودلو
_________
(1) في بعض النسخ زيادة " ومسئ الطريق أيضا: نفسها. يقال: ركب مسء الطريق، إذا مشى في وسطها ".

(1/72)


ملآى على فعلى، وكوز ملآن، والعامة تقول: ملا ماء. والملء بالكسر: اسم ما يأخذه الإناءُ إذا امْتَلأَ. ويقال: مِلأهُ ومِلأَيْهِ وثلاثة أملائه. وامتلا الشئ وتملا بمعنى. يقال: تَمَلأتُ من الطعام والشراب. وتَمَلأَ فلانٌ غيظاً. وأمْلأتُ النزْعَ في القَوسِ، إذا شَدَدْتَ النزع فيها. والملاة بالضم، مثال المتعة: الزكام، ومُلِئَ الرجل وأمْلأهُ الله، أي أزْكَمَهُ، فهو مملوء على غير قياس يحمل على ملئ. وملا الرجلُ: صار مَليئاً أي ثِقَةً، فهو غنى ملئ بين الملاءة، ممدودان. والمُلاءةُ، بالضم ممدودٌ: الرَيطة (1) ، والجمع مُلاء. أبو زيد: مالأتُهُ على الأمر مُمالأَةً: ساعدته عليه وشايعته. ابن السكيت: تمالؤوا على الامر: اجتمعوا عليه. والمَلأَ: الجماعةُ. وقول الشاعر (2) : وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمَّنا * عَذْراَء لا كَهْلٌ ولا مَوْلودُ أي: تَشاوَروا مُتمالئينَ على ذلك ليقتلونا أجمعين، فتصبح أمنا كأنها لم تلد.
_________
(1) وهى الملحفة.
(2) هو أبى بن هرثم.

(1/73)


وفى الحديث: " والله ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله ". والملا أيضا: الخلق. يقال: ما أحسنَ مَلأَ بني فلانٍ، أي: عِشْرَتَهُم وأخلاقَهُم. قال الشاعر (1) : تَنادَوا يالَ بُهْثَةَ إذ رَأوْنا * فقلنا أحْسِني مَلأَ جُهَيْنا والجمع أملاء. وفى الحديث: أنه قال لاصحابه حين ضربوا الاعرابي: " أحسنوا أملاءكم ".
[منأ] أبو زيد: المَنيئَةُ: الجلدُ أوَّل ما يُدْبَغُ، ثم هو أفيقٌ ثم أديمٌ. تقول منه: مَنَأْتُ الإهابَ مَنْأً، إذا أنْقَعْتَهُ في الدِباغِ. قال حميد بن ثورٍ: إذا أنتَ باكَرْتَ المَنيئَةَ باكَرَتْ مَداكاً لها من زَعْفَران وإِثْمِدا (2) وقال الأصمعيّ: هي المَدْبَغَةُ. والكسائي مثله. وأمَّا المَنِيَّةُ من الموت فمن باب المعتل.
_________
(1) الجهنى.
(2) وقبله: فأقسم لولا أن حدبا تتابعت * على ولم أبرح بدين مطردا لزاحمت مكسالا كأن ثيابها * تجن غزالا بالخميلة أغيدا الحدب: السنون المجدبة، جمع حدباء. تتابعت: توالت عليه واستدان وطالبه الغرماء وطردوه. لزاحمت مكسالا: وهى المرأة الثقيلة الارداف، الناعمة الجسم.

(1/73)


فصل النون
[نأنأ] نَأْنَأْتُ في الرأي: إذا خلَّطْتَ فيه تخليطاً ولم تُبرمه. قال الشاعر (1) : فلا أسْمَعَنَّ فيكم (2) بأمرٍ مُنَأْنَأٍ * ضعيفٍ ولا تسمَعْ به هامَتي بَعْدي (3) أبو عمرو: النَأْنَأَةُ: الضعفُ، وفي الحديث: " طوبى لمن ماتَ في النَأْنَأةِ " يعني أوَّل الإسلام قبل أن يقْوى. وقد نَأْنَأَ في الأمر فهو رجلٌ نَأْنَأٌ، أي ضعيفٌ. قال امرؤ القيس يمدح رجلاً: لَعَمْرُكَ ما سعْدٌ بخُلَّةِ آثِمٍ * ولا نَأْنَأٍ عندَ الحِفاظِ ولا حَصِرْ ونَأْنَأتُهُ: نَهْنَهْتُهُ عما يريد وكَفَفْتُهُ عنه. وتنأنأ: ضعف واسترخى.
[نبأ] النبأة: الصوت الخفى. قال ذو الرمة:
بنبأة الصوت ما في سمعه كذب (4) * ورمى فأنبأ، إذا لم يشرم ولم يخدش.
_________
(1) هو عبد هند بن زيد التغلبي جاهلي.
(2) في اللسان: " منكم ".
(3) بعده كما في اللسان: فإن السنان يركب المرء حده * من الخزى أو يعدو على الاسد الورد
(4) وصدره:
وقد توجس ركزا مقفر ندس * الندس بكسر الدال وضمها وتسكن: السريع الاستماع للصوت الخفى والفهم، يريد بذلك الصائد.

(1/74)


وسيل نابئ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجل نابئ. قال الشاعر (1) : ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابِئٍ أتَتْنا به الأقدارُ من حيث لا ندري أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الاعرابي بقوله: " يا نبئ الله "، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز (2) . ونَبَأتُ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر (3) : فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحتو * فَ يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ ونَبَّأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبئ لانه أنبأ عن الله تعالى، وهو فَعيلٌ، بمعنى فاعل. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل
_________
(1) هو الاخطل، وقبله: ألا فاسقيانى وانفيا عنى القذى * فليس القذى بالعود يسقط في الخمر وليس قذاها بالذى قد يريبها ولا بذباب نزعه أيسر الامر
(2) في اللسان: " فقال له: لا تنبر باسمى فإنما أنا نبى الله ".
(3) هو حنش بن مالك.

(1/74)


مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف، ولا يهمزون في غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. وتصغير النبئ نبيئ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نبيعة. تقول: العرب كانت نبيئة مسيلمة نبيئة سوء. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر (1) : يا خاتمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا ويجمع أيضا على أنبياء، لان الهمز لما أبدل وألزم الابدال جمع جمع ما أصل لامه حرف العلة، كعيد وأعياد، على ما نذكره في باب المعتل إن شاء الله.
[نتأ] نتأ نتأ ونتوءا ونتوا. وفي المثل " تَحْقِرُهُ ويَنْتَأُ " أي يرتفع. وكل شئ ارتفع من بيتٍ وغيره فهو ناتئٌ. ونَتَأَ الشئ: خرج من موضعه من غير أن يبين. ونتأت القرحة: وَرِمَتْ. ونَتَأتْ على القوم: طَلَعَتْ عليهم مثل نَبَأْتُ. ونَتَأتِ الجاريةُ: بلغت وارتفعت.
[نجأ] أبو عبيد: نَجَأتُهُ نَجْأ: إذا أصَبْتَهُ بعين. وكذلك تَنَجَّأتُهُ، أي تعينته.
_________
(1) هو العباس بن مرداس السلمى. وبعده: إن الاله ثنى عليك محبة * في خلقه ومحمدا سماكا

(1/75)


الفراء: رجل نجوء العين ونجئ العين، على فعول وفعيل، أي خبيث العين. وكذلك نجؤ العين وتجئ العين، على فعل وفعل. وفى الحديث " ردوا نجأة السائِلِ باللُقْمَةِ " أي رُدُّوا شدَّةَ نَظَرِهِ إلى طعامكم بلُقمة تدفعونها إليه.
[ندأ] نَدَأتُ القُرْصَ في النار نَدْءًا، إذا دَفنته في المَلَّةِ ليَنْضُجَ، وكذلك اللَّحْمَ إذا أمْلَلْتَهُ في الجمر. والاسم الندئ، مثل الطبيخ. الاصمعي: ندأت الشئ: كرهته. والنَدْاَةُ والنُدْأَةُ: الكَثْرَةُ من المال، مثل الندهة والندهة (1) . والنَدْأَةُ والنُدْأَةُ أيضاً: قوس قزح.
[نزأ] أبو زيد: نَزَأْتُ بين القوم نزءا ونزوءا، إذا حرشت وأفسدتَ ونَزَأَ الشيطانُ بينهم: ألقى الشرَّ والإغراءَ. الكسائي: نَزَأْتُ عليه نَزْءًا: حَمَلْتُ. يقال: ما نَزَأَكَ على هذا، أي ما حَمَلَكَ عليه.. ورجلٌ مَنْزوءٌ بكذا، أي مولَعٌ. ويقال: إنَّك لا تدري علامَ يَنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدري بمَ يولَعُ هَرِمُكَ، أي نفسُكَ وعقلك. عن ابن السكيت (2) .
_________
(1) الاولى بالفتح والثانية بالضم.
(2) على هذا التفسير يقرأ هرمك بكسر الراء، وعلى تفسيره بمعنى الكبر الذى اختاره المجد يقرأ بفتحها. وعلى كل فالياء من ينزأ مضمومة لانه مبنى للمجهول، هذا ملخص ما في الحاشية والشرح.

(1/75)


[نسأ] نَسَأْتُ البعيرَ نَسْأً، إذا زجرته وسُقْته. وكذلك نَسَّأْتُهُ تَنْسِئَةً. وأنشد أبو عمرو بن العلاء: وما أم خشف بالعلاية شادن * تنسئ في برد الظلال غزالها (1) والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز، وقال في الهمز: أَمِنْ أجل حَبْلٍ لا أَباكَ ضربته * بمِنْسَأَةٍ قد جر حبلك أحبلا (2) وقال آخر في ترك الهمز: إذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من هَرَمٍ * فقد تباعَدَ عنك اللَهْوُ والغَزَلُ ونسأت الشئ نسأ: أخرته، وكذلك أَنْسَأّتُهُ. فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنًى. تقول: استنسأته الدين فأنسأنى.
_________
(1) الشعر للاعشى، وخبر ما في قوله وما أم الخ. في البيت الذى بعده: بأحسن منها يوم قام نواعم * فأنكرن لما واجهتهن حالها
(2) الصواب:
قد جر حبلك أحبل * والشعر لابي طالب. وبعده: هلم إلى حكم ابن صخرة إنه * سيحكم فيما بيننا ثم يعدل كما كان يقضى في أمور تنوبنا * فيعمد للامر الجميل ويفصل

(1/76)


الاصمعي: أنسأه الله أجَلَهُ ونَسَأَهُ في أجله بمعنًى. والنُسْأَةُ بالضم: التأخير مثل: الكُلأَةِ. وكذلك النَسيئَةُ على فَعيلَةٍ. تقول: نَسَأْتُهُ البيعَ وأَنْسَأْتُهُ، وبِعْتُهُ بِنُسْأَةٍ وبِعْتُهُ بكُلأَةٍ أي بأَخِرَةٍ، وبِعْتُهُ بنَسيئَةٍ أي بأَخِرَةٍ. وقال الأخفش: أَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ، إذا جعلته له مؤخَّراً، كأنَّك جعلته له يؤخِّره. ونَسَأْتُ عنه دَيْنَهُ، إذا أخَّرتَهُ نَساءً. قال: وكذلك النَساءُ في العمر ممدود. ومنه قولهم " من سره النساء ولا نساء، فليخفف الرداء - بالمد (1) - واليباكر الغداء، وليقل غشيان النساء ". ونسأت في ظِمْءِ الإبل نَسْأً، إذا زدت في ظمئها يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأْتُها أيضاً عن الحوض، إذا أخَّرتها عنه ونسئت المرأة تنسأ نسأ على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا كان عند أوَّل حَبَلها، وذلك حين يتأخًّرُ حيضُها عن وقته فَرُجِيَ أنَّها حُبْلى. وهي امرأةٌ نسئ. وقال الاصمعي: يقال للمرأة أوَّل ما تَحْمِلُ: قد نَسِئَتْ. وتقول: نَسَأَتِ الماشيةُ نَسْأً، وهو بدء سِمنها حين يَنبتُ وبرَها بعد تساقطه. يقال: جرى النَّسءُ في الدواب. قال أبو ذؤيب يصف ظبية:
_________
(1) المراد به الدين كما في المناوى ومحشى القاموس. وقال المجد: يقال فلان خفيف الرداء: قليل العيال والدين. ومترجم الصحاح جعل المراد به الكسوة.

(1/76)


به أبلت شهرى ربيع كليهما * فقد مار فيها نسؤها واقترارها (1) فالنسء: بدء السمن. والاقترار نهايته. ونسأت اللبن: خلطنه بماءٍ، واسمه النَسْءُ، قال عروة بن الورد العبسى: سقوني النسء (2) ثم تَكَنَّفوني * عُداةُ الله من كَذِبٍ وزورِ وقوله تعالى: (إنَّما النسئ زيادة فى الكفر) هو فعيلٌ بمعنى مفعول من قولك: نسأت الشئ، فهو منسوء، إذا أخَّرته، ثم يُحوَّلُ مَنْسوءٌ إلى نسئ، كما يحول مقتول إلى قَتيلٍ. ورجلٌ ناسِئٌ وقومٌ نَسَأَةٌ، مثل: فاسِقٍ وفَسَقَةٍ، وذلك أنَّهم كانوا إذا صدروا عن مِنًى يقوم رجلٌ من كِنانَةَ فيقول: أنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاءٌ! فيقولون: أَنْسِئنا شهراً، أي: أخِّر عنَّا حُرُمَةَ المُحَرَّمِ واجعلها في صَفَرٍ، لأنَّهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهرٍ لا يُغيرون فيها، لأنَّ معاشَهم كان من الغارةِ، فَيُحِلُّ لهم المُحَرَّمَ. وقولهم: أَنْسَأْتُ سُرْبَتي، أي: أبعدت مذهبي. قال الشنفرى:
_________
(1) أبلت: جزأت بالرطب عن الماء. ومار: جرى.
(2) وقبل النسء: الشراب الذى يزيل العقل، وبه فسر ابن الاعرابي النسء ههنا، قال: إنما سقوه الخمر. ويقوى ذلك رواية سيبويه " سقوني الخمر ".

(1/77)


عدون من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ. * وبين الحَشا هيهات أَنْسَأْتُ سُرْبَتي (1) وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرتُ وتباعدتُ، وكذلك الإبل إذا تباعدتْ في المرعى. قال الشاعر (2) : إذا انْتَسَئوا فوْتَ الرِّماحِ أتتْهُمُ * عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ نُطيرُها (3) ويقال: إنَّ لي عنك لمنتسأ، أي: منتأى وسعة.
[نشأ] أنْشَأَهُ الله: خَلَقَهُ. والاسم النَّشْأَةُ والنَّشاءةُ بالمدّ، عن أبي عمرو بن العلاء. وأنْشَأَ يفعلُ كذا، أي: ابتدأَ. وفلان يُنْشِئُ الأحاديث، أي يضعُها. والناشِئُ: الحَدَثُ الذي قد جاوز حدَّ الصغر، والجارِية ناشِئٌ أيضاً، والجمع النَشَأَ، مثل: طالب وطلب، وكذلك النشء، مثل: صاحب وصحب. والنشء أيضا: أول ما يَنْشَأُ من السحاب. ونَشَأْتُ في بني فلانٍ نَشْأً ونُشوءًا، إذا شَبَبْتُ فيهم. ونُشِّئَ وأُنْشِئ بمعنى: قرئ، (أو من ينشأ في الحلية (4) .
_________
(1) قال ابن برى: " الصواب عدونا " أي كما أنشده في سرب كذلك. اه‍ شرح القاموس. وفى اللسان في مادة (سرب) منه " غدونا " بالغين المعجمة، وفى المفضليات " وبين الجبى ". ويرى " أنشأت " بالشين المعجمة: أظهرت جماعتي من مكان بعيد لمغزى بعيد.
(2) الشعر لمالك بن زغبة الباهلى.
(3) يروى إذا أنسؤوا، وعوائر نبل، أي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أين أتت.
(4) في اللسان: قال الفراء: قرأ أصحاب عبد الله: " ينشأ " وقرأ عاصم وأهل الحجاز " ينشأ ".

(1/77)


وناشئة الليل: أول ساعاته، ويقال: ما يَنْشأُ في الليل من الطاعات. ونَشَأَتِ السحابةُ: ارتفعت، وأنشأها الله. ابن السكيت: النشيئة: أول ما يُعْمَلُ من الحوض. يقال هو بادي النَشيئَةِ، إذا جفَّ عنه الماءُ وظهرتْ أرضه. قال الشاعر (1) : هَرَقْناهُ في بادي النَشيئَةِ داثِرٍ * قديمٍ بعهدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائبُهْ وقال أبو عبيد: هو حجرٌ يُجعل أسفل الحوضِ. وقوله تعالى: (ولهُ الجوارِ المُنْشآتُ في البحرِ كالاعلام) ، قال مجاهد: هي السفن التي رُفع قلعُها، قال: وإذا لم يرفع قلعُها فليست بمُنْشآتٍ. ابن السكيت: الذئب يسْتَنْشِئُ الريح بالهمز، قال: وإنَّما هو من نَشَيْتُ الريح غير مهموز، أي: شممتها.
[نصأ] الكسائي: نصأت الشئ نصأ، رفعته. وأبو عمرو مثله: وهى لغة في نصيت. أبو زيد: نصأت الناقة: زجرتها.
[نفأ] النُفْأَةُ: واحدة النُفَإِ، وهي قطعٌ من النبتِ متفرِّقةٌ من عظم الكلا، مثال: صبرة وصبر.
[نكأ] نَكَأْتُ القَرْحَةَ أَنْكَؤُها نَكْأً، إذا
_________
(1) ذو الرمة.

(1/78)


قشرتها. وقال متمم بن نويرة (1) :
ولا تَنْكَئي قَرْحَ الفؤادِ قييجعا * وقولهم: هنئت ولا تنكأ، أي: هُنَّأَكَ الله بما نلتَ، ولا أصباك بوجع. ويقال: " ولا تنكه "، مثل: أراق وهراق.
[نهأ] نَهِئَ اللحم يَنْهَأُ نَهْأً ونَهَأً ونهاءةً ونُهوءةً، إذا لم ينضج. وفى المثل: " ما أبالى ما نَهِئَ من ضَبِّكَ ". ويقال أيضا: نهؤ اللحم فهو نهئ على فَعيلٍ، وأَنْهَأْتُهُ أنا إنْهاءً، إذا لم تنضجه، فهو مُنْهَأٌ.
[نوأ] ناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً: وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله. والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: (ما إنَّ مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ) . قال الفراء: أي لتنئ بالعصبة: تثقلها. قال الشاعر: إنى وجدك ما أَقْضي الغريمَ وإن * حانَ القضاءُ وما رقت له كبدي
_________
(1) وصدره:
قعيدك أن لا تسمعينى ملامة * ومعنى قعيدك من قولهم قعدك الله إلا فعلت، يريدون نشدتك الله إلا فعلت.

(1/78)


إلا عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُها * تنوء ضربتها بالكف والعضد أي تثقل ضربتها الكف والعضد. والنوء: سقوط نَجمٍ من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا. والجمع أنواء ونوآن أيضا، مثل عبد وعبدان وبطن وبطنان. قال حسان بن ثابت: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بها * إذا قَحَطَ القَطْرُ (1) نوآنُها وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك ونؤت إليه، أي نهض ونهضت إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ وناءهُ، أي أثقله، وما يسوءه وينوءه. وقال بعضهم: أراد ساءه وأناءه. وإنما قال ناءه وهو لا يتعدى لاجل ساءه ليزدوج الكلام، كما يقال: إنى لآتيه الغدايا والعشايا، والغداة لا تجمع على غدايا.
_________
(1) في اللسان: الغيث.

(1/79)


وأناء اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم ينضجه، وقد ناء اللحم ينئ نيأ، فهو لحم نئ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن النُيوءِ والنُيوءةِ. وناء (1) الرجل مثال ناع: لغة في نأى إذا بَعُدَ. قال الشاعر (2) : مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه * وإنْ رآكَ فَقيراً ناَء واغْتَرَبا
فصل الواو
[وبأ] الوَبَأُ، يمدُّ ويقصر: مَرضٌ عامٌّ، وجمع المقصور أوْباءٌ وجمع الممدود أوْبِئَةٌ. وقد وَبِئَتِ الأرضُ تَوْبَأُ وَبَأً فهي مَوْبوءَةً، إذا كثُر مرضها. وكذلك وَبِئَتْ تَوْبَأُ وباءة مثل تمه تماهة، فهى وبئة ووبيئة على فعلة وفعيلة. وفيه لغة ثالثة أو بأت فهى موبئة. واستوبأت الارض: وجدتها وبئة. ووبأت إليه بالفتح، وأَوْبَأْتُ: لغة في وَمَأْتُ وأوْمَأْتُ، إذا أشرت إليه. قال الشاعر (3) :
وإن نحن أو بأنا إلى الناس وقفوا (4)
_________
(1) قال في اللسان: لاجل ساءه، فهم إذا أفردوا قالوا أناءه، لانهم إنما قالوا باءه وهو لا يتعدى، لمكان ساءه، ليزدوج الكلام.
(2) هو سهم بن حنظلة الغنوى.
(3) هو الفرزدق.
(4) صدره كما في بعض النسخ:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا:

(1/79)


[وثأ] وُثِئَتْ يده فهي مَوْثوءةٌ، وَوَثَأْتُها أنا. وأصابه وَثْءٌ، والعامَّة تقول وَثْيٌ، وهو أن يُصيبَ العظْمَ وَصْمٌ لا يبلغ الكسر.
[وجأ] ابن السكيت: قال الطائي: الوَجِئَةُ: الجرادُ يُدَقُّ ثمَّ يُلَتُّ بسمنٍ أو بزيتٍ فيُؤكل. قال: وسمعتُ الكِلابيَّ يقول: الوجيئة التمرُ يُدَقُّ حتى يخرج نواهُ ثمَّ يُبَلُّ بلبنٍ وسمنٍ حتى يَتَّدِنَ ويلزم بعضه بعضا فيؤكل. وهو فعيلة. ووجأته بالسكين: ضربته. ووجى هو فهو مَوْجوءٌ. والوِجاءُ بالكسر والمدّ: رَض عُروقِ البَيْضَتين حتَّى تنفَضِخَ فيكون شبيها بالخصاء. وفى الحديث: " عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ". تقول منه: وجأت الكبش. وفى الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم: " ضحى بكبشين موجوءين ". ووجأت عنقه وجأ: ضربته. وقد توجإته بيدى.
[ودأ] تَوَدَّأَ عليه، أي أهلكه. وَوَدَّاَ فلانٌ بالقوم تَوْدِئَةً. أبو عبيد: المودأة: المهلكة والمفازة. قال: وهى لفظ المفعول به. أبو زيد: وَدَّأْتُ عليه الأرضَ تَوْديئاً، إذا

(1/80)


سويت عليه الارض. قال الشاعر الضَّبي (1) يرثي أخاه أُبَيًّا: أَأُبَيٌّ إنْ تُصبحْ رهين مُوَدَّا * زلخ الجوانب قعره ملحود (2)
[وذأ] وَذَأْتُ الرجلَ وَذْءًا، إذا عِبْتَهُ وحقَّرتَهُ. وأنشد أبو زيد: ثَمَمْتُ حوائِجي وَوَذَأْتُ بِشْراً * فبئسَ مُعَرَّسُ الرَكْبِ السِغابِ (3) ووَذَأْتُهُ فاتَّذَأَ: زجرته فانزجر.
[وزأ] وَزَأْتُ اللحمَ وَزْءًا: أيْبَسْته. والوزأ، على فعل بالتحريك: الشديد الخلق. ووزأت الناقة براكبها تَوْزِئةً. صرعته. أبو زيد: وَزَّأْتُ الوعاءَ تَوْزِئَةً وتَوْزيئاً، إذا شَدَدْتَ كَنْزَهُ. الأصمعي: تَوَزَّأَتْ: امتلأتْ رِيًّا. ووَزَأْتُ القِربةَ تَوْزِيئاً: ملأتها.
[وضأ] الوَضاءةُ: الحُسْنُ والنظافةُ. تقول منه: وضوء الرجل، أي صار وضيئا.
_________
(1) هو زهير بن مسعود الضبى.
(2) ويروى: " زلج الجوانب " بالجيم. وجواب الشرط في البيت الذى يليه: فلرب مكروب كررت وراءه * فطعنته وبنو أبيه شهود
(3) لابي سلمة المحاربي. ثممت: أصلحت.

(1/80)


وتوضأت للصلاة ولا تقل توضيت، وبعضهم يقوله. والوضوء بالفتح: الماء الذى يُتَوَضَّأُ به، والوَضوءُ أيضاً: المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاة، مثل الوُلوعِ والقَبولِ بالفتح. قال اليزيديّ: الوُضوءُ بالضم المصدر. وحكى عن أبى عمرو ابن العلاء: القبول بالفتح مصدر لم أسمع غيره، وذكر الاخفش في قوله تعالى: (وقودها الناس والحجارة) فقال: الوقود الحطب بالفتح، والوقود بالضم: الاتقاد وهو الفعل. قال: ومثل ذلك الوضوء وهو الماء، والوضوء وهو الفعل. ثم قال: وزعموا أنهما لغتان بمعنى واحد، تقول: الوقود والوقود، يجوز أن يعنى بهما الحطب ويجوز أن يعنى بهما الفعل. وقال غيره: القبول والولوع مفتوحان، وهما مصدران شاذان، وما سواهما من المصادر فمبنى على الضم. وتقول واضأته فوضأته أَضَؤُهُ، إذا فاخَرْتَهُ بالوَضاءة فغلبته. والوضاء بالضم والمد: الوضئ. قال أبو صَدَقة الدُّبَيْريُّ الشاعر: والمرءُ يُلْحِقُهُ بفِتيانِ النَدى خُلُقُ الكَريمِ وليسَ بالوضاء
[وطأ] وطئت الشئ برجلي وطأ، ووطئ الرجل امرأته، يطأ فيهما، سقطت الواو من يطأ كما سقطت من يسع لتعديهما، لان فعل يفعل مما اعتل فاؤه لا يكون إلا لازما، فلما جاءا من بين

(1/81)


أخواتهما متعديين خولف بهما نظائرهما. وقد تَوَطَّأتُهُ برجلي، ولا تقل تَوَطَّيْتُهُ. والواطِئَةُ الذين في الحديث (1) ، هم السابلَةُ، سمُّوا بذلك لوطْئِهِمُ الطريقَ. ووَطُؤَ الموضع يوطَؤُ وَطاءةً، أي صار وطيئاً. ووطَّأْتُهُ أنا توطِئَةً، ولا تقل وَطَّيْتُ، وفلانٌ قد استوطأَ المركبَ، أي وجده وطيئا. وشئ وطئ: بين الوطاءة والطئة والطأة، مثال الطعة والطعة، فالهاء عوض من الواو فيهما. قال الكميت: أغشى المكارهَ أحياناً ويحْمِلُني * منه على طأة والدهر ذو نوب أي على حالٍ ليِّنةٍ. ويُروى " على طِئَةٍ " وهما بمعنًى. والوطْأَةُ: موضع القدم، وهي أيضاً كالضغطَةِ. وفي الحديث: " اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ ". والوِطاءُ: خلاف الغطاءِ. والوَطيئَةُ على فعيلة: شئ كالغرارة. والوطيئة أيضاً: ضربٌ من الطعام. وأوطَأْتُهُ الشئ فوطئه، يقال: من أوطأك عشوةً. أبو زيد: واطَأْتُهُ على الأمر مواطَأَةً، إذا وافقته من الوفاق. وفلان يواطئ اسمه
_________
(1) في اللسان: " وفى الحديث أنه قال للخراص: احتاطوا لاهل الاموال في النائبة والواطئة.. يقول: استظهروا لهم في الخرص لما ينوبهم وينزل بهم من الضيفان ".

(1/81)


اسمى. وتَواطَؤوا عليه، أي توافقوا. قال الأخفش في قوله تعالى: (ليُواطِئوا عِدَّةَ ما حرَّمَ الله) : هو من واطَأْتُ، قال: ومثلها قوله: (هي أشدُّ وِطاءً) ، بالمدِّ أي مواطأة، قال: وهى المواتاة أي مواتاة السمع والبصر إياه. وقرئ: (أشد وطئا) أي قياماً. وتَوَطَّأْتُهُ: بقدمي مثل وطئتُهُ. وهذا موطئُ قدمكَ. والإيطاءُ في الشعر: إعادة القافية.
[وكأ] رجلٌ تُكَأَةٌ مثال هُمَزَةٍ: كثير الاكتاء. والتكأة أيضا: ما يتكأ عليه. واتكأ على الشئ فهو متكئ، والموضع متكأ، وقرئ: (وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) . قال الأخفش: هو في معنى مجلسٍ. وطعنه حتَّى أَتْكَأَهُ على، أفعَلَهُ، أي ألقاه على هيئة المتكئ. وتوكأت على العصا، وأصل التاء في جميع ذلك واوٌ. وأَوْكَأْتُ فلاناً إيكاءً، إذا نَصَبْتَ له مُتَّكَأً.
[ومأ] أوْمَأْتُ إليه: أشرتُ، ولا تقل أوْمَيْتُ. ووَمَأْتُ إليه أَمَأُ وَمْئاً لغةٌ. وأنشد القَنانِيُّ: فقلنا (1) السلامُ فاتَّقَتْ من أَميرِها * وما كان إلا ومؤها بالحواجب
_________
(1) في اللسان: فقلت.

(1/82)


ويقال: ذهب ثوبي فما أدري ما كانت وامِئَتُهُ، أي لا أدري من أخذه. أبو زيد: يقال وقع في وامِئَةٍ، أي في أغوية وداهية.
فصل الهاء
[هأهأ] الأموي: هَأْهَأْتُ بالإبلِ، إذا دَعَوْتَها للعلَفِ فقُلتَ: هِئْ هِئْ. وجأجَأتُ بها للشربِ. والاسم الهِئُ والجئ، وأنشد: وما كان على الهئ * ولا الجئ امتداحيكا وقد ذكر في فصل الجيم.
[هتأ] تَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّع وبَليَ، بالتاء معجمة بنقطتين من فوق، وكذلك تهمأ الثوب بالميم.
[هجأ] أبو زيد: هَجَأَ غَرَثي: سكن. وأهْجا طعامكم غَرَثي: قطعه. وأنشد: وأخْزاهُمُ ربِّي ودلَّ عليهم * وأطعَمَهُمْ من مَطْعَمٍ غيرِ مُهْجِئِ
[هدأ] هَدَأَ هَدْءاً وهُدوءاً: سكَنَ. وأَهْدَأَهُ: سَكَّنَهُ، يقال هَدَّأْتُ الصبيَّ، إذا جعلتَ تضربَ عليه بكفِّك وتسكِّنه لينام، وأَهْدَأْتُهُ إهْداءً. قال عدى بن زيد:

(1/82)


شئز جنبى كأنِّي مُهَدَّأٌ * جَعَلَ القَيْنَ على الدَفِّ إبَرْ (1) الأصمعيّ: يقال تركتُ فلاناً على مُهَيْدِئَتِهِ، أي على حالتِهِ التي كان عليها، تصغير المَهْدَأَةِ. ورجلٌ أَهْدَأُ، أي أحْدَبُ بيِّنُ الهَدَأ. قال الراجز:
أَهْدَأُ يَمْشي مِشيَةَ الظَليمِ * وأتانا فلان وقد هَدَأَتِ الرِجْلُ، أي بعد ما سكن الناس بالليل، وأتانا وقد هَدَأَتِ العيونُ، وأتانا فلان هُدوءا، إذا جاء بعد نَوْمَةٍ، وبعد هدء من الليل وبعد هدأة من الليل، أي بعد هَزيع من الليل، وبعد ما هَدَأَ الناس، أي ناموا.
[هذأ] الاصمعي: هذأت الشئ هذءا: قطعْتُهُ. وتَهَذَّأَتِ القَرحَةُ: فسدتْ وتقطَّعتْ.
[هرأ] ابن السكيت: قال عن الفزاري: هذه قِرَّةٌ لها هَريئَةٌ، على فَعيلَةٍ، أي يُصيبُ المالَ والناسَ منه ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أو موت. الاصمعي: هرأه البرد يهروه هَرْءاً، أي اشتدَّ عليه حتَّى كاد يقتلُهُ. وهَرئَ المالُ بالكسر، وهرئ القوم فهم مهرؤون (2) ، وقال ابن مقبلٍ يرثي عثمان بن عفان:
_________
(1) في اللسان: الابر.
(2) قال ابن برى: الذى حكاه أبو عبيد عن الكسائي هرئ القوم بضم الهاء فهم مهروءون، إذا قتلهم البرد أو الحر. قال: وهذا الصحيح، لان قوله مهروءون إنما يكون جاريا على هرئ.

(1/83)


وملجإ مهروئين يلفى به الحَيا * إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ (1) هو الأمُّ والأبُ يعني بالحيا الغيثَ والخصبَ. وأهْرَأَهُ البردُ: لغةٌ في هَرَأَهُ، عن الفرَّاء. وأهْرَأْنا في الرواح، أي أبردنا. وقال (2) يصف حمرا: حتى إذا أهرأن بالاصائل (3) * وفارقتها بلة الاوائل (4) يقول: سرن في برد الرواح إلى الماء. وهرأت اللحم هَرْءاً، وأَهْرَأْتُهُ وهَرَّأْتُهُ تَهْرِئَةً، إذا أجدتَ إنضاجَهُ فتَهَرَّأَ حتَّى سقطَ عن العظم، فهو لحم هرئ. أبو زيد: هَرَأَ الرجلُ في منطِقِهِ هَرْءاً، إذا قال الخَنا والقَبيحَ. وقال ابن السكيت: هَرَأَ الكلامَ، إذا أكثر منه في خطأٍ. وهو منطِقُ هُراءُ، بالضم. وقال ذو الرمّة: لها بَشَرٌ مثلُ الحرير ومَنْطِقٌ * رَخيمُ الحواشي لا هراء ولا نزر
[هزأ] الهُزْءُ والهُزُؤُ: السُخْرية. تقول: هزئت
_________
(1) وكحل: اسم علم للسنة المجدبة. وقبله: نعاء لفضل العلم والحلم والتقى * ومأوى اليتامى الغبر أسنوا فأجدبوا
(2) هو إهاب بن عمير.
(3) يروى: " للاصائل ".
(4) في اللسان: الاوابل بالباء، قال: وبلة الاوابل: بلة الرطب. والاوابل: التى أبلت بالمكان أي لزمته، وقيل هي التى جزأت بالرطب عن الماء.

(1/83)


منه وهزئت به، عن الاخفش. واستهزأت به، وتهزأت به، وهزأت به أيضا، هزءا ومهزأة. عن أبى زيد. ورجل هُزْءةٌ بالتسكين، أي يُهْزَأُ به، وهزأة بالتحريك: يهزأ بالناس.
[همأ] تَهَمَّأَ الثوبُ: بليَ وتَقَطَّعَ. وربما قالوا: تهتأ، بالتاء.
[هنأ] هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ هَناءةً، أي صار هنيئا. وكذلك هنئ الطعامُ مثل فَقِهَ وفَقُهَ. عن الأخفش، قال، وهَنَأَني الطعامُ يَهْنِئُني ويَهْنَؤُني، ولا نظير له في المهموز، هَنْأً وهِنْأً. وتقول: هَنِئْتُ الطعامَ، أي تَهَنَّأْتُ به، و (كلوه هنيئا مريئا) . وكل أمرٍ يأتيك من غير تَعَبٍ فهو هنئ. ولك المهنأ. أبو زيد: هَنِئَتِ الماشيةُ، إذا أصابت حظًّا من البقلِ من غير أن تشبعَ منه. قال: وهَنَأْتُ البعيرَ أَهْنُؤُهُ (1) ، إذا طليته بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ. وإبلٌ مَهْنوءةٌ. وهَنَأْتُ الرجل أهْنَؤُهُ، وأهْنِئُه أيضاً، إذا أعطيته، والاسم الهنء بالكسر، وهو العطاء. وهَنَأْتُهُ شهراً أهنؤُه، أي: عُلْتُهُ.
_________
(1) قوله أهنؤه: أي بضم النون عن الزجاج، وقال: لم نجد فيما لامه همزه فعلت أفعل، يعنى من باب نصر، إلا هنأت أهنؤ وقرأت أقرؤ. اه‍ مناوى بزيادة.

(1/84)


وهانئ: اسم رجل. وفى المثل: " إنما سميت هانئا لتهنأ ". قال الأصمعيّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أي: لتُمْرِئَ. والتهنِئَةُ: خلاف التعزيةِ. وتقول: هنأته بالولاية تهنئة وتهنيئا. وهذا مهنا قد جاء، وهو اسم رجل.
[هوأ] فلانٌ بعيدُ الهَوْءِ بالفتح، أي: بعيد الهِمَّةِ. تقول منه: هاءَ الرجلُ، وإنه لَيَهوءُ بنفسه، أي: يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يهوى بنفسه. أبو زيد: هُؤْتُ به خيراً، إذا أزْنَنْتُهُ به. والمُهْوَأنُّ بضم الميم: الصحراء الواسعة (1) . قال الراجز (2) :
في مهوأن بالدبا مدبوش * وقولهم: هاء يا رجل بسكر الهمز، معناه: هاتِ، وللمرأة هائِي بإثبات الياء، مثل: هاتي، وللرجلين والمرأتين: هائِيا، مثل: هاتِيا، وللرجال: هاءُوا، وللنساء، هائين، مثل: هاتين، تقيم الهمزة في جميع هذا مقام التاء.
_________
(1) قال ابن برى: جعل الجوهرى مهوأن في فصل هوأ وهم منه، لان وزنه مفوعل. وكذا ذكره ابن جنى. وواوه زائدة لان الواو لا تكون أصلا في بنات الاربعة. وقد ذكر ابن سيده المهوأن في مقلوب هنأ وقال: هو المكان البعيد، وهو مثال لم يذكره سيبويه. والمجد غفل عن ذلك وتبع الجوهرى اه‍. من شرح المناوى، لكن أوله مذكور في بعض نسخ القاموس غير التى رآها المناوى.
(2) هو رؤبة، وقبله:
جاءوا بأخراهم على خنشوش:

(1/84)


وإذا قلت: هاء يا رجلُ بفتح الهمزة، كان معناه: هاكَ، وللاثنين: هاؤُما، وللجميع: هاؤُمْ، مثل: هاكما وهاكم، وللمرأة: هاءَ بالكسر بلا ياء، مثال: هاك، وهاؤما وهاؤن، تقيم الهمزة في هذا كله مقام الكاف. وفيه لغة أخرى، هَأْ يا رجل بهمزةٍ ساكنة، مثل: هَعْ، أي: خذْ، وأصله هاءْ أسقِطت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة هائي، مثل: هاعي، وللرجلين والمرأتين: هاءَا، مثال: هاعا، وللرجال هاءوا، وللنساء: هأن، مثال: هعن بالتسكين. وإذا قيل لك هاءَ بالفتح قلت: ما أهاءُ، أي ما آخُذُ، وما أهاءُ على ما لم يسمّ فاعله، أي ما أعطى.
[هيأ] قولهم ياهئ مالى: كلمة أسَفٍ وتَلَهُّفٍ. وأنشد الكسائي (1) . يا هئ مالى من يعمر يُفْنِهِ * مَرَّ الزمان عليه والتَّقْليبُ (2) والهَيْئَةُ: الشارَةُ، وفلان حسنُ الهَيْئَةِ والهِيئَةِ (3) . أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهئ هيئة، وتهيأت تهيؤا بمعنى. قال الاخفش: قرأ بعضهم (وقالت
_________
(1) الجميح بن الطماح الاسدي، وقيل لنافع بن لقيط الاسدي.
(2) قوله مالى بمعنى أي شئ لى، وهذا يقوله من تغير حاله عما كان يعهده. ثم استأنف فأخبر عن تغير حاله فقال: من يعمر يبله مر الزمان عليه، والتقليب من حال إلى حال. اه‍ مناوى. والرواية هنا " يفنه " بدل " يبله ".
(3) الاول بالفتح والثانى بالكسر.

(1/85)


هئت لك) بالكسر والهمز، مثال هعت، بمعنى تهيأت لك. وهيأت الشئ: أصلحته.
فصل الياء
[يأيأ] اليؤيؤُ: طائرٌ من الجوارح يشبه الباشق، والجمع اليآيئ، وجاء في الشعر اليآيى، وقال:
ما في اليآيى يؤيؤ شرواه (1)
[يرنأ] اليرنأ (2) مثل الحناء. قال الشاعر (3) : كأن باليرنا المعلول * ماء دوالى زرجون ميل
_________
(1) الرجز للحسن بن هانئ في طردياته. وقبله: قد أغتدى والليل في دجاه * كطرة البرد على مثناه بيؤيؤ يعجب من رآه * ما في اليآيى يؤيؤ شرواه
(2) اليرنأ بضم الياء وفتحها مقصورة النون مشددة، واليرناء بالضم والمد.
(3) هو دكين بن رجاء. وإنشاده في اللسان: كأن باليرناء المعلول * حب الجنى من شرع نزول جاد به من قلت الثميل * ماء دوالى زرجون ميل

(1/85)


باب الباء:
فصل الالف:
[أبب] الأبُّ: المَرْعى. قال الله تعالى: (وفاكِهَةً وأًبّاً) . أبو عمرو: الأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوطن. أبو زيد: أَبَّ يَؤُبُّ أَبّاً وأَباباً وأَبابَةً: تَهَيَّأ للذَهاب وتَجَهَّزَ، يقال هو في أبابه، إذا كان في جَهازِهِ. وقال الأعشى:
أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهبا (1)
[أتب] الإِتْبُ: البَقيرُ، وهو ثَوبٌ أو بُرْدٌ يُشَقُّ في وَسَطهِ فَتُلْقيِه المرأَةُ في عُنُقِها من غَيْرِ كمٍ ولا جَيْبٍ، والجمعُ الاتوب. تقول: أتبتها تأتيبا فأتتبت هي، أي ألبستها الاتب فلبسته. ويقال: تأتب قوسه على ظهره.
[أدب] الأَدَبُ: أدَب النَّفْس والدَّرْسِ، تقول منه: أَدُبَ الرجُلُ بالضم فهو أَديبٌ، وأَدَّبْتُهُ فَتأَدَّبَ. وابن فلان قد استأدَبَ، في معنى تأدب.
_________
(1) صدره:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم * أي صرمتكم في تهيئ لمفارقتكم، ومن تهيأ للمفارقة فهو كمن صرم

(1/86)


والادب: العجب. قال الراجز (1) : بشمجى المشى عجول الوثب (2) * حتى أتى أزبيها بالادب الازبى: السرعة والنشاط. والادب أيضا: مصدر أدب القوم يأدبهم بالكسر، إذا دَعاهُمْ إلى طعامِه. والآدِبُ: الداعي. قال طرفة: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب فينا ينتقر ويقال أيضاً: آدَبَ القَوْمَ إلى طعامه يؤدبهم إيدابا، حكاها أبو زيد، واسم الطعام المأدبة والمأدبة. قال الشاعر (3) يصف عقابا: كأن قلوب الطير في قعر عشها * نوى القسب (4) ملقى عند بعض المآدب
[أرب] الإِرْبُ: العُضْوُ. يقال: السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضاً. ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ. قال الشاعر:
_________
(1) منظور بن حبة الاسدي.
(2) وبعده:
غلابة للناجيات الغلب
(3) هو صخر الغى.
(4) القسب: تمر يابس صلب النوى. شبه قلوب الطير في وكر العقاب بنوى القسب.

(1/86)


* مستأرب عضه السلطان مَديونُ (1) * وَالإِرْبُ أيضاً: الدَهاء، وهو من العَقْل. يقال: هو ذو إرْبٍ. وقد أَرُبَ يَأْرُبُ إرَباً، مثل: صغر صغرا، وأرابة أيضا بالفتح، عن أبى زيد. وفلان يؤارب صاحبه، إذا داهاهُ. والأّريبُ: العاقِلُ. والأِرْبُ أيضاً: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإربة، وأرب، ومأربة، ومأربة. وفى المثل: " مأربة لاحفاوة "، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ أَرَباً. وقوله تعالى: (غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ) ، قال سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ. وأَرِبَ الدَهْرُ أيضا، إذا اشتد. وقال (2) : أرب الدهر فَأعْدَدْتُ له * مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكتد ويقال أيضا: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ. ويقال أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً.
_________
(1) وصدره:
وناهزوا البيع من ترعية رهق * ويروى: مستأرب بكسر الراء، أي أخذه الدين من كل جانب. والمناهزة في البيع: انتهاز الفرصة. وناهزوا البيع، أي بادروه. والرهق: الذى به خفة وحدة. وقيل الرهق السفه وهو بمعنى السفيه. وعضه السلطان أي أرهقه وأعجله وضيق عليه الامر. والترعية: الذى يجيد رعية الابل. وفلان ترعية مال، أي إزاء مال حسن القيام بها.
(2) أبو داود الايادي يصف فرسا.

(1/87)


وأرب بالشئ أيضا: درب به وصار بصيراً فيه، فهو أَرِبٌ. وقال الشاعر أبو العِيالِ: يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا * ءِ وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ. وَتَأْريبُ العقدة: إحكامها، يقال: أرب عقدتك، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تحل حلا. قال ابن مقبل:
ضرب القداح وتأريب على الخطر (1) * وتأريب الشئ أيضا: تَوْفيرُهُ. وكل مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب. يقال: أَعْطاهُ عُضواً مُؤَرَّباً، أي: تامّاً لم يكسر. الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشئ. يقال: تأربت في حاجتي، وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تأبى وتشدد. وآربت على القوم، أي: فزت عليهم وفلجت. ومنه قول لبيد:
وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقمرة مؤرب (2) * ومأرب: موضع، ومنه ملح مأرب.
_________
(1) وصدره:
بيض مهاضيم ينسيهم معاطفهم * ويروى:
شم مخاميص ينسيهم مراديهم * أي شم الانوف، خمص البطون، والمرادي: الاردية، واحدها مرادة. والتأريب: الشح والحرص. والمشهور في الرواية " وتأريب على اليسر " عوضا من " الخطر "، وهو أحد أيسار الجزور، وهى الانصاء.
(2) وصدره:
قضيت لبانات وسليت حاجة:

(1/87)


والاربى: الداهية، بضم الهمزة. قال ابن أحمر: فلما غسى ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بأم حبو كرى
[أزب] المئزاب: المزراب، وربما لم يهمز، والجمعُ المآزيبُ. والازب: اللئيم، والازب: القصير الدّميمُ. ابن الاعرابي: رجلٌ إزْبٌ حزب، أي داهية.
[أسب] أبو عمرو: الاسب بالكسر: شعر الاست ويحتمل أن يكون أصله من الوسب، وهو النبات، فقلبت الواو همزة، كما قالوا إرث وورث.
[أشب] أَشَبَهُ يأْشِبُهُ أَشْباً: لامَهُ وعابَهُ. وقال أوس (1) : ويَأْشِبُني فيها الذين يَلونها * ولو عَلِموا لم يَأْشِبوني بباطِلِ (2) ويقال أيضاً: أَشَبْتُ القومَ، إذا خَلَطْتَ بَعْضَهُمْ ببعض. والأُشابَةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع الأَشائبُ. قال النابغة: وثِقْتُ له بالنَصْرِ إذْ قِيلَ قد غَزَتْ * قبَائِلُ من غَسَّانَ غَيرُ أَشائِبِ
_________
(1) في اللسان: أبو ذؤيب.
(2) بطائل، كما في اللسان، وهو الصحيح. يقول: لو علم هؤلاء الذين يلون أمر هذه المرأة أنها لا توليني إلا شيئا يسيرا، وهو النظرة والكلمة، لم يأشبونى بطائل أي لم يلوموني. والطائل: الفضل.

(1/88)


وتأَشَّبَ القَوْمُ: اختلطوا، وائْتَشَبوا أيضاً. يقال: جاء فلان فيمن تأَشَّبَ إليه، أي انضمَّ إليه والتَفَّ إليه. والتَأْشِيبُ: التَحْريشُ بين القومِ. وأَشِبَتِ الغَيْضَةُ، بالكسر، أي الْتَفَّتْ. وعِيصٌ أَشِبٌ، أي: مُلْتَفٌ، وعَدَدٌ أَشِبٌ. وفلان مُؤْتَشَبٌ، أي: مخلوطٌ غيرُ صريح في نَسَبِهِ. وقولهم: ضَرَبَتْ فيه فلانة بِعِرقٍ أَشِبٍ، أي: ذى التباس.
[ألب] الفرّاء: ألَب الإِبل يَألِبها ويألُبها ألْباً: جمعها وساقها. وأَلَبْتُ الجَيْشَ، إذا جَمَعْتَهُ. وتَأَلَّبوا: تَجَمَّعوا. وهم أَلْبٌ وإِلْبٌ، إذا كانوا مجتمعين. قال رُؤْبةُ: قَدْ أَصْبَحَ الناس علينا ألبا * فالناس في جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا وكذلك الأُلْبَةُ، بالضم. والتأليبُ: التحْريضُ، يقال: حَسودٌ مؤلب. قال ساعدة بن جؤية الهذلى:
ضبر لباسهم القتير مؤلب (1) * والتألب، مثال الثعلب: شجر.
_________
(1) صدره:
بيناهم يوما هنالك راعهم * الضبر: الجماعة يغزون. والقتير: مسامير الدروع. وأراد بها هاهنا الدروع نفسها. وراعهم: أفزعهم.

(1/88)


[أنب] أَنَّبَةُ تَأْنيباً، عَنَّفَهُ ولامَهُ. وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً، إذا لم تَشْتَهِ الطعام.
[أوب] يقال: جاءُوا من كل أَوْبٍ، أي من كل ناحِيَةٍ. وآبَ أي رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وأَوْبَةً وإياباً. والأوَّابُ: التائِبُ. والمآبُ: المَرْجِعُ: وائْتابَ (1) مثل آبَ، فَعَلَ وافتعل بمعنى. قال الشاعر: ومن يتق فإن الله معه * ورزق الله مؤتاب وغادى وفلان سريع الاوبة. قال أبو عبيدة: وقوم يُحَوِّلون الواوَ ياءً فيقولون: سَريعُ الأَيْبَةِ. وآبَتِ الشمسُ: لُغَةٌ في غابَتْ. والأَوْبُ: سُرْعَةُ تَقْليبِ اليدينِ والرجْلَيْنِ في السير. قال الشاعر:
أوب يديها برقاق سهب (2) * تقول منه: ناقة أؤوب على فعول. والتأويب: أن تسيرَ النهارَ أجمعَ وتَنْزِلَ اللَيْلَ.
_________
(1) ائتاب بوزن اغتاب، كما في المختار، قال: وفى أكثر النسخ " واتأب " مضبوط بتشديد، وهو من تحريف النساخ إلى آخر ما قبله.
(2) صدره:
كأن أوب مائح ذى أوب:

(1/89)


و (يا جبال أوبى معه) أي سَبِّحي، لأنه قال: (إنَّا سَخَّرنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) . وأُبْتُ إلى بني فلانٍ وَتأَوَّبْتُهُمْ، إذا أَتَيْتُهُمْ لَيْلاً. وقال أبو زيد: تَأَوَّبْتُ، إذا جِئْتَ أولَ اللَيْلِ، فأَنا متأوب ومتأيب.
[أهب] تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ. وأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُها والجَمْعُ أُهَبٌ. والإهابُ: الجِلدُ ما لم يُدْبَغ، والجمعُ أَهَبٌ على غير قياس، مثل: أدم وأفق وعمد، جمع أديم وأفيق وعمود. وقد قالوا أهب بالضم، وهو قياس.
فصل الباء
[ببب] يقال للأحْمَقِ الثقيلِ: بَبَّهٌ. وهو أيضا لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب والى البصرة. قال الفرزدق: وبايعت أقواما وفيت بعهدهم * وببة قد بايعته غير نادم وهو أيضا اسم جارية. قال الراجز (1) : لانكحن ببه * جارية خدبه (2) مكرمة محبه * تجب أهل الكعبه
_________
(1) هي هند بنت أبى سفيان ترقص ابنها عبد الله ابن الحارث.
(2) والخدبة: التامة الخلق.

(1/89)


أي تغلبهم حسنا. ويقال هم بَبَّانٌ واحدٌ، كما يقال بَأْجٌ واحدٌ. قال عمر رضي الله عنه " إنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحداً، يريد التَسْويةَ بينهم في القَسْم. وكان يُفَضِّلُ المهاجرين (1) وأهلَ بَدْرِ في العطاء. وهذا الحرف هكذا سمع منهم. وناس يجعلونه من هيان بن بيان، وما أراد محفوظا عن العرب.
[بوب] البابُ يُجْمَعُ أبواباً، وقد قالوا أَبْوِبَة، للازدواج. قال ابن مُقْبِلٍ الشاعر (2) : هَتَّاكِ أَخْبِيَةٍ وَلاَّجِ أَبْوِبَةٍ * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ واللِّينا ولو أفْرَدَهُ لم يَجُزْ. وتَبَوَّبْتُ بَوَّاباً: اتخذته. وأبْوابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال أصنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وهذا شئ من بابتك، أي يصلح لك.
[بيب] بيبة: اسم رجل، وهو بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع. قال جرير:
_________
(1) في اللسان: " يفضل المجاهدين ".
(2) وقيل القلاخ بن حبابة. وفى التكملة للصاغاني أن القافية مضمومة، والرواية:
ملء الثواية فيه الجد واللين:

(1/90)


ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا * وما ردم من جار بيبة ناقع (1)
فصل التاء
[تأب] التوأبانيان: قادمتا الضرع. قال ابن مقبل: فمرت على أطراف (2) هر عشية * لها توأبانيان لم يتفلفلا أي لم تسود حلمتاهما. قال أبو عبيدة: سمى ابن مقبل خلفي الناقة توأبانيين، ولم يأت به عربي، كأن الباء مبدلة من الميم.
[تبب] التَبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ. تقول منه: تَبَّ تَباباً، وتَبَّتْ يداهُ، وتقول: تَبَّاً لفلانٍ، تَنْصِبُهُ على المصدر بإضمار فِعْلٍ، أي ألْزَمَهُ الله هلاكاً وخُسراناً. وتَبَّبوهُمْ تَتْبيباً، أي أهْلَكوهُمْ. واسْتَتَبَّ الأمْرُ، تَهَيَّأَ واستقام.
[ترب] التُرابُ فيه لُغاتٌ، تُرابٌ وتَوْرابٌ وتَوْرَبٌ وتَيْرَبٌ وتُرْبٌ وتُرْبَةٌ وتَرْباءُ وتَيْرابٌ وتِرْيَبٌ وتَريبٌ (3) ، وجمع التُرابِ أَتْرِبَةٌ وتِرْبانٌ. والتَرْباءُ: الأرضُ نفسها. وترب الشئ
_________
(1) مار: تحرك.
(2) في اللسان: " على أظراب ".
(3) بوزن أمير، وما قبله كعثير بالكسر.

(1/90)


بالكسر: أصابه التُرابُ. ومنه تَرِبَ الرجل: افتَقَرَ، كأنَّهُ لَصِقَ بالترابِ. يقال: تَرِبَتْ يَداك! وهو على الدُعاءِ، أي لا أصبت خيرا. وتربت الشئ تَتْريباً فَتَتَرَّبَ، أي تَلَطَّخَ بالترابِ. وأتربت الشئ: جعلت عليه التراب. وفى الحديث: " أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة ". وأَتْرَبَ الرَجُلُ: استَغْنَى، كأنَّه صار له من المالِ بقَدْرِ الترابِ. والمَتْرَبَةُ: المَسْكَنَةُ والفاقَةُ، ومِسكينٌ ذو مَتْرَبَةٍ، أي لاصِقٌ بالترابِ. والتَرِباتُ: الأناملُ، الواحِدَةُ تَرِبَةٌ. وريحٌ تَرِبَةٌ أيضا، إذا جاءت بالتراب. والتربة أيضا: نبت: وتربة، مثال همزة: اسم واد. وجمل تَرَبوتٌ وناقَةٌ تَرَبوتٌ، أي ذَلولٌ وأصله من التراب، الذَكَرُ والأُنْثى فيه سَواءٌ. وقولهم هذه تِرْبُ هذه أي لِدَتُها، وهُنَّ أَتْرابٌ. والتَريبَةُ: واحِدَةُ الترائِبِ وهي عِظامُ الصَدْرِ ما بين التَرْقَوةِ إلى الثندؤة. قال الشاعر (1) :
أشرف ثدياها على التريب (2)
_________
(1) هو الاغلب العجلى.
(2) وبعده:
لم يعدوا التفليك في النتوب * والتفليك: من فلك الثدى. والنتوب: النهود، وهو ارتفاعه.

(1/91)


ويترب بفتح الراء: موضع قريب من اليمامة. قال الاشجعى: وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب
[تعب] تَعِبَ تَعَباً: أَعْيَا. وأَتْعَبَهُ غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل متعوب.
[تغب] تَغِبَ بالكسر تَغَباً: هَلَكَ.
[تلب] التولب: الجحش. قال سيبويه: هو مصروف، لانه فوعل. ويقال للاتان أم تولب. وقول أوس: وذات هدم عار نواشرها * تصمت بالماء تولبا جدعا - يعنى صبيا، وهو استعارة. واتلاب الامر اتلئبابا: استقام، والاسم التُلأْبيبَةُ. واتْلأَبَّ الطريقُ، إذا امتدَّ واستوى. واتْلأَبَّ الحمارُ: أقام صدرَه ورأسَه. قال لبيد: فأورَدَها مَسْجورَةً تحت غابةٍ * من القرنتين واتلاب يحوم
[توب] التوبة: الرجوع من الذنب. وفي الحديث: " النَدمُ توبَةٌ "، وكذلك التَوْبُ مثله. وقال الأخفش: التَوْبُ جمع توبة، مثل عومة وعوم.

(1/91)


وتاب إلى الله توبةً ومتاباً. وقد تاب الله عليه: وفقه لها. وفى كتاب سيبويه: التوبة على تفعلة: التوبة. واستتابه: سأله أن يتوب. والتابوت أصله تابوة، مثل ترقوة، وهو فعلوة، فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. قال القاسم بن معن: لم تختلف لغة قريش والانصار في شئ من القرآن إلا في التابوت، فلغة قريش بالتاء، ولغة الانصار بالهاء.
فصل الثاء
[ثأب] الاثأب: شجر، الواحدة أثابة. قال الكميت: وغادرنا المقاول في مكر * كخشب الاثأب المتغطر سينا والثؤباء ممدود. وفى المثل " أعدى من الثوباء ". تقول منه تَثاءَبْتُ، على تَفاعَلْتُ، ولا تقل تثاوبت.
[ثرب] الثرب: شحم قد غشى الكَرِشَ والأمعاءَ رقيقٌ. والتثريب، كالتأنيب والتعيير والاستقصاء في اللوم. يقال: لا تثريب عليك. وهو من

(1/92)


الثرب كالشغف من الشغاف. وقال بشر (1) : فَعَفَوتُ عنهم عَفْوَ غيرِ مُثَرِّبٍ * وَتَرَكْتُهُمْ لعقاب يومٍ سَرْمَدِ الأصمعي: ثَرَّبْتُ عليه وَعَرَّبْتُ عليه بمعنى، إذا قبحت عليه فعله. ويثرب: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. الفراء: نصل يثربى وأثر بي، منسوب إلى يثرب، هي والمدينة. وإنما فتحوا الراء استيحاشا لتوالى الكسرات. وأنشد:
وأثر بي سنخه مرصوف * أي مشدود بالرصاف.
[ثرقب] الثُرْقُبيَّةُ: ثيابٌ بيضٌ من كَتَّانٍ، يقال ثوبٌ ثُرقبيٌّ، وفُرقُبيٌّ، لضَرْبٍ من ثياب مصر بيض.
[ثعب] ثعبت الماء ثعبا: فجرته: والثَّعَبُ، بالتحريك: مسيلُ الماء في الوادي، وجمعه ثُعْبانٌ. والثعبان أيضاً: ضربٌ من الحيَّاتِ طوالٌ، والجمع ثعابينٌ. والثُعْبَةٌ: ضربٌ من الوَزَغِ. والمثعب، بالفتح: واحد مثاعب الحياض. وانْثَعَبَ الماءُ: جرى في المَثْعَبِ. وانثعب الدم من الانف.
_________
(1) وقيل لتبع.

(1/92)


قال الأصمعي: فوهُ يَجْري ثعابيبَ وَسعابيبَ، وهو أن يجريَ منه ماءٌ صاف فيه تمدد.
[ثعلب] الثعلب معروف. قال الكسائي: الانثى منه ثعلبة، والذكر ثعلبان. وأنشد: أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب (1) وداء الثعلب: علة معروفة يتناثر منها الشعر. وأرض مثعلبة، بكسر اللام: ذات ثعالب. وأما قولهم أرض مثعلة، فهو من ثعالة، ويجوز أيضا أن يكون من ثعلب، كما قالوا معقرة لارض كثيرة العقارب. والثعلب: طرف الرمح الداخل في جُبَّةِ السنانِ. والثعلب: مخرجُ ماء المطر من جَرينِ التَمْرِ. والثعلبتان: ثعلبة من جدعاء بن ذهل ابن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة ابن طيئ، وثعلبة بن رومان بن جندب. قال الشاعر (2) : يأبى لى الثعليتان (3) الذى * قال خباج الامة الراعيه
_________
(1) الشعر لغاوى بن ظالم السلمى، وقيل لابي ذر الغفاري، وقيل لعباس بن مرداس. وقال الصاغانى: " والصواب في البيت الثعلبان: تثنية ثعلب ".
(2) عمرو بن ملقط الطائى.
(3) في المطبوعة الاولى: " ياتي لى الثعلبان " تحريف والصواب في اللسان.

(1/93)


وأم جندب: جديلة ابنة سبيع بن عمرو من حمير، إليها ينسبون. والثعلبية: موضع بطريق مكة.
[ثغب] الثَغَبُ: الغدير يكون في ظلّ جبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه، والجمع ثغبان، مثل شبث وشبثان، وثغبان مثل حمل وحملان. قال الشاعر (1) :
مشعشعة بثغبان البطاح (2) * وقد يسكن فيقال ثَغْبٌ، والجمع ثِغابٌ وأثغاب.
[ثقب] الثَقْبُ بالفتح: واحدُ الثقوب. والثُقْبُ بالضم: جمع ثُقْبَةٍ. ويجمع أيضاً على ثُقَبٍ. والمِثْقَبُ: ما يثقب به. وثقبت الشئ ثقبا، وثَقَّبْتُهُ، شُدِّدَ للكثرة. ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أي مثقوبٌ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ، إذا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ. وتثقيبُ النارِ: تَذْكِيَتُها. ويقال أيضا ثقب عود العرفج، وذلك إذا مطر ولان عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد قليلا قيل:
_________
(1) هو الاخطل.
(2) صدره:
وثالثة من العسل المصفى:

(1/93)


قد أدبى، وهو حينئذ يصلح أن يؤكل، فإذا تمت خوصته قيل: قد أخوص. والمثقب بكسر القاف: لقب شاعر من بنى عبد القيس (1) ، سمى بذلك لقوله: أرين محاسنا وكنن أخرى (2) * وثقبن الوصاوص للعيون وثقبت النار تثقب ثقوبا وثقابة، إذا اتقدتْ، وأَثْقَبْتُها أنا. وشِهابٌ ثاقب، أي مضئ. ويقال أيضا: ثَقَبَتِ الناقةُ (3) . أي غَزُرَتْ، فهي ثاقبٌ. والثَقوبُ بالفتح: ما تُشْعِلُ به النارَ من دِقاقِ العيدانِ.
[ثلب] ثَلَبَهُ ثَلْباً، إذا صَرَّحَ بالعيب وتنقّصَهُ. قال الراجز:
لا يُحْسِنُ التعريضَ إلاَّ ثَلْبا * والمثالبُ: العيوبُ، الواحدة مَثْلَبَةٌ. والأَثْلَبُ والإِثْلِبُ (4) : فتات الحجارة والتراب. قيل: " بفيه الاثلب والاثلب ".
_________
(1) المثقب اسمه عائذ بن محصن العبدى. والوصاوص: جمع وصوص، وهو ثقب في الستر وغيره على مقدار العين ينظر فيه.
(2) في اللسان:
ظهرن بكلة وسدلن رقما
(3) تثقب ثقوبا.
(4) الاول بالفتح والثانى بالكسر. ويوجد في بعض نسخ زيادة في الآخر: " والثليب: الكلا ".

(1/94)


والثلب بالكسر: الجمل الذي انكسرَتْ أنيابُهُ من الهَرَمِ وتناثر هُلْبُ ذَنَبِهِ، والانثى ثلبة، والجمع ثلبة مثل قرد وقردة. تقول منه: ثلب البعير تثليبا. عن الاصمعي، قاله في كتاب الفرق. ورمح ثَلِبٌ، أي مُتَثَلِّمٌ. قال أبو العيال الهذلى: ومطرد من الخط ى $ لا عارٍ ولا ثَلِبُ * ومنه امرأةٌ ثالِبَةُ الشَوى، أي مُتَشَقِّقة القدمين. قال جرير: لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس السرى لا يعرف الكرم جيدها والثلبوت: اسم واد بين طيئ وذبيان.
[ثوب] الثوب: واحدُ الأثوابِ والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أثوب فيهمز، لان الضمة على الواو تستثقل والهمزة أقوى على احتمالها. وكذلك دار وأدور وساق وأسوق وجميع ما جاء على هذا المثال. قال الراجز (1) : لكل دهر قد لبست أثؤبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا * أملح لا لذا ولا محببا قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ. وثاب الرجل يثوب ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه. وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا. وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض.
_________
(1) هو معروف بن عبد الرحمن.

(1/94)


ومثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء إذا استفرغ. وهو الثبة أيضا، والهاء عوض عن الواو الذاهبة من عين الفعل، كما عوضوا في قولهم أقام إقامة، وأصله إقواما. والمثابة: الموضع الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى. ومنه قوله تعالى: (وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ) وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه، والجمع المَثابُ. وربَّما قالوا لموضع حِبالَةِ الصائد مثابة، قال الراجز: حتى متى (1) تطلع المثابا * لعل شيخا مهترا مصابا يعنى بالشيخ الوعل. والمثاب: مَقام المستقي على فم البئر عند العرش. قال القُطاميُّ (2) : وما لِمَثاباتِ العُروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ والثواب: جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: (لَمَثوبَةٌ منْ عِنْد اللهِ خير) وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمه وصلح بدنه. واستثابه: سأله أن يثيبه.
_________
(1) في اللسان " متى متى ".
(2) يصف البئر وتهورها.

(1/95)


وقوله تعالى: (هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يَفْعَلون) أي جوزوا. والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خير من النوم. وقولهم في المثل " أطلوع من ثواب " هو اسم رجل كان يوصف بالطواعية. قال الشاعر (1) : وكنت الدهر لست أطيع أنثى * فصرت اليوم أطوع من ثواب والثائب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر. ورجل ثَيِّبٌ (2) وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال ابن السكيت: وذلك إذا كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه: قد ثيبت المرأة.
فصل الجيم
[جأب] أبو زيد: الجَأْبُ: الغليظ من حُمُرِ الوحشِ، يهمز ولا يهمز. ويقال للظبية حين طلَع قرنُها: جَأْبَةُ المِدْرى. وأبو عبيدة لا يهمز. قال بشر: تعرض جأبة المدرى خذول * بصاحة في أسرتها السلام وصاحة: جبل. والسلام: شجر. وإنما
_________
(1) هو الاخنس بن شهاب.
(2) ذكرت في اللسان والقاموس في مادة ثيب) لا (ثوب) ونبه صاحب القاموس على أن ذكرها هنا وهم.

(1/95)


قيل جأبة المدرى لان القرن أول ما يطلع يكون غليظا ثم يدق، فنبه بذلك على صغر سنها. ويقال: فلان شخت الآلِ جَأْبُ الصَبْرِ، أي دقيق الشَخْصِ غليظ الصبرِ في الأمور. والجَأْبُ: الكَسْبُ، تقول منه: جأَبْتُ أجأب. قال الراجز (1) :
والله راع (2) عمل وجأبى
[جبب] الجّبٌّ: القَطْعُ. وخَصِيٌّ مَجْبوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. وبعيرٌ أجبُّ بيِّن الجببِ، أي مقطوعُ السَنامِ. وفلان جب القوم، إذا غلبهم. قال الراجز: من رول (3) اليوم لنا فقد غلب * خبزا بسمن وهو عند الناس جب والجباب: التي تُلبَسُ. والجِبابُ أيضاً: تلقيح النخل، يقال: جاء زمن الجِبابِ. وقد جَبَّ الناسُ النخل. والجُبَّةُ: ما دخل فيه الرمحُ من السِنانِ. والجُبَّةُ: مَوصِلُ الوَظيفِ في الذراع. قال الأصمعيّ: هو مَغْرِزٌ الوظيفِ في الحافر. والتجبيب: أن يبلغ التحجيل ركبة اليد
_________
(1) هو رؤبة بن العجاج.
(2) يروى " واع ".
(3) رول الخبز بالسمن: لته لتا شديدا.

(1/96)


وعرقوب الرِجْلِ. والفرس مُجَبَّبٌ، وفيه تجبيبٌ، والاسم الجبب. قال الكميت: أعطيت من غرر الاحساب شادخة * زينا وفزت من التحجيل بالجبب والتجبيب أيضا: النفار، يقال جَبَّبَ فلان فذهب. والمَجَبَّةُ: جادة الطريق. والجباب بالضم: شئ يعلو ألبان الإبل كالزُبْدِ، ولا زبد لالبانها. قال الراجز:
عصب الجباب بشفاه الوطب.
(1) * والجبجبة (2) : الكرش يجعل فيها الخَلْعُ، أو تذابُ الإهالَةُ فتُحقَنُ فيها. وتَجَبْجَبَ الرجلُ، إذا اتَّشَقَ. والوشيقةُ: لحمٌ يُغْلى إغْلاءَةً ثم يقدَّدُ، فهو أبقى ما يكون. قال الشاعر (3) : إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ والجُبْجُبَةُ أيضاً: زَبِيلٌ من جلودٍ يُنقَلُ فيه التراب، والجمع: الجباجب. والجب: البئر التى لم تُطْوَ، وجمعها جِبابٌ وجبَبَةٌ.
_________
(1) وقبله:
يعصب فاه الريق أي عصب
(2) بضم الجيمين وفتحهما أيضا.
(3) هو خمام بن زيد مناة اليربوعي.

(1/96)


والجَبوبُ: الأرض الغليظة، ويقال وجه الارض، ولا يجمع.
[جخب] الجخابة، مثل السحابة: الاحمق الذى لا خير فيه، يقال: إنه لجخابة هلباجة.
[جخدب] الجُخْدُبُ (1) : ضربٌ من الجنادب، وهو الأخضر الطّويل الرجلين، والجُخادِبُ مثله، ويقال له أيضا أبو جخادب، وهو اسم له معرفة، كما يقال للاسد أبو الحارث. تقول: هذا أبو جخادب قد جاء. والجخدب أيضا والجخادب: الجمل الضخم. قال الراجز (2) :
شداخة ضخم الضلوع جخدبا (3) * والجمع: الجخادب بالفتح.
[جدب] الجَدْبُ: نقيض الخِصْبِ. ومكانٌ جدبٌ أيضاً وجديبٌ: بَيِّنُ الجدوبة. وأرضٌ جَدْبَةٌ وأرضٌ جُدوبٌ. وفلانٌ جَديبُ الجَنابِ، وهو ما حوله. وأَجْدَبَ القومُ: أصابَهُمُ الجَدْبُ. وأجْدَبْتُ أرض كذا: وجدتها جدبة.
_________
(1) بضم الدال وفتحها.
(2) هو رؤبة.
(3) قال ابن برى: هذا الرجز أورده الجوهرى على أن الجخدب الجمل الضخم، وإنما هو في صفة فرس، وقبله: ترى له مناكبا ولببا * وكاهلا ذا صهوات شرجبا

(1/97)


والجدب: العيب. وفى الحديث: " أنه جَدَبَ السَمَرَ بعدَ العِشاءِ "، أي عابه. قال ذو الرمة: فيالك من خد أسيل ومنطق * رخيمٍ ومن خَلْقٍِ تَعَلَّلَ جادِبُهْ يقول: لا يجد فيه عيبا يعيبه به، فيتعلَّل بالباطل. ابن السكيت: جادَبَتِ الإِبلُ العامَ، إذا كان العامُ مَحْلاً فصارت لا تأكل إلا الدِرينَ الأسودَ، دَرينَ الثمام. والجندب والجندب (1) : ضرب من الجراد، واسم رجل. قال سيبويه: نونها زائدة. أبو زيد: يقال وقع القوم في أم جندب، إذا ظلموا، كأنها اسم من أسماء الاساءة والظلم والداهية.
[جذب] الجَذْبُ: المدُّ. يقال جذبَهُ، وجبذه على القلب، واجتذبه أيضا. يقال للرجل إذا كَرَعَ في الإناء: جذب منه نَفَسَاً أو نَفَسَين. وبيني وبين المنزل جَذْبَةٌ، أي قطعة، يعني بُعْدٌ. ويقال جَذْبَةٌ من غَزْلٍ، للمجذوب منه مَرَّةً. وجذبت المُهْرَ عن أمّه، أي فطمته. قال الشاعر (2) :
_________
(1) الجندب والجندب والجندب.
(2) هو أبو النجم العجلى يصف فرسا.

(1/97)


* ثم جذبناه فِطاماً نَفْصِلُهْ (1) * أبو عمرو: الجَذْبُ: انقطاع الريق. ويقال للناقة إذا قلَّ لبنُهَا: قد جَذَبَتْ، فهي جاذبٌ، والجمع جواذبُ وجِذابٌ أيضا، مثل نائم ونيام. وجذب الشهر: مضى عامته. وجاذبته الشئ، إذا نازعته إياه. والتجاذب: التنازع. والانجذاب: سرعة السير. والجَذّبُ بالتحريك: الجُمَّارُ، وهو شحمُ النخل، الواحدة جذبة.
[جرب] الجرب معروف. وقد جرب الرجل فهو أجرب، وقوم جرب وجربى، وجمع الجرب جراب (2) . قال الشاعر (3) : وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ وأجرب الرجل: جربت إبله. والجرباء: السماء، سميت بذلك لما فيها من الكواكب، كأنها جرب لها.
_________
(1) بعده:
نفرعه فرعا ولسنا نعتله * أي نفرعه فرعا باللجام ونقدعه. ونعتله، أي نجذبه جذبا عنيفا.
(2) قال ابن برى: إنما جراب وجرب جمع أجرب.
(3) هو عمير بن خباب، أو سويد بن الصلت.

(1/98)


وأرض جرباء: مقحوطة. والجراب معروف، والعامة تفتحه، والجمع أجربة وجرب وجرب (1) . وجراب البئر أيضا: جوفها من أعلاها إلى أسفلها. والجريب من الطعام والارض: مقدار معلوم، والجمع أجربة وجربان. والمجرب مثل المجرس والمضرس: الذى قد جربته الامور وأحكمته، فإن كسرت الراء جعلته فاعلا، إلا أن العرب تكلمت بالفتح. والجربة بالكسر: المزرعة. قال بشر: تحدر ماء البئر عن جرشية * على جربة تعلو الدبار غروبها والجربياء، على فعلياء بالكسر والمد: النكباء التى تجرى بين الشمال والدبور، وهى ريح تقشع السحاب. قال ابن أحمر: بهجل من قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا وجراب، بالضم: اسم ماء بمكة. والجربة بالفتح وتشديد الباء: العانة من الحمير. وربما سموا الاقوياء من الناس إذا كانوا جماعة متساوين جربة. قال الراجز:
_________
(1) الاول بسكون الراء، والثانى بضمها.

(1/98)


جربة كحمر الابك * لا ضرع فينا ولا مذكى يقول: نحن جماعة متساوون وليس فينا صغير ولا مسن. والابك: موضع. وجربان السيف بالضم والتشديد: قرابه. وجربان القميص أيضا: لبنته، فارسي معرب. والاجربان: بنو عبس وذبيان. قال عباس بن مرداس (1) : وفى عضادته اليمنى بنو أسد * والاجربان بنو عبس وذبيان (2) والجورب معرب، والجمع الجواربة، والهاء للعجمة، ويقال الجوارب أيضا كما قالوا في جمع الكيلج الكيالج. وتقول: جوربته فتجورب، أي ألبسته الجورب فلبسه.
[جرجب] الجَراجِبُ: العظام من الإبل.
[جردب] الجَرْدَبانُ بالدال غير معجمة (3) ، فارسي معرب، أصله كرده بان، أي حافظُ الرغيفِ، وهو الذي يضع شماله على شئ يكون على الخوان كي لا يتناوله غيره. وأنشد الفراء:
_________
(1) السلمى.
(2) بضم النون.
(3) والجيم والدال مفتوحتان أو مضمومتان.

(1/99)


إذا ما كنت في قومٍ شَهاوى * فلا تَجْعلْ شِمالَك جَرْدَبانا (1) تقول منه: جَرْدَبَ في الطعام وجردم.
[جرشب] جَرْشَبَ الرجلُ وجَرْشَمَ، إذا اندمل بعد المرض والهزال.
[جسرب] الجسرب: الطويل.
[جشب] طعامٌ جَشِبٌ ومَجْشوبٌ، أي غليظ وخشن، ويقال هو الذى لا أدم معه. ولو قيل اجشوشبوا كما قالوا " اخشوشنوا " بالخاء لم يبعد، إلا أنى لم أسمعه بالجيم. والمجشاب: الغليظ. قال أبو زُبَيد (2) :
توليكَ كَشْحاً لَطيفاً ليس مِجْشابا (3) * والجَشيبُ من الثياب: الغليظ.
[جعب] جَعَبْتُهُ، أي صَرَعْتُه مثل جَعَفْتُهُ. وربما قالوا جعْبَيْتُهُ جِعْباءً فتجعبى، يزيدون فيه الباء، كما قالوا سلقيته من سلقه. والجعبة: واحدة جعاب النشاب.
_________
(1) ويروى: " جردبانا " بضم الجيم.
(2) الطائى.
(3) صدره:
قراب حضنك لا بكر ولا نصف:

(1/99)


والجعبوب: الرجل القصير الدميم (1) .
[جلب] جلب الشئ يجلبه ويجلبه جلبا وجلبا. وجلبت الشئ إلى نفسي واجتلبته بمعنىً. والجَلوبَةُ: ما يُجْلَبُ للبيع. والجَليبُ: الذي يُجْلَبُ من بلد إلى غيره. والجُلْبَةُ: جُلَيْدَةٌ تعلو الجُرْحَ عند البُرْءِ، تقول منه: جلب الجرحُ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ. وأَجْلَبَ الجرح مثله. والجُلْبَةُ أيضاً مثل الكُلْبَةِ، وهي شِدّةُ الزمان. يقال: أصابتنا جُلْبَةُ الزمان، وكُلْبَةُ الزمان. قال أَوْسُ بن مَغْراء التَميميُّ: لا يَسْمَحونَ إذا ماجلبة أزمت * وليس جارهم فيها بمختار وقال المتنخل الهذلى: قد حالَ بين تَراقيهِ ولَبَّتِهِ من جلبة الجوع جيار وإرزير (2) والجلبة أيضا: جلدة تجعل على القتب.
_________
(1) ولم يأت على فعلى إلا ستة أحرف: " جعبى ": عظام النمل التى يعضضن ولهن أفواه واسعة، و " أربى ": الداهية و " أرنى ": حب بقل يطرح في اللبن فيثخنه ويجبنه، و " أدمى " موضع، و " جنفى ": اسم موضع، و " شعبى ": موضع.
(2) في المطبوعة الاولى " جياز " بالزاى، تحريف. وفى اللسان. والارزير: الطعنة، والجيار: حرقة في الجوف، وقال ابن برى: الجيار: حرارة من غيظ تكون في الصدر، والارزير: الرعدة.

(1/100)


والجلب والجلب: سحاب رقيق ليس فيه ماء. قال تأبط شرا (1) : ولست بجلب جلب ريح وقرَّةٍ * ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير معزل وجِلْبُ الرَّحْلِ أيضاً وجُلْبُهُ: عيدانُهُ. وقال (2) : عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور شبه بعيره بثور وحشى رائح وقد أصابه المطر. وجَلَبَ على فرسه يَجْلَبُ بالضم جَلْباً، إذا صاحَ به من خلفه واستحثَّه للسَبْقِ. وأَجْلَبَ عليه مثلُهُ. وأَجْلَبَ قَتَبَه: غشَّاه بالجُلْبَةِ، وهو أن يجعل عليه جِلْدَةً رطبة فَطيراً ثم يتركَها عليه حتى تيبس. قال النابغة الجعدى يصف فرسا: أمر ونحى من صلبه * كتنحية القتب المجلب وأجلبه، أي أعانه. وأجلبوا عليه، إذا تجمعوا وتألبوا، مثل أحلبوا. قال الكميت: على تلك إجرياى وهى ضريبتي * ولو أجلبوا طرا على وأحلبوا وأجلب الرجل، أي نتجت إبله ذكورا،
_________
(1) يقول: لست برجل لا نفع فيه ومع ذلك فيه أذى كالسحاب الذى فيه ريح وقر ولا مطر فيه، والجمع أجلاب.
(2) هو العجاج، كما في اللسان.

(1/100)


لانه يجلب أولادَها فتباع. وأحلب بالحاء، إذا نتجت إناثا. والجلباب: الملحفة. قالت امرأة (1) من هذيل ترثي قتيلاً: تَمشي النسورُ إليه وَهْيَ لاهِيَةٌ * مَشْيَ العذارى عليهم الجلابيبُ والمصدر الجَلْبَبَةُ، ولم تُدْغَمْ لأنها ملحقة بدحرجة. والجلب والجلبة: الاصوات، تقول منه جَلَّبُوا بالتشديد. والجَلَبُ الذي جاء النَهْيُ عنه (2) هو أن لا يأتي المصدِّقُ القومَ في مياههم لأخْذ الصدقات ولكنْ يأمرهم بجلْب نَعَمِهِمْ إليه. ويقال بل هو الجَلَبُ في الرِهان، وهو أن يُرْكِبَ فرسَهُ رجلاً فإذا قرُب من الغاية تَبِعَ فرسَه فَجَلَّبَ عليه وصاح به ليكون هو السابق، وهو ضَرْبٌ من الخديعة. والجَلَبُ والأجلاب: الذين يجلبون الابل والغنم للبيع. والجلبان (3) : الخلر، وهو شئ يشبه الماش.
[جلحب] شيخٌ جِلْحابٌ وجِلْحابَةٌ: أي كبيرهم.
_________
(1) هي جنوب أخت عمرو ذى الكلب ترثيه.
(2) هو حديث " لا جلب ولا جنب ".
(3) ويقال أيضا بضم اللام وتشديد الباء.

(1/101)


[جلعب] الأصمعي: اجْلعَبَّ الرجلُ اجلعباباً، إذا اضطجع وامتدَّ وانبسط. واجلعَبَّ في السَير، إذا مضى وجدَّ. وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ، أي كثير. ورجلٌ جلعبى العين، على وزن القرنبى، أي شديد البصر. والجلعباة: الناقة الشديدة. وجلعب: اسم موضع.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل: زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية. وأنشد الاخفش:
الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ (1) : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه فجنَبَه، أي كسر جنبه.
_________
(1) بفتح النون وإسكانها.

(1/101)


وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ، شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح: الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال: أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ. وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه (1) . وفرسٌ طَوْعُ الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ (2) بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ (3)
_________
(1) في المطبوعة الاولى " ناحيته "، وصوابه في اللسان.
(2) الجميح لقب، وهو منقذ بن الطماح بن قيس الاسدي، وهو فارس شاعر جاهلي قتل يوم جبلة.
(3) قبله: أمست أمامة صمتا ما تكلمنا * مجنونة أم أحست أهل خروب أهل خروب، يريد قومها.

(1/102)


والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ أسْهلَها (1) * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ: بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد. والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها. قال الراجز (2) :
رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ. والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا انزل فيهم غريبا، فهو
_________
(1) في الصاغانى: أسهله. وهو في صفة فرس. والماء: العرق.
(2) وهو الحسن بن مزرد. وقبله: قالت له مائلة الذوائب * كيف أخى في العقب النوائب * أخوك ذو شق على الركائب * رخو الحبال مائل الحقائب * ركابه في الحى كالجنائب يعنى أنها ضائعة كالجنائب التى ليس لها رب يفتقدها. تقول: إن أخاك ليس بمصلح لماله، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه لمن يعبث فيه، وركابه التى هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال. وقوله " رخو الحبال " أي هو رخو الشد لرحله، فحقائبه مائلة لرخاوة الشد.

(1/102)


جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير. يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم. والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال.

(1/103)


والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت (1) :
بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك الذي نُهيَ عنه (2) : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً: مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه. قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت: وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:
كأنه مستبان الشك أو جنب (3)
_________
(1) وصدره:
وشجو لنفسي لم إنسه * في الهاشميات: " فالمجتبى ".
(2) انظر ما سبق في مادة
[جلب] .
(3) وصدره:
وثب المسحج من عانات معقلة:

(1/103)


وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب لاحها التقريب (1) والجنب
[جوب] الجواب معروف. يقال أجابه وأجاب عن سؤاله، والمصدر الإجابة، والاسم الجابة بمنزلة الطاعة والطاقة. يقال: " أساء سَمْعاً فأساء جابةً " هكذا يُتَكَلَّمُ بهذا الحرف. والإجابة والاستجابة بمعنىً. يقال استجابَ الله دعاءه. قال الشاعر كعبُ بن سعدِ الغَنَويُّ: وداعٍ دعا يا مَنْ يجيب إلى النَّدى * فلم يستجبه عند ذلك مجيب (2) والمجاوبة والتجاوب: التحاوُرُ. وتقول: إنه لحسَنُ الجيبَةِ، بالكسر، أي الجواب. ورجلٌ ناصح الجيب أي أمين. والجيب للقميص، تقولُ: جُبْتُ القميصَ أجوبُهُ وأَجيبُهُ، إذا قورت جيبه. قال الراجز: باتت تجيب أدعج الظلام * جيب البيطر مدرع الهمام * والمجوب: حديدة يجاب بها أي يقطع.
_________
(1) في ديوانه: " التغريث ".
(2) وبعده: فقلت ادع أخرى وارفع الصوت رفعة * لعل أبا المغوار منك قريب

(1/104)


وجاب يجوب جَوباً، إذا خرق وقطع. قال الله تعالى: (وثَمودَ الذين جابوا الصخر بالواد) . قال أبو عبيد: وسمى رجل من بنى كلاب جوابا لانه كان لا يحفر بئرا ولا صخرة إلا أماهها. وجبت البلاد أجوبها وأجيبها، واجتبتها، إذا قطعتها. ويقال: هل جاءكم من جائبةِ خبرٍ، أي خَبَرٍ يجوب الأرض من بلد إلى بلد. وجَيَّبْتُ القميص تجييباً، إذا جعلتَ له جيباً. واجتبت القميصَ، إذا لبستَه. قال لبيد: فبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُحى * واجتاب أَرْدِيَةَ السرابِ إِكامُها والجَوْبَةُ: الفُرْجَةُ في السَحاب وفي الجبال. وانجابت السحابة: انكشفت. والجوبة: موضع ينجاب في الحَرَّةِ، والجمع جُوَبٌ. والجَوْبُ: التُرْسُ. والجَوْبُ كالبقيرة. وتجوب: قبيلة من حمير حلفاء لمراد، منهم ابن ملجم. قال الكميت (1) : ألا إن خير الناس بعد ثلاثة * قتيل التجوبى الذى جاء من مصر
_________
(1) قال ابن برى: البيت للوليد بن عقبة وليس للسكميت كما ذكر، وصواب إنشاده " قتيل التجيبى الذى جاء من مصر ". وإنما غلطه في ذلك أنه ظن أن الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، فظن أنه في على رضى الله عنه فقال التجوبى بالواو، وإنما الثلاثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضى الله عنهما، لان =

(1/104)


وتجيب: بطن من كندة، وهو تجيب بن كندة بن ثور.
فصل الحاء
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك. والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ وحببة.

(1/105)


= الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه، ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما.

(1/105)


والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر. والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ. وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر (1) : أحب أبا مروان من أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق (2) * ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق (3) وهذا شاذ لانه لا يأتي في المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً. الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول ساعدة:
_________
(1) هو عيلان بن شجاع النهشلي.
(2) في اللسان:
وأعلم أن الجار بالجار أرفق * وفى الاقتضاب ص 283: وأقسم لولا تمره ما حببته * وكان عياض منه أدنى ومشرق
(3) كذا بالاقواء. ورواه المبرد:
وكان عياض منه أدنى ومشرق * ولا إقواء في هذه الرواية.

(1/105)


هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وليك تشغب (1) أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ * تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً، عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان (2) . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ. والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر (3) :
_________
(1) تشعب يروى بالعين المهملة أي تفرق. ومن روى تشغب بالمعجمة يريد تخالف قصدك. والولى: القرب والمداناة، من ولى يلى.
(2) قلت: استحبه عليه أي آثره عليه واختاره. ومنه قوله تعالى: " فاستحبوا العمى على الهدى ". واستحبه: أحبه، ومنه المستحب. اه‍ مختار.
(3) أبو عطاء السندي.

(1/106)


فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل. وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها * كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ (1) باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر (2) :
ضرب بعير السوء إذ أحبا (3) * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد (4) :
_________
(1) في المطبوعة الاولى " المغايل " تحريف.
(2) هو أبو محمد الفقعسى.
(3) وقبله:
حلت عليه بالقفيل ضربا * والقفيل: السوط.
(4) يصف امرأة قاست عجيزتها بسبب، أي حبل، ثم ألقته إلى نساء الحى ليفعلن كما فعلت، فأدرنه على أعجازهن فوجدنه فائضا كثيرا فغلبتهن. ذكره شارح القاموس في جب بالجيم، قال: وجبت فلانة النساء تجبهن جبا: غلبتهن من حسنها. أي كما سبق في قوله تجب أهل الكعبة.

(1/106)


جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:
وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً (1) * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا: نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ (2) بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات (3) منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك النار. قال الكُسَعيُّ:
_________
(1) هو لطرفه وعجزه:
كأقاح الرمل عذبا إذا أشر * ويروى أيضا:
كرضاب المسك بالماء الخصر
(2) في اللسان: وتوقد.
(3) يعنى شفرات السيوف.

(1/107)


ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب. والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ (1) : دَلَجي إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب (2) -
[حجب] الحجاب: السِتْرُ. وحجاب الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره. وحجَبه أي منعه عن الدخول. والاخوة يحجبون الام عن الثلث. والمحجوب: الضرير. وحاجب العين جمعه حواجب، وحاجب الأمير جمعه حُجَّاب. واستحجبه: ولاه الحجبة. وحواجب الشمس: نواحيها.
_________
(1) هو حبيب بن عبد الله.
(2) قلت: هي حبى ابنة الاسود، من بنى بحتر ابن عتود كان حارث بن عتاب الطائى الشاعر يهواها، فخطبها ولم ترضه وتزوجت غيره من بنى ثعل، فطفق يهجو بنى ثعل. أو هي امرأة غيرها. اه‍ مرتضى.

(1/107)


وقوس حاجب هو حاجب بن زرارة التميمي (1) . واحتجب الملك عن الناس. ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحَجَبَةُ، بالتحريك: رأس الوَرِكِ، وهما حَجَبَتانِ تُشرفان على الخاصرتين.
[حدب] الحَدَبُ: ما ارتفع من الأرض، والجمع الحِداب. ومنه قوله تعالى: (وهُمْ من كل حَدَبٍ يَنْسِلونَ) . والحَدَبَةُ: التي في الظَهْرِ، وقد حَدِبَ ظهرُهُ فهو حَدِبٌ، واحدودبَ مثله. وأحدَبه الله فهو رجل أحدب بَيِّنَ الحَدَبِ. وناقة حدباء، إذا بدت حراقفها. يقال: هن حدب حدابير. ويقال أيضاً: حَدَبَ عليه وتحدَّب عليه، أي تعطف عليه.
[حرب] الحَرْبُ تُؤَنَّثُ، يقال: وقَعت بينهم حرب. قال الخليل: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن عن العرب. قال المازنى لانه في الاصل مصدر. وقال المبرد: الحرب قد تذكر (2) . وأنشد:
_________
(1) ويقال له أبو الوفا. وقصته مشهورة، وما ألطف قول الشاعر: تاهت علينا بقوس حاجبها * تيه تميم بقوس حاجبها
(2) الحرب: نقيض السلم، ولشهرته يعنون به القتال. والذى حققه السهيلي أن الحرب هو الترامي بالسهام، ثم المطاعنة بالرماح، ثم المجالدة بالسيوف، ثم المعانقة والمصارعة إذا تزاحموا. قاله شيخنا اه‍ مرتضى. وشيخه هو المحشى الفاسى.

(1/108)


وهو إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ * مِرْجَمُ حرب تلتظى حرابه وأنا حربٌ لمن حارَبني، أي عَدُوٌّ. وتحاربوا واحتربوا وحاربوا بمعنىً. ورجل مِحْرَبٌ بكسر الميم، أي صاحب حروب، وقوم مِحْرَبَةٌ. والحربة: واحدة الحراب. وحَرِبَ الرجل بالكسر: اشتدّ غضبه. ورجل حِرِبٌ وأسد حَرِبٌ. والتحريب: التحريش. وحَرَّبْتُه، أي أغضبتُه. وَحَرَّبْتُ السنان، أي حَدَّدْتُهُ مثل ذَرَّبْتُهُ. قال الشاعر (1) : سيُصبح في سَرْحِ الرِبابِ وراءها * إذا فَزِعَتْ أَلْفاً سِنانٍ مُحَرَّبِ وحَريبَةُ الرجل: مالَه الذي يعيش به. تقول: حَرَبَهُ يَحْرُبُهُ حَرَباً، مثل طلبه يطلبه طلباً، إذا أَخذ مالَهُ وتركه بلا شئ. وقد حرب مالَهُ، أي سلبه، فهو محروب وحَرِيبٌ. وأَحْرَبْتُهُ، أي دَلَلْتُهُ على ما يَغْنَمُهُ من عدوّ. قال الفراء: المحاريب: صدور المجالس، ومنه سُمِّيَ محراب المسجد. والمحراب: الغُرفة. قال وضاح اليمن:
_________
(1) هو مخارق بن شهاب. البيان والتبيين 4: 42.

(1/108)


ربة محراب إذا جئتُها * لم أَلْقَها أو أرتقى سلما (1) ومنه محاريب غمدان باليمن. وقوله تعالى: (فخرج على قومه من المحراب) قالوا: من المسجد. ومحارب: قبيلة من فهر. والحرباء أكبر من العَظاءَةِ شيئاً، يستقبل الشمس ويدور معها. ويقال حرباء تنضب كما يقال ذئب غضى. قال (2) : أنى أتيح (3) له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا وأرض محربئة: ذات حرباء. والحرباء أيضاً: مسامير الدروع. قال لبيد: أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها * كُلَّ حِرْباَء إذا أُكْرِهَ صَلّ وحَرابيُّ المَتْنِ: لَحماتُه. واحْرَنبى: ازْبأَرَّ، والياء للالحاق بافعنلل.
[حزب] حِزْبُ الرجل: أصحابه. والحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن. والحِزْبُ: الطائفة. وتحزبوا
_________
(1) يروى:
لم أدن حتى أرتقى سلما
(2) هو أبو داود.
(3) قال ابن برى: " أنى أتيح لها " لانه وصف ظعنا.

(1/109)


تجمعوا. والاحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام. والحَزابي: الغليظ القصير، يقال رجل حَزابٍ وَحَزابِيَةٌ أيضاً، إذا كان غليظاً إلى القِصر. والياء للالحاق، كالفهامية والعلانية من الفهم والعلن. قال أمية بن أبى عائذ الهذلى: كأنى ورحلي إذا زعتها * على جمزى جازئ بالرمال * وأصحم (1) حام جراميزه * حزابية حيدى بالدحال والحِزْباءُ: الأرض الغليظة، والحِزْباءَةُ أخصُّ منه، والجمع الحَزابي، وأصله مشدّد كما قلنا في الصحارى. والحنزاب: جزر البر. والقسط: جزر البحر. والحنزاب أيضا مثل الحزابى، وهو الغليظ القصير. وقال:
تاح لها بعدك حنزاب وزا (2) * الوزا: الشديد. وحزبه أمرٌ، أي أصابه. والحيزبون: العجوز.
[حسب] حَسَبْتُهُ أَحْسَبُهُ بالضم حَسْباً وحسابا وحسبانا
_________
(1) قال ابن برى: " أو اصحم " لانه معطوف على جمزى.
(2) القائل هو الاغلب العجلى يهجو سجاح. وصدره:
قد أبصرت سجاح من بعد العمى:

(1/109)


وحسابة، إذا عددته. وأنشد ابن الاعرابي (1) : يا جمل أسقاك (2) بلا حسابه * سقيا مليك حسن الربابه * قتلتنى بالدل والخلابه * أي بلا حساب ولا هنداز. ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر. والمعدود محسوبٌ وحَسَبٌ أيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ بمعنى منفوضٍ. ومنه قولهم: ليَكُنْ عملُكَ بِحَسَبِ ذلك، أي على قَدْرِهِ وعدده. قال الكسائي: ما أدري ما حَسَبُ حديثك، أي ما قَدْرُهُ، وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر. والحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حَسَبُهُ دينُهُ، ويقال مالُهُ. والرجل حسيبٌ، وقد حَسُبَ بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال: والشَرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وحاسبته من المحاسبة واحتسبت عليه كذا، إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. واحتسبت بكذا أجراً عند الله، والاسم الحِسْبة بالكسر وهي الأجر
_________
(1) لمنظور بن مرثد الاسدي.
(2) قوله " أسقاك " صوابه أسقيت، والربابة بالكسر: القيام على الشئ بإصلاحه وتربيته. اه‍ مرتضى.

(1/110)


والجمع الحِسب. وفلان محتسِب البلد، ولا تقل مُحْسِب. واحتَسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات وهو كبير، فإن مات صغيراً قيل افترطه. ويقال أيضاً إنه لَحَسنُ الحِسبة في الأمر، إذا كان حَسَنَ التدبير له. والحِسبة أيضاً من الحساب مثل القعدة والركبة والجلسة. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حمامتها * وأسرعت حسبة في ذلك العدد وأحسبنى الشئ، أي كفانى. وأحسبتُهُ وحَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أي أعطيته ما يرضيه. قال الشاعر (1) : ونُقْفي وَليدَ الحيِّ إن كان جائعاً * ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع أي نعطيه حتى يقول حَسْبي. وحِسْبُكَ دِرْهمٌ أي كفاك، وهو اسم. وشئ حساب، أي كافٍ. ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً) ، أي كافياً. وتقول: أعطى فأحْسَبَ، أي أكْثَرَ. وهذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، وهو مدح للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أي كافٍ لك من غيره، يستوي فيه الواحد والجمع
_________
(1) هي امرأة من بنى قشير. وقبله: أكلنا الشوى حتى إذا لم نجد شوى * أشرنا إلى خيراتها بالاصابع

(1/110)


والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال نهيك الفزارى (1) : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران (2) أو لثويت غير محسب
_________
(1) صوابه نهيكة الفرازى. وقبله، يخاطب عامر ابن الطفيل: يا عام لو قدرت عليك رماحنا * والراقصات إلى منى فالغبغب
(2) في اللسان: مران. وفى المقاييس " ثائر حران ".

(1/111)


أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن. وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد (1) لا أغامره يقول: تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا (2) ، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس (3) : أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول: كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح، مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه، بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه
_________
(1) في نوادر أبى زيد " صاحب لا أناظره ". وبعده: فقلت له فاها لفيك فإنها * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره
(2) الذى في اللسان " أحسب البعير إحسابا ".
(3) هو امرؤ القيس بن مالك الحميرى. وبعده: مرسعة بين أرساغه * به عسم يبتغى أرنبا

(1/111)


مكسورا فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو علم يعلم، إلا أربعة أحرف جاءت نوارد، قالوا: حسب يحسب ويحسب، وبئس يبأس ويبئس، ويئس ييأس وييئس، ونعم ينعم وينعم، فإنها جاءت من السالم بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر نحو: ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، وورى الزند يرى، وولى يلى.
[حشب] الحوشب: موصل الوظيف في رُسْغ الدابة. وقال الأصمعي: الحَوْشَبُ: عُظَيْمٌ صغير كالسُّلامى في طرف الوظيف بين رأس الوظيف ومُسْتَقَرِّ الحافر يدخل في الجُبَّةِ. وأنشد للعجاج: في رسغ لا يتشكى الحَوْشَبا * مَسْتَبْطِناً مع الصَميمِ عَصَبا والحوشب: المنتفخ الجنبين. قال الشاعر (1) : وتجر مجرية لها * لحمى إلى أجر حواشب
[حصب] الحصباء: الحصى. وأرض حَصِبَةٌ ومَحْصَبَةٌ بالفتح: ذاتُ حصباء. وحَصَّبْتُ المسجد تحصيباً، إذا فرشتَه بها. والمحصب: موضع الجمار بمنى.
_________
(1) الاعلم الهذلى.

(1/112)


وحصبت الرجل أَحْصِبُهُ بالكسر، أي رميته بالحصباء. وحَصَبَ في الأرض: ذهبَ فيها. والحاصب: الريح الشديدة التي تُثير الحصباء. وكذلك الحَصِبَةُ. قال لبيد: جَرَّتْ عليها أَنْ خَوَتْ من أَهْلِها * أذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَهْ وأحصب الفرسُ: أثار الحصباءَ في عَدْوِهِ، والحَصْبَةُ: بَثْرٌ يخرج بالجسد، وقد يحرك (1) . تقول منه: حَصِبَ جِلْدُهُ بالكسر يَحْصَبُ. والحَصَبُ: ما يُحْصَبُ به في النار، أي يُرْمى. قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : كُلُّ ما ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويحصب بالكسر: حى من اليمن، وإذا نسبت قلت: يحصبى فتفتح الصاد مثل تغلب وتغلبي.
[حضب] الحِضْبُ بالكسر: صوت القَوسِ، والجمع أخضاب. والحضب أيضا: الذكر من الحيات. قال أبو سعيد: هو بالضاد معجمة، وأنشد لرؤبة:
وقد تطويت انطواء الحضب (2) * والحضب لغة في الحصب. ومنه قرأ ابن
_________
(1) بسكون الصاد وفتحها وكسرها.
(2) وبعده:
بين قتاد ردهة وشقب:

(1/112)


عباس: (حَضَبُ جَهَنَّم) . قال الفراء: يريد الحصب. قال: وذكر لنا أن الحضب في لغة أهل اليمن الحطب. قال: وكل ما هيجت به النار وأوقدتها به فهو حضب. والمحضب: المسعر. قال الاعشى: فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً * لتجعل قومك شتى شعوبا
[حطب] الحَطَبُ معروف، تقول منه: حَطَبْتُ واحتطبتُ، إذا جمعته. ويقال لمن يتكلم بالغت والسمين: حاطب لَيْلٍ، لأنّه لا يبصر ما يجمع في حَبْلِهِ. وحطَبني فلان، إذا أتاك بالحَطب. قال الراجز (1) : خَبٌّ جَروزٌ وإذا جاع بَكى * لا حَطَبَ القومَ ولا القومَ سَقى والحَطَّابَةُ: الذين يحتطبون. وأحطب الكَرْمُ: حان أن يُقْطَعَ منه الحطبُ. وناقة مُحاطِبَةٌ: تأكل الشوكَ اليابس. ومكانٌ حطيبٌ: كثير الحطب. والحَطِبُ: الرجل الشديد الهُزالِ. والأحطب مثله. وقولهم: " صفقة لم يشهدها حاطب " هو حاطب بن أبى بلتعة، وكان حازما.
_________
(1) هو الشماخ.

(1/113)


[حظب] حَظَبَ حُظوباً: سَمِنَ. يقال: " اعْلُلْ تَحْظُبْ "، أي اشرب مَرَّةً بعد مرة تسمن. الاصمعي: الحنظب والحنظب (1) : الذكر من الجراد. وقال الخليل: الحناظب الخنافس، الواحد حنظب وحنظباء. قال الطماحى (2) يصف كلبا أسود: أعددت للذئب وليل الحارس * مصدرا أتلع مثل الفارس يستقبل الريح بأنف خانس * في مثل جلد الحنظباء اليابس وقال حسان بن ثابت: وأُمُّكَ سوداءُ نُوبِيَّةٌ * كأنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ * والحُنْظوبُ: المرأة الضخمة الرديئة.
[حظرب] حظرب قوسه، إذا شد توتيرها. والمُحَظْرَبُ: الشديد الفَتْلِ، يقال رجل مُحَظْرَبٌ إذا كان شديد الخَلْق مَفْتولَهُ. قال الشاعر (3) : وكائِنْ تَرى مِنْ يَلْمَعيٍّ مُحَظْرَبٍ * وليس له عند العزائم جول
_________
(1) الاول بضم الظاء والثانى بفتحها، والحاء على كل مضمومة.
(2) هو زياد.
(3) هو طرفة.

(1/113)


يقول: هو مُشَدَّدٌ (1) حديد اللسان حديد النظر، فإذا نَزَلَتْ به الأمورُ وجدت غيره مِمَّنْ ليس له نظره وحدته أقوم بها منه.
[حقب] الحُقْبُ بالضم: ثمانون سنة، ويقال أكثر من ذلك، والجمع حقاب، مثل قف وقفاف. والحقبة بالكسر: واحدة الحقب وهى السِنونَ. والحُقُبُ: الدهر. والأحقاب: الدهور، ومنه قوله تعالى: (أوَ أَمْضِيَ حُقُباً) . والحَقَبُ بالتحريك: حَبْلٌ يُشَدُّ به الرجل إلى بطن البعير مما يلي ثيلَهُ كي لا يجتذبَه التصدير. تقول منه: أَحْقَبْتُ البعيرَ. وحَقِبَ البعيرُ بالكسر إذا أصاب حَقَبُهُ ثيلَهُ فاحتبس بَوْلُهُ. ويقال أيضاً: حَقِبَ العامُ، إذا احتبس مطرُهُ. والأحقب: حمار الوحش، سُمِّيَ بذلك لبياضٍ في حَقْوَيْهِ، والانثى حقباء. وقال الراجز (2) :
كأنها حقباء بلقاء الزلق (3) * ويقال للقارة (4) الطويلة في السماء: حقباء. والحقاب أيضا: جبل معروف. قال الراجز
_________
(1) في اللسان " مسدد " بالسين المهملة.
(2) هو رؤبة.
(3) بعده:
أوجادر الليتين مطوى الحنق * الزلق: عجيزتها حيث تزلق منه. والجادر: حمار الوحش والجدر: أثر الكدم بعنقه. والحنق: الضمر.
(4) هي الرابية.

(1/114)


يصف كلبة طلبت وعلا مسنا في هذا الجبل (1) : قد ضمها والبدن الحقاب جدى لكل عامل ثواب الرأس والاكوع والاهاب والحقيبة: واحدة الحقائب. واحتقبه واستحقبه بمعنىً، أي احتمله. ومنه قيل: احتقب فلانٌ الإثمَ، كأنه جمعه. واحتقبه من خلفه. والمحقب: المردف.
[حلب] الحَلَبُ بالتحريك: اللبن المحلوب. والحَلَبُ أيضاً: مصدر حَلَبَ الناقة يَحْلُبُها حلباً، واحتلبها، فهو حالِبٌ وقوم حلبة. وفى المثل " شتى تؤوب الحلبة ". ولا تقل الحلمة، لانهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب ناقته وحلائبه، ثم يؤوب الاول فالاول منهم. والحلوب: ما يحلب. وقال كعب بن سعدٍ الغَنَويِّ يرثي رجلاً: يَبيتُ النَدى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ * إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلوبُ وكذلك الحلوبة، وإنما جاء بالهاء لانك تريد
_________
(1) أول الرجز:
قد قلت لما جدت العقاب * وضمها الخ. ورواية الجوهرى: قد ضمها، والواو أصح. قاله ابن برى. والبدن: الوعل المسن. والعقاب: اسم كلبة. أي جدى في لحاق هذا الوعل لتأكلى الرأس الخ. اه‍ مرتضى.

(1/114)


الشئ الذى يحلب، أي الشئ الذى اتخذوه ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل. وكذلك القول في الركوبه والقتوبة وأشباهها. واستحلب اللبن: استدره. والحليب: اللبن المحلوب. وحلبت الرجل: أي حلبت له، تقول منه: احْلُبْني، أي اكْفِني الحَلَبَ، وأَحْلِبْني بقطع الألف، أي أَعِنِّي على الحَلَبِ. وأَحْلَبْتُ الرجلَ، إذا جعلت له ما يحلُبُهُ. وأحلبَ الرجلُ: إذا نتجت إبله إناثا، وأجلب الرجل بالجيم، إذا نتجت إبله ذكورا، لانه تجلب أولادها فتباع. والاحلابة: أن تَحْلُبَ لأهلك وأنت في المرعى تبعث به إليهم. تقول منه: أحلبت أهلى. والمحلب: الناصر. قال الشاعر (1) : أشار بهم لمع الاصم فأقبلوا * عرانين لا يأتيه للنصر محلب (2) وحالبت الرجلَ، إذا نَصَرْتَهُ وعاونته. وهم يَحْلِبونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّبون من كل أَوْبٍ. والمِحْلَبُ بالكسر: الإناء يُحْلَبُ فيه. وحَبُّ المَحْلَبُ بالفتح: دواءٌ من الأفاويهِ، وموضعه المحلبية (3) .
_________
(1) بشر بن أبى خازم، وفى المخطوطة: هو أوس.
(2) بوزن محسن، أي معين من غير قومه، فإن كان المعين من قومه لم يكن محلبا. اه‍ مرتضى.
(3) بلد قرب الموصل.

(1/115)


وناقة حلبانة، أي ذات لبن. قال الراجز: حلبانة ركبانة صفوف (1) * تجمع (2) بين وبر وصوف * والحالبان: عرقان مكتنفان للسرة. وتَحَلَّبَ العرقُ وانحلب، أي سال. الكسائي: إذا خرج من ضرع العنز شئ من اللبن قبل أن ينزو عليها التيس قيل: هي عنز تحلبة. وقال أبو زيد: يقال عناق تحلبة وتحلبة وتحلبة (3) للتى تحلب قبل أن تحمل. والحَلْبَةُ بالتسكين: خيل تجمع للسباق من كل أَوْبٍ، لا تخرج من إصطبل واحد، كما يقال للقوم إذا جاءوا من كلِّ أوب للنصرة: قد أحلبوا. وحلب: مدينة بالشأم. والحلب أيضاً من الجِبايَةِ: ما لا تكون وظيفة معلومة. وحلاب بالتشديد: اسم فرس لبنى تغلب. والحلبة: حب معروف. والحُلَّبُ: نَبْتٌ تعتاده الظباء، يقال تيس حلب (4) ، وتيس ذو حلب. قال النابغة (5) يصف فرسا:
_________
(1) أول الرجز:
أكرم لنا بناقة ألوف
(2) في اللسان: " تخلط بين ".
(3) بتثليث أوله مع ثالثه، وتحلبة، وتحلبة.
(4) بضم الحاء وتشديد اللام.
(5) النابغة الجعدى.

(1/115)


بعارى النواهق صلت الجبي‍ * ن يستن كالتيس ذى الحلب قال الأصمعي: هي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ في خُضْرَةٍ، تنبسط على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قطع منها شئ. وسقاء حلبى: دبغ بالحلب. وقال الراجز (1) :
دلو تمأى دبغت بالحلب (2) * والحلبلاب، بالكسر: النبت الذى تسميه العامَّة اللَبْلابُ، ويقال هو الحلب الذى تعتاده الظباء. وأسود حلبوب، أي حالك.
[حنب] الاصمعي: النحنيب في الفرس: انحناءٌ وتوتيرٌ في الصُلب واليدين، فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب بالجيم. قال طرفة: وكرى إذا نادى المضاف مجنبا * كَسيدِ (3) الغَضى نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ وقال أبو عبيد: المُحَنَّبُ: البعيد ما بين الرِجْلَيْنِ من غير فَحَجٍ، وهو مدحٌ. وتَحنَّب فلان، أي تقوس وانحنى.
_________
(1) وبعده:
أو بأعالى السلم المذاب
(2) تمأى أي تتسع.
(3) ويروى:
كسيد الغضا في الردمة المتورد:

(1/116)


[حوب] الحوبُ، بالضم: الإثم، والحابُ مثله. ويقال: حبت بكذا أي أثِمْتَ، تحوب حَوْباً (1) وحَوْبَةً وحِيَابَةً. قال النابغة: صبرا بغيض بن ريث إنها رحم * حبتم بها فأناختكم بجعجاع وفلان أَعَقُّ وأحوبُ. وإن لي حَوْبَةً أعولُها، أي ضَعَفَةً وعيالاً. ابن السكيت: لي في بني فلان حُوبَةٌ، وبعضهم يقوله حِيبَةً فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها. وهي كل حُرْمَةٍ تضيع من أمٍّ أو أختٍ أو بنتٍ أو غير ذلك من كل ذات رَحِمٍ. قال: وهي في موضعٍ آخَرَ الهَمُّ والحاجَةُ. وأنشد للفرزدق: فهَبْ لي خُنَيْساً واتَّخِذْ فيه مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أمٍّ ما يَسوغُ شَرابُها وقال أبو كَبير في الحِيبَةِ: ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي * رَعِشَ العِظامِ (2) أَطيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ (3) ويقال: ألحق الله به الحَوْبَةَ، أي المَسْكَنَةَ والحاجة. وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبَةٌ، أي ليس عنده
_________
(1) حاب حوبا وحوبا وحابا.
(2) في اللسان: " رعش البنان ".
(3) وقبله: ولرب من طأطأته في حفرة * من كل مقتبل الشباب محبر

(1/116)


خير ولا شرٌّ. وفي نوادر أبي زيد: الحُوبة: الرجل الضعيف، والجمع الحُوَبُ. والحَوباء: النفْس، والجمع الحَوْباواتُ. وحَوْبُ: زَجْرٌ للإبل، فيه ثلاث لغات حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ (1) . تقول منه حوَّبْتُ بالإِبل. وفلان يتحوَّبُ من كذا، أي يتأثَّم. والتحوُّبُ أيضاً: التوجُّعُ والتحزُّنُ. قال طُفَيلٌ (2) . فذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ * من الغَيظِ في أكبادِنا والتَحَوُّبِ ويقال لابن آوى: هو يَتَحَوَّبُ، لأنَّ صوته كذلك، كأنه يتضور. والحوأب مهموز (3) : ماء من مياه العرب على طريق البصرة. قال الراجز: ما هي إلا شربة بالحوأب فصعدى من بعدها أو صوبي
فصل الخاء
[خبب] الخَبُّ والخِبُّ: الرجل الخدَّاع الجربز.
_________
(1) بتثليث الباء.
(2) الغنوى.
(3) قال ابن برى: حقه أن يذكر في حأب اه‍. كما فعل القاموس، أي لان واوه زائدة ككوكب على الاصح. والمؤلف جار على القول بأنها أصلية والهمزة زائدة. ومن معاني الحوأب في اللغة القدح الضخم، كما في حاشية القاموس.

(1/117)


تقول منه: خببت يا رجل تَخَبُّ خِبَّاً، مثال عَلِمْت ُتعلم علماً. وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ، أي خدعه. والخُبَّةُ والخَبَّةُ والخِبَّةُ: طريقةٌ من رملٍ أو سَحابٍ، أو خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبيبَةُ مثله، يقال ثوب خَبائِبُ، أي مُتَقَطِّعٌ، مثل هَبائِبَ. واخْتَبَّ من ثوبه خُبَّةً، أي أَخْرَجَ. والخَبيبَةُ أيضاً: صوفُ الثَنيِّ (1) . قال ابن السكيت: هو أفضل من العَقيقَةِ - وهي صوفُ الجَذَعِ - وأبقى وأَكْثَرُ. والخبيبة من اللحم: الشَريحة. والخَبَبُ: ضرب من العَدْوِ. تقول: خَبَّ الفرسُ يَخُبُّ بالضم خبَّاً وخَبَبَاً وخَبيباً، إذا راوح بين يديه ورجليه (2) . وأخَبَّهُ صاحِبُهُ، يقال جاءوا مُخِبِّينَ. ويقال أيضاً: خَبَّ النباتُ، إذا طال وارتفع. وخَبَّ البحر، إذا اضطرب. يقال أصابهم خَبٌّ إذا خَبَّ بهم البحرُ. قال الفراء: الخابُّ: واحد الخَوابِّ، وهي القرابات والصِهْرُ، يقال: لي من فلان خواب. وخبخبوا عنكم من الظهيرة، أي أبردوا،
_________
(1) قال في القاموس: وغلط الجوهرى، وإنما الصوف بالجيم والنون. قال في اللسان: الخبيبة صوف مثنى مثل الجنيبة. فثبت بهذا أنهما لغتان صحيحتان.
(2) أي قام على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة.

(1/117)


وأصله خببوا بثلاث باءات، أبدلوا من الباء الوسطى خاء للفرق بين فعللل وفعل، وإنما زادوا الخاء بين سائر الحروف لان في الكلمة خاء. وهذه علة جميع ما يشبههه من الكلمات. والخبخبة: رخاوه الشئ واضطرابه. وخبيب: اسم رجل، وهو خبيب بن عبد الله بن الزبير، وكان عبد الله يكنى بأبى خبيب. قال الراعى: ما إن أتيت أبا خبيب وافدا (1) * يوما أريد لبيعتي تبديلا والخبيبان: عبد الله بن الزبير وابنه، ويقال هو وأخوه مصعب. قال حميد الارقط:
قدنى من نصر الخبيبين قدى (2) * فمن روى " الخبيبين " على الجمع يريد ثلاثتهم وقال ابن السكيت: يريد أبا خبيب ومن كان على رأيه.
[خثعب] الخنثعبة (3) من النوق: الغزيرة اللبن.
[خدب] خَدَبَهُ بالسيف، أي ضربه. والخدب:
_________
(1) وفى جمهرة أشعار العرب:
ما زرت آل أبى خبيب طائعا
(2) بعده:
ليس الامام بالشحيح الملحد
(3) هي بتثليث الخاء.

(1/118)


شق الجلد مع اللحم. وخَدَبَتِ الحَيَّةُ، أي عَضَّتْ. وفي لِسانِهِ خَدَبٌ، أي طولٌ. وقد خَدَبَ، أي كذب. والخَدَبُ: الهَوَجُ، رجلٌ أخدب ومتخدِّبٌ، والمرأة خدباء. يقال: كان بِنعَامَةَ خَدَبٌ (1) ، وهو المُدْرِكُ الثأرِ، أي كان أَهْوَجَ. وطعنةٌ خدباءُ، إذا هَجَمَتْ على الجَوْفِ. والخدباء: الدرع اللينة. وأنشد الأصمعي (2) :
خَدْباءُ يَحْفِزها نِجادُ مُهَنَّدٍ (3) * أبو زيد: يقال أَقْبِلْ على خَيْدَبَتِكَ، أي على أمرك الأول. وحكى الشيباني: الخَيْدَبُ: الطريق الواضح. قال الشاعر: يعدو الجَوادُ بها في خَلِّ خَيْدَبَةٍ * كما يُشَقُّ إلى هدابه السرق ورجل خدب، مثال هجف، أي ضخم. وجارية خدبة.
[خرب] الخُرْبُ بالضم: مُنْقَطَعُ الجمهور من الرمل. والخُرْبُ أيضاً: ثَقْبُ الوَرِكِ. والخُرْبَةُ مثله، وكذلك الخُرابَةُ، وقد يشدّد. والخُرْبَةُ أيضاً: عُرْوَةُ المَزادَةِ. وكلُّ ثَقْبٍ مستدير فهو خربة.
_________
(1) نعامة: لقب بيهس.
(2) لكعب بن مالك الانصاري.
(3) عجزه:
صافى الحديدة صارم ذى رونق:

(1/118)


والمخروب: المشقوق، ومنه قيل رجل أخْرَبُ للمشقوق الأذن، وكذلك إذا كان مثقوب الاذن. فإذا انخرم بعد الثَقْبِ فهو أخْرَم. والخراب: ضدّ العِمارة. وقد خَرِبَ الموضع بالكسر فهو خَرِبٌ. ودارٌ خَرِبَةٌ، وأخربها صاحبُها. وخَرَّبوا بيوتهم، شُدِّدَ لِفُشُوِّ الفعل أو للمبالغة. والخارب: اللصّ. قال الأصمعي: هو سارق البُعْرانِ خاصة، والجمع الخُرَّابُ. تقول منه خرب فلان بإبل فلان يخرب خرابة، مثل كتب يكتب كتابة. والخَرَبُ: ذكر الحُبارى، والجمع الخِرْبانُ. والخروب أيضا: مصدر الاخرب، وهو الذي فيه شَقٌّ أو ثَقْبٌ مستدير. والخَرُّوبُ بالتشديد: نبت معروف. والخُرْنوبُ لغة، ولا تقل الخَرْنوبَ بالفتح.
[خرعب] جارية خرعوبة وخرعبة، أي دقيقة العظام ناعمة. والغُصْنُ الخُرعوب: المتثنِّي. وقال امرؤ القيس: بَرَهْرَهَةٌ رَأْدَةٌ (1) رَخْصَةٌ * كَخُرْعوبَةِ البانَةِ المُنْفَطِرْ وجمل خُرْعوبٌ، أي طويل في حُسْنِ خلق.
_________
(1) يروى: " رودة " كما في ديوانه.

(1/119)


[خزب] خَزِبَتِ الناقة بالكسر تَخْزَبُ خَزَباً، إذا وَرِمَ ضَرْعُها وضاقت أحاليلها، وكذلك الشاة. يقال لحم خَزِبٌ، إذا كان رَخْصاً. وكلُّ لحمة رخصة خزبة. والخزلبة: القطع السريع.
[خشب] جمع الخَشَبة خَشَبٌ وخُشُبٌ وخشب وخشبان. وخشبت الشئ بالشئ: خلطته به. قال الاعشى يصف فرسا:
لا مقرف ولا مخشوب (1) * والخشيب: السيف الذى بُدِئَ طبعُهُ. والخشيب أيضاً: الصَقيلُ، وهو من الاضداد. قال الاحمر: قال لى أعرابي: قلت لصيقل: هل فرغت من سيفى؟ قال: نعم إلا أنى لم أخشبه. قال: والخشب أن يضع عليه سنانا عريضا أملس
_________
(1) البيت بتمامه: قافل جرشع تراه كتيس ال‍ * ربل لا مقرف ولا مخشوب قال ابن برى: أورد الجوهرى عجز هذا البيت " لا مقرف ولا مخشوب " يعنى بالرفع - قال: وصوابه: لامقرف ولا مخشوب، بالخفض. وبعده: تلك خيلى منه وتلك رِكابي * هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كالزَبيبِ

(1/119)


فيدلكه به، فإن كان فيه شعث أو شقوق أو حدب ذهب واملس. وقول صخر:
ومُرْهِفٌ أُخْلِصَتْ خَشيبَتُهُ (1) * أي طبيعته. والخشيب: السهم حين يُبْرى البَرْيَ الأولَ. وجمل خشيب، أي غليظ. ابن السكيت: خشبت الشعر، إذا قلته كما يجئ لم تتنوق فيه (2) . والاخشب: الجبل الخشن العظيم. قال الشاعر:
تَحْسَبُ فوقَ الشَوْلِ منه أَخْشَبا * والاخشبان: جبلا مكة. وفى الحديث: " لا تزول مكة حتى يزول أخشباها ". وجَبهة خشباء، أي كريهة يابسة، وأكمة خشباء. قال رؤبة:
بكلِّ خَشْباءَ وكلِّ سَفْحِ * وظليم خَشِبٌ، أي خَشِنٌ. وقد اخشوشب أي صار خَشِباً، وهو الخَشِنُ. وقال أبو عبيد: كل شئ غليظ خشنٍ فهو أخشب وخَشِبٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " اخشوشبوا (3) " قال: هو الغِلَظُ وابتذالُ النفس
_________
(1) عجزه:
أبيض مهو في متنه ربد
(2) يقال تنوق في الامر وتأنق، أي أعمل فكره فيه وجوده.
(3) ويروى " اخشوشنوا ".

(1/120)


في العمل والاحتفاء في المشي ليغلُظَ الجسدُ. وتَخَشَّبَتِ الإبلُ، إذا أكلت اليبيسَ من المرعى. ورجل قِشْبٌ خِشْبٌ (1) ، إذا كان لا خير فيه. وخِشْبٌ إتباعٌ له. وبنو رزام بن مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب. قال جرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا * عدلت بهم طهية والخشابا
[خصب] الخِصْبُ، بالكسر: نقيض الجَدْبِ. يقال بلدٌ خِصْبٌ وبلدٌ أخصابٌ، كما قالوا بلد سبسب وبلد سباسب، ورمح أقصاد، وبرمة أعشار، وثوب أسمال وأخلاق، فيكون الواحد يراد به الجمع، كأنهم جعلوه أجزاءَ. وقد أخصبَتِ الأرضُ، ومكانٌ مخصِبٌ وخَصيبٌ. وأخصبَ القوم، أي صاروا إلى الخصب. وأخصب جناب القوم، وهو ما حولهم. وفلانٌ خصيب الجَناب، أي خصيب الناحية. والخِصابُ: النخل الكثير الحمل، الواحدة خَصْبَةٌ بالفتح. وقال الأعشى (2) :
_________
(1) كذا ضبط في القاموس بالعبارة، وضبط في اللسان ضبط قلم بفتح الحرف الاول وكسر الثاني.
(2) نسبه في اللسان لبشر بن أبى خازم خطأ. وهو في ديوان الاعشى ص 92 من قصيدة مطلعها: ألا قل لتيا قبل مرتها اسلمي * تحية مشتاق إليها مسلم

(1/120)


كأنَّ على أَنْسائِها عِذْقَ خَصْبَةٍ * تَدَلَّى من الكافورِ غَيْرَ مكمَّمِ (1)
[خضب] الخِضابُ: ما يُخْتَضَبُ به. وقد خضبت الشئ أخضبه خضبا. واختضب بالحِنَّاءِ ونحوه. وكَفٌّ خضيبٌ. والكف الخضيب: نجم. والخضبة مثال الهمزة: المرأة الكثيرة الاختضاب، وبَنانٌ خضيبٌ: مُخَضَّبٌ، شُدِّدَ للمبالغة. والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ. وخضَب النخلُ، إذا اخضَرَّ. والخاضب: الظليم الذي أكلَ الربيعَ واحمَرَّ ظُنْبوباهُ أو اصفرا. قال أبو دواد: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ فوجئ بالرعب ولا يقال ذلك إلا للظليم، دون النعامة.
[خطب] الخطب: سبب الامر. تقول: ما خَطْبُكَ. وخَطبت على المنبر خُطْبَةً بالضم. وخاطبه بالكلام مُخاطَبةً وخِطاباً. وخَطَبْتُ المرأة خِطْبَةً بالكسر، واختطب أيضاً فيهما. والخطيبُ: الخاطبُ. والخِطِّيبي: الخِطْبَةُ. قال عديّ بن زيد يذكر قصة جذيمة الابرش لِخِطْبةِ الزَبَّاء: لِخِطِّيبي التي غَدَرَتْ وَخانَتْ * وهُنَّ ذواتُ غائِلَةٍ لُحينا
_________
(1) أي غير مستور.

(1/121)


والخِطْبُ: الرجل الذي يَخْطُبُ المرأة. ويقال أيضاً هي خِطْبُهُ وخُطْبَتُهُ للتي يَخْطِبُها. وخَطُبَ بالضم خَطابَةً بالفتح: صار خطيبا. وكان يقال لام خارجة " خطب "، فتقول " نكح "، و " خطب " فتقول " نكح (1) " وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها. واختطب القوم فلاناً، إذا دعوه إلى تزويج صاحِبَتِهِمْ. والأخطب: الشِقِرَّاقُ، ويقال الصُرَدُ. وينشد: ولا أَنْثَني من طِيرَةٍ عن مَرِيرَةٍ * إذا الأَخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صَرْصَرا والأخطب: الحمار تعلوه خُضْرَةٌ. قال الفراء: الخَطْباءُ: الأَتانُ التي لها خطٌ أسودُ على مَتْنِها، والذَكَرُ أَخْطَبُ. وناقة خطباء: بينة الخطب. قال الزفيان (2) : وصاحبى ذات هباب دمشق خطباء ورقاء السراة عوهق أبو زيد: أَخْطَبَكَ الصيدُ، أي أمكنك ودَنا
_________
(1) التكرار إشارة إلى أن الاولى بكسر الخاء والنون والثانية بضمهما. وفهم المترجم - يعنى مترجم القاموس - أنه كرر إشارة إلى أن البادى تارة يكون الخاطب والمجيب المرأة: أي أو وليها، وتارة بالعكس اه‍. لكنه ينافيه قول المصنف في المرتين " فتقول " بالتاء. قاله نصر.
(2) في المطبوعة الاولى " الرقيات " وفى حواشيها " لعله عبيد الله بن قيس الرقيات ". وهو تحريف، صوابه من اللسان. والزفيان: راجز مشهور.

(1/121)


منك. وأَخْطَبَ الحَنْظَلُ، إذا صار خُطْباناً، وهو أن يَصْفَرَّ وتصير فيه خطوط خضر. والخطابية من الرافضة، ينسبون إلى أبى الخطاب وكان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من خالفهم بالزور.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان، تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ " إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم (1) من قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت: رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:
وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ (2) * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق
_________
(1) في اللسان: " فما بالقلب ".
(2) صدره:
ملكتم فلما أن ملكتم خلبتم * وفى اللسان: " وشر الملوك ".

(1/122)


خلب (1) . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ (2) والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ. والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب أيضا: الليف. وقال:
كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار. وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته،
_________
(1) بضم الخاء وفتح اللام مشددة.
(2) في اللسان: وأورد الجوهرى هذا البيت " وغيث " برفع الثاء، قال ابن برى: والصواب خفضها، لان قبله: وكائن رأينا من ملوك وسوقة * وصاحبت من وفد كرام وموكب

(1/122)


إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز (1) يصف النوق: وخلطت كل دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
[خنب] خنبت رجله بالكسر، أي وهنت، وأخنبتها أنا. قال ابن أحمر: أبى الذى أخنب رجل ابن الصعق إذ كانت الخيل كعلباء العنق والخناب: الطويل من الرجال. وهذا مما جاء على أصله شاذا، لان كل ما كان على فعال من الاسماء أبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء، مثل دينار وقيراط، كراهية أن يلتبس بالمصادر، إلا أن يكون بالهاء فيخرج عن أصله، مثل دنابة وصنارة ودنامة وخنابة، لانه الآن قد أمن التباسه بالمصادر. والخنابتان: ما عن يمين الأنف وشماله، بينهما الوَتَرَةُ. قال الراجز: أكوي ذَوي الأضْغان كَيًّا مُنْضِجا * منهم وذا الخِنَّابَةِ العَفَنْججا ويقال الخنأبة بالهمز.
_________
(1) رؤبة.

(1/123)


[خوب] الخَوْبَةُ: الأرض التي لم تُمْطِرْ بين أرضين ممطورتين. يقال: نزلنا بِخَوْبَةٍ من الأرض، أي بموضعِ سَوءٍ لا رِعْيَ بها. وقال أبو عمرو: إذا قلت أصابَتنا خَوْبَةٌ، بالخاء المعجمة، فمعناه المجاعة، وإذا قلت أصابتنا حَوبة، بالحاء غير معجمة، فمعناه الحاجة.
[خيب] خاب الرجل خَيبةً، إذا لم ينل ما يَطلُب. وخَيِّبْتُهُ أنا تخييباً. وفي المثل: " الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ ". ويقال: خَيْبَةٌ لزيد وخَيْبَةً لزيد، فالنصب على إضمار فعلٍ، والرفع على الابتداء. الكسائي: يقال وقعوا في وادى تخيب على تفعل، بضم التاء والفاء وكسر العين، غير مصروف، معناه الباطل.
فصل الدال
[دأب] دأب فلان في عمله، أي جدَّ وتعِب، دأباً (1) ودُؤوباً، فهو دائب (2) . قال الراجز: راحت كما راح أبو رِئالِ قاهي الفؤادِ دائب (2) الاجفال * وأدأبته أنا. والدائبان: الليلُ والنهارُ. والدّأْبُ: العادةُ والشّأْنُ، وقد يحرك. قال الفراء:
_________
(1) بالفتح والتحريك.
(2) في اللسان: " دئب ". ونبه على ما في الصحاح أنه " دائب ".

(1/123)


أصله من دَأَبْتُ، إلاّ أن العرب حولت معناه إلى الشأن.
[دبب] دبَّ على الأرض يَدِبُّ دبييا. وكل ماش على الارض دابَّةٌ ودبيبٌ. والدابة: التي تُرْكَبُ. ودابَّةُ الأرض: أحد أَشراطِ الساعةِ. وقولهم " أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ " أي أكذب الأحياء والأموات. ودَبَّ الشيخ، أي مشى مشياً رويداً. وأدببت الصبى، أي حملته على الدبيب. ويقال: ما بالدار دُبِّيٌّ ودبى، أي أحد. قال الكسائي: هو من دببت، أي ليس فيها من يدب. وكذلك ما بها دعوى ودورى وطوري لا يتكلم بها إلا في الجحد. ودبب الوجه: زغبه. والدب من السباع، والانثى دُبَّةٌ. وأرضٌ مَدَبَّةٌ، أي ذات دِبَبَةٍ. ومَدِبُّ السيل ومَدَبُّهُ: موضع جَرْيِهِ. يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ السيلِ، ومَدَبِّهِ ومَدِبِّ النمل وَمَدّبِّهِ، فالاسم مكسور والمصدر مفتوح. وكذلك المفعل من كل ما كان على فعل يفعل (1) .
_________
(1) الصواب أن كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين أو مكسورها فإن المفعل منه فيه تفصيل، يفتح للمصدر ويكسر للزمان والمكان إلا ما شذ. اه‍ محشى القاموس.

(1/124)


والدبة التي للدَهْنِ. والدَبَّةُ أيضاً: الكثيبُ من الرمل. ودببت دبة خفية، بالكسر. والدبة بالضم: الطريق. قال الشاعر: طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل يقال: دعني ودُبَّتي، أي دعني وطريقتي وسَجِيَّتي. وناقةٌ دَبوبٌ: لا تكاد تمشي من كثرة لحمها، إنما تَدِبُّ. وتقول: فَعَلْتُ كذا من شُبَّ إلى دُبَّ، وإن شئت نَوَّنْتَ، أي من الشباب إلى أن دببت على العصا. والدبدبة: ضرب من الصوت. وأنشد أبو مَهْدي: عاثور شَرٍّ أَيَّما عاثورِ * دَبْدَبَةَ الخيلِ على الجسور
[درب] الدُرْبَةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ على الحَرْبِ وكُلِّ أمرٍ. وقد دَرِبَ بالشئ ودردب به، إذا اعتاده وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً. قال الشاعر (1) : وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ * وفي الصِدق مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ
_________
(1) هو كعب بن زهير.

(1/124)


وفى المثل:
دردب لما عضه الثقاف * أي خضع وذَلَّ. والثِقَافُ: خَشَبَةٌ تسوى بها الرماح. وهو فعلل. ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها. ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضريته. والدرب معروفٌ، وأصله المَضيق في الجبل. ومنه قولهم: أَدْرَبَ القومُ، إذا دخلوا أرض العَدُوِّ من بلاد الروم.
[دعب] الدُعابة: المِزاح، وقد دَعَبَ فهو دَعَّابٌ لَعَّاب. والمداعبة: الممازحة. والدعبوب: الطريق الموطأ. والدعبوب: الضعيف.
[دلب] الدُّلْب: شجرٌ، الواحدة دُلْبَةٌ. وأرض مدلبة. ذات دلب. والدولاب (1) : واحد الدواليب، فارسي معرب.
[دنب] الفراء: الدنابة بتشديد النون: القصير، وكذلك الدنبة مقصور منه.
_________
(1) هو على شكل الناعورة يستقى به الماء.

(1/125)


فصل الذال
[ذأب] الذئب يهمز ولا يهمز، وأصله الهمزُ، والأنثى ذئبةٌ، وجمع القليل أَذْؤُبٌ، والكثير ذئابٌ وذُؤْبانٌ. وذُؤْبانُ العرب أيضاً: صعاليكها الذين يتلصصون. وأرضٌ مَذْأَبَةٌ، أي ذاتُ ذِئابٍ. أبو عمرو: الذِئْبانُ: الشَعَرُ على عُنُقِ البعير ومِشْفَرِهِ. وقال الفراء: الذِئْبانُ بقية الوبَر. قال: وهو واحدٌ. والذئبةُ: فُرْجَةُ ما بين دَفَّتَي السَّرْجِ والرَحْلِ، تحت ملتقى الحنوين، وهو يقع على المِنْسَج. وذَأَبَهُ، أي طرده وحَقَرَهُ. وذَأَبْتُ الإبلَ ذَأْباً: سُقْتُها. وأَذْأَبَ الرجل: فَزِعَ. قال الشاعر (1) :
فسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وأَذْأَبا * أبو زيد: ذَؤُبَ الرجل بالضم يَذْؤُبُ ذآبَةً: صار كالذئب خُبْثاً ودهاءً. وذُئِبَ الرجلُ على فُعِلَ، فهو مَذْؤُوبٌ، أي وقع الذئب في غنمه. وتذأبت الريحُ وتَذاءَبَتْ بمعنىً، أي اختَلَفَتْ وجاءتْ مرّةً كذا ومرة كذا. قال الأصمعي: أُخِذَ من فِعْلِ الذئب لانه يأتي كذلك.
_________
(1) هو الدبيرى. وقبله:
إنى إذا ما ليث قوم هربا:

(1/125)


وتذاءبت الناقَةَ، على تفاعلت، أي ظَأَرْتُها على ولدها، وذلك أن يَلبَس لها لباساً يَتَشبَّهُ بالذئب ويُهَوِّلُ لها، لتكون أَرْأَمَ عليه. والذُؤابَةُ من الشَعر والجمع الذوائب، وكان الاصل ذآئب، لان الالف التى في ذؤابة كالالف التى في رسالة، حقها أن تبدل منها همزة في الجمع، ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف بين الهمزتين، فأبدلوا من الاولى واوا. والذؤابة أيضا: الجلدة التي تَعَلَّقُ على آخِرَة الرَّحْلِ. يقال غبيطٌ مُذَأَّبٌ. وغُلامٌ مُذَأَّبٌ: له ذؤابة. قال لبيد: فكلفتها همى فآبت رذية (1) * طليحا كألواح الغبيط المذأب
[ذبب] الذَبُّ: المنعُ والدفعُ. وقد ذَبَبْتُ عنه. وذَبَّبَ، أي أكْثَرَ الذب. يقال طعان غير تذييب. إذا بُولغ فيه. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا، أي أَتْعَبْنا في السير. ولا ينالون الماء إلا بقرب مذبب، أي مُسْرِعٍ، قال الشاعر (2) : مُذَبِّبَةً أَضَرَّ بها بُكوري * وتَهْجيري إذا اليَعْفورُ قالا وجاءنا راكبٌ مُذَبِّبٌ، وهو العجل المنفرد. وظمء مذبب، أي طويل يسار إلى الماءِ من بُعْدِ فيُعجَّلُ بالسَيْرِ.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " فآبت رزية "، محرفة.
(2) ذو الرمة.

(1/126)


والذباب معروف، الواحدة ذبابة ولا تقل ذبانة، وجمع القلة أذبة والكثير ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان. قال النابغة:
ضرابة بالمشفر الاذبه * أبو عبيد: أرض مذبة: ذات ذباب. وبعير مذبوب، إذا أصابه الذباب، قاله في باب أمراض الابل. وقال الفراء: أرض مذبوبة كما يقال موحوشة من الوحش. والمِذَبَّةُ: ما يُذَبُّ به الذُبابُ. وذُبابَ أسنانِ الإبل: حّدُّها. قال الشاعر (1) : وتسمعُ للذُبابِ إذا تَغَنَّى * كَتَغْريدِ الحَمامِ على الغُصونِ وذُبابُ السيفِ: طَرَفُهُ الذي يُضْرَبُ به. وذُبابُ العينِ: إنْسانُها. والذُبابَةُ: البقية من الدَيْنِ ونحوه. قال الراجز:
أَوْ يَقْضيَ اللهُ ذُباباتِ الدَيْن * وذبَّبَ النهارُ، إذا لم يبقَ منه إلا بقيَّةٌ. وقال:
وانْجابَ النهار فذببا * والتذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق في الهواء. والذبذب: الذَكَرُ. وفي الحديث: " مَنْ وُقيَ شَرَّ ذَبْذَبِهِ ". والذَباذبُ أيضاً: أشياء تعلق
_________
(1) المثقب العبدى.

(1/126)


في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين. قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى، وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
[ذرب] الذَرِبُ: الحادُّ من كل شئ. وقال الراجز:
دبت عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ (1) * أي حديداتُ اللسْعِ. ولِسانٌ ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ. وسيفٌ ذَرِبٌ. وامرأةٌ ذَرِبَةٌ: صخابة، وذربة أيضا، مثال قربة. قال الراجز (2) :
إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذرب (3)
_________
(1) وقبله:
كأنها من بدن وإيقار
(2) هو أعشى بنى مازن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو زوجته في أبيات منها: يا سيد الناس وديان العرب * إليك أشكو الخ
(3) وبعده:
أخلفت العهد ولطت بالذنب:

(1/127)


وذربت معدته تذرب ذربا: فَسَدَتْ. قال أبو زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِهِ. وأنشد: أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي * ثقيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني والجمع أذرابٌ. وقال الشاعر (1) : ولقد طَوَيْتُكُمُ على بللاتكم (2) * وعرفت ما فيكم من الأَذْرابِ وذَرِبَ الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ. ومنه الذَرَبَيَّا (3) على فعليا، وهي الداهية. قال الكميت: رَمانيَ (4) بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ * وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك: بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِلٍ * وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ وكذلك المذروب. قال الشاعر: لقد كان ابْنُ جَعْدَةَ أَرْيَحيَّا * عَلى الأَعداءِ مذروب السنان
[ذعلب] الذِعْلِبُ والذِعْلِبَةُ: الناقةُ السريعةُ والتذعلب: الانطلاق في استخفاء.
_________
(1) حضرمى بن عامر الاسدي.
(2) أي على ما فيكم من أذى وعداوة.
(3) بفتح الاولين وشد التحتية وهى الداهية.
(4) في جمهرة أشعار العرب: " رمتني ".

(1/127)


واذ لعب الجمل إذ لعبابا: انطلق، وذلك من النَجاءِ والسُرْعَةِ. قال الأغلب العِجْليّ:
ماضٍ أَمامَ الرَكْبِ مُذْلَعِبّ * والذّعاليبُ: قِطَعُ الخِرَق. وقال الشاعر (1) :
مُنْسَرِحاً عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ (2) * وقال أبو عمرو: وأطرافُ الثيابِ يقال لها الذَعاليبُ، واحدها ذُعْلوبٌ. وأنشدَ لجرير: وقد أكون على الحاجاتِ ذا لَبَثٍ * وأَحْوَذِيَّاً إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ
[ذنب] الذَنَبُ: واحدُ الأذنابِ. والذُنابى: ذَنَبُ الطائر، وهي أكثر من الذَنَبِ. وذَنَبُ الفرس والبعير وذُناباهُما، وذَنَبٌ أكثَرُ من ذُنابى فيهما. وفي جناح الطائر أَرْبَعُ ذُنابى بعد الخوافي. والذُنابى: الأتباعُ. الفراء: الذُنابى (3) شبه المخاط يقع من أنوف الإبل. والذِنابُ بكسر الذال: عقب كل شئ. وذنابة الوادي أيضاً: الموضع الذي ينتهي إليه سَيْلُهُ وكذلك ذَنَبُهُ، وذُنابتَهُ أكثرُ من ذنبه. والمذنب: المغرفة. وقال (4) :
_________
(1) رؤبة.
(2) وقبله:
كأنه إذ راح مسلوس الشمق
(3) الصواب " الذنانى " بنونين كما في المزهر.
(4) أبو ذئيب.

(1/128)


وسود من الصيدان فيها مَذانِبٌ (1) نُضَارٌ إذا لم نستفدها نعارها والمذنب أيضاً: مَسيلُ ماءٍ في الحضيض والتَلعة في السنَد، وكذلك الذِنابَةُ والذُنابَةُ بالضم. والذَانِبُ: التابعُ. قال الكِلابي:
وجاءَتِ الخَيْلُ جَميعاً تَذْنِبُه * والمُستذنب: الذي يكون عند أذناب الإبل. وقال:
مِثْل الأجير (2) استَذْنَبَ الرواحلا * والذنائب: موضع. قال الشاعر (3) : فإن يك بالذنائب طال ليلى * فقد أبكى على الليل القصير والتذنوب: البسر الذى قد بَدَأ فيه الإرطابُ من قِبَلِ ذَنَبِهِ. وقد ذَنَّبْتُ البُسْرَةُ فهي مُذَنَّبَةٌ. وتَذَنَّبَ المُعْتَمُّ، أي ذَنَّبَ عِمامَتَه، وذلك إذا أَفْضَلَ منها شيئاً فأرخاه كالذَنَبِ. والذَنوبُ: الفرسُ الطويلُ الذَنَبِ. والذَنوبُ: النَصيبُ. والذَنوبُ: لحم أسفل
_________
(1) في اللسان: " مذانب النضار " بالاضافة.
(2) قال الصاغانى في التكملة: هو تصحيف، والرواية " شل الاجير ". ويروى " شد " بالدال. والشل: الطرد. والرجز لرؤبة.
(3) الشعر لمهلهل بن ربيعة. وقبله: أليلتنا بذى حسم أنيرى * إذا أنت انقضيت فلا تحورى

(1/128)


المتن. والذنوب: الدلو المَلأَى ماءً. وقال ابن السكيت: فيها ماءٌ قريبٌ من المِلْءِ، تُؤَنَّثُ وتُذَكَّرُ. ولا يقال لها وهي فارغةٌ ذَنوبُ. والجمع في أدنى العَدَدِ أَذْنِبةٌ، والكثير ذَنائِبُ، مثل قلوص وقلائص. والذَنْبُ (1) : الجُرْمُ. وقد أذنبَ الرجل. والذنبان، بالتحريك: نبت.
[ذوب] ذاب الشئ يذوب ذوبا وذوباناً: نقيضُ جَمَدَ، وأَذابَهُ غَيْرُهُ وذَوَّبَهُ، بمعنىً. وذابت الشمسُ: اشتدَّ حَرُّها. قال ذو الرمّة: إذا ذابَتِ الشَمْسُ اتَّقَى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ والذَوْبُ: ما في أبياتِ النَحْلِ من العَسَلِ. والإذوابُ والإذْوابَةُ: الزُبْدُ حين يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْناً. أبو زيد: الإذابةُ: الإغارةُ، يقال أذاب علينا بنو فلانٍ، أي أغاروا. قال: ومنه قولُ بشرٍ: فكانوا كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ * أَتَتْرُكُها (2) مَذْمومَةً أمْ تُذيبُها أي تُنْهِبُها. وقال غيره: تُثَبِّتُها، من قولهم: ذاب لي عليه من الحقّ كذا، إذا وَجبَ
_________
(1) الذنب: الاثم وجمعه ذنوب وجمع الجمع ذنوبات. وذنبه يذنبه من باب ضرب ويذنبه من باب نصر: تلاه فلم يفارق أثره، كاستذنبه.
(2) في المفضليات: " أتنزلها ".

(1/129)


عليه وثَبَتَ. وقال الأصمعي: هو من ذاب نقيض جَمَدَ. وأصل المَثَلِ في الزُبْدِ، يقال: ما يَدري أَيُخْثَرُ أم يُذيبُ، أي لا يدري أيتركها خاثِرَةً أمْ يُذيبُها، وذلك إذا خاف أن يَفْسُدَ الإذْوابُ. ابن السكيت: الذابُ: العيبُ مثل الذامِ، والذَيْمِ والذانِ.
[ذهب] الذهب معروف، وربما أُنِّثَ، والقطعة منه ذَهَبَةٌ، ويجمع على الا ذهاب والذهوب. والذهب أيضا: مكيال لأهل اليمن معروفٌ، والجمع أذهابٌ، وجمع الجمع أذاهب، عن أبى عبيد. وذهب الرجل بالكسر، إذا رأى ذَهَباً في المعدن فبرق بصره من عظمه في عينه. قال الراجز: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره شذرة واد ورأيت الزهره والمذاهب: سيور تموه بالذهب. وكل شئ موه بالذهب فهو مُذْهَبُ، والفاعل مُذْهِبٌ: والإذهابُ والتذهيبُ واحدٌ، وهو التمويهُ بالذهب. ويقال كميت مذهب، للذى تعلو حمرته صفرة، فإذا اشتدت حمرته ولم تعله صفرة فهو المدمى.

(1/129)


والذَهابُ: المرورُ، يقال: ذهب فلانٌ ذَهاباً وذُهوباً، وأَذْهَبَهُ غيره (1) . وذهب فلان مذهباً حسناً. وقولهم به مذهب يعنون به الوسوسة في الماء وكثرة استعماله في الوضوء. والذِهْبَةُ بالكسر: المَطْرَةُ، والجمع الذِهاب. قال البَعيثُ: وَذي أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ تَشوفُهُ * ذِهابُ الصَبا والمُعْصِراتُ الدَوالِحُ
فصل الراء
[رأب] رَأَبْتُ الإناء: شَعَبْتُهُ وأصلحتُه. ومنه قولهم: اللَّهم ارْأَبْ بينهم " أي أصْلِحْ. قال كعب بنُ زُهير (2) : طَعَنَّا طَعْنَةً حمْراَء فيهم * حَرامٌ رَأْبُها حتّى المَماتِ والرُؤْبَةُ: قِطعة من الخشب يُشْعِبُ بها الاناء، والجمع رئاب. ومنه سمى رؤبة ابن العجاج بن رؤبة. قال أميّة يصف السماء: سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رئاب أي صدوع. ورئاب: اسم رجل.
_________
(1) قال بعض أئمة اللغة والصرف: إن عدى الذهاب بالباء فمعناه الا ذهاب، أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بإلى فالتوجه. اه‍ محشى. وبقى التعدية بفى.
(2) قال الصاغانى في التكملة: ليس لكعب على قافية التاء شئ، وإنما هو لكعب بن حارث المرادى.

(1/130)


[ربب] رب كل شئ: مالكه. والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن حِلِّزَةَ: وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ * مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى. وقال سبحانه: (كونوا رَبَّانِيِّينَ) : ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان " لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ. والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر (1) : ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل (2) * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ (3)
_________
(1) هو سلامة بن جندل.
(2) ولا سغل بالغين المعجمة، وهو المضطرب الاعضاء وفى المطبوعة الاولى " سفل " محرفة. ويروى " صقل " بالقاف ويروى: " صغل " بالصاد والغين المعجمة. عن العينى ص 198 من المخطوطة.
(3) القفى: ما يؤثر به الضيف والصبى.

(1/130)


وقال آخر (1) : من درة بيضاء صافِيَةٍ (2) * مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاة ربى بينة الرباب، وأعنز رباب. قال الاموى: هي ربى ما بينها وبين شهرين. قال أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن جميعا، وربما جاء في الابل إيضا. قال الاصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:
حنين أم البو في ربابها * والراب: زوج الام. والرابة: امرأة الأب. وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ، والأنثى رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت: يقال افعل ذلك الامر بربانه،
_________
(1) هو حسان بن ثابت. وقبله: ولانت أحسن إذ برزت لنا * يوم الخروج بساحة القصر
(2) في ديوانه: " من درة أغلى الملوك بها ".

(1/131)


مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر: وإنما العيشُ بِربانِهِ * وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ وأخذت الشئ بربانه، أي أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. عن الاصمعي. والرب: الطلاء الخاثر، والجمع الربوب والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر (1) : فإن كنتِ مني أو تريدين صُحْبَتي * فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ أراد بالأَدَمِ النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ: الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ،
_________
(1) هو عمرو بن شأس يخاطب امرأته وكانت تؤذى ولده عرارا، بالكسر. وقبله: وإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ * فإنِّي أحبُّ الجون ذا المنكب العمم يقول لزوجته: كونى لولدي كسمن رب أديمه، إى طلى برب التمر.

(1/131)


وتدخل عليه " ما " لِيُمْكِنَ أن يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) ، وقد تدخل عليه الهاء فيقال ربه رجلا قد ضربت، فلما أضفته إلى الهاء وهى مجهولة نصبت رجلا على التمييز. وهذه الهاء على لفظ واحد، وإن وليها المؤنث والاثنان والجمع، فهى موحدة على كل حال. وحكى الكوفيون ربه رجلا قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال إنه كناية عن مجهول، ومن لم يوحد قال إنه رد كلام، كأنه قيل له مالك جوار فقال: ربهن جوار قد ملكت. قال ابن السراج: النحويون كالمجمعين على أن رب جواب. والربة بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الربب. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ: أَمْسى بِوَهبينَ مجتازا لمرتعه * من ذى الفوارس تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير، ويقال العَذْبُ. قال الراجز:
والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ * وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ. ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي لَزمَتْهُ وأقامت به،

(1/132)


فهى إبل مراب. وأربت الناقةُ، أي لَزِمَتِ الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي دامت. والارباب: الدنو من الشئ. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: (وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ معه ربيون كثير) . والربرب: القطيع من بقر الوحش. والرباب بكسر الراء: خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، وهم ضبة، وثور، وعكل، وتيم، وعدى. وإنما سموا بذلك لانهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه. وقال الاصمعي: سموا به لانهم ترببوا، أي تجمعوا. والنسبة إليهم ربى بالضم، لان الواحد منهم ربة، لانك إذا نسبت الشئ إلى الجمع رددته إلى الواحد، كما تقول في المساجد مسجدي، إلا أن تكون سميت به رجلا، فلا ترده إلى الواحد، كما يقال في أنمار: أنمارى، وفى كلاب: كلابي. والربابة أيضا، بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما سَمَّوا جماعَة السهام ربابة. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وآتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع

(1/132)


والربابة أيضا: العهد والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة: وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي * وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ (1) ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب: كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجوار وكانوا معشرا غدرا (2) والرباب، بالفتح: سحاب أبيض، ويقال: إنه السحاب الذى تراه كأنه دون السحاب، قد يكون أبيض وقد يكون أسود، الواحدة ربابة. وبه سميت المرأة الرباب.
[رتب] الرُتْبَةُ: المَنْزِلَةُ، وكذلك المَرْتَبَةُ. قال الأصمعي: المرتَبةُ: المَرْقَبَةُ، وهي أعلى الجبلِ. وقال الخليل: المراتب في الجبل والصحارى، وهي الأعلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العيونُ والرُقباءُ. وتقول: رتبت الشئ ترتيبا. ورتب الشئ يرتب رتوبا، إى ثبت، يقال: رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبُ، أي انتصب انتِصابَه. وأَمْرٌ راتِب، أي ثابت، وأمر
_________
(1) في اللسان: " ويروى ربوب " يعنى بفتح الراء.
(2) بهز، وزان قهر: حى من سليم.

(1/133)


ترتب، على تُفْعَلٍ بضم التاء وفتح العين (1) ، أي ثابتٌ. قال الشاعر (2) :
وكان لنا فضل على الناس ترتب (3) * والرَتَبُ: الشِدة. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ: تَقَيَّظَ الرَمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَتَهُ (4) * تَرَوُّحُ البَرْد ما في عَيْشِهِ رَتَبُ يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والرَتَبُ: ما بين السَبَّابَةِ والوُسْطَى، وقد يُسَكَّنُ. والرَتَبُ أيضاً: ما أَشْرَفَ من الأرض، كالبَرْزَخِ. يقال رَتَبَةٌ ورتب، كقولك درجة ودرج.
[رجب] رَجِبْتُهُ بالكسر، أي هِبْتُهُ وعَظَّمْتُهُ، فهو مَرْجوبٌ. ومنه سُمِّيَ رَجَبٌ، لأنهم كانوا يعظِّمونه في الجاهلية ولا يستحِلّونَ فيه القِتالَ. وإنما قيل رَجَبُ مُضَرَ لأنّهم كانوا أشدَّ تعظيماً له. والجمع أرْجابٌ. وإذا ضَمُّوا إليه شَعبان قالوا: رجبان.
_________
(1) وهو أيضا التراب لثباته وطول بقائه، والعبد السوء. ويقال أيضا بضم التاء والعين فيهما جميعا.
(2) هو زيادة بن زيد العذري.
(3) صدره:
ملكنا ولم نملك وقدنا ولم نقد
(4) هي النبات يكون في أدبار القيظ.

(1/133)


والترجيب: التعظيم. وإن فلاناً لَمُرَجَّبٌ. ومنه ترجيبُ العَتيرَةِ، وهو ذَبْحُها في رَجَبٍ. يقال: هذه أيامُ ترجيبٍ وتَعْتارٍ. والترجيب أيضاً: أن تُدْعَمَ الشَجَرةُ إذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تنكسر أغصانها. قال الحُبابُ بن المنذر: " أنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ (1) ". وربَّما بُنيَ لها جِدارٌ تعتمد عليه لضعفها. والاسم الرجبة والجمع رجب، مثل ركبة وركب. والرجبية من النخل: منسوبة إليه. قال الشاعر (2) : وليست بسنهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ * ولكن عَرايا في السنينِ الجوائح (3) والرجبة أيضا: بِناءٌ يُبْنَى يصاد به الذئب وغيره، يوضع فيه لحمٌ ويُشَدُّ بخيط، فإذا جذبَه سقط عليه الرُجْبَةُ. والراجبَةُ في الإِصْبَعِ: واحدة الرواجب، وهي مَفاصِلُ الأصابع اللاتي تَلي الأنامِلَ (4) ، ثم البَراجِمُ ثم الأشاجِعُ اللاتي يَلينَ الكَفَّ. قال الأصمعي: الأرجابُ: الأمعاءُ، ولم يعرف
_________
(1) قاله يوم السقيفة بعد وفاة الرسول وقبل دفنه، كما هو مبسوط في السير.
(2) هو سويد بن الصامت.
(3) قبله: أدين وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم الجلاد القراوح
(4) وقع في المطبوعة بعده " واحدها رجب ورجب " وهو كلام مقحم.

(1/134)


واحِدُها. قال أبو سهل: قال ابن حمدويه واحدها رِجْبٌ بكسر الراء وسكون الجيم، وقال غيره (1) واحدها رجب بفتحهما.
[رحب] الرُحْبُ بالضم: السَعَةُ. تقول منه: فُلانٌ رُحْبُ الصَدْرِ. والرَحْبُ، بالفتح: الواسِعُ، تقول منه بلدٌ رَحْبٌ وأرضٌ رَحْبَةٌ، وقد رَحُبَتْ بالضم تَرْحُبُ رُحْباً ورَحابَةً. وقولهم: مرحباً وأهلاً، أي أَتَيْتَ سَعَةٌ وأَتَيْتَ أهلاً فاستأنِسْ ولا تستوحِشْ. وقد رَحَّبَ به ترحيباً، إذا قال له مرحَباً. وقول الشاعر (2) : وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ * خَلالَتُهُ كَأَبي مَرْحَبِ يعني به الظِلَّ. وقِدْرٌ رُحابٌ، أي واسعةٌ. والرُحْبي (3) : أَعْرَضُ الأضلاعِ. وإنما يكون الناحز في الرُحبَيَين وهما مَرجِع المرفقين. وهو أيضاً سِمَة في جنب البعير. والرَحيبُ: الأكولُ. وفلان رحيبُ الصَدرِ، أي واسعُ الصدرِ. ورحائبُ التُخومِ: سَعَةُ أقطارِ الأرضِ. ورَحُبَتِ الدارُ وأَرْحَبَتْ بمعنىً، أي اتَّسَعَتْ. قال الخليل: قال نصر بن سيار: " أرحبكم الدخول
_________
(1) هو كراع، كما في اللسان.
(2) هو النابغة الجعدى، كما في اللسان.
(3) قوله الرحبى كحبلى، وتثنيته رحبيان.

(1/134)


في طاعة الكرماني " أي أوسعكم. قال: وهى شاذة، ولم يجئ في الصحيح فعل بضم العين متعديا غيره. وأما المعتل فقد اختلفوا فيه. قال الكسائي: أصل قلته قولته. وقال سيبويه: لا يجوز ذلك لانه يتعدى. وليس كذلك طلته، ألا ترى أنك تقول طويل. وأرحبت الشئ: وسعته. قال الحجاج حين قتل ابن القِرِّيَّة: " أَرْحِبْ يا غُلامُ جُرْحَهُ ". ويقال أيضاً في زجر الفرس: أرحب وأرحبى، أي توسعى وتباعدي. قال الشاعر (1) :
نعلمها هبى وهلا وأرحب * ورحبة المسجد، بالتحريك: ساحَتُهُ، والجمع رَحَبٌ ورَحَباتٌ ورحاب. وبنو رحب أيضا: بطن من همدان. وأرحب: قبيلة من همدان. قال الكميت: يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيه بكيل وأرحب وتنسب إليها الارحبيات من الابل.
[ردب] الإرْدِبُّ: مكيالٌ (2) ضخم لأهل مصر. قال الاخطل:
_________
(1) هو الكميت بن معروف. وعجزه. * وفى أبياتنا ولنا افتلينا
(2) قال ابن برى: ليس بصحيح، لان الاردب لا يكال به وإنما يكال بالويبة.

(1/135)


والخبز كالعنبر الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ * والقَمْحُ سبعونَ إردبَّا بدينارِ (1) والإرْدَبَّةُ: القِرْميدُ، وهو الآجُرُّ الكبير.
[رزب] المِرْزابُ: لُغَةٌ في الميزاب، وليست بالفصيحة أبو زيد: المَرازيبُ السُفُن الطوال، الواحدة مِرْزابٌ. والإرْزَبُّ: القصير، وهو ملحق بجرذحل. وركب إرزب، أي ضخم. قال رؤبة:
كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرْزَب * والإرْزَبَّةُ: التي يكسر بها المَدَرُ، فإن قلتها بالميم خَفَّفْتَ فقلت المِرْزَبَة. وأنشد الفراء:
ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَة العودَ النَخِر * وأما المَرازِبَةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ (2) ، الواحد مَرْزُبانٌ بضم الزاي، ومنه قولهم للأسد: " مَرْزُبانُ الزَأْرَةِ ". قال أوسٌ في صفة أسد: لَيْثٌ عليه من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ * كالمَرْزُبانيِّ عَيَّالٌ بأوصالِ ورواه المفضل:
كالمزبرانى عيار بأوصال
_________
(1) قبله: قوم إذا استنبح الاضياف كلبهم * قالوا لامهم بولي على النار وهذا أهجى بيت قالته العرب.
(2) ومن سجعات الاساس: " أعوذ بالله من المرازبة، وما بأيديهم من المرازبة ".

(1/135)


ذهب إلى زبرة الاسد، فقال له الاصمعي: يا عجباه الشئ يشبه بنفسه؟ ! وإنما هو المرزبانى. وتقول: فلان على مرزبة كذا، وله مرزبة كذا، كما تقول: له دهقنة كذا.
[رسب] رسب (1) الشئ في الماء رُسوباً: سَفَلَ فيه. ورَسَبَتْ عيناه: غارَتا. وسيفٌ رَسوبٌ، أي ماضٍ في الضريبة. وبنو راسب: حى من العرب.
[رضب] الرُضابُ: الريقُ. والراضِبُ: ضَرْبٌ من السِدْر. والراضب: السَحُّ من المطر (2) وقال يصف ضبعا في مغارة:
فأدركها فيها قطار وراضب (3)
[رطب] الرَطْبُ، بالفتح: خلاف اليابس. تقول رطب الشئ رطوبة فهو رَطْبٌ ورطيبٌ. ورَطَّبْتُهُ أنا ترطيباً. وغُصنٌ رطيبٌ، وريشٌ رطيبٌ، أي ناعم. والمرطوبُ: صاحبُ الرطوبةِ. والرُطْبُ، بالضم ساكنة الطاء: الكلا. ومنه قول ذى الرمة:
_________
(1) رسب من باب دخل.
(2) حذيفة بن أنس.
(3) صدره:
خناعة ضبع دمجت في مغارة:

(1/136)


حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها الماء والرطب وهو مثل عسر وعسر. والرطبة، بالفتح: القضب (1) خاصة مادام رَطْباً، والجمع رِطابٌ. تقول منه: رطبت الفرس رطبا ورطوبا. عن أبى عبيد. والرطب من التمر معروف، الواحدة رُطَبَةٌ، وجمع الرُطَبِ أرطابٌ ورِطابٌ أيضاً، مثل ربع ورباع، وجمع الرُطَبَةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. وأَرْطَبَ البُسْرُ: صار رُطْباً. وأرطب النخلُ: صار ما عليه رُطَباً. ورَطَّبْتُ القومَ ترطيباً إذا أطعمتَهم الرُطَبَ. وأرض مرطبة: كثيرة الكلا.
[رعب] الرُعْبُ: الخوف. تقول منه: رَعَبْتُهُ فهو مرعوبٌ، إذا أفزعته، ولا تقل أرعبته. والترعابة: الفزوق (2) . والسَنامُ المُرْعَّبُ: المُقَطَّعُ. والرَعيبُ: الذي يقطرُ دَسَماً. والتِرْعيبَةُ، بالكسر: القطعة من السَنامِ. ورَعَبْتُ الحوضَ: ملأتُه. وسيلٌ راعبٌ: يملأ الوادي. قال الشاعر (3) :
_________
(1) هو المسمى في مصر بالبرسيم الحجازى. قاله نصر.
(2) يقال للرجل الفزع. فروق، وفروقه أيضا.
(3) هو مليح بن الحكم الهذلى.

(1/136)


بذى هيدب أيما الربى تحت ودقه * فيروى وأيما كل وادٍ فَيرْعَب (1) وسَنامٌ رَعيبٌ، أي ممتلئ شحما. والرعبوب: الضعيف الجبان. والرعبوبة من النساء: الشطبة البيضاء. والراعبي: جنس من الحمام، والانثى راعبية.
[رغب] رغبت في الشئ، إذا أردتَه، رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثله. ورغبت عن الشئ، إذا لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشئ ورغبني فيه، بمعنىً. ورجلٌ رغبوب (2) من الرَغْبَةِ. والرغيبة: العطاء الكثير، والجمع الرغائب. قال الشاعر (3) :
وإلى الذي يُعْطي الرغائب فارغب (4)
_________
(1) في لسان العرب: رعب فعل لازم ومتعد، تقول رعب الوادي فهو راعب إذا امتلا بالماء، ورعب السيل الوادي إذا ملاه، مثل قولهم نقص الشئ ونقصه. فمن رواه يرعب بالفتح فمعناه يمتلئ، ومن رواه فيرعب بالضم فمعناه فيملا. وقد روى بنصب كل على أن يكون مفعولا مقدما ليرعب، أي أما كل واد فيرعب. وفى يروى ضمير السحاب أو المطر المعبر عنه بذى هيدب. اه‍ مرتضى. يقول نصر: أيما لغة في أما، كما في باب الميم من القاموس.
(2) ليست في القاموس واللسان. والذى في اللسان " رغبوت ".
(3) هو النمر بن تولب.
(4) قبله: لا تغضبن على امرئ في ماله * وعلى كرائم صلب مالك فاغضب

(1/137)


والرغيب: الواسع الجوف، يقال حوضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ. يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد: الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا من مطر كثير. وقد رغبت رغبا.
[رقب] الرقيبُ: الحافظُ. والرقيبُ: المُنْتَظِرُ. تقول رقبت الشئ أرقبه رقوبا، ورِقْبَةً ورِقْباناً بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ. والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب (1) . ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ، إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ عِشاءً غابت الثُرَيَّا (2) . والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر. والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيب.

(1/137)


ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى * وإلى الذى يعطى الرغائب فارغب (1) وذلك في الميسر.
(2) وأنشد الفراء: أحقا عباد الله أن لست لاقيا * بثينة أو يلقى الثريا رقيبها وإنما قيل للعيوق رقيب الثريا تشبيها برقيب الميسر.

(1/137)


وراقب الله في أمره، أي خافه. والترَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارتقاب. وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي فهي لي. والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والرقبة: مؤخرا أصل العنق، والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ ورِقابٌ. ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة، ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس. والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود، لانهم حمر. وذو الرقيبة: لقب مالك القشيرى، لانه كان أو قص، وهو الذى أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة. والرقبة: المملوك. والرَقوبُ: المرأة التي لا يعيش لها ولد. وقال (1) :
كأنها شيخة رقوب (2) * وكذلك الرجل. قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا مِثْلَ أُمِّنا * ولا كأَبينا عاشَ وهو رقوب
_________
(1) هو عبيد بن الابرص.
(2) صدره:
باتت على إرم عذوبا:

(1/138)


والرقوب: المرأة التى تَرْقُبُ موتَ زوجها لِتَرِثّهُ. والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ، وذلك لِكَرَمها. والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه ورقبته. والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رحلهم إذا غابوا.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ. قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ، والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم. والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة. والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ. والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب.

(1/138)


وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ (1) ، أي تصلح للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب: إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ ورُكُباتٌ (2) ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف. والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم من الاخرى.
_________
(1) وركباة أيضا.
(2) أي بسكون الكاف وضمها وفتحها، والراء مضمومة فيهن. ويقال لكل شيئين يتكافآن: هما كركبتى العنز، وذلك أنهما يقعان معا على الارض إذا ربضت. اه‍ مرتضى.

(1/139)


وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة. قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ: رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً: الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ مَنْصِبهِ في قومه.
[رنب] الأرنب: واحدة الأرانب. وكِسَاءٌ مُؤَرْنَبٌ: خُلِطَ غَزْلُه بوَبَرِ الأرانب. وقالت ليلى الأخيلية تصف القطاة وفراخها: تدلت على حص الرؤوس كأنَّها * كُراتُ غُلامٍ من كِساءٍ مؤرنب وهو أحد ما جاء على أصله مثل:
وصاليات ككما يؤثفين (1)
_________
(1) لخطام المجاشعى. وقبله: لم يبق من آى بها يحلين غير خطام ورماد كنفين وغير ود جاذل أو ودين

(1/139)


وأرض مؤرنبة، بكسر النون: ذات أرانب. والارنبة: طرف الانف. وقول الشاعر (1) : لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها (2) يريد الثعالب والارانب، فلما اضطر واحتاج إلى الوزن أبدل من الياء حرف اللين.
[رهب] رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أي خاف. ورجُل رَهَبوتٌ. يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ " أي لأنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ. وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أخافَه. والراهب: واحد رُهبان النصارى، ومصدره الرَهْبَةُ (3) والرَهْبانِيَّةُ. والتَرَهُّبُ: التَعَبُّدُ. قال الأصمعي: الرَهَبُ: الناقة المهزولة. والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السهامِ، والجمع رِهابٌ. قال الشاعر (4) : إنِّي سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ * بيضٌ رهاب ومجنأ أجد (5)
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى، يشبه ناقته بعقاب.
(2) قبله: كأن رحلى على شغواء حادرة * ظمياء قد بل من طل خوافيها
(3) والرهبنة أيضا.
(4) هو صخر الغى الهذلى.
(5) وبعده: وصارم أخلصت خشيبته * أبيض مهو في متنه ربد

(1/140)


والرهابة، على وزن السحابة: عظم (1) في الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.
[روب] رُوبَةُ اللَّبَنِ: خَميرة تُلْقَى فيه من الحامض لِيَروبَ. وفي المثل: " شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُهُ " كما يقال: " احلُبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". ورُوبَةُ الليل أيضاً: طائفة منه، يقال: هَرِّقْ عَنَّا من رُوبةِ الليلِ. ورُوبَةُ الفَرَسِ: ماؤُهُ في جِمامِهِ. تقول: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِكَ. والروبَةُ: الحاجةُ. تقول: فلان لا يقوم بِروبةِ أهلِهِ، أي بما أسندوا إليه من حوائجهم. قال ابن الأعرابي: رُوبَةُ الرجلِ: عقله. تقول: هو يحدِّثُني وأنا إذْ ذاك غلام ليست لي رُوبَةٌ. ورابَ اللبنُ يَروبُ رَوْباً، إذا خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائب. وروبته. وفى المثل: " أهون مظلوم سقاء مروب (2) "، وأصله السقاء يلف حتى يبلغ أوان المخض. والمروب (3) : الاناء الذى يروب فيه اللبن. والرائب يكون ما مخض وما لم يمخض. قال أبو عبيد: إذا خَثُرَ اللبن فهو الرائب، فلا يزال
_________
(1) وفى غيره من الامهات " عظيم " بالتصغير، أي غضروف كأنه طرف لسان الكلب.
(2) المظلوم: اللبن الذى يظلم فيشرب قبل أن تخرج زبدته. وظلمت السقاء، إذا سقيت منه قبل إدراكه.
(3) كمنبر.

(1/140)


ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ واسْمُهُ على حاله، بمنزلة العشراء من الابل، هي الحامل، ثم تضع فهى اسمها. وأنشد الاصمعي: سقاك أبو ماعز رائبا * ومن لك بالرائب الخاثر يقول: إنما سقاك الممخوض، ومن لك بالذى لم يمخض ولم ينزع زبده. وراب الرجل روبا، إذا اختلط عقله ورأيه. ورأيت فلاناً رائباً، أي مختلِطاً خاثراً. وقومٌ رَوْبى، أي خُثَراءُ الأنفسِ مختلطون، وهم الذين أثخنهم السيرُ فاستَثْقَلوا نوماً، ويقال شَرِبوا من الرائب فَسَكِروا. قال بشر: فأمَّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ * فأَلْفاهُمُ القَوْمُ رَوْبى نِياما واحدهم رَوْبان. وقال الاصمعي: واحدهم رائب، مثل مائق وموقى وهالك وهلكى.
[ريب] الرَيْبُ: الشَكُّ. والرَيْبُ: ما رابَكَ من أمر، والاسم الريبةُ بالكسر، وهي التُهمة والشكُ. ورابَني فلان، إذا رأيتَ منه ما يريبك وتكرهه. وهذيل تقول: أر ابني فلان. قال الهذلي (1) :
_________
(1) خالدُ بن زُهَير.

(1/141)


يا قوم مالى وأبا ذؤيب (1) * كنت إذا أتوته من غيب * يشم عطفى ويبز ثوبي * كأننى أربته بريب * وأراب الرجل: صار ذا رِيبَةٍ، فهو مُريبٌ. وارتاب فيه، أي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ به، إذا رَأَيْتَ منه ما يُريبُكَ. ورَيْبُ المُنونِ: حوادثُ الدَّهرِ. والرَيْبُ: الحاجةُ. قال الشاعر (2) : قَضَيْنا من تِهامَةَ كُلِّ رَيْبٍ * وخَيْبَر ثم أَجْمَمْنا السيوفا
فصل الزاى
[زأب] زأب الرجل وازدأب، إذا حمل ما يطيق وأسرع المشى. وقال الشاعر:
وازدأب القربة ثم شمرا * وزأب الرجل، إذا شرب شربا شديدا.
[زبب] الزُبُّ: الذَكَرُ. والزُبُّ: اللحية بلغة اليمن. والزَبَبُ: طول الشَعَرِ وكثرتُهُ. وبعيرٌ أَزَبُّ. ولا يكاد يكون الأَزَبُّ إلا نفوراً، لأنّه ينبت
_________
(1) يروى: " ما بال أبى ذؤيب ". أما المنصوب فنصب لانه نسق على مكنى مخفوض، ولم يعد ذكر الجار.
(2) كعب بن مالك.

(1/141)


على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح نَفَرَ. قال الكميت:
أو يتناسى الأَزَبُّ النُفورا (1) * وعامٌ أَزَبُّ، أي خصيبٌ كثيرُ النباتِ. والزباء: ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف. والزِبابُ: جمعُ زَبابَةٍ، وهي فأرةٌ صَمَّاءُ تضرب العربُ بها المثل فتقول: " أَسْرَقُ من زَبابَةٍ ". ويُشَبَّهُ بها الجاهلُ. قال ابن حِلِّزَةَ: وَهُمُ زَبابٌ حائِرٌ * لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا وأَزَبَّتِ الشمس، أي دَنَتْ للغروب. والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. والزَبيبةُ: قَرْحَةٌ تخرج في اليد. والزبيبتان: الزَبَدَتانِ في الشِدقين، يقال: تكلم فلان حتى
_________
(1) في اللسان. قال ابن برى: هذا الجزء مغير، والبيت بكماله: بلوناك من هبوات العجاج * فلم تك فيها الازب النفورا ورأيت في نسخة الشيخ ابن الصلاح المحدث حاشية بخط أبيه، أن هذا الشعر: رجائي بالعطف عطف الحلوم * ورجعة حيران إن كان حارا وخوفي بالظن أن لا ائتلا * ف أو يتناسى الازب النفورا وقال الصغانى: الصواب النفارا.

(1/142)


زبب شدقاه، أي خرج الزَّبَدُ عليهما. ومنه الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه. والزبزب: ضرب من السفن.
[زخرب] الزُخْرُبُّ: بالضم وتشديد الباء: الغليظ. يقال: صار وَلَدُ الناقة زُخْرُبَّاً، إذا غَلُظَ جسمه واشتدَّ لحمه.
[زرب] الزَرْبُ والزَريبَةُ: قُتْرَةُ الصائد. وقد انزرب الصائدُ، إذا دخل فيه. قال ذو الرمة:
رذل الثياب خفى النحض منزرب (1) * والزرب والزريبة أيضا: حظيرة للغنم من خشب. قال ابن السكيت: وبعضهم يقول: زِرْبٌ بالكسر. الكسائي: زَرَبْتُ للغنم أَزْرُبُ زَرْباً. وقال أبو عمرو: الزَرْبُ: المدخل، ومنه زَرْبُ الغنم. وزَريبة السَبُعِ: موضعه الذى يكتن فيه.
_________
(1) في جمهرة أشعار العرب:
رث الثياب خفى الشخص * وصدره:
وبالشمائل من جلان مقتنص:

(1/142)


والزرابى: النمارق (1) .
[زرنب] الزَرْنَبُ: ضرب من النبات طيب الرائحة، وهو فعلل. وقال: يا بأَبي (2) أَنْتِ وفوكِ الأَشْنَبُ * كأنما ذر عليه الزرنب
[زعب] الزَُعْبَةُ: الدَفْعَةُ من المال. يقال: زَعَبْتُ له زَعْبَةً من المال وزُعْبَةً، أي دفعت له قِطْعَةً منه. وزَعَبْتُهُ عنّي زَعْباً، أي دفعته. الاصمعي: ازدعبت الشئ، إذا حملته. يقال: مر به فازدعبه. وجاءنا سيل يزعب زَعْباً، أي يتدافع في الوادي. وإذا قلت يرعب بالراء، تعنى يملا الوادي. والزاعِبِيَّةُ: الرِماحُ. قال الطرِمّاح: وأَجْوِبَةٌ كالزاعِبِيَّةِ وَخْزُها * يُبادِهُها شَيْخُ العِراقَيْنِ أَمْرَدا ويقال: سنانٌ زاعِبِيٌّ. فأمَّا قول ابن هَرْمَةَ:
يَكادُ يَهْلِكُ فيها الزاعب الهادى
_________
(1) في المختار: " النمارق الوسائد. وهى مذكورة قبل آية الزرابى فكيف يكون الزرابى النمارق، وإنما هي الطنافس المخملة والبسط ".
(2) ويروى: " وابأبى ".

(1/143)


فيقال: هو السياح في الارض. واز لعباب السيل: كثرته وتدافعه. يقال سيل مز لعب، بزيادة اللام.
[زغب] الزَغَبُ: الشُعيرات الصُفْرُ على ريش الفَرْخِ. والفِراخُ زُغْبٌ. وقد زَغَّبَ الفَرْخُ تزغيباً. وأزْغَبَ الكَرْمُ وذلك بعد جَرْي الماءِ فيه. وازلغب الشعر، إذا نبت بعد الحلْق. وازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طلع ريشه، بزيادة اللام.
[زغرب] الزَغْرَبُ: الماءُ الكثيرُ. قال الكميت: وفي الحَكَمِ بن الصَلْتِ منك مَخيلَةٌ * نَراها وبَحْرٌ من فِعالِكَ زَغْرَبُ قال الأصمعيّ: الزَغْرَبُ: البول الكثير.
[زقب] زَقَبْتُ الجُرَذَ في جُحْرِهِ فانْزَقَبَ، أي أدخلته فدخل. وطَريقٌ زقب، أي ضيق. قال أبو ذؤيب: ومَتْلَفِ مثلِ فَرْقِ الرأس تَخْلِجُهُ * مطارب (1) زقب أميالها فيح ويروى " زقب " بالضم.
_________
(1) المطارب: طرق ضيقة واحدتها مطربة. والزقب أيضا: الضيقة، فهو توكيد لفظي بالمرادف. هكذا يظهر.

(1/143)


[زكب] زَكَبَتِ المرأةُ وَلَدَها: رَمَتْ به عند الولادة. والإناءَ: مَلأتْهُ. والمرأة: نكحها.
[زيب] ابن السكيت: الازيب، على أَفْعَلَ: النشاطُ، ويُؤَنَّثُ، يقال: مَرَّ فلانٌ وله أَزْيَبُ مُنْكَرَةٌ، إذا مَرَّ مَرَّاً سريعاً من النَشاط. والازيب: الدعى. قال لشاعر (1) : فأعطوه مِنّي النِصْفِ أو أَضْعَفوا له * وما كنتُ قُلاًّ قبلَ ذلك أَزْيَبا (2) والأَزْيَبُ: العداوةُ، والأَزْيَبُ: النَكْباءُ التي تجري بين الصَبا والجَنوبِ. قال أبو عمرو في قول الشاعر:
عن ثَبَجِ البَحْرِ يَجيشُ أَزْيَبُهُ (3) *: هو الماء الكثير. أبو زيد: أخذني من فلان الازيب، وهو الفزع.
_________
(1) الاعشى.
(2) قبله: دعا رهطه حولي فجاءوا لنصره * وناديت حيا بالمسناة غيبا
(3) قبله: أسقاني الله رواء مشربه * ببطن كر حين فاضت حببه الكر: الحسى. والحببة: جمع حب لخابية الماء.

(1/144)


فصل السين
[سأب] أبو عمرو: سَأَبْتُ الرجلَ سأبا، إذا خنقته حتى يموت. والسَأْبُ أيضاً: الزِقُّ، والجمع السُؤُوبُ. والمِسْأَبُ مثله، وهو سِقاءُ العَسَلِ، إلا أن أبا ذؤيب ترك همزه في قوله يصف مشتار العسل: تأبط خافة فيها مساب * فأصبح يقترى مسدا بشيق أراد شيقا بمسد فقلب. والشيق: الجبل. وسأبت السقاء: وسعته.
[سبب] السَبُّ: الشَتْمُ، وقد سَبَّهُ يَسُبُّهُ. وسَبَّهُ أيضاً بمعنى قَطَعَهُ. وقولهم: ما رأيته منذ سَبَّهُ، أي مُنذ زمنٍ من الدهر، كقولك منذ سنةٍ. ومَضَتْ سَبَّةٌ من الدهرِ. والسَبَّةُ الاسْتُ: وسَبَّهُ يَسُبُّهُ، إذا طعنه في السَبَّةِ. وقال (1) : فما كان ذنب بنى مالك * بأن سب منهم غلام فسب
_________
(1) ذو الخرق الطهوى يتعصب لغالب، وبعده: عراقيب كوم طوال الذرى * تخر بوائكها للركب بأبيض ذى شطب باتر * يقط العظام ويبرى العصب

(1/144)


يعنى معاقرة غالب وسحيم، فقوله سب شتم، وسب عقر: والتَسابُّ: التشاتم. والتَسابُّ: التقاطُعُ. ورجل مسب بكر الميم: كثير السباب. ويقال: صار هذا الأمر سُبَّةً عليه، بالضم، أي عاراً يُسَبُّ به. ورجل سُبَّةٌ، أي يَسُبُّهُ الناس. وسُبَبَةٌ، أي يَسُبُّ الناسَ. قال أبو عبيد: السِبُّ بالكسر: الكثير السِباب. وسِبُّكَ أيضاً: الذي يُسابُّكَ قال الشاعر (1) : لا تَسُبَّنَّني فَلَسْتُ بِسِبِّي * إنَّ سِبِّي من الرجال الكَريمُ والسِبُّ أيضاً: الخِمارُ، وكذلك العمامة. قال المخبل السعدى: وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا والسب: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ * بجرداَء مثلِ الوَكْفِ يَكْبو غرابها والسبوب: الحبال. قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صَبَّ اللهيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والسب: شقة كتان رقيقة. والسبيبة
_________
(1) عبد الرحمن بن حسان.

(1/145)


مثله، والجمع السبوب والسبائب. قال الراجز (1) : ينير أو يسدى به الخدرنق * سبائبا يجيدها ويصفق وإبل مسببة، أي خيار، لأنه يُقالُ لها عند الإعجاب بها: قاتَلَها الله! ويقال: بينهم أُسْبوبَةٌ يَتَسابُّونَ بها. والسبب: الحَبْلُ. والسبب أيضا: كل شئ يتوصل به إلى غيره. والسَبَبُ اعْتِلاقُ قَرابَةٍ. وأسبابُ السماءِ: نواحيها في قول الأعشى:
وَرُقِّيتَ أَسبابَ السَماءِ بسُلَّمِ (2) * والله مُسَبِّبُ الاسباب، ومنه التسبيب. والسبيب: شعر الناصية والعرف والذنب. والسبسب: المفازة. يقال: بلد سَبْسَبٌ، وَبَلدٌ سَباسِبُ. وقول النابغة: رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَيحانِ يومَ السَباسِبِ يعني به عيدا لهم. والسبابة من الاصابع: التى تلى الابهام.
_________
(1) هو الزفيان السعدى يصف قفرا.
(2) صدره:
لئن كنت في جب ثمانين قامة * وبعده: ليستدرجنك الامر حتى تهره * وتعلم أنى لست عنك بمحرم (19 - صحاح)

(1/145)


[سحب] السحابَةٌ: الغَيْمُ، والجمع سحابٌ وسُحُبٌ وسَحائبُ. وسَحَبْتُ ذَيْلي أَسْحَبُ: جررته فانْجَرَّ. وتَسَحَّبَ عليه، أي أَدَلَّ. والسَحَبُ: شِدَّةُ الأكلِ والشُرْبِ. ورجل أُسْحوبٌ، أي أكولٌ شَروبٌ. وسحبان: اسم رجل من وائل، كان لسنا بليغا، يضرب به المثل في البيان.
[سخب] السِخابُ: قلادةٌ تُتَّخَذُ من سُكٍّ وغيره. ليس فيها من الجوهر شئ، والجمع سخب.
[سرب] السارب: الذاهب على وجهه في الأرض. قال الشاعر (1) : أَنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَروب * وتُقَرِّبُ الأحلامُ غيرَ قريبِ وسَرَبَ الفحلُ يَسْرُبُ سُروباً، إذا توجه للرَعْي. قال الاخنس التغلبي: وكل أناس قاربوا قيد فحلهم * ونحن خلعنا قيده فهو سارب ومنه قول تعالى: (وَمَنْ هو مُسْتَخْفٍ باللَيلِ وسارِبٌ بالنهارِ) ، أي ظاهرٌ. والسَّرْبُ، بالفتح: الإبل وما رَعى من المال،
_________
(1) قيس بن الخطيم.

(1/146)


ومنه قولهم: " اذهب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ "، أي لا أَرُدُّ إِبِلِك، تذهبُ حيث شاءَتْ، أي لا حاجة لي فيك. وكانوا في الجاهلية يقولون في الطلاق: " اذْهَبي فَلا أَنْدَهُ سَرْبَكِ " فتُطَلَّقُ بهذه الكلمة. والسَّرْبُ أيضاً: الطريقُ، عن أبى زيد. يقال: خَلّ له سَرْبَهُ. قال ذو الرُمَّة: خَلَّى لها سَرْبَ أولاها وَهَيَّجَها * مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُقْلَينِ هِمْهيمُ وفلان آمَنٌ في سِرْبِه، بالكسر، أي في نفسه. وفلانٌ واسع السِرْبِ، أي رَخِيُّ البالِ. ويقال أيضاً: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِباءٍ ووَحْشٍ ونِساءٍ، أي قطيعٌ. وتقول: مَرَّ بي سُرْبَةٌ بالضم، أي قطعةٌ من قَطاً وخيلٍ وحُمُرٍ وظِباءٍ. قال ذو الرمَّة يصف ماءً: سِوى ما أصابَ الذِئْبَ منه وسُرْبَةٍ أَطافَتْ به من أُمَّهاتِ الجَوازِلِ ويقال أيضاً: فلانٌ بعيدُ السُرْبَةِ، أي بعيدُ المذهبِ. قال الشَنفَرى: غَدَوْنا من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ * وبين الحشا (1) هيهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي والسَّرَبُ، بالتحريك: الماء السائل من المَزادة ونحوِها. قال ذو الرمة:
_________
(1) يروى: " الجبا ".

(1/146)


ما بال عينيك (1) منها الماءُ يَنْسَكِبُ * كأنّه من كُلى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ قال أبو عبيد (2) : ويروى بكسر الراء. يقال منه سَرِبَتِ المَزادَةُ بالكسر تَسْرَبُ سَرَباً فهي سَرِبَةٌ، إذا سالَتْ. والسَّرَبُ أيضاً: بيتٌ في الأرض. تقول: انْسَرَبَ الوَحْشِيُّ في سَرِبِهِ. وانْسَرَبَ الثَعلب في جُحْرِهِ وتَسَرَّبَ، أي دخَل. وتقول: سَرِّبْ عليَّ الإبِلَ، أيْ أَرْسِلْها قِطعةً قطعةً. ويقال: سَرِّبْ عليه الخيلَ، وهو أن يبعث عليه الخيلَ سُرْبَةً بعد سُرْبَةٍ. وتَسْريبُ الحافِرِ: أَخْذُهُ في الحَفْرِ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وتقول أيضاً: سَرَّبْتُ القِرْبَةَ، إذا صَبَبْت فيها الماء لِتَبْتَلَّ عُيونُ الخُرَزِ فتَنْسَدَّ. والمَسْرُبَةُ بضم الراء: الشَعَرُ المُسْتَدِقُّ الذي يَأخُذُ من الصدر إلى السُرَّةِ. قال الذُّهْليُّ (3) : الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي * وَعَضَضْتُ من نابى على جذم (4)
_________
(1) الرواية: " عينك ".
(2) في اللسان: " أبو عبيدة ".
(3) هو الحارث بن وعلة.
(4) بعده: وحلبت هذا الدهر أشطره * وأتيت ما آتى على علم

(1/147)


والمَسْرَبَةُ، بالفتح: واحدة المسارِبِ، وهي المراعي. والسَّرابُ: الذي تراه نِصْفَ النهار كأنه ماء.
[سرحب] فرسٌ سُرْحوبٌ، أي طويلة على وجه الأرض، وتوصف به الاناث دون الذكور.
[سعب] قال الأصمعي: فُوهُ يَجْري سعابيب وثعابيب، وهو أن يجريَ منه ماءٌ صاف فيه تمدد. قال ابن مقبل: يعلون بالمرد قوش الورد ضاحية * على سعابيب ماء الضالة اللجز (1) أراد اللزج فقلبه.
[سغب] سَغِبَ بالكسر يَسْغَبُ سَغَباً * أي جاع، فهو ساغِبٌ وسَغْبانُ وامرأةٌ سَغْبى. ويتيمٌ ذو مَسْغَبَةٍ، أي ذو مجاعة.

(1/147)


ترجو الاعادي أن ألين لها * هذا تخيل صاحب الحلم (1) الورد ضبطت في اللسان بالفتح وقال: ومن خفض الورد جعله من نعته. قال ابن برى: هذا تصحيف بيع فيه الجوهرى ابن السكيت، وإنما هو اللجن بالنون، من قصيدة نونية. وقبله: من نسوة شمس لا مكره عنف * ولا فواحش في سر ولا علن

(1/147)


[سقب] السَقَبُ: القُرْبُ، ومنه الحديث: " الجار أحق بسقبه ". وقد سقبت دارُه، بالكسر، أي قَرُبَتْ. وأَسْقَبْتُها أنا، أي قَرَّبْتُها. والسَقْبُ: الذَكَر من وَلَدِ الناقة، ولا يقال للأنثى سَقْبَةٌ، ولكن حائِلٌ. والسَقْبَةُ عندهم هي الجحشة. قال الاعشى يصف حمارا وحشيا: تلا سقبة قوداء مهضومة الحشا * متى ما تخالفه عن القصد يعذم (1) وناقة مسقاب، إذا كان عادَتُها أن تَلدَ الذكور. وقال الشاعر (2) :
غَرَّاءَ مِسْقاباً لِفَحْلٍ أَسْقَبا * قوله " أَسْقَبا " فعلٌ لا نعتٌ. والسَقْبُ: الطويل من كل شئ مع ترارة (3) . والسقب والصَقْبُ: عَمودُ الخِباءِ، والسَقيبَةُ مثله.
[سكب] سَكَبْتُ الماء سَكْباً، أي صببته. وماءٌ مسكوبٌ، أي يجري على وجه الأرض من غير حفر. وسكب الماء بنفسه سكوبا وتسكابا.
_________
(1) يعذم، بالذال المعجمة، أي يعض. وفى المطبوعة الاولى " يعدم " بالمهملة، وهو تحريف.
(2) هو الراجز رؤبة، يصف أبوى رجل ممدوح، وقبله:
وكانت العرس التى تنجبا
(3) الترارة: امتلاء الجسم. وفى المطبوعة الاولى " نزارة "، تحريف، صوابه في اللسان.

(1/148)


وانسكب، بمعنى. وماء أسكوب. قال الشاعر (1) : والطاعِن الطَعْنَةُ النَجْلاَء يَتْبَعُها * مُثْعَنْجِرٌ مِنْ دَمِ الأَجْوافِ أُسْكوبُ وماءٌ سَكْبٌ، أي مَسْكوبٌ، وُصِفَ بالمصدر، كقولهم ماءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ. والسَكْبُ أيضاً: ضربٌ من الثياب. وفرسٌ سَكْبٌ، أي ذريع، مثل حت (2) . والسكب، بالتحريك: ضرب من الشجر طَيِّبُ الريح. قال الكميت يصف ثوراً وحشياً: كأنَّهُ مِنْ نَدى العَرارِ مَعَ ال‍ * قُرَّاصِ أو ما ينفض السكب الواحدة سكبة. وسكاب: اسم فرس، مثل قطام. وقال الشاعر: أبيت اللعن إن سكاب علق * نفيس لا يعار ولا يباع
[سلب] سلبت الشئ سلبا. والاستلاب: الاختلاس. والسلاب: واحد السلب، مثل كتاب وكتب، وهى ثياب المآتم السود. قال لبيد:
في السُلُبِ السودِ وفي الأَمْساحِ (3)
_________
(1) هو جنوب أخت عمرو ذى الكلب.
(2) الحت: الجواد من الخيل.
(3) قبله:
يخمشن حر أوجه صحاح:

(1/148)


تقول منه: تَسَلَّبَت المرأةُ، إذا أَحَدَّتْ. ويقال: بل الإحدادُ على الزوج، والتَسَلُّبُ قد يكون على غير زوج. وانْسَلَبَتِ الناقة، إذا أسرعت في سيرها حتَّى كأنها تخرج من جِلدها. والسَلِبُ، بكسر اللامِ: الطويلُ. قال ذو الرمة يصف فِراخَ النعامةِ: كأنَّ أَعْناقَها كراث سائغة * طارت لفائفه أو هَيْشَرٌ سَلِبُ (1) ويروى بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُبٌ: لا حَمْلَ عليها، وشَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَقَ عليه. وهو جمع سَليبٍ، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ. والأسلوبُ بالضم: الفَنُّ، يقال أخذ فلانٌ في أساليبَ من القول، أي في فنونٍ منه. والسَلَبُ، بالتحريك: المسلوبُ، وكذلك السَليبُ. والسَلَبُ أيضاً: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن، تعمل منه الحبال، وهو أَجْفَى من ليفِ المُقْلِ وأصلب. وبالمدينة سوق يقال له سوق السلابين. قال الشاعر (2) : فنشنش الجلد عنها وهى باركة * كما تنشنش كفا فاتل سلبا رواه الاصمعي " فاتل " بالفاء، ورواه ابن الاعرابي
_________
(1) صوابه " مسائفة " بالفاء، وهى ما استرق من أسافل الرمل. والهيشر: شجر. والكراث: بقل.
(2) هو مرة بن محكان.

(1/149)


بالقاف. وقال ثعلب: الصحيح ما قاله الاصمعي. ومنه قولهم: أسلب الثمام. والسَلوبُ من النوق: التي أَلقَتْ ولدَها لغير تَمامٍ، والجمع سُلُبٌ. وأَسْلَبَتِ الناقةُ، إذا كانت تلك حالها. وفرسٌ سَلْبُ القوائم، وهو الخفيفُ نَقْلِ القوائم. ورجلٌ سَلْبُ اليدين بالطعن، وثورٌ سَلْبُ الطَعْنِ بالقرن.
[سلحب] المُسْلَحِبُّ: المستقيمُ. يقال طريقٌ مُسْلَحِبُّ، أي ممتدّ. وقد اسلحَبَّ اسلحبابا. قال جران العود: فخر جران مسلحبا كأنه * على الدف ضبعان تقطر أملح (1)
[سلهب] السَلْهَبُ من الخيل: الفرس الطويل على وجه الأرض، وربما جاء بالصاد. وصف أعرابي فرسا
_________
(1) قبله: وقالت: تبصر بالعصا أصل أذنه * لقد كنت أعفو عن جران وأصفح وفى ديوانه: فخر وقيذا مسلحبا كأنه * على الكسر ضبعان تقعر أملح أي خر مغشيا عليه، مسلحبا: ممتد. الكسر: الشقة التى تلى الارض من البيت. والضبعان: ذكر الضباع. وتقعر: انقلع وسقط. أملح: يخالط بياضه سواد.

(1/149)


فقال: " إذا عدا اسلهب، وإذا قيد اجلعب، وإذا انتصب اتلاب ".
[سنب] مضى سَنْبٌ من الدهر وسَنْبَةٌ، أي برهةٌ، وسَنْبَتَةٌ أيضاً بزيادة التاء وإلحاقِها رابعةً. وهذه التاء تَثْبُتُ في التصغير تقول سُنَيْبِتَةٌ، لقولهم في الجمع سَنابِتٌ. وفرس سنب، بكسر النون، أي كثير الجرى، والجمع سنوب.
[سهب] السَهْبُ: الفلاةُ، والفرسُ الواسعُ الجَرْي. وبئرٌ سَهْبَةٌ: بعيدةُ القَعْرِ، ومُسْهَبَةٌ أيضاً بفتح الهاء. وحفروا فأسهبوا: بلغوا الرملَ ولم يَخرج الماء. وأسهَبَ الفرسُ: اتّسع في الجري وسَبَقَ. وأَسْهَبَ الرجلُ، إذا أكثر من الكلام فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. وأُسْهِبَ الرَجُلُ على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا ذهب عَقلُه من لَدْغِ الحيةِ.
[سيب] السَيْبُ: العطاء. والسُيوبُ: الرِكازُ. والسَيْبُ: مصدر سابَ الماء يَسيبُ، أي جرى. والسيب، بالكسر: مجرى الماء. وانساب فلانٌ نحوَكم، أي رجع. وانسابت الحَيَّةُ: جَرَتْ. وسَيَّبْت الدابَة: تركتها تسيب حيث شاءت.

(1/150)


والسائبة: الناقة التي كانت تُسَيَّبُ في الجاهلية لِنَذْرٍ ونحوِه. وقد قيل: هي أمُّ البَحيرَةِ، كانت الناقةُ إذا وَلَدَتْ عشرةَ أبْطنٍ كلُّهن إناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم يشرب لبنَها إلا وَلَدُها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال والنساء جميعا وبحرت أذن بنتها الاخيرة فتسمى البحيرة، بمنزلة أمها في أنها سائبة. والجمع سيب، مثل نائحة ونوح، ونائمة ونوم. والسائبةُ: العبدُ، كان الرجل إذا قال لغلامه أنت سائبةٌ فقد عَتَقَ، ولا يكون وَلاؤُهُ لِمُعْتِقِه، ويضع مالَهُ حيث شاء، وهو الذي وَرَدَ النَهْيُ عنه. والسَيابُ، مثال السَحابِ: البلح. والسَيابَةُ: البلحة، وبها سُمِّيَ الرجلُ، فإذا شَدَّدتَهُ ضممته، قلت: سياب وسيابة. والسوبان: اسم واد.
فصل الشين
[شأب] الشُؤْبوبُ: الدُفْعَةُ من المطر وغيره، والجمع الشآبيب. قال كعب بن زهير يذكر الحمار والاتن: إذا ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُهُ * رأيتَ لجَاعِرَتَيْهِ غضونا

(1/150)


شؤبوبه: شدة دفعته. يقول: إذا عدا واشتد عدوه رأيت لجاعرتيه تكسرا.
[شبب] الشَباب: جمع شابٍّ، وكذلك الشُبَّان. والشَباب أيضاً: الحداثة، وكذلك الشبيبة، وهو خِلافُ الشَيْبِ. تقول: شب الغلام يشب بالكسر، شبابا وشبيبة. وأَشَبَّهُ، اللهُ. وأَشَبَّ اللهُ قَرْنَهُ بمعنىً، والقَرْنُ زيادة في الكلام. وامرأة شبة وشابة بمعنى. وبنو شبابة: قوم بالطائف. وأشب الرجل بَنينَ، إذا شَبَّ أولاده. واُشِبَّ لي كذا، إذا أُتيحَ لي، وشُبَّ أيضاً، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه فيهما. وقولهم " أَعْيَيْتَني مِنْ شُبَّ إلى دُبَّ " أي من لَدُنْ شَبَبْتُ إلى أن دببت على العصا. كما قيل: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ". ويقال أيضا " من شب إلى دب " يجعل بمنزلة الاسم بإدخال من عليه وإن كان في الاصل فعلا. والتشبيب: النَسيبُ، يقال: هو يُشَبِّبُ بفلانةَ، أي يَنْسُبُ بها. والشِبابُ بالكسر: نشاط الفرس ورفْعُ يديه جميعاً. تقول: شبَّ الفرسُ يَشِبُّ ويَشُبُّ

(1/151)


شِباباً وشَبيباً، إذا قَمَصَ ولعِبَ، وأَشْبَبْتُهُ أنا، إذا هَيَّجْتَه، وكذلك إذا حَرَنَ، يقال: بَرِئْتُ إليك من شِبابِهِ وشَبيبِهِ، وعِضاضِهِ وعَضيضِهِ. الأصمعي: الشَبَبُ: المُسِنُّ من ثيران الوحش الذي انتهى أسنانُه: وكذلك الشَبوبُ. تقول منه: أَشَبَّ الثَوْرُ فهو مُشِبٌّ، وربما قالوا: إنّه لمشب بكسر الميم. وقال أبو عبيدة: الشبب: الثور الذي انتهى شباباً. أبو عمرو: مَرَرْتُ برجال شَبَبةٍ، أي شبّانٍ. والشب: شئ يشبه الزاج. وشَبَبْتُ النار والحَرْبَ أَشُبُّها شَبّاً وشبوبا، إذا أو قدتها. والشبوب بالفتح: ما توقَدُ به النارُ. ويقال: هذا شَبَوبٌ لكذا، أي يَزيدُ فيه ويُقَوِّيهِ. وتقول: شَعَرُها يَشُبُّ لونها، أي يظهره ويحسنه. ويقال للجميل: إنه لمشبوبٌ. قال ذو الرمّة: إذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أضْحى كأنّه * على الرَحْلِ مِمَّا مَنَّهُ السير أحمق
[شجب] شَجِبَ بالكسر يَشْجَبُ شَجَباً، أي حَزِنَ أو هَلَكَ، فهو شَجِبٌ. وشَجَبَ بالفتح يَشْجُبُ بالضم شُجوباً، فهو شاجِبٌ أي هالكٌ. وشجبه

(1/151)


الله يشجبه شجبا، أي أهلكه، يتعدّى ولا يتعدّى. يقال: مالَهُ شَجَبَهُ الله! وشَجَبَهُ أيضاً: حزنه. وشجبه أيضا: شغله. قاله ابن السكيت. وغراب شاجبٌ، أي شديد النَعيق. وشجبه بِشجابٍ، أي سَدَّهُ بسِدادٍ. والمِشْجَبُ: الخشبة التي تُلقَى عليها الثياب. والشُجوبُ: أعمدةٌ من أعمدة البيت. قال الهذلى (1) يصف الرماح:
وهن معا قيام كالشجوب (2) * ويشجب: ابن يعرب بن قحطان.
[شحب] شَحَبَ جسمُهُ يَشْحُبُ بالضم شُحوباً، إذا تغيّر. قال النَمْر بن تولب: وفى جسم راعيها شُحوبٌ كأنَّه * هُزالٌ وما من قِلَّةِ الطُعْمِ يُهْزَلُ وشَحُبَ جسمه بالضم شحوبة: لغة فيه حكاها الفراء.
[شخب] الشُخْبُ بالضم: ما امتد من اللبن حين
_________
(1) هو أسامة بن الحارث الهذلى.
(2) صدره:
فسامونا الهدانة من قريب * وقبله: كأن رماحهم قصباء غيل * تهزهز من شمال أو جنوب فسامونا الهدانة، أي عرضوا علينا الموادعة.

(1/152)


يحلب. وفى المثل: " شُخْبٌ في الإناء وشُخْبٌ في الأرض "، أي يصيب مَرَّةً ويخطئ أخرى. والشَخْبُ، بالفتح: المصدر. تقول: شَخَبَ اللبن يَشْخَبُ ويَشْخُبُ. ومنه قول الكميت: ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفتاة ضَجيعُها * ولم يَكُ في النُكْد (1) المَقاليتِ مَشْخَبُ والأُشْخوبُ (2) : صوت الدرة، يقال إنها لا شخوب الأَحاليلِ. وقولهم: عروقه تنشخب دماً، إى تنفجر. والشنخوبة والشنخوب: واحد شناخيب الجبل، وهى رؤوسه.
[شذب] الشذَبَةُ، بالتحريك: ما يُقْطَعُ مما تَفَرَّقَ من أغصان الشجر ولم يكن في لُبِّهِ، والجمع الشذب. قال الكميت: بل أنت في ضئضئ النضار من ال‍ * نبعة إذ حظ غيرك الشَذَبُ وقد شَذَّبْتُ الشجرة تشذيباً. وجذعٌ مُشَذَّبٌ، أي مُقَشَّرٌ. والفرس المشذب: الطويل. والشوذب: الطويل.
_________
(1) النكد: يقال ناقة نكداء: مقلات لا يعيش لها ولد فكثر لبنها.
(2) الذى ذكره سيبويه الاشخوب لا غير، قال النضر ابن شميل: ناقة أشخوف الاحاليل: عظيمة الضرع واسعة الاحاليل.

(1/152)


وشذب عنه شَذْباً، أي ذَبَّ. والشاذِبُ: المُتَنَحِّي عن وطنه. ويقال الشَذَبُ: المُسَنَّاةُ. ورجلٌ شَذِبُ العروقِ، أي ظاهر العروق. وأَشْذابُ الكَلإِ وغيره: بقاياهُ، الواحدُ شَذَبُ، وهو المأكولُ. قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من أَلائِفِهِ * يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب
[شرب] شَرِبَ الماءَ وغيره شُرْباً وشَرْباً وشِرْباً. وقرئ: (فَشارِبونَ شَُِرْبَ الهِيمِ) بالوجوه الثلاثة. قال أبو عبيدة: الشَرْبُ بالفتح مصدرٌ، وبالخفض والرفع اسمانِ من شَرِبت. والتَشْرابُ: الشُرْبُ. والشَرْبَةُ من الماء: ما يُشْرَبُ مرة. والشَرْبَةُ أيضاً: المَرَّةُ الواحدة من الشرب. والشِرْبُ بالكسر: الحظُّ من الماء. وفي المثل: " آخِرها أقلَّها شِرْباً "، وأصله في سَقْي الإبل، لأنّ آخرها يَرِدُ وقد نزِفَ الحوضُ. والشَرْبُ: جمع شارب، مثل صاحب وصحب، ثم يجمع الشرب على شُروبٍ. وقال الأعشى: هو الواهبُ المسمعات الشرو * ب بين الجرير وبين الكَتَنْ والمِشْرَبَةُ بالكسر: إناء يُشْرَبُ فيه. والمَشْرَبَةُ بالفتح: الغُرْفَةُ، وكذلك المشربة

(1/153)


بضم الراء. والمشارب: العلالى، وهو في شعر الاعشى (1) . والشريب: المُولَعُ بالشراب (2) ، مثل الخِميرِ. والمَشْرَبَةُ، كالمَشْرَعَةِ، وفي الحديث: " ملعون من أحاط على مَشْرَبَةٍ ". والمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً ويكون مصدراً. أبو عبيدة: يقال ماء مشروب وشريب للذى بين الملح والعذب. والشريبة (3) من الغنم: التي تُصْدِرُها إذا رَوِيَتْ فَتَتْبَعُها الغَنَمْ. وشَريبُكَ: الذي يُشارِبُكَ ويورد إبله مع إبلك. قال الراجز: إذا الشريب أخذته أكه * فخله حتى يبك بكه وهو فعيل بمعنى مفاعل، مثل نديم وأكيل.
_________
(1) بيت الاعشى الذى أراده هو قوله: له درمك في رأسه ومشارب * ومسك وريحان وراح تصفق الدرمك: الدقيق الحوارى. والهاء في رأسه تعود على حصن ذكره في شعره.
(2) قال المجد: والشراب ما يشرب كالشريب اه‍. ولم يتعرض هنا لجمعه على أشربة لانه سيأتي في النهار، يقول ج أنهر ونهر، أولا يجمع كالعذاب والشراب، لكن ورد في الحديث أشربة، ونظيره جواب حيث قالوا جمعه على أجوبة مولد، ونوزع فيه. ونظيره أيضا تكسير نحو مضروب كمصروف على مفاعيل. قاله نصر.
(3) حاشية على بعض نسخ الصحاح: الصواب السريبة بالسين المهملة. اه‍ مرتضى.
(20 - صحاح) .

(1/153)


وتقول: شرب مالي وأكَّله، أي أطعمه الناسَ. و: ظل مالي يُؤَكَّلُ ويُشَرَّبُ، أي يرعى كيف شاء. وشَرَّبْتُ القِرْبَةَ، أي جَعَلْتُ فيها وهي جديدةٌ طِيناً وماءً، ليطيبَ طعمها. والشَرَبَةُ: بالتحريك: حَوض يُتَّخَذُ حول النخلة تَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ. قال زهير: يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤُها طَحِلٌ * على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والشوارب: مجاري الماء في الحلق. وحمار صخب الشَوارب من هذا، أي شديد النَهيق. وقد طَرَّ شاربُ الغلام، وهما شاربان، والجمع شوارب. أبو عبيد: أَشْرَبْتُ الإبل حتَّى شَرِبَتْ. وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم أشربْ، أي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أفعل. والإشراب: لونٌ قد أِشْرِبَ من لون آخَر. يقال أُشْرِبَ الأبيضُ حمرةً، أي عَلاهُ ذلك. وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ، أي إشْرابٌ. ويقال أيضاً عنده شُرْبَةٌ من ماءٍ، أي مقدار الرِيِّ، ومثله الحُسْوَةُ والغُرْفة واللُقمة. وأُشْرِبَ في قلبه حُبَّهُ، أي خالطَه، ومنه قوله تبارك وتعالى: (وَأُشْرِبوا في قلوبهم العجل)

(1/154)


أراد حب العِجْلِ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. والشاربةُ: القومُ على ضفة النهْر ولهم ماؤه. ورجلٌ أكلة شربة، مثال همزة: كثير الاكل والشرب، عن ابن السكيت: وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ، أي نَشِفَهُ. واشرأب للشئ اشرئبابا: مد عنقه لينظر. والشر أبيبة، بضم الشين: اسمٌ من اشرأبَّ، كالقشعريرة من اقشعر. وشربة، بتشديد الباء: موضع (1) ويقال: ما زال فلان على شَرَبَّةٍ واحدة، أي على أمر واحد. وشربب بالضم: موضع، وهو في شعر لبيد بالهاء:
هل تعرف الدار بسفح الشرببه (2)
[شرجب] الشرجب: الطويل.
[شرعب] الشَرْعَبُ: الطويلُ. وشَرْعَبْتُ الأديمَ: قطعته طولاً. والشَرْعَبِيُّ: ضربٌ من البرود.
[شزب] الشازِبُ: الضامر. وقد شَزُبَ الفرس
_________
(1) وليس لها أخت إلا جربة، لا ثالث لها اه‍. قاموس وبعضهم جعل غضبة في وصف الرجل الغضوب على هذا الوزن، فتكون ثلاثة لا رابع لها. قاله نصر.
(2) بعده:
من قلل الشحر فذات العنظبه:

(1/154)


شزوبا. وخيل شزب، أي ضوامرٌ، ومكانٌ شازبٌ، أي خشنٌ.
[شسب] ابن السكيت: الشاسِبُ: اليابس من الضُمْرِ وهو المهزول، مثلُ الشاسِفِ، وليس مثل الشازِبِ. قال الوَقَّافُ العقيلي (1) : فقلتُ له حانَ الرَواحُ ورُعْتُهُ * بأَسْمَرَ مَلْوِيٍّ من القد شاسب والشسيب: القوس.
[شصب] الشِصْبُ بالكسر: الشِدَّةُ. والشَصائِبُ: الشدائد. وقد شَصِبَ الأمرُ، أي اشتدَّ وعيشٌ شاصِبٌ، وقد شَصَبَ بالفتح يَشْصُبُ بالضم شُصوباً. وأَشْصَبَ الله عيشه. والشيصبان: اسم قبيلة من الجن. وينشد لحسان: ولى صاحب من بنى الشيصبان * فحينا أقول وحينا هوه
[شطب] الشَطْبَةُ: السَعَفَةُ الخضراء الرَطبَةُ، والجمع الشطْبُ. وشَطَبتِ المرأةُ الجَريدَ شَطْباً، إذا شَقَّقتْهُ لتعمل منه الحُصْرَ. قال أبو عبيد: ثم تلقيه الشاطِبةُ إلى المُنَقِّيةِ. قال قيس بن الخطيم:
_________
(1) ورد بن ورد الجعدى.

(1/155)


ترى قصد المُرَّانِ تُلْقى كَأَنَّها (1) * تَذَرَّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَواطِبِ وجاريةٌ شطبة، أي طويلة. والشطيبَةُ: قطعة من السَنامِ تُقْطَعُ طولاً، وكذلك هي من الأديمِ، وشَطِيبَةٌ من نَبْعٍ تُتَّخَذُ منها القوسُ. والانْشِطابُ: السَيَلانُ. وطريقٌ شاطبٌ، أي مائلٌ. وشُطَبُ السيفِ: طَرائِقُهُ التي في مَتْنِهِ، الواحدة شطبة، مثل صبرة وصبر، وكذلك شطب السيف بضم الشين والطاء. وسيف مُشَطَّبٌ وثوبٌ مشطبٌ: فيه طرائقُ. وشطيب: اسم جبل.
[شعب] الشَّعْبُ: ما تَشَعَّبَ من قبائل العرب والعجم، والجمعُ الشعوبُ. والشُعوبيَّةُ: فِرْقَة لا تُفَضِّلُ العربَ على العجمِ. وأما الذي في الحديث: أنَّ رجلاً من الشُّعوب أَسْلَمَ، فإنّه يعني من العجم. والشَعْبُ: القبيلة العظيمةُ، وهو أبو القبائل الذي يُنْسَبونَ إليه، أي يَجْمَعُهُمْ ويَضُمُّهُمْ. وحكى أبو عبيد عن ابن الكلبيّ عن أبيه: الشَعْبُ أكبر من القبيلة، ثم الفصيلةُ، ثم العِمارَةُ، ثم البَطْنُ، ثم الفخذ.
_________
(1) ويروى: " فيها كأنها ".

(1/155)


وشعب الرأس: شأنه الذى يضم قبائله. وفى الرأس أربع قبائل. وتقول: هما شعبان: أي مثلان. والشعب: الصدع في الشئ، وإصلاحه أيضا الشعب، ومُصْلِحُهُ الشَعَّابُ، والآلَةُ مِشْعَبٌ. وشَعَبْتُ الشئ: فرقته. وشعبته: جمعته، وهو من الأضداد. تقول: التَأَمَ شَعْبُهُمْ، إذا اجتمعوا بعد التَفَرُّقِ، وتفرق شعبُهُمْ، إذا تفرَّقوا بعد الاجتماع. قال الطِرِمَّاح:
شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعدَ التِئامْ (1) * وفي الحديث: " ما هذه الفُتْيا التي شَعَبْتَ بها الناس "، أي فرقتهم. وشعب: جبل باليمن، وهو ذو شعبين، نزله حسان بن عمرو الحميرى وولده فنسبوا إليه، فمن كان منهم بالكوفة يقال لهم شعبيون، منهم عامر بن شراحيل الشعبى وعداده في همدان، ومن كان منهم بالشأم يقال لهم الشعبانيون، ومن كان منهم باليمن يقال لهم آل ذى شعبين، ومن كان منهم بمصر والمغرب يقال لهم الاشعوب. والتشعب: التفرق، والانشعاب مثله. وأَشْعَبَ الرجُلُ، إذا مات أو فارق فِراقاً لا يرجع. قال الشاعر (2) :
_________
(1) وعجزه:
وشجاك اليوم ربع المقام
(2) هو النابغة الجعدى.

(1/156)


* وكانوا أناسا من شُعوبٍ فأَشْعَبوا (1) * أبو عبيد: الشعيب، والمزادة والراوية والسطيحة شئ واحدٌ. وتَيْسٌ أشعبُ بَيِّنُ الشَعَبِ، إذا كان ما بين قَرْنَيْهِ بعيدا جدا، والجمع شعب. وقال أبو داود: وقصرى شنج الانسا * ء نباح من الشعب (2) والشعب بالكسر: الطريق في الجبل، والجمع الشِعابُ. وفي المثل: " شَغَلَتْ شِعابي جَدْوايَ " أي شَغَلَتْ كثرةُ المَؤُونَةِ عَطائِي عن الناس. والشِعْبُ أيضاً: سمة لبنى منقر. والشعب أيضا: الحَيُّ العظيمُ. والمَشْعَبُ: الطريقُ. وقال (3) : وماليَ إلاَّ آلَ أَحْمَدَ شيعَةٌ * وماليَ إلاَّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ وانشعب الطريقُ وأغصانُ الشجرةِ، أي تَفَرَّقَتْ. والشُعْبَةُ بالضم: واحدة الشُعَبِ، وهى
_________
(1) صدره:
أقامت به ما كان في الدار أهلها * وقال ابن برى: صوابه إنشاده: " وكانوا شعوبا من أناس " أي ممن تلحقه شعوب.
(2) وقبله: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ فوجئ بالرعب
(3) الكميت.

(1/156)


الاغصان. وشعب الفرس أيضا: ما أشرف منه كالعنق والمَنْسِجِ. قال الراجز (1) :
أَشَمُّ خِنْذيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ (2) * والشَعبة أيضاً: المَسيلُ الصغيرُ. يقال: شُعْبَةٌ حافِلٌ، أي ممتلئةٌ سيلاً. والشُعبة أيضاً: الفُرْقَةُ، تقول: شَعَبَتْهُمُ المَنِيَّةُ، أي فَرَّقَتْهُمْ. ومنه سُمِّيَتِ المنيةُ شَعوبَ، لأنها تُفَرِّقُ. وهي مَعرِفة لا تدخلها الألف واللام. والشُعْبَةُ أيضاً: الرُؤْبَةُ، وهي قطعة يُشَعَّبُ بها الإناء. يقال قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ، أي شُعِّبَتْ في مواضعَ منها، شُدّدَ للكثرة. والشُعْبَةُ: الطائفة من الشئ. وشعبان: اسم شهر، والجمع شعبانات. وأشعب: اسم رجل كان طماعا. وفى المثل " أطمع من أشعب ". وشعبى: موضع، بضم الشين وفتح العين. قال جريرٌ يهجو العباس بن يزيد الكندى: أعبدا حل في شعبى غريبا * ألؤما (3) لا أبا لك واغترابا وشعبعب: موضع. قال الشاعر (4) :
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) بعده:
يقتحم الفارس لولا قيقبه
(3) في المطبوعة الاولى: " الوحا "، تحريف
(4) هو الصمة بن عبد الله القشيرى.

(1/157)


هل أجعلن يدى للخد مرفقة * على شعبعب بين الحوض والعطن وقولهم: شعب الأميرُ رسولاً إلى موضع كذا، أي أرسله.
[شغب] الشغب، بالتسكين: تهييج الشر. وهو شَغْبُ الجُنْدِ، ولا يقال شَغَبٌ (1) . تقول: شَغَبْتُ عليهم، وشَغَبْتُ بهم، وشغبتهم، كله بمعنى. ويقال للنحوص (2) إذا وحمت واستصعبت على الجأب: إنها ذات شغب وضغن. قال أبو زبيد يرثى ابن أخته (3) : كان عنى يرد درؤك بعد ال‍ * - له المستصعب المريد وشغبت عليهم بالكسر أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ ضعيفة فيه. وشغب أيضا بالتحريك: اسم امرأة لا ينصرف في المعرفة. وشاغبه فهو شغاب ومشغب وشغب ومشغب.
[شغزب] الشَغْزَبِيَّةُ: ضربٌ من الحِيلة في الصراع،
_________
(1) يعنى محركا.
(2) النحوص من الاتن: ما لا ولد لها. والجأب: الحمار الغليظ.
(3) في اللسان: " قال أبو زيد يرثى ابن أخيه ".

(1/157)


وهى أن تلوى رِجْلَهُ برجلك. تقول: شَغْزَبْتُهُ شَغْزَبَةً، وأخذتُهُ بالشَغْزَبِيَّةِ. قال ذو الرمة: ولَبَّسَ بين أَقْوامي فكلٌّ * أَعَدَّ له الشغازب والمحالا (1)
[شقب] الشِقْبُ، بالكسر: كالغارِ أو كالشَقِّ في الجبل، والجمع شِقَبَةٌ وشِقابٌ وشُقوبٌ. ابن السكيت عن أبي عمرو: شِقْبٌ وشَقْبٌ بالكسر والفتح، قال: وهو مكان مطمئنٌّ إذا أشرفت عليه ذهبَ في الأرض. قال: والشِقابُ اللُهوبُ، وهو مَهْوىً بين الجبلين. والشَوْقَبُ: الرجل الطويل.
[شقحطب] كبشٌ شَقَحْطَبٌ، أي ذو قرنين مُنْكَرَيْنِ، كأنه شِقُّ حَطَب.
[شنب] الشَنَبُ: حِدَّةٌ في الأسنان، ويقال بَرْدٌ وعُذوبَةٌ. وامرأةٌ شَنْباءُ، بَيِّنَةُ الشَنَبِ. قال الجَرْميّ: سمِعت الأصمعيَّ يقول: الشَنَبُ: بَرْدُ الفمِ والاسنان. فقلت: إن أصحابنا
_________
(1) قال في سمط اللآلى: " ولبس " معطوف على قوله: ومعتمد جعلت له ربيعا * وطاغية جعلت له نكالا

(1/158)


يقولون: هو حِدَّتُها حين تَطْلَعُ، فيراد بذلك حداثَتَها وطراءَتَها، لأنَّها إذا أتت عليها السِنون احتكَّت. فقال: ما هو إلا بَرْدُها. وقول ذي الرُمَّة: لَمْياءُ في شَفَتَيْها حوة لعس * وفى اللثاث وفى أنيابها شَنَبُ يؤيّد قول الأصمعيّ، لأن اللِثّة (1) لا تكون فيها حدة.
[شوب] الشَوْبُ: الخلط. وقد شبتُ الشئ أشوبه فهو مشوب. وقول الشاعر (2) : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ معرص (3) * وماء قدور في القصاع مشيب إنما بناه على شيب الذى لم يسم فاعله، أي مخلوط بالتوابل والصباغ. وقولهم " ما عنده شَوْبٌ ولا رَوْبٌ "، أي لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ. وفي المثل: " هو يَشوبُ ويَروبُ "، يُضْرَبُ لمن يَخْلِطُ في القول أو العمل. والشِيابُ: اسم ما يمزج.
_________
(1) اللثة بالتخفيف: ما حول الاسنان، وجمعها لثات ولثى.
(2) هو سليك بن السلكة السعدى.
(3) لحم معرص: ملقى في العرصة ليجف، أو مقطع، أو ملقى في الجمر فيختلط بالرماد ولا يجود نضجه.

(1/158)


وشابة في شعر أبى ذؤيب (1) : اسم جبل بنجد. والشائبة: واحدة الشوائب، وهى الاقذار والادناس.
[شهب] الشُهْبَةُ في الألوان: البياضُ الذي غلب على السواد. وقد شهب الشئ بالكسر شهبا، واشتهب الرأسُ. وفرسٌ أَشْهَبُ، وقد اشْهَبَّ اشْهِباباً، واشْهابَّ اشْهيباباً مثله. وغُرَّةٌ شهباء، وهو أن يكون في غرة الفرسِ شَعَرٌ يخالف البياضَ. واشْهابَّ الزرعُ، إذا هاج وبقي في خلاله شئ أخضر. ويقال لليوم ذي الرِيح الباردة والصَقيع: أشْهَبُ، والليلةُ شَهباءُ. وكتيبةٌ شهباءُ، لبياض الحديد. والنصلُ الأشهبُ: الذي بُرِدَ فذهب سَوادُه. والشِهابُ: شُعْلَةُ نارٍ ساطعةٌ. وإنَّ فلاناً لَشِهابُ حربٍ، إذا كان ماضياً فيها. والجمع شهب وشهبان أيضا، عن الاخفش، مثل حساب وحسبان.
_________
(1) هو قوله: كأن ثقال المزن بين تضارع * وشابة برك من جذام لبيج

(1/159)


والشهاب: اللبن الضياح والشوهب: القنفذ.
[شهرب] الشَهْرَبَةُ: العجوز الكبيرة، مثل الشهبرة. قال الراجز: أم الحليس لعجوز شهربه * ترضى من اللحم بعظم الرقبه واللام مقحمة في العجوز.
[شيب] الشَيْبُ والمَشيبُ واحدٌ. وقال الأصمعي: الشَيْبُ بياضُ الشَعَرِ: والمَشيبُ دخولُ الرجُل في حَدِّ الشيبِ من الرجال. قال ابن السكيت في قول عدى (1) :
والرأس قد شابَه المَشيبُ (2) * يعني بَيَّضَهُ المشيبُ، وليس معناهُ خالَطَهُ. وأنشد: قد رابَهُ ولِمثْلِ ذلك رابَه * وَقَعَ المَشيبُ على السَوادِ فَشابَهُ أي بيض مسوده.
_________
(1) قال ابن برى: هذا البيت زعم الجوهرى أنه لعدى، وهو لعبيد بن الابرص.
(2) صدره:
تصبو وأنى لك التصابى:

(1/159)


وشيب السوط (1) معروف عربي صحيح. وتقول: باتَتْ فلانةُ بليلةِ شَيباء بالإضافة، إذا افتُضّت، وباتت بليلة حُرَّةٍ إذا لم تفتض. و (اشتعل الرأس شيبا) على التَمييز. وقال الأخفش على المصدر، لأنه حين قال اشْتعلَ كأنّه قال شاب، فقال شَيباً. والشيبُ: جمع أَشْيَبَ. والشِيبُ أيضاً: الجِبالُ يقع عليها الثلج فَتَشيبُ به. وقولهم: شَيْبٌ شائبٌ، إنَّما هو كقولهم ليلٌ لائلٌ، وموتٌ مائتٌ. الكسائي: شَيَّبَ الحزنُ رأسَه وبرأسِهِ، وشَيَّبَهُ الحزنُ، وأشابَ الحزنُ رأسَهُ وبرأسه. وأشاب الرجل، أي شاب أولاده. وشيبان: حى من بكر، وهما شيبانان: أحدهما شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل، والآخر شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة. وشيبة: اسم رجل، ومفتاح الكعبة في ولده، وهو شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد الدار ابن قصى. والشيب بالكسر: حكاية أصوات مَشافِرِ الإبلِ عند الشُرْبِ. قال الشاعر (2) :
_________
(1) في المطبوعة " الصوت " تحريف. وشيبا السوط: سيران في رأسه.
(2) هو ذو الرمة.

(1/160)


تداعين باسم الشيب في مُتَثَلِّمٍ * جَوانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسِلامِ وشيبانُ ومِلْحانُ: شَهْرا قُِماحٍ، وهما أشدُّ الشتاءِ برداً سُمِّيا، بذلك لبياضِ الأرضِ بما عليها من الثَلج والصَقيع. قال الكميت: إذا أمست الآفاق غبرا جنوبها * شيبان أو ملحان واليوم أشهب أي من الثلج. هكذا رواه ابن سلمة بكسر الشين والميم.
فصل الصاد
[صأب] الصُؤَابَةُ بالهمز: بيضةُ القملةِ، والجمع الصُؤَابُ والصِئْبانُ. وقد صَئِبَ رأسُهُ وأَصْأَبَ أيضاً، إذا كَثُرَ صِئْبانُهُ. وصَئِبَ الرجلُ، إذا أكثر من شُرْبِ الماءِ فهو رجلٌ مصأب، على مفعل.
[صبب] صَبَبْتُ الماءَ صبَّاً فانْصَبَّ، أي سكَبته فانسكب. والماء يتصبَّبُ من الجبل، أي يتحدَّرُ. ويقال ماءٌ صبٌّ، وهو كقولك ماءٌ سكب، وماء غور. قال الراجز (1) :
تنضح ذفراه بماء صب (2)
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) بعده:
مثل الكحيل أو عقيد الرب:

(1/160)


والصبابة: رقة الشوقِ وحرارته. يقال رجل صبٌّ: عاشقٌ مشتاقٌ، وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر. قال الشاعر (1) : ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ * إذا ما صَديقُكَ لم يَصْبَبِ والصُبابَةُ بالضم: البقية من الماء في الإناء. وتَصابَبْتُ الماءَ، إذا شَرِبْتَ صُبابَتَهُ. والصُبَّةُ بالضم: القطعة من الخيلِ، والصِرْمَةُ من الإبل. قال أبو زيد: الصُبَّةُ من المَعْزِ: ما بين العشرة إلى الأربعين. والصُبَّةُ أيضاً من الماء مثل الصُبَابَةِ. ومَضَتْ صُبَّةٌ من الليل، أي طائفة، وفي الحديث: " لتعودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ " ذكر الزُهري أنه من الصَبِّ، وقال: الحَيَّةُ السوداءُ إذا أرادتْ أن تنهش ارتفعتْ ثم صَبَّتْ (2) . والصَبيبُ: ماءُ ورقِ السِمْسِمِ. قال أبو عبيد: يقال إنه ماءُ ورقِ السِمسِمِ أو غيره من نباتِ الأرضِ، وقد وُصِفَ لي بمصر، ولونُ مائِهِ أحمرُ يعلوه سوادٌ. ومنه قول عَلقمة بن عَبَدة: فأَوْرَدَها (3) ماءً كأنَّ جِمامَهُ * مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصبيب
_________
(1) الكميت.
(2) قال الازهرى: قوله إساود صبا، جمع صبوب وصبب.
(3) في ديوانه واللسان: " فأوردتها ".

(1/161)


ويقال: هو عصارة ورق الحِنَّاءِ. والصبيبُ: الدمُ. والصبيبُ: العُصْفُرُ المُخلَصُ. والصَبَبُ: ما انحدر من الارض، وجمعه أصباب. وتصبصب الشئ: امحق وذهب. قال الراجز:
إذا الاداوى ماؤها تصبصبا * وخمس صبصاب، مثل بصباص.
[صحب] صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحابة، بالفتح. وجمع الصاحِب صَحْبٌ مثل راكب وركب، وصحبة بالضم مثال فاره وفرهة، وصحاب مثل جائع وجياع. قال الشاعر امرؤ القيس:
وقال صِحابي قد شَأَوْنَكَ فاطلب (1) * وصحبان مثال شاب وشبان. والاصحاب: جمع صحب، مثل فرخ وأفراخ. والصحابة بالفتح: الأصحاب، وهي في الأصل مصدرٌ. وجمع الأصحابِ أصاحيبُ. وقولهم في النداء يا صاحِ، معناه يا صاحبي. ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحدَه، سُمِعَ من العرب مرخَّماً. وأصحبته الشئ: جعلته له صاحبا.
_________
(1) صدره:
فكان تنادينا وعقد عذاره * (21 - صحاح)

(1/161)


واستصحبته الكتاب وغيره. وكل شئ لاءَمَ شيئاً فقد استصحبه. واصطحب القوم: صحب بعضهم بعضها، وأصله اصتحب، لان تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضطرب، وعند الطاء مثل اطلب، وعند الظاء مثل اظلم، وعند الدال مثل ادعى، وعند الذال مثل اذخر، وعند الزاى مثل ازدجر، لان التاء لان مخرجها فلم توافق هذه الحروف لشدة مخارجها، فأبدل منها ما يوافقها لتخف على اللسان ويعذب اللفظ به. وأصحب البعير والدابة، إذا انقاد بعد صُعوبة، قال الشاعر (1) : ولَسْتُ بِذي رَثْيَةٍ إمَّرٍ * إذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا وأَصْحَبَ الرجلُ، إذا بَلَغَ ابنُهُ. والمُصْحَبُ من الزِقاقِ: ما الشَعَرُ عليه. وقد أَصْحَبْتَهُ، إذا تَرَكْتَ صوفَهُ أو شعره عليه ولم تعطنه. والحميت: ما ليس عليه شعر. عن أبى عمرو. وأصحب الماء، إذا علاه الطحلب، حكاه عنه يعقوب. وحمار أصحبُ، أي أَصْحَرُ يَضرِبُ لَوْنُهُ إلى الحمرة.
_________
(1) امرؤ القيس بن مالك الحميرى.

(1/162)


[صخب] الصَخَبُ: الصِياح والجَلَبَةُ. تقول منه: صَخِبَ بالكسر، فهو صَخَّابٌ وصَخْبانُ. واصطخب، افْتَعَلَ منه. وقال الشاعر:
إنَّ الضَفادِعَ في الغُدْران تَصْطَخِبُ * وماءٌ صَخِبُ الآذِيِّ، إذا كان له صوت.
[صرب] الصَرْبُ: اللبن الحامضُ جدّاً. يقال: جاءنا بصَرْبَةٍ تَزوي الوَجْهَ. وكذلك الصرَبُ بالتحريك. والصَرَبُ أيضاً: الصمغ الأحمر، وهو صمغُ الطَلْحِ. قال الشاعر: أَرْضٌ عن الخَيْرِ والسُلْطانِ نائِيَةٌ * فالأَطْيَبانِ بها الطُرْثوثُ والصرب الواحدة صربة. وربما كانت الصَرَبَةُ مثل رأس السِنَّوْرِ، وفي جوفها شئ كالغراء والدبس يمص ويُؤْكَلُ. والمِصْرَبُ: الإناء الذي يُصْرَبُ فيه اللبن، أي يُحْقَنُ. تقول: صَرَبْتُ اللبن في الوَطْب، واصطربته، إذا جمعته فيه شيئاً بعد شئ وتركته ليحمض. وتقول أيضا: صَرَبَ بَوْلَهُ، إذا حَقَنَهُ، ومنه قيل للبَحيرَةِ صَرْبى على فَعْلَى، لأنهم كانوا لا يحلبونها إلا للضَيف فيجتمع اللبن في ضَرْعِها. وصرب الصبى ليسمن، وهو إذا احتبس ذو بطنه فيمكث يوما لا يحدث، وذلك إذا أراد أن يسمن.

(1/162)


[صعب] الصَعْبُ: نقيض الذَلولِ. وامرأة صعبة ونِساءٌ صَعْباتٌ بالتسكين، لأنه صفة. والمُصْعَبُ: الفحل، وبه سُمِّيَ الرجل مُصْعَباً. وصَعُبَ الأمر صُعوبة: صار صَعْباً. وأَصْعَبْتُ الأمر: وجدته صعباً. وأصعبت الجملَ فهو مُصْعَبٌ، إذا تركتَه فلم تركبه ولم يَمسَسْه حبل حتى صار صعباً. واستصعب عليه الأمر، أي صَعُبَ. والمصعبان: مصعب بن الزبير، وابنه عيسى ابن مصعب. وكان ذو القرنين المنذر بن ماء السماء يلقب بالصعب. قال لبيد: والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا * بالحنو في جدث أميم مقيم
[صعنب] الصَعْنَبُ: الصغير الرأس. وصعْنَبَ الثَريدَة، إذا رفَع وَسَطَها وقوَّر رأسها.
[صقب] صَقِبَت دارُه بالكسر، أي قَرُبتْ. وفي الحديث: " الجار أحق بصَقَبِهِ ". وتقول أصْقَبَه فصَقَبَ، أي قرَّبه فقرُب. والصقب، العمود الذي يكون في وسط الخِباء، وهو الاطول: والجمع صقوب. والصقب

(1/163)


أيضا: الضرب على شئ مصمت يابس. والصقب: الطويل من كل شئ مع ترارة (1) . والصاقب: اسم جبل.
[صقعب] الصقعب (2) : الطويل.
[صلب] أبو عمرو: الصُلْبُ والصَليب: الشديد، وكذلك الصُلَّب بتشديد اللام. وقد صلب الشئ صلابة وصلبته أنا. ومنه قول الشاعر الاعشى يصف ناقته: من سراة الهجان صلبها الع‍ * ض ورعى الحمى وطول الحيال صلبها، أي شدها. وتقول أيضا: صلب الرطب، إذا بلغ اليُبْسَ، فهو مصلِّبٌ بكسر اللام، فإذا صب عليه الدبس ليلين فهو مصقر. والصلبية: حجارة المسن. تقول سنان صُلَّبِيٌّ ومصلَّبٌ أيضاً، أي مسنون. والصُلْبُ مِنَ الظَهر. وكل شئ من الظهر فيه فَقارٌ فذلك الصُلْبُ. والصُلْبُ من الأرض: المكان الغليظ المُنْقَاد، والجمع الصلبة مثل قلب
_________
(1) الترارة: السمن والاسترخاء.
(2) وردت المادة في الطبعة الاولى " صعقب " و " الصعقب " كلاهما محرف.

(1/163)


وقلبة. والصلب أيضا: موضع بالصمان. والصلب: الحسب. قال عديّ بن زيد: أَجْلِ أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ * فوق ما أحكى بصُلْبٍ وإزارْ قال أبو عمرو: الصُلْب: الحسب. والإزار: العفاف. والصَلَب، بالتحريك: لغة في الصُلْب من الظهر. قال العجاج يصف امرأة: ريا العظام فخمة المخدم * في صلب مثل العنان المؤدم (1) والصلب أيضا: ما صَلُب من الأرض. والصليب: وَدَكُ العظام. قال الهذلى (2) وذكر عقابا: جريمة ناهض في رأس نيق * ترى لعظام ما جمعت صليبا والاصطلاب: استخراج الودك من العظام ليُؤْتَدَمَ به. وقال الكميت: واحتلَّ بَرْكُ الشتاء مَنزِلَه * وبات شيخُ العيال يصطلبُ وصلَبه صَلْباً، وصلبه أيضا، شدد للتكثير. قال تعالى: (وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ في جذوع النَخْلِ) .
_________
(1) بعده:
إلى سواء قطن مؤكم
(2) هو أبو خراش الهذلى.

(1/164)


والصَليبُ للنصارى، والجمع صُلُبٌ وصُلبانٌ. وثوبٌ مُصَلَّبٌ: عليه نَقْشٌ كالصليب. والعرب تسمِّي الأنْجُمَ الأربعةَ التي خلف النَسْرِ الواقع (1) : صليباً. والصالِب: الحارَّة من الحُمَّى، خلاف النافض. تقول: صَلَبَتْ عليه حُمَّاهُ تَصْلِب بالكسر، أي دامت واشتدت، فهو مصلوب عليه.
[صلهب] الأمويّ: الصَلَهْبي من الإبل: الشديد، والياء للالحاق، والانثى صلهباة.
[صنب] الصناب: صباغ يتخذ من الخردل والزبيب. قال جرير: تكلفني معيشة آل زيد * ومن لى بالصلائق (2) والصناب والصنابى، هو الكميت، أو الأشقر إذا خالط شُقْرَتَهُ شعرةٌ بيضاء، ينسب إلى الصناب.
[صوب] الصَوْبُ: نزول المطر. والصيب: السحاب دون الصوب. وصاب، أي نزل. قال الشاعر (3) :
_________
(1) قوله: التى خلف النسر الواقع، غلط صوابه: خلف النسر الطائر. وهذا مما وهم فيه الجوهرى.
(2) الصلائق: جمع صليقة، وهو اللحم المشوى المنضج. ويروى: " بالمرقق والصناب ".
(3) هو رجل من عبد القيس يمدح النعمان، وقيل أبو وجزة يمدح عبد الله بن الزبير، وقيل علقمة بن عبدة.

(1/164)


فلست لا نسى ولكنْ لملأكٍ * تنزَّل من جوِّ السماء يَصوبُ والتَصَوُّبُ مِثله. وصَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه في الجَرْيِ. وقال امرؤ القيس: فصوبته كأنه صوب غبية * على الامعز الضاحى إذا سيط أحضرا ويقال صابَه المطر، أي مُطِرَ. وصاب السهمُ يَصوبُ صَيْبوبَةً، أي قَصَد ولم يَجُرْ. وصابَ السهمُ القِرطاسَ يَصيبُهُ صَيْباً، لغةٌ في أصابه. وفي المثل: " مع الخواطئ سهمٌ صائب ". وقولهم: دعْني وعليَّ خَطَئِي وصَوْبي، أي صوابي. قال الشاعر (1) : دعيني إنّما خَطئي وصَوْبي * عليَّ وإنَّ ما أهلكْتُ مالُ (2) قوله مالَ بالرفع، أي وإنّ الذي أهلكتُ إنما هو مالٌ. وأصابَه، أي وجده. وأصابته مصيبة، أي أخذته، فهو مُصاب. والمُصابُ: قصب السكر. وأصاب في قوله: وأصاب القرطاس. والمصاب: الاصابة. وقال الشاعر (3) :
_________
(1) أوس بن غلفاء.
(2) قبله: ألا قالت أمامة يوم غول * تقطع بابن غلفاء الحبال
(3) الحارث بن خالد المخزومى.

(1/165)


أسليم (1) إن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم ورجل مُصابٌ وفي عقله صابَةٌ، أي فيه طَرَفٌ من الجنون. والصواب: نقيض الخطأ. وصَوّبه، أي قال له أصبتَ. واستصوب فِعْلَهُ واستصاب فِعْلَه، بمعنىً. وصوَّب رأسَه، أي خفضه. قال ابن السكيت: وأهل الفَلْج يسمُّون الجَرينَ: الصُوبة، وهو موضع التَمْرِ. وتقول: دخلت على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أي مَهيلَةٌ. والمصيبة: واحدة المصائب. والمَصوبة بضم الصاد مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز المصائب وأصله الواو، كأنهم شبهوا الاصلى بالزائد. ويجمع أيضا على مصاوب وهو الاصل. وقوم صياب، أي خيار. وقال (2) :
_________
(1) قال ابن برى: الصواب أظليم ترخيم ظليمة، وهى أم عمران زوجة عبد الله بن مطيع. وكان الحارث ابن خالد بن العاصى المخزومى ينسب بها، ولما مات زوجها تزوجها. وبعده: أقصيته وأراد سلمكم * فليهنه إذ جاءك السلم في اللسان: " أقصدته "، " إذ جاءكم فلينفع ".
(2) الراعى، أو ولده جندل.

(1/165)


من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صُيَّابِ (1) قال الفراء: هو في صُيَّابَة قومِه، وصُوَّابَة قومه، أي في صميم قومه. والصيابة: الخيار من كل شئ. قال ذو الرمة: ومستشحجات بالفراق كأنها * مثاكيل من صيابة النوب نوح والصاب: عصارة شجرٍ مُرٍّ (2) . قال الهذَلي (3) : إنّي أرقتُ فبِتُّ الليل مشتَجِرا (4) * كأنّ عينى فيها الصاب مذبوح
[صهب] الصُهْبَة: الشُقْرَة في شعَر الرأس، وهي الصُهوبة. والرجل أصهبُ. والصهباء: الخمر، سمِّيتْ بذلك للونها. والأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضَه حُمرة، وهو أن يحمرّ أعلى الوبر وتبيضَّ أجوافه. وجملٌ صهابى، أي أصهب اللون. ويقال هو منسوب إلى صهاب: اسم فحل أو موضع.
_________
(1) وقبله: جنادف لا حق بالرأس منكبه * كأنه كودن يوشى بكلاب
(2) في القاموس: وشجر مر، جمع صاب. ووهم الجوهرى في قوله: عصارة شجر.
(3) هو أبو ذؤيب.
(4) ويروى: " مرتفقا ".

(1/166)


وقال الأصمعي: يقال للأعداء: صُهْبُ السِبالِ، وسود الأكباد، وإن لم يكونوا صهب السبال، فكذلك يقال لهم. قال ابن قَيسِ الرُقَيّات: فظِلال السُيوف شَيَّبْنَ رأسي * واعتناقي في القوم صُهْبَ السِبالِ ويقال أصله للروم، لأنَّ الصُهوبة فيهم، وهم أعداء العرب. وصهبى: اسم فرس للنمر (1) . والمصهب: صفيف الشواء، والوحش المختلط (2) .
فصل الضاد
[ضبب] أصل الضب: اللصوق بالارض. وضَبَّ الماء والدم يَضِبُّ بالكسر، ضبيبا، أي سال، وأضببته أنا. وفلان يضُبُّ ناقتَه بالضم، أي يحلبها بخمس أصابع. قال الفراء: هو أن يجعل إبهامه على الخلف ثم يرد أصابعه على الابهام والخلف جميعا.
_________
(1) النمر بن تولب، وفيها يقول: لقد غدوت بصهبى وهى ملهبة * إلهابها كضرام النار في الشيح
(2) هذه الجملة ساقطة من أكثر النسخ، وقد تعقبها عاصم. اه‍. قاله نصر.

(1/166)


والضب: دويبة، والجمع ضباب وأضب، مثل كف وأكف. وفى المثل: " أعقُّ من ضبّ " لأنّه ربّما أكل حُسولَهُ. والأنثى ضَبَّةٌ. وقولهم " لا أفعلُه حتّى يحنَّ الضبُّ في أثَر الإبل الصادرة " و: " لا أفعله حتّى يرد الضبّ "، لأن الضبّ لا يشرب ماء. ومن كلامهم الذى يضعونه على ألسنة البهائم: قالت السمكة: وردا ياضب، فقال: أصبح قلبى صردا * لا يشتهى أن يردا * إلا عرادا عردا * وصليانا بردا (1) * وعنكثا ملتبدا * وضَبِبَ البلد وأضبَّ أيضاً، أي كثُرت ضِبابه. وأرض ضَبِبَةٌ: كَثيرة الضباب، وهو أحد ما جاء على أصله. ووقعنا في مضاب منكرة، وهي قِطع من الأرض كثيرة الضباب، الواحدة مضبة. والمضبب: الحارش الذي يصب الماءَ في جحره حتّى يخرج ليأخذه. والضَبُّ: الحِقد، تقول: أضب فلان على
_________
(1) بردا، تصحيف، والصواب " رددا " وهو السريع الارداد. ذكره أبو محمد الاعرابي. مخطوط التكملة للصغانى 68.

(1/167)


غل في قلبه، أي أَضمره. وقال الأصمعي: أضبَّ على ما في نفسه، إذا سكت، مثل أضْبَأَ. وقال أبو زيد: أضبَّ، إذا تكلَّم. ومنه يقال: ضبَّت لثَّتُهُ دماً، إذا سالت، وأضببتها أنا. فكأَنَّ أضَبَّ أخرج الكلام. ويقال أضبُّوا عليه، إذا أكثروا عليه. والضبُّ: ورمٌ يصيب البعيرَ في فِرْسِنِهِ، تقول منه: ضَبَّ البعير يَضَب بالفتح، فهو بعير أضبُّ، وناقة ضباء بينة الضبب. والضب: داء في الشَفة يسيل دماً، ومنه قولهم: جاء فلان تَضِبُّ لِثاتُه بالكسر، إذا اشْتدَّ حرصه على الشئ. قال بشر بن أبي خازم: وبنى تميم (1) قد لقينا منهمُ * خَيلا تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ قال أبو عبيدة: هو قلبٌ تَبِضُّ، أي تسيل وتَقطر. والضَبُّ: واحد ضِباب النَخل، وهو طَلْعه. قال الشاعر (2) : أطافَت بفُحَّالِ كأنَّ ضِبابه * بُطُونُ الموالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ والضَبُّ: انْفتاقٌ من الابط وكثرة من
_________
(1) في المفضليات: " وبنى نمير قد لقينا " وفى الاساس: " وبنو نمير ".
(2) هو سويد بن الصامت. وذكر الصغانى في التكملة أن الشاعر هو بطين التيمى.

(1/167)


اللحم. تقول: تضبَّب الصبيُّ، أي سَمِن وانفتقت آباطُه وقَصُرَ عنقه. ورجلٌ ضُباضِبٌ بالضم، إذا كانَ قصيراً سميناً. والضَبيبة: سمنٌ ورُبٌّ يُجعل للصبيّ في عُكَّةٍ يُطْعَمُه، يقال: ضَبِّبوا لصبيِّكم. ورجلٌ خَبٌّ ضَبٌّ، أي جربز مراوغ. وضبة بن أد: عم تميم بن مر. والضبة: حديدة عريضة يضَبَّب بها الباب. والضَبابة: سَحابة تُغَشِّي الأرض كالدخان، والجمع الضَباب. تقول منه: أضب يومنا. وضب: اسم الجبل الذى مسجد الخيف في أصله.
[ضرب] ضربه يضرِبه ضرباً. وضرب في الأرض ضرباً ومَضرَباً بالفتح، أي سار في ابتغاء الرزق. يقال: إنّ في ألفِ درهمٍ لمضرَبا، أي ضربا. و (ضربَ اللهُ مثلاً) ، أي وصفَ وبيَّن. وقولهم: " فضرَب الدهر ضَرَبانَه " كقولهم فقضَى، من القضاء. وضرب الفحلُ الناقةَ ضِراباً. وضربَ الجُرح ضَرَباناً. وضربَ على يد فلانٍ، إذا حَجَر عليه. والطير الضَوارب: التي تطلب الرزق. وضرب البعيرُ في جهازه، أي نفر.

(1/168)


وضربت فيه فلانة بِعِرْقٍ ذي أشَبٍ، أي التباس. أبو زيد: أضرب الرجل في بيته، أي أقام فيه. قال ابن السكيت: سمعتها من جماعة من الاعراب. وأضرب، أي أطرق. تقول: رأيت حيَّة مُضْرِبا، إذا كانت ساكنةً لا تتحرك. وأضْرَبَ عنه، أي أعرض. وأضْرَبَ الرجل الفحلَ الناقةَ فضربَها. والتضريب بين القوم: الإغراء. وضرَّب النجَّادُ المُضَرَّبَةَ، إذا خاطَها. وضارَبَه، أي جالدَه. وتضاربا واضطربا بمعنًى. والموج يضطرب، أي يضرب بعضُه بعضا. والاضطراب: الحركة. واضطرب أمرُه: اختلَّ. وهذا حديثٌ مضطرِبُ السَنَدِ. وضاربه في المال من المضاربة، وهي القِراضُ. والضَرْبُ: الخفيف من المطر. والضَرْبُ: الرجل الخفيف اللحم. قال طرفة: أنا الرجل الضَرْبُ الذي تعرفونه * خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقِّدِ والضَرْبُ: الصيغة والصِنف من الأشياء. ودرهمٌ ضَرْبٌ وُصِفَ بالمصدر، كقولهم ماء غَوْر وسَكْبٌ. ويقال الضرب: الإسراع في المشي. والضرَبُ، بالتحريك: العسل الابيض

(1/168)


الغليظ، يذكر ويؤنث. قال الهذلي (1) : وما ضَرَبٌ (2) بيضاءُ يأوي مَليكَها * إلى طُنُف أعْيا بِراقٍ ونازِلِ واستضرب العسلُ: صار ضَرَباً. وهذا كقولهم: استنوق الجمل، واسْتَتْيَسَ العنز، بمعنى التحوُّل من حال إلى حال. وتقول: أتت الناقة على مضرِبِها بكسر الراء، أي الوقت الذي ضربها الفحلُ فيه، جعلوا الزمان كالمكان. وتقول أيضاً: ما لِفلان مَضْرِبُ عَسَلَةٍ، أي مَضْرِبٌ من النسب والمال. وما أعرف له مَضْرِبَ عَسَلَةٍ، تعني أعراقَه (3) . ومَضْرِبُ السيف أيضاً: نحوُ من شِبْرٍ من طَرَفِهِ، وكذلك مَضْرِبَةُ السيف. والمَضرِبُ أيضاً: العظْم الذي فيه مُخٌّ. تقول للشاة إذا كانت مهزولةً: ما يُرِمُّ منها (4) مضرِبٌ، أي إذا كُسِر عظمٌ من عظامها لم يُصَبْ فيه مُخٌّ. والمِضراب: الذي يضرب به العود.
_________
(1) أبو ذؤيب.
(2) خبر ما في قوله: بأطيب من فيها إذا جئت طارقا * وأشهى إذا نامت كلاب الاسافل
(3) أي لا يعرف له أصل ولا قوم ولا أب ولا شرف.
(4) قوله ما يرم، من الارمام، يقال أرم العظم، إذا جرى فيه الرم، وهو المخ.

(1/169)


ورجل مضرب، بكسر الميم: شديد الضرب. والضارب: المكان ذو الشجر. والضارب: الناقة التى تضرب حالبها. والضارب: الليل الذي ذهبت ظُلمته يميناً وشمالا وملات الدنيا. قال الراجز: ياليت أم الغمر كانت صاحبي * مكان من أمسى على الرَكائِبِ * ورابَعَتْني تحت ليلٍ ضارِبِ * بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ * والضارب: السابح. قال ذو الرمّة: لَياليَ اللَّهْو تُطْبيني فأَتْبَعُهُ * كأنّني ضاربٌ في غَمْرَةٍ لَعِبُ والضارب والضَريب: الذي يَضرب بالقِداح، وهو الموكَّل بها، والجمع الضرباء. والضَريب: الصقيع، تقول منه: ضُرِبت الأرض، كما تقول طُلَّت الأرض من الطَلِّ. وضريب الشئ: مثله وشكله. والضرائب: الاشكال. وضَريب الشَوْل: لبنٌ يُحْلب بعضه على بعض. عن أبي نصر. وقال بعض أهل البادية: لا يكون ضريباً إلا من عِدَّةِ أبل، فمنه ما يكون رقيقاً، ومنه ما يكون خاثراً. قال ابن أحمر: وما كنت أخشى أن تكون منيَّتي * ضريبَ جِلاد الشَوْلِ خَمْطاً وصافِيا والضَريبة: الطبيعة والسجية، تقول: فلان (22 - صحاح)

(1/169)


كريم الضريبة، ولئيم الضريبة. وكذلك تقول في النحيتة، والسليقة، والنحيزة، والتوس، والسوس، والغريزة، والنحاس، والخيم. والضريبة: واحدة الضرائب التي تؤخذ في الأرصاد والجزية ونحوها. ومنه ضريبة العبد، وهي غلته. والضريبة: المضروب بالسيف، وإنما دخلته الهاء وإن كان بمعنى مفعول لانه صار في عداد الاسماء، كالنطيحة والاكيلة. والضريبة: الصوف أو الشعر يُنفَشُ ثم يُدرَجُ ويشدُّ بخَيط ثم يغزل: والجمع الضرائب.
[ضغب] الضُغاب والضَغيب: صوت الأرنب. وقد ضَغَبَت تَضْغَبُ. وامرأة ضَغْبَة، أي مولعة بحب الضغانيس، وهى صغار القثاء، أسقطت السين منه لانها آخر حروف الاسم، كما قيل في تصغير فرزدق فريزد.
[ضوب] الضَوُبان: الجمل القويّ الضخم، واحده وجمعه سواء. وقال: عر كرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف ربيعا أي تأويم
[ضهب] لحم مُضَهَّبٌ، إذا شُوِيَ ولم يُبالَغ في نُضجه. وقال امرؤ القيس:

(1/170)


نمش بأعراف الجيادِ أَكُفُّنا * إذا نحنُ قُمنا عن شِواء مُضَهَّبِ وتضهيب القوس والرمح: عَرْضُهُما على النار عند التثقيف.
فصل الطاء
[طبب] الطبيب: العالم بالطب، وجمع القلة أطِبَّةٌ، والكثير أطِبَّاء. تقول: ما كنتَ طبيباَ ولقد طَبِبت، بالكسر. والمتطبِّب: الذي يتعاطى عِلم الطِّب. والطُبُّ والطَبُّ لغتان في الطِبِّ. وفي المثل: " إن كنت ذا طِبٍّ فطِبَّ لعينيك " وطُبَّ، وطَبَّ (1) . وكلُّ حاذقٍ طبيبٌ عند العرب. قال المرار (2) : يَدينُ لِمَزْرورٍ إلى جَنْب حَلْقة * من الشِبْه سوَّاها برفق طبيبُها (3) وفلان يستطبّ لوجعه، أي يستوصف الدواءَ أيُّه يصلُح لدائه. والطُبُّ: السحر، تقول منه: طُبَّ الرجل فهو مطبوب. وتقول أيضاً: ما ذاك بِطِبِّي، أي بدهري وعادتي. قال الشاعر (4) :
_________
(1) أي بتثليث الطاء وتشديد الباء.
(2) المرار بن سعيد الفقعسى.
(3) يدين: يطيع. والمزرور: الزمام المربوط بالبرة. والشبه: الصفر.
(4) فروة بن مسيك المرادى.

(1/170)


وما إنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن * منايانا ودَولَةُ آخَرينا ورجل طَبٌّ بالفتح، أي عالم. وفَحل طَبٌّ، أي ماهر بالضِرابِ. الأصمعي: الطِبابة: الجلدة التي يغَطَّى بها الخُرَزُ، وهي معترِضة كالإصبع مَثْنِيَّةٌ على موضع الخَرْز، والجمع الطِباب. قال جرير: بَلى فارفضَّ دمعُك غير نَزْرٍ * كما عيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا تقول منه: طَبَبْتُ السِقاء أطُبُّه، وطبَّبْتُه أيضاً، شدِّد للكثرة. قال الكميت يصف قَطاً: أو الناطقات الصادقات إذا غَدَتْ * بأسقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ والطِبابة أيضاً: طريقةٌ من رمل أو سَحاب. وكذلك الطِبَّة بالكسر. والطِبَّة أيضاً: الشُقَّة المستطيلة من الثوب، والجمع الطِبَبُ. وكذلك طِبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق التي تُرى فيها إذا طَلَعَتْ. والتطبيب: أن تعلّق السِقاء من عمود (1) البيت ثم تَمخُضه. والطبطبة: صوت الماء ونحوه، وقد تطبطب. وقال:
_________
(1) قوله من عمود، أي في عمود.

(1/171)


إذا طحنت دُرْنِيَّةٌ لعيالها * تَطبطبَ ثدياها فطار طحينها
[طحرب] ما على فلان طَحْرَبَةٌ وطِحْرِبَةٌ وطُحْرُبَةٌ، أي قطعة خِرْقَةٌ (1) . وما في السماء طَحْرَبَةٌ، أي شئ من غيم.
[طحلب] الطُحْلُبُ والطِحْلَبُ (2) : هذا الذي يعلو الماء. وقد طَحْلَبَ الماءُ، وعين مطحلبة.
[طرب] الطَرَبُ: خِفَّة تصيب الإنسانَ لشدةِ حزنٍ أو سرور. وقد طَرِبَ يَطْرَبُ. قال الشاعر (3) : وأَراني طَرِباً في إثْرِهِمْ * طَرَبَ الوالِهِ أو كالمُخْتَبَلِ وأَطْرَبَهُ غيرُه وتَطَرَّبَهُ. قال الكُميت: ولم تُلْهِني دارٌ ولا رسمُ مَنْزِلٍ * ولم يَتَطَرَّبْني بَنانٌ مُخَضَّبُ وإبلٌ طواربُ: تَنْزِع إلى أوطانها. والمَطارِب: طرقٌ متفرِّقة واحدها مَطْرَبَةٌ ومَطْرَبٌ. قال الشاعر (4) : ومَتْلَفِ مثلِ فَرْقِ الرأس تَخْلِجُهُ * مطارب زقب أميالها فيح
_________
(1) في اللسان: قطعة من خرقة.
(2) هو كقنفذ وزبرج ودرهم، كما في القاموس.
(3) هو النابغة الجعدى.
(4) هو أبو ذؤيب الهذلى.

(1/171)


والتطريب في الصوت: مده وتحسينه.
[طرطب] طَرْطَبَ الحالبُ بالمِعْزَى، إذا دعاها. قال أبو زيد: الطرطبة بالشفتين. والطُرْطُبُّ بالضم وتشديد الباء: الثدى الطويل، والمرأة طرطبة. وقال: ليست بقتاتة سبهللة * ولا بطرطبة لها هلب قال أبو زيد في نوادره: يقال للرجل يهزأ منه: دهدرين وطرطبين.
[طلب] طلبت الشئ طلبا، وكذلك اطلبته على افتعلته. ومنه عبد المطلب بن هاشم، واسمه عامر. والطلب أيضا: جمع طالِبٍ. قال ذو الرمّة: فانصاع جانبه الوحشى وانكدرت * يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المطلوبُ والطلبُ وطالبه بكذا مطالَبة. والتطلُّبُ: الطلَبُ مرةً بعد أخرى. والطلبة، بكسر اللام: ما طلبته من شئ. وأطلبه، أي أسعفه بما طلب. وأطْلَبَه، أي أحوجه إلى الطَلَب، وهو من الأضْداد. ومنه قولهم: أَطْلَبَ الماءُ، إذا بَعُدَ فلم يُنل إلا بطلب، يقال ماءٌ مُطْلِبٌ. وكذلك الكلأُ وغيره. قال الشاعر:
أهاجك بَرْقٌ آخر الليل مطلب:

(1/172)


ومطلوب: اسم موضع. قال الاعشى:
يا رخما قاظ على مطلوب (1)
[طنب] الطُنبُ (2) : حبل الخباء، والجمع أطناب. يقال خباءٌ مُطَنَّب ورِواق مطنَّب، أي مشدودٌ بالأطناب. والطُنُبُ: أيضاً عِرْقُ الشجر وعَصَب الجسَد. والمَطْنَب: المَنْكب والعاتق. قال امرؤ القيس (3) : وإذ هيَ سوداءُ مثل الفَحيمِ (4) * تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكبا - والطَنَب، بالتحريك: اعوجاجٌ في الرمح. وطنَّب بالمكان، أي أقام به. وطنَّب الفرسُ، أي طال مَتْنُه. وأطنب في الكلام: بالغ فيه. وابن الاطنابة: رجل شاعر (5) . والاطنابة: المِظلَّة. والإطنابة: سَيْرٌ يُشَدُّ في طرف وتر القوس العربية.
_________
(1) بعده:
يعجل كف الخارى المطيب
(2) بضمتين.
(3) ابن مالك الحميرى.
(4) يروى: " مثل الجناح ".
(5) هو القائل: أقول لها إذا جشأت وجاشت * مكانك تحمدى أو تستريحي

(1/172)


وأطنبت الإبل، إذا اتَّبع بعضها بعضاً في السير. وأطنبت الريح، إذا اشتدت في غبار.
[طيب] الطَيِّب: خلاف الخبيث. وطاب الشئ يطيب طيبة وتطيابا. قال علقمة: يَحْمِلنٍ أترُجَّةً نَضْخُ العبير بها * كأنَّ تَطْيابَها في الأنف مشمومُ وأطابه غيره وطيَّبه أيضاً. واستطابه: وجده طيِّباً. والاستطابة أيضاً: الاستنجاء. وقولهم: ما أطيبه، وما أيطبه، مقلوب عنه. وفعلت ذاك بطيبةِ نفسي، إذا لم يُكرِهك عليه أحد. وتقول: ما به من الطيبِ، ولا تقل من الطيبة. وأطعَمَنا فلانٌ من أطَايب الجزور: جمع أطيب، ولا تقل من مطايب الجزور. والطيب: ما يُتَطَيَّب به. والأطيبان: الأكل والجماع. وطايَبَه: أي مازحه. والطَّاب: الطَيِّب والطيب أيضا، يقالان جميعا. وقال (1) يمدح عمرو بن عبد العزيز بن مروان: مقابل الاعراق في الطاب الطاب * بين أبى العاص وآل الخطاب وأبو العاص: جد جده، وهو عمر بن
_________
(1) هو كثير بن كثير النوفلي.

(1/173)


عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص. وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. والطابة: الخمر. وتمرٌ بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ، ورُطَبُ ابن طابٍ. وعِذقُ ابن طابٍ، وعِذق ابن زيد: ضربان من التمر. وشئ طيَّابٌ بالضم، أي طيَّب جداً. وقال الشاعر: نحن أجدنا دونها الضرابا * إنا وجدنا ماءها طيابا وتقول: هذا شرابٌ مَطْيَبَةٌ للنفس، أي تطيب النفوس إذا شَرِبَته. وطوبى: فُعْلى من الطيب، قلبوا الياء واواً للضمة قبلها. وتقول: طوبى لك، وطوباك بالاضافة. قال يعقوب: ولا تقل طوبيك بالياء. وطوبى: اسم شجرة في الجنة. وسبى طِيبَةٌ، بكسر الطاء وفتح الياء: صحيحُ السِباءِ، لم يكن عن غدر ولا نقض عهد. وطيبة، على وزن شيبة (1) : اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. والطوب: الآجر بلغة أهل مصر. وقولهم: طبتُ به نفساً، أي طابتْ نفسي به.
فصل الظاء
[ظأب] أبو زيد: الظأْبُ مهموز: سلف الرجل.
_________
(1) وأما طيبة بكسر الطاء، فهو اسم زمزم.

(1/173)


تقول: هو ظأبه وظأمه. وقد ظاء بنى مظاءبة، وظاءمنى مُظاءمة، إذا تزوجُتَ أنت امرأةً وتزوَّج هو أختها. والظَأْبُ أيضاً: الصوت والجلَبة. قال الشاعر (1) يصف تَيساً: يَصوعُ عُنوقَها أَحْوى زَنيم * له ظأْبٌ كما صَخِبَ الغريمُ
[ظبظب] يقال: ما به ظَبْظابٌ، كما يقال ما به قلبة، أي شئ من وجع. قال رؤبة:
كأنَّ بي سُلاٍّ وما بى ظبظاب (2) * وظباظب الغنم: لبالبها، وهى أصواتها وجلبتها.
[ظرب] الظَرِبُ، بكسر الراء: واحد الظراب، وهى الروابي الصغار. ومنه سمى عامر بن الظرب العدواني، أحد فرسان العرب. قال الشاعر معد يكرب يرثى أخاه شرحبيل: إن جنبى عن الفراش لناب * كتجافي الاسر فوق الظراب (3)
_________
(1) هو أوس بن حجر.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده: " وما من ظبظاب ". وبعده:
بى، والبلى أنكرتيك الاوصاب * ولا يتم المعنى إلا بما صوب ابن برى، وفى التكملة للصاغاني كذلك.
(3) الاسر، هو البعير الذى في كركرته دبرة. اه‍ مرتضى.

(1/174)


والاظراب: أسْناخُ الأسنان. قال عامر ابن الطفيل (1) : ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةَ سابحٍ * بادٍ نواجِذُهُ عن الأظرابِ والظَرِبان، مثال القطران: دويبة كالهرة منتنة الريح، تزعم الاعراب أنها تفسو في ثوب أحدهم إذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يبلى الثوب. وفى المثل: " فَسا بينَنا الظَرِبانُ "، وذلك إذا تقاطع القوم. قال الشاعر (2) : ألا أبلغا قيساً وخِنْدَفَ أنّني * ضربت كَثيراً مَضْرِبَ الظَرِبانِ يعني كثير بن شِهاب. وكذلك الظِربى على وزن فِعْلى، وهو جمعٌ مثل حِجْلى جمع حَجَلٍ (3) . قال الفرزدق: وما جَعَل (4) الظِرْبى القِصارَ أنوفُها * إلى الطِمِّ من مَوج البحار الخَضارِم وربما جُمع على ظرابى، مثل حرباء وحرابي، كأنه جمع ظرباء. وقال: وهل أنتم إلا ظَرابِيُّ مَذْحِجٍ * تَفاسى وتستنشِي بآنُفِها الطخم
_________
(1) قال ابن برى: البيت للبيد يصف فرسا، وليس لعامر بن الطفيل.
(2) هو عبد الله بن حجاج الزبيدى التغلبي، كما في اللسان والتاج.
(3) وليس لهم جمع ثالث في وزنهما.
(4) في ديوانه: يجعل.

(1/174)


ورجل ظرب مثال عتل: القصير اللحم. وقال: يا أحسن الناس مناط عقد (1) * لا تعدلينى بظرب جعد
[ظنب] الظُنْبوبُ: العظم اليابس من قُدُمِ الساقِ (2) قال يصف ظليماً: عاري الظنابيب مُنْحَصٌّ قوادمه * يَرْمَدُّ حتَّى ترى في رأسه صَتَعا أي التواء. وأمَّا قول سلامة بن جندل (3) : كنَّا إذا ما أتانا صارِخٌ فزِعٌ * كانَ الصراخُ له قَرْعَ الظَنابيبِ فيقال: عَنَى به سرعة الإجابة، وجَعل قرعَ السوط على ساقِ الخُفِّ في زجر الفرس قرعا للظنبوب.
فصل العين
[عبب] العَبُّ: شُرب الماء من غير مَصٍّ. وفي الحديث: " الكُبادُ من العب ".
_________
(1) قبله:
يا أم عبد الله أم العبد
(2) قدم، بضمتين، أي مقدم.
(3) السعدى.

(1/175)


والحمام يشرب الماء عبًّا كما تَعُبُّ الدوابّ. وقولهم: لا عَبابِ، أي لا تَعُبّ في الماء. والعبعب: كساء من صوف. والعبعب أيضا: التَيس من الظِباء. والعَبعَب أيضاً: نعمة الشباب. قال العجاج:
بعد الجمال والشباب العبعب * وعب النبت، أي طال. والعبعاب: الرجل الطويل. ورجل فيه عبية وعبية (1) ، أي كِبْرٌ وتجبُّر. وعُبِيَّةُ الجاهلية: نخوتُها. والعَبيبة: التي تَقْطُرُ من مغافير العُرْفُطِ. ابن السكيت: عَبِيبَةُ اللثى: غسالته. واللثى: شئ ينضحه الثُمامُ حُلْوٌ، فما سقط منه على الأرض أُخِذَ وجُعِل في ثوب وصُبَّ عليه الماء، فإذا سال من الثوب شُرب حُلْوًا وربما أُعْقِدَ. واليَعْبوب: الفرس الكثير الجرى، والنهر الشديد الجرية (2) .
[عتب] عَتَبَ عليه، أي وَجَدَ عليه، يَعْتُبُ ويَعْتِبُ عَتْباً ومَعْتَباً. وقال الغطمش (3) :
_________
(1) بضم العين وكسرها مع كسر الياء المشددة وتشديد المثناة.
(2) بكسر الجيم.
(3) الضبى.

(1/175)


أخلاى لو غير الحِمامِ أصابكم * عَتَبْتُ ولكن ليس للدهر مَعْتَبُ (1) والتَعَتُّبُ مثله، والاسم المَعْتَبَةْ والمَعْتِبَةُ. قال الخليل: العِتابُ: مخاطبة الا دلال ومذاكرة الموجدة. تقول: عاتبه معاتبة. قال الشاعر: أعاتب ذا المودَّة من صديق * إذا ما رابني منه اجتنابُ إذا ذهب العِتاب فليس وُدٌّ * ويبقى الوُدُّ ما بقى العتابُ وبينهم أعتوبَةٌ يتعاتبون بها، يقال: إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب. وأعتَبَني فلانٌ، إذا عاد إلى مَسَرَّتي راجعاً عن الإساءة، والاسم منه العُتْبَى، وفي المثل: " لك العُتْبى بأنْ لا رضيتَ " هذا إذا لم يُرِد الإعتاب. تقول: أعتبك بخلاف ما تهوى. ومنه قول بشر بن أبي خازم: غَضِبَتْ تميمٌ أن تُقَتَّلَ عامرٌ * يوم النِسار فأعْتِبوا بالصَيْلَمِ (2) أي أعتبناهم بالسيف، يعني أرضيناهم بالقتل.
_________
(1) وقبله: أقول وقد فاضت بنفسى عبرة * أرى الدهر يبقى والاخلاء تذهب
(2) في المفضليات: " فأعقبوا بالصيلم " وهو الداهية.

(1/176)


واستَعتبَ وأعتَب بمعنى، واستَعتب أيضاً: طلب أن يُعْتَبَ. تقول: استعتبته فأعتبنى، أي استرضيته فأرضاني. وعتيب: أبو حى من اليمن. قال ابن الكلبى: هو عتيب بن أسلم بن مالك ابن شنوءة بن تديل، أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال، فكانوا يقولون: إذا كبر صبياننا لم يتركونا حتى يفتكونا. فلم يزالوا عنده حتى هلكوا، فضربتهم العرب مثلا وقالت: " أودى عتيب ". وقال عدى بن زيد: تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِقُرٍّ * كما ترجو أصاغرها عتيب والاعتتاب: الانصراف عن الشئ. قال الكميت: فاعتَتَبَ الشوقُ من فؤادي وال‍ * شِعرُ إلى مَنْ إليه مُعْتَتَبُ واعتتبتُ الطريقَ، إذا تركتَ سَهْلَه وأخذْتَ في وعرِه. واعتتب، أي قصد. قال الحطيئة: إذا مخارم أَحْناءٍ عَرْضَنَ له (1) * لم يَنْبُ عنها وخاف الجَوْرَ فاعتتَبا معناه اعتتب من الجبل، أي ركبه ولم يَنْبُ عنه. قال الفراء: اعتتب فلان إذا رجع عن أمرٍ كانَ فيه إلى غيره.
_________
(1) في ديوانه: " أحياء ": واضحة. ويروى: " أحيانا " يريد مرة بعد مرة.

(1/176)


والعَتَبُ: الدَرَجُ، وكلُّ مِرْقاةٍ منها عَتَبَة، والجمع عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ. والعتَبة: أُسْكُفَّةُ الباب، والجمع عَتَبٌ. ولقد حُمِل فلان على عَتَبةٍ، أي أمرٍ كريهٍ من البلاء. يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والعَتَبُ: ما بين الوُسطى والبِنْصَر. وعَتَب البعيرُ يعتُبُ ويعتِبُ عَتَباناً، أي مشى على ثلاث قوائم. وكذلك إذا وثب الرجل على رِجْلٍ واحدة. وعتبان بالكسر: اسم رجل.
[عثلب] نُؤْيٌ مُعَثْلَبٌ، أي مهدوم. وأمر مُعَثْلَبٌ، إذا لم يُحكم. وعَثْلَبَ الرجل زَنْدَهُ، إذا أخذه من شجرٍ لا يَدري أيُوري أم لا.
[عجب] العجيب: الأمر يُتَعَجَّبُ منه، وكذلك العُجابُ بالضم، والعُجَّابُ بالتشديد أكثر منه. وكذلك الأعجوبة. وقولهم: عجبٌ عاجبٌ، كقولهم ليل: لائل (1) ، يؤكَّد به. والتعاجيب: العجائب، لا واحد لها من لفظها. قال الشاعر:
_________
(1) لائل أي مظلم جدا.

(1/177)


ومن تعاجيب خلق الله غاطية (1) * يعصر منها ملاحى وغربيب ولا يجمع عَجَبٌ ولا عجيب. ويقال جمع عجيب عجائب، مثل أفيل وأفائل، وتبيع وتبائع. وقولهم أعاجيب، كأنهم أرادوا جمع أعجوبة، مثل أحدوثة وأحاديث. وعجبت من كذا وتعجَّبت منه، واستعجبت بمعنًى. وعجّبت غيري تعجيباً. وأعجبني هذا الشئ لحسنه. وقد أعجب (2) فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأيه وبنفسه، والاسم العُجْبُ بالضم. وقولهم: ما أعجبه برأيه، شاذٌّ لا يقاس عليه. والعَجْبُ بالفتح: أصل الذَنَبِ. والعَجْبُ أيضاً: واحد العُجوبِ، وهى أواخر الرمل. قال لبيد: يجتاب (3) أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً * بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هيامها
[عدب] العَدابُ بالفتح: ما استرقَّ من الرمل. قال ابن أحمر: كثَوْرِ العَدابِ الفَرْدِ يَضربه الندَى * تَعَلّى النَدى في مَتْنِه وتحدَّرا
_________
(1) كرمة عنب.
(2) قولهم أعجب فلان الخ، بضم الهمزة، وفتح جيم معجب كما في المختار. ولكونه مبنيا للمجهول لا يصاغ منه التعجب.
(3) يروى أيضا: يجتاف، بالفاء.

(1/177)


والعَدابَةُ: الرَكبُ (1) قال الشاعر (2) : وكنت كذاتِ العَرْكِ (3) لم تُبْقِ ماءها * ولا هي مِمَّا بالعَدابَةِ طاهِر (4)
[عذب] العَذْبُ: الماء الطيَب. وقد عَذُبَ عُذوبةَ. ويقال للرِيق والخمر: الأعذبان. واستعذبَ القوم ماءهم، إذا استقَوه عَذْباً. واستعذَبه، أي عدَّه عذْباً. ويُسْتَعذَب لفلانٍ من بئر كذا، أي يُستقى له. وعَذَبَةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. والعَذَبَة: إحدى عذبتي السوط (5) . وقول ذى الرمة: غضف (6) مهرتة الاشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب يعنى السيور. وعذبة الميزان: الخيط الذي يُرْفع به. وعَذَبَةُ الشجر: غُصنه. والعَذَبَةُ: القذاةُ. وماء ذو عَذَبٍ، أي كثير القذى. يقال: أعْذِبْ حوضَكَ، أي انزعْ ما فيه من القَذى. وأعْذَبْتُهُ عن الأمر، إذا منعتَه عنه. يقال: أعْذِبْ نفسَكَ عن كذا، أي اظلفها عنه.
_________
(1) بفتحتين، أي العانة، أو منبتها.
(2) هو الفرزدق.
(3) ويروى: " كذات الحيض ".
(4) ويروى: " ولا هي من ماء العدابة طاهر " كما في اللسان.
(5) عذبه السوط: طرفه، والجمع عذب.
(6) يروى: " جرد مهرتة " أي منجردة.

(1/178)


والعذوب من الدواب وغيرها: القائمُ الذي لا يأكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ. والعذاب: العقوبة، وقد عذبته تعذيبا. والعذيب: ماء لتميم. وعاذب: مكان. أبو عمرو: العُذَبِيُّ الكريم الأخلاق، بالذال المعجمة (1) . وأنشد لكُثيِّر (2) : سَرَتْ ما سَرَتْ من ليلها ثم أعْرَضَتْ * إلى عذبى ذى غناء وذى فضل
[عرب] العرب: جيل من الناس، والنسبة إليهم عَرَبيّ بيِّن العروبة، وهم أهل الأمصار. والأعراب منهم سُكّانُ البادية خاصَّة. وجاء في الشعر الفصيح، الأعاريب. والنسبة إلى الأعراب أعرابيٌّ، لأنه لا واحد له. وليس الأعراب جمعاً لعرب، كما كانَ الأنباط جمعاً لنَبَطٍ، وإنما العرب اسم جنسٍ. والعرب العاربة هم الخُلَّصُ منهم، وأخِذ من لفظه فأُكدَّ به، كقوله ليل لائل. وربما قالوا: العرب العَرْباء. وتعرَّب، أي تشبَّه بالعرب. وتعرَّبَ بعد هِجْرَتِهِ، أي صار أعرابيا.
_________
(1) والقاموس ذكره في المهملة تبعا لتهذيب الازهرى وعلى كل هو بوزن عرنى بالضم.
(2) ابن برى: ليس هذا كثير عزة، إنما هو كثير ابن جابر المحاربي.

(1/178)


والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخُلَّصٍ، وكذلك المتعرِّبة. والعربية، هي هذه اللغة. ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية، وهو أبو اليمن كلهم. والعرب والعرب واحد، مثل العَجَم والعُجم. والعُرَيب: تصغير العرب. وقال أبو الهندي: ومكن (1) الصباب طعام العريب * ولا تشتهيه نفوس العجم وإنما صغرهم تعظيما كما قال: " أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ". وعرب لسانه بالضم عُروبَة، أي صار عربياً. وأعرَبَ كلامه، إذا لم يلحن في الإعراب. وأعرب بحجَّتِهِ، أي أفصح بها ولم يتّق أحدا (2) . قال الكميت: وجَدنا لكم في آل حاميمَ آية * تأوَّلها منا تَقيٌّ ومُعرِب يعني المِفصحَ بالتفصيل (3) ، والساكتَ عنه للتَقيّة. وفي الحديث: " الثيِّب تعرب عن نفسها " أي تُفصِح.
_________
(1) المكن، بالفتح، وككتف: بيض الضبة والجرادة ونحوهما.
(2) أي لم يحذر أحدا. والتقى في الشعر التالى: من يخاف ويتقى بنى أمية أعداء بنى هاشم.
(3) وكذا ورد في اللسان بالصاد المهملة. والوجه " بالتفضيل ".

(1/179)


والمُعرِب: الذي له خيلٌ عِراب. وقال الكسائي: المُعْرِبُ من الخيل: الذي ليس فيه عرقٌ هجين، والأنثى مُعْرِبة. وأعرب الرجل، أي وُلِدَ له ولدٌ عربيُّ اللون. والإبل العِراب والخيل العراب: خلاف البَخاتي والبراذين. وأعربَ الرجل: تكلَّم بالفُحش، والاسم العِرابة. وأعربَ سقيُ القومِ، إذا كانَ مرَّة غِبَّا ومرة خِمْساً ثم قام على وجهٍ واحد. وعرَّبَ عليه فِعلَه، أي قبَّح. وفي الحديث " عَرِّبوا عليه " أي ردُّوا عليه بالإنكار. وعَرَّبَ مَنطِقَه، أي هذَّبه من اللحن. وعرَّبت عن القوم، أي تكلَّمت عنهم. والتعريب: قطع سَعَفِ النخل، وهو التشذيب. وتعريب الاسم الأعجميِّ: أن تتفوَّه به العربُ على مِنهاجها، تقول: عَرَّبته العربُ وأعربته أيضاً. والعَرَبَةُ، بالتحريك: النهر الشديد الجِرْيَةِ. والعَرَبَةُ أيضاً النفس. قال الشاعر ابن ميّادة: لما أتيتُكَ أرجو فضل نائلكم * نفحتَني نفحة طابت لها العَربُ والعَرَب أيضاً: فساد المَعِدة. يقال عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ بالكسر، فهي عَرِبَةٌ. وعَرِبَ أيضا الجرح: نكس وغفر.

(1/179)


وما بالدار عَريبٌ، أي ما بها أحد. والعَروبُ من النساء: المتحبِّبة إلى زوجها، والجمع عُرُبٌ. ومنه قوله تعالى: (عُرُباً أتراباً) . ويوم العَروبةِ: يوم الجمعة، وهو من أسمائهم القديمة. وابن أبى العروبة بالالف واللام. وعرابة، بالفتح: اسم رجل من الانصار من الاوس. قال الحطيئة (1) : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين والعرب، بالكسر: يبيس البهمى.
[عرتب] العَرْتَبَةُ: لغة في العَرْتَمَة. وسألت عنه أعرابيا من بنى أسد فوضع إصبعه على طرف وترة أنفه.
[عرطب] العَرْطَبَةُ التي في الحديث (2) : العودُ من الملاهي، ويقال الطبل.
[عرقب] العُرْقوبُ: العصب الغليظ المُوَتَّرُ فوق عَقِبِ الإنسان. وعُرْقوبُ الدابة في رِجلها بمنزلة الرُكبة في يدها. قال أبو داود: حديد الطرف والمَنكِب والعُرْقوبِ والقَلبِ * قال الأصمعي: كلُّ ذي أربعٍ عُرقوباه في رجليه وركبتاه في يديه.
_________
(1) ليس الحطيئة، إنما هو الشماخ.
(2) هو " إن الله يغفر لكل مذنب، إلا لصاحب عرطبة أو كوبة ".

(1/180)


وقد عَرْقَبْتُ الدابة: قطعت عُرقوبها. والعُرقوب من الوادي: موضع فيه انحناءٌ شديد. قال الفراء: يقال ما أكثر عراقيب هذا الجبل، وهي الطُرق الضيِّقة في مَتْنِهِ. وتَعرقبتُ، إذا أخذتَ في تلك الطرق. وعُرْقوبُ القَطاةِ: ساقُها. قال الراجز (1) : ونَبْلي وفُقاها كَعَراقيبِ قَطاً طُحْلِ * وعراقيب الأمور وعراقيلها: عِظامها وصعابها. وعرقوب: اسم رجل من العمالقة ضربت به العرب المثل في الخلف فقالوا: " مواعيد عرقوب ". وذلك أنه أتاه أخ له يسأله شيئا، فقال عرقوب: إذا أطلع نخلى. فلما أطلع قال: إذا أبلح. فلما أبلح قال: إذا أزهى. فلما أزهى قال: إذا أرطب. فلما أرطب قال: إذا صار تمرا. فلما صار تمرا جده من الليل ولم يعطه شيئا. قال الاشجعى (2) : وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب (3)
[عزب] العُزَّابُ: الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء. قال الكسائي: العزب: الذي لا أهل له، والعَزَبَة: التي لا زوج لها. والاسم: العُزْبَة والعُزُوبَة. يقال: تعَزَّب فلان زماناً ثم تأهل.
_________
(1) صوابه: قال الشاعر، وهو الفند الزمانى، أو امرؤ القيس بن عابس.
(2) هو جبيهاء.
(3) يترب بالمثناة بوزن يعلم: بلد باليمامة.

(1/180)


وعَزَبَ عني فلان يعزُب ويَعْزِب: أي بَعُد وغاب، وعَزَب عن فلانٍ حِلمُه، وأعزبه الله. وأعزبت الإبل، أي بعُدت في المرعى لا تَروح. وأعزب القومُ فهم مُعزِبون، أي عَزَبَت إبلهُم. والمِعْزابَة: الرجل الذي يَعزُب بماشيته عن الناس في المرعى، وكذلك الذي طالت عُزْبته. والعازب: الكلأ البعيد، وقد أعْزَبْنا، أي أصبناه. وإبل عزيب، أي لا تروح على الحيّ، وهو جمع عازب، مثل غازٍ وغَزِيّ. وهراوة الأعزاب: هِراوة الذين يَبْعُدون بإبلهم في المرعى، ويشبَّه بها الفرس. وسَوامٌ معزَّبٌ بالتشديد (1) ، إذا عُزِّب به عن الدار، وفي الحديث: " من قرأ القرآن في أربعين ليلةً فقد عَزَّب "، أي بَعُد عهده بما ابتدأه منه. وعَزَب طُهر المرأةِ، إذا غاب عنها زوجُها. وقال النابغة: شُعَبُ العِلافيَّاتِ بَين فُروجهم * والمحصَناتُ عَوازِبُ الأطهارِ وعَزبت الأرض، إذا لم يكن بها أحدٌ، مخصبة كانت أو مجدبة.
_________
(1) أي للزاى مفتوحة.

(1/181)


[عسب] العَسيب من السَعف: فويق الكَرَب لم ينبت عليه الخوص. وما نبت عليه الخوص فهو السَعَف. وعَسيب الذَنَب: منبِته من الجلد والعظم. وعسيب: اسم جبل. قال امرؤ القيس: أجارتنا إن الخطوب تنوب * وإنى مقيم ما أقام عسيب والعسيب: الكراء الذى يؤخذ على ضِراب الفحل، ونُهِيَ عن عَسْب الفحل. تقول: عَسَب فحله يَعْسِبُه، أي أكراهُ. وعَسْب الفحل أيضاً: ضِرابه، ويقال: ماؤه. قال زهير يهجو قوماً أخذوا غلاماً له: ولولا عَسْبُه لتركتموهُ * وشرُّ منيحة فحل (1) مُعارُ واستعسَبَتِ الفرس، إذا استَودقَت. واليَعْسوب: ملك النحل، ومنه قيل للسيِّد: يعسوب قومه. واليعسوب أيضاً: طائرٌ أطول من الجرادة لا يضمُّ جناحه إذا وقع، تُشبَّه به الخيلُ في الضُمْر. قال بشر: أبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطِيفُ (2) بشخصه * كوالحُ أمثال اليعاسيب ضمر
_________
(1) في اللسان: ولولا عسبه لرددتموه * وشر منيحة أير معار
(2) في اللسان: يطيف.

(1/181)


والياء فيهن زوائد (1) ، لانه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق.
[عشب] العُشْب: الكلأ الرَطْب، ولا يقال له: حشيش حتى يهيج. تقول منه: بلد عاشب. ولا يقال في ماضيه إلا أعْشبَت الأرض، إذا أنبتت العُشْب. وبعيرٌ عاشب: يرعى العُشْب. وأعشب القوم: أصابوا عُشْباً. وأرض مُعْشِبة وعَشيبة، ومكانٌ عَشيب بيِّن العَشابَة. واعشوشبت الأرض، أي كثر عُشْبُها، وهو للمبالغة: كقولك: خَشنَ واخشوشن. وأرض فيها تَعَاشيبُ، إذا كانَ فيها عُشْب نَبْذٌ متفرّق، لا واحد لها. والعَشَبة بالتحريك: النابُ الكبيرة، وكذا العشمة بالميم. يقال: سألته فأعشَبَني، أي أعطاني ناقة مُسِنَّة. وشيخ عَشَبَة وعجوز عَشَبَة، أي هِمٌّ وهِمَّةٌ. وعيال عَشَبٌ: ليس فيهم صغير. وقال:
جمعت منهم عشبا شهابرا
[عصب] العَصَبة: واحد العصب والأعصاب، وهي أطناب المفاصل. تقول: عَصِبَ اللحمُ بالكسر، أي كثُر عصبه.
_________
(1) الصواب: والباء فيه زائدة.

(1/182)


وانعصَب: اشتدّ. والمعصوب: الشديد اكتناز اللحم. والعصْب: الطَيُّ الشديد. ورجل مَعصوب الخلق. وجارية معصوبةٌ حسَنَة العَصْب، أي مجدولة الخلق. والمعصوب في لغة هُذيل: الجائع. والمُعَصَّب (1) : الذي يعْصِب وسطه من الجوع. وقال أبو عبيد: هو الذي عصَّبته السِنونَ أي أكلت ماله. وتقول أيضاً: عصَّبَ رأسَه بالعِصابة تعصيباً. وعَصَبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه، وإنَّما سمُّوا عصبةً لأنَّهم عَصَبوا به أي أحاطوا به، فالاب طرف والابن طرف، والعم جانب والأخ جانب. والجمع العَصَبات. والتعصُّبُ من العَصَبيَّة. وتعصَّب، أي شدَّ العِصابة. والعُصبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين. والعَصْبُ: ضربٌ من بُرود اليمن، ومنه قيل للسِحاب كاللَطْخ: عَصْب. والعَصَّاب: الغزال عن أبى عمرو. قال رؤبة:
طى القسامى برود العصاب (2)
_________
(1) انفرد صاحب القاموس بضبطه بالكسر كمحدث.
(2) القسامى: الذى يطوى الثياب في أول طيها حتى تكسر على طيها. اه‍. مرتضى.

(1/182)


والعصابة (1) : العمامة وكل ما يُعصَب به الرأس. وقد اعتصب بالتاج والعمامة. والعصابة: الجماعة من الناس والخيل والطير. واعصوصَب القوم: اجتمعوا وصاروا عصائب. واعصوصب اليومُ، أي اشتدّ. ويومٌ عصيب وعصبصبٌ، أي شديد. والعَصيب: الرئة تعصب بالامعاء فتشوى. قال حميد بن ثور (2) : أولئك لم يدرين ما سمك القرى * ولا عصب فيها رئات العمارس وعصبت فخذ الناقة لتدر. وناقة عصوب: لاتدر حتى تعصب. واسم الحبل الذي تعصب به عِصاب. وعصبتُ الشجرةَ، إذا ضممتَ أغصانها ثمَّ ضربتها ليسقط ورقها. قال الحجاج: " لا عصبنكم عصب السلم (3) ". وقال أبو عبيد: السلمة شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصبا شديدا حتى يصلوا إلى أصلها فيقطعوها. وعصب القوم بفلانٍ، أي استكفُّوا حوله. وعصبت الإبل بالماء، إذا دارت به. وقال الفراء: عصَبَت الإبل وعصِبت بالكسر.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " والعصب ".
(2) وقيل: هو للصمة بن عبد الله القشيرى.
(3) السلم هو السنط الذى ثمرته القرظ. والمشهورة في روايته " عصب السلمة ".

(1/183)


وعصب الريق بفيه، إذا يَبِس عليه. قال ابن أحمر: يُصلِّي على من مات منا عَرِيفُنا * ويقرأ حتَّى يعصِبَ الريقُ بالفمِ وعصَب الريقُ فاه أيضاً. وقال (1) : يعصب فاه الريق أي عصب * عصب الجباب بشفاه الوطب وعَصَب الأفقُ: احمرّ. وعصَبْتُ الكبشَ عصباً، إذا شددت خصيَيْه حتَّى يسقطا من غير أن تنزعهما. والعَصْب في العروض: تسكين اللام من مفاعَلَتن، وينقل إلى مفاعيلن. والعصلبي من الرجال: الشديد، بزيادة اللام. قال الراجز:
قد لَفَّها الليلُ بعصلبى
[عضب] عضَبَه عَضْباً، أي قطعه. والعَضْب: السيف القاطع. وعضَبْت الرجل بلساني، إذا شتمته. ورجلٌ عضَّاب، أي شتَّام. وعَضُب لسانه بالضم عُضُوبة: صار عضْباً، أي حديداً في الكلام. أبو زيد: العَضْباء: الشاة المكسورة القرن الداخل، وهو المُشاش. ويقال هي التي انكسر
_________
(1) هو أبو محمد الفقعسى.

(1/183)


أحد قَرنيها. وقد عضِبت بالكسر، وأعضبتها أنا. وكبش أعضبُ بيِّن العضب. قال الاحطل. إن السيوف غدوَّها ورواحها * تركتْ هوازِنَ مثلَ قرن الأعضبِ والأعضب من الرجال: الذي لا ناصر له. والمعضوب: الضعيف. تقول منه: عَضَبَة. وناقةٌ عضباء: أي مشقوقة الأذن، وكذلك الشاة. وأما ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى كانت تسمى " العضباء " فإنما كان ذلك لقبا لها، ولم تكن مشقوقة الاذن. والاعضب في الوافر: مفتعلن مخروما من مفاعلتن.
[عطب] العَطب: الهَلاك. وقد عطِب بالكسر. وأعطبه: أهلكه. والمعاطب: المهالك، واحدها مَعْطَب. والعُطْب والعُطُب: القُطن، مثل عسر وعسر. قال الشاعر: كأنَّه في ذُرى عمائمهم * مُوَضَّعٌ من مَنادِف العُطُبِ والعُطْبة: قطعة منه. يقال: أجد ريح عُطْبة، أي ريح قطنة، أو خرقة محترقة.
[عظب] قال الاصمعي: العنظب: الذكر من الجراد، وفتح الظاء لغة. قال الكسائي: هو العُنظُب والعُنْظاب،

(1/184)


والعُنْظوب، والأنثى عُنْظوبة، والجمع عناظب. قال الشاعر:
رءوس العناظب كالعنجد (1) * وفي كتاب سيبويه: العُنْظُباء بالضم والمد. وعنظبة: موضع. قال لبيد:
من قلل الشحر فذات العنظبة
[عقب] عاقبة كل شئ: آخره. وقولهم: ليست لفلانٍ عاقبةٌ، أي ولد. وفي الحديث: " السيِّد والعاقب " فالعاقب: مَن يخلف السيدَ بعده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا العاقب "، يعني آخر الأنبياء، وكلُّ من خَلَفَ بعد شئ فهو عاقبه. والعقب، بكسر القاف: مؤخَّر القدم، وهي مؤنّثة. وعقب الرجلِ أيضا: وَلَده وولد ولده. وفيها لغتان عَقِبٌ وعَقْب بالتسكين. وهي أيضاً مؤنَّثة عن الاخفش. وقال أبو عمرو: النعامة تعقب في مرعى بعد مرعى، فمرة تأكل الآء، ومرة تأكل التنوم، وتعقب بعد ذلك في حجارة المرو، وهى عقبته، ولا يغث عليها شئ من المرتع. وهذا معنى قول ذى الرمة يصف الظليم: ألهاه آء وتنوم، وعقبته * من لائح المرو والمرعى له عقب
_________
(1) صدره:
غدا كالعملس في خافة:

(1/184)


وعقب فلان مكان أبيه عاقبة، أي خلفه، وهو اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) . وعقبت الرجل في أهله، إذا بغيتَه بشرٍّ وخَلَفته. وعقَبْتُه أيضاً، إذا ضربتَ عقبه. والعقب، بالتسكين: الجرى يجئ بعد الجري الأول. تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ حسن. والعُقْب والعُقُب: العاقبة، مثل عسر وعسر. ومنه قوله تعالى: (هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقُباً) . وتقول أيضاً: جئت في عُقْب شهر رمضان، وفي عُقْبانِهِ، إذا جئتَ بعد أن يمضيَ كلُّه، وجئتُ في عَقِبه بكسر القاف، إذا جئتَ وقد بقيت منه بقيّة. حكاه ابن السكيت. والعُقْبَةُ: النَوبة، تقول: تمَّت عُقبتُك. وهما يتعاقبان كالليل والنهار. وتقول أيضاً: أخذت من أسيري عُقْبَةً، إذا أخذت منه بدلاً. وعاقبت الرجل في الرحلة، إذا ركبت أنت مرَّةً وركب هو مرّة. وعُقْبَةُ الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. والمِعْقاب: المرأة التي من عادتها أن تلد ذكراً بعد أنثى.

(1/185)


والعقبة أيضا: شئ من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها. وقولهم: عليه عِقْبه السرو والجمال، بالكسر، أي أثر ذلك وهيئته. ويقال أيضاً: ما يفعلُ ذلك إلا عِقْبة القمر (1) ، إذا كان يفعله في كل شهرٍ مرّةً. والعَقَب بالتحريك: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار، الواحدة عَقَبة، تقول منه عَقَبْت السهمَ والقَدَحَ والقوس عَقْباً، إذا لويت شيئاً منه عليه. قال الشاعر (2) : وأسْمَر من قداح النَبْع فَرعٍ * به عَلمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ (3) وربَّما شدُّوا به القرط لئلا يزيغ. وأنشد الاصمعي: كأن خوق قرطها المعقوب (4) * على دباة أو على يعسوب والعقبة: واحدة عقاب الجبال.
_________
(1) هو مثلث العين.
(2) دريد بن الصمة.
(3) وبعده: دفعت إلى المفيض وقد تجاثوا * على الركبات مطلع كل شمس قوله " وأسمر " يروى " وأصفر ". وقوله " فرع " أي هو من فرع شجرة. والمفيض، هو الذى يجيل القداح يضرب بها.
(4) الرجز لسيار الابانى.

(1/185)


ويعقوب: اسم رجل لا ينصرف في المعرفة للعجمة والتعريف، لانه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. واليعقوب: ذكر الحجل، وهو مصروف لانه عربي لم يغير وإن كان مزيدا في أوله فليس على وزن الفعل. قال الشاعر:
عال يقصر دونه اليَعْقوبُ * والجمع اليَعاقيب. وإبل مُعاقبة: ترعى مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العواقب. عن ابن الاعرابي. وأعقبت الرجل، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة. والعرب تعقب بين الفاء والثاء وتعاقب، مثل جدث وجدف. العقاب: العقوبة، وقد عاقبته بذنبه. وقوله تعالى: (فَعاقَبتم (1) ، أي فَغَنِمتم. وعاقبَه أي جاء بعَقِبه فهو، مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً. والتعقيب مثله. والمعقبات: ملائكة الليل والنهار، لأنهم يتعاقبون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلاَّمة. والمعقِّبات: اللواتي يقمن عند
_________
(1) هي قوله تعالى: " وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار ".

(1/186)


أعجاز الابل المعتركات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى، وهي الناظرات العُقَب. وعَقَّب العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه. والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل: طِوالُ الهوادي والمتونُ صليبةٌ * مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّب وعَقَّب في الأمر، إذا تردَّد في طلبه مجدا. قال لبيد يصف حمارا وأتانه: حتى تهجر بالرواح وهاجها (1) * طلب المعقب حقه المظلوم رفع المظلوم وهو نعت للمعقب على المعنى، والمعقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل. وتقول: ولى فلان مدبِراً ولم يُعَقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر. والتعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة. وفي الحديث: " من عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة ". وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أي استثناء. وأعقبه بطاعته، أي جازاه. والعُقبى: جزاء الأمر. وأعقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلف عقبا،
_________
(1) في اللسان: " في الرواح وهاجه ". وانظر خزانة الادب 1: 334 - 335.

(1/186)


أي ولدا. وأعقبهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً: ويخْضِدُ في الآرِيِّ حتَّى كأنه * به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ والمُعْقِب: نجمٌ يعقب نجماً، أي يطلع بعده. ويقال: أكل أكلةً أعقبته سقماً، أي أورثته. وذهب فلانٌ فأعقبه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَقَبه. وأعقبَ مستعيرُ القدرِ، أي ردَّها وفيها العُقْبة. وقد تَعَقَّبْتُ الرجلَ، إذا أخذته بذنبٍ كان منه. وتَعَقَّبْت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه. قال طفيل:
ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَقَّب (1) * وتَعَقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد عاقبتَه، إلى خير. واعْتَقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري حتَّى يقبض الثمن. وفى الحديث: " المعتقب ضامن "، يعنى إذا تلفت عنده. واعتقبت الرجلَ: حبسته. وتقول: فعلت كذا فاعتقبتُ منه ندامةً، أي وجدت في عاقبته ندامة.
_________
(1) صدره:
تتابع حتى لم تكن فيه ريبة * وقبله: تأوبنى هم مع الليل منصب * وجاء من الاخبار ما لا أكذب ويروى " تتابعن حتى لم تكن لى ريبة ".

(1/187)


والعقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْقُب، لأنَّها مؤنثة، وأفعل بناء يختص به جمع الاناث مثل عناق وأعنق، وذراع وأذرع، والكثير عِقْبان. وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح: عُقاب عَقَنْباة كأنَّ وظيفَها * وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ والعُقاب: عُقاب الراية (1) . والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء، وصخرةٌ ناتئةٌ في عُرض جبل شِبه مِرقاة.
[عقرب] العقرب: واحدة العقارب، وهي تؤنث، والأنثى عَقْربة وعَقْرباءٌ ممدود غير مصروف، والذكر عُقْربانٌ بالضم، وهو أيضاً دابةٌ له أرجل طِوال، وليس ذنبُه كذنب العقارب. قال الشاعر، إياس بن الارت (2) : كأن مرعى أمكم إذ غدت * عقربة يكومها عقربان (3) ومرعى: اسمها. ويروى " إذ بدت ".
_________
(1) صوابه " والعقاب: الراية ".
(2) الطائى.
(3) بعده: إكليلها زول وفى شولها * وخز أديم مثل وخز السنان كل عدو يتقى مقبلا * وأمكم سورتها بالعجان

(1/187)


ومكان مُعَقْرِب، بكسر الراء: ذو عقارب، وأرض مُعَقْرِبة، وبعضهم يقول أرض معقرة، كأنه رد العقرب إلى ثلاثة أحرف ثم بنى عليه، وصدغ معقرب، بفتح الراء، أي معطوف. والعَقْرب: برجٌ في السماء.
[عكب] عكابة: أبو حى من بكر، وهو عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل. والعكاب: الدخان. وللابل عكوب على الحوض، أي ازدحام. والعاكِب: الجمع الكثير. والعَكوب، بالفتح: الغبار. والعنكبوت: الناسجة، والغالب عليها التأنيث، والجمع العناكب. والعكنباة أيضا: العنكبوت. قال الشاعر: كأن ما يسقط من لغامها * بيت عكنباة على زمامها ورجل عكب مثال هجف، أي قصير ضخم: وأما قول المتنخل اليشكرى (1) : يطوف بى عكب في معد * ويطعن بالصملة في قفيا فهو عكب اللخمى صاحب سجن النعمان ابن المنذر.
_________
(1) وكذا في اللسان. واسم اليشكرى " المنخل " وأما المتنخل، فهو المتنخل الهذلى.

(1/188)


[علب] العَلْب: واحد العُلوب، وهي الآثار. تقول منه: عَلَبْتُهُ أعلُبُهُ بالضم، إذا وسمته أو خدشته، أو أثرت فيه. وقال طرفة: كأن علوب النسع في دأياتها * موارد من خلقاء في ظهر قردد وكذلك التعليب. والعَلِبُ: المكان الغليظ. وطريق مَعْلوب: لاحب. قال بشر:
على كل معلوب يثور عكوبها (1) * والعلباء: عصب العنق، وهما عِلباوان بينهما منبت العُرف. وإن شئت قلت عِلباءان، لأنَّها همزة ملحقة، فإن شئت شبهتها بهمزة التأنيث التى في حمراء، أو بالاصلية التى في كساء. والجمع العلابى. والعلابي أيضا: الرصاص، أو جنسٌ منه (2) . وعَلِبَ البعيرُ، إذا أخذه داءٌ في جانبي عنقه. وعَلَبْتُ السيفَ أعْلُبه عَلْباً، إذا حزمتَ قائمه بعِلباء البعير. والمعلوب: اسم سيف الحارث ابن ظالم المرى. وعلباء: اسم رجل. وقال امرؤ القيس:
_________
(1) صدره:
نقلناهم نقل الكلاب جراءها
(2) قال الازهرى: " ما علمت أحد قاله، وليس بصحيح ".

(1/188)


وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ ويقال: تشنَّج عِلباء الرجل، إذا أسنّ. وتيسٌ عَلِبٌ، وضبٌّ عَلِبٌ، أي مسنٌّ جاسئ. ويقال: عَلِب اللحم بالكسر يَعْلَب، أي اشتدَّ. وعَلِب النبات أيضاً، أي جَسَأ. والعِلاب: وسمٌ في طول العنق، ناقةٌ مُعَلَّبة. والعُلْبة: مِحْلبٌ من جلد، والجمع عُلَب وعِلابٌ. والمُعَلِّب: الذى يتخذ العلبة. قال الكميت يصف خيلا: سقتنا دماء القوم طورا وتارة * صبوحا له اقتار الجلود المعلب (1) والاعلنباء: أن يشرف الرجل ويُشخص نفسه، كما يفعل عند الخصومة والشَتم. يقال: اعْلَنْبى الديك والكلب وغيرهما إذا تنفش شعره. وأصله من علباء العنق، وهو ملحق بأفعنلل بياء. وعليب (2) : اسم واد. ولم يجئ على فعيل بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء شئ غيره.
[عنب] الحبة من العِنَب عِنَبة، وهو بناء نادر، لان الاغلب على هذا البناء الجمع، نحو قرد
_________
(1) اقتار الجلود: قطعها من الوسط مستديرة. وفى المطبوعة الاولى واللسان " أقتار الجلود "، وهو تحريف.
(2) ويقال عليب أيضا، وزان درهم.

(1/189)


وقردة، وفيل وفيلة، وثور وثورة، إلا أنه قد جاء للواحد، وهو قليل، نحو العنبة، والتولة، والحبرة، والطيرة، والطيبة، والخيرة، لا أعرف غيره. فإن أردت جمعه في أدنى العدد جمعته بالتاء فقلت عِنَبات، وفي الكثير عِنَبٌ وأعْناب. والعِنَباءُ بالمد: لغة في العنب، والعِنَبَةُ: بَثْرةٌ تخرج بالانسان. وعناب بن أبى حارثة (1) : رجل من طيئ. والعناب، بالضم: معروف، الواحدة عُنَّابة. والعُناب بالتخفيف: العظيم الأنف. قال: وأخرَقَ مَهْبوتِ التراقي مُصَعَّد البَ‍ * لاعيمِ رِخْو المنكبين عُنابِ والعُنابُ: وادٍ. والعُناب: العَفَل. والعَنَبان بالتحريك: التَيس النشيط من الظباء، ولا فعل له.
[عندلب] العندليب: طائر يقال له: الهزار، والجمع لعنادل، لأنك تردّه إلى الرباعي ثم تبني منه الجمع والتصغير، والبلبل يعندل، إذا صوت. قال سيبويه: إذا كانت النون ثانية فلا تجعل زائدة إلا بثبت (2) .
[عهب] العَيْهَب: الثقيل من الرجال الوخم. قال الشويعر (3) :
_________
(1) قال في القاموس: " صوابه عتاب بالمثناة فوق ".
(2) الثبت، بالتحريك الحجة والبينة.
(3) هو محمد بن حمران بن أبى حمران الجعفي.

(1/189)


حللت بها وِتْري وأدركت ثُؤْرَتي * إذا ما تناسى ذَحْلَه كلُّ عَيْهَبِ وكساءٌ عَيهَب، أي كثير الصوف. وعِهِبَّى الشباب وعهباؤه: شرخه (1) . وقال: عهدي بسلمى وهى لم تزوج * على عهبى عيشها المخرفج
[عيب] العَيْب والعَيْبَةُ والعاب بمعنى واحد، تقول: عاب المتاعُ أي صار ذا عيب، وعِبْته أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى، فهو مَعيب ومَعْيوبٌ أيضاً على الأصل. وتقول: ما فيه مَعابة ومَعابٌ، أي عَيْب، ويقال موضع عَيب. قال الشاعر: أنا الرجلُ الذي قد عِبْتموهُ * وما فيه لعَيَّاب مَعابُ لان المفعل من ذوات الثلاثة مثل كال يكيل إن أريد به الاسم مكسور والمصدر مفتوح، ولو فتحتهما أو كسرتهما في الاسم والمصدر جميعا لجاز، لان العرب تقول: المسار والمسير، والمعاش والمعيش، والمعاب والمعيب. والمَعايب: العُيوب. وعَيَّبه: نسبه إلى العَيب، وعَيَّبَه أيضاً، إذا جعله ذا عيب. وتعيبه. مثله.
_________
(1) أي أوله، وعهبى بكسرتين وشد الباء مفتوحة.

(1/190)


والعيبة: ما يُجعل فيه الثياب، وفي الحديث: " الأنصار كَرِشي وعيْبَتي ". والجمع عِيَب، مثل بَدْرة وبِدر، وعِيابٌ وعيبات.
فصل الغين
[غبب] الغِبّ: أن ترد الإبلُ الماء يوماً وتدعه يوما، تقول: غَبَّت الإبل تَغِبُّ غَبَّا، وإبلُ بني فلانٍ غابَّةٌ وغَوابُّ، وكذلك الغِبُّ في الحمَّى. قال الكسائي: أَغْبَبْت القومَ، وغَبَبْتُ عنهم أيضاً، إذا جئت يوماً وتركت يوما، قال: فإن أردت أنَّك دفعت عنهم قلت: غببت عنهم، بالتشديد. والمغببة الشاة تُحلب يوماً وتترك يوما. وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة، إذا لم يُبالغ فيها. والغِبّ في الزيارة، قال الحسن: في كلِّ أسبوع، يقال: " زرغبا تزدد حبا ". وغب كل شئ أيضا: عاقبته. وقد غَبّت الأمورُ أي صارت إلى أواخرها. وغَبَّ اللحمُ أي أنتَنَ. وغبّ فلانٌ عندنا، أي بات. ومنه سمِّي اللحم البائت: الغابّ. ومنه قولهم: روَيد الشعرَ يَغِبَّ. وأغَبَّنا فلانٌ: أتانا غبَّا. وفي الحديث: " أغِبُّوا في عيادة المريض واربعوا "، يقول: عُدْ يوما ودع يوما، أودع يومين وعد اليوم الثالث.

(1/190)


وتقول: أغَبَّت الإبل من غِبِّ الوِرد. وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ بمعنًى. وفلان لا يُغِبُّنا عطاؤه، أي لا يأتينا يوماً دون يوم، بل يأتينا كل يوم. ومنه قول الراجز:
وحمرات شربهن غب * أي كل ساعة. والغب: الغامض من الأرض، والجمع أغْباب وغُبوب. وغبة بالضم: فرخ عقاب كان لبنى يشكر، وله حديث. والغَبيبة من ألبان الغنم يُحلب غُدوةً ثم يُحلب عليه من الليل، ثم يُمخَض من الغد. والغَبَبُ للبقر والديك: ما تدلَّى تحت حنكهما، وكذلك الغبغب. والغبغب أيضا: المنحر بمنى، وهو جبيل. قال الشاعر (1) :
والراقصات إلى منى فالغبغب (2)
[غرب] الغُربة: الاغتراب، تقول منه: تغرب،
_________
(1) هو نهيكة الفزارى يقوله لعامر بن الطفيل.
(2) صدره:
يا عام لو قدرت عليك رماحنا * وبعده: لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران أو لثويت غير محسب

(1/191)


واغترب، بمعنى، فهو غريب وغرب أيضا بضم الغين والراء. وقال (1) : وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج غربان (2) والجمع الغرباء. والغرباء أيضاً: الأباعد. واغترب فلانٌ، إذا تزوَّج إلى غير أقاربه. وفي الحديث " اغترِبوا لا تُضْووا ". والمُغَرِّب: الذي يأخذ في ناحية المَغْرِب. وقال قيس بن الملوَّح: وأصبحت من لَيْلى الغداةَ كناظرٍ * مع الصُبحِ في أعقاب نجمٍ مُغَرّبِ ويقال أيضاً: " هل جاءكم مُغرِّبة خَبَرٍ "، يعني الخبر الذي طرأ عليهم من بلدٍ سوى بلدهم. وشأو مغرب ومغرب أيضا بفتح الراء، أي بعيد. والتَّغْريب: النفي عن البلد. وغرب، بالتشديد: اسم جبل دون الشام في بلاد بنى كلب، وعنده عين. ماء تسمى غربة. وأغرب الرجل: جاء بشئ غريب. وأغْرَبْتُ السقاءَ: ملأته. قال بشر:
_________
(1) طهمان بن عمرو الكلابي.
(2) وقبله: وإنى والعبسي في أرض مذحج * غريبان شتى الدار مختلفان

(1/191)


وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تكفأ في خليخ مغرب وأغرب الرجل: صار غريبا. حكاه أبو نصر. واستغرب في الضحك: اشتدَّ ضحكه وكثر. والمُغْرَب: الأبيض. قال الشاعر (1) : فهذا مكاني أو أرى القارَ مُغْرَباً * وحتى أرى صُمّ الجبالِ تَكَلَّم والمُغْرَب أيضاً: الأبيض الأشفار من كلِّ شئ، تقول: أغرب الفرس، على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا فشت غُرَّته حتَّى تأخذ العينين فتبيضّ الأشفار، وكذلك إذا ابيضَّت من الزَّرَق. وأُغْرِب الرجل أيضاً، إذا اشتد وجعه. عن الاصمعي والغراب: واحد الغِرْبان، وجمع القلَّة أَغْرِبة. وغرابُ الفأس: حدُّها. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نبعة: فأنحى عليها ذاتَ حدٍّ غُرابها * عَدوٌّ لأوساط العِضاهِ مَشارِزُ وغُرابا الفرس والبعير: حدُّ الوِركين، وهما حرفاهما: الأيسر والأيمن، اللذان فوق الذنب حيث يلتقى رأسا (2) الورك. عن الاصمعي. قال الراجز: يا عجبا للعجب العجاب * خمسة غربان على غراب
_________
(1) هو معاوية الضبى.
(2) في المطبوعة الاولى " رأس "، صوابه في اللسان.

(1/192)


وجمعه أيضا غربان. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق الحمائل (1) بعد ما * تقوب عن غربان أوراكها الخطر أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه، لان المعنى معروف، كقولك: لا يدخل الخاتم في إصبعى، أي لا يدخل الاصبع في خاتمي. ورجل الغراب: ضرب من الصِّرار شديد. وقول الشاعر (2) : رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها * سُخامٌ كغِرْبان البرير مُقَصَّبُ يعني به النضيج من ثمر الأراك. وتقول: هذا أسود غِرْبيبٌ، أي شديد السواد. وإذا قلت: غرابيبُ سودٌ، تجعل السود بدلاً من الغرابيب، لأنَّ تواكيد الألوان لا تقدَّم. والغَرْب والمَغْرِب بمعنًى واحد (3) . وقولهم: لقيته مُغَيْرِبان الشمس، صغَّروه على غير مكبَّره، كأنَّهم صغَّروا مَغْرِبانا. والجمع مغيربانات، كما قالوا: مفارق الرأس، كأنهم جعلوا ذلك الحين (4) أجزاء، كلما تصوبت الشمس ذهب منها جزء، فصغروه فجمعوه على ذلك.
_________
(1) الحمائل بالحاء المهملة.
(2) هو بشر بن أبى خازم.
(3) ذكر القاموس أربعة وعشرين معنى للغرب. أه‍ مرتضى.
(4) في اللسان " الحيز "، وما هنا صوابه.

(1/192)


وغرب أي بعد، يقال: اغرُبْ عنِّي، أي تباعد. وغرَبت الشمس غُروباً. والغُروب أيضاً: مجاري الدمع. وللعين غُرابان: مقدِمها ومؤخرها. قال الأصمعيّ: يقال: لعَينهِ غَرْبٌ، إذا كانت تسيل ولا تنقطع دموعها. والغروب: الدموع. وقال الراجز: ما لك لا تذكر أم عمرو * ألا لعينيك غروب تجرى والغروب أيضا: حدَّة الأسنان وماؤها، واحدها غَرْب. قال عنترة: إذ تَستبيكَ بذي غُروبٍ واضحٍ * عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لذيذِ المَطْعَمِ والغَرْب أيضاً: الدلو العظيمة. ويقال لحدّ السيف غَرْب. وغَرْب كل شئ: حده. يقال: في لسانه غرب، أي حدَّة، وغَرْبُ الفرس: حدَّته وأوَّل جريه. تقول: كففت من غربه. قال النابغة:
والخيل تَنْزع غَرْبا في أعِنَّتها (1) * وفرسٌ غَربٌ، أي كثير الجري. والغَرْب أيضاً: عِرق في مجرى الدمع يسقي فلا ينقطع، مثل الناسور.
_________
(1) في اللسان " تمزع " بمكان " تنرع ". وعجزه:
كالطير ينجو من الشؤبوب ذى البرد:

(1/193)


ونوى غربة، أي بعيدة. وغربة النوى: بعدها. والنوى: المكان الذى تنوى أن تأتيه في سفرك. والغارب: ما بين السنام والعنق. ومنه قولهم: " حَبْلُكِ على غارِبك "، أي اذهبي حيث شئت. وأصله أنَّ الناقة إذا رعت وعليها الخِطامُ أُلقِي على غاربها، لأنَّها إذا رأت الخطام لم يهنئها شئ. وغوارب الماء: أعالي موجه، شبِّهت بغوارب الابل. والغرب، بالتحريك: الفضة. قال الاعشى (1) : فدعدعا سرة الركاء كما * دعدع ساقى الاعاجم الغربا والغرب أيضاً: الخمر. والغَرَب في الشاة كالسَعَف في الناقة، وهو داءٌ يتمعَّط منه خرطومُها، ويسقط منه شَعر عينيها. وقد غَرِبت الشاة، بالكسر.

(1/193)


قال ابن برى: الصواب أنه للبيد لا كما زعم الجوهرى. والركاء بالفتح: موضع. ومعنى دعدع: ملا. يصف ماءين التقيا من السيل فملآ اسرة الركاء كما ملا ساقى الاعاجم قدح الغرب خمرا. وأما بيت الاعشى الذى وقع فيه الغرب بمعنى الفضة فهو: إذا انكب أزهر بين السقاة * تراموا به غربا أو نضارا لسان العرب وتاج العروس.

(1/193)


والغرَب أيضاً: الماء الذي يقطر من الدلاء بين البئر والحوض، وتتغير ريحه سريعا. قال ذو الرمة: وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب والغرب أيضا: ضرب من الشجر وهو " إسفيدار (1) " بالفارسية. وأصابه سهم غَرَب يضاف ولا يضاف، يسكَّن ويحرك، إذا كان لا يُدرى من رماه.
[غصب] الغصب: أخذ الشى ظلما. تقول: غَصَبَه منه، وغَصَبَه عليه، بمعنى. والاغتصاب مثله، والشئ غصب ومغصوب.
[غضب] غضِب عليه غَضَباً، ومَغْضَبَة، وأغْضَبْتُهُ أنا فتغَضب. ورجل غَضْبانُ وامرأة غَضْبى، ولغة في بني أسد غَضْبانَة ومَلآنةٌ وأشباههما. وقومٌ غضبى وغضابى (2) مثل: سكرى وسكارى. وقال الشاعر:
_________
(1) في اللسان: " اسبيد دار ".
(2) بالفتح ووقع في بعض النسخ بضم الغين زيادة من الناسخ، وفيه نظر، لان ضم الاولى في أربعة ألفاظ فقط كسالى، وسكارى، وعجالى، وغيارى، على ما صرح به في الشافية. فالتمثيل بسكارى مبنى على الفتح وإن كان فيه وجهان. اه‍ وانقولى. لكن المجد قال: غضابى بالفتح ويضم أوله، قال مرتضى: وهو الاكثر مثل سكرى وسكارى، وذكر الشعر الذى هنا.

(1/194)


فإن كنتُ لم أذكركِ والقومُ بعضهم * غَضابى على بعضٍ فَمالي وذائِمُ الاصمعي: رجل غضبة بتشديد الباء (1) ، أي يغضب سريعاً. وغَضْبى أيضاً: اسم مائةٍ من الابل (2) ، وهى معرفة لا تنون ولا تدخلها الالف واللام. وأنشد ابن الاعرابي: ومستخلف من بعد غضبى صريمة * فأحر به لطول (3) فقر وأحريا قال: أراد النون فوقف. الاموى: غضبت لفلان، إذا كان حيّاً، وغضبت به، إذا كان ميتا. والاحمر مثله. قال دريد بن الصمة (4) : فإن تعقب الايام والدهر تعلموا (5) * بنى قارب أنا غضاب بمعبد وغاضبه: راغمه. وقوله تعالى: (وذا النونِ إذ ذَهَبَ مغاضبا) ، أي مراغما لقومه.
_________
(1) أي وضم الاولين، كحزقة، أو فتحهما كجربة، وعلى الاولى اقتصر الوانى، وجمع بينهما القاموس على ما في مرتضى، خلافا لشيخه حيث جعل الثانية كهمزة.
(2) اعترضه المجد بأن الصواب غضيا، كأنها شبهت في كثرتها بمنبت الغضى. اه‍
(3) يروى عجزه: " فأحر به من طول فقر وأحريا "
(4) يرثى أخاه عبد الله فاضطر وقال بمعبد. اه‍ مرتضى.
(5) في اللسان: " فاعلموا ".

(1/194)


وامرأة غَضوب، أي عَبوس. ابن السكيت: الغَضْبُ: الأحمر الشديد الحُمرة. ويقال أحمر غضب.
[غلب] غَلَبَهُ غَلَبَةً وغَلْباً، وغَلَباً أيضاً. قال الله تعالى: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ، وهو من مصادر المفتوح العين مثل الطلب. قال الفراء: هذا يحتمل أن يكون غلبة فحذفت الهاء عند الاضافة، كما قال الشاعر (1) : إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة. وغالبه مغالبة وغلابا. وغلاب، مثل قطام: اسم امرأة. وتغلب على بلد كذا: استولى عليه قهراً. وغَلَّبته أنا عليه تغليباً. والغلاّب: الكثير الغَلَبَة. والمغلَّب: المغلوب مراراً. والمغلَّب أيضا من الشعراء: المحكوم له بالغَلَبَة على قِرْنِهِ، كأنَّه غُلِّب عليه، وهو من الاضداد. وتغلب: أبو قبيلة، وهو تغلب بن وائل بن فاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقولهم
_________
(1) هو الفضل بن العباس بن عتبة اللهبى.

(1/195)


تغلب بنت وائل، إنما يذهبون بالتأنيث إلى القبيلة، كما قالوا تميم بنت مر. قال الوليد بن عقبة - وكان ولى صدقات بنى تغلب: إذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك عنى تغلب ابنة وائل وقال الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل * ورد (1) العدو عليك كل مكان وكانت تغلب تسمى الغلباء. قال الشاعر: وأورثني بنو الغلباء مجدا * حديثا بعد مجدهم القديم والنسبة إليها تغلبى بفتح اللام، استيحاشا لتوالى الكسرتين مع ياءى النسب. وربما قالوه بالكسره، لان فيه حرفين غير مكسورين، وفارق النسبة إلى نمر. وتقول: رجلٌ أغْلَبُ بيِّن الغَلَبِ، إذا كان غليظ الرقبة. وهضبةٌ غَلْباء، وعزة غلباء. والاغلب العجلى: أحد الرجاز. وحديقة غلباء: ملتفة، وحدائقُ غُلْبٌ. واغْلَوْلَبَ العشبُ: بلغ والتفّ. والغُلَبَّة بالضم (2) وتشديد الباء: الغلبة.
_________
(1) يروى: " نزل ".
(2) أي للاول واللام مفتوحة اه‍ وانقولى. لكن الذى في الشعر بضمتين على ما في مرتضى. ويقال بفتح الغين وضم اللام، لغات ثلاث على ما في القاموس.

(1/195)


قال المرار: أخذت بنجد ما أخذتُ غُلُبّةً * وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أشمُّ طويلُ ورجل غُلَبَّةٌ أيضا، أي يغلب سريعا. عن الاصمعي.
[غهب] الغَيْهَبُ: الظُلمة، والجمع الغياهب. يقال فرسٌ أدهم غَيْهَبٌ، إذا اشتد سواده. والغهب، بالتحريك، الغفلة، وقد غهب بالكسر. وفى الحديث: سئل عطاء عن رجل أصاب صيدا غهبا، قال: عليه الجزاء. قال أبو عبيد: يعنى غفلة من غير تعمد.
[غيب] الغَيْبُ: كلُّ ما غاب عنك. تقول: غاب عنه غَيبةً وغيبا وغيابا وغيوبا ومغيبا. وجمع الغائب غيب وغياب وغيب (1) أيضا. وإنما ثبتت فيه الياء مع التحريك لانه شبه بصيد وإن كان جمعا. وصيد مصدر: قولك بعير أصيد، لانه يجوز أن ينوى به المصدر. وغيبته أنا. وغَيابة الجبّ: قَعره. وكذلك غَيابة الوادي. تقول: وقعنا في غَيبة وغَيابة، أي هَبْطَةً من الأرض. وقولهم: غيَّبه غَيابُهُ، أي دفن في قبره.
_________
(1) بوزن ركع وكفار، والثالثة كخدم.

(1/196)


ابن السكيت: بنو فلانٍ يشهدون أحياناً ويتغايبون أحياناً. وغابت الشمس، أي غَرَبَتْ. والمُغايبة: خلاف المخاطبة. وأغابت المرأة، إذا غابَ عنها زوجها، فهي مغيبة بالهاء (1) ، ومشهد بلاهاء. والغيب: ما اطمأنَّ من الأرض. قال لبيد (2) :
عن ظَهرِ غَيْبٍ، والأنيس سَقامُها * واغتابه اغتياباً، إذا وقع فيه، والاسم الغَيبةُ، وهو أن يتكلم خلف إنسانٍ مستور بما يَغُمُّه لو سمعه. فإن كان صدقاً سُمِّيَ غيبَةً، وإن كان كذباً سمِّي بُهتاناً. والغابة: الأجمة. يقال ليثُ غابة. والغاب: الآجام. وهو من الياء. وغابة: اسم موضع بالحجاز. وتغيب عنِّي فلان. وجاء في ضرورة الشعر تَغَيَّبَني. قال امرؤ القيس: فظلَّ لنا يومٌ لذيذ بنَعْمةٍ * فَقِلْ في مَقيلِ نَحْسُهُ مُتَغَيِّبُ وقال الفراء: المتغيب مرفوع، والشعر مكفأ، ولا يجوز أن يرد على المقيل كما لا يجوز مررت برجل أبوه قائم.
_________
(1) ومغيب أيضا بلاهاء، كما في اللسان.
(2) يصف بقرة أكل السبع ولدها. فأقبلت تطوف خلفه، وصدر البيت:
وتسمعت رز الانيس فراعها:

(1/196)


فصل القاف
[قأب] الأصمعيّ: قَأَبْتُ الطعام: أكلته. وقأبت الماءَ: شربتُ كلَّ ما في الاناء. قال الراجز (1) : دعوت (2) عنزي ومسحت قعبى * ثم تهيأت لشرب قأب وقئب الرجل، إذا أكثر من شرب الماء، مثل صئب، فهو مقأب على مفعل.
[قبب] قَبَّ اللحمُ يَقِبُّ قُبوباً، إذا ذهبت نُدُوَّتُهُ وكذلك قَبَّ الجلد والتمر والجرح، إذا يبس وذهب ماؤه وجفَّ. والقَبَبُ: دِقَّةُ الخصر. والأقَبُّ: الضامر البطن، والمرأة قبَّاءُ بيِّنة القَبَب. والخيل القُبُّ: الضوامر. وقبَّ الأسدُ يَقِبُّ قبيباً، إذا سمعت قبقبة أنيابه. والقبقبة: صوت جوف الفرس، وهو القَبيبُ. وقَبْقَبَ الأسدُ: هَدَرَ. والقَبْقابُ: الجمل الهدَّار. والقَبْقَبُ: البطن. ابن السكيت: ما أصابتنا العامَ قطرةٌ، وما أصابتنا العامَ قابَّةٌ، بمعنًى واحد. وقال أبو زيد: ما رأينا العام قابَّةً، أي قَطرةً. وقال الاصمعي:
_________
(1) هو أبو نخيلة الراجز.
(2) يروى: " أشليت ".

(1/197)


ما سمعنا العام قابَّةً، أي صوتَ رعدٍ، يُذهب به إلى القبيب. قال ابن السكيت: ولم يرو هذا الحرف أحد غيره. قال: والناس على خلافه. والقب: الخشبة التي في وسط البكرة وفوقَها أسنانٌ من خشب. ويقال أيضاً: عليك بالقَبِّ الأكبر، أي بالرأس الأكبر. والقَبُّ أيضاً: ما يُدْخَلُ في جيب القميص من الرِقاع. قاله أبو عبيد. والقِبُّ بالكسر: العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين. تقول، ألزِق قِبَّكَ بالأرض. ويقال للشيخ أيضاً: هو قِبُّ القوم. وقِبَّةُ الشاةِ أيضاً: ذات الأطباق، وهي الحِفْثُ، وربَّما خُفِّفت. والقُبَّةُ بالضم من البناء، والجمع قُبَبٌ وقِبابٌ. وبيت مقَبَّب: جُعِل فوقه قُبَّة. والهوادج تقبب. والقُباقِبُ، مضمومة القاف: العام الذي بعد العام المقبل. تقول: لا آتيك العامَ ولا قابِلَ ولا قباقب. وأنشد أبو عبيدة:
العام والمقبل والقباقب * أبو عمرو: قبه يقبه،، إذا قطعه. الأصمعيّ: اقْتَبَّ فلانٌ يد فلان، إذا قطعها، وهو افتعل. وحمار قَبَّانَ: دُوَيْبَّةٌ، وهو فعلان من قَبَّ، لأن العرب لا تصرفه، وهو معرفة عندهم، ولو كان

(1/197)


فَعَّالاً لصرفته. تقول: رأيت قطيعاً من حمر قبان. وقال الشاعر: يا عجبا لقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا
[قتب] القتَب، بالتحريك: رَحْلٌ صغير على قدر السَنام. والقِتْبُ بالكسر: جميع أداة السانِية من أعلاقها وحبالها. والقِتْب أيضاً: واحدة الأقْتاب، وهي الأمعاء، مؤنَّثة على قول الكسائي. وقال الأصمعيّ: واحدها قِتْبَةٌ بالهاء، وتصغيرها قُتَيْبة، وبها سمِّي الرجل قتيبة، والنسبة إليه قتبى كما تقول جُهَنِيٌّ. وقال أبو عبيدة: القِتْب ما تحوَّى من البطن، يعني استدار، وهي الحَوايا. وأمَّا الأمعاء فهي الأقصاب. وأقْتَبْتُ البعيرَ إقتاباً، إذا شددْتَ عليه القَتَب. والقَتوبَةُ من الإبل: التي تُقْتِبُها بالقَتَب، وإنما جاءت بالهاء لأنها الشئ مما يقتب، كالحلوبة والركوبة.
[قحب] القُحابُ: سعال الخيل والإبل، وربَّما جُعِل للناس. تقول منه قَحَبَ يَقْحُبُ بالضم. والقَحْبَةُ كلمةٌ مولدة.
[قحطب] قَحْطَبَهُ، أي صرعه. وقَحْطَبَه بالسيف، أي علاه.

(1/198)


وقحطبة: اسم رجل.
[قرب] قرب الشئ بالضم يقرب قُرباً، أي دنا. وقوله تعالى: (إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنين) ولم يقل قريبة، لأنه أراد بالرحمة الإحسان، ولأنَّ ما لا يكون تأنيثه حقيقيًّا جاز تذكيره. وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر ويؤنث، وإذا كان في معنى النسب يؤنث، بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة قريبتى، أي ذات قرابتي. وقربته بالكسر أقربه قربانا، أي دنوت منه. وقَرَبْتُ أقرُبُ قرابة، مثل كتبت كتابة، إذا سرت إلى الماء وبينك وبينه ليلة. والاسم القَرَب (1) . قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما القرب؟ فقال: سير الليل لورد الغد. وقلت له: ما الطلق؟ فقال: سير الليل لورد الغب. يقال: قَرَبٌ بَصْباصٌ، وذلك أنَّ القوم يسيمون الإبل وهم في ذلك يسيرون نحو الماء، فإذا بقيت بينهم وبين الماء عشيَّة عجَّلوا نحوه، فتلك الليلة ليلة القَرَب. وقد أقرَبَ القومُ، إذا كانت إبلهم قوارِبَ، فهم قاربون، ولا يقال مُقْرِبون. قال أبو عبيد: وهذا الحرف شاذ.
_________
(1) محركا.

(1/198)


والقارب: سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السفن البحريَّة تُسْتَخَفُّ لحوائجهم. قال الخليل: القارِب: طالب الماء ليلاً، ولا يقال ذلك لطالب الماء نهاراً. وقَرَبْتُ السيفَ أيضاً، إذا جعلته في القِراب. والقُرْبان، بالضم: ما تَقَرَّبْتَ به إلى الله عزّ وجلّ. تقول منه: قَرَّبْتُ لله قرباناً. والقربان أيضاً: واحد قرابين الملك، وهم جلساؤه وخاصَّته. تقول: فلان من قُرْبانِ الأمير، ومن بُعْدانِهِ. وتقرب إلى الله بشئ، أي طلب به القُرْبَةَ عنده. وقَرَّبْتُه تقريباً، أي أدنيته. والقُرْبُ: ضد البعد. والقرب والقرب: من الشاكلة إلى مراق البطن، مثل عسر وعسر، والجمع الاقراب. والتقريب: ضربٌ من العَدْو. يقال: قَرَّبَ الفرسُ، إذا رفع يديه معاً ووضعهما معاً في العَدْو، وهو دون الحُضْر. وله تقريبان: أعلى، وأدنى. و (اقترب الوعد) ، أي تقارَبَ. وقاربته في البيع مُقاربة. وشئ مقارب بكسر الراء، أي وسط بين الجيد والردئ - ولا تقل مُقارب - وكذلك إذا كان رخيصا. والتقارب: ضد التباعد.

(1/199)


وأقربت المرأة، إذا قرُب وِلادها، وكذلك الفرس والشاة، فهي مُقْرِبٌ، ولا يقال للناقة. قالت أم تأبط شرا تؤبنه بعد موته: " وا ابناه وا ابن الليل، ليس بزميل شروب للقيل، يضرب بالذيل كمقرب الخيل ". لانها تضرح من دنا منها. ويروى " كمقرب " بفتح الراء، وهو المكرم. وقال العدبس: جمع المُقْرَب مَقاريب. وأقْرَبْتُ السيفَ: جعلتُ له قِراباً. وأقْرَبْتُ القدحَ، من قولهم قَدَحٌ قَرْبانُ، إذا قارب أن يمتلئ، وجمجمة (1) قربى، وقد حان قربانان، والجمع قراب مثال عجلان وعجال. والمقرب من الخيل: الذي يُدنى ويُكرَّم، والأنثى مُقَرَّبَةٌ ولا تُتْرَكُ أن تَرود. قال ابن دريد: إنما يُفعل ذلك بالإناث لئلا يقرعها فحلٌ لئيم. والقِرْبَة: ما يُستقى فيه الماء، والجمع في أدنى العدد قربات وقربات وقربات، وللكثير قرب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة مثل سدرة وفقرة، لك أن تفتح العين وتكسر وتسكن. والقرابة: القُربى في الرحم، وهو في الأصل مصدرٌ. تقول: بيني وبينه قرابة، وقرب، وقربى
_________
(1) الجمجمة: ضرب من المكاييل، وقدح من خشب.

(1/199)


ومقربة ومقربة، وقربة، وقُرُبَةٌ بضم الراء. وهو قريبي وذو قرابتي، وهم أقْرِبائي وأقاربي. والعامة تقول: هو قرابتي وهم قراباتى. وقِراب السيف: جَفنُه، وهو وعاءٌ يكون فيه السيف بغمده وحِمالته. وفي المثل " إن الفِرار بقِرابٍ أكيس (1) ". والقراب أيضا: مقاربة الامر. وقال (2) يصف نوقا: هو ابن منضجات كن قدما * يردن على الغدير قراب شهر (3) وكذلك إذا قارب أن يمتلئ الدلو. وقال (4) :
إلا تجئ ملاى يجئ قرابها (5) * وقولهم: ما هو بشبيهك ولا بقُرابةٍ من ذلك، مضمومة القاف، أي ولا بقريب من ذلك. والقرنبى مقصور: دويبة طويلة الرجلين مثل الخنفساء أعظم منه شيئا. وفى المثل " القرنبى
_________
(1) قال ابن برى: هذا المثل ذكره الجوهرى بعد قراب السيف على ما تراه، وكان صواب الكلام أن يقول قبل المثل: والقراب القرب، ويستشهد بالمثل عليه. والقراب بمعنى القرب كسحاب ويثلث. اه‍ باختصار من مرتضى.
(2) هو عويف القوافى.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده " يزدن على العديد " من معنى الزيادة على العدة، لا من معنى الورود على الغدير. اه‍. مرتضى.
(4) العنبر بن تميم وكان مجاورا في بهراء.
(5) وأول الرجز: قد رابنى من دلوى اضطرابها * والنأى من بهراء واغترابها

(1/200)


في عَينِ أمِّها حَسَنة ". وقال يصف جاريةً وبعلها: يَدِبُّ إلى أحشائها كلَّ ليلةٍ * دبيبَ القَرَنْبى بات يعلو نقا سهلا
[قرشب] القِرشَبُّ، بكسر القاف: المُسِنُّ. عن الاصمعي. قال الراجز: كيف قريت شيخك الارزبا * لما أتاك يابسا قرشبا قمت إليه بالقفيل ضربا * ضرب بعير السوء إذا أحبا
[قرضب] قَرْضَبَهُ: قطعه. والقُرْضوبُ والقِرْضابُ: السيف القاطع يقطع العظام. والقُرضوب والقِرْضاب: اللصّ، والجمع القَراضبة. وربَّما سمُّوا الفقيرَ قُرْضوباً. وقَرْضَبَ الرجلُ، إذا أكل شيئاً يابساً، فهو قرضاب. حكاه ثعلب، وأنشد: وعامنا أعجبنا مقدمه * يدعى أبا السمح وقرضاب سمه * مبتركا لكل عظم يلحمه * وقراضبة، بضم القاف: موضع. قال بشر: وحَلَّ الحَيُّ حيُّ بَني سُبَيْعٍ * قراضبة ونحن لهم إطار

(1/200)


[قرطب] قَرْطَبَهُ: صرعه على قفاه. وقال: فرحت أمشى مشية السكران * وزل خفاى فقرطبانى والقِرْطِبَّى بتشديد الباء: ضربٌ من اللعب.
[قرطعب] يقال ما عنده قِرْطَعْبَةٌ ولا قذ عملة ولا سعنة ولا معنة، أي شئ. قال أبو عبيد: ما وجدنا أحدا يدرى أصولها.
[قرهب] القَرْهَبُ من الثيران: المُسِنُّ. قال الكميت: من الارحبيات العتاق كأنها * شبوب صوار فوق علياء قرهب
[قسب] القَسْبُ: الصلبُ. والقَسْبُ: تمر يابس يتفتَّت في الفم صلبُ النواة. وقال (1) يصف رمحا: وأسمر خطيا كأن كعوبَهُ * نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذراعا على العشر (2) والقسيب (3) : الطويل الشديد. قال ابن السكيت: مررتُ بالنهر وله قَسيبٌ، أي جِرية، وقد قَسَبَ يقسب. وقال عبيد:
_________
(1) قال ابن برى: هذا البيت يذكر أنه لحاتم الطائى. ولم أجده في شعره.
(2) أرمى وأربى لغتان، ويروى بهما.
(3) بوزن إردب.

(1/201)


* للماء من تحته قسيب (1)
[قشب] القَشْبُ: الخلط. وأنشد الأصمعيّ للنابغة: فَبِتُّ كأنَّ العائداتِ فَرَشْنَني * هَراساً به يُعْلى فِراشي ويُقْشَبُ ونَسرٌ قَشيبٌ، إذا خلِط له في لحم يأكله سَمٌّ، فإذا أكله قَتَله، فيؤخذ منه ريشه. قال الهذلى (2) : به يدع (3) الكمى على يديه * يخر تخاله نسرا قشيبا قوله " به " يعنى بالسيف. والقَشيب: الجديد. وسيفٌ قشيب: حديثُ عهدٍ بالجِلاءِ. ورجلٌ قِشْبٌ خِشْبٌ بالكسر، إذا كان لا خير فيه. والقِشْبُ أيضاً: السَمُّ، والجمع أقشاب، عن أبي عمرو، قال: وقَشَبَهُ قِشْباً: سقاه السَمَّ. وقَشَبَ طعامَه، أي سَمَّه، وقَشَبَه أيضاً، إذا ذكره بسوء. تقول: قَشَبَهُ بقبيح، أي لَطَخه به. قال الفرّاء: قَشَبَ الرجلُ واقتشب، إذا اكتسب حمدا أو ذما. حكاه عنه أبو عبيد.
_________
(1) صدره:
أو فلج ببطن واد
(2) هو أبو خراش الهذلى.
(3) في اللسان: " ندع ".

(1/201)


وقشبنى ريحُه تقشيباً، أي آذاني، كأنَّه قال: سمَّني ريحه. ورجل مقشَّب الحسب، إذا مزج حسبه.
[قصب] القَصَبُ: الأباء. والقَصْباء مثله، الواحدة قصبة. قال سيبويه: القصباء واحدٌ وجمع. قال: وكذلك الحلفاء والطَرفاء. والقَصَب: كلُّ عظمٍ مستديرٍ أجوف، وكذلك كلُّ ما اتُّخذَ من فضَّة وغيرها (1) ، الواحدة قَصَبة. والقَصَب: مجاري الماء من العيون. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خيمةً * على قَصَبٍ وفراتٍ نَهَرْ وقال الأصمعيّ: قَصَبُ البطحاء: مياهٌ تجري إلى عيون الرَكايا. يقول: أقامت بين قَصَبٍ، أي ركايا، وماء عذب. وكل عذب فرات وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر. والقصب: عروق الرئة، وهي مخارج النَفَس ومجاريه. والقَصَب: ثيابُ كتَّانٍ رِقاقٌ. والقَصَب: أنابيبُ من جوهرٍ. وفي الحديث: " بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنَّة من قَصَب ". وقَصَبَةُ الأنف: عظمه. وقَصَبَةُ القَريةَ: وسطها. وقَصَبَةُ السَواد: مدينتها.
_________
(1) كذا في اللسان. وفى المطبوعة الاولى " وغيره ".

(1/202)


والقصب، بالضم: المعى. يقال: هو يجرُّ قُصْبَهُ. قال الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ وأما قول امرئ القيس:
والقصب مضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ (1) * فيريد الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أقصاب. قال الأعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمي‍ * نُ والمُسْمِعاتُ بأقصابِها أي بأوتارها، وهي تُتَّخذ من الأمعاء. ويروى " بِقُصَّابِها "، وهي المزامير. وشَعَر مقصَّب، أي مجعَّد. وقد قصَّب الزرعُ تقصيباً (2) ، وذلك بعد التفريخ. والقصائب: الذوائب المقصَّبة تُلوى لياً حتَّى تترجَّل، ولا تُضفر ضفراً، واحدتها قصيبة وقصابة،
_________
(1) في ديوانه: واليد سابحة والرجل ضارحة * والعين قادحة والمتن سلحوب والماء منهمر والشد منحدر * والقصب مضطمر واللون غربيب وقال ابن برى: البيت لابراهيم بن عمران الانصاري.
(2) في اللسان: " وقصب الزرع تقصيبا، وأقصب: صار له قصب، وذلك بعد التفريخ ".

(1/202)


بالضم والتشديد. وهى الانبوبة أيضا، والمزمار، والجمع قُصَّاب (1) . والقَصَّاب بالفتح: الزمار، عن أبى عمرو. قال رؤبة يصف الحمار:
في جوفه وحى كوحى القصاب * وكذلك القاصب، والصنعة القصابة. والقَصْب: القطع. وقَصَب القَصَّاب الشاةَ قَصْباً، إذا قطَّعها عضواً عضواً. وقصَبْت البعيرَ وغيرَه، إذا قطعت عليه شربه قبل أن يَروى. وقَصَب البعير أيضاً شُرْبه، إذا امتنع منه قبل أن يَروى، فهو بعيرٌ قاصب، وناقةٌ قاصب أيضا، عن ابن السكيت. وأقصب الرجل، إذا فعلت إبله ذلك. وفى المثل: " رعى فأقصب "، يضرب للراعي، لانه إذا أساء رعيها لم تشرب الماء، لانها إنما تشرب إذا شبعت من الكلا. وقصبه، أي عابه. قال الكميت:
على أنِّي أُذَمُّ وأقصب (2)
[قضب] قضبه، أي قطعه. قال الاعشى:
_________
(1) بوزن كفار.
(2) البيت بتمامه: وكنت لهم من هؤلاك وهؤلا * مجنا على أنى أذم وأقصب

(1/203)


* قضبت عقالها (1) * واقتضبته: اقتطعته من الشئ. واقتضاب الكلام: ارتجاله، تقول: هذا شعرٌ مقتضَب، وكتاب مقتضب. وانقضب الشئ: انقطع. وتقول: انقضب الكوكبُ من مكانه. قال ذو الرمّة: كأنَّه كوكبٌ في إثر عِفْرِيَةٍ * مُسَوَّمٌ في سوادِ الليلُ مُنْقَضِبُ والقَضْبَةُ والقَضْبُ: الرَطْبَةُ، وهي الإسْفِسْتُ بالفارسية. والموضع الذي تَنبت فيه: مَقْضَبَةٌ. وسيفٌ قاضبٌ وقضيبٌ، أي قَطَّاعٌ، والجمع قواضبُ وقُضُبٌ. ورجل قَضَّابَةٌ: قطّاع للأمور مقتدِرٌ عليها. والقضيب: واحد القُضبان، وهي الأغصان. وقَضَبَه قَضْباً: ضربه بالقضيب. وقَضَّبْتُ الكرْمَ تقضيباً، إذا قطعت أغصانَه أيامَ الربيع. وقُضابَةُ الشجر: ما يتساقط من أطراف عيدانها إذا قَضَّبْتَ. والقَضيبُ: الناقة التي لم تُرَضْ. وقَضَبْتُ الدابّة واقتضبتُها، إذا ركبتَها قبل أن تراض.
_________
(1) تمامه: ولبون معزاب حويت فأصبحت * نهبى وآزبة قضبت عقالها الآزبة: الناقة الضامزة التى لم تجتر. وقال ابن برى: صواب إنشاده قضبت عقالها، بفتح التاء، لانه يخاطب الممدوح.

(1/203)


قال ابن دريد: كل من كلفته عملا قبل أن يحسنه فهو مقتضب فيه. وقضيب الحمار وغيره.
[قطب] قُطْبُ الرَّحى فيه ثلاث لغات: قُطْبُ وقَطْبُ وقِطابُ. والقُطْبُ: كوكبٌ بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفَلَك. وفلانٌ قُطْبُ بني فلانٍ، أي سيِّدهم الذي يدور عليه أمرُهم. وصاحب الجيش قُطْبُ رحَى الحرب. والقُطْبَةُ: نَصْلُ الهدف (1) . وهرم بن قطبة الفزارى: الذى نافز إليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة. وتقول: جاء القومُ قاطبةً، أي جميعاً، وهو اسمٌ يدل على العموم. ابن الأعرابيّ: القَطيبَةُ: ألبان الإبل والغنم يُخْلطان. وقَطَبَ الشرابَ وأقْطَبَهُ بمعنًى، أي مزَجه، والاسم القِطابُ. والقَطْبُ أيضاً: القطع، ومنه قطابُ الجَيْبُ. والقَطْبُ: أن تُدْخل إحدى عُروتي الجوالق في الأخرى ثم تَثْنيها مرَّةً أخرى، فإن لم تثنها فهو السلق. قال الراجز (2) :
_________
(1) أي الذى يرمى به الهدف.
(2) هو جندل الطهوى.

(1/204)


وحوقل ساعده قد انملق * يقول قطبا ونعما إن سلق وتقول أيضاً: قَطَبَ بين عينيه، أي جمع، فهو رجلٌ قَطوبٌ. وقَطَّبَ وجهه تقطيبا، أي عبس.
[قطرب] القطرب: طائر. وقطرب: لقب محمد بن المستنير النحوي.
[قعب] القَعْبُ: قدح من خشب مقعَّرٌ، وحافرٌ مُقَعَّب، مشبَّه به، والجمع قعبة، مثل جبء وجبأة. وتقعيب الكلام: تقعيره. وقعنب: اسم رجل، بزيادة النون.
[قعضب] قعضبه، أي استأصله. وقعضب: اسم رجل كان يعمل الاسنة.
[ققب] القَيْقَبُ والقَيْقَبانُ: خشب تُتَّخذ منه السروج. قال ابن دريد: هو بالفارسية آزاذ درخت.
[قلب] القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر به عن العقل قال الفراء في قوله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب) : أي عقل.

(1/204)


وقلبت الشئ فانقلبَ، أي انكبَّ. والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. وقلبته بيدى تقليبا. وتقلب الشئ ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء. وقَلَبْتُ القومَ كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب، وقَلَبْتُهُ، أي أصبت قلبه. وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها. وقَلَبَت البُسْرَةُ، إذا احمرت. والقلب بالتحريك: انقلاب الشفة، رجل أقلب، وشفة قلباء بينة القلب. وأقلبت الخبزة، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ: القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة. وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب إبله ذلك. وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال الفراء هو مأخوذ من القلاب. قال النمر بن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالقلب من قلبه أي برئت من داء الحب. وقال ابن الاعرابي: معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. قال حميد الارقط وذكر فرسا:

(1/205)


ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبليه بها حبار (1) أي لم يقلب قوائمها من علة بها. وقلب العقرب: منزِلٌ من منازل القمر، وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان. وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ، أي خالص، يستوى فيه المذكر والمؤنت والجمع، وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ وثنَّيتَ وجمعتَ. وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة. والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان قلباً واحداً (2) . والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به. والمِقْلَبُ: الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة. وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ، أي محتالٌ بصير بتقليب الامور. والقليب، مثال السكين: الذئب، وكذلك القلوب، مثل الخنوص. قال الشاعر: أيا أمة (3) بكى على أم واهب * أكيلة قلوب بإحدى (4) المذانب
_________
(1) الحبار بفتح الحاء وكسرها: الاثر.
(2) قوله " قلبا واحدا " عبارة الازهرى قلدا واحدا، يعنى ما كان مفتولا من طاق واحد لا من طاقين.
(3) كذا. وفى اللسان: " أيا حجمتا ".
(4) في اللسان: " ببعض المذانب ".

(1/205)


والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره. والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر. والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى (1) ، تذكَّر وتؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، وجمع القلَّة أقلبة. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقلبة ملاح والكثير قلب. قال الشاعر (2) : وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب * بها قُلُب عاديَّةٌ وكِرارُ وقد شبَّه العجَّاج بها الجِراحات فقال:
عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سبر * وأبو قلابة: رجل من المحدثين.
[قتب] القنب: وعاء قضيب الفرس وغيره من ذوات الحافر. والقَنيب: جماعات الناس. والمِقْنَبُ: ما بين الثلاثين إلى الأربعين من الخيل. والمقنب أيضا: شئ يكون مع الصائد يَجعل فيه ما يصيدُه. حكاه أبو عبيد في المصنف عن القنانى. والقُنَّب: الأبَقْ (3) ، عربيٌّ صحيح. قال ابن دريد: قَنَّبَ الزرعُ تقنيباً، إذا
_________
(1) يعنى قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها.
(2) هو كثير.
(3) وهو ضرب من الكتان.

(1/206)


أعصف. قال: وتسمى العصيفة القِنَّابَة. والعَصيفة: الورق المجتمع الذي يكون فيه السنبل.
[قوب] قُبْتُ الأرضَ أقوبها، إذا حفرت فيها حُفرةً مُقَوَّرَةً، فانقابت هي. وقَوَّبْتُ الأرضَ تقويباً مثله. وتقوب الشئ، إذا انقلع من أصله. وقابَ الطائرُ بيضَتَه، أي فلقها، فانقابت البيضة وتَقَوَّبَتْ بمعنًى. وتَقَوَّبَ من رأسه مواضعُ، أي تَقَشَّرَ. والأسود المُتَقَوِّبُ، هو الذي سَلَخَ جلدَه من الحيّات. وقولهم في المثل: " بَرِئَتْ قائبةٌ من قوبٍ " فالقائبة: البيضة، والقوبُ، بالضم: الفَرخ. قال أعرابيٌّ من بني أسد لتاجرٍ استَخفَره: إذا بلغْتُ بك مكان كذا فبَرِئَتْ قائبةٌ من قوب، أي أنا برئ من خِفارتك. والقُوَباءَ: داءٌ معروف يتقشّر ويتّسع، يُعالج بالريق: وهي مؤنَّثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ. وقال (1) : يا عجبا لهذه الفليقه * هل تغلبن القوباء الريقه وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً للحركة على الواو، فإن سكَّنتها ذكرت وصرفت. والياء فيه للالحاق بقرطاس، والهمزة منقلبة منها. قال
_________
(1) ابن قنان.

(1/206)


ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة إلا حرفان: الخشاء، وهو العظم الناتئ وراء الاذن، وقوباء. قال: والاصل فيهما تحريك العين: خششاء وقوباء. قال الجوهرى: والمزاء عندي مثلهما. فمن قال قوباء بالتحريك قال في تصغيره قويباء، ومن سكن قال قويبى. وتقول: بينهما قاب قوسٍ وقيبُ قوس، وقادُ قوس وقيدُ قوس، أي قدر قوس. والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ. ولكلِّ قوسٍ قابان. وقال بعضهم في قوله تعالى: (فكان قابَ قَوْسَيْنِ أو أدْنى) : أراد قابا قوس فقلبه. وقولهم: فلان ملئ قُوَبَةٌ، مثال هُمَزَةٍ، أي ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.
[قهب] القَهْبُ: الأبيض تعلوه كدْرَة، والأنثى قَهْبَةٌ وقَهْباءُ. والقَهْبُ أيضاً: الجبل العظيم، عن أبي عمرو. والقُهْبَةُ لون الأقْهَبْ. قال الأصمعيّ: هو غُبرةٌ إلى سواد. وقال ابن الأعرابيّ: الأقهب الذي فيه حمرةٌ فيها غُبْرةٌ. قال: ويقال هو الابيض الاكدر. وأنشد لا مرئ القيس:
كغيث العشى الاقهب المتودق (1)
_________
(1) صدره:
فأدركهن ثانيا من عنانه:

(1/207)


والاقهبان: الفيل والجاموس. قال رؤبة يصف نفسه بالشدة: ليث يدق الاسد الهموسا * والاقهبين الفيل والجاموسا
فصل الكاف
[كأب] الكأبة: سوء الحال والانكسارُ من الحزن. وقد كَئِبَ الرجُل يكأب كأبة وكآبة، مثل رأفة ورآفة، ونشأة ونشاءة، فهو كئيب، وامرأة كئيبة وكأباء أيضا. قال الراجز (1) : عز على عمك أن تؤوقى (2) * أو أن تبيتى ليلة لم تغبقى * أو أن ترى كأباء لم تبر نشقى * واكتأب الرجلُ مثله. ورَمادٌ مكتئبُ اللون، إذا ضربَ إلى السَواد كما يكون وجه الكئيب.
[كبب] كَبَّه الله لوجهه، أي صَرَعه، فأكبَّ على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال أفَعَلْتُ أنا وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ الله عدوَّ المسلمين، ولا يقال أكب. وكبكبه، أي كبه. ومنه قوله تعالى: (فكُبْكِبوا فيها هُمْ والغاوون) .
_________
(1) هو جندل بن المثنى.
(2) في اللسان: " تأوقى ". يقال أوقه تأويقا: قلل طعامه.

(1/207)


وأكب فلان على الامر يفعله وانكب، بمعنى. وتقول: جاء متكبكبا في ثيابه، أي متزملا. وتكببت الابل، إذا صُرِعت من داءٍ أو هُزال. والكُبَّةُ أيضاً: الجَروَهْقُ من الغَزْل، تقول منه: كَبَبْتُ الغزْل، أي جعلته كُبَباً. والكَبَّةُ بالفتح: الدَفعة في القتال والجري، وهو إفلات الخيل على المِقْوَس للجري أو للحملة. وكذلك كَبَّةُ الشتاء: شِدَّته ودَفْعَتُهُ. والكَبَّةُ أيضاً: الزحام. والكَبابُ: الطَباهِجُ. والكَبابَةُ: دواءٌ. والكُبابُ بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرمل أي تجعَّدَ. قال ذو الرمّة: توخاه بالاظلاف حتى كأنما * يثرن (1) الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ وكبكب: اسم جبل، صرفه امرؤ القيس في قوله: فآخر منهم سالك بطن نَخْلةٍ (2) * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كبكب
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: يثير. أي توخى الكناس يحفره بأظلافه. والمحمل: محمل السيف، شبه عرق الارطى به.
(2) في ديوانه: فريقان منهم جازع بطن نخلة * وآخر منهم قاطع نجد كبكب في اللسان: غداة غدوا فسالك بطن نخلة ".

(1/208)


وترك صرفه الاعشى في قوله: ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى * مصارع مظلوم مجرا ومسحبا وتدفن منه الصالحات وإن يسئ * يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[كتب] الكتاب معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ. وقد كتبْتُ كَتْباً وكِتاباً وكِتابَةً. والكتاب: الفَرْضُ والحُكْمُ والقَدَر. قال الجعديّ: يا ابنة عَمِّي كتابُ الله أخرجَني * عنكمْ وهل أمنعنَّ الله ما فَعَلا قال ابن الأعرابي: الكاتب عندهم: العالِم. قال الله تعالى: (أمْ عندهم الغيْبُ فهم يَكتُبونَ) . والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كتبْتُ البغلَة، إذا جمعتَ بين شُفريها بحَلْقةٍ أو سيرٍ، أكْتِبُ وأكْتُبُ كَتْباً. وكَتَبْت القِربة أيضاً كَتْباً، إذا خرزْتها، فهي كَتيبٌ. والكُتْبَةُ بالضم: الخُرْزَةُ. قال ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها * مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ والكُتَّابُ: الكَتَبَةُ. والكُتَّابُ أيضاً والمَكْتَبُ واحد، والجمع الكتاتيب. والكُتَّابُ أيضاً: سهمٌ صغير مُدوَّر الرأس يتعلم به الصبى

(1/208)


الرمى، وبالثاء أيضا، والتاء في هذا الحرف أعلى من الثاء. والكتيبة: الجيش، تقول منه: كَتَّبَ فلانٌ الكتائب تكتيباً، أي عبَّاها كتيبةً كتيبةً. وتَكَتَّبَت الخيلُ، أي تجمَّعت. قال أبو زيد: كَتَّبْتُ الناقة تكتيباً، إذا صَرَرْتَها. وتقول: أكْتِبْني هذه القصيدة، أي أملِها عليّ. وأ كتبت القربة أيضا: شددتها بالوكاء، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتيبٌ. واكْتَتَبْتُ الكتابَ، أي كَتَبْتُه. ومنه قوله تعالى: (اكْتَتَبَها فهيَ تُمْلى عَلَيه) . وتقول أيضاً: اكتتب الرجلُ، إذا كَتَبَ نفسه في ديوان السلطان. والمُكْتِبُ (1) : الذي يعلِّم الكتابة. قال الحسن: كان الحجَّاج مُكْتِباً بالطائف، يعني معلِّماً. واستكتبه الشئ، أي سأله أن يكتبه له. والمكاتبة والتكاتب بمعنًى. والمُكاتَبُ: العبد يُكاتَب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتق.
_________
(1) بضم الميم وسكون الكاف، ويقال أيضا بضم الميم وفتح الكاف مع تشديد التاء. الاخيرة عن اللحيانى.

(1/209)


[كثب] كثبت الشئ أكثبه كثبا، إذا جمعته. وانكثب الرملُ، أي اجتمع. وكلُّ ما انصبَّ في شئ فقد انكثب فيه. ومنه سمِّي الكثيبُ من الرمل، لأنه انصبّ في مكانٍ فاجتمع فيه، والجمع الكُثْبانُ (1) ، وهي تلال الرمل. والكُثْبَةُ من اللبن: قَدْرُ حَلْبة. وقال أبو زيد: ملء القَدَح من اللبن. والجمع كثب. قال الراجز: برح بالعينيين خطاب الكثب * يقول إنى خاطب وقد كذب * وإنما يخطب عسا من حلب * يعنى الرجل يأتي بعلة الخطبة وإنما يريد القرى. وكل شئ جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً فهو كثبة. والكثب، بالتحريك: القرب. يقال: رماه من كَثَب. ويقال: أكْثَبَك الصيد، أي أمكنك. والكاثب: اسم جبل. قال أوس ابن حجر:
_________
(1) والكثب، والا كثبة أيضا، عن اللسان والقاموس. 27 - صحاح)

(1/209)


لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصى * مَكانَ النبي من الكاثب (1) والكاثبة من الفرس: مقدَّم المِنْسَج حيث تقع عليه يد الفارس.
[كذب] كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومكذبانة، وكذبة مثال همزة، وكذبذب مخفف، وقد يشدد. وأنشد أبو زيد: وإذا أتاك بأننى قد بعتها (2) * بوصال غانية فقل كذبذب (3) والكذب جمع كاذب، مثل راكع وركع. قال الشاعر (4) : متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ * إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ (5) والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كذوب مثل صبور وصبر. ومنه قرأ بعضهم: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) ، فجعله نعتا للالسنة.
_________
(1) يريد بالنبي ما نبا من الحصى إذا دق فندر، والكاثب: الجامع لما ندر منه.
(2) في اللسان: " فإذ سمعت بأننى قد بعتكم ".
(3) البيت لجريبة بن الاشيم.
(4) هو أبو دواد الرؤاسى.
(5) الولعة: جمع والع، مثل كاتب وكتبة. والوالع: الكاذب.

(1/210)


والاكذوبة: الكذب. وأكذبت الرجلَ: ألفَيْتُه كاذباً: وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي: أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أخبرتَ أنه كاذب (1) . وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: (وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً) ، وهو أحد مصادر المشدد، لان مصدره قد يجئ على تفعيل مثل التكليم، وعلى فعال مثل كذاب، وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعل مثل (ومزقناهم كل ممزق) . وقوله تبارك وتعالى: (ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ) هو اسمٌ يوضع موضع المصدر، كالعاقبة والعافية والباقية. وقال: (فهل تَرى لهمْ من باقِيَة) ، أي بقاء. وقولهم: إن بنى فلان ليس لجدهم (2) مكذوبة أي كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وجب. وفى الحديث
_________
(1) يعنى أن من طبيعته الكذب.
(2) الصواب " لحدهم " بالحاء المهملة، كما في اللسان.

(1/210)


" ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم (1) " قال ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. وهى كلمة نادرة جاءت على غير القياس. وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: " كذب عليكم الحج " أي وجب. قال الاخفش: فالحج مرفوع بكذب ومعناه نصب، لانه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال الشاعر (2) : كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ * إن كنتِ سائِلتي غَبوقاً فاذْهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم يَصْدُق الحملة. قال الشاعر (3) : ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا
_________
(1) قبله " كذب عليكم الحج كذب عليكم العمرة كذب عليكم الجهاد ".
(2) هو عنترة، يقول لزوجته عبلة: عليك بأكل العتيق وهو التمر اليابس، وشرب الماء البارد، ولا تتعرضى لغبوق اللبن، وهو شربه عشيا، لانى خصصت به مهرى الذى يسلمني وإياك. اه‍ مرتضى. ثم قال وعلى هذا فسروا حديث: " كذب النسابون " أي وجب الرجوع إلى قولهم.
(3) هو زهير.

(1/211)


وكذب لبن الناقة، أي ذهب.
[كرب] الكُرْبَةُ بالضم: الغمّ الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على مثال الضرب. تقول منه: كَرَبَهُ الغمُّ، إذا اشتدَّ عليه. والكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وقال (1) : فيال رزام رشحوا بى مقدما * إلى الموت خواضا إليه الكرائبا وكَرَبْتُ القيدَ، إذا ضيَّقته على المقيد. وقال (2) : ازجر حمارك لا يرتع بروضتنا * إذن يرد وقيد العير مكروب وكرب أن يفعل كذا، أي كاد يفعل. وكَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للحرث. وفى المثل: " الكراب على البقر " ويقال: " الكلاب على البقر ". وكرب الشئ، أي دنا. وإناءٌ كَرْبانُ، إذا كَرَبَ أن يمتلئ. وكَرَبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال كَرَبَت حياةُ النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال (3) :
_________
(1) هو سعد بن ناشب المازنى.
(2) عبد الله بن عنمة الضبى.
(3) عبد قيس بن خفاف البرجمى.

(1/211)


أبنى (1) إن أباك كارب يومه * فإذا دُعيت إلى المكارم فاعْجَلِ وكَرَبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَبُ النخل: أصول السعف (2) أمثال الكتف. وفى المثل:
متى كان حكم الله في كَرَبِ النخل (3) * والكَرَبُ: الحبل الذي يشدّ في وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَبْتُ الدَلْوَ فهي مُكْرَبَةٌ. والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكراب، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف نحلا: جوارسها تأوى (4) الشعوف دوائبا * وتنصب ألهابا مصيفا كرابها والمصيف: المعوج، من صاف السهم.
_________
(1) يروى: " أجبيل إن ". كارب: رواية الاصمعي بالكسر، وابن دريد يروى كارب بفتح الراء، أي قارب يومه ودنا منه. وبعده: احذر محل السوء لا تنزل به * وإذا نبا بك منزل فتحول
(2) هي الكرانيف واحدتها كرنافة.
(3) قيل هذا يضرب فيمن يضع نفسه حيث لا يستأهل قاله أبو عبيدة. اه‍ وانقولى. لكن في مرتضى بيان أصل هذا المثل وإنه عجز بيت لجرير قاله لما بلغه أن الصلتان العبدى فضل الفرزدق عليه. قوله: متى كان حكم الله في كرب النخل عجز لبيت جرير، وصدره:
أقول ولم أملك سوابق عبرة
(4) يروى " تأرى ".

(1/212)


وأبو كرب اليماني بكسر الراء: أحد التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحميرى. ومعدى كرب فيه ثلاث لغات: معدى كرب برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ويصرف كربا، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ولا يصرف كربا يجعله مؤنثا معرفة. والياء من معدى ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه قلت معدى، وكذلك النسب في كل اسمين جعلا واحدا مثل بعل بك وخمسة عشر تنسب إلى الاسم الاول تقول: بعلى وخمسى وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الاول. والمكرب: الشديد الاسر من الدواب، بضم الميم وفتح الراء. وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد، أي أحدٌ. وأكْرَبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ، إذا أمرته أن يسرعَ السعي. والكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف بعد ما يُصْرَم.
[كسب] الكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله الجمع، تقول منه: كَسَبْتُ شيئاً واكْتسبْته بمعنًى. وفلان طيِّبُ الكَسْب، وطيب المكسبة مثال المغفرة، وطيب الكسبة بالكسر، وهو مثل الجلسة. وكسبت أهلي خَيْرا، وكَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه. وهذا ممَّا جاء على فعلته ففعل.

(1/212)


والكواسب: الجوارح. وتكسب، أي تكلَّف الكَسْبَ. والكُسْبُ بالضم: عصارة الدهن. وكساب، مثل قطام: اسم كلبة.
[كعب] الكَعْبُ: العظم الناشز عند ملتقى الساق والقدم. وأنكر الاصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. وكعوب الرمح: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم كُعوباً: وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من السمن. والكعبان: كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سمى بذلك لتربعه. وذو الكعبات: بيت كان لربيعة وكانوا يطوفون به.
[كعثب] ركب كعثب، أي ضخم.

(1/213)


[ككب] الكوكب: النجم. يقال: كوكب وكوكبة، كما قالوا: بياض وبياضة، وعجوز وعجوزة. وكوكب الشئ: معظمه. وكوكب الروضَة: نَوْرُها. وكوكب الحديد: بريقه وتوقُّده. وقد كَوْكَبَ. قال الأعشى يذكر ناقته: تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخَدا * بنَواج سريعةِ الإِيغالِ أبو عبيدة: ذهب القوم تحت كلّ كوكب، أي تفرقوا.
[كلب] الكلب معروف، وربَّما وصف به، يقال امرأة كَلْبَةٌ. والجمع أكْلُبٌ وكِلابٌ وكَليبٌ، مثل عبد وعبيد، وهو جمعٌ عزيزٌ. وقال يصف مَفازةً: كأنَّ تَجاوُبَ أصْدائِها * مكاء المكلب يدعو الكليبا والاكالب: جمع أكلب. وفي المثل الكِلابُ على البقر " ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش. ومعناه خَلِّ امْرَأ وصِناعَتَه. والكلاَّبُ: صاحب الكِلاب: والمُكَلِّبُ الذي يعلِّم الكِلابَ الصيد. والمُكَلَّبُ بفتح اللام: الأسير المقيَّد. يقال أسيرٌ مُكَلَّبٌ، أي مكبل، وهو مقلوب منه.

(1/213)


قال طفيل الغَنَوي: أَبَأْنا (1) بقَتْلانا من القوم ضِعْفَهُمْ (2) * وما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مُكَلَّبِ والكَلْبُ: الشَعيرَة. والكَلْب: المسمار الذي في قائم السيف، وفيه الذؤابة. والكَلْبُ: حديدة عَقْفاء يعلِّق عليها المسافرُ الزاد من الرحل. ورأس كلب: جبل. والكلب: سير يجعل بين طرفَي الأديم إذا خُرِز. تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ. وقال (3) يصف فرساً: كأنَّ غَرَّ مَتْنِهِ (4) إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبُهْ وكَلْبُ الفرس: الخط الذي في وسط ظهره. تقول: استوى على كلب فرسه. وكلب: حى من قضاعة. ورجل كالب: ذو كلاب، مثل تامر ولابن. قال ركاض الدبيرى.
_________
(1) في اللسان: " فباء ".
(2) ويروى: " مثلهم ".
(3) هو دكين بن رجاء الفقيمى.
(4) غر متنه: ما يثنى من جلده. اه‍. مرتضى. وفى المأثور عن أبى العميثل: كأن عير متنه إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في جرير تكلبه العير: الناتئ في وسط النصل. والغر بالفتح: واحد الغرور: مكاسر الجلد.

(1/214)


سدا بيديه ثم أج بسَيْرِهِ * كَأَجِّ الظليمِ من قَنيصٍ وكالِب والكُلْبَةُ بالضم: الشدَّة من البرد وغيره، مثل الجُلْبة. قال الشاعر: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاء وكانتْ * قد أقامت بكُلْبَةٍ وقِطارِ وكذلك الكَلَبُ بالتحريك. وقد كَلِبَ الشتاء بالكسر. ودفعت عنك كَلَبَ فلانٍ، أي شَرَّهُ وأذاه. والكَلَبُ أيضاً: شبيه بالجنون، تقول منه: أكلب الرجل، إذا كَلِبَتْ إبله، قال الجعديّ: وقومٍ يُهينونَ أعْراضَهُمْ * كَوَيْتُهُمُ كِيَّةَ المُكْلِبِ والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكلَبُ بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون، فإذا عقر إنساناً كَلِبَ. يقال رجلٌ كَلِبٌ ورجال كَلْبى. وأرض كَلِبَةٌ، إذا لم يجد نباتُها رِيًّا فيَيْبَسَ. والكَلْبتان: ما يأخذ به الحدَّاد الحديد المُحْمى. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ، والجمع الكَلاليب. ويسمَّى المِهماز، وهو الحديدة التي على خفِّ الرابض، كلاَّباً. وقال (1) :
_________
(1) جندل بن الراعى يهجو ابن الرقاع.

(1/214)


* كأنه كودن يوشى بكلاب (1) * وكَلَبَهُ: ضربه بالكُلاَّب. قال الكميت: ووَلَّى بأجْرِيَّا وِلافٍ كأنَّه * على الشرف الاقصى يساط ويكلب والكلاب، بالضم مخفف: اسم ماء. وقال (2) :
إن الكلاب ماؤنا فخلوه (3) * كانت عنده وقعة لهم، فلذلك قالوا: الكلاب الاول، والثانى، وهما يومان مشهوران للعرب. والمكالبة: المشارَّةُ، وكذلك التَكالُبُ. تقول منه: هم يتكالَبون على كذا، أي يتواثبون عليه. وكلاب في قريش، وهو كلاب بن مرة، وكلاب في هوازن، وهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقولهم: " أعز من كليب وائل " وهو كليب بن ربيعة، من بنى تغلب بن وائل. وأما كليب رهط جرير الشاعر، فهو كليب ابن يربوع بن حنظلة.
_________
(1) تمامه: خنادف لا حق بالرأس منكبه * كأنه كودن يوشى بكلاب
(2) هو السفاح بن خالد التغلبي.
(3) وبعده:
وساجرا والله لن تحلوه:

(1/215)


[كنب] الكِنابُ بالكسر: الشِمْراخُ. والكَنَبُ في اليد مثل المَجَلِ، إذا صلُبَتْ من العمل. قال الأصمعيّ: يقال أكَنَبَتْ يداه، ولا يقال كَنِبَتْ يداه. وأنشد أحمد بن يحيى: قد أكْنَبَتْ يداكَ بعد لينِ * وبعد دُهْنِ البانِ والمَضْنونِ * وهَمَّتا بالصَبر والمُرونِ * والكَنِبُ أيضاً: نَبْتٌ. قال الطرِمَّاحُ: مُعالِياتٌ على الأريافِ مَسْكَنُها * أطرافُ نجدٍ بأرضِ الطلح والكنب وكنيب، مصغر: موضع. قال النابغة:
وعلى كنيب مالك بن حمار
[كوب] الكوبُ: كُوزٌ لا عُروةَ له، والجمع أكواب وقال: مُتَّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه * يسعى عليه العبد بالكوبِ (1) والكوبة: الطبل الصغير المُخَصَّرُ.
[كهب] الأصمعيّ: الكُهْبَةُ لونٌ مثل القهْبَةِ. يقال بعيرٌ أَكْهَبُ بيِّن الكَهَبِ، وقد كَهِبَ. قال أبو عمرو: الكُهْبَةُ: لونٌ ليس بخالصٍ في الحمرة، وهو في الحمرة خاصة.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " صلب ".

(1/215)


فصل اللام
[لبب] ابن السكيت: ألَبَّ بالمكان، أي أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لب لغة فيه. حكاها عنه أبو عبيد. قال الفراء: ومنه قولهم لَبَّيْكَ، أي أنا مقيم على طاعتك. ونُصب على المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لبا لك. وثنى على معنى التأكيد، أي إلباباً بك بعد إلبابٍ، وإقامة بعد إقامة. قال الخليل: هو من قولهم دارُ فلان تَلُبُّ داري أي تُحاذيها، أي أنا مواجهك بما تحب، إجابة لك. والياء للتثنية، وفيها دليل على النصب للمصدر. ونحن نذكر حجته على يونس في باب المعتل إن شاء الله تعالى. واللب: العقل، والجمع الألباب، وقد جمع على ألب، كما جمع بؤس على أبؤس، ونعم على أنعم. قال أبو طالب:
قلبى إليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ * وربَّما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر، كما قال الكميت: إليكمْ ذَوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ * نوازِعُ من قلبي ظماء وألبب

(1/216)


ويقال بنات ألبب: عروقٌ في القلب يكون منها الرِقَّة. وقيل لأعرابيَّة تعاتب ابناً لها: مالَكِ لا تَدعينَ عليه؟ قالت: " تَأْبى له بناتُ أَلْبُبي ". وقال المبرّد في قول الشاعر:
قد عَلِمَتْ منه بَناتُ أَلْبَبِه * يريد بناتِ أَعْقَلِ هذا الحيّ. فإنْ جمعتَ أَلْبُباً قلت أَلابِبُ، والتصغير أليبب، وهو أولى من قول من أعلها (1) . واللبيب: العاقل، والجمع أَلِبَّاءُ. وقد لَبِبْتَ يا رجل بالكسر تَلَبُّ لَبابَةً، أي صرت ذا لُبٍّ. وحكى يونس بن حبيب: لببت بالضم، وهو نادر لا نظير له في المضاعف. ولب النخل: قلبها. وخالص كل شئ لبه. ولُبُّ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما في جوفه، والجمع اللُبوب. تقول منه: ألَبَّ الزرع، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأكلُ. ولَبَّبَ الحَبُّ تلبيباً، أي صار له لُبٌّ. واللبيبة: ثوبٌ كالبَقيرة. ولبَّبْتُ الرجلَ تلبيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحرِه في الخصومة ثم جررته. والحَسَبُ اللبابُ: الخالص، ومنه سميت المرأة لبابة.
_________
(1) أي بإدغام الباء في مثلها.

(1/216)


واللبة: المَنْحَرُ، والجمع اللَباتُ. وكذلك اللَبَبُ، وهو موضع القلادة من الصدر من كل شئ، والجمع الالباب. واللَبَبُ أيضاً: ما يشدُّ على صدر الدابَّة والناقة يمنع الرَحْل من الاستِئخار. تقول منه: أَلْبَبْتُ الدابة فهو ملبب. وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت وغيره بإظهار التضعيف. قال ابن كيسان: هو غلط، وقياسه ملب، كما يقال مُحَبٌّ من أحببته. ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رَخِيّ، إذا كان في حال واسعة. قال الأحمر: اللَّبَبُ: ما استرق من الرمل، لان معظمه العقنقل، فإذا نقص قيل كثيب، فإذا نقص قيل عوكل، فإذا نقص قيل سقط، فإذا نقص قيل عداب، فإذا نقص قيل لبب. قال ذو الرمّة: برَّاقَةُ الجيدِ واللَّبَّاتِ واضِحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب (1) واللبلاب: نبت يلتوى على الشجر. واللبلبة: الرقة على الولد،: يقال لبلبت الشاة على ولدها، إذا لحسته وأشبلت عليه حين تضعه. ولبالب الغنم: جلبتها وأصواتها.
_________
(1) في التهذيب: اللبب من الرمل ما كان قريبا من حبل الرمل.

(1/217)


ورجلٌ لَبٌّ، أي لازمٌ للأمر، يقال رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ. وأنشد أبو عمرو:
لَبًّا بأعجاز المَطِيِّ لاحقا * وامرأة لَبَّةٌ، قال أبو عبيد: أي قريبة من الناس لطيفة. ورجلٌ لبيب مثل لَبٍّ. قال المُضَرِّبُ ابن كعبٍ: فقلتُ لها فِيئي إليكِ فإنَّني * حرامٌ وإنِّي بعد ذاكَ لبيبُ أي مع ذاك مقيم. وقال بعضهم: أراد ملب من التلبية. ولببته لبا: ضربت لَبَّتَه. وتَلَبَّبَ الرجل، أي تحزم وتشمر.
[لتب] الَّلاتِبُ: الثابتُ، تقول منه: لَتَبَ لَتْباً ولُتوباً. وأنشد أبو الجراح: فإنْ يَكُ هذا من نبيذٍ شربتُهُ * فإنِّيَ من شربِ النبيذ لتائِبُ صُداعٌ وتَوصيمُ العِظامِ وفترة * وغم مع الاشراق في الجوفِ لاتِبُ واللاتِبُ أيضاً: اللازق، مثل اللازب، عن الاصمعي. ولتبت في منحر الناقة، أي طعنتُ، مثل لَتَمْتُ.

(1/217)


[لجب] اللَجَبُ: الصوت والجَلَبَةُ. تقول: لَجِبَ بالكسر. وجيش لَجِبٌ عَرَمْرَم أي ذو جَلَبَةٍ وكثرةٍ. وبحرٌ ذو لَجَبٍ، إذا سمع اضطرابُ أمواجه. الأصمعيّ: اللَجْبَةُ: الشاة التي أتى عليها بعد نِتاجها أربعة أشهر فخفَّ لبنَها، وفيه ثلاث لغات ولجبة لجبة ولجبة (1) ، والجمع اللِجابُ. قال الشاعر (2) : عَجِبَتْ أبناؤنا من فِعْلِنا * إذ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزى اللِجاب ولَجَباتٌ أيضاً بالتحريك، وهو شاذٌّ لأنَّ حقّه التسكين، إلا أنه كان الاصل عندهم أنه اسم وصف به، كما قالوا امرأة كلبة، فجمع على الاصل، ويكون لجبة في الواحد لغة. وقال ابن السكيت: اللَجبة: التي قلَّ لبنها. قال: ولا يقال للعنز لَجْبة. تقول منه: لَجُبَتِ الشاة بالضم، وكذلك لَجَّبَتِ الشاةُ تلجيبا.
[لحب] اللحْبُ: الطريق الواضح، واللاحب مثله، وهو فاعل بمعنى مفعول، أي مَلْحوب. تقول منه: لَحَبَهُ يَلْحَبُهُ لَحْباً، إذا وطئه ومرَّ فيه. ويقال
_________
(1) ويقال أيضا بالتحريك، وبفتح فكسر، وبكسر ففتح. الاخيرتان عن ثعلب.
(2) هو مهلهل بن ربيعة.

(1/218)


أيضا: لحب، إذا مرَّ مرًّا مستقيماً. قال ذو الرمّة: فانصاع جانِبُه الوحشيُّ وانكَدَرَتْ * يَلْحَبْنَ لا يَأْتَلي المطلوبُ والطلبُ ولَحَبْتُ اللحمَ عن العظم. ولَحَبْتُ العودَ ونحوَه، إذا قشرتَه. قال الشاعر (1) :
والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ (2) * والملحب: كل شئ يقشر به ويُقْطَعُ قال الأعشى: وأدفعُ عن أعراضكم وأُعيرُكُمْ * لساناً كمِقراض الخَفاجيّ مِلْحبا ورجلٌ مِلْحَب أيضاً، إذا كان سبَّاباً بَذِيُّ اللسان. والمِلْحَبُ: المِقْطع. واللَحيبُ من النوق: القليلة لحم الظهر، عن أبى عبيد. وقد لحب الرجل، بالكسر، إذا أنحله الكبر. قال الشاعر: عجوز ترجى أن تكون فتية * وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر وملحوب: موضع. قال (3) :
أقفر من أهله ملحوب (4)
_________
(1) هو إبراهيم بن عمران الانصاري:
(2) صدره:
والماء منهمر والشد منحدر
(3) هو عبيد بن الابرص.
(4) عجزه:
فالقطبيات فالذنوب:

(1/218)


[لزب] طين لازب، أي لازق. تقول منه: لزب الشئ يلزب لزوبا. واللازب: الثابت. تقول: صار الشئ ضربة لازب، وهو أفصح من لازم. قال النابغة: ولا يحسَبونَ الخيرَ لا شرَّ بعده * ولا يحسَبونَ الشرَّ ضربةَ لازب وأصابتهم لَزْبَةٌ، أي شدَّةٌ وقحطٌ، والجمع اللَزْباتُ بالتسكين، لأنَّه صفة. والمِلْزابُ: البخيل الشديد. وأنشد أبو عمرو: لا يفرحون إذا ما نَضْخَةٌ وقعتْ * وهم كِرامٌ إذا اشتد الملازيب
[لسب] لَسِبْتُ العسلَ بالكسر، ألْسَبُهُ لسبا، إذا لعقته. ولسب بالشئ، مثل لَصِبَ به، أي لَزِقَ. ولَسَبَتْهُ العقربُ بالفتح تَلْسِبُهُ لَسْباً، أي لذغته. ولسبه أسواطا، أي ضربه.
[لصب] ابن السكيت: لَصِبَ سيفهُ يَلْصَبُ لَصَباً، إذا نشِب في الغِمد فلا يخرج. ولَصِبَ جلدُ فلانٍ، إذا لصِق باللحم من الهُزال. واللِصْبُ، بالكسر: الشِعْبُ الصغير في الجبل. وكلُّ مَضيق في الجبل فهو لصب.
و [الجمع] لصاب ولُصوبٌ. وفلانٌ لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو ضدُّ قَلِقَ.

(1/219)


واللواصب في شعر كثَيِّر (1) : الآبار الضيقة البعيدة القعر.
[لعب] اللَعِب معروف واللَّعْبُ مثله (2) . وقد لَعِبَ يلعَب. وتلعَّب: لعِب مرَّةً بعد أخرى. ورجلٌ تِلْعابَةٌ: كثير اللَعِب. والتَلعاب بالفتح: المصدر. وجاريةٌ لَعوب. والأُلْعوبة: اللَعِب. والمَلْعَبُ: موضع اللعِب. واللُعْبَةُ بالضم: لُعْبَةُ الشطرنج والنرد. وكل ملعوب به فهو لُعْبَةٌ، لأنَّه اسم. ومنه قولهم: اقْعُدْ حتَّى أفرغ من هذه اللُعْبَةِ. قال ثعلب: من هذه اللَعِبَةِ بالفتح أجودُ، لأنه أراد المرة الواحدة من اللَعِبِ. واللِعْبَةُ بالكسر: نوع من اللعَبِ، مثل الركبة والجِلسة. تقول: فلان حَسَنُ اللِعْبَةِ. كما تقول: حَسَنُ الجِلسة. ولاعبت الرجل ملاعبة. وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الاسنة، فجعله لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال: لو أن حيا مدرك الفلاح * أدركه ملاعب الرماح
_________
(1) هو قوله، كما في المقاييس (لصب) : لواصب قد أصبحت وانطوت * وقد طول الحى عنها لباثا
(2) وكذلك اللعب بالكسر.

(1/219)


وملاعب ظله: طائر، وربَّما قيل خاطِفُ ظِلِّهِ. واللُعابُ: ما يسيل من الفم. ولُعابُ النحل: العسل. ولَعَبَ الصبيُّ، بالفتح، يلعَبُ لَعْباً، إذا سال لُعابُهُ. قال لبيد: لَعَبْتُ على أكْتافِهِمْ وحجورِهِمْ * وَليداً وسَمُّوني مُفيداً وعاصِما وأَلْعَبَ الصبيُّ، إذا صار له لُعابٌ يسيل من فيه. وثغرٌ ملعوبٌ، أي ذو لُعابٍ. ولُعابُ الشمس: ما تراه في شدَّة الحرّ مثل نسج العنكبوتِ، ويقال هو السراب. واللعباء ممدود: اسم موضع.
[لغب] اللُغوبُ: التعب والإعياء. تقول منه: لَغَبَ يَلْغُبُ بالضم لُغوباً. ولغِب بالكسر يلغَب لغوباً لغةٌ ضعيفة فيه. وألغبته أنا، أي أنْصَبْتُهُ. ورجلٌ لغْبٌ بالتسكين، أي ضعيفٌ بيِّن اللَغابَةِ. الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: قال سمعت أعرابيًّا يقول: فلانٌ لَغوبٌ، جاءته كتابي فاحتَقَرها. فقلت: أتقول جاءته كتابي؟ فقال: أليس بصحيفة؟ فقلت: ما اللَّغوبُ؟ فقال: الأحمق. واللَّغْبُ أيضاً: الريش الفاسد مثل البُطْنانِ منه. واللُغاب بالضم مثله، وهو خلاف اللُؤامِ قال تأبَّط شرا:

(1/220)


وما ولدت أمي من القومِ عاجزاً * ولا كان ريشي من ذُنابى ولا لَغْبِ وكان له أخٌ يقال له: ريشُ لَغْبٍ (1) . وقد حركه الكميت في قوله:
لا نَقَلٌ ريشُها ولا لغب * مثل نهر ونهر، لاجل حرف الحلق وريش لغيب. قال الراجز في الذئب: أشْعَرْتُهُ مُذَلّقاً مَذْروبا * ريشَ بريش لم يكن لَغيبا الأموي: لَغَبْت على القوم ألغَبُ، بالفتح فيهما، لَغْباً: أفسَدتُ عليهم. والتَلَغّبُ: طول الطرد (2) . وقال: تَلَغَّبني دهرٌ (3) فلما غَلَبْتُهُ * غَزاني بأولادي فأدركني الدهر
[لقب] اللقب: واحد الألقاب، وهي الأنباز. تقول: لَقَّبْتُهُ بكذا فتلقَّب به.
[لوب] اللُوبَةُ واللابَةُ: الحرَّةُ، والجمع اللوبُ واللابُ واللاباتُ، وهي الحِرارُ. وفى الحديث أنه " حرم ما بين لابتى المدينة "، وهما حرتان تكتنفانها.
_________
(1) صوابه: ريش بلغب، بزيادة الباء في أوله، كما نبه صاحب القاموس.
(2) في اللسان: " الطراد ".
(3) في اللسان: " دهري ".

(1/220)


قال أبو عبيدة: لوبَةٌ ونوبةٌ للحرَّةِ، وهي الأرض التي ألبستها حجارةٌ سودٌ. ومنه قيل للأسود لوبِيٌّ ونوبِيٌّ. قال بشر يذكر كتيبة (1) : مُعالِيَةٌ لا هَمَّ إلا مُحَجِّر * فحرَّةُ لَيْلى السَهْلُ منها فلوبها ولابَ يَلوبُ لَوْباً ولَوَباناً ولَواباً، أي عطشَ، فهو لائِبٌ والجمع لؤوب، مثل شاهد وشهود. قال الشاعر (2) :
حتى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ (3) * قال الأصمعيّ: إذا طافت الإبلُ على الحوض ولم تقدر على الماء لكثرة الزحام فذلك اللَوْب. يقال: تركتها لوائِبَ على الحوض. والمَلابُ: ضربٌ من الطِيبِ كالخَلوقِ. قال جرير:
بصِنِّ الوَبْرِ تحسبُهُ ملابا (4) * وشئ ملوب، أي ملطخ به. وأمَّا المِرْود ونحوِه فهو الملولب، على مفوعل.
_________
(1) قال في التكملة: غلط، ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة.
(2) هو الراجز أبو محمد الفقعسى.
(3) النجر: عطش يصيب الابل من أكل بذور الصحراء. وبعده:
ولاح للعين سهيل بسحر
(4) صدره:
تطلى وهى سيئة المعرى * الصن، بالكسر: بول الوبر يخثر ويتداوى به، وهو منتن جدا. الوبر: دويبة كالسنور.

(1/221)


[لهب] اللهب: لَهَبُ النار، وهو لسانها. وكُنِّي أبو لَهَبٍ به لِجَمالِهِ (1) . والتهبت النار وتَلَهَّبَتْ، أي اتَّقَدَتْ. وألهبتها: أوقدتها. واللُهْبَةُ بالتسكين: العطش. وقد لهب بالكسر يلهب لهبا. ورجلٌ لَهْبانٌ وامرأةٌ لَهْبى. واللَهَبانُ، بالتحريك: اتِّقادُ النار. وكذلك اللهيبُ واللُهابُ بالضم. وألْهَبَ الفرسُ، إذا اضطرم جَرْيُهُ، والاسم الأُلْهوبُ. وقال (2) : فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ * وللزَجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ (3) واللِهْبُ بالكسر: الفُرْجَةُ والهواءُ يكون بين الجبلين، والجمع لهوب ولهاب وألهاب. قال أوس بن حجر: فأبصرَ ألْهاباً من الطَودِ دونَها * ترى (4) بين رأسي كل نيقين مهبلا
_________
(1) واسمه عبد العزى.
(2) امرؤ القيس.
(3) وفى ديوانه: فللساق ألهوب وللسوط درة * وللزجر منه وقع أهوج منعب ويروى: " أخرج مهذب ". الا خرج: الظليم. المهذب: الشديد العدو. والمنعب: الذى يستعين بنعقه.
(4) في اللسان " يرى ".

(1/221)


وقال أبو ذؤيب:
وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفا كرابها (1) * وبنو لهب أيضا: قوم من الازد.
فصل النون
[نبب] نب التيس ينب نبييا، إذا صاح وهاج. والأنبوبة: ما بين كلِّ عُقدتين من القَصَب. وهى أفعولة، والجمع أنبوب وأنابيب.
[نتب] نتب الشئ نتوبا، مثل نهد. وقال: أشرف ثدياها على التريب * لم يعدوا التفليك في النتوب
[نجب] النَجَبُ، بالتحريك: لحاء الشجر. والنَجْبُ بالتسكين. مصدر قولك نَجَبْتُ الشجرة أنْجُبُها وأنْجِبُها، إذا أخذتَ قِشرة ساقها. والمنجوب: الجلد المدبوغ بقشور سوق الطلح. وسِقاءٌ منجوبٌ ونَجَبِيٌّ أيضاً. والمنجوب: القدح الواسع. ويوم ذى نجب: يوم من أيام العرب مشهور. ورجلٌ نجيبٌ، أي كريم بيِّن النجابة. والنجبة مثال الهمزة: النجيب، يقال هو
_________
(1) صدره:
جوارسها تأرى الشعوف دوائبا:

(1/222)


نُجَبَةُ القوم، إذا كان النجيبَ منهم. وأنجب الرجل، أي وَلَدَ نجيباً. قال الشاعر (1) : أنْجَبَ أزْمانَ والِداهُ به * إذ نَجَلاهُ فنِعْمَ ما نَجَلا وامرأة مُنْجِبَةٌ ومِنْجابٌ: تلِد النُجباء، ونسوة مناجيب. أبو عبيد: المِنْجاب: السهم الذي ليس عليه ريشٌ ولا نَصْل. والمِنْجاب: الرجل الضعيف. وانتجبه: اختاره واصطفاه. والنَجيب من الإبل، والجمع النُجُبُ والنجائب.
[نحب] النَحْبُ: النَذْرُ. تقول منه: نَحَبْتُ أنْحُبُ بالضم. وسارَ فلانٌ على نَحْبٍ، إذا سار فأجهدَ السير، كأنه خاطر على شئ فجد. قال الشاعر:
ورد القطا منها بخمس نحب * أي دائب. والنحب: المدة والوقت، يقال: قضى فلانٌ نَحْبَهُ، إذا مات. والنَحيبُ: رفع الصوت بالبكاء. وقد نَحَبَ يَنْحِبُ بالكسر نَحيباً. والانتحاب مثله. ونَحَبَ البعير أيضاً يَنْحِبُ نحابا، إذا أخذه السعال.
_________
(1) هو الاعشى.

(1/222)


أبو عمرو: النَحْبُ: السير السريع، مثل النَعْبِ. قال: ونَحَّبَ القومُ تَنْحيباً، إذا جدُّوا في عملهم. والتنحيب: شدة القرب للماء. قال الشاعر (1) : ورب مفازة قذف جموح * تغول منحب القرب اغتيالا وناحبت الرجل إلى فلان، مثل حاكمته. قال طلحة لابن عباس رضى الله عنهما: هل لك في أن أناحبك وترفع النبي صلى الله عليه وسلم (2) .
[نخب] النَخْبُ: النَزْعُ. تقول: نَخَبْتُهُ أنْخُبُهُ، إذا نزَعته. والنَخْبُ أيضاً: البِضاعُ. وقد اسْتَنْخَبَتِ المرأةُ، إذا أرادته، عن الاموى. والانتخاب: الانتزاع. والانتخاب: الاختيار. والنُخَبَةُ مثل النُجَبَةُ، والجمع نُخَبٌ، مثل رطبة ورطب. يقال: جاء في نُخَبِ أصحابه، أي في خِيارهم. ورجلٌ نَخِبٌ بكسر الخاء، أي جبانٌ لا فؤادَ له. وكذلك نَخيبٌ ومنخوبٌ ومنتخب، كأنه منتزع الفؤاد.
_________
(1) ذو الرمة.
(2) كأنه قال: أفاخرك، فتعد فضائلك وأعد فضائلي، ولا تذكر في فضائلك المصطفى، وأنافرك بما سواه. يعنى أنه لا يقصر عنه فيما عدا ذلك من المفاخر. عن لسان العرب.

(1/223)


[نخرب] النُخْروبُ: واحد النخاريب، وهي شقوق الجحر.
[ندب] نَدَبَ الميِّت، أي بكى عليه وعدَّد محاسنه، يَنْدُبُه نَدْباً. والاسم الندبة بالضم. وندبة بالفتح (1) : أم خفاف بن ندبة السلمى، وكانت سوداء حبشية. وندبه لامر فانتدب له، أي دعاه له فأجاب. ومندوب: اسم فرس أبى طلحة، الذى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " إن وجدناه لبحرا ". ورجل نَدْبٌ، أي خفيفٌ في الحاجة. وفرس نَدْبٌ، أي ماضٍ. والندب، بالتحريك: الخطر. قال عروة: أيهلك مُعْتَمٌّ وزيدٌ ولم أقُمْ * على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِرِ وهما جَدَّاه. وتقول: رمينا نَدَباً، أي رَشْقاً. والنَدَبُ أيضاً: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد. قال الفرزدق: ومُكَبَّلٍ تَرَكَ الحديدُ بساقه * نَدَباً من الرَسَفان في الاحجال
_________
(1) في القاموس أنه بالضم، ويفتح.

(1/223)


[نرب] النَيْرَبُ: الشرُّ والنميمة. قال الشاعر (1) : ولستُ بذي نَيْرَبٍ في الصديق * ومناع خير وسبابها (2)
[نزب] النَزْبُ: صوت تيس الظِباء عند السِفادِ. يقال: نَزَبَ الظَبْيُ ينزب بالكسر نزيبا.
[نسب] النَسَبُ: واحد الأنساب. والنِسْبَةُ والنُسْبَةُ مثله (3) . وانتسب إلى أبيه، أي اعترى. وتنسب، أي ادعى أنَّه نسيبُك. وفي المثل " القريبُ مَنْ تَقَرَّبَ لا مَنْ تَنَسَّبَ ". ورجلٌ نَسَّابَةٌ، أي عليمٌ بالأنْسابِ، الهاء للمبالغة في المدح، كأنما يريدون به داهية أو غاية ونهاية. وتقول: عندي ثلاثة نسابات وعلامات، تريد ثلاثة رجال، ثم جئت بنسابات نعتا لهم. وفلان يناسب فلاناً فهو نسيبُه، أي قريبه. وتقول: ليس بينهما مناسبة، أي مشاكلة. ونَسَبْتُ الرجل أَنْسُبُهُ (4) بالضم نِسْبَةً ونَسَباً، إذا ذكرتَ نسبه.
_________
(1) عدى بن خزاعي.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده: ولست بذى نيرب في الكلام * ومناع قومي وسبابها
(3) بالكسر والضم.
(4) وأنسبه بالكسر، نسبا محركة، ونسبة.

(1/224)


ونسب الشاعر بالمرأة ينسب بالكسر نَسيباً، إذا شَبَّبَ بها. والنيسب: الذى تراه كالطريق من النمل نفسها، وهو فيعل. وقال (1) :
عينا ترى الناس إليها نيسبا
[نشب] النَشَبُ: المال والعقار. ونَشِبَ الشئ في الشئ بالكسر نشوبا، أي علقَ فيه: وأنْشَبْتُهُ أنا فيه، أي أعلقته، فانتشب. وأنشب الصائِدُ: أعلَقَ. ويقال نَشِبَتِ الحربُ بينهم. وقد ناشَبَهُ الحربَ، أي نابذَه. والنُشَّابُ: السهامُ، الواحدة نُشَّابَةٌ. والناشِب: صاحب النشَّابِ (2) ، وقوم ناشِبة. ومنه سمى الرجل ناشبا. ونشبة بالضم: اسم رجل، وهو نشبة بن غيظ ابن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
[نصب] النصب: مصدر نصبت الشئ، إذا أقمته. وصفيحٌ مُنَصَّب، أي نُصِبَ بعضُه على بعض. ونَصَّبَتِ الخيلُ آذانَها، شدِّد للكثرة والمبالغة.
_________
(1) هو دكين. قال ابن برى: والذى في رجزه: أي رجز دكين: ملكا ترى الناس إليه نيسبا * من داخل وخارج أيدى سبا
(2) كالرامح صاحب الرمح.

(1/224)


ونَصَبْتُ لفلانٍ نَصْباً، إذا عاديته. وناصَبْتُهُ الحربَ مُناصَبَةً. ونَصَبَ القومُ: ساروا يومهم، وهو سيرٌ لَيِّنٌ. والمَنْصِبُ: الأصل، وكذلك النِصاب. والنِصابُ من المال: القَدَر الذي تجِبْ فيه الزكاة إذا بلغَه، نحو مائتي درهم، وخمسٍ من الإبل. ونصاب: اسم فرس. ونِصابُ السكين: مقبضه. وأنْصَبْتُ السكِّين: جعلت له مقبضا. ونصب الرجل بالكسر نَصَباً: تَعِبَ. وأنْصَبَهُ غيره. وهُمٌّ ناصب، أي ذو نَصَبٍ، مثل تامِرٍ ولابِنٍ. ويقال: هو فاعِلٌ بمعنى مفعولٍ فيه، لأنَّه يُنْصَبُ فيه ويُتعبُ، كقولهم: ليل نائم، أي نام فيه، ويوم عاصف، أي تعصِفُ فيه الريح. وتيسٌ أنْصَبُ وعنزٌ نَصْباءُ بيِّنة النَصَبِ، إذا انتصبَ قرناها. وناقةٌ نصباء: مرتفعة الصدر. وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حول الحمار. وغِناءُ النَصْبِ: ضربٌ من الألحان. وفي الحديث: " لو نصب لنا نصب العرب "، أي لو غَنَّيْتَنا غِناءَ العرب، وهو غناءٌ لهم يشبه الحُداء إلا أنَّه أرقُّ منه. والنَصْبُ في الإعراب: كالفتح في البناء، وهو من مواضَعاتِ النحويِّين. تقول منه: نصبت الحرف فانتصب.

(1/225)


وغبار منتصب، أي مرتفع. والنَصْبُ: ما نُصِبَ فعُبِدَ من دون الله تعالى. وكذلك النُصْبُ بالضم، وقد يُحَرَّك. قال الاعشى: وذا النصب المنصوب لا تنسكنه * لعاقبة والله ربك فاعبدا أراد فاعبدن فوقف بالالف، كما تقول رأيت زيدا. والجمع الانصاب. وقوله: " وذا النصب " يعنى إياك وهذا النصب، وهو للتقريب. كما قال: ولقد سئمت من الحياة وطولها * وسؤال هذا الناس كيف لبيد (1) والنُصْبُ: الشرّ والبلاء، ومنه قوله تعالى: (مَسَّنِيَ الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ) . والنَصيبَةُ: حجارة تُنْصَبُ حول الحوض ويُسَدُّ ما بينها من الخَصاص بالمَدَرَةِ المعجونة. قال الشاعر (2) : هَرَقْناهُ (3) في بادي النَشيئَةِ داثِرٍ * قديمٍ بعهد الماء بُقْعٍ نَصائِبُهْ والنصيب: الحظ من الشئ. والنصيب: الحوض. والنصيب: الشرك المنصوب. ونصيب الشاعر مصغر. ونصيبين: اسم بلد، وفيه للعرب مذهبان: منهم من يجعله اسما واحدا ويلزمه الاعراب كما يلزم
_________
(1) البيت للبيد بن ربيعة.
(2) ذو الرمة.
(3) الضمير في " هرقناه " يعود إلى سجل تقدم ذكره.
(29 - صجاح)

(1/225)


الاسماء المفردة التى لا تنصرف، فيقول: هذه نصيبين ومررت بنصيبين، ورأيت نصيبين، والنسبة إليه نصيبي (1) . ومنهم من يجريه مجرى الجمع فيقول: هذه نصيبون، ومررت بنصيبين، ورأيت نصيبين. وكذلك القول في يبرين وفلسطين وسيلحين وياسمين وقنسرين. والنسبة إليه على هذا القول نصيبينى (2) ويبرينى، وكذلك أخواتهما.
[نضب] نَضَبَ الماء يَنْضُبُ بالضم نُضوباً، أي غار في الأرض وسَفِلَ. ونُضوب القوم أيضاً: بُعْدُهُمْ. الاصمعي: الناضب: البعيد. ومنه قيل للماء إذا ذهب: نَضَبَ، أي بَعُدَ. وخَرْقٌ ناضبٌ أي بعيدٌ (3) . وأَنْضَبْتُ وترَ القوس مثل أَنْبَضْتُهُ، مقلوب منه. والتنضب: شجر، والتاء زائدة لانه ليس في الكلام فعلل، وفى الكلام تفعل مثل تتفل (4) وتخرج، الواحدة تنضبة. قال الكميت:
إذا حَنَّ بين القوم نبع وتنضب
_________
(1) الوجه فيه " نصيبينى " كما نبه ابن برى، لانه هنا نسبة إلى مفرد.
(2) وكذا نبه ابن برى أن الصواب " نصيبي " لانه هنا جمع فتحذف عنه علامة الجمع. قال: وكذلك كل ما جمعته جمع السلامة، ترده في النسب إلى الواحد.
(3) الخرق هنا بمعنى الصحراء.
(4) هو الثعلب أو جروه. وفيه لغات كما في القاموس، المراد منها هنا فتح أوله وضم ثالثه.

(1/226)


قال ابن سلمة: النَبْعُ شجر القسِيِّ. وتَنْضُب شجر تتخذ منه السهام.
[نطب] نَطَبَهُ نَطْباً (1) : ضرب أذنَهُ بإصبعه.
[نعب] نَعَبَ الغراب، أي صاح يَنْعِبُ ويَنْعَبُ نَعْباً ونَعيباً ونَعَباناً وتَنْعاباً. وربَّما قالوا: نَعَبَ الديك، على الاستعارة. وقال (2) : وقهوةٍ صَهْباَء باكَرْتُها * بِجُهْمَةٍ والديكُ لم يَنْعَبِ والنَعْبُ: السير السريع. وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نَعَّابة ونَعوبُ: سريعة، والجمع نُعُبٌ. ويقال إنَّ النُعُبَ تحرِّك رأسَها في المشي إلى قدام.
[نغب] النُغْبُةُ بالضم: الجُرعة، وقد يُفْتح، والجمع النُغَبُ. قال ذو الرمّة: حتَّى إذا زَلَجَتْ عن كل حنجرةٍ * إلى الغليلِ ولم يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ قال ابن السكيت: نَغِبْتُ من الإناء بالكسر نَغْباً، أي جرعت منه جرعا. وقولهم: ما جَرَّبْتُ عليه نُغْبَةً قطُّ، أي فعلة قبيحة.
_________
(1) قوله نطبه الخ هذه المادة ساقطة من غالب نسخ الصحاح، ووجدت في ترجمته، والمجد كتبها في القاموس بالسواد، فتعقبه م. ر. في شرحه بأنه لم يجدها في نسخة، أي فكان حقها الكتابة بالحمرة. اه‍. وقد عرفت من ترجمته أنها ثابتة في البعض فلا اعتراض. قال نصر.
(2) الاسود بن يعفر.

(1/226)


[نقب] النقبُ: الطريق في الجبل، وكذلك المنقب والمنقبة، عن ابن السكيت: ونقب الجدار نَقْباً، واسم تلك النَقْبَةِ نَقْبٌ أيضاً. ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّةِ الدابَّة ليخرج منها ماء أصفر، وتلك الحديدة مِنْقَبٌ، والمكان مَنْقَبٌ بالفتح. وقال (1) : أقب لم ينقب البيطار سرته * ولم يدجه ولم يغمز له عصبا (2) والناقبة: قَرْحَةٌ تخرج بالجنب تهجم على الجوف. والنُقْبَةُ بالضم: أوَّل ما يبدو من الجَرَبِ قِطعاً متفرِّقة، وجمعها نُقْبٌ (3) . قال دريد بن الصمة: مُتَبَذِّلاً تبدو محاسنُه * يضعَ الهِناَء مواضع النُقْبِ والنُقْبَةُ أيضاً: اللون والوجه. قال ذو الرمّة يصف ثوراً: ولاحَ أَزْهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِهِ * كأنَّه حين يَعْلو عاقِراً لَهَبُ والنُقبة أيضاً: ثوبٌ كالإزار يُجعل له حُجْزَةٌ مخيطَة، من غير نَيْفَقٍ، ويشدُّ كما يشدُّ السراويل. تقول منه: نَقَبْتُ الثوبَ نَقْباً، أي جعلته نُقْبَةً.
_________
(1) مرة بن محكان.
(2) ويروى " كالسيد " " ولم يسمه ولم يلمس له ".
(3) بسكون القاف ويقال أيضا " نقب " بضم ففتح، كما في اللسان.

(1/227)


ونَقِبَ البعير بالكسر، إذا رقَّت أخفانه. وأنقب الرجل، إذا نقب بعيره. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوس، أي تَخَرَّقَ. والمَنْقَبَةُ: ضد المَثْلَبَةِ. والنقيب، العَريف، وهو شاهد القوم وضمينهم، والجمع النقباء. وقد نَقَبَ على قومه ينقب نقابة، مثل كتب يكتب كتابة. قال الفراء: إذا أردتَ أنَّه لم يكن نقيباً ففعل قلت: نَقُبَ بالضم، نَقابَةً بالفتح. قال سيبويه: النِقابَةُ بالكسر الاسم، وبالفتح المصدر، مثل الوِلاية والوَلاية. أبو عبيد: النَقيبة: النفس. يقال: فلانٌ ميمون النَقيبة، إذا كان مُبارك النفس. قال ابن السكيت: إذا كان ميمونَ الأمر ينجح فيما يحاول ويظفَرُ. وقال ثعلب: إذا كان ميمون المَشورة. وكلبٌ نَقيبٌ: نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ ليضعف صوته، يفعله اللئيم لئلا يسمع صوتَه الأضيافُ. والنقاب: نِقاب المرأة. وقد انْتَقَبَتْ. وإنَّها لحَسَنَةُ النقبة، بالكسر. وناقبت فلانا، إذا لقيته فجأةً. ولقيتُهُ نِقاباً. ووَرَدْتُ الماء نقابا، مثل التقاطا (1) ، إذا هجمت عليه من غير طلب.
_________
(1) يعنى مثل وردت الماء التقاطا.

(1/227)


والنقاب أيضا: الرجل العَلاَّمة. قال أوس ابن حَجَر: كَريمٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ * نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ (1) ونَقَّبوا في البلاد: ساروا فيها طلبا للمهرب.
[نكب] أبو زيد: نَكَبَ عن الطريق يَنْكُبُ نُكوباً، أي عدلَ. ونَكَبَ على قومه يَنْكُبُ نِكابَةً، إذا كان مَنْكِباً لهم يعتمدون عليه، وهو رأس العرفاء. ونَكَبَتْهُ الحِجارَةَ نَكْباً، أي لَثَمَتْهُ وخَدَشَتْهُ. والنَكيب: دائرة الحافر والخفّ. قال لبيد: وتَصُكُّ المَرْوَ لمَّا هَجَّرَتْ * بنَكيبٍ مَعِرٍ دامي الأظَلّ ونَكَبَ كنانته نكبا: كبها. ونكبه تنكيبا، أي عدل عنه واعتزله. وتَنَكَّبه، أي تجنَّبه. وتنكَّبَ القوسَ، أي ألقاها على منكِبِه. والنَكْبَةُ: واحدة نَكَباتِ الدهر. تقول: أصابته نَكْبة. ونُكِبَ فلان فهو منكوب والمَنْكِبُ: مجمعُ عظم العَضُدِ والكَتِفِ. والمَناكب أيضاً في جناح الطائر: أربع بعد القوادم. والمَنْكِبُ من الأرض: الموضع المرتفع.
_________
(1) ويروى: " نجيح مليح ".

(1/228)


والنكباء: الريح الناكبة التي تَنْكُبُ عن مهابِّ الرياحِ القُوَّمِ. والنُكْبُ في الرياح أربعٌ: فنَكْباءُ الصبَا والجنوب تسمَّى الأزْيَبَ، ونَكباءُ الصبا والشمالِ تسمَّى الصابية وتسمَّى النُكَيْباءَ أيضاً، وإنَّما صغَّروها وهم يريدون تكبيرها لأنَّهم يستبردونها جدًّا. ونَكْباءُ الشمالِ والدَبورِ قرَّة، تسمَّى الجِرْبِياء، وهي نيِّحَةُ (1) الأزْيَبِ. ونَكْباءُ الجنوب والدَبورِ حارَّةٌ تسمَّى الهَيْفَ وهي نَيِّحَةُ النُكَيباء، لأنَّ العرب تُناوِحُ بين هذه النُكْبِ، كما ناوَحوا بين القُوَّمِ من الرياح. والنكب بالتحريك: الميل في المشى. والنكب: داء يأخذ الإبل في مناكبها فتظلَعُ منه وتمشي منحرِفة. يقال نَكِبَ البعير بالكسر يَنْكَبُ نَكَباً، فهو أنْكَبُ. قال العدبَّس: لا يكون النكَب إلا في الكتِف. قال الشاعر (2) : فهلاَّ أعدُّوني لمِثْلي تَفاقَدوا * إذا الخَصْمُ أبْزى مائِلُ الرأسِ أَنْكَبُ وهو من صفة المتطاول الجائر. والأَنْكَبُ: الذي لا قوس معه.
[نوب] ناب عنّي فلانٌ ينوب مَناباً، أي قام مقامي. وانتاب فلانٌ القوم انتياباً، أي أتاهم مرة بعد
_________
(1) قوله نيحة، بشد الياء كسيدة، يعنى التى تناوحها إى تقابلها. يقال تناوح الشجر، إذا قابل بعضه بعضا.
(2) رجل من فقعس.

(1/228)


أخرى، وهو افتعال من النوبة. ومنه قول الهذلى (1) : أقَبَّ طريدٍ بنَزْهِ الفلا * ةِ لا يَرِدُ الماَء إلا انْتيابا وريوى " ائتيابا " وهو افعتال من آب يؤوب، إذا أتى ليلا. وأناب إلى الله، أي أقبل وتاب. والنَوبة: واحدة النُوَبِ، تقول: جاءت نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، في الماء وغيره. والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نابَهُ أمرٌ وانتابه، أي أصابه. والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهر. والنوبُ والنوبة أيضا: جيل من السودان، الواحد نوبى. والنوب أيضا: النحل، وهو جمع نائب، مثل غائط وعوط، وفاره وفره، لانها ترعى وتنوب إلى مكانها. قال الاصمعي: هو من النوبة التى تنوب الناس لوقت معروف. وقال أبو عبيد: سميت نوبا لانها تضرب إلى السواد. قال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نوب عوامل (2)
_________
(1) أسامة بن الحارث.
(2) في اللسان: " عواسل " و " النحل " مكان الدبر.

(1/229)


ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ، خلاف البُعد. قال أبو ذؤيب (1) : أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ * كما يهتاجُ مَوشِيّ قشيبُ (2) ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرة يومٍ وليلة، والقَرَبُ ما كان منك مسيرة ليلة، وأصله في الوِرْدِ. قال لبيد: إحدى بَني جعفرٍ كَلِفْتُ بها * لم تمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا (3) والحُمَّى النائبة: التى تأتى كل يوم.
[نهب] النَهب: الغنيمة، والجمع النِهابُ. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. تقول: أَنْهَبَ الرجلُ مالَهُ فانتهبوه ونَهَبوه وناهَبوه، كلُّ ذلك بمعنًى. والنُهْبى: اسمُ ما أَنْهَبَ. والمناهبة: أن يتبارى الفرسان في حضرهما، وكذلك غير الفرس. وقال:
ناهبتهم بنيطل جروف
_________
(1) وقبله: لقد لاقى المطى بنجد عفر * حديث لو عجبت له عجيب
(2) يعنى بالموشى اليراعة، أي الزمارة من القصب المثقب. ويروى: " نقيب " أي منقوب، يريد الثقب التى فيه. والمعنى أنه حزن وبكى، شبه أنينه وتوجعه بصوت المزمار.
(3) في اللسان " لم تمس نوبا منى " والوزن مستقيم بكل من الروايتين.

(1/229)


ونهب الناس فلاناً، إذا تناولوه بكلامهم. وكذلك الكلبُ، إذا أخذ بعرقوب الإنسان. يقال: لا تَدَعْ كلبكَ ينهب الناس.
[نيب] الناب من السِنِّ، والجمع أنياب ونُيوبٌ أيضاً على غير قياس. ونابَهُ يَنيبُهُ، أي أصاب نابَهُ. ونَيَّبَ سهمَه، أي عجم عودَه وأثَّر فيه بنابه. ونابُ القومِ: سيِّدهُم (1) . والناب: المُسِنَّة من النوق، والجمع النيبُ. وفي المثل: " لا أفعلُ ذلك ما حَنَّتِ النيب ". قال الراجز (2) : حرقها حمض بلاد فل * وغتم نجم غير مستقل * فما تكاد نيبها تولى * أي ترجع، من الضعف. وهو (3) فعل، مثل أسد وأسد، وإنما كسروا النون لتسلم الياء. والتصغير نييب. يقال سميت بذلك لطول نابها، فهو كالصفة، فلذلك
_________
(1) وجمعه أنياب، أي سادات: وهو المراد من قول جميل: رمى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذى وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادح أي لانهم حالوا بينها وبين زيارتي. اه‍ مرتضى.
(2) هو منظور بن مرثد الفقعسى.
(3) يعنى " النيب " جمع الناب.

(1/230)


لم تلحقه الهاء، لان الهاء لا تلحق تصغير الصفات. تقول منه: نيبت الناقة، أي صارت هرمة. ولا يقال للجمل ناب. وقال سيبويه: من العرب من يقول في تصغير ناب نويب فيجئ بالواو، لان هذه الالف يكثر انقلابها من الواوات. قال ابن السراج: هذا غلط منه (1) .
فصل الواو
[وأب] الوَأْبُ: الانقباض والاستحياء. تقول منه: وَأَبَ يَئِبُ وَأْباً وإبَةً. ونكح فلانٌ في إبَةٍ، وهو العار وما يستحيا منه. والهاء عوض من الواو. قال الشاعر (2) : إذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ * عَصَبْنَ برأسه إبَةً وعارا (3) قال أبو عمرو: تغدى عندي أعرابي فصيح من بنى أسد، ثم رفع يده، فقلت له: ازدد. فقال: ما طعامك يا أبا عمرو بطعام تؤبة: أي بطعام يستحيا من أكله. وأصل التاء واو.
_________
(1) قوله غلط منه، أي من بعض العرب المتكلم بهذه اللغة، كما أن سيبويه غلطهم، فليس هذا تغليطا من ابن السراج لسيبويه، بل هو موافق له في تغليطهم. اه‍ بالمعنى من مرتضى عن شيخه ردا على ابن برى.
(2) ذو الرمة.
(3) المرئى بفتحتين هو لقب شاعر.

(1/230)


واتأب الرجل، أي استحيا، وهو افتعل. قال الأعشى يمدح هَوْذَة بن عليٍّ الحَنفي: من يلْقَ هَوْذَةَ يسجد غير مُتَّئِبٍ * إذا تَعَمَّمَ فوق التاجِ أو وَضَعا وأَوْأَبْتُهُ، أي فعلت به فعلاً يُستحيى منه. والموئبات مثال الموعبات: المخزيات. وأوأبته أيضا: رددته عن حاجته. وحافِرٌ وأْبٌ، أي مقعب. وقال (1) : بكل وأب للحصى رضاح * ليس بمصطر ولا فرشاح * ويقال: الوأب: البعير العظيم. والوَأْبَةُ: النُقرة في الصخرة تُمسِكُ الماء.
[وثب] وثب وثباً ووثوباً ووَثباناً: طفر. والوثيب، مثل الوثب. وقال يصف كبره: فما أرمى فأقتلها بسهم * ولا أعدو فأدرك بالوثيب (2) يقول: ما أنا والوحش، يعنى الجوارى. ونصب أقتلها وأدرك على جواب الجحد بالفاء. وأوثبته أنا. وواثبه، أي ساوره.
_________
(1) هو أبو النجم العجلى.
(2) وقبله: فما أمي وأم الوحش لما * تفرع من مفارقي المشيب

(1/231)


وتقول: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضيعةٍ لي، أي استولى عليها ظُلماً. والوِثابُ، بكسر الواو: المقاعد. قال أمية:
وهى لهم وثاب (1) * يعنى أن السماء مقاعد للملائكة. وثب في لغة حمير: اقعد. قال الاصمعي: ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير فقال له الملك: ثب. فوثب الرجل فتكسر فقال الملك: ليس عندنا عربيت، من دخل ظفار حمر (2) . قوله عربيت، يريد العربية، فوقف على الهاء بالتاء، وكذلك لغتهم. ويقولون للملك إذا قعد ولم يَغْزُ: مَوْثَبانُ (3) . وتقول: وَثَّبَهُ توثيباً، أي أقعده على وسادة، وربَّما قالوا: وَثَّبَهُ وسادةً، إذا طرحها له ليقعد عليها.
[وجب] وجب الشئ، أي لزم، يَجِب وُجوباً. وأوجبه الله. واستوجبه، أي استحقه. ووجب
_________
(1) تمام البيت: بإذن الله فاشتدت قواهم * على ملكين وهى لهم وثاب
(2) قوله حمر بشد الميم، أي تكلم بالحميرية.
(3) وكذا في القاموس والمجمل والمقاييس، لكنها في اللسان بضم الميم.

(1/231)


البيع يجب جِبَةً (1) . وأوجبت البيع فوجَبَ. والوجيبة: أن توجب البيع ثم تأخذَه أوَّلاً فأوَّلاً، فإذا فرغت قيل: قد استوفيتَ وَجيبَتَكَ. ووجب القلبُ وَجيباً: اضطربَ. وأوجَبَ الرجل، إذا عمل عملاً يوجب له الجنَّة أو النار. والوَجْبُ: الجبان. قال الشاعر (2) :
طَلوبُ الأعادي لا سَؤُومُ ولا وَجْبُ (3) * تقول منه: وَجُبَ الرجل بالضم وُجوبَةً والوَجْبةُ: السَقطة مع الهَدَّةِ. وفي المثل " بجَنْبِهِ فلتكنْ الوَجْبَةُ ". قال الله تعالى: (فإذا وَجَبَتْ جُنوبُها) . ومنه قولهم: خرجَ القومُ إلى مَواجبهم، أي مصارعهم. ووجبت الميت، إذا سقط ومات. ويقال للقتيل واجبٌ. قال الشاعر (4) :
_________
(1) قال الازهرى: وجب البيع وجوبا وجبة. ووجبت الشمس وجوبا، أي غابت. اه‍ مختار.
(2) هو الاخطل.
(3) صدره:
عموس الدجى ينشق عن متضرم * وقال ابن برى: صواب إنشاده " ولا وجب " بالخفض. وقبله: إليك أمير المؤمنين رحلتها * على الطائر الميمون والمنزل الرحب إلى مؤمن تجلو صفائح وجهه * بلابل تغشى من هموم ومن كرب
(4) قيس بن الخطيم.

(1/232)


أطاعت بنو عوف أميرا نهاهُمُ * عن السِلْمِ حتَّى كان أوَّلَ واجِبِ (1) وَوَجَبَتِ الشمسُ، أي غابت. ووَجَّبْتُ به الأرض توجيباً، أي ضربتها به. ويقال أيضاً: وَجَبَتِ الإبل، إذا أعيَتْ. والمُوَجِّبُ: الذي يأكل في اليوم والليلة مرةً. يقال: فلانٌ يأكل وجبة. وقد وَجَّبَ نفسه توجيباً، إذا عوَّدها ذلك، وكذلك إذا حلَبَ في اليوم والليلة مرة.
[ورب] وَرِبَ العِرقُ يَوْرَبُ وَرَباً، أي فسَدَ، فهو عِرْقٌ وَرِبٌ. قال الهذلى (2) : إن تنتسب تنسب إلى عرق ورب * أهل خزومات وشحاج صخب
[وزب] المِئزابُ: المِثْعَبُ، فارسي معرَّب، وقد عرب بالهمز، وربما لم يهمز، والجمع مآزيب إذا همزت، وميازيب إذا لم تهمز.
_________
(1) قبله: ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا * إلى نشب في جذم غسان ثاقب يجردن بيضا كل يوم كريهة * ويغمدن حمرا خاضبات المضارب
(2) هو أبو ذرة الهذلى.

(1/232)


[وسب] وَسَبَتِ الأرض وأوْسَبَتْ: كَثُرَ عشبها. ويقال لنباتها الوِسْبُ بالكسر.
[وشب] الأوشاب من الناس: الأوباش، وهم الضروب المتفرقون.
[وصب] الوَصَبُ: المرض. وقد وَصِبَ الرجل يَوْصَبُ فهو وَصِبٌ، وأوصبه الله فهو مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ بالتشديد: الكثير الاوجاع. ووصب الشئ يصب وُصوباً، أي دام. تقول: وَصَبَ الرجلُ على الأمر، إذا واظب عليه. قال تعالى: (ولهم عذابٌ واصِبٌ) ، (وله الدينُ واصِباً) . قال الفراء: دائماً. ومفازة واصبة: بعيدةٌ لا غاية لها. وأوصب القومُ على الشئ، إذا ثابروا عليه.
[وطب] الوَطْبُ: سِقاء اللبن خاصَّة. قال ابن السكيت: وهو جلدُ الجذع فما فوقه. قال: ويقال لجلد الرضيع الذى يجعل فيه اللبن شكوة، ولجلد الفطيم بدرة. ويقال لمثل الشكوة مما يكون فيه السمن: عكة. ولمثل البدرة: المسأد. وجمع الوطب في القلَّة أوْطُبٌ، والكثير وِطابٌ. قال امرؤ القيس:

(1/233)


وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ والوَطْبُ: الرجل الجافي. والوَطْباءُ: المرأة العظيمة الثَدي، كأنَّها ذات وَطْبٍ.
[وظب] وظب على الشئ وظوبا: دامَ. أبو زيد: المواظبة المثابرة على الشئ. وأرض موظوبة، إذا تُدووِلَتْ بالرعي فلم يبقَ فيها كلأٌ. ولَشَدَّ ما وُظِبَتْ. ورجلٌ موظوبٌ، إذا تداولتْ ماله النوائبُ. وقال سلامة بن جندل: كُنَّا نَحُلُّ إذا هبَّتْ شآمِيةً * بكلِّ واد جديب البطن موظوب (1) وموظب، بالفتح: اسم موضع. أنشد ابن الاعرابي لخداش بن زهير: كذبت عليكم أوعدوني وعللوا * بى الارض والاقوام قردان موظبا يقول: ياقردان موظب عليكم بى وبهجائى، إذا كنتم في سفر فاقطعوا بذكرى الارض.
[وعب] أوْعَبَ القومُ، إذا حَشَدوا وجاءوا موعِبينَ، إذا جمعوا ما استطاعوا من جمع.
_________
(1) أي قد وظب عليه حتى أكل ما فيه. عن ابن برى: صواب إنشاد البيت: " حطيب البطن مجدوب ". والذى فيه موظوب بعده، وهو: شيب المبارك مدروس مدافعه * هابى المراغ قليل الودق موظوب (30 - صحاح)

(1/233)


ابن السكيت: أوعب بنو فلانٍ جلاءً فلم يبقَ ببلدهم منهم أحد. وجاء الفرس بركْضٍ وعِيبٍ، أي بأقصى ما عنده. وتقول: جدعَه فأوعب أنفَه أي استأصله. وفي الشتم: جدعه الله جدعا موعبا! وفى الحديث: في الانف إذا استوعب جدعه الدية، إذا لم يترك منه شئ. واستيعاب الشئ: استئصاله.
[وغب] الاصمعي: الوغب: الاحمق. قال الراجز (1) :
ولا ببرشاع الوخام وغب (2) * والوغب أيضاً: سَقَطُ المتاعِ. وأوْغابُ البيت كالقَصعة والبُرْمَةِ ونحوهما. والوَغْبُ أيضاً: الجمل الضَخم. وقد وَغُبَ الجملُ بالضم وغوبة.
[وقب] الوَقْبُ في الجبل: نُقرةٌ يجتمع فيها الماء. ووَقْبَةُ الثريد: أُنْقوعَته. ووَقْبُ العين: نَقْرَتُها. تقول: وَقَبَتْ عيناه: غارَتا. والوَقْبُ: الأحمق، مثل الوغب. قال أسود بن يعفر:
_________
(1) هو رؤبة.
(2) قبله: لا تعدلينى واستحى بإزب * كز المحيا أنح إرزب

(1/234)


أبنى نجيح إن أمكم * أمة وإن أباكم وقب أكلت خبيث الزاد فاتخمت * عنه وشم خمارها الكلب ووقب الشئ يقب وقبا (1) ، أي دخل. تقول: وقبت الشمسُ، إذا غابت ودخلت موضعها. ووقَبَ الظلامُ: دخلَ على الناس. ومنه قوله تعالى: (ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وَقَبَ) . قال الحسن (2) : إذا دخلَ على الناس. وأوقبت الشئ، إذا أدخلته في الوقبة. وأَوْقَبَ القومُ، أي جاعوا. والوقيب: صوت قنب الفرس. والوقبى: ماء لبنى مازن. قال الشاعر (3) : هم منعوا حمى الوقبى (4) بضرب * يؤلف بين أشتات المنون
[وكب] الموكِبُ: بابَةٌ من السير. والموكِبُ: القوم الرُكوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان. وقد أوكبَ البعيرُ، إذا لزم الموكِب. عن ابن السكيت.
_________
(1) صوابه وقوبا، لانه لازم. اه‍ مرتضى.
(2) البصري.
(3) هو أبو الغول الطهوى.
(4) قال ابن برى: صواب إنشاده " حمى الوقبى " بفتح القاف.

(1/234)


وتقول: واكبت القومَ، إذا ركِبت معهم، وكذلك إذا سابقتَهم. ووَكَبَ الرجلُ على الأمر وأوكب، إذا واظبَ عليه. ويقال الوَكْبُ: الانتصاب. والواكبة: القائمة. والوَكَبانُ: مِشيةٌ في تؤَدةٍ ودَرَجانٍ. يقال ظبيةٌ وَكوبٌ وناقة مواكبة، للتى تعنق في سيرها. وأوكبَ الطائرُ، إذا تهيَّأ للطيران.
[ولب] الوالبة: الزرعة تنبت من عروف الزرعة الاولى. ووالبة الابل: نَسلُها وأولادها. قال الشيباني: الوالب: الذاهب في الشئ الداخل فيه. وقال (1) : رأيتُ عُمَيْراً والِباً في ديارهم * وبئسَ الفتى إنْ نابَ دهرٌ بمُعْظَمِ أبو عبيد: وَلَبَ إليك الشئ يلب ولوبا: وصل إليك كائنا ما كان. ذكره في باب نوادر الفعل. ووالبة: اسم رجل.
[وهب] وهبت له شيئاً وَهْباً، ووَهَباً بالتحريك، وهِبَةً، والاسم المَوْهِبُ والموهبة، بكسر الهاء فيهما. والاتهاب: قبول الهبة. والاستيهاب: سؤال الهبة.
_________
(1) عبيد القشيرى.

(1/235)


وتواهب القوم، إذا وهبَ بعضُهم لبعض. وتقول: هَبْ زيداً منطلقاً، بمعنى أحسبْ، يتعدَّى إلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مستقبلٌ في هذا المعنى. والمَوْهِبَةُ: بالفتح: نُقرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، والجمع مواهب. قال الشاعر: ولَفوكِ أشْهى لو يَحِلُّ لنا * من ماءٍ موهبة على شهد (1) وموهب أيضا: اسم رجل. وقال (2) : قد أخذتنى نعسة أردن * وموهب مبز بها مصن * وهو شاذ مثل موحد، على ما بيناه في موعد. ورجل وهاب ووهابة، أي كثير الهبة لا مواله، والهاء للمبالغة. أبو عبيد: أَوْهَبَ له الشئ، أي دام له. قال الشاعر: عظيم القفا رِخْوُ (3) الخواصرِ أَوْهَبَتْ (4) * له عَجْوَةٌ مسمونة (5) وخمير
_________
(1) في اللسان: ولفوك أطيب إن بذلت لنا * من ماء موهبة على خمر
(2) أباق الدبيرى.
(3) في اللسان: ضخم.
(4) قال على بن حمزة: هذا تصحيف وإنما هو أرهنت أي أعدت وأديمت. هكذا وجدت في الهامش. اه‍ مرتضى.
(5) مسمونة: معمولة بالسمن. وفى المطبوعة الاولى " مسمومة "، وهو تحريف.

(1/235)


ويقال للشئ إذا كان معدا عند الرجل مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء. واصبح فلان موهبا بكسر الهاء، أي معدا قادرا. ووهب ابن منبه، تسكين الهاء فيه أفصح. ووهبين: اسم موضع. قال الراعى: رجاؤك أنساني تذكر إخوتى * ومالك أنساني بوهبين ماليا
[ويب] وَيْبٌ: كلمة مثل وَيْلٌ. تقول: وَيْبَكَ ووَيْبَ زيدٍ، كما تقول وَيْلَكَ، معناه ألزمك الله ويلا، نصب نصب المصادر. فإن جئت باللام قلت ويب لزيد، فالرفع مع اللام على الابتداء أجود من النصب، والنصب مع الاضافة أجود من الرفع.
فصل الهاء
[هبب] هَبَّ من نَومه يَهُبُّ، أي استيقظ. وأهببته أنا. وهبَّت الريح هُبوباً وهَبيباً، أي هاجت. والهَبوبَةُ: الريح التي تثير الغَبَرَة، وكذلك الهَبوبُ والهَبيبُ. تقول: من أين هَبَبْتُ يا فلان؟ كأنك قلت: من أين جئت؟ أي من أين انتبهت لنا.

(1/236)


وهب فلانُ يفعل كذا، كما تقول: طفِق يفعل كذا. وهَبَّ البعيرُ في السير هِباباً، أي نشِط. قال لبيد: فلها هِبابٌ في الزمامِ كأنَّها * صَهباءُ راح مع الجَنوب جَهامُها وهززت السيفَ والرمحَ فَهَبَّ هَبَّةً. وهَبَّته: هِزَّتُهُ ومَضاؤه في الضريبة، وهو سيف ذو هَبَّةِ. ويقال أيضاً: عِشْنا بذلك هَبَّةَ من الدهر، أي حِقبة، كما يقال سَبَّة. قال الأصمعي: الهَبَّةُ أيضاً: الساعة تَبْقى من السَحَر. والهِبَّةُ بالكسر: هِياج الفحل. تقول: هَبَّ التيسُ يَهِبُّ بالكسر هبييا وهبابا، إذا نب للسفاد. واهْتَبَّ مثله. وهو مِهبابٌ ومُهْتَبٌّ (1) . وهبهبته (2) : دعوته لينزو، فتهبهب: تزعزع.
_________
(1) في اللسان " مهبب ".
(2) هبهبته بهاءين وباءين كذا في نسخة الفاسى دون النسخة التى وقعت للمجد فإنها هببته بهاء واحدة وباءين، فاعترضها وخطأها في القاموس، فكذبه المحشى الفاسى بما في النسخ التى رآها بهاءين وباءين، فرد عليه الشارح بأن نسخة الصحاح التى بخط ياقوت صاحب المعجم الموثوق بها - لانها قوبلت على نسخة أبى زكريا التبريزي وأبى سهل الهروي - هببته بهاء واحدة، كما نقله في القاموس لا كما ادعاه الفاسى متعنتا على المجد. هذا ما تحصل لى من مرتضى وترجمة وانقولى موافقة للفاسى في كونه بهاءين، ومثلهما الوشاح اه‍. قاله نصر.

(1/236)


والهبهبى: الراعى. قال الأصمعي: يقال ثوبٌ هَبائِبُ وخَبائِبُ، إذا كان متقطِّعاً. وتهبَّب الثوبُ: بَليَ. ويقال لقِطَعِ الثوب هبب، مثال عنب. قال أبو زبيد:
على جناجنه من ثوبه هبب (1)
[هدب] الهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ، وضم الدال لغةٌ فيه. وهُدْبُ الثوب وهُدَّاب الثوب: ما على أطرافه. ودِمَقْس مُهَدَّبٌ، أي ذو هُدَّابٍ. وهُدُبُ العين: ما نبَتَ من الشعر على أشفارها. والأهدب: الرجل الكثير أشفارِ العين. والهَدَبُ، بالتحريك كلُّ ورقٍ ليس له عَرْضٌ، كورق الأثل، والسَرو، والأرْطى، والطَرفاء: وكذلك الهُدَّابُ. وقال الشاعر (2) : في كناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ * من عَلُ الشَفَّانَ (3) هُدَّابُ الفَنَنْ وهُدَّابُ النخل: سَعَفه. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احتلبها. وهدب الثمرة، أي اجتناها. والهيدب: العَيِيُّ الثقيلُ. وهيدبُ السَحاب:
_________
(1) عجزه:
وفيه من صائك مستكره دفع
(2) عدى بن زيد.
(3) في اللسان: هو منصوب بإسقاط حرف الجر.

(1/237)


ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنَّه خيوط. قال أوس بن حجر (1) : وانٍ مُسِفٍّ (2) فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ * يكاد يدفعُه مَنْ قام بالراح وهندب بفتح الدال، وهندبا، وهِندَباة: بَقلٌ. وقال أبو زيد: الهندِبا بكسر الدال يمدُّ ويقصر.
[هذب] التهذيب كالتنقية. ورجل مهذَّب، أي مطهَّر الأخلاق. والإهذاب والتهذيب: الإسراع في الطيران والعدْو والكلام. قال امرؤ القيس: فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ * وللزجرِ منه وَقْعُ أخرجَ مُهْذِبِ والهيذبى: ضربٌ من مشى الخيل.
[هرب] الهرب: الفرار. وقد هرب. وهَرَّبَهُ غيره تهريباً. ابن السكيت: أهْرَبَ الرجل، إذا جدَّ في الذَهاب مذعوراً. ويقال: ما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا واردٌ (3) ، يعني ليس له شئ.
_________
(1) ويروى أيضا لعبيد بن الابرص.
(2) ويروى: " دان مسف ".
(3) أي من الابل.

(1/237)


[هرجب] الهِرْجابُ من النوق: الطويلة الضخمة. قال الراجز (1) :
تنشطته كل هرجاب فنق * وهرجاب أيضا: اسم موضع. وأنشد أبو الحسن:
بهرجاب ما دام الاراك به خضرا
[هردب] الهِرْدَبَّةُ: العجوز. والهِرْدَبَّةُ من الرجال: المنتفخ الجوف الجبان.
[هزب] الهوزب: البعير القوى الجرئ، في قول الاعشى:
والهوزب العود أمتطيه بها (2)
[هضب] الهَضْبَةُ: المطرَةُ. يقال: هَضَبَتْهُمُ السماء، أي مَطَرتهم. والجمع هِضَبٌ مثل بدرة وبدر. وقال ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح والوسواس والهضب ويروى " والهضب "، وهو جمع هاضب مثل تابع وتبع، وباعد وبعد، عن أبى عمرو.
_________
(1) هو رؤبة.
(2) عجزه:
والعنتريس الوجناء والجملا:

(1/238)


وقال أبو زيد: الأهاضيب واحدها هضابٌ، وواحد الهِضب هَضْبٌ، وهي حَلَبات (1) القَطرِ بعد القطر. وهَضَبَ القومُ في الحديث واهتضبوا، أي أفاضوا فيه وارتفعت أصواتهم. يقال: أهْضِبوا يا قومُ، أي تكلَّموا. والهَضْبَةُ: الجبل المنبسط على وجه الأرض، والجمع هَضْبٌ وهِضَبٌ وهِضابٌ. والهضب، مثال الهجف: الفرس الكثير العرق. قال طرفة. من عناجيج ذكور وقح * وهضبات إذا ابتل العذر (2)
[هلب] الهُلْبَةُ: شعر الخنزير الذي يُخْرَزُ به، والجمع الهُلَبُ. وكذلك ما غَلُظَ من شعرِ الذَنَب وغيره. والا هلب: الفرس الكثير الهلب. وهَلَبْتُ الفرسَ، إذا نتفتَ هُلْبَهُ، فهو مهلوب. ومنه سمى المهلب بن أبى صفرة أبو المهالبة. وعام أهلب، أي خصيب، مثل أزب، وهو على التشبيه. وهلبة الزمان: شدته، مثل الكُلْبَةِ والجُلْبَةِ. والهَلاَّبَةُ: الريح الباردة مع قطر. ويوم
_________
(1) في اللسان: " جلبات " بالجيم.
(2) ويروى: " طوالات العذر ".

(1/238)


هلاب، أي ذو ريح ومطر. قال أبو زبيد يصف رجلا:
أحس يوما من المشتاة هلابا (1)
[هنب] الهَنَبُ، بالتحريك: مصدر قولك امرأة هَنْباءُ، أي بلهاء بيِّنَةُ الهنب. قال الشاعر (2) :
مجنونة هنباء بنت مجنون (3) * وهنب بكسر الهاء: اسم رجل وهو هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد.
[هوب] الهوب: العبد. تقول: تركته في هَوْبٍ أي بحيث لا يُدرى أين هو. أبو عبيد: الهَوْبُ: الرجل الأحمق الكثير الكلام. والهوب: وهج النار.
[هيب] المَهابَةُ، وهي الإجلال والمخافة. وقد هابَهُ يَهابَهُ. الأمر منه هب، بفتح الهاء، لان أصله هاب، سقطت الالف لاجتماع الساكنين. وإذا أخبرت عن نفسك قلت هبت، وأصله
_________
(1) صدره:
ترنو بعينى غزال تحت سدرته
(2) النابغة الجعدى.
(3) وصدره:
وشر حشو خباء أنت مولجه:

(1/239)


هيبت بكسر الياء فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونقلت كسرتها إلى ما قبلها. فقس عليه. وهذا الشئ مهيبة لك. وتهيبت الشئ وتهيبنى الشئ، أي خفته وخوَّفني. قال ابن مقبل (1) : وما تَهَيَّبني المَوْماةُ أركبُها * إذا تجاوبَتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ (2) وهَيَّبْتُ إليه الشئ، إذا جعلته مهيبا عنده. ورجلٌ مَهيبٌ، أي تهابه الناس، وكذلك رجلٌ مَهوبٌ، ومكانٌ مَهوبٌ، بُني على قولهم: هوبَ الرجل، لما نقل من الياء إلى الواو فيما لم يسم فاعله. وأنشد الكسائي (3) : ويأوي إلى زُغْبٍ مساكينَ دونَهم (4) * فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِفاقُ مَهوبُ والهَيوبُ: الجبان الذي بهاب الناس. وفى الحديث: " الايمان هَيوبٌ "، أي إنَّ صاحبه يهاب المعاصي. ورجل هيوبة وهيابة وهياب وهَيبانٌ بكسر الياء (5) ، أي جبان متهيب.
_________
(1) في الاضداد لابن الانباري نسبه للراعي.
(2) قوله " ما تهيبني " قال ثعلب: أي لا أتهيبها أنا، فنقل الفعل إليها. وقال الجرمى: " لا تهيبني الموماة " أي لا تملؤني مهابة.
(3) لحميد بن ثور الهلالي.
(4) يروى: " دونها ".
(5) في اللسان والقاموس بفتح الياء.

(1/239)


وأهاب الرجل بغنمه، إى صاح بها لتقف أو لترجع. وأهاب بالبعير. وقال الشاعر طرفة: تَريعُ إلى صوتِ المُهيبِ وتتَّقي بذي خصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ ومكانٌ مَهابٌ، أي مَهوبٌ. قال الهذليّ (1) : أجاز إلينا على بعدِه * مَهاوي خَرْقٍ مَهَابٍ مَهالِ (2) وهابِ: زجر للخيل. وهَبي مثله، أي أقبلي. وقال (3) :
نعلمها هبى وهلا وأرحب (4)
فصل الياء
[يبب] أرضٌ يَبابٌ، أي خراب. ويقال خراب يباب، وليس بإتباع.
[يلب] اليَلَبُ: الدروع اليمانية، كانت تتخذ من
_________
(1) أمية بن أبى عائذ.
(2) وقبله: ألا يالقوم لطيف الخيال * يؤرق من نازح ذى دلال
(3) الكميت بن معروف.
(4) عجزه:
وفى أبياتنا ولنا افتلينا:

(1/240)


الجلود يخرز بعضها إلى بعض. وهو اسم جنسٍ، الواحدة يَلبة. قال الشاعر (1) : عَلَينا البَيضُ واليلَبُ اليماني * وأسيافٌ يقُمْنَ وينْحَنينا ويقال: اليلب: كلُّ ما كان من جُنَن الجلود، ولم يكن من الحديد. ومنه قيل للدَرَقِ: يَلَبٌ. وقال: عليهم كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ * وفي أيديهم اليَلَبُ المُدارُ واليَلَبُ في الأصل: اسم الجلد. قال أبو دّهْبلٍ الجُمَحيُّ: درعى دلاص شكهاشك عجب * وجَوْبُها القاتِرُ من سيرِ اليَلَبْ
_________
(1) عمرو بن كلثوم.

(1/240)


باب التاء:
فصل الالف
[أبت] أبو زيد: أَبِتَ يومُنا بالكسر، يأْبَتُ، إذا إذا اشْتَدَّ حرُّه، فهو يوم أَبِتٌ وأَبْتُ (1) وآبِتٌ كله بمعنى. قال رؤبة:
من سافعات وهجير أبت
[أتت] أته يؤته أتا، أي غلبه بالحجة. ومئتة مفعلة منه.
[أست] أبو زيد: يقال ما زال على اسْتِ الدَهرِ مجنوناً أي لم يزل يعرف بالجنون، وهو مثل أس الدهر فأبدلوا من إحدى السينين تاء، كما قالوا للطس طست (2) . وأنشد لابي نخيلة:
_________
(1) الاول بسكون الباء كضخم، والثانى بكسرها ككتف، كما ضبطه المؤلف. اه‍ مرتضى.
(2) قال ابن برى: وقوله على است الدهر، يريد ما قدم من الدهر. قال: وقد وهم الجوهرى في ذكر است هنا وحقه أن يذكر في سته، لان همزة است موصولة بإجماع، فهى زائدة. قال: وقوله فأبدلوا من إحدى الخ غلط، لانه كان يجب أن تقطع همزة است. قال: ونسب القول إلى أبى زيد، ولم يقله وإنما ذكر است الدهر مع أس الدهر، لاتفاقهما في المعنى لا غير. اه‍ مرتضى. وفى القاموس إشارة من طرف خفى إلى رد التوهيم الاول اه‍. قاله نصر.

(1/241)


ما زال مذ كان على اسْتِ الدَهْرِ * ذا حمق ينمى وعقل يحرى (1)
[ألت] ألته حَقَّهُ يَأْلِتُهُ أَلْتاً، أي نَقَصَهُ. وأَلَتَهُ أيضاً: حبَسَهُ عن وجهه وصرفه، مثل لاته يليته، وهما لغتان حكاهما اليزيدى عن أبي عمرو بن العلاء.
[أمت] الامت: المكان المرتفع. والامت: النِباك وهي التِلال الصغار. وقوله تعالى: (لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً) ، أي لا انخفاضَ فيها ولا ارتفاع. وتقول: أمْتَلأَ السِقاءُ فما به أَمْتٌ. وأَمَتُّ الشئ أمتا: قدرته. يقال: هو إلى أجَلٍ مَأْموتٍ، أي مَوْقوتٍ. قال الراجز (2) :
هيهات منها ماؤُها المأموت (3)
[أنت] الانيت: الانين. يقال: أنت الرجل يأنت أنيتا، مثل نأت، عن أبى زيد.
_________
(1) أي ينقص.
(2) رؤبة.
(3) قبله: في بلدة يعيا بها الخريت * رأى الادلاء بها شتيت * المأموت: المحزور. والخريت: الدليل الحاذق. والشتيت: المتفرق، وعنى به ههنا المختلف.

(1/241)


ويقال أيضا أنته، إذا حسده. ورجل مأنوت، أي محسود.
فصل الباء
[بتت] البتُّ: الطَّيْلَسانُ من خَزِّ ونحوه. وقال الراجز في كساء من صوف: من كان ذابت فهذا بتى * مقيظ مصيف مشتى * أخذته من نعجات ست * والجمع البتوت. والبتى: الذى يعمله أو يبيعه. والبَتَّاتُ مثله. والبَتُّ: القطع. تقول بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويبته، وهذا شاذ لان باب المضاعف إذا كان يفعل منه منه مكسورا لا يجئ متعديا، إلا أحرف معدودة وهى بته يبته ويبته، وعله في الشرب يعله ويعله، ونم الحديث ينمه وينمه، وشده يشده ويشده، وحبه يحبه (1) . وهذه وحدها على لغة واحدة. وإنما سهل تعدى هذه الاحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. وبتته تبتيتا، شدد للمبالغة. والانْبِتاتُ: الانقِطاعُ. ورجل مُنْبَتٌّ، أي منقطع به (2) .
_________
(1) ورمه يرمه ويرمه.
(2) وفى المثل: " إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى "، المنبت: المنقطع عن أصحابه في السفر. والظهر: الدابة.

(1/242)


ويقال لا أفعله بَتَّةً ولا أفعله البَتَّةَ، لكل أمْرٍ لا رَجْعَةَ فيه، ونصبه على المصدر. وسكران لا يبت، قال الأصمعيّ: لا يقطع أمراً. قال: ولا يقال يُبِتُّ. وقال الفرّاء: هما لُغَتان، يقال أَبْتَتُّ عليه القضاءَ وبَتَتُّهُ، أي قَطْعَتُهُ. وقولهم: تَصَدَّق فلان صَدَقَةً بَتاتاً. وصَدَقَةٌ بَتَّةٌ بَتْلَةٌ، أي انقطعت من صاحبها وبانَتْهُ (1) . وكذلك طَلَّقَها ثلاثا بتة. وروى بعضهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل ". قال: وذلك من العزم والقطع بالنية. ويقال للاحمق والمهزول: هو باتٌ. والبَتاتُ: الزاد والجِهاز. ومنه قول خوات بن جبير الانصاري:
ورجعتها صفرا بغير بتات * والجمع أَبِتَّةٌ. أبو عبيد: البَتاتُ: متاع البيت. وفي الحديث " لا يُحْظَرُ عليكم النبات، ولا يؤخذ منكم عُشْرُ البَتاتِ ". وفلان على بَتاتِ أمرٍ، إذا أشرف عليه قال الراجز:
_________
(1) يقال بانه، إى بان منه. وأنشد في اللسان: كأن عينى وقد بانونى * غربان فوق جدول مجنون:

(1/242)


* وحاجة كنت على بتاتها * وتقول: طَحَنْتُ بالرحى بَتَّا، إذا ابتدأْتَ الإدارة عن يسارك. وقال: ونَطْحَن بالرحى شَزْراً وَبَتَّاً * ولو نعطى المغازل ما عيينا
[بحت] البَحْت: الصِرْفُ. وشراب بَحْتٌ، أي غير ممزوج. وخُبْز بحت، أي ليس معه غيره. وعربي بحتٌ، أي مَحْضٌ. وكذلك المُؤَنَّثُ والاثنان والجمع. وإن شئت قلت امرأة عربية بَحْتَةٌ، وثنّيت وجمعت. وقد بحت الشئ بالضم، أي صار بحْتاً. وباحَتَهُ الوُدَّ، أي خالصه.
[بخت] البَخْتُ: الجَدُّ، وهو مُعَرَّبٌ. والمبخوتُ المجدودُ. والبُخْتُ من الإبل، معرب أيضاً، وبعضهم يقول: هو عربيٌّ، وينشد:
لَبَنَ البُخْتِ في قصاع الخلنج (1)
_________
(1) لابن قيس الرقيات يمدح مصعب بن الزبير: إن يعش مصعب فإنا بخير * قد أتانا من عيشنا ما نرجى يهب الالف والخيول ويسقى * لبن البخت في قصاع الخلنج

(1/243)


الواحد بختى، والانثى بختية، وجمعه بخاتى غير مصروف، لانه بزنة جمع الجمع. ولك أن تخفف الياء فتقول البخاتى والاثافى والمهارى. وأما مساجدي ومدائني فمصروفان، لان الياء فيهما غير ثابتة في الواحد، كما تصرف المهالبة والمسامعة إذا أدخلت عليها ياء النسب.
[برت] البُرْتُ بالضم: الرجل الدَليل. وقال (1) :
لا يَهْتَدي بُرْتٌ بها أن يقصد (2) * والبرت أيضا: الفأس. والمُبَرَّتُ، بفتح الراء مشدّدَة: السُكَّرُ الطبرزذ. وبيروت: موضع. أبو زيد: ابر نتيت للامر ابر نتاء، إذا استعددت له، ملحق بافعنلل بياء.
[بغت] البغت: أن يفجأك الشئ. وقال (3) : ولكنّهمْ بانوا ولم أدرِ بغتة * وأعظم (4) شئ حين يفجؤك البَغْتُ تقول: بَغَتَهُ، أي فاجأهُ. ولقيته بَغْتَةً، أي فجأة. والمُباغَتَةُ: المفاجأة.
_________
(1) الاعشى يصف جمله.
(2) صدره:
أذأبته بمهمامه مجهولة
(3) يزيد بن ضبة الثقفى.
(4) يروى: " وأفظع شئ ".

(1/243)


ويقال: لست آمن بغتات العدو، أي فجآته.
[بكت] التَبْكيْتُ كالتقريع والتعنيف. وبَكَتَهَ بالحجة، أي غلبه.
[بلت] البَلْتُ: القَطْعُ. تقول منه: بَلَتَهُ بالفتح يَبْلَتُهُ. والبَلَتُ بالتحريك: الانقطاع. تقول منه: بَلِتَ بالكسر. وقول الشَنفَرَى: كأَنَّ لها في الأرض نِسْياً تَقُصُّهُ * على أُمِّهَا وإن تُخاطبْك (1) تَبْلَتِ أي تنقطع حياءً. ومَنْ رواه بالكسر يعني تَقْطَعُ وتَفْصِلُ ولا تُطَوِّلُ. وقول الشاعر:
وما زُوِّجَتْ إلا بِمَهْر مُبَلَّتِ * قالوا: هو المهر المضمون، بلغة حمير.
[بهت] بَهَتَهُ بَهْتاً: أخذه بَغْتة. قال الله تعالى: (بَلْ تأتيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ) . وتقول أيضاً: بَهَتَهُ بَهْتاً وبَهَتاً وبُهْتاناً، فهو بَهَّاتٌ، أي قال عليه ما لم يفعله، فهو مبهوت. وأما قول أبى النجم:
سبى الحماة وابهتى عليها (2)
_________
(1) في اللسان: " تحدثك ".
(2) قال الصاغانى في التكملة: هو تصحيف وتحريف، والرواية: " وانهتى " عليها بالنون، من النهيت، وهو الصوت.

(1/244)


فإن على مقحمة. لا يقال بهت عليه، وإنما الكلام بهته. والبهيتة: البهتان. يقال: ياللبهيتة، بكسر اللام، وهو استغاثة. وبَهِتَ الرجل، بالكسر، إذا دَهِشَ وتَحيَّرَ. وبَهُتَ بالضم مثله، وأفصَحُ منهما بُهِتَ، كما قال جلّ ثناؤه: (فَبُهِتَ الذي كَفَر) لأنه يقال رجل مَبْهوتٌ ولا يقال باهِتٌ ولا بَهيتٌ. قاله الكسائي.
[بيت] البَيْتُ معروف، والجمع بُيوتٌ وأبيات وأباييت عن سيبويه، مثل أقوال وأقاويل. وتصغيره بييت وبييت أيضاً بكسر أوله. والعامة تقول بويت. وكذلك القول في تصغير شيخ وعير وشئ وأشباهها. والبيت أيضا: عيال الرجل. قال الراجز: مالى إذا أنزعها صأيت * أكبر غيرني أم بيت * وفلان جاري بَيْتَ بَيْتَ، أي ملاصقاً، بُنِيا على الفتح لأنّهما اسمان جُعلا واحداً. وقول الشاعر: وبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطيّ بَنَيْتُهُ * بأسْمَرَ مشقوق الخياشيم يَرْعَفُ يعني بَيْتَ شِعْرٍ كتَبَهُ بالقلم والبائِتُ: الغابُّ. يقال: خبر بائِتٌ، وكذلك البيوت.

(1/244)


والبيوت أيضا: الامر يبيت عليه صاحبه مهتما به. قال الهذلى (1) : وأجعل فقرتها عدة * إذا خفت بيوت أمر عضال وبات يَبيتُ ويَباتُ بَيْتوتَةً. تقول: أَباتَكَ الله بخير. وباتَ يفعل كذا، إذا فعله ليلاً، كما يقال ظلَّ يفعل كذا إذا فعله نهاراً. وبَيَّتَ العدوَّ، أي أوقع بهم ليلاً. والاسم البَياتُ. وبيَّتَ أمراً، أي دبَّره ليلاً. ومنه قوله: تعالى (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى من القول) . وبُيِّتَ الشئ، أي قدر. وتقول: ماله بيت ليلة، بكسر الباء، وبيتَهُ ليلةٍ، أي قوت ليلة.
فصل التاء
[توت] التوت: الفرصاد، ولا تقل التُوث. والتُّوتِياءُ: حَجَرٌ يُكْتَحل به، وهو معرب.
فصل الثاء
[ثبت] ثبت الشئ ثباتا وثبوتا، وأَثْبَتَهُ غيره وثَبَّتَهُ، بمعنىً. ويقال: أَثْبَتَهُ السُقْمُ، إذا لم يفارقه. وقوله تعالى: (لِيُثْبِتوكَ) أي يَجْرَحوكَ جِراحةً لا تقوم معها. وتثَبَّتَ الرجل في الامر،
_________
(1) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى.

(1/245)


واستثبت بمعنى. ورجل ثَبْتٌ، أي ثابتُ القلب. قال الشاعر (1) :
ثَبْتٌ إذا ما صيحَ بالقوم وَقَرْ (2) * ويقال أيضاً: فلانٌ ثَبْتُ الغَدَر (3) ، إذا كان لا يزلُّ لسانه عند الخصومات. ورجل له ثَبَتٌ عند الحَمْلَةِ، بالتحريك، أي ثَباتٌ. وتقول أيضاً: لا أحكم بكذا إلا بِثَبَتٍ، أي بحُجَّةٍ. والثَبيتُ: الثابِتُ العقل. قال طرفة: والهبيت لا فؤاد له * والثبيت قلبه قيمه نقول منه: ثَبُتَ بالضم، أي صار ثبيتا.
[ثنت] ثنت اللحكم بالكسر، أي أَنْتَنَ. ونَثِتَ مثله بتقديم النون.
فصل الجيم
[جبت] الجِبْتُ: كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. وفى الحديث: " الطيرة والعيافة والطرق من الجبت ". وهذا ليس من محض العربية لاجتماع الجيم والتاء في كلمة واحدة من غير حرف ذولقى.
_________
(1) هو العجاج يمدح عمر بن عبد الله بن معمر.
(2) قبله:
بكل أخلاق الرجال قد مهر
(3) الغدر، بالتحريك: كل موضع صعب لا تكاد الدابة تنفذ فيه.

(1/245)


[جوت] يقال للابل: جوت جوت، إذا دعوتها إلى الماء. وأنشد الكسائي:
كما رعت بالجوت الظماء الصواديا (1) * قال: إنما نصبه مع الالف واللام على الحكاية.
فصل الحاء
[حت] حتت الشئ حتا. والحت: حَتُّكَ الورقَ من الغُصن، والمنيَّ من الثوب ونحوه. وحَتَّهُ مِائَةَ سوطٍ، أي عَجَّلَها له. وفَرَسٌ حتٌّ، أي سريع ذَريع، والجمع أحتات. قال الهذلى (2) : على حت البراية زمخرى ال‍ * سواعد ظل في شرى طوال قال الاصمعي: شبه نفسه في عدوه وهربه بالظليم. ألا ترى إلى قوله قبله: كأن ملاءتى على هجف * يعن مع العشية للرئال وتحات الشئ، أي تناثر. وحتات كل شئ: ما تحات منه. وأما قول الفرزدق:
_________
(1) صدره:
دعاهن ردفى فارعوين لصوته
(2) هو الاعلم بن عبد الله.

(1/246)


فإنك واجد دوني صعودا * جراثيم الاقارع والحتات فيعنى به حتات بن زيد المجاشعى. وحتى: فعلى، وهى حرف، تكون جارة بمنزلة إلى في الانتهاء والغاية، وتكون عاطفة بمنزلة الواو، وقد تكون حرف ابتداء يُسْتأنفُ بها الكلام بعدها، كما قال جرير: فما زالت القتلى تَمُجُّ دِماَءها * بدِجلَةَ حتَّى ماءُ دجلة أَشْكَلُ فإنْ أدخلتَها على الفعل المستقبل نصبتَة بإضمار أَنْ، تقول: سِرْتُ إلى الكوفة حتَّى أدخلَها، بمعنى إلى أَنُْ أدخلها. فإنْ كنتَ في حال دُخولِ رَفَعْتَ. وقُرِئ: (وَزُلْزِلوا حتَّى يَقولَ الرسولُ) و (يقول الرسول) . فمن نصب جعله غايةً، ومن رفعَ جعله حالاً بمعنى حَتَّى الرسول هذه حَالُهُ. وقولهم: حَتَّامَ، أصْلُه حَتَّى ما، فحذفت ألف ما للاستفهام. وكذلك كل حرف من حروف الجر يضاف في الاستفهام إلى ما فإن ألف " ما " تحذف فيه، كقوله تعالى: (فبم تبشرون) ، و (فيم كنتم) ، و (عم يتساءلون) .
[حرت] المحروت: أصل الانجذان. والحرت: الدلك الشديد. وقد حَرَتَهُ يَحْرُتَه. ورجل حُرَتَةٌ: كثير الاكل، مثال همزة.

(1/246)


[حفت] الاصمعي: الحفيتأ مهموز غير ممدود: الرجل القصير السمين. والحَفْتُ: الدق.
[حلت] الحلتيت: صمغ الانجذان، ولا تقل حِلْتيثٌ (1) بالثاء. وربما قالوا حليت بتشديد اللام. وحلت رأسي: حَلَقْتُه. وحَلَتُّ دَيْني: قَضَيته. وحَلَتُّ الصوف: مَرَقْته (2) . وحَلَتُّ فلاناً: أعطيته. قال الأصمعي: حَلتُّه مائة سوطٍ: جلدته.
[حمت] حمت يومنا بالضم، إذا اشتد حره، فهو يوم حمت بالتسكين. وغضب حميت، أي شديد. والحميت: الزق الذى لا شعر عليه، وهو للسمن. قال ابن السكيت: فإذا جعل في نحى السمن الرب فهو الحميت. وإنما سمى حميتا لانه متن بالرب. قال رؤبة:
حتَّى يَبوخَ الغَضَبُ الحَميتُ * يعنى الشديد، أي ينكسر ويسكن. وحمت الجوز ونحوه: فسد وتغير.
_________
(1) في اللسان " حلثيت " بتقديم الثاء المثلثة.
(2) مرق الصوف: نتفه عن الجلد المعطون. في المطبوعة الاولى " مزقته "، صوابه في اللسان بالراء المهملة.

(1/247)


[حوت] الحوتُ: السمكة، والجمع الحيتانُ. والحوتُ: برٌجٌ في السماء. وحَاتَ الطائر على الشئ يحوت، أي حامَ حوله. وحَاوَتَني فلانٌ، إذا راوغَك. وأنشد ثعلب: ظَلَّتْ تُحاوِتُني رَمْداءُ (1) داهيةٌ * يوم الثَوِيَّةِ عن أهلى وعن مالى
فصل الخاء
[خبت] الخَبْتُ: المطمئن من الأرض فيه رمل (2) . والإخباتُ. الخشوع. يقال: أَخْبَتَ لِلهِ. وفيه خَبْتَةٌ، أي تواضع. والخبت أيضا: ماء لكلب.
[ختت] أخَتَّ الله حظَّه، أي أَخَسَّهُ، فهو خَتيتٌ، أي خَسيسٌ. قال السموأل: ليس يُعْطى القويُّ فضلاً من الما * ل ولا يُحْرَمُ الضعيف الخَتيتُ (3) وأَختَّ فلانٌ، أي استحيا. قال الشاعر (4) :
_________
(1) في الاساس: " ربداء ".
(2) والخبت: المفازة كما في الحديث " بخبت الجميش " وهو الذى لانبات فيه.
(3) بعده: بل لكل من رزقه ما قضى الل‍ * هـ وإن حز أنفه المستميت
(4) هو الاخطل.

(1/247)


فمن يَكُ عن أَوائِلِهِ مُخِتَّا * فإنّك يا وليد بهم فخور
[خرت] الخرْتُ: ثَقْبُ الإِبرة والفأس والأذُن ونحوها، والجمع خُروتٌ، وأَخْراتٌ. والمَخْروتُ: المشقوق الشفة. والأَخْراتُ: الحَلَقَ في رُءوسِ النُسوعِ. والخِرِّيتُ: الدليلُ الحاذق. وقال رؤبة:
وبلد يغبى به الخريت (1) * ويروى: " يعيا (2) ". والجمع الخرارت. وقال:
يغبى على الدلامز الخرارت * الكسائي: خرتنا الارض، إذا عرفناها ولم تخف علينا طرقها.
[خفت] خَفَتَ الصوتُ خُفوتاً: سكن. ولهذا قيل للميت خَفَتَ: إذا انقطع كلامُه وسكتَ، فهو خافِتٌ. وخَفَتَ خُفاتاً، أي مات فجأةً. والمُخافَتة والتَخافُت: إسرارُ المنطق. والخَفْتُ مثله. قال الشاعر: أُخاطِب جهراً إذْ لَهُنَّ تَخافُتٌ * وشَتَّانَ بين الجهر والمنطق الخفت
_________
(1) يروى: أرمى بأيدى العيس إذ هويت * في بلدة يعيا بها الخريت
(2) ويروى: " يعنى "، قال ابن برى: وهو الصواب.

(1/248)


[خوت] خاتَ البازي واخْتاتَ، أي انقضَّ على الصيد ليأخذه. وقال:
يخوتون أخرى القوم خوت الا جادل (1) * والخائِتةُ: العُقابُ إذا انقَضَّتْ فسمِعْتَ صوتَ انقضاضها. والخَواتُ لفظٌ مؤنث ومعناه مذكَّر: دَويُّ جناح العقاب. خاتَتِ العقاب تَخوتُ خَواتاً. والخَوَّاتُ، بالتشديد: الرجل الجرئ. وقال: لا يهتدي فيه إلا كلُّ مُنْصَلِتٍ * من الرجال زَميعِ الرأي خَوَّاتِ وخوات بن جبير الانصاري. وتخوت ماله، مثل تخونه، أي تَنَقَّصَهُ. الفرّاء يقال: ما زال الذئبُ يَخْتاتُ الشَّاةَ بعد الشاة، أي يختلها فيسرقها. وفلان يختات حديث القوم ويتخوت، إذا أخذ منه وتحفظه. وإنهم يختاتون الليل، أي يسرون ويقطعون الطريق. قال ابن الاعرابي: خات الرجلُ، إذا أَخْلَفَ وعده. وخاتَ الرجل، أي أسن.
_________
(1) صدره:
وما القوم إلا خمسة أو ثلاثة:

(1/248)


فصل الدال
[دشت] الدشت: الصحراء. وأنشد أبو عبيدة للاعشى: قد علمت فارس وحمير وال‍ * أعراب بالدشت أيكم نزلا وقال آخر: أخذته (1) من نعجات ست * سود نعاج كنعاج الدشت * وهو فارسي، أو اتفاقٌ وقع بين اللغتين.
فصل الذال
[ذأت] ذَأَتَهُ يَذْأَتُهُ ذَأْتاً، أي خنقه. وقال أبو زيد: إذا خنقه أشدَّ الخنق حتَّى أَدْلَعَ لسانه.
[ذعت] أبو زيد: ذغته ذعتا، مثل ذَأَتَهُ وذَأَطَهُ وذَعَطَهُ، إذا خنقه أشد الخنق.
[ذيت] أبو عبيدة: يقولون: كان من الأمر ذَيْتَِ وذَيْتَِ، معناه كيت وكيت.
فصل الراء
[ربت] رَبَّتَ الصبيَّ يُرَبِّتُه تَرْبيتاً، أي رباه. قال الراجز:
_________
(1) في اللسان: " تخذته ".

(1/249)


سميتها إذ ولدت: تموت * والقبر صهر ضامن زميت * ليس لمن ضمنه تربيت
[رتت] ابن الأعرابي: الرَتُّ: رئيس البلد. وهؤلاء رُتوتُ البلد. والرُتوتُ أيضاً: الخنازير. والرُتَّةُ، بالضم: العُجمة في الكلام والحُكْلَةُ فيه. رجلٌ أَرَتُّ بَيِّنُ الرَتَتِ. وفي لسانه رتة. وأرته الله فرت.
[رفت] الرُفاتُ: الحُطام. قال الله تعالى: (وقالوا أَئِذَا كُنَّا عظاماً ورُفاتاً) . قال الأخفش: تقول منه رفت الشئ فهو مرفوت، إذا فت.
فصل الزاى
[زتت] قال الفرّاء: زَتَتُّ العروسُ أَزُتُّها زَتَّاً، إذا زَيَّنْتَها، فتزَتَّتَتْ، أي تزينت.
[زفت] الزِفْتُ: بالكسر: القيرُ. ومنه المُزَفِّتُ، تَقول: جَرَّةٌ مُزَفَّتَةٌ، أي مطلية بالزفت.
[زكت] قال اللِحْيانيّ: قربة مزكوتة، أي مملوءة. وزكَّتَ القِربةَ تزكيتاً: ملأها. وأزكتَت المرأةُ بغلامٍ: ولدَتْه.

(1/249)


[زمت] الزَميتُ: الوَقورُ. قال الراجز:
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زَميت * والزِمِّيتُ مثال الفِسِّيقِ أوقر من الزَميتِ. وفلانٌ أَزْمَتُ الناس، أي أَوْقَرَهُمْ. وما أشد تزمته، عن الفراء.
[زيت] الزَيْتونُ معروف، الواحدة زَيْتونَة. والزَيْتُ: دُهْنُه. وزِتُّ الطعامَ أَزيتُهُ زَيْتاً، إذا جَعَلْتَ فيه الزيت. وطعامٌ مَزيتٌ على النَقْصِ، ومَزْيوتٌ على التمام. وقال (1) في النقصان: جاءوا بعير لم تكن يمنية (2) * ولا حنطة الشام المزيت خميرها وزت القوم: جعلت أُدْمَهُم الزَيْتَ. وزَيَّتُّهُم، إذا زَوَّدْتَهم الزَيْتَ. وجاءوا يَسْتَزيتونَ، أي يستوهبون الزيت.
فصل السين
[سأت] أبو عَمرو: سَأَتَهُ يَسْأَتُهُ سَأْتاً، إذا خنقه حتّى يموت، مثل سَأبَهُ. وأبو زيد مثلُه، إلاّ أنَّه لم يقل حتّى يموت.
_________
(1) هو الفرزدق.
(2) في ديوانه:
أتتهم بعير لم تكن هجرية:

(1/250)


[سبت] السَبتُ: الراحة. والسَبْتُ: الدهر. والسَبْتُ: حلْق الرأس. والسَبْتُ: إرسال الشَعَر عن العَقْص. والسَبْتُ: ضربٌ من سَيْر الإبل. قال أبو عمرو: هو العَنَقُ. قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر: ومَطْوِيَّةُ الأقراب أما نهارُها * فَسَبْتٌ وأما ليلها فذميل (1) وسَبَتَ عِلاوَتَه سَبْتاً، إذا ضرَبَ عنقَه. ومنه سمِّي يومُ السَبْتِ، لانقطاع الأيّام عنده. والجمع أَسْبُتٌ وسُبوتٌ. والسَبْتُ: قيام اليهود بأمرِ سَبْتها. قال الله تعالى: (ويَوْمَ لا يسبتون) . وأسبتت اليهود، أي دخَلَتْ في السَبْتِ. أبو عمرو: المُسْبِتُ: الذي لا يتحرَّك، وقد أَسْبَتَ. والسُباتُ: النوم، وأصله الراحة. ومنه قوله تعالى: (وَجَعلْنا نومَكُمْ سُباتاً) . تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ، هذه وحدَها بالضم. قال ابن أحمر:
_________
(1) في اللسان: " فزميل " بالزاى وهو تصحيف. والذميل بالذال المعجمة: السير اللين ما كان، أو فوق العنق. وفى اللسان أيضا " ومطوية " بالجر، صوابه بالرفع، لان قبل البيت كما في ديوان حميد ص 116: أتانى بك الله الذى فوق من ترى * وخير ومعروف عليك دليل

(1/250)


وكنا وهم كابنى سُباتٍ تَفَرَّقا * سِوىً ثمّ كانا منجِدا وتَهامِيا قالوا: السُباتُ الدهر. وابْناهُ: الليل والنهار. والمَسْبوتُ: الميّت والمغْشيُّ عليه. وكذلك العليلُ، إذا كان ملقىً كالنائم يُغْمِض عينَه في أكثر أحواله، مَسْبوتٌ. والسِبْتُ، بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقَرَظِ، تحذى منه النعال السبتية. وفى الحديث: " يا صاحب السبتين اخلع سبتيك (1) "، و: " خرج الحجاج يتوذف في سبتين له (2) ". ورطب مُنْسَبِتٌ، إذا عمّه الإِرْطابُ. أبو عمرو: السبنتى والسبندى: الجرئ المقدم من كل شئ، والياء للالحاق لا للتأنيث، ألا ترى أن الهاء تلحقه، يقال سبنتاة وسبنداة. قال ابن أحمر يصف رجلا: كأن الليل لا يغسو عليه * إذا زجر السبنتاة الامونا يعنى الناقة. والسبنتى والسبندى أيضاً: النَمِر، ويشبه أن يكون سمِّيَ به لجراءته. قال الشَّماخ يرثى عمر ابن الخطاب رضى الله عنه:
_________
(1) وكذا ورد نصه في اللسان. ثم قال: " وفى تسمية النعل المتخذة من السبت سبتا اتساع، مثل قولهم: يلبس الصوف والقطن والابريسم ".
(2) في‍ اللسان: " في سبتيتين له ".

(1/251)


وما كنت أخشى أن تكون وفاته * بِكَفَّيْ سَبَنْتى أزرق العين مطرق (1)
[سبرت] السُبْروتُ من الأرض: القفر، والجمع السباريت. والسبروت: الشئ القليل. قال الراجز:
يا ابنة شيخ ماله سبروت * أبو زيد: رجل سُبْروتٌ وسِبْريتٌ، وامرأةٌ سُبْرُوتَةٌ وسِبْريتَة، من رجالٍ ونساء سَباريت، وهم المساكينُ والمحتاجون.
[ستت] سِتَّةُ رجال وسِتُّ نسوة. وأصله سِدْسٌ، فأُبْدِلَ من إحدى السينين تاء وأدغم فيه الدال، لأنك تقول في تصغيرها سُدَيْسَةٌ. وفى الجمع أسداس. قال ابن السكيت: تقول عندي ستة رجال ونسوة، أي عندي ثلاثة من هؤلاء وثلاث من هؤلاء. قال: وإن شئت قلت عندي ستة رجال ونسوة فنسقت بالنسوة على الستة، أي عندي ستة من هؤلاء وعندي نسوة. وكذلك كل عدد احتمل أن يفرد منه جمعان مثل الست والسبع وما فوقهما، فلك فيه الوجهان. فأما إذا كان عدد لا يحتمل أن يفرد منه جمعان مثل الخمس والاربع
_________
(1) قال ابن برى: " البيت لمزرد أخى الشماخ ". قال الصغانى: وليس له أيضا، وقال أبو محمد الاعرابي: إنه لجزء أخى الشماخ، وهو الصحيح.

(1/251)


والثلاث (1) فالرفع لا غير. تقول: عندي خمسة رجال ونسوة ولا يكون الخفض (2) . ويقال: جاء فلان سادسا وساديا وساتا. فمن قال سادسا بناه على السدس، ومن قال ساتا بناه على لفظ ستة وست، ومن قال ساديا أبدل من السين ياء. وقد يبدلون بعض الحروف ياء، كقولهم في أما: أيما، وفى تسنن: تسنى، وفى تقضض: تقضى، وفى تلعع: تلعى، وفى تسرر: تسرى. وأما است (3) فتذكر في باب الهاء، لان أصلها ستة بالهاء.
[سحت] السُحْتُ والسُحُتُ: الحرام. وقد أَسْحَتَ الرجلُ في تجارته، إذا اكتسب السُحْتَ. وسَحَتَهُ وأَسْحَتَهُ، أي استأصلَه. وقرئ: (فَيَسْحَتُكمْ بعَذاب) . ومال مَسْحوت ومُسْحَتٌ، أي مُذْهَبٌ. قال الفرزدق: وعَضُّ زمانٍ يا بنَ مروان لم يدع * من المال إلا مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ وسَحَتُّ الشحمَ عن اللحم، إذا قشرتَه عنه،
_________
(1) أي لان أقل جمع من الجمعين ثلاثة.
(2) قال الازهرى: وهذا قول جميع النحويين اه‍ مختار.
(3) قوله " وأما است " الخ، ينظر في هذا مع ما سبق أول فصل من الباب.

(1/252)


مثل سحفته. ورجل مسحوت الجوف، إذا كان لا يشبَع.
[سخت] السَخْتُ: الشديد. قال أبو الحسن اللِحْياني: يقال هذا حَرٌّ سخت. قال: وهو معروف في كلام العرب. وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم، كما قالوا للمسح: بلاس (1) . والسختيت بالكسر: الشديد أيضا قال رؤبة: هل ينجيني حلف (2) سختيت * أو فضة أو ذهب كبريت والسختيت أيضا: السويق الذى لايلت بالادم، وهو أيضا الغبار الشديد الارتفاع. قال رؤبة (3) :
وهي تثير الساطع السِخْتِيتا (4) * أبو زيد: اسْخَاتَّ الجرح اسخيتاتاً، أي سكن ورمه.
[سفت] سفت الشراب بالكسر يسفته سفتا، إذا أكثر منه فلم يرو.
_________
(1) المسح بالكسر: الثوب الخشن الغليظ. والبلاس كسحاب.
(2) في اللسان: " كذب " و " حلف "، روايتان.
(3) يصف إبلا كما يأتي أوله في شتت.
(4) قبله:
جاءت معا وأطرقت شتيتا:

(1/252)


[سكت] سكتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكوتاً وسكاتا. وساكتنى فسكته. وأسكته الله وَسَكَّتَهُ بمعنىً. وَسَكَتَ الغضبُ مثل سكَن. ومنه قوله تعالى: (ولَمَّا سَكَتَ عن موسى الغَضبُ) . وتقول: تكلَّم الرجل ثم سكتَ بغير ألف، فإذا انقطع كلامُه فلم يتكلم قلت: أسكت. قال الراجز: قد رابنى أن الكرى أسكتا * لو كان معنيا بنا لهيتا والسكتة بالضم: كل شئ أسكت به صبيا أو غيرَه. والسَكْتَةُ: بالفتح: داء. والسِكِّيْتُ: الدائم السُكوتِ. تقول: رجلٌ سِكِّيتٌ وسَاكوتٌ بمعنىً (1) . وحيَّةٌ سُكاتُ بالضم، إذا لم يُشعَر به حتّى يلدغ. وقال يذكر رجلاً داهية: فما تَزدري مِن حيّةٍ جبلية * سكات إذا ماعض ليس بأَدْرَدا وذهب بالهاء إلى تأنيث لفظ الحية. وتقول: كنتُ على سُكاتٍ هذه الحاجة، أي على شرفٍ من إدراكها. أبو زيد: رميته بسكاته، أي بما أسكته.
_________
(1) وكذلك " سكتيت " بكسر أوله.

(1/253)


والسكيت، مثال الكميت: آخر ما يجئ من الخيل في الحلبة من العشر المعدودات. وقد يشدَّد فيقال السُكَّيْتُ. وهو القاشور، والفُسْكُلُ أيضاً، وما جاء بعد ذلك لا يعتد به.
[سلت] السلت بالضم: ضرب من الشعير ليس له قشر، كأنه حنطة. والسلاتة: ما يؤخذ بالاصبع من جوانب القَصْعة لتتَنظَّفَ. تقول: سَلَتُّ القَصعة أَسْلُتُها سَلْتاً. وسَلَتَ بالسيف أَنْفَهُ، أي جدعَه. والرجل أَسْلَتُ، إذا أُوعِبَ جَدْعُ أنفِه. وأبو قيس بن الاسلت الشاعر. وسَلَتَتِ المرأة خِضابَها عن يدها، إذا ألقت عنها العصم (1) . والسلتاء: المرأة التي لا تتعهَّد الحِنّاء. قال الأصمعي: سَلَتَ رأسَه، أي حلقه. ورأس مَسلوتٌ، ومَحلوتٌ، ومَسبوتٌ، ومَحلوقٌ بمعنىً. قال: وسَلَتُّهُ مائةَ سوط، أي جلدته، مثل حلته (2) .
_________
(1) العصم بالضم: بقية كل شئ وأثره، من نحو خضاب وقطران ودهن اه‍.
(2) يوجد في بعض نسخ زيادة السلحوت، يقال: امرأة سلحوت أي ماجنة اه‍ مترجمة. وفى المطبوعة الاولى " حلدته " بالدال، وهو تصحيف سمعي، صوابه من اللسان. وانظر أيضا ما سبق في مادة (حلت) .

(1/253)


[سمت] السَمْتُ: الطريق. وسَمَتَ يَسْمُت بالضم، أي قصد. والسَمْتُ: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سَمْتَه، أي هَدْيه. والسَمْتُ: السير بالظنّ والحدس. وقال:
ليس بها رِيعٌ لِسَمْت السامت * وتَسَمَّتَهُ، أي قَصَدَهُ. والتَسميتُ: ذِكر اسم الله تعالى على الشئ. وتسميت العاطِس: أن تقول له: يرحمُك الله، بالسين والشين جميعا. قال ثعلب: الاختيار بالسين، لانه مأخوذ من السمت، وهو القصد والمحجة. وقال أبو عبيد: الشين أعلى في كلامهم وأكثر.
[سنت] أَسْنَتَ القوم: أجدبوا. قال ابن الزِبَعْرى: عَمرو العُلا هَشَمَ الثَريدَ لقومِهِ * ورجالُ مكّةَ مُسْنِتونَ عجاف وأصله من السنة، قلبوا الواو تاء ليفرقوا بينه وبين قولهم أسنى القوم إذا أقاموا سنة في موضع. وقال الفراء: توهموا أن الهاء أصلية إذ وجدوها ثالثة فقلبوها تاء. تقول منه: أصابهم السنة بالتاء. ورجل سنت: قليل الخير. والسَنُّوتُ: الكَمُّونُ. تقول منه سَنَّتُّ القدْرَ تَسنيتاً، إذا طَرَحْتَ فيها الكمون.

(1/254)


والسنوت أيضا: العسل. قال الشاعر (1) : هم السمن بالسنوت لا ألس بينهم * وهم يمنعون جارهم أن يقردا (2) وبعض العرب يقول: هو السنوت مثال السنور. ويقال: تَسنَّتَها، إذا تزوّجَ رجلٌ لئيمٌ امرأةً كريمة، لقلَّة مالها وكثرةِ ماله.
فصل الشين
[شأت] الشَئِيتُ من الخيل. الفرس العَثور. وليس له فعلٌ يتصرَّف. قال رجلٌ من الأنصار (3) : وأقدرُ مُشْرِفُ الصَهَواتِ ساطِ * كُمَيْتٌ لا أحقُّ ولا شَئِيتُ وقال الأصمعي: الشَئِيتُ: الذي يَقصُر حافرا رجليه عن حافرى يديه.
[شتت] أمرٌ شَتٌّ، أي متفرِّق. وشَتَّ الأمر شَتَّاً وشَتاتاً: تفرَّق. واستشت مثله. وكذلك التشتت. وشتته تَشْتيتاً. وأَشَتَّ بي قومي، أي فرقوا أمرى. والشتيت: المتفرق. قال رؤبة بصف إبلا:
_________
(1) هو الحصين بن القعقاع.
(2) قبله: جزى الله عنى بحتريا ورهطه * بنى عبد عمرو ما أعف وأمجدا
(3) وقيل عدى بن خرشة الخطمى.

(1/254)


جاءت معا وأطرقت شتيتا * وهى تثير الساطع السختيتا وثغر شَتيتٌ، أي مُفَلَّجٌ. وقوم شَتّى، وأشياءُ شَتّى. وتقول: جاؤا أَشتاتاً، أي متفرقين، واحدهم شت. وحكى أبو عمرو عن بعض الاعراب: الحمد لله الذى جمعنا من شت. وشتان ما هما، وشَتَّانَ ما عمروٌ وأخوه، أي بَعُدَ ما بينهما. قال: وقول الشاعر (1) : لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والاغر ابن حاتم ليس بحجة، إنما هو مولد. والحجة قول الاعشى: شتان ما يومى على كورِها * ويومِ حَيَّانَ أخي جابر وشتان مصروفة عن شتت، فالفتحة التى في النون هي الفتحة التى كانت في التاء، لتدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي. وكذلك سرعان ووشكان، مصروف من وشك وسرع. تقول: وشكان ذا خروجا، وسرعان ذا خروجا. ويقال: إن المجلس ليجمع شُتوتاً من الناس، أي ناساً ليسوا من قبيلة واحدة.
_________
(1) ربيعة الرقى.

(1/255)


[شخت] الشَخْتُ: الدقيقُ، والجمع شِخاتٌ. وقد شَخُتَ الرجل بالضم فهو شخت وشخيت.
[شمت] الشَماتَةُ: الفرح بِبَلِيَّةِ العدوّ. يقال: شمت به بالكسر، يشمت شماتة. وباتَ فلانٌ بليلة الشَوامِت، أي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَوامتَ. وتَشْميتُ العاطس: دعاءٌ. وكلُّ داعٍ لأحد بخير فهو مشمت ومسمت. ويقال: رجع القوم شماتا من متوجههم، بالكسر، أي خائبين. وهو في شعر ساعدة (1) . والشوامت: قوائم الدابة، وهو اسمٌ لها. قال أبو عمرو: يقال: لا ترك الله له شامتة، أي قائمة.
فصل الصاد
[صتت] الصت: الصوم. والصتيت: الجلبة. يقال: مازلت أصات فلانا صِتاتاً، أي أخاصمه. وفي الحديث: " قاموا صتيتين "، أي جماعتين.
_________
(1) قال ابن برى: ليس هو في شعر ساعدة كما ذكر الجوهرى، وإنما هو في شعر المعطل الهذلى. وهو: فأبنا لنا مجد العلاء وذكره * وآبوا عليهم فلها وشماتها

(1/255)


والصنتيت: الصنديد، وهو السيد الكريم.
[صفت] رجل صِفْتيتٌ وصِفْتاتٌ، أي قوى جسيم.
[صلت] الصَلْتُ: الجَبين الواضح. تقول منه: صَلُتَ بالضم صُلوتَةً. سَيْفٌ إِصْليتٌ، أي صقيل، ويجوز أن يكون في معنى مُصْلَتٍ. وأصْلَتَ سيفَه، أي جَرَّدَهُ من غِمده، فهو مصلت. وضربه بالسيف صلتا، إذا ضربه به وهو مُصْلَتٌ. والصُلت بالضم: السكِّين الكبير، والجمع أَصْلاَتٌ. ورجل مِصْلَتٌ بكسر الميم، إذا كانا ماضيا في الامور، وكذلك أَصْلَتيٌّ، ومُنْصَلِتٌ، وصَلْتٌ ومِصلاتٌ. قال عامر بن الطفيل: وإنَّا المَصاليتُ يومَ الوغى * إذا ما المَغاويرُ لم تُقْدِمِ (1) وجاء بلبنٍ يَصْلِتُ، ومرق يَصْلِتُ، إذا كان قليل الدسم كثير الماء. وصَلَتُّ ما في القَدح إذا صَبَبْتُهُ. وصلت
_________
(1) هذا ضبط النسخة المخطوطة. وفى اللسان: " لم تقدم ".

(1/256)


الفرس، إذا أركضته. وانصلت في سيره، أي مضى وسَبَق. والصَلَتانُ من الحُمُرِ: الشديد، ومن الخيل: النشيط الحديد الفؤاد. والصلت: اسم رجل
[صمت] صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُموتاً وصُماتاً: سَكَتَ (1) . وأَصْمَتَ مثله. والتَصْميتُ: التَسكيتُ. والتَصْميتُ أيضاً: السُكوتُ. ورجلٌ صميت، أي سكيت (2) . والصمتة، بالضم: مثل السكْتَة. أبو زيد: رَمَيْتُهُ بصُماتِهِ وسكاته، أي بما صمت به وسكت. ويقال فلان على صُماتِ الأمر، إذا أَشْرَفَ على قضائه. وبات من القوم على صُماتٍ، أي بمرأىً ومسمعٍ في القرب. قال الشاعر:
وحاجةٍ كنتُ على صُماتِها * أي كنت على شَرَفٍ من إدراكها. ويروى: " بتاتها ".
_________
(1) السكوت هو ترك الكلام مع القدرة عليه، بخلاف الصمت فلا تعتبر فيه، ولذا قيل الصامت لما لا نطق له. نقله شيخنا عن بعض المحققين، ثم قال: فإطلاق أحدهما على الآخر في المصباح وغيره، أي كالصحاح والاساس والقاموس، من الاطلاقات اللغوية العامة اه‍ مرتضى بالمعنى.
(2) بكسر الاول وشد الثاني مع الكسر في الكلمتين.

(1/256)


وتقول: ماله صامت ولا ناطق. فالصامِتُ: الذهب والفضة. والناطق: الإبل والغنم، أي ليس له شئ (1) . والصامت من اللبن: الخاثر. والصَموتُ: الدِرع التي إذا صبت لم يسمع لها صوت. والصموت: اسم فرس. وقال (2) : حتى أرى فارس الصموت عَلى * أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ أبو عبيد: المُصْمَتُ الذي لا جوف له. وقد أَصْمَتُّهُ أنا. وباب مُصْمَتٌ: قد أُبهِمَ إغلاقه. والمُصْمَتُ من الخيل: البهيم، أيّ لونٍ كان لا يخالط لونَه لونٌ آخر. أبو زيد: لَقيتُهُ بِوَحْشِ إصْمِتَ، ولقيته ببلدةِ إصْمِتَ (3) ، إذا لقيتَه بمكانٍ قفر لا أنيسَ به، وهو غير مُجرىً (4) .
[صوت] الصوْتُ معروف. وأما قول رُوَيشدِ ابن كَثيرٍ الطائيّ: يا أيُّها الراكب المُزْجي مَطِيَّتَهُ * سائلْ بني أسدٍ ما هذه الصَوْتُ
_________
(1) قلت: هذا التفسير أخص بما فسره به في نطق اه‍ مختار.
(2) هو المثلم بن عمرو التنوخى.
(3) يقال بقطع الهمزة ووصلها.
(4) أي غير مصروف.

(1/257)


فإنّما أنَّثه لأنّه أراد به الضوضاء والجلبة والاستغاثة. والصائِتُ: الصائحُ. وقد صات الشئ يصوت صوتا، وكذلك صَوَّتَ تَصويتاً. ورجل صَيِّتٌ، أي شديد الصوت. وكذلك رجلٌ صات وحمار صات. قال النظار الفقعسى: كأننى فوق أقب سهوق * جأب إذا عشر صات الارنان وهذا كقولهم: رجل مال: كثير المال، ورجل نال: كثير النوال، وكبش صاف، ويوم طان، وبئر ماهة، ورجل هاع لاع، ورجل خاف وأصل هذه الاوصاف كلها فعل بكسر العين. والصيت: الذكر الجميل الذي ينتشر في الناس، دون القبيح. يقال: ذهب صيتُهُ في الناس، وأصله من الواو، وإنما انقلبت ياء لانكسار ما قبلها كما قالوا ريح من الروح. كأنهم بنوه على فعل بكسر الفاء للفرق بين الصوت المسموع وبين الذكر المعلوم. وربما قالوا: انتشر صوته في الناس، بمعنى صيته. وقولهم " دعى فانْصاتَ "، أي أجاب وأقبل، وهو انْفَعَلَ من الصَوْتِ. والمُنْصاتُ: القويمُ القامة. وقد انْصاتَ الرجل إذا اسْتَوَتْ قامته بعد الانحناء، كأنه اقْتَبَلَ شبابُه. قال الشاعر (1) :
_________
(1) سلمة بن الخرشب الانمارى.

(1/257)


ونصر بنُ دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها * وتِسْعينَ عاما ثم قوم فانْصاتا وعادَ سوادُ الرأسِ بعد بياضه * وعاوَدَهُ شَرخُ الشباب الذي فاتا
فصل الطاء
[طست] الطست: الطس بلغة طيئ أبدل من إحدى السينين تاء للاستثقال، فإذا جمعت أو صغرت رددت السين، لانك فصلت بينهما بألف أو ياء، فقلت: طساس وطسيس.
فصل العين
[عتت] عَتَّهُ يَعُتّه عَتًّا، إذا ردَّ عليه القول مرة بعد مرة. ويقال: عَتَّهُ بالمسألة، إذا ألحَّ عليه. وما زلتُ أُعاتُّ فلانا عتاتا، وأصاته صتاتا. وحكى أبو حاتم: عتعت بالجدْي، إذا دَعاه وقال: عَتْ عت. وتعتت في كلامه، إذا لم يستمر فيه.
[عرت] عَرَتِ (1) الرمحُ يعرتُ عَرتاً، إذا اضطرب، وكذلك البرق، إذا لمع واضطرب. يقال برقٌ عَرَّاتٌ. ورمح عرات، للشديد الاضطراب.
_________
(1) كضرب ونصر وسمع.

(1/258)


[عفت] الأصمعيّ: عَفَتَ يَدَهُ يَعْفِتها عَفْتاً، إذا لواها ليكسرها (1) . وعَفَتَ كلامَه يَعْفِتُهُ، أي يكسره من اللُكْنة. والأعْفَتُ في لغة تميم: الأعْسَرُ، وفي لغة غيرهم: الأحمق.
[عمت] العَمْتُ: لفُّ الصوف مستديراً ليُجعل في اليد فيُغزل. يقال عَميتَةٌ من وبرٍ أو صوف، كما يقال سَبيخةٌ من قطن، وسليلةٌ من شَعَرٍ. والعِمِّيتُ بالتشديد: الرقيب الظريف. وقال:
ولا تمار الفَطِنَ العِمِّيتا (2) * ويقال الجاهل الضعيف. وقال:
كالخرس العماميت
[عنت] العَنْتُ: الإثمُ. وقد عَنِتَ الرجل. وقال تعالى: (عزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ) . وقوله: (ذلك لمن خَشِيَ العَنَتَ منكم) يعني الفجور والزنا.
_________
(1) قال ابن سيده: رجل عفتان، أي بكسرتين وشد التاء، وعفتان بالكسر: جاف قوى جلد، وجمع الاخيرة عفتان على حد دلاص وهجان لاحد جنب، لانهم قد قالوا عفتانان فتفهمه. كذا في اللسان. وحد دلاص هو استعمال اللفظ مفردا وجمعا حقيقة فيهما، ويثنى كهذين ونحوهما، مثل فلك وإمام. وأما حد جنب فهو في الحالين مفرد لانه ملحق بالمصدر، وهو إذا وصف به يلتزم إفراده وتذكيره اه‍ باختصار من مرتضى عن شيخه. ثم قال: وهو تحقيق حسن اه‍.
(2) قبله:
ولا تبغ الدهر ما كفيثا:

(1/258)


والعنت أيضا: الوقوع في أمرٍ شاقّ. وقد عَنِتَ وأعْنَتَهُ غيره. ويقال للعظم المجبور إذا أصابه شئ فهاضه: قد أعنته، فهو عَنِتٌ ومُعْنَتٌ. وجاءني فلان مُتَعَنِّتاً، إذا جاء يطلب زَلَّتَكَ.
فصل الغين
[غتت] غَتَّهُ في الماء، أي غَطَّهُ. وغَتَّهُ بالأمر، أي كَدَّهُ. وغت الضحك، أي أخفاه (1) .
[غلت] ابن الأعرابي: غَلِتَ وغَلِط بمعنى واحد. والاصمعى مثله. وقال أبو عمرو: الغَلَتُ في الحساب، والغَلَطُ في القول، وهو أن يريد أن يتكلَّم بكلمةٍ فيَغْلَطَ فيتكلَّم بغيرها. أبو زيد: اغلَنْتى القومُ على فلان اغْلِنْتاءً: عَلَوْهُ بالشتم والضرب والقهر، مثل الاغرنداء.
[غمت] غَمَتَهُ الطعام يَغْمِتُهُ غَمْتاً، إذا ثقل على قلبه.
فصل الفاء
[فأت] افْتَأتَ فلان عَليَّ، إذا قال عليك الباطل. وافْتَأَتَ برأيه، أي انفرد واستبد به. وهذا الحرف سمع مهموزا. ذكره أبو عمر، وأبو زيد، وابن
_________
(1) أي بوضع يده أو ثوبه على فيه.

(1/259)


السكيت وغيرهم. فلا يخلو إما أن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز كما قالوا: حلات السويق، ولبأت بالحج ورثأت الميت، أو يكون أصل هذه الكلمة من غير الفوت.
[فتت] فت الشئ، أي كسره، فهو مفتوت وفَتيتٌ يقال: فَتَّ عَضُدي (1) وهدَّ ركني. والتَفَتُّتُ: التَكسُّر. والانفتات: الانكسار. وفتات الشئ: ما تكسر منه. والفَتّةُ: ما يُفَتُّ (2) ويوضع تحت الزَندة. والفَتوتُ والفتيتُ، من الخبز.
[فخت] الفختُ: ضوء القمر. قال أبو عبيد: يقال جلسنا في الفَخْتِ. والفاخِتَةُ: واحدة الفَواخِتِ، من ذوات الاطواق.
[فرت] الفَراتُ: الماء العذب. يقال: ماء فرات ومياه فرات.
_________
(1) عضده: أهل بيته، أي إذا رام إضراره بتخونه إياهم مرتضى اه‍. ومعنى هد ركنه: كسر قوته وتفريق أعوانه. وكذلك فت في عضده.
(2) أي بعرة أو روثة تفت وتوضع تحت الزندة السفلى ويقدح فيها بالزند الاعلى ليصيبها شرر القدح.

(1/259)


والفرات: اسم نهر الكوفة. والفراتان: الفرات ودجيل (1) .
[فلت] يقال: كان ذلك الأمر فلتة، أي فجأة، إذا لم يكن عن تردُّد ولا تدبُّر. والفَلْتَةُ: آخر ليلة من كل شهر، ويقال هي آخر يومٍ من الشهر الذي بعدَه الشهر الحرام. وأفلت الشئ وتفلت وانفلت بمعنى. وأفلته غيره. وافتلت الكلام، أي ارتَجلَه. وافْتُلِتَ فلانٌ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي مات فجأة. وافْتُلِتَتْ نفسُه أيضاً. وفرسٌ فَلَتانٌ، أي نشيطٌ حديد الفؤاد مثل الصلَتانِ. وكساء فَلوتٌ: لا ينضمّ طرَفاه على لابسه، من صغره.
[فوت] الفَوْتُ: الفواتُ. تقول: فاتَهُ الشئ وأفاته إياه غيره. ويقال: مات فلانٌ موتَ الفواتِ، أي فوجئ. وشتَم رجلٌ آخر فقال: جعل الله رزقه فوت
_________
(1) هو نهر صغير يتخلج من دجلة اه‍ مختار عن الازهرى.

(1/260)


فمه، أي حيث يراه ولا يصل إليه. وتقول: هو منِّي فَوْتَ الرمح، أي حيث لا يبلغه. والفَوْتُ: الفُرجةُ ما بين إصبعين، والجمع أفْواتٌ. والافْتياتُ: افتعالٌ من الفوت، وهو السبق إلى الشئ دون ائتمار من يُؤتمر. تقول: افْتات عليه بأمر كذا، أي فاتَهُ به. وفلان لا يُفتاتُ عليه، أي لا يعمل شئ دون أمره. وفى الحديث " أمثلى يفتات عليه في أمر بناته (1) ". وتفوت عليه في ماله، أي فاتَهُ به. وتفَاوَتَ الشيئان، أي تباعد ما بينهما تَفاوُتاً بضم الواو. وقال ابن السكيت: قال الكلابيُّون في مصدره تفاوتا ففتحوا الواو. وقال العنبري: تفاوتا فكسر الواو. وحكى أيضا أبو زيد تفاوتا وتفاوتا بفتح الواو وكسرها. وهو على غير قياس، لان المصدر من تفاعل يتفاعل تفاعل مضموم العين، إلا ما روى في هذا الحرف.
فصل القاف
[قتت] القَتُّ: نمُّ الحديث. تقول: فلان يَقُتُّ الأحاديثَ، أي ينمّها. وفي الحديث: " لا يدخل الجنَّة قتات ".
_________
(1) هو قول عبد الرحمن بن الصديق لما رجع من غيبته فوجد أخته عائشة زوجت بنته من المنذر بن الزبير، فنقم عليها إنكاحها ابنته به دون إذنه.

(1/260)


والقتيتى مثال الهجيرى: النميمة. والقت: الفصفصة، الواحدة قتة مثل تمرة وتمر. وقتة أيضا: اسم أم سليمان بن قتة، نسب إلى أمه.
[قرت] قَرَتَ الدم يَقْرِتُ قُروتاً، إذا يبس بعضه على بعض. وأنشد الأصمعيّ للنمر بن تَوْلَب: يُشَنُّ عليها الزعفرانُ كأنَّه * دمٌ قارِتٌ تُعْلى به ثمَّ يُغْسَلُ وقال أبو زيد: قرت الدم في الجرح، إذا مات فيه.
[قلت] القَلْتُ: بإسكان اللام: النُقرة في الجبل يَستَنقِعُ فيها الماء، والجمع القِلاتُ. وقَلْتُ العَيْنِ: نُقْرتها. وقَلْتُ الإبهام: النقرة التي في أسفلها. وقَلْتُ الصُدْغِ. وقَلْتُ الثَريدَةِ: الوَقْبَة (1) . والقَلَتُ، بالتحريك: الهلاك. تقول منه: قَلِتَ بالكسر. يقال: ما انفلتوا ولكن قلتوا. وقال أعرابي: " إنَّ المسافر وماله لعَلى قَلَتٍ إلا ما وَقى الله ". والمَقْلَتَةُ: المهلكة. والمِقْلاتُ من النوق: التي تضع واحدا ثم
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " والوقبة ". وفى اللسان: " وقلت الثريدة: الوقبة، وهى أنقوعتها ".

(1/261)


لا تحمل بعدها. والمِقْلاتُ من النساء: التي لا يعيش لها ولد. يقال أقْلَتَتْ. قال بشر: تَظَلُّ مَقَاليتُ النساء يَطَأْنَهُ * يقُلنَ ألا يُلقى على المرءِ مِئْزَرُ كانت العرب تزعم أنَّ المِقْلاتَ إذا وطئت رجلاً كريماً قُتل غدراً عاش ولدها.
[قنت] القُنوتُ: الطاعة. هذا هو الأصل، ومنه قوله تعالى: (والقانتينَ والقانتات) ثم سمى القيام في الصلاة قنوتاً (1) . وفي الحديث " أفضل الصلاة طول القُنوت ". ومنه قُنوتُ الوِترِ.
[قوت] قاتَ أهلَه يَقوتُهُمْ قَوْتاً وقِياتَةً، والاسم القوتُ بالضم، وهو ما يقوم به بدنُ الإنسان من الطعام. يقال: ما عنده قوتُ ليلة، وقِيتُ ليلة، وقيتَهُ ليلة، فلما كسر القاف صارت الواو ياء. وقُتُّهُ فاقْتاتَ، كما تقول: رَزَقْتُه فارتَزَق. وهو في قائِتٍ من العيش، أي في كفاية. واسْتَقاتَهُ: سأله القوتَ. وفلانٌ يَتَقَوَّتُ بكذا. واقْتَتْ لِناركَ قِيتَةً، أي أطعمها الحطب. قال ذو الرمة:
_________
(1) قنت من باب دخل.

(1/261)


فقلت له ارفعها إليك وأحيها * بروحك واقتته لها قيتة قدرا (1) وأقات على الشئ: اقتدر عليه. قال الشاعر (2) : وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النفس عنه * وكنت على إساءته مُقيتاً (3) وقال الفراء: المُقيتُ: المقتدر، كالذي يعطي كلَّ رجل قُوته.
(وكان الله على كل شئ مقيتا) ويقال المقيت: الحافظ للشئ والشاهد له. وأنشد ثعلب (4) : ليت شِعري وأشْعُرَنَّ إذا ما * قرَّبوها منشورةً ودُعيتُ (5) أليَ الفضلُ أم عَليَّ إذا حو * سِبْتُ إنِّي على الحساب مُقيتُ أي أعرف ما عَمَلْتُ من السوء، لأنَّ الإنسان على نفسه بصيرة.
_________
(1) أي ترفق بنفخك واجعله شيئا مقدرا. في اللسان: " فقلت خذها ".
(2) هو الزبير بن عبد المطلب عم الرسول صلوات الله عليه.
(3) أي مقتدرا. وقرأت في هامش نسخة الصحاح بخط ياقوت ما نصه: ذكر أبو محمد الاسود الغندجانى أن هذا البيت في قصيدة مرفوعة، ورواه " على مساءته أقيت " وأورد القصيدة إلى آخر ما نقله مرتضى. فانظره.
(4) للسموأل بن عاديا.
(5) قبله: رب شتم سمعته وتصامم‍ * ت وعى تركته فكفيت اه‍ من مرتضى.

(1/262)


فصل الكاف
[كبت] الكَبْتُ: الصرف والإذلال. يقال: كَبَتَ الله العدوَّ، أي صَرَفَهُ وأذلَّه. وكَبَتَه لوجهه. أي صرعه.
[كتت] الكَتيتُ: صوت البَكْرِ، وهو فوق الكَشيشِ. يقال: كَتَّ البعير يَكِتُّ بالكسر، إذا صاح صياحاً ليِّناً. وكَتَّ الرجُل من الغضب. وكَتَّتِ القِدر: غَلَتْ، وكذلك الجرَّة الجديد (1) إذا صب فيها الماء. ويقال: أتانا بجيش ما يُكَتُّ، أي ما يحصى عدده. والكتكتة في الضحك: دون القهقهة.
[كرت] سنةٌ كَريتٌ، أي تامَّة.
[كعت] الكُعَيْتُ: البلبل (2) ، جاء مصغَّراً، وجمعه كِعْتانٌ. أبو زيد: رجل كَعْتٌ وامرأة كَعْتَةٌ، وهما القصيران.
_________
(1) هذا صواب ما في اللسان، ففيه " الحديد " بالحاء المهملة، وإنما الجرة من الخزف.
(2) وأهل المدينة يسمونه النغر. وقد جاء ذكره في الحديث. اه‍ مرتضى.

(1/262)


[كفت] كفت الشئ أكفته كفتا، إذا ضممته إلى نفسك. وفى الحديث: " اكفتوا صبيانكم بالليل فإن للشيطان خطفة ". قال زهير يصف دِرعاً وأنَّ صاحبها ضمَّها إليه: ومُفاضَةٍ كالنِهيِ تَنْسُجُهُ الصَبا * بيضاَء كُفِّتَ فَضْلُها بمُهَنَّدِ وإنما شدَّده للمبالغة. وكَفَتَهُ عن وجهه، أي صرفه. وكَفَتَ، أي أسرع. والكَفْتُ: السَوق الشديد. ورجل كَفْتٌ وكَفيتٌ، أي سريع، مثال كمش وكميش. والكفت بالكسر: القدر الصغيرة. وفي المثل: " كفْتُ (1) إلى وَئيَّةٍ "، أي بليّة إلى جنبها أخرى. والكِفاتُ: الموضع الذي يُكْفَتُ فيه شئ، أي يضم. ومنه قوله تعالى: (ألم نَجْعَلِ الأرضَ كفاتا. أحياء وأمواتا) .
[كمت] الكُمَيْتُ من الخيل، يستوي فيه المذكر
_________
(1) عن مجمع الامثال اللميدانى: الكفت القدر الصغيرة. والوئية: الكبيرة. والكفت: من الكفت وهو الضم، سمى به لانه يكفت ما يلقى فيه. والوئية من الوأى، وهو الضخم، يقال فرس وأى إذا كان ضخما، والانثى وآة. يضرب للرجل يحملك البلية ثم يزيدك إليها أخرى صغيرة.

(1/263)


والمؤنث، ولونه الكمتة، وهى حمرة يدخلها قنوء (1) . قال سيبويه: سألت الخليل عن كميت فقال: إنما صغر لانه بين السواد والحمرة، كأنه لم يخلص له واحد منهما، فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب. والفرق بين الكُمَيْتِ والأشقر بالعُرْفِ والذَنَب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، وإن كانا أسودين فهو كُمَيْتٌ. تقول منه: اكمت الفرس اكمتاتا، واكْماتَّ اكْميتاتاً مثله. الأصمعيّ: يقال بعير أحمر، إذا لم يخالط حمرته شئ، فإن خالط حمرته قُنُوءٌ فهو كُمَيْتٌ، والناقة كُمَيْتٌ أيضاً. والكُمَيْتُ من أسماء الخمر، لما فيها من سَواد وحُمرة.
[كيت] التَكْييتُ: تيسير الجهاز. قال الشاعر: كَيِّتُ جِهازَك إمَّا كنتَ مرتحِلاً * إنِّي أخافُ على أذوادِكَ السَبُعا أبو عبيدة: يقال كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ بالفتح، وكَيْتِ وكَيْتِ بالكسر. والتاء فيهما هاء في الأصل، فصارت تاءً في صل.
_________
(1) هو سواد غير خالص. اه‍ مرتضى.

(1/263)


فصل اللام
[لتت] الاصمعي: لت الشئ يلته لتا، إذا شدَّه وأوثقه. وقد لُتَّ فلانٌ بفلان، إذا لُزَّ به وقُرن معه. ولَتَبَ السَويقَ ألُتُّهُ لتا، إذا جدحته (1) .
[لصت] الفراء: اللَصْتُ بفتح اللام (2) : اللص في لغة طيئ، والجمع لُصوتٌ. وهم الذين يقولون للطَسّ طَسْتٌ. قال الزبير بن عبد المطلب: ولَكِنَّا خُلِقْنا إذ خُلِقْنا * لنا الحِبَراتُ والمِسْكُ الفَتيتُ وصبرٌ في المواطِنِ كلَّ يومٍ * إذا خَفَّتْ من الفَزَعِ البُيوتُ فأفسَدَ بطنَ مَكَّةَ بعد أُنسٍ * قَراضِبَةٌ كأنهم اللصوت
[لفت] اللفت: اللى. وفى حديث حذيفة: إن من أقرإ الناس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا، يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلى (3) بلسانها ".
_________
(1) جدح السويق كمنع: لته.
(2) اللصت بالثلاث.
(3) الخلى مقصور: الرطب من الحشيش أو النبات، واحدته خلاة وجمعه أخلاء.

(1/264)


ولفت وجهه عني، أي صرفه. ولَفَتَه عن رأيه: صرفه. وتيس ألْفَتُ بيِّن اللَفَتِ، إذا كان ملتوي أحد القرنين على الآحر. والالفت في كلام تميم: الأعسرُ، وفي كلام قيس: الأحمقُ، مثل الأعْفَتْ. واللَفاتُ: الأحمق العَسِرُ الخُلُقِ. واللَفوتِ من النساء: التي لها زوجٌ ولها ولد من غيره، فهى تلفت إلى ولدها. واللَفيتَةُ: الغليظة من العصائد، لأنها تُلْفَتُ أي تُلوى. والتَفَتَ التفاتاً. والتَلَفُّتُ أكثر منه. واللِفتُ: الشَلْجَمُ (1) . واللِفتُ أيضاً: الشِقُّ. يقال: لفتُهُ معه، أي صغْوُهُ (2) . ولفْتاهُ: شقَّاهُ. وقولهم: لا تلتفت لِفْتَ فلان، أي لا تنظر إليه.
[ليت] لَيْتَ: كلمة تَمَنّ، وهي حرف تنصب الاسم وترفع الخبر، مثل كأنّ وأخواتها، لأنها شابهت الأفعال بقوّة ألفاظها واتّصال أكثر المضمرات بها
_________
(1) في (شلجم) منه: الشلجم نبت معروف. قال الراجز:
تسألني برامتين شلجما * وقال في القاموس: الشلجم كجعفر: نبت معروف، ولا تقل ثلجم ولا شلجم، أو لغية.
(2) صغوه وصغاه معك، أي ميله.

(1/264)


وبمعانيها. تقول: ليت زيدا ذاهب. وأما قول الشاعر (1) :
يا ليت أيام الصبا رواجعا * فإنما أراد: يا ليت أيام الصبا لنا رواجع، نصبه على الحال. وحكى النحويون أن بعض العرب يستعملها بمنزله وجدت، فيعديها إلى مفعولين ويجريها مجرى الافعال، فيقول: ليت زيدا شاخصا، فيكون البيت على هذه اللغة. ويقال: ليتى ولَيْتني، كما قالوا: لَعَلِّي ولَعَلَّني، وإنّي وإنّني. قال الشاعر (2) : كَمُنْيَةِ جابرٍ إذ قال لَيْتي * أصادفُه وأغْرَم (3) جُلَّ مالي والليتُ بالكسر: صَفْحة العنق، وهما لِيتانِ. ولاتَهُ عن وجهه يَلوتُهُ ويَليتُهُ، أي حبسه عن وجهه وصرفه. قال الراجز (4) : وليلةٍ ذات دُجًى (5) سَرَيْتُ * ولم يَلِتْني عن سُراها لَيْتُ أي لم يمنعني عن سُراها مانع.
_________
(1) هو العجاج.
(2) زيد الخيل.
(3) في العينى: " وأفقد بعض مالى ". وقبله: تمنى مزيد زيدا فلاقى * أخا ثقة إذا اختلف العوالي في اللسان: " وأتلف جل ".
(4) الحذلمى.
(5) في اللسان: " ذات ندى ".

(1/265)


وكذلك ألاته عن وجهه. فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى. ويقال أيضاً: ما ألاتَهُ من عمله شيئاً، أي ما نقَصه، مثل ألَتَهُ. قاله الفراء. وأنشد: ويأكلنَ ما أعنى الوَليُّ فلم يُلِتْ * كأنّ بحافات النهاء المزارعا (1) وقوله تعالى: (ولات حين مناص) . قال الاخفش: شبهوا لات بليس وأضمروا فيها اسم الفاعل. قال: ولا تكون لات إلا مع حين، وقد جاء حذف حين في الشعر، قال مازن ابن مالك: " حنت ولات هنت، وإنى لك مقروع (2) ". فحذف الحين وهو يريده. قال: وقرأ بعضهم (ولات حين مناص) فرفع حين وأضمر الخبر. وقال أبو عبيد: هي لا، والتاء إنما زيدت في حين، وكذلك في تلان، وإن كتبت مفردة (3) . قال أبو وجزة
_________
(1) البيت لعدى بن زيد.
(2) قال في المحكم إنه ليس بشعر. ومقروع: لقب عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وضمير " حنت " لهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم. انظر اللسان (قرع) .
(3) في الاصل وكذا في اللسان: " وأوان كتبت مفردة ". وهو تحريف. وإنما المراد أن التاء زيدت في أول الحين وإن رسمت مفردة قبلها.

(1/265)


العاطِفونَ تَحينَ ما من عاطِفٍ * والمطعمون زمان أين المطعم (1) وقال المؤرج: زيدت التاء في لات كما زيدت في ثمت وربت.
فصل الميم
[متت] المَتُّ: المَدُّ: والمَتُّ: النَزْعُ على غير بكَرةٍ. والمَتُّ: توسُّلٌ بقرابة. والماتَّةُ: الحُرْمَةُ والوسيلة. تقول: فلان يمُتُّ إليك بقرابةٍ. والمَوَاتُّ: الوسائل.
[محت] المَحْتُ: الشديد من كل شئ. ويوم محت، أي شديد الحر، مثل حمت. وقد محت يومنا بالضم.
[مرت] المَرْتُ: مفازةٌ لا نباتَ فيها. ومكان مَرْتٌ بيِّن المُروتة. قال الراجز (2) :
_________
(1) في نسخة " زمان ما من مطعم ". قال ابن برى: صواب إنشاده: العاطِفونَ تَحينَ ما من عاطِفٍ * والمنعمون زمان أين المنعم واللاحفون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين المطعم
(2) هو خطام المجاشعى.

(1/266)


ومهمهين قذفين مرتين * ظهراهما مثل ظهور الترسين (1) ورجل مَرْتُ الحاجبِ، إذا لم يكن على حاجبه شعر. قال ذو الرمة: كل جنين لثق السربال (2) * مرت الحجاجين من الاعجال يعنى جنينا ألقته أمه قبل أن ينبت وبره. والمروت بالتشديد: اسم واد. قال أوس: وما خليج من المروت ذو شعب * يرمى الضرير بخشب الطلح والضال ومنه يوم المروت، بين بنى قسير وتميم.
[مقت] مَقَتَهُ مَقْتاً: أبغضه، فهو مَقيتٌ وممقوتٌ. ونِكاح المَقْتِ كان في الجاهلية: أن يتزوَّج الرجل امرأة أبيه.
[موت] الموتُ: ضدُّ الحياة. وقد مات يموت ويمات أيضا. قال الراجز:
_________
(1) بعده:
جبتهما بالنعت لا بالنعتين
(2) في اللسان: يطرحن بالمهارق الاغفال * كل جنين لثق السربال حى الشهيق ميت الاوصال * مرت الحجاجين من الاعجال

(1/266)


بنيتي سيدة البنات * عيشي ولا نأمن (1) أن تماتى فهو ميِّتٌ ومَيْتٌ. وقومٌ مَوْتى وأمواتٌ، وميتون وميتون. وأصل ميت ميوت على فيعل، ثم أدغم. ثم يخفف فيقال ميت. قال الشاعر (2) وقد جمعهما في بيت: ليس من مات فاستراح بمَيْت * إنَّما المَيْتُ ميت الاحياء ويستوى فيه المذكر والمؤنث، قال الله تعالى: (لنُحْيِيَ به بلدَةً مَيْتاً) ولم يقل ميتة. قال الفراء: يقال لمن لم يمت: إنه مائت عن قليل وميت. ولا يقولون لمن مات: هذا مائِتٌ. والمَيْتَةُ: ما لم تلحقه الذكاة (3) . والميتة بالكسر، كالجِلسة والرِكبة. يقال: مات فلان مِيتةً حسنةً. وقولهم: ما أَمْوَتَهُ، إنما يراد به ما أموت قَلْبَهُ، لأنَّ كلَّ فعل لا يتزيَّد لا يتعجَّب منه. والمُواتُ، بالضم: الموت. والمَواتُ بالفتح: ما لا روحَ فيه. والمَواتُ أيضاً: الأرض التي لا مالكَ لها من الآدميِّين، ولا ينتفع بها أحد. ورجلٌ مَوْتانُ الفؤادِ، وامرأةٌ موتانة الفؤاد.
_________
(1) في اللسان: " لا يؤمن ".
(2) هو عدى بن الرعلاء.
(3) بالذال المعجمة، أي الذبح.

(1/267)


والموتان، بالتحريك: خلاف الحيَوان. يقال: اشترِ المَوَتانَ ولا تشترِ الحيوان، أي اشترِ الأرضَ والدُورَ ولا تشترِ الرقيقَ والدوابَّ. وقال الفراء: المَوَتانُ من الأرض: التي لم تُحْيَ بعد. وفي الحديث: " مَوَتانُ الأرضِ لله ولرسوله، فمن أحيا منها شيئاً فهو له ". والمُوتانُ بالضم: موتٌ يقع في الماشية. يقال: وَقَعَ في المال موتانٌ. وأماتَه الله ومَوَّتَهُ، شدِّد للمبالغة. وقال: فعُرْوَةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً وها أنذا أُمَوَّتُ كُلَّ يومِ وأَماتَتِ الناقةُ، إذا مات ولدها، فهي مُميتٌ ومُميتَةٌ. قال أبو عبيد: وكذلك المرأة. وجمعها مَماويتُ. ابن السكيت: أَماتَ فلانٌ، إذا مات له ابنٌ أو بَنون. والمُتَماوِتُ، من صفة الناسك المُرائي. وموتٌ مائتٌ، كقولك ليلٌ لائلٌ، يؤخذ من لفظه ما يؤكَّد به. والمستميت للأمر: المسترسِل له. قال رؤبة (1) : وزَبَدُ البحرِ له كَتيتُ * والليلُ فوقَ الماءِ مستميتُ والمستميت أيضاً: المستقتِل الذي لا يبالي في الحرب من الموت.

(1/267)


والموتة بالضم: جنس من الجنون والصَرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمالُ عقله، كالنائم والسكران. ومؤتة بالهمز: اسم أرض قتل بها جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه.
فصل النون
[نأت] نَأَتَ الرجل يَنْئِتُ نَئيتاً، إذا أنَّ، مثل نَهَتَ. ورجل نآت، مثل نهات.
[نبت] النَبْتُ: النبات. يقال: نَبَتَتِ الأرض وأنْبَتَتْ، بمعنًى. ونَبَتَ البقل وأنْبَتَ بمعنى. وأنشد الفراء (1) : رأيتَ ذوي الحاجات حولَ بيوتهم * قَطيناً لهمْ حتَّى إذا أنبتَ البَقْلُ (2) أي نَبَتَ. وأنْبَتَهُ الله فهو منبوتٌ، على غير قياس. وأنْبَتَ الغلامُ، أي نَبَتَتْ عانَتُه. ونَبَّتُّ الشجرَ تنبيتاً: غرسته. يقال: نَبِّتْ أجلك بين عينيك.
_________
(1) لزهير بن أبى سلمى.
(2) قبله: إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت * ونال كرام الناس في الحجرة الاكل

(1/268)


ونبت الصبى تنبيتاً: رَبَّيته. والمَنْبِتُ: موضع النبات. ويقال: ما أحسن نابِتَةَ بَني فلان، أي ما تَنْبُتُ عليه أموالُهم وأولادهم. ونَبَتَتْ لهم نابِتَةٌ، إذا نَشَأ لهم نَشَأٌ صِغار. وإنّ بني فلان لَنابِتَةُ شرٍّ. والنوابت من الاحداث: الاغمار. والنبيت: حى من اليمن. والينبوت: شجر.
[نحت] نَحَتَهُ يَنْحِتُهُ بالكسر نَحْتاً، أي براه. والنُحاتة: البُراية. والمِنْحَتُ: ما يُنْحَتُ به. والنَحيتة: الطبيعة. والنَحيتُ: الدخيل في القوم. قال الشاعر (1) : الخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهِمْ * وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقرِ والحافرُ النحيت: الذى ذهبت حروفه.
[نصت] الإنصات (2) : السكوت والاستماع للحديث: تقول: أنْصِتوهُ وأنْصِتوا له. قال الشاعر (3) :
_________
(1) الخرنق أخت طرفة.
(2) نصت ينصت نصتا من باب ضرب، وأنصت وانتصت: سكت، والاسم النصتة بالضم.
(3) هو وشيم بن طارق، أو لحيم بن صعب.

(1/268)


إذا قالت حذام فأنصتوها * فإن القول ما قالت حذام (1) ويروى: " فصدقوها ".
[نعت] النعت: الصفة. ونعت الشئ وانتعته، إذا وصفته. وناعتون: اسم موضع.
[نفت] نَفَتَتِ القِدْرُ تَنْفِتُ نَفيتاً، إذا كانت ترمي بمثل السهام من الغلي. يقال: القِدْرُ تَنافَتُ وتَنافَطُ. ومِرْجَلٌ نَفوتٌ. وإنَّ فلاناً ليَنْفِتُ غَضَباً ويَنْفِطُ، أي يغلي. والنَفيتَةُ: الحريقةُ، وهو أن يُذَرَّ الدقيقُ على ماءٍ أو لبن حتَّى يَنْفِتَ. وهي أغلظ من السَخينةِ، يتوسَّع بها صاحب العيال إذا غلبه الدهر.
[نقت] نَقَتُّ المخَّ أَنْقُتُهُ نَقْتاً: لغة في نَقَوْتُهُ، إذا استخرجته. كأنهم أبدلوا الواو تاء.
[نكت] النَكْتُ: أن تَنْكُتَ في الأرض بقضيبٍ، أي تضرب بقضيب فتؤثِّر فيها. ويقال أيضاً: طعنه فنَكَتَهُ، أي ألقاه على رأسه، فانتكت هو.
_________
(1) حذام: اسم امرأة الشاعر، وهى بنت العتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة.

(1/269)


ومر الفرس ينكت، وهو أن ينبو عن الأرض. والنكتة كالنقطة. ورطبة منكتة، إذا بدا فيها الإرطابُ. قال العدبَّس الكنانيّ: الناكِتُ أن ينحرف مرفق البعير حتَّى يقعَ على الجنب فيخرقه.
[نوت] النَواتيُّ: الملاَّحون في البحر خاصّة، وهو من كلام أهل الشام، واحدهم نوتى. وأما قول الراجز (1) : يا قبح الله بنى السعلات * عمرو بن يربوع شرار النات * ليسوا أعفاء ولا أكيات * فإنما يريد الناس وأكياس، فقلب السين (2) . وهى لغة لبعض العرب، عن أبى زيد.
[نهت] النَهيتُ كالزئير، إلا أنَّه دونه. يقال: نَهَتَ يَنْهِتُ بالكسر. وأسدٌ نَهَّاتٌ. وحمارٌ نَهَّاتٌ، أي نَهَّاقٌ. ورجلٌ نَهَّاتٌ، أي زَحَّارٌ.
فصل الواو
[وقت] الوَقْتُ معروف والميقات: الوقتُ المضروب للفعل، والموضعُ. يقال هذا ميقات أهل الشام، للموضع الذي يحرمون منه.
_________
(1) هو الراجز علباء بن أرقم.
(2) أي جعلها تاء.

(1/269)


وتقول: وقته فهو موقوت، إذا بيَّنَ للفعل وقتاً يُفْعَلُ فيه. ومنه قوله تعالى: (إنَّ الصلاةَ كانتْ على المؤمنين كتاباً موقوتاً) ، أي مفروضاً في الأوقات. والتوقيت: تحديد الأوقات. تقول: وقَّتُّهُ ليوم كذا، مثل أَجَّلْتُهُ. وقرئ: (وإذا الرسُلُ وُقِّتَتْ) مخفَّفة و (أقتت) لغة، مثل وجوه وأجوه. والموقت: مفعل من الوقت. قال العجاج:
والجامعُ الناس ليوم الموقت
[وكت] الوكتة: كالنقطة في الشئ. يقال: في عينه وَكْتَةٌ. ووَكَّتَتِ البُسْرَةُ توكيتاً، من نُقَط الإرطاب.
[وهت] أَوْهَتَ اللحمُ يوهِتُ: أَنْتَنَ. وأيهت يوهت لغة. وإنما صارت الياء في يوهت واوا لضمة ما قبلها.
فصل الهاء
[هبت] الهَبيتُ: الجبان الذاهبُ العقل. قال طرفة: فالهَبيتُ لا فؤاد له * والثبيت قلبه قيمه

(1/270)


وقد هبت الرجل أن نخب. ورجل مَهْبوتُ الفؤادِ، وفي عقله هَبْتَةٌ، أي ضعفٌ. وهَبَتَهُ يَهْبِتُهُ هَبْتاً، أي ضربه. حكاه أبو عبيد.
[هتت] قال الأصمعي: يقال للرجل إذا كان جيِّدَ السِياقِ للحديث: هو يسرده سرداً ويَهُتُّهُ هَتًّا. ورجل مِهَتٌّ وهتَّاتٌ، أي خفيفٌ كثير الكلام.
[هرت] هَرَتَ اللحم: طبخَه حتَّى تَهَرَّأ. وهَرَتَ الثوبَ، أي مزَّقه. وهَرَتَ عِرضَه، إذا طعن فيه. والهَريتُ: الواسعُ. الشدقين، تقول منه: هَرِتَ بالكسر. وأسد أهْرَتُ بيِّنُ الهَرَتِ، وهو مَهْروتُ الفمِ. وكلابٌ مُهَرَّتَةُ الأشداقِ. وربَّما قالوا للمرأة المفضاة: هريت.
[هفت] هفت الشئ هفتا وهفاتا، أي تطاير لخفته. قال الراجز (1) :
كأن هفت القطقط المنثور (2) * وكل شئ انخفضَ واتَّضع فقد هَفَتَ وانْهَفَتَ.
_________
(1) العجاج.
(2) بعده: بعد رذاذ الديمة الديجور * على قراه فلق الشذور

(1/270)


والتَهافُتُ: التساقُطُ قطعةً قطعة. وتَهافَتَ الفراشُ في النار، أي تساقَطَ. ويقال: وردتْ هَفيتَةٌ من الناس، للذين أقْحَمَتْهُمُ السَنَةُ (1) . والهَفاتُ: الأحمق، مثل اللفات.
[هلت] الهلتى، على فعلى: نبت.
[هيت] هَيَّتَ به وهَوَّتَ به، أي صاح به ودعاه. وقال:
لو كان مغنيا بنا لهيتا (2) * وقال الراجز: ترمى الاماعيز بمجمرات (3) * وأرجل روح مجنبات * يحدو بها كل فتى هيات * وقولهم: هَيْتَ لك، أي هلمَّ لك. قال الشاعر في علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أبْلِغْ أميرَ المؤمِني‍ * نَ أخا العراق إذا أتيتا
_________
(1) أي الجدب.
(2) قبله:
قد رابنى أن الكرى أسكتا
(3) في المطبوعة الاولى " بمحمرات " بالحاء المهملة، صوابه في اللسان. والمجمر: الخف الصلب الشديد المجتمع.

(1/271)


إن العراق وأهلهُ * سلمٌ إليك فَهَيْتَ هَيْتا أي هلمَّ وتعال. يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث إلا أن العدد فيما بعده. تقول: هَيْتَ لكما، وهَيْتَ لكُنَّ. والهَوْتَةُ بالفتح: المنخفضُ في الأرض. وكذلك الهُوتَة بالضم (1) . وهيت بالكسر: اسم بلد على الفرات. قال الاصمعي: أصلها من الهوة. وتقول: هات يا رجل بكسر التاء، أي أعطني، وللاثنين: هاتِيا مثل آتِيا، وللجمع: هاتوا، وللمرأة: هاتي بالياء، وللمرأتين: هاتِيا، وللنساء: هاتينَ: مثل عاطينَ. وتقول: هاتِ لا هاتَيْتَ، وهاتِ إن كانت بك مُهاتاةٌ. وما أُهاتيكَ، كما تقول ما أُعاطيكَ. ولا يقال منه هاتَيْتُ، ولا يُنهى بها. قال الخليل: أصل هات من آتى يؤتى، فقلبت الالف هاء.
فصل الياء
[يقت] الياقوت، يقال فارسي معرب. وهو فاعول، الواحدة ياقوتة، والجمع اليواقيت.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " وكذلك الهوة بالضم "، تحريف وفى اللسان: " الهوتة والهوتة بالفتح والضم: ما انخفض من الارض واطمأن ".

(1/271)


باب الثاء:
فصل الالف
[أبث] الابث: الاشر النشيط. قال الراجز (1) : أصبح عمار نشيطا أبثا * يأكل لحما بائتا قد كبثا وقال أبو عمرو: أَبِثَ الرجلُ بالكسر، يَأبَثُ وهو أن يشرب اللبن حتّى ينتفخ ويأخذَه كهيئة السُكْر. قال: ولا يكون ذلك إلا من ألبان الابل.
[أثث] أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أثاثه (2) ، أي كَثرَ والتفَّ. ونبات أَثيثٌ وشَعَرٌ أثيثٌ. ونساء أَثائِثُ: كثيراتُ اللحم. قال رؤبة:
ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأثائِثُ (3) * والأثاث: متاع البيت. قال الفراء: لا واحد له. وقال أبو زيد: الأثاثُ المالُ أجمعُ: الإبلُ، والغنم، والعبيدُ، والمتاعُ. الواحدة أثاثة. وتأثث فلان، إذا أصاب رياشا. وأثاثة بالضم: اسم رجل.
_________
(1) هو أبو زرارة النصرى.
(2) أث البنات يئث مثلثة، أثاثة وأثاثا وأثوثا.
(3) بعده:
تميلها أعجازها الاواعث:

(1/272)


[أرث] الارث: الميراث، وأصل الهمز فيه واو. يقال هو في إرث صدق، أي أصل صدق. وهو على إرْثٍ من كذا، أي على أمر تَوارثَه الآخر عن الأوّل. والتأريث: الإغراء بين القوم. والتأريث أيضاً: إيقاد النار. قال عدى بن زيد: ولها ظبى يؤرثها * جاعل في الجيد (1) تقصارا والارثة بالضم: سرجين يوضع عندَ الرماد لتكون عُدَّةً إذا احتيج إليها. يقال: تأرثت النار، إذا اتقدت في الارثة.
[أنث] الأنثى: خلاف الذكر، ويجمع على إناث. وقد قيل أُنُثٌ كأنَّه جمع إناثِ. وآنَثَتِ المرأةُ، إذا وَلدت أنثى، فهي مُؤْنِثٌ. وإذا كان ذلك عادتَها فهي مئناث أيضا، لانهما يستويان في مفعال. وتأنيث الاسم، خلاف تذكيره. وقد أنثته فتأنث.
_________
(1) في اللسان: " عاقد في الجيد ".

(1/272)


والانيث: ما كان من الحديد غير ذَكَرٍ. والأُنْثَيانِ: الخُِصْيانِ. والأُنْثَيانِ أيضاً: الاذنان. قال الشاعر (1) : وكنا إذا القيسي نب عتوده * ضربناه دون الانثيين على الكرد (2) قال الكلابي: يقال أرض أنيثة: تنبت البقل سهلة.
فصل الباء
[بثث] بَثَّ الخبرَ وأَبَثَّهُ بمعنىً، أي نشره. يقال: أَبْثَثْتُكَ سِرِّي، أي أظهرته لك. وبَثَّثَ الخبرَ، شُدِّدَ للمبالغة، فانْبَثَّ أي انتشر. وتَمْرٌ بَثٌّ، إذا لم يُجَدْ كنزه. وهو كقولهم ماء غور. قال الاصمعي: تمر بث، إذا كان منثوراً متفرِّقاً بعضه من بعض. والبَثُّ: الحالُ والحُزْنُ. يقال: أَبْثَثْتُكَ، أي أظهرتُ لك بثِّي. وبَثْبَثْتُ الخبرَ بَثْبَثَةً: نَشَرْتُهُ، وكذلك الغبار، إذا هيجته.
[بحث] بحثت عن الشئ وابتحثت عنه، أي فتَّشت عنه. وفي المثل: " كالباحث عن الشَفرة ". وقولهم: " تركته بمباحث البقر (3) "،
_________
(1) هو الفرزدق.
(2) ويروى: " ضربناه فوق ". والكرد: العنف، أو أصله.
(3) ويقال أيضا: " تركته بملاحس البقر أولادها ".

(1/273)


أي بالمكان القفْر، يعني بحيث لا يُدْرى أين هو.
[برث] البَرْثُ: الأرض السهلة الليّنة، والجمع براث وأبراث وبروث. وفى شعر رؤبة البرارث، ويقال إنه خطأ (1)
[برغث] البرغوث: واحد البراغيث.
[بعث] بغثه وابتعثه بمعنى، أي أرسله، فانبعثَ. وقولهم: كنتَ في بَعْثِ فلانٍ، أي في جيشه الذي بُعِثَ معه. والبُعوثُ: الجيوش. وبَعَثْتُ الناقةَ: أَثَرْتُها. وبَعَثَهُ من منامه، أي أهَبَّه. وبَعَثَ الموتى: نَشَرَهُم ليوم البعث. وانْبَعَثَ في السير، أي أسرع. وتَبَعَّثَ منِّي الشِعْرُ، أي انبعثَ، كأنَّه سارَ. والبعيث: اسم شاعر من بنى تميم (2) ، سمى بذلك لقوله: تبعث منى ما تبعث بعد ما اس‍ * تمر فؤادى واستمر مريزى (3) ويوم بعاث بالضم: يوم للاوس والخزرج.
_________
(1) قال رؤبة: أقفرت الوعساء فالعثاعث * من أهلها فالبرق البرارث
(2) اسمه خداش بن بشير، وكنيته أبو مالك.
(3) قال ابن برى: " وصواب إنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قتيبة وغيره: واستمر عزيمى ".

(1/273)


[بغث] ابن السكيت: البَُِغاثُ: طائر أَبْغَثُ (1) إلى الغُبْرَةِ، دُوَيْنَ الرَّخْمَةِ بطئ الطيران. وفى المثل " إنَّ البغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ "، أي من جاورنا عز بنا. وقال يونس: فمن جعل البغاث واحدا فجمعه بغثان، مثل غزال وغزلان. ومن قال للذكر والانثى بغاثة فالجمع بغاث، مثل نعامة ونعام. وقال الفراء: بُغاثُ الطير: شِرارُها وما لا يصيد منها. وفي بغاث ثلاث لغاتٍ. والأَبْغَثُ قريب من الأغبر. والأَبْغَثُ: مكان ذو رمل. والبَغْثاء من الغنم: مثل الرَّقطاء. والبَغْثاء: أخلاط الناس، يقال: دخلنا في البَغْثاءِ، أي في عامَّة الناس وجماعتهم.
[بوث] باث عن الشئ يبوث بوثا: بحث عنه.
_________
(1) قوله طائر أبغث: قال ابن برى هذا غلط من وجهين أحدهما أن البغاث اسم جنس وأبغث صفة بدليل قولهم أبغث بين البغثة وجمعه بغث مثل أحمر وحمر. والوجه الثاني أن البغاث ما لا يصيد من الطير، وأما الابغث فهو ما كان لونه أغبر وقد يكون صائدا وغير صائد. قال النضر: وأما الصقور فمنها أبغث وأحوى وأبيض. فجعل الابغث صفة لما كان صائدا أو غير صائد، بخلاف البغاث الذى لا يكون منه شئ صائد اه‍. باختصار من مرتضى وسكت عليه. وفيه نظر.

(1/274)


والاستباثة: الاستخراج. وقال أبو المثلَّم (1) : لَحَقُّ بَني شِغارَةَ (2) أنْ يقولوا * لِصَخْرِ الغَيِّ ماذا تستثبيث
[بهث] بهثة بالضم: أبو حى من سليم. وهو بهثة ابن سليم بن منصور. وقال الجهنى (3) : تَنادَوا يالَ بُهْثَةَ إذ رَأوْنا * فقلنا أحسنى ملا جهينا وفلان لبهثة، أي لزنية.
فصل التاء
[تفث] التَفَثُ في المناسك: ما كان من نحو قص الاظفار والشارِب وحلْق الرأس والعانة، ورمْي الجِمار، ونحْر البُدْن وأشباه ذلك. قال أبو عبيدة: ولم يجئ فيه شعر يحتج به.
فصل الثاء
[ثلث] الثلاثة في عدد المذكر، والثلاث في عدد المؤنث. والثلاثاء (4) من الأيام ويجمع على ثَلاثاواتٍ.
_________
(1) أبو المثلم الهذلى. وعزاه أبو عبيدة إلى صخر الغى، وهو سهو.
(2) في اللسان " شعارة " بالعين المهملة.
(3) هو عبد الشارق بن عبد العزى الجهنى.
(4) هو بفتح الثاء، ويضم.

(1/274)


والثُلُثُ: سهمٌ من ثلاثة، فإذا فتحت الثاء زدت ياءً فقلت ثَليثٌ، مثل ثَمينٍ، وسَبيعٍ وسَديسٍ وخميس ونصيف. وأنكر أبو زيد منها خميسا وثليثا. والثلث، بالكسر، من قولهم هو يَسْقي نخْلة الثِلْثِ، لا يُستعملُ الثِلْثُ إلا في هذا الموضع. وليس في الورد ثلث، لان أقصر الورد الرفه وهو أن تشرب الابل كل يوم، ثم الغب وهو أن ترد يوما وتدع يوما، فإذا ارتفع من الغب فالظمء الربع ثم الخمس، وكذلك إلى العشر. قاله الاصمعي. وثلاث ومثلث غير مصروف للعدل والصفة، لأنه عدل من ثَلاثَةٍ إلى ثُلاثَ ومَثْلَثَ، وهو صفةٌ لأنّك تقول: مررت بقوم مثنى وثلاث. وقال تعالى: (أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع) فوصف به. وهذا قول سيبويه، وقال غيره: إنما لم ينصرف لتكرر العدل فيه في اللفظ والمعنى، لانه عدل عن لفظ اثنين إلى لفظ مثنى وثناء، وعن معنى اثنين إلى معنى اثنين اثنين، لانك إذا قلت جاءت الخيل مثنى فالمعنى اثنين اثنين، أي جاءوا مزدوجين. وكذلك جميع معدول العدد. فإن صغرته صرفته فقلت أحيد،

(1/275)


وثنيى (1) ، وثليث، وربيع، لانه مثل حمير فخرج إلى مثال ما ينصرف. وليس كذلك أحمد وأحسن، لانه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لانهم قد قالوا في التعجب: ما أميلح زيدا وما أحيسنه. وثلثت القوم أَثْلَثُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ ثُلُثَ أموالهم. وأَثْلِثُهُمْ بالكسر، إذا كنت ثالِثَهُمْ أو كَمَّلْتَهُمْ ثلاثةً بنفسك (2) . قال الشاعر: فإنْ تَثْلِثوا نَرْبَعْ وإنْ يَكُ خامسٌ * يَكُنْ سادسٌ حتى يبيركم القتل وكذلك إلى العشرة، إلا أنك تفتح أربعهم وأسبعهم وأتسعهم فيهما (3) جميعا لمكان العين. وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثلثتهم،
_________
(1) صوابه " ثنى ". قال الرضى في شرح الكافية 1: 231: " فإذا حقر نحو عطاء قلب ألفه ياء كما في حمار، فيرجع لام الكلمة إلى أصلها من الواو لزوال الالف قبلها، ثم تنقلب ياء لتطرفها مكسورا ما قبلها، فتجتمع ثلاث ياءات: الاولى للتصغير، والثانية عوض من الالف الزائدة، والثالثة عوض عن لام الكلمة، فتحذف الثالثة نسيا فيقال عطى، ويدور الاعراب على الثانية ".
(2) قوله أو كملتهم الخ. قال شيخنا: أو هنا بمعنى الواو للتفصيل والتخيير، ولا يصح كونها لتنويع الخلاف اه‍. مرتضى. وقال ابن برى: والشعر المذكور هنا لعبد الله بن الزبير الاسدي يهجو طيئا. وبعده: وإن تسبعوا نثمن وإن يك تاسع * يكن عاشر حتى يكون لنا الفضل
(3) أي في معنى الاخذ، وفى معنى كونه مكملا للعدد.

(1/275)


أي صرت بهم تمام ثلاثين. وكانوا تسعة وثلاثين فربعتهم، مثل لفظ الثلاثة والاربعة، وكذلك إلى المائة، قاله أبو عبيدة. وثالثة الاثافي: الحيد النادر من الجبل، يجمع إليه صخرتان ثم تنصب عليهما القدر. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة. وكانوا ثلاثة فأربَعوا كذلك، إلى العشرة. قال ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة مضاف، إلى العشرة، ولا ينون. فإن اختلفا فإن شئت نونت وإن شئت أضفت، قلت: هو رابع ثلاثة ورابع ثلاثة، كما تقول هو ضارب عمرو وضارب عمرا، لان معناه الوقوع، أي كملهم بنفسه أربعة. وإذا اتفقا فالاضافة لا غير لانه في مذهب الاسماء، لانك لم ترد معنى الفعل وإنما أردت هو أحد الثلاثة وبعض الثلاثة، وهذا لا يكون إلا مضافا. وتقول: هذا ثالث اثنين وثالث اثنين (1) . المعنى هذا ثلث اثنين أي صيرهما ثلاثة بنفسه. وكذلك هو ثالث عشر وثالث عشر بالرفع والنصب، إلى تسعة عشر. فمن رفع قال: أردت ثالث ثلاثة عشر فحذفت الثلاثة وتركت ثالثا على إعرابه. ومن نصب قال: أردت ثالث ثلاثة عشر،
_________
(1) قوله وثالث اثنين بالاضافة أو التنوين، نظير ما مر في ضارب عمرو.

(1/276)


فلما أسقطت منه الثلاثة ألزمت إعرابها الاول ليعلم أن هاهنا شيئا محذوقا. وتقول: هذا الحادى عشر والثانى عشر إلى العشرين، مفتوح كله، لما ذكرناه. وفى المؤنث هذه الحادية عشرة وكذلك إلى العشرين، تدخل الهاء فيها جميعا. وأهل الحجاز يقولون: أتونى ثلاثتهم وأربعتهم إلى العشرة فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أتيننى ثلاثهن وأربعهن. وغيرهم يعربه بالحركات الثلاث، يجعله مثل كلهم. فإذا جاوزت العشرة لم يكن إلا النصب، تقول: أتونى أحد عشرهم، وتسعة عشرهم. وللنساء: أتيننى إحدى عشرتهن، وثماني عشرتهن. والثَلوثُ من النوق: التي تجمع بين ثَلاثِ آنية تملؤها إذا حُلِبَتْ، وكذلك التي تَيْبَسُ ثلاثةٌ من أخلافها. والمثلوثة: مَزادةٌ تكون من ثلاثة جلود. وحبلٌ مثلوثٌ، إذا كان على ثَلاثِ قُوىً. وشئ مثلث، أي ذو أركان ثلاثة. والمثلَّثَّ من الشراب: الذي طُبِخَ حتَّى ذهب ثُلُثاهُ. ويقال أيضاً: ثَلَّثَ بناقته، إذا صَرَّ منها ثلاثةَ أخلافٍ. فإن صَرَّ خلفين قيل: شطر بها.

(1/276)


فإن صر خلفا واحدا قيل: خلف بها. فإن صر أخلافها كلها جمع قيل: أجمع بناقته وأكمش.
فصل الجيم
[جأث] أبو زيد: جَأَثَ البعير يَجْأَثُ جَأْثاً، وهي مِشيَتُهُ مُوقَراً حَمْلاً. وقد جُئِثَ (1) الرجُل، إذا أفزِعَ، فهو مَجْؤُوثٌ، أي مذعور.
[جثث] الجُثَّةُ: شخص الإنسان قاعداً أو نائماً. وجَثَّهُ: قلعه. واجْتَثَّهُ: اقتلعه. والجَثيثُ من النَخل: الفَسِيلُ. والجَثيثةُ: الفَسيلةُ. ولا تزال جثيثةً حتى تُطْعِمَ، ثم هي نخلة. والمجثة والمجثاث: حديدة يقطع بها الفسيل. وشعر جثاجث بالضم، ونبت جُثاجِثٌ أي ملتفٌّ. وبعيرٌ جُثاجثٌ، أي ضخم. والجث بالفتح: الشمع، ويقال هو كلّ قذَىً خالط العسلَ من أجنحة النحل وأبدانها (2) . قال ساعدة بن جؤية:
_________
(1) قوله وقد جئث أي بالضم، وفى الحديث أنه عليه السلام رأى جبريل، قال " فجئثت منه فرقا حين رأيته " أي ذعرت وخفت.
(2) والجث بالضم: المرتفع من الارض.

(1/277)


* لدى الثول ينفى جثها ويؤومها (1) * والجثجاث: نبت، وهو من أحرار (2) الشجر.
[جدث] الجَدَثُ: القبر، والجمع أَجْدُثٌ وأجداث. قال المتنخل الهذلى: عرفت بأجدث فنعاف عرق * علامات كتحبير النماط (3) واجتدث، أي اتخذ جدثا.
[جرث] الجريث بالتشديد: ضرب من السمك.
[جنث] الجِنْث: ألأصل. يقال: فلان من جِنْثِكَ وجِنْسِكَ، أي من أصلك، لغة أو لثغة. والجنثى (4) : الزراد. قال لبيد يصف درعا: أحكم الجنثى من عوراتها كُلَّ حِرْباَء إذا أُكْرِهَ صَلّ.
_________
(1) صدره:
فما برح الاسباب حتى وضعنه * يصف مشتار عسل ربطه أصحابه بالاسباب، وهى الحبال، ودلوه من أعلى الجبل إلى موضع خلايا النحل. وقوله " يؤومها " أي يدخن عليها بالايام، وهو الدخان. والثول: جماعة النحل.
(2) في المطبوعة الاولى " أمرار " تحريف، صوابه في اللسان.
(3) بعده: وما أنت الغداة وذكر سلمى * وأمسى الرأس منك إلى اشمطاط
(4) بكسر الجيم وضمها.

(1/277)


وأما قول الشاعر: ولكنها سوقٌ يكون بياعُها * بِجُنْثِيَةٍ قد أَخْلَصَتْها الصَياقِلُ فيعني به السيوفَ أو الدروع.
[جهث] جَهَثَ جَهْثاً: استخفَّه الغضبُ.
[جوث] جواثى: اسم حصن بالبحرين.
فصل الحاء
[حثث] حثه على الشئ واستحثه بمعنىً، أي حضَّه عليه، فاحْتَثَّ. وحَثَّثَهُ تحثيثاً وحَثْحَثَهُ بمعنىً. وولَّى حثيثاً، أي مسرعاً حريصاً. ولا يَتَحاثُّونَ على طعام المسكين، أي لا يتحَاضُّون. والحِثِّيثَى: الحَثُّ، وكذلك الحثحوث. وقرب حثحاث، أي سريع ليس فيه فتور. وفرس جواد المحثة، أي إذا حُثَّ جاءه جريٌ بعد جريٍ. وقولهم: ما اكْتَحَلْتُ حَثاثاً، أي ما نمت. وقال الاصمعي: حثاثا بالكسر. قال أبو عبيد: وهو بالفتح أصح. والحث بالضم: حطام التبن، والرمل الخشن.

(1/278)


عن الأصمعيّ. والخبز القَفار (1) ، عن أبي عبيد، وسَويقٌ حُثٌّ، أي غير ملتوت.
[حدث] الحديث: نقيض القديم. يقال: أخذني ما قدم وما حدث لا يضم حدث في شئ من الكلام إلا في هذا الموضع، وذلك لمكان قدم، على الازدواج. والحديث: الخبرُ، يأتي على القليل والكثير، ويُجمَعُ على أحاديثَ على غير قياس. قال الفراء: نُرَى أنّ واحدَ الأحاديث أُحْدوثَةٌ، ثم جعلوه جمعا للحديث. والحدوث: كون شئ لم يكن. وأحدثه الله فحدث. وحَدَثَ أمرٌ، أي وقع. والحَدَثُ والحُدْثى والحادثةُ والحَدَثانُ، كلُّها بمعنىً. وأحدث الرجل، من الحدث. واستحدثت خبراً، أي وجدت خبراً جديداً. قال ذو الرمة: أَستحدثَ الرَكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبْراً * أَمْ راجَعَ القلب من أطرابه طرب ورجل حَدَثٌ، أي شابٌّ. فإنْ ذكرت السنَّ قلت: حديث السنّ.
_________
(1) الذى لا أدم معه.

(1/278)


وهؤلاء غلمان حُدْثانٌ، أي أحداثٌ. والمحادثة، والتحدث، والتحادث، والتحديث معروفاتٌ. ومحادثة السيف: جِلاؤه. ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ بضم الدال وكسرها، أي حسن الحديث. ورجل حديث مثال فسيق، أي كثير الحديث. وتقول: سمعت حديثى حسنة، مثل خطيبى. والا حدوثة: ما يتحدث به. ورجل حدث ملوك، بكسر الحاء، إذا كان صاحبَ حديثهم وسَمرهم. وحِدْثُ نساءٍ، يتحدَّث إليهن. وتقول: افعل ذلك الامر بحدثانه وبحَداثَتِه أي في أوَّلِهِ وطِراءَته. ويقال للرجل الصادِق الظنِّ مُحَدِّثٌ، بفتح الدال مشددة.
[حرث] الحَرْثُ: كسب المال وجمعُه. وفي الحديث: " احْرُثُ لدُنياك كأنّك تعيش أبداً (1) ". وأبو الحارث: كنية الاسد. والحارث: قلة من قلل الجولان، وهو جبل بالشام في قول النابغة. بكى حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه خائف متضائل (2)
_________
(1) وتمام الحديث: " واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ".
(2) في ديوانه: " موحش متضائل " موحش: أي ذو وحشة. ومتضائل: متصاغر.

(1/279)


والحارثان: الحارث بن ظالم بن حذيمة (1) بن يربوع بن غيظ بن مرة، والحارث بن عوف بن أبى حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة صاحب الحمالة. والحارثان في باهلة: الحارث بن قتيبة، والحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم ابن قتيبة. والحرث: الزرع. والحراث: الزراع. وقد حرث واحترث، مثل زرع وازدرع. ويقال احرث القرآنَ، أي ادْرُسْهُ. وحَرَثْتُ الناقة وأحرثتها، أي سِرْتُ عليها حتَّى هُزِلَتْ. وحَرَثْتُ النار: حَرَّكْتُها. والمِحْراثُ: ما تُحَرِّكُ به نارَ التَنُّور. وقولهم بلحارث، لبنى الحارث بن كعب، من شواذ التخفيف، لان النون واللام قريبا المخرج، فلما لم يمكنهم الادغام لسكون اللام حذفوا النون، كما قالوا مست وظلت. وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة مثل بلعنبر وبلهجيم. فأما إذا لم تظهر اللام فلا يكون ذلك.
_________
(1) قال ابن برى: ذكر الجوهرى في الحارثين الحارث ابن ظالم بن حذيمة بالحاء غير معجمة ابن يربوع. قال: والمعروف عند أهل اللغة جذيمة، بالجيم.

(1/279)


[حربث] الحربث بالضم: نبت (1) .
[حفث] الحَفِثُ، بكسر الفاء: حَفِثُ الكَرِشِ، وهو القِبَّةُ (2) . والحُفَّاثُ: حَيَّةٌ تنفخ ولا تؤذى. وقال جرير: أيفايشون (3) وقد رأوا حفاثهم * قد عضه فقضى عليه الاشجع
[حنث] الحِنْثُ: الإثم والذَنب. وبلغ الغلامُ الحِنْثَ أي المعصية والطاعة. والحِنْثُ: الخُلْفُ في اليمين. تقول: أحْنَثْتُ الرجلَ في يمينه فحَنَثَ، أي لم يبرّ فيها. وتَحَنَّثَ، أي تَعَبَّدَ واعتزل الأصنام مثل تَحَنَّفَ. وفي الحديث أنَّه كان يأتي غارَ حراء فَيَتَحَنَّثُ فيه. وفلان يَتَحَنَّثُ من كذا، أي يتأثم منه.
[حوث] حَوْثُ لغة في حَيْثُ. والحوثاء: الكبد وما يليها. قال الراجز: إنا وجدنا لحمهم (4) رديا
_________
(1) يقال أطيب الغنم لبنا ما أكل الحربث.
(2) القبة بكسر القاف وتشديد الباء، وقد تخفف.
(3) المفايشة: المفاخرة بالباطل.
(4) في اللسان: " لحمها ".

(1/280)


الكرش والحوثاء (1) والمريا ويقال: تركهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثِ باثِ، إذا فرّقهم وبدَّدهم. والاسْتِحاثَةُ مثل الاسْتِباثة، وهى الاستخراج. تقول استحثت الشئ، إذا ضاع في التراب فوجدته (2) .
[حيث] حَيْثُ: كلمةٌ تدلُّ على المكان، لأنه ظرفٌ في الأمكنة بمنزلة حينَ في الأزمنة. وهو اسم مبنى، وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين. فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيها بالغايات، لانها لم تجئ إلا مضافة إلى جملة، كقولك أقوم حيث يقوم زيد ولم تقل حيث زيد. وتقول حيث تكون أكون. ومنهم من يبنيها على الفتح مثل كيف، استثقالا للضم مع الياء. وهى من الظروف التي لا يجازى بها إلاّ مع ما، تقول: حيثما تجلسْ أجلس، في معنى أينما. وقوله تعالى: (ولا يُفْلِحُ الساحرُ حيث أتى) في حرف ابن مسعود: (أين أتى) . والعرب تقول: حئت من أين لا تعلم، أي من حيث لا تعلم.
_________
(1) قوله والحوثاء، ذكره مرتضى بالجيم تبعا للقاموس ثم ذكره في الحاء المهملة. قاله نصر.
(2) في المخطوطة: " فطلبته ".

(1/280)


فصل الخاء
[خبث] الخبيث: ضدّ الطيّب. وقد خبث الشئ خباثة، وخبث الرجل خُبْثاً، فهو خبيث، أي خَبٌّ ردئ. وأخبثه غيره، أي علمه الخُبثَ وأفسدَه. وأَخْبَثَ أيضاً، أي اتَّخذ أصحاباً خبثاء، فهو خَبيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ. وقول عنترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرٍ نِعْمَتي (1) * والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ أي مَفْسَدَةٌ. ويقال: فلانٌ لَخِبْثَةٍ، كما يقال لَزِنْيةٍ. ويقال في النداء: يا خبث، كما يقال يالكع تريد يا خبيثُ. وللمرأة: يا خَباثِ، بُنَي على الكسر مثل يا لَكاعِ. وخَبَثُ الحديد وغيره: ما نَفاهُ الكِيرُ. والأخبثانِ: البَوْلُ والغائط.
[خرث] الخُرْثيُّ: أثاث البيت وأَسْقاطُهُ.
[خنث] الانخِناثُ: التثنِّي والتكسُّر، والاسم الخُنْثُ. قال جرير: أتوعِدُني وأنتَ مجاشعى * أرى في خنث لحيتك (2) اضطرابا
_________
(1) في اللسان: " نعمة ".
(2) في ديوانه: " في خنث نخبته ".

(1/281)


وخنث أيضا: اسم امرأة لا يجرى. وخنثت الشئ فتخنث، أي عطَفته فتَعَطَّف ومنه سمِّي المُخَنَّثُ (1) . ونخنث في كلامه. والخنث بكسر النون: المستخرى المتثنى. وفى المثل: " أَخْنَثُ من دَلالٍ ". والخُنْثَى: الذي له ما للرجال والنساء جميعاً، والجمع الخناثى مثل الحبالى. وخنثت السقاء واختنثته، إذا ثَنَّيْتَهُ إلى خارجٍ فشربتَ منه، فإن كسرتَه إلى داخلٍ فقد قبعته.
[خوث] رجلٌ أخْوَثُ، أي مسترخي البَطنِ بيِّنُ الخَوَث. والأنثى خَوْثاءُ.
فصل الدال
[دأث] الأصمعي: دَأَثْتُ الطعامَ: أكلته. والدأثاء: الامة، وقد يحرك لحرف الحلق، وهو نادر، لان فعلاء بفتح العين لم يجئ في الصفات وإنما جاء حرفان في الاسماء فقط، وهو فرماء (2) وجنفاء، وهما موضعان.
_________
(1) قوله ومنه سمى المخنث، قال الازهرى: الاختناث التكسر، والتثنى ومنه سمى المخنث لتكسره. وقال الليث: إنما سمى المخنث من الخنثى.
(2) وكذا ورد في اللسان بالفاء، وصوابه " قرماء " بالقاف. وأما فرماء فليست عربية. وقرماء: قرية بوادي قرقرى باليمامة.

(1/281)


[دثث] الدَثُّ والدَثاثُ: المطر الضعيف. قال الراجز:
قلفع روض شرب الدثاثا
[دعث] الأموي: الدَعْثُ: أول المرض. وقد دُعِثَ الرجلُ، إذا أصابه اقشعرار وفتور.
[دلث] ناقةٌ دلاَثٌ أي سريعة، ونوق دلث. قال الراجز (1) يصف النوق: وخلطت كل دلاث علجن * تخليط خرقاء اليدين خلبن اللحيانى: اندلث علينا فلانٌ يَشْتُمُ، أي انخرق وانصبَّ. وقال الأصمعي: المُنْدَلِثُ الذي يمضي ويركب رأسه لا يثنيه شئ. ومدالث الوادي: مدافع سيله.
[دلهث] الدِلْهاثُ: الأسد. ورجلٌ دِلهاُثٌ ودلاهث، أي جرئ مقدم.
[دمث] الدَمِْثُ: المكان اللّين ذو رَمْلٍ، والجمع الدِماثُ. وقد دَمِثَ بالكسر يَدْمَثُ دَمَثاً. والدَماثَةُ: سهولة الخُلُقِ. يقال: ما كان أَدْمَثَ فلانا وألينه.
_________
(1) هو رؤبة.

(1/282)


والادموث: مكان الملة إذا خَبَزْتَ. وتَدْميثُ المَضْجَع: تَلْيينُه.
[ديث] دَيَّثَهُ: ذَلَّلهُ. وطريق مُدَيَّثٌ، أي مُذَلَّلٌ. والدَيُّوثُ: القُنْذُعُ، وهو الذى لا غيرة له.
فصل الراء
[ربث] رَبَثْتُهُ عن حاجته أَرْبُثُهُ بالضم رَبْثاً: حَبَسْتُهُ. والرَبيثَةُ: الأمر يحبسك، وكذلك الربيثى مثال الخصيصى. وفى الحديث: " إذا كان يوم الجمعة بعث إبليس جنوده إلى الناس فأخذوا عليهم بالربائث " أي ذكروهم الحوائج التى تربثهم. وتربث في مسيره، أي تَلَبَّثَ. وارْبَثَّ أمرُهم، أي ضعُف وأبطأ حتّى تفرقوا. قال أبو ذؤيب: رَمَيْناهُمُ حتَّى إذا ارْبَثَّ أَمْرُهُمْ * وعاد الرَصيعُ نهية للحمائل (1)
[رثث] الرث: الشئ البالى، وجمعه رِثاثٌ. وقد رَثَّ الحبلُ وغيره يرث رثاثة.
_________
(1) صوابه " وعاد الرصيع نهية ". الرصيع، بالصاد المهملة: جمع رصيعة، وهى سير يضفر يكون بين حمالة السيف وجفنه. والنهية، بالياء التحتية المثناة: الغاية التى انتهى إليها الرصيع.

(1/282)


وفلان رث الهيئة، وفي هيئته رَثاثةٌ، أي بذاذَةٌ. وأَرَثُّ الثوبُ، أي أَخْلَقَ. والرِثَّةُ: السَقَطُ من متاع البيت من الخلقان: والجمع رثث مثل قربة وقرب، ورثاث مثل رهمة ورهام. وارتثثنا رِثَّةَ القومِ، أي جمعناها. والرِثَّةُ أيضاً: الخُشارَةُ الضعفاء من الناس. والرِثَّةُ أيضاً: المرأة الحمقاء. وارْتُثَّ فلان، وهو افْتُعِل على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي حُمِلَ من المعركة رَثيثاً، أي جريحاً وبه رمق.
[رعث] الرعاثُ: القِرَطَةُ، واحدتها رَعْثَهٌ ورَعَثَةٌ بالتحريك. وتَرَعَّثَتِ المرأةُ، أي تقرطت. وكان بشار بن برد الشاعر يلقب بالمرعث لرعثة كانت له في صغره. ورعثة الديك: عثنونه، يقال ديك مُرَعَّثٌ. قال الأخطل: ماذا يُؤَرِّقُني والنَوْمُ يُعْجِبُني (1) * من صَوْتِ ذي رَعَثاتٍ ساكِنِ الدَّارِ وشاةٌ رَعْثاءُ، إذا كان لها تحت الاذن
_________
(1) في الاساس: " ماذا يؤرقني قدما ويسهرنى ".

(1/283)


زنمتان. والرعث: العهن من الصوف يُعَلَّقُ من الهودج، عن أبى عبيد.
[رغث] الرَغوثُ: كل مُرْضِعَةٍ. قال طرفة: فليتَ لنا مكانَ المَلْكِ عمرو * رغوثا حول قبتنا تخور وقد أَرْغَثَتِ النعجةُ ولدَها: أرضعته. ورغَثَ الجَديُ أمَّه، أي رضِعها. والرُغَثاءُ مثال العُشَراءِ: عِرْقٌ في الثَدْي يَدِرُّ اللبن. قال: ابن السكيت: عَصَبَةٌ تحت الثَدْيِ. وقولهم " آكَلُ من بِرْذَوْنَةٍ رَغوثٍ " وهو فَعولٌ في معنى مفعولةٍ لأنها مرغوثةٌ. قال الأحمر: رُغِثَ الرجلُ فهو مَرْغوثٌ، إذا كَثُرَ عليه السُّؤال حتَّى يَنْفَدَ ما عنده.
[رفث] الرَفَثُ: الجِماعُ. والرَفَثُ أيضاً: الفُحْشُ من القول: وكلامُ النساء في الجِماع. تقول منه: رَفُِثَ الرجلُ وأَرْفَثَ. قال العجاج: ورُبَّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ * عن اللَّغا ورفث التكلم وقيل لابن عباس حين أنشد: وهن يمشين بنا هميسا * إن تصدق الطير ننك لميسا

(1/283)


أترفث وأنت محرم؟ فقال: إنما الرفث ما ووجه به النساء (1) .
[رمث] الرمث، بالكسر: مرعى من مراعى الابل، وهو من الحمض. والرمث، بالتحريك: خشب يضم بعضه إلى بعض ويُرْكَبُ في البحر، والجمع أرماث. قال أبو صخر الهذلي: تَمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيَّةَ أَنَّنا * على رَمَثٍ في البحر ليس لنا وَفْرُ والرَمَثُ أيضاً: أن تأكل الإبل الرِمْثَ فتشتكي عنه. وقد رَمِثَتِ بالكسر، وهي إبلٌ رَمِثَةٌ ورَماثى. قال الأصمعي: الرَمَثُ: بقية اللبن في الضَرع. يقال رَمَّثْتُ في الضرع تَرْميثاً وأَرْمَثْتُ أيضاً، إذا أَبْقَيْتَ بها شيئا. قال الشاعر: وشارك أهل الفصيل الفصي‍ * ل في الام وامتكها المرمث ورمثت الشئ: أصلحته ومسحته بيدى. قال الشاعر (2) :
_________
(1) في اللسان: " ما روجع به النساء ".
(2) أبو دؤاد.

(1/284)


وأخ رمثت رويسه (1) * ونصحته في الحرب نَصْحا وحبلٌ أَرْماثٌ، أي أَرْمامٌ.
[روث] الرَوْثَةُ: واحدة الرَوْثِ والأَرواثِ. وقد راثَ الفرس. وفي المثل: " أَحُشُّكَ وتَروثُني ". والرَوْثَةُ: طرف الأرنبة، يقال: فلان يضرب بلسانه رَوْثَةَ أنفه.
[ريث] راثَ عليَّ خبرك يَريثُ رَيْثاً، أي أبطأ. وفي المثل: " رب عجلة وهبت ريثا "، ويروى " تهب ريثا " والمعنى واحد، من الهبة. وما أَراثَكَ علينا؟ أيْ ما أبطأ بك عنا؟ وريث: أبو حى من قيس، وهو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والاستراثة: الاستبطاء. ورجل ريث، بالتشديد، أي بطئ. قال الفراء: رجل مُرَيَّثُ العينَين، إذا كان بطئ النظر.
فصل الشين
[شبث] التشبث بالشئ: التعلق به. ورجل شَبِثٌ، إذا كان طبعُه ذلك.
_________
(1) قال الصغائى: هكذا وقع بضم الراء وفتح الواو، وهو تصحيف، والرواية " دريسه " أي بفتح الدال وكسر الراء، وهو الخلق من الثياب.

(1/284)


والشبث بالتحريك: دويبة كثيرة الأرجل من أحناش الأرض. ولا تقل شبث (1) والجمع شبثان مثل خرب وخربان. قال الشاعر (2) : تَرى أَثْرَهُ في صَفْحَتَيْهِ كأَنَّه * مَدارِجُ شِبْثانِ لَهُنَّ هَميمُ قال أبو عمرو: الشنبثة بزيادة النون: العلاقة. يقال شنبث الهوى قلبَه، أي عَلِق به.
[شثث] الشَثُّ: نبتٌ طيّب الريح مرُّ الطعم يُدبَغ به. قال تأبّط شرّاً: كأنَّما حَثْحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ * أو أُمّ خِشْفٍ بذي شَثَّ وطُبَّاقِ قال الأصمعي: هما نبتان.
[شربث] الشَرَنْبَثُ: الغليظ الكفّين والرجلين، وربَّما وُصف به الأسد. وكذلك الشرابث بضم الشين. قال سيبويه: النون والالف يتعاوران الاسم في معنى، نحو شرنبث وشرابث، وجر نفش وجرافش (3) .
[شعث] الشَعَثُ بالتحريك: انتشار الأمر. يقال: لَمَّ الله شَعَثَكَ، أي جمع أمرك المنتشر.
_________
(1) أي بكسر الشين.
(2) هو ساعدة بن جؤية.
(3) في اللسان: " وجر نفس وجرافس "، وكلاهما صحيح.

(1/285)


والشعث: مصدر الأشْعَثِ وهو المُغْبَرُّ الرأس. وخيلٌ شُعْثٌ، أي غير مُفَرْجَنَةٍ. وتَشْعيثُ الشئ: تفريقه. والتشعث: التفرق. والاشعث: اسم رجل. ومنه الاشاعثة، والهاء للنسب.
[شنث] الشَنَثُ بالتحريك: قلب الشَثنْ. يقال: شَنِثَتْ مشافرُ البعيرِ، أي غلظت من أكل الشوك.
فصل الضاد
[ضبث] ضبثت بالشئ ضبثا، واضطبثت به، إذا قبضت عليه بكفِّك. وناقة ضَبوثٌ: يُشَكُّ في سِمَنِها فتُضْبَثُ: أي تُجَسُّ باليد. ومَضابِثُ الأسد: مخالبه. وفي الحديث (1) : " الخطايا بين أضباثهم "، أي في قبضاتهم.
[ضغث] الضِغْثُ: قبضةُ حشيشٍ مختلطة الرَطْبِ باليابس. وأضغاثُ الأحلام: الرؤيا التى لا يصح تأويلها لا ختلاطها.
_________
(1) وهو: " أوحى الله تعالى إلى داود: قل للملا من بنى إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضباثهم "، أي وهم محتملو الاوزار غير مقلعين عنها. اه‍ مرتضى. ثم قال: ومن المجاز " ليث بأقرانه ضابث، وبأرواحهم عابث ".

(1/285)


وضَغَثَ الحديثَ: خلطه. والضاغث: الذي يختبئ في الخَمَرِ يُفْزِعُ الصبيانَ بصوتٍ يردِّده في حلقه. وضَغَثَ السنامَ: عَرَكَهُ. وناقةٌ ضَغوثٌ، مثل ضَبوثٍ، وهي التي يُشَكُّ في سِمَنِها فَتُضْغَثُ أبِها طِرْقٌ (1) أم لا.
فصل الطاء
[طثث] الطَثَّ: لُعبة للصبيان، يرمُون بخشبة مستديرة، وتسمى المطثة.
[طرث] الطرثوت: نبت يؤكل. يقال: خرجوا يتطرثتون، أي يجتنونه.
[طمث] طَمَثَها يَطْمِثُها ويَطْمُثُها طَمْثاً، إذا افتضَّها. وطَمَثَتِ المرأة تَطْمُثُ بالضم: حاضتْ. وطَمِثَتْ بالكسر لغة، فهي طامِثٌ. وقال أبو عمرو: الطَمْثُ: المسُّ، وذلك في كل شئ يمس. قال: ويقال للمرتع: ما طَمَثَ المَرْتَعَ قبلَنا أحدٌ. وما طَمَثَ هذه الناقة حبلٌ قطُّ، أي ما مسَّها عِقالٌ.
فصل العين
[عبث] العَبَثُ: اللعب. وقد عَبِثَ بالكسر يَعبَثُ عَبَثاً. والعَبْثَةُ بالتسكين: المرة الواحدة.
_________
(1) الطرق، بالكسر: الشحم.

(1/286)


والعبث: الخلط. وقد عَبَثَهُ بالفتح يَعْبِثُهُ عَبْثاً: خلطه. والعَبْثُ أيضاً: اتخاذ العَبيثَةِ: قال أبو صاعد الكلابيّ: العَبيثَةُ: الأَقِطُ يُفْرَغُ رُطْبُهُ حين يُطْبَخُ على جافِّه فيُخلط به. يقال عَبَثتِ المرأة، إذا فرَّغته على المُشَرِّ (1) ليحمل يابسُه رَطْبَه. يقال أبْكلي واعبثى. قال رؤبة:
وطاحت الالبان والعبائث * والعبيثة: طعام يطبخ ويجعل فيه جرادٌ. وفلان عَبيثَةٌ، أي مُؤْتَشَبٌ، يعني في نَسبه خَلْطٌ ومَغْمَزٌ. وعَبيثَةُ الناس: أخلاطُهم. وجاء فلانٌ بعَبيثَةٍ في وعائه، أي بُرٍّ وشَعير قد خُلطا. وظلَّت الغنم عَبيثَةً واحدةً وبكيلةٍ واحدةٍ، وهو أنَّ الغنم إذا لقيت غنماً أخرى دخلت فيها واختلط بعضها ببعض. وهذا مثلٌ، وأصله من الأَقِطِ والسَويقِ يُبْكَلُ بالسمن فيؤكل. وأما قول الشاعر السعدى: إذا ما الخصيف العوبثانى ساءنا * تركناه واخترنا السديف المسرهدا (2)
_________
(1) المشر: موضع إشرار الاقط، وهو تركه ليجف. يقال أشره إشرارا، وشره شرا.
(2) قال ابن برى: هذا البيت لناشرة بن مالك يرد على المخبل السعدى، وكان المخبل قد عيره باللبن. والخَصيفُ: اللبنُ الحليبُ يُصَبُّ عليه الرائب.

(1/286)


فيقال: هو دقيق وسمن وتمر، يخلط باللبن الحليب.
[عثث] العُثَّةُ: السوسةُ التي تلحَس الصوف، والجمع عُثٌّ. وقد عَثَّث الصوفَ تَعُثُّهُ عَثًّا. وفي المثل:
عُثَيْثَةٌ تَقرمِ جلداً أملسا * يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشئ فلا يقدر عليه. وربما قيل للعجوز: عُثَةٌ. وفلان عُثُّ مالٍ، كما يقال إزاء مالٍ. والعثعث: ظهر الكثيب لا نبات فيه. قال رؤبة:
أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ والعَثاعِثُ * والعَثْعَثَة: الليِّن من الارض.
[عفث] الا عفث من الرجال: الكثير التكشف. وفى الحديث: " كان الزبير أعفث ".
[عكث] العنكث: نبت. قال الساجع:
وعنكثا ملتبدا (1)
[علث] العَلْثُ: الخلط: عَلَثْتُ البُرَّ بالشعير أعلِثُهُ. وفلان يأكل العَليث والغَليثَ بالعين والغين، إذا كان يأكل خُبزاً من شعير وحِنطة.
_________
(1) انظر ما سبق في مادة (ضبب) .

(1/287)


والعُلاثَةُ: سمن وأَقِطٌ يخلط. وكلُّ شيئين خلطتهما فهما علاثة. وعلاثة: اسم رجل من بنى الاخوص ابن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر. وعلث الزند، إذا لم يور. اعتلث الرجل زندا من الشجر: أخده ولم يدرِ أيُوري أم يَصلد. وفلانٌ يَعْتَلِثُ الزِناد، إذا لم يتخيَّر مَنْكِحَهُ. والأعْلاثُ: قطع الشجر المختلطة، مما يقدح به، من المَرْخ واليبيس. والعَلثُ بالتحريك: شدَّة القتال واللزوم له بالعين والغين جميعا.
[عيث] العيث: الا فساد. يقال عاث الذئب في الغنم (1) . والتعْييثُ: طلب شئ باليد من غير أن يبصره. قال ابن أبى عائذ (2) : فعيث ساعة أفقرنه (3) * بالايفاق والرمى أو باستلال
_________
(1) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى.
(2) قال اللحيانى: عثى لغة أهل الحجاز وهى الوجه، وعاث لغة تميم. وهم يقولون: " ولا تعيثوا في الارض ". ويقال: عاث في ماله: أسرع إنفاقه، أو بذره وأفسده، فهو عيثان وامرأة عيثى. اه‍ مرتضى.
(3) أفقرنه: أمكنه من فقارهن.

(1/287)


فصل الغين
[غبث] قال الفراء: الغَبيثَةُ: سمن يُلَتُّ بأقِطٍ. وقد غَبَثْتُ الأقِطَ غَبْثاً. والأغْبَثُ: لونٌ إلى الغُبرة (1) ، وهو قلب الا بغث. وقد اغبث اغبثاثا.
[غثث] غَثَّتِ الشاة: هُزلت فهي غَثَّة. وغَثَّ اللحمُ يَغِثُّ ويَغَثُّ غثاثة وغثوثة، هو غث وغثيث، إذا كان مهزولاً. وكذلك غَثَّ حديث القوم وأغَثَّ، أي رَدُؤَ وفسد. تقول: أغَثَّ الرجل في منطقه. وأغَثَّتِ الشاةُ: هُزِلَتْ. وأغَثَّ الرجلُ اللحمَ، أي اشتراه غَثًّا. وغَثيثَهُ الجُرْحِ: ما كان فيه من مِدَّةٍ وقَيْحٍ. ولحمٍ ميِّتٍ. وقد غَثَّ الجرح يَغَثُّ غَثًّا وغَثيثاً، إذا سال ذلك منه. واسْتغثه صاحبه، إذا أخرجه منه وداواه. وقال:
وكُنْتُ كآسي شَجَّةٍ يَسْتَغِثُّها * وأغَثَّ الجرحُ، أي أمدَّ. ويقال: لبستُه على غَثيثَةٍ فيه، أي على فساد عقل.
_________
(1) الصواب: الغبثة لون إلى الغبرة والاغبث: الذى لونه كذلك. اه‍ مرتضى عن خط أبى زكريا وأبى سهل بهامشه.

(1/288)


وفلان لا يغث عليه شئ، أي لا يقول في شئ إنه ردئ فيتركه.
[غرث] الغَرَثُ: الجوع. وقد غَرِثَ بالكسر يَغْرَثُ فهو غَرْثانٌ، وقومٌ غَرثى وغَراثى، مثل صَحارى، وغِراث. وامرأة غَرْثى ونسوةٌ غِراثٌ. وامرأة غَرْثى الوشاح، لأنها دقيقة الخصر لا يملأ وشاحها، فكأنَّه غَرثانُ. والتغريث: التجويع. يقال: غَرَّثَ كلابه، أي جوعها.
[غلث] الغَلْثُ: الخلط يقال غَلَثْتُ البُرَّ بالشعير أغْلِثه. بالكسر، فهو مَغْلوثٌ وغَليثٌ. وفلانٌ يأكل الغَليثَ، إذا كان يأكل خبزاً من شعير وحِنطة. والمَغْلوثُ: الطعام الذي فيه المدَر والزُؤانُ. ابن السكيت: سِقاءٌ مَغْلوثٌ، إذا كان مدبوغاً بالتمر أو بالبُسر. والغَلَثُ بالتحريك: شدَّة القتال. يقال: غَلِثَ فلانٌ بفلان، إذا لزمه يقاتله. ورجلٌ غَلِثٌ ومُغالِثٌ: شديد القتال. قال رؤبة:
إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * وقد غَلِثَ الذئب بغنم فلانٍ، إذا لزمها يفرسها.

(1/288)


[غوث] غوَّثَ الرجل: قال واغوثاهُ. والاسم الغَوْثُ والغُواثُ والغَواثُ (1) . قال الفراء: يقال أجاب الله دعاءه وغواثه. قال: ولم يأت في الاصوات شئ بالفتح غيره، وإنما يأتي بالضم مثل البكاء والدعاء، أو بالكسر مثل النداء والصياح. وقال العامري (2) : بعثتك مائرا فلبثت حولا * متى يأتي غواثك من تغيث وغوث: قبيلة من اليمن، وهو غوث ابن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ. واستغاثني فلان فأغَثْتُهُ. والاسم الغِياثُ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.
[غيث] الغَيْثُ: المطر. وقد غاثَ الغَيْثُ الأرضَ، أي أصابها. وغاثَ الله البلاد يَغيثُها غَيْثاً. وغيثَتِ الأرضُ تُغاثُ غَيْثاً، فهي أرض مغيثة ومغيوثة. قال ذو الرمة: " قاتل الله أمة بنى فلان ما أفصحها: قلت لها: كيف كان المطر عندكم؟ فقالت: غثنا ما شئنا ". وربما سمى السحاب والنبات بذلك.
_________
(1) قال المجد: وفتحه شاذ، أي الغواث.
(2) وقيل هو لعائشة بنت سعد بن أبى وقاص. قال ابن برى: وصوابه بعثتك قابسا. وكان لعائشة هذه مولى يقال له فند، وكان مخنثا من أهل المدينة، بعثته يقتبس لها نارا، فتوجه إلى مصر وأقام بها سنة، ثم أتاها بنار وهو يعدو، فعثر فتبدد الجمر فقال: تعست العجلة! فقالت عائشة بعثتك الخ. اه‍ مرتضى.

(1/289)


فصل الفاء
[فثث] الفَثُّ: نبت يختبز حبُّه ويؤكل في الجدب، وتكون خبزته غليظة شبيهة بخبز الملة. قال الشاعر (1) : حرمية لم تختبز أمها (2) * فثا ولم تستضرم العرفجا
[فحث] الفَحِثُ بكسر الحاء: لغة في حَفِثَ الكَرِشِ، وهي القِبَّة ذات الاطباق.
[فرث] الفَرْثُ: السِرجين ما دام في الكَرِشِ، والجمع فُروثٌ. ابن السكيت: فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً (3) فأنا أفْرُثُها وأفْرِثُها، إذا شققتها ثم نثرت ما فيها. قال: وفَرَثْتُ كبدَه أفْرُثُها وأفْرِثُها فَرْثاً، وفَرَّثْتُها تَفْريثاً، إذا ضربته وهو حيٌّ فانفرثت كبده، أي انتثرت. قال: وأفْرَثْتُ الكَرِشَ، إذا شققتها وألقيت ما فيها. قال: وأفْرَثْتُ أصحابي، إذا عرضتهم للائمة الناس.
فصل القاف
[قثث] جاء فلان يقث مالا، أي يجر.
_________
(1) أبو ذهبل.
(2) في اللسان: " لم يختبز أهلها ".
(3) الجلة، بالضم: وعاء يكنز فيه التمر.

(1/289)


[قرث] الكسائي: نخلٌ قَريثاءُ وبُسْرٌ قريثاء، ممدود بغير تنوين، لضرب من التمر، وهو أطيب التمر بُسراً. وقال أبو الجراح: تمرٌ قَريثاً غيرُ ممدودٍ. والقِرِّيثُ: لغة في الجِرِّيث، وهو ضرب من السمك.
[قعث] ابن السكيت: أقْعَثَ الرجلُ في ماله، أي أسرف. وأقْعَثَ له العطية، أي أجزَلها له. قال رؤبة:
أقعثنى منه بسيب مقعث (1) * والقعيث: المطر الكثير، والسيَبُ الكثير. وقال بعضهم: قَعَثْتُ له قَعْثَةً، أي حفَنت له حَفنة، إذا أعطيته قليلاً. فجعله من الأضداد. قال الأصمعيّ: ضربه فانْقَعَثَ، إذا قلعه من أصله. وانْقَعَثَ الحائط، إذا سقط من أصله، مثل انقعف.
فصل الكاف.
[كبث] الكَباثُ بالفتح: النَضيجُ من ثمر الاراك. وما لم يونع فهو برير.
_________
(1) بعده:
ليس بمنزور ولا بريث *.

(1/290)


وكبث اللحم بالكسر، أي تغير وأروح. وينشد: أصبح عمار نشيطا أبثا * يأكل لحما بائتا قد كبثا
[كثث] كث الشئ كثاثة، أي كَثُفَ. ولحيةٌ كَثَّةٌ وكَثَّاءُ أيضاً. ورجلٌ كَثُّ اللحية وقومٌ كُثٌّ، مثل قولك رجل صدق اللقاء وقوم صدق. والكثكث والكثكث: فتات الحجارة والتراب، مثل الأثْلَبِ والإثْلِبِ. يقال: فيه الكثكث، والكثكث.
[كرث] الكُرَّاثُ: بقلٌ. وكَرَثَهُ الغَمُّ يَكْرُثُهُ بالضم (1) ، إذا اشتدَّ عليه وبلغ منه المَشَقَّةَ. وأكْرَثَهُ مثله. قال الأصمعيّ: لا يقال كَرَثَهُ وإنما يقال أكرثه. على أن رؤبة قد قاله:
وقد تجلى الكرب الكوارث * ويقال: ما أكْتَرِثُ له، أي ما أبالي به.
[كشت] الكشوث (2) : نبت يتعلق بأغصان الشجر
_________
(1) وبالكسر أيضا كما في القاموس.
(2) في القاموس: الكشوث ويضم والكشوثى ويمد، والاكشوث.

(1/290)


من غير أن يضرب بعِرْقٍ في الأرض. قال الشاعر: هو الكُشوثُ فلا أصلٌ ولا ورقٌ * ولا نسيمٌ ولا ظلٌّ ولا ثمر
فصل اللام
[لبث] اللَبْثُ: واللَباثُ: المُكْثُ. وقد لَبِثَ يَلْبَثُ لَبْثاً على غير قياس، لأن المصدر من فَعِلَ بالكسر قياسه التحريك إذا لم يتعدّ، مثل تَعِبَ تَعَباً. وقد جاء الشِعر على القياس، قال جرير: وقد أكون على الحاجات ذا لَبَثٍ * وأَحْوَذِيًّا إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ فهو لابثٌ ولَبِثٌ. وقُرِئ: (لَبِثينَ فيها أحقاباً) . وأَلْبَثْتُهُ أنا، ولبثته تلبيثا.
[لثث] أبو عمرو: ألَثَّ عليه إلْثاثاً: ألَحَّ عليه. وقال الأصمعيّ: ألَثَّ بالمكان: أقام به. وفي الحديث: " لا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجَزَةٍ (1) ". ولثلث مثله. ولثلث في الأمر وتَلَثْلَثَ بمعنًى، أي تردَّد. وقال رؤبة:
لا خير في وِدِّ امرئٍ مُلَثْلِثِ * ولَثْلَثْتُهُ عن حاجته، أي حبسته. وتلثلث
_________
(1) أي لا تقيموا ببلدة تَعجِزون فيها عن الاكتساب والتعيش.

(1/291)


في الدَقْعاءِ (1) : تمرَّغ. وألَثَّ المطر، أي دام أياما لا يقلع.
[لوث] اللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم، ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: قال الشاعر (2) : بذات لوث عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا (3) ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ.
_________
(1) الدقعاء: التراب، والارض لا نبات بها.
(2) الاعشى.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده: من أن أقول لعا. وقوله بذات لوث متعلق بكلف في بيت قبله، وهو: كلفت مجهولها نفسي وشايعني * همى عليها إذا ما آلها لمعا في المخطوطة: من أن أقول لعا.

(1/291)


واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والمُلَيَّثُ من الرجال: البطئ لسمنه. ورجل ألوث، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال: هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً * من آلِ عبدِ مناف (1) ومَلاويثُ أيضاً: وقال (2) : كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم * فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال: مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ (3) * بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جلاد
[لهث] اللَهَثانُ بالتحريك: العطش. واللَهْثانُ بالتسكين: العطشان. والمرأة لَهْثى. وقد لهث لهثا ولهاثا مثل سمع سماعا. واللهاث، بالضم: حر العطش. وقال الشاعر (4) :
_________
(1) في المخطوطة: " من آل عبد منات ".
(2) أبو ذؤيب الهذلى.
(3) في اللسان: " إذ سلمتموه ".
(4) هو الراعى.

(1/292)


حتى إذا بَرَدَ السِجالُ لُهاثها * وجَعَلْنَ خَلْفَ عُروضِهِنَّ (1) ثَميلا ولَهَثَ الكلبُ بالفتح يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً بالضم، إذا أخرج لسانه من التعب أو العطش، وكذلك الرجل إذا أعيا. وقوله عزّ وجلّ: (إنْ تَحْمِلْ عليه يَلْهَثْ أو تتركْهُ يَلْهَثْ) ، لأنَّك إذا حملت على الكلب نَبَح وولَّى هارباً، وإنْ تركته شدَّ عليك ونبح، فيُتْعِبْ نفسه مُقبِلاً عليك ومدبراً عنك، فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان.
[ليث] اللَيثُ: الأسد. واللَيْثُ: ضرب من العناكب يصطاد الذُبابَ بالوثب. ويقال: لايَثَهُ، أي عامله معاملة اللَيْث أو فاخَرَهُ بالشَبَه بالليث. وقولهم: " إنه لا شعج من ليث عِفِرِّينَ ". قال أبو عمرو: هو الأسد. وقال الأصمعي: هو دابة مثل الحِرباء يتعرض للراكب، نُسبَ إلى عِفِرِّينَ اسم بلد. قال الشاعر: فلا تَعْذُلي في حُنْدُجٍ إنَّ حُنْدُجاً * ولَيْثَ عِفِرِّينَ لَدَيَّ سواء
فصل الميم
[مثث] مَثَّ يده يَمُثّها، إذا مسحها بمنديل أو حشيش
_________
(1) في اللسان " غروضهن " وقال: الغروض: جمع غرض، وهو حزام الرحل.

(1/292)


لغة في مَشَّ. ويقال: مَثَّ شاربَه، إذا أطعمه شيئاً دسماً (1) . ومَثَّ النِحْيُ: نَتَحَ ورَشَحَ، ولا يقال فيه نضح. والمثمثة: التخليط. يقال مثمث أمرهم إذا خلَّطه. ومَثْمَثَهُ أيضاً مثل مَزْمَزَهُ، عن الأصمعيّ. يقال أخذه فمَثْمَثَهُ ومَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبلَ به وأدبر. وأنشد: ثمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثاثا * نَكَفْتُ حيث مَثْمَثَ المِثْماثا قال: يقول: انْتَكَفْتُ أثَرَهُ. والأفعى تُخَلِّطُ المشيَ، فأراد أنَّه أصاب أثراً مخلَّطاً. والمِثْماثُ بكسر الميم: المصدر، وبالفتح الاسم.
[مرث] مَرَثَ التمرَ بيده يَمْرِثُهُ مَرْثاً، لغة في مرسه، إذا ماثَهُ ودافَهُ (2) . وربَّما قيل مَرَدَهُ. ورجل مِمْرَثٌ، أي صبور على الخِصام، والجمع مَمارِثُ. ومَرَثَ الصبيُّ إصبعَه، إذا لاكَها. قال عَبدة بن الطبيب: فَرَجَعْتُهُمْ شَتَّى كأنَّ عَميدَهُم * في المَهْدِ يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مرضع
_________
(1) أبو زيد: مث شاربه يمثه مثا، إذا أصابه دسم فمسحه بيديه ويرى أثر الدسم عليه.
(2) في المخطوطة: " وذابه ".

(1/293)


[مغث] مَغَثْتُ الدواء في الماء، إذا مَرَثْتَهُ. ويقال: مَغَثوا فلاناً، إذا ضربوه ضرباً غير مُبَرِّحٍ كأنهم تَلْتَلوهُ. ورجلٌ مَغِثٌ، أي مَرِسٌ مصارعٌ شديدُ العلاج. وقولهم: مَغَثوا عِرْضَ فلانِ، أي شانوه ومغصوه (1) وقال (2) : ممغوثة أعراضهم ممرطله * كما تلاث في الهناء الثمله وكَلأٌ مَغيث ومَمْغوثٌ، إذا أصابه المطر فصرعه.
[مكث] المكثُ (3) : اللَبْثُ والانتظار. وقد مَكَثَ ومَكُثَ. والاسم المُكْثُ والمِكْثُ بضم الميم وكسرها. وتمكث: تلبث. والمكيثى، مثال الخصيصى: المكث. وسار الرجل مُتَمَكِّثاً، أي مُتَلَوِّماً. ورجل مكيث، أي رزين. قال صخر (4) :
فإنى عن تقفركم مكيث (5)
_________
(1) في المطبوعة " مغضوه " تحريف. وفى اللسان " مضغوه ". والمغص، بالمهمله: الطعن.
(2) صخر بن عمير.
(3) المكث مثلثا ويحرك.
(4) صوابه: قال أبو المثلم يعاتب صخرا.
(5) صدره:
أنسل بنى شعارة من لصخر:

(1/293)


[ملث] مَلَثَهُ بكلام، أي طيِّب نفسه يَمْلُثُهُ مَلْثاً، وذلك إذا وعده عِدَةً كأنه يردُّه عنه وليس يَنوي له وفاء. وتقول: أتيته مَلَثَ الظلامِ، أي حين اختلط الظلام ولم يشتدَّ السوادُ جدًّا، حين (1) تقول: أخوك أم الذئب؟ قال الأصمعي: وذلك عند صلاة المغرب وبعدها. وأنشد لجندل بن المثنى الطهوى: ومنهل من الانيس ناء * دوايته برجع أبلاء * إذا انغمسن ملث الامساء
[موث] مثت الشئ في الماء أَموثُهُ مَوْثاً ومَوَثاناً، إذا دُفْتَهُ، فانماث هو فيه انمياثا.
[ميث] المَيْثاءُ: الأرض السهلة، والجمع ميث، مثل هيفاء وهيف. وأما الذى في شعر الاعشى:
لميثاء دار قد تعفت طلولها (2) * فهو اسم جارية. وتميثت الارض، إذا مطرت فلانت وبردت.
_________
(1) في اللسان: " حتى ".
(2) عجزه:
عفتها نضيضات الصبا فمسيلها:

(1/294)


ومثت الشئ في الماء أميثه، لغجة في مثته، إذا دفته فيه.
فصل النون
[نبث] أبو زيد: نَبَثَ يَنْبُثُ نَبْثاً مثل نَبَشَ يَنْبُشُ، وهو الحفر باليد. والنَبيثَةُ: تراب البئر والنهر. قال الشاعر (1) : وإن نبثوا بِئري نَبَثْتُ بِئارَهُم * فسوفَ ترى ماذا تَرُدُّ النَبائِثُ وخبيثٌ نَبيثٌ، إتباع له.
[نثث] نَثَّ الحديثَ يَنُثُّهُ بالضم نَثًّا، إذا أفشاه. ويروى قول قيس بن الخطيم الأنصاري: إذا جاوزَ الاثنين سِرٌّ فإنّه * بِنَثٍّ وتَكثيرِ الوُشاةِ قَمينُ ونَثَّ الزِقُّ يَنِثُّ بالكسر نَثًّا ونَثيثاً، إذا رشح. وفى الحديث: " وأنت تنث نثيث الحميت ".
[نجث] النَجيثَةُ: ما أخرجَ من تراب البئر، مثل النَبيثَةِ. ونَجيثَهُ الخبرِ: ما ظهر من قبيحه. يقال: بَدا نَجيثُ القومِ، إذا ظهر سِرُّهُم الذي كانوا يُخفونه.
_________
(1) أبو دلامة.

(1/294)


قال الفراء: خرجَ فلانٌ يَنْجُثُ بني فلان، أي يَسْتَعْويهِم ويستغيث بهم. قال أبو عبيد: ويقال يستغويهم أيضاً، بالغين، والنَجيثُ: الهدف، وهو تراب يُجمعُ (1) . والنُجثُ (2) : غِلافُ القلب، والجمع أنجاث مثل طنب وأطناب. أنشد أبو عبيد:
تَنْزو قُلوبُ الناسِ في أنجاثها * والاستنجاث: التصدى للشئ.
[نفث] النَفْثُ: شبيه بالنفخ، وهو أقلُّ من التَفْلِ. وقد نَفَثَ الراقي ينفث وينفث.
(والنَفَّاثاتُ في العُقَدِ) : السواحر: والحيَّةُ تَنْفُثُ السَمَّ، إذا نَكَزَتْ. وفي المثل: " لا بدَّ للمصدور أن يَنْفِثُ ". والنُفاثَةُ، بالضم: ما نَفَثْتَهُ من فيك. يقال: لو سألني نُفاثَةَ سِواكٍ ما أعطيته، وهو ما بقيَ منه في فيك فنفثته. وبنو نفاثة: قوم من العرب. ودم نفيث، إذا نفثه الجرح.
[نقث] يقال: خرجت أَنْقُثُ بالضم، أي أُسرِع. وكذلك التَنْقيثُ والانْتِقاثُ.
_________
(1) ويبنى منه غرض ويرمى فيه.
(2) بضمة وبضمتين.

(1/295)


[نكث] النكث بالسكر: أن تنقض أخلاق الأَكْسِيَةِ والأَخْبية لتُغْزَلَ ثانيةً. والنكث أيضا: اسم رجل، وهو بشير ابن النكث. ونَكَثَ العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ، أي نقضَه فانتقض. والنَكيثَةُ: خُطَّةٌ صعبة ينكُثُ فيها القوم. قال طرفة:
متى يَكُ عهدٌ للنَكيثَةِ أشهدِ (1) * وفلانٌ شديد النَكيثَةِ، أي النفس. وبلغَ فلانٌ نَكيثَةَ بعيره، أي أقصى مجهوده في السير. وقال فلانٌ قولاً لا نَكيثَةَ فيه، أي لا خُلْفَ فيه. وطلبَ فلان حاجة ثم انتكث لاخرى، أي انصرف إليها.
فصل الواو
[ورث] الميراث أصله مِوْراثٌ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. والتُراثُ أصل التاء فيه واو. تقول: ورثت أبى، وورثت الشئ من أبي، أرِثُهُ بالكسر فيهما، ورثا ووراثة وإرثا، الالف منقلبة من الواو، وَرِثَةً الهاء عوض من الواو. وإنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة وهما متجانسان والواو مضادتهما، فحذفت لاكتنافهما
_________
(1) وصدره:
وقربت بالقربى وجدك إنه:

(1/295)


إياها، ثم جعل حكمها مع الالف والتاء والنون كذلك، لانهن مبدلات منها. والياء هي الاصل، يدل على ذلك أن فعلت وفعلنا وفعلت مبنيات على فعل، ولم تسقط الواو من يوجل لوقوعها بين ياء وفتحة، ولم تسقط الياء من ييعر وييسر لتقوى إحدى الياءين بالاخرى. وأما سقوطها من يطأ ويسع فلعلة أخرى ذكرناها في باب الهمز. وذلك لا يوجب فساد ما قلناه، لانه يجوز تماثل الحكمين مع اختلاف العلتين. وتقول: أورثه الشئ أبوه، وهم وَرَثة فلان. ووَرَّثَهُ توريثاً، أي أدخله في ماله على ورثته. وتوارثوه كابراً عن كابرٍ.
[وطث] الوَطْثُ: الضرب الشديد بالرِجل على الأرض، لغةٌ في الوَطْسِ، أو لثغة.
[وعث] الوَعْثُ: المكان السَهل الكثير الدهسِ، تغيب فيه الأقدام، ويشقُّ على من يمشي فيه. وأوْعَثَ القومُ، أي وقعوا في الوَعْثِ. ويقال أيضاً للعظم المكسور (1) : وَعثٌ. وامرأةٌ وَعْثَةٌ أيضاً: كثيرة اللحم. ووعثاء السفر: مشقَّته. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقص الحسب. ابن السكيت: أوْعَثَ في ماله، أي أسرف.
_________
(1) في المخطوطة: " للعظم الموقور المكسور ".

(1/296)


[ولث] أصابنا وَلْثٌ من مطرٍ، أي قليلٌ منه. والوَلْثُ: العهد من (1) القوم يقع من غير قصدٍ، أو يكون غير مؤكَّد. يقال: وَلَثَ له عَقْداً. ومنه قول عمر رضي الله عنه للجاثَليقِ: " لولا وَلْثُ عَقْدٍ (2) لضربت عنقك ". وولثه بالعصا بلثه ولثا، أي ضربه. عن أبى عمرو.
فصل الهاء
[هبث] الهنبثة: الاختلاط في القول، ويقال الامر الشديد.
[هثث] الهثهثة: الاختلاط. يقال هثهثت السحابة بقطرها وثلجها، إذا أرسلته بسرعة. وهثهت الوالى: ظلم.
[هلبث] الهلبوث مثال الفردوس: الاحمق، ويقال الفدم.
[هيث] أبو زيد: هِثْتُ له هيثا وهيثانا، إذا أعطيته شيئا يسيراً. والهَيْثُ: الحركة مثل الهَيْشِ. قال الاصمعي: الهيثة: الجماعة من الناس، مثل الهيشة.
_________
(1) في اللسان عن الصحاح " بين ".
(2) في اللسان: " لولا ولث لك من عهد ".

(1/296)


باب الجيم:
فصل الالف:
قال أبو عمرو بن العلاء: بعض العرب يبدل الجيم من الياء المشددة. وقلت لرجل من حنظلة: ممن أنت؟ فقال فقيمج. فقلت: من أيهم؟ فقال: مرج. يريد فقيمى ومرى. وأنشد لهميان ابن قحافة السعدى:
يطير عنها الوبر الصهابجا * قال: يريد الصهابى، من الصهبة. وقال خلف الاحمر: أنشدني رجل من أهل البادية: خالي عويف وأبو علج * المطعمان اللحم بالعشج * وبالغداة كسر البرنج * يريد عليا، والعشي، والبرنى وقد أبدلوها من الياء المخففة أيضا. وأنشد أبو زيد: يا رب إن كنت قبلت حجتج * فلا يزال شاحج يأتيك بج * أقمر نهاز ينزى وفرتج وأنشد أيضا:
حتى إذا ما أمسجد وأمسجا * يريد أمست وأمسى. فهذا كله قبيح.

(1/297)


وقال أبو عمر الجرمى: ولو رده إنسان لكان مذهبا.
[أجج] الأجيج: تَلَهُّب النار. وقد أجت توج أجيجا. وأججتها فتأججت وائتجت أيضا، على افتعلت. والاجوج: المضئ، عن أبي عمرو. وأنشد لأبي ذُؤيب يصف برقا:
أَغَرُّ كمصباح اليهودِ أَجوجُ (1) * وأجَّ الظليم يؤج أجّاً، أي عدا وله حفيف في عدوه. قال الشاعر:
يؤج كما أجَّ الظليمُ المُنَفَّرُ (2) * وقولهم: القوم في أجَّةٍ، أي في اختلاط. والأَجَّةُ: شدة الحر وتوهُّجه، والجمع إجاج، مثل جفنة وجفان. تقول منه: ائتج النهار ائتجاجا. وماءٌ أُجاجٌ، أي مِلْحٌ مرّ. وقد أجَّ الماءُ يؤُجُّ أجوجا.
_________
(1) صدره * يضئ سناه راتقا متكشفا * قال ابن برى: يصف سحابا متتابعا، والهاء في سناه تعود على السحاب، وذلك أن البرقة إذا برقت انكشف السحاب. وراتقا حال من الهاء في سناه. ورواه الاصمعي: راتق متكشف، فجعل الراتق البرق.
(2) قال ابن برى صوابه: تؤج، بالتاء لانه يصف ناقته. ورواه ابن دريد: " الظليم المفزع ".

(1/297)


قال الاخفش: من همز يأجوج ومأجوج ويجعل الالف من الاصل يقول يأجوج يفعول، ومأجوج مفعول، كأنه من أجيج النار. قال: ومن لا يهمز ويجعل الالفين زائدتين يقول ياجوج من يججت، وماجوج من مججت وهما غير مصروفين. قال رؤبة: لو أن ياجوج وماجوج معا * وعاد عاد واستجاشوا تبعا
[ارج] الأرَجُ والأَريجُ: توهُّج ريح الطيبِ. تقول: أَرِجَ الطيبُ بالكسر يَأرَجُ أَرَجاً وأَريجاً، إذا فاح. قال أبو ذؤيب: كأن عليها بالة لطمية * لها من خلال الدأيتين أريج وأَرّجْتُ بين القوم تَأْريجاً، إذا أغريت بينهم وهيجت، مثل أرشت. قال أبو سعيد: ومنه سمى المؤرج الذهلى جد المؤرج الراوية. وذلك أنه أرج الحرب بين بكر وتغلب، أي أشعلها. وأرجان: بلد بفارس: وربما جاء في الشعر بتخفيف الراء.
[أزج] الأَزَجُ: ضرب من الأبنية والجمع، آزُجٌ وآزاجٌ. قال الأعشى:

(1/298)


بناهُ سليمان بنُ داود حِقْبَةً * له آزُجٌ صُمُّ وطَيٌّ موَثَّقُ
[أمج] أبو عمرو: الأَمَجُ: حَرٌّ وعَطَشٌ. يقال: صيف أمَجٌ، أي شديد الحر. قال العجاج: حتى إذا ما الصيف صار أمجا * وفرغا من رعى ما تزلجا
فصل الباء
[بأج] قولهم: اجعل البَأْجاتِ بَأْجاً واحداً، أي ضرباً واحداً ولوناً واحداً، يُهْمَزْ ولا يُهمز. وهو معرّب، وأصله بالفارسية باها، أي ألوان الاطعمة.
[بجج] الأصمعي: بَجَّ القَرحة يَبُجُّها بَجَّاً، أي شقها. وبَجَّهُ بالرمح: طعنه. وقال رؤبة:
قفخا على الهام وبجا وخضا * ويقال: انبجت ما شيتك من الكلأِ، إذا فتقها السِمَنُ من العُشب فأوسعَ خواصرها. وقد بَجَّها الكلا. قال جبيهاء الاشجعى يصف عنزا له: لجاءت (1) كأن القسور الجون بجها * عساليجه والثامر المتناوح
_________
(1) قال ابن برى: واللام فيه جواب لو في بيت قبله، وهو: =

(1/298)


ورجل أبج، إذا كان واسِعَ مَشَقِّ العين. قال ذو الرُمَّة: ومُخْتَلَقٍ للمُلك أبيضَ فَدْغَمٍ * أشمَّ أَبَجِّ العينِ كالقمر البَدْرِ وعين بجاء: واسعة. والبجة التى في الحديث: صنم. والبجبجة: شئ يفعله الانسان عند مناغاة الصَبيّ. قال ابن السكيت: إذا كان الرجُل سميناً ثم اضطرب لَحمُهُ قيل: رَجُلٌ بجباج وبجباجة قال الراجز (1) : حتى ترى البجباجة الضياطا * يمسح لما حالف الاغباطا (2)
[بحزج] البَحْزَجُ: وَلَدُ البقرةِ (3) . قال العجَّاج:
بِفاحِمٍ وَحْفٍ وَعَيْنَيْ بَحْزَجِ
[بذج] البَذَجُ من أولاد الضَّأْنِ، بمنزلة العتود
_________
= فلو أنها طافت بنبت مشرشر * نفى الدق عنه جدبه فهو كالح والقسور: ضرب من النبت. وكذلك الثامر. والكالح: ما اسود منه. والمتناوح: المتقابل.
(1) هو نقادة الاسدي.
(2) بعده:
بالحرف من ساعده المخاطا * الاغباط: ملازمة الغبيط، وهو الرحل.
(3) في اللسان: " ولد البقرة الوحشية ".

(1/299)


من أولاد المعز، وجمعه بذجان. وقال (1) : قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ * وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ
[برج] بُرْجُ الحِصن: رُكنه. والجمع بروج وأبراج. وربَّما سمِّي الحصنُ به. قال الله تعالى: (ولو كُنْتُم في بُروجِ مشيَّدة) . والبرج: واحد بروج السماء. وبرجان: اسم لص. يقال: " أسرق من برجان ". والبرج، بالتحريك: أن يكون بياضُ العين مُحْدِقاً بالسواد كُلِّهِ لا يغيب من سوادها شئ. وامرأة برجاء بينة البرج. ومنه قيل ثوبٌ مبرَّج للمعيَّن من الحلل. والتبرُّج: إظهار المرأَةِ زينَتها ومحاسنها للرجال. والإبْريجُ: المِمْخضة. وقال: لقد تمخَّض في قلبي مَوَدَّتُها * كما تمخَّض في إبريجه اللبن الهاء في إبريجه يرجع إلى اللبن.
[بردج] البَرْدَجُ: السَّبْيُ، وهو معرَّب وأصله بالفارسية " برده ". قال العجاج يصف الظليم:
_________
(1) هو أبو محرز المحاربي، واسمه عبيد.

(1/299)


* كما رأيت في الملاء البردجا
[بعج] بَعَجَ بطنَه بالسكين يَبْعَجُهُ بَعْجَاً، إذا شقَّهُ، فهو مَبْعوجٌ وبَعيجٌ. قال أبو ذؤيب: وذلك أعلى منك قدراً (1) لأنَه * كريمٌ وبَطني بالكِرامِ بَعيجُ ورجل بعِج كأنّه مبعوج البطن من ضَعف مشيه. قال الشاعر: ليلةَ أمشي على مخاطَرَةٍ * مشياً رُويداً كمِشْيَة البَعِجِ والانبعاج: الانشقاق. وتَبَعَّجَ السَّحاب تَبَعُّجاً، وهو انفراجُهُ عن الوَدْق. يقال: بَعَّجَ المطرُ الأرضَ تَبْعيجاً من شدة فَحْصه الحِجارة. قال العجّاج:
حيثُ استهلَّ المُزْنُ إذْ تبعجا * والباعجة: متسع الوادي.
[بلج] البُلوجُ: الإشراق. تقول: بَلَجَ الصبحُ يَبْلُجُ بالضم، أي أضاء. وانْبَلَجَ وتَبَلَّجَ مثله. وتبلَّج فلانٌ، إذا ضحك وهشَّ. وصُبْحٌ أبلج بين البلج، أي مشرق مضئ. قال العجَّاج:
حتَّى بدت أعْناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا * وكذلك الحقُّ إذا اتَّضح. يقال: " الحقُّ أَبْلَجُ والباطل لجلج ".
_________
(1) في اللسان: " منك فقدا ".

(1/300)


وكل شئ وضح فقد ابْلاَجَّ ابليجاجاً. والبَلْجَةُ والبُلْجَةُ، في آخر الليل. يقال: رأيت بُلْجَةَ الصبح، إذا رأيت ضَوْءَهُ. والبُلْجَةُ: نَقَاوَةُ ما بين الحاجِبَين. يقال: رجلٌ أبلجُ بَيِّنُ البَلَجِ، إذا لم يكن مقرونا. وفى حديث أم معبد، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم " أبلج الوجه " أي مشرقه. ولم ترد بلج الحاجب، لانها تصفه بالقرن. عن أبى عبيد.
[بهج] البَهْجَةُ: الحُسن. يقال: رجل ذو بَهْجَةٍ. وقد بَهُجَ بالضم بَهاجَةً فهو بَهيجٌ. قال الله تعالى: (مِنْ كُلِّ زَوجٍ بَهيجٍ) . وبَهِجَ به بالكسر، أي فرِح به وسُرَّ، فهو بَهِجٌ وبَهيجٌ. قال: كان الشباب رداء قد بَهِجْتُ به * فقد تطايَرَ منه لِلبِلى خِرَقُ وبَهَجَني هذا الأمرُ بالفتح، وأَبْهَجَني، إذا سَرَّكَ. وأَبْهَجَتِ الأرضُ: بَهِجَ نباتُها. والابتهاج: السُّرور.
[بهرج] البهرج: الباطل والردئ من الشئ، وهو معرب. يقال درهم بهرج. قال العجاج:

(1/300)


* وكان ما اهتض الجحاف بهرجا * أي باطلا.
[بوج] البائِجَةُ: الداهيةُ. يقال: باجَتْهُمُ البائجةُ تَبوجُهُمْ، أي أصابتهم. وقال الأصمعيّ: انباجت عليهم بوائج منكَرةٌ، إذا انْفَتَقَتْ عليهم دَواهٍ. وأنشد للشمَّاخ يرثي عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه. قَضَيْتَ أموراً ثم غادرتَ بعدها * بوائجَ في أكمامِها لم تُفَتَّقِ وَتَبَوَّجَ البرق: لمع وتكشف.
فصل التاء
[ترج] هي الاترجة والاترج. قال علقمة ابن عبدة: يحملن أترجة (1) نضح العبير بها * كأنَّ تَطْيابَها في الأنف مشموم وحكى أبو زيد ترنجة وترنج، ونظيرها ما حكاه سيبويه: وتر عرند، أي غليظ. وترج بالفتح: اسم موضع. وأنشد الاصمعي (2) :
_________
(1) في ديوانه: " نضخ " بالخاء المعجمة.
(2) لمزاحم العقيلى.

(1/301)


وهاب (1) كجثمان الحمامة أجفلت * به ريح ترج والصبا كل مجفل ويقال في المثل: " هو أجرأ من الماشي بترج " لانها مأسدة.
[توج] التاجُ: الإِكليلُ. تقول: تَوَجَّهُ فَتَتَوَّجَ، أي ألبسه التاجَ فلبِسهُ. يقال: العمائم تيجان العرب.
فصل الثاء
[ثأج] الثؤاج: صياح الغنم. وأنشد أبو زيد في كتاب الهمز:
وقد ثأجوا كثؤاج الغنم * وهى ثائجة، والجمع ثوائج وثائجات.
[ثبج] الثَبَجُ: ما بين الكاهِل إلى الظهر. قال الشماخ: وكيف يضيع صاحب مدفآت * على أثباجهن من الصقيع (2) ويقال: ثبج كل شئ: وسطه. وثبج الرمل: معظمه، عن أبى عبيد.
_________
(1) الهابى: الرماد.
(2) وقبله: أعائش ما لقومك لا أراهم * يضيعون الهجان مع المضيع

(1/301)


وثَبَّجَ الرّاعي بالعصا تَثْبيجاً، إذا جعلها على ظهره وجعل يديه من ورائها. وثَبَّجَ الكتابَ والكلام تثبيجاً، إذا لم يبيِّنه. والأَثْبَجُ: العريض الثَبَج، ويقال الناتئ الثَبَج، وهو الذى صغر في الحديث " إن جاءت به أثيبج (1) ". وثَبَجَ الرجلُ (2) : أقْعَى على أطراف قدميه. وقال: إذا الكماة جثموا على الركب ثبجت يا عمرو ثبوج المحتطب
[ثجج] ثَجَجْتُ الماء والدمَ أَثُجُّهُ ثجَّاً، إذا سَيَّلْتَهُ. وأتانا الوادي بثَجيجِهِ، أي بسيله. ومطرٌ ثَجَّاجٌ، إذا انصبَّ جداً. والثَجُّ: سيلانُ دِماءِ الهَدْيِ. وفي الحديث: " أفضل الحج العج والثج ".
[ثلج] الثَّلجُ معروف. وأرض مثلوجة: أصابها ثلج. وقد أثلَجَ يَوْمُنا. وثَلجَتْنا السماءُ تَثْلُجُ بالضم، كما تقول: مَطَرتنا. ويقال أيضاً: ثَلَجَتْ نفسي تَثْلُجُ ثُلوجاً، إذا اطمأَنَّت، عن أبى عمرو. وثَلِجَتْ نفسي بالكسر تَثْلَجُ ثَلَجاً لغة فيه، عن الاصمعي.
_________
(1) هو حديث اللعان: " إن جاءت به أثيبج فهو لهلال ".
(2) ثبج ثبوجا.

(1/302)


ورجل مثلوج الفؤاد، إذا كان بليداً. قال كعب بن لُؤَيّ لأخيه عامر بن لؤيّ: لئن كنت مثلوجَ الفؤاد لقد بدا * لجمعِ لؤيٍّ منك ذِلَّةُ ذي غَمْضِ وحفر حتَّى أثلج، أي بلغ الطين.
فصل الجيم
[جرج] أبو زيد: الجَرِجُ: الجائِلُ القَلقُ. يقال: جَرِجَ الخاتَمُ في إصْبَعي يَجْرَجُ جَرَجاً، إذا اضطرب من سَعَته. وأنشد: إنِّي لأهوى طفلةً ذاتَ غَنَجْ * خَلْخالُها في ساقِها غيرُ جَرِجْ قال: والجَرَجَةُ بالتحريك: جَادَّةُ الطريق. قال: والجَرَجُ أيضاً: الأرض الغليظةُ. وقال ابن دريد: الارض ذات الحجارة. والجرجة بالضم: وعاء كالخرج (1) . قال أوس بن حجر: ثلاثة أبراد جياد وجرجة * وأدكن من أرى الدبور معسل وبالخاء تصحيف، والجمع جرج، مثل بسرة وبسر. ومنه جريج مصغر اسم رجل.
_________
(1) من أدم خاصة.

(1/302)


[جلج] الجَلَجَةُ: بالتحريك: الجمجمة والرأس. يقال: على كلِّ جَلَجَةٍ كذا. والجمع جلج.
[جوج] الجاجَةُ: خرزةٌ وضيعة لا تساوى شيئا (1) . قال الهذلى (2) : فجاءت كخاصى العير لم تحل عاجة * ولا جاجة منها تلوح على وشم
فصل الحاء
[حبج] حَبِجِتِ الإبل بالكسر، تَحْبَجُ حَبَجاً، إذا انتفخت بطونُها عن أكل العَرْفَجِ والضَعَة (3) لأنه يتعقَّد فيها وييبس حتَّى تتمَرَّغُ من وجعه وتزحَر. يقال: بعير حَبِجٌ، وإبل حبجى وجباجى، مثل حمقى وحماقى. والحبج: الحبق (4) . يقال: حَبَجَ الرجلُ بالفتح، يَحْبِجُ حبجا، أي حبق. قال أعرابي: حبج بها ورب الكعبة. وحبجه بالعصا حَبَجاتٍ: ضربه بها، مثل خَبَجَهُ وهبجه.
_________
(1) أبو عبيدة: والودع الذى يصقل به جاج.
(2) هو أبو خراش الهذلى، يذكر امرأته وأنه عاتبها فاستحيت وجاءت إليه مستحيية.
(3) الضعة: شجر من الحمض. ومادته (وضع) . وفى المطبوعة الاولى " والضبعة " تحريف.
(4) بالفتح، وبفتح فكسر.

(1/303)


[حجج] الحَجُّ: القصد. ورجل مَحْجوجٌ، أي مقصود. وقد حَجَّ بنو فُلانٍ فلاناً، إذا أطالوا الاختلاف إليه. قال المخبل (1) : وأشهد من عوف حلولا كثيرة (2) * يحجون سب الزبرقان المزعفرا قال ابن السكيت: يقول يكثرون الاختلاف إليه. هذا الأصلُ، ثم تُعورِفَ استعماله في القصد إلى مكة للنُسك. تقول: حججت البيتَ أحُجُّهُ حجا، فأنا حاج. وربما أظهروا التضعيف في ضرورة الشعر. قال الراجز:
بكل شيخ عامر أو حاجج * ويجمع على حج (3) مثل بازل وبزل، وعائذ وعوذ. وأنشد أبو زيد لجرير: وكأن عافية النسور عليهم * حج بأسفل ذى المجاز نزول والحج بالكسر: الاسم (4) .
_________
(1) السعدى.
(2) ويروى: " حجوجا كثيرة ".
(3) وعلى حج أيضا بكسر الحاء. وأنشد ابن دريد في ذلك: كأنما أصواتها بالوادي * أصوات حج من عمان غادى
(4) في كتاب ليس: " ليس في كلام العرب المصدر للمرة الواحدة إلا على فعلة نحو سجدت سجدة واحدة، وقمت قومة واحدة، إلا حرفين: حججت حجة واحدة بالسكر، ورأيته رؤية واحدة بالضم، وسائر الكلام بالفتح. فأما =

(1/303)


والحجة المَرَّةُ الواحدة، وهو من الشواذ، لأنَّ القياس بالفتح (1) . والحَجَّةُ: السنة، والجمع الحِجَجُ. وذو الحِجَّة شهر الحجِّ، والجمع ذَواتُ الحِجَّةِ وذواتُ القِعْدَةِ. ولم يقولوا ذَوُو على واحِدِهِ. والحِجَّةُ أيضاً: شحمةُ الأذن. قال لبيد: يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حِجَّةٍ * وإن لم تَكُنْ أعناقُهُنَّ عَواطِلا (2) والحَجيجُ: الحُجَّاجُ، وهو جمع الحاج، كما يقال للغزاة: غزى، وللعادين على أقدامهم: عدى. وامرأة حاجة ونسوة حواج بيت الله عز وجل بالاضافة، إذا كن قد حججن، وإن لم يكن حججن قلت: حواج بيت الله فتنصب البيت لانك تريد التنوين في حواج إلا أنه لا ينصرف كما يقال هذا ضارب زيد أمس وضارب زيدا غدا، فتدل بحذف التنوين على أنه قد ضربه وبإثبات التنوين على أنه لم يضربه. وأحججت فلانا، إذا بعثته ليحج.

(1/304)


= الحال فمكسور لا غير، ما أحسن عمته، وركبته. وحدثني أبو عمر عن ثعلب عن ابن الاعرابي: رأيته رأية واحدة بالفتح. فهذا على أصل ما يجب ".
(1) وعلى القياس روى سيبويه " قالوا: حجة واحدة - يعنى بالفتح يريدون عمل سنة واحدة ".
(2) بعده: غرائر أبكار عليها مهابة * وعون كرام يرتدين الوصائلا

(1/304)


وقولهم: وحجة الله لا أفعل، بفتح أوله وخفض آخره: يمين للعرب. والحجة: البرهان. تقول حاجَّهُ فحجَّه أي غلبه بالحُجَّةِ. وفي المثل: " لَجَّ فَحَجَّ ". وهو رجلٌ مِحْجاجٌ، أي جَدِلٌ. والتحاجُّ: التخاصُم. وحَجَجْتُهُ حَجَّاً. فهو حجيج، إذا سبرت شجته بالميل لتعالجه. قال الشاعر (1) : يحج مأمومة في قعرها لجف * فاست الطبيب قذاها كالمغاريد والمحجاج: المسبار. والحجاج والحجاج، بفتح الحاء وكسرها: العظم الذي ينْبتُ عليه الحاجب، والجمع أحجة. قال رؤبة:
صكى حجاجى رأسه وبهزى (2) * والمحجة: جادة الطريق. والحجحجة: النكوص. يقال: حملوا على القوم حَملةً ثم حجحجوا. وحجحجَ الرجلُ إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أمسك، هو مثل المجمجة (3) .
_________
(1) هو عذار بن درة الطائى.
(2) قبله:
دعني فقد يقرع للاضز
(3) وكبش حجحج: عظيم. قال:
أرسلت فيها حجحجا قد أسدسا:

(1/304)


[حدج] الحَدَجُ (1) : الحَنْظَل إذا اشتدَّ وصَلُبَ، الواحدة حَدَجَة. وقد احْدَجَتْ شجرة الحنظل. والحدج بالكسر: الحمل، ومَرْكَبٌ من مراكب النساء أيضاً، وهو مثل المِحَفَّةِ، والجمع حُدوجٌ وأحداج. وحدجت البعير أحدجه بالكسر حدجا، أي شددت عليه الحدج. وكذلك شد الاحمال وتوسيقها. قال الاعشى: ألا قل لميثاء ما بالها * أللبين تحدج أحمالها ويروى: " أجمالها: بالجيم. والحداجة: لغة في الحِدْج، والجمع حَدائج، عن يعقوب. وحَدَجَهُ أيضاً ببصره، يَحدِجه حَدْجاً: رماه. قال العجاج يصف الحمار والاوتان:
إذا اثبجرا (2) من سواد حدجا * والتحديج، مثل التحديق. وحدجه بسهمٍ، وحَدَجَهُ بِذَنْبِ غيرِهِ: رماه به. وحندج: اسم رجل (3)
_________
(1) والحدج، بالضم، لغة فيه.
(2) في اللسان: " إذا اسبجرا "، وهو تحريف. واثبجر: ارتد من فزع، وتحير، ونفر.
(3) وواحد الحنادج، وهى العظام من الابل.

(1/305)


[حدرج] المُحَدْرَجُ: الأملس: يقال: حَدْرَجَهُ، أي فَتَلَهُ وأحكمه. قال الفرزدق: أخاف زياداً أن يكونَ عطاؤه * أَداهِمَ سوداً أو مُحَدْرَجَةً سُمْرا يعني بالأداهِمِ القيودَ، وبالمُحَدْرَجَةِ السِياط. ورجل حدرجان بالكسر، أي قصير.
[حرج] مَكانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ، أي ضيِّقٌ كثير الشجَر لا تصل إليه الراعية. وقرئ: (يجعل صدره ضيقا حرجا) و (حرجا) وهو بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرد، والدنف والدنف، في معنى واحد. وقد حرج صدره يَحْرَجُ حَرَجاً. والحَرَجُ: الإثمُ: والحَرَجُ أيضا: الناقة الضامرة، ويقال الطويلة على وجه الارض، عن أبى زيد. والحرج: خشب يُشَدُّ بعضُهُ إلى بعض يُحمل فيه الموتى، عن الأصمعي. قال: وهو قول امرئ القيس: فإما تَرَيْني في رِحالةِ سابحٍ (1) * على حرج كالقر تخفق أكفاني وربما وضع فوق نعش النساء. قال عنترة يصف ظليما وقلصه:
_________
(1) في ديوانه: " جابر "، وكذا في اللسان.

(1/305)


يتبعن قلة رأسه وكأنه * حرج على نعش لهن مخيم والحرجة: الجماعة من الإبل. والحَرَجَةُ: مُجْتَمَعُ شجر، والجمع حرج وحرجات. قال الشاعر: أيا حرجات الحى حين تحملوا * بذى سلم لا جاد كن ربيع ويجمع أيضا على حراج. قال رؤبة: عاين حيا كالحراج نعمه * يكون أقصى شده محر نجمه (1) وأحرجه أي آثَمَهُ. والتحريج: التضييق. وتَحرَّجَ، أي تأثَّم. وأَحْرَجَهُ إليه، أي ألجأه. والحِرْجُ، بالكسر الوَدَْعَةُ، والجمع أَحراجٌ. ومنه كلب مُحَرَّجٌ، أي مُقَلَّدٌ. والحِرْجُ أيضاً: لغة في الحَرَجِ، وهو الإثم حكاه يونس. والحِرْجُ: نصيب الكلب من الصيد. وقال (2) :
حتى أكابره على الاحراج (3)
_________
(1) في المخطوطة واللسان: " أقصى مثله ".
(2) جحدر، يصف الاسد.
(3) صدره:
وتقدمى لليث أمشى نحوه:

(1/306)


وحرجت العينُ بالكسر، أي حارت قال ذو الرمة: تَزداد للعين إبهاجاً إذا سَفَرَت * وتَحْرَجُ العينُ فيها حين تَنْتَقِبُ (1) وحَرِجَ عليَّ ظُلمُكَ حَرَجاً، أي حَرُمَ. والحُرْجُ والحُرْجُجُ والحُرْجوجُ: الناقة الطويلة على وجه الارض. وأصل الحرجوج حرجج، وأصل الحرجج حرج بالضم. والجمع الحراجيج. قال أبو زيد: الحرجوج: الضامر.
[حشرج] الحَشْرَجَةُ: الغرغرة عند الموت، وتردد النفس. وحشرجة الحمار: صوته يردده في حلقه. وقال: وإذا له علز وحَشرجةٌ * مما يَجيش به من الصدر ابن السكيت: الحَشْرَجُ: الحِسيُ يكون في حَصَى. وأنشد لعمر بن أبي ربيعة (2) : فَلَثَمْتُ فاها آخذاً بقُرونها شُربَ النزيف ببرد ماء الحشرج
[حضج] الحِضْجُ، بالكسر: ما يبقى في حياض الإبل من الماء. وقال هميان بن قحافة:
_________
(1) تنتقب، أي تلبس النقاب.
(2) قال ابن برى: " البيت لجميل بن معمر، وليس لعمر بن أبى ربيعة ".

(1/306)


* فأسأرت في الحوضِ حِضْجاً حاضِجاً (1) * والجمع أَحْضاجٌ. وحَضَجْتُ به الأرض، أي ضربت به. وحضجت النار: أوقدتها. وانحضج الرجل: التهب غضبا. وفى الحديث (2) : " من شاء أن ينحضج فلينحضج "، أي يتقد من الغيظ وينشق.
[حفلج] الحفلَّجُ، بتشديد اللام: الأفْحَجُ.
[حلج] حَلَجَ القطن يَحْلُجُهُ ويَحْلِجهُ، فهو حلاَّج، والقطن حَليجٌ ومحلوجٌ. والمِحْلَجُ والمِحْلَجَةُ: ما يُحلجُ عليه. والمِحْلاجُ: ما يُحلج به. وحَلَجَ القومُ ليلتَهم أي ساروها. يقال: بيننا وبينهم حلجة بعيدة. قال أبو صاعد: الحليجة: عصارة نحى، أو لبن أنقع فيه تمر. وقال أبو مهدى وغنية (3) : هي السمن على المخض.
_________
(1) بعده:
قد عاد من أنفاسها رجارجا
(2) هو حديث أبى الدرداء، قال في الركعتين بعد العصر: " أما أنا فلا أدعهما، فمن شاء أن ينحضج فلينحضج.
(3) غنية: أعرابية كان يؤخذ عنها اللغة ويروى عنها الشعر والاخبار. انظر البيان والتبيين 3: 49 - 50. وقد أورد ابن النديم في الفهرست 70 اسم " غنية أم الحمارس " و " غنية أم الهيثم ".

(1/307)


[حمج] حمج الرجل عينه تحميجا يستشف النظر، إذا صغرها. قال ذو الاصبع: إنى رأيت بنى أبي‍ * ك محمجين إلى شوسا (1) وتحميج العين أيضا: غؤورها وقال أبو عبيدة: التحميج: شدة النظر.
[حملج] حَمْلَجَ الحَبْلَ، أي فتله فتلا شديدا. قال الراجز: قلت لخود كاعب عطبول * مياسة كالظبية الخذول ترنو بعينى شادن كحيل * هل لك في محملج مفتول والحملاج: منفاخ الصائغ.
[حنج] حَنَجَهُ وأحْنجه، أي أماله. وأحْنَجَ كلامه، أي لواه كما يلويه المُخَنَّثُ (2) . والحِنْجُ بالكسر: الأصل. يقال: عاد إلى حِنْجِهِ وبِنْجِهِ.
[حوج] الحاجَةُ معروفة، والجمع حاجٌ وحاجاتٌ وحِوَجٌ، وحَوائجُ على غير قياس، كأنهم جمعوا حائجة.
_________
(1) في اللسان: " آإن رأيت "، " إليك شوسا ".
(2) والمحنج: الذى إذا مشى نظر إلى خلفه برأسه وصدره. وقد أحنج، إذا فعل ذلك.

(1/307)


وكان الأصمعي يُنْكِرُهُ ويقول: هو مُوَلَّدٌ. وإنما أنكره لخروجه عن القياس، وإلاّ فهو كثيرٌ في كلام العرب. وينشد: نهارُ المرءِ أَمْثَلُ حينَ يقضي (1) * حوائجه من اللَيل الطويلِ والحَوْجاءُ: الحاجة. يقال: ما في صدري به حَوْجاء ولا لوجاء، ولا شكٌّ ولا مِرْيَةٌ بمعنى واحد. ويقال: ليس في أمرك حويجاء ولا لويجاء ولا رويغة. قال اللحيانى: ما لى فيه حوجاء ولا لوجاء، ولا حويجاء ولا لويجاء. قال قيس بن رفاعة: مَنْ كانَ في نفسه حوجاءُ يطلبها * عِندي فإنِّي له رَهْنٌ بإصحارِ أقيمُ نخوَتَهُ إنْ كان ذا عِوَجٍ * كما يُقَوِّمُ قِدْحَ النَبْعَةِ الباري قال ابن السكيت: كلمته فما ردَّ عليَّ حَوْجاءَ ولا لوجاءَ. وهذا كقولهم: فما ردَّ عليّ سَوْداءَ ولا بيضاء، أي كلمةً قبيحة ولا حَسَنَةً. وحاجَ يَحوج حَوْجاً، أي احتاج. قال الكُميت بن معروف: غنيتُ فلم أَرْدُدْكُمُ عِندَ بُغْيَةٍ * وحجت فلم أكدد كم بالاصابع وأحوجه إليه غيره.
_________
(1) في اللسان: " حين تقضى ".

(1/308)


وأحوج أيضا بمعنى احْتاجَ. والحَاجُ: ضرب من الشَوك. والحاجُ: جمع حاجة. قال الشاعر: وأُرْضِعُ حاجَةً بلِبانِ أُخرى * كذاك الحاج ترضع باللبان
فصل الخاء
[خبج] خَبَجَهُ بالعصا: ضربه بها. وخبج بها: حبق.
[خبرج] الخبرنجة: حسن الغداء. وجسم خبرنج، أي ناعم. قال العجاج: غراء سوى خلقها الخبرنجا * مأد الشباب عيشها المخرفجا
[خجج] ريح خَجوجٌ: تلتوي في هُبوبها. وقال الأصمعيّ: الخَجوج من الرياح: الشديدة المِرّ. وقد خَجْخَجَت. والخجخجة أيضا: الانقباض والاستخفاء. واختجَّ الجملُ في سيره، وذلك سرعة مع التواء.
[خدج] خَدَجَتِ الناقة تَخْدِجُ خِداجاً، فهي خادج والولد خديج، إذا ألقت ولدَها قبل تمام الأيام،

(1/308)


وإن كانَ تامَّ الخَلْق. وفي الحديث: " كلُّ صلاةٍ لا يُقرأ فيها بأمِّ الكتاب فهي خِدَاجٌ "، أن نقصان. وأخدجت الناقة، إذا جاءت بولدها ناقصَ الخَلْقِ وإن كانت أيامه تامَّةً، فهي مُخْدِجٌ والولد مخدج. ومنه حديث على رضوان الله عليه في ذى الثدية " مخدج اليد " أي ناقص اليد: قال ابن الاعرابي: أخدجت الشتوة، أي قل مطرها.
[خدلج] الخَدَلَّجَةُ، بتشديد اللام: المرأة الممتلئة الذراعين والساقين.
[خرج] خَرَجَ خروجاً ومَخْرَجاً. وقد يكون المَخْرَجُ موضع الخروج. يقال: خرج مخرجاً حسناً، وهذا مَخْرَجُهُ. وأما المُخْرَجُ فقد يكون مصدرَ قولك أَخْرَجَهُ، والمفعولَ به، واسمَ المكان والوقتِ، تقول: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صدق، وهذا مخرجه، لان الفعل إذا جاوز الثلاثة فالميم منه مضمومة، مثل دحرج وهذا مدحرجنا، فشبه مخرج ببنات الاربعة. والاستخراج، كالاستنباط. والخرج والخراج: الاتاوة (1) ، ويجمع
_________
(1) قلت: وقرئ قوله تعالى: " أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير " و " أم تسألهم خراجا ". وكذا قوله تعالى " فهل نجعل لك خرجا " وخراجا. اه‍ مختار.

(1/309)


على أخراج، وأخاريج، وأخرجة. والخرج: اسم موضع باليمامة. والخرج: السحاب أوَّل ما ينشأ. يقال خَرَجَ له خَرْجٌ حسَن. والخَرْجُ: خِلاف الدَخْل. وخَرَّجَهُ في الأدَب فتخرَّج، وهو خِرِّيجُ فلان على فِعِّيل بالتشديد، مثال عنين، بمعنى مفعول. وناقة مخترجة، إذا خَرَجَتْ على خِلْقَةِ الجمَل. والخُرْجُ من الأوعية معروف، وهو عربي والجمع خرجة، مثل جحر وجحرة. والخراج: ما يخرُج في البدن من القُروح. ورجل خرجة ولجة مثال همزة، أي كثير الخروج والوُلوجِ. والخارجيُّ: الذي يَسُودُ بنفسه من غير أن يكونَ له قديم. وبنو الخارجيه: قوم من العرب، النسبة إليهم خارجي. وقولهم: " أسرع من نكاح أم خارجة ". هي امرأة من بجيلة ولدت كثيرا من قبائل العرب كانوا يقولون لها: خطب، فتقول: نكح (1) .
_________
(1) أي كان الخاطب يقوم على باب خبائها ويقول لها خطب بكسر أوله وقد يضم والثانى ساكن على كل، وكذا في أول نكح وثانيه. وهما كلمتان كانت العرب تتزوج بهما كما سبق للمؤلف اه‍.

(1/309)


وخارجة ابنها، ولا يعلم ممن هو. ويقال: هو خارجة بن بكر بن يشكر بن عدوان بن عمرو ابن قيس عيلان. والخرج، بالتحريك: لونان سوادٌ وبياض. يقال: كبشٌ أَخْرَجُ، وظليم أخرج بين الخرج. قال العجاج: إنا إذا مذكى الحروب أرجا * ولبست للموت جلا أخرجا - أي لبست الحروب جلا فيه بياض وحمرة من لطخ الدم، أي شهرت وعرفت كشهرة الابلق. وتقول: اخرجَّت النعامةُ اخرجاجاُ، واخراجَّتْ اخْريجاجاً، أي صارت خَرْجاءَ. والخرجاء من الشاء: التي ابيضَّت رجلاها مع الخاصرتين، عن أبى زيد. وتخريج الراعية المرتع: أن تأكل بعضَه وتترك بعضاً. وأرض مُخَرَّجَةٌ، أي نَبْتُها في مكان دونَ مكان. وعامٌ فيه تَخريجٌ، أي خِصب وجَدْبٌ. والخَريجُ: لُعبةٌ لهم، يقال فيها خَراجِ خِراجِ، مثل قطام. قال الهذلى: أرقت له ذات العشاء كأنه * مخاريق يدعى بينهن (1) خريج
_________
(1) في اللسان: " تحتهن ".

(1/310)


والمخارجة: المناهدة بالاصابع. والتخارج: التناهد.
[خرفج] عيشٌ مُخَرْفَجٌ، أي واسع. وفي الحديث أنَّه " كَرِهَ السراويل المُخَرْفَجَةَ " قالوا: هي التي تقع على ظُهورِ القدَمين. قال الراجز: جارية شبَّتْ شَباباً خَرْفَجا * كأنَّ مِنها القصَبَ المدمْلَجا * سوقٌ من البردى ما تعوجا
[خزرج] الخَزْرَجُ: ريح. قال الفرّاء: خَزْرَجُ هي الجَنوب، غير مُجْراة. وقبيلة من الانصار، وهى الاوس والخزرج ابنا قيلة، وهى أمهما نسبا إليها. وهما ابنا حارثة بن ثعلبة، من اليمن.
[خفج] الخَفَجُ من أدواء الإبل. قال الاصمعي: فإن كلا رجلا البعيرِ تَعْجَلانِ بالقيام قبلَ أن يرفعهما كأَنَّ به رعدةً فهو أخفج، وقد خفج خفجا. وخفاجة، بالفتح: حى من بنى عامر. قال الاعشى: وأدفع عن أعراضكم وأُعيرُكُمْ * لساناً كمِقراض الخَفاجيّ ملحبا وغلام خنفج بالضم، وخفانج، أي كثير اللحم.

(1/310)


[خلج] خَلَجَهُ يَخْلِجُهُ خَلْجاً، واخْتَلَجَهُ، إذا جذبه وانتزعه. قال العجاج: فإن يكن هذا الزمان خلجا * فقد لبسنا عيشه المخرفجا يعنى: قد خلج حالا وانتزعها وبدلها بغيرها. وخلجت عينه تَخْلِجُ وتَخْلُجُ خُلوجاً، واخْتَلَجَتْ، إذا طارت. وخَلَجَهُ بعينه، أي غَمَزَه. وقال (1) : جارية من شعب ذى رعين * حياكة تمشى بعلطتين (2) * قد خلجت بحاجب وعين * يا قوم خلوا بينها وبيني * أشد ما خلى بين اثنين (3) وخَلَجَني كذا، أي شَغَلَني. يقال: خَلَجَتْهُ أمورُ الدنيا. والخَلَجُ، بالتحريك: أن يشتكي الرجُل عظامَه من عملٍ أو من طول مَشْي وتعب. تقول منه: خَلِجَ، بالكسر. وتَخَلَّجَ المفلوجُ في مِشيته، أي تفكَّكَ وتَمايَل. وتَخالَجَ في صدري منه شئ، وذلك إذا شككت.
_________
(1) حبينة بن طريف، ينسب بليلى الاخيلية.
(2) العلطة: القلادة.
(3) وبعده:
لم يلق قط مثلنا سيين:

(1/311)


والخَلوجُ من النوق: التي اخْتُلِجَ عنها ولدُها فقلَّ لذلك لبنُها. وقد خَلَجْتُها، أي فطمتُ ولدَها. والخليجُ من البحر: شَرْمٌ منه. والخليجُ: النَهر. ويقال: جانِباه خليجاه. والخَليجُ: الحبل، قال ابن السكّيت: لأنّه يَجذِب ما شُدَّ به. قال ابن مقبل: وبات يغنى في الخليج كأنه * كميت مدمى ناصع اللون أقرح (1) والخليج: الجفنة، والجمع خلج. قال لبيد: ويكللون إذا الرياح تناوحت * خلجا تمد شوارعا أيتامها والخُلُجُ أيضاً: سُفُنٌ صِغار دونَ العدولى، قاله أبو عبيد: والخلج أيضا: قوم من العرب كانوا من عدوان فألحقهم عمر بن الخطاب بالحارث بن مالك ابن النضر بن كنانة، وسموا بذلك لانهم اختلجوا من عدوان. والمخلوجة: الطعنة ذات اليمين وذات الشمال. قال امرؤ القيس:
_________
(1) قبله: فبات يسامى بعد ما شج رأسه * فحولا جمعناها تشب وتضرح قال الباهلى: يعنى وتدا ربط به فرس. يقول: يقاسى هذه الفحول، أي شدت به وهى تنزو وترمح. وقوله يغنى أي تصهل عنده الخيل.

(1/311)


نطعنهم سلكى ومخلوجة * كرك لامين على نابل وقد خلجته، إذا طَعَنْتَه. والمَخْلوجَةُ: الرأي المصيب. قال الحطيئة: وكنتُ إذا دارت رحى الحرب (1) رعته * بمخلوجة فيها من (2) العجز مضرف والخلنج: شجر، فارسي معرب. قال الشاعر (3) :
لبن البخت في قصاع الخلنج * والجمع الخلانج. قال هميان بن قحافة: حتى إذا ما قضت الحوائجا * وملات حلابها الخلانجا * منها وثموا الاوطب النواشجا
[خمج] الخَمَجُ: الفتور. يقال: أصبحَ فلانٌ خَمِجاً، أي فاتراً. قال الهُذَلي (4) : فلا أقيم بدار الهون إنَّ ولا (5) * آتي إلى الغدر أخشى دونه الخمجا
_________
(1) وكذا في اللسان. وصواب روايته كما في الديوان 110: " رحى الامر ".
(2) في اللسان والديوان: " فيها عن ".
(3) هو ابن قيس الرقيات. وصدره كما في الاغانى:
ملك يطعم الطعام ويسقى * وفى اللسان:
يهب الالف والخيول ويسقى *.
(4) هو ساعدة بن جؤية.
(5) في اللسان: " ولا أقيم بدار للهوان "، وروى أيضا: " آتى إلى الخدر ".

(1/312)


الخمج في هذا البيت: سوء الثناء. و " إن " بمعنى نعم.
فصل الدال
[ديج] الديباج: فارسي معرب ويجمع على دَيابيجَ، وإن شئت دبابيج بالباء إنْ جعلتَ أصله مشدَّداً، كما قلنا في الدنانير. وكذلك في التصغير والديباجَتانِ: الخَدَّانِ. قال ابنُ مُقْبل: يَخْدي بها بازِلٌ فُتْلٌ مَرافِقُهُ (1) * يجري بديباجَتَيه الرشحُ مُرْتَدِعُ أي هو مرتدعٌ متلطِّخ به، من الردع. ابن السكيت: ما بالدار دبيج بالكسر والتشديد، أي ما بها أحد. وشك أبو عبيدة في الجيم والحاء. وسألت عنه بالبادية جماعة من الاعراب فقالوا: ما بالدار دبى. وما زادوني على ذلك. ووجدت بخط أبى موسى الحامض: ما في الدار دبيج (2) موقع، بالجيم، عن ثعلب.
[دجج] الدُجَّةُ بالضم: شِدَّةُ الظُلمة. وليلة ديجوج:
_________
(1) في المخطوطة: يخذى بها كل موار مناكبه.
(2) بالجيم أيضا عن ابن الاعرابي. وأنشد: هل تعرف الرسوم من ذات الهوج * ليس بها من الانيس دبيج وهو النقش والتزيين، وأصله فارسي، من الديباج.

(1/312)


مظلمة. وليل دجوجى، وبعيرٌ دَجوجيٌّ، وناقة دَجوجيَّةٌ أي شديدة السواد. وناقة دجوجاة: منبسطة على الأرض. ورجل مُدَجِّجٌ ومُدَجَّجٌ، أي شاكّ في السلاح تقول منه: تَدَجَّجَ في شِكَّتِهِ، أي دخلَ في سِلاحِهِ، كأنه تغطَّى بها. ودجَّجَتِ السماءُ تدجيجاً: تغيَّمت. ومَرَّ القومُ يَدِجُّونَ على الأرض دَجيجاً وَدَجَجاناً، وهو الدَبيب في السير. قال ابن السكيت: لا يقال يَدِجُّونَ حتَّى يكونوا جماعةً، ولا يقال ذلك للواحد. وهم الدَاجَّةُ. وقولهم: هم الحاجُّ والداجُّ (1) ، قالوا: فالداجُّ الأعوان والمُكارونَ. وفي الحديث: " هؤلاء الداجُّ ". وأمَّا الحديث: " ما تركتُ من حاجَةٍ ولا داجَةٍ إلا أَتيْتُ " فهو مخفّفٌ إتباع للحاجة. والدَجاج معروف، وفَتْحُ الدالِ فيه أفصح من كسرها، الواحدة دَجاجةٌ للذكر والأنثى، لأنَّ الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحدٌ من جنسٍ، مثل حَمامَةٍ وبطة. ألا ترى إلى قول جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ أَرَّقَني * صوتُ الدجاج وضرب بالنواقيس
_________
(1) في اللسان: " وفى حديث ابن عمر: رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها، فقال: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ".

(1/313)


إنما يعنى زقاء الديوك. والدجاجة: كبة من الغزل. ودجدجت بالدجاجة: صحت بها. ودجدج الليل: أظلم.
[دحرج] دحرجت الشئ دحرجة ودحراجا، فَتَدَحْرَجَ. والمُدَحْرَجُ: المدوَّر. والدُحْروجَةُ: ما يدجرجه الجعل من البنادق. قال ذو الرمّة يصف فراخُ الظَليم: أشداقها كصُدوعِ النَبْعِ (1) في قُلَلٍ * مثل الدَحاريج لم يَنبُتْ لها زَغَبُ وقللها: رؤوسها.
[درج] دَرَجَ الرجل والضَبُّ يَدْرُجُ دُروجاً وَدَرَجاناً، أي مشى. ودَرَجَ، أي مضى لسبيله. يقال: درجَ القومُ، إذا انقرضوا. والاندراج مثلُه. وفي المثل: " أكذب مَنْ دَبَّ ودَرَجَ "، أي أكذبُ الأحياءِ والأمواتِ. قال الأصمعي: دَرَجَ الرجل، إذا لم يُخَلِّفْ نسلاً، ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ، إذا جازت السنة ولم تُنْتَجْ، فهي مِدْراجٌ إذا كانت تلك عادَتُها. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طويته.
_________
(1) في اللسان: " كصدوح النبع ".

(1/313)


ودَرَّجَهُ إلى كذا واستدرجه، بمعنىً، أي أدناه منه على التدريج، فتَدَرَّجَ هُو. والدَروجُ: الرِيحُ السريعة المَرّ، يقال: ريحٌ دَروجٌ، وقِدْحٌ دروج. والمدرجة: المذهب والمسلك. قال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف سيفا: ترى أثره في صفحتيه كأَنَّه * مَدارِجُ شِبْثانِ لَهُنَّ هَميمُ وقولهم " خَلِّ دَرَجَ الضَبِّ "، أي طريقه، لئلاَّ يسلك بين قدميك فتنتفخ. والجمع الأَدْراجُ، ومنه قولهم: رجعتُ أَدْراجي، أي رجعتُ في الطريق الذي جئت منه. والدَرَجَةُ: المِرقاةُ، والجمع الدَرَجُ. والدَرَجة: واحدة الدَرَجات، وهي الطبقات من المراتب. والدُرَجَةُ، مثال الهُمَزَةِ: لغةٌ في الدَرَجَةِ، وهي المِرقاةُ. والدُرَجَةُ أيضاً: طائر أسود باطنِ الجناحين وظاهِرُهُما أغبرُ على خِلقةِ القطا إلاّ أنَّها ألطف. والدَرْجُ: الذي يُكْتَبُ فيه، وكذلك الدَرَجُ بالتحريك. يقال: أنفذته في دَرْجِ الكتاب، أي في طَيِّهِ. وذهب دمُه أدراجَ الرياح، أي هَدَراً. والدُرْجُ، بالضم: حِفْشُ النساء. والدرجة أيضا: شئ يدرج فيُدْخَلُ في حَياءِ الناقة ثم تشمه فتظنه ولدها فترأمه.

(1/314)


قال أبو زياد الكلابي: إذا أرادوا أن ترأم الناقة ولد غيرها شدوا أنفها وعينيها ثم حشوا حياءها مشاقا وخرقا فيتركونها أياما، فيأخذها لذلك غم مثل المخاض، ثم يحلون عنها الرباط فيخرج ذلك وهى ترى أنه ولد، فإذا ألقته حلوا عينيها وقد هيئوا لها حوارا فيدنونه إليها فتحسبه ولدها فترأمه. ويقال لذلك الشئ الذى يشد به عيناها الغمامة، والذى يشد به أنفها الصقاع، والذى يحشى به الدرجة، والجمع الدرج. قال الشاعر (1) :
ولم تجعل لها درج الظئار (2) * والدراج الدراجة: ضرب من الطير، للذكر والأنثى، حتًّى تقولَ الحَيْقُطانُ، فيختصّ بالذكر. وأرضٌ مَدْرَجَةٌ، أي ذات دُرَّاجٍ. والدَرَّاجَةُ، بالفتح: الحالُ، وهي التي يَدَرَّجُ عليها الصبيّ إذا مشى، حكاه أبو نصر. والدراج: اسم موضع.
[دعج] الدَعَجُ: شدَّةُ سَواد العين مع سَعَتِها. يقال: عينٌ دعجاءُ. والادعج من الرجال: الاسود.
_________
(1) هو عمران بن حطان.
(2) صدره:
جماد لا يراد الرسل منها * والجماد: الناقة التى لا لبن فيها، وهو أصلب لجسمها.

(1/314)


وأما قول ابنِ أحمر: ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاَء ذي عَلَقٍ * يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ فهى هضبة، عن أبى عبيدة. والعرب تسمى أول المَحاق (1) : الدَّعجاء، وهي ليلة ثمانٍ وعشرين، والثانية السرار، والثالثة الفلتة (2) ، وهى ليلة الثلاثين.
[دعلج] الدَعْلَجَةُ: التَردُّد في الذَهاب والمجئ. ودعلج: اسم فرس عامر بن الطفيل. وقال: أكر عليهم دعلجا ولبانه * إذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما
[دلج] أَدْلَجَ القوم، إذا ساروا من أوّل الليل. والاسم الدَلَجُ بالتحريك، والدُلْجَةُ والدَلَجَةُ أيضاً مثل بُرْهَةٍ من الدهر وبَرْهَة. فإن ساروا من آخر الليل فقد ادَّلَجوا بتشديد الدال، والاسم الدُلْجَةُ والدلجة. وأما قول الشماخ: وتشكو بعين ما أكل ركابها * وقيل المنادى أصبح القوم أدلجي فلم يجعل الادلاج مع الصبح، وإنما أراد أن
_________
(1) المحاق، بتثليث الميم.
(2) في اللسان " الغلنة " بالعين، تحريف.

(1/315)


المنادى كان ينادى مرة: أصبح القوم، كما يقال: أصبحتم كما تنامون: ومرة ينادى: أدلجي، أي سيرى ليلا. والدالج: الذى يأخذ الدلو ويمشي بها من رأس البئر إلى الحوض حتّى يُفْرغَها فيه. وقد دَلَجَ يَدْلُجُ بالضم دُلوجاً. وذلك الموضع مَدْلِجٌ ومَدْلَجَةٌ. قال الشاعر (1) : كأنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئرٍ * لها في كلِّ مَدْلِجَةٍ خُدودُ ومدلج بضم الميم: قبيلة من كنانة، ومنهم القافة. والدولج: كناس الوحش، مثل التولج. وقال (2) :
واجتاب أدمان الفلاة الدولجا * والدولج: السراب.
[دمج] دمج الشئ دموجا، إذا دخل في الشئ واستحكم فيه. وكذلك انْدَمَجَ وادَّمَجَ بتشديد الدال. قال أبو عبيد: كلُّ هذا إذا دخل في الشئ واستتر فيه. ونصلٌ مُنْدَمِجٌ، أي مُدَوَّرٌ. وتَدامَجوا عليه، أي تعاونوا. وليلٌ دامج، أي مظلم.
_________
(1) عنترة.
(2) العجاج.

(1/315)


والمدامجة مثل المُداجاةِ. ومنه الصُلْحُ الدُماجُ، بالضم، وهو الذي كأنَّه في خفاءٍ. ويقال هو التامُّ المحكمُ. وأدْمَجْتُ الشئ، إذا لففته في ثوب. والشئ المدمج: المدرج مع ملاسة. والمُدْمَجُ: القِدْحُ (1) . قال الحارث بن حِلِّزة: أَلْفَيْتَنا للضَيف خيرَ عِمَارَةٍ * إلاَّ يَكُنْ لَبَنٌ فعطفُ المُدْمَجِ يقول: إن لم يكن لبنٌ أَجَلْنا القِدْحً على الجَزُورِ فنحرناها للضيف.
[دملج] الدُمْلوجُ: المِعْضَدُ، وكذلك الدُمْلُجُ. وتقول: ألقى عليَّ دَماليجَهُ. والمُدَمْلَجُ: المُدْرَجُ الأملسُ. قال الراجز: كأنَّ مِنها القصَبَ المدمْلَجا * سوقٌ من البردى ما تعوجا
[دهج] أبو عمرو: الدهمجة: مشى الكبير كأنه في قيد. قال الأصمعي: يقال للبعير إذا قارب الخَطْوَ وأسرع: قد دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ. وأنشد (2) : وعير (3) لها من بنات الكداد * يدهمج بالوطب (4) والمزود
_________
(1) بكسر القاف.
(2) للفرزدق.
(3) في ديوانه: " حمار لهم ".
(4) في اللسان: " بالقعو ".

(1/316)


[دهنج] الدُهانِجُ: الجمل الفالجُ ذو السنامين، فارسي معرب. قال العجاج يشبه به أطراف الجبل في السراب: كأنما (1) الارعن منه في الآل * إذا بدا دهانج ذو أعدال والدهنج بالتحريك (2) : جوهر كالزمرد.
فصل الذال
[ذأج] ذَأَجَ الماءَ يَذْأَجُهُ ذَأْجاً، إذا جرِعه جرعاً شديداً. قال الراجز: يَشرَبْنَ بَرْدَ الماءِ شُرْباً ذَأْجاً * لا يَتَعَيَّفْنَ الأُجاجَ المَأْجا قال الأصمعي: ذَأَجْتُ السِقاءَ: خرقْته، وكذلك إذا نَفَخت فيه تَخَرَّقَ أو لم يتخرَّق. وانْذَأَجت القِرْبَةُ: تخرقت.
فصل الراء
[ربج] الرَباجَة: البلادة. ومنه قول الشاعر (3) :
_________
(1) يروى: كأن رعن الآل منه في الآل * بين الضحى وبين قيل القيال إذا بدا الخ. شبه الرعن حين يقمص في ذلك الوقت، وهو توهج السراب، كبعير عليه أعدال يسرع بها.
(2) وقول مترجمه " كجعفر " غلط في الترجمة وإن كان فيها نوع من موافقة لقول القاموس بالفتح ويحرك. اه‍. قاله نصر.
(3) هو أبو الاسود العجلى.

(1/316)


* ولم أتربج (1) * أي ولم أتبلد.
[رتج] أَرْتَجْتُ البابَ: أغلقته. قال العجاج:
أو يجعل البيتَ رِتاجاً مُرْتَجا * والمِرْتاجُ: المغلاقُ. وأَرْتَجَتِ الناقة، إذا اغلقت رحمها على الماء. وأرتجت الدَجاجةُ، إذا امتلأ بطنها بيضاً. واُرْتِجَ على القارئ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا لم يَقدِر على القراءة كأنّه أُطْبِقَ عليه، كما يُرْتَجُ البابُ. وكذلك ارْتُتِجَ عليه. ولا تقل: ارْتُجَّ عليه بالتشديد. ورَتِجَ الرجلُ في مَنطِقِه بالكسر، إذا استَغلَقَ عليه الكلام. والرَتَجُ، بالتحريك: الباب العظيم، وكذلك الرِتاجُ. ومنه رِتاجُ الكعبة. قال الشاعر: إذا أخلفوني في عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ * يَمِيني إلى شطْرِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ ويقال: الرِتاجُ: البابُ المغلَق وعليه باب صغير. والمراتج: الطرق الضيقة.
[رجج] يقال رَجَّهُ رَجَّاً، أي حركه وزلزله.
_________
(1) والبيت: وقلت لجارى من حنيفة سر بنا * نبادر أبا ليلى ولم أتربج

(1/317)


وناقة رجاء: عظيمة السنام. والرجرجة: الاضطراب. وارتج البحر وغيره: اضطرب. وفي الحديث: " مَنْ ركب البحر حِينَ يَرْتَجُّ فلا ذِمَّةَ له "، يعنى إذا اضطربت أمواجه، وترجرج الشئ، أي جاء وذهب. والرَجْرَجُ: نعتُ المُتَرَجْرِجِ. وقال:
وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا * وكتيبةٌ رَجْراجَةٌ، كأنَّها تتمخّض ولا تسير، لكثرتها. وامرأةٌ رجراجةٌ: يَتَرَجْرَجُ عليها لحمُها. والرِجْرِجَةُ، بالكسر: بقيَّة الماء في الحوض الكدرةُ المختلطةُ بالطين، والثَريدةُ المُلَبَّقَةُ. والرِجْرِجُ أيضا: نبت. قال الشاعر (1) : كاد اللعاع من الحوذان يسحطها * ورجرج بين لحييها خناطيل والرجاج بالفتح: مهازيل الغنم. قال الراجز (2) : قد بكرت محوة بالعجاج (3) * فدمرت بقية الرجاج ونعجة رجاجة، أي مهزولة. والرَجاجُ أيضاً: الضعفاء من الناس والابل. وأنشد الاصمعي:
_________
(1) هو ابن مقبل.
(2) هو القلاخ بن حزن.
(3) محوة: اسم علم للريح الجنوب. والعجاج: الغبار.

(1/317)


أقبلن من نير ومن سواج * بالقوم قد ملوا من الادلاج (1) * فهم رجاج وعلى رجاج أي ضعفوا من السفر وضعفت رواحلهم.
[ردج] الرَدَجُ بالتحريك: ما يخرُج من بَطن السَخْلَةِ أو المُهْرِ قبل أن يأكل، وهو بمنزلة العقى من الصبى. واليرندج والارندج: جلد أسود. قال أبو عبيد: أصله بالفارسية " رنده ". وأنشد للاعشى:
أرندج إسكاف يخالط عظلما (2) * قال ابن السكيت: ولا يقال الرندج.
[رعج] الارْتِعاجُ كالارتعاد. ورَعَجَ البَرْقُ وأَرْعَجَ، إذا تتابع لمعانُه. قال العجَّاج:
سَحّاً أهاضيبَ وبَرقاً مُرعِجا * ابن السكيت: يقال للرجل إذا كثُرَ ماله وعددُه: قد ارْتَعَجَ ماله، وارتعج عدده.
_________
(1) وبعده: يمشون أفواجا إلى أفواج * مشى الفراريج مع الدجاج
(2) صدره:
عليه ديابوذ تسربل تحته * وقال ابن برى: " أورد الجوهرى أرندج - يعنى بالرفع - وصوابه أرندج بالنصب ".

(1/318)


وارتعج الوادي: امتلا.
[رنج] الرانِجُ: الجوز الهنديّ، وما أظنه عربيا.
[روج] راج الشئ يروج رواجا: نَفَقَ. ورَوَّجْتُ السلعةَ والدراهمَ. وفلانٌ مروج.
[رهج] الرَهَجُ: الغُبار. وأَرْهَجَ الغبارَ، أي أثاره. والرَهْوَجَةُ: ضرب من السير. قال العجاج:
مياحة تميح (1) مشيا رهوجا * ويشبه أن يكون فارسيا معربا.
فصل الزاى
[زبرج] زبرج بالكسر: الزينة من وشى أو جَوهرٍ أو نحوِ ذلك. يقال: زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ، أي مُزَيَّنٌ. ويقال: الزبرج الذهب. وينشد:
يغلى الدماغ به كغلى الزبرج * والزبرج أيضا: السحاب الرقيق فيه حمرة. قال العجاج:
سفر الشمال الزبرج المزبرجا
[زجج] الزُجُّ: طرف المِرفَق. والزُجُّ أيضاً: الحديدة التي في أسفل الرمح، والجمع زِجَجَةٌ وزِجاجٌ، ولا تقل أزجة.
_________
(1) في الجمهرة: " تميج ميجا ". والميج: التبختر.

(1/318)


ابن السكيت: أزججت الرمح فهو مُزَجٌّ، إذا عمِلت له زُجَّاً. قال: وزَجَجْتُ الرجلَ أَزُجُّهُ زَجَّاً فهو مزجوجٌ، إذا طعنتَه بالزُجِّ. والمِزَجُّ، بكسر الميم: رُمْحٌ قصيرٌ كالمِزْراق. والزَجَجُ: دِقَّةٌ في الحاجبَين وطولٌ. والرجل أَزَجُّ. وزَجَّجَتِ المرأة حاجبَها: دَقَّقَتْهُ وطَوَّلتْهُ. وقول الشاعر: إذا ما الغانياتُ خَرَجْنَ يوماً * وزَجَّجْنَ الحَواجِبَ والعُيُونا يعنى: وكحلن العيون، كما قال: علفتها تبنا وماء باردا * حتى شتت همالة (1) عيناها أي: وسقيتها ماءا باردا. وظليم أزج: بعيد الخطو. ونعامة زجاء. وقال (2) يصف ناقة: جمالية حرف سناد يشلها * وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق (3) والزجاجة معروفة، والجمع زُجاجٌ وزِجاجٌ وزَجاجٌ. وجمع زُجّ الرُمْحِ زِجاجٌ بالكسر لا غير.
_________
(1) في المخطوطة: " جمالة ".
(2) ذو الرمة.
(3) جمالية، أي عظيمة الخلق كأنها جمل. وحرف: قوية. وسناد: مشرفة. وأزج الخطو: واسعه. والوظيف: عظم الساق. والسهوق: الطويل. ويشلها: يطردها.

(1/319)


[زعج] أَزْعَجَهُ، أي أقلقَه وقلعَه من مكانه. وانزعج بنفسه. والمِزْعاجُ: المرأة التي لا تستقرُّ في مكان.
[زلج] مكان زَلْجٌ وزَلَجٌ أيضاً بالتحريك. أي زَلَقٌ. والتَزَلُّجُ: التَزَلُّقُ. ومَرَّ يَزْلِجُ بالكسر زَلْجاً وزَليجاً، إذا خَفَّ على الأرض. وسهمٌ زالِجٌ: يَتَزَلَّجُ عن القوس. وعطاءٌ مُزَلَّجٌ، أي وَتَحٌ قليلٌ. والمُزَلَّجُ أيضاً: المُلْزَقُ بالقوم وليس منهم. والمِزْلاجُ: المغلاق، إلاّ أنّه يفتح باليد والمغلاق لا يفتح إلاّ بالمفتاح. تقول منه: أَزْلَجْتَ الباب، إذا أغلقته. والمِزْلاجُ من النِساء: الرسحاء.
[زمج] الأصمَعي: زَمَجْتُ القربة: ملأْتها. قال: والزَمَجُ بالتحريك الغضَب، وقد زَمِجَ بالكسر. قال: وسمعتُ رجلاً من أشجعَ يقول: مالي أراك مُزْمَئِجَّاً، أي غضبان. والزِمجِيَّ: أصل ذنب الطائر، مثل الزمكى.

(1/319)


والزمج مثال الخرد (1) : اسم طائر يقال له بالفارسية: ده برادران (2) . وجاء في القوم بزأمجهم، مهموز، أي بأجمعهم. وأخذت الشئ بزأمجه وزأبجه، إذا أخذتَه كلَّه ولم تدعْ منه شيئا، عن ابن السكيت.
[زنج] الزنج: جيل من السودان، وهم الزنوج. قال أبو عمرو: زنج وزنج، وزنجي وزنجي.
[زنفلج] الزنفيلجة، بكسر الزاى والفاء وفتح اللام شبيهة بالكنف (3) ، وهو معرَّب، وأصله بالفارسية " زينْ بيلَهْ ". فإن قدمت اللام على الياء كسرتها وفتحت ما قبلها وقلت: الزنفليجة (4) .
[زوج] زَوْجُ المرأة: بعلها. وزَوجُ الرجل: امرأته قال الله تعالى: (اسكنْ أنت وزوجُك الجنّةَ) ويقال أيضاً: هي زوجتُه. قال الفرزدق.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " الجرذ " تحريف، صوابه في اللسان. وفى القاموس " كدمل ".
(2) في القاموس: " دو برادران " لانه إذا عجز عن صيده أعانه أخوه، ووهم الجوهرى في " ده ".
(3) الكنف بالكسر: الوعاء والظرف، وأصله وعاء أداة الراعى كما سيأتي. ولو قيل إن الزنبيل معرب عنه لم يبعد. قاله نصر.
(4) والزنفالجة عن الجواليقى.

(1/320)


وإنَّ الذي يَسْعَى ليُفْسِدَ (1) زَوْجَتي * كَساعٍ إلى أُسْدِ الشَرى يَسْتَبيلُها قال يونس: تقول العرب: زوَّجتُه امرأةً، وتزوَّجتُ امرأة، وليس من كلام العرب تزوَّجتُ بامرأة. قال: وقول الله تعالى: (وزوَّجناهم بحورٍ عِينٍ) ، أي قرنّاهم بهنَّ، من قوله عزوجل: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) ، أي وقرناءهم. وقال الفراء: تزوجت بامرأة، لغة في أزد شنوءة. وامرأة مزواج كثيرة التزوج. والتزواج والمزاوجة والازدواج بمعنىً. والزوج: خلاف الفَرد، يقال زوج أو فرد، كما يقال: خَساً أو زكا، شفعٌ أو وَتر. قال أبو وَجْزَةَ السعديّ: ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقَةٍ * باتَتْ تُباشِرُ عرْماً غيرَ أَزْواجِ لأنَّ بيضَ القطا لا يكون إلاّ وَتراً. قال الله تعالى: (وَأَنْبَتْنا فيها من كلِّ زَوْجٍ بهيج) . وكلُّ واحدٍ منهما أيضاً يسمَّى زوجاً. يقال: هما زوجان للاثنين وهما زوجٌ، كما يقال هما سِيَّانٍ وهما سواءٌ. وتقول: اشتريتُ زوجَيْ حمام وأنت تعنى ذكر وأنثى، وعندي زوجا نعالٍ. وقال تعالى: (من كلِّ زَوْجَينِ اثنين) . والزَوج: النَمَط يطرح على الهودج. قال لبيد:
_________
(1) ويروى: " يحرش زوجتى " كما في اللسان.

(1/320)


من كل محفوف يظل عصيه * زوج عليه كلة وقرامها والزاج، فارسي معرب (1) . والزيج (2) : خيط البناء، وهو المطمر، فارسي معرب. وقال الاصمعي: لست أدرى، أعربي هو أم معرب؟
فصل السين
[سبج] السُبْجَةُ بالضم: كِساء أسود. يقال: تَسَبَّجَ الرجلُ، إذا لبِسَهُ. قال العجاج:
كالحبشي التف أو تسبجا * والسَبَجُ هو الخَرَزُ الأسوَد، فارسيٌّ معرب. والسَبيجُ والسَبيجَةُ: البَقيرُ (3) ، وأصله بالفارسية " شبى "، وهو القميص. والسبابجة: قوم من السند كانوا بالبصرة جلاوزة وحراس السجن، والهاء للعجمة والنسب. قال يزيد بن مفرغ الحميرى: وطماطيم من سبابيج خزر * يلبسوني مع الصباح القيودا
_________
(1) في اللسان: " الزاج يقال له الشب اليماني، وهو من الادوية، وهو من أخلاط الحبر ".
(2) جعله في اللسان في مادة (زيج) . وأما صاحب اللسان فجعله في (زوج) .
(3) في اللسان: البقير والبقيرة: برد يشق فيلبس بلا كمين ولا جيب.

(1/321)


[سجج] سَجَّ يَسِجُّ، إذا رقَّ ما يجئ منه من الغائط. وسَجَّ الحائطَ، أي طيَّنه، والخشبة التى يطين بها: مسجة. والسجة والبجة: صنمان. والسجاج بالفتح: اللبن الكثير الماء، وهو أرق ما يكون. والارض السجسج، ليست بصلبة ولا سهلة، قال الشاعر (1) : أَنَّى اهتديتِ وكنتِ غير رَجيلَةٍ * والقومُ قد قَطَعوا مِتانَ السَجْسَجِ (2) ويومٌ سَجْسَجٌ، لا حَرٌّ مؤذٍ ولا قُرٌّ. وفي الحديث: " الجنّة سِجْسَج (3) ".
[سحج] سَحَجْتُ جلدَه فانْسَحَجَ، أي قشرته فانقشر. يقال: أصابه شئ فسَحَجَ وجهه، وبه سَحْجٌ. وسَحَجَهُ فَتَسَحَّجَ، شدّد للكثرة. وحِمار مُسَحَّجٌ، أي معضَّض مكدَّحٌ (4) . وبعيرٌ سَحَّاجٌ: يسحج الارض بخفه.
_________
(1) الحارث بن حلزة البشكرى.
(2) وقبله: طاف الخيال ولا كليلة مدلج * سدكا بأرحلنا فلم يتعرج
(3) في القاموس: " ومنه حديث ابن عباس في صفة الجنة: وهواؤها السجسج. وغلط الجوهرى في قوله الجنة سجسج ".
(4) في اللسان: " مكدم " بالميم في آخره، وهما بمعنى.

(1/321)


[سدج] رجل سَدَّاجٌ، أي كذَاب. وقد تَسَدَّجَ، أي تَكَذَّب وتخلَّق.
[سرج] السَرْجُ معروف. وقد أَسْرَجْتُ الدابة. قال الاصمعي: السريجيات: سيوف منسوبة إلى قين يقال له سريج، وشبه العجاج بها حسن الانف في الدقة والاستواء، فقال: وجبهة وحاجبا مزججا * وفاحما ومرسنا (1) مسرجا والسراج معروف، وتسمى الشمس سراجا. والمسرجة بالفتح: التى فيها الفتيلة والدُهن. والسُرْجوجَةُ: الطبيعة والطريقة. قال الأصمعي: إذا استوتْ أخلاقُ الناس قيل: هم على سُرْجوجَةٍ واحدة.
[سفنج] أبو عمرو: السَفَنَّجُ: الظليم الخفيف. وهو ملحق بالخماسى بتشديد الحرف الثالث منه.
[سلج] سَلِجَ اللُقْمة بالكسر، يَسْلَجُها سَلْجَاً وسَلَجاناً، أي بَلِعها. وقولهم: " الاكل سلجان والقضاء ليان (2) "
_________
(1) المرسن، بكسر السين وفتحها: الانف.
(2) بتشديد الياء.

(1/322)


أي إذا أَخَذَ الرجلُ الدَيْنَ أكله، فإذا أراد صاحب الدين حقَّه لواه به (1) . والسُلَّجُ، بالضم والتشديد: نبتٌ ترعاه الإبل. وقد سَلَجَتِ الإبل بالفتح تَسْلُجُ بالضم، إذا اسْتَطْلَقَتْ بطونُها عن أكل السُلَّجِ.
[سمج] سمج الشئ بالضم سماجة: قبح فهو سمج، مثل ضخم فهو ضخم، وسمج، مثل خشن فهو خشن، وسميج، مثل قبح فهو قبيح. قال أبو ذؤيب: فإن تصرمى حَبْلي وإن تَتَبَدَّلِي * خليلاً ومنهم صالح وسميج (2) وقوم سماج مثل ضخام. واستسمجه: عدَّه سَمِجاً. والسَمْجُ والسَميجُ: اللبن الدسم الخبيث الطعم. وكذلك السمهج والسملج، بزيادة الهاء واللام.
[سمحج] السَمْحَجُ، الأتان الطويلة الظَهر، وكذلك الفرس، ولا يقال للذَكَرِ.
[سمرج] السَمَرَّجُ والسَمَرَّجَةُ: استخراج الخَراج في ثلاث مِرار، فارسيٌّ معرب. قال العجاج:
_________
(1) أي مطله.
(2) في اللسان: " وقيل سميج هنا في بيت أبى ذؤيب الذى لا خير عنده ".

(1/322)


* يوم خراج يخرج السمرجا
[سملج] السملج: الخفيف، وهو ملحق بالخماسى بتشديد الحرف الثالث منه. قال الراجز: قالت له مقالة تلجلجا * قولا مليحا حسنا سملجا لو يطبخ النئ به لا نضجا يا بن الكرام لج على الهودجا
[سمهج] الاصمعي: سماهيج: جزيرة في البحر تدعى بالفارسية " ماش ماهى "، فعربتها العرب. وأنشد: يا دار سلمى بين دارات العوج * جرت عليها كل ريح سيهوج هوجاء جاءت من جبال يا جوج * من عن يمين الخظ أو سماهيج
[سوج] الساجُ: ضربٌ من الشجر. والساج أيضاً: الطَيْلَسانُ الأخضر. والجمع سيجان. وسواج بالضم: موضع. وأنشد الاصمعي: أقبلن من نير ومن سواج * بالقوم قد ملوا من الادلاج
[سهج] ريح سيهج وسيهوج (1) ، أي شديدة. وقد سهجت الريح.
_________
(1) وسهوج أيضا، كصبور.

(1/323)


وسهج القوم ليلتهم، أي ساروا. قال الراجز: كيف تراها تغتلى يا شرج * وقد سهجناها فطال السهج وسهجت الطيبَ: سَحَقْته. وسَهَجَتِ الريحُ الأرضَ: قشَرتها. قال منظورٌ الأسديّ: هل تعرف الدارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ * غيَّرَها سافي الرِياحِ السُهَّجِ قال أبو عمرو: المَسهَج: ممرُّ الريح. وأنشد:
إذا هبطن مستحارا مسهجا
فصل الشين
[شجج] الشَجَّةُ: واحدة شِجاجِ الرأس. وقد شَجَّهُ يَشُجُّه ويَشِجُّه شَجّاً، فهو مشجوجٌ وشَجيجٌ. ووتِد ٌمشجوجٌ وشَجيجٌ ومُشَجَّج: شدِّد لكثرة ذلك فيه. ورجلٌ أَشَجُّ بيِّن الشَجَجِ، إذا كان في جَبِينه أثر الشَجَّة. وشَجَّتِ السفينةُ البحرَ، أي شَقَّتْه. وشَجَجْتُ المفازةَ: قطعتها. قال الشاعر: تَشُجُّ بِيَ العَوْجاءُ كُلَّ تَنوفَةٍ * كأنَّ لها بَوّاً بِنِهْيٍ تغاوله
[شحج] شَحيجُ البغل والغُراب: صوته، وكذلك الشحاج بالضم، عن الاصمعي.

(1/323)


وقد شحج يَشْحَجُ ويَشْحِجُ. والبغال بناتُ شَحَّاجٍ. والحمار الوحشى مشحج وشحاج.
[شرج] شَرَجَ العَيْبَةِ (1) بالتحريك: عُراها. وقد أشرجْتُ العَيبة، إذا داخلْت بين أَشْراجِها. ومَجَرَّةُ السماء تسمَّى شَرَجاً. وشَرَجُ الوادي: مُنفَسَحَه، والجمع أشراجٌ. ودابَّة أَشْرَجُ بيِّنُ الشَرَجِ، إذا كانت إحدى خُصييه أعظَم من الأخرى. والشَرَجُ أيضاً: انشِقاقٌ في القوس. وقد انْشَرَجَتْ، إذا انشقت، عن ابن السكيت. والشريجة: القوس تتخذ من الشَريج، وهو العود الذي يُشَقُّ فلقين. وقال الشماخ:
شرائج النبع براها القواس (2) * والشريجة: شئ ينسج من سعَف النخل، يحمَل فيه البِطِّيخ ونحوه. والشَرْجُ بالتسكين: مَسيل ماءٍ من الحَرَّة إلى السَهل، والجمع شراج وشروج.
_________
(1) العيبة: ما يجعل فيه الثياب.
(2) وقبله كما في نسخة: كأنها وقد براها الاخماس * ودلج الليل وهاد قياس * ومرج الضفر وماج الاحلاس

(1/324)


وتقول: هذا شرج هذا، أي مثله: وهما شَرْجٌ واحد، أي ضَرْبٌ واحد (1) . والشَرْجانِ: الفِرقتان، يقال: أصبحوا في هذا الأمرِ شَرْجَيْنِ، أي فِرقتين. وكلُّ لونين مختلفين فهما شرجان. وشرج: اسم موضع. وفى المثل: " أشبه شرج شرجا، لو أن أسيمرا ". قال يعقوب: شرج: ماء لبنى عبس. وشرجت اللَبِنَ شَرْجاً: نضدْته. والتَشْريجُ: الخياطة المتباعدة. وقول أبى ذؤيب: قصر الصبوح لها فشرج لحمها * بالنى فهى تثوخ (2) فيها الاصبع أي خلط لحمها بالشحم. وتشرج اللحم بالشحم، أي تداخلا.
[شفرج] الشفارج، مثال العلابط، فارسي معرب، وهو الذى تسميه الناس بشبارج، عن يعقوب.
_________
(1) وشرج الانسان: العصبة التى بين الدبر والانثيين.
(2) يروى: تتوخ " يقال تاخ وثاخ وساخ بمعنى. ثاخت قدمه بالوحل تثوخ وتثيخ: خاضت وغابت فيه. وتاخت الاصبع في الشئ الرخو الوارم تتوخ. وقد روى البيت بهما. وساخت قوائمه في الارض تسوخ وتسيخ: دخلت فيها وغابت.

(1/324)


[شمج] قولهم: ما ذُقت شَماجاً، أي شيئاً، وأصله ما يرمى به من العنب بعد ما يؤكل. وشمجت الثوب أشمجه شمجا، إذا خِطْتَهُ خياطةً متباعدة. وناقةٌ شَمَجى، أي سريعة. قال (1) : بشمجى المشى عجول الوثب * حتى أتى أزبيها بالادب وبنو شمج بن جرم (2) من قضاعة، وبنو شمج بن فزارة من ذبيان.
[شمرج] شَمْرَجَ ثَوبَه شَمْرَجَةً، إذا باعد بين الغُرَز وأساء الخِياطة. والشُمْرُجُ بالضم: الجُلُّ الرقيق النَسْج. قال ابن مقبل يصف فرساً: ويُرْعَدُ إرْعادَ الهَجينِ أَضاعَهُ * غَداةَ الشمال الشمرج المتنصح
[شنج] الشَنَجُ: تقبُّضٌ في الجِلد. وقد شَنِجَ الجِلد بالكسر، وانْشَنَجَ وتشنج، وشنجته أنا تشنيجا. وفرس شنج النسا، وهو مدح له لانه إذا
_________
(1) منظور بن حبة.
(2) قوله " شمخ بن جرم " صوابه بنو شمجى، وبنو شمج ابن فزارة، هو شمج بالخاء المعجمة وسكون الميم، كما في القاموس.

(1/325)


شنج نساه لم تَسترخِ رِجلاه. وقد يوصفُ الغراب بذلك. قال الطرمّاح: شَنِجَ النَسا حَرِقُ الجَناحِ كأنَّهُ * في الدار إثر الظاعنين مقيد
فصل الصاد
[صرج] الصاروج: النورة وأخلاطها، فارسي معرب. وكذلك كل كلمة فيها صاد وجيم، لانهما لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب.
[صلج] الصَولَجان بفتحِ اللام: المِحْجَنُ، فارسيٌّ معرّب. والجمع الصَوالِجَةُ، والهاء للعجمة.
[صمج] الصَمَجُ: القناديل، روميٌّ معرب، الواحدة صمجة. قال الشماخ: يسرى إذا نام بنو الزيات (1) * والنجم مثل الصمج الروميات
[صنج] الصَنْجُ الذي تعرفه العرب، وهو الذي يتَّخذ من صُفْرٍ يُضرَب أحدهما بالآخر. وأمَّا الصَنْجُ ذو الأوتار فيختصُّ به العجم. وهما معربان. وقال: قل لسوار إذا ما * جئته وابن غلاثه زاد في الصنج عبيد ال‍ * له أوتارا ثلاثه
_________
(1) في ديوانه: " السريات " أي الشريفات، وهو الصواب، والشطر الثاني ليس موجودا بديوانه.

(1/325)


وصنجة الميزان معرب. قال ابن السكيت: ولا تقل سنجة.
[صهرج] الصِهْريجُ: واحد الصَهاريجُ، وهي كالحياض يجتمع فيها الماءُ. وبِركةٌ مُصَهْرَجَةٌ معمولةٌ بالصاروج. قال العجاج:
حَتَّى تَناهى في صَهاريجِ الصَفا * يقول: حتَّى وقف هذا الماءُ في صهاريجَ من حجر. والصُهارُجُ بالضم مثل الصهريج.
فصل الضاد
[ضجج] أبو عبيد: أضَجَّ القوم إضْجاجاً، إذا جلَّبوا وصاحوا: فإذا جزعوا من شئ وغلبوا قيل: ضجُّوا يَضِجُّونَ ضَجيجاً. والضَجوجُ من النُوق: التي تَضِجُّ إذا حُلِبت. وسمعت ضجة القوم، أي حلبتهم. وضجاه مضاجة وضجاجا: شاغبه وشاره. والاسم الضجاج بالفتح.
[ضرج] ضَرَجَهُ، أي شَقَّهُ. وعين مَضْروجَةٌ، أي واسعة الشَقِّ. والانْضِراجُ: الانشقاق. قال ذو الرمة:

(1/326)


مما تعالت من البهمى ذوائبها * بالصلب (1) وانفرجت عنه الاكاميم وقال المؤرج: الانفراج الاتساع. وأنشد: أمرت له براحلة وبرد * كريم في حواشيه انضراج الاصمعي: انضرج ما بين القوم: تباعَدَ ما بينهم. وتَضَرَّجَ بالدم، أي تلطَّخ. وتضرَّجت عن البقل لفائفه، إذا انفتحتْ. وتضرَّج البرقُ، إذا تشقَّق. وضَرَّجْتُ الثوب تَضْريجاً، إذا صبغته بالحُمرة، وهو دون المُشْبَعِ وفوق المُوَرَّدِ. ويقال ضَرَّجَ أنفَه بدمٍ، إذا أدماه. قال مهلهل: لو بأبانين جاء يخطبها * ضرج ما أنف خاطب بدم والإضْريجُ: ضربٌ من الأكسية أصفَر. والإضْريجُ: الفرس الجواد الشَديد العَدْو. وعَدْوٌ ضَريجٌ، أي شديد. قال أبو ذؤيب:
جِراءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَريجُ * والمضَارِجَ: الثِياب الخُلقان تُبْتَذَلُ مثل المعاوِزِ، قاله أبو عبيد. واحدها مضرج. وضارج: موضع. قال امرؤ القيس:
_________
(1) في اللسان: " بالصيف ".

(1/326)


تيممت العين التى عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامى وقول ذى الرمة:
ضَرَجْنَ بُروداً عَنْ تَرائِبِ حُرَّةٍ * أي شَقَّقْنَ. ويروى بالحاء، أي ألقين.
[ضمعج] الضمعَجُ من النساء: الضخمة التامة الخلق. وقال الراجز:
يا رب بيضاء ضحوك ضمعج * وناقة ضمعج. قال هميان بن قحافة السعدى:
يظل يدعو نيبها الضماعجا (1) * ولا يقال للذكر.
[ضوج] الضَوْجُ: مُنْعَطَف الوادي، والجمع أضْواجٌ (2) . وضاجَ السهم عن الهدف، أي مال عنه.
فصل الطاء
[طثرج] الطثرج: النمل.
[طسج] الطَسُّوجُ: الناحية. والطَسُّوجُ أيضاً: حَبَّتان. والدانِقُ أربعة طَساسيج، وهما معربان.
_________
(1) بعده:
والبكرات اللقح الفواثجا * كما في المخطوطة.
(2) في المخطوطة: قال الشاعر:
وارتكض الماء بأضواج النهر:

(1/327)


فصل العين
[عثج] العثوثج: البعير الضخم.
[عجج] العَجُّ: رفع الصوت. وقد عَجَّ يَعِجُّ عَجيجاً. وفي الحديث: أفضل الحج العج والثج ". وعجعج، أي صوت. ومضاعفته دليل على التكرير فيه. والعجة بالضم: هذا الطعام الذي يتخذ من البيض، أظنه مُوَلَّداً. والعَجاجُ: الغبار، والدُخان أيضاً. والعَجاجَةُ أخص منه. والعَجاجَةُ: الإبل الكثيرة العظيمة، حكاه أبو عبيد عن الفراء. وأَعَجَّتِ الريح وعَجَّتْ: اشتدَّت وأثارت الغبار. ويومٌ مُعِجٌّ وعَجَّاجٌّ. ورياحٌ مَعاجيجُ، ضدّ مَهاوينَ. وعَجَّجْتُ البيت دخانا فتعجج. والعجاج بن رؤبة السعدى الراجز من سعد تميم، سمى بذلك لقوله:
حتى يعج ثخنا من عجعجا * ويقال: أشعر الناس العجاجان، أي رؤبة وأبوه (1) .
_________
(1) هو مشكل مع النسخ التى فيها العجاج بن رؤبة، وإنما يوافق بعض النسخ التى فيها العجاج أبو رؤبة. اه‍ وانقولى. وكأنه لا يعلم أن العجاح بين رؤبتين: أب وابن. ففى القاموس: ورؤبة بن العجاج بن رؤبة. اه‍ فكل من النسختين صحيح ولا إشكال. قاله نصر.

(1/327)


ونهر عجاج: لمائه صَوت. وفَحْل عَجَّاج في هديره، أي صياح. وقد يجئ ذلك في كلِّ ذي صوتٍ من قوس وريح. والعجعجة في قضاعة، يحولون الياء جيما مع العين، يقولون: هذا راعج خرج معج، أي هذا راعى خرج معى. وحكى اللِحيانيُّ رجل عَجْعَاج، أي صيَّاح. وطريق عاج، أي طريق ممتلئ. وعاج بكسر الجيم مخفف: زجر للناقة. وقد عجعجت بها. وفلان يلف عجاجته على بني فلان، أي يُغير عليهم. وقال (1) : وإنِّي لأهوَى أَنْ أَلُفَّ عجاجتي * على ذي كِساءٍ من سُلامان أو بُرْدِ أي أكْتَسِحُ غَنِيَّهُمْ ذا البُرْدِ، وفقيرهم ذا الكساء.
[عذلج] عَذْلَجَ فلانٌ وَلَده، أي أحسن غذاءه. والمعذلج الممتلئ. قال أبو ذؤيب يصف صيادا: له من كسبهن معذلجات * قعائد قد ملئن من الوشيق
[عرج] عَرَجَ في الدَرجة والسلَّم يَعْرُج عُروجاً، إذا ارْتَقى. وعَرَجَ أيضا، إذا أصابه شئ في رجله فَخَمَع ومشى مشْيةَ العُرْجان وليس بخلقة. فإذا
_________
(1) الشنفرى.

(1/328)


كان ذلك خِلْقةً قلت: عَرِجَ بالكسر، فهو أعرج بيِّن العَرَج، من قوم عُرْجٍ وعُرْجانٍ. وأعرجه الله، وما أشدُّ عَرجَه. ولا تقل: ما أعْرَجَهُ، لأنَّ ما كانَ لوناً أو خِلقةً في الجسد لا يقال منه ما أفْعَلَه إلا مع أشَدَّ. والعَرَجان، بالتحريك: مِشية الأعرج. وأمرٌ عَريج، إذا لم يُبْرَم. وعَرَّج البناءِ تَعْريجاً، أي ميله فتعرج. والتعريج على الشئ: الإقامة عليه. يقال: عَرَّج فلانٌ على المنزل، إذا حَبَس مطّيته عليه وأقام. وكذلك التعرُّج. تقول: مالى عليه عرجة ولا عِرْجَة ولا تَعْريج ولا تَعَرُّج. وانعرج الشئ، أي انعطف. ومنعرج الوادي: مُنْعَطَفُهُ يمنةً ويسرةً. والمِعْراج: السُلَّم، ومنه ليلة المِعْراج، والجمع مَعارج ومَعاريج، مثله مَفاتِح ومَفاتيح. قال الأخفش: إن شئت جعلت الواحد مِعْرَج ومَعْرَج مثل مِرْقاةٍ ومَرْقاةٍ. والمَعارج: المصاعِدُ. والعَرَج: غيبوبة الشمس، ويقال انْعراجُها نحو المغرب. وأنشد أبو عمرو:
حتَّى إذا ما الشمس همت بعرج (1)
_________
(1) الرجز: ظلت بعد فاء بيوم ذى وهج =

(1/328)


والعرجاء: الضَبُع. وقال الأصمعي: العُرَيْجاء في الوِرْدِ أن تَرِد الإبلُ يوماً نِصْف النهار ويوماً غُدْوة. والعَرْجُ: منزل بطريق مكة، وإليه ينسب العرجى، وهو عبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان. والعرج أيضاً: القطيع من الإبل نحوٌ من الثمانين. وقال أبو عبيدة: مائة وخمسون وَفُوَيْق ذلك. وقال الأصمعي: خَمْسُمائة إلى الألف. والعِرْج بالكسر مثله، والجمع أَعْراج. وقد أَعْرَجْتُكَ، أي وَهَبْتُكَ عِرْجاً من الابل. والعرنجج: اسم حمير بن سبإ.
[عرفج] العَرْفَجُ: شجر يَنْبُتُ في السهل، الواحدة عرفجة، ومنه سمى الرجل.
[عسج] العسْج: مَدُّ العُنُق في المشى. قال ذو الرمة يصف ناقته: والعيس من عاسج أو واسج خببا * ينحزن من جانبيها وهى تنسلب
_________
= داخلة شموسه ظل الولج * حتى إذا ما الشمس همت بعرج أثار راعيها فثارت بهرج * تثير قسطال مراغ ذى رهج

(1/329)


يقول: الابل مسرعات يضربن بالارجل في سيرهن ولا يلحقن ناقتي. وبعير معساج. والعوسج: ضرب من الشوك، الواحدة عوسجة، ومنه سمى الرجل.
[عسلج] العُسْلج بالضم والعُسْلوج: ما لانَ واخضرّ من قُضبان الشجر والكَرْم أوَّلَ ما ينبت. وقد عسلجت الشجرة: أخرجت عساليجها.
[عفج] الأعْفاجُ من الناس ومن الحافر والسِباع كلِّها: ما يَصير الطعامُ إليه بعد المَعِدة، وهو مثل المصارينِ لذوات الخُفِّ والظِلْفِ التي تُؤَدِّي إليها الكَرشُ ما دَفَعَتْه (1) . الواحدة عَفَجٌ بالتحريك، وكذلك العفج والعفج، مثل كبد وكبد، ثلاث لغات. وعفجه بالعصا: ضربه بها. ويُكنى به أيضاً عن الجِماع. والمِعْفاجُ: ما يُضْرَبْ به. وتَعَفَّجَ البعير في مَشيه، أي تعوج. والعفنجج: الضخم الاحمق. قال الراجز: أكوي ذَوي الأضْغان كَيًّا مُنْضِجا * منهم وذا الخِنَّابَةِ العَفَنْججا
[عفضج] العِفضاج: الضخم السمين الرِخْوُ، وكذلك
_________
(1) في المخطوطة: " ما دبغته ".

(1/329)


العفاضج بالضم. يقال: إن فلانا لمعصوب ما عفضج.
[علج] العِلجُ: العَيْرُ. والعَلْجُ: الرجل من كفَّار العَجَم، والجمع عُلوجٌ وأعلاجٌ ومَعْلوجاءُ وعِلَجَةٌ. ويقال أيضاً: فلانٌ عِلْجُ مالٍ، كما يقال إزاء مال. وعالجت الشئ معالجة وعِلاجاً، إذا زاولته. وعالَجتُ الرجل فَعَلَجْته عَلْجاً: غَلَبْتُهُ. واسْتَعْلجَ جلدُ فلانٍ، أي غلُظ، فهو مُسْتَعْلِجُ الخَلْقِ. ورجل علج بكسر اللام، أي شديد. وعالج: موضع بالبادية، به رمل. والعالج: البعير الذى يرعى العَلَجانَ، وهو نبتٌ. والعَلَجُ من النخل، بالتحريك: أشاؤُهُ. واعْتَلَجَتِ الأرض: طال نباتها. واعتلجَت الأمواجُ: التطمت. والعلجن بزيادة النون: الناقة الكناز اللحم. وقال الراجز (1) : وخلطت كل دلاث علجن * تخليط خرقاء اليدين خلبن والمعلهج: الهجين، بزيادة الهاء. قال الاخطل:
_________
(1) رؤبة.

(1/330)


فكيف تُساميني وأنتَ مُعَلْهُجٌ * هُذارِمَةٌ جعد الانامل حنكل
[عمج] عمج يعمج بالكسر: قلب معج، إذا أسرع في السير (1) . والتَعَمُّجُ: الاعوجاج في السير. وسَهْم عَموجٌ: يتلوَّى في ذهابه. وتَعَمَّجَتِ الحيّة، إذا تلوَّت في مَرِّها. وقال يصف زمامَ الناقة: تُلاعب مثنى (2) حضْرَمِيٍّ كأنَّه * تَعَمُّج شيطانٍ بذي خروع قفر والعومج: الحية. قال رؤبة:
حصب الغواة العومج المنسوسا * وكذلك العمج، بالضم والتشديد. وقال: يتبعن مثل العمج المنسوس * أهوج يمشى مشية المألوس وقال قطرب: هو العَمَج، على وزن السَبب.
[عنج] العَنْجُ: ضربٌ من رياضة البعير، يجذِبُ الراكب خِطامه فيردُّه على رجلَيه. وقد عَنَجْتُ البعيرَ أعْنُجُه بالضم، والاسمُ منه العَنَجُ بالتحريك. وفى المثل " عود يعلم العنج ".
_________
(1) وعمج في الماء: سبح.
(2) المثنى: زمام الناقة.

(1/330)


والعناج في الدلو العظيمة: حبلٌ أو بِطانٌ يشدُّ في أسفلها ثمَّ يشدُّ إلى العَراقيِّ فيكون عوناً لها وللوَذَمِ، فإذا انقطعتِ الأوذام أمسكها العِناجُ. فإذا كانت الدلو خفيفةً فعِناجها خيطٌ يشدُّ في إحدى آذانها إلى العَرقُوَةِ. قال الحطيئة: قومٌ إذا عَقدوا عَقْداً لجارِهم * شدُّوا العِناجَ وشدُّوا فوقَهُ الكَرَبا تقول منه: عَنَجْتُ الدلوَ عَنْجاً. وقولٌ لا عِناج له، إذا أرسِلَ على غير رَوِيَّة. أبو عبيد: العَناجيج: جياد الخيل، واحدها عنجوج. والعنجنج: العظيم. وأنشد أبو عمرو لهميان السعدى:
عنجنج شفلح بلندح
[عوج] العَوَج، بالتحريك: مصدر قولك عوج الشئ بالكسر فهو أعوج. والاسم العِوَجُ بكسر العين. قال ابن السكيت: وكلُّ ما كان ينتصب كالحائط والعود قيل فيه عَوَجٌ بالفتح، والعِوَجُ بالكسر ما كان في أرض أو دين أو معاشٍ، يقال: في دِينِهِ عوج. وأعوج: اسم فرس كان لبنى هلال تنسب إليه الاعوجيات وبنات أعوج. قال أبو عبيدة:

(1/331)


كان أعوج لكندة فأخذته بنو سليم في بعض أيامهم فصار إلى بنى هلال. وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلا منه. وقال الاصمعي في كتاب الفرس: أعوج كان لبنى آكل المرار، ثم صار لبنى هلال بن عامر. والعوجاء: الضامرة من الابل. قال طرفة:
بعوجاء مر قال تروح وتغتدي (1) * والعَوْجاءُ: القَوسَ، ورجلٌ أعْوَجُ بين العوج، أي سيئ الخلق. وعُجْتُ بالمكان أعوجُ، أي أقمت به. وعُجْتُ غيري بالمكان أعوجهُ، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وعُجْتُ البعير أعوجهُ عَوْجاً ومَعاجاً، إذا عَطَفت رأسَه بالزمام. وانْعاجَ عليه، أي انطعف. والعائج: الواقف. وقال:
عجنا على ربع سلمى أي تعريج * وضع التعريج موضع العوج، إذ كان معناهما واحدا. وذكر ابن الأعرابي: فلان ما يَعوج عن شئ، أي ما يرجع عنه.
_________
(1) صدره:
وإنى لامضى الهم عند احتضاره:

(1/331)


واعوج الشئ اعوجاجا. يقال عصا مُعْوَجَّةٌ، ولا تقل مِعْوَجَّةٌ بكسر الميم. وعوجت الشئ فتعوج. والعاج: عظم الفيل، الواحدة عاجَةٌ. قال سيبويه: يقال لصاحب العاج عوَّاج. وعاج (1) : زجرٌ للناقة. قال الشاعر: كأنِّيَ لم أزجُرْ بعاجِ نَجيبَةً * ولم ألق عن شَحْطٍ خليلاً مصافيا
[عهج] العَوْهَجُ: الطويلة العنق من الظباء والظلمان والنوق.
[عيج] ابن السكيت عن الفراء: ما أعيج من كلامه بشئ، أي ما أعبأ به. قال: وبنو أسد يقولون: ما أعوج بكلامه، أي ما ألتفت إليه، أخذوه من عجت الناقة. وحكى ابن الاعرابي: ما عجت بالشئ، أي لم أرْضَ به. ويقال: شربت ماءً مِلْحاً فما عِجْتُ به، أي لم أَرْوَ منه. وتناولت دواءً فما عِجْتُ به، أي لم أنتفع به.
فصل الغين
[غلج] فرسٌ مِغْلَجٌ، إذا جرى جرياً لا يختلط فيه. وقد غلج يغلج غلجا.
_________
(1) بالسكون، وبالكسر، وبكسرتين.

(1/332)


الاموى: التغلج: البغى.
[غمج] غَمَجَ الماء يَغْمِجُهُ غَمْجاً: جرعه. وفيه لغة أخرى: غمج الماءَ بالكسر. والغَمْجَةُ والغُمْجَةُ: الجُرعَةُ.
[غنج] الغُنْجُ والغُنُجُ: الشكلُ. وقد غَنِجَتِ الجاريةُ غَنَجاً وتَغَنَّجَتْ، فهي غَنِجَةٌ. والغَنَجُ بالتحريك: الشيخُ في لغة هذيل.
[غوج] فَرسٌ غَوْجُ اللَبانِ، أي واسع جِلْد الصدر، ولا يكون كذلك إلا وهو سهل المَعْطِف. وغاجَ يَغوجُ، أي تَثنَّى وتَعطَّف. قال أبو ذؤيب: عَشِيَّةَ قامت بالفِناءِ كأنَّها * عَقيلَة نَهْبٍ تُصطَفى وتَغوج أي تتعرض لرئيس الجيش ليتخذها لنفسه.
فصل الفاء
[فثج] الفاثِجُ والفاسِجُ: الحامل من النوق. قال أبو عبيدة: هي التى قد لقحت وحسنت. وقال الاصمعي: هي الفتية اللاقح. قال هميان بن قحافة السعدى:

(1/332)


يظل يدعو نيبها الضماعجا * والبكرات اللقح الفواثجا ويروى: " الفواسجا ". الكسائي: يقال عدا حتى أفْثَجَ، أي أعيا وانبهَرَ. وقولهم: بئر لا تُفْثَجْ، وفلان بحرٌ لا يفثج، أي لا ينزج.
[فجج] الفَجُّ: الطريق الواسع بين الجبلين، والجمع فِجاج. وفَجَجْتُ ما بين رِجليَّ أفُجُّهما فَجًّا، إذا فتحت. يقال: هو يمشي مُفاجًّا، وقد تَفاجَّ. وقوس فجَّاءُ وفَجْواءُ، بيِّنة الفَجَج، إذا بان وترُها عن كبِدها. ورجلٌ أفَجُّ بيِّن الفَجَجِ: وهو أقبح من الفَحَج. وفَجَجْتُ القوس أفُجُّها، إذا رفعتَ وترها عن كبدها، مثل فَجَوْتُها. وقال:
لا فجج يرى بها ولا فجا * وأفَجَّت النعامة: رمت بصومها (1) . ابن الأعرابي: أفَجّ الرجل، أي أسرع. ويقال أيضاً حافِرٌ مُفِجٌّ، أي مقبب، وهو محمود.
_________
(1) صوم النعامة: ذرقها.

(1/333)


والفج بالكسر: البِطيخ الشاميّ الذي تسمِّيه الفرس: الهندي. وكل شئ من البطيخ والفواكه لم ينضَج فهو فِجٌّ. ورجل فجفاج: كثير الكلام.
[فحج] رجلٌ أفْحَجُ بيِّن الفَحَجِ، وهو الذى تتدالى صدور قدميه وتتباعد عقباه وتتفحج ساقاه. ودابة فَحْجاءُ. والفحج بالتسكين: مِشية الأفْحَج. وقد فَحِجَ يَفْحَجُ فَحْجاً. وتَفَحَّج في مِشيته مثله. قال أبو عمرو: التَفَحُّجُ مثله التَفَشُّجُ، وهو أن يُفَرِّج بين رجليه إذا جلس. وكذلك التَفْحيج مثل التفشيج. وأفْحج الرجل حَلوبتَه، إذا فَرج ما بين رجليها ليحلبها.
[فرج] الفَرَج من الغمّ بالتحريك، تقول: فرَّج الله غَمَّك تفريجاً، وكذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك يَفْرِج بالكسر. والفَرْج: العَوْرة. والفَرْج: الثغر وموضع المخافة. قال أبو عبيدة: الفرجان السند وخراسان. وقال الاصمعي: سجستان وخراسان. والفرج بالتحريك (1) ، في قول أبى ذؤيب:
_________
(1) كذا. والذى في الشعر " فروج ". ولعلها " والفروج ": الفرج بالتحريك.

(1/333)


* وللشر بعد القارِعاتِ فُروج (1) * أي تفرُّج وانكشاف. والفرْج ساكنٌ في قول امرئ القيس: لها ذنب مثل ذيل العروس * تسد به فرجها من دُبُرْ: ما بين رجلي الفرس. والفرجة: التفصى من الهم. وقال أمية ابن أبي الصلت: ربَّما تكرهُ النفوسُ من الأمْ‍ * ر له فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ والفُرْجَةُ بالضم: فُرجَةُ الحائط وما أشبهه. يقال: بينهما فُرْجَةٌ، أي انفراج. والفرج، بالكسر: الذى لا يكتم السر، وكذلك الفرج بضم الفاء والراء. والفرج أيضا: القوس البائنة عن الوتر، وكذلك الفارج والفَريج. ويقال: رجل أفْرَجٌ بيِّن الفَرَج، للذي لا تلتقي أليتاه لعظمهما. وأكثر ما يكون ذلك في الحبشة. والمرأة فَرْجاءُ. وفَرِج الرجل بالكسر فَرَجاً فهو فَرِجٌ، أي لا يزال ينكشف فرجه.
_________
(1) وصدره:
ليحسب جلدا أو ليخبر شامت * وقبله: فإنى صبرت النفس بعد ابن عنبس * وقد لج من ماء الشؤون لجوج

(1/334)


ويقال أفرج الناس عن طريقه، أي انكشفوا. وفى الحديث: " لا يترك في الاسلام مفرج ". وكان الاصمعي يقول: هو " مفرح " بالحاء، وينكر قولهم مفرج بالجيم. وقال أبو عبيد: سمعت محمد بن الحسن يقول: هو يروى بالجيم والحاء. قال: فمن قال مفرج بالجيم فهو القتيل يوجد بأرض فلاة، لا يكون عند قرية. يقول: فإنه يودى من بيت المال. وقال أبو عبيدة: المفرج بالجيم: الذى يسلم ولا يوالى أحدا، فإذا جنى جناية كان ذلك على بيت المال، لانه لا عاقلة له. والفروجة: واحدة الفراريج. يقال: دجاجة مُفْرِجٌ، أي ذات فَراريج. والفَرُّوج بفتح الفاء: القباء، وفرخ الدجاجة.
[فربج] افْرَنْبَجَ جلد الجمل، إذا شوى فيبس أعاليه.
[فزتج] الفرتاج: سمة من سمات الابل.
[فشج] يقال: فَشَجَ فبالَ، أي فرَّج بين رجليه، يفشِج. وكذلك فَشَّجَ تَفْشيجاً. والتَفَشُّجُ مثل التَفَحُّجِ.
[فضج] فلان يتفضَّج عرقاً، إذا عَرِقت أصول شعره ولم يَسِلْ (1) .
_________
(1) في اللسان: " ولم يبتل ".

(1/334)


[فلج] فلج: اسم موضع بين البصرة وضرية، مذكر مصروف. قال الشاعر (1) : وإنَّ الَّذِي حانت بفَلْجٍ دماؤهم * هُمُ القومُ كُلُّ القوم يا أم خالد والفلج أيضا: نهر صغير. وقال:
فصبحا عينا روى وفلجا (2) * والفلج أيضاً: الظَفَرُ والفَوْزُ. وقد فَلَجَ الرجل على خَصْمِه يَفْلِجُ فلْجاً. وفي المثل: " من يَأتِ الحَكَم وَحْدَه يَفْلُجْ ". وأفْلَجَه الله عليه. والاسمُ الفُلْجُ بالضم. وأفْلَجَ الله حجته: قومها وأظهرها. والفلج، بالكسر: مكيال معروف. قال الجَعْديُّ يصف الخمر: أُلْقي فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دا * رينَ وفِلْجٌ من عَنْبَرٍ ضرم (3) والفلج بالتحريك: لغة في الفلج، وهو نهر صغير. قال عبيد:
_________
(1) هو الاشهب بن رميلة.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " تذكرا عينا روى وفلجا "، بتحريك اللام. وبعده:
فراح يحدوها وباتت نيرجا * النيرج: السريعة. ويروى:
تذكرا عينا روى وفلجا * والماء الروى والرواء: العذب.
(3) في الجواليقى: " من فلفل ضرم " وكذا باللسان.

(1/335)


أو فلج ببطن واد * للماء من تحته قسيب (1) ولو روى: " في بطون واد "، لاستقام وزن البيت. والجمع أفلاج. والفَلَجُ أيضاً في الأسنان: تباعُدُ ما بين الثنايا والرَباعيات. رجلٌ أفْلَجُ الأسنان، وامرأةٌ فلجاء الأسنان. قال ابن دريد: لا بدَّ من ذكر الأسنان. والأفْلَجُ أيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثَدْيين (2) . ورجل مُفَلَّجُ الثنايا، أي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتَراصّ الأسنان. والسهم الفالِجُ: الفائز. والقَفيزُ الفالج مثل الفلج، وهو مكيال، عن أبى عبيد. والفالج: ريح. وقد فُلِجَ الرجل فهو مفلوج، قال ابن دريد: لأنه ذهب نِصفُه. قال: ومنه قيل لشقة البيت: فليجة.
_________
(1) يروى: " أو فلج واد ببطن أرض " و " من بينه ". القسيب: صوت الماء. والشعر غير متزن. وفى المخطوطة: أو فلج ما ببطن واد * للماء من تحته قسيب
(2) ما بين الثديين تصحيف، والصحيح " ما بين اليدين " تثنية يد.

(1/335)


والفالج: الجمل الضَخم ذو السنامين يُحْمَل من السند للفحلة. وفلجت الشئ بينهم أفلجه بالكسر فلجا، إذا قسمته. وفلجت الشئ فلجين، أي شققته نِصفين، وهي الفُلوجُ، الواحد فَلْجٌ وفِلجٌ. وفَلَجْتُ الجِزْية على القوم، إذا فرضتها عليهم. قال أبو عبيد: هو مأخوذ من القفيز الفالج. وفالج: اسم رجل، وهو فالج بن خلاوة الاشجعى. ومنه قولهم: " أنا من هذا الامر فالج ابن خلاوة " أي برئ وبمعزل منه. وذلك أنه قيل لفالج يوم الرقم لما قتل أنيس الاسرى: أتنصر أنيسا؟ قال: إنى منه برئ! وفلجت الارض للزراعة. وكل شئ شققته فقد فلجته. والفَلُّوجة: الأرض المُصْلَحَةُ للزَرع، والجمع فلاليج. ومنه سمى موضع في الفرات فلوجة. والفليجة: شقة من شقق الخِباء. قال عُمر بن لَجَأٍ: تَمَشَّى غَيْرَ مُشْتَمِلٍ بِثَوبٍ سوى خَلِّ الفَليجَةِ بالخِلالِ وتَفلّجتْ قدمُه: تشققت.
[فنزج] الفنزج: رقص للعجم يأخذ فيه بعض بيد

(1/336)


بعض، وهو بالفارسية " پنچهـ ". قال العجاج:
عكف النبيط يلعبون الفنزجا
[فوج] الفَوْجُ: الجماعة من الناس، والجمع فُؤُوجٌ وأفْواجٌ. وجمع الجمع أفاوِجُ وأفاويج. والفائجَةُ: متَّسعٌ ما بين كلِّ مرتفعين من غِلَظ أو رمل. والإفاجة: الإسراع، والعدْو. قال الراجز يصف نعجة:
لا تسبق الشيخ إذا إفاجا (1) * والفَيْج فارسيّ معرّب، والجمع فُيوج، وهو الذي يسعى على رجليه.
[فهج] الفَيْهَجُ: ما تكال به الخمر، فارسيٌّ معرّب. وقد تسمَّى الخمر فيهجا. قال الشاعر: ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية بماء سحاب يسبق الحق باطلى (2)
_________
(1) قال ابن برى: الرجز لابي محمد الفقعسى. وقبله: أهدى خليلي نعجة هملاجا ما يجد الراعى بها لماجا قال: والاصل في الهملاج أنه البرذون.
(2) في اللسان:
ألا يا اصبحاني فيهجا جيدرية * منسوبة إلى قرية بالشام يقال لها جيدر، أو إلى جدر موضع هناك، نسبا على غير قياس.

(1/336)


فصل القاف
[قبج] القبج: الحجل، فارسي معرب، لان القاف والجيم لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب. والقبجة تقع على الذكر والأنثى حتَّى تقول يعقوب فيختص بالذكر، لان الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه الواحد من الجنس، وكذلك النعامة حتى تقول ظليم، والنحلة حتى تقول يعسوب، والدراجة حتى تقول حيقطان، والبومة حتى تقول صدى أو فياد، والحبارى حتى تقول خرب. ومثله كثير.
فصل الكاف
[كرج] الكُرَّجُ معرب، وهو بالفارسيَّة " كُرَّه ". قال جرير: لبستُ سِلاحي والفَرَزْدَقُ لعبةٌ عليه وِشاحاً كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ (1) وكَرَّجَ الخبزُ وتَكَرَّج (2) ، أي فسد وعلاه خضرة.
[كسج] الكَوْسَجُ: الأثَطّ، وهو معرَّب. والكَوسج: سمكة في البحر، له خرطوم كالمئشار.
_________
(1) الجلاجل: جمع جلجل: الجرس الصغير.
(2) وفى القاموس: كرج الخبر، كفرج.

(1/337)


[كلج] الكَيْلَجَةُ: مِكيال، والجمع كَيالِج وكيالجة أيضا، والهاء للعجمة.
فصل اللام
[لبج] لَبَجْتُ به الأرضَ مثل لَبَطْتُ، إذا جَلَدْتَ به الأرض. ولُبِج بالرجل ولُبِط به، إذا صُرع وسقط من قيام. وبَرْكٌ لَبيجٌ، وهو إبلُ الحيّ كلِّهم إذا أقامت حول البيوت بارِكةً، كالمضروب بالارض. قال أبو ذؤيب: كأن ثقال المزن بين تضارع وشابة برك من جذام لبيج
[لجج] لَجِجْتَ بالكسر، تَلَجُّ لَجاجاً ولَجاجَةً، فهو لجوجٌ ولجوجةٌ، الهاء للمبالغة. ولَجَجْتَ بالفتح تلِجُّ لغة. والملاجة: التمادي في الخصومة. قال الفراء: رجل لججة، مثال همزة، ويلجلج المضغة في فمه، أي يردِّدها فيه للمضغ. واللجْلُجة، والتلَجْلُج: التردُّد في الكلام. يقال " الحقّ أبْلَجُ والباطل لَجْلَجٌ "، أي يُردَّد من غير أن ينفُذ.

(1/337)


وسمعت لَجَّةَ الناس بالفتح، أي أصواتهم وضجتهم. قال أبو النجم:
في لجة أمسك فلانا عن فل * والْتَجَّتِ الأصواتُ، أي اختلطت. ولُجَّةُ الماء بالضم: معظمُه، وكذلك اللُجُّ. ومنه بحرٌ لُجِّيٌّ. واللُجُّ أيضاً: السيف. ولَجَّجَتْ السفينةُ، أي خاضت اللجة. والتج البحر التجاجا. ويلنجوج: عود يتبخر به. وكذلك يلنجج وألنجج، وهو يفنعل وأفنعل. قال حميد ابن ثور: لا تصطلي النار إلا مُجْمَراً أَرِجاً قد كَسَّرَتْ من يلنجوج له وقصا
[لحج] لَحِجَ السيف وغيره بالكسر يَلْحَجُ لَحَجاً، أي نَشِبَ في الغِمْدِ فلا يَخْرُجُ، مثل لَصِبَ. ومكانٌ لَحِجٌ، أي ضيِّق. والمَلاحِجُ: المضايق. قال الاصمعي: الملتحج: الملحأ، مثل المُلْتَحَد. وأنشد لساعدة: حُبَّ الضَريكِ تِلادَ المالِ رَزَّمَهُ فَقْرٌ ولم يتَّخِذْ في الناسِ مُلْتَحَجا وقد الْتَحَجَهُ إلى ذلك الأمر، أي ألجأه

(1/338)


والتحصه إليه. ولحجت عليه الخبَرَ تَلْحيجاً، إذا خلَّطته وأظهرتَ غير ما في نفسك. وكذلك لحوجت عليه الخبر.
[لزج] لزج الشئ، أي تمطط وتمدد، فهو شئ لزج. ولزج به، أي غَرِيَ به. ويقال للطعام أو الطِيب إذا صار كالخِطْمِيّ: قد تلزَّجَ. وتلزَّج رأسه أيضاً، إذا غسله فلم يُنقِ وسخه، عن يعقوب. وتلزج النبات: تلجن. قال العجَّاج (1) :
وفَرَغا من رَعْي ما تَلَزَّجا * لأنَّ النبات إذا أخذ في اليُبْس غَلُظ ماؤه فصار كلعاب الخطمى.
[لعج] لَعَجَهُ الضَربُ، أي آلمه وأحْرَق جِلْدَه. قال الهذلي (2) :
ضَرْباً أليما بسبت يلعج الجلدا (3)
_________
(1) في اللسان " رؤبة ".
(2) عبد مناف بن ربعى.
(3) في المخطوطة:
إذا تأوب نوح قامتا معه * ضربا الخ. وقبله ماذا يغير ابنتى ربع عَويلُهُما لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسى لمن رقدا يغير بمعنى ينفع. والسبت: جلود البقر المدبوغة.

(1/338)


ويقال هَوًى لاعِجٌ، لحُرقَة الفؤاد من الحب.
[لفج] ألَفَجَ الرجل، أي أفْلَسَ. قال رؤبة: أحْسابُكُمْ في العُسْرِ والإلْفاجِ شيبَتْ بِعَذْبٍ طَيّب المِزاجِ فهو ملفج بفتح الفاء، مثل أحصن فهو محصن، وأسهب فهو مسهب. فهذه الثلاثة جاءت بالفتح نوادر. وقال: جاريةٌ شَبَّتْ شَباباً عَسْلَجاً في حَجْرِ من لم يَكُ عنها ملفجا
[لمج] اللمْجُ: الأكل بأطراف الفم. قال لبيد: يَلْمُجُ البارضُ لَمْجاً في الندَى من مَرابيع رياضٍ ورِجَل والمَلامِجُ: المَلاغِمُ، وهو ما حَوْلَ الفم. قال الراجز:
رَأَتْهُ شيخاً حَثِرَ الملامِجِ * أبو عمرو: التلمج مثل التلمظ. ورأيته يتلمج بالطعام، أي يتلمظ. والاصمعى مثله. وقولهم: ما ذُقْتُ شَماجاً ولا لَماجاً، وما تَلَمَّجْتُ عنده بِلَماجٍ، وهو أدْنى ما يُؤكَلُ، أي ما ذُقْتُ شيئا. قال الراجز:

(1/339)


أعطى خليلي نعجة هملاجا رجاجة إن له رجاجا لا يجد الراعى بها لماجا لا تسبق الشيخ إذا أفاجا وما لمجوا ضيفهم بشئ، أي ما لهنوا. وشئ سمج لَمِجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ، وسَميجٌ لميجٌ، وهو إتباع، حكاه أبو عبيدة.
[لهج] اللهج بالشئ: الولوع به. وقد لهج به بالكسر يلهج لهجا، إذا أُغرِيَ به فثابر عليه. وألْهَجَ الرجلُ، أي لَهِجَتْ فِصاله برَضاع أُمَّهاتها، فيعمل عند ذلك أَخِلَّة يَشُدُّها في الأخلاف لئلا يرتَضِعَ الفَصيلُ. قال الشماخ وذكر عَيْراً: رَعى بارِضَ الوَسْمِيِّ حتَّى كأنَّما يَرى بسَفَا البُهْمى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ واللَهَجَةُ: اللسانُ، وقد يُحرَّكُ. يقال: فلان فَصيح اللَهْجة واللَهَجَةِ. ولَهَّجْتُ القومَ تَلْهيجاً، إذا لَهَّنْتَهُمْ وسَلَّفْتَهُم. والْهاجَّ اللبنُ الْهيجاجاً، إذا خَثُرَ حتَّى يختلط بعضُه ببعض ولم تتمَّ خُثورتُه. وكذلك كلُّ مختلطِ. يقال: رأيتُ أمرَ بني فلان ملهاجا.

(1/339)


والهاجت عينه أيضا: اختلط بها النُعاسُ. أبو زيد: لَهْوَج الرجلُ أمرَه لَهْوَجَةً، وهو أن لا يبرِمه. وشِواءٌ مُلَهْوَجٌ، إذا لم يُنضَج. وقد لَهْوَجْتُ اللحم وتَلَهْوَجته، إذا لم تُنْعِمْ طبخه.
فصل الميم
[ماج] المَأْجُ: الماءُ الأُجاجُ. وقد مَؤُجَ الماءُ يَمْؤُجُ مُؤوجَةً فهو مأج. قال ابن هرمة: فإنك كالقريحَةِ عامَ تُمْهى شَروبُ الماءِ ثم تعود مأجا (1)
[مجج] مَجَّ الرجل الشرابَ من فِيه، إذا رمى به. وانْمَجَّتْ نُقْطَةٌ من القَلَم: ترشَّشَتْ. وشيخٌ ماجٌّ: يَمُجُّ ريقَه ولا يستطيع حَبْسَه من كِبَره. يقال أحمقٌ ماجٌّ، للذي يسيل لُعابُه. والماجٌّ: الناقة التي تَكْبَرُ حتَّى تَمُجَّ الماء من حَلْقِها. والمُجاجَةُ والمُجاجُ: الريقُ الذي تَمُجٌّهُ من فِيك. يقال: المَطَرُ مُجاجُ المُزْنِ، والعَسَلُ مجاج النحل.
_________
(1) قال ابن برى: " صوابه ماجا بغير همز "، لان القصيدة مردفة بألف. وقبله: ندمت فلم أطق ردا لشعرى * كما لا يشعب الصنع الزجاجا

(1/340)


ومجاجة الشئ أيضا: عصارته. ومجمجت الكتاب، إذا ثبجته ولم تُبيِّن الحروف. ومَجْمَجَ الرجلُ في خَبَره، إذا لم يُبَيِّنه. وأمج الفرس، إذا بدأ بالجري قبل أن يضطرم. وأمَجَّ الرجل، إذا ذهب في البلاد. والمَجٌّ بالفتح: حَبٌّ كالعَدَس، معرب وهو بالفارسية ماش.
[مخج] أبو الحسن اللِحياني: مخَجْتُ الدَلْو، إذا جَذَبت بها ونَهَزْتَها حتى تمتلئ. وأنشد: فصبحت قليذما (1) هموما يزيدها مخج الدلا (2) جموما قال الاصمعي: يقال مخجها، أي جامعها.
[مذحج] مذحج، مثال مسجد: أبو قبيلة من اليمن، وهو مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة.
[مرج] المَرْجُ: الموضع الذي ترعى فيه الدواب. ومرج الخطباء: موضع بخراسان. ومرج راهط:
_________
(1) القليذم: البئر الغزيرة.
(2) الدلا بفتح الدال: جمع دلاة وهى كالدلو. وبكسرها: جمع دلو، وأصله دلاء.

(1/340)


موضع بالشام. ومنه يوم المرج لمروان بن الحكم على الضحاك بن قيس الفهرى. ومرج القلعة بفتح اللام: منزل بالبادية. ومرجت الدابة أمرجها بالضم مَرْجاً، إذا أرسلتها ترعى. وقوله تعالى: (مَرَجَ البَحْرَينِ يَلتَقِيانِ) . أي خَلاّهما لا يلتبس أحدهما بالآخر. قال الأخفش: ويقول قوم: أمْرَج البَحْرين مثل مَرَجَ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى. والمَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتَمُ في إصبعي بالكسر، أي قَلِقَ، مثل جرِج. ومَرْجَتْ أماناتُ الناس أيضاً: فَسَدَتْ. ومَرِجَ الدين والأمرُ: اختلط واضطرب. قال أبو دُؤاد: مَرِجَ الدينُ فَأعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكَتَدْ ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ. يقال: إنما يُسَكَّنُ المَرْجُ لأجل الهَرْج ازدواجاً للكلام. وأمر مَريجٌ، أي مختلط. وأمْرَجَتِ الناقةُ: ألقَتْ وَلَدَها بعد ما يصير غِرْساً ودَماً. ومارِجٌ من نار: نارٌ لا دُخان لها خُلِقَ منها الجانُّ.

(1/341)


والمرجان: صغار اللؤلؤ.
[مزج] مَزَجَ الشرابَ: خلطه بغيره. ومِزاجُ الشرابَ: ما يُمْزَجُ به. ومِزاجُ البَدَن: ما رُكب عليه من الطبائع. والمَزْجُ: العسل. قال أبو ذؤيب: فجاَء بمَزْجٍ لم يَرَ الناسُ مثلَهُ هو الضَحْكُ إلا أنه عمل النحل والموزج معرب، وأصله بالفارسية موزه، والجمع الموازجة، مثال الجورب والجواربة، الهاء للعجمة. وإن شئت حذفتها.
[مشج] مَشَجْتُ بينهما مَشْجاً: خَلَطْتُ. والشئ مشيج، والجمع أمشاج، مثل يتيم وأيتام. ويقال نُطْفَةٌ أمْشاجٌ، لماء الرجل يختلط بماء المرأة ودمها. قال زهير بن خرام الهذلى: كأن النصل والفوقين منها خلال الريش سيط به المشيج (1)
_________
(1) ورواه المبرد: كأن المتن والشرجين منه * خلاف النصل سيط به المشيج ورواه أبو عبيد: كأن الريش والفوقين منها * خلال النصل سيط به المشيج

(1/341)


[معج] المَعْجُ: سُرعة السير. يقال: مَعَجَ الحِمار والريحُ. وفرس مَعوج على فَعولٍ. وقد مَرَّ يَمْعَجُ، أي يَمُرُّ مَرًّا سَهلاً. ومَعَجَ الفَصيلُ ضَرْعَ أمِّه، إذا لَهَزَهُ وقَلَّبَ فاه في نواحيه ليستمكن منه.
[ملج] المَلْجُ: تَناوُلُ الثَدي بأدنى الفَمِ. يقال: مَلَجَ الصبيُّ أمَّهُ، أي رَضِعَها. وامْتَلَجَ الفصيلُ ما في الضَرْع: امتصَّه. والإمْلاجُ: الإرْضاعُ: وفي الحديث: " لا تُحَرِّم الإمْلاجَة ولا الإمْلاجَتانِ ". ومنه قيل للرجل ملجان ومصان، أي إنه من لُؤمِهِ يَرْضَعُ الإبلَ. والمالَجُ: الذي يطين به، فارسي معرب.
[موج] ماجَ البحرُ يَموجُ مَوْجاً: اضطربت أمواجه. وكذلك الناس يَموجون.
[مهج] المُهْجَةُ: الدَمُ. وحكي عن أعرابيٍّ أنَّه قال: دفنتُ مُهْجَتَهُ، أي دَمَهُ. ويقال: المُهْجَةُ دَمُ القَلْبِ خاصَّةً. ويقال: خَرَجَتْ مُهْجتُه، إذا خرجت روحُه. وشَحْمٌ أُمْهُجٌ بالضم، أي رقيق.

(1/342)


والامهجان بالضم: اللبنُ الرقيق. ولبن ماهِجٌ، إذا رق.
فصل النون
[نأج] نَأَجَ في الأرض يَنْأَجُ نؤوجا: ذهب. ونأجت الريج تنأج نَئيجاً: تَحرّكت. فهي نَؤوجٌ. ولها نَئيجٌ، أي مَرٌّ سريعٌ مع صوت. قال العجاج:
واتخذته النائجات منأجا * تقول منه نئج القوم. قال الراجز: وتُنْأجُ الرُكْبانُ كلَّ مَنْأَجِ * به نَئيجُ كلِّ ريحٍ سيهج ونأج إلى الله تعالى في الدعاء، أي تضرع. ونائِجاتُ الهام: صوائحها.
[نبج] النباج: الشديد الصوت. وقال:
بأستاه نباجين شنج السواعد * ويقال أيضاً للضخم الصَوت من الكلاب: إنَّه لَنَبَّاجٌ. والنَبَّاجَةُ: الاسْتُ. يقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك، إذا حَبَقَ. والنُباجُ بالضم: الرُدامُ. ونُباجُ الكَلْبِ ونَبيجُه: لغة في النُباحِ والنَبيحِ. وكَلْبٌ نباجى بالضم: ضخم الصوت، عن اللحيانى.

(1/342)


والنباج بالكسر: قرية بالبادية أحياها عبد الله بن عامر. والانبجات، بكسر الباء: المرببات من الادوية، وأظنه معربا. ومنبج: اسم موضع، فإذا نسبت إليه فتحت الباء قلت: كساء منبجانى، أخرجوه مخرج مخبراني ومنظرانى. وعجين أنبجان، أي مدرك منتفخ. ولم يأت على هذا البناء إلا حرفان: يوم أرونان، وعجين أنبجان. وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء معجمة، وسماعى بالجيم عن أبى سعيد وأبى الغوث وغيرهما.
[نتج] نُتِجَت الناقةُ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، تُنْتِج نَتاجاً. وقد نتجها أهلها نتجا. قال الكميت: وقال المذمر للناتجين متى ذمرت قبلى الارجل وأنتجت الفرسُ، إذا حانَ نَتاجُها، وقال يعقوب: إذا اسْتَبان حَمْلُها. وكذلك الناقة، فهى تنوج، ولا يقال مُنْتِجٌ. وأتَت الناقة على مَنْتِجِها، أي للوقت الذي تُنْتَجُ فيه، وهو مفعل بكسر العين. ويقال للشاتيْن إذا كانتا سِنًّا واحدة:

(1/343)


هما نتيجة. وغنم فلان نَتائِجُ، أي في سنّ واحدة.
[نجج] نَجَّتِ القَرْحَة تَنِجُّ بالكسر نَجيجاً: سالَتْ بما فيها. قال جرير: فإنْ تَكُ قَرْحَةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ * فإن الله يَشفي من يشاء (1)
[نجنج] أبو عبيد: نَجْنَجْتُ الرَجُل: حرَّكته. وتَنَجْنَجَ لحمه، أي كثُر واسترخى. ونَجْنَجَ إبلهُ إذا ردَّدها على الحوض. قال ذو الرمّة: حتَّى إذا لم يجد وَغْلاً ونَجْنَجَها مَخافَةَ الرَمْي حتَّى كلُّها هيمُ والنَجْنَجَةُ: ترديد الرأي. يقال: نَجْنَجَ أمرَهُ، إذا همَّ به ولم يَعْزِمْ عليه. والنَجْنَجَةُ: الجَوْلَةُ عند الفزع.
[نخج] نَخَجْتُ الدَلْوَ: لغةٌ في مَخَجْتُها، إذا خَضْخَضتها. ونَخَجَ الرجلُ المرأةَ: باضَعَها. والنَخيجَةُ: زُبْدٌ رقيقٌ يخرجُ من السِقاء إذا حُملَ على بعيرٍ، بعد ما يَخرُجُ منه زبده الاول
_________
(1) في اللسان: " يفعل ما يشاء ".

(1/343)


فيتمخض فيخرج منه زبد. ويقال " النجيخة " بتقديم الجيم، ولا أدرى ما صحته.
[نسج] نَسَجَ الثوبَ يَنْسِجُهُ ويَنْسُجُهُ نَسْجاً. والصنعةُ نِساجةٌ. والموضع مَنْسَجٌ ومَنْسِجٌ. والمِنْسَجُ بكسر الميم: الأداة التي يُمَدُّ عليها الثوبُ ليُنسج. ومِنْسَج (1) الفرس أيضاً: أسفَلَ من حارِكِه. ونَسَجَتِ الريحُ الرَبْعَ، إذا تَعاوَرَته ريحانِ طولاً وعرضاً، لأنَّ الناسِجَ يَعترض النَسيجةَ فيُلْحِم ما أطال من السَدى. وضَرَبَتِ الريحُ الماءَ فانْتَسَجَتْ له تلك الطرائقُ. وفلانٌ نسيجُ وحدِهِ، أي لا نظيرَ له في عِلْمٍ أو غيره. وأصله في الثوب، لأنَّ الثوب إذا كان رفيعاً لم يُنْسَج على منوالِه غيرُه، وإذا لم يكن رفيعاً عُمِلَ على منواله سدى لعدة أثواب.
[نشج] النَشَجُ، بالتحريك: واحد الأنْشاج، وهي مجاري الماء. ونَشَجَ الباكي يَنْشِج نَشْجاً ونَشيجاً، إذا غَصَّ بالبكاء في حلقه من غير انتخاب. ونشج الحمار بصوته نشيجا: ردده في صدره.
_________
(1) يقال كمنبر وكمسجد أيضا.

(1/344)


وكذلك نشج الزِقُّ والحُبُّ (1) والقِدرُ، إذا غلى ما فيه حتَّى يُسمع له صوت.
[نضج] نَضِجَ الثَمَرُ واللحمُ نُضْجاً ونَضْجاً، أي أدركَ فهو نَضيج وناضِج. وأنْضَجْتُهُ أنا. ورجلٌ نَضيجُ الرأي: مُحْكَمُهُ. ونَضَّجَتِ الناقةُ بولَدِها، إذا جازت السنةَ ولم تُنْتَجْ. قال حميد بن ثَوْرٍ: وصَهْباَء منها كالسَفينة نَضَّجَتْ به الحَمْلَ حتَّى زادَ شهراً عَديدُها فهي منضج، ونوق منضجات. وقال (2) : هو ابن منضجات كن قدما يزدن على العديد قراب شهر (3)
[نعج] النَعَجُ: الابيِضاضُ الخالِص. وقد نعج ينعج نعجا، مثل طلب يطلب طلبا. قال العجاج:
في ناعجات من بياض نعجا (4) * والناعجة: البيضاء من النوق، ويقال هي التي يصاد عليها نعاج الوحش.
_________
(1) الحب، بالضم: الخابية والجرة الضخمة.
(2) عويف القوافى.
(3) وبعده: ولم يك بابن كاشفة الضواحى * كأن غرورها أعشار قدر
(4) في اللسان: " في نعجات ". وبعده:
كما رأيت في الملاء البردجا:

(1/344)


والناعجة من الأرض: السهلة. والنَواعِجُ من الإبل: السِراع. وقد نَعَجَت الناقةُ في سيرِها، بالفتح: أسرعتْ، لغة في مَعَجَتْ. والنَعْجَةُ من الضأنِ، والجمع نِعاجٌ ونَعَجاتٌ. ونِعاجُ الرملِ، هي البَقَرُ، واحدتها نَعْجَةٌ. قال أبو عبيد: ولا يقال لغير البَقَرِ من الوحش نِعاجٌ. أبو عمرو: نَعِجَتِ الإبل بالكسر تَنْعَجُ نَعَجاً: سَمِنَت. ونَعِجَ الرجلُ أيضاً، إذا أكل الضأنِ فثقُل على قلبه. قال الشاعر (1) : كأنَّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضَأْنٍ فهمْ نَعِجونَ قد مالتْ كُلاهُم وأَنْعَجَ القومُ: سمنت إبلهم. ومنعج بالفتح: موضع.
[نفج] نَفَجَتِ الأرنبُ، إذا ثارتْ. وأنْفَجْتُها أنا. ونَفَجَتِ الفَرُّوجَةُ من بَيْضَتِها، أي خرجت. ونَفَجَ ثَدْيُ المرأة قميصَها يَنْفُجُهُ نَفْجاً، أي رفعه. ورجلٌ نَفَّاجٌ، إذا كان صاحب فخر وكبر، عن ابن السكيت. والنافجة: أول كل شئ يبدأ بشدة. تقول:
_________
(1) ذو الرمة.

(1/345)


نَفَجَتِ الريحُ، إذا جاءت بقوَّة. قال ذو الرمّة يصف ظليماً: يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَطْرُدُهُ * حَفيفُ نافِجَةٍ عُثْنونُها حَصِبُ (1) وقد تسمَّى السحابة الكثيرةُ المطَر بذلك، كما يسمى الشئ باسم غيره لكونه منه بسبب. قال الكميت: راحَتْ له في جُنوحِ الليلِ نافجةٌ لا الضَبُّ مُمْتَنِعٌ منها ولا الوَرَلُ ثمَّ قال: يستخرجُ الحشراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها كأنَّ أرؤُسَها في مَوْجِهِ الخَشَلُ والنَوافِجُ: مؤخَّراتُ الضلوع، الواحدة نافِجَةٌ (2) . وكانت العرب تقول في الجاهلية إذا وُلِدَ لأحدهم بنتٌ: " هنيئاً لك النافجة "، أي المُعَظِّمَةُ لمالِكَ، لأنَّك تأخذ مهرها فتضمه إلى مالك فينتفج. وأمَّا نوافِجُ المِسْك فمعرَّبة. والنَفيجةُ: القوس، وهي شَطيبَةٌ من نَبْعٍ. ولم يعرفه أبو سعيد بالحاء. قال مليح:
_________
(1) يروى: ويلقحه، " ويتبعه، " ونافحه " بالحاء المهملة.
(2) ونافج أيضا.

(1/345)


أناخوا معيدات الوجيف كأنها * نفائج نبع لم تريع ذوابل وانتفج جنبا البعير: ارتفعا.
[نهج] النَهْجُ: الطريق الواضح، وكذلك المَنْهَجُ والمِنْهاجُ. وأَنْهَجَ الطريقُ، أي استبانَ وصار نَهْجاً واضحاً بَيِّناً. قال يزيد بن الخذاق العبدى: ولقد أضاَء لك الطريقُ وأَنْهَجَتْ سُبُلُ المَسالِكِ (1) والهُدى تُعْدي أي تُعين وتقوِّي. ونَهَجْتُ الطريق، إذا أبنته وأو ضحته. يقال: اعمل على ما نَهَجْتُهُ لك. ونَهَجْتُ الطريق أيضاً، إذا سلكته. وفلان يَسْتَنْهِجُ سَبيلَ فلان، أي يسلك مسلكَهُ. والنَهَجُ بالتحريك: البهْر وتتابعُ النَفَس. وقد نَهِجَ بالكسر يَنْهَجُ. يقال: فلان يَنْهَجُ في النَفَس فما أدري ما أَنْهَجَهُ. وفي الحديث أنَّه رأى رجلاً يَنْهَجُ، أي يربو من السمن ويلهث. وأنهجت الدابَّة: سِرْتُ عليها حتَّى انْبَهَرَتْ.
_________
(1) في اللسان: " سبل المكارم ".

(1/346)


وأَنْهَجَ الثوبُ، إذا أخذ في البِلى. قال عبدُ بني الحَسْحاسِ: فما زالَ بُرْدي طَيِّباً من ثِيابِها * إلى الحَوْلِ حتَّى أَنْهَجَ الثوب باليا (1) قال أبو عبيد: ولا يقال نهج، ولكن أنهج.
فصل الواو
[وثج] الوَثيجُ: الكَثيفُ من كلِّ شئ. وقد وثج الشئ بالضم وَثاجَةً. وفرسٌ وثيجٌ، أي مُكْتَنِزٌ. قال أبو زيد: الوَثاجَةُ: كَثرة اللحم والوثارة: كثرة الشحم. قال: وهو الضخم في الحرفين جميعا. واستوثج الشئ، وهو نحو من التمام، يقال: اسْتَوْثَجَ نبتُ الأرض، إذا عَلِقَ بعضه ببعضٍ وتمَّ. والمُؤْتَثِجَةُ: الأرض الكثيرة الكلإِ. واسْتَوْثَجَ المال: كَثُر. وقال الأصمعي: اسْتَوْثَجَ الرجل من المال، إذا استكثر منه.
[وجج] وج: بلد الطائف. وفى الحديث: " آخر
_________
(1) في اللسان: " البرد باليا ".

(1/346)


وطأة وطئها الله بوج "، يريد غزاة الطائف. قال الشاعر (1) : فإن تسق من أعناب وج فإننا لنا العين تجرى من كسيس ومن خمر (2) والوج: ضرب من الادوية (3) ، فارسي معرب.
[ودج] الوَدَج والوِداج: عِرقٌ في العُنُق، وهما وَدَجانِ. يقال: دِج دابَّتكَ، أي اقْطَعْ وَدَجَها. وهو لها كالفَصْدِ للإنسان. والوَدَجان: الأَخَوانِ. ويقال: بِئْسَ وَدَجا حَربٍ هما. ووَدَجْتُ بين القوم ودْجاً، أي أصلحت.
[وسج] الوَسيجُ: ضربٌ من سَير الإبل. يقال: وَسَجَ البعيرُ وسيجاً. وأوْسَجْتُهُ أنا: حَملْتُهُ على الوَسيج. وقال ذو الرمة:
والعيسُ من عاسج أو واسج خببا (4)
[وشج] الوشيجة: عرق الشجرة. وأنشد أبو عبيد:
_________
(1) أبو الهندي. واسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس.
(2) الكسيس: نبيذ التمر.
(3) وعيدان يتبخر بها.
(4) وعجزه:
ينحزن من جانبيها وهى تنسلب:

(1/347)


ولقد جرى لهم فلم يتعيفوا تيس قعيد كالوشيجة أعضب (1) شبهه من ضمره بها. ووشجت العُروقُ والأغصان: اشتبكتْ. والواشِجَةُ: الرَحِمُ المُشْتَبِكَةُ. وقد وشَجَت بكَ قَرابةَ فلان. والاسم الوشيج. ووشجها الله توشيجاً. والوَشيجُ: شجرُ الرِماح. والوَشيجَةُ: ليفٌ يُفتل ثمَّ يُشَدُّ بين خشبتين، ينقل بها البرد المحصود وغيره.
[ولج] وَلَجَ يَلِجُ وُلوجاً ولِجَةً، أي دخل قال سيبويه: إنما جاء مصدره ولوجا، وهو من مصادر غير المتعدى، على معنى ولجت فيه. وأولجه: أدخله. وقوله تعالى: (يولِجُ الليلَ في النهار ويولِجُ النهارَ في الليْل) ، أي يزيد من هذا في ذاك ومن ذا في هذا. واتَّلَجَ موالج، على افتعل، أي دخل مداخل. والولجة، بالتحريك: موضعٌ أو كهفٌ تستَتِرُ فيه المارَّةُ من مطر وغيره، والجمع ولج وأولاج.
_________
(1) لعبيد بن الابرص.

(1/347)


وقولهم: رجل خرجة ولجة، مثل همزة أي كثير الخروج والدخول. ووَليجَةُ الرجل: خاصَّته وبِطانته. والوالِجة: وجعٌ يأخذ الإنسان. والتَوْلَجُ: كِناسُ الوحِش الذي يَلِجُ فيه، مثل الدولج. قال سيبويه: التاء مبدلة من الواو، وهو فوعل لانك لا تكاد تجد في الكلام تفعل اسما، وفوعل كثير. وقال يصف ثورا تكنس في عضاه:
متخذا في ضعوات تولجا (1)
[وهج] الوَهَجُ، بالتحريك: حَرُّ النار. والوَهْجُ بالتسكين: مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً، إذا اتَّقدت. وتَوَهَّجَت النارُ: تَوَقَّدَتْ. وأَوهجتُها أنا. ولها وَهيجٌ، أي تَوَقُّدٌ. وتوهَّجَتْ رائحةُ الطيب، أي توقَّدت. وتَوَهَّجَ الجوهر: تلالا.
_________
(1) هذا الرجز لجرير يهجو البعيث. وفى المخطوطة " عضوات " مكتوبة بدل " ضعوات "، بعد وضع علامة عليها. وقبله: قد غبرت أم البعيث حججا * على السوايا ما تحف الهودجا فولدت أعثى ضروطا عنبجا * كأنه ذيخ إذا ما معجا

(1/348)


فصل الهاء
[هبج] الهَبَجُ كالوَرَمِ يكون في ضَرعِ الناقة. تقول: هَبَّجَهُ تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ، أي وَرَّمَهُ فتورَّمَ. ورجلٌ مهبج: ثقيل النفس. هبجه بالعصا هبجا، مثل حبجه، أي ضربه.
[هجج] هجَّجَتْ عينُهُ: غارت. وعينٌ هاجَّةٌ، أي غائرةٌ. والهَجيجُ: الوادي العميق. وهَجيج النارِ: أجيجها، مثل هَراق وأراق. وركب فلانٌ هَجاجَ غير مجرًى، وهَجاج أيضاً مثل قطام، إذا ركب رأسه. قال الشاعر: وهو المتمرِّس بن عبد الرحمن الصحاريّ: فلا يَدَعُ اللئامُ سبيلَ غَيٍّ * وقد رَكِبوا على لَوْمي هَجاجِ (1) قال الأصمعيّ: تقول للناس إذا أردتَ أن يكفُّوا عن الشئ: هجاجيك وهذا ذيك، على تقدير الاثنين.
_________
(1) قبله: وأشوس ظالم أوجيت عنى * فابصر قصده بعد اعوجاج تركت به ندوبا باقيات * وبايعني على سلم دماج

(1/348)


ورجل هجاجة، أي أحمق. قال الشاعر: هجاجة منتخب الفؤاد * كأنه نعامة في وادى وقولهم: هجهج: زجر للغنم، مبنى على الفتح (1) . وقال (2) :
بفرق يخشبه بهجهج ناعقه (3) * وهجهجت بالسبع، أي صِحْتُ به وزجرته ليكُفَّ. قال لبيد: أو ذر زوائد لا يُطاقُ بأرضه * يغشى المُهَجْهِجَ كالذَنوبِ المُرسلِ * وهَجْهَجَ الفحلُ في هديره. والهجهاج: النفور، حكاه أبو عبيد. وهج مخفف: زجر للكلب، يسكَّن وينوَّن، كما يقال بَخٍ وبخ. قال الشاعر (4) :
_________
(1) قال المجد: " مبنى على السكون " وغلط الجوهرى في بنائه على الفتح، وإنما حركه الشاعر للضرورة.
(2) هو الراعى يهجو عاصم بن قيس النميري، ولقبه " الحلال ".
(3) صدره:
ولكنما أجدى وأمتع جده * وقبله: وعيرني تلك الحلال ولم يكن * ليجعلها لابن الخبيثة خالقه
(4) الحارث بن الخزرج الخفاجى.

(1/349)


سفرت فقلت لها هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ وذكرتُ حينَ تبرقعت هبارا (1)
[هدج] الهَدَجانُ: مِشية الشيخ. وقد هَدَجَ يَهْدِجُ. وهَدَجَ الظَليمُ، إذا مشى في ارتعاشٍ، فهو هَدَّاجٌ وهدجدج. وهداج: اسم فرس كان لباهلة. وأنشد الاصمعي:
وفارس هداج أشاب النواصيا (2) * والهدجة: حنين الناقة على ولَدها. وقد هَدَجَتْ، فهي مِهْداجٌ. وكذلك الريحُ التي لها حَنين. قال أبو وَجْزَةَ السعديّ يصف حُمُر الوحش: حتَّى سَلَكْنَ الشَوى منهنَّ في مَسَكٍ من نسْلِ جوابة الآفاق مهداج (3)
_________
(1) قال الصاغانى: والرواية " ضبارا " بالضاد المعجمة، وهو اسم كلب. وبعده: وتزينت لتروعني بجمالها * فكأنما كسى الحمار خمارا فخرجت أعثر في قوادم جبتى * لولا الحياء أطرتها إحضارا
(2) لامرأة حارثية. وصدره:
شقيق وحرمى أراقا دماءنا
(3) وقبله: ما زلن ينسبن وهنا كلَّ صادِقَةٍ * باتَتْ تُباشِرُ عرْماً غير أزواج

(1/349)


لان الريح تستدرُّ السحاب وتُلقِحه فيمطر، فالماء من نسلها. والهَوْدَجُ: مركبٌ من مراكب النساء مُضَبَّبٌ وغير مُضَبَّبٍ. وتَهَدَّجَتِ الناقةُ: تَعَطَّفَتْ على ولدها. وتَهَدَّجَ الصوت: تَقَطّعُهُ في ارتعاش.
[هرج] الهَرْجُ: الفِتْنَةُ والاختلاط: وقد هَرَجَ الناس يَهْرِجونَ بالكسر هَرْجاً. وفي حديث أشراط الساعة: يكون كذا وكذا، " ويكثُر الهَرْجُ " قيل: وما الهَرْجُ يا رسول الله؟ قال: القتلُ. قال عبيد الله بن قيس الرقَيَّات أيام فتنة ابن الزبير: ليتَ شِعري أأوَّلُ الهَرْجَ هذا * أم زمانٌ من فِتنةٍ غير هَرجَ يعني أأوَّل الهرج المذكور في الحديث هذا، أم زمانٌ من فتنةٍ سوى ذلك الهَرج. وأصل الهَرْج الكثرة في الشئ. ومنه قولهم في الجماع: بات يَهْرُجُها ليلتَهُ جَمعاءَ. ويقال للفرس: مرَّ يَهْرِجُ، وإنَّه لمِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ، إذا كان كثير الجرى. قال العجاج:
من كل هراج نبيل محزمه * وهرج البعير بالكسر يهرج هرجا، إذا

(1/350)


سدر من شدة الحر وكثرة الطلاء بالقطران. قال العجاج يصف الحمار والاتان:
ورهبا من حنذه أن يهرجا (1) * وهرجت البعير تَهْريجاً وأهْرَجْتُهُ، إذا حملتَ عليه في السير في الهاجرة حتَّى يَسْدَرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً، إذا بلغ منه فانْهَرَجَ وأُنهكَ. وهَرَّجْتُ بالسَبُعِ، إذا صِحْتَ به وزجرته. قال رؤبة:
هرجت فارتد ارتدادا الاكمه (2)
[همرج] الهَمْرَجَةُ: الاختلاط في المشي. وهَمْرَجْتُ عليه الخبر، أي خَلَّطْتُهُ.
[هزج] الهَزَجُ: صوتُ الرَعدِ. والهَزَجُ أيضاً من الأغاني، وفيه تَرَنُّمٌ. وقد هزج بالكسر وتهزج. قال الراجز:
كأنها جارية تهزج
_________
(1) قبله: حتى إذا ما الصيف كان أمجا * وفرغا من رعى ما تلزجا ورهبا من حنذه أن يهرجا * تذكرا عينا رواء فلجا قوله " من حنذه ": الضمير للصيف. والحنذ: شدة الحر. وأمجا: أي شديد الحر. والتلزج: تتبع الكلا يعنى العير والاتان.
(2) بعده:
في غائلات الحائر المتهته:

(1/350)


وتهزجت القوس، إذا صوَّتَتْ عند إنْباض الرامى عنها. قال الكميت: لم يعب ربها ولا الناس منها * غير إنذارها عليه الحميرا بأهازيج من أغانيها الج‍ * ش وإتباعها النحيب الزفيرا والهزج: جنس من العَروض. والهُزامِجُ بالضم: الصوت المُتَدارِكُ، بزيادة الميم.
[هزلج] الهزلاج: الذئب الخفيف.
[هلج] الاهليلج معرب. قال ابن السكيت: هو الا هليلج والا هليلجة بالكسر، ولا تقل هليلجة. وقال ابن الاعرابي: هو الاهليلج بفتح اللام الاخيرة. قال: وليس في الكلام إفعيلل ولكن إفعيلل، مثل: إهليلج، وإبريسم، وإطريفل.
[هلبج] الهلباجة: الاحمق. قال خلف الاحمر: سألت أعرابيا عن الهلباجة فقال: هو الاحمق الضخم الفدم الاكول، الذى والذى. ثم جعل يلقانى بعد ذلك يزيد في التفسير كل مرة شيئا، ثم قال لى بعد حين، وأراد الخروج: هو الذى جمع كل شر.
[همج] الهمج: جمع همجة، وهو ذباب صغير

(1/351)


كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعيُنِها. والهَمَجَةُ أيضاً: الشاة المهزولة. وقول أبي ذؤيب: كأنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ يومَ لَقيتُها * مُوَشَّحةٌ بالطرَّتَيْنِ هَميجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للرَعاعِ من الناس الحَمْقى: إنَّما هم هَمَجٌ. وقول الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ * وإنْ تَجُعْ تأكُلْ عَتودَّاً أوْ بذجْ قالوا: سوءُ التدبير في المعاش. وقيل الهَمَجُ: الجوعُ. وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيدٌ له، كقولك ليلٌ لائل. قال الحارث بن حِلِّزة: يَتْرُكُ ما رقَّحَ من عَيْشِهِ * يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامج وهمجت الابل من الماء تَهْمَجُ هَمْجاً، بالإسكان، إذا شربت دفعةً واحدةً حتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَجَ الفرسُ، أي جدَّ في جريه.
[هملج] الهِمْلاجُ من البَراذينِ: واحد الهَماليج، ومشيُها الهَمْلَجَة، فارسيٌّ معرَّب.
[هوج] رجلٌ أهْوَجُ بيِّن الهَوَج، أي طويلٌ وبه تسرُّعٌ وحمقٌ.

(1/351)


والهَوْجاءُ: الناقة التي كأنَّ بها هَوَجاً من سُرعتها. والهَوْجاءُ: الريح التي تقلع البيوت: والجمع هوجٌ.
[هيج] هاج الشئ يهيج هيجا وهَيَجاناً، واهْتاجَ وتهَيَّجَ، أي ثارَ. وهاجَهُ غيرُهُ، يتعدى ولا يتعدى. وهيَّجَهُ وهايَجَهُ بمعنًى. والهائج: الفحل الذي يشتهي الضراب. وهاجَ النبتُ هياجا، أي يبس. وأرض

(1/352)


هائجة: يبس بقلها أو اصفرّ. وأهاجَت الريحُ النبت: أيبسته. وأهْيَجْنا الأرض، أي وجدناها هائجة النبات. قال رؤبة:
وأهيج الخلصاء من ذات البرق * وهاج هائجُهُ، أي ثار غضبه. وهَدَأَ هائِجُهُ أي سكنت فَوْرته. والهَيْجا: الحرب يمدّ ويقصر. ويومُ الهِياج: يوم القتال. وتهايَجَ الفريقان، إذا تواثَبا للقتال. وناقةٌ مِهْياجٌ، أي نزوع إلى وطنها.

(1/352)


باب الحاء:
فصل الالف:
[أحح] أحَّ الرَجُل يَؤُحُّ أحّاً، أي سعل. قال الراجز: يكاد من تنحنح وأح * يحكى سعال النزق الابح وهو لرؤبة يصف رجلا بخيلا إذا سئل تنحنح وسعل. والاحاح، بالضم: العطش. والأُحاحُ أيضاً والأَحيحةُ: الغَيْظُ وحَزازَةُ (1) الغم. وأحيحة بن الجلاح: اسم رجل، مصغر.
[أزح] أَزَحَ الرجلُ يَأْزِحُ أُزوحاً، إذا تَقَبَّضَ ودنا بعضه من بعضٍ. وقال أبو عمرو: أَزَحَ أي تَخَلَّفَ. والأَزوحُ: المُتخلِّفُ. وقال الغنوى: الا زوح من الرجال الذى يَستأْخِرُ عن المكارِم. قال: والأنوحُ مثلُه. وأنشد: أزوح أَنوحٌ لا يَهَشُّ إلى النَّدى * قَرى ما قرى للضرس بين اللهازم
_________
(1) في اللسان: " وحرارة " بالمهملة.

(1/353)


[أنح] أَنَح الرجُل يأنِحُ بالكسر، أَنْحاً وأُنوحاً، إذا زَحَر من ثِقْلٍ يَجِدُهُ من مرض أو بُهْرٍ، كأنَّه يَتَنَحْنَحُ ولا يُبينُ، فهو آنح، وقوم أنح، مثل راكع وركع. قال الشاعر (1) :
وللبُزْلِ مِمَّا في الخُدورِ أَنيحُ (2) * يعني من ثِقَلِ أردافهنَّ. وقال آخر:
يمشى قليلا خلفها ويأنح * أبو عمرو: يقال رجل أَنُوحٌ وآنِحٌ على فاعل للذي إذا سئل الشئ تنحنح، وذلك من البُخل. وكذلك رجل أُنَّحٌ بالتشديد. قال رؤبة:
كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرزب (3) * وقال آخر: أراك قصيرا ثائر الشَعْرِ أُنَّحاً * بعيداً من الخَيراتِ والخلق الجزل
فصل الباء
[بجح] البَجَحُ: الفرَحُ. وقد بَجِحَ بالشئ، وبجح به أيضا لغة ضعيفة فيه.
_________
(1) هو أبو حية النميري.
(2) صدره:
تلافيتهم يوما على قطرية * القطرية، يريد بها إبلا منسوبة إلى " قطر " موضع بعمان.
(3) قبله:
لا تعدلينى واستحى بإزب * (45 - صحاح)

(1/353)


وبجحته أيضا تبجيحا فتبجح، أي أفرحته ففرح. وفى حديث أم زرع: " وبجحنى فبجحت ".
[بحح] في صوته بُحَّةٌ بالضم. يقال بَحِحْتُ بالكسر أَبَحُّ بَحَحاً. ورجل أَبَحُّ، ولا يقال باحٌّ، وامرأةٌ بَحَّاءُ بيِّنا البَحَح. وقال أبو عبيدة: بَحَحتُ بالفتح أَبَحُّ بَحَّاً، لغة فيه. وامرأةٌ بَحَّةٌ: في صوتها بُحَّةٌ. والبُحُّ: جمع أبَحّ، وربما وصفوا به القِداحَ التى يستقسم بها. قال الشاعر (1) : قروا أضيافهم ربحا ببح * يعيش بفضلهن الحى سمر (2) وتقول: ما زِلْتُ أَصيحُ حتَّى أَبَحَّني ذلك. والتبحبح: التمكن في الحلول والمُقام. وبُحْبوحة الدار: وسَطُها. قال جرير: قَوْمي تَميم هُم القَوْمُ الذين هُمُ * يَنْفونَ تَغْلِبَ عن بحبوحة الدار
_________
(1) خفاف بن ندبة السلمى.
(2) قبله: إذا الحسناء لم ترحض يديها * ولم يقصر لها بصر بستر وبعده: هم الايسار إن قحطت جمادى * بكل صبير غادية وقطر

(1/354)


[بدح] أبو زيد: بَدَحَهُ بالعصا: ضَربه بها. وبدحه بأمْر، مثل بدهه. وأنشد ابن الاعرابي لابي دواد: بالصرم من شعثاء وال‍ * حبل الذى قطعته بدحا (1) قال أبو عمرو: بدحا، أي علانية. من قولهم: بَدَح بهذا الأمر، أي باح به. وبَدَحَتِ المرأةُ بُدوحاً، وتَبدّحت، أي مَشَت مِشْيَةً حسنة فيها تَفكُّكٌ. والبَداح، بالفتح: المُتَّسع من الأرض، والجمع بدح، مثل قذال وقذل. وبدحة الدار: ساحتها. والبِدْحُ بالكسر: الفضاء الواسع، وجمعه بِداح. وبَدَح الرجلُ عن حَمالته، والبعير عن حِمْله، يَبْدَح بَدْحاً: عَجَزا عنهما. وبَدَحَني الأمرُ، مثل فدحنى.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " من شعثاء عمدا وبالحبل " ولا يستقيم به الوزن، وتصحيحه من اللسان. وقال ابن برى: الباء في قوله " بالصرم " متعلقة بقوله " أبقيت " في البيت الذى قبله، وهو: فزجرت أولها وقد * أبقيت حين خرجن جنحا برحت على بها الظبا * ومرت الغربان سنحا

(1/354)


[بذح] البَذْحُ: الشَقُّ. وبَذَحْتُ لسان الفصيل: شَقَقْتُهُ لئلا يرتضع. وفي رجْل فلان بُذُوحٌ، أي شُقوق.
[برح] لَقيت منه بَرْحاً بارِحاً، أي شِدَّةً وأَذىً. قال الشاعر: أَجِدَّكَ هذا عَمْرَكَ اللهَ كُلَّما * دَعاكَ الهوى بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ ولقيت منه بناتِ بَرْحٍ، وبني بَرْحٍ، ولقيت منه البِرَحًين وَالبُرَحينَ، بكسر الباء وضمها، أي الشدائد والدواهي. ويقال: هذه بُرْحَةٌ من البُرَح بالضم، للناقة إذا كانت من خيار الإبل. والبارِحُ: الريح الحارة. قال أبو زيد: البوَارِحُ: الشَمالُ الحارَّةُ في الصيفِ. والبارحَةُ: أقرب لَيْلَةٍ مَضَتْ. تقول: لَقيته البارحةَ. ولقيته البارحةَ الأولى، وهو من بَرِحَ أي زال. وبُرَحاء الحُمَّى وغيرِها: شِدّة الأذى. تقول منه: بَرَّح به الأمر تَبْريحاً، أي جَهَدَهُ. وضَرَبَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً. وتباريح الشوق: توهجه.

(1/355)


وهذا الامر أَبْرَحُ من هذا، أي أشدُّ. وقتلوهم أَبْرَحَ قتلٍ. وأَبرحَهُ، أي أعْجَبَهُ. يقال: ما أَبْرَحَ هذا الأمر! قال الأعشى: أقولُ لها حينَ جَدَّ الرحي‍ * لُ أَبْرَحْتِ رَبَّا وأَبْرَحْتِ جارا أي أعْجَبْتِ وبالَغْتِ. وأَبْرَحَهُ أيضاً، بمعنى أكْرمه وعظّمهُ. والبَراحُ، بالفتح المُتَّسِعُ من الأرض لا زَرْعَ فيه ولا شَجَر. وجاءنا بالأمرِ بَراحاً، أي بَيِّناً. والبَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه، أي زال عنه وصار في البَراحِ. وقولهم: لا بَراحَ منصوب، كما نُصب قولهم لا ريب. ويجوز رفعه فتكون لا بمنزلة ليس، كما قال سعد بن مالك (1) : من فر عن نيرانها * فأنا ابن قيس لا براح والقصيدة مرفوعة الروى. وبرح الخفاء (2) ، أي وضح الأمر كأنه ذَهَبَ السِرُّ وزال. ولا أَبْرَحُ أَفْعَلُ ذاك، أي لا أزال أفْعَلُه. وبَراحِ مثل قطام: اسم للشمس. وأنشد قطرب:
_________
(1) يعرض بالحارث بن عباد.
(2) بكسر الراء، وبفتحها عن ابن الاعرابي.

(1/355)


هذا مقام قدمى رباح * ذبب حتى دلكت براح ورواه الفراء بكسر الباء (1) وهو جمع راحة، وهى الكف. وبرح الظبى بالفتح بُروحاً، إذا أَوْلاكَ مَياسِرَهُ يَمُرُّ من مَيامِنِك إلى مَياسِرِك. والعَرَب تتطيَّر بالبارِح وتتفاءل بالسانح، لأنّه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف. وفى المثل: " إنما هو كبارح الاروى "، لان مساكنها في الجبال في قنانها، لا يكاد الناس يرونها سانحة ولا بارحة إلا في الدهور مرة. وأم بريح: اسم للغراب. وبرحى، على فعلى: كلمة تقال عند الخَطأ في الرَّمْي. ومَرْحَى، عند الاصابة.
[بطح] بَطَحَهُ، أي ألقاه على وجْهِهِ، فانْبَطَحَ. والأَبْطَحُ: مَسِيلٌ واسِعٌ فيه دِقاقُ الحَصى. والجمع الأَباطِحُ والبِطاحُ أيضاً على غير القياس. قال الأصمعيّ: يقال بِطاحٌ بُطَّحٌ، كما يقال أعوام عوم، حكاه أبو عبيد. والبَطيحَةُ والبَطْحاءُ مثل الأَبْطَح، ومنه بَطْحاءُ مَكّة. وبَطائحُ النّبَط بين العراقيْن. وتَبَطَّحَ السيلُ، أي اتَّسَع في البطحاء.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " بكسر الراء "، تحريف.

(1/356)


[بلح] البَلَحُ قَبْل البُسْر، لأنَّ أول التَمْر طَلْعٌ، ثم خَلالٌ، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رُطَبٌ، ثم تَمْرٌ. الواحدة بَلَحَةٌ. وقد أَبْلَحَ النخلُ، أي صار ما عليه بَلَحاً. وبَلَحَ الثرى: يبِس. وبَلَحَ الرجلُ بُلوحاً، أي أَعْيَا. قال الأعشى:
واشتكى الأَوْصالَ منه وبَلَحْ (1) * وبَلَّحَ تَبَليحاً، مثلُه.
[بلدح] بَلْدَحَ الرَجل، إذا ضَرب بنفسه الارض. وربما قالوا: بلطح. وبلدح: موضع. ومن أمثالهم في التحزن بالاقارب: " لكن على بلدح قوم عجفى "، قاله بيهس الملقب بنعامة، لما رأى قوما في خصب وأهله في شدة. وابلندح المكان، أي اتّسع. وابْلَنْدَحَ الحَوض، أي انهدم. والبلندح: السمين القصير. وأنشد أبو عمرو: دحونة مكردس بلندح * إذا يراد شده يكرمح
[بوح] باحة الدار: ساحتها.
_________
(1) صدره:
وإذا حمل ثقلا بعضهم:

(1/356)


وأبحتك الشئ: أحللته لك. والمباح: خلاف المحظور. واسْتَباحوهُم، أي اسْتَأْصلوهم. وَباحَ بِسِرِّهِ، أي أَظْهَرَهُ. والبوحُ بالضم، في قولهم: " ابنك ابن بوحك، يَشرب من صَبوحك " يقال هو الذكَر، ويقال هو النَفْس، ويقال الوطئ. والبياح، بكسر الباء مخفف: ضَرْبٌ من السَمَك، وربَّما فُتِح وشدد.
فصل التاء
[ترح] التَرَحُ: ضِدّ الفرح. يقال: تَرَّحَهُ تَتْريحاً، أي حَزَنه. والمِتْراحُ من النُوق: التي يُسْرِعُ انقطاع لبنها.
[تفح] التُفَّاحُ معروف، الواحدة تُفَّاحَة.
[تيح] تاح له الشئ، وأتيح له الشئ، أي قدر له. وأتاح الله له الشئ، أي قَدَّرَهُ له. ورجلٌ مِتْيَحٌ، أي يَعْرِض فيما لا يَعْنيه. قال الراعي: أَفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُك تَلْمَحُ * نَعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبك متيح

(1/357)


والتيحان (1) مثله. وقال سوار بن المضرب السعدى: بذبى الذم عن حسبى بمالى * وزبونات أشوس تيحان وتاح في مَشْيِهِ، إذا تَمايَلَ. وفَرَسٌ مِتْيَحٌ وتَيَّاحٌ وتَيّحانٌ، إذا اعْتَرَض في مِشْيِهِ نَشاطاً ومال على قطريه.
فصل الجيم
[جحح] أَجَحَّتِ المرأةُ: حَملت. وأصل الإجحاح للسِباع. قال أبو زيد: قَيْسٌ كلُّها تقول لكل سَبُعةٍ إذا حَمَلت فأَقْرَبَت وعَظُمَ بَطْنُها: قد أجحت، فهى مجح. والجحجاح: السيد، والجمع الجحاجح. وقال: ماذا ببدر فالعقن‍ * قل من مرازبة جحاجح وجمع الجحاجح جحاجحة، وإن شئت جحاجيح، والهاء عوض من الياء المحذوفة، ولا بد منها أو من الياء، ولا يجتمعان.
[جدح] جَدَحْتُ السَوِيقَ واجتدحْتُهُ، أي لَتَتُّه. وشَرابٌ مَجَدَّحٌ، أي مُخَوَّض.
_________
(1) قال أبو العلاء: يروى بكسر الياء وفتحها

(1/357)


والمِجْدَحُ: ما يُجْدَحُ به: وهو خَشَبةٌ طَرَفَها ذو جوانب. والمِجْدَحُ أيضاً: نَجْمٌ يقال له الدَبَرانُ، لأنَّهُ يطلع آخرا، ويسمَّى حاديَ النُجوم. قال الشاعر (1) : وأَطْعُنُ بالقَوْمِ شَطْرَ المُلو * كِ حّتَّى إذا خفق المجدح (2) وكان الاموى يقول: " المجدح " بضم الميم، حكاه عنه أبو عبيد. ومجاديح السماء، أنواؤها. والمَجْدُوح: دَمُ الفَصيد، كان يُستعمل في في الجدب في الجاهلية.
[جرح] جَرَحَهُ جَرْحاً، والاسم الجُرْحُ بالضم، والجمع جروح. ولم يقولوا أجراح (3) ، إلا ما جاء في شعر (4) . والجراح: جمع جراحة بالكسر.
_________
(1) هو درهم بن زيد الانصاري.
(2) بعده: أمرت صحابي بأن ينزلوا * فناموا قليلا وقد أصبحوا
(3) في القاموس: وقل أجراح.
(4) هو قول عبدة بن الطبيب: ولى وصر عن من حيث التبسن به * مضرجات بأجراح ومقتول

(1/358)


ورجل جريح وامرأة جريحٌ، ورجالٌ ونِسْوَةٌ جَرْحى. وجَرَّحَهُ، شُدِّدَ للكثرة. وجَرَحَ واجْتَرَحَ، أي اكْتَسَبَ. والجَوارِحُ من السِباعِ والطَير: ذواتُ الصَيدِ. وجوارِحُ الإنسان: أعضاؤه التي يَكْتَسِبُ بها. والاسْتِجْراح: العَيْبُ والفَسادُ. يقال: قد وَعَظْتُكُم فلم تزدادوا إلا استجراحا. وقال ابن عون: " استجرحت هذه الاحاديث ".
[جزح] الجَزْحُ: العَطِيَّةُ. يقال: جَزَحْتُ له من المال جَزْحَةً، إذا قَطَعْتَ له منه قِطْعَةً. قال الشاعر (1) :
وإنِّي له مِنْ تالِدِ المالِ جازِحُ (2) * وأنشد أبو عبيدة: يَنْمي بِكَ الشَرَفُ الرفيعُ وتَتَّقي * عَيْبَ المذمة بالعطاء الجازح (3)
[جلح] جَلَحَ المالُ الشَجَرَ يَجْلَحُهُ بالفتح، جَلْحاً، إذا رَعى أعالِيَهُ وقشره. وقال يخاطب ناقته:
_________
(1) ابن مقبل.
(2) البيت كما في اللسان: وإنى إذا ضن الرفود برفده * لمختبط من تالد المال جازح
(3) لعدى بن صبح، كما في اللسان.

(1/358)


وجاوزى ذا السحم المجلوح (1) * وكثرة الاصوات والنبوح والجوالح: ما تطاير من رُءوس القَصَبِ والبَرْديِّ شِبْهَ القُطْنِ. والمجالحة: المشارة (2) مثل المكالحة. والمُجالِحُ: الناقةُ التي تَدُرُّ في الشِتاء، والجمع المَجاليحُ. والمَجَاليح (3) أيضاً: السنون اللواتى تذهب بالمال. وناقة مجلاح: جَلْدَةٌ على السَنَةِ الشديدة في بقاء لَبَنها. والجَلَحُ: فَوْقَ النَزَع، وهو انحِسارُ الشَعَر عن جانِبَي الرأس. أوَّله النَزَعُ، ثم الجَلَحُ، ثم الصَلَعُ. وقد جَلِحَ الرجل بالكسر، فهو أَجْلَحُ بَيِّنُ الجَلَح، واسم ذلك الموضع الجَلَحَةُ. والأَجْلَحُ من الهوادج: الذي ليس له رأْسٌ مُرتَفِعٌ. قال أبو ذؤيب: إن لم تكن ظعنا تبنى هَوادِجُها * فإنَّهنَّ حِسانُ الزيِّ أَجْلاحُ
_________
(1) قبله:
ألا ازحميه زحمة فروحي
(2) في المطبوعة الاولى: " المشادة " بالدال، صوابه في اللسان.
(3) في المطبوعة الاولى: " المجالح "، تحريف.

(1/359)


وبَقَرٌ جُلَّحٌ، أي لا قُرون لها. قال الكسائي: أنشدني ابن أبى طرفة: فسكنتهم بالقول حتى كأنهم * بواقر جلح أسكنتها المراتع (1) والمجلح: الرجل الكثير الاكل. والمجلح المأكول. ومنه قول ابن مقبل يصف القحط:
إذا اغبر العضاه المجلح (2) * وهو الذى قد أكل حتى لم يترك منه شئ. والتجليح أيضا: الاقدام الشديد، والتصميم. وقال بشر بن أبى خازم: وملنا بالجفار إلى تميم * على شعث مجلحة عتاق والجلاح بالضم مخففة: السيل الجراف، واسم رجل. الاصمعي: جالحت الرجل بالأمْرِ، إذا جاهَرْتَهُ به. والمُجالَحَةُ: المكاشفة بالعداوة. والمجالح: المكابر. والجلحاء: موضع على فرسخين من البصرة. الفراء: جلمح رأسه، أي حلقه، والميم زائدة.
_________
(1) في اللسان: " بالمال "، و " سكنتها ".
(2) صدره: ألم تعلمي أن لا يذم فجاءتي * دخيلى..........

(1/359)


[جمح] جَمَحَ الفرس جُموحاً وجِماحاً، إذا اعْتَزَّ فارِسَهُ وغلبَه، فهو فرسٌ جَموحٌ. وجَمَحت المرأةُ من زوجِها، وهو خُروجُها من بيته إلى أهلها قبل أن يُطَلِّقَها. قال الراجز: إذا رَأَتْني ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ * وجَمَحَتْ من زَوْجِها وأَنَّتِ والجَموحُ من الرجال: الذي يَركب هواه فلا يمكن رَدُّه. وقال: خَلَعْتُ عِذاري جامِحاً ما يَرُدُّني * عن البيضِ أمثالِ الدُمى زَجْرُ زاجِرِ وجَمَحَ، أي أَسْرَعَ. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: (لَوَلَّوْا إلَيْهِ وهم يَجْمَحون) : يُسْرِعونَ. والجُمَّاحُ بالضم والتشديد: سَهْمٌ بلا نَصلٍ مُدَوَّرُ الرَأسِ يَتَعَلَّمُ الصبى به الرمى.
[جنح] جَنَحَ، أي مالَ، يَجْنَحُ، ويَجْنِحُ جُنوحاً. واجْتَنَحَ مِثْلُهُ. وأَجْنَحَهُ غَيرُه. وجُنوح الليل: إقْباله. والجَوانِحُ: الأضلاع التي تحت الترائب، وهي مما يلي الصَدْر كالضُّلوع مما يلي الظهر، الواحدة جانِحةٌ. وجُنِحَ البعير: انكسرت جَوانِحُهُ من الحِمْل الثقيل.

(1/360)


وجناح الطائر: يده. والجمع أَجْنِحَةٌ. وجَنَحْتُهُ: أَصَبْتُ جَناحَهُ. والجُناح بالضم: الإثم. وجُنْح الليل وجِنْحُهُ: طائفةٌ منه. وجِنْح الطريق جانبه. قال الشاعر (1) : وما كنتُ ضَغَّاطاً ولكنَّ ثائِراً * أَناخَ قليلاً عِندَ جِنْح سَبيلِ وجِنْحُ القوم: ناحيتُهم وكنفهم. وقال: فبات يجنح القوم حتَّى إذا بَدا * له الصُبْحُ سام القوم إحدى المهالك
[جوح] الجوح: الاستئصال. جحت الشئ أَجوحُه. ومنه الجائحَةُ، وهي الشِدَّةُ التي تَجْتاحُ المالَ من سَنَةٍ أو فِتْنَةٍ. يقال: جاحَتْهم الجائحة. واجتاحتهم. وجاح الله ماله وأجاحه، بمعنى، أي أهلكه بالجائحة.
فصل الحاء
[حرح] الحر مخفف، أصله حرح، لان جمعه أحراح. وقالوا: حرون كما قالوا في جمع المنقوص لدون ومئون. والنسبة إليه حرى، وإن شئت حرحى فتفتح عين الفعل كما فتحوها في النسبة إلى يد وغد
_________
(1) الاخضر بن هبيرة الضبى.

(1/360)


فقالوا: غدوى ويدوى. وإن شئت قلت حرح، كما قالوا: رجل سته.
فصل الدال
[دبح] الأصمعي: دَبَّحَ الرجُل تَدْبِيحاً، إذا بَسَطَ ظَهْرَه وطَأْطأ رأسَه، فيكون رأسُه أشدَّ انحطاطاً من أليتيه. وفى الحديث أنه نهى أن يدبح الرجل في الركوع كما يدبح الحمار. وأبو عمرو وابن الاعرابي نحوه.
[دحح] دححت الشئ في الارض، إذا دسسته فيها. قال أبو النجم في وصف قترة الصائد:
شختا (1) خفيا في الثرى مدحوحا * والدحداح: القصير، وكذلك الدحيدحة. واندح بطنه انْدِحاحاً: اتَّسَعَ. قال أَعْرابيٌّ: مُطِرْنا لليلتين بَقِيَتا فَانْدَحَّتِ الأرضُ كَلأً.
[درح] رجلٌ دِرْحايَةٌ، أي قَصيرٌ سمين ضخم البطن، وهو فعلاية، ملحق بجعظارة. قال الراجز:
_________
(1) في اللسان: " بيتا ".

(1/361)


عكوك إذا مشى درحايه (1) * يحسبنى لا أعرف الحدايه
[دردح] شيخٌ دِرْدِحُ بالكسر، أي كبير.
[دلح] دَلَحَ الرجلُ، إذا مشى بِحِمْلِهِ غَيرَ مُنْبَسِط الخَطْوِ، لِثِقَلِهِ عليه. وسَحَابةٌ دَلوحٌ، أي كثيرة الماء، وسحائب دلح (2) مثل راكع وركع. وتدالحا الشئ فيما بينهما، إذا حملاه على عود. وفى الحديث أن سلمان وأبا الدرداء اشتريا لحما فتد الحاه بينهما على عود، أي طرحاه على عود واحتملاه آخذين بطرفيه. ودولح: اسم امرأة.
[دوح] الدَاحُ: نَقْشٌ يُلَوَّحُ به للصِبْيانِ يُعَلَّلونَ به. يقال: " الدُنيا داحةٌ ". والدَوْحَةُ: الشجرةُ العظيمةُ، من أيِّ الشَجَر كان. والجمع دَوْحٌ.
_________
(1) في اللسان: إما ترينى رجلا دعكايه * عكوكا إذا مشى درحايه * تحسبني لا أحسن الحدايه * أيايه أيايه أيايه
(2) ويقال أيضا: " دلح " مثل قدوم وقدم. ودلح، بالتشديد: جمع دالح، مثل راكع وركع.

(1/361)


فصل الذال
[ذبح] الذَبْحُ: الشَقُّ: قال الراجز: كأنّ بين فَكِّها والفكِّ (1) * فأرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أي فُتِقَتْ. وربّما قالوا: ذَبَحْتُ الدَنَّ، أي بَزَلتُه. والذَبْحُ: مصدر ذَبَحْتُ الشاةَ. والذِبْحُ، بالكسر ما يُذْبَحُ: قال الله تعالى: (وفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) . والذَبيح: المذبوح، والأنثى ذَبيحَةٌ، وإنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها. والذَبيح: الذي يَصْلُح أن يُذْبَحَ للنسك. قاله ابن السكيت. وأنشد لابن أحمر:
إما ذبيحا وإما كان حلانا (2) * واذبحت: اتخذت ذبيحا، كقولك: اطبخت، إذا اتخذت طبيخا.
_________
(1) الرجز لمنظور بن مرثد الاسدي. وقبله: يا حبذا جارية من عك * تعقد المرط على مدك * شبه كثيب الرمل غير رك
(2) صدره:
تهدى إليه ذراع البكر تكرمة * ويروى " حلاما " بالميم. والحلان: الجدى الذى يؤخذ من بطن أمه حيا فيذبح.

(1/362)


وتذابح القومُ، أي ذَبَح بعضُهم بعضاً. يقال " التمادُح التَذابُح ". والمَذْبَحُ: شَقٌّ في الأرض مقدار الشِبْرِ ونحوِه. يقال: غادر السَيْلُ في الأرضِ أخاديد ومذابح. والمذابح أيضا: المحاريب، سُمِّيت بذلك للقَرابين. والذُبَّاحُ، بالضم والتشديد: شُقوق تكون في باطن الأصابع في الرِجْل. ومنه قولهم: " ما دونَه شوكةٌ ولا ذُبَّاحٌ ". وسَعْدٌ الذابحُ: منزِلٌ من منازل القمر، وهما كوكبان نيِّران بينهما مقدار ذِراع، وفي نَحْر واحدٍ منهما نجم صغير قريب منه كأنّه يذبحه، فسُمِّي ذابِحاً. والذُبَحُ، على مثال الهبع: نبْتٌ تأكله النَعام. والذُبَحَةُ: وَجَعٌ في الحلق. يقال: أخذته الذُبَحَةُ (1) . قال أبو زيد، ولم يَعْرِفِ الذَبْحَةَ بالتسكين، الذي عليه العامَّةُ.
[ذرح] الذراح، بالضم: دويبة حمراء منقطة
_________
(1) في القاموس: والذبحة كهمزة، وعنبة، وكسرة، وصبرة، وكتاب، وغراب: وجع في الحلق، أو دم يخنق فيقتل.

(1/362)


بسواد تطير، وهى من السموم، والجمع الذراريح. وقال سيبويه: واحد الذراريح ذرحرح. وليس عنده في الكلام فعول بواحدة. وكان يقول سبوح وقدوس بفتح أوائلهما. قال الراجز: قالت له وريا إذا تنحنح * ياليته يسقى على الذرحرح وهو فعلعل بضم الفاء وفتح العينين. فإذا صغرت حذفت اللام الاولى وقلت ذريرح، لانه ليس في الكلام فعلع إلا حدرد. وذرحت الزعفران وغيره في الماء تَذْريحاً، إذا جعلت فيه منه شيئاً يسيراً. ويقال أيضاً: ذَرَّحَ طعامَه، إذا جعل فيه الذَراريح. وقولهم: أحْمَرُ ذَريحيٌّ، أي شديد الحمرة. وأما الذريحيات من الابل فمنسوبات إلى فحل يقال له ذريح. قال الراجز:
من الذريحيات ضخما آركا (1) * والذريحة: الهضبة. والذريح: الهضاب.
[ذوح] الذَوْحُ: السير العنيف. قال الهذليُّ (2) يصف ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْراً: فَذاحَتْ بالوَتائِرِ ثم بَدَّتْ * يَدَيْها عند جانبه تهيل
_________
(1) في اللسان: " جعدا آركا ".
(2) هو ساعدة بن جؤية.

(1/363)


فصل الراء
[ربح] رَبِحَ في تجارته، أي استشَفَّ. والرِبْحُ والرَبَحُ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ: اسم ما رَبِحَهُ. وكذلك الرَباحُ بالفتح. وتجارة رابِحَةٌ: يُرْبَحُ فيها. وأَرْبَحْتُه على سِلْعَتِه، أي أعطيته ربحا. وبعت الشئ مرابحة. ورباح في قول الشاعر:
هذا مقام قدمى رباح *: اسم ساق. والرباح أيضا: دويبة كالسنور. والرَباحُ أيضاً: بلد يُجْلَبُ منه الكافور. والرُبَّاحُ، بالضم والتشديد: الذَكر من القرود. وقال الشاعر (1) :
وإلقة ترغث رباحها (2) * والربح: الفصيل، كأنه لغة في الربع. قال الاعشى: فترى القوم نشاوى كلهم * مثلَ ما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُبَحْ
_________
(1) هو بشر بن المعتمر.
(2) عجزه:
والسهل والنوفل والنضر:

(1/363)


والربح: أيضا طائر (1) .
[رجح] رَجَحَ الميزانُ يَرْجَحُ ويَرْجُحُ ويرجِحُ، رُجْحاناً، أي مالَ. وأَرْجَحْتُ لفلان، ورَجَّحْتُ تَرْجيحاً، إذا أعطيته راجحاً. والرَجاحُ: المرأة العظيمة العَجُز، والجمع الرجح، مثال قذال وقذل. قال رؤبة:
ومن هواى الرجح الاثائث * وترجحت الارجوحة بالغلام، أي مالت. وراجَحْتُه فَرَجَحْتُهُ، أي كنت أرزنَ منه. وقوم مراجيح في الحلم.
[رحح] الرَحَحُ: سَعَةٌ في الحافِرِ، وهو محمود لأنه خلاف المُصْطَرّ. فإذا انبطح جداً فهو عيْبٌ. ورجل أرح، أي لا أخمض لقدميه، كأرجل الزِنْجِ. وقدم رَحَّاءُ. والوَعِل المُنْبَسِط الظِلْفِ: أَرَحُّ. وقال الاعشى:
_________
(1) بعده في بعض الاصول زيادة " والربح: الشحم. وقال:
قرؤا أضيافهم ربحا ببح * وقيل: هي الفصال وقيل: هي ما يربحون من الميسر "

(1/364)


افلو أن عز الناس في رَأسِ صَخْرَةٍ * مُلَمْلَمَةٍ تُعْيي الارح المخدما (1) وترحرحت الفرس، إذ فحجت قوائمها لتبول. وشئ رحراح، أي فيه سَعة ورقّة. وعيشٌ رَحْراح: واسع. ورحرحان: اسم جبل قريب من عكاظ. ومنه يوم رحرحان، لبنى عامر على بنى تميم. قال عوف بن عطية التميمي: هلا فوارس رحرحان هجوتم * عشرا تناوح في سرارة وادى يقول: لهم منظر وليس لهم مخبر. يعير به لقيط بن زرارة، وكان قد انهزم يومئذ.
[ردح] الرُدْحَة: سُتْرَةٌ تكون في مؤخَّر البيت، أو قطعة تُزادُ فيه. تقول: رَدَحْتُ البيت وأَرْدَحْتَه، إذا أَدخلتَ شُقَّةً في مؤخَّره. ويقال أيضاَ: رَدَحْتُ البيت وأَرْدَحْتُه، إذا كاثَفْتَ عليه الطينَ. قال الشاعر (2) :
بِناءَ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطينِ (3)
_________
(1) بعده: لاعطاك رب الناس مفتاح بابها * ولو لم يكن باب لاعطاك سلما
(2) هو حميد الارقط.
(3) قبله:
أعد في محترس كنين:

(1/364)


وقال آخر (1) يصف بيت الصائد:
بيت حتوف مكفحا مردوحا (2) * والرَداحُ: المرأة الثقيلة الأوراك. وكتِيبَةٌ رَداحٌ: ثقيلةُ السير لكثرتها. والرَداح: الجفنة العظيمة، والجمع ردح. وقال: إلى ردح من الشيزى عليها (3) * لباب البر يلبك بالشهاد
[رزح] الرازِحُ (4) من الإبل: الهالك هُزالاً. وقد رزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزوحاً ورَزاحاً: سَقَطَت من الإعياء هُزالاً. ورَزَّحْتُها أنا تَرْزيحاً. وإبلٌ رَزْحى ورَزاحى ومَرازيحُ ورُزَّحٌ. والمَرْزَحُ: المَقْطَعُ البَعيد. قال الشيباني: المِرْزيحُ: الشديد الصوت (5) . وأنشد: ذرذا ولكنْ تَبَصَّرْ هل تَرى ظُعُناً * تحدى، لساقتها بالدو مرزيح (6)
_________
(1) هو أبو النجم العجلى.
(2) قال ابن برى: بيت بالنصب على معنى سوى بيت حتوف. ومكفحا غلط صوابه مكفأ. والمكفأ: الموسع في مؤخره. وقبله: في لجف غمده الصفيحا * تلجيفه للميت الضريحا
(3) في اللسان: " ملاء ".
(4) كذا في المخطوطة. وفى المطبوعة " الرزاح ".
(5) في القاموس: والمرزيح بالكسر: الصوت لا شديده وغلط الجوهرى.
(6) البيت لزياد الملقطى.

(1/365)


ابن الأعرابي: المِرْزَحُ بالكسر: الخَشَب يُرْفَعُ به الكرم عن الارض.
[رسح] رَجُلٌ أَرْسَحُ بَيِّنُ الرَسَح، وهو قليل لَحْم العَجُز والفَخِذين، والمرأة رَسْحاءُ. وكلّ ذِئب أَرْسَحُ، لانه خفيف الوركين. وقيل لامرأة من العرب: ما بالنا نراكن رسحا؟ فقالت: أرسحتنا نار الزحفتين (1) .
[رشح] رَشَحَ رَشْحاً، أي عَرِقَ. وتقول: لم يرشح له بشئ، إذا لم يُعْطِه شيئاً. والمِرْشَحُ والمِرْشَحة: ما تَحْتَ الميثَرة. والرَشيحُ: العرق، عن أبى عمرو. والترشيح: أن ترشح الام ولدَها باللَبن القليل، تجعله في فيه شيئا بعد شئ إلى أن يَقْوَى على المَصّ. وتقول: فلانٌ يُرَشَّح للوزارة، أي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها. وتَرَشَّح الفَصيلُ، إذا قَوي على المَشْيِ، قال الأصمعي: إذا قَوي ومَشى مع أُمّه، فهو راشح، وأمه مرشح.
[رضح] الرَضْحُ مثل الرَضْخ، وهو كسر الحصى أو النوى. قال الشاعر:
_________
(1) انظر الجزء الرابع من كتاب الحيوان للجاحظ.

(1/365)


* بكل وأب للحصى رضاح (1) * والاسم الرُضْحُ بالضم، وهو النَوى المَرضُوح. قال كعب بن مالك الانصاري:
وترعى الرضح والورقا * وتقول: رَضَحْتُ الحَصى فَتَرَضَّح. قال جِرانُ العَوْدِ: تَخَطَّى إليَّ الحاجِزيْنَ مُدِلَّةً * يَكادُ الحَصى من وَطْئِها يَتَرَضَّحُ (2) والمِرْضاحُ: الحَجَر الذي يُرْضَح به النَوى، أي يُدَقُّ. ونَوى الرضح: ما ندر منه.
[رقح] الرَقاحَةُ: الكَسْبُ والتِجارة. وفي تَلْبِية بعض أهل الجاهلّية: " جئْناكَ للنَصاحَة، لم نَأْتِ للرقاحَة ". وفلانٌ يَتَرَقَّح لِعِياله، أي يتكسَّب. وتَرقيحُ المالِ: إصلاحه والقِيامُ عليه. تقول: فلانٌ رَقاحيُّ مالٍ. قال الحارثُ بن حِلِّزة: يَتْرُكُ ما رقَّحَ من عَيْشِهِ * يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامج
[ركح] الرُكْحُ بالضم: رُكْنُ الجَبَل وناحيته، والجمع ركوح وأركاح. قال أبو كبير:
_________
(1) لابي النجم العجلى. وبعده:
ليس بمصطر ولا فرشاح
(2) يترضح: يتكسر.

(1/366)


حتى يظل كأنه متثبت * بركوح أمعز ذى ريود مشرف (1) والركح والركحة: ساحة الدار. قال أبو عبيد في قول القطامى:
ألا ترى ما غشى الاركاحا (2) *: الاركاح: الافنية. والركحة: قطعة من الثَريد تبقى في الجَفْنَةِِ. وجَفْنَةٌ مُرْتَكِحَةٌ، أي مُكْتَنِزَةٌ بالثَريد. وأر كحت، أي استندت. والركوح إلى الشئ: الركون إليه. وسرج مركاح، إذا كان يتأخَّر عن ظهر الفرس. وكذلك الرحل، إذا تأخر عن ظهر البعير.
[رمح] الرُمْحُ جمعه رماح وأَرْماح. ورمَحَه فهو رامِحٌ: طعنه بالرُمْحِ. ورجُلٌ رامِحٌ، أي ذو رُمْح، ولا فعل له، مثل لابن وتامر. وثور رامح: له قَرْنان. قال ذو الرمَّة:
_________
(1) قبله: ولقد نقيم إذا الخصوم تنافدوا * أحلامهم صعر الخصيم المجنف
(2) في اللسان أيضا: " أما ترى ". وبعده:
لم يدع الثلج لهم وجاحا:

(1/366)


وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحِ * بلادُ العِدى (1) لَيْسَتْ له بِبِلادِ والسِماكُ الرامِحُ: نَجْمٌ قُدّام الفَكَّةِ، وهو أَحَدُ السِماكَيْن، سمِّي بذلك لكوكب يُقْدُمُه يقولون هو رُمْحُه، وليس من منازل القمر. ورَمَحَهُ الفَرَسُ والبَغْلُ والحمار، إذا ضربه برجلِهِ. ورمَحَ الجُنْدُبُ، إذا ضَرَب الحَصى. والرمَّاحُ: الذي يتّخذ الرُمْحَ، وصنعته الرماحة. والرماح أيضا: اسم ابن ميادة الشاعر. وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر ابن كلاب: ملاعب الاسنة، فجعله لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال يرثيه، وهو عمه: قوما تنوحان مع الانواح * وأبنا ملاعب الرماح أبا براء مدره الشياح * في السُلُبِ السودِ وفي الأَمْساحِ ويقال للبهمى إذا امتَنعت من الراعِية: أخذت رِماحَها. وربَّما قالوا في الإبل إذا سَمِنَت أو دَرَّتْ: قد أخذَتْ رِماحَها، لأنّ صاحبها يَمْتَنِعُ من نحرها.
_________
(1) في الاساس: " بلاد الورى ".

(1/367)


[رنح] تَرَنَّحَ: تَمايَلَ من السُكْر وغيره. ورُنِّحَ عليه تَرْنيحاً، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي غُشيَ عليه، أو اعتراه وَهْنٌ في عِظامه فتمايل، فهو مُرَنَّح. وقال يصف كلبا طعنه الثور: فظل يرنح في غيطل * كما يستدير الحمار النعر (1)
[روح] الروحُ يذكّر ويؤنّث، والجمع الأَرْواح. ويسمَّى القرآن رُوحاً، وكذلك جبريلُ وعيسى عليهما السلام. وزعم أبو الخَطّاب أنّه سمِع من العرب من يقول في النِسبَةِ إلى الملائكة والجنّ رُوحانيٌّ، بضم الراء، والجمع رُوحانيُّون. وزعم أبو عُبَيْدة أنّ العرب تقولُه لكل شئ فيه روح. ومكان روحاني، بالفتح، أي طَيِّبٌ. والريح: واحدةُ الرياح والأَرْياح، وقد تُجْمع على أرواحٍ، لأنَّ أصلها الواو، وإنَّما جاءت بالياء لانكسار ما قبلها، فإذا رجعوا إلى الفتح عادت إلى الواو، كقولك: أَرْوَحَ الماءُ، وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَة. ويقال ريحٌ وريحةٌ، كما قالوا دار ودارة.
_________
(1) البيت لامرئ القيس.

(1/367)


ورياح: حى من يربوع. والرياح بالفتح: الراحُ، وهي الخَمْر، وقال: كأنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً * نَشاوى تَساقَوْا بالرَياحِ المُفَلْفَلِ (1) وقد تكون الريحُ بمعنى الغَلَبة والقوَّة. قال الشاعر (2) : أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهم * أو تعدو ان فإن الريح للعادي ومنه قوله تعالى: (وتَذْهَبَ ريحُكمْ) . والرَوْحُ والراحَةُ من الاستراحة. والرَوْحُ: نسيمُ الريح. ويقال أيضاً: يومٌ رَوْحٌ ورَيوحٌ، أي طَيِّبٌ. ورَوْحٌ ورَيْحانٌ، أي رحمة ورزق. والراحُ: الخمر. والراحُ: جمع راحةٍ، وهي الكَفُّ. والراحُ: الارتياح. قال الشاعر (3) : ولَقيتُ ما لَقيتُ مَعَدٌّ كُلُّها * وفَقدتُ راحي في الشباب وَخالي أي اختيالي. وتقولُ: وجدتُ ريح الشئ ورائحته، بمعنى. والدهن المروح: المُطَيّب. وفي الحديث: أنه أمر بالاثمد المروح عند النوم.
_________
(1) البيت لامرئ القيس في معلقته.
(2) هو تأبط شرا، أو السليك بن السلكة، أو أعشى فهم.
(3) الجميح بن الطماح الاسدي.

(1/368)


وأراح اللحم، أي أَنْتَنَ. وأَراح الرجلُ، أي مات. قال العجاج:
أراح بَعْدَ الغَمِّ والتَّغَمُّمِ (1) * وأراح إبِلَهُ، أي ردها إلى المراح. وكذلك التَرْويحُ، ولا يكون ذلك إلا بعد الزوال. وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّهُ، إذا ردَدْتَهُ عليه. وقال: إلاَّ تُريحي علينا الحقَّ طائعةً * دون القُضاةِ فقاضينا إلى حَكمِ وأراحَهُ الله فاستراح. وأراح الرجلُ: رجعت إليه نفسه بعد الإعياء. وأراح: تنفس. وقال امرؤ القيس (2) : لها مَنْخَرٌ كوِجارِ الضِباع * فمنه تُريحُ إذا تَنْبَهِرْ وأراحَ القَوْمُ: دخلوا في الريح. وأراح الشئ، أي وجدَ ريحَه. يقال: أراحني الصيد، إذا وجد ريح الإنْسِيِّ. وكذلك أَرْوَحَ واستروح واستراح، كله بمعنى. والرواح: نقيض الصَباح، وهو اسمٌ للوقت من زوال الشمس إلى الليل. وقد يكون مصدر قولك راحَ يَروح رَواحاً، وهو نقيض قولك غدا يغدو غدوا.
_________
(1) يروى: " والتغمغم "، ويروى لرؤبة.
(2) يصف فرسا.

(1/368)


وتقول: خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيّ ورَياحٍ بِمعنىً. وسَرَحَتِ الماشِيَةُ بالغَداةِ وراحَتْ بالعَشِيّ، أي رجعت. وتقول: افْعَلْ ذاك في سَراحٍ ورَواحٍ، أي سُهولة. والمُراحُ بالضم: حيثُ تأوي إليه الإبل والغَنَمُ بالليل. والمَراحُ بالفتح: الموضع الذي يَرُوح منه القوم أو يروحون إليه، كالمَغْدَى من الغَداةِ. يقال: ما تَرَكَ فُلانٌ من أبيه مَغْدىً ولا مَراحاً، إذا أَشْبَهَهُ في أحوالِهِ كُلِّها. والمِرْوَحَةُ بالكسر: ما يُتَرَوَّح بها، والجمع المَراوح. والمَرْوَحَةُ بالفتح: المفازة. قال الشاعر (1) : كأنَّ راكبها غُصن بمَرْوَحَةٍ * إذا تَدَلَّتْ به أو شارِبٌ ثَمِلُ والجمع المَراويح، وهي المواضع التى تخترق فيها الرياح. وأَرْوَحَ الماء وغَيْرُهُ، أي تَغيَّرت ريحه. وأَرْوَحَني الصَيْدُ، أي وَجَد ريحي. وتقول: أَرْوَحْتُ من فلانِ طيباً. وراحَ اليَوْمُ يَراحُ، إذا اشتدت ريحه.
_________
(1) هو عمر بن الخطاب. وقيل: إنه تمثل به.

(1/369)


ويوم راح: شديد الريح. فإذا كان طيِّب الريح قالوا: رَيِّحٌ بالتشديد، ومكان رَيِّحٌ أيضاً. وريح الغَديرُ على ما لم يسمّ فاعله، إذا ضربته الريحُ، فهو مَروحٌ. وقال يصف رماداً:
مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَروحٍ مَمْطورْ (1) * ومريح أيضا. وقال يصف الدمع:
كأنه غصن مريح ممطور * مثل مشوب ومشيب، بنى على شيب. وراح الشجرُ يَراحُ، مثل تَروَّحَ، أي تفطَّر بورق. قال الراعي: وخالَفَ المَجْدَ أَقْوامٌ لهم وَرَقٌ * راحَ العَضاهُ بهم (2) والعِرْقُ مَدْخولُ وراحَ فُلانٌ للمعروف يَراحُ راحَةً، إذا أَخَذَتْهُ له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ (3) . وراحَت يَدُه بكذا، أي خَفَّتْ له. وقال يصف صائدا: تراح يداه بمحشورة * خواظى القداح عجاف النصال (4) وراح الفَرَسُ يَراحُ راحَةً، إذا تحصن، أي صار فحلا.
_________
(1) لمنظور بن مرثد الاسدي. وقبله: هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مكفور
(2) في اللسان: " به ".
(3) قوله أريحية، بفتح أوله وثالثه بينهما راء ساكنة، وكذلك الاريحى الآنى.
(4) البيت لامية بن أبى عائذ الهذلى.

(1/369)


وراح الشئ يراحه ويريحه، إذا وجد ريحَه. وقال الشاعر (1) . وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كَمَشْيِ السَبَنْتي يَراحُ الشَفيفا ومنه الحديث: " من قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَةً لم يَرَحْ رائِحَةَ الجنة ". جعله أبو عبيد من رحت الشئ أراحه. وكان أبو عمرو يقول: " لم يرح "، يجعله من راح الشئ يريحه. والكسائي يقول: " لم يرح " يجعله من أرحت الشئ فأنا أريحه. والمعنى واحد. وقال الاصمعي: لا أدرى هو من رحت أو من أرحت. وقولهم: " ما له سارحة ولا رائحة "، أي شئ. وراحت الإبلُ. وأَرَحْتُها أنا، إذا رَدَدْتَها إلى المراح. وقول الشاعر (2) : عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور يريد بالرائح الثور الوحشى. وهو إذا مطر اشتد عدوه. والمراوحة في العملين: أن يعمل هذا مرّة وهذا مرة. وتقول: راوَحَ بين رجْلَيه، إذا قام على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة.
_________
(1) هو صخر الغى الهذلى.
(2) هو العجاج الراجز.

(1/370)


ويقال: إن يديه لَتَتَراوحانِ بالمعروف. والرَوَحُ بالتحريك: السَعَةُ. قال الشاعر (1) :
فُتْخُ الشَمَائِلِ في أَيْمانِهِمْ رَوَحُ (2) * والرَوَحُ أيضاً: سعةٌ في الرِجلين، وهو دون الفَحَج، إلا أن الا روح تتباعد صدور قدميه وتتدانى عقباه. وكل نعامة روحاء. قال أبو ذؤيب: وزفت الشول من برد العشى كما * زف النعام إلى حفانه الروح وقصعة روحاء، أي قريبة القَعْرِ. وطيرٌ رَوَح، أي متفرقة. قال الاعشى: ما تعيف اليوم في الطير الروح * من غراب البين أو تيس سنح وقيل: هي الرائحة إى مواضعها، فجمع الرائح على روح، مثل خادم وخدم. وتروح الشجر، إذا تَفَطَّر بوَرَقٍ بعد إدْبارِ الصَيفِ. وتَرَوَّحَ النَّبْتُ، أي طال. وتَرَوَّحَ الماء، إذا أخذ ريح غَيْره لِقُرْبِه منه. وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحَةِ. وتَرَوَّحَ، أي راحَ من الرَواح. والارتياحُ: النَشاط. وقولهم: ارْتاحَ الله لفُلانٍ، أي رحمه.
_________
(1) هو المتنخل الهذلى.
(2) صدره:
لكن كبير بن هند يوم ذلكم:

(1/370)


واستراح الرجل من الراحَة، والمُسْتَراح: المَخْرَجُ. واسْتَرْوَحَ إليه، أي استنام. والأَرْيَحِيُّ: الواسع الخُلُق. يقال: أخذتْه الأَرْيَحِيَّةُ، إذا ارتاح للنَدى. والرَيْحان: نَبْتٌ معروفٌ. والريحان: الرِزْقُ. تقول: خَرَجْتُ أبتغي رَيْحانَ الله. قال النَمْر بن تَوْلَب: سلامُ الإله وريحانه * ورحمته وسماء درر (1) وفى الحديث: " الولد من رَيْحانِ الله ". وقولهم: سَبْحانَ الله وريحانه، نصبوهما على المصدر، يريدون تَنْزيهاً له واسترزاقاً. وأما قوله تعالى: " والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَيْحانُ) فالعَصْفُ: ساقُ الزرعِ، والرَيْحانُ: وَرَقُهُ، عن الفراء. وروحاء، ممدود: بلد، والنسبة إليه روحاوى.
فصل الزاى
[زحح] زَحّهُ يَزُحُّهُ، أي نَحَّاهُ عن موضعه. وزحزحته عن كذا، أي بَاعَدْتُهُ عنه، فَتَزَحْزَحَ، أي تَنَحَّى. قال ذو الرمة:
_________
(1) بعده: غمام ينزِّلُ رِزْقَ العِبادِ * فَأَحْيا البلادَ وطاب الشجر

(1/371)


يا قابض الروحِ عن جِسمٍ عَصى زَمَناً * وغافِرَ الذَنْبِ زَحْزِحْني عن النارِ وتقول: هو بِزَحْزَحٍ عن ذاك، أي ببعد منه.
[زرح] الزَرْوَحُ: الأَكْمَةُ المنبسِطة، والجمع الزَراوِحُ. أبو عمرو: هي الرَوابي الصغار.
[زلح] قصْعَةٌ زَلَحْلَحَةٌ، أي منبسطة قريبة القعر. قال دكين: إذا قصاع كالاكف خمس (1) * زلحلحات قد جمعن ملس
[زمح] الزُمَّح بالتشديد: اللئيم، ويقال القصير الدميم.
[زيح] زاح الشئ يزيح زيحا (2) ، أي بَعُد وذهب. وأَزاحَهُ غيره، ومنه قول الاعشى:
قد أزحنا هزالها (3) * وأزحت علته فزاحت.
_________
(1) كذا. وفى اللسان: ثمت جاءوا بقصاع ملس * زلحلحات ظاهرات اليبس * أخذن في السوق بفلس فلس
(2) وزيوحا، وزيوحا، وزيحانا.
(3) اليبت بتمامه: =

(1/371)


فصل السين
[سبح] السِباحَةُ: العَوْمُ (1) . والسَبْحُ: الفَراغُ. والسَبْح: التَصَرُّفُ في المَعاش. قال قتادة في قوله تعالى: (إنَّ لَكَ في النَهارِ سَبْحاً طَويلاً) : أي فَراغاً طويلاً. وقال أبو عبيدة: منقلبا طويلا. وقال المؤرج: هو الفَراغُ، والجِيئَةُ والذَهاب. وسَبْحُ الفَرَس: جَرْيُه. وهو فرسٌ سابحٌ. والسُبْحَةُ بالضم: خَرَزاتٌ يُسَبَّحُ بها. والسُبْحَةُ أيضاً: التَطوُّع من الذِكر والصلاة. تقول: قضيت سُبْحَتي. روي أن عمر رضي الله عنه جَلَد رجلين سَبَّحا بعد العصر، أي صلَّيا. والتَسْبيح: التنزيه. وسُبْحانَ الله، معناه التنزيه لله، نُصب على المصدر كأنَّه قال: أُبرِّئُ الله من السُّوءِ بَراءةً. والعرب تقول: سُبْحان مِنْ كذا، إذا تعجبت منه. قال الاعشى:
_________
= هنأنا فلم تمنن علينا فأصبحت * رخية بال قد أزحنا هزالها وقبله: وأرملة تسعى بشعث كأنها * وإياهم ربداء حثت رئالها
(1) سبح يسبح سبحا.

(1/372)


أقول لَمَّا جاَءني فَخْرُهُ * سُبْحانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الفاخِر يقول: العَجَبُ منه إذ يفخر. وإنما لم ينون لانه معرفة عندهم، وفيه شبه التأنيث، وقولهم: سبحات وجه ربِّنا، بضم السين والباء، أي جلالته. وسُبُّوحٌ من صفات الله، قال ثعلب: كل اسم على " فعول " فهو مفتوح الاول، إلا السبوح والقدوس، فإن الضم فيهما أكثر. وكذلك الذروح. وقال سيبويه: ليس في الكلام فعول بواحدة. وسبوحة، بضم السين مخففة الباء: البلد الحرام، ويقال واد بعرفات. وقال يصف نوق الحجيج: خوارج من نعمان أو من سبوحة * إلى البيت أو يخرجن من نجد كبكب
[سجح] الإسجاحُ: حُسْنُ العفو. يقال: " مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ". ويقال: إذا سأَلتَ فاسْجِحْ، أي سَهِّلْ ألفاظك وارْفقْ. ومشية سجح، أي سهلة (1) .
_________
(1) قوله سجح بالضم وبضمتين. قال حسان: دعوا التخاجؤ وامشوا مِشْيَةً سُجُحاً * إن الرجالَ ذوو عصب وتذكير

(1/372)


والسجيحة: الطبيعة. ووجه أَسْجَحُ بيِّنُ السَجَحِ، أي حسنٌ معتدلٌ (1) . قال ذو الرمَّة: لَها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرى أَسِيْلَةٌ * وَوَجْهٌ كَمِرْآةِ الغَريبَةِ أَسْجَحُ وسجاح: اسم امرأة من بنى يربوع تنبأت. ويقال: خَلِّ له عن سُجْحِ الطريق بالضم، أي عن وسطه. وبنى القوم بيوتهم على سُجْحٍ واحد، وعلى سَجيحَةٍ واحدة، أي على قدر واحد.
[سحح] سَحَحْتُ الماءَ وغيره أَسُحُّهُ سحا، إذا صببته. قال دريد بن الصمة: فربت (2) غارة أَسْرَعَتُ فيها * كَسحِّ الخَزْرَجِيِّ جَريمَ تَمرِ وسَحَّ الماءُ يَسُحُّ سَحَّاً، أي سال من فوق، وكذلك المطر والدَمْع. وسَحَّهُ مائة سوط، أي جلده. وسحابة سحوح. وتسحسح الماء، أي سال. ومطرٌ سَحْساحٌ، أي يَسُحُّ شديداً. وطعنة مسحسحة.
_________
(1) سجح الخد كفرح سجحا وسجاحة: سهل ولان وطال في اعتدال وقل لحمه.
(2) في اللسان: " وربت ".

(1/373)


وسحت الشاةُ تَسِحُّ بالكسر سُحوحاً وسُحوحَةٌ، أي سمنت. وغنم سحاح (1) ، أي سِمان، ولحمٌ ساحٌّ، قال الأصمعي: كأنه من سِمَنِهِ يَصُبُّ الوَدَك. وفرس مسح، بكسر الميم، كأنه يصب الجرى صبا. والسحسح والسحسحة: ساحة الدار.
[سدح] السَدْحُ: الصَرْعُ بَطْحاً على الوجه، أو إِلقاءً على الظهر، لا يقع قاعداً ولا متكوّراً. تقول: سَدَحَهُ فانْسَدَحَ، فهو مَسْدوحٌ وسَديحٌ. قال الشاعر (2) : بينَ الأراكِ وبين النخل تسدحهم * زرق الاسنة في أطرافها شبم (3) ورواه المفضل: " تشدخهم " فقال الاصمعي: صارت الاسنة كافر كوبات (4) تشدخ الرؤوس! وإنما هو " تسدحهم ". وفلان سادح، أي مخصب.
_________
(1) وسحاح بالضم نادر.
(2) هو خداش بن زهير.
(3) قبله: قد قرت العين إذ يدعون خيلهم * لكى تكر وفى آذانها صمم أي يطلبون من خيلهم أن تكر فلا تطيعهم.
(4) كافر كوب، هي المقرعة. انظر حواشى البيان 1: 142 بتحقيق عبد سلام هارون.

(1/373)


[سرح] السرح: المال السائم. تقول: أَرْحْتُ الماشية وأَنْفَشْتُها، وأَسَمْتُها، وأَهْمَلْتُها، وسَرَحْتُها سَرْحاً، هذه وحْدُها بلا ألف. ومنه قوله تعالى: (وحينَ تَسْرَحون) . وسَرَحَتْ هي بنفسها سُروحاً، يتعدّى ولا يتعدَّى. تقول: سَرَحَتْ بالغَداةِ، وراحتْ بالعَشِيِّ. يقال: ماله سارحة ولا رائحة، أي شئ. وسَرَّحْتُ فلاناً إلى موضع كذا، إذا أرسلته. وتَسْريحُ المرأة: تطليقُها، والاسم السَراحُ، مثل التبليغ والبلاغ. وفي المثل: " السَراح من النجاح "، أي إذا لم تَقْدِر على قضاء حاجةِ الرجل فآيَسْتَهُ، فإن ذلك عنده بمنزلة الإسعاف. وتَسْريح الشَعَر: إرساله وحَلُّه قبل المَشْط. والتَسْريحُ: التسهيل. وفَرس سريحٌ، أي عُرْيٌ، وخَيْلٌ سُرُحٌ. وناقةٌ سُرُحٌ ومُنْسَرِحَةٌ، أي سريعة. قال الأصمعي: مِلاطٌ سُرُحُ الجَنْبِ: المنسرحُ (1) للذَهاب والمجئ. ومشية سرح، مثل سجح، أي سهلة. والمُنْسَرِح: الخارج من ثيابه، والمُنْسَرِحُ: جنسٌ من العَروض.
_________
(1) في اللسان: " منسرح " بدون أل.

(1/374)


وانْسَرَحَ الرجل، إذا استلقى وفَرَّجَ رجليه. والسَرْحُ: شَجَرٌ عِظامٌ طِوال، الواحدة سَرْحَةٌ، يقال هي الآءُ على وزن العاع. وأما قول حُميد (1) : أَبى اللهُ إلاَّ أَنَّ سَرْحَةَ مالِكٍ * على كُلِّ أَفْنانِ العِضاهِ تَروقُ فإنما كنى بها عن امرأة. وسرحة في قول لبيد:
وسرحة فالمرانة فالخيال (2) *: اسم موضع. والسرياح: الطويل. والسرياح: الجواد. وأم سرياح: امرأة. قال (3) : إذا أم سرياح غدت في ظعائن * جوالس نجدا فاضت العين تدمع والسريحة: واحدة السَريح والسَرائح، وهي السُيور التي يُخْصَفُ بها. والسِرْحان: الذِئْبُ. وهُذِيل تُسمِّي الأسدَ سِرْحاناً. وفي المثل: " سَقَطَ العشاءُ به على سِرْحانٍ ". قال سيبويه: النون زائدة، وهو فعلان
_________
(1) حميد بن ثور.
(2) صدره:
لمن طلل تضمنه أثال
(3) دراج بن زرعة.

(1/374)


والجمع سراحين. قال الكسائي: الانثى سرحانة.
[سردح] السِرْداحُ: مكان ليّن يُنْبِتُ النَجْم والنَصٍِيَّ. والسِرْداح: الناقة الكثيرة اللحم. وقال الفراء: العظيمة.
[سطح] السَطْح معروف، وهو من كل شئ أعلاه. وسطح الله الأرضَ سَطْحاً: بَسَطَها. وتَسْطيح القبْرِ: خلاف تَسْنيمه. وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ: مُنْبَسِطٌ جداً. والسَطيحة والسَطيحُ: المَزادَةُ. والسَطيح: المُسْتَلْقي عَلى قَفاه من الزَمانَةِ. وسطيح: كاهن بنى ذئب، يقال: كان لاعظم فيه سوى رأسه. وانْسَطَحَ الرجُل: امتدّ على قفاهُ ولم يتحرك. والسُطَّاحُ، بالضم والتشديد: نَبْتٌ، الواحد سُطّاحَةٌ. والمِسْطَحُ: الصَفاةُ يحاط عليها بالحجارة فيجتمع فيها الماء. والمِسْطَحُ أيضاً: عَمودَ الخِباءِ. قال الشاعر (1) : تعرض ضيطارو خزاعة دوننا * وما خير ضيطار يقلب مسطحا
_________
(1) مالك بن عوف النضرى.

(1/375)


والمسْطَحُ: الموضع الذي يُبْسَطُ فيه التَمر ويُجَفّف، يُفتح مِيمُه ويُكْسَر. أبو عمرو: اسلنطح الشئ: طال وعرض.
[سفح] سَفْحُ الجبل: أسفلُه حيثُ يَسْفَح فيه الماءُ، وهو مُضْطَجَعُهُ. وقول الاعشى: ترتعي السفح فالكثيب فذا قا * ر فروض القطا فذات الرئال: هو اسم موضع بعينه. وسَفَحْتُ الماء: هَرَقْتُه. وسَفَحْتُ دَمَه: سفكته. ورجل سَفَّاحٌ: أي قادر على الكلام. والسفاح: لقب عبد الله بن محمد، أول خليفة من بنى العباس. والسفاح: الزنى. تقول: سافَحَها مُسافَحَةً وسِفاحاً. والسَفيحانِ: جوالِقان يُجعلان كالخُرْج. والسَفيح: سَهْمٌ من سهام المَيْسر مما لا نَصيب له.
[سلح] السِلاحُ مذكَّر، لأنُّه يُجمع على أسلحة، فهذا جمع المذكر مثل حمار وأحمرة، ورداء وأردية. ويجوز تأنيثه، قال الطِرِمَّاح وذكر ثوراً يهزُّ قَرْنَهُ للكِلاب ليطعنها به: يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالَةً * يَشُكُّ بها منها أصول المغابن

(1/375)


وتسلح الرجل: لَبِسَ السِلاحَ. ورجلٌ سالِحٌ: معه سلاح. والمَسْلَحَةُ: قوم ذوو سِلاحٍ. وَالمَسْلَحَةُ كالثَغْرِ والمَرْقَبِ. وفي الحديث: " كان أَدْنى مَسالِح فارسَ إلى العَرَب العُذَيْبَ ". قال بشر: بِكُلِّ قِيادِ مُسْنِفَةٍ عَنودٍ * أَضَرَّ بها المَسالِحُ والغِوارُ والسُلاحُ بالضم: النَجْوُ. وقد سَلَحَ سَلْحاً، وأَسْلَحَهُ غَيْرُهُ. وناقةٌ سالِحٌ: سَلَحَتْ من البَقْلِ وغيره والإِسْليحُ: نَبْتٌ تَغْزُرُ عليه ألبان الابل. قالت امرأة من العرب: " الاسليح (1) ، رغوة وصريح، وسنام إطريح ". وسليح: قبيلة من اليمن. وسيلحون: قرية، والعامة تقول سالحون. وقد ذكرنا إعرابه في فصل (نصب) من باب الباء. والسلح ولد الحجل، مثل السُلَكِ والسُلَفِ، والجمع سِلْحانٌ. وأنشد أبو عمرو لجؤيَّة: وَتَتْبَعْهُ غُبْرٌ إذا ما عَدا عَدَوْا * كَسِلْحانِ حِجْلى قُمْنَ حين يَقومُ
_________
(1) في اللسان: " قالت أعرابية - وقيل لها: ما شجرة أبيك؟ - فقالت: شجرة أبى الاسليح ". الخ.

(1/376)


[سمح] السَماحُ والسَماحَةُ: الجود. وسَمَحَ به: أي جاء به. وسَمَحَ لي: أعطاني. وما كان سَمْحاً ولقد سَمُح بالضم، فهو سَمْحٌ، وقومٌ سُمَحاءُ، كأنه جمع سَميح. ومَساميحُ: كأنَّه جمع مِسْماحٍ. وامرأة سَمْحَةٌ ونِسْوَةٌ سِماحٌ لا غير، عن ثعلب. والمُسامحة: المُساهلة. وتسامحوا: تساهلوا. وقولهم: " أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ "، أي ذَلَّتْ نفسُه وتابَعَتْ. وتَسْميحُ الرُمْح: تَثْقيفُه. والتَسْميحُ: السير السهل. وقال: سمح واجتاب فلاة قيا (1)
[سنح] السَنيحُ والسانِحُ: ما ولاّك مَيامِنَه من ظَبْي أو طائرٍ أو غيرهما. تقول: سنح لى الظَبْيُ يَسْنَحُ سُنوحاً، إذا مَرَّ من مَياسِرِكَ إلى ميامِنِك. والعرب تَتَيَمَّنُ بالسانِحِ وتتشاءم بالبارح. وفي المثل " مَن لي بالسانِحِ بَعد البارِح ". وسنَحَ وسانَحَ بمعنىً. قال الأعشى:
جَرَتْ لَهُما طَيْرُ السِناحِ بأشأم (2)
_________
(1) في اللسان: " بلادا قيا ".
(2) صدره: أجارهما بشر من الموت بعدما * وفى اللسان: أجارهما بشر من الموت بعدما * جرى لهما طير السنيح بأشأم

(1/376)


قال أبو عبيدة: سأل يونس رؤبة وأنا شاهد عن السانح والبارح، فقال: السانح: ما ولاك ميامنه، والبارح: ما ولاك مياسره. وسنح لى رأى في كذا، أي عَرَض. وسَنَحَتْ بكذا، أي عَرَّضَتْ ولَحَنَت. قال الشاعر (1) : وحاجةٍ دون أخرى قد سنَحتُ بها (2) * جعلتُها للتي أَخْفَيْتُ عُنْوانا
[سوح] ساحَةُ الدار: باحَتُها، والجمع ساح وساحات، وسوح أيضا مثل بدنة وبدن، وخشبة وخشب.
[سيح] ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحَاً، إذا جَرى على وجْه الأرض. والسَيْحُ: الماء الجاري. والسَيْحُ أيضاً: ضَرْبٌ من البُرُود. والسَيحُ: عَباءةٌ مُخَطّطة. وبُرْدٌ مُسَيَّحٌ ومُسَيَّرٌ، أي مخطط. وعباءة مسيحة. قال الطرماح: من الهوذ كدراء السراة ولونها * خصيف كلون الحيقطان المسيح وأنشد الاصمعي: وإنى فلا تنظر سيوح عباءتي * شفاء الدقى يا بكر أم حكيم (3)
_________
(1) هو سوار بن المضرب.
(2) في اللسان: " سنحت لها ".
(3) في اللسان: " وإنى وإن تنكر "، " يا بكر أم تميم "

(1/377)


الدقى: البشم. وساح في الأرض يَسيحُ سِياحةً وسُيوحاً وسَيْحاً وسيحانا، أي ذهب. وفى الحديث: " لا سياحة في الاسلام " وساح الظل، أي فاءَ. والمِسْياحُ: الذي يَسِيح في الأرض بالنَميمة والشرّ. وفي الحديث: " ليسوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع (1) البُذُرِ ". وانساحَ بالُه: أي اتّسع. وقال: أُمَنِّي ضَميرَ النَفْسِ إيّاكِ بعد ما * يُراجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالها وسيح: ماء لبنى حسان بن عوف. وقال:
يا حبذا سيح إذا الصيف التهب * وسيحان: نهر بالشام. وساحين: نهر بالبصرة. وسيحون: نهر بالهند.
فصل الشين
[شبح] الشَبَحُ: الشَخْصُ، وقد يُسَكّنُ. أبو عمرو: الشَبْحانُ: الطويل. ورجل مَشْبوحُ الذِراعين، أي عريضهما، وكذلك شَبْحُ الذراعيْن بالتسكين. تقول منه شبح الرجل بالضم.
_________
(1) المذاييع: الذين يذيعون الفواحش.

(1/377)


والحرباء يشبح على العودِ، أي يَمْتَدُّ. وتَشْبيحُ الشئ: جعله عريضا.
[شحح] الشُحُّ: البُخْل مَع حِرْصٍ. تقول: شَحِحْتُ بالكسر تَشَحُّ، وشَحَحْتَ أيضاً تَشُحُّ وتَشِحُّ. ورَجُلٌ شَحيحٌ وقَوْمٌ شِحاحٌ وأَشِحَّةٌ. وتَشَاحَّ الرَجُلانِ على الأمْر لا يريدان أن يَفوتَهما. وفلانٌ يُشاحُّ على فلانٍ: أي يَضِنّ به. والشَحاحُ بالفتح: الشَحيح. ويقال أيضاً أرض شَحاحٌ: لا تسيل إلا من مطر كثير. والزَنْدُ الشَحاحُ: الذي لا يوري. قال ابن هَرْمَةَ: فإنِّي وتركي ندى الاكرمين * وقد حى بكفى زنادا شحاحا (1) والشحشح: المواظب على الشئ. ويقال: الماضي فيه، حتى يقالُ للماضي في خَطبَتِهِ، شَحْشَحٌ. قال ذو الرمة: لدن غدوة حتَّى إذا امْتَدَّتِ الضُحى * وحَثَّ القَطينَ الشَحْشَحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادِيَ. والشَحْشَحَةُ: الطيَرانُ السريع. يقال: قَطاةٌ
_________
(1) بعده: كتاركة بيضها بالعراء * وملبسة بيض أخرى جناحا يضرب مثلا لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به، والجد فيه، واشتغل بما لا يلزمه ولا منفعة له فيه.

(1/378)


شَحْشَحٌ: أي سريعة. والشِحْشَحُ: الغيور، والشجاع أيضا. وشحشح البعير في هديره، وذلك إذا لم يكن خالصاً. قال الراجز (1) :
فَرَدَّدَ الهَدْرَ وَمَا إن شحشحا (2)
[شرح] الشرح: الكشف، تقول: شرحت الغامِضَ، إذا فسّرتَه. ومنه تشريح اللحم. قال الراجز: كم قد أكلت كبدا وإنفحه * ثم ادخرت ألية (3) مشرحه والقطعة منه شريحة. وكل سَمينٍ من اللحم مُمْتَدٍّ فهو شَريحة وشَريحٌ. وشَرَح الله صَدْرَهُ للاسلام فانشرح. وشراحيل: اسم، كأنه مضاف إلى إيل ويقال شراحين أيضا، بإبدال اللام نونا، عن يعقوب.
[شرمح] الشرمح: الطويل. وأنشد الاخفش: ولا تذهبن عيناك في كل شرمح * طوال فإن الاقصرين أمازره (4)
_________
(1) هو سلمة بن عبد الله العدوى.
(2) بعده:
يميل علخدين ميلا مصفحا
(3) الالية، بفتح الهمزة. وضبطها بالكسر خطأ، وقد ضبطت في اللسان على هذا الخطأ.
(4) أمازره، يريد أمازرهم، أي أقوياؤهم قلوبا.

(1/378)


[شفلح] أبو زيد: الشَفَلَّحُ: الواسع المِنْخَرَيْن العظيم الشفتين، ومن النساء الضخمة الاسكتين، الواسعة الفرج.
[شقح] أَشْقَحَ النَخْل: أَزْهى. وكذلك التَشْقيحُ. ونُهي عن بَيْعِهِ قبل أن يُشَقِّحَ. وقولهم: قُبْحاً له وشَقْحاً، إتباع له. وقد قيل: معناهما واحد. وقَبُحَ الرَجلُ وشَقُح قباحة وشقاحة. وقبيح شقيح. والشقاح: نبت (1) .
[شنح] الشَناحِيُّ: الطويل. رَجل شَناحٍ، حذفت الياء مع التنوين لاجتماع الساكنين، وبَكر شَناحٍ، وهو الفَتِيُّ من الابل، وبكرة شناحية.
[شيح] الشيحُ: نَبْتٌ. والشيحُ في لُغة هُذَيْل: الجادُّ في الأمور، والجمع شِياحٌ. وشايَحَ الرَجُلُ: جَدَّ في الأمْرِ. قال أبو ذؤيب يرثي رجلاً: بَدَرْتَ إلى أُولاهُمُ فَسَبَقْتَهُمْ * وشايَحْتُ قبلَ الموت إنَّكَ شيح
_________
(1) في اللسان: " نبت الكبر ".

(1/379)


وأشاح، مثل شايح. قال الشاعر (1) :
قُبّاً أطاعتْ راعياً مُشيحا (2) * وفي لغة غيرهم شايَحَ وأشاح، بمعنى حَذِرَ. قال (3) : إذا سَمِعْنَ الرِزَّ من رِياحِ (4) * شايَحْنَ منه أَيَّمَا شِياحِ أي حَذِرْنَ. والشَيْحانُ: الغَيور، لِحَذَره على حَرَمِه. وناقةٌ شَيْحانَةٌ، أي سريعةٌ. وأَشاحَ بوجهه: أَعْرَضَ. وأَشاحَ الفَرَسُ بِذَنَبِهِ، إذا أَرْخاهُ (5) . والمَشْيوحاءُ: الأرض التي تُنبت الشيح. والمَشْيوحاء: أن يكون القوم في أمرٍ يبتدرونَه. يقال لهم: هُمْ في مَشْيوحاءَ من أَمْرِهِمْ.
فصل الصاد
[صبح] الصُبْح: الفَجْر. والصَباحُ: نقيض المساء.
_________
(1) هو أبو النجم.
(2) بعده:
لا منفشا رعيا ولا مريحا * المنفش والمنفش بالتضعيف: الذى يتركها ترعى ليلا.
(3) أبو السوداء العجلى.
(4) يروى: " من رباح " بالباء.
(5) قال المجد في مادة (ساح) : " وأساح الفرس بذنبه، إذا أرخاه، وغلط الجوهرى فذكره بالشين ". وقد ذكره بالشين الزبيدى، وابن فارس، وصاحب الضياء، قالوا كلهم في باب الشين والياء: وأشاح بوجهه: أعرض. وأشاح الفرس بذنبه: أرخاه.

(1/379)


وكذلك الصبيحة: تقول: أصبح الرَجل، وصَبَّحه الله. وصَبَّحْتُه، أي قُلتُ له: عِمْ صَباحاً. وصَبَّحْتُه أيضاً، إذا أَتَيْتَهُ صَباحاً. ولا يُراد بالتشديد ههنا التكثير. وأصبح فلانٌ عالماً، أي صار. وأتيتُه لِصُبْحِ خامِسَةٍ، كما تقول لِمُسْي خامِسةٍ. وصِبْح خامسة بالكسر لغة فيه. وأتيتُه أصْبوحَةَ كلِّ يوم، وأُمْسِيَّةَ كلِّ يومٍ. ولَقيته صباحاً وذا صَباحٍ، وهو ظَرْفٌ غَيْرُ متمكِّن. وأما قول الشاعر أَنس بن نُهيْكٍ: عَزَمْتُ على إقامَةِ ذي صَباحٍ * لأَمْرٍ ما يُسَوَّدُ من يَسودُ (1) فلم يستعملْه ظَرْفاً. قال سيبويه: هي لُغَةٌ لِخَثْعَمٍ. وفُلانٌ ينامُ الصَبْحَةَ والصُبْحَةَ (2) ، أي يَنامُ حين يُصْبِح. تقول منه: تَصَبَّح الرَجُل. والمَصْبَحُ بالفتح: موضع الإصباح ووقت الإصباح أيضاً. قال الشاعر:
بِمَصْبَحِ الحَمْدِ وحَيْثُ يُمْسي * وهذا مبنى على أصل الفعل قبل أن يزاد
_________
(1) ورد البيت في المطبوعة الاولى مقدم العجز على الصدر.
(2) بالفتح والضم.

(1/380)


فيه، ولو بنى على أصبح لقيل مصبح بضم الميم. والصَبوحُ: الشُرْبُ بالغَداة، وهو خلاف الغَبوق. تقول منه: صَبَحْتُه صَبْحاً. وقال (1) يصف فرسا: كان ابنُ أسْماَء يَعْشوهُ ويَصْبَحُهُ * من هجمة كفسيل النخل درار واصْطَبَحَ الرَجُلُ: شَرِب صَبوحاً، فهو مصطبح وصبحان، والمرأة صبحى، مثل سكران وسكرى. وفى المثل: " إنّه لأكْذَبُ من الأخيذ الصَبْحان ". والمِصباح: السِراج. وقد استصبَحتُ به، إذا أَسْرَجْتَ. والشَمَعُ مما يُصْطَبَحُ به، أي يُسْرَج به. والمِصباح: الناقة التي تُصْبِحُ في مَبْرَكِها ولا ترتعي حتّى يرتفع النهار. قال الأصمعيّ: وهذا مما يُسْتَحَبُّ من الإبل. والمَصابيح الأقداح التي يُصْطَبَح بها. ويوم الصَباحِ: يوم الغارَةِ. قال الأعشى:
غَداةَ الصباح إذا النقع ثارا (2) * والصباحة: الجمال، وقد صَبُحَ بالضم صباحة، فهو صبيح وصُباح أيضاً بالضم، عن الكسائي.
_________
(1) هو قرط بن التوأم اليشكرى.
(2) صدره:
به ترعف الالف إذا أرسلت:

(1/380)


والأَصْبَحُ قريب من الأَصْهَبِ. تقول: رجل أَصْبَحُ وأسد أَصْبَحُ بيِّن الصبح. والاصبحي: السوط. قال أبو عبيدة ذو أصبح: ملك من ملوك اليمن، وإليه نسبت السياط الاصبحية.
[صحح] الصِحَة: خلاف السَقَم. وقد صَحَّ (1) فلان من عِلَّتِه واستَصَحَّ. قال الأعشى:
نَفَضَ الأَسْقامَ عنه واسْتَصَحّْ (2) * وصَحَّحَهُ الله فهو صَحيحٌ وصَحاحٌ بالفتح. وكذلك صَحيح الأديم وصَحَاح الأَديم بمعنىً، أي غير مقطوع. وأَصَحَّ القوم فهم مُصِحُّونَ، إذا كانت قد أصابت أموالهم عاهةٌ ثم ارتفعت. وفي الحديث: " لا يورِدَنَّ ذو عاهَةٍ على مُصِحٍّ ". وتقول: السَفَر مَصَحَّةً، بالفتح. والصحصح والصحصاح والصحصحان: المكان المستوي. والتُرَّهات الصَحاصِحُ، هي الباطل. هكذا حكاه أبو عبيد. وكذلك التُرَّهاتُ البَسابِسُ. وهما بالإضافة أجْوَدُ عندي.
_________
(1) صح يصح صحا، فهو صحيح. والجمع صحاح. والصحاح بالفتح: لغة في الصحيح.
(2) صدره:
أم كما قالوا صحيح فلئن * وبعده: ليعيدن لمعد عكرها * دلج الليل وتأخاذ المنح

(1/381)


[صدح] صَدَحَ الديك والغراب صَدْحاً، أي صاح. قال لبيد:
وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ (1) * والصَيْدَحُ: الفرس الشديد الصوت. وصيدح اسم ناقة ذى الرمة. وقال: رأيت الناس ينتجعون غيثا * فقلت لصيدح انتجعى بلالا (2) والصدحة: خرزة يؤخذ بها الرجال.
[صرح] الصَرح: القصر، وكلُّ بناءٍ عالِ، والجمع الصُروح. والصرحة: المَتْن من الارض. قال أبو عبيد:
فتخاء لاح لها بالصرحة الذيب (3) * وصرحة الدار: عرصتها. والصرواح: حصن باليمن. والصَرَحُ، بالتحريك: الخالص من كلِّ شئ. قال الشاعر (4) :
_________
(1) قبله: وفتية كالرسل القماح * باكرتهم بحلل وراح * وزعفران كدم الاذباح
(2) في اللسان " سمعت الناس ". وفى حواشى اللسان " قوله سمعت الناس الخ برفع الناس هكذا ضبطه غير واحد. ووجدت بخط الجوهرى رأيت، بدل سمعت، وهو خطأ، والصواب ما هنا. فتأمل. كذا بخط السيد مرتضى بهامش الاصل ". أي بهامش أصل اللسان.
(3) البيت للراعي. وصدره:
كأنها حين فاض الماء واختلفت
(4) هو المتنخل الهذلى.

(1/381)


تعلو السيوف بأيديهم (1) جماجمهم * كما يفلق مرو الامعز الصرح والصريح: اللبن إذا ذهبت رَغْوَتَه. وتقول: جاء بنو تميم صَريحَةً، إذا لم يخالطْهُمْ (2) غيرهم. والصَريحُ: الرجل الخالص النَسَب، والجمع الصُرَحاءُ. وكلُّ خالِصٍ صَريح. وقد صرح بالضم صراحة وصروحة. وصريح: اسم فحل منجب. وقال (3) : ومركضة صريحى أبوها * يهان لها الغلامة والغلام وانصرح الحَقُّ: أي بان. وشَتمْتُ فلاناً مُصارَحَةً وصِراحاً، أي كِفاحاً ومُواجهة، والاسم الصُراح بالضم. وكأسٌ صُراحٌ، إذا لم تُشَبْ بِمِزاجٍ. والتصريح: خلاف التعريض. ويوم مُصَرِّحٌ: أي ليس فيه سحاب، وهو في شعر الطرماح (4)
_________
(1) قوله " بأيديهم " في نسخة " بأيدينا ".
(2) في المطبوعة الاولى " لم يخالهم "، صوابه من اللسان.
(3) أوس بن غلفاء الهجيمى.
(4) قال الطرماح في صفة ذئب: إذا امتل يهوى قلت ظل طخاءة * ذرى الريح في أعقاب يوم مصرح

(1/382)


وتصريح الخمر: أن يذهب عنها الزَبَد، تقول: قد صَرَّحَتْ من بَعْدِ تَهْدارٍ وإزبادٍ. وصَرَّح فلانٌ بما في نفسه، أي اَظْهَرَهُ. وفي المثل: " صَرَّحَ الحقّ عن مَحْضِهِ "، أي انكشف. وتقول أيضاً: " صَرَّحَتْ كَحْلُ "، أي أحدبت وصارت صريحة، أي خالصة في الشدة. والصمارح بالضم: الخالص من كل شئ والميم زائدة، ويروى عن أبى عمرو: " الصمادح " بالدال، ولا أظنه محفوظا.
[صردح] الصَرْدَح: المكان المستوي، والصِرْداحُ مثله.
[صفح] صفح الشئ: ناحيته. وصفح الإنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ الجبل: مُضْطَجَعُه. وأما قول بشر: رضيعة صفح بالجباة (1) ملمة * لها بلق فوق الرؤوس مشهر فهو اسم رجل من كلب جاور قوما من بنى عامر فقتلوه غدرا. يقول: غدرتكم بزيد بن ضباء الاسدي، أخت غدرتكم بصفح الكلبى. وصفحة كل شئ: جانبه.
_________
(1) في اللسان: " بالجباه ".

(1/382)


ونظر إليَّ بِصَفْحِ وجهه وبصُفْح وجهه، أي بِعُرْضِه. قال أبو عبيدة: يقال ضربه بصفح السيف - والعامة تقول: بصفح السيف مفتوحة - أي بعرضه. وصفيحة الوجه: بَشَرَةُ جِلْدِه. وصَفائح الباب: أَلْواحه. والصَفيحة: السَيْفُ العَريض، وكذلك الحجر العريض. ووجه كل شئ عريضٍ صَفيحةٌ. وصَفَحْتُ عن فلانٍ، إذا أعْرضْتَ عن ذَنْبِه. وقد ضَرَبْتُ عنه صَفْحاً، إذا أعْرَضْتَ عنه وتركتَه. وصَفَحْتُ الإبلَ على الحوْض، إذا أَمْرَرْتَها. وصفَحْتُ فُلاناً وأصفحتُه، إذا سألك فردَدْتَه. وصَفَحْتُهُ وأَصْفَحْتُهُ جميعاً، إذا ضَرَبْتَهُ بالسيف مصفحا، أي بعرضه. وتصفحت الشئ، إذا نَظَرتَ في صَفَحاتِه. والمصافحة: الأخْذُ باليد. والتَصافُحُ مثله. وتقول: وَجْه هذا السيف مُصْفَحٌ (1) ، أي عريض، من أَصْفَحْتُهُ. والمصفح أيضاً: الممال. وفى الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق ". والمُصْفَحُ أيضاً: السادس من سهام الميسر. ويقال له المسبل أيضا.
_________
(1) المصفح كمكرم: العريض، ويشدد.

(1/383)


والتصفيح: مثل التصفيق. وفي الحديث: " التَسْبيحُ للرجال والتَصفيح للنساء "، ويُروى أيضاً بالقاف. وتصفيح الشئ: جعله عريضا. ومنه قولهم رجُلٌ مُصَفَّحُ الرأس، إذا كان عريض الرأسِ. وقول لبيدٍ يصف سَحاباً: كأنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ * وأنْواحاً عليهنَّ المآلي قال ابن الأعرابيُّ: المُصَفَّحاتُ: السُيوفُ، لأنَّها صُفّحت حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحها: تعريضها ومَطْلُها. ويروى بكسر الفاء، كأنّه شبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْمِ إذا لمع منه البَرْق فانفرج ثم التقى بعد خُبُوِّهِ بتصفيح النساء إذا صفقن بأيديهن. والصفاح بالضم والتشديد: الحجر العريض.
[صلح] الصَلاحُ: ضدّ الفساد. تقول: صلح الشئ يصلح صلوحا، مثل دخل يدخل دخولا. قال الفراء: وحكى أصحابُنا صَلُح أيضاً بالضم. وهذا الشئ يصلح لك، أي هو من بابِتك. والصِلاح بكسر الصاد: المَصالحة (1) ، والاسم الصُلْح، يذكّر ويؤنّث. وقد اصْطَلَحا وتصالَحا واصالحا أيضا مشددة الصاد.
_________
(1) صالحه مصالحة وصلاحا.

(1/383)


وصلاح مثل قطام: اسم مكة، وقد يصرف. قال الشاعر (1) : أبا مطر هلم إلى صلاح * فتكفيك الندامى من قريش والاصلاح: نقيض الإفْساد. والمَصْلَحة: واحدة المصالح. والاستصلاح: نقيض الاستفساد.
[صمح] الصمحمح: الشديد. قال الجرمى: الغليظ القصير. وقال ثعلب: رَأْسٌ صَمَحْمَحٌ: أي أصْلَعُ غليظ شديدٌ. وهو فعلعل، كرر فيه العين واللام. والصمحاء، مثال الحرباء: الارض الصلبة، والصمحاءة أخص منه (2) .
[صوح] التَصَوُّحُ: التَشَقُّق في الشِعَرِ وغيره. أبو عمرو: تَصوَّحَ البَقْلُ، إذا يَبِس أَعْلاهُ وفيه نُدُوَّةٌ. وأنشد للراعي: وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَمالَ وآذَنَتْ * مَذانِبُ منها اللَدْنُ والمُتَصَوِّحُ وصوحته الريح: أيبسته. قال ذو الرمة: وصوح البقل ناج تجئ به * هيف يمانية في مرها نكب
_________
(1) هو حرب بن أمية، أو الحارث بن أمية.
(2) وصمحه الصيف كمنع وضرب: أذاب دماغه بحره، وبالسوط: ضربه، وأغلظ له في المسألة وغيرها.

(1/384)


والصوح بالضم: حائط للوادي، وله صوحان، ووجه الجبل القَائمُ، تراه كأنَّه حائط. وفى الحديث: " ألقوه بين الصوحين حتى أكلته السباع "، أي بين الجبلين. وبنو صوحان من عبد القيس. والصُواحُ: الجِصُّ. والصُواحُ: أيضاً عَرَقُ الخَيْلِ. وأنشد الأصمعيّ: جَلَبْنا (1) الخَيْلَ دامِيَةً كُلاها * يُسَنُّ على سنابِكها الصواح ويروى: " يسيل ". وصاحة: اسم جبل. وصحت الشئ فانصاح، أي شَقَقْتُهُ فانشَقّ. قال أبو عبيدة: إذا انشَقَّ الثَوْبُ من قِبَل نفسه قيل: قد انْصاحَ. ومنه قول عُبيد: فَأَصْبَحَ الرَوْضُ والقيعانُ مُمْرِعَةً * من بين مُرْتَتِقٍ منها ومُنْصاحِ (2) وانصاحَ القَمَرُ، أي استنارَ.
[صيح] الصِياحُ: الصوت. تقول: صاحَ يَصيحُ صَيْحاً وصَيْحةً وصِياحاً وصُياحاً بالضم، وصيحانا بالتحريك. والمصايحة والتصايح: أن يصيح القوم بعضهم ببعض.
_________
(1) في نسخة: " جلبن " بنون النسوة. وكذلك في اللسان.
(2) يروى: " مترعة " و " ما بين مرتتق ".

(1/384)


والصيحة: العذاب. وأصُله من الأوَّل. وقولهم: لَقيتُهُ قَبْلَ كلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ، فالصَيْحُ: الصِياحُ، والنَفْرُ: التَفَرُّقُ، وذلك إذا لَقيتَه قبل طلوع الفجر. ابن السكيت: يقال غضِبَ من غير صَيْحٍ ولا نَفْرٍ، أي من غير قليل ولا كثير. وأنشد: كَذوبٌ مَحولٌ يَجْعَلُ اللهَ جُنَّةً * لأيْمانِهِ من غير صَيْحٍ ولا نَفْرِ وتَصَيَّحَ البقْلُ: لغة في تَصَوَّحَ. وصَيَّحَتْهُ الريحُ والشمس، مثل صَوَّحَتْهُ. والصَيْحَانِيُّ: ضرب من تمر المدينة.
فصل الضاد
[ضبح] أبو عبيدة: ضَبَحَتِ الخيل ضَبْحاً، مثل ضَبَعَتْ، وهو السَيْرُ (1) . وقال غيره: تَضْبَحُ تَنْحَمُ، وهو صوت أنفاسها إذا عدوْن. قال عنترة: والخيلُ تَعْلَمُ حينَ تَض‍ * بَحُ في حياضِ الموتِ ضَبْحا والضَبْحُ أيضاً: الرَماد. وضبَحَتْهُ النارُ: غيَّرتْهُ ولم تبالغ فيه. قال الشاعر (2) :
_________
(1) عبارة المختار: وهو أن تمد أضباعها في سيرها هي وأعضادها.
(2) مضرس الاسدي.

(1/385)


فلما أن تلهوجنا شواء * به اللَهَبانُ مَقْهُوراً ضَبيحاً (1) وانْضَبَحَ لونه، أي تغيَّر إلى السواد قليلا. وقال:
علقتها قبل انضباح لوني (2) * والضباح: صوت الثعلب. والمضبوحة: حجارة القدَّاحة، التي كأنها محترقة. وقال:
والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبوحَ الفلق (3) * ومضبوح: اسم رجل.
[ضحح] ماء ضحضاح، أي قريب القعر. وضَحْضَحَ السرابُ وتَضَحْضَحَ، إذا ترقرق. والضح: الشمس. وفى الحديث: " لا يقْعُدَنَّ أحدكم بين الضِحِّ والظلِّ فإنه مقعد الشيطان ". وقال ذو الرمة يصف الحِرباء: غَدا أكْهَبَ الأعلى وراح كأنه * من الضح واستقباله الشمس أخضر
_________
(1) بعده: خلطت لهم مدامة أذرعات * بماء سحابة خضلا نضوحا
(2) بعده:
وجبت لماعا بعيد البون
(3) قبله:
يدعن ترب الارض مجنون الصيق:

(1/385)


أي واستقباله عينَ الشمس. وقولهم: جاء فلان بالضِحِّ والريح، أي بما طلعت عليه الشمسُ وما جرت عليه الريحُ، يعني من الكثرة. والعامة تقول بالضيح والريح، وليس بشئ.
[ضرح] الضَرْحُ: التَنْحِيةُ. وقد ضَرَحُهُ، أي نحاه ودفعه، فهو شئ مُضْطَرَحٌ، أي مَرْمِيٌّ في ناحية. قال الشاعر: فلمَّا أنْ أتَيْنَ على أُضاحٍ * ضَرَحْنَ حَصاهُ أشْتاتاً عِزينا وضَرَحْتُ عنِّي شهادةَ القوم، إذا جرحتها وألقيتها عنك. الاصمعي: انْضَرَحَ ما بين القوم، مثل انضرج إذا تباعد. واضْرحْهُ عنك، أي أبْعِدْهُ. والضَريحُ: البعيدُ. والضريح: الشَقُّ في وسط القبر. واللحْدُ في الجانب. وقد ضَرَحْتُ ضَرْحاً، إذا حفرته. والضروحَ: الفرسُ النفوحُ برِجْلِه. تقول: ضَرَحَتِ الدابَّةُ برجلها، إذا رمحت. وفيها ضراح. والضراح بالضم: بيت في السماء، وهو البيت المعمور، عن ابن عباس.

(1/386)


وقوس ضَروحٌ، إذا كانت شديدة الدفْع والحفْز للسهم. والمَضْرَحِيُّ: الصقر الطويل الجناح، وربَّما قيل للسيِّد مَضْرَحِيٌّ. قال الشاعر (1) : بأَبْيَضَ من أُمَيَّةَ مَضْرَحِيٍّ * كأنَّ جَبينَهُ سيفٌ صَنيعُ
[ضيح] الضَيْحُ والضَياحُ بالفتح: اللبن الرقيق الممزوج. قال الراجز:
فامتخضا وسقيانى الضيحا (2) * وضيحت اللبن تضييحا: مزجته حتَّى صار ضَيْحاً. وضَيَّحْتُ الرجل: سقيته الضيح.
فصل الطاء
[طحح] الطح: أن تسحج الشئ بعَقِبِكَ. وقد طَحَحْتُه أطُحُّه طحاًّ. وطحطح بهم طحطحة وطحطاحا، إذا بددهم. وطحطحت الشئ: كسرته وفرقته.
[طرح] طرحت الشئ، وبالشئ، طرحا، إذا
_________
(1) عبد الرحمن بن الحكم يمدح معاوية.
(2) قبله: قد علمت يوم وردنا سيحا * أنى كفيت أخويها الميحا

(1/386)


رميته. وطرح النوى بفلان كلَّ مَطْرَح، إذا نَأَتْ به. وطَرَّحَهُ تَطْريحاً، إذا أكْثَرَ من طَرحِهِ. واطَّرحَه، أي أبعده، وهو افْتَعَلَه. والطَّرْحُ بالتحريك: المكانُ البعيد. قال الأعشى: تَبْتَني الحمدَ وتَسْمُو للعُلى * وتُرى نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ والطَروحُ مثله. وقوسٌ طَرُوحٌ مثل ضَروحٍ: شديدة الحفز للسهم. ونخلة طروحٌ، أي طويلة العراجين. وسيرٌ طُراحيٌّ، أي بعيد. وأنشد الأصمعي: بِسَيْرٍ طُراحِيٍّ تَرى من نَجائِهِ * جَلودَ المَهارى بالنَدى الجَوْنِ تَنْبِعُ (1) ومطارحة الكلام معروف (2) وسَنامٌ إطْريحٌ، أي طويلٌ. وطَرَّحَ بناءَهُ تطريحا، إذا طوله جدا. وكذلك طرمح بناءه، والميم زائدة. وقال يصف إبلاً ملأها شحماً عشب أرض نبت بنوء الاسد: طرمح أقْطارَها أحْوى لِوالِدَةٍ * صَحْماَء والفحلُ للضرغام ينتسب
_________
(1) لمزاحم العقيلى.
(2) قوله معروف، وهو إلقاء القوم المائل بعضهم على بعض. تقول: طارحه الكلام، متعديا إلى مفعولين، كما في المختار.

(1/387)


ومنه سمى الطرماح بن حكيم.
[طفح] طَفَحَ الإناء طُفوحاً، إذا امتلأ حتَّى يفيضَ. وأطْفَحْتُهُ أنا وطَفَّحْتُهُ تطفيحاً. والطُفاحَة: ما طَفَحَ فوق الشئ كزبد القدر. واطفحت القدر على افتعلت، إذا أخذت طفاحتها. وطفح السكرانُ فهو طافِحٌ، إذا ملاه الشراب. وطَفَحَتِ الريحُ القطنة ونحوَها، إذا سَطَعَتْ بها. ويقال اطْفَحْ عنى، أي اذهب.
[طلح] الطَلْحُ: شجرٌ عظامٌ من شجر العضاه، وكذلك الطلاح، الواحدة طَلْحَةٌ. يقال إبل طِلاحِيَّةٌ، للتي ترعى الطِلاحَ، وطُلاحِيَّةٌ أيضاً بالضم على غير قياس. قال الراجز: كيف ترى مر طلاحياتها * والغضويات على علاتها (1)
_________
(1) في تهذيب الاصلاح جزء 1 ص 185: كيف ترى وقع طلاحياتها * بالمغضويات على علاتها يبتن ينقلن بأجهراتها * كأنما أعناق سامياتها قياس نبع عاج من سياتها * بين قرورى ومرورياتها المغضويات: التى ترعى الغضا، وهو ضرب من الشجر.

(1/387)


والطلح: لغة في الطَلْع (1) . وطَلَحَ البعير: أعْيا، فهو طَليح. وأطْلَحْتُهُ أنا وطَلَّحْتُهُ: حَسَرته. وناقة طليحُ أسفارٍ، إذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها. وإبل طُلَّحٌ وطَلائح. والطِلحُ بالكسر: المُعْيِي من الإبل وغيرها، يستوي فيه الذكر والأنثى، والجمع أطلاح. قال الحطيئة وذكر إبلاً وراعيها: إذا نامَ طِلحٌ أشْعَثُ الرأسِ خَلفَها (2) * هَداهُ لها أنفاسها وزَفيرُها يقول: إنَّها قد بَطِنَتْ، فهي تَزفِر فيسمع الراعى أصوات أجوافها فيجئ إليها. وربما قيل للقراد طلح وطليح. وطَلِحت الإبل بالكسر، إذا اشْتكت بطونَها من أكلِ الطَلْحِ، فهي طَلِحَةٌ. وإبلٌ طَلاحى مثل حَباجى. وطلحة الطلحات: طلحة بن عبيد الله ابن خلف الخزاعى. وأما طلحة بن عبيد الله ابن عثمان من الصحابة فتيمى. وذو طلوح: موضع. والطلح، بالفتح: النعمة، عن أبى عمرو. قال الاعشى:
_________
(1) وجمهور المفسرين على أن المراد من الطلح في القرآن الموز.
(2) في ديوانه: " وسطها ".

(1/388)


كم رأينا من ملوك هلكوا * ورأينا الملك عمرا بطلح (1) ويقال: طلح (2) موضع. والطلاح: ضد الصلاح. والطالح: ضد الصالح. والطليحتان: طليحة بن خويلد الاسدي، وأخوه.
[طلفح] الطَلَنْفَحُ: الخالي الجوف، ويقال المُعيِي التعبَ. وقال رجلٌ من بني الحرماز: ونُصْبِحُ بالغَداةِ أَتَرَّ شئ * ونمسى بالعشى طلنفحينا
[طمح] طمح بصره إلى الشئ: ارتفع. وكلُّ مرتفِعٍ طامِح. ورجلٌ طَمَّاحٌ، أي شَرِهٌ. قال اليزيديّ: الطِماحُ مثل الجِماح. يقال: فرسٌ فيه طِماحٌ. وطَمَحَتِ المرأة مثل جمحت، فهى طامح،
_________
(1) قبله: إنما نحن كشئ فاسد * فإذا أصلحه الله صلح وبعدهما: قاعدا يجبى إليه خرجه * كل ما بين عمان فالملح
(2) طلح: موضع في بلاد بنى يربوع.

(1/388)


أي تطمح إلى الرجال. وأَطْمَحَ فلانٌ بصره: رفعه وقال بعضهم: طَمَحَ، أي أبعد في الطلب. والطماح: اسم رجل من بنى أسد بعثوه إلى قيصر فمحل بامرئ القيس عنده حتى سم. قال الكميت: ونحن طمحنا لامرئ القيس بعدما * رجا الملك بالطماح نكبا على نكب وطمحات الدهر: شدائده. وطَمَحَ ببوْله، إذا رماه في الهواء. وأبو الطمحان القينى: شاعر.
[طوح] طاحَ يَطوحُ ويَطيحُ: هلك وسقط، وكذلك إذا تاهَ في الأرض. وطَوَّحَهُ، أي توَّهَهُ وذهب به هَهُنا وهَهُنا، فَتَطَوَّحَ في البلاد، إذا رمى بنفسه ههنا وههنا. وتطاوَحَتْ بهم النَوى، أي ترامَتْ. والمَطاوِحُ: المَقاذِف. وطَوَّحته الطوائح: قذفته القواذف. ولا يقال المطوحات. وهو من النوادر كقوله تعالى: (وأرسلنا الرياح لواقح) على أحد التأويلين.
فصل الفاء
[فتح] فَتَحْتُ الباب فانفتح، وفَتَّحْتُ الأبواب شدّد للكثرة، فَتَفَتَّحَتْ هي.

(1/389)


وبابٌ فُتُحٌ (1) ، أي واسع مفتوح. وقارورة فُتُحٌ، أي واسعة الرأس. قال الكسائي: ليس لها صِمامٌ ولا غِلافٌ. وهو فُعُلٌ بمعنى مفعول. واستفتحت الشئ وافتتحته. والاستفتاح: الاستنصار. والمِفتاح: مفتاحُ البابِ وكلِّ مستغلق. والجمع مفاتيحُ ومَفاتِحُ أيضاً. قال الاخفش: هو مثل قولهم أمانى وأمانى، يخفف ويشدد. والفَتْحُ: النصر. والفَتْحُ: الماء يجري من عينٍ أو غيرها. وفاتحة الشئ: أوله. والفتاح: الحاكم. وتقول: افْتَحْ بيننا، أي احْكم. والفُتاحة بالضم: الحُكْم. والفَتوحُ من النوق: الواسعة الإحليلِ. تقول منه: فَتَحَتِ الناقة وأفْتَحَتْ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى.
[فحح] فحيحُ الأفعى: صوتها من فيها. والكَشيسُ: صوتها من جلدها. وقد فحت الأفعى تفح وتفح فحيحا. وكل ما كان من المضاعف لازما فالمستقبل منه يجئ على يفعل بالكسر، إلا سبعة أحرف جاءت بالضم والكسر، وهى: يعل، ويشج، ويجد في الامر، ويصد أي يضج، ويجم من
_________
(1) بضمتين.

(1/389)


الجمام، والافعى تفح، والفرس يشب. وما كان متعديا فالمستقبل يجئ بالضم، إلا خمسة أحرف جاءت بالضم والكسر: وهى يشده، ويعله، ويبث الشئ، وينم الحديث، ورم الشئ يرمه. والفحفاح: اسم نهر في الجنة.
[فدح] فدحه الدين: أثقله. وفى حديث ابن جريج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وعلى المسلمين أن لا يتركوا مفدوحا في فداء أو عقل ". وفى حديث غيره: " مفرحا " بالراء. وأمر فادحٌ، إذا عالَه وبَهظَه. ولم يُسمَع أفْدَحَهُ الدين ممَّن يوثق بعربيته.
[فرح] فَرِحَ به: سُرَّ. والفَرَحُ أيضاً: البَطَرُ. ومنه قوله تعالى: (إنَّ الله لا يحبُّ الفرِحين) . وأفْرَحَهُ: سِرَّهُ. يقال: ما يسرُّني بهذا الامر مفروح ومفروح به، ولا تقل مَفْروحٌ. والتفريح مثل الإفراح. أبو عمرو: أفْرَحَهُ الديْنُ: أثقله. وأنشد (1) : إذا أنت لم تَبْرح تؤدِّي أمانةً * وتحمِلُ أخرى أفرحتك الودائع (2)
_________
(1) لبيهس العذري.
(2) قبله: إذا أنت أكثرت الاخلاء صادفت * بهم حاجة بعض الذى أنت مانع

(1/390)


وفى الحديث: " لا يترك في الاسلام مفرح (1) ". وقال الزهري: كان في الكتاب الذى كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار أن لا يتركوا مفرحا حتى يعينوه على ما كان من عقل أو فداء. قال الزهري: المفرح المفدوح. وكذلك الاصمعي، قال: هو الذى أثقله الدين. يقول: يقضى عنه دينه من بيت المال ولا يترك مدينا. وأنكر قولهم مفرج بالجيم. وتقول: لك عندي فَرْحَةٌ إن بشَّرتني، وفُرْحَةٌ. والمِفْراحُ: الذي يَفْرَح كلَّما سرَّه الدهر. والمفرح: دواء معروف.
[فرشح] الفِرْشاحُ من الحوافر: المنبطِح. قال الراجز (2) :
ليس بمصطر ولا فرشاح (3) * وفرشحت الناقة، إذا تفحجت للحلب. وفَرْشَحَ الرجل، إذا جلس وفتح بين رجليه. وهي الفَرْشَحَةُ والفَرْشَطَةُ. قال الكسائي: فَرْشَحَ الرجل في صلاته،
_________
(1) المفرح: المحتاج الفقير، والذى لا يعرف له نسب ولا ولاء، والقتيل يوجد بين القريتين.
(2) هو أبو النجم العجلى.
(3) قبله:
بكل وأب للحصى رضاح:

(1/390)


وهو أن يفتح بين رجليه جدا وهو قائم. وكان ابن عمر لا يفرشح رجليه في الصلاة ولا يلصقهما، ولكن بين ذلك.
[فرطح] رأس مُفَرْطَحٌ، أي عريض. قال الشاعر (1) :
كالقرص فرطح من طحين شعير (2)
[فسح] الفُسْحَةُ: السَعَةُ. ومكانٌ فسيح، ومجلس فسح على فعل، أي واسع. وفسح له في المجلس، أي وَسَّعَ له. وانْفَسَحَ صدره: انشرح. وتَفَسَّحوا في المجلس وتَفَاسَحوا، أي توسَّعوا. والفسحم: الواسع الصدر، والميم زائدة.
[فشح] فَشَحَتِ الناقةُ: تفاجَّتْ لتبولَ. وانْفَشَحَتْ، إذا بقيت كذلك لوجَع. قال حسان: إنك لو صاحبتنا مذحت * وحكك الحنوان فانفشحت
[فصح] رجلٌ فصيحٌ وكلامٌ فصيحٌ، أي بليغٌ. ولسانٌ فصيحٌ، أي طلقٌ. ويقال: كلُّ ناطقٍ فصيح، وما لا ينطِقُ فهو أعجمُ.
_________
(1) ابن أحمر البجلى.
(2) وصدره:
خلقت لهازمه عزين ورأسه * قال ابن برى: فلطح باللام. قال: وكذلك أنشده الآمدي.

(1/391)


وفَصُحَ العَجَمِيٌّ بالضم فَصاحَةً: جادت لغته حتَّى لا يَلْحَنَ. وتَفَصَّحَ في كلامه وتفاصَحَ: تكلَّف الفصاحة. وتقول أيضاً: فَصُحَ اللبن، إذا أخذت عنه الرغوة. قال الشاعر (1) :
وتحت الرغوة اللبن الفصيح (2) * وأفصح العجمي، إذا تكلم بالعربية. وأفصحت الشاة، إذا انقطع لِبؤُها وخَلَصَ لبنها. وقد أفْصَحَ اللبنُ، إذا ذهب اللبَأُ عنه. وأفْصَحَ الصبح، إذا بدا ضوءه. وكل واضح مفصح. وأفْصَحَ الرجل من كذا، إذا خرج منه. والفِصْحُ بالكسر: عيدٌ للنصارى (3) ، وذلك إذا أكلوا اللحم وأفطروا. وأفصَحَ النصارى، إذا جاء فصحهم.
[فضح] فَضَحَهُ فافْتَضَحَ، إذا كشف مساويه. والاسم الفضيحة والفضوح.
_________
(1) هو نضلة السلمى.
(2) صدره:
فلم يخشوا مصالته عليهم * وقبله: رأوه فازدروه وهو خرق * وينفع أهله الرجل القبيح
(3) الحق أن الفصح معرب من " پيسح " العبرية.

(1/391)


وفضح الصبحُ وأفْضَحَ، إذا بدا. وأفْضَحَ البُسْرُ، إذا بدت فيه حمرةٌ. قال الشاعر أبو ذؤيب: يا هل رأيتَ حُمُولَ الحَيِّ غادِيةً * كالنخلِ زَيَّنها يَنْعٌ وإفْضاحُ والأَفْضَحُ: الابيض وليس بالشديد البياض. قال ابن مقبل: فأضحى له جلب بأكناف شرمة * أجش سماكى من الوبل أفضح وقيل: الفَضَحُ غُبرةٌ في طُحْلَة (1) . والأَفْضَحُ: الأسد، وكذلك البعير، وذلك من فضح اللون.
[فطح] فَطَحَهُ فَطْحاً: جعله عريضاً. قال الشاعر: مفطوحة السيتين توبع بريها * صفراء ذات أسرة وسفاسق والتَفْطيحُ مثله. يقال رأسٌ مُفَطَّحٌ، أي عريضٌ. ورجلٌ أفطح بيِّن الفطح، أي عريض الرأس.
[فقح] تَفَقَّحَتِ الوردةُ، أي تَفتَّحتْ. وعلى فلانٍ حُلَّةٌ فُقَّاحِيَّةٌ، وهي على لون الورد حين همَّ أن يتفتح.
_________
(1) الطحلة بالضم: لون بين الغبرة والسواد ببياض قليل.

(1/392)


والفقاح: نور الاذخر. والفَقْحَةُ: حلقة الدُبر (1) ، والجمع الفِقاحُ. وهم يَتفاقَحونَ، إذا جعلوا ظهورهم إلى ظهورهم، كما تقول: يتقابلون، ويتظاهرون. وفَقّحَ الجِرو تفقيحاً، إذا فَتَح عينيه أول ما يفتح. وفى الحديث: " فقحنا وصأصأتم (2) ".
[فلح] الفَلاحُ: الفوز والنَجاة، والبَقاء، والسحور. يقول الرجل لامرأته: اسْتَفْلِحي بأمرِك (3) ، أي فوزي بأمرك. وقول الشاعر:
ولكن ليس للدنيا (4) فَلاحُ * أي بقاء. وفي الحديث: " حتَّى خِفْنا أن يَفوتَنا الفَلاحُ "، يعني السحور. ويقال: إنَّما سُمِّيَ بذلك لأن به بقاء الصوم. وحَيَّ على الفَلاح، أي أقبل على النجاة. والفلح: لغة في الفلاج. قال الاعشى: ولئن كنا كقوم هلكوا * ما لقوم (5) يالقوم من فلح
_________
(1) وقيل: الدبر الواسع، وقيل هي الدبر بجمعها.
(2) هو قول عبيد الله بن جحش، وكان قد تنصر بعد إسلامه، فقيل له في ذلك، فقال: إنا فقحنا وصأصأتم، أي وضح لنا الحق وعشيتم عنه.
(3) هو من ألفاظ الطلاق في الجاهلية.
(4) اللسان: " في الدنيا ".
(5) يروى: " مالحى ". يقول: إن كنا هالكين كما هلك من كان قبلنا فما لاحد غيرنا من الناس بقاء في الدنيا.

(1/392)


وفَلَحْتُ الأرضَ: شققتها للحرث. ومنه سمى الاكار فلاحا. والفلاحة، بالكسر: الحراثة. وقولهم: " إن الحديد بالحديد يُفْلَحُ " أي يُشَقُّ ويُقطَعُ. وفي رِجْلِ فلانٍ فُلوحٌ، أي شقوق، وبالجيم أيضاً. والأفْلَحُ: المشقوق الشفةِ السُفلى، يقال رجل أفْلَحُ بَيِّن الفَلَحَ، واسم ذلك الشق الفلحة (1) مثل القطعة. وكان عنترة العبسى يقلب " الفلحاء " لفلحة كانت به. وإنما ذهبوا به إلى تأنيث الشفة.
[فنح] فَنَحَ (2) الفرسُ من الماء، أي شرب دون الرى. وقال: والاخذ بالغبوق والصبوح * مبرد (3) لمقأب فنوح
[فوح] فاحَت ريح المسك تَفوحُ وتَفيحُ فَوْحاً وفَيْحاً، وفُؤوحاً، وفَوَحاناً وفَيَحاناً. يقال: فاحَ الطيبُ إذا تضوَّع. ولا يقال فاحَتْ ريحٌ خَبيثة. وفاحت القِدر تَفيحُ: غلت. وأفحتها أنا.
_________
(1) بفتحتين فيه وفى القطعة، كما في وانقولى.
(2) فنح كمنع يفنح فنوحا.
(3) في اللسان " مبردا ".

(1/393)


وكذلك فاحت الشجة: نَفَحت بالدم. وأفاحَ دمه: هَراقَه. وقال (1) : نحن قتلنا الملك الجحجاحا * ولم ندع لسارح مراحا * إلا ديارا ودما مفاحا وبحرٌ أفيحُ بيِّن الفَيَح، أي واسعٌ. وفَيَّاحٌ أيضاً بالتشديد. قال الأصمعيّ: أنَّه لجواد فَيَّاحٌ وفَيَّاضٌ، بمعنًى. وفاحَتِ الغارةُ تَفِيحُ: اتَّسعت. وفَياحِ، مثل قَطامِ: اسمٌ للغارة. وكان أهل الجاهلية يقولون: فِيحي فَياحِ، أي اتَّسعي. وقال (2) : دَفَعنا الخيلَ شائلَةً عليهم * وقلنا بالضُحى فيحي فَياحِ ودارٌ فيحاءُ، أي واسعة. والفيحاء أيضاً: حساءٌ مع توابل.
فصل القاف
[قبح] القُبْحُ: نقيض الحسن. وقد قَبُحَ قباحة فهو قبيحٌ. وقَبَحَهُ الله، أي نحَّاهُ عن الخير، فهو من
_________
(1) أبو حرب بن عقيل الاعلم، شاعر جاهلي.
(2) أبو السفاح السلولى، أو غنى بن مالك.

(1/393)


المقبوحين. يقال: قبحا له وقَبحاً أيضاً (1) . وأقْبَحَ فلان: أتى بقبيحٍ. والاستقباح: ضدُّ الاستحسان. وقَبَّحَ عليه فِعله تَقبيحاً. والقبيحُ: طرف عظم المِرفق. قال الشاعر: فلو كنت عَيْراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ * ولو كنتَ كَسْراً كنتَ كسر قبيح
[قحح] الأصمعيّ: القُحُّ: الخالص في اللؤم أو الكرم. يقال: رجلٌ قُحٌّ، للجافي كأنه خالص فيه. وأعراب أقحاحٌ، وعربيٌّ قُحٌّ. أي محض خالص. وعربيَّةٌ قُحَّةٌ وعبد قُحٌّ، أي خالص بيِّن القَحاحَة. والقحوحة. والقحقح بالضم: العظم المطيف بالدبر، وهو فوق القب شيئا.
[قدح] القِدْحُ، بالكسر: السهم قبل أن يُراشَ ويُركَّب نصله. وقِدْحُ الميسرِ أيضاً. والجمع قِداحٌ وأقْداحٌ وأقاديح. قال أبو ذؤيب يصف إبلا: أما أولات الذرى منها فعاصبة * تجول بين مناقيها الاقاديح فعاصبة، أي مجتمعة. والذرى: الاسنمة. والقدح: واحد الاقداح التى للشرب.
_________
(1) بضم القاف وفتحها.

(1/394)


والمقدح: المغرقة. وقال (1) :
لنا مِقْدَحٌ منها وللجارِ مِقْدَحُ (2) * والمِقْدَحةُ: ما تقدح به النار. والقَدَّاحةُ والقَدَّاح: الحجر الذي يوري النار. وقَدَحْتُ المرق: غرفته. والقُدْحَةُ بالضم: الغرفة، يقال: أعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ. وقَدَحْتُ النار (3) وقَدَحْتُ في نسبه، إذا طعنت. وقَدَحَ الدودُ في الأسنان والشجر قَدْحاً، وهو تأَكُّلٌ يقع فيه. والقادِحَةُ: الدودة. والقادِحُ: الصَدْعُ في العود، والسوادُ الذي يظهر في الأسنان. قال جميل: رمى اللهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذى * وفي الغُرِّ من أنْيابِها بالقوادِحِ وقَدَحْتُ العين، إذا أخرجتَ منها الماء الفاسد. والقَديحُ: ما يبقى في أسفل القدر فيغرف بجهد. وقال الشاعر (4) : فظل (5) الاماء يبتدرن قديحها * كما ابتدرت كلب مياه قراقر
_________
(1) جرير.
(2) صدره:
إذا قدرنا يوما عن النار أنزلت
(3) وبابهما: قطع.
(4) النابغة الذيبانى.
(5) في اللسان: " يظل ".

(1/394)


وركى قدوح: تغرف باليد. وقَدَّحَتْ عينه وقَدَحَتْ أيضاً مخففة، إذا غارت. وقدح فرسه تقديحاً: ضمَّره. واقتدحْتُ الزنْدَ. واقتدحْتُ المرق: غرفته.
[قرح] القَرْحُةُ: واحدة القَرْحِ والقُروحِ. وقيل لامرئ القيس " ذو القُروحِ " لأن ملك الروم بعث إليه قميصاً مسموماً فتقرَّح منه جسده فمات. والقرح والقرح لغتان، مثل الضعف والضعف، عن الاخفش (1) . وقرحه قَرْحاً: جرحه، فهو قريحٌ وقومٌ قَرْحى. قال الهذلي (2) : لا يُسْلِمونَ قَريحاً حلَّ وَسْطَهُمُ * يوم اللقاء ولا يَشْوون من قَرحوا (3) وقَرِحَ جلده بالكسر يَقْرَحُ قَرْحاً، فهو قَرِحٌ، إذا خرجت به القروحُ. وأقْرَحَهُ الله. والقُرحةُ في وجه الفرس: ما دون الغرَّةِ. والفرسُ أقْرَحُ. وروضةٌ قَرْحاءُ: فيها نوَّارَةٌ بيضاء. قال ابن الأعرابي: ما كان الفرسُ أقْرَحَ، ولقد قَرِحَ يقرح قرحا.
_________
(1) وقال بعضهم: القرح بالفتح: الجراح، والقرح بالضم،: ألم الجراح. وقد نقله الازهرى عن الفراء.
(2) المتنخل.
(3) أي لا يخطئون إذا رموا أعداءهم. والاشواء الرامى أن يخطئ المقتل. أي هم يصيبون مقاتل أعدائهم.

(1/395)


وأما قول الشاعر: حبسن في قرح وفى داراتها * سبع ليال غير معلوفاتها فهو اسم وادى القرى. والقرحان: ضرب من الكمأة، الواحدة قُرْحانَةٌ. وبعيرٌ قُرحانٌ، إذا لم يصبه الجرب قط. وصبيٌّ قُرْحانٌ أيضاً، إذا لم يُجدر، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع. والاسم القرح. وفى الحديث أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قدموا المدينة وهم قرحان، أي لم يكن أصابهم قبل ذلك داء. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه حين أراد أن يدخل الشام وهى تستعر طاعونا، فقيل له: " إن من معك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قرحانون فلا تدخلها "، فهى لغة متروكة. وأقرح القوم، إذا أصاب ما شيتهم القرح. وقرحه بالحقّ قَرْحاً، إذا استقبله به. ولقيته مُقارَحَةً، أي مواجهة. وقَرَحَ الحافِرُ قُروحاً، إذا انتهت أسنانه: وإنما تنتهى في خمس سنين، لانه في السنة الاولى حولي، ثم جذع، ثم ثنى، ثم رباع، ثم قارح. يقال: أجذع المهر، وأثنى وأربع. وقرح هذه وحدها بلا ألف. والفرس قارح، والجمع قرح. وقد قال أبو ذؤيب:

(1/395)


جاورته حين لا يمشى بعقوته * إلا المقانب والقب المقاريح (1) والإناثُ قَوارحُ وفي الأسنان بعد الثنايا والرَباعياتِ أربعةٌ قَوارحٌ. وكلُّ ذي حافر يَقْرَحُ، وكلُّ ذي خفٍّ يَبْزُلُ، وكلُّ ذي ظِلْفٍ يَصْلَغُ. قال الأصمعيّ: قَرَحَتِ الناقةُ تَقْرَحُ قُروحاً: استبان حملها، فهي قارحٌ. والقَراحُ: المزرعة التي ليس عليها بناءٌ ولا فيها شجر، والجمع أقْرِحَةٌ. والماء القَراحُ: الذي لا يشوبه شئ. والقريحة: أول ما يستنبط من البئر، ومنه قولهم: لفلان قَريحَةٌ جيِّدةٌ، يراد استنباط العلم بجودة الطبع. واقترحت عليه شيئاً، إذا سألته إيَّاه من غير رويَّةٍ. واقتراحُ الكلام: ارتجاله. واقْتَرَحْتُ الجملَ، إذا ركبته قبل أن يُركِبَ. والقِرْواحُ: الأرض البارزة للشمس لم يختلط بها شئ. قال أوس (2) : فمن بنجوته كَمَنْ بعَقْوَتِهِ * والمستكِنَّ كَمَنْ يمشي بقرواح
_________
(1) قال ابن جنى: هذا من شاذ الجمع. يعنى أن يكسر فاعل على مفاعيل. وهو في القياس كأنه جمع مقراح كمذكار ومذاكير، ومئناث ومآنيث. عن لسان العرب.
(2) ويقال أيضا لعبيد بن الابرص.

(1/396)


وناقة قرواح: طويلة القوائم. قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما القرواح؟ قال: التى كأنها تمشى على أرماح. ونخلة قرواح، والجمع القراوح (1) . وقال سُويد بن الصامت (2) : أدينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم الجلاد القراوح
[قرزح] أبو عمرو: القرزح: بالضم: شجر (3) .
[قزح] القِزْحُ بالكسر: التابَلُ. والمِقْزَحَةُ: نحو من المِملحةِ. والتقازيحُ: الأبازير. وقَزَّحْتُ القِدر تَقْزيحاً، إذا طرحت فيها الأبزار. وقَزَحَ الكلبُ ببوله قَزْحاً: رمى به ورشَّه. وقوسُ قُزَحَ التي في السماء غير مصروفة. وقزح أيضا: اسم جبل بالمزدلفة.
[قلح] القَلَحُ: صُفرةٌ في الأسنان. قال الاعشى: قد بنى اللؤم عليهم بيته (4) * وفشا فيهم مع اللؤم القلح
_________
(1) صوابه " القراويح ". وأما ما ورد في الشعر بعده فضرورة.
(2) الاوسي.
(3) وثوب كان نساء الاعراب يلبسنه.
(4) في المخطوطة: " بنية ". والبنية بالضم والكسر: ما بنيته.

(1/396)


تقول منه: قَلِحَ الرجل بالكسر، فهو أقْلَحُ. وفي المثل: " عَوْدٌ يقلح " أي تنقى أسنانه. وهو في مذهبه مثل مرضت الرجل، إذا قمت عليه في مرضه، وقردت البعير: نزعت عنه قراده، وطنيته، إذا عالجته من طناه (1) . والقلحم: المسن من كل شئ، وهو ملحق بجردحل، بزيادة ميم. قال الراجز (2) :
قد كنت قبل الكبر القلحم (3) * وقال آخر: أنا ابن أوس حية أصما * لا ضرع السن ولا قلحما
[قمح] القمح: البُرُّ. والقمح: مصدر قمحت السويق وغيره بالكسر، إذا استففته. وكذلك الاقتماح. والقَميحَةُ: اسمٌ لما يُقْتَمَحُ من الجَوارش وغيره، كأنه فعيلةٌ من القمح، وهو البُرُّ. والقُمْحَةُ بالضم: ملءُ الفم منه. والقُمّحانُ بالتشديد (4) : الوَرس. والقُمّحانُ أيضاً: شئ يعلو الخمر كالذريرة. وقمح البعيرُ قَموحاً، إذا رفع رأسَه عند
_________
(1) الطنى: لزوق الطحال والرئة بالاضلاع من الجانب الايسر.
(2) العجاج.
(3) بعده:
وقبل نخص العضل الزيم
(4) أي تشديد الميم مفتوحة ومضمومة.

(1/397)


الحوض وامتنع عن الشرب، فهو بعير قامحٌ، والجمع قمَّح بالتشديد. يقال: شرب فَتَقَمَّحَ وانْقَمَحَ بمعنًى، إذا رفع رأسه وتركَ الشُربَ رِيًّا. وقد قامَحَتْ إبلُك، إذا وَرَدَتْ ولم تشرب ورفعت رأسَها من داءٍ يكون بها أو برد. وهي إبل مُقامِحَةٌ. وبعيرٌ مُقامِحٌ، وناقةٌ مُقامِحٌ أيضاً. والجمع قِماحٌ على غير قياس. قال بشر يصف سفينة: ونحن على جوانبها قعود * نغض الطرف كالابل القماح والإقماح: رَفعُ الرأسِ وغضُّ البصر. يقال: أقْمَحَهُ الغُلُّ، إذا ترك رأسَه مرفوعاً من ضيقِه (1) . وشَهْرا قُماحٍ (2) : أشدُّ ما يكون من البرد، سُمِّيا بذلك لأن الإبل إذا وردت آذاها بردُ الماء فقامحت.
[قنح] قنحت الشئ قنحا، إذا عطفْته كالمِحْجَن. والقُنَّاحَةُ بالضم مشدَّدة: مفتاحٌ معوجٌّ طويلٌ. وقَنَّحْتُ الباب، إذا أصلحت ذلك عليه.
_________
(1) قوله من ضيقه. ومنه قوله تعالى " فهم مقمحون " وقوله عليه السلام لسيدنا على: ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين. ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الاقماع. نقله عاصم افندي عن البصائر والنهاية.
(2) بوزن كتاب وغراب. اه‍. قاموس. وقد غلط وانقولى هنا فجعله إقماع بوزن إفعال. قاله نصر.

(1/397)


[قيح] القَيْحُ: المِدَّةُ لا يخالطها دم. تقول منه: قاحَ الجرحُ يَقيحُ. وقَيَّحَ الجرحُ وتَقَيَّحَ. وقاحَةُ الدار: ساحتها.
فصل الكاف
[كبح] كَبَحْتُ الدابَّة، إذا جذبتَها إليك باللجام لكي تقفَ ولا تجرى. يقال أكمحتها، وأكفحتها، وكبحتها هذه وحدها بلا ألف، عن الاصمعي.
[كتح] كَتَحَهُ كَتْحاً (1) إذا رمى جسمه بما أثَّر فيه. والطعامَ، إذا أكل منه حتَّى شبع.
[كحج] أبو عمرو: عربي كح، وعربيَّة كُحَّةٌ، لغة في قحٍّ وقُحَّةٍ. وأُمُّ كُحَّة: امرأةٌ نزلت في شأنها الفرائض. والكحكح (2) : العجوز الهرمة، والناقة الهرمة.
[كدح] الكَدْحُ: العملُ، والسعيُ، والخدشُ، والكسبُ. يقال: هو يَكْدَحُ في كذا، أي يكد.
_________
(1) هذه المادة موجودة في مختصر الصحاح وفى ترجمة وانقولى، ولكنها ساقطة من عدة نسخ، ولهذا كتبها القاموس بالاحمر على عادته فيما يزيده على الصحاح. قاله نصر.
(2) بضم الكافين وكسرهما.

(1/398)


وقوله تعالى: (إنك كادحٌ إلى ربك كَدْحاً) أي تسعى. وأصابه شئ فكدح وجهَه: وبه كَدْحٌ وكَدوحٌ، أي خدوش. وقيل الكَدْحُ أكثر من الخدش. وفى الحديث: " في وجهه كدوح "، أي خدوش. وهو يكدح لعياله ويكتدح، أي يكتسب لهم. قال الاغلب العجلى:
أبو عيال يكدح المكادحا * والتكديح: التخديش. يقال حمارٌ مُكَدح قد عَضَّضَتْهُ الحمر. وتكدح الجلد: تخدش.
[كردح] الكَرْدَحَةُ: عَدْوُ القصير يُقَرْمِطُ ويسرع. وكذلك الكَرْتَحَةُ والكَرْمَحة. قال أبو عمرو: كَرْمَحْنا في آثار القوم: عَدَوْنا عَدْوَ المتثاقل. الأصمعيّ: سقط من السطح فَتَكَرْدَحَ، أي تدحرج.
[كسح] كَسَحْتُ البيتَ: كنسته. والمِكْسَحَةُ: ما يُكْنَسُ به الثلج وغيره. وكَسَحَتِ الريحُ الأرضَ: قشرتْ عنها التراب.

(1/398)


وأغاروا عليهم فاكتسحوهم، أي أخذوا ما لهم كله. والكساحة مثل الكناسة. والا كسح: الاعرج، والمقعد أيضا. قال الاعشى: بين مغلوب نبيل جده (1) * وخذول الرجل من غير كسح وفى الحديث: " الصدقة مال الكسحان والعوران (2) ".
[كشح] الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلعِ الخَلْفِ. وطوى فلان عَنِّي كَشْحَهُ، إذا قَطَعَكَ. وطويتُ كَشْحي على الأمر، إذا أضْمَرْتَهُ وسَتَرْتَهُ. والكَشَحُ بالتحريك: داءٌ يصيب الإنسان في كَشْحِهِ فيُكوى. وقد كُشِحَ الرجل كَشْحاً، إذا كُوِيَ منه. ومنه سمى المكشوح المرادى. والكشاح: سمة في الكشح. والكاشِحُ: الذي يضمر لك العداوة. يقال: كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحَهُ، بمعنًى. وكُشِحَ القومُ عن الماء فانكشحوا، أي
_________
(1) في اللسان: " كل وضاح كريم جده ". وفى المطبوعة الاولى: " بنيل جده " تحريف.
(2) بضم أولهما.

(1/399)


تفرقوا عنه. ومر فلان يَكْشَحُهُمْ، أي يفرِّقهم ويطرُدهم.
[كفح] كَفَحْتُهُ كَفْحاً، إذا استقبلته كَفَّة كَفَّةَ. وفي الحديث: " إني لأكفحها وأنا صائم "، أي أواجهها بالقُبْلَةِ. قال الأصمعي: كَافَحوهُم، إذا استقبلوهم في في الحرب بوجوههم ليس دونها ترسٌ ولا غيره. ويقال: فلان يُكافِحُ الأمور، أي يباشرها بنفسه. وأكْفَحْتُ الدابةَ إكْفاحاً، إذا تلقَّيت فاه باللجام تضربه به ليلتقمَه. قال: وهو من قولهم لقيته كفاحا. والكفيح: الكفء.
[كلح] الكُلوحُ: تكشُّرٌ في عبوس. وقد كَلَحَ الرجل كُلوحاً وكُلاحاً. وما أقبح كَلَحَتَهُ، يراد به الفم وما حواليه. ودهرٌ كالح، أي شديد. والكُلاحُ بالضم: السنة المُجدِبة. قال لبيد: كان غِياثَ المُرْمِلُ المُمْتاحِ * وعِصْمَةً في الزمنِ الكُلاحِ والمُكالَحَةُ: المُشادَّة. وتَكَلَّحَ البرق: تتابع.

(1/399)


[كمح] الأصمعيّ: أكْمَحْتُ الدابَّةَ، إذا جذبتَ عنانَه حتَّى ينتصب رأسه. قال: ومنه قول الشاعر (1) :
والرأس مكمح * وأكْمَحَ الكَرْمُ، إذا تحرَّك للإيراق. والكومح: الرجل العظيم الاليتين.
[كوح] الكاحُ، والكيحُ: عُرْضُ الجبل وسَنَدُهُ. وكَوَّحْتُ الرجل تَكْويحاً: غلبته. قال الراجز: أعددته للخصم ذى التعدي * كوحته منك بدون الجهد وكاوَحْتُهُ، إذا شاتمته وجاهرته. وتَكاوَحَ الرَجُلان، إذا تمارسا وتعالجا الشرَّ بينهما.
فصل اللام
[لتح] اللَتَحُ، بالتحريك: الجوع. وقد لتح بالكسر فهو لتحان، وامرأة لتحى.
[لجح] اللجح، بالضم: شئ يكون في أسفل البئر أو في أسفل الوادي، نحو الدحل.
_________
(1) قال ذو الرمة: تمور بضبعيها وترمى بجوزها * حذارا من الايعاد والرأس مكمح

(1/400)


[لحح] الإلحاح مثل الإلحاف، تقول: ألحَّ عليه بالمسألة. وألحَّ السحاب: دام مطره. وقال الأصمعيّ: ألَحَّ السحابُ بالمكان: أقام به، مثل ألَثَّ. وأنشد للبَعيث المُجاشعي: ألَدُّ إذا لا قيت قوما بخطة * ألح على أكتافهم قَتَبٌ عُقَرْ والمِلحاح: القَتَبُ الذي يَعَضُّ على غارب البعير. ورَحًى مِلْحاحٌ على ما تطحنه. وتقول: ألَحَّ الجمل، إذا حَرَنَ، كما تقول في الناقة: خلات. ولحلح القوم وتلحلحوا، إذا لم يبرحوا مكانهم. قال ابن مقبل: أُناسٍ إذا قيل انْفُروا قد أُتيتُمُ (1) * أقاموا على أثقالهم وتلحلحوا ولححت عينه، إذا لصِقت بالرَمَصِ. وهو أحد ما جاء على الاصل، مثل ضبب البلد بإظهار التضعيف. ومنه قولهم: هو ابن عمى لحا، أي لاصق النسب. ونصب على الحال لان ما قبله معرفة. وتقول في النكرة: هو ابن عم لح بالكسر، لانه نعت للعم، وكذلك المؤنث والاثنان والجمع.
_________
(1) في اللسان: " بحى إذا قيل اظعنوا ".

(1/400)


فإن لم يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرة قلت: هو ابن عم الكلالة وابن عم كلالة. ومكان لاح: ضيق.
[لطح] اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ، وهو الضربُ الليِّن على الظهر ببطن الكفّ. وقد لَطَحَهُ. ويقال أيضاً: لَطَحَ به، إذا ضرب به الارض.
[لفح] لَفَحَتْهُ النار والسَموم بحرِّها: أحرقته. قال الأصمعي: ما كان من الرياح لَفْحٌ فهو حَرٌّ، وما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بردٌ. ولَفَحْتُهُ بالسيف لَفْحَةً، إذا ضربته به ضربةً خفيفة. واللُفَّاحُ هذا الذي يُشَمُّ، وهو شبيه بالباذنجان، إذا اصفر.
[لقح] ألْقَحَ الفحلُ الناقةَ، والريحُ السحابَ. ورياحٌ لَواقِحُ، ولا يقال مَلاقِحُ. وهو من النوادر. وقد قيل: الاصل فيه ملقحة ولكنها لا تُلْقِحُ إلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأن الرياح لَقِحَتْ بخيرٍ، فإذا أنشأت السحابَ وفيها خيرٌ وصلَ ذلك إليه. ولَقِحَتِ الناقةُ بالكسر لَقَحاً ولَقاحاً بالفتح فهي لاقِحٌ. واللَقاحُ أيضاً: ما تلقح به النخلة.

(1/401)


ويقال أيضا: حَيٌّ لَقاحٌ، للذين لا يدينون للملوك، أو لم يُصِبْهُم في الجاهلية سِباءٌ. واللِقاحُ بالكسر: الإبلُ بأعيانها، الواحدة لَقوحٌ، وهي الحلوب، مثل قلوص وقلاص. قال أبو عمرو: إذا نُتِجَتْ فهي لَقوحُ شهرين أو ثلاثةً، ثم هي لَبونٌ بعد ذلك. وقولهم: لِقاحانِ أسودان، كما قالوا قَطيعان، لأنهم يقولون: لِقاحٌ واحدةٌ، كما يقولون: قطيعٌ واحد، وإبلٌ واحد. واللِقْحَةُ (1) : اللَقوحُ، والجمع لِقَحٌ مثل قربة وقرب. وتَلْقيحُ النخل معروف. يقال: لَقَّحوا نخلَهم، وألْقَحوا نخلهم. وقد لُقِّحَتِ النخيل. ويقال في النخلة الواحدة: لقحت، بالتخفيف. الفراء: تلقحت الناقة، إذا أرَتْ أنها لاقِحٌ ولا تكون كذلك. والمَلاقِحُ: الفحول، الواحد مُلْقِحٌ. والمَلاقِحُ أيضاً: الإناث التي في بطونها أولادها، الواحدة مُلْقَحَة بفتح القاف. والمَلاقيحُ: ما في بطون النوق من الأجنّة، الواحدة مَلْقوحة، من قولهم لقحت، كالمحموم من حم، والمجنون من جن. قال الراجز:
_________
(1) اللقحة بالكسر وتفتح، جمعه لقح ولقاح.

(1/401)


إنا وجدنا طرد الهوامل * خيرا من التأنان والمسائل وعدة العام وعام قابل * ملقوحة في بطن ناب حائل
[لمح] لَمَحَهُ وألْمَحَهُ، إذا أبصره بنظر خفيف. والاسم اللَمْحةُ. ولَمَحَ البرقُ والنجمُ لَمْحاً، أي لمع. تقول: رأيت لَمْحَةَ البرقِ. وفي فلان لَمْحَةٌ من أبيه، ثم قالوا: فيه مَلامِحُ من أبيه أي مَشابِهُ، فجمعوه على غير لفظه، وهو من النوادر. وقولهم: لأُريَنَّكَ لَمْحاً باصراً، أي أمراً واضحا.
[لوح] لاح الشئ يلوح لوحا، أي لمح. ولاحَهُ السفر: غيَّره. ولاحَ لَوْحاً (1) ولُواحاً: عطش. والْتاحَ مثله. قال رؤبة:
يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق * ولاح البرق وألاح، إذا أومض. ولاحَ النجمُ وألاحَ، إذا بَدا. قال ابن السكيت: لاحَ سُهَيْلٌ، إذا بدا. وألاحَ، إذا تلألأ. قال: وألاحَ بحقِّي، إذا ذهب به.
_________
(1) هو بضم اللام أعلى.

(1/402)


أبو عمرو: ألاح الرجل من الشئ، إذا أشفق وحاذر. وأنشد: إنَّ دُلَيْماً قد ألاحَ من أبي (1) * فقال أنْزِلْني فلا إيضاعَ بي أي لا سَيْرَ بي. وألاحَ بسيفه: لمع به. وألاحَهُ: أهلكه. والمِلْواحُ من الدوابِّ: السريع العطش. وإبلٌ لَوْحى، أي عطشى. ولوَّحَتْهُ الشمس: غيَّرته وسفعت وجهه. ولوح بثوبه: لمع به. ولوحت الشئ بالنار: أحميته. وقال الشاعر (2) : عُقابٌ عَقَبْناةٌ كأنَّ وَظيفها * وخُرْطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحِ واللَوْحُ: الكتِفُ، وكلُّ عريض. واللوحُ: الذي يُكتب فيه. وألْواحُ السلاح: ما يَلوحُ منه كالسيف والسِنانُ. قال الشاعر (3) : تُمْسي كألْواحِ السلاحِ وتُضْ‍ * حي كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ واللُوحُ بالضم: الهواء بين السماء والأرض. يقال: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُوحِ، أي ولو نزوت في السكاك.
_________
(1) في اللسان: " قد ألاح بعشى ".
(2) جران العود.
(3) عمرو بن أحمر الباهلى.

(1/402)


وشئ لِياحٌ (1) ، أي أبيضُ. قال الفراء: إنَّما صارت الواو ياءً لانكسار ما قبلها. وأنشد: أَقَبَّ البطنِ خفاق الحشايا * يضئ الليل كالقمر اللِياحِ ومنه قيل للثَور الوحشي لياح لبياضه.
فصل الميم
[متح] الماتِحُ: المستقي، وكذلك المَتوحُ. تقول: مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُهُ مَتْحاً، إذا نزعه. وبئرٌ مَتوحٌ، للتي يُمَدُّ منها باليدين على البكَرَةِ. وقولهم: سرنا عقبة متوحا، أي بعيدةً. ومَتَحَ النهار: لغةٌ في متح، إذا ارتفع. وليل متاح، أي طويلٌ. ومَتَحَ بها، أي حَبَقَ. ومَتَحَ بسَلْحِهِ: رمى به.
[مجح] مَجَحَ (2) مَجْحاً ومَجَحاً: تكبَّر. والدَلْوَ في البئر: خَضْخَضَها كذلك.
_________
(1) مقتضى كلامه أن يضبط بكسر اللام، ويقال أيضا بفتح اللام.
(2) مجح يمجح مجحا، ومجح يمجح مجحا، وتمجح الرجل، إذا تكبر وافتخر. والمجاح: المتكبر.

(1/403)


[محح] المَحُّ: الثوب البالي. وقد مَحَّ (1) الثوبُ وأَمَحَّ: بَلِيَ. والمُحُّ بالضم: صُفْرَةُ البيض. وقال ابن الزِبَعْرى: كانت قريشٌ بيضَةٌ فَتَفَلَّقَتْ * فالمُحُّ خالصُهُ (2) لعبدِ منافِ والمَحَّاحُ: الذي يرضيك بالقول ولا فِعْلَ له، وهو الكذاب.
[مدح] المَدْحُ: الثناء الحسن. وقد مَدَحَهُ وامتدَحه بمعنًى. وكذلك المِدْحَةُ، والمَديحُ، والأمْدوحَةُ. وأنشد أبو عمرو لأبي ذؤيب: لو كان مِدْحَةُ حى منشرا أحدا * أحيا أبا كن يا ليلى الأماديحُ (3) وتَمَدَّحَ الرجل: تكلّف أن يمدح. ورجلٌ مُمَدَّحٌ، أي ممدوح جداً. وامدَحَّ بطنُه: لغةٌ في انْدَحَّ، إذا اتَّسع. وتَمَدَّحَت خواصر الماشية، أي اتَّسعت شبعا،
_________
(1) مح يمح ويمح محا ومححا ومحوحا.
(2) في اللسان: " خالصها ".
(3) قال ابن برى: والرواية الصحيحة ما رواه الاصمعي، وهو: لو أن مِدْحَةُ حَيٍّ أنْشَرَتْ أحداً * أحيا أبوتك الشم الاماديح

(1/403)


مثل تندحت. وقال الراعى يصف فرساً: فلمَّا سَقَيْناها العَكيسَ تَمَدَّحَتْ * خَواصِرُها وازدادَ رشْحاً وَريدُها يروى بالدال والذال جميعا.
[مذح] يقال: رجل أمْذَحُ بيِّنُ المدح، وقد مذح (1) ، للذى تصطك فخذاه إذا مشى. قال الاعشى:
كالخصى أشعل فيهن المذح (2)
[مرح] المَرَحُ: شدة الفرح، والنشاط. وقد مَرِحَ (3) بالكسر، فهو مَرِحٌ ومريح بالتشديد، مثال سكير. وأمرحه غيره، والاسم المراح بكسر الميم. ومرحت عينه أيضا مرحانا: فسدت وهاجت. قال الشاعر (4) : كأنَّ قذًى في العينِ قد مَرِحَتْ به * وما حاجَةُ الأخرى إلى المَرَحان وفرسٌ مِمْراحٌ ومَروحٌ، أي نشيطٌ. وقد أمْرَحهُ الكلأُ. وقوسٌ مَروحٌ، كأن بها مَرحاً من
_________
(1) مذح يمذح مذحا.
(2) صدره:
فهم سود قصار سعيهم
(3) مرح يمرح مرحا ومرحانا.
(4) النابغة الجعدى.

(1/404)


حسن إرسالها السهمَ. وقال الأصمعي في قول أبي ذؤيب: مُصَفَّقَةٌ مُصَفَّاةٌ عُقارٌ * شآمِيَةٌ إذا جُلِيَتْ مَروحُ أي لها مِراحٌ في الرأس وسورةٌ، يَمْرَحُ من يشربها. وعينٌ مِمْراحٌ: غزيرة الدمع. ومَرَّحْتُ القِربةَ: أي سَرَّبتها، وهو أن تملأها ماءٌ لتنسدَّ عيونُ الخَرْزِ. ويقال للرامي إذا أصاب: مَرْحَى! وهو تعجُّبٌ. وإذا أخطأ: بَرْحى!
[مزح] المَزْحُ: الدعابة. وقد مَزَحَ يَمْزَحُ. والاسم المُزاحُ بالضم، والمُزاحَةُ أيضاً. وأمَّا المِزاحُ بالكسر فهو مصدر مازحه. وهما يتمازحان.
[مسح] مَسَحَ برأسه (1) وتَمَسَّحَ بالأرض. ومَسَحَ الأرضَ مِساحَةً، أي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأة: جامعَها. ومَسَحَهُ بالسيف: قطعه. وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل: به حاز، وإن لم يدمه قيل: به ماسح. والمسحاء: الارض المستوية ذات حصى
_________
(1) مسح برأسه يمسح مسحا.

(1/404)


صغار لا نبات فيها. ومكانٌ أمْسَحُ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ (1) من الأرض بين مَسْحاوَيْنِ. وعلى فلان مَسْحَةٌ من جمال. والمَسْحاءُ: المرأة الرَسْحاءُ. ومَسَحَتِ الإبلُ يومَها، أي سارتْ. والمَسيحَةُ من الشَعَرِ: واحدة المَسائِحِ، وهي الذوائب. والماسِحَةُ: الماشطة. والمَسيحَةُ: القوسُ. قال الشاعر (2) : لها مسائح زور في مراكِضِها (3) * لين وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال الأصمعيّ: المَسيحُ: القِطعة من الفضَّة. والدرهمُ الاطلس مسيح. والمسيح: عيسى عليه السلام. والمسيح الكذاب الدجال. والمسيح: العرق. قال الراجز: يا رِيَّها وقد بَدا مَسيحي * وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَضيحِ والمسح: البلاس، والجمع أمساح ومسوح. والأمْسَحُ: الذي تصيب إحدى رَبْلَتَيْهِ الأخرى. تقول منه: مَسِحَ الرجل بالكسر مسحا. والتمساح من دواب الماء معروف.
_________
(1) الخريق: الارض التى توسطها النبات.
(2) أبو الهيثم الثعلبي.
(3) قال ابن برى: " صواب إنشاده: لنا مسائح. أي لناقسى ".

(1/405)


[مصح] مصح (1) الشئ مصوحا: ذهب وانقطع وقال (2) :
قد كادَ من طولِ البِلى أنْ يمصحا (3) * ومصح الثوب: أخلق ودرس. ومَصَحَ لبنُ الناقة، أي وَلَّى وذهب. ومَصَحَ النباتُ، أي ولَّى لونُ زهره. ومَصَحَ الظلّ، أي قصر. ومصحت بالشئ: ذهبت به.
[مضح] الأمويّ: مَضَحَ (4) فلان عِرْضَهُ وأمْضَحَهُ، أي شانهُ. وأنشد للفرزدق: وأَمْضَحْتَ عِرضي في الحياةِ وشِنْتَني * وأَوقدتَ لي ناراً بكلِّ مكانِ (5) وأنشد أبو عمرو في مضح (6) :
_________
(1) مصح يمصح مصحا ومصوحا الشئ: ذهب وانقطع. ومصح ومصح يمصح مصحا الظل: قصر ورق فهو أمصح. ومصح ومصح، بالتشديد وأمصح الله مرضك: أزاله.
(2) رؤبة.
(3) قبله:
ربع عفاه الدهر طولا فانمحى
(4) مضح يمضح مضحا، وأمضح.
(5) قال ابن برى: صواب إنشاده: وأمضحت، بكسر التاء، لانه يخاطب النوار. وقبله: ولو سئلت عنى النوار ورهطها * إذا لم توار الناجذ الشفتان لعمري لقد رققتنى قبل رقتى * وأشعلت في الشيب قبل أوان
(6) لبكر بن زيد القشيرى.

(1/405)


لا تمضحن عرضى فإنى ماضح * عرضك إن شاتمتني وقادح (1)
[ملح] المِلْحُ معروفٌ. والمِلْحُ أيضاً: الرَضاعُ. وأنشد الأصمعيّ لأبي الطَمَحانِ، وكانت له إبلٌ فسقى قوماً من ألبانها، ثم إنَّهم أغاروا عليها فأخذوها، فقال: وإنِّي لأرْجو مِلْحَها في بطونكم * وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أشْعَثَ أغْبَرا والمَلْحُ بالفتح: مصدر قولك: مَلحْنا لفلانٍ مَلْحاً: أرضعناه. ومَلَحْتُ القِدرَ أمْلَحُها مَلْحاً، إذا طرحْت فيها من المِلْح بقدرٍ. وأمْلَحْتُ القِدر، إذا أكْثَرْتَ فيها المِلْح حتَّى فَسَدَتْ. والتَمْليحُ مثله. ومَلَحْتُ الماشيةَ مَلْحاً: أطعمتها سَبِخَة المِلْحِ، وذلك إذا لم تقدر على الحَمْض فأطعمتها هذا مكانه. ومَلَحَ الماءُ يَمْلُحُ مُلوحاً، وكذلك مَلُحَ بالضم مُلوحَةً، فهو ماءٌ ملحٌ، ولا يقال مالِحٌ إلا في لغة رَدِيَّةٍ. وأمْلَحَت الإبلُ: وَرَدَتْ ماءً مِلْحاً. والمِمْلَحَةُ: ما يُجعَل فيه المِلْحُ.
_________
(1) بعده:
في ساق من شاتمني وجارح:

(1/406)


ابن السكيت: يقال نبت ملح ومالح للحمض. وملح الشئ بالضم يملح ملوحة ومَلاحَةً أي حَسُنَ، فهو مَليحٌ ومُلاحٌ بالضم مخففٌ. واسْتَمْلَحَه: عَدَّهُ مَليحاً. وجمع المَليحِ مِلاحٌ وأملاحٌ عن أبى عمرو، مثل شريف وأشراف. وقَليبٌ مَليحٌ، أي ماؤه مِلْحٌ. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقْلِبَةٍ مِلاحِ وسمكٌ مَليحٌ ومملوحٌ، ولا يقال مالح. وأما قول عذافر: بصرية تزوجت بصريا (1) * يطعمها المالح والطريا فليس بحجة. الاموى: ملحت الجَزورُ: سَمِنَتْ قليلاً. قال عروة بن الورد: أقَمْنا بها حيناً وأكثرُ زادِنا * بقيَّةُ لحمٍ من جَزورٍ مُمَلَّحِ ويقال أيضاً: مَلَّحَ الشاعر، إذا أتى بشئ مليح.
_________
(1) قبله: لو شاء ربى لم أكن كريا * ولم أسق لشعفر المطيا

(1/406)


ويقولون: ما أمَيْلِحَ زيداً. ولم يُصَغِّروا من الفعل غيره وغير قولهم: ما أُحَيْسِنَهُ. قال الشاعر: ياما أميلح غزلانا عطون لنا * من هَؤُلَيَّاءِ بين الضالِ والسَمُرِ (1) والمُمالَحَةُ: المؤاكلةُ والرَضاعُ أيضاً. والمَلَحُ، بالتحريك: ورَمٌ في عرقوب الفرس دون الجَرَذِ، فإن اشتدَّ فهو الجَرَذ. والمُلْحَةُ بالضم: واحدة المُلَحِ من الأحاديث. قال الأصمعي: نِلْتُ بالمُلَحِ. والمُلْحَة أيضاً من الالوان: بياض يخالطه سواد. يقال كبش أملح وتيس أملح، إذا كان شعره خليسا. قال أبو ذبيان (2) بن الرعبل: أبغض الشيوخ إلى الاقلح الاملح، الحسو الفسو. وقد امْلَحَّ الكبشُ امْلِحاحاً: صار أمْلَحَ. ويقال لبعض شهور الشتاء: " مِلْحانُ " لبياضِ ثلجه. والزُرقةُ إذا اشتدَّتْ حتَّى تضرب إلى البياض قيل: هو أمْلَحُ العينِ. ومنه كتيبةٌ مَلْحاءُ. وقال حيَّان (3) بن ربيعة الطائى:
_________
(1) ويروى أيضا، وهو نص شواهد النحو: ياما أميلح غزلانا شدن لنا * من هؤليائكن الضال والسمر
(2) في اللسان: " أبو دبيان " بالمهملة.
(3) في اللسان: " حسان ".

(1/407)


وإنا نضرب الملحاء حتى * تولى والسيوف لها شهود (1) وقال الراعى يصف إبلا: أقامت به حد الربيع وجارها * أخو سلوة مسى به الليل أملح يعنى الندى. يقول: أقامت بذلك الموضع أيام الربيع، فما دام الندى فهو في سلوة من العيش. وإنما قال " مسى به " لانه يسقط بالليل. والملاحى بالضم: عِنبٌ أبيض في حَبِّه طولٌ، وهو من المُلْحَةِ. قال: ومن تعاجيب خلق الله غاطية * يعصر منها ملاحى وغربيب وقد جاء في الشعر بتشديد اللام. قال أبو قيس ابن الاسلت: وقد لاحَ في الصُبْحِ الثُريَّا كما تَرى * كعُنقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حين نَوَّرا والمَلْحاءُ: وسط الظَهْرِ ما بين الكاهل والعجز. والملحاء أيضا: كتيبة كانت لآل المنذر. وقال الشاعر (2) :
تدور رحى المَلْحاءِ في الأمرِ ذي البَزْلِ (3)
_________
(1) في اللسان: " لنا شهود ".
(2) هو عمرو بن شأس الاسدي.
(3) صدره:
يفلقن رأس الكوكب الفخم بعد ما:

(1/407)


والملاح: صاحب السفينة. والمَلاَّحَةُ أيضاً: مَنْبِتُ المِلْحِ. والمُلاَّحُ بالضم والتشديد، من نبات الحَمْضِ. والمُلاَّح أيضاً أمْلَحُ من المليح. ومليح مصغر: حى من خزاعة، والنسبة إليهم ملحى، مثال هذلي. والاملاح: موضع. وقال (1) : عفا من آل ليلى السه‍ * ب فالاملاح فالغمر
[منح] المَنْحُ: العطاء. مَنَحَهُ يَمْنَحُهُ ويمنحه. والاسم المنحة بالكسر، وهى العطية. والمَنيحَةُ: مِنْحَةُ اللبن، كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلِبُها ثمَّ يردها عليك. قال أبو عبيد: وللعرب أربعة أسماء تضعها مواضع العارية: المنيحة، والعرية، والافقار، والاخبال. واستمنحه: طلب منحته، أي استرفده. والمَنيحُ: سهمٌ من سهام المَيْسر مما لا نَصيب له إلا أن يُمْنَحَ صاحبه شيئاً. والمَنوحُ والمُمانِحُ من النوق، مثل المُجالِحِ وهي التي تدرُّ في الشتاء بعد ما تذهب ألبان الإبل. وأمْنَحَتِ الناقةُ: دنا نتاجها فهى ممنح..
_________
(1) طرفة.

(1/408)


[ميح] المائِحُ: الذي ينزل البئر فيملأ الدلوَ، وذلك إذا قلَّ ماؤها. والجمع ماحة. وفى الحديث: " نزلنا ستة ماحة ". وقد ماح يميح. وقال (1) : يا أيها المائح دلوى دونكا * إنى رأيت الناس يحمدونكا وماح في مشيته: تبختر، وهو مشى كمشى البطة. وقال العجاج:
مياحة تميح مشيا رهوجا * أبو عمرو: يقال ماحَ فاه بالمسواك يَميحُ، إذا اسْتاكَ. ومِحْتُ الرجلَ: أعطيته. واستمحته: سألته العطاء. ومحته عند السلطان: شفعت له. واستمحته: سألته أن يشفع لي عنده. والامتِياحُ مثل المَيْحِ. وتمايح السكران والغصن: تمايل.
فصل النون
[نبح] نَبَحَ الكلب يَنْبَحَ ويَنْبِحُ بالكسر نَبْحاً ونُباحاً بالضم، ونِباحاً بالكسر. وربَّما قالوا: نَبَحَ الظبْيُ. قال أبو دؤاد:
_________
(1) وبعده:
يثنون خيرا ويمجدونكا:

(1/408)


وقصرى شنج الانسا * ء نباح من الشعب وأنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْته، بمعنًى والنُبوحُ: ضَجَّةُ الحيِّ وأصواتُ كلابهم. قال أبو ذؤيب: بأطْيَبَ من مُقَبَّلِها إذا ما * دَنا العَيُّوقُ واكْتَتَم النُبوحُ ثم وُضِعَ موضع الكثرة والعِزِّ. وأنشد أبو نصر للأخطل: إنَّ العَرارَةَ والنُبوحَ لِدارِم * والعِزُّ عند تكامل الاحساب
[نتح] النَتْحُ: الرَشْحُ. نَتَحَتِ المَزادة تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتوحاً. وكذلك خروج العرق. ومناتح العرق: مخارجه. قال الراجز:
تنتح ذفراه (1) بمثل الدرياق * والنتوح: صموغ الاشجار. ولا يقال نتوع. والانتياح مثل النتح. قال ذو الرمة يصف بعيرا يهدر في الشقشقة: رقشاء تنتاح اللغام المزبدا * دوم فيها رزه وأرعدا
[نجح] النُجْحُ والنَجاحُ: الظفر بالحوائج (2)
_________
(1) في اللسان: " ذفراها ".
(2) نجحت حاجته، ونجح أمره ينجح نجحا، ونجاحا.

(1/409)


وأنْجَحَ الرجل: صار ذا نُجْحٍ، فهو مُنْجِحٌ من قوم مَناجِحَ ومَناجيح. وما أفْلَحَ فلانٌ ولا أنْجَحَ. وقد أنْجَحْتُ حاجَتَهُ، إذا قضيتَها له. وتَنَجّحت الحاجة واستنجحتها، إذا تَنَجَّزْتَها. ونَجَحَتْ هي. ونَجَحَ أمر فلان، أي تيسَّر وسَهُلَ، فهو ناجحٌ. وسار فلانٌ سيراً نَجيحاً، أي وشيكاً. ورأيٌ نَجيحٌ، أي صواب. وتَناجَحَتْ أحلامُه، أي تتابعت بصدق.
[نحح] النَحيحُ: صوتٌ يردِّده الإنسان في جوفه. وقد نَحَّ يَنِحُّ نَحيحاً. وشحيحٌ نَحيحٌ، إتباعٌ له. والتنحنح معروف، والنحنحة مثله.
[ندح] النُدْحُ بالضم: الأرض الواسعة، والجمع أنداحٌ. والمَنادِحُ: المفاوز. والمُنْتَدَحُ: المكان الواسع. ولي عن هذا الأمر مَنْدوحَةٌ ومَنْتَدَحٌ، أي سعةٌ. يقال: " إنَّ في المعاريض لمَنْدوحَةً عن الكذب "، ولا تقل ممدوحة.

(1/409)


وتندحت الغنم من مرابضها (1) ، إذا تبدَّدتْ واتَّسعتْ من البِطنة. وانْدَحَّ بطنُ فلانٍ اندحاحاً: اتَّسع من البطنة. وانْداحَ بطنه اندِياحاً، إذا انتفخ وتدلَّى، من سِمَنٍ كان ذلك أو علَّة. وفي حديث أم سلمة أنَّها قالت لعائشة رضي الله عنهما: " قد جَمَعَ القرآن ذَيْلَكِ فلا تَنْدَحيهِ "، أي لا توسِّعيه بالخروج إلى البصرة. ويروى: " لا تَبْدَحيهِ " بالباء، أي لا تفتحيه، من البدح وهو العلانية.
[نزح] نَزَحْتُ البئرَ نَزْحاً: استقيت ماءها كلَّه. وبئرٌ نَزوحٌ: قليلة الماء، ورَكايا نُزُحٌ. والنَزَحُ بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أكثر مائها. قال الراجز: لا يستقى في النزح المضفوف * إلا مدارات (2) الغروب الجوف ونَزَحَتِ الدار نُزوحاً: بَعُدَتْ. وبلدٌ نازِحٌ، وقومٌ منازيحٌ. وقد نُزِحَ بفلان، إذا بعُد عن دياره غيبة بعيدة. وأنشد الاصمعي:
_________
(1) في اللسان: " في مرابضها ".
(2) إلا مدارات بالتاء المبسوطة، وهى جمع مدارة، جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى به. المضفوف: الذى كثر عليه الناس، وهو مأخوذ من الصفف: وهو كثرة العيال. والجوف: جمع جوفاء، وهى الواسعة.

(1/410)


ومن يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً * يجئ به نعى أو بشير وتقول: أنت بمُنْتَزَحٍ من كذا، أي ببُعْدٍ منه. قال ابن هَرْمَةَ يرثي ابنه: فأنتَ من الغَوائِلِ حين تُرْمى * ومن ذَمِّ الرِجالِ بمُنْتَزاحِ إلا أنَّه أشبع فتحة الزاى فتولدت الالف.
[نشح] نَشَحَ نَشْحاً ونُشوحاً: شرب دون الرى. قال ذو الرمة: فانصاعت الحقب (1) لم تقصع جرائرها * وقد نشحن فلا رى ولا هيم والنشوح بالفتح: الماء القليل. قال أبو النجم يصف الحمير:
حتى إذا ما غيبت نشوحا
[نصح] نَصَحْتُكَ نُصْحاً ونَصاحَةً. قال الذبياني (2) : نَصَحْتُ بني عَوْفٍ فلم يَتَقَبَّلوا * رسولي ولم تَنْجَحْ لديهم وسائلي وهو باللام أفصح. قال الله تعالى: (وأنْصَحُ لكم) . والاسم النصيحة.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " الخف " تحريف. والحقب: جمع أحقب وحقباء، وهو الحمار الوحشى الذى في بطنه بياض، أو الابيض موضع الحقب. وفى اللسان: " لم تقصع ضرائرها ".
(2) يعنى النابغة.

(1/410)


والنصيح: الناصح. وقوم نصحاء. ورجل ناصح الجيب، أي نقى القلب. قال الأصمعيّ: الناصِحُ الخالص من العسل وغيره، مثل الناصع. وكل شئ خلص فقد نصح. وانْتَصَحَ فلانٌ، أي قبل النصيحة. يقال: انْتَصِحْني إنَّني لك ناصِح. وتَنَصَّحَ، أي تشبَّه بالنُصَحاء. واسْتَنْصَحَهُ: عده نصيحا. ابن الاعرابي: نصحت الابل الشرب تنصَح نُصوحاً، أي صَدَقَتْهُ. وأنْصَحْتُها أنا: أرويتها. وأنشد: هذا مقامي لك حتى تنصحي * ريا وتجتازى بلاط الابطح قال: ومنه التوبة النصوح، وهى الصادقة. ويروى: " تنضحي " بالضاد، وليس بالعالى. والنصح بالفتح: مصدر قولك نَصَحْتُ الثوب: خِطْتُهُ. ويقال منه التوبة النَصوحُ، اعتباراً بقوله عليه السلام: " مَنِ اغْتابَ خَرَقَ، ومنِ استغْفَرَ رَفَأَ ". وثوبٌ متَنَصَّح، أي مُخَيَّطٌ، بالتوكيد. والناصِح: الخيَّاط. والنِصاحُ: السلك يُخاطُ به. والنِصاحاتُ أيضاً: الجلود. وأنشد الأصمعيّ للاعشى:

(1/411)


فترى القوم نشاوى كلهم * مثلَ ما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُبَحْ وشيبة بن نصاح أيضا: رجل من القراء.
[نضح] النَضْح: الرشُّ. نضحْت البيت أَنْضِحُهُ بالكسر. والنَضْحُ أيضاً: الشُرْبُ دون الرِيِّ. تقول: نَضَحَ عطشَهُ يَنْضِحُهُ. والنَضيحُ: الحوض، والجمع نُضُح. وكذلك النَضَحُ بالتحريك، والجمع أَنْضاحٌ. قال ابن الاعرابي: إنما سمى بذلك لانه ينضح عطش الابل أي يبله. والنضيح: العرق. قال الراجز (1) :
تنضح ذفراه بماء صب * والناضِح: البعير يسْتقى عليه، والأنثى ناضِحَةٌ وسانِيَةٌ. والنَضَّاحُ: الذي يَنْضَحُ على البعير، أي يسوق السانية ويسقي نخلاً. وهذه نخلٌ تُنْضَحُ، أي تُسقى. ومالُ فلانٍ يُسقى بالنَضْحِ، وهو مصدر. ونَضَحوهُمْ بالنَبل، أي رموهم. يقال: انْضَحْ عنَّا الخيلَ، أي ارْمِهِمْ. وانْتَضَحَ عليهم الماءُ، أي تَرَشَّشَ. ونَضَحَ الرجلُ عن نفسه، إذا دفع عنها بحجَّةٍ. وهو يَنْضَحُ عن فلانٍ، أي يذب عنه ويدفع.
_________
(1) هو دكين بن رجاء.

(1/411)


ورأيته يَتَنَضَّحُ ممَّا قُرِفَ به، أي ينتفي ويتنصَّل منه. والنَضوحُ: ضربٌ من الطيب. الاصمعي: نضح الشجر، إذا تفطَّر ليخرج ورقه. ابن السكيت: نضحت القربة والخابية تنضح بالفتح نضحا وتنضاحا: رشحت.
[نطح] نَطَحَهُ الكبش يَنْطِحُهُ ويَنْطَحُهُ نَطْحاً. وانْتَطَحَتِ الكباش وتَناطَحَتْ. وكبشٌ نَطَّاحٌ. والنَطيحَةُ: المَنْطوحَةُ التي ماتت منه. وإنَّما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها. وكذلك الفريسة والاكيلة والرمية، لانه ليس هو على نطحتها فهى منطوحة، وإنما هو الشئ في نفسه مما ينطح، والشئ مما يفرس ومما يؤكل. والنطيح والناطح هو الذي يأتيك من أمامك من الطير والوحش، وهو خلاف القَعيد. وقولهم " ماله ناطح ولا خابِطٌ " فالناطِحُ: الكبش والتيس والعنز. والخابط: البعير. والنَطيحُ: الفرس الذي في جبهته دائرتان: ويكره. فإن كانت واحدة فهى دائرة اللطاة، وليست تكره. ويقال للشرطين: النَطْح والناطِح، وهما قرنا الحَمَل.

(1/412)


وأصابه ناطِحٌ، أي أمرٌ شديد. ونواطح الدهر: شدائده.
[نفح] نَفَحَ الطِيبُ يَنْفَحُ، أي فاحَ. وله نَفْحَةٌ طيِّبة. ونَفَحَتِ الناقة: ضربت برجلها. ونَفَحَهُ بالسيف: تناوله من بعيد. ونفحه بشئ، أي أعطاه. يقال: لا يزال لفلان نَفَحاتٌ من المعروف. قال الشاعر (1) : لمَّا أتَيْتُكَ أرجو فضلَ نائِلِكُمْ * نَفَحْتَني نَفْحَةً طابَتْ لها العَرَبُ (2) أي طابت لها النفس (3) . ونَفَحَتِ الريحُ: هبَّت. قال الأصمعيّ: ما كان من الرياح نَفْحٌ فهو بردٌ، وما كان لَفْحٌ فهو حر. وقول الشاعر (4) :
_________
(1) للرماح بن ميادة، ومدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
(2) ويروى:
لما أتيتك من نجد وساكنه * وقبله: إلى الوليد أبى العباس ما عملت * ودونها المعط من تبان والكثب
(3) العرب: جمع عربة، وهى النفس.
(4) هو أبو ذؤيب.

(1/412)


* يمانية نفوح (1) * يعنى الجنوب تنفحه ببردها. ونفح العرق ينفح نَفْحاً، إذا نزا منه الدم. ونَفْحَةٌ من العذاب: قطعة منه. والنَفوحُ من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلب. والنَفائح: القِسِيُّ، واحدتها نَفيحةٌ، وهي شَطيبةٌ من نَبْعٍ. وقوسٌ نَفوحٌ: بعيدة الدفع للسهم. ونافَحْتُ عن فلان: خاصمْت عنه. ونافَحوهُمْ، مثل كافحوهم. والإَنْفَحَةُ (2) بكسر الهمزة وفتح الفاء مخفَّفة: كَرِشُ الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فهو كرش، عن أبى زيد. وكذلك المنفحة بكسر الميم. قال الراجز: كم قد أكلت كبدا وإنفحه * ثم ادخرت ألية مشرحه والجمع أنافح. وأنشد ابن الا عربي (3) :
إذا أولموا لم يولموا بالانافح (4)
_________
(1) البيت بتمامه: ولا متحير باتت عليه * ببلقعة شآمية نفوح
(2) الانفحة مشددة، ومخففة.
(3) للشماخ.
(4) صدره:
وإنا لمن قوم على أن ذممتهم:

(1/413)


[نقح] تَنْقيحُ الجذعِ: تشذيبه. وتَنْقيحُ الشِعر: تهذيبه. يقال خيرُ الشِعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ. وتَنْقيحُ العظم: استخراج مخه. يقال: نقحت العظم وانتقحته، بمعنًى. وتَنَقَّحَ شحم الناقة، أي قل.
[نكح] النكاح: الوطئ، وقد يكون العقدَ. تقول: نَكَحتُها ونَكَحَتْ هي، أي تزوَّجت، وهي ناكِحٌ في بني فلان، أي هي ذات زوج منهم. وقال: لَصَلْصَلَةُ اللِجامِ برأسِ طِرْفٍ * أحبُّ إليَّ من أن تَنْكِحيني واسْتَنْكَحَها بمعنى نَكَحَها، وأنْكَحَها، أي زوَّجها. ورجلٌ نُكَحَةٌ: كثير النكاح. والنُكْحُ والنِكْحُ لغتان، وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها. وكان يقال لأم خارجة عند الخِطبة: خِطْبٌ، فتقول: نُكْحٌ. حتى قالوا: " أسرع من نكاح أم خارجة ".
[نوح] التَناوُحُ: التقابل. يقال: الجبلان يتناوحان. ومنه سميت النَوائِحُ، لأن بعضهن يقابل بعضا.

(1/413)


وكذلك الرياح إذا تقابلت في المهبّ، لأن بعضها يُناوِحُ بعضاً ويناسج. وكل ريح استطالت أثراً فهبَّتْ عليه ريح طولاً فهي نَيِّحَتُه، فإن اعترضته فهي نَسيجَتُه. وناحَتْ المرأة تَنوحُ نَوْحاً ونِياحاً، والاسم النِياحَةُ. ونساءٌ نَوْحٌ وأنْواحٌ، ونُوَّحٌ، ونَوائحُ، ونائِحاتٌ. يقال: كنَّا في مَناحَةِ فلان. وتنوح الشئ تنوحا، إذا تحرك وهو متدل. ونوح ينصرف مع العجمة والتعريف. وكذلك كل اسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن مثل لوط، لان خفته عادلت أحد الثقلين.
فصل الواو
[وتح] شئ وتح ووتح، أي قليل تافه. وقد وَتُحَ بالضم يوتح وتاحة. وشئ وتح وعر إتباعٌ له، أي نَزْرٌ. ورجل وَتِحٌ، بكسر التاء، أي خسيسٌ. وأوْتَحَ فلان عطيَّتَه، أي أقلَّها. وكذلك التَوْتيحُ. وتَوَتَّحْتُ من الشراب: شربت شيئا قليلا.
[وجح] الوَجاحُ والوِجاحَ والوُجاحُ: السِتْرُ. قال القطامى:

(1/414)


* لم يدع الثلج لهم وجاحا * وربما قلبوا الواو ألفا فقالوا: أجاح وإجاح وأجاح. ويقال للماء في أسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره: وَجاحٌ. ويقال: لَقِيته أدنى وَجاحٍ، لاول شئ يرى. وأوجحه البول: ضيَّق عليه. ومنه ثوب مُوجَحٌ، أي صفيقٌ متينٌ، ووَجيحٌ أيضاً. وبابٌ مَوْجوحٌ، أي مردودٌ. وأوْجَحَتِ النارُ، أي وَضَحَتْ وبَدَتْ. وأوْجَحَ لنا الطريق. ويقال: حفر حتى أوجح، إذا بلغ الصفا.
[وحح] الوحوحة: صوت معه بحح. يقال: وحْوَحَ الرجل في يده، إذا نفخ فيها من شدَّة البرد. قال الأصمعي: رجلٌ وَحْواحٌ، أي خفيف. قال وأنشد (1) :
فاتسقت لزاجر وحواح (2) * وكذلك الوحوح. قال الجعدى يرثى أخاه:
_________
(1) لابي الاسود العجلى.
(2) ويروى:
وذعرت من زاجر وحواح * وبعده:
ملازم آثارها صيداح:

(1/414)


ومن قبله ما قد رُزِئْتُ بوَحْوَحٍ * وكان ابن أمي والخليل المصافيا (1)
[ودح] الكسائي: أودحت الابل: سمنت وحسنت حالها. أبو عمرو: أوْدَحَ الرجل: أذعن وخضع. وأنشد:
أوْدَحَ لما أن رأى الجَدَّ حَكَمْ * وربَّما قالوا: أوْدَحَ الكبشُ، إذا توقَّف ولم ينز.
[وذح] الوَذَحُ: ما يتعلَّق في أذناب الشاءِ وأرفاغِها من أبعارها وأبوالها، فيجفُّ عليها، الواحدة وَذَحَةٌ، والجمع وذح، مثل بدنة وبدن. قال جرير: والتغلبية في أفواهِ عَوْرَتِها * وُذْحٌ كثيرٌ وفي أكتافها الوَضَرُ تقول منه: وذحت الشاة توذح وتيذح وذحا.
[وشح] الوشاح: شئ ينسج من أديم عريضا ويرصع بالجواهر، وتشده المرأة بين عاتقيها. يقال وِشاحٌ وإشاحٌ ووُشاحٌ وأُشاحٌ، والجمع الوُشُحُ والأوْشِحَةُ. ووَشَّحْتُها تَوْشيحاً فتوَشَّحَتْ هي، أي
_________
(1) قال ابن برى: وحوح في البيت: اسم علم لاخيه بصفة. ورثى في هذه القصيدة محارب بن قيس بن عبس من بنى عمه، ووحوحا أخاه.

(1/415)


لبسته. وربما قالوا تَوَشَّحَ الرجل بثوبه وبسيفه. والوَشْحاءُ من العنز: الموشحة ببياض. وقول الراجز (1) : أحب منك موضع الوشحن * وموضع اللبة والقرطن (2) يعنى الوشاح: وإنما يزيدون هذه النون المشددة في ضرورة الشعر. وواشح: قبيلة من اليمن.
[وضح] وضَحَ الأمر يَضِحُ وُضوحاً واتَّضَحَ، أي بانَ. وأوْضَحْتُهُ أنا. وأوْضَحَ الرجلُ: وُلِد له أولادٌ بيضٌ. وقولهم: من أين أوْضَحْتُ؟ أي من أين طلعْت؟ ومن أين بدا وضحك. واستوضحت الشئ، إذا وضعت يدك على عينك تنظر هل تراه. يقال: اسْتَوْضِحْ عنه يا فلان. واسْتَوْضَحْتُهُ الأمرَ أو الكلامَ، إذا سألته أن يُوَضِّحَهُ لك. وتَوَضَّحَ مُلْكُ الطريق (3) ، أي استبان.
_________
(1) دهلب بن قريع يخاطب ابنا له.
(2) وأورده الازهرى:
وموضع الازار والقفن * وقال: فإنه زاد نونا في الوشح والقفا.
(3) ملك الطريق، مثلث الميم: وسطه.

(1/415)


والمتوضح: الذى يظهر نفسه في الطريق ولا يدخل الخَمَر. ووضَحُ الطريقِ: مَحَجَّتُهُ. والوَضَحُ: الدرهمُ الصحيحُ. والأوْضاحُ: حليٌّ من الدراهم الصحاح. والوَضَحُ: الضَوءُ والبياضُ، يقال: بالفرس وَضَحٌ، إذا كانت به شِيَةٌ. وقد يكنى به عن عن البرص، ومنه قيل لجذيمة الابرش: " الوضاح ". والوضاح أيضا: الرجل الأبيض اللون الحَسَنُهُ. والمُوضِحَةُ: الشَجَّةُ التي تُبدي وَضَحَ العظم. والواضِحَةُ: الأسنانُ التي تبدو عند الضحكِ. قال طرفة: كلُّ خليلٍ كنتُ خاللتُه (1) * لا تركَ الله له واضحه (2)
[وطح] الوَطْحُ: ما تعلَّق بالأظلاف ومخالب الطير من العُرَّةِ أو الطين. الأمويّ: تَواطَحَ القومُ: تداولوا الشر فيما بينهم. وأنشد:
_________
(1) يروى: " صافيته ".
(2) بعده: كلهم أروغ من ثعلب * ما أشبه الليلة بالبارحه

(1/416)


يتواطحون به عَلى دِينارِ (1) * أي يتقاتلون.
[وقح] حافرٌ وَقاحٌ، أي صلبٌ، والجمع وقح مثل قذال وقذل. وقد وقح بالضم يوقَحُ وقاحَة ووُقوحةً ووُقوحاً ووُقْحاً بالضم يخفَّف ويثقل، وقِحَةً وقَحَةً، والهاء عوض من الواو. وكذلك أَوْقَحَ الحافرُ واسْتَوْقَحَ. ويقال أيضاً وَقُحَ الرجلُ، إذا صار قليل الحياء فهو وَقِحٌ، ووَقاحٌ بيِّن القِحَةِ والقَحَةِ والوَقاحَةِ. وامرأةٌ وَقاحُ الوجهِ. وتوقيحُ الحافرِ: تصليبه بالشَحم المذاب. اللحياني: رجلٌ مُوَقَّحٌ مثل موقَّع، وهو الذي أصابته البلايا فصار مجربا.
[وكح] استوكحت الفراخ: غلظت.
[ولح] الوَليحَةُ: الغِرارَةُ. والوَليحُ والوَلائِحُ:
_________
(1) الشعر للحكم الخضرى. وقبله مع صدره: وأبى جمال لقد رفعت ذمارها * بشباب كل محبر سيار * لذ بأفواه الرواة كأنما * يتواطحون به على دينار جمال: اسم امرأة.

(1/416)


الغرائرُ، والجِلالُ أيضاً. قال أبو ذؤيب يصف سحابا: يضئ ربابا كَدُهْمِ المَخا * ضِ جُلِّلْنَ فوقَ الولايا الوليحا
[ويح] وَيْحٌ: كلمة رحمة. وويلٌ كلمة عذابٍ. وقال اليزيديّ: هما بمعنى. تقول: ويح لزيد، وويل لزيد، ترفعهما على الابتداء. قال حميد:
ويح لمن لم يدر ما هن ويحما (1)
_________
(1) تمامه: " وويح لمن لم يدر ". وصدره:
ألا هيما مما لقيت وهيما:

(1/417)


ولك أن تقول: ويحا لزيد وويلا لزيد (1) ، فتنصبهما بإضمار فعل، كأنك قلت: ألزمه الله ويحا وويلا، ونحو ذلك. ولك أن تقول: ويحك وويح زيد، وويلك وويل زيد بالاضافة، فتنصبهما بإضمار فعل. وأما قولهم: فتعسا لهم، وبعدا لثمود، وما أشبه ذلك فهو منصوب أبدا، لانه لا تصح إضافته بغير لام، لانك لو قلت فتعسهم أو بعدهم لم يصلح، فلذلك افترقا.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " ويح لزيد وويل لزيد ". وصوابه من نقل اللسان عن الجوهرى.

(1/417)


باب الخاء:
فصل الالف:
[ألخ] ائتلخ عليهم أمرهم: اختلط. يقال: وقعوا في ائتلاخ.
[أرخ] التأْريخُ: تعريف الوقت. والتَوْريخُ مثله. وأَرَّخْتُ الكتابَ بيوم كذا، ووَرَّخْتُهُ، بمعنىً. والإراخُ: بقرُ الوحشِ، الواحدة إرخ.
[أضخ] أضاخ (1) بالضم: موضع، يذكر ويؤنث.
[أفخ] اليَأْفوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل، وهو يَفْعولٌ، والجمع اليآفيخُ. وأَفَخْتُهُ: ضربت يَأْفوخَهُ. ويافوخ الليل: معظمه.
فصل الباء
[بخخ] بخ: كلمة تقال عند المدح والرضا بالشئ،
_________
(1) قوله أضاخ، أي كغراب، موضع. وفى بعض النسخ " جبل "، وهذه المادة ذكرها القاموس بالاحمر إشارة إلى أنها من زيادته على الصحاح، مع أنها موجودة فيه.

(1/418)


وتكرر للمبالغة فيقال: بَخْ، بخْ. فإن وَصَلْتَ خفضْت ونوَّنْت فقلت: بَخٍ بَخٍ. وربَّما شدَّدت كالاسم. وقد جمعهما الشاعر، فقال يصف بيتاً: رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرافِداتِ * بَخٍ لك بَخٍ لبحر خضم وبخبخت الرجل، إذا قلت له ذلك. قال الحجاج لاعشى همدان في قوله: بين الاشج وبين قيس باذخ * بخ بخ لوالده وللمولود: " والله لا بخبخت بعدها ". وتبخبخ الحر: سكن بعضُ فَورته. يقال: بَخْبِخوا عنكم من الظَهيرة، أي أَبْرِدوا. وربَّما قالوا: خَبْخِبوا، وهو مقلوب منه. وبَخْبَخَ البعير، إذا هَدَر وملأتْ شقشقته فمه. فهو جمل بخباخ الهدير.
[بذخ] البَذَخُ: الكِبْرُ. وقد بَذِخَ بالكسر. وتَبَذَّخَ، أي تَكَبَّرَ وعَلا. وشرفٌ باذِخٌ، أي عال. والبَواذِخ من الجبال: الشَوامخُ. وامرأةٌ بَيْذَخٌ، أي بادن.

(1/418)


[بربخ (1) ] البَرابِخُ: خَزَفُ الكُنُفِ توصِّل من السطح إلى الارض.
[برزخ] البَرْزَخُ: الحاجز بين الشيئين. والبَرْزَخُ: ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث، فمَن مات فقد دخل البَرْزَخَ.
[بزخ] البَزَخُ: خروج الصدر ودخول الظهر. ورجلٌ أَبْزَخُ وامرأةٌ بَزْخاءُ. وكذلك الفرس إذا اطمأَنَّتْ قطاتُهُ وصُلبه. وتبازختْ المرأةَ، إذا أخرجتْ عجيزتَها. وتَبازَخَ فلانٌ عن الأمر، أي تقاعس. وبزاخة: موضع كانت به وقعة لابي بكر رضى الله عنه.
[بطخ] البطيخة: واحدة البطيخ. وأبطخ القومُ: كثُر عندهم البطِّيخ (2) . والمَبْطَخَةُ بالفتح: موضع البِطّيخ، وضم الطاء فيه لغة.
_________
(1) قوله بربخ، هذه المادة مكتوبة بالاحمر في القاموس فافهم. قاله نصر.
(2) أي القاوون اه‍. وانقولى. فكأن البطيخ حقيقة هو الاصفر المسمى بالفارسية خربز، على وزن زبرج. قاله نصر.

(1/419)


[بلخ] بَلِخَ الرجل بالكسر وتَبَلَّخَ، أي تكبَّرَ، فهو أَبْلَخُ بَيِّنُ البلخ (1) .
[بوخ] باخَ الحَرُّ والنارُ والغضبُ والحمَّى، أي سَكَنَ وفَتَرَ. قال رؤبة:
حتَّى يَبوخَ الغَضَبُ الحَميتُ * وعَدا حتَّى باخَ، أي أعْيا. وهمْ في بُوخٍ من أمرهم بالضم، أي في اختلاط.
فصل التاء
[تخخ] التَخُّ: العجين الحامض. وقد تخ تخوخا، وأتخه صاحبه. والتختخة: حكاية صوت (2) .
فصل الثاء
[ثوخ] ثاخَتْ قدمُه بالوحل تَثوخُ وتثيخ: خاضت وغابت فيه. وقال المتنخل يصف سيفا: أبيض كالرجع رسوب إذا * ماثاخ في محتفل يختلى وقال أبو ذؤيب يصف فرسا:
_________
(1) والبلخاء: الحمقاء، كذا في بعض النسخ.
(2) والتخ بضم التاء: الكسب. كذا في بعض نسخ الصحاح. اه‍ وانقولى.

(1/419)


قصر الصبوح لها فشرج لحمها * بالنى فهى تثوخ فيها الاصبع (1)
فصل الجيم
[جخخ] جَخَّ ببوله: رمى به. وجخجخت الرجل: صرعته. وجَخَّ فلان وجَخْجَخَ وتَجَخْجَخَ، إذا اضطجع وتمكن واسترخى. وقال الاغلب العجلى:
إن سرك العز فجخجخ بجشم (2)
[جفخ] جَفَخَ: فَخَرَ وتكبّر، مثل جخف وجمخ، فهو جفاخ وجماخ، وذو جَفْخٍ، وذو جَمْخٍ. وجافَخَهُ وجامخه.
[جلخ] جَلَخَ السيلُ الوادي يَجْلَخُهُ جَلْخاً أي ملأه، فهو سيلٌ جلاخ. وأما الجلاح بالحاء غير معجمة، فهو الجراف. والجلواخ: الوادي الواسع الممتلئ.
[جوخ] تَجَوَّخَتِ البئر: انهارت. وجاخَ السيل الوادي: اقتلع أجرافه.
_________
(1) شرج بالجيم: خلط. وشريجان: خليطان. والنى: الشحم.
(2) بعده:
أهل النباه والعديد والكرم:

(1/420)


قال الشاعر:
فللصَخْرِِ من جَوخِ السُيولِ وَجيبُ * والجَوْخانُ: الجَرينُ بلغة أهل البصرة.
فصل الخاء
[خوخ] الخَوْخَةُ: واحدة الخَوْخِ. والخَوْخَةُ أيضاً: كَوَّةٌ في الجدار تؤدي الضوءَ. والخُوَيْخِيَةُ: الداهية، والياء مخففة. قال لبيد: وكُلُّ أناسٍ سوف تدخلُ بينهم * خُوَيْخِيَةٌ تَصْفَرُّ منها الانامل ويروى: " دويهية ".
فصل الدال
[دبخ] دَبَّخَ الرجل تدبيخاً، إذا قَبَّبَ ظهره وطأطأ رأسه، بالخاء والحاء جميعا، عن أبى عمرو، وابن الاعرابي.
[دخخ] دخدخنا القوم: ذلللناهم. قال الشيباني: الدخدخة: الاعياء. والدخ بالضم: لغة في الدخان.
[دربخ] دَرْبَخَتِ الحمامة لذكرها، إذا خضعت له وطاوعته. وكذلك دربخ الرجل، إذا طأطأ رأسه وبَسَطَ ظهره. قال العجاج:

(1/420)


ولو أقول دربخوا لردبخوا (1) * لفحلنا إن سره (2) التنوخ يقول: إنى لسيد الشعراء.
[دمخ] دمخ: اسم جبل (3) . وقال (4) : كفى حزنا أنِّي تطالَلْتُ كي أرى ذُرى قلتى دمخ فما تريان
[دوخ] داخَ البلادَ يَدوخها: قهرها واستولى على أهلها. وكذلك دَوَّخَ البلاد. وداخَ الرجلُ يَدوخُ: ذَلَّ. ودوخته أنا. قال الاصمعي: ديخه وديثه، بمعنى ذلله. قال العدبس (5) .
[ديخ] الديخ: القِنْوُ، والجمع دَيْخَةٌ، مثل ديك وديكة.
فصل الذال
[ذيخ] الذِيخُ: ذكر الضباع الكثير الشعر. قال الكسائي: الأنثى ذيخَةٌ، والجمع ذيوخ وأذياخ وذيخة. قال جرير:
_________
(1) في اللسان: " ولو نقول ".
(2) في اللسان: " إذ سره ".
(3) ودمخ، كمنع: ارتفع. ودمخ رأسه: شدخه، وليل دامخ: لا حار ولا بارد.
(4) طهمان بن عمرو الكلابي.
(5) كذا في الاصل.

(1/421)


* مثل الضباع يسفن ذيخا ذائخا (1)
فصل الراء
[ربخ] تربخ، أي استرخى. ومربخ: رملة بالبادية. والربيخ من الرجال: العظيم المسترخي. والرَبوخُ من النساء: التي يُغْشى عليها عند الجماع. وقد ربخت (2) .
[رتخ] رَتَخَ العجينُ والطين، فهو راتخ، أي رق.
[رخخ] أرضٌ رَخاخٌ، أي رِخْوَةٌ. وعيشٌ رَخاخٌ: واسعٌ. ابن الأعرابي: رَخَخْتُ الشرابَ: مزجْتُه. والرُخُّ بالضم: نبات هش.
[رسخ] رسخ الشئ رسوخا (3) : ثبت. وكلُّ ثابتٍ راسِخٌ، ومنه: (الراسِخون في العلم) .
[رضخ] الرضخ مثل الرضح. رضخت الحصى (4)
_________
(1) يسفن، بالفاء من السوف، وهو الشم. وفى المطبوعة الاولى: " يسقن "، صوابه من اللسان.
(2) ربخت كفرح ومنع ربخا وربوخا ورباخا.
(3) رسخ كخضع.
(4) رضخ الحصى كمنع، وضرب.

(1/421)


والنوى: كسرته. ورضخت رأس الحية بالحجارة. ورضخت له رضخا، وهو العَطاء ليس بالكثير. وفي الحديث: " أمرت له برضخ ". ورضخته وأرضخته، إذا رميته بالحجارة. وتراضخنا: ترامينا.
فصل الزاى
[زخخ] زَخَّهُ، أي دفعه في وَهْدَةٍ. وفي حديث أبي موسى: " مَنْ يَتَّبِعِ القرآن يَهْبِطْ به على رياض الجنَّة، ومَنْ يَتَّبِعْهُ القرآن يَزُخُّ في قَفاهُ حَتَّى يَقذِف به في نار جهنم ". والمزخة، بالفتح: المرأة. قال الراجز: طوبى لمن كانت له مزخه * يزخها ثم ينام الفخه والزخة: الغيظ والحقد. يقال: زَخَّ الرجلُ زَخَّاً، إذا اغتاظ. قال صخرُ الغَيّ: فلا تَقْعُدّنَّ على زَخَّةٍ * وتُضْمِرَ في القَلْبِ وَجْداً وَخيفا والزَخيخُ: شدة بريق الجمر. تقول: زَخَّ الجمر يزخ، بالكسر.
[زلخ] الزَلْخُ: المَزِلَّةُ تزِلُّ فيها الأقدام لنُدُوَّتِها، لأنَّها صفاةٌ ملساءٌ.

(1/422)


أبو زيد: مقامٌ زَلْخٌ، مثل زلج، أي دحض. وأنشد:
قام على منزلة (1) زلخ فزل * وبئر زلوخ: أعلاها مَزِلَّةٌ، يزلَق مَن قام عليها. وقال: كأنَّ رِماحَ القومِ أَشْطانُ هُوَّةٍ * زَلوخِ النواحي عَرْشُها مُتَهَدَّمُ والزَلْخُ أيضاً: غَلْوَةُ سهمٍ. قال الراجز:
من مائة زلخ بمريخ غال * والزلخة، مثال القبرة: الزحلوقة يتزلج منها الصبيان. وأنشد أبو عمرو: وصرت من بعد القوام أبزخا * وزلخ الدهر بظهري زلخا
[زمخ] الزامِخُ: الشامخ. وقد زَمَخَ: تكبَّر وتاهَ. والأنوف الزُمَّخُ: الشُمَّخُ.
[زنخ] زَنِخَ الدُهن بالكسر، يَزنَخُ زنخا: تغير، فهو زنخ.
فصل السين
[سبخ] السبخة: واحدة السباخ.
_________
(1) " على مترعة " في المخطوطة، وفى اللسان: " على منزعة ".

(1/422)


وأرض سبخة (1) بكسر الباء: ذات سباخ، وحفروا فأسبخوا: بلغوا السِباخَ. والسَبيخُ: ما سقط من ريش الطائر. والسَبيخُ من القطن: ما يُسْبَخُ بعد النَدْف، أي يُلَفُّ لتَغزِلَه المرأة. والقطعة منه سبيخة، وكذلك من الصوف والوبر. الاصمعي: يقال سبخ الله عنك الحمى، أي خففها. وفى الحديث أنه عليه السلام قال لعائشة حين دعت على سارق سرقها: " لا تسبخى عنه بدعائك عليه "، أي تخففى عنه إثمه. قال الشاعر: فَسَبِّخْ عليكَ الهَمَّ واعْلَمْ بأنَّهُ * إذا قَدَّرَ الرحمنُ شيئاً فكائِنُ وسبَّخ (2) الحُرُّ: فتر وخفَّ. والتَّسْبيخُ أيضا: النوم الشديد. أبو عمرو: السبخ: النوم والفراغ. وقرأ بعضهم: (إن لك في النهار سبخا طويلا) ، أي فراغا.
[سخخ] السَخاخُ، بالفتح: الأرض اللَّينة الحُرّة. وسَخَّتِ الجرادةُ: غرزتْ ذَنَبَها في الارض.
[سربخ] السَرْبَخُ: الأرض الواسعة. قال عمرو ابن معدى كرب:
_________
(1) قال في المختار: أرض سبخة أي ذات ملح ونز.
(2) في اللسان: " تسبخ " و " سبخ " بالتضعيف أيضا.

(1/423)


وأرض قد قَطَعْتُ بها الهَواهي (1) * من الجنان سربخها مليع
[سلخ] سَلَخْتُ جلد الشاة أَسْلَخُها وأَسْلُخُها سَلخاً. والمَسْلوخُ: الشاةُ سُلِخَ عنها جلدُها. وسَلَخَتِ المرأة دِرْعها: نزعتْه. والمِسْلاخُ: الإهابُ. ومِسْلاخُ الحَيّةِ: قِشرها الذي تَنْسَلِخ منه. والمِسْلاخُ: النخلة التي ينتثر بُسرُها أخضر. وسَلَخْتُ الشهرَ، إذا أمضيته وصرتَ في آخره. قال لبيد: حتَّى إذا سَلَخا جُمادى سِتَّةً * جَزآ فَطالَ صِيامُهُ وصِيامُها وانْسَلَخَ الشهرُ من سنته، والرجلُ من ثِيابه، والحيَّةُ من قشرها، والنهار من الليل. والسالخُ: الأسوَدُ من الحيّات. يقال أسودُ سالِخٌ، غير مضافٍ، لأنه يَسْلَخُ جلدَه كلَّ عام. والأنثى أَسْوَدَة، ولا توصف بسالِخَةٍ. والسَليخةُ: سَليخة الرِمْثِ والعَرْفَجِ الذي ليس فيه مرعى، إنَّما هو خشب يابس.
[سنخ] السِنْخُ: الأصلُ. وأَسْناخُ الأسنان: أصولها. وسَنَخَ في العِلْمِ سُنوخاً: رسخ فيه.
_________
(1) في اللسان: " القواهى ".

(1/423)


وسنخ الدهن بالكسر، لغة في زَنِخَ، إذا فسدَ وتغيّرتْ ريحُه. يقال: بيتٌ له سَنْخَةٌ وسَناخَةٌ. قال أبو كبير: فأَتَيْتُ (1) بَيْتاً غَيْرَ بيتِ سَناخَةٍ * وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريمِ المِفْضَلِ يقول: ليس ببيت دِباغٍ ولا سَمْن.
[سوخ] ساخَتْ قوائمه في الأرض تسوخ وتسيخ: دخلت فيها وغابت، مثل ثاخت. ومطرنا حتى صارت الارض سُوَّاخى على فُعَّالَى بفتح اللام، وذلك إذا كثرتْ رِزاغُ المطر.
فصل الشين
[شدخ] الشدخ: كسر الشئ الاجوف. تقول: شدخت رأسَه فانشدخ. وشَدَّخْتُ الرؤوس، شدد للكثرة. والمشدخ: البسر يُغْمَزُ حتّى يَنْشَدِخَ. والشادِخَةُ: الغُرَّة التي فشَتْ في الوجه من الناصية إلى الأنف ولم تصب العينين. تقول منه: شدخت الغُرّة، إذا اتسعت في الوجه. قال جرير: لاهم إن الحارث بن جبله
_________
(1) في اللسان: " فدخلت ".

(1/424)


زنا (1) على أبيه ثم قتله * وركب الشادخة المحجله يعنى ركب فعلة مشهورة قبيحة في قتل أبيه.
[شرخ] الشارِخُ: الشابُّ، والجمع شَرْخٌ، مثل صاحب وصحب. وفى الحديث: اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم ". وقد شَرَخَ الصبيّ شُروخاً. وشَرْخُ الامر والشباب: أوله. وقال حسان بن ثابت: إن شرخ الشباب والشعر الاس‍ * ود ما لم يعاص (2) كان جنونا والشرخ: نتاج كلّ سنةٍ من أولاد الإبل. وشَرَخَ نابُ البعير شَرْخاً، إذا شَقٌّ البَضْعَةَ. وشَرْخا الفوقِ: حرفاه، بينهما مَوقع الوتر. وكذلك شَرْخَا الرحل: آخرته وواسطته (3) . قال العجاج:
شرخا غبيط سلس مركاح * والشرخ: النصل الذي لم يُسْقَ بعد ولم يركَبْ عليه قائمه، والجمع شُروخٌ.
_________
(1) قوله زنا، بتشديد النون مهموز الآخر، لكنه خفف للوزن. ومعنى التزنئة التضييق.
(2) في اللسان: " يعاض " بالمعجمة. وأظنه تصحيفا.
(3) اعترضه وانقولى فقال: هذا غلط والصواب شرخا الرحل طرفاه. وقال صاحب الاساس: يقال لا يزال فلان بين شرخى رحله، إذا كان مسفارا.

(1/424)


وهما شَرْخانِ، أي مِثْلان. والجمع شروخ، وهم الاتراب.
[شردخ] ابن السكيت: رجل شرْداخُ القدمِ، أي عظيم القدمِ عريضها.
[شمخ] الجبالُ الشَوامِخُ هي الشواهق. وقد شَمَخ الجبل فهو شامِخٌ. وشَمَخَ الرجل بأنفه: تكبَّر. والأنوفُ الشمخ، مثل الزمخ. والشماخ بن ضرار الشاعر.
[شمرخ] الشِمْراخُ والشُمْروخُ: العِثْكالُ والعُثْكولُ. والشِمراخ: رأس الجبل. والشمراخُ: غُرَّة الفرس إذا دقّت وسالت وجلَّلت الخيشوم ولم تبلغ الجَحْفَلة. والفرس شِمراخٌ أيضاً. قال الشاعر (1) : ترى الجَوْنَ ذا الشِمراخِ والوردَ يُبْتغى * لَيالِيَ عَشْراً وَسْطَنا وهو عائرُ والشمراخية: صنف من الخوارج، أصحاب عبد الله بن شمراخ.
[شيخ] جمع الشَيْخِ شُيوخٌ وأَشْياخٌ وشيخة وشيخان
_________
(1) حريث بن عتاب النبهاني.

(1/425)


ومشيخة ومشايخ ومشيوخاء. والمرأة شيخة. قال عبيد (1) :
كأنها شيخة رقوب (2) * وقد شاخ الرجل يَشِيخُ شَيَخاً بالتحريك، جاء على أصله، وشَيْخوخةً وأصل الياء متحركة، سكنت لانه ليس في الكلام فعلول. وما جاء على هذا من ذوات الواو، مثل كينونة وقيدودة وديمومة وهيعوعة، فأصله كينونة بالتشديد فخفف ولولا ذلك لقالوا: كونونة وقودودة. ولا يجب ذلك في ذوات الياء مثل الحيدودة والطيرورة والشيخوخة. وشَيَّخَ تَشييخاً، أي شَاخَ. وشَيَّخْته: دعوته شَيْخاً للتبجيل. وتصغير الشَيْخِ شُيَيْخٌ وشِيَيْخٌ أيضاً بالكسر، ولا تقل شويخ.
فصل الصاد
[صخخ] الصاخَّةُ: الصَيْحَة تصمُّ لشدَّتها. تقول: صَخَّ الصوت الأذنَ يصُخُّها صَخّاً. ومنه سميت القيامة: الصاخَةَ.
_________
(1) ابن الابرص.
(2) صدره:
باتت على أرم عذوبا * وقبله: كأنها لقوة طلوب * تيبس في وكرها القلوب

(1/425)


وضربت الصخرة بحجر فسمعت لها صخأ.
[صرخ] الصُراخُ: الصوت. تقول: صَرَخَ صَرْخَةً واصْطَرَخَ، بمعنىً. والتَصَرُّخُ: تكلُّف الصُرَاخِ. يقال: " التَصَرُّخُ به حُمقٌ "، أي بالعُطاس. والمُصْرِخُ: المُغِيثُ. والمُسْتَصْرِخُ: المُسْتغيث. تقول منه: اسْتَصْرَخَني فأَصْرَخْته. والصَريخُ: صوت المستصرِخِ. والصَريخُ أيضاً الصارِخُ، وهو المُغيثُ، والمُسْتَغيثُ أيضاً، وهو من الاضداد.
[صلخ] الأَصْلَخُ: الأصمُّ الذي لا يسمع شيئاً أَلبتّة. رجلٌ أَصْلَخُ بين الصلخ. قال الفراء: كان الكميت أصم أصلخ.
[صمخ] الصِماخُ: خَرْق الأذن، وبالسين لغة، ويقال: هو الأذُن نفسها. قال العجاج:
حتى إذا صَرَّ الصِماخَ الأَصْمَعا * أَصْمَخْتُ الرجلَ: أصبت صماخه.
[صملخ] الصِمْلاخُ والصُمْلوخُ: وسَخ الأذن والصمالخ: اللبن الخاثر المتكبد (1) .
_________
(1) المتكبد: الذى يخثر حتى يصير كأنه كبد.

(1/426)


[صوخ] أَصاخَ له، أي استمع. وقال أبو دُواد: ويُصيخُ أحياناً كما اسْ‍ * تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشد
فصل الضاد
[ضمخ] تَضَمَّخَ بالطِيب: تلطّخ به. وضمخته أنا تضميخا.
فصل الطاء
[طبخ] طبَختُ القِدر واللحمَ فانْطَبَخَ. والموضع مَطْبَخٌ. واطَّبَخْتُ، وهو افتعلت، أي اتَّخذتُ طَبيخاً. قال ابن السكيت: وقد يكون الإطِّباخُ اقتداراً واشتواءً. تقول: هذه خُبْزَةٌ جيِّدة الطبخ، وآجرة جيدة الطبخ. وأنشد للعجاج: تالله (1) لولا أن تحش الطبخ * بى الجحيم حين (2) لا مستصرخ أراد بالطبخ وهو جمع طابخ، ملائكة العذاب. وتقول: اطَّبِخوا لنا قرصاً. وهذا مُطَبَّخَ القوم، وهذا مشتواهم.
_________
(1) في اللسان: " والله ".
(2) في اللسان: " حيث ".

(1/426)


والطباخة: الفوارة، وهو ما فار من رغوة القدر إذا طبخت. وطابخة، لقب عامر بن الياس بن مضر، لقبه بذلك أبوه لما طبخ الضب. والطبيخ: ضرب من المنصَّف. والمُطَبِّخُ بكسر الباء مشددة: ولد الضب. أوله حسل، ثم غيداق، ثم مطبخ، ثم ضب. وقد طبخ الحِسْلُ تَطْبيخاً: كَبِرَ. والطابِخة: الهاجرة. وطَبائِخُ الحَرِّ: سمائمه. والطابِخُ: الحمَّى الصالب. ورجلٌ ليسَ به طباخٌ، أي قوَّة ولا سِمَنٌ. قال الشاعر (1) : والمالُ يغشَى رِجالاً لا طَباخَ بهمْ * كالسَيْلِ يغشَى أُصولَ الدندن البالى وامرأة طباخية، مثال علانية، أي مكتنزة اللحم.
[طخخ] طَخَّ طَخًّا: شَرِس في معاملته. والشئ ألقاه من يده، والمرأة نكحها.
[طنخ] الطَنَخُ: البَشَمُ. وقد طَنِخَ الرجلُ بالكسر، إذا غلب على قلبه الدسم واتخم منه.
_________
(1) هو حسان.

(1/427)


[طيخ] طاخَ يَطيخُ: تلطَّخ بالقبيح. وطاخه غيره، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وطَيَّخَهُ أيضاً فَتَطَيَّخَ. وطاخَ: تكبَّر. قال الحارث بن حلزة: فاتركوا الطَيْخَ (1) والتَّعدِّي وإمَّا * تتَعاشَوْا ففي التعاشى الداء
فصل الظاء
[ظمخ] الظمخ (2) : شجر السماق.
فصل الفاء
[فتخ] فَتَخَ أصابع رجله في جلوسه فَتْخاً: ثناها وليَّنها. قال الأصمعيّ: أصل الفَتَخِ اللِين، تقول: رجلٌ أفْتَخُ بيِّن الفَتَخِ، إذا كان عريض الكفِّ والقدم مع اللِين. قال المتنخِّل الهذَلي:
فُتْخُ الشمائل في أيمانهم روح (3)
_________
(1) الطيخ: الكلام القبيح والتكبر، وبالكسر والفتح: الجهل.
(2) في المطبوعة الاولى " الظنخ " بالنون، تحريف، صوابه في اللسان والقاموس. ووزنه كعنب، وبكسر فسكون أيضا.
(3) صدره * لكن كبير بن هند يوم ذلكم * فتخ الشمائل: مفتوحة الشمائل، لانهم قد أمسكوا بها الدرق، وأصل الفتخ: اللين والاسترخاء. وقوله في إيمانهم روح: أي تباعد عن الجنب، لانهم قد رفعوها بالسيوف وأمالوها للضرب.

(1/427)


وعقاب فَتْخاءُ لأنها إذا انحطَّت كسرت جناحيها وغمزتهما. وهذا لا يكون إلا من اللين. والفتخة بالتحريك: حلقة من فضة لافص فيها، فإذا كان فيها فَصٌّ فهو الخاتم، والجمع فَتَخٌ وفَتَخاتٌ. وربما جعلتها المرأة في أصابع رجليها. وقال (1) :
يسقط منها فتخى في كمى
[فخخ] الفَخُّ: المِصيَدة، والجمع فِخاخٌ وفُخوخٌ. والفَخيخُ كالغطيط. وقد فخّ النائم يَفِخُّ. واسم هذه النومة الفخة. وينشد: أفلح من كانت له مزخه * يزخها ثم ينام الفخه (3)
[فرخ] الفَرْخُ: ولد الطائر، والأنثى فَرْخَةٌ، وجمع القلة أفْرُخٌ وأفْراخٌ، والكثير فِراخٌ. وأفرَخَ الطائرُ وفَرَّخَ. وأفْرَخَ القوم بيضَهم، إذا أبدوا سرَّهم. وأفْرَخَ الروع، أي ذهب الفزع
_________
(1) الرجز للدهنا زوجة العجاج. والله لا تخدعني بشم * ولا بتقبيل ولا بضم إلا بزعزاع يسلى همى * تسقط منه فتخى في كمى
(3) في بعض النسخ زيادة: (فدخ) فدخت الشئ فدخا: كسرته.

(1/428)


يقال: ليفرخ روعك أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة. وأفرخ روعك يا فلان، أي سكِّن جأشكَ. وأفْرَخَ الأمر: استبان بعد اشتباه. واسْتَفْرَخْتُ الحمام، إذا اتَّخذته لفراخه. وانْفَرَخَ الزرع، إذا تهيَّأ للانشقاق بعد ما يطلُع. وقد فَرَّخَ الزرعُ تَفْريخاً. وقول الفرزدق: ويوم جعلنا البيضَ فيه لعامِرٍ * مُصمِّمَةً تَفْأى فِراخَ الجماجم (1) يعنى به الدماغ. وأما قول الشاعر:
ومقذوذين من برى الفريخ * فهو مصغر، اسم رجل كان في الجاهلية يبرى السهام. وقولهم: فلان فريخ قريش، إنما صغر على وجه المدح، كقول الحُبابِ بن المنذر: " أنا جُذَيْلُها المحكك، وعذيقها المرجب ".
[فرسخ] الفرسخ: واحد الفراسخ، فارسي معرب.
[فرفخ] الفَرْفَخُ: البقلة الحمقاء، التي يقال لها الفرفين (2) .
_________
(1) في ديوانه: " الظل "، " شؤون الجماجم ".
(2) في المخطوطة: " الفرفير ". وفى القاموس: " الفرفخ ": الرجلة، معرب پرپهن، أي عريض الجناح.

(1/428)


[فسخ] فسخ الشئ: نقضه. تقول: فَسَخْتُ البيع والعزمَ والنكاحَ، فانفسخ، أي انتقض. وتَفَسَّخَتِ الفأرة في الماء: تَقَطَّعَتْ وتَفَسَّخَ الرُبَعُ تحت الحمل الثقيل، وذلك إذا لم يُطِقه. وفَسَخْتُ يده أفْسَخُها فَسْخاً. وقد فسخت عنى ثوبي: طرحته. والفَسيخ: الرجل الذي لا يظفر بحاجته. قال الفراء: أفْسَخَ الرجل القرآن، أي نسيه (1) .
[فضخ] فَضَخْتُ رأسه: شدختُهُ. وكذلك فَضَخْتُ البُسْرَ وافْتَضَخْته. والفَضيخُ: شرابٌ يُتَّخذ من البُسْرِ وحده من غير أن تمسَّه النار. وانْفَضَخَ سنام البعير: انشدخ.
[فنخ] فَنَخَهُ الأمر: قهره وذلَّله. وكذلك التفنيخ. ورجل مفنخ بكسر الميم، إذا كان ممن يذلّ أعداءه ويشج رأسهم كثيرا. قال العجاج: تالله لولا أن تحش الطبخ * بى الجحيم حين لا مستصرخ لعلم الاقوام أنى مفنخ * لهامهم أرضه وأنقخ (2)
_________
(1) في بعض النسخ زيادة: (فشخ) فشخ الصبيان في لعبهم فشخا: كذبوا فيه وظلموا.
(2) بعده:
أم الصدى عن الصدى وأصمخ:

(1/429)


[فوخ] الأصمعيّ: فاخَتْ منه ريحٌ طيبة تَفوخُ وتَفيخُ، مثل فاحَتْ. وأبو عبيدة مثله. وقال أبو زيد: فاخَتِ الريح تَفوخُ، إذا كان لها صوت. قال: وأفاخ الانسان إفاخة. وفى الحديث: " كل بائلة تفيخ ". قال: وأما الفوح بالحاء فمن الريح تجدها لا من الصوت. وقال النضر بن شميل: إذا بال الانسان أو الدابة فخرجت منه ريح قيل: أفاخ. وأنشد لجرير: ظل اللهازم يلعبون بنسوة * بالجو يوم يفخن بالابوال أي مع الابوال.
فصل القاف
[قفخ] الفراء: قَفَخْتُهُ قَفْخاً وقِفاخاً: ضربته. ويقال: لا يكون القَفْخُ إلا على الرأس، أو على شئ أجوف. قال رؤبة:
قفخا على الهام وبجا وخضا
[قلخ] قَلَخَ الفحل قَلْخاً وقَليخاً: هدر. قال الفراء: أكثر الاصوات بنى على فعيل، مثل هدر هديرا، وصهل صهيلا، ونبح نبيحا، وقلخ قليخا. قال الراجز: (55 - صحاح)

(1/429)


* قلخ الفحول الصيد في أشوالها * وقلاخ، بالضم: اسم شاعر، وهو قلاخ بن حزن السعدى. وقال (1) : أنا القلاخ في بغائى مقسما * أقسمت لا أسأم حتى تسأما (2)
فصل الكاف
[كمخ] الكامَخُ: الذي يُؤْتَدَمُ به، معرب. والكمخ: السلح. وقدم إلى أعرابي خبز وكامخ فلم يعرفه فقيل له: هذا كامخ. فقال: قد علمت أنه كامخ، أيكم كمخ به؟ يريد: سلح به. وكمخ بأنفه: تكبر. والاكماخ: جلوس المتعظم.
[كوخ] الكوخُ بالضم: بيتٌ من قصب بلا كُوَّةٍ. والجمع الأكْواخُ.
فصل اللام
[لبخ] اللباخِيَّةُ بالضم: المرأة التامَّة، كأنها منسوبة إلى اللباخ.
_________
(1) قال ابن برى: الذى ذكره الجوهرى ليس هو القلاخ بن حزن كما ذكر، إنما هو القلاح العنبري. ومقسم غلام القلاخ هذا العنبري، وكان قد هرب فخرج في طلبه.
(2) في اللسان: " حتى يسأما ".

(1/430)


[لخخ] لَخَّتْ عينه، أي كثُر دمعها. قال الراجز: لا خير في الشيخ إذا ما جخى (1) * وسال غرب عينه ولخا والتخ عليهم أمرهم: اختلط. والْتَخَّ العُشْبُ: التفَّ. وسكرانُ مُلْتَخٌّ، أي مختلط عقله. والعامة تقول ملطخ. واللخلخانية: العجمة في المنطق، يقال رجل لَخْلَخانِيٌّ، إذا كان لا يفصح.
[لطخ] لَطَخَهُ بكذا لَطْخاً فتَلَطَّخَ به، أي لوَّثه به فتلوَّث. ولُطِخَ فلانٌ بشرٍّ: رُمِيَ به. وفي السماء لَطْخٌ من سحاب، أي قليل.
فصل الميم
[مخخ] المُخُّ: الذي في العظم، والمُخَّةُ أخصُّ منه. وفي المثل: " شَرٌّ ما يُجيئُكَ إلى مُخَّةِ عُرقوبٍ ". وجمع المُخِّ مِخَخَةٌ. وربَّما سمُّوا الدِماغ مُخًّا. قال الشاعر: ولا يَسْرِقُ الكلبُ السَروقُ نِعالَنا * ولا نَنْتَقي المُخَّ الذي في الجماجم وخالص كل شئ: مخه. وقد أَمَخَّ العظم: جرَى فيه المخ. وأمخت
_________
(1) جخى: انحنى. وفى اللسان: " إذا ما اجلخا ".

(1/430)


الابل: سمنت. وفى المثل: " بين المُمِخَّةِ والعَجْفاءِ ". وامْتَخَخْتُ العظم وتمخخته: أخرجت مخه (1) .
[مدخ] تَمَدَّختِ الإبل: تقاعست في سيرها، وبالذال معجمة أيضا.
[مرخ] المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار " والعَفارُ: الزند وهو الأعلى، والمَرْخُ: الزَنْدَةُ وهي الأسفل. قال الشاعر: إذا المَرْخُ لم يورِ تحت العَفار * وضُنُّ بقِدْرٍ فلم تُعْقَبِ ومَرَخْتُ جسدي بالدهن مَرْخاً، ومَرَّخْتُهُ تَمْريخاً. وأمْرَخْتُ العجينَ، إذا أكثرت ماءه حتى رق. وذو الممروخ: موضع. والمريخ: سهم طويل له أربع قُذَذٌ يُغْلى به. قال الشماخ: أرقت له في القومِ والصبحُ ساطعٌ * كما سطع المريخ شَمَّرَهُ الغالي أي أرسله. والمِرِّيخُ: نجم من الخنس في السماء الخامسة.
_________
(1) في المخطوطة: مخخته: أخرجت مخه.

(1/431)


[مسخ] المَسْخُ: تحويل صورة إلى ما هو أقبحُ منها. يقال: مَسَخَهُ الله قرداً. والمَسيخُ من الرجال: الذى لا ملاحة له، ومن اللحم الذي لا طعم له. وقد مَسَخَ كذا طعمَه، أي أذهبَه. وفي المثل " هو أمْسَخُ من لحم الحُوارِ "، أي لا طعم له. قال الشاعر (1) : مَليخٌ مَسيخٌ كلحم الحُوار * فلا أنت حُلْوٌ ولا أنت مُرٌّ ويُكره في الفرس انْمِساخُ حَماتِه، أي ضموره. والماسِخِيُّ: القوَّاسُ. والماسِخِيَّاتُ: القِسِيُّ، نسبت إلى ماسِخَةَ: رجل من الأزدِ كان قَوَّاساً. قال الشاعر (2) : فقَرَّبْتُ مُبراةً تَخالُ ضُلوعَها * من الماسخيات القسى الموترا
[مصخ] الأُمْصوخة: خوصةُ الثُمامِ والنَصِيِّ. والجمع الأُمْصوخُ والأماصيخُ. ومَصَخْتُها وامْتَصَخْتُها، إذا انتزعتها منه وأخذتها.
[ملخ] الأصمعي: الملخ: السَير الشديد. وملخ القوم
_________
(1) هو الرقبان الاسدي.
(2) الشماخ بن ضرار.

(1/431)


ملخة صالحة، إذا أبعدوا في الارض. قال رؤبة يصف الحمار:
معتزم التجليخ ملاخ الملق * والملق: ما استوى من الارض. وفلان يملخ في الباطل ملْخاً: يتردد فيه ويكثر منه. وامتلخ فلانٌ ضرسَه، أي نزعه. وامتلخ العُقاب عينَه: انتزعتها (1) . وفلان مُمتَلخ العقل، أي منتزع العقل. وامتلخت السيفَ: انتضيته. والمليخ من اللحم مثل المسيخ. وقد ملخ بالضم ملاخة.
فصل النون
[نبخ] النَبْخُ: الجُدَريُّ وكلُّ ما يتنفط ويمتلئ ماء. قال كعب بن زهير: تحطم عنها قيضها عن خراطم * وعن حدق كالنبخ لم يتفتق ويقال للرجل إذا كان متجبِّراً: إنه نابِخَةٌ من النَوابِخِ. قال ساعدة: يُخْشى عليهم من الأملاكِ نابخَةُ * من النَوابِخِ مثلُ الحادِرِ الرَزِمِ ويروى " بائجة من البوائج ". والنَبْخاءُ: الأكمة.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " انتزعها ".

(1/432)


[نتخ] النَتخُ: النَزع والقلع. نَتَخَ البازي اللحمَ بمِنسره. ونَتَخَ ضرسَه والشوكةَ من رجله. والمِنْتاخُ: المنقاش.
[نخخ] أبو عمرو: النخ: السير العنيف. قال الراجز (1) : لقد بعثنا حاديا مزخا (2) * أعجم إلا أن ينخ نخا والنخ لم يترك لهن مخا * والنخ: الإبل التي تُناخُ عند المصدِّق ليصدقها. وقال:
أكرم أمير المؤمنين النخا * والنخة: الرقيق، ويقال البقر العواملُ. قال ثعلب: هذا هو الصواب، لأنه من النَخِّ، وهو السَوْقُ الشديدُ. وفي الحديث: " ليس في النَخَّةِ صَدَقَةٌ ". وكان الكسائي يقول: إنما هو النُخَّةُ بالضم. قال: وهو البقر العوامل. وقال الفراء: النَخَّةُ، بالفتح: أن يأخذ المصدِّق ديناراً لنفسه بعد فَراغه من أخذ الصدقة. وأنشد:
_________
(1) هميان بن قحافة.
(2) في اللسان: إن لها لسائقا مزخا.

(1/432)


عمى الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً * دينارَ نخة كلب وهو مشهود ونخنخت الناقة فتنخنخت: أبركتها فبركت. قال العجاج:
ولَوْ أنَخْنا جمعهم تنخنخوا
[نسخ] نَسَخَتِ الشمسُ الظلَّ وانْتَسَخَتْهُ: أزالته. ونَسَخَتِ الريحُ آثارَ الدارِ: غَيَّرتها. ونَسَخْتُ الكتاب، وانْتَسَخْتُهُ، واسْتنسختُهُ كلُّه بمعنًى. والنُسْخَةُ بالضم: اسم المُنْتَسَخِ منه. ونَسْخُ الآيةِ بالآيةِ: إزالة مِثل حكْمها، فالثانية ناسِخَةٌ والأولى منسوخةٌ. والتَناسُخُ في الميراث: أن يموت ورثةٌ بعد ورثةٍ واصل الميراث قائمٌ لم يقسَّم.
[نضخ] الأصمعيّ: يقال أصابه نَضْخٌ من كذا، وهو أكثر من النَضْحِ، ولا يقال منه فَعِلَ ولا يفعل. وقال أبو عمر التَوَّزِيُّ: النَضْخُ: الأثر يبقى في الثوب وغيره. والنَضْحُ بالحاء غير معجمة الفعلُ. وقال أبو زيد: النَضْخُ الرَشُّ مثل النَضْحِ، وهما سواء، تقول: نَضَخْتُ أَنْضَخُ بالفتح. والنضاخ: المناضخة. قال الشاعر: به من نضاخ الشول ردع كأنه * نقاعة حناء بماء الصنوبر

(1/433)


وقال القطامى: وإذا تَضَيَّفُني الهمومُ قَرَيْتُها * سُرُحَ اليَدَيْنِ تُخالِسُ الخَطَرانا حَرَجاً كأنَّ من الكُحَيْلِ صُبابَةً * نُضِخَتْ مَغابِنُها بها نضخانا وقال اليزيدى: نضخناهم بالنبل، لغة في نضحْناهم، إذا فرَّقوها فيهم. وانْتَضَخَ الماءُ: ترشَّش. وغيثٌ نَضَّاخٌ: غزيرٌ. قال جران العود:
وبالخط نضاخ العثانين واسع (1) * وعينٌ نَضَّاخَةٌ: كثيرة الماء. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: (فيهما عينانِ نَضَّاخَتانِ) : أي فوَّارتانِ. والنَضْخَةُ: المَطْرة. وأنشد أبو عمرو: لا يَفْرَحونَ إذا ما نَضْخَةٌ وَقَعَتْ * وهمْ كِرامٌ إذا اشتدَّ الملازيب
[نفخ] نَفَخَ فيه، ونَفَخَهُ أيضاً لغة. قال الشاعر: لولا ابن جعدة لم يفتح قهندز كم * ولا خراسان حتى ينفخ الصور
_________
(1) وصدره:
ومنه على قصرى عمان سحيقة * وفى اللسان " سحيفة " بالفاء، وكلاهما بمعنى المطرة العظيمة تجرف كل ما مرت به.

(1/433)


وقول القطامى: ألم يخز التفرق جند كسرى * ونفخوا في مداينهم فطاروا أراد " نفخوا " فخفف. ونفخ بها: حبق. والمنفاخ: الذي يُنْفَخُ فيه. وقولهم: ما بالدار نافِخُ ضَرَمَةٍ، أي ما بها أحد. وانتفخ الشئ، وربما قالوا: انْتَفَخَ النهار، أي علا. ورجلٌ ذو نَفْخٍ، وذو نَفْجٍ بالجيم، أي صاحب فخرٍ وكِبرٍ. ويقال: أجد نَفْخَةً ونُفْخَةً ونِفْخَةً، إذا انتفخ بطنه. ويقال: رجلٌ أنفَخُ بيِّن النَفَخِ، للذي في خُصْيَيْهِ نَفْخَةٌ. والنَفْخاءُ من الأرض، مثل النبخاء.
[نقخ] النُقاخُ: الماء العذب الذي يَنْقَخُ الفؤادَ ببرده (1) . قال العَرْجي (2) : وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساَء سِواكُمُ * وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً ولا بردا
_________
(1) أي ينقفه: يكسره.
(2) اسمه عبد الله بن عمرو بن عثمان. منسوب إلى العرج، موضع بين مكة والمدينة ولد به.

(1/434)


والنقخ: النقف، وهو كسر الرأس عن الدماغ. قال العجاج: لعلم الاقوام أنى مفنخ * لهامهم أرضه وأنقخ بفتح القاف.
[نوخ] أنَخْتُ الجمل فاسْتَناخَ: أبركته فبرك. تنوخ الجمل الناقة: أناخها ليسفَدَها. وقولهم: نَوَّخَ اللهُ الأرضَ طَروقةً للماء، أي جعلها مما تطيقه. وتنوخ: حى من اليمن، ولا تشدد النون.
فصل الواو
[وبخ] التوبيخ: التهديد والتأنيب.
[وخخ] الوخواخ: الضعيف. قال الزفيان: إنى ومن شاء ابتغى قفاخا * لم أك في قومي امرأ وخواخا
[ورخ] الوَريخَةُ: العجين الذي أُكثِر ماؤه حتَّى رقَّ. وقد وَرِخَ العجين يورخ ورخا: استرخى. وأورخته أنا. وأورخته أنا.

(1/434)


وورخت الكتاب بيوم كذا، مثل أرخته.
[وسخ] الوَسَخُ: الدرن. وقد وَسِخَ الثوب يَوْسَخُ، وتَوَسَّخَ، واتَّسَخَ، كلُّه بمعنى. وأوسخته أنا.
[وضخ] الأصمعيّ: المُواضَخَةُ أن تسير مثل سيرِ صاحبك، وليس هو بالتشديد، وكذلك هو في الاستقاء. وقال الكسائي: المواضخة تبارى المستقيين، ثم استعيرَ في كلّ متباريَين. وتقول: أَوْضَخْتُ له، أي اسْتَقَيْتُ له قليلاً. والوَضوخُ بالفتح: الماءُ يكون بالدلو شبيه بالنصف.
فصل الهاء
[هبخ] الهَبَيَّخَةُ: الجارية التارَّةُ الممتلئة. والغلامُ هَبَيَّخٌ، وهو فَعَيَّلٌ، مشددة الياء.

(1/435)


المجلد الثاني ...
باب الدال:
فصل الالف:
[أبد] الأبَد: الدهر، والجمع آبادٌ وأبودٌ. يقال أَبَدٌ أبيدٌ، كما يقال دهرٌ داهرٌ (1) . ولا أفعله أبد الا بيد، وأبد الآبدين كما يقال: دهر الداهرين، وعَوضَ العائضين. والأَبَدُ أيضاً: الدائم. والتأبيدُ: التخليد. وأَبَدَ بالمكان يَأْبدُ بالكسر أبوداً، أي أقام به. وأبَدَتِ البهيمة تَأْبُدُ وتَأْبِدُ، أي توحَّشَتْ. والأَوابِدُ: الوحوش. والتأبيد (2) : التوحش. وتأبد المنزل، أي أقفر وأَلِفَتْهُ الوحوش. وجاء فلان بآبِدةٍ، أي بداهيةٍ يبقى ذكرُها على الأَبدِ. ويقال للشوارد من القوافي، أَوابِدُ. قال الفرزدق: لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بلَؤْمِ أبيكُمُ * وأَوابِدي بتَنَحُّلِ الأَشْعارِ - وأَبِدَ الرجل، بالكسر: غضب. وأبِدَ أيضاً: توحَّش، فهو أبد. قال أبو ذؤيب:
_________
(1) في اللسان: " دهير ".
(2) في اللسان " التأبد ".

(2/439)


فافتن بعد تمام الظمء ناجية * مثل الهراوة ثنيا بكرها (1) - أبد أي ولدها الاول قد توحش معها. والابد، على وزن الابل الولود، من أمة أو أتان. وقولهم: ان يقلع الجد النكد * إلا بجد ذى الابد * في كل ما عام تلد * والابد ههنا: الامة: لان كونها ولودا حرمان وليس بجد، أي لا تزداد إلا شرا.
[أجد] ناقة أجد، إذا كانت قوية موثقة الخلق. ولا يقال للبعير أجد. وآجدها الله فهي موجَدَةُ القَرا، أي موثَّقَةُ الظهر. وبناء مؤجد (1) . والحمد الله الذى آجدنى بد ضعف، أي قوانى. وإجد بالكسر: زجر للابل.
_________
(1) في القاموس: بناء موجد: محكم، بدون همز.

(2/439)


[أحد] أَحَدٌ بمعنى الواحد، وهو أول العدد. تقول: أحد واثنان، وأحد عشر وإحدى عشرة. وأما قوله تعالى:
(قل هوَ اللهُ أحَدٌ) *، فهو بدلٌ من الله، لأنَّ النكرة قد تبدل من المعرفة، كما يقال:
(لنسفعا بالناصية. ناصية) *. قال الكسائي: إذا أدخلت في العدد الالف واللام فأدخلهما في العدد كله. فتقول: ما فعلت الاحد العشر الالف الدرهم. والبصريون يدخلونها في أوله فيقولون: ما فعلت الاحد عشر الالف درهم. وتقول: لا أحد في الدار، ولا تقل فيها أحد. ويوم الاحد يجمع على آحاد. وأما قولهم: ما في الدار أحدٌ، فهو اسمٌ لمن يصلح أن يخاطب، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وقال تعالى:
(لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ من النِساء) * وقال:
(فما مِنكم من أحدٍ عنه حاجِزينَ) *. واسْتَأْحَدَ الرجل: انفرد. وجاءوا آحاد أحادَ غير مصروفَين، لأنهما معدولان في اللفظ والمعنى جميعا. وأحد: جبل بالمدينة. وحكى الفراء عن بعض الاعراب: معى عشرة فأحدهن، أي صيرهن أحد عشر. وفى الحديث أنه قال لرجل أشار بسبابتيه في التشهد: أحد أحد.

(2/440)


[أدد] أَدَّتِ الناقة تَؤُدُّ أَدّاً، إذا رَجَّعَتْ الحنينَ في جوفها. والايد: الجلبة. وشديد أديد، اتباع له. والإدُّ بالكسر والإدَّةُ: الداهيةُ، والامر الفظيع. ومنه قول تعالى:
(لقد جِئتم شيئاً إدّاً) *، وكذلك الآدُّ مثل فاعل. وجمع الإدَّةِ إدَدٌ. وأَدَّتْ فلاناً داهية تَؤُدُّهُ أَدّاً، بالفتح. والأَدُّ أيضاً: القوة. قال الراجز: نَضَوْتُ عني شِرَّةً وأَدَّا (1) * مِن بعدِ ما كنتُ صملا نهدا - وأد: أبو قبيلة، بالضم، وهو أد بن طابخة ابن الياس بن مضر. وأدد: أبو قبيلة، من اليمن، وهو أدد بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن حمير. والعرب تصرف أددا، جعلوه بمنزلة ثقب ولم يجعلوه بمنزلة عمر.
[أزد] أزد: أبوحى من اليمن، وهو أزد بن غوث ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ. وهو بالسين أفصح. يقال أزد شنوءة وأزد عمان، وأزد السراة. قال الشاعر النجاشي (2) :
_________
(1) في اللسان:
نضون عنى شدة وأدا
(2) هو قيس بن عمرو.

(2/440)


وكنت كذى رجلين رجل صحيحة * ورجل بها ريب من الحدثان - فأما التى صحت فأزد شنوءة * وأما التى شلت فأزد عمان -
[أسد] الأَسَدُ جمعه أَسُودٌ، وأَسُدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه، وأُسْدٌ مخفَّفٌ، وآسد، وآساد مثل أجبل وأجبال. قال أبو زيد: الاثنى أسدة. وأسد: أبو قبيلة من مضر، وهو أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر. وأسد ايضا: قبيلة من ربيعة، وهو أسد ابن ربيعة بن نزار. وأرض مأسدة: ذات أُسْدٍ. وأَسِدَ الرجلُ بالكسر، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً: صار كالأَسَدِ في أخلاقه. وفي الحديث: " إذا دخلَ فَهِدَ، وإذا خرج أَسِدَ ". واسْتَأْسَدَ عليه: اجترأ واسْتَأْسَدَ النبتُ: قَويَ والتف. قال أبوخراش الهذلى:
له عرمض مستأند ونجيل (1)
_________
(1) وصدره:
يفجين بالايدي على ظهر آجن * قوله يفجين أي يفرجن بأيديهن لينال الماء أعناقهن لتصرها. يعنى حمراء وردت الماء. والعرمض: الطحلب. وجعله مستأسدا كما يستأسد النبت. والنجيل: النز والطين.

(2/441)


وآسدت الكلب وأوسدته: أغريته بالصيد. والواو منقبلة عن الالف. وآسدت بين القوم: أفسدت. والاسد لغة في الازد، يقال هم الاسد أسد شنوءة. والاسدي: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة (1) . والاسادة لغة في الوسادة.
[أصد] الأُصْدَةُ بالضم: قميصٌ يُلبَسُ تحت الثوب. قال الشاعر: ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصْدَتِهِ * لم يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ وتَلبسه أيضاً صغار الجواري. تقول: أَصَّدَتْهُ تَأصيداً. قال كثير: وقد دَرَّعُوها وَهْيَ ذاتُ مؤَصَّدٍ * مَجوبٍ ولمَّا يلْبَسِ الدرع ريدها والاصيد، لغة في الوصيد، وهو الفناء. والاصيدة كالحظيرة لغة في الوصيدة. وآصَدْتُ البابَ: لغةٌ في أوصدْته، إذا أغلقَته. ومنه قرأ أبو عمرو:
(إنها عليهم مؤصدة) * بالهمز.
_________
(1) هو قوله يصف القفر: مستهلك الورد كلاسدى قد جعلت * أيدى المطى به عادية رغبا -

(2/441)


وكان مجرى داحس والغبراء من ذات الاصاد، وهو موضع، وكانت الغاية مائة غلوة. والاصاد، هي ردهة بين أجبل.
[أفد] أَفِدَ الرجل بالكسر يَأْفَدُ أفداء، أي عجل، فهو أفد على فعل، أي مستعجلٌ. وأَفِدَ التَرَحُّلُ، أي دنا وأزف.
[أكد] التَأْكيدُ: لغة في التوكيد. وقد أكدت الشئ ووكدته.
[أمد] الأَمَدُ: الغاية كالمدى. يقال: ما أَمَدُكَ؟ أي منتهى عمرك. والأَمَدُ أيضاً: الغضب. وقد أَمِدَ عليه بالكسر، وأَبِدَ عليه، أي غضب. وآمد: بلد في الثغور.
[أود] أود الشئ بالكسر يأود أَوَداً، أي اعْوَجَّ. وتَأَوَّدَ: تَعَوَّجَ. أبو زيد: آدَني الحِمْلُ يَؤُودُني أودا: اثقلني. وأنا مؤود مثال مقول. يقال: ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ. وآدَهُ أيضاً بمعنى حَناهُ وعَطَفَهُ، وأصلهما واحد.

(2/442)


وآد العشى، أي مال. قال الهذلى ساعدة ابن العَجْلان. أَقَمْتُ به نَهارَ الصَيْفِ حَتَّى * رَأيْتُ ظِلالَ آخِرِهِ تَؤُودُ - أي ترجع وتميل إلى ناحية المشرق. وقال المرقش (1) . لا يبعد الله التلبب وال‍ * - غارات إذ قال الخميس نعم والعدو بين المجلسين إذا * آدَ العَشِيُّ وتَنادى العَمّ - والانئياد: الانحناء. قال العجاج: من أن تبدلت بآدى آدا (2) * لم يك ينآد فأمسى انآدا - أي قد انآد، فجعل الماضي حالا بإضمار قد، كقوله تعالى:
(أو جاءوكم حصرت صدروهم) *. وأود بالضم: موضع بالبادية. وأود بالفتح: اسم رجل. قال الافوه. الاودى: ملكنا ملك لقاح أول * وأبونا من بنى أود خيار -
_________
(1) الاكبر.
(2) قبله: إما ترينى أصل القعادا * وأتقى أن أنهض الارعادا -

(2/442)


[أيد] أبو زيد:
[آدَ] الرجلُ يَئيدُ أَيْداً: اشتدَّ وقوي. والأيْدُ والآدُ: القوة. قال العجاج:
مِنْ أَنْ تَبَدَّلْتُ بآدي آدا * يعني قوّة الشباب. تقول منه: أَيّدْتُهُ على فَعَلْته، فهو مُؤَيَّدٌ. وتقول من الأَيْدِ: أَيَّدْتُهُ تَأْييداً، أي قوّيته. والفاعل مُؤَيَّدٌ، وتصغيره مُؤَيِّدٌ أيضا، والمفعول مؤيد. وتأيد الشئ: تقوَّى. ورجلٌ أَيِّدٌ، أي قويّ. قال الشاعر: إذا القوس وترها أيد (1) * رمى فأصاب الكلى والذرى - يقول: إذا الله تعالى وتر القوس التى في السحاب رمى كل الابل وإسنمتها بالشحم، يعنى من النبات الذى يكون من المطر. والإيادُ: ترابٌ يجعَل حول الحوض أو الخباء يقوَّى به، أو يمنع ماء المطر. قال ذو الرمة يصف الظليم: دفعناه عن بيض حسان بأجرع * حوى حولها من تربه بإياد - يقول: طردناه عن بيضه. وإياد: حى من معد. وقال الشاعر (2) :
_________
(1) بشد الياء.
(2) أبواود الايادي.

(2/443)


في فتو حسن أو جههم * من إيادى بن نزار بن معد (1) - ويقال لميمنة العسكر وميسرته: إياد. قال الراجز: عن ذى إيادين لهام لو دسر * بركنه أركان دمخ لا نعقر (2) - والمؤيد، مثال المؤمن: الأمرُ العظيمُ، والداهيةُ. قال طرفة: تقول وقد ترى الوظيف وساقُها * أَلَسْتَ تَرى أنْ قد أتيت بمؤيد -
فصل الباء
[بجد] بَجَد بالمكان بُجوداً: أقام به. وقولهم: هو عالمٌ بِبَجْدَةِ أَمْرِكَ، وبُجْدَةِ أمرك، وبُجُدَةِ أمرك، بضم الباء والجيم، أي بِدخْلَةِ أمرك وباطنه. ويقال: عنده بَجْدَةُ ذلك، بالفتح، أي عِلْمُ ذلك. ومنه قيل للعالم بالشئ المتقن: هو ابن بجدتها. والبِجادُ: كساءٌ مخطَّطٌ من أكسية الاعراب. ومنه ذو البجادين، واسمه عبد الله (3) .
_________
(1) في اللسان: " بن مضر ".
(2) في اللسان " لا نقص ".
(3) عبد الله بن عبد نهم بن عفيف. وفى اللسان: " وهو عنبسة بن نهم المزني ".

(2/443)


[بخد] البخنداة والخبنداة من النساء: التامة القَصب. قال الراجز
(1) : قامت تُريك خشيةً أن تَصرِما * ساقاً بخنداة وكعبا أدرما - وكذلك البخندى والخبندى، والياء للالحاق بسفرجل. قال الراجز (2) : تمشى كمشى الوحل المبهور * إلى خبندى قصب ممكور -
[بدد] بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدَّاً: فرَّقه. والتبديد: التفريق. يقال: شملٌ مُبَدَّدٌ. وتبدد الشئ: تفرق. والبدة، بالكسر: القوّة. والبِدَّةُ أيضاً: النصيب. تقول منه: أَبَدَّ بينهم العطاءَ، أي أعطى كلَّ واحدة منهم بِدَّتَهُ. وفي الحديث: " أَبِدِّيهِمْ تمرةً تمرةً ". يقال في السخلتين: أبدهما نعجتين، أي اجعل لكل واحد منهما نعجمة ترضعه، إذا لم تكفهما نعجة واحدة. وأَبَدَّ يدَه إلى الأرض: مدَّها. واسْتَبَدَّ فلانٌ بكذا، أي انفرد به. والبَدادُ، بالفتح، البِرازَ. يقال: لو كان البَدادُ لما أطاقونا، أي لو بارزناهم رجلٌ ورجلٌ.
_________
(1) هو العجاج.
(2) هو العجاج أيضا.

(2/444)


وقولهم في الحرب: يا قومِ بَدادِ بَدادِ، أي ليأخذ كل رجل قرنه. وإنما بنى هذا على الكسر لانه اسم لعفل الامر، وهو مبنى. ويقال إنما كسر لاجتماع الساكنين لانه واقع موقع الامر. يقال منه: تباد القوم يتبادون، إذا أخذو أقرانهم. ويقال أيضا: لَقوا بَدادَهمْ (1) ، أي أعدادهم، لكلِّ رجلٍ رجلٌ. وقولهم: جاءت الخيل بداد، أي متبددة. وبنى أيضا على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو البدد. قال الشاعر عوف بن الخَرِعِ:
والخَيْلُ تَعْدو في الصَعيدِ بَدّادِ (2) * وتفرّق القوم بَدادِ، أي مُتَبَدِّدَةٍ. قال الشاعر حسان بن ثابت: كُنَّا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً * لَجِباً فشُلُّوا بالرِماحِ بداد - وإنما بنى للعدل والتأنيث والصفة، فلما منع بعلتين من الصرف بنى بثلاث لانه ليس بعد المنع من الصرف إلا منع الاعراب.
_________
(1) وكذا في القاموس. وفى اللسان: " أبدادهم ".
(2) قبله: هلا فوارس رحرحان هجوتهم * عشرا تناوح في سراسرة وادى - ألا كررت على ابن أمك معبد * والعامري يقوده بصفاد - وذكرت من لبن المحلق شربة * والخيل تعدو في الصعيد بداد -

(2/444)


وتقول: السبعان يبتدان الرجل ابتداد، إذا أتياه من جانبية. وكذلك الرضيعان يَبْتَدَّانِ أمَّهما. ولا يقال يَبْتَدُّها ابنها، ولكن يَبْتَدُّها ابناها. وقد لقي الرجلان زيداً فابْتَدَّاهُ بالضرب، أي أخذاه من جانبيه. وبايعْته بِداداً، إذا بعته معارضةً. وكذلك بادَدْتُهُ في البيع مبادة وبدادا. وقولهم: مالك به بدد وبدة، أي مالك به طاقة. ابن السكيت: البَدَدُ في الناس: تباعُدُ ما بين الفخذين من كثرة لحمهما. قال: وفي ذوات الأربع تباعُدُ ما بين اليدين. تقول منه: بددت يارجل بالكسر، فأنت أَبَدُّ. وبقرةٌ بَدَّاءُ. والأَبَدُّ: الرجلُ العظيم الخلق، والمرأة بداء. قال أبو نخيلة:
ألد يمشى مشية الابد (1) * والبادان: باطِنا الفخِذين. وكلُّ من فَرَّجَ بين رجليه فقد بَدَّهُما. ومنه اشتقاق بِدادِ السَرْجِ والقَتَبِ، بكسر الباء وهما بِدادانِ وبَديدانِ، والجمع بَدائدُ وأبِدَّة تقول: بَدَّ قَتبه يبُدُّهُ، وهو أن يتَّخذ خريطتين
_________
(1) في اللسان: من كل ذات طائف وزؤد * بداء تمشى مشية الابد - الطائف: الجنون. والزؤد: الفزع.

(2/445)


فيحشوَهما فيجعلَهما تحت الأَحناء لئلاّ يُدبِرَ الخشبُ البعيرَ. والبَديدان: الخُرجان. والبديد: المفازة الواسعة. وقولهم لابد من كذا، كأنه قال: لا فِراق منه. ويقال البُدُّ: العِوَضُ. والبُدُّ: الصنم، فارسيٌّ معرب، والجمع البِدَدَةُ. الفراء: طيرٌ أَباديدُ ويباديد: أي مفترق. وأنشد (1) : كأنما أهلُ حُجْرٍ ينظرونَ مَتى * يَرَونَني خارجا طير يباديد (2) -
[برد] البَرْدُ: نقيض الحَرّ. والبُرودَةُ: نقيض الحرارة. وقد برد الشئ بالضم. وبَرَدْتُهُ أنا فهو مَبْرودٌ. وبَرَّدْتُهُ تَبْريداً. ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلا في لغة رديئة. قال الشاعر مالك بن الريب: وعَطِّلْ قَلُوصي في الرِّكابِ فإنها. * سَتُبْرِدُ أكْباداً وتُبْكي بَواكيا - وسقيته شربةً بردت فؤاده تبرده بردا.
_________
(1) الشعر لعطارد بن قران.
(2) تصحف على الجوهرى فقال: طير يباديد، وإنما هو طير اليناديد بالنون والاضافة، والقافية مكسورة.

(2/445)


وقولهم: لا تُبَرِّدْ عن فلان: أي إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه. وابْتَرَدْتُ، أي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إذا شربته لتبرد به كبدك. قال الراجز: لطالما حلاتماها لا ترد * فخلياها والسجال تبترد * من حر أيام ومن ليل ومد * وهذا الشئ مبردة للبدن. قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إنها مبردة في الصيف، مسخنة في الشتاء. وبردت الحديد بالمبرد. والبُرادَةُ: ما سقط منه. وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرودِ: كَحَلها به. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك: ما ذاب لك عليه؟ أي ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لي عليه كذا من المال. ولي عليه ألفٌ بارِدٌ. وسَمومٌ باردٌ، أي ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة: اليوم يوم بارد سمومه * من جزع اليوم فلا تلومه - وبرد، أي مات. وقول الشاعر (1) :
_________
(1) هو العتابى كلثوم بن عمرو.:

(2/446)


بالمرهفات البوارد (1) * يعنى السيوف، وهي القواتل. والبَرْدانِ: العَصْرانِ، وكذلك الأَبْرَدانِ، وهما الغَداةُ والعَشيُّ، ويقال ظلاهما. وقال الشماخ: إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوازئ بالرمل عين - والبرد: النوم. ومنه قول تعالى:
(لا يَذوقونَ فيها بَرْداً ولا شرابا) *. قال الشاعر العرجى: وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساَء سِواكُمُ * وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً (2) ولا بردا - والبردة، بالتحريك: التخمة. وفي الحديث " أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ ". والإِبْرِدَةُ، بالكسر: عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة: تُفَتِّر عن الجماع. ويقول الرجل من العرب: إنها لباردة اليوم، فيقول له الآخر: ليست بباردة، إنما هي إبردة الثرى. والبرد: حب الغمام تقول منه: بُرِدَتِ الأرضُ بالضم، وبرد بنو فلان.
_________
(1) البيت بتمامه: وأن أمير المؤمنين أغصنى * مغصهما بالمرهفات البوارد -
(2) النقاخ: الشراب العذب.

(2/446)


وسحاب برد وأَبْرَدُ، أي ذو بَرَدٍ. وسَحابةٌ بردة. وقال:
كأنهم المعزاء من وقع أبردا * والابيرد: لقب شاعر من بنى يربوع. وقول الساجع:
وصلينانا بردا * أي ذو برودة. والبرود: البارد. وقال الشاعر:
بَرودُ الثَنايا واضِحُ الثَغْرِ أَشْنَبُ (1) * والبَرودُ أيضاً: كلُّ ما بَرَدْتَ به شيئاً، نحو بَرودِ العَينِ، وهو كحلٌ. وتقول: هو لي بَرْدَةٌ (2) يميني، إذا كان لك معلوماً. وذكر أبو عبيد في باب نوادر الفعل: هي لك بَرْدَةُ نفسِها، أي خالصاً. والبُرْدُ من الثياب، والجمع بُرودٌ وأَبْرادٌ. وأما قول يزيد بن مفرغ الحميرى: وشريت بردا ليتنى * من بعد برد كنت هامه - فهو اسم عبد. وشريت أي بعت. وبُرْدَا الجندبِ: جناحاه. قال ذو الرمة: كَأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاً مُقْطِفٍ عَجِلٍ * إذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ ترنيم -
_________
(1) صدره:
فبات ضجيعي في المنام مع المنى
(2) في المطبوعة الاولى: " لبردة "، صوابه من اللسان.

(2/447)


والبردة: كساء أسود مربع فيه صور، تلبسه الاعراب. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه " بردة فلوت ". والجمع بُرَدٌ. والثور الأَبْرَدُ: فيه لُمَعُ بياضٍ وسوادٍ. والبُرْديُّ بالضم: ضربٌ من أجود التمر. والبردى بالفتح: نبات معروف. وقال الشاعر الاعشى: كبردية الغيل وسط الغري‍ * - ف ساق الرصاف إليه غديرا - والبريد المرتب. يقال: حُمِلَ فلان على البريد (1) . وقال امرؤ القيس: على كل مقصوص الذنابى معاود * بريد السرى بالليل من خيل بربرا - والبَريدُ أيضاً: اثنا عشر ميلاً. قال مُزَرَّدٌ يمدح عَرابَةَ الأوسيّ: فَدَتْكَ عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي * وناقتي الناجى إليك بريدها - أي سيرها في البَريدُ. وصاحبُ البَريدِ قد أَبْرَدَ إلى الأمير، فهو مُبْرِدٌ، والرسول بَرِيدٌ. ويقال للفرانق، لانه ينذر قدام الاسد.
_________
(1) عبارة المختار: قلت: قال الازهرى: قيل لدابة البريد بريد لسيره في البريد، وقال غيره: البريد البغلة المرتبة في الرباط تعريب بريده دم، ثم سمى به الرسول المحمول عليه ثم سميت به المساقة.

(2/447)


وحكى أبو عبيد: سقيته فأَبْرَدْتُ له إبْراداً، أي سقيته بارِداً. ويقال: جئناك مُبْرِدينَ، إذا جاءوا وقد باخ الحر. والبردان بالتحريك: موضع.
[برجد] البرجد: كساء غليظ.
[بعد] البُعْدُ: ضد القرب. وقد بَعُدَ بالضم فهو بعيد، أي تَباعَدَ. وأَبْعَدَهُ غيره، وباعَدَهُ، وبَعَّدَهُ تَبعيداً. والبَعَدُ بالتحريك: جمع باعِدٍ، مثل خادم وخدم. قال النابغة:..... إنَّ لَهُ (1) فَضْلاً على الناسِ في الاذنين والبعد (2) والبعد أيضا: الهلاك. تقول منه: بعد بالكسر: فهو باعِدٌ. واسْتَبْعَدَ، أي تَبَاعَدَ. واسْتَبْعَدَهُ: عَدَّهُ بعيداً. وتقول: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أيضاً، أي غير صاغر. تنح غير بعيد، أي كل قريبا.
_________
(1) صدره:
فتلك تبلغني النعمان إن له
(2) يروى: " في الادنى وفى البعد ".

(2/448)


وما أنتم بِبَعيدٍ، وما أنت مِنَّا ببَعيدٍ، يستوي فيه الواحد والجمع. وكذلك ما أنت منا ببعد، وما أنتم منا بِبَعَدٍ. وبيننا بُعْدَةٌ، من الأرض والقَرابةِ. قال الأعشى:
وَلا تنأمن ذى بعدة إن تَقَرَّبا (1) * ويقال أَبْعَدَ الله الآخَرَ، ولا يقال للاثنى منه شئ. وقولهم: كَبَّ الله الأَبْعَدَ لِفِيهِ، أي ألقاه لوجهه. والأَبْعَدُ: الخائن. والبعدان: جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. يقال: فلان من قُرْبانِ الأمير ومن بُعْدانِهِ. والأَباعِدُ: خلاف الأقارب. وبَعْدُ: نقيض قبل: وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيقا، وأصلهما الاضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبنى، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا، لانهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتداء ولا الخبر. وقولهم: رأيته بعيدات بين، أي بُعَيْدَ فِراقٍ، وذلك إذا كان الرجل يُمسِك عن إتيان
_________
(1) صدره:
بأن لا تبغى الود من متباعد:

(2/448)


صاحب الزمان ثم يأتيه، ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه. قال:
لَقيتُهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ (1) * وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن. وقولهم " أمّا بَعْدُ "، هو فصل الخطاب
[بلد] بَلَدَ بالمكان: أقام به، فهو بالِدٌ. والبَلْدَةُ والبَلَدُ: واحد البلادِ، والبُلْدانِ (2) . والبَلادَةُ: ضدُّ الذكاء. وقد بَلُدَ بالضم فهو بَليدٌ. وتَبَلَّدَ: تكلَّف البَلادَةَ. وتَبَلَّدَ، أي تردَّد متحيِّراً. وبَلَّدَ تَبْليداً: ضرب بنفسه الأرضَ. وأَبْلَدَ، لصق بالأرض. وقال الشاعر يصف حوضاً: ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بمَهْلَكَةٍ * جاوزْتُهُ بِعَلاةِ الخلق عليان - والمبالدة مثل المباطلة. أبو زيد: أبلد الرجل، إذا كانت دابته بليدة.
_________
(1) في اللسان: وأشعث منقد القميص دعوته * بعيدات بين لاهدان ولانكس -
(2) بضم الباء. فإن قيل: ما المانع من كسرها مثل ولدان؟ قلت: فعلا بالكسر جمع فعل محركا سماعي كما في حواشى الاشمونى. قالوا: سمع منه خرب وخربان اه‍. وتقدم في الصحاح شبث وشبثان، وكذلك ولد وولدان. قاله نصر.

(2/449)


والبلد: الاثر، والجمع أبلاد. قال ابن الرِقاع: عَرَفَ الدِّيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها * مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلى أَبْلادَها - وقال القُطاميّ: ليستْ تُجَرَّحُ فُرَّاراً ظهورُهُمُ * وبالنُحورِ كُلومٌ ذاتُ أَبْلادِ - والبَلَدُ: أُدْحِيُّ النَعامِ. يقال: هو أَذَلُّ من بيضة البَلَدِ، أي من بيضةِ النعامِ التي تتركها. والبَلْدَةُ: الأرض. يقال: هذه بَلْدَتُنا، كما يقال بَحْرَتُنا. والبَلْدَةٌ من منازل القمر، وهي ستّة أَنْجُمٍ من القوس تَنْزِلُها الشمسُ في أقصر يومٍ من السنة. والبَلْدَةُ: الصدر. يقال: فلان واسعُ البَلْدَةِ، أي واسع الصدر. قال الشاعر ذو الرمة: أُنيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ * قليلٍ بها الأصْواتُ إلاّ بُغامُها - يقول: بَرَكَتِ الناقة وألقتْ صدرها على الأرض. والبَلْدَةُ والبُلْدَةُ: نَقاوَة ما بين الحاجبين. يقال: رجل أَبْلَدُ، أي أبلج بيِّن البَلَدِ، وهو الذي ليس بمقرونٍ. والأَبْلَدُ: الرجل العظيم الخلق. والبلندى:

(2/449)


العريض. والمبلندى من الجمال: الصلب الشديد.
[بند] البَنْدَ: العلَم الكبير، فارسيٌّ معرّب. قال الشاعر:
وأَسْيافُنا تحت البنود الصواعق
[بيد] البَيداءُ: المفازة، والجمع بيد. وباد الشئ يبيد بيدا وبيودا: هلك. وأبادَهُم اللهُ، أي أهلكهم. والبَيْدانةُ: الأَتانُ اسم لها. قال امرؤ القيس: ويوماً على صَلْتِ الجَبينِ مُسَحَّجٍ * ويوماً على بَيْدانَةٍ أُمِّ تَوْلَبِ - وبَيْدَ بمعنى غير. يقال: إنّه كثير المال، بَيْدَ أنه بخيل.
فصل التاء
[تقد] التِقْدَةُ: بكسر التاء (1) : الكُزْبرة.
[تلد] التالِدُ، المال القديم الأصليّ الذي وُلِدَ عندك، وهو نقيض الطارف. وكذلك التِلادُ والإِتلادُ. وأصل التاء فيه واو، تقول منه: تَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تلوداً. وأَتْلَدَ الرجلُ، إذا اتَّخذ مالاً. ومال
_________
(1) وبفتحها عن الهروي.

(2/450)


متلد. وفى الحديث: " هن من تِلادي " يعني السُّوَرَ، أي مِن الذي أخذتُه من القرآن قديماً. والتَليدُ: الذي وُلِدَ ببلاد العجم ثم حُمِل صغيراً فنبت ببلاد الاسلام. ومنه حديث شريح في رجل اشترى جارية وشرطوا أنها مولدة فوجدها تليدة فردها. والمولدة بمنزلة التلاد، وهو الذى ولد عندك. وتلد (1) فلان في بنى فلان: أقام فيهم. والاتلاد: بطون من عبد القيس، أتلاد عمان، لانهم سكنوها قديما.
فصل الثاء
[ثاد] الثأدُ: النَدى والقُرُّ. قال ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح والوسواس والهضب - وقد يحرَّك. ومكانٌ ثَئِدٌ، أي نَدٍ. ورجلٌ ثَئِدٌ، أي مقرورٌ. والثَاْداء: الأَمَةُ، مثل الدَأْثاءِ، على القلب، قال الشاعر الكميت: وَما كُنَّا بَني ثَأْداَء لَمَّا * شَفَيْنا بالاسنة كل وتر - وكان الفراء يقول: الثأداء والسحناء، لمكان حروف الحلق.
_________
(1) كنصر وفرح أيضا.

(2/450)


وقال أبو عبيد: ولم أسمع أحدا يقولهما بالتحريك غيره. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء بالتحريك إلا حرف واحد، وهو الثأداء، وقد يسكن، يعنى في الصفات. وأما الاسماء فقد جاء فيه حرفان: قرماء وجنفاء، وهما موضعان.
[ثرد] ثردت الخبر ثردا: كسرته، فهو ثَريدٌ ومَثْرودٌ. والاسم الثُرْدَةُ بالضم. وكذلك اتردت الخبر، وأصله اثتردت على افتعلت، فلما اجتمع حرفان مخرجهما متقاربان في كلمة واحدة وجب الادغام، إلا أن الثاء لما كانت مهموسة والتاء مجهورة لم يصح ذلك، فأبدلوا من الاول تاء وأدغموه في مثله. وناس من العرب يبدلون من التاء ثاء ويدغمون، فيقولون: اثرد، فيكون الحرف الاصلى هو الظاهر. والتثريد في الذَبح هو الكسر قبل أن يَبْرُدَ، وهو منهيٌّ عنه. والثَرَدُ، بالتحريك: تشقق في الشفتين.
[ثعد] الثعد: ما لا ن من البُسر، واحدته ثَعْدَةٌ. يقال: هذا بقلٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ، إذا كان رَخْصاً غضَّاً. والمَعْدُ إتباعٌ لا يُفْرَدُ، وبعضهم يفرده. وثَرىً ثَعْدٌ وجعد، إذا كان لينا.

(2/451)


[ثمد] الثَمَدُ والثَمْدُ: الماء القليل الذى لا مادة له. واتمد الرجلُ واثَّمَدَ بالإدغام، أي ورد الثَمَدَ. وماءٌ مَثْمودٌ، إذا كثُر عليه الناس حتّى. يُنفِدوه إلاّ أقلة. وروضة الثمد: موضع. ورجل مثمود، إذا كثر عليه السُؤال حتَّى ينفدَ ما عنده. وكذلك إذا ثَمَدَتْهُ النساء فأكثر الجماعَ حتَّى انقطع ماؤه. والثامِدُ من البَهْمِ، حينَ قَرَمَ، أي أكل. وثمود: قبيلة من العرب الاولى. وهم قوم صالح، يصرف ولا يصرف. والاثمد: حجر يكتحل به.
[ثهد] الثوهد والفوهد: الغلام السمين التامُّ الخَلْق الذي قد راهَقَ الحلم. والجارية ثوهدة.
[ثهمد] ثهمد: اسم موضع. قال طرفة:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد (1)
فصل الجيم
[جحد] الجُحودُ: الإنكار مع العلم. يقال: جَحَدَهُ حقّه وبحقّه، جَحْداً وجحودا.
_________
(1) عجزه:
تلوخ كباقي الوشم في ظاهر اليد:

(2/451)


والجحد أيضا. قلة الخير، وكذلك الجُحْدُ بالضم. وقال الشاعر: لَئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيدَيْنِ مائِراً * لَقدْ غَنِيَتْ في غيرِ بُؤْسٍ ولا جَُحْدِ - والجَحَدْ بالتحريك مثله. يقال: نَكَداً له وجَحَداً. وجَحَدَ الرجل بالكسر جَحَداً، فهو جَحِدٌ (1) ، إذا كان ضيّقاً قليل الخير. وأجحد مثله. قال الفرزدق: وبيضاء من أهل المدينة لم تذق * بئيسا (2) ولم تتبع حمولة مجحد - وعام جحد: قليل المطر. وجَحِدَ النبتُ: إذا قلَّ ولم يطل. وجحادة: اسم رجل.
[جدد] الجد: وأبو الاب وابو الأُمِّ. والجَدُّ: الحظ والبَخْتُ: والجمع الجُدودُ. تقول: جُدِدْتَ يا فلان، أي صرْت ذا جَدٍّ، فأنت جَديدٌ حظيظٌ، ومَجْدودٌ محظوظٌ، وجَدٌّ حظ، وجدى حظى (3) . عن ابن السكيت. وفى الدعاء: " ولا ينفع ذاالجد منك الجد "
_________
(1) وجحد أيضا بالفتح.
(2) في اللسان: " يبيسا "، وهو تحريف.
(3) وجديد حظيظ: إذا كان ذا جد وحظ.

(2/452)


أي لا ينفع ذالغنى عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك. ومنك، معناه عندك. وقوله:
(تَعالى جَدُّ رَبِّنا) *، أي عظمة ربنا، ويقال غناه. وفى حديث أنس رضى الله عنه: كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي عظم في أعيننا. والجدد: الأرض الصلبة. وفي المثل: " من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثارِ ". وقد أجد القوم، إذا صاروا إلى الجَدَدِ. وأَجَدَّ الطريق: صار جَدَداً. والجادَّةُ: مُعظَمُ الطريق: والجمع جَوادُّ. والجِدُّ: نقيض الهزلِ. تقول منه: جد في الامر يجد بالكسر جدا. وجد فلان في عينى يجدا جَدّاً بالفتح: عظُم. والجِدُّ: الاجتهاد في الأمور. تقول منه: جَدَّ في الأمر يَجِدُّ جَدّاً بالفتح، ويَجُدُّ. وأَجَدَّ في الأمر، مثله. قال الأصمعي: يقال إن فلاناً لجاد مجد، باللغتين جميعا. وقولهم: أجد بها أمرا، أي أجد أمره بها، نصب الامر على التمييز، كقولك، قررت به عينا أي قرت عينى به. وجاده في الامر، أي حاقه.

(2/452)


وفلان محسن جِدّاً، ولا تقل جَدّاً. وهو على جدا أمر، أي عجلة أمر. وقولهم: في هذا خطرٌ جِدُّ عظيمِ، أي عظيم جدّاً. وقولهم: أَجِدَّكَ وأَجَدَّك (1) بمعنىً. ولا يتكلم به إلا مضافاً. قال الأصمعي: معناه أَبِجِدٍّ منك هذا. ونصبهما على طرح الباء. وقال أبو عمرو: معناه مالك أجد منك. ونصبهما على المصدر. قال ثعلب: ما أتاك في الشعر من قولك أجدك فهو بالكسر، فإذا أتاك بالواو وجدك فهو مفتوح. والجُدُّ بالضم: البئر التي تكون في موضع كثير الكلا. قال الاعشى يفضل عامرا على علقمة: ما جعل الجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر (2) - مثل الفراتي إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ (3) - وجدة: بلد على الساحل.
_________
(1) بكسر الجيم وفتحها، والهمزة والدال مفتوحان.
(2) الظنون: القليلة الماء.
(3) البوصى: النوتى الملاح، ويقال البوصى: الزورق. والنوتى: الملاح.

(2/453)


والجدة: الخَطَّةُ التي في ظهر الحمار تخالف لونه. والجُدَّةُ: الطريقة، والجمع جُدَدٌ. قال تعالى:
(ومن الجبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ) *، أي طرائق تخالف لون الجبل. ومنه قولهم: ركب فلان جُدَّةً من الأمر، إذا رأى فيه رأياً. وكِساءٌ مُجَدَّدٌ: فيه خطوط مختلفة. والجُدَّادُ: الخُلقانُ من الثياب، وهو معرب " كُدادْ " بالفارسية. قال الأعشى يصف خَمَّاراً: أضاَء مِظلَّتُه بالسِرا * جِ والليل غامر جدادها - وكل شئ تعقَّد بعضه في بعض من الخيوط وأغصان الشجر فهو جُدَّادٌ. قال الطرماح يصف ظبية: تجتنى ثامر (1) جداده * من فرادى برم أو تؤام - ويقال: إنه صغار الشجر. والجدجد بالضم: صرار الليل، وهو قَفَّازٌ، وفيه شبه من الجراد، والجمع الجداجد. والجد جد بالفتح: الارض الصلبة المستوية. وقال الشاعر (2) :
صم السنابك لا تقى بالجد جد (3)
_________
(1) في المخطوطة: " تامر " بالتاء المثناة.
(2) ابن أحمر الباهلى.
(3) صدره:
يجنى بأوظفة شداد أسرها * (58 - صحاح)

(2/453)


وجد الشئ يجد بالكسر جدة: صار جديداً، وهو نقيض الخَلَقِِ. وجددت الشئ أجده بالضم جدا: قطعته. وثوبٌ جديد، وهو في معنى مَجْدُودٍ، يراد به حين جَدَّهُ الحائك، أي قطعه. قال الشاعر (1) : أَبى حُبِّي سُلَيْمى أَنْ يبيدا * وأًمْسى حَبْلُها خَلَقاً جديدا (2) - أي مقطوعاً. ومنه قيل مِلحفةٌ جديد، بلا هاء، لانها بمعنى مفعولة. وثياب جدد، مثل سرير وسرر. وتجدد الشئ: صار جَديداً. وأَجَدَّهُ، واسْتَجَدَّهُ، وجَدَّدَهُ، أي صيَّره جديداً. وبَهيَ (3) بيتُ فلان فأَجَدَّ بيتاً من شَعَر. ويقال لمن لبس الجديد: أَبْلِ وأجد واحمد الكاسى. والجديد: وجه الارض. وقولهم: لا أفعله ما اختلف الجَديدانِ، وما اختلف الأَجِدَّانِ، يُعنى به الليلُ والنهار. وجَديدَةُ السَرجِ: ما تحت الدَّفَّتين من الرِفادة واللِبْدِ الملزق. وهما جديدتان، وهو في مولد
_________
(1) الوليد بن يزيد.
(2) يروى: " وأضحى حبلها ".
(3) في اللسان: " بلى " وهو تحريف ماهنا. والباهى من البيوت: الحال المعطل.

(2/454)


والعرب تقول: جَدْيَةُ السرجِ وجَدِيَّةُ السرجِ (1) . وجَدَّ النخل يَجُدُّهُ، أي صَرَمه. وأَجَدَّ النخلُ: حان له أن يُجَدّ. وهذا زمن الجِدادِ والجداد، مثل الصرام والقطاف، فكأن الفعال والفعال مطردان في كل ما كان فيه معنى وقت الفعل مشبهان في معاقبتهما بالاوان والاوان. والمصدر من ذلك كله على الفعل، مثل الجد والصرم والقطف. وجدت أخلاف الناقة، إذا أضرَّ بها الصِرارُ وقطعها، فهي ناقة مجدودةُ الأخلافِ. وامرأةٌ جَدَّاءُ: صغيرة الثدي. وفلاةٌ جَدَّاء: لا ماء بها. وتَجَدَّدَ الضَرْعُ: ذهب لبنُه. ابن السكيت: الجَدودُ: النعجةُ التي قل لبنُها من غير بأس، والجمع الجَدائِدُ، ولا يقال للعنز جَدودٌ ولكن مَصورٌ. قال: والجَدَّاءُ التي ذهب لبنُها من عيب. وجدود: موضع فيه ماء يسمى الكلاب، وكانت به وقعة مرتين. ويقال للكلاب الاول يوم جدود، وهو لتغلب على بكر بن وائل. قال الشاعر:
_________
(1) جدية السرج الاولى بفتح فسكون، والثانية بكسر الدال وشد الياء.

(2/454)


أرى إبلى عافت جدود فلم تذق * بها قطرة إلا تحلة مقسم -
[جرد] الجَرَدُ: فضاء لا نبات فيه. قال أبو ذؤيبٍ يصف حمار وحش وأنَّه يأتي الماء ليلاً فيشرب: يَقْضي لُبانَتَهُ بالليلِ ثم إذا * أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حوله جرد - والجرد في قول الراجز (1) : يا ريها اليوم على مبين * على مبين جرد القصيم - اسم موضع ببلاد بنى تميم. وأرض جردة وفضاء أَجْرَدُ: لا نبات فيه، والجمع الاجارد. وأجارد بالضم: موضع. ورجل أجرد بين الجرد: لا شعر عليه. وفرسٌ أَجْرَدُ، وذلك إذا رَقَّتْ شَعْرَتُهُ وقصُرَتْ، وهو مدح. وقول أبى ذؤيب: تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخيطة * بجرداء مثل الوكف يكبوا غرابها - يعنى صخرة ملساء. والجريد: الذى يجرد عنه الخوصُ. ولا يسمَّى جَريداً مادام عليه الخوص، وإنما يسمى
_________
(1) هو حنظلة بن مصبح.

(2/455)


سعفا، الواحدة جريدة. وكل شئ قشرته عن شئ فقد جَرَدْتَهُ عنه. والمقشور مَجرودٌ. وما قُشِرَ عنه جُرادَةٌ. ورجلٌ جارودٌ، أي مشئومٌ. وسنةٌ جارودٌ، أي شديدة المحل. والجارود العبدى: رجل من الصحابة، واسمه بشر بن عمرو بن عبد القيس. وسمى الجارود لانه فر بإبله إلى أخواله بنى شيبان وبها داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. وفيه قال الشاعر:
كما جرد الجارود بكر بن وائل * والجارودية: فرقة من الزيدية نسبوا إلى أبى الجارود زياد بن أبى زياد. ويقال: جريدة من خيلٍ، لجماعة جُرِدَتْ من سائرها لوجه. وعام جريد، أي تام. وقال الكسائي: ما رأيته مذ أَجْرَدانِ ومُذْ جَريدانِ، يعني يومين أو شهرين. والجردة بالضم مستوية منجردة (1) . ويقال أيضا: فلان حسنُ الجُرْدَةِ والمُجَرَّدِ والمُتَجَرِّدِ، كقولك: حسنُ العُرْيَةِ والمُعَرَّى، وهما بمعنىً.
_________
(1) في المخطوط: " متجرذة ".

(2/455)


والجَرْدةُ بالفتح: البُردةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ. قال أبو ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ * غداتئذ ذى جردة متماحل - بوشى: كثير العيال. متماحل: طويل. شفينا أحاحه، أي قتلناه. والمتجردة: اسم امرأة النعمان بن المنذر ملك الحيرة. والتجريد: التعرية من الثياب. وتجريد السيفِ: انتضاؤه. والتَجريدُ: التشذيبُ. والتَّجَرُّدُ: التعرِّي. وتَجَرَّد للأمر، أي جَدَّ فيه. وانجرد بنا اسير، أي امتدَّ وطال. وانْجَرَدَ الثوبُ، أي انسحق ولان. والجردان بالضم: قضيب الفرسِ وغيره. والجَرادُ معروفٌ، الواحدة جرادة، يقع على الذكر والاثنى. وليس الجَرادُ بذكرٍ للجرادة، وإنَّما هو اسم جنسٍ، كالبقر والبَقَرَةِ، والتمر والتمرة، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك، فحق مذكره أن لا يكون مؤنثه من لفظه، لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع. وقولهم: ما أدري أيُّ جَرادٍ عارَهُ، أيْ أيُّ الناس ذهَبَ به.

(2/456)


والجرادتان: اسم فينتين كانتا بمكة في الزمن الاول. وجردت الارض فهى مجرودة، إذا أكل الجَرادُ نبتَها. ويقال أيضاً: جُرِدَ الإنسان، إذا أكل الجَرادَ فاشتكى بطنَه، فهو مَجْرودٌ. وجَرِدَ الرجلُ بالكسر جَرَداً، إذا شَريَ جلدُه من أكل الجراد.
[جرهد] المُجْرَهِدُّ: المسرع في الذَهاب. قال الشاعر: لَمْ تُراقِبْ هناك ناهِلَةَ ال‍ * - واشِينَ لمَّا اجْرَهَدَّ ناهلها -
[جسد] الجَسَدُ: البدنُ. تقول منه: تَجَسَّدَ، كما تقول من الجسم: تَجَسَّمَ. والجَسَدُ أيضاً: الزعفران أو نحوهُ من الصِبْغِ، وهو الدمُ أيضاً. قال النابغة:
وما هُريقُ على الأَنْصابِ من جَسَدِ (1) * والجَسَدُ أيضاً: مصدر قولك جَسِدَ به الدمُ يَجْسَدُ، إذا لَصِقَ به، فهو جاسد وجسد. قال الطرماح:
منها جاسد ونجيع (2)
_________
(1) وصدره:
فلا لعمر الذى مسحت كعبته
(2) قال الطرماح يصف سهاما بنصالها: فراغ عوارى الليط تكسى ظباتها * سبائب منها جاسد ونجيع -

(2/456)


وقال آخر: بساعديه جسد مورس * من الدماء مائع ويبس - والمسجد: الاحمر. ويقال: المسجد: ما أشبع صبغه من الثياب، والجمع مجاسد. وقال ابن السكيت: يقال على فلان ثوب مشبع من الصبغ، وعليه ثوب مفدم. فإذا قام قياما من الصبغ قيل: قد أجسد ثوب فلان إجسادا فهو مجسد. قال: ويقال للزعفران: الجساد. والمجسد بكسر الميم: ما يلي الجسد من الثياب. وقال الفراء أصله الضم، لانه من أجسد، أي ألصق بالجسد. وقال بعضهم: قوله تعالى:
(أخرج لهم عجلا جسدا) *، أي أحمر من ذهب. والجلسد، بزيادة اللام: اسم صنم. قال الشاعر (1) : فعات يجتاب شقارى كما * بيقر من يمشى إلى الجلسد -
[جعد] شَعْرٌ جَعْدٌ بيّن الجُعودَةِ. وقد جَعُدَ شعرُهُ، وجَعَّدَهُ صاحبه تَجْعيداً. ورجلٌ جَعْدٌ وامرأةٌ جَعْدَةٌ. ويقال للكريم من الرجال: جَعْدٌ، فأما إذا
_________
(1) هو عدى بن الرقاع، أو المثقب العبدى.

(2/457)


قيل فلان جعد اليدين، أو جَعْدُ الأنامِلِ، فهو البخيل. وربما لم يذكروا معه اليد. قال الراجز: يا أحسن الناس مناط عقد * لا تعدليني بظرب (1) جعد - ويكنى الذئب أبا جعدة، وأبا جعادة، وليس له بنت تسمَّى بذلك. قال الكميت يصفه: ومُسْتَطْعِمٍ يُكْنى بغيرِ بَناتِهِ * جَعَلْتُ له حظا من الزاد أو فرا - وقال عبيد بن الأبرص: وقالوا هي الخَمرُ تُكْنى الطِلا * كما الذِئْبُ يُكْنى أَبا جَعْده - أي كنيته حسنة وعلمه منكر. والجعدة: نبت على شاطئ الانهار. وجعدة: أبوحى من العرب، وهم جعدة (2) ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم النابغة الجعدى. وقد يوصف زبد البعير بالجعودة، إذا كان بعضه فوق بعض، يقال جعد اللغام. قال ذو الرمة: تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها * واعتم بالزبد الجعد الخراطيم - وثرى جَعْد، مثل ثَعْدٍ، إذا كان ليِّناً. وبعيرٌ جَعْدٌ، أي جَعْدُ الوبر كثيره.
_________
(1) في المطبوعة الاولى واللسان: " بضرب " صوابه من المخطوطة. الظرب كعتل: القصير.
(2) في المخطوطة: " وهو جعدة ".

(2/457)


[جلد] الجِلْدُ: واحد الجُلودِ: والجِلْدَةُ أخص منه. وأما قول الهذلى (1) : إذا تجاوب نوح قامتا معه. * ضربا أليما بسبت يعلج الجلدا - فإنما كسر اللام ضرورة، لان للشاعر أن يحرك الساكن في القافية بحركة ما قبله، كما قال: علمنا أخواننا (2) بنو عجل * شرب النبيذ واعتقالا بالرجل - وكان ابن الاعرابي يرويه بالفتح ويقول: الجلد والجلد، مثل شبه وشبه، ومثل ومثل، وقال ابن السكيت: وهذا لا يعرف. وتجليد الجزور مثل سلخ الشاة. يقال: جلد جزورة، وقلّما يقال: سَلَخَ. وفرسٌ مُجَلَّدٌ، إذا كان لا يجزع من الضرب. وجَلَدَهُ الحَدَّ جَلْداً، أي ضربه وأصاب جِلْدَهُ، كقولك: رَأَسَهُ وبَطَنَهُ. والمِجْلَدُ، قطعةٌ من جِلْدٍ تكون في يد النائحة تلطِم به وجهَها. والجَلَدُ: جِلْدٌ حُوار يُسْلَخُ فيُلبَس حُواراً آخر لتشَمَّه أم المسلوخ فترأمه قال العجاج: وقد أرانى للغوانى مصيدا * ملاوة كأن فوقى جلدا -
_________
(1) عبد مناف بن ربع.
(2) في المخطوطة: " أخوالنا ".

(2/458)


والجلد: الكبار من النوقِ التي لا أولادَ لها ولا ألبانَ، الواحدة بالهاء. والجلد أيضا: الارض الصلبة. قال النابغة: إلا الاوارى لايا ما أبينها * والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد - وكذلك الأَجْلَدُ. قال جرير: أَجالَتْ عليهنَّ الروامس بعدنا * دقاق الحصى من كل سهل وأجلدا - والجمع الا جلاد والأجالِدُ. والجَلَدُ: الصلابةُ والجَلادَةُ. تقول منه: جَلُدَ الرجلُ بالضم، فهو جَلْدٌ وجَليدٌ، بيِّن الجَلَدِ، والجَلادَةِ، والجُلودَةِ، والمَجْلودِ، وهو مصدرٌ مثل المحلوفِ والمعقولِ. قال الشاعر:
واصْبِرْ فإنَّ أَخا المَجْلودِ مَنْ صَبَرا * وربما قالوا رجل جضد، يجعلون اللام مع الجيم ضادا إذا سكنت. وقوم جلد، وجلداء، وأجلاد. والتَجَلُّدَ: تَكَلُّفُ الجلادَة. والمُجالَدَةُ: المباطَلةُ وتَجالَد القومُ بالسيوف واجْتَلَدوا. وأَجْلادُ الرجلِ: جسمه وبدنه، وكذلك تَجاليدُهُ. والجَلْدَةُ: بالتسكين: واحدة الجِلادِ، وهي أدسمُ الإبلِ لبناً. والجِلادُ من النخل: الكبار الصلاب. قال الشاعر سويد بن الصامت:

(2/458)


أدين وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم (1) الجلاد القراوح - وشاة جلدة، إذا لم يكن لها لبنٌ ولا ولد. وفلان جلودي بفتح الجيم، قال الفراء: وهو منسوب إلى جلود: قرية من قرى إفريقية ولا تقل الجلودى. والجليد: الضريب والسقيط، وهوندى يسقط من السماء فيجمُدُ على الأرض. تقول منه: جلدت الارض، فهى مجلودة. وجلندى، بضم الجيم مقصور: اسم ملك عمان.
[جلخد] المجلخد: المستاقى الذى قد رمى بنفسه وامتد. قال ابن أحمر: يظل أمام بيتك مجلخدا * كما ألقيت بالسند الوضينا - يصفه بالكسل.
[جلعد] الجَلْعَدُ: الصُلْبُ الشديدُ. والجُلاَعِدُ من الابل: الشديد. قال الفقعسى: صوى لها ذا كدنة جلاعدا * لم يرع بالاصياف إلا فاردا - والجمع الجلاعد بالفتح.
_________
(1) ويروى: " على الجرد ".

(2/459)


وجلعد: موضع من بلاد قيس.
[جلمد] الجَلْمَدُ والجُلْمودُ: الصخرُ. والجَلْمَدُ: الابل الكثيرة. وذات الجلاميد: موضع.
[جمد] والجمد بالتسكين: ما جمد من الماء، وهو نقيض الذَوْبِ، وهو مصدر سميِّ به. الجَمَدُ، بالتحريك: جمع جامد، مثل خادم وخدم. يقال: قد كثُر الجَمَدُ. وجَمَدَ الماء يَجْمُدُ جَمْداً وجُموداً، أي قام. وكذلك الدمُ وغيره إذا يَبِسَ. وجُمادى الأولى وجُمادى الاخرة، بفتح الدال من أسماء الشهور، وهو فُعالى من الجَمْدِ. والجُمدُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ: مكانٌ صلبٌ مرتفعٌ. قال امرؤ القيس: كَأَنَّ الصُِوارَ (1) إذْ يُجاهِدْنَ غُدْوَةً * على جُمُدٍ خَيْلٌ تَجولٌ بأَجْلالِ - والجمع أَجْماد وجِمادٌ، مثل رمح وأرماح ورماح. والجَمادُ بالفتح: الأرض التي لم يصبها مطرٌ. وناقةٌ جَمادٌ: لا لبن لها.
_________
(1) الصوار ككتاب وغراب: القطيع من بقر الوحش.

(2/459)


وسنة جماد: لا مطر فيها ويقال للبخيل: جَمادَ له، أي لا زال جامِدَ الحال. وإنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر، أي الجُمود. كقولهم فَجارِ أي الفَجْرَةُ. وهو نقيض قولهم جماد، بالحاء، في المدح. قال المتلمِّس: جَمادِ لها جَمادِ ولا تقولي (1) * لها أبداً إذا ذُكِرَتْ حَمادِ (2) - أي قولي لها جُموداً، ولا تقولي لها حمداً وشكراً. وعينٌ جَمودٌ: لا دمع لها. والمُجْمِدُ: البَرَمُ. وربما أفاض بالقَداحِ لأجل الأيسار. قال الشاعر طرفة: وأصفر مضبوح نظرت حويره (3) * على النار واستودعته كف مجمد - يقول: انتظرت صوته على النار حين قومته وأعلمته، فهو كالمحاورة منه. وكان الاصمعي يقول: هو الداخل في جمادى. وكان جمادى في ذلك الوقت شهر برد.
[جند] الجند: الاعوان والانصار. وفلان جند
_________
(1) ويروى: " ولا تقولن ".
(2) في التكملة:
طوال الدهر ما ذكرت حماد * وكذلك في المخطوطة.
(3) يروى: " نظرت حواره ".

(2/460)


الجنود. وفى الحديث: " الارواح جنود مجندة ". والشام خمسة أجناد: دمشق، وحمص وقنسرون، والاردن، وفلسطين، يقال لكل مدينة منها جند. قال الشاعر الفرزدق: فقلت ما هو إلاَّ الشامُ تَرْكَبُهُ * كأَنَّمَا الموتُ في أَجْنادِهِ البَغَرُ (1) وجند بالتحريك: بلد باليمن.
[جهد] الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقةُ. وقرئ:
(والذين لا يجدون إلا جهدم) * و * (جهدم) *. قال الفراء: الجهد بالضم الطاقةُ. والجَهْدُ بالفتح من قولك: اجْهَدْ جَهْدَكَ في هذا الأمر، أي ابلُغ غايتك. ولا يقال اجْهَدْ جُهْدَكَ. والجَهْدُ: المشقَّةُ. يقال: جَهَدَ دابته وأَجْهَدَها، إذا حمل عليها في السير فوق طاقتها. وجَهَدَ الرجل في كذا، أي جَدَّ فيه وبالغ. وجَهَدْتُ اللبنَ فهو مَجْهودٌ، أي أخرجت زُبده كله. وجَهَدْتُ الطعامَ: اشتهيته. والجاهدُ: الشَهْوانُ (2) . وجُهِدَ الطعامُ وأُجْهِدَ، أي اشْتُهِيَ. وجَهَدْتُ الطعامَ، إذا أكثرتَ من أكله. ومرعَى جهيدٌ: جَهَدَهُ المال.
_________
(1) البغر بالمعجمة: العطش يصيب الابل فلا تروى، وهو مرض مميت لها.
(2) في المخطوطة: " النشهان ".

(2/460)


وجهد الرجل فهو مجهود، من المشقةِ، يقال أصابهم قُحوطٌ من المطر فجُهِدوا جَهْداً شديداً. وجَهِدَ عيشهم بالكسر، أي نَكِدَ واشتدَّ. والجَهادُ بالفتح: الأرضُ الصُلبةُ. وجاهَدَ في سبيل الله مجاهدةً وجهاداً. والاجتهادُ والتَجاهُدُ: بذل الوُسعِ والمجهود.
[جود] شئ جيد على فيعل، والجمع جِيادٌ وجَيائِدُ بالهمز على غير قياس. والجود: المطر العزيز. تقول: جاد (1) المطر جَوْداً فهو جائد، والجمع جود مثل صاحب وصحب. وهاجت لنا سماءٌ جَوْدٌ، ومُطِرنا مَطْرَتَيْنِ جَوْدَينِ. وقد جيدَت الأرضُ، فهي مَجودَةٌ قال الراجز: رعيتها أكرم عود عودا * الصل والصفصل واليعضيدا * والخازباز السنم المجودا (2)
وجادَ الرجُلُ بمالِه يجود جوداً بالضم، فهو جَوادٌ. وقَوْمٌ جودٌ، مثل قذالٍ وقَذَلٍ - وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة - وأجواد وأجاود
_________
(1) في المطبوعة الأولى ((جاء)) ، تحريف.
(2) السنم، ككتف، هو النبات ارتفع وخرجت سنمته أي نوره.

(2/461)


وجُوَداء. وكذلك امرأة جوادٌ ونسوةٌ جودٌ مثل نوارٍ ونورٍ. قال الشاعر، أبو شهاب الهُذَليّ:
صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكرِها ... جوادٌ يقوت البطن والعِرقُ زاخرُ.
وتقول: سِرْنا عُقْبَةً جَواداً، أي بعيدة، وعُقْبَتَين جوادِيْنِ، وعُقُباً جِياداً.
وجادَ الفرسُ، أي صار رائعاً، يَجُودُ جُودةً بالضم، فهو جوادٌ للذكر والاثنى، من خيل جياد وأجياد وأجاويد.
وأجياد: جبل بمكة، سمى بذلك لموضع خيل تبع، وسمى قيعقعان لموضع سلاحه. وجاد الشئ جودة وجودة، أي صار جَيِّداً. وجادَ بنفسه عند الموت يجود جؤودا (1) . والجُواد، بالضم: العطش. قال الباهليّ: ونصرك خاذل عنى بطئ * كأن بِكُمْ إلى خَذْلي جُوادا - تقول منه: جيدَ الرَجُلِ يُجادُ فهو مَجودٌ. والجَوْدَةُ: العَطْشة. قال ذو الرُمَّة: تَظَلُّ تُعاطِيهِ إذا جِيدَ جودة * رضابا كطعم الرنجبيل المعسل - والجودى: جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام. وقرأ الاعمش:
(واستوت على الجودى) * بإرسال الياء، وذلك
_________
(1) وجودا، بالفتح أيضا.

(2/461)


جائز للتخفيف، أو يكون سمى بفعل الانثى، مثل حطى، ثم أدخل عليه الالف واللام، عن القراء. وأجادَ الرَجُل، إذا كانَ معه فرس جواد. وأجدت الشئ فجاد. والتجويد مثله. وقد قالوا: أجْوَدْتُ كما قالوا: أطال وأَطْوَلَ، وأحال وأحْوَلَ، وأطاب وأَطْيَبَ، وأَلانَ وأَلْيَنَ، على النُقْصان والتمام. وشاعِرٌ مِجْوادٌ، أي مُجيدٌ كثيراً. وأَجَدْتُهُ النَقْدَ: أعطيته جيادا. واستجدت الشئ: عددته جَيِّداً. وجاوَدْتُ الرَجُلَ من الجودِ، كما تقول: ماجدته من المجد. والجيد: العنق، والجمع أجياد. والجَيَد بالتحريك: طول العُنُق وحُسْنُه: رجلٌ أَجْيَدُ، وامرأة جَيْداءُ، والجمع جود. والجادى: الزعفران، وقال الشاعر كُثَيِّرٌ: يُباشِرْنَ فأرَ المِسْكِ في كلِّ مَهْجَعٍ (1) ويُشْرِقُ جاديُّ بهنَّ مفيد أي مدوف.
فصل الحاء
[حتد] حَتَدَ بالمكان يَحْتِد: أقام به وثبت.
_________
(1) ويروى: " في كل مشهد ".

(2/462)


والمحتد: الاصل، يقال فلان من مَحْتِدِ صدقٍ ومَحْفِدِ صدقٍ (1) . وعينُ حُتُدٌ بضم الحاء والتاء، إذا كان لا ينقطع ماؤها من عيون الارض.
[حذد] الحد: الحاجز بين الشيئين. وحد الشئ: منتهاه. تقول: حددت الدار أَحُدُّها حَدّاً. والتحديد مثله (2) . وفلان حَديدُ فلان: إذا كان أرضه إلى جنب أرضه. والحَدُّ: المَنْعُ، ومنه قيل للبوّاب: حَدَّاد قال الاعشى: فقمنا ولما يصح ديكنا * إلى جونة عند حدادها - ويقال للسَّجان حدّاد، لأنه يمنع من الخروج، أو لانه يعالج الحديد من القيود. قال الشاعر: يقولُ لي الحَدَّادُ وهو يقودني * إلى السِجْنِ لا تَجْزَعْ (3) فما بك من باسِ - والمَحدود: الممنوع من البَخْت وغيره. وهذا أَمْرٌ حَدَدٌ: أي منيعٌ حَرامٌ لا يَحِلُّ ارتكابه. ودعوةٌ حَدَدٌ: أي باطلة. ودونه حَدَدٌ: أي مَنْعٌ. وقال الشاعر زيد بن عمرو بن نفيل:
_________
(1) وكذلك محقد ومحكد.
(2) والتحديد من حددها.
(3) في اللسان: " لا تفزع ".

(2/462)


لا تعبدن إلها دون خلقكم (1) * فإن دعيتم فقولوا دونَهُ حَدَدُ - ومالي عن هذا الأَمْر حَدَدٌ: أي بُدٌّ. وقول الكميت: حَدَدٌ (2) أن يكون سَيْبُكُ فينا * زَرماً (3) أو يَجيئَنا تمصيرا - أي حَراماً. كما تقول: مَعاذَ الله، قد حد الله ذاك عنّا. وحَدَدْتُ الرَجُل: أقمتُ عليه الحَدَّ، لأنّه يَمْنَعُهُ من المُعاودة. وأَحَدَّتِ المرأة: أي امتَنَعت من الزينة والخِضابِ بعد وفاة زوجها. وكذلك حدت تحد وتحد حِداداً، وهي حادٌّ. ولم يَعْرِفِ الأصمعي إلاّ أَحَدَّتْ فهي مُحِدّ. والمُحادَّةُ: المُخالفة، ومَنْعُ ما يَجِبُ عليك. وكذلك التَحادُّ. والحَديدُ معروف، لأنّه مَنيعٌ. والحَديدَةُ أَخَصُّ منه، والجمع الحدائد، وقد جاء في الشعر الحدائدات. وأنشد الاحمر (4) في نعت الخيل:
فهن يعلكن حدائداتها
_________
(1) في اللسان: " إلها غير ".
(2) في اللسان: " حددا ".
(3) في اللسان:
وتحا أو مجبنا ممصورا
(4) الوجه " للاحمر ".

(2/463)


وحد كل شئ: شباته. وحد الرجل: بأسه وحد الشَرابِ: صلابَتُه. قال الأعشى: وكأسٍ كعين الديكِ باكرتُ حَدَّها * بِفِتْيانِ صِدْقٍ والنَواقيسُ تَضْرَبُ - وقد حَدَّ السَيْفُ يَحِدُّ حِدَّةً، أي صارَ حادَّاً وحَديداً، وسُيوفٌ حِدادٌ، وأَلسِنَةٌ حِدادٌ. والحِداد أيضاً: ثِياب المَأْتَمِ السودُ. وحكى أبو عمرو: سَيْفٌ حداد بالضم والتشديد مثل أمر كبار. والحدة: ما يَعْتَري الإنسانَ من النَّزَقِ والغَضب. تقول: حَدَدْتُ على الرجُلِ أَحِدُّ حدة وحدا، عن الكسائي. وتحديد الشفرة وإحدادها واستحدادُها، بمعنىً. والاستحداد أيضاً: حَلْق شعرِ العانَةِ. وأَحْدَدْتُ النَظَرَ إلى فلان. واحتدَّ فلانٌ من الغَضَب محتد. وقولهم: ما أجد منه مُحْتَدَّاً ولا مُلْتَدَّاً أي بدا. وحدان بالضم: حى من العرب من بنى سعد. وحدان أيضا من الازد. وبنو أحداد (1) : بطن من طيئ.
[حدرد] الحدرد: اسم رجل. ولم يجئ على فعلع
_________
(1) في اللسان: " بنو حداد ".

(2/463)


بتكرير العين غيره. ولو كان فعللا لكان من المضاعف، لان العين واللام من جنس واحد، وليس هو منه.
[حرد] حَرَدَ يَحْرِدُ بالكسر حَرْداً: قَصَدَ. تقول: حَرَدْتُ حَرْدَكَ، أي قصدت قصدك. قال الراجز: أقبل سيل جاء من أمر الله * يحرد حرد الجنة المغله - وقوله تعالى:
(وغدوا على حَرْدٍ قادِرين) *، أي على قَصْدٍ. وقيل: على منعٍ. من قولهم حارَدَتِ الإبلُ حِراداً، أي قَلَّت ألبانها. والحَرود من النوق: القَليلة الدَّرِّ. وحارَدَتِ السَنَة: قَلَّ مَطَرُها. وحَرَدَ يَحْرِدُ حُروداً، أي تَنَحَّي عن قومه، ونزل منفرداً ولم يخالطهم. قال الشاعر (1) : إذا نزل الحى حل الجحيش * حريد المحل غويا غيورا - وقال أبو زيد: رجل حَريدٌ من قوم حُرَداء. وقد حَرَدَ يَحْرُدُ حُروداً: إذا تَرَك قَوْمَهُ وتحوّل عنهم. قال: وقالوا كلُّ قليل في كثير حريد. وأنشد لجرير: نبنى على سَنَنِ العَدُوّ بُيوتَنا * لا نَستَجيرُ ولا نحل حريدا -
_________
(1) هو الاعشى.

(2/464)


وكوكب حريد، أي مُعْتَزِلٌ عن الكَواكِبِ. قال ذو الرمة: يعتسفان الليل ذا السدود * أما بكل كوكب حريد - قال الأصمعي: رجل حَريدٌ: أي فَريدٌ وحيدٌ. قال: والمُنْحَرِدُ: المُنْفَرِدُ، في لغة هُذَيل. وأنشد لأبي ذؤيب: مِنْ وَحْشِ حَوضي يُراعي الصَيْدَ مُنْتَقِلاً * كأنّه كَوكَبٌ في الجوّ منحرد - ورواه أبو عمرو بالجيم، وفسره منفرد. قال: وهو سهيل. والحرد بالتحريك: الغضب. قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الاصمعي: هو مخفف. وأنشد (1) : إذا جياد الخيل جاءت تردى * مملوءة من غضب وحرد - وقال الآخر:
يلوك من حرد على الارما * وقال ابن السكيت: وقد يحرك. تقول منه: حرد بالكسر فهو حارد وحردان. ومنه قيل: أسد حارد، وليوث حوارد. وحرد البعير حردا بالتحريك لا غير، فهو أحرد وناقة حرداء، وذلك أتن يسترخى عصب إحدى يديه من عقال،
_________
(1) لقبيصة النصراني، ويقال للاعرج المعنى.

(2/464)


أو يكون خلقه حتى كأنه ينفضها إذا مشى. قال الاعشى. وأذرت برجليها النفى وراجعت * يداها خنافا لينا غير أحردا - وتحريد الشئ: تعويجه كهيئة الطاق. ومنه قيل: بَيْتٌ مُحَرَّدٌ، أي مُسَنّم. وحبل مُحَرَّدٌ إذا ضُفِر فصارت له حروف لا عوجاجه. والحردى من القصب نبطى معرب. ولا يقال الهردى. وغرفة محردة، أي فيها حَرادِيُّ القَصَب. قال الأصمعي: البيت المُحَرَّدُ، هو المُسَنَّمُ الذي يقال له كوخٌ. قال: والمحرد من كل شئ: المعوج. والحِرْدُ بالكسر: واحد الحُرود، وهي مباعر الابل.
[حرقد] الحرقدة: عقدة الحنجور.
[حرمد] الحرمد: الطين الاسود.
[حسد] الحَسَد: أن تتمنَّى زوال نعمة المحسود إليكَ. يقال: حَسَدَه يَحْسُدُهُ حُسوداً. قال الأخفش: وبعضهم يقول: يحسِده بالكسر. قال: والمصدر حسدا بالتحريك وحسادة.

(2/465)


وحسدتك على الشئ وحسدتك الشئ، بمعنى. قال الشاعر يصف الجن: أتوا نارى فقلتُ مَنونَ أنتم * فقالوا الجِنُّ قلتُ عِموا ظَلاما - فقلتُ إلى الطعامِ فقال منهم * زعيمٌ نَحْسُدُ الانس الطعاما - وتحاسد القومُ. وهم قوم حَسَدَة، مثل حامل وحملة.
[حشد] عندي حَشْدٌ من الناس، أي جماعةٌ، وهو في الأصل مصدر. وحشدوا يحشدون بالكسر حشد: أي اجتمعوا، وكذلك احتَشَدوا وتحشّدوا. وجاء فلانٌ حاشِداً ومُحْتَفِلاً محتَشِداً، أي مستعداً متأهِّباً. ورجل مَحشود، إذا كان الناس يَخِفَّون لخدمته لأنّه مطاعٌ فيهم. وأرض حَشادٌ: لا تسيل إلا عن مطر كثير.
[حصد] حصدت الزرع وغيره وأحصده وأحصُدُهُ حَصْداً. والزرع محصودٌ وحَصِيد وحصيدة وحصد بالتحريك. وحصائد ألسنتهم التي في الحديث (1) ، هو ما قيل في الناس باللسان وقُطِعَ به عليهم. والمحصد: المنجل.
_________
(1) هو حديث: " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ".

(2/465)


وأحصد الزرعُ واستحصد: حانَ له أن يُحْصَدَ. وهذا زمن الحَصادِ والحِصاد. وحبل محصد: أي محكم مفتول، وحَصِدٌ بكسر الصاد. واستحصد الحبلُ، أي استحكم. واسْتَحْصَدَ القومُ، أي اجتمعوا وتظافروا. وأحصدت الحبل: فتلته. ورجل مُحْصَد الرأي، أي سَديده.
[حفد] الحَفْدُ: السُرْعَةُ. تقول: حَفَدَ البعير والظَليمُ حَفْداً وحَفَداناً، وهو تدارُك السَيْرِ. وبَعيرٌ حَفَّادٌ. وفي الدعاء: " وإليكَ نَسعى ونحفِدُ ". وأحفدتُه: حملته على الحفد والاسراع. قال الراعى: مزائد خرقاء اليدين مسيفة * أخب بهن المخلفان وأحفدا - أي أحفدا بعيريهما. وقال بعضهم: أي أسرعا. ويجعل حفد وأحفد بمعنى. والحفدة: الأعوان والخَدَم، وقيل ولَد الوَلد، واحدهم حافِدٌ. ورجل مَحْفودٌ: أي مخدوم. وسيف مُحْتَفِد: سريع القَطْع. والمِحْفَد بالكسر: قَدَحٌ يكيلون به. وأنشد أبو نصر للاعشى:

(2/466)


وسقيى وإطعامى الشعير بمحفد (1) * ومَحْفِدُ الرجل بفتح الميم: مَحْتِدُهُ، وأصله. وقال ابن الأعرابيّ: المَحْفِد: أصل السنام. وأنشد لزهير: جمالية لم يبق سيرى ورحلتي * على ظهرها من نيها غير محفد (2) - ومحفد الثوب أيضا: وشيه، والجمع محافد.
[حقد] الحِقْدُ: الضِغْن، والجمع أَحْقادٌ. وتقول: حَقَدَ عليه يَحْقِد حِقْداً، وحَقِد عليه بالكسر حَقَداً لغة. وأَحْقَدَهُ غيره. ورجل حَقود. وأَحْقَدَ القومُ، إذا طلبوا من المَعْدِن شيئا فلم يجدوا. وهذا الحرف نقلته من كتاب ولم أسمعه.
[حقلد] ابن الاعرابي: الحقلد: الضيق البخيل.
[حمد] الحمد: نقيض الذم. تقول: حمدت الرجل أحمده حمدا ومحمدة، فهو حميد ومحمود. والتمحيد أبلغ من الحمد. والحمد أعم من الشكر. والمحمد: الذى كثرت خصاله المحمودة. قال الشاعر الاعشى:
_________
(1) صدره:
بناها السوادى الرضيخ مع الخلا
(2) يعنى أن دءوب السير أذهب شحمها وأعلى سنامها. النى: الشحم.

(2/466)


* إلى الماجد القرم الجواد المحمد * (1) * والمحمدة (2) : خلاف المذمة. وأحمد: صار أمره إلى الحمد. وأحمدته: وجدته محمودا. تقول: أتيت موضع كذا فأحمدته، أي صادفته محمودا موافقا، وذلك إذا رضيت سكناه أو مرعاه. وقولهم في المثل: " العود أحمد " أي أكثر حمدا. قال الشاعر: فلم تجر إلا جئت في الخير سابقا * ولا عدت إلا أنت في العود أحمد - وقولهم: حماد لفلان، أي حمدا له وشكرا. وإنما بنى على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر. وفلان يتحمد على، أي يمن. يقال: من أنفق ماله على نفسه فلا يتحمد به على الناس. ورجل حمدة، مثال همزة: يكثر حمد الاشياء، ويقول فيها أكثر مما فيها. وحمدة النار، بالتحريك، صوت التهابها. واحتمد الحر: قلب احتدم. وقولهم، حماداك أن تفعل كذا، أي قصاراك وغايتك.
_________
(1) صدره:
إليك أبيت اللعن كان كلالها
(2) قلت: المحمدة ذكرها الزمخشري في مصادر المفصل بكسر الميم الثانية. وذكر صاحب الديوان أن المحمدة والمحمدة، والمذمة والمذمة، لغتان فيهما. اه‍. مختار.

(2/467)


ويحمد: بطن من الازد. ومحمود: اسم الفيل المذكور في القرآن.
[حيد] حاد عن الشئ يحيد حُيوداً وحَيْدَة وحَيْدودَةً: مال عنه وعدل، وأصله حيدودة بتحريك الياء فسكنت، لانه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق. وقولهم: حيدي حَيادِ، هو كقولهم: فيحي فَياحِ. وحايدَهُ مُحايدةً وحِياداً: جانَبَهُ. وحِمارٌ حَيَدي، أي يحيد عن ظِلِّه لنشاطه، ويقال كثير الحيود عن الشئ. ولم يجئ في نعوت المذكر شئ على فعلى غيره. قال أميه بن أبى عائذ الهذلى: وأصحم حام جراميزه (1) * حزابيه حيدى بالدحال - والحيد بالتسكين: حَرْفٌ شاخِصٌ يَخْرُجُ من الجبل. يقال: جبل ذو حيود وأحياد، إذا كانت له حروفٌ ناتِئَةٌ في أعراضه لا في أعاليه. والحَيْدَةُ: العُقْدَةُ في قَرْنِ الوَعلِ، والجمع حيود. وكل نتو في القرن والجبل وغيرهما حيد. قال العجاج يصف جملا.
_________
(1) صواب روايته: " أو اصحم ".

(2/467)


في شعشعان عنق يمخور * حابى الحيود فارض الحنجور - وحيد أيضا، مثل بدرة وبدر. قال الهذَلي (1) : تاللهِ يَبْقى على الأيام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآس - أي لا يبقى. والحيدان (2) : ما حادَ من الحَصى عن قوائم الدابة في السير.
فصل الخاء
[خدد] الخَدُّ في الوَجْه، وهما خَدَّانِ والمِخدَّةُ بالكسر، لأنّها توضع تحت الخَدّ. والمِخَدَّةُ أيضاً: حَدِيدةٌ تُخَدُّ بها الأرض، أي تُشَقّ. والأُخْدودُ: شَقٌّ في الأرض مستطيل. وخدّ الأرضَ يخدُّها. وضَرْبَةٌ أُخْدودٌ، أي خَدَّتْ في الجِلْدِ. والخُدَّةُ بالضم: الحُفْرَةُ. قال الفرزدق:
وتَرى بها خددا بكل مجال (3)
_________
(1) هو مالك بن خالد الخناعى.
(2) أورده الازهرى في (حدر) وقال: " الحيدار ".
(3) صدره:
وبهن ندفع كرب كل مثوب * المثوب: الرافع صوته، المستغيث مرة بعد مرة.

(2/468)


والخداد: مِيَسمٌ في الخَدِّ. والبعير مَخْدودٌ. والمُتَخدِّدُ: المَهْزول، وقد خَدَّدَ لحمُهُ وتخدد، أي تشنج.
[خرد] الخَريدَةُ من النساء: الحَيِيَّةُ، والجمع خرائد وخرد وخرد. وربما قالوا جارية خَرودٌ: أي خَفِرَةٌ. ابن الأعرابي: لُؤْلُؤَةٌ خَريدةٌ: لم تُثقَبْ. قال: وكل عذراء خريدة.
[خضد] خَضَدْتُ العودَ فانْخَضَدّ، أي ثَنَيْتُهُ فانْثَنى من غير كَسْرٍ. والخَضْدُ: الأكل الشديد. قال امرؤ القيس: ويَخْضِدُ في الآريّ حتّى كَأَنَّما * به عَرَّةٌ أو طائِفٌ غير معقب - وقيل لاعرابي، وكان معجبا بالقثاء: ما يعجبك منه؟ قال: خضده وبرده. والخضد: القطع. وكل رَطْبٍ قضبتَه فقد خَضَدْتَهُ، وكذلك التخضيد. قال الشاعر (1) :
أو خروع لم يخضد (2)
_________
(1) هو طرفة بن العبد.
(2) البيت بتمامه: كأن البرين والدماليج علقت * على عشر أو خروع لم يخضد -

(2/468)


وخضدت الشجر: قطعت شوكه، فهو خَضيدٌ ومَخْضودٌ. والخَضَدُ: كلُّ ما قُطِع من عُود رطْب. قال الشاعر: أو جرت حفرته حرصا فمالَ به * كما انْثَنى خَضَدٌ من ناعِمِ الضالِ - والخَضادُ: شَجَرٌ رخو بلا شوك.
[خفد] أَخْفَدَت الناقةُ فهي مُخْفِدٌ، إذا أَظهرَتْ أنّها حَمَلَت ولم يكن بها حَمْلٌ. والخَفود من النوق: التي تُلْقي وَلَدَها قبل أن يستبين خلقه. والخفيفد (1) والخفيدد: الخفيف من الظلمان.
[خلد] الخُلْدُ: دوامُ البقاء. تقول: خَلَدَ الرجلُ يخلُدُ خُلوداً. وأخلَدَه الله وخَلَّدَه تخليداً. وقيل لأثافيّ الصخور: خَوالِدُ، لبقائها بعد دُروس الأطلال. قال الشاعر المُخَبَّلُ السعدي: إلاّ رَماداً هامِداً دَفَعَتْ * عنه الرياحَ خَوالِدٌ سُحْمُ - والخُلْدُ أيضاً: ضربٌ من الجُرذان أعمى. وأخلدت إلى فلان، أي رَكَنت إليه. ومنه قوله تعالى:
(ولكنَّه أخْلَدَ إلى الارض)
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " الحفيد "، صوابه من اللسان.

(2/469)


وأخلد بالمكان: أقام به. قال زهير:
كالوحي في حجر المسيل المخلد (1) * أبو زيد: أخلد الرجل بصاحبه: لزمه. ابن السكيت: رجل مخلد: إذا أسن ولم يَشِبْ. والخَلَدُ: البال. يقال: وقع ذلك في خَلَدي: أي في ورعى وقلبي. والخالدان من بنى أسد: خالد بن نضلة ابن الاشتر بن جحوان بن فقعس، وخالد بن قيس ابن المضلل بن مالك بن الاصغر بن منقذ ابن طريف بن عمرو بن قعين. قال الشاعر (2) : وقبلي (3) مات الخالدان كلاهما * عميد بنى جحوان وابن المضلل -
[خمد] خمدت النار تخمد خمودا: سكَنَ لهبها ولم يَطْفَأُ جَمْرُها. وهَمَدَتْ: إذا طفئ جمرها. وأَخْمَدْتُها أنا. وخَمَدَتِ الحُمَّى: سكَن فَوَرانُها. وخَمَدَ المريض: أُغميَ عليه أو مات. والخمود، على وزن التنور: موضع تدفن فيه النار لتخمد.
_________
(1) صدره:
لمن الديار غشيتها بالغرقد
(2) الاسود بن يعفر.
(3) ابن برى: صواب إنشاده " فقبلي ".

(2/469)


[خود] الخَودُ: الجارية الناعمة، والجمع خود، مثل رمح لدن ورماح لدن. والتخويد: سرعة السير.
فصل الدال
[دد] الدَدُ: اللهوُ واللعبُ، وفي الحديث: " ما أنا من دَدٍ ولا الدد منى ". وفيه ثلاث لغات، تقول: هذا دد، وددا مثل قفا، وددن. قال طرفة (1) : كأن حدوج المالِكِيَّةِ غُدْوَةً * خَلايا سَفينٍ بالنَواصِفِ من دد - ويقال: هو موضع.
[درد] رجل أَدْرَدُ: ليس في فمه سن، بين الدرد (2) والانثى درداء وفى الحديث: " أمرت بالسواك حتى خفت لادردن ". أراد بالخوف الظن. والعرب تذهب بالظن مذهب اليمين، فيجاب بجوابها، فيقولون: ظننت لعبد الله خير منك. والدردم بالكسر: الناقة المسنة، وهى الدرداء، والميم زائدة، كما قالوا للدلقاء دلقم، وللدقعاء دقعم على فعلم.
_________
(1) في معلقته.
(2) من درد كطرب.

(2/470)


وقول النابغة الجعدى: ونحن رهنا بالافاقة عامرا * بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا - قال أبو عبيدة: الدرداء: كتيبة كانت لهم. ودردى الزيت وغيره: ما يبقى في أسفله. ودُرَيْد: تصغير أدرد مرخما (1) .
[دعد] دعد: اسم امرأة. يصرف ولا يصرف، قال الشاعر (2) : لم تَتَلَفَّعْ بفضل مِئْزَرِها * دَعْدٌ ولم تُغْذَ (3) دَعْدُ بالعلب - وإن شئت جمعته على دعود، وإن شئت على دعدات (4) .
[دود] الدودُ: جمع دودة، وجمع الدودِ ديدانٌ، والتصغير دُوَيْدٌ، وقياسه دويدة (5) .
_________
(1) تصغير الترخيم: هو حذف الزوائد. لكن رأيت الاشمونى قال: درد الرجل فهو درد كما يقال أدرد اه‍ وعليه فلا يكون دريد تصغير ترخيم. قاله نصر.
(2) هو جرير.
(3) يروى: " ولم تسق ".
(4) وزاد المجد: " وأدعد ".
(5) قال ابن برى: وهو وهم منه، وقياسه دويد كما صغرته العرب، لانه جنس بمنزلة تمر وقمح، جمع تمرة وقمحة فكما تقول في تصغيرهما: تمير وقميح، كذلك تقول في تصغير دود: دويد.

(2/470)


وداد الطعام يداد، وأداد، ودَوَّدَ، كله بمعنىً: إذا وقع فيه السوس. قال الراجز (1) : قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا - ودودان: أبو قبيلة من أسد، وهو دودان ابن أسد بن خزيمة. وأبو داود: شاعر من إياد. وداود: اسم أعجمى لا يهمز.
فصل الذال
[ذرود] ذرود: اسم جبل.
[ذود] الذوْدُ: من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر، وهي مؤنثة ولا واحد لها من لفظها، والكثير أَذْواد. وفي المثل: " الذَوْدُ إلى الذَوْدِ إبِلٌ "، قولهم " إلى " بمعنى مَعَ، أي إذا جمعت القليلَ مع القليل صار كثيراً. والذِيادُ: الطرْدُ، تقول: ذُدْتُه عن كذا. وذُدْتُ الإبلَ: سُقْتُها وطَرَدْتُها. والتذويد مثله. وأَذَدْتُ الرجل: أَعَنْتُه على ذِياد إبله. ورجل ذائد وذَوَّادٌ، أي حامي الحقيقة دَفَّاعٌ. والمِذْوَدُ: اللسان قال حسان بن ثابت:
_________
(1) هو زرارة بن صعب.

(2/471)


لساني وسيفي صارمان كلاهُما * ويَبْلُغُ ما لا يَبْلُغُ السيف مذودى - والذائد: اسم فرس نجيب جدا من نسل الحرون. قال الاصمعي: وهو الذائد بن بطين ابن بطان بن الحرون.
فصل الراء
[رأد] الرَأْدُ والرَءُودُ من النساء: الشَابَّةُ الحَسَنَةُ. قال أبو زيد: هما مهموزان، وقال أيضا رأدة. ورءودة. والرأد: أصل اللحى. والرؤد مثله، والجمع أَرْآدٌ. ورأدُ الضُحى: ارتفاعُهُ. والتَرَؤُّدُ: الاهتزاز من النَعْمَةِ، تقول منه: تَرَأَّدَ وارْتَأَدَ، بمعنىً. والرِئْدُ: التِرْبُ، وربَّما لم يُهْمَزُ. قال كثير: وقد دَرَّعُوها وَهْيَ ذاتُ مؤَصَّدٍ * مَجوبٍ ولمَّا يلْبَسِ الدرع ريدها (1) -
[ربد] رَبَدَ بالمكان رُبُوداً: أقام به. وقال ابن الأعرابيّ: رَبَدَهُ: حَبَسَهُ. والمِرْبَدُ: الموضِعُ الذي تُحْبَسُ فيه الإبلُ وغيرُها، ومنه سُمِّي مِرْبَدُ البَصْرَة. قال سُوَيْدُ بن أبي كاهل: عَواصيَ إلاّ ما جَعَلْتُ وَراَءها * عَصا مِرْبَدٍ تَغْشى نحورا وأذرعا -
_________
(1) ويروى: " ولما تلبس الاتب ".

(2/471)


وأما قول الفرزدق: عشية سال المربدان كلاهما * عجاجة موت بالسيوف الصوارم - فإنما عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التى تليها من ناحية بنى تميم، جعلهما المربدين، كما يقال: الاحوصان، وهما الاحوص وعوف ابن الاحوص. وأهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفَّف فيه التمر: مِرْبداً، وهو المِسْطَحُ، والجَرينُ في لغة أهل نَجْدٍ. ويقال: تَمْرٌ رَبيدٌ للذي نُضِّدَ في حُبٍّ ونُضِح عليه الماء. والرُبدَةُ: لَوْنٌ إلى الغُبْرَة، ومنه ظَليم أَرْبَدُ، وقد ارْبدّ ارْبِداداً. ونعامة رَبداءُ، والجمع رُبْدٌ. وداهِيَةٌ رَبداءُ: أي منكرة. وعنز ربداء، وهى السواداء المنقَّطة بحُمْرة، وهي من شِياتِ المعز خاصة. وأربد بن ربيعة: أخو لبيد الشاعر. وتر بدت السماء: أي تَغَيَّمَتْ. وتَرَبَّدَ وَجْهُ فلانٍ، أي تَغَيَّرَ من الغضب. وتَرَبَّدَ الرجلُ: تَعَبَّسَ. والرُبَدُ: الفِرِنْدُ. سَيْفٌ ذو رُبَدٍ: إذا كُنْتَ ترى فيه شبه غبار أومدب نمل. قال الشاعر صخر الغى:

(2/472)


وصارم أُخلِصَتْ عَقيقَتُهُ (1) * أَبْيَضَ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبدُ - ورَبَّدَتِ الشاةُ لغة في رَمَّدَتْ، وذلك إذا أَضْرَعَتْ، فترى في ضَرْعها لُمَعَ سواد وبياض.
[رثد] رَثَدْتُ المتاعَ أَرْثُدُهُ رَثْداً: نَضَدْتُه ووضعت بعضه على بعض أو إلى جنْب بعض. والمتاع رَثيدٌ ومَرْثودٌ (2) . قال ثَعْلَبَة بن صُعَيْر المازِنيّ، وذكر الظَليمَ والنَعامة، وأنهما تذكَّرا بيضهما في أُدْحِيِّهما فأسرعا إليه: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعدَ ما * أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ (3) - والرَثَدُ بالتحريك: متاع البيت المنضود بعضُه على بعضٍ. والرثَدُ: ضَعَفَةُ الناس. يقال: تَرَكْنا على الماء رَثَداً ما يطيقون تَحَمُّلاً. وأما الذين ليس عندهم ما يتحمَّلون عليه فهم مُرْتَثِدونَ، وليسوا بِرَثَدٍ. يقال: تركت بني فلان مرتثدين ما تحملوا بعد، أي ناضدين متاعهم. قال ابن السكيت: ومنه اشْتُقَّ مرثد، وهو اسم رجل.
_________
(1) في اللسان: " خشيبته ".
(2) ورثد محركة، عن القاموس.
(3) ذكاء: الشمس. وابن ذكاء: الصبح. والكافر: الليل. وإنما سمى كافرا لانه يغطى بظلمته كل شئ.

(2/472)


والمرثد: اسم من أسماء الأسد. والرِثْدَةُ بالكسر: جماعة من الناس يقيمون ولا يَظْعَنونَ. الكسائي: أَرْثَدَ القومُ، أي أقاموا. واحْتَفَرَ القوم حتى أرثدوا، أي بلغوا الثرى.
[رجد] أبو عمرو: الإرْجادُ: الإرْعادُ. يقال أرجد وأرعد بمعنى. وأنشد:
أرجد رأس شيخة عيصوم (1)
[رخد] الرَخْوَدُّ: الليِّن العِظام، الكثير اللحم. يقال رجل رَخْوَدُّ الشَباب: ناعمه. وامرأة رخودة.
[ردد] رَدّهُ عن وجهه يَرُدُّهُ رَدَّاً ومَرَدًّا: صَرَفه. وقال الله تعالى:
(فَلا مَرَدَّ له) *. ورَدَّ عليه الشئ، إذا لم يقبله، وكذلك إذا خَطَّأه (2) . وتقول: رَدَّهُ إلى منزله. ورَدَّ إليه جواباً: أي رجع. والمَرْدُودة: المطلَّقة. والمردودة: الموسى، لأنها تُرَدُّ في نِصَابِها. والمردود: الرَدُّ، وهو مصدر، مثل المحلوف والمعقول. قال الشاعر (3) :
_________
(1) ويروى: " عيضوم " بالضاد المعجمة.
(2) في المطبوعة الاولى: " أخطأه ".
(3) هو محمد بن يسير، كما في الشعراء لابن قتيبة 561.

(2/473)


لا يَعْدَمُ السائِلونَ الخيرَ أفعَلُه * إمّا نوالا وإما حسن مردود - وشئ رد، أي ردئ. وفى لسانه رَدٌّ، أي حُبْسَةٌ. وفي وجهه ردة، أي قبح مع شئ من الجمال. ورَدَّدَهُ تَرديداً وتَرْداداً فتردَّدَ. ورجل مُرَدَّدٌ: حائرٌ بائِرٌ. والارتِدادُ: الرجوع، ومنه المُرْتَدُّ. واستردَّهُ الشئ: سأله أن يرده عليه. والرِدِّيدي: الردّ. وفي الحديث: " لا رديدى في الصدقة ". وراده الشئ: أي رَدَّه عليه. وهما يَتَرادَّانِ البيعَ، من الرَدِّ والفَسْخ. وهذا الأمرُ أَرَدُّ عليه، أي أَنْفَعُ له. وهذا أمرٌ لا رادَّةَ له: أي لا فائدة له ولا رُجوع. والرِدَّةُ بالكسر: مصدر قولك رَدَّهُ يَرُدُّهُ رَدَّاً ورِدَّةً. والرِدَّةُ: الاسم من الارتداد. والرِدَّةُ: امتلاء الضَرْع من اللبن قبل النتاج، عن الاصمعي. وأنشد لابي النجم: تمشى من الردة مشى الحفل * مشى الروايا بالمزاد الاثقل (1) -
_________
(1) في اللسان: " المثقل ".

(2/473)


قال: وتقول منه: أردت الشاةُ وغيرها فهي مُرِدٌّ، إذا أَضْرَعَتْ. وجاء فلانٌ مُرِدَّ الوَجْهِ، أي غَضْبانَ. ورَجُلٌ مُرِدٌّ: أي شَبِقٌ. وبَحْرٌ مُرِدٌّ: أي كثير الموج.
[رشد] الرَشادُ: خلاف الغَيّ، وقد رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً، ورَشِدَ بالكسر يَرْشَدُ رَشَداً لُغَةٌ فيه. وأرشده الله. والمَراشِدُ: مقاصِدُ الطُرُق. والطريق الأرْشَدُ: نحو الأَقْصد. وتقول هو لِرِشْدةٍ، خلاف قولك لزنْيَةٍ. وأُمُّ راشد: كنية الفأرة. وبنو رشدان: بطن من العرب.
[رصد] الراصد للشئ: المراقب له. تقول: رَصَدَه يَرْصُدُهُ رَصْداً ورَصَداً، والتَرَصُّدُ: التَرَقُّبُ. والرَصيدُ: السَبُعُ الذي يَرْصُدُ لِيثِبَ. والرَصود من الإبل: التي تَرْصُدُ شُرْبَ الإبل، ثم تشرب هي. والرَصَدُ: القَوْمُ يَرصُدون، كالحرس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وربما قالوا: أرصاد. والمرصد: موضع الرَصْد. الأصمعيّ: رَصَدْتُهُ أَرْصُدُه رصدا:

(2/474)


ترقبته. وأرصدرت له: أعددت له. والكسائي مثله. وفى الحديث: " إلا أن أرصده لدين على ". والمرصاد: الطريق. والرصدة بالضم: الزُبْيَةُ. والرَصْدَةُ بالفتح: الدُفْعَة من المَطَرِ، والجمع رِصادٌ تقول منه: رُصِدَت الأرض فهي مرصودة. والرَصَد بالتحريك: القليل من الكلأ والمطر. يقال: بهارصد من حيا. والجمع أرصاد.
[رعد] الرَعْد: الصوت الذي يُسْمَع من السَحاب. يقال: " صَلَفٌ تحت الراعِدَةِ "، للرجل يُكثِر الكلام، لا خير عنده. وبنو راعدة: بطن من العرب. ورعدت السماء وبرقت. ورعدتِ المرأة وبَرَقَتْ: تحسّنت وتزينت. ورَعَدَ الرجلُ وبَرَقَ: تَهَدَّدَ وأوْعد. قال ابن أحمر: يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليك بِلادُنا * وطِلابُنا فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ - وأَرْعَدَ القَوْمُ وأبرقوا: أصابهم رعد وبرق. وحكى أبو عبيدة وأبو عمرو: أَرْعَدَتِ السماء وأبرقت، أرعد الرجل وأبرق، إذا تهدد

(2/474)


وأوعد. وأنكره الاصمعي واحتجَّ عليه بِبَيْتِ الكُمَيْتِ: أَبْرِقْ وأرعد يا يزي‍ * - د فما وعيدُكَ لي بضائِرْ - فقال: ليس الكميت بحجة. والارتعاد: الا ضطراب. يقال: أَرْعَدَهُ فارتعد. والاسم الرِعْدة. وأُرْعِد الرَجُل: أخذته الرَعدة، وأُرْعِدَتْ فرائصه عند الفزع. والرعديد: الجبان. والرعديد: المرأة الرخصة. وقيل لاعرابي: أتعرف الفالوذ؟ فقال: نعم، أصفر رعديد. ويقال: هو برعدد: أي يلحف في السؤال. والرعاد: ضرب من سمك البَحْر إذا مسّه الإنسان خَدِرَتْ يَدُهُ وعَضُده حتَّى يَرْتَعِد مادام السمك حيا. ورجل رَعَّادٌ، أي كثير الكلام وقولهم: جاء بِذاتِ الرَعْدِ والصَليلِ. يُعنى بها الحرب. وذات الرواعد: الداهية.
[رغد] عيشَةٌ رَغْدٌ ورَغَدٌ، أي واسِعَةٌ طيّبةٌ. تقول: رَغِدَ عيشُهم ورغد عيشهم، بسكر الغين وضمها.

(2/475)


وأرغد القوم: أخْصَبُوا وصاروا في رَغَدٍ من العَيْش. وأرغَدوا مواشيَهم: تركوها وسَوْمَها. أبو عمرو: الرغيدَةُ: اللبن الحليب يُغلى ويُذَرُّ عليه دقيق، ثمَّ يُساط ويُلْعَقُ لَعْقاً. وارْغادَّ اللبنُ ارغيداداً، أي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خثورته بعد. والمُرْغادُّ: الشاكّ في رأيه لا يدري كيف يُصْدِرهُ. وكذلك الارغيداد في كل مختلط.
[رفد] الرِفْدُ بالكسر: العطاء والصِلَةُ. والرَفْد المصدر. تقول: رَفدْتُهُ أَرْفِدُهُ رَفْداً، إذا أعطيته، وكذلك إذا أعَنْتَهُ. والرَفْدُ والرِفْدُ أيضاً: القَدَحُ الضخم. والإرفادُ: الإعطاءُ والإعانةُ. والمُرافدة: المُعاونة. والترافُد: التَعاوُنُ. والاسْتِرْفادُ: الاسْتِعانَةُ. والارْتِفادُ: الكَسْبُ. والتَرْفيدُ: التسويد، يقال: رُفَدَ فلان، أي سُوِّد وعُظِّمَ. والمِرْفَدُ: الرِفْد، وهو القَدَحُ الضَخْمُ الذى يقرى فيه الضيف. والمرفد أيضاً: العُظَّاَمَةُ تَتعظَّم بها المرأةُ الرَسْحاءُ. والمَرافيدُ: الشاء لا ينقطع لبنها صيفا ولا شتاء.

(2/475)


والرفود من النوقِ: التي تملأ الرَِفْدَ في حَلْبَةٍ واحِدَةٍ. والرِفادةُ: خِرْقة يُرْفَدُ بها الجُرْحُ وغيره. قال أبو زيد: رَفَدْتُ على البعير أرفد رفداء، إذا عملت له رِفادَةً، وهي مثل جَدْيَةِ السَرْجِ. والرفادة أيضا: شئ كانت تترافد به قريشٌ في الجاهليّة، تُخْرِجُ فيما بينها ملا تشترى به للحُجَّاج طَعاماً وزَبيباً للنَبيذ. وكانت الرِفادَةُ والسِقايَةُ لبني هاشم، والسَدانةُ واللواء لبنى عبد الدار. والرافدان: دجلة والفرات. قال الفرزدق يخاطب يزيد بن عبد الملك ويهجو أبا المثنى عمر ابن هبيرة الفزارى: أوليت العراق ورافديه (1) * فزاريا أحذ يد القميص - يريد أنه خفيف اليد، نسبه إلى الخيانة. والروافد: خشب السَقْف. وأنشد الأحمر: رَوافِدُهُ أَكْرَمُ الرافِداتِ * بَخٍ لك بَخٍ لبحر خضم - قال أبو عمرو: وبنو أرفدة (2) الذين في الحديث (3) : جنس من الحبش يرقصون.
_________
(1) في اللسان: " بعث إلى العراق ".
(2) في اللسان: " وفاؤه مكسورة، وقد تفتح ".
(3) هو حديث أنه قال للحبشة: " دونكم يا بنى أرفدة ".

(2/476)


ورفيدة: حى من العرب يقال لهم الرفيدات (1) .
[رقد] الرُقادُ: النَوْمُ. وقد رَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقوداً ورُقاداً. وقوم رُقودٌ: أي رُقَّدٌ. والرَقْدَةُ: النَوْمَةُ. والمَرْقَدُ، بالفتح: المَضْجَعُ. وأَرْقَدَهُ: أنامه. وأَرْقَدَ بالمكان: أقام به. والمُرْقِدُ بالضم: دَواءٌ يُرْقِدُ مَنْ شَربه. والرَقَدانُ: الطَفْرُ من النشاط، كفِعْل الحَمَلِ والجَدْي. ويقال: ارْقَدَّ ارْقِداداً، أي أسرع. قال العجاج يصف ثورا: فظل يرقد من النشاط * كالبربري لج في انخراط - ورجل مرقدى، مثال مرعزى، أي يَرْقَدُّ في أموره. والراقودُ: دَنٌّ طويل الأسفل كهيئة الإرْدَبَّةِ، يُسَيَّعُ داخِلُه بالقار، وهو مُعَرَّبٌ، والجمع الرواقيد. ورقد: اسم جبل تنحت منه الارحية.
_________
(1) كما يقال لآل هبيرة: الهبيرات.

(2/476)


قال الشاعر ذوالرمة، يصف كر كرة البعير (1) أو منسمه: تفض الحصى عن مجمرات وقيعة * كأرحاء رقد زلمتها المناقر (2) -
[ركد] رَكَدَ الماء رُكوداً: سَكَنَ. وكذلك الريحُ والسَفينَةُ. والشمسُ: إذا قام قائم الظهيرة. وكل ثابت في مكانٍ فهو راكِدٌ. ورَكَدَ الميزان: استَوى. ورَكَدَ القوم: هدءوا. والمَراكِدُ: المواضع التي يَرْكُدُ فيها الانسان وغيره. وقال الشاعر (3) يصف حمارا طردته الخيل فلجأ إلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق: أرته من الجرباء في كل منزل * طبابا فمرعاه النهار المراكد (4) - وجفنة ركود، أي مملوءة.
[رمد] الرَماد: معروف، والرِمدِداء، بالكسر والمد، مثله، وكذلك الارمداء مثال الاربعاء.
_________
(1) قال ابن برى: وصف مناسم الابل لا كركرة البعير.
(2) تفض: تفرق الحصى عن مناسمها. والمجمرات: المجتمعات الشديدات. وزلمتها المناقر: أخذت من حافاتها.
(3) أسامة بن حبيب الهذلى.
(4) في اللسان: " موطن "، " فمثواه ".

(2/477)


ويقال: رَماد رِمْدِدٌ، أي هالِك، جعلوه صفة. قال الكميت:
رَماداً أَطَارَتْهُ السَواهِكُ رِمْدِداً * والأرْمَد: الذي على لون الرماد، وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرَةٌ، ومنه قيل للنعامة رَمْداء، وللبعوض رُمْدٌ. قال أبو وَجْزَةَ وذكر صائداً: تَبيتُ جارَتَهُ الأفْعى وسامِرُهُ * رُمْدٌ به عاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجرَبِ - وأَرْمَدَ الرَجُل إرْمَاداً: افْتَقَر والترميد: جعل الشئ في الرماد. وفي المثل " شَوى أَخوكَ حتَّى إذا أَنضَجَ رَمَّدَ (1) ". والمُرَمَّدُ من الشِواءِ: الذي يُمَلُّ في الجَمْر. والتَرْميدُ: الإضْراعُ. يقال: " رَمَّدَتِ الضأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ "، أي هَيِّئْ الأرْباقَ، لأنّها إنما تُضْرِع على رأس الولد. وأَرْمَدَتِ الناقةُ: أَضْرَعِتْ. وكذلك البقرة والشاة. والرَمْدُ والرَمَادَةُ: الهلاك. قال ابن السكِّيت: يقال قدْ رمدنا القوم ونرمدهم ونرمدهم رمدا، أي أتَينا عليهم ورَمَدَتِ الغنم ترمد رمدا: هلكت من بردا أو صَقيع. قال أبو وَجْزَةَ:
_________
(1) يضرب مثلا للرجل يعود بالفساد على ما كان أصلحه.

(2/477)


صَبَبْتُ عليكم حاصِبي فترَكْتُكُمْ * كأصرامِ عادٍ حينَ جَلَّلَها الرَمْدُ - ومنه عام الرَمادَةِ: لأنّه هَلَكَتْ فيه الناس وهلكت الأموال، وهي أعوام جدب تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخَطّابِ رضي الله عنه. ورَمِدَ الرجل، بالكسر، يَرْمَدُ رَمَداً: هاجت عَيْنُه، فهو رَمِدٌ وأَرْمَدُ. وأَرْمَدَ الله عينَه، فهي رَمِدَةٌ. وحكى السِجِستانيّ: ماءٌ رمد، إذا كان آجنا. نقلته من كتاب.
[رند] الرند: شجر طيب الرائحة من شجر البادية. وقال الشاعر امرؤ القيس:
ورندا ولبنى والكباء المقتر
[رود] الارادة: المشيئة: وأصلها الواو، لقولك راوده، إلا أن الواو سكنت فنقلت حركتها إلى ما قبلها، فانقلبت في الماضي ألفا وفى المستقبل ياء، وسقطت في المصدر، لمجاورتها الالف الساكنة، وعوض منها الهاء في آخره. وراودته على كذا مراودة ورِواداً، أي أردتُهُ. ورادَ الكَلأَ يَرودُهُ رَوْداً، ورِياداً، وارْتادَهُ ارتياداً، بمعنى، أي طلبه. وفى الحديث

(2/478)


" إذا بال أحدكم فليرتد لبوله "، أي يطلب مكانا لينا أو منحدرا. والرائد: الذى يُرْسِلُ في طَلَبِ الكَلإِ. يقال: " لا يكذبُ الرائدُ أهْلَه ". ورادَ الشئ يرود: أي جاء وذهب. والرائد: يَدُ الرَحى، وهو العودُ الذي يُقْبِضُ عليه الطاحِنُ إذا أداره. ورِيادُ الإبل: اختلافُها في المرعى مُقْبِلَةً ومُدْبِرَةً، والموضع مَرادٌ. وكذلك مَرادُ الريح، وهو المكان الذى يذهب فيه ويجاء. قال جندل:
والآل في كل مراد هوجل * أبو زيد: الرادَة من النساء غير مهموز: الطوّافة في بُيوت جاراتِها. قال: والرُؤْدَةُ والرأْدَةُ بالهمز: الشابّة الحَسَنَةُ. تقول: رادَتِ المرأةُ تَرودُ رَوَداناً، فهي رادَةٌ، إذا أكثرت الاختلافَ إلى بيوت جاراتها. ورجُل رأَدٌ بمعنى رائد، وهو فَعَل بالتحريك بمعنى فاعِلٍ، كالفَرَطِ بمعنى الفارط. قال أبو ذؤيب يصف رجلا حاجا طلب عسلا: فبات بجمع ثم آل (1) إلى منى * فأصبح راداً يبتغي المَزْجَ بالسَحْلِ (2) - ورائد العين: عوارها: الذى يرود فيها.
_________
(1) ويروى: " آب ". وفى اللسان " تم ".
(2) المزج: العسل. والسحل: النقد من الدراهم.

(2/478)


ويقال: راد وساده، إذا لم يستقرّ. والمِرْوَدُ: الميلُ: وحديدةٌ تدور في اللجام، ومِحْوَرُ البَكَرَةِ إذا كان من حَديد. وفلان يَمْشي على رُودٍ: أي على مَهَلٍ. قال الشاعر (1) :
كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ (2) * وتصغيره رويد. تقول منه: أرود في السير إروادا ومرودا، أي رفق. وقال امرؤ القيس:
جواد المحثة والمرود (3) * وبفتح الميم أيضا مثل المخرج والمخرج. وقولهم: الدَهْر أَرْوَدُ ذو غِيَرٍ، أي يَعْمَلُ عَمَله في سُكون لا يُشْعَرُ به. وتقول: رُوَيْدَكَ عَمْراً، فالكاف للخطاب لا موضع لها من الاعراب، لانها ليست باسم، ورويد غير مضاف إليها. وهو مُتَعَدٍّ إلى عَمْرٍو لأنَّه اسمٌ سُمِّيَ به الفِعْل يعمل عمل الأَفعال. وتفسير رُوَيْدَ: مَهْلاً. وتفسير رويدك: أمهل: لان الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره. وإنما حركت الدال لا لتقاء الساكنين. ونصبت نصب المصادر، هو مصغر مأمور به،
_________
(1) هو الجموح الظفرى.
(2) صدره:
تكاد لا تثلم البطحاء وطأتها
(3) صدره:
وأعددت للحرب وثابة:

(2/479)


لانه تصغير الترخيم من إرواد، وهو مصدر أرود يرود. وله أربعة أوجهٍ: اسمٌ للفِعْل، وصِفةٌ، وحالٌ، ومصدر. فالاسم نحو قولك، رُوَيْدَ عَمْراً، أي أَرْوِدْ عَمْراً، بمعنى أَمْهِلْهُ. والصِفة نحو قولك: ساروا سَيْراً رُوَيْداً. والحال نحو قولك: سار القومُ رُوَيداً، لَمَّا اتصل بالمعرفة صار حالاً لها. والمصدر نحو قولك: رُوَيْدَ عمرٍو: بالإضافة كقوله تعالى:
(فضرب الرقاب) *.
[ريد] الرَيْدُ: الحَيْدُ، وهو الحَرفُ الناتئُ من الجَبَل، والجمع رُيُودٌ. وريحٌ رَيْدَةٌ (1) ورادَةٌ ورَيْدانَةٌ، أي لينة الهبوب. قال هميان بن قحافة: جرت عليها كل ريح ريدة * هوجاء سفواء نؤوج الغدوة -
فصل الزاى
[زأد] زَأَدْتُه أَزْأَدُهُ، زَأْداً، أي أَفزعتُه. وزُئِدَ فهو مزْءودٌ، أي مذعور.
_________
(1) قال في تهذيب إصلاح المنطق ج 1 ص 165 قال علقمة التيمى: بالدار إذ جرت بها ما جرت * جرت عليها كل ريح ريدة * هوجاء سفواء نؤوج الغدوة:

(2/479)


[زبد] الزبَدُ: زَبَدُ الماءِ والبعيرِ والفضة وغيرها. والزَبَدَةُ أَخصُّ منه. تقول: أَزْبَدَ الشَرابُ. وبحرٌ مُزْبِدٌ، أي مائِجٌ يقذف بالزَبد. وأَزْبَدَ السِدْرُ: أي نوَّرَ. والزُبْدُ بالضم: زبد اللبن. الزبدة أخص منه. وزَبَدْتُ الرجل أَزْبِدهُ بالكسر زَبْداً، أي رَضختُ له من مال. وفي الحديث: " إنَّا لا نقبلُ زَبْدَ المشركينَ "، أي رِفْدَهُمْ. وزَبَدتِ المرأةُ سِقَاءَها، أي مَخَضَتْهُ حتى يخرُجَ زُبْدُهُ. وَزَبَدْتُهُ أزْبُدُهُ بالضم، أي أطعمته الزُبدَ. وتَزْبيدُ القطن: تنفيشُهُ. وزَبَّدَ شِدْقُ فلان وتَزَبَّدَ، بمعنىً ويقال: تَزَبَّدَ اليَمينَ، إذا أسرع إليها. وزُبَّادُ اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه، وفي المثل: " اختلط الخاثر بالزُبَّادِ ". والزُبَّادُ أيضاً: نَبْتٌ، وكذلك الزُبَّادى. ومزبد: اسم رجل. وزبيد بالضم: بطن من مذحج، رهط عمرو بن معدى كرب الزبيدى. وزبيد بفتح الزاى: مدينة بالمين.
[زبرجد] الزبرجد: جوهر معروف.

(2/480)


[زرد] زَرِدَ اللقمة بالكسر يَزْرَدُها زَرْداً، أي بلعها. والازْدِرادُ: الابتلاع. والمَزْرَدُ، بالفتح: الحلْق. والزِرادُ: خيطٌ يُخْنقُ به البعير لئلا يَدْسَعَ بِجِرَّتِهِ فيملأ راكبَهُ. تقول: زرَدَهُ بالفتح، يَزْرُدُهُ زَرْداً، إذا خنقه. والحلْقُ مَزْرودٌ. والزَرْدُ مثل السَرْدِ، وهو تداخل حَلَقِ الدِرْعِ بعضها في بعض. والزَرَدُ بالتحريك: الدرعُ المزرودة. والزراد: صانعها. ومزرد بن ضرار: أخو الشماخ الشاعر. وزرود: موضع.
[زغد] الزَغْدُ: الهَديرُ الشديد. تقول: زغد البعير يزغد. قال الراجز:
قلخا وبخباخ الهدير الزغد (1) * وزغدا سقاءه، أي عَصره حتى يخرج الزُبْد من فمه. وذلك الزُبْدُ زَغيدٌ. وزغده، أي عصر حلقه.
_________
(1) قال ابن برى: الذى في شعر أبى نخيلة هو: جاءوا بورد فوق كل ورد * بعدد عات على المعتد * بخ وبخباخ الهدير الزغد:

(2/480)


الزند: موصل طرف الذراع في الكَفّ. وهما الزَنْدان: الكوع والكُرْسوعُ. والزَنْدُ: العود الذي يُقْدَح به النارُ، وهو الأعلى. والزَنْدَةُ: السفلى، فيها ثقْبٌ، وهي الأنثى. فإذا اجتمعا قيل: زَنْدانِ، ولم يُقل زَنْدتانِ. والجمع زِنادٌ وأَزْنُدٌ، وأَزْنادٌ. وتقول لمن أَنجدكَ وأَعانك، وَرَتْ بك زِنادي. والمُزَنَّدُ: الضيق البخيل. وثوب مُزَنَّدٌ: قليل العَرْض. وأصل التَزْنيدِ أن تُخَلَّ أشاعِرُ الناقة بأَخِلَّةٍ صغار، ثم تُشدُّ بشعر، وذلك إذا انْدَحَقَتْ رَحِمُها بعد الولادة، عن ابى دريد. وتزند فلان، إذا ضاق بالجواب وغضب. وقول عديّ:
فقلْ مثلَ ما قالوا ولا تتزند (1) * يروى بالنون والياء.
[زهد] الزَهدُ: خلاف الرَغبة. تقول: زهد في الشئ وعن الشئ، يَزْهَدُ زَهَداً وزَهادَةً. وزَهد يَزْهَدُ لغة فيه. وفلان يَتَزَهَّد، أي يتعبد. والتزهيد في الشئ وعن الشئ: خلاف الترغيب فيه
_________
(1) صدره:
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع:

(2/481)


والمزهد: القليل المال. وفي الحديث: " أفضلُ الناس مؤمنٌ مُزْهِدٌ ". قال الأعشى: فَلَنْ يَطْلُبوا سِرَّها لِلغِنى * ولن يترُكوها لإزْهادِها - والزَهيدُ: القليل. يقال: رجل زَهيدُ الأكل. ووادٍ زَهيدٌ: قليل الأخذ للماء، ويقال: خذ زَهْدَ ما يكفيك، أي قدر ما يكفيك. وفلان يَزْدَهِدُ عَطاءَ فلان، أي يَعُدُّهُ زَهيداً قليلاً. وأرض زَهادٌ: أي لا تسيلُ إلا عن مطرٍ كثير. قال الشيباني: زَهَدْتُ النَخْلَ أَزْهَدُهُ زَهْداً: حزرته وخرصته.
[زود] الزاد: طعام يتخذ السفر. تقول: زودت الرجل فتزود. والمزود: ما يجعل فيه الزاد. والعرب تلقب العجم برقاب المزاود.
[زيد] الزِيادة: النموُّ. وكذلك الزُوادَةُ، حكاها يعقوب بن الكسائي عن البكري. تقول: زاد الشئ يزيد زيدا وزِيادَةً، أي ازداد. وزاده الله خيرا (1) ، وزاد فيما عنده.
_________
(1) قال في المختار: قلت: يقال زاد الشئ وزاده غيره، فهو لازم ومتعد إلى مفعولين. وأما قولك: زاد المال درهما والبر مدا، فدرهما ومدا: تمييز. اه‍.

(2/481)


والمزيد: الزايادة. ويقال: أفعل ذلك زيادة. والعامة تقول زائدة. واستزادَه، أي استَقْصَرَهُ. وتَزَيَّدَ السِعْرُ: غَلاَ. والتَزَيُّدُ في السير: فوق العَنَقِ. والتزيُّدُ في الحديث: الكذب. وزائِدةُ الكَبِد: هُنَيَّةٌ منها صغيرة إلى جنبها مُتَنَحِيَّةٌ عنها، وجمعها زوائد. وكان سعيد بن عثمان يلقب بالزوائدى، لانه كان له ثلاث ببضات زعموا. والاسد ذو زوائد، يعنى به أظفارُه وأنيابُه وزَئيرُه وصَوْلَتُهُ. والزَيْدُ والزيدُ: الزِيادَةُ. ويروى قول الشاعر (1) : وأنتمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِائَةٍ * فَأَجْمِعوا أَمْرَكُمْ طُرَّاً فَكيدوني - بالفتح والكسر (2) . وتزيد: أبو قبيلة، وهو تزيد بن حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة، وإليه تنسب البرود التزيدية. قال علقمة: رد القيان جمال الحى فاحتملوا * فكلها بالتزيديات معكوم - وهى برود فيها خطوط حمر تشبه بها طرائق الدم. قال أبو ذؤيب:
_________
(1) هو ذو الاصبع.
(2) وزاد المجد الزيد بالتحريك.

(2/482)


يعثرن في حد الظبات كأنما * كسيت برود بنى تزيد الاذرع - والمزادة: الرواية. قال أبو عبيد: لا تكون إلا من جلدين تفأم بجلد ثالث بينهما لتتسع. وكذلك السطحية والشعيب. والجمع المزاد والمزائد.
فصل السين
[سأد] الاسآد: الاغذاذ في السير. وأكثر ما يستعمل ذلك في سير الليل. قال لَبيد: يُسْئِدُ السيرَ عليها راكِبٌ * رابِطُ الجَأْشِ على كلِّ وَجَلْ - أَسْأَدْتُ السيرَ: إذا جهَدْتَه. وقال أبو عمرو: الإسْآدُ: أن تسير الإبلُ الليل مع النهار. وقال المبرّد: الإِسْآدُ: سير الليل لا تعريسَ فيه. والتَأْوِيبُ: سيرُ النهار لا تعريج فيه. ويقال للمرأة: إن فيها لَسُؤْدَةً، أي بقيةْ من شباب وقوة. وسَأَدَهُ سَأْداً وسَأَداً: خَنَقَهُ. والمِسْأَدُ: نِحْيُ السَمْنِ أو العَسَل، يهمز ولا يهمز، فيقال مساد. فإذا همز فهو مفعل، وإذا لم يهمز فهو فعال (1) .
_________
(1) زاد المجد: سئد كفرح: شرب، وجرحه انتقض.

(2/482)


[سبد] ماله سبد ولا لَبَدٌ، أي قليل ولا كثير، عن الأَصمعيّ. وقال: السَبَدُ من الشَعَرِ، واللَبَدُ من الصوف. وتَسْبيدُ الرَأْس: استئصالُ شَعَرِه. والتَسْبيدُ أيضاً: تَرْك الادِّهان. وفي الحديث: قَدِم ابن عباس رضي الله عنهما مكَّةَ مُسَبِّداً رأسَه. وسَبَّدَ الشَعْر بعد الحَلْقِ: وهو حين يَنْبُتُ ويسود. يقال: سبد الفرح، إذا بَدا رِيشُهُ وشَوَّكَ. قال النابغة يذكر فَرْخَ القطا: مُنْهَرِتُ الشِدْقِ لم تنْبُتْ قَوادِمُهُ * في حاجِبِ العَيْنِ من تَسْبِيدِهِ زَبَبُ - والسِبْدُ: طائر لين الريش إذا قطر على ظهره قطرتان (1) من ماء جرى. قال الراجز: أكل يوم عرشها مقيلى * حتى ترى المئزر ذا الفضول * مثل جناح السبد الغسيل * والعرب تشبه الفرس به إذا عرق. قال طفيل: تقريبها (2) المرطى والجوز معتدل * كأنه سبد بالماء مغسول والجمع سبدان. -
_________
(1) في اللسان: " قطرة ".
(2) في اللسان: " تقريبه ".

(2/483)


والسبد بالكسر: الداهية. يقال: هو سِبْدُ أَسْبادٍ، إذا كان داهِياً في اللصوصية. قال الشاعر (1) : يصرف سبدا في العنان عمردا (2) * ويروى: " سيدا ". أبو عمرو: السبندى والسبنتى: الجرئ من كل شئ. قال الزَفَيانُ: لما رأيت الظُعْنَ شالت تحدى * أتبعتهن أرحبيا معدا * أعيس (3) جواب الضحى سبندى * يدرع الليل إذا ما اسودا * قال الاصمعي: السبندى والسبنتى: النمر.
[سجد] سَجَدَ: خضع. وقال (4) : بِجَمْعٍ تَضِلُّ البُلْقُ في حَجَراتِهِ. * تَرى الاكم فيها سجد للحوافر - ومنه سُجودُ الصلاة، وهو وضع الجَبْهة على الأَرْضِ. والاسْمُ السِجْدَةُ بالكسر. وسورة السجدة.
_________
(1) هو المعذل بن عبد الله.
(2) في اللسان: " في العيان "، وهو تحريف. وصدره:
من السح جوالا كأن غلامه
(3) في المخطوطة: " أعبس ".
(4) زيد الخيل يصف جيشا.

(2/483)


أبو عمرو: أسجد الرجل: طأطأ رأسه وانحنى. قال حميد بن ثور يصف نساء: فضول أزمتها أسجدت * سجود النصارى لاربابها (1) - يقول: لما ارتحلن ولوين فضول أزمة أجمالهن على معاصمهن أسجدت لهن. وأنشد أعرابِيٌّ من بني أسد:
وَقُلْنَ له أسجد لليلى فأسجدا * يعنى البعير، أي طأطأ لها لتركبه. والسجادة: الخُمْرَةُ (2) ، وأَثَر السجود أيضاً في الجبهة. والإسجادُ: إدامة النَظَر وإمراضُ الأجفانِ. قال كثيِّر: أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ ذلك (3) عِنْدَنا * وإِسْجادَ عَيْنَيْكِ الصيودين رابح - وأما قول الشاعر (4) :
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: فلما لوين على معصم * وكف خضيب وأسوارها - فضول أزمتها أسجدت * سجود النصارى لاحبارها -
(2) قوله " الخمرة " هي سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل، وترمل بالخيوط. اه‍ مختار.
(3) في اللسان والمخطوطة: " دلك عندنا ".
(4) الاسود بن يعفر.

(2/484)


* وافى بها كدراهم الاسجاد (1) * فهى دراهم كانت عليها صور يسجدون لها. والمسجد والمسجد: واحد المساجد. قال الفراء: كل ما كان على فعل يفعل مثل دخل يدخل فالمفعل منه بالفتح، اسما كان أو مصدرا، ولا يقع فيه الفرق، مثل دخل مدخلا، وهذا مدخله، إلا أحرفا من الاسماء ألزموها كسر العين. من ذلك: المسجد، والمطلع، والمغرب، والمشرق، والمسقط، والمفرق، والمجزر، والمسكن، والمرفق من رفق يرفق، والمنبت والمنسك من نسك ينسك. فجعلوا الكسر علامة للاسم. وربما فتحه بعض العرب في الاسم، قد روى مسكن ومسكن، وسمعنا المسجد والمسجد، والمطلع والمطلع. قال: والفتح في كله جائز وإن لم نسمعه. وما كان من باب فعل يفعل مثل جلس يجلس فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح، للفرق بينهما، تقول: نزل منزلا بفتح الزاى، تريد نزل نزولا، وهذا منزله فتكسر، لانك تعنى الدار، وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أخواته. وذلك أن المواضع والمصادر في غير هذا الباب ترد كلها إلى فتح العين، ولا يقع فيها
_________
(1) صدره:
من خمر ذى نطف أغن منطق:

(2/484)


الفروق، ولم يكسر شئ فيما سوى المذكور إلا الاحرف التى ذكرناها. والمسجدان: مسجد مكة ومسجد المدينة. وقال الشاعر (1) : لكم مسجد اللهِ المَزُورانِ والحَصى * لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرى وأَقْتَرا - والمَسْجَدُ بالفتح: جبهةُ الرجل حيثُ يصيبه نَدَبُ السجودِ. والآرابُ السبعةُ مساجدُ.
[سخد] السُخْدُ: ماءٌ أصفرُ غليظٌ يخرج مع الولد. وأصبح فلان مُسْخَداً، إذا أصبح ثقيلاً مُوَرَّماً مصفرا. وفى الحديث: " فيصبح السخد على وجهه ".
[سدد] التَسْديدُ: التوفيقُ للسداد، وهو الصوابُ والقصدُ من القول والعمل. ورجلٌ مُسَدَّدٌ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. والمُسَدَّدُ: المُقَوَّمُ. وسَدَّدَ رمحَهُ، وهو خلاف قولك: عَرَّضَهُ. وسَدَّ قولُهُ يَسِدُّ بالكسر، أي صار سَديداً. وإنه لَيُسِدُّ في القول فهو مُسِدٌّ، إذا كان يصيب السداد، أي القصد.
_________
(1) الكميت يمدح بنى أمية.

(2/485)


ويقال للرجل: أَسْدَدْتَ ما شئتَ، إذا طلب السَدادَ والقصدَ. وأَمْرٌ سَديدٌ وأَسَدُّ، أي قاصدٌ. وقد اسْتَدَّ الشئ، أي استقام. وقال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فلما استد ساعده رماني - قال الاصمعي: اشتد بالشين ليس بشئ. والسداد بالفتح: الاستقامةُ والصوابُ وكذلك السَدَدُ مقصورٌ منه. قال الأعشى: ماذا عَلَيها وماذا كانَ يَنْقُصُها * يَوْمَ التَرَحُّلِ لو قالتْ لنا سَدَدا - فحذف الألف. تقول منه: أَمْرُ بني فلان يجرِي على السَدادِ. وقد قال سَداداً من القول. وأما سِدادُ القارورة وسِدادُ الثَغْرِ فبالكسر لا غير. قال العَرْجِيُّ: أَضاعوني وأَيَّ فَتىً أَضاعوا * لِيَوْمِ كَريهَةٍ وسِدادِ ثَغْرِ - وهو سَدُّهُ بالخيل والرجال. وأما قولهم: فيه سِدَادٌ من عَوَزٍ، وأصَبْتُ به سِدَاداً من عيشٍ، أي ما تُسَدُّ به الخَلَّةُ، فيُكْسَرُ ويُفْتَحُ، والكسر أفصحُ. وسددْت الثُلْمَةَ ونحوَها أَسُدُّها سدا: أصلحتها وأوثقتها.

(2/485)


والسد والسد: الجبلُ، والحاجز (1) . وصَبَبْتُ في القربة ماء فاسْتَدَّتْ عيون الخُرَزِ وانْسَدَّتْ، بمعنىً. وأرضٌ بها سَدَدَةٌ، وهي أودية فيها حجارةٌ وصخور، يبقى الماء فيها زماناً، الواحد سُدٌّ بالضم، مثل جحر وجحرة. ويقال أيضا: جاءنا جراد سُدٌّ بالضم، إذا سَدَّ الأُفُقَ من كثرته. قال العجاج:
سَيْلُ الجَرادِ السُدِّ يَرْتادُ الخُضَرْ * والسُدُّ أيضاً: واحد السُدودِ، وهي السحائِبُ السود، عن أبى زيد. والسدة: داء يأخذ بالانف يمنع نسيم الريح. وكذلك السُدَادُ، مثل الصداع والعطاس. والسُدَّةُ: باب الدار. تقول: رأيته قاعداً بسُدَّةِ بابه. وفي الحديث (2) : " الشعث الرؤوس الذين لا تفتح لهم السُدَدُ ". قال أبو الدرداء: مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السلطان يَقُمْ ويقعد. وسمى إسماعيل السدى لانه كان يبيع المقانع والخمر في سدة مسجد الكوفة، وهى ما يبقى من الطاق المسدود.
_________
(1) قال في المختار: قلت وفى الديوان: قال بعضهم: السد بالضم ما كان من خلق الله، وبالفتح ما كان من عمل بنى آدم.
(2) هو حديث واردى الحوض.

(2/486)


والسد بالفتح: واحد الاسدة، وهى العيوب مثل العمى والصم والبَكَم، جمع على غير قياس، وكان قياسه سُدوداً. ومنه قولهم: لا تجعلنَّ بجنْبك الأسِدَّةَ، أي لا يضيقنَّ صدرُك فتسكتَ عن الجوابِ كمن به صممٌ وبكَمٌ. قال الكميت: وما بِجَنْبِيَ من صَفْحٍ وعائِدةٍ * عند الأَسِدَّةِ إنَّ العى كالعضب - يقول: ليس بي عِيٌّ ولا بكم عن جواب الكاشح، ولكني أصفح عنه، لأن العِيَّ عن الجواب كالعَضْبِ، وهو قطعُ يدٍ أو ذَهاب عضوٍ. والعائدةُ: العطفُ. والسد أيضا: شئ يتخد من قضبان له أطباق. والمسد: بستان ابن معمر، وذلك البستان مأسدة. قال أبو ذؤيب: ألفيت أغلب من أسد المسد حدي‍ * - د الناب أخذته عفر (1) فتطريح قال الاصمعي: سألت ابن أبى طرفة عن المسد فقال: هو بستان ابن معمر، الذى يقول له الناس بستان ابن عامر.
[سرد] السَرْدُ: الخَرْزُ في الأديم: والتسريد مثله.
_________
(1) في اللسان: " أخذته عقر " بالقاف.

(2/486)


والمسرد: ما يخرز به، وكذلك السِرادُ. والخَرْزُ مَسْرود ومسرد، وكذلك الدرع مسرودة. وقد قيل: سَرْدُها: نسجُها. وهو تداخُل الحَلَقِ بعضِها في بعض. ويقال: السَرْدُ: الثَقْبُ والمَسْرودةُ: الدرعُ المثقوبة. والسَرْدُ: اسمٌ جامعٌ للدروعِ وسائِر الحَلَقِ. وفلانٌ يَسْرُدُ الحديث سَرْداً، إذا كان جيِّد السياقِ له. وَسَرَدْتُ الصومَ، أي تابعْتُه. وقيل لاعرابي: أتعرف الاشهر الحرام؟ فقال: نعم، ثلاثة سرد، وواحد فرد. فالسرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والفرد رجب. والسَرَنْدى: الشديدُ، والأنثى سَرَنْداةٌ. والمُسْرَنْدي: الذى يعلوك ويغلبك. قال الراجز: قد جعل النعاس يغرندينى * أطرده عنى ويسرندينى - واسرنداه، أي اعتلاه. والاسرنداء والاعر نداء واحد، والياء للالحاق بافعنلل.
[سرمد] السرمد: الدائم.
[سرهد] سَرْهَدْتُ الصبيَّ سَرْهَدَةً، أي أحسنت غذاءه.

(2/487)


وربما قيل لشحم السَنام سَرْهَدٌ. وسَنامٌ مسرْهَدٌ، أي سمين.
[سعد] السَعْدُ: اليُمْنُ. تقول: سَعَدَ يومنا، بالفتح يَسْعَدُ سُعوداً. والسُعودَةُ: خلافُ النُحوسَةِ. واسْتَسْعَدَ الرجل برؤية فلانٍ، أي عدّه سَعْداً (1) . والسَعادَةُ: خلاف الشَقاوَةِ. تقول منه: سَعِدَ الرجل بالكسر، فهو سعيد، مثل سلم فهو سليم. وسعد بالضم فهو مسعود. وقرأ الكسائي:
(وأما الذين سعدوا) *. وأسعده الله فهو مَسْعودٌ، ويقال مُسْعَدٌ، كأنَّهم استَغنوا عنه بِمَسْعودٍ. والإسعادُ: الإعانةُ. والمساعدة: المعاونة. وقولهم: لبيك وسعديك، أي إسْعاداً لك بعد إسْعادٍ. وسُعودُ النجومِ عشرةٌ: أربعةٌ منها في برج الجَدي والدلْو يَنْزِلها القمر، وهي سَعْدُ الذابِح، وسعدُ بُلَعَ، وسعدُ الأخْبِيَةِ، وسعدُ السُعودِ، وهو كوكبٌ منفردٌ نَيِّرٌ. وأما الستَّة التي ليست من المنازل فسَعْدُ ناشِرَةَ، وسَعْدُ المَلِك، وسَعْدُ
_________
(1) في المختار: " عده سعيدا ".

(2/487)


البِهامِ، وسعدُ الهُمامِ، وسعدُ البارِعِ، وسَعْدُ مَطَرٍ. وكلُّ سَعْدٍ من هذه الستّة كوكبان، بين كلِّ كوكبين في رأي العين قَدْرُ ذراعٍ، وهي متناسقةٌ. وأما سَعْدُ الأخبيةِ فثلاثة أنجم كأنَّها أَثافِيُّ، ورابع تحت واحد منهن. وفى العرب سعود قبائل شتى: منها سعد تميم، وسعد هذيل، وسعد قيس، وسعد بكر. قال الشاعر (1) : رأيت سعودا من شعوب كثيرة * فلم أر (2) سعدا مثل سعد بن مالك - وفى المثل: " بكل واد بنو سعد "، قاله الاضبط بن قريع السعدى لما تحول عن قومه وانتقل في القبائل، فلما لم يحمدهم رجع إلى قومه وقال: " بكل واد بنو سعد "، يعنى سعد بن زيد مناة بن تميم. وأما سعد بن بكر فهم أظآر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سعد بن بكر بن هوازن. وبنو أسعد: بطن من العرب، وهو تذكير سعدى. وقولهم في المثل: " أسعد أم سعيد " إذا
_________
(1) هو طرفة بن العبد.
(2) في اللسان: " فلم ترعيني مثل ".

(2/488)


سئل عن الشئ أهو مما يحب أو يكره. يقال: أصله أنهما ابنا ضبة بن أد، خرجا فرجع سعد وفقد سعيد، فصار مما يتشاءم به. والسعيدية من برود اليمن. والسعدان: نبت، وهو من أفضل مراعي الإبل. وفي المثل: " مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ "، والنون زائدة لانه ليس في الكلام فعلال، غير خزعال وقهقار، إلا من المضاعف. ولهذا النبت شوك يقال له حسك السعدان، وتشبه به حلمة الثدى، يقال له سعدانة الثندؤة. والسَعْدانةُ: كِرْكِرَةُ البعير. وأَسفلَ العُجايَة هَنَاتٌ كأنها الأظفار تسمَّى السَعْداناتُ. والسَعْدانَةُ أيضاً: عقدةُ الشِسْعِ التي تلى الارض، وكذلك العقد التى في أسفل كفَّة الميزان. وساعِدا الإنسان: عَضُداهُ. وساعِدا الطائر: جناحاه. وساعدة من أسماء الاسد، واسم رجل. والسواعد: مجاري الماء إلى النهر أو البحر، ومجاري المخّ في العظم. والسُعْدُ بالضم، من الطِيب. والسُعادى مثله. وبنو ساعدة: قوم من الخررج، ولهم سقيفة بنى ساعدة، وهى بمنزلة دار لهم. وأما قول الشاعر: وهل سعد إلا صخرة بتنوفة * من الارض لا يدعو لغى ولا رشد -

(2/488)


فهو اسم صنم كان لبنى مالك (1) بن كناية.
[سفد] السِفادُ: نَزْوُ الذكر على الأنثى. وقد سَفِدَ بالكسر يَسْفَدُ سِفاداً. يقال ذلك في التَيسِ، والبعير، والثور، والسباع، والطير. وسَفَدَ بالفتح لغة فيه، حكاها أبو عبيدة. وأسفده غيره. وتَسافَدَت السباعُ. والسَفَّودُ، بالتشديد: الحديدةُ التى يشوى بها اللحم.
[سلغد] السِلْغَدُّ (2) الأحمق، ويقال الذئبُ. قال الكميت يهجو بعض الولا ة: وِلاية سِلْغَدٍّ أَلَفَّ كأنه * من الرَهَقِ المخلوطِ بالنوكِ أَثْوَلُ - يقول: كأنه من حمقه وما يتناوله من الخمر، تيس مجنون.
[سمد] سَمَدَ سُموداً: رفع رأسَه تكبرا. وكل رافع رأسه فهوسامد. وقال الراجز رؤبة:
سوامد الليل خفاف الازواد (3)
_________
(1) في اللسان: " ملكان ".
(2) في اللسان بكسر السين وفتح اللام المشددة وسكون الغين، ونبه أنه في الصحاح بسكون اللام وفتح الغين وتشديد الدال.
(3) قبله:
قلصن تقليص النعام الوخاد:

(2/489)


يقول: ليس في بطونها علف. وقال ابن الاعرابي: سمدت سُموداً: عَلَوْتُ وسَمَدَتِ الإبل في سيرها: جَدَّتْ والسُمودُ: اللهوُ. والسامِدُ: اللاهي والمغنِّي. والسامِدُ: القائمُ، والساكتُ. والسامِدُ: الحزينُ الخاشع. يقال للقَيْنَة: أَسْمِدِينا، أي أَلْهينا بالغناء وغنِّينا. وتسميد الارض: أن يجعل فيها السَمادُ، وهو سِرْجينٌ ورماد. وتسميدُ الرأس: استئصالُ شَعَره، لغة في التسبيد. واسمأد الرجل بالهمز اسمئدادا، أي ورم غضبا.
[سمغد] المُسْمَغِدُّ: الوارمُ، بالغين معجمة. ويقال: اسْمَغَدَّتْ أناملُه: إذا تورَّمت. واسْمَغَدَّ الرجل أي امتلأ غضباً.
[سند] السَنَدُ: ما قابلك من الجبلِ وعلا عن السفح. وفلان سَنَدٌ، أي معتمَدٌ. وسَنَدْتُ إلى الشئ أسند سنودا، واستندت بمعنى. وأَسْنَدْتُ غيري. والإسنادُ في الحديث: رفْعُه إلى قائله. وخُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ، شدد للكثرة.

(2/489)


وتساندت إليه: استندت. وخرج القوم مُتَسانِدينَ، أي على راياتٍ شتى ولم يكونوا تحتَ راية أمير واحد. والمُسْنَدُ: الدهرُ. والمسنَدُ: الدَعِيُّ. والمسندُ: خطٌّ لِحِمْيَرٍ مخالفٌ لخطِّنا هذا. والسِنادُ: الناقة الشديدة الخلق. قال الشاعر ذو الرمة: جمالية حرف سناد يشلها * وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق - والسناد في الشعر: اختلاف الرِدْفين، كقول الشاعر (1) : فقد أَلِجُ الخِباَء عَلى جوارٍ (2) * كأنَّ عُيُونَهُنَّ عُيونُ عينِ (3) - ثم قال:
فأصبح رأسه مثل اللجين (4) * يقال: قد ساند الشاعر. قال ذوالرمة: وشعر قد أرقت له غريب * أجانبه المساند والمحالا
_________
(1) عبيد بن الابرص.
(2) في القاموس: " الخدور على العذارى ".
(3) قبله - لا بعده كما ذكر الجوهرى: فإن يك فاتني أسفا شبابى * وأضحى الرأس منى كاللجين -
(4) في التكملة: " كاللجين "، كأمير، وهو الخبط، فلا سناد.

(2/490)


وساندت الرجل مُسانَدَةً، إذا عاضدْتَه وكانفْتَه. وسنداد: اسم نهر، ومنه قول أسود بن يعفر: أهل الخورنق والسدير وبارق * والقصر (1) ذى الشرفات من سنداد - والسنْدُ: بلادٌ، تقول سِنْدِيٌّ للواحد، وسِنْدٌ للجماعة، مثل زِنْجِيٍّ وزِنْجٍ.
[سود] سادَ قومَه يَسودُهُمْ سِيادَةً وسوددا وسيدودة، فهو سيدهم. وهم سادة، تقديره فعلة بالتحريك، لان تقدير سيد فعيل، وهو مثل سرى وسراة، ولا نظير لهما. يدل على ذلك أنه يجمع على سيائدة بالهمز، مثل أفيل وأفائلة، وتبيع وتبائعة (2) . وقال أهل البصرة: تقدير سيد فيعل، وجمع على فعلة، كأنهم جمعوا سائدا مثل قائد وقادة، وذائد وذادة. وقالوا: إنما جمعت العرب الجيد والسيد على جيائد وسيائد بالهمز على غير قياس، لان جمع فيعل فياعل بالهمز. والدال في سودد زائدة للالحاق ببناء فعلل مثل جندب وبرقع.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " والقصر ذو "، وصوابه من المخطوطة واللسان.
(2) في المخطوط واللسان: " أفيل وأفائل، وتبيع وتبائع ".

(2/490)


وتقول: سوده قومه. وهو أَسْوَدُ من فلانٍ، أي أجلُّ منه. قال الفراء: يقال هذا سَيِّدُ قومِه اليومَ، فإذا أخبرْتَ أنَّه عن قليل يكون سَيِّدَهم قلت: هو سائِدُ قومِهِ عن قليل، وسَيِّد. وأَسادَ الرجلُ وأَسْوَدَ بمعنىً، أي ولد غلاماً سَيِّداً، وكذلك إذا ولد غلاماً أَسْوَدَ اللون. واسْتادَ القومُ بني فلان، أي قتلوا سَيِّدَهم، وكذلك إذا أسروه، أو خطبوا إليه. والسَوادُ: لون. وقد اسود الشئ اسوداد ا، واسواد اسويدادا. ويجوز في الشعر اسْوَأَدَّ تُحَرَّكُ الألفُ لئلا يجمع بين ساكنين. والأمر منه اسْوَأْدِدْ، وإن شئت أدغمْتَ. وسَوَّدْتُهُ أنا. وتصغير الأَسْوَدِ أُسَيِّدٌ، وإن شئت أُسَيْوِدٌ، أي قد قارب السَوادَ. والنسبة إليه أُسَيْدِيٌّ بحذف الياء المتحركة. وتصغيرُ الترخيمِ سُوَيْدٌ. وقد سَوِدَ الرجل، كما تقول عَوِرَتْ عَيْنُهُ. قال نُصَيب: سَودْتُ ولم اَمْلِكْ سَوادي وتَحْتَهُ (1) * قميصٌ من القوهِيِّ بيضٌ بَنائقَهْ - وبعضهم يقول: سُدْت.
_________
(1) ويروى: " سودت فلم أملك وتحت سواده ".

(2/491)


وكلّمْتُ فلاناً فما رَدَّ على سَوْداءَ ولا بيضاء، أي كلمةً قبيحةً ولا حسنةً. والأَسْوَدانِ: التمرُ والماءُ. وضافَ قومٌ مُزَبِّداً المدنيِّ فقال لهم: مالكم عندي إلا الأَسْوَدانِ. قالوا: إنَّ في ذلك لمَقْنَعاً: التَمر والماءُ. قال: ما ذَاكُمْ عَنَيْتُ، إنَّما أردتُ الحرة والليل. والوطأة السوداء: الدراسة، والحمراءُ: الجديدةُ. والأسْوَدُ: العظيمُ من الحَيَّاتِ، وفيه سَوادٌ، والجمع الأَساوِدُ، لأنّه اسمٌ، ولو كان صفةً لجمع على فُعْلِ. يقال أَسْوَدُ سالِخٌ غير مضاف، لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام. والأنثى أَسْوَدَةُ، ولا توصف بسالخة. وساوَدني فلانٌ فسُدْتُهُ، من سَوادِ اللون والسوددِ جميعاً. قال الفراء: سَوَّدْتُ الإبلَ تَسْويداً، وهو أن تدقَّ المِسْحَ الباليَ من شَعَرٍ فتداوي به أَدبارها. قال الكسائي: السَيِّدُ من المَعْزِ: المُسِنُّ. وفي الحديث: " ثَنيُّ الضأنِ خيرٌ من السَيِّدِ من المَعْز ". وأنشد: سَواءٌ عليه شاةُ عامٍ دَنَتْ له، * ليذبحها للضَيفِ أم شاة سيد -

(2/491)


وقولهم: جاء فلان بغنمِه سودَ البطونِ، وجاء بها حُمْر َالكُلى، معناهما مهازيلُ. والسَوادُ: الشخص، والجمع أَسْوِدَةٌ، ثم الأَساوِدُ جمعُ الجمعِ. قال الأعشى: تَناهَيْتُمُ عَنَّا وقد كان فيكُمُ * أَساوِدُ صَرْعى لم يُوَسَّدْ (1) قَتيلُها - يعني بالأَساوِد شُخوصَ القَتْلى. وسَوادُ الأمير: ثِقْلُهُ. ولفلان سوادٌ، أي مال كثير، حكاه أبو عبيد. وسواد الكوفة والبصرة: قُراهما. وسواد القلبِ: حبَّته، وكذلك أسوده وسوداؤه، وسويداؤه. وسواد الناس: عامَّتهم، وكلّ عددٍ كثير. والسود بفتح السين في شعر خداش ابن زهير العامري: لهم حبق والسود بينى وبينهم * يدى لكم والزائرات المحصبا - هو جبال قيس. والسِوادُ: السِرار. تقول: ساوَدْتُه مُساودة وسِواداً، أي سارَرْتُه، وأصله إدْناءُ سَوادِك من سَوادِه، وهو الشَخْصُ. وقيل لابنة الخس: لم زنيت وأنت سيدة
_________
(1) في اللسان: " لم يسود "، وما هنا صوابه،

(2/492)


نساء قومك؟ قالت: قرب الوساد، وطول السواد. والسيد: الذئب، يقال سيد رَمْلٍ، والجمع السيدان، والأنثى سِيَدةٌ عن الكسائي. وربّما سمِّي به الأسد. قال الشاعر:
كالسيدِ ذي اللِبَدةِ المُسْتأسِدِ الضارى * وبنو السيد من بنى ضبة. والسيدان: اسم أكمة. قال ابن الدمينة: كأن قرا السيدان في الآل غدوة * قرا حبشي في ركابين واقف -
[سهد] السُهاد: الأَرَقُ، وقد سَهِد الرجُل بالكسر يَسْهَدُ سَهَداً. والسُهُدُ بضم السين والهاء: القليل من النوم. قال أبو كَبيرٍ الهذَلي: فأتَتْ به حوشَ الفؤادِ مُبَطَّناً * سُهُداً إذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ - وسَهَّدْتُهُ أنا فهو مُسَهَّدٌ. وما رأيتُ من فلانٍ سَهْدَةً: أي أمْراً أعتمِدُ عليه، من كلام أو خبر.
فصل الشين
[شدد] شئ شديد: بين الشدة. والشدَّة، بالفتح: الحَمْلَةُ الواحدة. وقد شَدَّ عليه في الحَرْب يَشُدُّ شدا، أي حمل عليه.

(2/492)


والشد: (1) العَدْوُ. وقد شَدَّ، أي عَدا. وشَدَّ النهار، أي ارتفع. وشدَّ عضده، أي قواه. واشتد الشئ، من الشِدَّة. واشتَدَّ: أي عَدا. وقال ابن رميض (2) العنبري:
هذا أوان الشد فاشتدى زيم (3) * وهو اسم فرس. والمشادة في الشئ: التشدد فيه، والمُتَشَدِّدُ: البخيل، وهو في شعر طَرَفة:
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ (4) * وشَده: أي أوثقه، يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ أيضا، وهو من النوادر (5) . قال الفراء: ماكان على فعلت من ذوات التضعيف غير واقع، فإن يفعل منه مكسور العين مثل عففت أعف، وما كان واقعا مثل رددت ومددت فإن يفعل منه مضموم العين، إلا ثلاثة أحرف جاءت نادرة وهى شده يشده ويشده، وعله يعله ويعله من العلل وهو
_________
(1) في المخطوطة: " والتشدد ".
(2) ويقال " ابن رميص " بالصاد المهملة.
(3) وبعده: قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ * ليس براعى إبل ولا غنم -
(4) وصدره:
أرى الموتَ يعتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي
(5) سبقت هذه القاعدة في باب الباء وفى باب الدال.

(2/493)


الشرب الثاني، ونم الحديث ينمه وينمه. قال: فإن جاء مثل هذا أيضا مما لم نسمعه فهو قليل، وأصله الضم. وقد جاء حرف واحد بالكسر من غير أن يشركه الضم شاذا، وهو حبه يحبه. وتقول: شد الله ملكه وشَدَّدَهُ، أي قَوّاه. والتشديد: خلاف التخفيف. وقوله تعالى:
(حتى يبلغ أشده) *، أي قوته، وهو ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين، وهو واحد جاء على بناء الجمع، مثل آنك وهو الا سرب، ولا نظير لهما. ويقال: هو جمع لا واحد له من لفظه، مثل آسال وأبابيل، وعبابيد، ومذاكير. وكان سيبويه يقول واحده شدة. وهو حسن، لانه يقال بلغ الغلام شدته. ولكن لا تجمع فعلة على أفعل. وأما أنعم فإنما هو جمع نعم، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ. ويقال هو جمع الجمع. تقول نعمة ونعم. وأما قول من قال واحده شد، مثل كلب وأكلب، أو شد، مثل ذئب وأذؤب، فإنما هو قياس، كما يقولون في واحد الابابيل أبول، قياسا على عجول، وليس هو شئ سمع من العرب. أبو زيد: أصابتني شدى، على فعلى، أي شدة. وأشد الرجل، إذا كانت معه دابَّة شديدة.

(2/493)


[شرد] شرد البعير يشرو شرودا وشِراداً: نفر، فهو شارِدٌ وشَرودٌ. والجمع شرد، مثل خادم وخدم، وغائب وغيب. وجمع الشرود شرد، مثل زبور وزبر. وأنشد أبو عبيدة لعبد مناف ابن ربع الهذلى: حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا - ويروى " الشردا ". وقافية شَرودٌ: أي سائرة (1) في البلاد. والتَشْريد: الطَرْدُ، ومنه قوله تعالى:
(فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) *، أي فَرِّقْ وبَدِّدْ جمعَهم. والشَريد: الطريد. وبنو الشريد: بطن من سليم.
[شكد] الشكد بالضم: العطاء. وبفتح المصدر. تقول: شَكَدَه يشكُدِه شكداً، أي أعطاه.
[شهد] الشَهادة: خبَرٌ قاطع. تقول منه: شَهِد الرجل على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرَجُلُ، بسكون الهاء للتخفيف، عن الاخفش. وقولهم: اشهد بكذا، أي احلف.
_________
(1) في المخطوطة: " شاردة ".

(2/494)


والمشاهدة: المعاينة. وشهده شُهوداً: أي حَضَرَه، فهو شاهدٌ. وقومٌ شُهودٌ، أي حُضورٌ، وهو في الأصل مصدرٌ، وشُهَّدٌ أيضاً مثل راكع وركع. وشَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد، والجمع شهد، مثل صاحب وصحب وسافر وسفر. وبعضهم ينكره. وجمع الشهد شهودا وأشهاد. والشهيد: الشاهد، والجمع الشُهَداءُ. وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه. وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء. وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء. واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. وأَشْهَدَني إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني. والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ. والشَهيدُ: القتيل في سبيل الله. وقد استُشْهِدَ فُلانٌ. والاسم الشهادة. والتشهُّد في الصلاة، معروف. والشاهدُ: الذي يَخرج مع الولد كأنه مخالط. ويقال: شُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتِجِها من دِمٍ أو سَلاً. قال الشاعر (1) :
_________
(1) هو حميد بن ثور الهلالي.

(2/494)


فجاءت بمثل السابرى تعجبوا * له والثَرى ما جَفَّ عنه شُهودُها - والشاهِد: اللِسان. والشاهِد: الملَكُ. قال الأعشى: فلا تَحْسَبَنّي كافِراً لك نِعْمَةً * على شاهِدي يا شاهِدَ الله فاشهد - والشهد والشهد: العسل في شَمَعِها، والشُهْدَةُ أخصّ منها، والجمع شهاد. وقال الشاعر أمية (1) : إلى ردح من الشيزى ملاء (2) * لباب البر يلبك بالشهاد - أي من لباب البر. وأشهد الرجل: أمذى. والمذى عسيلة.
[شيد] الشيد، بالكسر: كل شئ طَلَيْتَ به الحائِطَ من جِصٍّ أو مِلاطٍ (3) ، وبالفتح المصدر. تقول: شاده يشيده شيدا: حصصه. والمشيد: المعمول بالشِيدِ. والمُشَيَّدُ، بالتشديد: المُطَوَّلُ. وقال الكسائي: المَشيدُ للواحد من قوله تعالى:
(وقصر مشيد (4)) *،
_________
(1) أمية بن أبى الصلت.
(2) يروى: " عليها ".
(3) الملاط بالميم: ما يطلى به وهو الطين، وفى المطبوعة الاولى " البلاط " بالباء، تحريف. وهو الحجارةُ المفروشةُ في الدار وغيرها.
(4) قصر مشيد في المفرد، وقصور مشيدة في الجمع.

(2/495)


والمشيد للجمع، من قوله:
(في بروجٍ مشيدة) *. والاشادة: رفع الصوت بالشئ. وأَشادَ بِذِكْرِه، أي رَفَع من قدره. قال أبو عمرو: قال العبسى أشدت بالشئ: عرفته.
فصل الصاد
[صخد] صَخَدَتْهُ الشَمْس تَصْخَدُهُ صَخْداً: أصابَتْهُ فأَحْرَقَتْهُ. وصَخَد الصُرَدُ: أي صاح. وصَخِد النهار بالكسر يَصْخَدُ صَخَداً: اشتدّ حَرُّه. ويوم صَخَدانٌ بالتحريك، وصَيخودٌ: شَديدُ الحرِّ. وصَخْرَةٌ صَيْخودٌ: أي شديدة. وأَصْخَدَ الحِرْباءُ: تصلى بحر الشمس.
[صدد] صَدَّ عنه يَصِدُّ صُدوداً: أعرض. وصده عن الامر صدا. مَنَعَهُ وصَرَفَه عنه. وأَصَدَّهُ لغة. قال الشاعر (1) : أُناسٌ أَصَدُّوا الناسَ بالسَيف عنهم * صُدودَ السَواقي عن أنوف الحوائم (2)
_________
(1) هو ذو الرمة.
(2) قال ابن برى: وصواب إنشاده:
صدود السواقى عن رءوس المخارم * والسواقى: مجارى الماء. والمخرم: منقطع أنف الجبل. يقول: صدوا الناس عنهم بالسيف كما صدت هذه الانهار عن المخارم، فلم تستطع أن ترفع إليها.

(2/495)


وصد يصد ويصد صَديداً: أي ضَجَّ. والصَدَدُ: القُرْبُ، يقال داري صَدَدَ دارِه، أي قُبالَتَها، نُصِبَ على الظرفِ. والصُدَّادُ، بالضمّ والتشديد: دُوَيْبَّةٌ، وهي من جنس الجرذان. قال أبو زيد: هو في كلام قَيْسٍ سامُّ أَبْرَصَ. والجمع صَدائد على غير قياسٍ. والصُدَّادُ أيضاً: الطريقُ إلى الماء. وصداء: اسم ركية عذبة الماء. وفى المثل: " ماء ولا كصداء ". وقلت لابي على النحوي: هو فعلاء من المضاعف؟ فقال: نعم. وأنشدني لضرار بن عتبة العبشمى السعدى: كأنى من وجد بزينب هائم * يخالس من أحواض صداء مشربا - يرى دون برد الماء هولا وذادة * إذا شد صاحوا قبل أن يتحببا - وبعضهم يقول: صدآء، بالهمز مثال صدعاء. وسألت عنه في البادية رجلا من بنى سليم فلم يهمزه. وصديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلِط بالدم قبل أن تَغْلظَ المِدَّةُ، تقول: أَصَدَّ الجُرْحُ، إذا صار فيه المِدَّةُ. والصَدُّ: الجَبَلُ. قال أبو عمرو: يقال

(2/496)


لكل جبلٍ صَدٌّ وصُدٌّ، وسَدٌّ وسُدٌّ. وأنشد لليلى الاخيلية: أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا * وكنت صنيا بين صدين مجهلا -
[صرد] الصَرْدُ: البَحْتُ الخالِص. يقال: أحبه حبا صردا. ونبيذ صرد، وكَذِبٌ صَرْدٌ. والصَرْدُ: البَرْدُ، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. تقول: يَوْمٌ صَرْدٌ. والصُرود من البلاد: خلاف الجُروم (1) . وصَرِدَ الرَجُلُ بالكسر يَصْرَدُ صَرَداً فهو صَرِدٌ ومِصْرادٌ: يجدُ البَرْد سَريعاً. قال الساجع: أصبح قلبى صردا * لا يشتهى أن يردا - وصرد قلبى عن الشئ: انتهى عنه. وصَرِدَ السَهْمُ أيضاً عن الرَمِيَّة، أي نَفَذَ حَدُّه. وأَصْرَدَهُ الرامي. وسَهْمٌ مِصْرادٌ وصارِدٌ، أي نافذ. وبنو الصارد بن مرة: قوم من العرب. والصردان: عرقان يستبطنان اللسان. قال يزيد بن الصَعِق يهجو النابغةَ الذُبيانيّ: وأيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ * له صُرَدانِ مُنْطَلِقا اللسان -
_________
(1) الجروم: الحارة.

(2/496)


أي ذربان. والصرد: طائر، وجمعه صردان. والصرد أيضا: بياض يكون على ظهر الفَرس من أَثَرِ الدَبَر. والصُرَّادُ، بالضم والتشديد: غيم رقيق لاماء فيه. والتَصريدُ في السَقْيِ دونَ الرِيِّ. والتصريد في العطاء: تقليله. وشَرابٌ مُصَرَّدٌ: أي مُقَلَّلٌ، وكذلك الذي يُسقى قليلاً أو يُعطى قليلا. والصمرد بالكسر: الناقة القليلة اللبن، وأرى أن الميم زائدة.
[صرخد] الصرخد (1) : موضع نسب إليه الشراب في قول الشاعر (2) : ولذ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ * عَشِيَّةَ خِمْسِ القوم والعين عاشقة (3) - واللذ: النوم.
[صعد] صعد في السلم صعودا. وصعد في الجبلِ وعلى الجبل تصعيداً. قال أبو زيد: ولم يعرفوا فيه
_________
(1) في اللسان: " صرخد " بطرح اللام.
(2) الراعى.
(3) قبله: وسربال كتان لبست جديده * على الرحل حتى أسلمته بنائقه -

(2/497)


صعد. وقال الاخفش: أصعد في الأرض: أي مضَى وسار. وأَصْعَدَ في الوادي وصَعَّدَ تَصْعيداً، أي انْحَدَرَ فيه. وأنشد (1) : فَإِمّا تَرَيْني اليومَ مُزجي ظَعينَتي * أُصَعِّدُ طَوْراً في البلادِ وأُفْرِعُ - وقال الشمّاخ: فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنبِ سخطى * لا يدهمنك إفزاعى وتصعيدى (2) - وتصعدنى الشئ، أي شق على. وعذاب صعد، بالتحريك، أي شديد. والصعود: خلاف الهَبوط، والجمع صَعائد وصُعُدٌ، مثل عجوز وعجائز وعجز. وصعائد بالضم: اسم موضع، وهى في شعر لبيد (3) . والصَعودٌ: العَقَبَةُ الكَؤُودُ، والصَعودُ من الناق: التى تخدج فتعطف على ولد عام أول. قال الشاعر (4) :
لها لبن الخلية والصعود (5)
_________
(1) لعبد الله بن همام السلولى
(2) الافراع: الانحدار. وهو من الاضداد. يقال: أفرع الرجل، إذا أصعد فيه، وأفرع إذا انحدر منه.
(3) هو قوله: علهت تبلد في نهاء صعائد * سبعا تؤاما كاملا أيامها -
(4) هو خالد بن جعفر الكلابي يصف فرسا.
(5) صدره:
أمرت لها الرعاء ليكرموها:

(2/497)


تقول منه: أصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدْتُها أنا، كلتاهما بالالف، عن الفراء. والصعيد: التراب. وقال ثعلب: وجهُ الأرضِ، لقوله تعالى:
(فَتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً) *. والجمع صُعُدٌ وصُعُداتٌ، مثل طريق وطرق وطرقات. ويقال أيضاً: هذا النبات يُنْمي صعدا، أي يزداد طولا. وصعيد مصر: موضع بها. والصعدة: القناة المستوية، تنبت كذلك لا تحتاج إلى تَثْقيفٍ. قال الشاعر (1) : صَعْدَةٌ نابتةٌ في حائر * أَيْنما الريحُ تُمَيِّلُها تَمِلْ (2) - وبَناتُ صَعْدَةَ: حُمُر الوَحْش، والنسبة إليها صاعِدِيٌّ على غير قياس. قال أبو ذؤيب: فرمى فألحق صاعديًّا مِطْحَراً * بالكَشْحِ فاشتملَتْ عليه الاضلع - والصعداء بالضم والمد: تنفس ممدود.
[صفد] صَفَدَهُ يَصْفِدُهُ صَفْداً، أي شده وأوثقه. وكذلك التصفيد.
_________
(1) هو كعب بن جعيل.
(2) قبله: فإذا قامت إلى جاراتها * لاحت الساق بخلخال زجل -

(2/498)


والصفد بالتحريك: العَطاءُ. والصَفَدُ أيضاً: الوَثاقُ. وأَصْفَدْتُهُ إصْفاداً، أي أعْطَيْتُهُ مالاً، ووَهبْتُ له عَبْداً. والصِفادُ: ما يوثَقُ به الأسيرُ من قِدٍّ وقيد وغل. والاصفاد: القيود.
[صفرد] الصِفْرِدُ: طائِرٌ تُسمِّيه العامّةُ أبا المَليحِ. وفي المَثَل: " أَجْبَنُ من صفرد ".
[صلد] حَجَرٌ صَلْدٌ: أي صُلْبٌ أَمْلَسُ. وأَرْضٌ صَلْدَةٌ وجَبينٌ صَلْدٌ. قال رؤبة:
براق أصلاد الجبين الاجله * وصَلَدَ الزَنْدُ يَصْلِدُ بالكسر صُلوداً: إذا صَوَّتَ ولم يُخْرِجْ ناراً. وأَصْلَدَ الرَجُلُ: أي صَلَدَ زَنْدُهُ. والأَصْلَدُ: البخيل. والصَلودُ: القِدْرُ البطيئة الغَلْي، والفَرَسُ الذي لا يَعْرَقُ. وناقةٌ صَلودٌ ومِصْلادٌ، أي بكيئَةٌ.
[صلخد] الصلخدى: القوى الشديد، مثل الصلخدم، والياء والميم زائدتان. يقال جَمَلٌ صَلْخَدٌ وسَلْجَمٌ، وجَمَلٌ صَلَخْدىً بتحريك اللام. وناقة صلخداة، وجمل صُلاخِدٌ بالضم، والجمع صَلاخِدُ بالفتح.

(2/498)


واصْلَخَدَّ اصْلِخْداداً، إذا انتصبَ قائماً.
[صمد] الصَمْدُ: المكان المرتفع الغليظ. قال أبو النجم:
يغادر الصمد كظهر الاجزل (1) * والمُصْمَدُ: لغة في المُصْمَتِ، وهو الذي لا جَوْفَ له. والصِمادُ: عِفاصُ القارورة. وصَمَدَهُ يَصْمُدُه صَمْداً، أي قَصَدَهُ. والصَمَدُ: السيِّدُ، لأنّه يُصْمَدُ إليه في الحوائجِ. قال: عَلَوْتُهُ بحُسام ثُمَّ قلت له * خُذْها حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَيِّدُ الصَمَدُ (2) - وبيتٌ مُصَمَّدٌ بالتشديد، أي مقصود.
[صمعد] الاصمعداد: الانطلاق السريع. قال الزفيان:
_________
(1) قبله. يأتي لها من أيمن وأشمل * وهى حيال الفرقدين تعتلى -
(2) البيت لعمرو بن الاسلع العبسى. وقبله: إنى جزيت بنى بدر بسعيهم * يوم الهباءة قتلا ما له قود - لما التقينا على أرجاء جمتها * والمشرفية في أيماننا تقد -

(2/499)


تسمع للريح إذا اصمعدا * بين الخطا منه إذا ما ارقدا * مثل عزيف الجن هدت هدا
[صند] الصِنْديدُ: السيِّد الشُجاعُ. وغَيْثٌ صنديد: عظيم القطر. والصناديد: الدواهي. ومنه قول الحسن: " نعوذ بالله من صناديد القدر ".
[صهد] الصَيْهَدُ: السَرابُ الجَاري. والصَيْهَدُ: الطَويل. وصَهَدَتْهُ الشمسُ: لغَةٌ في صخدته.
[صيد] صادَهُ يَصيدُهُ ويَصادُهُ صَيْداً، أي اصطاده والصَيْدُ أيضاً: المَصيدُ. وخَرَجَ فلانٌ يَتَصَيَّدُ. والمِصْيَدُ والمِصْيَدَةُ بالكسر: ما يُصادُ به. وكَلْبٌ صَيودٌ، وكلاب صيد وصيد أيضا في لغة من يخفف الرسل ويكسر الصاد لتسلم الياء. والصيد، بالتحريك: مصدر الأَصْيَدِ، وهو الذي يرفع رأسه كِبْراً. ومنه قيل للملك أصيد. وأصله في البعير يكون به داء في رأسه فيرفعه. ويقال: إنما قيل للملك أصيد لأنه لا يتلفت يميناً ولا شمالاً. وكذلك الذي لايستطيع الالتفات من داء. تقول منه صيد: بكسر الياء. وإنما صحت

(2/499)


الياء فيه لصحتها في أصله لتدلَّ عليه وهو اصيد بالتشديد. وكذلك اعور لان عور اعور معناهما واحد، وإنما حذفت منه الزوائد للتخفيف، ولولا ذلك لقلت صاد وعار، وقلبت الواو ألفا كما قلبتها في خاف. والدليل على أنه افعل، مجئ أخواته على هذا في الالوان والعيوب، نحو اسود واحمر. وإنما قالوا: عور وعرج للتخفيف. وكذلك قياس عمى وإن لم يسمع، ولهذا لا يقال من هذا الباب ما أفعله في التعجب، لان أصله يزيد على الثلاثي، ولا يمكن بناء الرباعي من الرباعي، وإنما يبنى الوزن الاكثر من الاقل. والصاد: الصفر والنحاس. قال حسّان: رَأَيْتُ قُدورَ الصادِ حولَ بُيوتِنا * قَنابلَ دُهْماً في المَباَءةِ صُيَّما (1) - والصادِيُّ منسوبٌ إليه. والصَيْدانُ بالفتح: بِرامُ الحِجارة. قال أبو ذؤيْب: وسودٍ من الصَِيْدانِ (2) فيها مَذانِبٌ * نُضَارٌ إذا لم نستفدها نعارها -
_________
(1) في اللسان " قنابل سحما في المحلة ". وفى ديوانه: " حسبت "، " في المحلة ". القنابل: الجماعات من الخيل الواحدة قنبلة بالفتح. والصيم: القيام.
(2) الصيدان يروى بفتح الصاد وكسرها. فمن رواه بالفتح جعله جمع صيدانة كتمر وتمرة وهى البرمة من الحجارة. ومن رواه الصيدان بالكسر جعله جمع صاد وهو النحاس والصفر، كما يقال تاج وتيجان. وفى اللسان مادة (صدن وصيد) : " فيها مذانب نضار ". ومذانب النضار: مغارف هذا الخشب.

(2/500)


وأما الحجارة التى تعمل منها القدورُ فهي الصَيْداءُ. والصيداء (1) : الارض الغليظة. وصيداء: اسم بلد. وبنو الصيداء: بطن من بنى أسد. قال ابن السكيت: الصَيْدانَةُ: الغولُ. قال: والصَيْدانَةُ من النساء: السيِّئةُ الخُلْقُ الكثيرةُ الكلام.
فصل الضاد
[ضأد] الضُؤْدُ والضُؤْدَة (2) : الزُكامُ. وقد ضئد الرجل ضؤادا، فهو مضؤود. وأضأده الله، أي أزكمه. وحكى أبو زيد: ضأدت الرجل ضأدا، إذا خصمته.
[ضدد] الضِدُّ: واحد الأضْدادِ، والضَديدُ مثله. وقد يكون الضِدُّ جماعةً. قال تعالى:
(ويَكونونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) *. وقد ضاده، وهما متضادان.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " والصيد " صوابه في اللسان.
(2) قوله الضؤد والضؤدة، ضبطهما عاصم بضم الضاد وسكون الهمزة، وضبطهما الوانى بضمتين أي مع المداه. أقول: ولا مانع من صحة الضبطتين. قاله نصر

(2/500)


ويقال: لا ضِدَّ له ولا ضَديدَ له، أي لا نظير له ولا كُفءَ له. والضَدُّ بالفتح الملء، عن أبى عمرو. يقال: ضد القربة يَضُدُّها، أي ملأها. وأضدَّ الرجلُ: غضب.
[ضرغد] ضرغد: جبل. قال الشاعر (1) : فلا بغينكم قنا وعوارضا * ولاقبلن الخيل لابة ضرغد - ويقال: مقبرة. تصرف من الاول ولا تصرف من الثاني.
[ضفند] الضفندد: الضخم الاحمق. وهو ملحق بالخماسى بتكرير آخره.
[ضمد] ضمَدَ الجُرحَ يَضْمِدُهُ ضَمْداً بالاسكان، أي شده بالمضاد، وهى العِصابةُ. وربَّما قالوا: ضَمَدَهُ بالعصا: ضربه بها على الرأس. وأنا على ضِمادَةٍ من الأمر، أي أشرفْت عليه. والضمْدُ: المداجاةُ. والضَمْدْ: الرطْبُ واليبيسُ، يقال: شَبِعَتِ الإبلُ من ضَمْدِ الأرض. والضَمْدُ: خيار الغنم ورُذَالها. يقول الرجل للغريم: أقضيك من ضَمْدِ هذه الغنم (2) .
_________
(1) عامر بن الصفيل.
(2) أي من صغيرها وكبيرها، ودقيقها وجليها.

(2/501)


والضَمْدُ: أن تتَّخذ المرأةُ خليلين. قال أبو ذؤيب: تريدين كَيْما تَضَمِدِيني وخالداً * وهل يُجمعُ السَيفان ويحك في غمد - والضمد، بالتحريك: الحقدُ. تقول: ضَمِدَ عليه بالكسر يَضْمدُ ضَمداً، أي أحِنُّ عليه. قال النابغة: ومَنْ عَصاكَ فعاقِبهُ مُعاقَبة * تَنْهى الظَلومَ ولا تَقعُدْ على ضَمَدِ - والضَمَد أيضاً: الغابرُ من الحقِّ. يقال: لنا عند فلان ضَمَدٌ، أي غابر حقٍّ من مَعقٌلَةٍ أو دَيْنٍ. وأضْمَدَ العَرْفَجُ، إذا تَجَوَّفَتْهُ الخوصةُ، وذلك قبل أن يظهر وكانت في جوفه. وضَمَّدَ فلانٌ رأسَه تَضَميداً، أي شدَّهُ بعصابة أو ثوب، ما خلا العمامة. وقد ضَمَّدْتُهٌُ فتضمد.
[ضهد] ضَهَدْتُهُ فهو مَضْهودٌ ومُضْطَهَدٌ، أي مقهورٌ مضطرٌّ. وفلانٌ ضُهْدَةٌ لكلّ أحد، أي من شاء أن يقهره فعل.
فصل الطاء
[طرد] الطَرْدُ (1) : الإبعادُ، وكذلك الطَرَدُ
_________
(1) طرده: أبعده، من باب نصر، طردا وطردا، بالفتح وبالتحريك.

(2/501)


بالتحريك. تقول: طَرَدْتُهُ فذهب، ولا يقال منه انْفَعَلَ ولا افْتَعَلَ، إلاَّ في لغة رديئة. والرجلُ مطرودٌ وطريد. ومرَّ فلان يَطْرُدُهُمْ، أي يشلُّهم ويكسَؤُهم. وطَرَدْتُ الإبل طَرْداً وطَرَداً، أي ضممتُها من نواحيها. وأَطْرَدْتُها، أي أمرت بطردها. وفلانٌ أطْرَدَهُ السلطانُ، أي أمر بإخراجه من بلده. قال ابن السكيت: أَطْرَدْتُهُ، إذا صيَّرته طريداً. وطَرَدْتُهُ، إذا نفيتَه عنك وقلت له اذهبْ عنَّا. ويقال: هو طَريدُهُ، للذي وُلِدَ بعده، والثاني طَريدُ الأوَّل. وطرَدْتُ القوم، إذا أتيت عليهم وجُزْتَهُمْ. والطَرَدُ بالتحريك: مزاوَلة الصيد. والطَريدةُ: ما طَرَدْتَ من صيدٍ وغيره. والطَريدةُ: الوسيقةُ، وهو ما يُسرَق من الإبل والطَريدَةُ: قصبةٌ فيها حُزَّةٌ توضع على المغازل والقِداحِ فتُبرَى بها. قال الشَّماخ: أقامَ الثِقافُ والطَريدَةُ درأها * كما قومت ضغن الشموس المَهامِزُ - والطَريدُ: العُرْجونُ. ومطاردةُ الأقرانِ في الحرب: حَمْلُ بعضهم على بعض، يقال: هم فُرْسانُ الطِرادِ. وقد

(2/502)


استطرد له، وذلك ضرب من المكيدة. واطرد الشئ: تبع بعضُه بعضاً وجرى. تقول: اطَّرَدَ الأمرُ، إذا استقام. والأنهار تَطَّرِدُ، أي تجري. وقول الشاعر يصف الفرس: وكأنَّ مُطَّرَدَ النسيم إذا جَرى * بعدَ الكَلالِ خَلِيَّتا زُنْبورِ (1) - يعنى به الانف. والمطرد بالكسر: رمح قصير يطعن به الوحش.
[طود] الطوْدُ: الجبلُ العظيمُ. ويقال: طَوَّدَ في الجبال، مثل طَوَّفَ وطَوَّحَ. والمطاوِدُ، مثال المَطاوِحِ. قال ذوالرمة: أخو شقة جاب الفَلاةَ بنفسه * على الهَوْلِ حتَّى لوحته المطاود -
فصل العين
[عبد] العَبْدَ: خلاف الحُرِّ، والجمع عبيد، مثل كلب وكليب - وهو جمع عزيز - وأعبد وعباد، وعبدان بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ، وعِبدانٌ بالكسر مثل جحشان، وعبدان مشددة
_________
(1) ويروى:
يوم الرهان خلية الزنبور:

(2/502)


الدال، وعِبِداً يمدُّ ويقصر، ومَعْبُوداءُ بالمد. وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد: انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ * أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عبد - قال: ومنه قرأ بعضهم:
(عبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:
(وعبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:
(وعبد الطاغوت) * وأضافه، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت. قال: وليس هذا بجمع، لان فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم يبنى على فعل، مثل حذر وندس، فيكون المعنى خادم الطاعوت. وأما قول الشاعر أوس بن حجر: أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد (1) - فإن الفراء يقول: إنما ضم الباء ضروة، لان القصيدة من الكامل. وهى حذاء. تقول: عبد بين العبودة والعُبودِيَّةِ. وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ في سفينة ركبها.
(1) قبله: أبنى لبينى لست معترفا * ليكون ألام منكم أحد -

(2/503)


معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً. وكذلك الاعْتِباد. وفي الحديث: " ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ". والإعْبادُ مثله. قال الشاعر (1) : علامَ يَعْبِدُني قومي وقد كثرث * فيهم أباعر ما شاءوا وعِبْدانُ - وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر: تَعَبَّدَني نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ - والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ قال الفرزدق: أولئك أحْلاسي فَجِئْني بمثلهم (2) * وأَعْبَدُ أن أَهْجو كلَيْباً بِدارِمِ - قال أبو عمرو: وقوله تعالى:
(فأنا أول
_________
(1) الفرزدق.
(2) في اللسان:
أولئك قومي إن هجوني هجوتهم:

(2/503)


العابدين) * من الأنَفِ والغَضَب. ويقال أيضاً: ناقةٌ ذاب عبدة، أي ذات قوة وسِمَنٍ. وما لثوبك عَبَدَةٌ، أي قوة. وعبدة بن الطبيب بالتسكين، وعلقمة بن عبدة بالتحريك. والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كلِّ وجه، وكذلك العبابيدُ. يقال: صار القوم عَباديدَ وعبابيد. والنسبة عباديدى. قال سيبويه: لانه لا واحد له، وواحده على فعلول أو فعليل أو فعلال، في القياس. والعباد بالفتح (1) : قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، والنسبة إليهم عبادي. وقيل لعبادي: أي حماريك شر؟ فقال: هذا ثم هذا! وعبيدان: اسم واد كان يقال أن فيه حية قد منعته فلا يرعى ولا يؤتى. قال النابغة: ليهنأ لكم أن قد نفيتم بيوتنا * مندى عبيدان المحلا باقره (2) - يقول: نفيتم بيوتنا إلى بعد كبعد عبيدان.
_________
(1) قوله بالفتح صوابه بالكسر كما في ابن خلكان. وقد نبه عليه القاموس. ابن دريد: العباد بكسر العين.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " المحلئ باقره " بكسر اللام من المحلئ وفتح الراء من باقره. وأول القصيدة: ألا أبلغا ذبيان عنى رسالة * فقد أصبحت عن منهج الحق جائره -

(2/504)


والعبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. وقال: أتجعل نهبى ونهب العبي‍ * - د بين عيينة والاقرع - وعبيد في قول الاعشى: لم تعطف على حوار ولم يق‍ * - طع عبيد عروقها من خمال - اسم بيطار: وقوله تعالى:
(فادْخلي في عِبادي) *، أي في حزبى. والعبدى: منسوب إلى عبد القيس، وربما قالوا عبقسى. وقال الشاعر (1) : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلاعطست شيبان إلا بأجدعا - والعبدى: منسوب إلى بطن من بنى عدى ابن جناب من قضاعة، يقال لهم بنو العبيد، كما قالوا في النسبة إلى بنى الهذيل هذلي. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله:
ولست من الكرام بنى العبيد (2) * والعبدان في بنى قشير: عبد الله بن قشير، وهو الاعور وهو ابن لبينى، وعبد الله بن سلمة ابن قشير، وهو سلمة الخير.
(1) سويد بن أبى كاهل.
(2) صدره:
بنو الشهر الحرام فلست منهم:

(2/504)


والعبيدتان: عبيدة بن معاوية بن قشير، وهو الاعور، وعبيدة بن عمرو بن معاوية. والعبادلة، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصى.
[عتد] العتيد: الشئ الحاضر المهيا. وقد عَتَّدَهُ تَعْتيداً، وأَعْتَدَهُ إِعْتاداً، أي أَعَدَّهُ ليومٍ. ومنه قوله تعالى:
(وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) *. وفرسٌ عَتَدٌ وعَتِدٌ، بفتح التاء وكسرها: المُعَدُّ للجري. قال ابن السكيت: وهو الشديدُ التامُّ الخَلْق. والعَتادُ: العُدَّة. يقال: أخذ للأمر عُدَّتَهُ وعَتَادَهُ، أي أُهْبَتَهُ وآلَتَهُ. وربما (1) سموا القدح الضخم عتادا. وأنشد أبو عمرو: فكل هنيئا ثم لا تزمل * وادع هديت بعتاد جنبل - والعتود من أولادِ المَعَزِ: ما رَعى وقوي وأتى عليه حولٌ، والجمع أَعْتِدةٌ وعِدَّانٌ، وأصله عِتْدانٌ فادُّغِمَ. وعتود: اسم واد. وليس في الكلام فعول غيره وغير خروع.
[عجرد] العَجْرَد: الخفيفُ. قال الفراء: المعجرد:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " وإنما "، صوابه من اللسان.

(2/505)


العريان. قال: وكأن اسم عجرد مأخوذ منه. والعجاردة: صنف من الخوارج أصحاب عبد الكريم بن العجرد. والعنجرد من النساء: السليطة. قال الراجز: عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حين أَحْلِفُ * كمثل شيطان الحَماطِ أعرف -
[عجلد] العُجَلِدُ والعُجالِدُ: اللبن الخاثر.
[عنجد] العُنْجُدُ: ضربٌ من الزبيب. وأنشد الخليل: غدا كالعملس في خافة (1) * ورؤوس العناطب (2) كالعنجد - قال: شبه رءوس الجراد الزبيب.
[عدد] عددت الشئ، إذا أحصيته، والاسم العَددُ والعَديدُ. يقال: هم عَديدُ الحصَى والثَرى، أي في الكثرة. وفلانٌ عَديدُ بني فلانٍ، أي يُعَدُّ فيهم. وعَدَّهُ فاعْتَدَّ، أي صار معدوداً. واعْتَدَّ به. وقول لبيد: تَطيرُ عَدائدُ الأشْراكِ شفعا * ووترا والزعامة للغلام -
_________
(1) ويروى: " في خدلة ".
(2) ويروى: " العظارى "، وهى ذكور الجراد.

(2/505)


يعنى من يُعادُّهُ (1) في الميراث. ويقال هو من عِدَّةِ المال. والأيامُ المعدوداتُ: أيامُ التشريقِ. وأعَدَّهُ لأمر كذا: هيّأه له. والاستعدادُ للأمر: التهيؤُ له. وإنهم ليَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدونَ على عشرة آلاف، أي يزيدون على ذلك في العَدد. وعِدَّةُ المرأة: أيام أقْرائِها. وقد اعْتَدَّتْ، وانقضتْ عِدَّتُها. وتقول: أنفذْت عِدَّةَ كتبٍ، أي جماعةَ كتبٍ. والعُدَّةُ بالضم: الاستعداد. يقال: كونوا على عُدَّةٍ. والعُدّةُ أيضاً: ما أعْدَدْتَه لحوادث الدهر من المال والسلاح. يقال: أخذَ للأمر عُدَّتَهُ وعَتاده، بمعنًى. قال الأخفش ومنه قوله تعالى:
(جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ) *، ويقال: جعله ذا عَدَدٍ. والمَعَدَّانِ: موضعُ دفتى السرج. ومعد: أبو العرب، وهو معد بن عدنان. وكان سيبويه يقول: الميم من نفس الكلمة لقولهم تمعدد، لقلة تمفعل في الكلام. وقد خولف. فيه، وهو تمعدد الرجل، أي تزيا بزيهم
_________
(1) في اللسان " يعده ". وفيه قبل ذلك: " وعادهم الشئ: تساهموه بينهم فساواهم ".

(2/506)


أو تنسب إليهم، أو تصبر على عيش معد. قال عمر رضي الله عنه: " اخشو شنوا وتمعددوا ". قال أبو عبيدة: فيه قولان: يقال هو من الغلظ، ومنه قيل للغلام إذا شب وغلظ: قد تمعدد. قال الراجز:
ربيته حتى إذا تمعددا * ويقال: تمعددوا، أي تشبهوا بعيش معد، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. يقول: فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزى العجم. قال: وهكذا هو في حديث له آخر: " عليكم باللبسة المعدية ". وأما قول معن بن أوس: قفا إنها أمست قفارا ومن بها * وإن كان من ذى ودنا قد تمعددا - فإنه يريد تباعد. قال الكسائي: وفى المثل: " أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه "، وهو تصغير معدى منسوب إلى معد، وإنما خففت الدال استثقالا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير. يضرب للرجل الذى له صيت وذكر في الناس، إذا رأيته ازدريت مرآته. وقال ابن السكيت: تسمع بالمعيدى لا أن تراه، قال: وكأن تأويله تأويل أمر، كأنه قال: اسمع به ولا تره. والعد بالكسر: الماء الذي له مادة لا تنقطع،

(2/506)


كماء العين والبئر، والجمع الأعْدادُ. قال الشاعر (1) :
دَيْمومَةٍ ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ (2) * * والعِدُّ أيضاً: الكثرة. يقال: إنَّهُم لَذَوو - عِدٍّ وقِبْصٍ (3) . والعِدادُ: اهتياجُ وجعِ اللَديغِ، وذلك إذا تمَّت له سنةٌ منذ يوم لُدِغَ اهتاج به الألم. والعِدَدُ مقصورٌ منه. وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر. يقال: عادَّتْهُ اللسعةُ، إذا أتتْه لعداد. وفى الحديث: " مازالت أُكْلَةُ خَيبَر تُعادُّني، فهذا أوانَ قطعت أبهرى ". وقال الشاعر: ألافى (4) من تَذَكُّرِ آلِ لَيْلى * كما يَلْقى السَليمُ من العِدادِ - ولقيت فلاناً عِدادَ الثريَّا، أي مرّةً في في الشهر. وذلك أن القمر ينزل الثريافى كل
_________
(1) هو الراعى.
(2) صدره:
في كل غبراء مخشى متالفها * وفى الاساس:
وقد أجوب على عنس مضبرة * ديمومة.......
(3) قوله وقبص، بكسر القاف وسكون الموحدة، بمعنى عدد كثير. اه‍ وانقولى. وفى المطبوعة الاولى: " قبض " بالضاد المعجمة، وهو تحريف.
(4) في اللسان: " يلاقى ".

(2/507)


شهر مرة. ويوم الغداد: يوم العطاء. قال الشاعر عُتبة بن الوَعْلِ: وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لِبَعْلِها * أرى عُتْبَةَ بن الوَعْلِ بَعْدي تَغَيَّرا - ويقال: بالرجلِ عِدادٌ، أي مسٌّ من جنون. وفلانٌ في عِدادِ أهل الخير، أي يُعَدُّ معهم. وعِدادُ القوس: رَنينُها، وهو صوت الوترِ. وفلانٌ عِدادُهُ في بني فلانٍ، إذا كانَ ديوانُه معهم، أي يُعَدُّ منهم في الديوان. وقولهم: كانَ ذلك على عِدَّان فلان (1) ، وعَدَّان فلان، أي على عهده وزمانه. قال الفرزدق:
ككسرى على عدانه أو كقيصرا (2)
[عرد] شئ عرد، أي صلب. وعَرَدَ النبتُ يَعْرُدُ عُروداً، أي طلع وارتفع، وكذلك النابُ وغيره. ومنه قول الراجز (3) :
ترى شئون رأسها (4) العواردا
_________
(1) في المطبوعة الاولى " عداد فلان "، تحريف.
(2) صدره:
أتبكى امرأ من أهل ميسان كافرا
(3) أبو محمد الفقعسى.
(4) قبله: صوى لها ذا كدنة جلاعدا * لم يرع بالاصياف إلا فاردا - قال ابن برى: الصواب: شئون رأسه، لانه يصف فحلا.

(2/507)


مضبورة إلى شبا (1) حدائدا * ضبر براطيل إلى جلامدا - والعراد: نبت من الحمض. قال الساجع:
إلا عرادا عردا (2) * والعرادة: الجرادة الأنثى. وفلانٌ في عَرادَةِ خنير، أي في حال غير. والعرادة: اسم فرس. وقال الكلحبة: تسائلني بنو جشم بن بكر * أغراء العرادة أم بهيم - والعرادة بالتشديد: شئ أصغر من المَنْجَنيق. وعَرَّدَ الرجلُ تَعْريداً، إذا فر. والعرندد: الصلب، وهو ملحق بسفرجل. وحكى سيبويه: وتر عرند، أي غليظ، ونظيره من الكلام ترنج.
[عربذ] العربدة: سوء الخلق. ورجل مُعَرْبِدٌ: يؤذي نديمه في سكره.
_________
(1) شبا يروى بالصرف وعدمه.
(2) في اللسان: " عراد عرد، على المبالغة ". قبله: لا يشتهى أن يردا وبعدهما: وصليانا بردا * وعنكثا ملتبدا -

(2/508)


والعربد، مثال سلغد ملحق بجردحل: حية تنفخ ولا تؤذى.
[عزد] عزد المرأة: نكحها (1) .
[عسد] عَسَدَ المرأة: نكحها، والحبلَ فتله.
[عسجد] العسجد: الذهب، وهو أحد ما جاء من الرباعي بغير حرف ذولقى. والعسجدية في قول الاعشى:
والعسجدية فالابواء (2) فالرجل *: اسم موضع. والعسجدية: ركاب الملوك، وهي إبلٌ كانت تُزَيَّن للنعمان.
[عشد] عشد عشدا: جمع (3) .
[عصد] عَصَدَهُ عَصْداً: لواه (4) . والعاصِدُ من الإبل: الذي يلوي عنقه عند الموت نحو حارِكِه. وقد عصد عصودا، أي مات.
_________
(1) قوله " عزد " هذه المادة ساقطة من بعض نسخ الصحاح، حتى من نسخة وانقولى. ولهذا كتبها القاموس بالحمرة، لكنها ثابتة في مختصر الصحاح للجوابي. ومثلها في ذلك " عشد ". اه‍ قاله نصر.
(2) وكذا في اللسان. ويروى: " فالابلاء ".
(3) عشد يعشد عشدا.
(4) عصده يعصد عصدا: لواه. وكعلم ونصر عصودا: مات.

(2/508)


والعصيدة: التي تَعْصِدُها بالمِسواطِ فتُمِرُّها به فتنقلب ولا يبقى في الإناء شئ منها إلا إنقلب. وقولهم: وقَعوا في عِصْوادٍ، أي في أمر عظيم. وجاءت الإبل عَصاويدَ، إذا ركب بعضها بعضا.
[عضد] العَضُدُ: الساعد، وهو من المِرفق إلى الكتف. وفيه أربع لغات: عضد وعضد (1) ، مثال حذر وحذر، وعضد وعضد، مثال ضعف وضعف (2) وعَضَدْتُهُ أعْضُدُهُ بالضم: أعَنْتُهُ، وكذلك إذا أصبت عَضُدَهُ. وعَضَدتُ الشجر أعضِدُهُ بالكسر، أي قطعته بالمِعْضَدِ، فهو مَعْضودٌ وعَضَدٌ بالتحريك. ومنه قول الهذليّ (3) :
ضَرْبُ المُعَوِّلِ تحت الديمةِ العَضَدا (4) * والمُعاضدة: المعاونة. واعْتَضَدْتُ بفلان، أي استعنت به. واعْتَضَدْتُ الشئ جعلته في عضدي.
_________
(1) أي بضم الوسط وكسره مع فتح الاول فيهما.
(2) بفتح الاول وضمه مع سكون الوسط فيهما.
(3) هو عبد مناف بن ربع.
(4) صدره:
الطعن شغشغة والضرب هيقعة * الشغشغة: صوت الطن. والهيقعة: صوت الضرب بالسيف.

(2/509)


والمعضد والمِعْضاد: سيفٌ يُمتَهَنُ في قطع الشجر. والمِعْضَدُ: الدُمْلُجُ. والعاضِدان: سطران من النخَل على فَلَجٍ. والعاضِدُ: الجمل يأخذ عَضُدَ الناقة فيتنوَّخها. الأصمعيّ: إذا صار للنخلة جذعٌ يتناول منه المتناولُ فتلك النخلة العَضِيد، وجمعها عِضدانٌ (1) . قال: فإذا فاتَتُ اليدَ فهي جبَّارةٌ. ورجلٌ أعضدُ: دقيق العَضُدِ. وعُضادِيٌّ: عظيم العَضُدِ. ويدٌ عَضِدَةٌ، إذا قصرت عضدها. عن ابن السكيت. وأعضاد كل شئ: ما يُشَدُّ حواليه من البناء وغيره، كأعْضادِ الحوض، وهي حجارة تنصب حول شَفيرِه. وكذلك عِضادَتا الباب، وهما خشبتاهُ من جانبيه. والعَضَدُ بالتحريك: داءٌ يأخذ الإبل في أعْضادِها فتُبَطُّ. تقول منه عَضِدَ البعير بالكسر. قال النابغة. شَكَّ الفريصة بالمدرى فأَنْفَذَها * شَكَّ المبَيْطِرِ إذ يَشْفي من العضد - والمعضد: الثوب الذي له عَلَمٌ في موضع العضد من لا بسه. قال زهير يصف بقرة: فجالتْ على وَحْشِيِّها وكأنَّها * مُسَرْبَلَةٌ من رازِقِيٍّ معضد -
_________
(1) بكسر العين.

(2/509)


وإبل معضدة: موسومة في أعضادها، والسمة عضاد. والمعضدة بكسر الضاد: البسرة التي يبدو الترطيب في أحد جانبيها. واليعضيد: بقلة (1) ، وهى الطر خشقوق.
[عطرد] العَطَرَّدُ بتشديد الراء: الطويلُ. يقال: يومٌ عَطَرَّدٌ، وبناءٌ (2) عَطَرَّدُ. وعطارد: نجم من الخنس. وعطارد: بطن من بنى تميم، رهط أبى رجاء العطاردي.
[عطود] العطود: السير السريع، وهو ملحق بالخماسى بتشديد الواو. قال الراجز. * إليك أشكوا عنقا عطودا
[عقد] عَقَدْتُ الحبلَ والبيعَ والعهدَ، فانعَقَدَ. وعَقَدَ الرُبُّ وغيره، أي غلُظ، فهو عَقيدٌ. وأعْقَدْتُهُ أنا وعَقَّدْتُهُ تَعْقيداً. قال الكسائي: يقال للقطران والرُبُّ ونحوه: أعْقَدْتُهُ حتَّى تَعَقَّدَ. والعُقدةُ بالضم: موضع العَقْدِ، وهو ما عُقِدَ عليه، يقال: جبرت يده على عُقْدَةٍ، أي على عثم. والعقدة: الصيغة. والعقدة: المكان الكثير
_________
(1) تشبه الهندبا البرى. اه‍ عاصم.
(2) في اللسان: " وشأو ".

(2/510)


الشجر أو النخل. وفي المثل: " آلَفُ من غراب عُقْدَةٍ "، لأنه لا يطير. ويقال للرجل إذا سكن غضبه: قد تحلَّلَت عُقَدُهُ. والعِقْدُ بالكسر: القلادةُ. ويقال رجل أعقد وعقد، للذي في لسانه عقدة. وقد عقد لسانه يعقد عقداً. والعَقِدَ أيضاً، بكسر القاف: ما تَعَقَّدَ من الرمل، أي تراكم، الواحدة عَقِدَةٌ. وكان أبو عمرو يقول: العَقَدُ والعَقَدَةُ بالفتح. وتَعَقَّدَ الرملُ والخيط وغيرهما. وخيوطٌ مُعَقَّدَةٌ شدِّد للكثرة. وكلامٌ مُعَقَّدٌ، أي مُغَمَّضٌ. واعْتَقَدَ ضيعةً ومالاً، أي اقتناها. واعتقَدَ الشئ، أي اشتد وصلب. واعتقد كذا بقلبه. وليس له مَعْقودٌ، أي عقد رأى. والمعاقد: المعاقدة: المعاهدة. وتعاقَدَ القوم فيما بينهم. وتعاقَدَتِ الكلاب: تعاظَلَتْ. والمَعاقِدُ: مواضع العَقْدِ. وقولهم: هو منِّي مَعْقِدَ الإزارِ، يراد به قرب المنزلة. والعَقيدُ: المُعاقِدُ. وفلانٌ عقيدُ الكَرَمِ، وعَقيدُ اللؤمِ. والعَقداءُ من الشاءِ: التي ذنبُها كأنَّه معقودٌ. والأعْقَدُ: الكلبُ، لا نعقاد ذنبه: جعلوه اسما له معروفا.

(2/510)


والعنقود: واحد عناقيد العنب. والعنقاد لغة فيه. قال الراجز. * إذ لمتى سوداء كالعنقاد (1) * والعاقد: الناقة التى قد أقرَّت باللقاح، لأنَّها تَعْقِدُ بذَنبِها فيُعلم أنَّها حملتْ. والعاقِدُ: حريمُ البئر وما حوله. وناقةٌ معقودة القَرا: موثَّقَةُ الظهرِ. وجملٌ عَقْدٌ. قال النابغة: فكيف مَزارُها إلاّ بعقد * ممر ليس ينقضه الخؤون -
[عكد] العكدة (2) : أصل اللسان. وعكدا الضبُّ: سَمِنَ، فهو عَكِدٌ. وناقةٌ عكدة: سمينه. ولبن عكالد وعكلد (3) ، أي خاثر، بزيادة اللام.
[علد] شئ علدى، أي صلب. وعَصَبُ العُنق عَلْدٌ. والعَلَنْدى بالفتح: الغليظ من كل شئ، والجمع العلاند، عن اليزيدى.
_________
(1) بعده:
كلمة كانت على مصاد * أي على جبل.
(2) العكدة والعكدة.
(3) قوله عكالد وعكلد، أي بوزن علابط وعلبط كما في القاموس. وبه تعلم غلط الوانى هنا في ضبط عكلد. قاله نصر.

(2/511)


وربما قالوا: جمل علندى، بالضم. قال أبو السَمَيْدع: اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى، إذا غلظ واشتدّ. الأمويّ: العِلْوَدُّ بتشديد الدال (1) : الكبير. قال أبو عبيدة: كان مجاشع بن دارم علود العنق.
[علهد] عَلْهَدْتُ الصَبيّ: أحسنتُ غذاءه.
[عمد] العَمودُ: عَمودُ البيت، وجمع القلَّة أعمِدَةٌ، وجمع الكثرة عَمَدٌ وعمدٌ (2) . وقرئ بهما قوله تعالى:
(في عُمُدٍ مُمَدَّدَةٍ) *. يقال: خِباءٌ معَمَّدٌ وسطعَ عَمود الصبح. والعِمادُ: الأبنية الرفيعة، تذكَّر وتؤنَّث. قال الشاعر عمر وبن كلثوم: ونحن إذا عِمادُ الحيِّ خرَّت * على الأحفاضِ نمنع من يلينا - والواحدة عِمادَةٌ. وفلانٌ طويلُ العِمادِ، إذا كان منزله مَعْلَماً لزائريه. وعَمَدْتُ للشئ أعمدت عمدا: قصدت له، أي تعمدت، وهو نقيض الخطاء. وفعلت ذلك عَمداً على عينٍ، وعَمْدَ عينٍ، أي بجدٍّ ويقين. قال خفاف بن ندبة:
_________
(1) وزعم السيرافى أن تخفيف الدال لغة.
(2) وزاد في كتاب ليس: " عمدا "، " وعمادا " خمسة ألفاظ.

(2/511)


إن تكُ خيْلي قد أصيبَ صَميمُها * فعَمْداً على عينٍ تيمَّمْتُ مالِكا - وعمدت الشئ فانعمد، أي أقمته بعِمادٍ يَعْتَمِد عليه. وأعْمَدْتُهُ: جعلت تحته عمدا. وعمد المرض، أي فدحَه. ورجلٌ مَعْمودٌ وعَميدٌ، أي هدَّه العشق. وقولهم: أنا أعْمَدُ من كذا، أي أعجب منه. ومنه قول أبي جهل " أعْمَدُ من سيِّدٍ قتله قومه ". والعرب تقول: " أعْمَدُ من كيْلٍ مُحِقٍّ "، أي هل زاد على هذا. وقولهم: حملَه على عَمودِ بطنِهِ، أي على ظهره. وعَميدُ القومِ وعَمودُهُمْ: سيِّدهم. والعُمْدَةُ: ما يُعتمد عليه. واعتمد على الشئ: اتكأت. واعْتَمَدْتُ عليه في كذا، أي اتكلت عليه. وعمد الثرى بالكسر يعْمَدُ عَمَداً، إذا بلَّلَهُ المطر، وذلك إذا قبضت على شئ منه تعَقَّدَ واجتمع من نُدُوَّتِهِ. قال الراعي يصف بقرة: حتَّى غَدت في بياضِ الصُبْحِ طيَّبَةً * ريح المباءة تخدى والثرى عمد - ويقال أيضاً: عَمِدَ البعيرُ: إذا انفضح داخل سنامه من الركوب وظاهره صحيح: فهو بعيرٌ عَمِدٌ. قال لبيد يصف مطر أسال الاودية:

(2/512)


فبات السيل يركب جانبيه * من البقَّارِ كالعَمِدِ الثَقالِ - قال الأصمعيّ: يعني أنَّ السيل يركب جانبيه سحابٌ كالعَمِدِ، أي أحاط به سحابٌ من نواحيه بالمطر.
[عمرد] العَمَرَّدُ: الطويلُ. يقال: فرسٌ عَمَرَّدٌ. قال الشاعر (1) :
يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنانِ عَمَرَّدا (2) * وكذلك طريقٌ عَمَرَّدٌ. قال الراجز:
خَطَّارَةٍ بالسَبْسَبِ العَمَرَّدِ (3) * أبو عمرو: شأوٌ عَمَرَّدٌ. وأنشد لعوف بن الأحوص: ثَأرْتُ بهم قتلى حنيفة إذا أبت * بنسوتهم إلا النجاء العمردا -
[عند] عند عن طريق يعند بالضم عُنوداً، أي عدل، فهو عنود.
_________
(1) المعذل بن عبد الله.
(2) صدره:
من السح جوالا كأن غلامه
(3) وقبله: فقام وسنان ولم يوسد * يمسح عينيه كفعل الارمد - إلى صناع الرجل خرقاء اليد * خطارة....... -

(2/512)


والعنود أيضا من النوق: التى تزعى ناحية، والجمع عند. وقول الراجز (1) : يتبعن ورقاء كلون العوهق * لاحقة الرجل عنود المرفق - يعنى بعيدته من الزور. وعَنَدَ العرقُ أيضاً: سال ولم يرقأ، وهو عرق عاند. وأعندى في قيئِهِ، أي اتَّبع بعضه بعضاً. والعَنَدُ بالتحريك: الجانبُ. يقال: هو يمشي وَسَطاً، لا عَنَدا. وعَنَدَ يَعْنِدُ بالكسر عُنُوداً، أي خالف ورد الحق وهو بعرفه، فهو عَنيدٌ وعانِدٌ، والجمع عُنُدٌ وعُنَّدٌ. والعانِدُ: البعير الذي يجور عن الطريق ويعدِل عن القصد، والجمع عند، مثل راكع وركع. وأنشد أبو عبيدة: إذا ركبت فاجعلانى وسطا (2) * إنى كبير لا أطيق العندا - وجمع العنيد عند، مثل رغيف ورغف. والعاندان في قول الراجز يصف نارا: نظرت والعين مبينة التهم * إلى سنا نار وقودها الرتم * شبت بأعلى عاندين من إضم
_________
(1) سالم بن قحفان.
(2) في اللسان: " إذا رحلت فاجعلوني ".

(2/513)


يقال: هما واديان. وعانَدَهُ معانَدَةً وعِناداً. وعانَدَهُ، أي عارضه. قال أبو ذؤيب:
وعانَدَهُ طَريقٌ مَهْيَعُ (1) * وطعنٌ عَنِدٌ بالكسر: إذا كان يمنةً ويسرةً. قال أبو عمرو: أخفُّ الطعن الوَلْقُ، والعانِدُ مثله. وأما عِنْدَ فحضور الشئ ودنوه. وفيها ثلاث لغات: عِنْدَ، وعَنْدَ، وعُنْدَ. وهي ظرفٌ في المكان والزمان، تقول: عند الليل، وعِنْدَ الحائط، إلا أنَّها ظرف غير متمكن، لا تقول عِنْدُكَ واسع بالرفع. وقد أدخلوا عليه من حروف الجر " مِنْ " وحدها، كما أدخلوها على لدن. قال الله تعالى:
(رحمةً من عندنا) * وقال:
(من لدنا) *. ولا يقال مضيت إلى عندك، ولا إلى لدنك. وقد يغرى بها، تقول عندك زيدا، أي خذه. أبو زيد: مالى منه عندد ومعلندد، أي بد. وما وجدت إلى كذا معلنددا، أي سبيلا.
[عود] عادَ إليه يَعودُ عَوْدَةً وعودا: رجع. وفى المثل " العواد أحمد ". وقال (2) :
_________
(1) البيت بتمامه: فافتنهن من السواء وماؤه * بثر وعانده طريق مهيع -
(2) هو مالك بن نويرة.

(2/513)


جزينا بنى شيبان أمسِ بقَرْضِهِمْ. * وجِئْنا بمثل البَدْءِ والعَوْدُ أَحْمَدُ (1) - وقد عادَ له بعد ما كان أعرضَ عنه. والمَعادُ: المصيرُ والمرجعُ. والآخرةُ مَعادُ الخَلْقِ. وعُدْتُ المريضَ أعودَهَ عِيادةً. والعادَةْ معروفةٌ، والجمع عادٌ وعاداتٌ. تقول منه: عادَهُ واعْتادَهُ. وتَعَوَّدَهُ، أي صار عادة له. وعَوَّدَ كلبه الصيد فتعوده. واستعدته الشئ فأعادَهُ، إذا سألته أن يفعله ثانياً. وفلانٌ مُعيدٌ لهذا الأمر، أي مُطيقٌ له. والمُعيدُ: الفحل الذي قد ضرب في الإبل مرَّات. والمُعاودَةُ: الرجوع إلى الأمر الأوَّل. يقال: الشجاعُ مُعاودٌ، لأنه لا يملَّ المِراس. وعاوَدَتْهُ الحمَّى. وعاوَدَهُ بالمسألة، أي سأله مرة بعد أخرى. وتَعاوَدَ القوم في الحرب وغيرها، إذا عادَ كلُّ فريق إلى صاحبه. والعُوادَةُ بالضم: ما أعِيدَ من الطعام بعد ما أُكِل منه مرَّةً. وعَوادِ بمعنى عُدْ، مثل نَزالِ وتَراكِ. ويقال أيضاً: عُدْ فإنَّ لك عندنا عواداً حسناً، بالفتح، أي ما تحب.
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: " وعدنا بمثل البدء ".

(2/514)


والعائدة: العطف والمنفعة. يقال: هذا الشئ أعود عليك من كذا، أي أنفع. وفلانٌ ذو صفحٍ وعائِدَةٍ، أي ذو عفوٍ وتعطُّفٍ. والعَوْدُ: المسنُّ من الإبل، وهو الذي جاوز في السن البازل والمخلف، وجمعه عِوَدَةٌ. وقد عَوَّدَ البعير تَعْويداً. وفي المثل: " إن جَرْجَرَ العَوْدُ فزِدْهُ وِقْراً ". والناقة عَوْدَةٌ. ويقال في المثل: " زاحِمْ بِعَوْدٍ أو دَعْ " أي استعن على حربك بأهل السنِّ والمعرفةِ، فإن رأي الشيخ خيرٌ من مشهد الغلام. والعَوْدُ: الطريق القديم، وقال (1) :
عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقوامٍ أوَلْ (2) * أي بعير مسن على طريق قديم. وربَّما قالوا سودَدٌ عَوْدٌ، أي قديمٌ. قال الطرماح: هل المجدُ إلا السوددُ العَوْدُ والنَدى * وَرَأْبُ الثَأى والصبرُ عند المَواطِنِ - والعودُ بالضم من الخشب: واحد العيدان والأعوادِ. والعودُ: الذي يضرَبُ به. والعودُ: الذي يتبخر به.
_________
(1) بشير بن النكث.
(2) يريد بالاول الجمل المسن، وبالثانى الطريق، أي طريق قديم. وبعده:
يموت بالترك ويحيا بالعمل * أي إن الطريق يموت إذا ترك، ويحيا إذا سلك.

(2/514)


وعاد: قبيلة، وهم قوم هود عليه السلام. وشئ عاديٌّ، أي قديمٌ، كأنه منسوب إلى عادٍ. ويقال: ما أدري أيُّ عادَ هو، غير مصروف أيْ أيُّ الناسِ هو. والعيدُ: ما اعْتَادَكَ من همٍّ أو غيره. قال الشاعر:
فالقَلْبُ يَعْتادُهُ من حُبِّها عيدُ * وقال آخر (1) : أمْسى بأسماَء هذا القَلْبُ مَعْمودا * إذا أقولُ صَحا يَعْتادُهُ عيدا (2) - والعيدُ: واحد الأعياد، وإنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد، ويقال للفرق بينه وبين أعواد الخشب. وقد عَيَّدوا، أي شهدوا العيد. وقول الشاعر (3) : يطوى ابن سلمى بها عن راكب بعدا (4) * عيدية أرهنت فيها الدنانير - هي نوق من كرام النجائب منسوبة إلى فحل منجب.
_________
(1) يزيد بن الحكم الثقفى.
(2) بعده: كأننى يوم أمسى ما تكلمني * ذو بغية يبتغى ما ليس موجودا -
(3) هو رذاذ الكلبى.
(4) البعد، بالتحريك: البعيد. وفى اللسان:
ظلت تجوب بها البلدان ناجية:

(2/515)


وعادياء: اسم رجل. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخلل والخمر الذى لم يمنع - فإن كان تقديره فاعلاء فهو من باب المعتل يذكر هناك. والعيدان بالفتح: الطوال من النخل، الواحدة عيدانة. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فيعالا فهو من باب النون.
[عهد] العَهْدُ: الأمانُ، واليمينُ، والموثقُ، والذمّةُ، والحِفاظُ، والوصيةُ. وقد عَهِدْتُ إليه، أي أوصيته. ومنه اشتُقَّ العَهْدُ الذي يكتب للوُلاةِ. وتقول: عليَّ عَهْدُ الله لأفعلنَّ كذا. وفي الأمرِ عُهْدَةٌ، بالضم، أي لم يُحْكَم بعد. وفي عقله عُهْدَةٌ: أي ضعفٌ. وقولهم لا عُهْدَةَ، أي لا رَجعةَ. يقال: أبيعك المَلَسى لا عُهْدَةَ، أي يَتَمَلَّسُ وينفلتُ فلا يرجع إليَّ (1) . والعُهْدَةُ: كتابُ الشراءِ. ويقال: عُهْدَتُهُ على فلان، أي ما أدرَكَ فيه من دَرَكٍ فإصلاحه عليه. والعهد، بالنصب: المنزل الذى لا يزال
_________
(1) في اللسان: " أي تنملس وتنفلت فلا ترجع إلى ". وتملس، وانملس، بمعنى.

(2/515)


القومُ إذا انتأوْا عنه رجَعوا إليه، وكذلك المَعْهَدُ. والمعهودُ: الذي عُهِدَ وعُرِف. وعَهِدْتُهُ بمكان كذا، أي ليقته. وعهدي به قريب. وقول الشاعر (1) : فليسَ كَعَهْدِ الدارِ يا أمَّ مالكٍ * ولكنْ أحاطَت بالرِقابِ السَلاسِلُ - أي ليس الأمر كما عهدْتِ، ولكن جاء الإسلامُ فهدم ذلك (2) . وفي الحديث " إنَّ كَرَمَ العَهْدِ من الإيمان " أي رعايةَ المودّة. والعَهْدُ: المطرُ الذي يكون بعد المطر، والجمع العِهادُ والعُهودُ. وقد عُهِدَتِ الأرضُ فهي معهودةٌ، أي ممطورةٌ. والتَعَهُّدُ: التحفُّظُ بالشئ وتجديد العهد به. وتعهدت فلاناً وتَعَهَّدْتُ ضيعتي، وهو أفصح من قولك: تَعاهَدْتُهُ، لأنَّ التَعاهُدَ إنما يكون بين اثنين. وفلانٌ يَتَعَهَّدُهُ صَرْعٌ. والعِهْدانُ: العَهْدُ. والمُعاهَدُ: الذِمِّيُّ. وعَهيدُكَ: الذي يُعاهِدُكَ وتُعاهِدُهُ. وقريةٌ عَهيدَةٌ، أي قديمةٌ أتى عليها عهد طويل.
_________
(1) أبوخراش الهذلى.
(2) وأراد بالسلاسل الاسلام وأنه أحاط برقابنا فلا نستطيع نعمل شيئا مكروها.

(2/516)


والمعهد: الموضع الذي كنت تَعْهَدُ به شيئاً. ورجل عهد بالكسر (1) : يتعاهد الامور والولايات. قال الكميت يمدح قتيبة بن مسلمٍ الباهليّ ويذكر فتوحه: نامَ المُهَلَّبُ عنها في إمارَتِه * حتَّى مَضَتْ سَنَةٌ لم يَقْضِها العَهِدُ -
فصل الغين
[غدد] الغدَد: التي في اللحم، الواحدة غددَة وغدَّة. وغُدَّةُ البعير: طاعونه. وقد أغَدَّ البعيرُ فهو مُغِدٌّ، أي به غُدَّةٌ. قال الأصمعيّ: المُغِدُّ: الغضبان. وقد أغَدَّ القومُ: أصابت إبلهم الغُدَّةُ. ورجلٌ مغداد: كثير الغضب.
[غرد] الغَرَدُ بالتحريك: التطريب في الصوت والغناء. يقال: غَرِدَ الطائرُ فهو غرد. والتغريد مثله. قال الشاعر سويد بن كراع العكلى: إذا عرضت داوية مدلهمة * وغرد حاديها فرين بها فلقا -
_________
(1) قوله بالكسر: أي كسر الهاء مع فتح الاول، على خلاف الاصطلاح من أن ضبط الاسماء لاولها، وضبط الافعال لوسطها. ألا ترى أن الكسر الآتى في الغرد للاول كالفتح المذكور بعده. قاله نصر.

(2/516)


والتغرد مثل التغريد، وقد جمعهما امرؤ القيس في قوله يصف حماراً: يُغَرِّدُ بالأسحارِ في كلِّ مَرْتَعٌ (1) * تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَدامى المُطَرَّبِ - والغِردُ بالكسر: ضربٌ من الكمأة، والجمع غُرَدَةٌ، مثل قردٍ وقردةٍ. قال الكسائي: واحد الغِرَدَةِ من الكمأة غَرَدٌ. وقال الفراء: سمعت أنا غَرْدٌ بالفتح، مثل جِبْءٍ وجِبَأةٍ. ويقال أيضاً غَرْدَةٌ وغَرْدٌ، مثل تمرةٍ وتمرٍ، وغِرْدَةٌ وغِرْدٌ، مثل تِبْنَةٍ وتِبْنٍ. والجمع منهما غِرادٌ، مثل كلاب وذئاب. والمغرود مثله، والجمع المغاريد. والمغرندى: الذى يعلو ويغلب. قال الراجز: قد جعل النعاس يغرندينى * أطرده عنى ويسرندينى - أبو زيد: اغْرَنْدَوْا عليه اغْرِنْداءً، أي عَلَوْهُ بالشتم والضرب والقهر، مثل اغلنتوا.
[غرقد] الغرقد: شجر. وبقيع الغرقد: مقبرة بالمدينة.
[غمد] الغمد: غلاف السيف.
_________
(1) في اللسان: " سدفة ".

(2/517)


وغمدت السيفَ أغْمُدُهُ: جعلته في غِمده. وأغْمَدْتُهُ أيضاً، فهو مُغْمَدٌ ومَغْمودٌ. قال أبو عبيدة: هما لغتان فيصحتان. وتَغَمَّدَهُ الله برحمته: غمره بها. وتَغَمَّدتُ فلاناً: سترت ما كان منه وغطيته. وغامد: حى من اليمن. وأنشد ابن الكلبى لغامد: تغمدت شرا (1) كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري غامدا (2) - واغتمد فلان الليل: دخل فيه، كأنَّه صار كالغِمْدِ له، كما يقال: ادَّرَعَ الليل. وينشد:
ليس لوِلْدانِكَ ليلٌ فاغْتَمِدْ * أي اركب الليلَ واطلب لهم القوت. وغمدان: قصر باليمن.
[غيد] الغَيَدُ: النُعومة. يقال: امرأة غَيْداءُ وغادَةٌ أيضاً، أي ناعمةٌ بيِّنة الغَيَدِ. والأغْيَدُ: الوسنان المائل العنق.
فصل الفاء
[فأد] الفُؤادُ: القلبُ، والجمع الأفْئِدَةُ:
_________
(1) في اللسان: " أمرا ".
(2) في اللسان: " فسماني ". والحضوري، بفتح الحاء: نسبة إلى الحضور، قبيلة من حمير.

(2/517)


وفَأَدْتُهُ فهو مَفْؤودٌ: أصبت فُؤادَهُ، وكذلك إذا أصابه داء فؤاده. الكسائي: رجلٌ مَفْؤودٌ وفَئيدٌ: لا فؤادَ له. وفَأَدْتُ الخُبْزَةَ: مَلَلُتها. وفَأدْتُ للخُبْزَةِ إذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه. وذلك الموضع أُفْؤُودٌ، على أفعول. والخَشَبةُ التي يحرَّك بها التنُّور مِفْأَدٌ، والجمع مَفائِدُ. والمِفأدُ أيضاً: السَفُّودُ، وكذلك المِفْأدةُ. وهو من فَأدْتُ اللحمَ وافْتَأدْتُهُ، إذا شويتَه. ولحم فئيد، أي مشوى.
[فدد] الأصمعيّ: الفَديدُ: الصوت. وقد فد الرجل يفد فديدا. وأنشد للمعلوط السعدى: أعاذل ما يدريك أن رب هجمة * لاخفافها فوق المتان فديد (1) - ورجل فَدَّادٌ: شديدُ الصوتِ. وفي الحديث: " إن الجفاء والسقوة في الفدادين "، بالتشديد، وهم الذين تعلوا أصواتُهم في حروثِهِم ومواشيهم. وأما الفَدادينُ بالتخفيف، فهي البقر التي تحرث، واحدها، فدان بالتشديد، عن أبى عمرو
_________
(1) رواية ابن دريد: " فوق الفلاة ". قال: ويروى " وئيد ".

(2/518)


والفدفد: الارض السمتوية.
[فرد] الفَرْدُ: الوِتْرُ، والجمع أفْرادٌ وفُرادى على غير قياس، كأنَّه جمع فَردانَ. وثورٌ فَرْدٌ، وفارِدٌ، وفرد وفَرِدٌ (1) ، وفَريدٌ، كلُّه بمعنى مُنفرِدٍ. وظبيةٌ فارِدٌ: انقطعت عن القطيع، وكذلك السِدْرَةُ الفارِدَةُ التي انفردتْ عن سائر السدر. والفريد: الدر إذا نُظِمَ وفُصِّل بغيره. ويقال: فَرائِدُ الدرِّ: كبارها. وأفرادُ النجوم: الدَراريُّ في آفاق السماء. ويقال: جاءوا فُراداً وفرادى منوَّناً وغير منوَّن، أي واحداً واحداً. وأفْرَدْتُهُ: عزلته. وأفْرَدْتُ إليه رسولاً. وأفْرَدَتِ الأنثى: وضعتْ واحداً، فهي مُفْرِدٌ وموحِدٌ ومُفِذٌّ. ولا يقال ذلك في الناقة، لأنَّها لا تلد إلا واحداً. وفَرِدَ وانْفَرَدَ، بمعنًى. قال الصِمَّةُ القُشيريُّ: ولم آت البيوتَ مُطَنَّباتٍ * بأكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَغامِ وتقول: لقيت زيداً فَرْدَيْنِ: إذا لم يكن معكما أحد.
_________
(1) أي بكسر الراء وفتحها.

(2/518)


وتفردت بكذا واستفرد ته: إذا انفردت به.
[فرصد] الفِرْصادُ: التوتُ، وهو الأحمر منه. قال الشاعر الأسود بن يَعفر: من خَمْرٍ ذي نَطَفٍ أغَنَّ كأنَّما * قَنَأتْ أنامِلُهُ من الفرصاد (1) -
[فرقد] الفَرْقَدُ: ولدُ البقرةِ. وقال طرفة:
كَمَكْحولَتَيْ مذعورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ (2) * والفَرْقدانِ: نجمان قريبان من القطب.
[فرند] فِرْنَدُ السيف وإفْرِنْدَهُ: رُبَدُهُ ووشيه. والفرنداد: موضع، ويقال اسم رملة.
[فرهد] الفَرْهُدُ بالضم: الحادِرُ الغليظُ. والفرهود: حى من يحمد (3) ، وهو بطن
_________
(1) في المفضليات: من خمر ذى نطف أغن منطق * وافى بها لدراهم الاسجاد - يسعى بها ذو تومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ * قَنَأتْ أنامله من الفرصاد - فترى أن كل شطر من بيت.
(2) صدره:
طحوران عوارالقذى فتراهما
(3) قوله من يحمد، بفتح الياء والميم، كما في الوفيات. وأما يحمد جد الاوزاعي إمام أهل الشام فهو بضم التحتية وكسر الميم، كما في تهذيب الاسماء للنووي. ونقله عنه الدميري في ترجمة (البعير) .

(2/519)


من الازد، يقال لهم الفراهيد، منهم الخليل ابن أحمد العروضى. يقال رجل فراهيدي. وكان يونس يقول: فرهودى.
[فسد] فسد الشئ يفسد فسادا، فهو فاسد، وقوم فسدى، كما قالوا: ساقط وسقطى. وكذلك فسد الشئ بالضم، فهو فسيد. ولا يقال انْفَسَدَ. وأفْسَدْتُهُ أنا. والاسْتِفْسادُ: خلاف الاستصلاح. والمَفْسَدَةُ: خلاف المصلحة.
[فصد] الفصْدُ: قطع العِرْقِ. وقد فصدت وافتصدت. وانفصد الشئ وتفصد: سال. والفَصيدُ: دمٌ كان يُجعل في مِعًى من فَصْدِ عِرْقٍ ثم يُشوى، يطعَمُهُ الضيفُ في الأزمة. وفي المثل: " لم يُحْرَمْ مَنْ فُصِدَ له " أي من فصد له البعير. وربما سكنت الصاد منه تخفيفا فتقلب زايا فيقال: " فزد له ". وكل صاد وقعت قبل الدال فإنه يجوز أن تشمها رائحة الزاى إذا تحركت، وأن تقبلها زايا محضا إذا سكنت. وبعضهم يقول: من قصد له " بالقاف، أي من أعطى قصدا، أي قليلا وكلام العرب بالفاء.

(2/519)


[فقد] فقدت الشئ أفقده فقدا وفِقْداناً وفُقْداناً (1) . وكذلك الافْتِقادُ. وتَفَقدْتُهُ. أي طلبته عند غيبته. والفاقد: المرأة التي تَفْقِدُ ولدها أو زوجها. وظبية فاقد. وتفاقد القومُ، أي فَقَدَ بعضُهم بعضاً. وقال الشاعر ابن مَيَّادة: تَفاقَدَ قَوْمي إذ يَبيعون مُهْجَتي * بجارِيَةٍ بهرا (2) لهم بعدها بهرا -
[فند] الفَند، بالتحريك: الكذب. وقد أفْنَدَ إفْناداً، إذا كذب. والفَنَدُ: ضُعفُ الرأي من هَرَمٍ. وأفْنَدَ الرجل، أُهْتِرَ. ولا يقال عجوزٌ مُفْنِدَةٌ، لأنَّها لم تكن في شبيبتها ذات رأى. والتفنيد: اللوم وتضعيف الرأي. والفِنْدُ بالكسر: قطعةٌ من الجبل طولا. والفند الزمانى: شاعر. وقدوم فند أوة، أي حادة.
[فود] فَوْدُ الرأسِ: جانباه. يقال: بدا الشيب
_________
(1) أي بكسر الفاء وضمها. اه‍ وانقولى. ولم يذكر القاموس الضم لكنه ذكره في البصائر، كما في شرحه.
(2) بهرا له بفتح الباء، أي تعسا له.

(2/520)


بفوديه. قال ابن السكيت: إذا كان للرجل ضفيرتان يقال: لفلان فَوْدانِ. وقعد بين الفَوْدَيْنِ، أي بين العِدْلينِ. وفادَ يَفيدُ ويَفودُ، أي مات. وقال لبيد: رعى خَرَزاتِ المُلك سِتِّين حِجَّةً * وعِشرينَ حتَّى فادَ والشيبُ شامل -
[فهد] الفهْدُ: واحد الفُهودُ. وفَهِدَ الرجل بالكسر (1) ، أي أشبه الفَهْدَ في كثرة نومه. وفي الحديث: " إن دخل فَهِدَ، وإن خرج أسِدَ ". والفَهْدَتانِ: لحمتان في زور الفرس ناتئتان مثل الفِهْرَيْنِ. والفَوْهَدُ: الغلام السمين الذي راهق الحُلُم، والجارية فوهدة. قال الراجز: تحب منا $ مطرهفافوهدا * عجزة شيخين غلاما أمردا -
[فيد] فادَ يَفيدُ فَيْداً، أي تَبَخْتَرَ. ورجلٌ فَيَّادٌ وفَيَّادَةٌ أيضاً. قال أبو النجم:
وليس بالفيادة المقصمل (2) * أي هذا الراعى ليس بالمتجبر الشديد العصا. والتفيد: التبختر.
_________
(1) قوله بالكسرأى للوسط على الاصطلاح في الافعال.
(2) قبله:
ليس بملتاث ولا عميثل * العميثل: المتوانى. والمقصمل: الذى يسئ سوقها.

(2/520)


والفَيَّادُ: ذكر البوم، ويقال الصدى. والفائدةُ: ما استفدت من علمٍ أو مالٍ. تقول منه: فادَت له فائدةٌ. أبو زيد: أفَدْتُ المالَ: أعطيته غيري. وأفَدْتُهُ: اسْتَفَدْتُهُ. وأنشد للقتال: بكرية تعثر (1) في النقال * مهلك مال ومفيد مال - أي مستفيد مال. وفادَ المالُ لفلانٍ يَفيدُ، أي ثَبَتَ له. وفادَهُ يَفيدُهُ، أي دافه. وقال كثير: يباشرن فأرالمسك في كلِّ مَهْجَعٍ (2) * ويُشْرِقُ جاديُّ بهنَّ مفيد - أي مدوف. والفَيْدُ: الزعفران المَدوفُ. والفَيْدُ: الشَعَرُ الذى على جحفلة الفرس. وفيد: منزل بطريق مكة.
فصل القاف
[قتد] القَتَدُ: خشبُ الرحْلِ، وجمعه أقتاد وقتود. قال الراجز: كأننى ضمنت هقلا عوهقا * أقتاد رحلى أو كدرا محنقا -
_________
(1) في اللسان: " ناقته ترمل ".
(2) في اللسان: " في كل مشهد ".

(2/521)


والقتاد: شجر له شوكٌ، وهو الأعظم. وفي المثل: " ومِن دونه خَرْط القَتادِ ". وأمَّا القَتادُ الأصغر فهي التي ثمرتها نَفَّاخَةٌ كنفّاخة العُشَرِ. قال الكسائي: إبلٌ قَتِدَةٌ وقَتادى: إذا اشتكتْ بطونها من أكل القتاد، كما يقال رمثة ورماثى. وقتائدة: اسم عقبة. وقال عبد مناف ابن ربع: حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا - أي أسلكوهم في طريق في قتائدة.
[قترد] رجلٌ قِتْرِدٌ وقُتارِدٌ ومُقْتَرِدٌ (1) ، إذا كان كثير الغنم والسِخال، عن أبى عبيد.
[قثد] القثد، نبت يشبه القثاء (2) .
[قحد] القَحَدَةُ: أصل السنام، والجمع قحاد، مثل ثمرة وثمار. وناقة مقحاد: ضخمة السنام. وقد أقحدت
_________
(1) قال المجد: هكذا ذكره الجوهرى وغيره، والكل تصحيف، والصواب بالثاء المثلثة كما ذكرناه بعد. صرح به أبو عمرو وابن الاعرابي وغيرهما.
(2) الثقاء: الخيار.

(2/521)


الناقة. وبكرة قحدة، وأصله قحدة فسكنت، مثل عشرة وعشرة. والقمحدوة، بزيادة الميم: ما خلف الرأس، والجمع قماحد.
[قدد] القَدُّ: الشقُّ طولاً. تقول: قَدَدْتُ السيرَ وغيره أقُدُّهُ قَدًّا. وقَدَّ المسافرُ المَفازَةَ. والانْقِدادُ: الانشقاقُ. والقَدُّ أيضاً: جِلد السخلةِ الماعزة، والجمع القليل أَقُدٌّ والكثير قِدادٌ، عن ابن السكيت. وفي المثل: " ما يجعل قَدَّك إلى أديمِكَ "، معناه أي شئ يحملك على أن تجعل أمرك الصغيرَ عظيماً. والقَدُّ: القامةُ، والتقطيعُ. يقال: قدَّ فلانٌ قَدَّ السيف، أي جُعِلَ حسن التقطيع. وقول النابغة: ولرهط حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ * في المجد ليس غرابها بمطار - قال أبو عبيد: هما رجلان من بنى أسد. والقد، بالكسر: سير يقُدُّ من جلد غير مدبوغ. والقدة أخص منه، والجمع أقد. والقِدَّةُ أيضاً: الطريقةُ، والفرقةُ من الناس إذا كان هوى كلِّ واحدٍ على حدةٍ. يقال: كنَّا طرائق قددا.

(2/522)


و " ماله قد ولا قِحْفٌ "، فالقِدُّ: إناءٌ من جلد. والقِحْفُ من خشب. والقَديدُ: اللحمُ المُقَدَّدُ، والثوبُ الخَلَقُ. وتَقَدَّدَ القومُ: تفرَّقوا. واقْتَدَّ فلانٌ الأمورَ، إذا دبرها وميزها. وقديد: ماء بالحجاز، وهو مصغر. والقداد: وجع البطن. والمقداد: اسم رجل من الصحابة. والمقد بالفتح: القاع، وهو المكان المستوي. وقَدْ، مخفَّفةٌ: حرف لا يدخل إلا على الأفعال، وهو جواب لقولك لمَّا يَفْعَل. وزعم الخليل أن هذا لمن ينتظر الخبر، تقول: قَدْ مات فلان. ولو أخبره وهو لا ينتظره لم يقل قَدْ مات، ولكن يقول: مات فلان. وقد يكون قَدْ بمعنى ربَّما، قال الشاعر عبيد ابن الابرص: قد أترك القِرْنَ مُصْفَرًّا أنامِلُهُ * كأنَّ أثْوابَهُ مُجَّت بفِرْصادِ - وإن جعلته اسماً شدَّدته فقلت: كتبتُ قَدًّا حسنةً. وكذلك كى، وهو، ولو، لان هذه الحروف (1) لا دليل على ما نقص منها، فيجب أن يزاد في أواخرها ما هو من جنسها وتدغم، إلا في الالف فإنك تهمزها. ولو سميت رجلا بلا أوما،
_________
(1) أي الكلمات.

(2/522)


ثم زدت في آخره ألفا همزت، لانك تحرك الثانية. والالف إذا تحركت صارت همزة. فأمَّا قولهم: قَدْكَ بمعنى حسبُكَ، فهو اسم، تقول: قَدِي وقَدْني أيضاً بالنون على غير قياس، لان هذا النون إنما تزاد في الأفعال وِقايةً لها، مثل ضربني وشتمني. قال الراجز (1) :
قدنى من نصر الخبيبين قدى (2)
[قرد] القراد: واحدة القردان. يقال: قرد بعيرك، أي انزع منه القردان. والتقريد: الخداع، وأصله أن الرجل إذا أراد أن يأخذ البعير الصعب قرده أولا، كأنه ينزع قردانه. قال الشاعر الحصين بن القعقاع: هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم * وهم يمنعون جارهم أن يقردا - وقال الحطيئة: لعمرك ما قراد بنى كليب * إذا نزع القراد بمستطاع وأم القردان: الموضع بين الثنة والحافر. وقول الشاعر ملحة الجرمى (3) :
_________
(1) حميد الارقط.
(2) بعده:
ليس الامام بالشحيح الملحد
(3) وقيل لعدى بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة.

(2/523)


كأن قرادى صدره طبعتهما * بطين من الجولان كتاب أعجم (1) - يعنى به حلمتي الثدى. والقرد بالتحريك: نُفايةُ الصوف وما تمعَّط من الغنم وتلبَّد، والقطعة منه قردة. وفى المثل: " عكرت على الغزل بأخرة، فلم تدع بنجد قردة ". عكرت، أي عطفت. يقال: قرد الصوف بالكسر يَقرَدُ قَرَداً. وسحابٌ قَرِدٌ، وهو المتقطِّع في أقطار السماء يركب بعضه بعضاً. وقَرِدَ الأديمُ أيضاً، إذا حَلِمَ. وقَرِدَ الرجلُ: سكتَ من عِيٍّ. وأقْرَدَ، أي سكنَ. وتماوت. وأنشد الأحمر: تقولُ إذا اقْلَوْلى عليها وأقْرَدَتْ * ألا هل أخو عَيْشٍ لَذيذٍ بِدائمِ (2) - وقَرَدْتُ السمن، بالفتح، في السقاء، وأقرده قردا: جمعته. والقرد: واحدة القرود، وقد يجمع على قرده
_________
(1) بعده: إذا شئت أن تلقى فتى الباس والندى * وذا الحسب الزاكى التليد المقدم - فكن عمرا تأتى ولا تعدونه * إلى غيره واستخبر الناس وافهم -
(2) قال ابن برى: البيت للفرزدق يذكر أمرأة إذا علاها الفحل أقردت وسكنت وطلبت منه أن يكون فعله دائما متصلا.

(2/523)


مثل فيل وفيلة. والانثى قردة، والجمع قرد، مثل قربة وقرب. وفى المثل: " إنه لازنى من قرد " قال أبو عبيدة: هو رجل من هذيل يقال له قرد بن معاوية. والقردد: المكان الغليظ المرتفع، وإنما أظهر التضعيف لانه ملحق بفعلل، والملحق لا يدغم. والجمع قرادد. وقد قالوا: قَراديدُ، كراهية الدالين. والقَرْدودُ من الأرض، مثل القَرْدَدِ. وقَرْدودَةُ الظهرِ: ما ارتفع من ثَبَجِهِ.
[قرمد] القَرْمَدُ: ضربٌ من الحجارة يوقد عليها، فإذا نضج قُرْمِدَ به البِرَكَ، أي طُلي قال النابغة:
رابي المجَسَّةِ بالعبيرِ مُقَرْمَدِ (1) * وأنشد لابن أحمر: ما أم غُفْرٍ على دَعْجاَء ذي عَلَقٍ (2) * يَنْفي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ - والقِرميدُ: الآجُرُّ، والجمع القراميدُ. وبناءٌ مُقَرْمَد: مبنيٌّ بالآجرّ أو الحجارة.
_________
(1) صدره:
وإذا طعنت طعنت في مستهدف * المستهدف: المرتفع. يقال: استهدف لك الشئ إذا ارتفع. والرابي: المرتفع، من ربا يربو، ومنه الربوة. والمقرمد: المطلى المطين بالعبير كما يقرمد الحوض بالطين.
(2) الغفر، بالفتح، وبالضم أكثر: ولد الاورية.

(2/524)


[قشد] القِشْدَةُ بالكسر: الثَفْلُ الذي يبقى في أسفل الزبْد إذا طُبخ مع السَويق ليتَّخذ سمناً.
[قصد] القصد: إتيان الشئ (1) . تقول قَصَدْتُهُ، وقَصَدْتُ له، وقَصَدْتُ إليه بمعنًى. وقَصَدْتُ قَصْدَهُ: نحوْت نحوه. وقَصَدْتُ العودَ قَصْداً: كسرته. والقِصْدَةُ بالكسر القطعة من الشئ إذا انكسر، والجمع قِصَدٌ. يقال: القَنا قِصَدٌ. وقد انْقَصَدَ الرمح. وتَقَصَّدَتِ الرماح: تَكَسَّرَت. ورمحٌ أقْصادٌ. قال الأخفش: هذا أحد ما جاء على بناء الجمع. وتَقَصَّدَ الكلبُ وغيره، أي مات. قال لبيد: فَتَقَصَّدَتْ منها كَسابِ وضُرِّجَتْ * بدَمٍ وغورد في المكر سحامها - وأقصد السهم، أي أصاب فقتل مكانه. وأقْصَدَته حَيَّةٌ: قتلته. قال الأخطل: فإن كنتِ أقْصَدْتِني إذ رَمَيْتِني * بسَهْمَيْكِ (2) فالرامي يَصيد ولا يَدْري - أي ولا يَخْتِلُ. والقصيدُ: جمعُ القصيدةِ من الشعر، مثل سَفينٍ جمع سفينةٍ. والقَصيدُ: اللحم اليابس. والقاصِدُ: القريب، يقال: بيننا وبين الماء
_________
(1) وقصد العرفط ونحوه: أغصانه الناعمة.
(2) في المطبوعة الاولى " بسهمك "، وأثبت ما في المخطوطة واللسان.

(2/524)


ليلة قاصدة، أي هينة السيرِ، لا تعبَ فيه ولا بطءَ. والقَصْدُ: بين الإسراف والتقتير. يقال: فلانٌ مقتصِدٌ في النفقة. وقوله تعالى:
(واقْصِدْ في مَشْيكَ) *. واقصِدْ بذَرْعِكَ، أي ارْبَعْ على نفسك. والقصد: العدل. وقال الشاعر (1) : على الحكم المأتى يوما إذا قضى * قضيته أن لا يجور ويقصد - قال الاخفش: أراد وينبغى أن يقصد، فلما حذفه وأوقع يقصد موقع ينبغى رفعه لوقوعه موقع المرفوع. وقال الفراء: رفعه للمخالفة، لان معناه مخالف لما قبله، فخولف بينهما في الاعراب.
[قعد] قعد قعودا ومعقدا، أي جلس. وأقْعَدَهُ غيره. والقَعْدَةُ: المرَّة الواحدة. والعقدة بالكسر: نوع منه. والمقعدة: السافلة. وذو العقدة: شهر، والجمع ذوات العقدة. وقعدت الرخمة: جثَمتْ. وقَعَدَتِ الفسيلةُ: صار لها جذع.
_________
(1) أبو اللحام التغلبي، أو عبد الرحمن بن الحكم.

(2/525)


والقاعد من النخل: الذى تناله اليد. والقاعِدُ من النساء، التي قعدتْ عن الولد، والحيْض، والجمع القواعِدُ. والقاعِدُ من الخوارج، والجمع العقد، مثل حارس وحرس. ويقال: القعد الذين لا ديوان لهم. والعقد أيضا: أن يكون بوظيف البعير تطامنٌ واسترخاءٌ. وقواعِدُ البيت: آساسه. وقواعِدُ الهودج: خشبات أربع معترضات في أسفله. وتعقد فلان عن الأمر، إذا لم يطلبه. وتقاعد به فلانٌ، إذا لم يُخرج إليه من حقِّه. وتَقَعَّدْتُهُ، أي رَبَثْتُهُ عن حاجته وعقته. ويقال: ما تعقدنى عنك إلا شغلٌ، أي ما حبسني. ورجلٌ قُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ، أي كثير القعودِ والاضطجاع. والقَعودُ من الإبل هو البَكْر حين يُركب أي يمكن ظهره من الركوب، وأدنى ذلك أن يأتي عليه سنتان إلى أن يثنى، فإذا أثنى سمى جملا. ولا تكون البكرة قعودا وإنما تكون قلوصا. قال أبو عبيدة: القعود من الابل: الذي يَقْتَعدُهُ الراعي في كلِّ حاجة. قال: وهو بالفارسية " رخت ". وبتصغيره جاء المثل: " اتخذوه قعيد الحاجاتِ "، إذا امتهنوا الرجلَ في حوائجهم. قال الكميت يصف ناقته: (67 - صحاح)

(2/525)


معكوسة كعقود الشول أنطقها (1) * عكس الرعاء بإيضاع وتكرار - ويقال للقعود أيضا قعدة بالضم. يقال: نِعْمَ القُعْدَةُ هذا، أي نِعم المُقْتَعَدُ. والمقاعِدُ: مواضع قُعودِ الناس في الأسواق وغيرها. وقولهم: هو منِّي مَقْعَدَ القابلةِ، أي في القرب، وذلك إذا لصِقَ به من بين يديه. والقَعيداتُ: السروجُ والرِحالُ. والقَعيدُ: المُقاعِدُ. وقوله تعالى:
(عَنِ اليمينِ وعن الشِمال قَعيدٌ) *، وهما قَعيدانِ. وفَعيلٌ وفَعولٌ ممَّا يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع (2) ، كقوله تعالى:
(أنا رسول ربك) * وقوله تعالى:
(والملائكة بعد ذلك ظهير) *. والقعيد: الجراد الذى لم يستوِ جناحه بعد. والقَعيدَةُ: الغِرارَةُ. قال أبو ذؤيب: له من كسبهن معذلجات * قعائد قد ملئن من الوشيق (3) - والقَعيدَةُ من الرمل: التي ليست بمستطيلة. وقَعيدَةُ الرجل: امرأته، وكذلك قعاده. قال الشاعر عبد الله بن أوفى الخزاعى في امرأته.
_________
(1) في اللسان: " أنطفها " بالفاء.
(2) في المختار: والجمع كقوله تعالى " إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين ".
(3) الوشيق: ما جف من اللحم وهو القديد. ومعذلجات: مملوءات.

(2/526)


فبئست قعاد الفتى وحدها * وبئست موفية الاربع - والقعيد من الوحش: ما يأتيك من ورائك، وهو خلاف النطيح. وأنشد أبو عبيدة (1) : ولقد جرى لهم فلم يتعيفوا * تيس قعيد كالوشيجة أعضب - وقولهم: قعيدك لا آتيك، وقَعيدَكَ الله لا آتيك، وقَعْدَكَ (2) الله لا آتيك: يمينٌ للعرب، وهى مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر، والمعنى بصاحبك الذي هو صاحب كل نَجْوى، كما يقال: نَشَدْتُكَ الله. والأقْعادُ (3) والقُعادُ: داءٌ يأخذ الابل في أوراكها قيميلها إلى الأرض. والأقْعادُ في رِجْلِ الفرس: أن تُقَوَّسُ جداً فلا تنتصب. والمُقْعَدُ: الأعرج، تقول منه: أُقْعِدَ الرجل. يقال: متى أصابك هذا القُعادَ. والمُقْعَدُ من الثدي: الناهدُ الذي لم يَنثنِ بعدُ. قال النابغة: والبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ * والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ - ورجلٌ قُعْدُدٌ، إذا كان قريبَ الآباء إلى الجد الاكبر. وكان يقال لعبد الصمد بن على
_________
(1) لعبيد بن الابرص.
(2) بفتح القاف، ويقال كسرها أيضا.
(3) ضبطه في القاموس بفتح الهمزة. لكن قول صاحب اللسان: " أقعد البعير فهو مقعد " يشير إلى ضبطه بكسرها.

(2/526)


ابن عبد الله بن عباس: قعدد بنى هاشم. ويمدح به من وجه، لان الولاء للكبر، ويذم به من وجه، لانه من أولاد الهرمى وينسب إلى الضعف. قال الشاعر دريد (1) : دعاني أخى والخيل بينى وبينه * فلما دعاني لم يجدنى بقعدد - وقال الاعشى: طرفون (2) ولادون كل مبارك * أَمِرونَ لا يَرِثونَ سَهْمَ القُعْدُدِ -
[قد] الاقفد من الناس: الذى يمشي على صدور قدميه من قِبَلِ الأصابع ولا تبلُغ عَقِباهُ الأرضَ. ومن الدوابِّ: المنتصبُ الرسغ في إقبالٍ على الحافر. ويقال: فرسٌ أقْفَدُ بيِّن القَفَدِ، وهو عيب. قال أبو عبيدة: والقفد لا يكون إلا في الرجل. وقال الاصمعي: القفد: أن يميل خُفُّ البعير من اليد أو الرجل إلى الجانب الانسى. وقد قفد فهو أقفد، فإن مال إلى الوحشى فهو أصدف. وقال الشاعر الراعى:
_________
(1) ابن الصمة يرثى أخاه.
(2) في المطبوعة الاولى " ظريفون "، صواب روايته من المخطوطة واللسان. وأنشده ابن برى: " أمرون ولا دون ". طرفون " لا يرثون. وقال: أمرون: كثيرون. والطرف: نقيض القعدد.

(2/527)


من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ الأكفِّ لئامٍ غيرِ صياب - والقفد: جنس من العِمَّةِ. يقال: اعْتَمَّ القَفْداءَ، إذا لم يسدل طَرَفَها. والقَفَدانُ، بالتحريك: فارسيٌّ معرَّب، قال ابن دريد: هو خريطة العطار.
[قلد] القلادَةُ: التي في العنق، وقَلَّدْتُ المرأة فَتَقَلَّدَتْ هي. ومنه التَقليد في الدينِ، وتَقليدُ الوُلاةِ الأعمالَ. وتَقْليدُ البَدَنةِ، أن يُعلَّقَ في عنقها شئ ليعلم أنها هدى. ويقال: تقلدت السيف. وقال الشاعر: ياليت زوجك قد غدا * متقلدا سيفا ورمحا - أي وحاملا رمحا. وهذا كقول الآخر: علفتها تبنا وماء باردا * حتى شتت همالة عيناها - أي وسقيتها ماء باردا. ومقلدا الرجُلِ: موضعُ نِجاد السيف على مُنكِبه. والمُقَلَّدُ من الخيل: السابقُ يُقَلَّدُ شيئاً ليُعرَف أنَّه قد سبق. وقلدت الحبل أقلده، أي فَتَلْتُهُ، والحبلُ قَليدٌ ومَقْلودٌ.

(2/527)


والقَلْدُ أيضاً: السِوارُ المفتول من فضة. والقِلْدُ بالكسر: يومٌ تأتي فيه الرِبْعُ (1) . ومنه سمِّيت قوافل جدَّةَ إلى مكة قِلْداً. وسَقتْنا السماء قِلْداً في كلِّ أسبوع، أي مطرتْنا لوقتٍ. والقِلْدَةُ: القشدةُ. والإقْليدُ: المفتاح. والمِقْلَدُ: مِفتاحٌ كالمنجل ربَّما يُقْلَدُ به الكلأ كما يُقْلَدُ القَتُّ إذا جُعل حبالاً، أي يُفتل، والجمع المقاليد. وأقْلَدَ البحر على خلقٍ كثيرٍ، أي غرقهم، كأنه أغلق عليهم.
[قمد] القُمُدّ: القوي الشديد، والأنثى قُمُدَّةٌ. واقْمَهَدَّ البعير اقْمِهْداداً: رفع رأسه، بزيادة الهاء.
[قند] القَنْدُ: عسل قصب السكر. يقال: سويق مَقْنودٌ ومُقَنَّدٌ. والقِنْديدُ: الخمر. قال الأصمعي: هو مثل الاسفنط، وهو عصير يطبح ويجعل فيه أفواهٌ من الطيب، وليس بخمر. الكسائي: رجلٌ قِنْدَأْوَةٌ، على فِعْلأوَةٍ، أي خفيف. وقال الفراء: هي من النوق الجريئة. وقال أبو مالك: ناقةٌ قِنْدَأوَةٌ وجملٌ قندأو، أي
_________
(1) أي حمى الربع.

(2/528)


سريع. وقدوم قندأوة، أي حادة. وغيره يقول: فندأوة، بالفاء.
[قهد] القَهْدُ مثل القَهْبِ، وهو الأبيض الأكدر. قال لبيد: لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلوَهُ * غُبْسٌ كواسِبُ لا يمن طعامها - والقهاد: اسم موضع.
[قود] قُدْتُ الفرسَ وغيرَه أقودُهُ قَوْداً ومَقادَةً وقَيْدودةً. وفرسٌ قَؤُودٌ: سَلِسٌ مُنْقادٌ. واقْتادَهُ وقادَهُ بمعنًى. وقَوَّدَهُ، شدد للكثرة. والقَوْدُ: الخيلُ. يقال: مرَّ بنا قَوْدٌ. وأقَدْتُكَ خيلاً، أي أعطيتك خيلاً تَقودُها. والانْقِيادُ الخضوعُ. تقول: قُدْتُهُ فانْقادَ لي، إذا أعطاك مَقادَته. والقَوَدُ: القصاصُ، وأقَدْتُ القاتلَ بالقتيل، أي قتلته به. يقال: أقادَهُ السلطانُ من أخيه. واسْتَقَدْتُ الحاكمَ، أي سألته أن يَقيدَ القاتلَ بالقتيل. والمِقْوَدُ: الحبل يُشَدُّ في الزمام أو اللجام تُقاد به الدابة. والقائد: واحد القواد والقادة.

(2/528)


وفرس أقْوَدُ بيِّن القَوَدِ:، أي طويل الظَهر والعنق وناقةٌ قَوْداءُ. وخيلٌ قُبٌّ قودٌ. والقَياديدُ: الطوال من الاتن، واحدتها قيدود. قال ذو الرمة: راحت يقحمها ذو أزمل (1) وسقت * له الفرائش والقب القياديد - والقوداء: الثنية الطويلةُ في السماء، والجبلُ أقْودُ. والأقْوَدُ من الرجال: الشديد العُنق، سمِّي بذلك لقلّة التفاته. ومنه قيل للبخيل على الزاد. أقْوَدُ، لأنه لا يتلفَّت عند الأكل لئلا يرى إنساناً فيحتاج أن يدعوه.
[قيد] القَيْدُ: واحدُ القُيودِ. وقد قَيَّدْتُ الدابّةَ. وقَيَّدْتُ الكتابَ: شَكَلْتُهُ. وهؤلاء أجمالٌ مَقاييدُ، أي مُقَيَّداتٌ. ويقال للفرس الجواد: قَيْدُ الأوابدِ، لأنه يمنع الوحشَ من الفَوات، لسرعته. قال امرؤ القيس:
بمُنْجَرِدٍ قيد الاوابد هيكل (2) * وقيد: اسم فرس كان لبنى تغلب، عن الاصمعي ويقال للقد الذي يضم عُرقوبَي الرحْلِ: قَيْدٌ.
_________
(1) الازمل: الصوت المختلط. في المطبوعة الاولى " ذوأرمل "، صوابه في اللسان.
(2) صدره:
وقد أغتدى والطير في وكناتها:

(2/529)


قال الأحمر قيد الفرس: سِمَةٌ تكون في عنق البعير على صورة القيد. وأنشد: كوم على أعناقها قيد الفرس * تنجو إذا الليل تدانى والتبس - والمقيد: موضع القيد من رجل الفرس، والخَلخال من المرأة. وتقول: بينهما، قِيدُ رُمْحٍ بالكسر، وقادُ رُمْحٍ، أي قَدْرُ رمح. والقيد: الذى إذا قدته ساهلك. وقال الشاعر: وشاعر قوم قد حسمت خصاءه * وكان له قبل الخصاء كتيت - أشم خبوط بالفراسن مصعب * فأصبح منى قيدا تربوت - والقياد: حبل تقاد به الدابة.
فصل الكاف
[كأد] عقبةٌ كَؤودٌ: شاقَّةُ المصعَدِ. وتكادني الشئ وتكاءدنى، أي شق على، تفاعل وتفعل بمعنى.
[كبد] الكَبِدُ والكِبْدُ: واحدة الأكْبادِ، مثل كذب وكذب. ويقال أيضا كبد للتخفيف، كما قالوا للفخذ فخذ.

(2/529)


وكبد السماء: وسطها. يقال: كَبَّدَ النجمُ السماءَ، أي توسَّطها. وتَكَبَّدَتِ الشمسُ، أي صارت في كَبِدِ السماءِ. وتَكَبَّدَ اللبنُ: غَلُظَ وخَثُرَ. وكُبَيْداتُ السماءِ، كأنَّهم صغَّروا كُبيدَةً ثم جمعوا. وكَبِدُ القوسِ: مَقبِضها: يقال: ضَع السهمَ على كَبِدِ القوسِ، وهى ما بين مقبضها ومجرى السهم منها. وكَبَدْتُ الرجلَ: أصبْت كَبِدَهُ، فهو مَكْبودٌ. والأكْبَدُ: الضخمُ الوسط، ولا يكون إلا بطئ السيرِ. وامرأةٌ كَبْداءُ بيِّنة الكَبَدِ، بالتحريك. وقوسٌ كَبْداءُ، إذا ملأ مَقبِضُها الكفَّ. والكَبَدُ: الشِدَّةُ. قال تعالى:
(لقد خَلَقْنا الإنسانَ في كَبَدٍ) *. وكابَدْتُ الأمرَ، إذا قاسيتَ شدته. والكباد: وجع الكبد. وفي الحديث " الكباد " من العب ". الاصمعي: يقال للأعداء: سودُ الأكبادِ، كما يقال لهم: صهب السبال، ون لم يكونوا كذلك. قال الأعشى: فما أُجْشِمَتْ من إتْيانِ قومٍ * هم الاعداء والاكباد سود -

(2/530)


وقولهم: فلان تُضْرَبُ إليه أكْبادُ الإبل، أي يُرْحَلُ إليه في طلب العلم وغيره.
[كتد] الكتد والكتد: مابين الكاهل إلى الظَهر. والكَتَدُ: نجمٌ.
[كدد] الكَدُّ: الشِدَّة في العمل وطلب الكسب. وكددت الشئ: أتعبته. والكَدُّ: الإشارة بالإصبع، كما يشير السائل. قال الكميت: غَنيتُ فلم أردد كم عند بغية * وحجت فلم أكدد كم بالاصابع - والكد: ما يدق فيه الأشياء كالهاون. والكَديدُ: الأرض المَكْدودةُ بالحوافر. قال امرؤ القيس. * أثَرْنَ غُباراً بالكَديدِ المُرَكَّلِ (1) * وبئرٌ كَدودٌ، إذا لم يُنَلْ ماؤها إلا بجهدٍ. والكُدادَةُ، بالضم: القشدةُ وما يبقى في أسفل القِدر من المرق أيضا. والكد كدة: حكاية صوت شئ يضرب على شئ صلب. والكد كدة: العدو البطئ.
_________
(1) صدره. * مسح إذا ما السابحاتُ على الوَنى:

(2/530)


وحكى الاصمعي: قوم أكداد، أي سراع. قال: والكداد بالضم: اسم فحل تنسب إليه الحمر، يقال بنات كداد. وأنشد (1) : وعير لها (2) من بنات الكداد * يدهمج بالوطب المزود -
[كرد] الكَرْدُ: العُنْقُ، فارسيّ معرب. وقال الشاعر الفرزدق: وكنَّا إذا القيسيُّ نَبَّ عَتودُهُ * ضَرَبْناهُ بين الأنثَيَيْنِ على الكَرْدِ - والكَرْدُ: الطَرْدُ. يقال: فلان يَكْرُدُ القومَ، كأنَّه يدفعهم ويطردهم. والمكاردة: المطاردة. والكرد، بالضم: جيل من الناس، وهم الاكراد. والكرديدة بالكسر: ما يبقى في أسفل الجُلةِ من جانبيها من التمر. قال الراجز: وأصلحت قدرا لها بأطره (3) * وأطعمت (4) كرديدة وفدره
_________
(1) للفرزدق.
(2) في التكملة: " حمار لهم " على الجمع. ويروى: " حصان ".
(3) في اللسان: " قد أصلحت ".
(4) في اللسان: " وأبلغت ".

(2/531)


من تمرها واعلوطت بسحره. والجمع الكَراديدُ. قال الشاعر: القاعِدات فلا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ * والآكِلات بَقيَّاتِ الكراديد -
[كسد] كسد الشئ كسادا، فهو كاسِدٌ وكَسيدٌ. وسلعةٌ كاسِدَةٌ، وسوقٌ كاسِدٌ بلا هاءٍ. وأكْسَدَ الرجل، أي كَسَدَتْ سوقُه. وقول الشاعر معاوية بن مالك: إذ كُلُّ حيٍّ نابِتٌ بأَرومَةٍ * نَبْتَ العِضاهِ فماجد وكسيد - أي دون.
[كلد] الكَلَدُ: المكانُ الصلبُ من غير حصى. والكَلَدَةُ: قطعةٌ من الارض غليظة، وكذلك الكلندى. والمكلندد: الصلب. واكلندى البعير، إذا غلظ واشتد، مثل اعلندى. وكلدة: اسم رجل.
[كمد] الكَمَدُ: الحزن المكتوم. تقول منه: كَمِدَ الرجل فهو كَمِدٌ وكيمد. والمكدة: تغير اللون. وأكمد القَصَّارُ الثوبَ، إذا لم ينَقِّهْ.

(2/531)


وتَكْميدُ العضوِ: تسخينهُ بخرقٍ ونحوِها، وكذلك (1) الكماد، بالكسر. وفى الحديث: " الكماد أحب إلى من الكى ".
[كند] كَنَدَ كُنوداً، أي كَفَرَ النِعمة، فهو كَنودٌ. وامرأةٌ كَنودٌ أيضاً: وكُنُدٌ مثله. وأرضٌ كَنودٌ: لا تُنبِتُ شيئاً. وكَنَدَهُ، أي قطعه. قال الاعشى: أميطى تميطي بصلب الفؤاد * وصول حبال وكنادها - وكندة: أبوحى من اليمن، وهو كندة بن ثور.
[كنعد] الكَنْعَدُ: ضربٌ من سمك البحر. قال جرير: كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلا * ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا -
[كود] كادَ يفعل كذا، يَكادُ كَوْداً ومَكادَةً، أي قارَبَ ولم يفعل. وحكى سيبويه عن بعض العرب: كدت أفعل كذا، بضم الكاف. قال: وحدثني
_________
(1) في اللسان: " وذلك ".

(2/532)


أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون: كيد زيد يفعل كذا، وما زيل يفعل كذا، يريدون كاد وزال، فنقلوا الكسر إلى الكاف في فعل كما نقلوا في فعلت. وزعم الاصمعي أنه سمع من العرب من يقول: لا أفعل ذلك ولا كودا، فجعلها من الواو. وقد يدخلون عليها " أن " تشبيهاً بعسى. قال رؤبة:
قدْ كادَ من طولِ البِلى أنْ يمصحا (1) * وقولهم: عرف فلان ما يُكادُ منه، أي ما يراد منه. ويقال: لا مَهَمَّةَ لي ولا مَكادَةَ، أي لا أهُمُّ ولا أكادُ. وتقول لمن يطلب منك الشئ فلا تريد إعطاءه: لا ولا مَكادَةَ. وكادَ وُضِعَتْ لمقاربة الشئ، فعل أو لم يُفعل، فمجرَّدُهُ ينبئ عن نفي الفعل، ومقرونهُ بالجحد ينبئ عن وقوع الفعل. قال بعضهم في قوله تعالى:
(أَكادُ أخْفيها) *: أريدُ أخفيها. قال: فكما جاز أن يوضع أريدُ موضعَ أكاد في قوله تعالى:
(جِداراً يُريدُ أن يَنْقَضَّ) * فكذلك أكادُ. وأنشد الأخفش:
_________
(1) قبله:
ربع عفاه الدهر طولا فانمحى:

(2/532)


كادَتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ * لو عادَ من لَهْوِ الصَبابَةِ ما مضى -
[كهد] كَهَدَ الحمار كَهَداناً، أي عَدا. وأكْهَدْتُهُ أنا. واكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً، وهو ارتعاده إلى أُمِّه لتزقه.
[كيد] الكَيْدُ: المكر. كادَهُ يَكيدَهَ كَيْداً ومَكيدَةً. وكذلك المُكايَدَةُ. وربَّما سمِّي الحربُ كَيْداً. يقال: غزا فلان فلم يَلْقَ كَيْداً. وكلُّ شئ تعالجه فأنت تكيده. ويقال: هو يَكيدُ بنفسه، أي يجود بها. ويسمى اجتهاد العرب في صياحه كيدا، وكذلك القئ.
فصل اللام
[لبد] اللِبْدُ: واحد اللُبودِ. واللِبْدَةُ أخصُّ منه. ومنه قيل لزُبْرَةِ الأسد لِبْدَةٌ، وهي الشعر المتراكب بين كتفيه. والأسد ذو لِبْدَةٍ. وفي المثل: " هو أمنع من لبدة الاسد ". والجمع لبد، مثل قربة وقرب (1) . واللبادة: ما يلبس منها للمطر (2) .
_________
(1) قال في المختار: ومنه قوله تعالى: " كادوا يكونون عليه لبدا ".
(2) في اللسان: " واللبادة: قباء من لبود. واللبادة: لباس من لبود ".

(2/533)


وقولهم: " ماله سبد ولا لبد "، السَبَدُ: الشَعَرُ. واللَبَدُ: الصوف. أي ماله شئ. وألبدت الفرس فهو مُلْبَدٌ، إذا شددتَ عليه اللِبْدَ. وأَلْبَدْتُ السرجَ، إذا عمِلت له لِبْداً. وأَلْبَدْتُ القِربة: جعلتها في لَبيدٍ، وهو الجُوالق الصغير. وأَلْبَدَ البعيرُ: إذا ضرب بذنَبه على عجزه وقد ثَلَطَ عليه وبالَ، فيصير على عَجُزه لِبْدَةٌ من ثَلْطِهِ وبولِهِ. وأَلْبَدَ بالمكان: أقام به. وأَلْبَدَتِ الإبلُ، إذا أخرج الربيع ألوانها وأوبارها وتهيَّأت للسِمَنِ. ولبد الشئ بالارض، بالفتح، يلبد لُبوداً: تَلَبَّدَ بها أي لصق. وتَلَبَّدَ الطائر بالأرض: أي جثم عليها. وتَلَبَّدَتِ الأرض بالمطر. ولَبِدَتِ الإبل بالكسر تَلْبَدُ لَبَداً، إذا دَغِصَتْ (1) من الصِلِّيانِ، وهو التواءٌ في حَيازيمِها وفي غلاصِمِها، وذلك إذا أكثرتْ منه فتغَصُّ به. يقال: هذه إبلٌ لَبادى، وناقةٌ لَبِدَةٌ. والْتَبَدَ الورق، أي تَلَبَّدَ بعضه على بعض. والْتَبَدَتِ الشجرة: كثرت أوراقها. قال الساجع: وصليانا بردا وعنكثا ملتبدا
_________
(1) دغصت، بالغين المعجمة: استكثرت منه فالتوى في حيازيمها وغصت به. وفى المطبوعة الاولى: " دعصت " بالمهملة، تصحيف.

2-الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية  أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ) 

 ولبد الندى الارض. والتَلبيدُ أيضاً: أن يجعل المُحْرِمُ في رأسه شيئاً من صمغٍ ليَتَلَبَّدَ شعره بُقْيَا عليه، لئلا يَشْعَثَ في الإحرام. وقوله تعالى:
(يقول أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) *، أي جمًّا. ويقال أيضاً: الناسُ لُبَدٌ، أي مجتمعون. واللُبَدُ أيضاً: الذي لا يسافر ولا يبرح. قال الشاعر الراعي: من امرئٍ ذي سماحٍ لا تَزالُ له * بَزْلاءُ يعيابها الجثامة اللبد (1) - ويروى " اللَبِدُ ". قال أبو عبيدة: وهو أشبه. ولبد: آخر نسور لقمان، وهو ينصرف لأنَّه ليس بمعدول. وتزعم العرب أن لقمان هو الذى بعثته عاد في وفدها إلى الحرم ليستسقى لها، فلما أهلكوا خير لقمان بين بقاء سبع بعرات سمر، من أظب (2) عفر، في جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر، خلف بعد نسر. فاختار النسرو، فكان آخر نسوره يسمى لبدا. وقد ذكرته الشعراء. قال النابغة: أَضْحَتْ خَلاءً وأضحى أهلُها احتملوا * أَخْنى عليها الذي أَخْنى على لبد -
_________
(1) ويروى:
من أمر ذى بدوات لا تزال له
(2) جمع ظبى.

(2/534)


واللبيد: الجوالق الصغير. ولبيد: اسم شاعر من بنى عامر.
[لحد] ألْحَدَ في دين الله، أي حاد عنه وعَدَلَ. ولَحَدَ، لغةٌ فيه. وقرئَ:
(لِسانُ الذي يَلْحَدونَ إليه) *. والْتَحَدَ مثله. وألْحَدَ الرجل، أي ظلم في الحرم. وأصله من قوله تعالى:
(ومن يُرِدْ فيه بإلْحادٍ بظُلْمٍ) *، أي إلحاد بظلم، والباء فيه زائدة. قال حُمَيْد ابن ثور (1) : قَدْنِيَ من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدي * ليسَ الإمامُ بالشَحيحِ المُلْحِدِ (2) - أي الجائر بمكة. واللَحْدُ بالتسكين: الشقّ في جانب القبر،
_________
(1) صوابه: حميد بن مالك بن ربعى. راجع السمط ص 649.
(2) الرجز: قلت لعنسي وهى عجلى تعتدى * لا نوم حتى تحسرى وتلهدى * أو تردى حوض أبى محمد * ليس الامام بالشحيح الملحد * ولا بوبر بالحجاز مقرد * إن ير يوما بالفضاء يصطد * أو ينجحر فالجحر شر محكد * المحكد: الاصل. والوبر: دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون حسنة العينين لا ذنب لها، تدجن في البيوت. والمقرد: اللاصق بالارض من فزع أو ذل.

(2/534)


واللحد بالضم لغة فيه. تقول لَحَدْتُ للقبر لَحْداً، وألْحَدْتُ له أيضاً، فهو مُلْحَدٌ. والملتحد: المجأ، لان اللاجئ يميل إليه.
[لدد] الأصمعيّ: اللديدانِ: جانبا الوادي. قال: ومنه أخِذ اللَدودُ، وهو ما يُصبُّ من الأدوية في أحد شِقَّي الفم. قال ابن السكيت: يقال في المثل: " جرى منه مجرى اللدود ". وجمع ألدة. وقد لُدَّ الرجل فهو ملدودٌ، وألْدَدْتُهُ أنا، والْتَدَّ هو. قال ابن أحمر: شرِبت الشكاعى والتَدَدْتُ ألِدَّةً * وأقْبَلْتُ أفْواهَ العُروقِ المَكاوِيا - واللديدُ مثل اللدودِ. واللديدانِ: صفحتا العنق، وجمعه أَلِدَّةٌ. ومنه اشتقاقُ قولهم: فلانٌ يتلَدَّدُ، أي يلتفت يميناً وشمالاً. ورجلٌ أَلَدُّ بيِّن اللَدَدِ، وهو الشديد الخصومة، وقومٌ لد. ولد أيضا: موضع بالشام. واللد بالفتح: الجوالق. وقال الراجز:
كأنَّ لدَّيْهِ على صَفْح جَبَلْ * ولَدَّهُ يَلُدُّهُ: خَصَمَهُ، فهو لاد ولدود. قال الراجز:

(2/535)


ألد أقْرانَ الخُصوم اللَدِّ * يقال: ما زلت ألادُّ عنك، أي أدفع. ورجلٌ يَلَنْدَدٌ وأَلَنْدَدٌ، أي خَصِمٌ، مثل الأَلَدِ. وتصغير ألَنْدَدٍ أُلَيْدٌ (1) ، لان أصله ألد، فزادوا فيه النون ليلحقوه ببناء سفرجل، فلما ذهبت النون عاد إلى أصله. وقولهم: مالى منه محتد ولا ملتد، أي بد.
[لسد] لَسَدَ الطلا أُمَّه يَلْسِدُها لسدا، أي رضعها، مثلا كسر يكسر كسرا. ولسد العسل أيضاً: لعِقه. وحكى أبو حاتم في كتاب الأبواب: لَسِدَ الطَلا أُمَّهَ بالكسر لَسَداً بالتحريك، مثل لجذ الكلب الاناء لجذا.
[لغد] اللُغْدودُ: واحد اللَغاديدِ، وهي اللحَمات التي بين الحنك وصفحة العنق. واللُغْدُ مثله، والجمع ألْغادٌ. ولَغَدْتُ الإبلَ العواندَ، إذا رَدَدْتَها إلى القصد والطريق. وجاء فلانٌ ملتغدا (2) ، أي متغيظا حنقا.
_________
(1) بسكون الياء وإدغام الدالين، وهو مذهب سيبويه. والمبرد يقول " أليد " بالفك. شرح الشافية 1: 254.
(2) في اللسان: " متلغدا، أي متغضبا متغيظا حنقا ".

(2/535)


[لكد] الأصمعي: لَكِدَ عليه الوَسَخُ بالكسر لَكَداً، أي لزمه ولصق به. وتلكد الشئ: لزم بعضه بعضا. والمِلْكَدُ: شبه مُدقّ يُدَقّ به.
[لهد] لَهَدَهُ الحِمْلُ (1) ، أي أثقله. الاصمعي: لهد القوم دوابهم: جَهَدوها وأحرثوها. قال جرير: ولقد تَرَكْتُكَ يا فَرَزْدَقُ خاسئاً * لمَّا كَبَوْتَ لدى الرِهانِ لَهيدا - أي حسيراً. ولَهَدَهُ لَهْداً، أي دفعه لِذله، فهو مَلْهودٌ. وكذلك لَهَّدَهُ. قال طرفة يذم رجلا: بطئ عن الداعي (2) سَريعٍ إلى الخَنا * ذَلولٍ بإجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ - أي مدفع، وإنما شدد لتكثير. أبو زيد: ألْهَدْتُ به: أزْرَيْتُ به. أبو عمرو: ألْهَدْتُ به: إذا أمسكت أحد الرجلين وخلَّيت الآخر عليه وهو يقاتله. قال: فإن فَطَّنْتَ رجلاً بما صاحِبه يكلِّمه قال: والله ما قُلتها إلا أن تُلْهِدَ عليّ، أي تعينَ على.
_________
(1) يقال: لهد البعير يلهد: إذا عض الحمل غاربه وسنامه حتى يؤلمه. لهد، كمنع، يلهد لهدا.
(2) ويروى: " عن الجلى ".

(2/536)


واللهيدة: الرخوة من العصائد، ليست بحَساءٍ فتحسى، ولا بغليظةٍ فتُلقم، وهي التي تجاوزُ حدَّ الحريقةِ والسخينةِ، وتَقْصُرُ عن العصيدة.
فصل الميم
[مأد] المَأْدُ (1) من النبات: اللَيِّنُ الناعم. قال الأصمعيّ: قيل لبعض العرب: أصِبْ لنا موضعاً. فقال رائدهم: وجدتُ مكاناً ثَأْداً مَأْداً. وامْتَأَدَ فلانٌ خيراً، أي كَسَبَهُ. ويقال للغصن إذا كان ناعماً يهتزّ: هو يَمْأَدُ مَأّداً حسناً. وغصن يمؤود، أي ناعم. ورجل يمؤود، وامرأة يمؤودة: شابَّة ناعمة. ويمؤود: موضع. قال الشماخ: فظلت بيمؤود كأن عيونها * إلى الشمس هل تدنو ركى النواكز (1)
[مجد] المَجْدُ: الكرم. والمَجيدُ: الكريم. وقد مَجُدَ الرجل بالضم، فهو مجيد وماجد. قال ابن السكيت: الشرف والمجد يكونان
_________
(1) في المخطوطة: " وجد بخط الجوهرى في نسخة ركى النواكز ". في ديوانه: " ركى نواكز ". والركى بضم أوله وكسر ثانيه وقيل بفتح أوله وكسر ثانيه: جمع ركية، وهى البئر. والنواكز: جمع ناكز، وهى التى فنى ماؤها. شبه عيون هذه الاتن بعيون ركى قل ماؤها. وهذا التشبيه حسن.

(2/536)


بالآباء. يقال: رجلٌ شريفٌ ماجدٌ: له آباءٌ متقدِّمون في الشرف. قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف. وتَماجَدَ القوم فيما بينهم. وماجدته فمجدته أمجده، أي غلبته بالمجد. ومَجَدَت الإبلُ مُجوداً، أي نالت من الخلا قريباً من الشِبَع. ومَجَّدْتُها أنا تمجيداً. وقال أبو عبيد: أهل العالية يقولون: مجدت الدابة أمجدها مجدا، أي علَفْتها مِلء بطنها. وأهل نجد يقولون: مَجَّدْتها تَمْجيداً، أي علَفْتها نِصفَ بطنها. والتَمْجيدُ: أن يَنْسُبَ الرجل إلى المجد. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار "، أي استكثرا منها، كأنَّهما أخذا من النار ما هو حَسْبُهُما. ويقال: لأنَّهما يُسرعان الوَرْيَ، فَشُبِّها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد. وبنومجد: أولاد ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومجد: اسم أمهم نسبوا إليها. قال لبيد: سقى قَوْمي بَني مجدٍ وأُسْقى * نُميراً والقبائل من هلال -
[مدد] مددت الشئ فامتد والمادة الزيادة المتّصلة. ومَدَّ الله في عمره. ومَدَّهُ في غيِّه، أي أمهله وطول له.

(2/537)


والمد: السيل. يقال: مَدَّ النهرُ، ومَدَّهُ نهرٌ آخر. قال العجاج:
سيلٌ أتيٌّ مده أتى (1) * مد النهار: ارتفاعه. ويقال: هناك قطعةُ أرضٍ قَدْرُ مَدِّ البصر، أي مدى البصر. ورجلٌ مَديدُ القامة، أي طويل القامة. وطِرافٌ (2) مُمَدَّدٌ، أي ممدودٌ بالأطناب، شدد للمبالغة. وتَمَدَّدَ الرجلُ، أي تمطَّى. والمُدُّ بالضم: مِكيال، وهو رِطلٌ وثُلث عند أهل الحجاز، ورطلان عند أهل العراق. والصاع: أربعة أمْدادٍ. ومُدَّةٌ من الزمان: بُرهة منه. والمُدّة أيضاً: اسم ما اسْتَمْدَدْتَ به من المِدادِ على القلم. والمَدَّةُ، بالفتح: المرّة الواحدة من قولك مَدَدْتُ الشئ. والمدة، بالكسر: ما يجتمع في الجرح من القيح. والمِدادُ: النِقْسُ. تقول منه: مَدَدْتُ الدَواة وأمْدَدْتها أيضاً. وأمْدَدْتُ الرجل، إذا أعطيته مدة بقلم.
_________
(1) بعده:
غب سماء فهو رقراقى
(2) الطراف، ككتاب: بيت من أدم.

(2/537)


وأمددت الجيش بِمَدَدٍ. والاستِمدادُ: طلب المَدَدِ. قال أبو زيد: مَدَدْنا القومَ، أي صرنا مَدَداً لهم: وأمدَدْناهم بغيرنا. وأمْدَدْناهُمْ بفاكهة. وأمَدَّ الجرحُ: صارت فيه مِدَّةٌ. وأمَدَّ العَرْفَجُ إذا جرى الماء في عوده. ومَدَدْتُ الإبل وأمْدَدْتها بمعنًى، وهو أن تَنْثُرَ لها على الماء شيئاً من الدقيق ونحوه فتسقيها. والاسم المَديد. وماءٌ إمِدَّانٌ: شديد الملوحة، هو إفعلان بكسر الهمزة.
[مرد] المَرْدُ: ثمر الأراك الغضُّ منه. ورملة مَرْداءُ (1) : لا نبتَ فيها. وغُصن أمْرَدُ: لا ورق عليه. وفرسٌ أمْرَدُ: لا شعر على ثُنَّتِهِ. وغلامٌ أمْرَدُ بيِّنُ المَرَد بالتحريك، ولا يقال جارية مرْداء. قال الأصمعي: يقال تَمَرَّدَ فلانٌ زماناً ثم خرج وجهه، وذلك أن يَبْقى أمْرَدَ حيناً. وتَمريدُ البناء: تمليسه. وتَمريدُ الغصن: تجريدة من الورق.
_________
(1) وجمعها مرادى مخففا سماعا، قال الراعى: فليتك حال البحر دونك كله * ومن بالمرادى من فصيح وأعجما -

(2/538)


ومرد الخبز يَمْرُدُهُ مَرْداً، أي ماثَهُ حتَّى يلين. والمَريدُ (1) : التمر يُنقع في اللبن حتَّى يلين. ومَرَدَ الصبي ثديَ أمِّه مَرْداً. والمُرودُ على الشئ: المرون عليه. والمارد: العاتى. وقد مَرُدَ الرجل بالضم مَرادَةً، فهو مارِدٌ ومَريدٌ. والمِرِّيدُ: الشديد المرادة، مثال الخمير والسكير. ومراد: أبو قبيلة من اليمن، وهو مراد بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال: كان اسمه يحابر فتمرد فسمى مرادا. وهو فعال على هذا القول (2) . والمراد، بالفتح: العنق. ومارد: حصن دومة الجندل. يقال في المثل: " تمرد مارد وعز الابلق ".
[مسد] المسد، بالتحريك: الليف. يقال حبل من مَسَدٍ. والمَسَدُ أيضاً: حبلٌ من ليف أو خوص. قال الراجز:
_________
(1) يقال أيضا بالذال المعجمة.
(2) والقول الثاني أن يكون مفعلا من أراد.

(2/538)


يا مسد الخوص تعوذ منى * إن كنت (1) لدنا لينا فإنى * ما شئت من أشمط مقسئن * وقد يكون من جلود الإبل أو من أوبارها. قال عمارة بن طارق (2) : ومسد أمر من أيانق (3) * ليس بأنياب ولا حقائق - ومسدت الحبل أمسده مسدا: أجدت فتله. قال رؤبة:
يمسد أعلى لحمه ويأرمه (4) * يقول: إن البقل يقوى ظهر هذا الحمار ويشده. ورجل ممسود، أي مجدولُ الخَلْقِ. وجاريةٌ حَسَنة المَسْدِ، والعَصْبِ، والجَدْلِ، والأَرْمِ. وهي مَمْسودَةٌ، ومعصوبةٌ، ومجدولةٌ، ومأرومةٌ. والمَسْدُ: إدآب السير بالليل. والمساد على فعال: لغة في المِسابِ، وهو نِحْيُ السَمن، وسقاء العسل.
[مصد] المَصادُ: أعلى الجبل. قال الشاعر:
_________
(1) في اللسان: " إن تك ".
(2) وقيل لعقبة الهجيمى.
(3) قبله:
فاعجل بغرب مثل غرب طارق
(4) بعده: جاءت بمطحون لها لا تأجمه * تطبخه ضروعها وتأدمه -

(2/539)


إذا أبرز الروع الكعاب فإنَّهم * مَصادٌ لمن يأوي إليهم ومعقِلُ - والجمع أمْصِدَةٌ ومُصْدانٌ. ومَصَدَ الريقَ: مصَّه. والمصد: ضربٌ من الرَضاع. والمَصْدُ: الجِماع، يقال: مَصَدَها. وما وجدنا لهذا العام مَصْدَةً، أي بردا. قال ابن السكيت: وقد تبدل الصاد زايا فيقال: مزدة.
[معد] مَعَدَ في الأرض: ذهب. ومعدت الشئ وامتعدته: اجتذبته بسرعة. قال الراجز (1) : هل يرون ذودك نزع معد (2) * وساقيان سبط وجعد - وبعير مَعْدٌ، أي سريع. قال الزَفَيانُ: لما رأيت الظُعْنَ شالت تُحْدى * أتْبَعْتُهُنَّ أرْحَبِيًّا مَعْدا - والمَعْدُ: الغَضُّ من البقل والثمر. يقال: بُسْرٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ، أي رَخْصٌ. وبعضهم يقول: هو إتباعٌ لا يُفرَد. والمَعِدَةُ للإنسان بمنزلة الكَرِشِ لكلِّ مجترّ. يقال: مَعِدَةٌ ومِعْدَةٌ، عن ابن السكيت.
_________
(1) هو أحمر بن جندل السعدى
(2) قبله:
يا سعد بن عمر يا سعد:

(2/539)


[مغد] المَغْدَةُ في غُرَّةِ الفرس كأنَّها وارمة، لأنَّ الشعر يُنْتَف (1) لينبت أبيض. وقال الشاعر: تبارى قرحة مثل ال‍ * - وتيرة لم تكن مغدا - والمغد أيضا: الناعم. قال الراجز (2) :
وكان قد شَبَّ شباباً مَغدا (3) * قال أبو زيد: مَغَدَ الرجلَ عيشٌ ناعم، يمْغَدُهُ مَغْداً، أي غَذاه عيشٌ ناعم. وابن الاعرابي مثله. وقال الفراء: مَغَدَ في عيشٍ ناعم يَمْغَدُ مَغْداً. ويقال: أمْغَدَ الرجلُ، إذا أكثر من الشرب. والإمغادُ: إرضاع الفصيل وغيرِه. تقول المرأة: أمْغَدْتُ هذا الصبيَّ فَمَغَدَني، أي رَضِعَني. ومَغَدَتِ السَخْلَةُ أمَّها تَمْغَدُها مَغْداً، أي رضِعتها ويقال: وجدتُ صَرَبَةً فَمَغَدْتُ جوفَها، أي مَصِصتُه، لأنه قد يكون في جوف الصَربة - وهي صمَغ الطَلْحِ - شئ كأنه الغراء والدبس. وتسمى الصَرَبة مَغْداً، وكذلك صَمْغ سِدْرِ البادية قال جَزْء بن الحارث الخُنَيْسي: وأنتم كَمَغْدِ السِدر يُنظَر نحوَه * ولا يُجْتَنى إلا بفأسٍ ومحجن -
_________
(1) الوجه ما في اللسان: " ينتتف ".
(2) هو إياس الخبيرى.
(3) قبله:
حتى رأيت العزب السمغدا:

(2/540)


وقال آخر: نحن بنو سواءة بن عامر (1) * أهل اللثى والمغد والمغافر -
[مقد] المَقَدِيُّ مخففة الدال: شرابٌ منسوب إلى قرية بالشام يتخد من العسل. وقال الشاعر: علِّل القومَ قليلاً * يا ابن بنتِ الفارسيّهْ - إنهمْ قد عاقَروا اليو * م شربا مقديه -
[مكد] مكَدَ بالمكان مُكوداً: أقام به. وناقةٌ مَكودٌ ومَكْداءُ، إذا ثبت غزرها ولم ينقص، مثل نكداء. وركية ماكِدَةٌ، إذا ثبت ماؤها على قَرنٍ واحد لا يتغير. والقَرْنُ: قرن القامة.
[ملد] غصن أُمْلودٌ: أي ناعم. ورجل أملود وامرأة أملودة، عن يعقوب. وشاب أمْلَدُ وجاريةٌ مَلْداءُ، بيِّنا المَلَدِ. وتمليد الاديم: تمرينه (2) .
_________
(1) سواءة بن عامر بن صعصعة: بطن من هوازن على ما نقله م ر عن القلقشندى في نهاية الارب. ووقع في نسخ " بنو سؤالة " وأظنه تحريفا، فقد راجعت باب اللام من الكتابين فلم أجد فيه بنى سوالة. قال نصر.
(2) ويروى "تمريده"

(2/540)


(2) ويروى: " تمريده ".

(2/540)


والامليد من الصحارى، مثل الامليس.
[مهد] المهد: مهد الصبى. والمهاد: الفراش. وقد مهدت الفراش مهدا: بسطته، ووطأته. وتمهيد الامور: تسويتها وإصلاحها: وتمهيدُ العُذر: بسطه وقَبوله. وامتهاد السنام: انبساطه وارتفاعه. قال الراجز (1) :
وامتهد الغارب فعل الدمل (2) * والتمهد: التمكن. ومهدد من أسماء النساء، وهو فعلل. قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة، ولو كانت زائدة لادغم الحرف، مثل مفر ومرد. فثبت أن الدال ملحقة، والملحق لا يدغم.
[ميد] ماد الشئ يميد ميدا: تحرَّك. ومادت الأغصان، تمايلت. ومادَ الرجل. تبختر. وميادة: اسم امرأة. والميدان: واحد الميادين. وقول ابن أحمر:.... وصادفت نعيما وميدانا من العيش أخضرا
_________
(1) هو أبو النجم.
(2) قبله:
وقام جنى السنام الاميل جنى السنام: ما طال منه. ويقال للشئ إذا طال: قد جن. وامتهد: ارتفع، مثل ما يرتفع الدمل.

(2/541)


يعنى به ناعما. ومادَهُمْ يَميدُهُمْ: لغة في مارَهُمْ من المِيرة. والمُمتادُ مُفْتَعَلٌ منه. وأنشد الأخفش لرؤبة: تُهدي رءوس المُتْرَفينَ الأندادْ * إلى أمير المؤمنين المُمْتادْ - وهو المُسْتعطى المسؤول. ومنه المائدة، وهى خوان غليه طعام. فإذا لم يكن عليه طعام فليس بمائدة، وإنَّما هو خِوان. قال أبو عبيدة: مائدة فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية. ومائد في شعر أبى ذؤيب: يمانية أحيا لها مظ مائد * وآل قراس صوب أرمية كحل - اسم جبل: ومَيْدَ: لغة في بَيْدَ بمعنى غير. وفي الحديث " أنا أفصحُ العرب مَيْدَ أنِّي من قريشٍ، ونشأتُ في بني سعد بن بكر ". وفسَّره بعضهم من أجل أنى.
فصل النون
[نأد] النآدُ والنآدى: الداهيةُ. قال الكميت: فإيّاكُم وداهيةً نآدى * أظلّتكم بعارضها المخيل - (69 - صحاح)

(2/541)


[نجد] النَجْدُ: ما ارتفع من الأرض، والجمع نِجادٌ ونُجودٌ وأنْجُدٌ. ومنه قولهم: فلان طَلاَّعُ أنْجُدٍ، وطلاّع الثنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور. قال الشاعر حميد بن أبي شِحاذِ الضّبّي (1) . وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دون هَمِّهِ * وقد كان لولا القل طَلاّعَ أنْجُدِ - وقال آخر (2) : يَغدو أمامَهُمُ في كلِّ مَرْبأةٍ * طلاّعِ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هضَمُ - وهو جمع نُجود، جمع الجمع. والنَجْدُ: الطريق المرتفع (3) . وقال الشاعر امرؤ القيس: غَداةَ غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ - والنَجْدُ: ما يُنجَّدُ به البيتُ من المتاع، أي يزيَّنُ، والجمع نجود، عن أبى عبيد. والتنجيد: التزيين قال ذو الرمّة: حتَّى كأنَّ رِياضَ القُفِّ ألْبَسَها * من وَشي عَبْقَرَ تجليلٌ وتنجيدُ - والنَجَّادُ: الذي يعالج الفرش والوسادة
_________
(1) وقيل خالد بن علقمة الدارمي.
(2) زياد بن منقذ.
(3) قلت: ومنه قوله تعالى: " وهديناه النجدين "، أي الطريقين: طريق الخير، وطريق الشر.

(2/542)


ويخيطهما. ورجل منجذ بالذال والدال جميعاً، أي مجرَّبٌ قد نَجَّدَه الدهر، أي جُرِّب وعرف. ونَجْدٌ من بلاد العرب، وهو خلاف الغَوْرِ. والغَوْرُ: تِهامة. وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر. وأنشد ثعلب (1) : ذرانيَ من نَجْدٍ فإنَّ سنينهُ * لَعِبْنَ بنا شيباً وشَيَّبْننا مُرْدا - وتقول: أنْجَدْنا، أي أخذنا في بلاد نَجْدٍ. وفي المثل: " أنْجَدَ من رأى حَضَناً "، وذلك إذا عاد من الغَوْرِ. وحضن: اسم جبل. وأنجده فلان الدعوةَ. واسْتَنْجَدَني فأنْجَدْتُهُ، أي استعان بي فأعَنْتُهُ. واسْتَنْجَدَ فلانٌ: قَويَ بعد ضعفٍ. واستَنْجَدَ على فلانٍ، إذا اجترأ عليه بعد هَيبة. ويقال أيضاً: رجلٌ نَجْدٌ في الحاجة إذا كان ناجياً فيها، أي سريعاً. والنَجدة: الشجاعةُ. تقول منه: نَجُدَ الرجل بالضم، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونجيد (2) . وجمع نَجِدٍ أنجاد مثل يقظ وأيقاظ. وجمع نجيد نجد ونجداء. ورجلٌ ذو نَجْدَةٍ، أي ذو بأسٍ. ولاقى فلان نَجْدَةً، أي شدَّةً. أبو عبيدة: نَجَدْتُ الرجلَ أنجده: غلبته.
_________
(1) للصمة بن عبد الله القشيرى.
(2) قوله فهو نجد ونجد، أي ككتف ورجل.

(2/542)


وأنجدته: أعنته. وناجدته مُناجَدَةً مثله. ورجل مُناجِدٌ، أي مقاتلٌ. الأصمعي: نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً، أي عرق من عمل أو كرب. والنَجَدُ: العَرَقُ. قال النابغة: يَظَلُّ من خَوفِه المَلاَّحُ معتصماً * بالخَيْزُرانةِ بعد الأينِ والنَجَدِ - والمَنْجودُ: المكروب. وقد نُجِدَ نَجْداً، فهو منجودٌ ونَجيدٌ. قال: والنَجودُ من حُمُر الوحش: التي لا تحمل، ويقال: هي الطويلة المشرفة، والجمع نجد. وعاصم (1) بن أبى النجود، من القراء. والنجاد: حمائل السيف. والناجودُ: كلُّ إناءٍ يُجعَلُ فيه الشراب من جفنة وغيرها. والنجدات: صنف من الخوارج، وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.
[ندد] ند البعير يند نداء وندادا وندودا: نفر
_________
(1) عاصم: شيخ حفص وشعبة، والده أبو النجود بفتح النون، وأمه بهدلة. وقد ينسب إليهما بتقدم الاب فيقال ابن أبى النجود بن بهدلة، كما صنع القاموس هنا، فتثبت ألف ابن، لان بهدلة أمه زوجة أبى النجود. وله نظائر ذكرناها في المطالع النصرية، فانظرها صفحة 176. قاله نصر.

(2/543)


وذهب على وجهه شارداً. ومنه قرأ بعضهم:
(يَوْمَ التَنادِّ) *. والنَدُّ: التلُّ المرتفع في السماء. والنَدُّ (1) من الطِيبِ ليس بعربي. والنِدُّ بالكسر: المِثلُ والنظير، وكذلك النديد والنديدة. قال لبيد: لكيلا يكونَ السَنْدَرِيُّ (2) نَديدَتي * وأجْعَلَ (3) أقواما عموما عماعما - ويقال: نَدَّدَ به، أي شهره وسمَّع به.
[نشد] نَشَدْتُ الضالَّة أنْشُدُها نَشْدَةً ونِشْداناً، أي طلبْتها. وأنْشَدْتُها، أي عرفتها. وأما قول أبى داود (4) : ويُصيخُ أحياناً كما اس‍ * - تَمَعَ المُضِلُّ لصوت ناشِدْ - فهو المُعَرِّف ههنا، ويقال هو الطالب، لأنَّ المُضِلَّ يشتهي أن يجد مُضِلاً مثله ليتعزى به. ونشدت فلانا أنْشَدُهُ نَشْداً، إذا قلت له: نَشَدْتُكَ الله، أي سألتك بالله، كأنَّكَ ذكَّرتَهُ إيَّاه فنَشَدَ، أي تذكر. وقول الاعشى:
_________
(1) يقال أيضا بالكسر.
(2) السندرى شاعر اه‍ مختارى، لم يذكره القاموس في مادته.
(3) ويروى: " وأشتم ".
(4) يصف الثور.

(2/543)


ربى كريم لا يُكَدِّرُ نِعْمَةٌ * وإذا تُنوشِدَ في المَهارِقِ أنْشَدا - قال أبو عبيدة: يعني النعمان بن المنذر، إذا سُئل بكَتْبِ الجوائزِ أعطى. وقوله " تُنوشِدَ " هو في موضع نُشِدَ، أي سئل. واسْتَنْشَدْتُ فلاناً شِعره فأنْشَدَنيهِ. والنَشيدُ: الشِعْرُ المُتَناشَدُ بين القوم.
[نضد] نَضَدَ متاعَه يَنْضِدُهُ بالكسر نَضْداً، أي وضع بعضه على بعض (1) . والتَنْضيدُ مثله، شدِّد للمبالغة في وضعه متراصفاً. والنَضَدُ: بالتحريك: متاع البيت المَنْضود بعضُه فوق بعض، والجمع أنْضادٌ. وقال النابغة: خَلَّتْ سبيلَ أَتيّ كان يَحْبِسُهُ * ورَفَّعَتْهُ إلى السِجْفَيْنِ فالنَضَدِ - والنَضَدُ: السريرُ يُنْضَدُ عليه المتاع. وأَنْضادُ الجبالِ: جنادلُ بعضها فوق بعض. وكذلك أَنْضادُ السحابِ: ما تراكَبَ منه. وأَنضادُ الرجل: أعمامُهُ وأخوالُهُ المتقدمون في الشرف. قال رؤبة:
أنا ابنُ أَنْضادٍ إليها أُرْزي (2)
_________
(1) فهو منضود. ومنه قوله تعالى: " من سجيل منضود ". قلت: والنضيد المنضود، ومنه قوله تعالى: " طلع نضيد " اه‍. فالاربعة بمعنى، وهى النضد، والنضيد، والمنضود، والمنضد.
(2) قبله:
لا توعدنى حية بالنكز:

(2/544)


[نفد] نفد الشئ بالكسر نفادا: فَنِيَ. وأنْفَدْتُهُ أنا. وأَنْفَدَ القومُ، أي ذهبت أموالهم، أو فَنِيَ زادهم. قال ابن هرمةَ (1) : أَغَرُّ كمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ الندَى * ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إذا هو أَنْفَدا - واسْتَنْفَدَ وُسعه، أي استفرغَه. وخصمٌ مُنافِدٌ: يستفرغ جهده في الخصومة. وفى الحديث: " إن نافدتهم نافدوك ". ويروى بالقاف.
[نقد] نَقَدْتُهُ الدراهمَ، ونَقَدْتُ له الدراهمَ، أي أعطيته، فانْتَقَدَها، أي قبضها. ونَقَدْتُ الدراهم وانْتَقَدْتُها، إذا أخرجتَ منها الزَيْفَ. والدرهم نَقْدٌ، أي وازِنٌ جيِّدٌ. وناقَدْتُ فلاناً، إذا ناقشته في الأمر. والنَقَدُ بالتحريك: جِنسٌ من الغنم قِصار الأرجل قِباحُ الوجوه تكون بالبحرين، الواحدة نَقَدَةٌ. ويقال: " أذلُّ من النَقَدِ ". قال الأصمعيّ: أجودُ الصوفِ صوفُ النَقَدِ. والنَقَدُ أيضاً: تقشُّرٌ في الحافر وتأكُّلٌ في الأسنان (2) . تقول منه: نَقِدَ الحافر بالكسر،
_________
(1) هو إبراهيم.
(2) قوله وتأكل الخ. هذا هو الصواب، وأما قول الاخترى في تعبيره: وتكسر في الاسنان، فهو غلط. اه‍ وانقولى.

(2/544)


ونَقِدَتْ أسنانه. قال الشاعر (1) : عاضَها اللهُ غلاماً بَعْدَما * شابَتِ الأصْداغُ والضرس نقد (2) - ويروى: " نقد ". وربما قيل للقمئ من الصِبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ: نَقَدٌ. والنُقْدَةُ بالضم: ضربٌ من الشجر، واسم موضع. ويقال للقنفذ: أنقد، وهي معرفةٌ كما قيل للأسد أسامة: ومنه قولهم: " باتَ فلانٌ بلَيلِ أنْقَدَ ": لأنَّ القنفذ لا ينام الليل كله. ومازال فلان ينقد بصره إلى الشئ، إذا لم يزل ينظر إليه.
[نكد] نَكِدَ عيشُهم بالكسر يَنْكَدُ نَكَداً: اشتدَّ (3) . ونَكِدَتِ الرَكِيَّةُ: قلَّ ماؤها. ورجلُ نَكِدٌ، أي عَسِرٌ. وقومٌ أنْكادٌ ومَناكيدٌ. وناكَدَهُ فلانٌ، وهما يتناكدان، إذا تعاسرا.
_________
(1) الهذلى.
(2) بكسر القاف. وقوله ويروى " نقد " أي بفتحها.
(3) حاشية ع: ونكد الغراب ينكد نكدا، وكدى كأنه يريد أن يقئ شحيجه.

(2/545)


والانكد: المشؤوم. وناقة نكداء: مقلات لا يعيش لها ولد فتكثرة ألبانها، لانها لا ترضع. قال الكميت: ووحوح في حِضْنِ الفتاة ضَجيعُها * ولم يَكُ في النكد المقاليت مشخب - ويروى: " في المكد (1) "، وهما بمعنى. والانكدان: مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويربوع بن حنظلة. قال الراجز (2) : الانكدان مازن ويربوع * ها إن ذا اليوم لشر مجموع -
[نهد] نَهَدَ إلى العدوّ يَنْهَدُ بالفتح، أي نَهض. ونَهَدَ ثديُ الجارية يَنْهُدُ بالضم نُهوداً فيهما، إذا أشرف وكَعَّبَ، فهي ناهِدٌ وناهِدَةٌ. وفرسٌ نَهْدٌ، أي جَسيمٌ مُشرفٌ. تقول منه: نَهُدَ الفرسُ بالضم نُهودَةً. ورجلٌ نَهْدٌ: كريمٌ ينهد إلى معالى الامور. ونهد: قبيلة من اليمن. والنهداء: الرملةُ المشرفةُ. والمُناهَدَةُ في الحرب: المناهضة. والمناهدة: المساهمة بالاصابع.
_________
(1) المكد: جمع مكود: الناقة الدائمة الغزر، والقليلة اللبن، ضد.
(2) هو بجير بن عبد الله بن سلمة القشيرى.

(2/545)


والتناهد (1) إخراج كلِّ واحدٍ من الرُفقةِ نفقةً على قدر نفقةِ صاحبِه. وأَنْهَدْتُ الحوضَ: ملأتُهُ، وهو حوضٌ نهدان (2) . وقدح نَهْدانُ، إذا امتلأ ولم يَفِضْ بعد. والنَهيدَةُ أن يُغلى لُبابُ الهَبيدِ، وهو حَبُّ الحنظل فإذا بلغ إناهُ من النُضج والكَثافة ذُرَّتْ عليه قَميحةٌ من دقيقٍ ثم أُكِلَ. وزُبْدٌ نَهيدٌ، إذا لم يكن رقيقا (3) . وقال الشاعر (4) :
أرخف زيد أيسر أم نهيد (5)
فصل الواو
[وأد] وَأَدَ ابنته يَئِدُها وَأْداً، فهي مَوْءُودَةٌ، أي دفنها في القبر وهى حية. وكانت كندة تئد البنات. وقال الفرزدق:
_________
(1) قوله والتناهد الخ. يرادفه في هذا المعنى المناهدة، والمبادة والتوازف، كما في القاموس، قاله نصر.
(2) حاشية ع: وقصعة نهدى.
(3) في القاموس: والنهيد الزبد الرقيق اه‍. فانظر لمن يشهد الشعر. قاله نصر.
(4) جرير يهجو عمر بن لجأ.
(5) صدره:
نقارعهم وسأل بنت تيم * يقول: نقارع الاعداء، وبنات تيم مع رعاء أيسر، وهو رجل من تيم كان كثير المال. والرخفة: الزبدة الرقيقة الفاسدة. النهيد: الزبدة السليمة المجتمعة الجاسية.

(2/546)


ومِنَّا الذي (1) مَنَعَ الوائِداتِ * وأحْيا الوَئِيدَ فلم يُوأَدِ - يعني جدّه صعصعةَ بن ناجية. أبو عبيد: الوَأْدُ والوَئِيدُ: الصوت الشديد. ومشى مشْياً وَئِيداً، أي على تُؤْدة. قال الراجز (2) : ما للجمال مشيها وئيدا * أجند لا يحملن أم حديدا - واتَّأَدَ في مشيه وتَوَأَّدَ في مشيه، وهو افْتَعَلَ وتَفَعَّلَ، من التُؤَدَةِ (3) . وأصل التاء في اتَّأدَ واوٌ. يقال: اتَّئِدْ في أمرك‍، أي تثبت.
[وبد] وَبِدَ عليه، أي غضب، مثل ومد. الوبد بالتحريك: شدة العيشِ وسوء الحال، وهو مصدرٌ يوصف به فيقال: رجلٌ وَبَدٌ، أي سيئ الحال، يستوى فيه الواحد والجمع، كقولك رجلٌ عدلٌ، ثم يجمع فيقال: رجالٌ أوْبادٌ، كما يقال عُدُولٌ على تَوَهُّمِ النعت الصحيح. قال الشاعر (4) : لأَصبحَ الحَيُّ أوْباداً ولم يجِدوا * عند التَفَرُّقِ في الهَيْجا جِمالَيْنِ - وكذلك المستوبد مثل الوبد.
_________
(1) ويروى: " وجدى الذى ".
(2) هو الزباء.
(3) التؤدة بفتح الهمزة وسكونها.
(4) هو عمرو بن العداء الكلبى.

(2/546)


[وتد] الوَتِدُ: بالكسر: واحد الأوتادِ، وبالفتح لغةٌ. وكذلك الوَدُّ في لغةِ من يُدغم (1) . تقول: وَتَدْتُ الوَتَدَ وَتْداً. وإذا أمرتْ قلت: تِدْ وَتِدَكَ بالمِيتَدَةِ، وهي المِدَقُّ. والوَتِدانِ في الأذنين: اللذان في باطنهما كأنَّهما وَتِدٌ، وهما العَيْرانِ أيضا. الاصمعي: يقال وتد واتد، كما يقال: شغل شاغل. وأنشد (2) : لاقت (3) على الماء جذيلا واتدا * ولم يكن يخلفها المواعدا - قال: شبه الرجل بالجذل. ووتد الرجل: أنعظ.
[وجد] وَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ وُجوداً، ويجده أيضا بالضم، لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال. قال لبيد (4) وهو عامري: لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة (5) * تدع الصوادى لا يجدن غليلا (6) -
_________
(1) وهم أهل نجد كما يأتي في (ودد) .
(2) لابي محمد الفقعسى.
(3) يروى: " وافت ".
(4) هو لجرير وليس للبيد كما في ديوانه ص 453.
(5) في ديوان جرير: " بمشرب يدع الحوائم ".
(6) قبله، هو مطلع لقصيدة، يهجو فيها الفرزدق: لم أر مثلك يا أمام خليلا * أنأى بحاجتنا وأحسن قيلا -

(2/547)


ووَجَدَ ضالَّته وِجْداناً. وَوَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً، ووِجْداناً أيضاً، حكاها بعضهم. وأنشد (1) : كِلانا رَدَّ صاحِبَهُ بغَيْظٍ * على حَنَقٍ ووِجْدانٍ (2) شَديدِ - ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح، ووَجَدَ في المال وُجْداً ووِجْداً وجِدَةً، أي استغنى. وأوْجَدَه الله مطلوبهُ، أي أظفره به. وأوْجَدَهُ، أي أغناه. يقال: الحمد لله الذى أوجدني بعد فقر، وآجدني بعد ضعفٍ، أي قوَّاني. ووُجِدَ الشئ عن عدم فهو موجود، مثل حم فهو محموم. وأوجده الله، ولا يقال وجده، كمالا يقال حمه. وتوجدت لفلان، أي حزنت له.
[وحد] الوَحْدَةُ: الانفرادُ. تقول: رأيته وحدَه. وهو منصوبٌ عند أهل الكوفة على الظرف، وعند أهل البصرة على المصدر في كل حال (3) ،
_________
(1) لصخر الغى.
(2) في اللسان: " بيإس....... وتأنيب شديد ".
(3) في المخطوطة: " على المصدر في موضع حال ". قال المجد: " ونصبه على الحال عند البصريين لا على المصدر وأخطأ الجوهرى ". ورده صاحب الوشاح على أنه مصدر أقيم مقام الحال.

(2/547)


كأنك قلت: أوحدته برؤيتي إيحادا، أي لم أر غيره، ثم وضعت وحده هذا الموضع. وقال أبو العباس: يحتمل أيضا وجها آخر وهو أن يكون الرجل في نفسه منفردا، كأنك قلت: رأيت رجلا منفردا انفرادا، ثم وضعت وحده موضعه. ولا يضاف إلا في قولهم: فلانٌ نسيجُ وحدِهِ، وهو مدحٌ. وجُحَيْشُ وحدِهِ وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهما ذم. كأنك قلت: نسيج إفراد، فلما وضعت وحده موضع مصدر مجرور جررته. وربما قالوا: رجيل وحده. والواحد: أول العدد، والجمع وحدان وأحدان، مثل شاب وشبان، وراع ورعيان. قال الفراء: يقال أنتم حيٌّ واحدٌ وحي واحِدونَ، كما يقال: شِرْذِمَةٌ قليلون. وأنشد للكميت: فَضَمَّ قَواصيَ الأحياءِ منهم * فقد رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدِينا - ويقال: وحَّدهُ وأحَّدَهُ، كما يقال ثنَّاهُ وثلَّثهُ. ورجلٌ وَحَدٌ ووَحِدٌ (1) ووحيد، أي منفردٌ. وتوَّحَدَ برأيه: تفَرَّدَ به. وبنو الوحيد: بطن من العرب من بنى كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
_________
(1) وحد الاول بالفتح الحاء والثانى بكسرها، وفى الخطوطة: " وحد ووحد ".

(2/548)


وتوحدة الله بصعمته، أي عصَمه ولم يَكِلْهُ إلى غيره. وأوْحَدَتِ الشاةُ فهي موحِدٌ، أي وضعتْ واحِداً، مثل أفَذَّتْ. وفلانٌ واحِدُ دهرِهِ، أي لا نظير له. وفلان لا واحد له. وأوْحَدَهُ الله: جعله واحِدَ زمانه. وفلانٌ أوحَدُ أهلِ زمانِهِ، والجمع أحدان، مثل أسود وسودان، وأصله وحدان. قال الكميت: فباكره والشمس لم يبد قرنها * بأحدانه المستولغات المكلب - يعنى كلابه التى لا مثلها كلاب، أي هي واحدة الكلاب. ويقال: لست في هذا الأمر بأوْحَد، ولا يقال للانثى واحداء. وتقول: أعط كلَّ واحدٍ منهم على حِدَةٍ، أي على حِيالِهِ. والهاءُ عوضٌ من الواو. ودخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، أي فُرادى. وقولهم: أُحادَ ووُحادَ وموحد، غير مصروفات، لما ذكرناه في ثلاث. والميحاد من الواحد كالمعشار من العشرة.
[وخد] الوَخْدُ: ضربٌ من سير الإبل. وقد وَخَدَ البعيرُ يَخِدُ وخدا وخدانا، وهو أن يرمى بقوائمه كمشي النعام، فهو واخِدٌ ووخاد.

(2/548)


[وود] تقول: وددت لو تفعل ذاك، ووَدِدْتُ لو أنَّك تفعل ذاك، أوَدُّ وَدًّا ووُدًّا، ووَدادَةً، ووِداداً أي تمنَّيت. قال الشاعر: وَدِدْتُ وِدادَةً لو أنَّ حظِّي * من الخُلاَّنِ أنْ لا يَصْرِموني - ووددت الرجل أوده وداً، إذا أحببته. والوُدُّ والوَدُّ والوِدُّ: المَوَدَّةُ. تقول: بوُدِّي أن يكون كذا. وأمَّا قول الشاعر: أَيُّها العائِدُ المُسائِلُ عَنَّا * وبِوِدَّيْكَ لو تَرى أكْفاني - فإنَّما أشبع كسرةَ الدالِ ليستقيم له البيت فصارت ياءً. والود: الوديد، والجمع أود، مثل قدح وأقدح، وذئب وأذؤب. وهما يتوادَّانِ، وهم أوِدَّاءُ. والوَدودُ: المحبُّ، ورجالٌ وُدَداءُ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث لكونه وصفاً داخلاً على وصفٍ للمبالغة. والوَدُّ بالفتح: الوَتِدُ في لغة أهل نجد، كأنهم سكنوا التاء فأدغموها في الدال. والود في قول أمرى القيس: تُظْهِرُ الوَدَّ إذا ما أَشْجَذَتْ * وتُواريهِ إذا ما تَشْتَكِرْ (1) -
_________
(1) في ديوانه: " تخرج الود ": تبدى الوتد الذى =

(2/549)


قال ابن دريد: هو اسم جبل. وود (1) : صنم كان لقوم نوح عليه السلام، صم صار لكلاب. وكان بدومة الجندل، ومنه سمى عبد ود.
[ورد] وَرَدَ فلان وُروداً: حضر. وأوْرَدَهُ غيرُه، واسْتَوْرَدَهُ، أي أحضره. والوِرْدُ: الجُزْءُ. يقال: قرأت وِرْدي. والوِرْدُ: خلاف الصَدَر. والوِرْدُ أيضاً: الوارد، وهم الذين يردون الماء. قال يصف قليبا: صبحن من وشحا قليبا سكا * يطمو إذا الورد عليه التكا - وكذلك الابل. قال الراجز:
وصبح الماء بورد عكنان (2) * والورد: يوم الحمى إذا أخذ صاحبها لوقتٍ. تقول، وَرَدَتْهُ الحمَّى فهو مورود. قال
= تربط به أطناب البيوت. ويروى: " إذا تعتكر "، يقال: اعتكر المطر إذا اشتد. واعتكرت، إذا جاءت بالغبار. وأشجذت: كفت، وأقلعت. وتواريه: تغطيه. وتشتكر تحتفل. يقال: شاة شكور وشكر، إذا حفلت. يريد أن هذه السحابة توارى أوتاد البيوت إذا اشتدت، وتبديها إذا كفت وأقلعت.
(1) بفتح الواو، وضمها. وبهما قرئ قوله تعالى: " ولا تذرن ودا ".
(2) العكنان، ويحرك: الابل الكثيرة.

(2/549)


أعرابي لآخر: ما أمار إفراق المورود؟ فقال: الرحضاء (1) . وفلان وارد الارنبة، إذا كان فيها طولٌ. وتَوَرَّدَتِ الخيلُ البلدةَ، أي دخلتْها قليلاً قليلاً قطعةً قطعةً. وحبلُ الوريد: عِرْقٌ تزعم العرب أنَّه من الوَتينِ، وهما وَرِيدانِ مكتنفا صَفْقَي العنق ممَّا يلي مقدَّمَه، غليظان. والوَرْدُ، بالفتح: الذي يُشَمُّ، الواحدة وَرْدَةٌ، وبلونه قيل للأسد: وَرْدٌ: وللفرس، وَرْدٌ، وهو ما بين الكُميت والأشقر. والأنثى وَرْدَةٌ، والجمع ورد بالضم، مثل جون وجون، ووراد أيضا. وقد ورد الفرس يورد وردة، أي صار وردا. واللون وردة، مثلا غُبْسَةٍ وشُقْرَةٍ. تقول: اِيرادَّ الفرسُ، كما تقول: ادْهامَّ الفرسُ واكْماتَّ. وأصله اِوْرادَّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وقميصٌ مُوَرَّدٌ: صُبِغَ على لون الوَرْدِ، وهو دون المُضَرَّجِ. والوارِدُ: الطريقُ. قال لبيد:
_________
(1) الامار العلامة. والافراق: البرء والافاقة. والرحضاء: العرق إثرا الحمى. أي ما علامات إفاقته.

(2/550)


ثم أصدرناهما في وارد * صادرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمُثُلْ (1) - يقول: أصدرنا بعيرينا في طريق صادر. وكذلك المَوْرِدُ. قال جرير: أميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ * إذا اعْوَجَّ الموارد مستقيم - والزماورد (2) معرب، والعامة تقول: بزماورد.
[وسد] الوِسادُ والوِسادَةُ: المِخَدَّةُ، والجمع وسائد ووسد. وقد وسدته الشئ فَتَوَسَّدَهُ، إذا جعله تحت رأسه. وأوْسَدْتُ الكلبَ: أغريتُه بالصيد، مثل آسدته.
[وصد] الوَصيدُ: الفِناءُ. وأوصدْت البابَ وآصَدْتُهُ، إذا أغلقته. وأوصِدَ البابُ على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو موصد، مثل أوجع فهو موجع. ومنه قوله تعالى:
(إنَّها عَلَيْهِمْ موصَدَة) * قالوا: مُطْبَقَةٌ. والوَصيدَةُ كالحظيرةِ تُتَّخذ للمال، إلا أنها
_________
(1) يروى: " قد مثل ".
(2) الزماورد بالضم يقال له ميسر كمعظم، وفارسيته نواله، وهو طعام من بيض ولحم فإن لم يكن معه لحم فهو العجة، كما يستفاد من القاموس، قاله نصر.

(2/550)


من الحجارة، والحظيرة من الغِصَنَةِ. تقول منه: اسْتَوْصَدْتُ في الجبل، إذا اتَّخذته والوَصيدُ: النباتُ المتقارب الاصول.
[وطد] وطدت الشئ أطده وطدا، أي أثبتُّه وثقَّلته، والتَوطيدُ مثله. وقال الشاعر يصفُ قوماً بكثرة العدد: وهم يَطِدونَ الأرض لولاهُمُ ارْتمتْ * بمن فوقَها من ذي بيان وأعجمها - وقد وطدت على باب الغار الصَخْرَ، إذا سددته به ونضَّدته عليه. ووَطَدَهُ إلى الأرض: مثل وَهَصَهُ وغَمَزَهُ إلى الأرض. وتَوَطَّدَ: أي ثبتَ. والميطَدَةُ: خشبةٌ يُمسك بها المِثقبُ. والوَطائِدُ: قواعدُ البنيان. والواطِدُ: الثابتُ والطادِي مقلوبٌ منه. قال القطامي: ما اعْتادَ حُبُّ سُلَيْمى حينَ مُعْتادِ * ولا تَقَضَّى بِواقي دَيْنِها الطادي -
[وعد] الوَعْدُ يستعمل في الخير والشر. قال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا. قال الشاعر (1) : أَلا عَلِّلاني كلُّ حيٍّ مُعلَّلِ * ولا تَعِداني الشَرَّ والخيرُ مُقْبِلُ -
_________
(1) القطامى.

(2/551)


فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوَعْدُ والعِدَةُ، وفي الشر الإيعادُ والوَعيدُ. قال الشاعر (1) : وإنِّي وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ * لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي (2) - فإن أدخلوا الباء في الشر جاءوا بالألف. قال الراجز: أَوْعَدَني بالسجنِ والأَداهمِ * رِجْلي ورِجْلي شَثْنَةُ المناسِمِ - تقديره: أوْعَدَني بالسجن، وأوْعَدَ رِجلي بالأداهم. ثم قال: رِجْلي شَثْنَةٌ، أي قويَّةٌ على القيد. والعِدَةُ: الوَعْدُ، والهاء عوضٌ من الواو، ويجمع على عِداتٍ، ولا يجمع الوَعْدُ. والنسبة إلى عِدَةٍ عِدِيٌّ، وإلى زنة زنى، فلا ترد الواو كما تردها في شية. والفراء يقول: عدوى وزنوى، كما يقال شيوى. قال: وقول الشاعر زهير: إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا - أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة.
_________
(1) هو عامر بن الطفيل.
(2) قبله: ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي * ويأمن منى صولة المتوعد -

(2/551)


والميعادُ: المُواعدَةُ، والوقتُ، والموضعُ. وكذلك الموعد، لان ما كان فاء الفعل منه واو أو ياء ثم سقطتا في المستقبل نحو: يعد، ويزن، ويهب، ويضع، ويئل (1) ، فإن المفعل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعا، ولا تبالي منصوبا كان يفعل منه أو مكسورا، بعد أن تكون الواو منه ذاهبة، إلا أحرفا جاءت نوادر: قالوا: دخلوا موحد موحد (2) ، وفلان بن مورق، وموكل اسم رجل أو موضع، وموهب اسم رجل، وموزن موضع، هذا سماع والقياس فيه الكسر. فإن كانت الواو من يفعل فيه ثابتة نحو يوجل ويوجع ويوسن ففيه الوجهان. فإن أردت به المكان والاسم كسرته، وإن أردت به المصدر نصبته فقلت موجل وموجل. فإن كان مع ذلك معتل الآخر فالمفعل منه منصوب، ذهبت الواو في يفعل أو ثبتت، كقولك: المولى والموفى والموعى، من يلى ويفى ويعى.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " ينل "، صوابه من اللسان. ويئل ماضيه وأل.
(2) في المخطوطة: موحد ليس من هذا الباب، وإنما هو معدول عن واحد فيمتنع الصرف للعدل والصفة كأحاد. ومثله مثنى وثناء، ومثلث وثلاث، ومربع ورباع. قال سيبويه: موحد فتحوه لانه ليس لمصدر ولا مكان، وإنما هو معدول عن واحد، كما أن عمر معدول عن عامر.
(، *)

(2/552)


ويقال: تواعد القوم، أي وَعَدَ بعضهم بعضاً. هذا في الخير، وأمَّا في الشرّ فيقال اتَّعَدوا. والاتِّعادُ أيضاً: قَبول الوعد، وأصله الاوْتِعادُ، قلبوا الواوَ تاءً ثم أدغموا. وناس يقولون: ائتعد يأتعد (1) فهو مؤتعد بالهمز، كما قالوا يأتسر في أيسار الجزور. والتوعد: التهدد. ويوم واعِدٌ، إذا وَعَدَ أوَّله بحرٍّ: أو برد. وأرضٌ واعِدَةٌ، إذا رُجيَ خيرُها من النبت. ووَعيدُ الفحل: هديره إذا هَمَّ أن يصول.
[وغد] وَغدتُ القومَ أغِدُهُمْ، أي خدمتهم. والوغد: الرجل الدنئ الذى يخدم بطعام بطنه. تقول منه: وغد الرجل بالضم. والوغد: قدح من سهام الميسر لا نصيبَ له. والمُواغَدَةُ في السير، مثل المُواضَخَةِ. قال الأصمعي: وقد تكون المواغَدَةُ للناقة الواحدة، لأنَّ إحدى يديها ورجليها تواغد الاخرى.
_________
(1) في المخطوطة: صوابه: ايتعد ياتعد فهو موتعد من غير همز، وذلك نحو: ايتسر ياتسر فهو موتسر كذلك، ذكره سيبويه وأصحابه، يعلونه على حركة ما قبل الحرف المعتل، فيجعلونه ياء إن انكسر ما قبلها، وألفا إن انفتح ما قبلها، وواو إذا انضم ما قبلها، ولا يجوز بالهمز.

(2/552)


[وفد] وفَدَ فلان على الأمير، أي وَرَدَ رسولاً، فهو وافِدٌ. والجمع وفد، مثل صاحب وصحب. وجمع الوفد أوفاد ووُفودٌ. والاسم الوِفادَة. وأَوْفَدْتُهُ أنا إلى الأمير، أي أرسلته. والوافِدُ من الإبل: ما سبق سائرها. والايفاد على الشئ: الاشراف عليه. وقال: ترى العلافى عليها موفدا * كأن برجا فوقها مشيدا - ويقال للفرس: ما أحسن ما أَوْفَدَ حارِكُهُ، أي أَشْرَفَ. والإيفادُ أيضا: الاسراع، وهو في شعر ابن أحمر (1) . والوفد: ذروة الجبل من الرمل المشرف. والوافدان اللذان في شعر الاعشى (2) ، هما الناشزان من الخدين عند المصغ، فإذا هرم الانسان غاب وافداه. واستوفد الرجل في قِعدته: لغةٌ في اسْتَوْفَزَ. والاوفاد: قوم من العرب. وقال:
_________
(1) بيت ابن أحمر: فدحنها شكر جمع وهى موفدة. * قد خالط العرض من إيفادها الحفنا -
(2) وبيت الاعشى: رأت رجلا غائب الوافدي‍ * - ن مختلف الخلق أعشى ضريرا -

(2/553)


فلو كنتم منا أخذتم بأخذنا * ولكنما الا وفاد أسفل سافل -
[وقد] وَقَدَتِ النارُ تَقِدُ وُقوداً بالضم، ووَقْداً، وقِدَةً، ووَقَداً، ووَقَداناً، أي توَقَّدَتْ. وأوْقَدْتُها أنا، واسْتَوْقَدْتُها أيضاً. والاتِّقادُ، مثل التَوَقُّدِ. والوَقودُ بالفتح: الحَطَبُ، وبالضم الاتِّقادُ قال يعقوب: وقرئ:
(النَّارِ ذاتِ الوُقودِ) *. والموضع موقد، مثال مجلس. والنار موقدة. والوقدة: أشدُّ من الحرِّ، وهي عشرة أيام أو نصف شهر.
[وكد] وكَدْتُ العهدَ والسرجَ توكيداً، وأكدته تأكيدا بمعنى، وبالوا وأفصح. وكذلك أوْكَدَهُ وآكَدَهُ إيكاداً فيهما، أي شَدَّهُ. وتَوَكَّدَ الأمرُ وتأكَّدَ، بمعنًى. وقولهم: وَكَدَ وَكْدَهُ أي قصد قصده. والوِكادُ: حبلٌ يُشَدُّ به البقر عند الحلب.
[ولد] الوَلَدُ قد يكون واحداً وجمعاً، وكذلك الوُلْدُ بالضم. ومن أمثال بني أسدٍ: " وُلْدُكِ من دمى عقبيك ".

(2/553)


وقد يكون الولد جمع الولد، مثل أسد وأسد. والولد: بالكسر: لغة في الوُلْدِ. ويقال: ما أدري أيُّ وَلدِ الرجلِ هو، أيْ أيُّ الناس هو. والوَليدُ: الصبيُّ والعبدُ، والجمع وِلْدانٌ ووِلْدَةٌ. والوَليدُ: الصبيَّةُ والأمَةُ، والجمع الوَلائِدُ. ووَلَدَتِ المرأةُ تَلِدُ وِلاداً ووِلادَةً. وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها. وقولهم: " هم في أمرٍ لا يُنادى وَليدُهُ "، يقال أصله من جَرْي الخيل، لأنَّ الفرس إذا كان جواداً أعطى من غير أن يصاح به لا ستزادته، كما قال النابغة الجعدي يصف فرساً: أمام هَوِيٍّ لا يُنادي وَليدُهُ. * وشدٍّ (1) وأمْرٍ بالعِنانِ ليُرْسَلا (2) - ثم قيل ذلك لكلِّ أمرٍ عظيم، ولكل شئ كثير. وتوالدوا، أي كَثُروا ووَلَدَ بعضُهم بعضاً.
_________
(1) في المخطوطة: كذا في شعره بالدال، وكذا وجد بخط الجوهرى.
(2) قبله: وأخرج من تحت العجاجة صدره * وهز اللجام رأسه فتصلصلا -

(2/554)


والوالِدُ: الأبُ. والوالِدَةُ: الأمُّ. وهما الوالِدان. وشاةٌ والِدٌ، أي حامِلٌ، عن ابن السكيت. وميلادُ الرجلِ اسمٌ للوقت الذي ولد فيه. والمولد: الموضع الدى وُلِدَ فيه. ويقال: وَلَّدَ الرجلُ غنمه تَوْليداً، كما يقال نَتَجَ إبلهُ نَتْجاً. وعربيَّةٌ موَلَّدَةٌ، ورجلٌ موَلَّدٌ، إذا كان عربيًّا غيرَ محض. ولدة الرجل: تربه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، لانه من الولادة. وهما لدان، والجمع لدات ولدون.
[ومد] الوَمَدُ والوَمَدَةُ بالتحريك: شدَّة حرِّ الليل. وقد وَمِدَتْ ليلتنا، بالكسر. ووَمِدَ الرجل أيضاً: لغةٌ في وبد، أي غضب وحمى.
[وهد] الاصمعي: الوهدة: المكان المطمئن، والجمع وهد ووهاد.
فصل الهاء
[هبد] الهَبيدُ: حَبُّ الحنظلِ. والتَهَبُّدُ: أخذُهُ وكسرُه. يقال للظليم: هو يَتَهَبَّدُ، إذا استخرج ذلك ليأكله.

(2/554)


والاهْتِبادُ: أن تأخذ حَبَّ الحنظلِ وهو يابسٌ وتجعلَه في موضعٍ وتصبَّ عليه الماء وتدلكه ثم تصبَّ عنه الماء، وتفعلَ ذلك أياماً حتَّى تذهب مرارتُه، ثم يدق ويطبخ. وهبود بتشديد الباء: اسم موضع (1) ببلاد بنى نمير.
[هجد] هَجَدَ وتَهَجَّدَ، أي نام ليلاً. وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أي سهر، وهو من الأضداد. ومنه قيل لصلاة الليل: التَهَجُّدُ. والتَهْجيدُ: التنويم. قال لبيد (2) : قال هَجِّدْني (3) فقد طال السُرى * وقَدَرْنا إنْ خَنا الدهر غفل (4) - أي نومنى. ابن السكيت: أهجد البعيرُ، إذا ألقى جِرانَهُ بالأرض.
[هدد] هَدَّ البناءَ يَهُدُّهُ هَدًّا: كسره وضعضعه. وهَدَّته المصيبة، أي أوهنت ركنه.
_________
(1) قال المجد: هو ماء، ويقال له الهبابيد.
(2) يصف رفيقا له في السفر غلبه النعاس.
(3) الرواية المعروفة: " هجدنا ".
(4) وقبله: ومجود من صبابات الكرى * عاطف النمرق صدق المبتذل -

(2/555)


الاصمعي: يقال: فلان يُهَدُّ، على ما لم يسمّ فاعله، إذا أُثنيَ عليه بالجَلَد والقوَّة. وتقول: مررتُ برجلٍ هدَّكَ من رَجلٍ. معناه أثْقَلَكَ وصْفُ محاسنِه. وفيه لغتان: منهم مَنْ يُجريه مجرى المصدر فلا يؤنِّثه ولا يثنِّيه ولا يجمعه، ومنهم من يجعله فعلاً فيثنِّي ويجمع. تقول: مررت برجل هَدَّكَ من رجلٍ، وبامرأة هَدَّتْكَ من امرأة، وبرجلين هَدَّاكَ، وبرجالٍ هَدُّوكَ، وبامرأتين هدتاك، وبنسوة هد دنك. وانهد الجبل، أي انكسر. وقولهم: ماهده كذا، أي ما كسره كذا. قال الأصمعيّ: الهَدُّ: الرجل الضعيف. يقول الرجل للرجل إذا أوعدَهُ: إنِّي لَغَيْرُ هَدٍّ، أي غير ضعيف. وقال ابن الأعرابي: الهَدُّ من الرجال: الجواد الكريم، وأمَّا الجبان الضعيف فهو الهد بالكسر. وأنشد (1) : ليسوا بهدين في الحروب إذا تع‍ * - قد فوق الحراقف النطق - والهدة: صوت وقع الحائط ونحوه. تقول منه: هَدَّ يَهِدُّ بالكسر، هَديداً. والهادُّ: صوت يسمعه أهل الساحل يأتيهم
_________
(1) للعباس بن عبد المطلب.

(2/555)


من قِبَلِ البحر له دويٌّ في الأرض، وربَّما كانت معه الزلزلة. ودويه: هديده. وهدهدة الحمام: دوى هديره. والفحل يهدهد في هديره هدهدة. وجمع الهَدهَدَةِ هَداهِدُ. قال العجاج:
يتبعن ذا هداهد عجنسا (1) وهدهدت المرأة ابنها، حركته لينام. والتهديد: التخويف، وكذلك التهدد. والهُدْهُدُ طائرٌ، والهُداهِدُ مثله. قال الراعي:
كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُماةُ جناحَهُ (2) * والجمع الهداهد، بالفتح. وهداهد: حى من اليمن.
[هدبد] الهُدابِدُ: اللبن الخاثر جدًّا. والهُدَبِدُ مقصورٌ منه. ويقال: بعينه هدبد، أي عمش. وقال: إنه لا يبرئ داء الهدبد * إلا القلايا (3) من سنام وكبد - قوله " إنه " بضمة مختلسة، كما قال آخر (4) :
_________
(1) بعده:
مواصلا قفا ورملا أدهسا
(2) عجزه:
يدعو بقارعة الطريق هديلا
(3) ويروى: " مثل القلايا ".
(4) العجير السلولى.

(2/556)


فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط (1) نجيب -
[هرد] هَرَدْتُ اللحمَ أهرِدُهُ بالكسر هَرْداً: طبختُهُ حتَّى تَهَرَّأَ وتفسَّخ. والتَهْريدُ مثله، شدِّد للمبالغة. وهَرْدَ العِرض: الطعنُ فيه. وهَرَدْتُ الثوبَ: شققته. والهردى، على فعلى بكسر الفاء: نبت. وثوب مهرود، أي صبغ أصفر.
[همد] هَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُموداً، أي طفِئتْ وذهبتْ البتَّةَ. والهَمْدَةُ: السكتة. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُموداً: بَلِيَ. وأَهْمَدَ في المكان: أقام. قال الراجز رؤبة: لما رأتنى راضيا بالاهماد * كالكرز المربوط (2) بين الاوتاد - وأَهْمَدَ في السير: أسرعَ. وهذا الحرف من الاضداد، وأنشد الاصمعي (3) :
_________
(1) صوابه: " رخو الملاط طويل "، لان القصيدة لامية. وبعده: محلى بأطواق عتاق كأنها * بقايا لجين جرسهن صليل -
(2) يروى: " المشدود ". معناه لما رأتنى قد كبرت وانقطعت عن الرحل والسير. والكرز: البازى يشد ليسقط ريشه.
(3) لرؤبة بن العجاج.

(2/556)


* ماكان إلا طلق الاهماد (1) * وأرض هامدة: لانبات بها. ونبات هامد: يابس. وهمدان: قبيلة من اليمن.
[هند] هند: اسم امرأة، يصرف ولا يصرف، إن شئت جمعته جمع التكسير فقلت هنود، وإن شئت جمعته جمع السلامة فقلت هندات. وهندتنى فلانة، أي تيمتنى بالمغازلة. وقال أعرابيٌّ: غَرَّكَ من هَنَّادَةَ التَهنيدُ * مَوْعِدُها والباطِلُ المَوْعودُ - وهند: اسم بلاد، والنسبة إليها هندي وهنود، كقولك زنجى وزنوج. وسيف هندوانى وإن شئت ضممت الهاء اتباعا للدال. والمُهَنَّدُ: السيفُ المطبوعُ من حديد الهِنْدِ. والهُنَيْدَةُ: المائة من الإبلِ وغيرها. قال جرير: أعْطوا هُنَيْدَةَ يَحْدوها ثَمانِيَةٌ. * ما في عَطائِهِمُ من ولا سرف -
_________
(1) بعده: وكرنا بالاغرب الجياد * حتى تحاجزن عن الرواد * تحاجز الرى ولم تكاد:

(2/557)


قال أبو عبيدة: هي اسمٌ لكلِّ مائة. وأنشد لسلمة بن الحارث (1) : ونَصْرُ بنُ دُهْمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها * وتِسْعينَ عاما ثم قوم فانصاتا -
[هود] هاد يهودا هودا: تاب ورجع إلى الحقّ، فهو هائدٌ وقوم هود: مثل حائل وحول، وبازل وبزل. وقال أعرابي:
إنى امرؤ من مدحه هائد * قال أبو عبيدة: التهَوُّدُ: التوبة والعمل الصالح. ويقال أيضاً: هادَ وتَهَوَّدَ، إذا صار يهوديًّا. والهودُ: اليهودُ. وأرادوا باليهود اليهودِيِّينَ، ولكنهم حذفوا ياء الإضافة كما قالوا زنجى وزنج، وإنما عرف على هذا الحد فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالالف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الالف واللام عليه، لانه معرفة مؤنث، فجرى في كلامهم مجرى القبيلة، ولم يجعل كالحى. وأنشد على بن سليمان النحوي للاسود ابن يعفر: فرت يهود وأسلمت جيرانها * صمى لما فعلت يهود صمام (2) - وهود: اسم نبى ينصرف، تقول: هذه
_________
(1) في اللسان: لسلمة بن الخرشب الانمارى.
(2) صمى اخرسي يا داهية. وصمام: اسم الداهية علم، مثل قطام وحذام، أي صمى يا صمام.
(71 - صحاح - ثان)

(2/557)


هود، إذا أردت سورة هود. وإن جعلت هودا اسم السورة لم تصرفه، وكذلك نوح ونون. والتهويد: المشي الرُوَيْدُ، مثل الدبيبِ. وأصله من الهوادَةِ. وفي الحديث: " أسرِعوا المشى في الجنازة ولا تهدوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى ". وكذلك التهويدُ في المنطِق، هو الساكنُ. يقال غِناءٌ مُهَوَّدٌ. والتهويدُ أيضاً: النومُ. وتهويدُ الشرابِ: إسكارُهُ. والتهويدُ: أن يصيَّرَ الإنسان يهودِيًّا. وفي الحديث: " فأبَواهُ يُهَوِّدانِه ". والهَوادةُ: الصلحُ والميلُ. والمُهاوَدَةُ: المصالحةُ والممايلةُ. والهَوَدَةُ: بالتحريك: السَنامُ، والجمع هَوَدٌ. وقال الشاعر:
كومٌ عليها هَوَدٌ أنْضادُ * وتسكن الواو فيقال هودة.
[هيد] هدت الشئ أهيده هيدا: حرَّكتُهُ. وفي الحديث: " هِدْهُ " يعنون به المسجد، أي هُدَّهُ ثم أصلحه.

(2/558)


وتقول: ما يهيدنى ذلك، أي ما يزعجني وما أكثرت له ولا أباليه. قال يعقوب: لا ينطق بيهيد إلا بحرف جحد. والهيدان: الجبان. وهيد، وهاد: زجر للابل. وأنشد أبو عمرو للقتال الكلابي: وقد حدوناها بهيد وهلا (1) * حتى يرى أسفلها صار علا - وقولهم: ماله هَيْدٌ ولا هادٌ، أي ما يقال له هَيْدِ ولا هادِ. وأنشد لا بن هرمة: حتى استقامت له الآفاقُ طائعةً (2) * فما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ - أي لا يحرك ولا يمنع من شئ ولا يُزجر عنه. تقول منه: هدت الرجل وهيدته، عن يعقوب.
_________
(1) قبله: بات يبارى شعشعات ذبلا * فهى تسمى زمزما وعيطلا - شعشعات: طوال من النوق. يباريها في السير، والمباراة أن تفعل كما يفعل. والذبل: اللاتى ذبلت من السير. وزمزم وعيطل: اسمان لناقة واحدة.
(2) في اللسان: " ثم استقامت له الاعناق ".

(2/558)


باب الذال:
فصل الالف:
[أخذ] أخذت الشئ آخذه أخذا: تناولته. والإخذُ بالكسر، الاسمُ. والأمْر منه خُذ، وأصله اُؤْخُذْ إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفاً. وكذلك القول في الامر من أكل وأمر وأشباه ذلك. وقولهم: خذ عنك، أي خذ ما أقول، ودَعّ عنك الشكَّ والمِراءَ. يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً. ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ، لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ منها. وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذة. والعامة تقول: واخذه. ويقال: ائتخذوا في القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضاً. والاتِّخاذُ: افتعالٌ أيضاً من الأخذ: إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل، قالوا: تخذ يتخذ. وقرئ:
(لتخذت عليه أجرا) *.

(2/559)


وقولهم: أخذت كذا يبدلون الذال تاء فيدغمونها في التاء، وبعضهم يظهر الذال وهو قليل. والاخيذ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخيذَةٌ. والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ. وأَخِذَ الفَصيلُ بالكسر يَأْخذُ أَخَذاً: اتَّخَمَ من اللبن. ويقال أيضاً: رَجُلٌ أَخِذٌ، أي رَمِدٌ. وبعينه أخذ بالضم، مثال جنب، أي رمد. وحكى المبرد أن بعض العرب يقول: استخذ فلان أيضا (1) ، يريد اتخذ، فيبدل من إحدى التاءين سينا، كما أبدلوا التاء مكان السين في قولهم ست. ويجوز أن يكون أراد استفعل من تخذ يتخذ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا كما قالوا ظلت من ظللت. قال الاصمعي: المستأخذ: لمطأطئ رأسه من رمدٍ أو وجعٍ. والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الاخذ. قال الشاعر الاعشى:
_________
(1) في اللسان: " استخذ فلان أرضا ".

(2/559)


ليعودن لمعد عكرة * دلج الليل وتأخاذ المنح (1) . - والاخاذة: شئ كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ مثال كتاب وكتب، وقد يخَّفف. قال الشاعر: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ مُتْرَعَةً * تَطْفو وأَسْجَلَ أنهاء وغدرانا - وفى حديث مسروق بن الاجدع قال: " ما شبهت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا الاخاذ، تكفى الاخاذة الراكب، وتكفى الاخاذة الراكبين، وتكفى الاخاذة الفئام من الناس ". والاخاذة والاخاذ أيضا: أرض يجوزها الرجل لنفسه أو السلطانُ. ويقال: ذهبَ بنو فلان ومن أخذ أخذهم بالفتح، أي ومن سار بسيرتهم. وحكى ابن السكيت: ومن أخذ أخذهم برفع الذال ونصب الهمزة، وإخذهم بكسر الهمزة مع رفع الذال، أي ومن أخذه إخذهم وسيرتهم. وحكى أبو عمرو: استعمل فلان على الشام
_________
(1) قال ابن برى: والذى في شعر الاعشى: ليعيدن لمعد عكرها * دلج الليل وتأخاذ المنح - أي عصفها. يقال: رجع فلان إلى عكره، أي إلى ما كان عليه، والمنح: جمع منحة، وهى الناقة يعيرها صاحبها لمن يحلبها وينتفع بها، ثم بعيدها.

(2/560)


وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما وجبَ عليه من حسن السيرة. ولا تقل: أخذه. ويقال: لو كنت منّا لأخذت بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.
[إذ] إذ: كملة تدل على ما مضَى من الزمان، وهو اسمٌ مبنيُّ على السكون. وحقُّه أن يكون مضافاً إلى جملة، تقول: جئتك إذْ قام زيدٌ، وإذْ زيد قائم وإذ زيدٌ يقوم. فإذا لم تضَفْ نَوَّنْتَ. قال أبو ذؤيب: نَهَيْتُكَ عن طِلابِكَ أمَُّ عَمْرو * بِعاقِبَةٍ وأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ - أراد حينئذٍ، كما تقول: يومئذ ولَيْلتئذ. وهو من حروف الجزاء: إلاَّ أنه لا يجازى به إلاَّ معَ ما. تقول: إذا ما تأتني آتك، كما تقول: إنْ تَأْتِني وقتاً آتك. قال الشاعر عباس بن مرداس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: إذ ما أتيت على الامير (1) فقل له * حقا عليك إذا اطمأن المجلس -
_________
(1) قوله " الامير " في نسخة " على الرسول " وهو الصواب. وقبله كما في سيرة ابن هشام ج 4 ص 107: يا أيها الرجل الذى تهوى به * وجناء مجمرة المناسم عرمس - إما أتيت على النبي فقل له * حقا عليك إذا إطمأن المجلس - يا خير من ركب المطى ومن مشى * فوق التراب إذا تعد الانفس = -

(2/560)


وقد تكون للشئ توافقه في حالٍ أنت فيها. ولا يليها إلا الفعل الواجب. تقول، بينما أنا كذا إذْ جاء زيد.
فصل الباء
[بذذ] بذه يبذه بذا، أي غلبه وفاقه. والبذ أيضا: اسم كورة من كور بابك الخرمى. وحال فلان بذة، أي سيِّئةٌ. وقد بَذِذْتَ بَعدي بالكسر، فأنت باذ لهيئة، وبذ الهيئةِ، أي رَثُّها، بيِّن البّذاذَةِ البذوذة.
[بغدذ] بغداذ، وبغداد، وبغدان بالنون، ومغدان معرب، يذكر ويؤنث. وأنشد الكسائي: فياليلة خرس الدجاج طويلة * ببغدان ما كادت عن الصبح تنجلي - قال: يعنى خرسا دجاجها.
فصل الجيم
[جبذ] جبذت الشئ مثل جذبته، مقلوب منه.
= إلى آخر القصيدة ربما يروى: " إذ ما أتيت على الامين "، فحرفه النساخ وليس من المعقول أن يقول: يمدح النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول على الامير. وما أنشده ابن برى كما في اللسان لم يظهر به معنى البيت، فتأمل. وكتبه أحمد حسن الشريف.

(2/561)


والجنبذة بالضم: ما ارتفع من الشئ واستدار كالقبة. قال يعقوب: والعامة تقول: جنبذة، بفتح الباء.
[جذذ] جذذت الشئ: كسرته وقطعته. والجُذاذُ والجِذاذُ: ما تقطّعَ منه، وضمُّه أفصح من كسره. و * (عطاء غير مَجْذوذٍ) *، أي غيرَ مقطوعٍ الكسائي: يقال لحجارةِ الذهبِ جذاذ، لانها تكسر. والجذاذات: القراضات. والانجذاذ: الانقطاع. قال الفراء: يقال رَحِمٌ جَذَّاءُ وحَذَّاءُ، بالجيم والحاء ممدودان، وذلك إذا لم توصَل. وما عليه جُذَّةٌ، أي شئ من الثياب. والجذيذة: السويق.
[جرذ] الجَرَذُ بالتحريك: كلُّ ما حدث في عُرقوب الدابة من تَزَيُّدٍ أو انتفاخِ عصبٍ. والجُرَذُ: ضربٌ من الفأر، والجمع الجُرْذانُ (1) . وأرض جرذة: ذات جرذان. أبو عبيد: رجل مُجَرَّذٌ، إذا كان مُجَرِّباً في الامور.
_________
(1) بضم الجيم وكسرها، كما في اللسان.

(2/561)


[جلذ] الجلذاء بالكسر ممدود: الارض الغليظة. والجلذاءة أخص منها. وقولهم: " أسهل من جلذان ". وهو حمى قريب من الطائف لين مستو كالراحة. والجلذى بالضم، من الإبل: الشديدُ الغليظُ. قال الراجز: صوى لها ذا كدنة جلذيا * أخيف كانت أمه صفيا - والناقة جلذية. قال علقمة:
جلذية كأتان الضحل علكوم (1) * والجلذى أيضا: السير السريع. قال الراجز ابن ميادة:
لتقربن قربا جلذيا (2) * واجلوذ بهم السير اجلوذا، أي دامَ مع السُرعة، وهو من سير الابل.
فصل الحاء
[حذذ] الحَذَذُ: خِفّة الذَنَبِ. بعيرٌ أَحَذُّ وقَطاةٌ حَذَّاءُ، وهي التي خف ريش ذنبها.
_________
(1) صدره:
هل تلحقني بأولى القوم إذ شحطوا * شحطوا: بعدو.
(2) بعده: مادام فيهن فصيل حيا * وقد دجاء الليل فهيا هيا -

(2/562)


ورجل أحذ بيّن الحَذّذِ، أي خفيفُ اليدِ. قال الفرزدق يهجو عُمَر بن هُبيرة: أَوَلَّيْتَ العِراقَ ورافِدَيْهِ * فَزارِياً أَحَذَّ يدِ القميصِ - واليمينُ الحَذَّاءُ: التى يحلف صاحبها بسرعة. ومن قالها بالجيم يذهب إلى أنه جذها جذ العير الصليانة. ورحم حَذّاءُ، وجَذَّاءُ عن الفرّاء: إذا لم تُوصَلْ. والحَذَذُ في العَروضِ من باب الكامل: إسقاط الوَتِدِ من عجز مُتَفاعِلُنْ فيبقى مُتَفا، فيُنْقَلُ إلى فَعِلُنْ. والقصيدةُ حذَّاءُ. وقرب حذ حاذ، أي سريع، مثل حثحاث (1) .
[حنذ] حَنَذْتُ الشاةَ أَحْنِذُها حَنْذاً، أي شَوَيْتُها وجعلتُ فوقها حِجارةً مُحْماةً لتُنضِجَها، فهي حَنيذٌ. وحَنَذْتُ الفرسَ أَحْنِذُهُ حَنْذاً، وهو أن تُحْضِرَه شَوطاً أو شوطين، ثم تُظاهِرُ عليه الجِلالَ في الشمس ليعرق، فهو محنوذ وحنيذ. فإن لم يعرق قيل: كبا. ومنه قولهم: إذا سقيت
_________
(1) وحذ الشئ يحذه حذا، إذا قطعة قطعا سريعا. والحذة: القطعة من اللحم.

(2/562)


فأحنذ، أي عرق شرابك، أي صب فيه قليل ماء. والحنذ: شدة الحر وإحراقه. قال العجاج يصف حمارا وأتانا:
ورهبا من حنذره أن يهرجا (1) * يقال: حنذته الشمس، أي أحرقته. وحنذ بالتحريك: موضع قريب من المدينة. قال الراجز (2) : تأبري ياخيرة الفسيل * تأبري من حنذ فشولى * إذ ضن أهل النخل بالفحول
[حوذ] الحَوْذُ: السَوْقُ السريعُ. تقول: حُذْتُ الإِبِلَ أَحوذُها حَوْذاً، وأَحْوَذْتُها مثله. والاحوذي: الخفيف في الشئ لحِذْقِهِ، عن أبي عمرو. وقال الشاعر (3) يصف جناحَي قطاة:
على أحوذيين استقلت عليهما (4) * وقال آخر:
_________
(1) قبله:
حتى إذا ما الصيف كان أمجا
(2) أحيحة بن الجلاح.
(3) هو حميد بن ثور.
(4) البيت بتمامه: على أحوذيين استقلت عشية * فما هي إلا لمحة وتغيب -

(2/563)


أتتك عيس تحمل المشيا * ماء من الطثرة (1) أحوذيا - يعنى سريع الاسهال. وقال الاصمعي: الأَحْوَذيُّ: المُشَمِّرُ في الأمورِ القاهرُ لها، الذي لا يَشِذّ (2) عليه منها شئ. قال لبيد يصف حمارا وأتانا: إذا اجمعت وأحوذ جَانِبَيْها * وأَوْرَدَها على عوجٍ طِوالِ - قال: يعني ضمَّها ولم يفُتْه منها شئ. وعنى بالعوج القوائم. وحاذُ مَتْنِهِ وحالُ مَتْنِهِ واحدٌ، وهو موضعُ اللِبْدِ من ظهر الفرس. وفي الحديث: " مؤمنٌ خفيف الحاذِ "، أي خفيف الظهرِ. والحاذانِ: ما وقع عليه الذَنَبُ من أدبارِ الفخذين. والحاذُ: نبتٌ، واحدته حاذة، عن أبى عبيد. والحوذان: نبت نوره أصفر. واسْتَحْوَذَ عليه الشيطانُ أي غلب. وهذا جاء بالواو على أصله كما جاء استروح واستصوب. وقال أبو زيد: هذا الباب كله يجوز أن يتكلم به على الاصل. تقول العرب: استصاب واستصوب، واستجاب واستجوب، وهو قياس مطرد عندهم. وقوله تعالى:
(ألم نستحوذ عليكم) * أي ألم نغلب على أموركم ونستول على مودتكم.
_________
(1) الطثرة: الحمأة، والماء الغليظ.
(2) في المطبوعة الاولى: " يشد "، وهو تحريف مطبعى.

(2/563)


فصل الخاء
[خنذ] الخِنْذيذُ: رأسُ الجبلِ المشرفُ. والخنذيذ: الفحل. قال بشر: وخنذيذ ترى الغرمول منه * كطى الزق علقه التجار - والخنذيذ: الخصى، وهو من الأضداد. وحكى أبو عبيد: الخَناذيذُ: الخيلُ. وأنشَدَ قول خُفاف بن قَيس، من البراجم:
وخَناذيذَ خصية وفحولا (1) * فوصفها بالجودة، أي منها فحولٌ ومنها خِصيانٌ. فخرج الآن من حد الاضداد.
[خوذ] المخاوذة: المخالفة إلى الشئ. يقال: بنو فلانٍ خاوَذُونا إلى الماء. وخِواذُ الحُمَّى: أن تأتيَ لوقت غير معلوم.
فصل الدال
[دبذ] الديابوذ: ثوب ينسج بنيرين، كأنّه جمع دَيْبوذٍ على فَيْعولٍ. قال أبو عبيد: أصله بالفارسية دوپوذ. وأنشد للاعشى يصف الثور:
_________
(1) صدره:
وبراذين كابيات وأتنا:

(2/564)


عليه ديابوذ تسربل تحته * أرندج إسكاف يخالط عظلما - وربما عربوه بدال غير معجمة.
فصل الراء
[ربذ] الرِبْذَةُ بالكسر: الصوفَةُ يُهْنَأُ بها البعير. قال الشاعر: يا عقيد اللؤم لولا نعمتي * كنت كالرِبْذَةِ مُلْقىً بالفِنا - وكذلك خِرقة الصائِغ التي يَجلو بها الحَلْيَ. قال النابغة: قبح الله ثم ثنى بلعن * ربذة الصائغ الجبان الجهولا - والرَبَذَةُ بالتحريك: لغةٌ فيها. والرَبَذَةُ أيضا: موضع فيه قبر أبى ذر الغفاري رضى الله عنه. والربذة أيضاً: واحدةُ الرَبَذِ، وهي عُهونٌ تعلق في أعناق الابل، حكاه أبو عبيد في باب نوادر الفعل. ويقال: رَبِذَتْ يده بالقِداحِ تَرْبَذُ رَبَذاً، أي خَفَّتْ. والرَبِذُ: الخفيفُ القوائم في مشيه. ويقال أيضاً: فلانٌ ذو رَبِذات، أي كثير السَقَطِ في كلامه.

(2/564)


وبين القوم رباذية، أي شر. قال الشاعر (1) : وكانت بين آل أبى أبى * رباذية فأطفأها زياد -
[رذذ] الرَذاذُ: المطرُ الضعيف، وهو فوقِ القِطْقِطِ. يقال: أَرَذَّتِ السماءُ، وأرض مرذة، حكاه الكسائي. وقال أبو عبيد: أرضٌ مُرَذٌّ عليها، ولا يقال مُرَذَّةٌ ولا مَرْذُوذَةٌ. الأموي: يومٌ مرذ: ذو رذاذ.
فصل الزاى
[زمرذ] الزمرذ بالضم: الزبرجد، وهو معرب والراء مضمومة مشددة.
فصل السين
[شذذ] شَذَّ عنه يَشُذُّ ويَشِذُّ شُذوذاً: انفرد عن الجمهور، فهو شَاذٌّ. وأَشَذَّهُ غيرُه. وشُذّاذُ الناس: الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم. وشَذَّانُ الحصى بالفتح والنون: المتفرق منه. قال امرؤ القيس:
_________
(1) زياد الطماحى.

(2/565)


يطايرشذان الحصى (1) بمناسم * صلاب العجى ملثومها غير أمعرا - وشذان الناس أيضا: متفرقوهم.
[شجذ] الشَّجْذَةُ: المَطْرةُ الضعيفةُ، وهي فوق البَغشَةِ. وقد أَشْجَذَتِ السماءُ، أي ضَعُف مطرُها. قال امرؤ القيس: تُظْهِرُ (2) الوَدَّ إذا ما أَشْجَذَتْ * وتُواريهِ إذا ما تَشْتَكِرْ -
[شحذ] شَحَذْتُ السكِّينَ أَشْحَذُهُ شَحْذاً، أي حَدَّدْتُهُ. والمِشْحَذُ: المِسَنُّ. والشَحَذانُ، بالتحريك: الجائع.
[شقذ] الشَقْذانُ: الذي لا يكاد ينام، ولا يكون إلاَّ عَيوناً يصيب الناس بالعين. تقول منه: شقذ الرجل بالكسر يشقذ شقذا فهو شَقِذٌ وشَقْذانٌ بالتحريك. وشَقِذَ أيضاً بمعنى ذَهب وبَعُد. يقال: أَشْقَذَهُ
_________
(1) في ديوانه: " تطاير ظران الحصى "، وفى اللسان: " تطاير شذان ".
(2) في ديوانه: " تخرج ".
(72 - صحاح - ثان)

(2/565)


فَشَقِذَ، أي طرده فذهب. وأنشد الأصمعيُّ للمحاربِيّ (1) : لقد غضبوا عَلَيَّ وأَشْقَذوني * فصِرْتُ كأنَّني فَرّأٌ مُتارُ (2) - ابن الأعرابي: ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ، أي ما به حراك. وفلان يشاقذنى، أي يغادينى. والشقذ: ولد الحرباء، وجعمه شقذان، مثل صنو وصنوان. والشقذاء: العقاب الشديدة الجوع.
[شمذ] شمَذَتِ الناقةُ تَشْمِذُ بالكسر شماذا وشموذا، أي لقب فشالت بذنَبِها. قال أبو الجرّاح: من الكباش ما يشتمذ ومنها ما يغل. والاشتماذ: أن يضرب الالية حتَّى ترتفع فيَسْفَدَ. والغَلُّ: أن يفسد من غير أن يفعل ذلك.
[شوذ] المشوذ: العمامة. قال الوليد بن عقبة وكان قد ولى صدقات تغلب:
_________
(1) عامر بن كبير.
(2) قبله: فإنى لست من غطفان أصلى * ولا بينى وبينهم اعتشار - متار: يرمى تارة بعد تارة. ومعنى متار مفزع. يقال: أترته، أي أفزعته.

(2/566)


أذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك منى تغلب ابنة وائل. - وفى الحديث: " أمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين (1) ". وتشوذ الرجل واشتاذ، أن تعم.
فصل الطاء
[طبرزذ] الاصمعي: سكر طبرزد وطبرزل وطبرزن ثلاث لغات معربات.
[طرمذ] الطَرْمَذَةُ: ليس من كلام أهل البادية. قال الراجز:
طرمذة منى على طرماذ (2) * والمطرمذ: الذى له كلام وليس له فعل.
فصل العين
[عوذ] عُذْتُ بفلانٍ واسْتَعَذْتُ به، أي لجأت إليه. وهو عياذي، أي ملجئي.
_________
(1) واحدها تسخن وتسخان، وهو الخف.
(2) قال في اللسان: وأنشد الليث: لما رأيت القوم في إغذاذ * وأنه السير إلى بغداذ * جئت فسلمت على معاذ * تسليم ملاذ على ملاذ * طرمذة منى على الطرماذ:

(2/566)


وأعذت غيرى به وعوذته به معنى. وقولهم معاذ الله، أي أعوذُ بالله مَعاذاً، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل، لانه مصدر وإن كان غير مستعمل، مثل سبحان. ويقال أيضاً: مَعاذَةَ الله، ومعاذَ وجهِ الله، ومعاذَةَ وجهِ الله، وهو مثل المعنى والمعناة، والمأتى والمأتاه. ويقال: عَوْذٌ بالله منك، أي أعوذُ بالله منك. قال الراجز: قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ * عَوْذٌ برَبِّي منكمُ وحَجْرُ (1) - والعوذَةُ والمَعاذَةُ والتَعْويذُ، كلُّه بمعنًى. ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة. ودائرة المُعَوَّذِ تستحبُّ. وقرأت المُعَوِّذَتَيْنِ بكسر الواو، وهما سورتان. والعوذُ: الحديثاتُ النِتاجِ من الظباء والإبل والخيل، واحدتها عائِذٌ، مثل سائل وحول. ويجمع أيضا على عُوذان مثل راع ورعيان، وحائر وحوران: تقول: هي عائذ بيِّنة العُؤوذِ، وذلك إذا ولدتْ عشرة أيام أو خمسة عشريا يوماً، ثم هي مُطْفِلٌ بعدُ. يقال: هي في عِياذِها، أي بحدثان نتاجها.
_________
(1) تقول العرب: عند الامر ينكرونه حجرا له أي دفعا له، وهو بتثليث الحاء. وحيدة: فعلة من حاد عن الشئ، إذا تنحى. والعوذ: مصدر عاذ بالله عوذا وعياذا.

(2/567)


والعوذ: النبت في أصل الشَوك أو في المكان الحَزْنِ، لا يكاد المال يناله. قال الشاعر كثير: خَليلَيَّ (1) خُلْصانَيَّ لم يُبقِ حُبِّها * من القلبِ إلا عُوَّذاً سَيَنالُها - ويقال أيضاً: أطيبُ اللحم عُوَّذُهُ، وهو ما عاذَ بالعظم ولزِمه. وما تركتُ فلاناً إلا عَوَذاً منه بالتحريك، وعَواذاً منه، أي كراهةً. وأفْلَتَ منه فلان عوذا، إذا خوفه ولم يضربه، أو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله. وعيذ الله بكسر الياء مشددة: اسم قبيلة. يقال: هو من بنى عيذ الله، ولا تقل عائذ الله ويقال للجودى أيضا عيذ. وعائذة: أبوحى من ضبة، وهو عائذة ابن مالك بن ضبة. قال الشاعر حواس الضبى: متى تسأل الضبى عن شر قومه * يقل لك إن العائذى لئيم -
فصل الغين
[غذذ] غذيذةُ الجرحِ: مدَّته. وقد غَذَّ الجرحُ يَغِذُّ غَذًّا، إذا سال ذلك منه. ويقال للبعير إذا كانت به دَبَرَةٌ فبرأت وهي تَنْدى، قيل: به غَاذٌّ. وتركتُ جرحَه يَغِذُّ. والمُغاذُّ من الإبل: العَيوفُ الذي يعافُ الماءَ. والاغذاذ في السير: الاسراع.
_________
(1) في اللسان: " خليلاى ".

(2/567)


فصل الفاء
[فخذ] فَخِذٌ وفَخْذٌ وفِخْذٌ أيضاً بكسر الفاء. يقال: رميتُه ففَخَذْتُهُ، أي أصبتُ فَخِذَه. والفَخِذُ في العشائر: أقلُّ من البطن، أوَّلُها الشَعْبُ، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العِمارة، ثم البطن، ثم الفَخِذُ. والتَفْخيذُ: المُفاخَذَةُ (1) . وأما الذي في الحديث: " بات يُفَخِّذُ عشيرته (2) "، أي يدعوهم فخذا فخذا،
[فذذ] الفَذُّ: الفردُ. يقال: ذَهَبا فَذَّيْنِ. والفَذُّ: أوَّل سهامِ الميسرِ، وهى عشرة: أولها الفذ، ثم التوأم، ثم الرقيب، ثم الحلس، ثم النافس، ثم المسبل، ثم المعلى. وثلاثة لا أنصباء لها: وهى السفيح، والمنيح، والوغد. وتمرٌ فَذٌّ، أي متفرقٌ. وأفَذَّتِ الشاةُ، أي ولدت واحداً، فهي مُفِذٌّ. فإن كان ذلك عادتها فهي مِفْذاذٌ. ولا يقال ناقةٌ مُفِذٌّ: لأنَّها لا تلد إلا واحدا.
_________
(1) قلت: لم أجد المفاخذة فيما عندي من الاصول. اه‍. مختار.
(2) وذلك لما أنزل الله عزوجل عليه: " وأنذر عشيرتك الاقربين. "

(2/568)


[فلذ] الفِلْذُ: كبدُ البعير، والجمع أفْلاذٌ. والفِلْذَةُ: القطعةُ من الكبدِ واللحم والمال وغيرها، والجمع فلذ. يقال: فَلَذْتُ له من مالي، أي قطعت له منه. وافْتَلَذْتُهُ المالَ، أي أخذتُ من ماله فِلْذَةً. قال كثيِّر: إذا المالُ لم تُوجِبْ عليك عَطاَءهُ. * صَنيعَةُ قُرْبى أو صَديقٍ تُوامِقُهْ - مَنَعْتَ وبعضُ المَنْعِ حَزْمٌ وقُوَّةٌ * ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إلا حَقائِقُهُ - والفالوذُ والفالوذَقُ معرَّبان. قال يعقوب: ولا تقل الفالوذج.
فصل القاف
[قذذ] القذَذُ: ريش السهم، الواحدة قُذَّةٌ. والقُذَّةُ أيضاً: البُرغوثُ (1) . والقِذانُ: البراغيث. والقذتان: جانباء الحياء. وقذذت الريشَ: قطعت أطرافها. وأُذُنٌ مَقْذوذَةٌ: كأنها بريت بريا.
_________
(1) والقذذ: البرغوث، قال الراجز: أسهر ليلى قذذ أسك * أحك حتى مرفقي منفك -

(2/568)


والقذاذات: ما سقط من قَذِّ الريش. وقَذَذْتُ السهمَ قَذًّا: جعلتُ له القُذَذَ. والأقَذُّ: السهم الذي لا ريش له، والجمع قُذٌّ، وجمع القُذِّ قذاذ. قال الراجز:
من يثر بيات قِذاذٍ خُشْنِ * قال يعقوب: يقال للرجل إذا كان مخفَّف الهيئةِ، والمرأة التي ليست بطويلة: رجلٌ مُقَذَّذٌ ورجلٌ مَزَلَّمٌ، وامرأةٌ مُقَذَّذَةٌ وامرأة مزلمة. والمقذ، بالفتح: ما بين الاذنين من خلف. يقال: رجل مُقَذَّذُ الشعرِ، إذا كان مُزَيَّناً.
[قنفذ] القُنْفُذُ والقُنْفَذُ (1) : واحد القَنافِذِ، والأنثى قُنْفُذَةٌ. والقُنْفُذُ: مسيل (2) العَرَقِ من خلف أذنى البعير. قال الشاعر ذوالرمة: كأن بذفراها عنية مجرب * لها وشل في قنفذ الليت ينتح - والقنفذ: المكان الذي ينبت نبتاً ملتفًّا. ومنه قنفذ الدراج، وهو موضع.
فصل الكاف
[كذذ] الكذان بالفتح: حجارة رخوة كأنها مدر. قال الكميت يصف الرياح:
_________
(1) أي بضم الفاء وفتحها.
(2) في المطبوعة الاولى: " ميل " صوابه من اللسان

(2/569)


ترامى بكذان إلا كام ومروها * ترامى ولدان الاصارم بالخشل -
[كوذ] الكاذتان: مانتأ من اللحم في أعالي الفخذ، وقال الشاعر الكميت: فلما دنت للكاذتين وأحرجت * به حلبسا عند اللقاء حلابسا - وأحرجت بالحاء من الحرج. يقول: لما دنت الكلاب من الثور ألجأته إلى الرجوع للطعن.
فصل اللام
[لجذ] لجذنى فلان يلجذ بالضم لَجْذاً، إذا أعطيته، ثمَّ سألك فأكثَرَ. ولَجِذَ الكلبُ الإناءَ بالكسر لجذا ولجذا، أي لحسه. حكاه أبو حاتم، نقلته من كتاب الابواب من غير سماع. ويقال للماشية إذا أكلت الكلأ: لُجِذَ الكلا (1) ، عن أبى عبيد. وقال الاصمعي: لجذه، مثل لسه.
[لذذ] اللَذَّةُ: واحدة اللَذَّاتِ. وقد لذذت الشئ بالكسر لذاذ ولذاذة، أي وجدته لذيذا.
_________
(1) في اللسان: " لجذت الكلا ".

(2/569)


والتذذت به وتلذذت به، بمعنًى. وشرابٌ لَذٌّ ولَذيذٌ، بمعنًى. واسْتَلَذَّهُ: عدَّه لذيذاً. واللَذُّ: النوم في قول الشاعر (1) : ولَذٍّ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ * عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه (2) - واللَذِ واللَذْ بكسر الذال وتسكينها: لغةٌ في الذي. والتثنية اللَذا بحذف النون، والجمع الذينَ، وربَّما قالوا في الرفع: اللذون.
[لوذ] لاذَ به لِواذاً ولِياذاً، أي لجأ إليه وعاذَ به. واللَوْذُ أيضاً: جانب الجبل وما يُطيف به، والجمع ألواذٌ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذَةً، أي لاذَ بعضُهم ببعض. ومنه قوله تعالى:
(يَتَسَلَّلونَ منكم. لِواذاً) *. ولو كان من لاذَ لقال: لِياذاً. وقول الشاعر:
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ عمرو (3)
_________
(1) الراعى.
(2) قبله: وسربال كتان لبست جديده * على الرحل حتى أسلمته بنائقه -
(3) في اللسان: وأنشد للقطامي: وما ضرها أن لم تكن رعت الحمى * ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ بشر -

(2/570)


يعنى القليل. والوذان، بالفتح: اسم رجل.
فصل الميم
[ملذ] الملاذ (1) : المطرمذ. الكلاب له كلام وليس له فعلٌ. ومَلَذَهُ بالرمحِ مَلْذاً: طعنه والمَلْذُ في عدو الفرس: مد ضبعيه. قال الكميت يصف حمارا وأتنه: إذا ملذا التقريب حاكين ملذه * وإن هو منه آل ألن إلى النقل - والملذان: الذي يظهِر النُصْحَ ويضمِر غيره.
[منذ] مُنْذُ مبنيٌّ على الضم، ومُذْ مبني على السكون وكلُّ واحدٍ منهما يصلح أن يكون حرف جرّ، فتجرُّ ما بعدهما وتجريمها مجرى في ولا تدخلهما حينئذٍ إلا على زمان أنت فيه، فتقول: ما رأيته مُنْذُ الليلةِ. ويصلح أن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أو على التوقيت، فتقول في التاريخ: ما رأيته مُذْ يومُ الجمعة، أي أول انقطاع الرؤية يومُ الجمعة، وتقول في التوقيت. ما رأيته مذسنة. وقال سيبويه: منذ للزمان نظيرة من للمكان
_________
(1) الملاذ بشد اللام.

(2/570)


وناس يقولون: إن منذ في الاصل كلمتان: من، إذ، جعلتا واحدة. وهذا القول لا دليل على صحته.
[موذ] الماذِيُّ: العسل الأبيض. وقال الشاعر عدي ابن زيد: في سَماعٍ يأْذَنُ الشيخُ له * وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشارْ (1) - والماذِيَّةُ: الدرعُ اللينة السهلة. والماذية: الخمر.
فصل النون
[نبذ] نبذت الشئ أنبذه: إذا ألقيته من يدك. ونَبَّذْتَهُ، شدد للكثرة. والمَنْبوذُ: الصبيُّ تلقيه أمُّه في الطريق. ونابَذَهُ الحربَ: كاشَفَه. وجلس فلانٌ نَبْذَةً ونُبْذَةً، أي ناحيةً. وانْتَبَذَ فلانٌ، أي ذهبَ ناحيةً. ويقال: ذهَبَ مالُه وبقي نَبْذٌ منه، وبأرض كذا نَبْذٌ من مالٍ ومن كلأ، وفي رأسه نَبْذٌ من شَيْبٍ. وأصاب الأرضَ نَبْذٌ من مطر، أي شئ يسير.
_________
(1) قبله: وملاب قد تلهيت بها * وقصرت اليوم في بيت عذار -

(2/571)


والنبيذ: واحد الانبذة. يقال: نَبَذْتُ نَبيذاً، أي اتخذته. والعامة تقول: أنبذت. ونَبَذَ العِرْقُ نَبَذاناً: لغة في نبض. والمنبذة: الوسادة (1) .
[نجذ] الناجِذُ: آخرُ الأضراسِ، وللإنسان أربعة نواجذَ في أقصى الأسنانِ بعد الارحاء، ويسمَّى ضِرْسَ الحُلُمِ، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل. يقال: ضَحِكَ حتَّى بَدَتْ نواجذُه، إذا استغرب فيه. وقد تكون النواجذ للفرس، وهى الانياب من الخف، والصوالغ من الظلف. قال الشماخ يذكر إبلا حداد الانياب: يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحداء الوقيع - ورجل منجذ: مجرَّبٌ أحكمتهُ الأمور. وقال الشاعر سحيم بن وثيل: أخو خَمسينَ مُجْتَمعٌ أشدِّي - ونَجَّذَني مُداوَرَةُ الشُؤونِ (2) -
[نفذ] نفد السهم من الرمية (3) . ونفذ الكتاب
_________
(1) في اللسان: " الوسادة المتكأ عليها. هذه عن اللحيانى ".
(2) قبله: وماذا يدرى الشعراء منى * وقد جاوزت حد الاربعين - وفى نسخة " يبتغى "
(3) بكسر الميم وشد الياء.

(2/571)


إلى فلان نفاذا ونفوذاً، وأَنْفَذْتُهُ أنا. والتنفيذُ مثله. ورجلٌ نافِذٌ في أمره، أي ماضٍ. وأمرُهُ نافِذٌ أي مطاعٌ. وقولهم: أتى ينفذ ما قال، أي بالمخرج منه. وطعنةٌ لها نَفَذٌ، أي نافِذَةٌ. قال الشاعر قيس بن الخطيم: طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القيسِ طَعْنَةَ ثائرٍ * لها نفذ لولا الشعاع أضاءها (1) -
[نقذ] أنْقَذَهُ من فلان، واسْتَنْقَذَهُ منه، وتَنَقَّذَهُ، بمعنًى، أي نجَّاه وخلَّصه. والنَقَذُ بالتحريك: ما أَنْقَذْتَهُ، هو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ وقبض. والنَقائِذُ: من الخيل: ما أنْقَذْتَهُ من العدو وأخذته منهم، الواحدة نقيذة. ومنقذ: اسم رجل.
_________
(1) بعده: ملكت بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها * يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها - فسر الازهرى هذا البيت فقال: لولا انتشار سنن الدم لاضاءها النفذ حتى تستبين. وروى الاصمعي: " لولا الشعاع " بضم الشين وقال: هو ضوء الدم وحمرته وتفرقه.

(2/572)


فصل الواو
[وجذ] الوَجْذ بالجيم: نُقْرَةٌ في الجبل يجتمع فيها الماء، والجمع وجاذ. قال الراجز عمر بن جميل (1) :
أس جرامير على وجاذ (2)
[وقذ] وَقَذَهُ يَقِذُهُ وَقْذاً: ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت. وشاةٌ مَوْقوذَةٌ: قُتِلَتْ بالخشَب. ويقال: وَقَذَهُ النعاسُ: إذا غلبه. قال الاعشى: يلويننى دينى النهار وأقتضى * دَيْني إذا وَقَذَ النُعاسُ الرُقَّدا - ورجلٌ وَقيذٌ، أي ما به طِرْقٌ. الأصمعي: المُوَقَّذَةُ: الناقةُ التي قد أثَّر الصِرارُ في أخلافها. وقال العدبس: هي التى يرغثها الولد (3) ولا يخرج لبنها إلا نزرا لعظم الضرع، فيوقذها ذاك ويأخذها له داء وورم.
فصل الهاء
[هذذ] الهَذُّ: الإسراع في القطعِ وفى القراءة. يقال:
_________
(1) في اللسان: قال أبو محمد الفقعسى يصف الاثافي.
(2) قبله: غير أثافى مرجل جواذى * كأنهن قطع الافلاذ -
(3) أي يرضعها.

(2/572)


هو يهذ القرآنَ هَذًّا ويَهُذُّ الحديث هَذًّا، أي يسرده. وسكِّينٌ هَذوذٌ: قطَّاعٌ. قال الأصمعيّ: تقول للناس إذا أردت أن يكفوا عن الشئ: هجاجيك وهذاذ يك، على تقدير الاثنين. قال عبدُ بني الحَسْحاس: إذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مثله * هذا ذيك حتى ليس للبرد لابس - تزعم النساء أنَّه إذا شقَّ عند البِضاع شيئاً من ثوبِ صاحبه دام الوُدُّ بينهما، وإلا تهاجرا. واهتذذت الشئ: اقتطعته بسرعة. وقال الشاعر (1) : وعبدُ يَغوثٍ تَحْجِلُ الطيرُ حولَه * قد اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحسام المذكر - ويروى: " قد احتز ".
_________
(1) ذو الرمة.

(2/573)


[هربذ] الهِرْبِذُ بالكسر: واحدُ هَرابِذَةِ المجوسِ، وهم خَدَمُ النارِ، فارسيٌّ معرَّب. والهَرْبَذَةُ: سَيْرٌ دون الخَبَبِ. وعَدا الجملُ الهِرْبِذى، أي في شِقٍّ (1) . وقال الأصمعي: الهِرْبِذى: مِشيةٌ تشبه مشى الهرابذة.
[همذ] الهَماذِيُّ: البعيرُ السريعُ، وكذلك الناقةُ بلا هاء. وهَماذِيُّ المطرِ: شدته. حكاهما أبو عبيد.
[هوذ] الهَوْذَةُ: القَطاةُ، وبها سمِّي الرجلُ هَوْذَةَ. قال الأعشى: من يلق هوذة يسجد غير مُتَّئِبٍ * إذا تَعَمَّمَ فوق التاج أو وضعا -
_________
(1) قوله أي في شق أي جانب. ونظيره ما يذكر في فصل العين من باب الضاد، العرضنة أن يمشى معارضة. ويقال: هو يمشى العرضنة ويمشى العرضنى بألف مقصورة، إذا مشى مِشيةً في شِقٍّ فيها بَغْيٌ من نشاطه اه‍. كذا نقله وانقولى عن صاحب الصراح.
(73 - صحاح - 2)

(2/573)


باب الراء:
فصل الالف:
[أبر] الإبْرَةُ: واحدة الإبَرِ. وإبْرَةُ الذراعِ: مُسْتَدَقُّها. وَأَبَرْتُ الكلبَ: أطعمتْهُ الإبرةَ في الخُبز. وفي الحديث: " المؤمن كالكلب المأبرو ". وأبر فلان نَخْلَه، أي لقَّحه وأصلحه. ومنه سِكَّةٌ مَأْبورَةٌ. وأَبَرَتْهُ العقربُ: لدغَتْه، أي ضربتْه بإبرتها. وفي عرقوبَيِ الفرسِ إبْرَتان وهما حَدُّ كلِّ عَرْقوبٍ من ظاهرٍ. وتَأْبيرُ النخلِ: تلقيحه. يقال: نخلةُ مُؤبَّرَةٌ مثل مأبورة. والاسم منه الابار، على وزن الازار. يقال: تأبر الفسيل، إذا قبل الادبار. قال الراجز: تأبري ياخيرة الفسيل * إذا ضن أهل النخل بالفحول (1) -
_________
(1) سبق في (حنذ) بزيادة عماهنا: تأبري من حنذ فشولى * إذ ضن ... -

(2/574)


يقول: تلحقي من غير تأبير. ويقال ائْتَبَرْتُ، إذا سألْتَ غيرك أن يأبر لك نخلك أوزرعك. قال طرفة: ولى الاصل الذي في مثله * يُصْلِحُ الآبِرُ زرع المؤتبرة والمآبر واحدتها مئبرة (1) ، وهي النميمةُ وإفسادُ ذاتِ البين.
[أثر] الأَثْرُ: فِرِنْدُ السيفِ. قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعيُّ إلاّ بالفتح. قال وأنشدني عيسى ابن عمر الثَقفيّ (2) : جَلاها الصَيْقَلونَ فأَخْلَصوها * خِفافاً كُلَّهَا يَتَقي (3) بأَثْرِ - أي كلُّها يستقبلك بفِرِنْده. والمأثورُ: السَيفُ الذي يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعي: وليس من الأثْرِ الذي هو الفرِنْد. والأَثْرُ أيضاً: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديثَ،
_________
(1) قوله مئبرة، ومثلها في المعنى المئرة وجمعها مئر بوزن عنب. قاله نصر.
(2) لخفاف بن ندبة.
(3) في المطبوعة الاولى: " تبقى "، تحريف. ويتقى مخفف من يتقى، كما في اللسان.

(2/574)


إذا ذكرْتَه عن غيرك. ومنه قيل: حديثٌ مأثورٌ، أي ينقلُه خَلَفٌ عن سلفٍ. قال الأعشى: إنَّ الذي فيه تَمارَيْتما * بُيِّنَ للسامع والآثر - ويروى: " بين ". وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع عمر رضى الله عنه يحلف بأبيه، فنهاه عن ذلك، قال عمر: " فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا " أي مخبرا عن غيرى أنه حلف به. يقول: لا أقول إن فلانا قال: وأبى لا أفعل كذا وكذا. وقوله ذاكرا ليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما يعنى متكلما به، كقولك: ذكرت لفلان حديث وكذا وكذا. والاثر بالضم: أثر الجِراحِ يَبقى بعد البرء، وقد يثقَّل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. قال الشاعر:
بيض مفارقها باق بها الاثر (1) * وفى الناس من يحمل هذا على الفرند والاثره أيضا: أن يسحى باطنُ خفِّ البعير بحديدةٍ لُيقْتَصَّ أثره. تقول منه: أثرت البعير
_________
(1) في اللسان:
عضب مضاربها باق بها الاثر * وهو الصحيح. وصدره:
كأنهم أسيف بيض يمانية:

(2/575)


فهو مأثور، وتلك الحديدة مئثرة وتؤثور أيضا على تفعول بالضم. وأما ميثرة السرج فغير مهموز والاثر بالكسر أيضا: خلاصة السَمْن. وتقول أيضاً: خرجْت في إثْرِهِ، أي في أَثَرِهِ. والأَثَرُ بالتحريك: ما بقي من رسْم الشئ وضربة السيف. وسنن النبي صلى الله عليه وسلم: آثاره. واستأثر فلان بالشئ، أي استبد به، والاسم الأَثَرَةُ بالتحريك. واسْتَأْثَرَ الله بفلان، إذا ماتَ ورُجيَ له الغفرانُ. وحكى ابن السكيت: رجل أثر على فعل بضم العين، إذا كان يستأثر على أصحابه، أي يختار لنفسه أفعالاً وأخلاقاً حسنةً. والمَأْثرَة بفتح الثاء وضمها: المكرمة، لانها تؤثر، أي تذكر ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها. وآثرت فلانا على نفسي، من الإيثار. وقولهم: أَفعلُ هذا آثِراً مَّا، وآثِرَ ذي أَثيرٍ، أي أوَّلَ كلَّ شئ. قال عروة بن الورد: وقالوا ما تَشاء فقلتُ أَلْهو * إلى الإصباحِ آثِرَ ذي أَثيرِ - وفلان أثيرى، أي خلصاني.

(2/575)


وشئ كثير أثير، إثباع له مثل بَثيرٌ. أبو زيد: الأَثيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأرض بخْفِّها أو حافرها. وأَثارَةٌ من عِلمٍ، أي بقيّة منه. وكذلك الاثرة بالتحريك. ويقال: سمنت الابل على أثازة، أي بقية شحم كان قبل ذلك. والتأثير: إبقاء الاثر في الشئ.
[أجر] الأجْرُ: الثوابُ. تقول: أَجَرَهُ الله يَأْجِرُهُ ويَأْجُرُهُ أَجْراً (1) . وكذلك آجَرَهُ الله إيجَاراً. وآُجرَ فلانٌ خمسةً من وَلَدِهِ، أي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ. والأُجرَةُ: الكِراءُ. تقول: استأجَرتُ الرجلَ فهو يَأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ، أي يصير أَجيري. وائْتَجَرَ عليه بكذا، من الاجرة، وقال الشاعر (2) : يا ليت أنى بأثوابى وراحلتي * عبد لاهلك هذا الشهر مؤتجر (3) - أبى مع أثوابي. الاصمعي: أجَرَ العظمُ يَأْجُرُ أَجْراً وأُجوراً، أي بَرَأ على عَثْمٍ. وقد أجرت يده، أي
_________
(1) من باب ضرب ونصر اه‍. مختار.
(2) محمد بن بشير الخارجي.
(3) قلت: معناه استؤجر على العمل. اه‍ مختار.

(2/576)


جبرت. وآجرها اللهُ، أي جَبَرَها على عَثْمٍ. وآجرته الدار: أكريتها. والعامة تقول: واجرته. والاجار (1) : السطح بلغة أهل الشام والحجاز. قال أبو عبيد: وجمع الاجار إجاجير وأجاجرة. والآجر: الذى يبنى به، فارسي معرب. ويقال أيضا آجور على فاعول. وآجر (2) : أم إسماعيل عليه السلام.
[أخر] أَخَّرْتُهُ فتأَخَّرَ. واسْتأْخَرَ، مثل تأَخَّرَ. والآخِرُ: بعدَ الأول، وهو صفةٌ. تقول: جاء آخِراً، أي أخيرا، وتقديره فاعل، والانثى آخرة، والجمع أواخر. والآخر بالفتح: أحد الشيئين، وهواسم على أفعل، والانثى أخرى، إلا أن فيه معنى الصفة، لان أفعل من كذا لا يكون إلا في الصفة. وقولهم: جاء في أُخْرَياتِ الناس، أي في أواخرهم. وقولهم: لا أفعله الليالى، أي أبدا. وأُخْرى المَنونِ، أي آخِرُ الدهر. قال الشاعر: وما القوم إلا خمسة أو ثلاثة * يخوتون أخرى القوم خوت الا جادل - أي من كان في آخرهم. ويقال في الشتم: أبعد الله الاخر، بكسر الخاء وقصر الالف.
_________
(1) قوله الاجار، هو بشد الجيم.
(2) لغة في هاجر.

(2/576)


وتقول أيضاً: بِعْتُهُ بأَخِرَةًٍ وبِنَظِرةٍ، أي بنَسِيئة. وجاء فلان بأَخَرَةٍ بفتح الخاء، وما عرفته إلاَّ بأَخَرَةٍ، أي أَخيراً. وجاءنا أُخُراً بالضم، أي أخيراً. وشق ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ، أي من مُؤَخَّره. قال الشاعر امرؤ القيس: وعين لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - ومُؤخِرُ العينِ، مثال مؤمن: الذى يلى الصدغ. ومقدمها: الذى يلى الانف. يقال: نظر إليه بمؤخر عينه، وبمقدم عينه. ومؤخرة الرحل أيضا: لغة قليلة في آخرة الرحل، وهى التى يستند إليها الراكب. قال يعقوب: ولا تقل مؤخرة. ومؤخر الشئ بالتشديد: نقيض مقدمه. يقال: ضرب مقدم رأسه ومؤخره. والمئخار: النخلة التى يبقى حَمْلُها إلى آخر الصِرام. وأُخَرُ: جمع أُخْرى، وأُخْرى: تأنيث آَخَرَ، وهو غير مصروف، قال الله تعالى:
(فعِدَّةٌ من أيامٍ أخر) *، لان أفعل الذى معه من لا يجمع ولا يؤنث مادام نكرة. تقول: مررت برجل أفضل منك، وبرجال أفضل منك، وبامرأة أفضل

(2/577)


منك. فإن أدخلت عليه الالف واللام أو أضفته ثنيت وجمعت وأنثت، تقول: مررت بالرجل الافضل. وبالرجال الافضلين، وبالمرأة الفضلى وبالنساء الفضل. ومررت بأفضلهم وبأفضليهم وبفضلاهن وبفضلهن. وقالت امرأة من العرب: صغراها مراها. ولا يجوز أن تقول. مررت بالرجل أفضل، ولا برجال أفاضل، ولا بامرأة فضلى، حتى تصله بمن أو تدخل عليه الالف واللام. وهما يتعاقبان عليه، وليس كذلك آخر، لانه يؤنث ويجمع بغير من وبغير الالف واللام وبغير الاضافة: تقول: مررت برجل آخر، وبرجال أخر وآخرين، وبامرأة أخرى، وبنسوة أخر، فلما جاء معدولا وهو صفة منع الصرف وهو مع ذلك جمع. فإن سميت به رجلا صرفته في النكرة عند الاخفش، ولم تصرفه عند سيبويه. وقول الاعشى:
وعلقتني أخيرى ما تلا ئمنى (1) *: تصيغير أخرى.
[أدر] الأُدْرَةُ: نفَخةٌ في الخصية. يقال: رجل آدَرُ بيِّن الأُدْرَةِ.
_________
(1) عجزه:
فاجتمع الحب حب كله خبل:

(2/577)


[أرر] الأَرُّ: الجماعُ. تقول منه: أرَّها يَؤُرُّهَا أرّاً. ورجلٌ مِئَرُّ: كثير الجماع.
[أزر] الأَزْرَ: القُوَّة. وقوله تعالى:
(اُشْدُدْ به أَزْري) *، أي ظهري، ومَوضعَ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ. وآزَرْتُ فلانا، أي عاونته. والعامة تقول: وازرته. والازار معروف، يذكر ويؤنث، والازارة مثله، كما قالوا للوساد وسادة. وقال الأعشى: كَتَمَيُّلِ النَشوانِ يَرْ * فُلُ في البقيروفى الازاره (1) - وجمع القلة آزرة والكثير أزر: مثل حمار وأحمرة وحمر. وقول الشاعر (2) : ألا أَبْلِغْ أَبا حَفْصٍ رسولاً * فِدىً لك من أخي ثِقَةٍ إزاري قال أبو عُمَر الجرمي: يريد بالإزارِ هاهنا المرأة. والمئرز: الازار، وهو كقولهم ملحف ولحاف، ومقرهم وقرام.
_________
(1) في اللسان: كتمايل النشوان ير * فل في البقيرة والازارة -
(2) نفيلة الاكبر الاشجعى أبو المنهال: كتب بهذه الابيات إلى عمر رضى الله عنه.

(2/578)


ويقال: أزرته تأزيرا فتأزر. وأتزر إزرة حسنة * وهو مثل الجلسة والركبة. وتأرز النَبت التفَّ واشتدّ. قال الشاعر: تأَزَّرَ فيه النَبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ * رُباهُ وحتَّى ما تَرى الشاََّء نوما - وآزر (1) : اسم أعجمى.
[أسر] أَسَرَ قَتَبَهُ يأسِرُهُ أَسْراً: شَدَّهُ بالإسارِ، وهو القِدُّ. ومنه سمِّي الأَسِيرُ، وكانوا يُشدُّونه بالقِدِّ، فسُمِّيَ كلُّ أَخِيذٍ أَسيراً وإنْ لم يُشَدَّ به. يقال: أَسَرْتُ الرجل أسرا وإسارا، فهو أسيرا ومأسور، والجمع أسرى وأسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ، أي كنْ أَسيراً لي. وهذا الشئ لك بأسره، أي بِقدِّهِ، تعني بجميعه، كما يقال برُمَّتِهِ. وأَسَرَهُ الله، أي خَلَقه. وقوله تعالى:
(وشَدَدْنا أسْرَِهُمْ) *، أي خلقهم. والاسر بالضم: احتباس البول، مثل الحصر في الغائط. تقول منه: أسر الرجل يؤسر أسرا، فهو مأسور. وتقول: هذا عود أسر، للذى يوضع على بطن المأسور الذى احتبس بوله. ولا تقل: هذا عود يسر.
_________
(1) هو والد إبراهيم عليه السلام.

(2/578)


وأسرة الرجل: رهطه، لانه يتقوى بهم.
[أشر] الأَشَرُ: البَطَرُ. وقد أشِرَ بالكسر يَأْشَرُ أشَراً، فهو أشِرٌ وأشران. وقوم أشارى مثل سكران وسكارى. قال الشاعر (1) : وخَلَّتْ وُعولاً أشارى بها * وقد أزْهَفَ الطَعْنُ أبْطالها - ومنه ناقةٌ مِئْشِيرٌ، وجوادٌ مِئْشِيرٌ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث. وتَأْشيرُ الأسنانِ: تَحْزيزُها وتحديدُ أطرافها. والجُعَلُ (2) مُؤَشَّرُ العَضُدين. ويقال: بأسنانه أُشُرٌ وأُشَرٌ (3) ، مثال شُطُبِ السيفِ وشُطَبِهِ، وأُشورٌ أيضاً. قال جميل:
سَبَتْكَِ بمصقولٍ تَرِفُّ أشوره * وفى المثل: " أعييتني بأشرفكيف بدردر.
_________
(1) هي مية بنت ضرار الضبى ترثى أخاها. وقبله: لتجر الحوادث بعد امرئ * بوادي أشائن أذلالها - كريم نثاه وآلاؤه * وكافى العشيرة ماغالها - تراه على الخيل ذا قدمة * إذا سربل الدم أكفالها -
(2) الجعل بضم الجيم وفتح العين.
(3) أي بضمتين أوضمة وفتح.

(2/579)


وأشرت الخشبة بالمئشار، مهموزٌ. وقال الشاعر (1) . لَقَدْ عَيَّلِ الايتام طعنة ناشره * أنا شر لا زالَتْ يَميِنُكَ آشِرَهْ - أي مَأشورَةٌ، مثل عيشَةٍ راضِيَةٍ أي مَرْضِيَّةٍ.
[أصر] أصَرَهُ يَأْصِرُهُ أصْراً: حَبَسه. والموضعُ مَأْصِرُ ومَأْصَرٌ، والجمع مَآصِرُ، والعامة تقول: معاصر. الاموى: أصرت الشئ أصرا: كسرته. الأصمعي: الآصِرَةُ: ما عطفك على رجلٍ من رحِمٍ أو قرابةٍ أو صِهْرٍ أو معروفٍ، والجمع الأَواصِرُ. يقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ، أي ما تعطِفُني عليه قرابةٌ ولا مِنَّةٌ. والإصْرُ: العهدُ. والإصْرُ: الذنبُ والثِقَلُ. والإصارُ والأيْصَرُ: حبلٌ قصيرٌ يُشَدُّ به في أسفل الخباء إلى وتدٍ. وجمع الإصار أُصُرٌ، وجمع الأَيْصَرِ أياصِرُ. يقال: هو جاري مؤَاصِري، أي إصارُ بيتِهِ إلى جنب إصار بيتى. والاصارى والايصر أيضا: الحشيشُ. يقال: لفلانٍ مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أيْصَرُهُ، أي لا يُقْطَعُ حشيشة.
_________
(1) هو نائحة همام بن مرة.

(2/579)


وحى متآصرون، أي متجاورون. والأصيرُ: المتقاربُ. وقال:
لكلِّ مَنامَةٍ هدب أصير
[أطر] أبو زيد: أطَرْتُ القوسَ آطِرُها أطْراً، إذا حَنَيْتُها. قال: وتَأَطَّرَتِ المرأةُ تَأَطُّراً، إذا أَقامَتْ في بيتها. وأنشَدَ لعمر بن أبي ربيعة: تَأَطَّرْنَ حتَّى قُلْتُ لِسْنَ بَوارِحاً * وذُبْنَ كما ذابَ السَديفُ المُسَرْهَدُ - وتَأَطَّرَ الرمحُ: تَثَنَّى. وإطارُ المُنْخُلِ: خَشبُه. وإطارُ الحافِر: ما أحاط بالأشْعَرِ. ومنه إطارُ الشفة. وكل شئ أحاط بشئ فهو إطارٌ له. قال بشر: وحَلَّ الحَيُّ حيُّ بَني سُبَيْعٍ * قُراضِبَةٌ ونَحْنُ لهم إطارُ - والأُطْرَةُ بالضم: العَقَبَةُ التي تلفُّ على مَجمع الفوقِ. تقول منه: أَطَرْتُ السهم أَطْراً. والأُطْرَةُ أيضاً: أن يؤخّذَ رَمادٌ ودمٌ فيُلطَخ به كَسْرُ القِدْرِ. قال الراجز:
قد أصحلت قدرا لها بأطره (1) * والاطير: الذنْبُ. يقال: أخذَني بأَطيرِ غيري.
_________
(1) بعده:
وأطعمت كرديدة وفدره:

(2/580)


[أفر] أَفِرَ البعيرُ بالكسر يَأْفَرُ أَفَراً، أي سَمِنَ بعد الجهدِ. ورجل أَشْرانُ أَفْرانُ، أي بَطِرٌ، وهو إتباعٌ له. وأَفَرَ الظبيُ وغيره بالفتح يَأْفِرُ أُفوراً، أي شدَّ الإحْضارَ. وأَفَرَ الرجلُ أيضاً: أي خف في الخدمة.
[أقر] أقر: موضع. قال ابن مقبل: وثروة من رجال لو رأيتهم * لقلت إحدى حراج الجر من أقر (1) -
[أكر] الأَكَرَةُ: جمع أَكَّارٍ، كأنَّه جمع آكِرٍ في التقدير. والأُكْرَةُ بالضم: الحُفْرَةُ. يقال تَأَكَّرْتُ الأُكَر أي حفرت الحفر. والمؤاكرة: المخابرة (2) .
[أمر] الأَمْرُ: واحدُ الأُمورِ. يقال: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ، وأُمورُهُ مستقيمةٌ.
_________
(1) قبله: منا خناذيذ فرسان وألوية * وكل سائمة من سارح عكر -
(2) المخابرة: المزارعة على نصيب معين، كالثلث والربع.

(2/580)


وقولهم: لك عَلَيَّ أَمْرَةٌ مُطاعةٌ، معناه لك عليَّ أَمْرَةٌ أُطيعك فيها، وهي المرَّة الواحدة من الامر. ولا تقل إمرة بالسكر، إنَّما الإمْرَةُ من الولاية. وأَمَرْتُهُ بكذا أَمْراً. والجمع الأَوامِرُ. قال أبو عبيدة: آمَرتُهُ بالمد، وأَمَرْتُهُ لغتان بمعنى كَثَّرْتُهُ. ومنه الحديث: " خير المال مهرة مأمورة، أوسكة مأبورة "، أي كثيرة النتاج والنَسْلِ. وأَمِرَ هو، أي كَثُرَ. فخرج على تقدير قولهم: عَلِمَ فلانٌ ذلك، وأَعْلَمْتُهُ أنا ذلك. قال يعقوب: ولم يقله أحد غيره (1) . وقال أبو الحسن: أَمِرَ مالُه بالكسر، أي كثُر. وأَمِرَ القوم، أي كَثِروا. قال الشاعر الأعشى:
أَمِرونَ لا يَرِثونَ سَهْمَ القُعْدُدِ (2) * وآمر الله ماله بالمد. قا ل: وإنما قيل " مهرة مأمورة " للازدواج، والاصل مؤمرة عل مفعلة، كما قال صلى الله عليه وسلم للنساء: " ارجعن
_________
(1) عبارة المختار: لم يقل أحد غير أبي عبيدة إن أمره من الثلاثي، بمعنى كثره، بل من الرباعي. حتى قال الاخفش: إنما قال مأمورة، للازدواج، كما قال للنساء: ارجعن مأزورات الخ. اه‍. فعلم منه أن أبا الحسن هنا هو الاخفش. قاله نصر.
(2) صدره:
طرفون ولادون كل مبارك:

(2/581)


مأزورات غير مأجورات "، وإنما هي " موزورات " من الوزر، فقيل مأزورات على لفظ مأجورات، ليزدوجا. وقوله تعالى:
(أَمَرْنا مُتْرَفيها) *، أي أمرناهم بالطاعة فعصوا. وقد يكون من الامارة (1) . قال الاخفش: يقال أيضاً: أَمِرَ أَمْرُهُ يَأْمَرُ أَمَراً، أي اشتدَّ. والاسم الإمْرُ بكسر الهمزة. قال الراجز: قد لَقيَ الأقرانُ منِّي نُكْرَا * داهيةً دهياَء إدّاً إمْرا - ومنه قوله تعالى:
(لقَدْ جئْتَ شَيْئاً إمْراً) *، ويقال عَجَباً. والأَميرُ: ذو الأَمْرِ. وقد أَمَرَ فلانٌ وأَمُرَ أيضاً بالضم، أي صار أَميراً. والأنثى بالهاء. وقال (2) :
لبايعنا أميرة مؤمنينا (3) * والمصدر الامرة، بالكسر. والامارة: الولايةُ. يقال: فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه، إذا كان واليا وقد كان سوقَةً، أي إنَّهُ مجرَّبٌ ويقال أيضاً: في وجه المال تَعرف أَمَرَتَهُ، أي نَماءَهُ وكثرته ونفقته.
_________
(1) قلت: لم يذكر في شئ من أصول اللغة والتفسير أن أمرنا مخففا متعديا بمعنى جعلهم أمراء. اه‍. مختار.
(2) عبد الله بن همام السلولى.
(3) صدره:
ولو جاءوا برملة أو بهند:

(2/581)


(74 - صحاح - 2)

(2/581)


والتأمير: تولية الامارة. يقال: هو أَميرٌ مُؤَمَّرٌ. وتَأَمَّرَ عليهم، أي تسلَّطَ. وآمَرْتُهُ في أمري مؤامراة، إذا شاورته. والعامة تقول: وامرته. وائتمر الامر، أي امتثله. قال امرؤ القيس: أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ * ويَعْدو على المَرْءِ ما يأتمر - أي ما تأمر به نفسه فيرى أنه رشد، فربما كان هلاكه في ذلك. ويقال: ائتمروا به، إذا هَمُّوا به وتشاوَروا فيه. والائْتِمارُ والاستئْمارُ: المشاورة. وكذلك التَآمُرُ، على وزن التَفاعُلْ (1) . وأما قول الشاعر (2) : وبِآمِرٍ وأَخيهِ مُؤْتَمِرٍ * وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطْفِئِ الجَمْرِ (3) - فهما يومان من أيّام العجوز، كان الأوّل منهما يأمر الناسَ بالحَذَر. والآخر يشاورهم في الظَعْن أو المُقام. قال الأصمعي: الأَمارُ والأَمارَةُ: الوقتُ والعلامةُ. وأنشد:
_________
(1) قلت: قوله تعالى:
(وأتمروا بينكم بمعروف) * ليأمر بعضكم بعضكم بعضا بالمعروف اه‍. مختار.
(2) هو أبو شبل الاعرابي.
(3) قبله: كسع الشتاء بسبعة غبر * بالصن والصنبر والوبر -

(2/582)


* إلى أمار وأمار مدتي (1) * والأَمَرُ بالتحريك: جمعُ أَمَرَةٍ، وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من الحجارة. وقال أبو زبيد:
إن كان عثمان أمسى فوقه أمر (2) * ورجل إمَّرٌ وإمَّرَةٌ، أي ضعيف الرأي يأتمر لكلِّ أحدٍ، مثال إمَّعٍ وإمَّعَةٍ. وقال امرؤ القيس (3) . ولَسْتُ بذي رَثْيَةٍ إِمْرٍ * إذا قيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا - والإمَّرُ أيضاَ: الصغيرُ من وَلَدِ الضأنِ، والأنثى إمَّرَةٌ. يقال: ماله إمر ولا إمرة، أي شئ. قال الساجعُ: " إذا طَلَعَتِ الشِعْرى سفرا، فلا تغذون إمرة ولا إمرا (4) ".
_________
(1) الرجز للعجاج. وقبله:
إذا ردها بكيده فارتدت
(2) عجزه:
كراقب العون فوق القبة الموفى
(3) امرؤ القيس بن مالك الحميرى، من قصيدة، وقبله: فلست بخزرافة في القعود * ولست بطياخة أخدبا - الرثية: مرض المفاصل. أصحب: أطاع. الخزرافة: من لا يحسن القعود في المجالس، والكثير الكلام. والطياخة: مبالغة في الطيخ، وهو الحمق. والاخدب: الطويل الاهوج الذى يركب رأسه.
(4) السجع بتمامه كما في مجالس ثعلب 558 بتحقيق عبد السلام هارون: " إذا طلعت الشعرى سفرا، ولم تر فيها مطرا، فلا تلحق فيها إمرة ولا إمرا، ولا سقيبا ذكرا ".

(2/582)


[أور] الاوار بالضم: حرارة النار والشمس، وحرارة العطش أيضا: قال الراجز:
والنار قد تشفى من الاوار * والنار ههنا: السمات. وأوارة: اسم ماء.
[أهر] الأَهَرَةُ بالتحريك: متاع البيت، والجمع أهر وأهرات. قال الراجز: كأنما لز بصخر لزا * أحسن بيت أهرا وبزا (1) -
[أير] جمع الأَيْرِ آيُرٌ على أفعل، وأيور وآيار. قال الشاعر (2) : يا أضبعا أكلت آيار أحمرة * ففى البطون وقد راحت قراقير - ورواه أبو زيد: " يا ضبعا " على واحدة (3) .
_________
(1) في اللسان: عهدي بجناح إذا ما ارتزا * وأذرت الريح ترابا نزا - أحسن بيت أهراو بزا * كأنما لز بصخر لزا - وقال: " أحسن في موضع نصب على الحال ساد مسد خبر عهدي، كما تقول: عهدي بزيد قائما ".
(2) جرير الضبى.
(3) و " يا ضبعا " أيضا كما في اللسان عنه.

(2/583)


والايارى: العظيم الذكر. وآرها يئيرها: جامعها. وقال (1) : ولا غَرْوَ أَنْ كان الأُعَيْرَجُ آرَها * وما الناسُ إلاَّ آيِرٌ ومئير - الفراء: يقال للشمال: إير وأير، وهير وهير (2) . وأنشد يعقوب: وإنا مساميح إذا هبت الصبا * وإنا لا يسار إذا الإيرُ هَبَّتِ - ويقال الإيرُ: ريحُ حارَّةٌ، من الأُوار، وإنَّما صارت واوه ياء لكسرة ما قبلها.
فصل الباء
[بأر] البِئْرُ جمعُها في القِلّة أَبْؤُرٌ وأَبْآرٌ بهمزة بعد الباء، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول آبارٌ. فإذا كثُرتْ فهي البِئارُ. وقد بَأَرْتُ بِئْراً. والبُؤْرَةُ: الحفرةُ. أبو زيد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً: حفرْت بُؤْرَةً يُطبَخ فيها، وهى الارة. والبئيرة، على فعلية: الذخيرة. وقد بأرت الشئ وابتأرته، إذا ادخرته.
_________
(1) هو اليزيدى كما في اللسان.
(2) يقال أيضا: أير، وهير، بالفتح وسكون الياء.

(2/583)


[ببر] الببر: واحد الببور، وهو الفرانق (1) الذى يعادى الاسد (2) .
[بتر] بترت الشئ بترا: قطعته قبل الإتمام. والانْبِتارُ: الانقطاعُ. والباتِرُ: السيفُ القاطعُ. والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَبِ. تقول منه: بَتِرَ بالكسر يَبْتَرُ بترا. وفى الحديث (3) : " ما هذه البتيراء ". والابتر: الذى لا عقب له. وكل أمرٍ انقَطَع من الخيْر أثرهُ فهو أَبْتَرُ. وخطب زيادٌ خطبته البَتْراءَ، لأنَّه لم يحمد الله فيها، ولم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم. ابن السكيت: الأَبْتَرانِ: العبدُ والعَيْرُ. قال: سُمِّيا أَبْتَرَيْنِ لقلَّة خيرهما. وقد أَبْتَرَهُ الله: أي صَيَّرَهُ أَبْتَرَ. ويقال رجلٌ أُباتِر، بضم الهمزة، للذي يقطع رَحِمَهُ. قال الشاعر (4) :
_________
(1) قوله الفرانق بالضم، ويقال له البريد، لانه يصيح قدام الاسد ينذر به. ولايكون إلا بأرض الحبشة. وابنه يسمى الفزر، وبنته الفزرة كما في القاموس. قاله نصر.
(2) أي يعدو معه.
(3) هو حديث سعد، أنه أوتر بركعة، فأنكر عليه ابن مسعود وقال: ما هذه البتراء ". عن اللسان.
(4) هو أبو الربيس المازنى يهجو أبا حصن السلمى.

(2/584)


لئيمٌ نَزَتْ في أنفِه خُنْزُوانَةٌ * على قطع ذى القربى أحذ أباتر - والبترية: فرقة من الزيدية، نسبوا إلى المغيرة بن سعد، ولقبه الابتر.
[بثر] البَثْرَ: الكثيرُ. يقال: كَثيرٌ بَثيرٌ، إتباعٌ له، وقد يُفْرَدُ. والبَثْرُ والبُثورُ، خَرّاَجٌ صغارٌ، واحدتها بَثْرَةٌ. وقد بَثَرَ وجهُه يَبْثُرُ، وكذلك بَثِرَ وجهُه بالكسر، وبَثُرَ بالضم، ثلاث لغات. وتَبَثَّرَ جلدُه: تنفط. والبثر: الحسى. والبثور: الاحساء، وهى الكرار.
[بجر] البُجْرُ بالضم: الشَرُّ، والأمرُ العظيمُ. قال الراجز:
أَرْمي عليها وهى شئ بجر (1) * أي داهية. الفراء: يقال كثيرٌ بَجيرٌ، إتباع له. أبو زيد: لقيتُ منه البَجاريَّ، وهي الدواهي، واحدها بُجْريٌّ، مثال قمرى وقمارى.
_________
(1) بعده:
والقوس فيها وتر حبجر:

(2/584)


والبجر بالتحريك: خروج السرة ونتوها وغِلَظُ أصلها. والرجلُ أَبْجَرُ، والمرأةُ بَجْراءُ، والجمع بُجْرٌ. وقولهم: أفضيتُ إليك بُعجَري وبُجَري، أي بعيوبي، يعنى أمرى كله. وفى المثل: " عير بجير بجره، ونسى بجير خبره " يعنى عيوبه. ويقال: هما رجلان اسم أحدهما بجرة، مثال همزة. وأما ابن بجرة في قول أبى ذؤيب: ولو أن ما عند ابن بُجْرَةَ عندَها * من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل - فهو اسم خمار كان بالطائف.
[بحر] البَحْرُ: خلاف البرِّ. يقال: سمِّي بحراً لعُمقه واتساعه. والجمع أَبْحُرٌ وبِحارٌ وبُحورٌ. وكلُّ نهرٍ عظيمٍ بَحْرٌ. قال عديّ: سَرَّهُ مالُهُ وكَثْرَةٌ ما يَمْ‍ * - لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَديرُ (1) - يعني الفرات. ويسمَّى الفرسُ الواسعُ الجري بَحْراً. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مندوب فرس أبى طلحة: " إن وجدناه لبحرا ".
_________
(1) قبله: وتذكر رب الخورنق إذا أش‍ * - رف يوما وللهدى تذكير -

(2/585)


وماءٌ بَحْرٌ، أي مِلْحٌ. وأَبْحَرَ الماءُ: مَلُحَ. قال نُصَيبٌ: وقد عادَ ماءُ الأرضِ بَحْراً فَرَدَّني (1) * إلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ - ويقال: أَبْحَرَ فلانٌ، إذا ركب البحر، عن يعقوب. والبحر: عمق الرحم ومنه قيل للدم الخالصِ الحُمْرَةِ: باحر وبحراني. والباحر: الاحمق، حكاه أبو عبيد. والبحرين: بلد، والنسبة إليه بحراني. قال اليزيدى: كرهوا أن يقولوا بحرى، فيشبه النسبة إلى البحر. وبنات بَحْرٍ: سحائبُ يجئن قُبُلَ (2) الصَيف منتصباتٍ رقاقاً، بالحاء والخاء جميعاً. والبَحْرَةُ: البلدةُ. يقال: هذه بَحْرَتُنا، أي بلدتنا وأرضنا. ولقيته صَحرةَ بحرةَ (3) ، أي بارزاً ليس بينك وبينه شئ. وبحرت أذن الناقة بحرا: شققتها وخرقتها.
_________
(1) في اللسان: " فزادني ".
(2) كل من صحرة وبحرة غير منصرف. اه‍. وانقولى وفى القاموس: " وينونان ".
(3) قبله، بضم القاف والباء، أي في أوله. وقبل الزمن: أوله.

(2/585)


ومنه البحيرة. قال الفراء: وهي ابنة السائبة، وحكمها حكم أمِّها. وتَبَحَّرَ في العلم وغيره، أي تعمّق فيه وتوسَّع. قال الأصمعي: بَحِرَ الرجلُ بالكسر يَبْحَرُ بَحَراً، إذا تحيَّر من الفزع، مثل بَطِرَ. ويقال أيضاً: بَحِرَ، إذا اشتدَّ عطشُه فلم يرو من الماء. والبحر أيضا: داء في الابل. وقد بحرت. والاطباء يسمون التغير الذى يحدث للعليل دفعة في الامراض الحادة بحرانا. ويقولون: هذا يوم بحران، بالاضافة. ويوم باحورى على غير قياس، فكأنه منسوب إلى باحور، وباحوراء، مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدة الحر في تموز. وجميع ذلك مولد.
[بحتر] البُحْتُرُ بالضم: القصيرُ المجتمِعُ الخلق. وكذلك الحبتر بالفتح، وهو مقلوب منه. وبحتر: أبوحى من طيئ (1) ، وهو بحتر ابن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن جلهمة بن طيئ بن أدد.
_________
(1) الذى في ابن خلكان في ترجمة البحترى الشاعر الذى هو أبو الوليد، أن جده الثالث عشر هو بحتر بن عتود، وأن جلهمة هي طيئ بن أردد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قطحان اه‍. ومثله في أدب الكاتب وكذلك م ر قال: طيئ اسمه جلهمة.... إلى أن قال: ابن سبأ بن حمير. قاله نصر.

(2/586)


[بحثر] بحثرت الشئ فتبحثر: بددته فتبدَّد. قال الفراء: بَحْثَرَ الرجلُ متاعَه وبعثره، إذا فرّقه وقلَبَ بعضه على بعض. وبُحْثِرَ اللبنُ: تقطَّع وتحبَّب. أبو الجراح: بَحْثَرْتُ الشئ وبعثرته، إذا استخرجته وكشفته. قال القتَّال العامري: ومَنْ لاَ تَلِدْ أَسْماءُ من ألِ عامِرٍ * وكَبْشَةَ تُكْرَهُ أُمُّهُ أنْ تُبَحْثَرا -
[بخر] بُخارُ الماء: ما يرتفع منه كالدخان. والبَخورُ بالفتح: ما يُتَبَخَّرُ به. والبَخَرُ: نَتْنُ الفَمِ. وقد بَخِرَ فهو أَبْخَرُ. وبناتُ بَخْرٍ: سحائبٌ بيضٌ رِقاقٌ، وبالحاء أيضا.
[بختر] التبختر في المشى. قال: فلان يمشى البخترية.
[بدر] بدرت إلى الشئ أبدر بُدوراً: أسرعْت إليه، وكذلك بادَرْتُ إليه. وتَبادَرَ القومُ: تسارعوا. وابْتَدَروا السلاحَ: تسارعوا إلى أخْذه. وليلةُ البدرِ: ليلةُ أربعَ عشرةَ. ويسمَّى بدرا

(2/586)


لمبادرته الشمس بالطلوع، كأنه يعجِّلها المَغِيبَ. ويقال: سُمِّيَ بَدْراً لتمامه. وأَبْدَرْنا فنحن مُبْدِرونَ، إذا طلع لنا البدر. وبدر: موضع، يذكر ويؤنث، وهو اسم ماء. قال الشعبى: بدر: بئر كانت لرجل يدعى بدرا. ومنه يوم بدر. والبدرة: مسك السخلة، لانها مادامت ترضع فَمسْكُها للّبن شكوة، وللسمن عكة. فإذا فطمت فمسكها للبن بدرة، وللسمن مسأد. فإذا أجذعت فمسكها للبن وطب، وللسمن نحى. والبدرة: عشرة الآف درهم. وعينٌ بَدْرَةٌ، أي تَبْدُرُ بالنظر، ويقال تامَّةٌ كالبَدْرِ. وقال امرؤ القيس: وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - والبادرة: الحدة. يقال: أحشى عليك بادِرَتَهُ، أي حدَّتَهُ. وبَدَرَتْ منه بوادر غضب، أي خطأ وسقطات عندما احتَدَّ. والبادِرَةُ: البديهةُ. والبَوادِرُ من الإنسان وغيره: اللحمةُ التي

(2/587)


بين المنكب والعنق. ومنه قول الشاعر حاتم (1) : وجاَءتِ الخَيْلُ مُحْمَرَّاً بَوادِرُها * بالماءِ: تَسْفَحُ من لَبَّاتِها العلق - والبيدر: الموضع الذى يداس فيه الطعام.
[بذر] بَذَرْتُ البَذْرَ: زرعتُه. وتفرقتْ إبله شَذَرَ بَذَرَ (2) ، إذا تفرقتْ في كلِّ وجه، وَبَذَرَ إتباعٌ له. قال الفراء: كثير بذير، مثل بثير، لغة أو لثغة. وتبذير المال: تفريقه إسرافا. أبو زيد: يقال رجلٌ تِبْذارَةٌ، للذي، يُبَذِّرُ مالَه ويُفسده. ورجلٌ بَذورٌ: يُذيع الأسرار. وقومٌ بُذُرٌ، مثل صبور وصبر. وبذر: اسم ماء. قال الشاعر (3) : سقى الله أمواها عرفت مكانها * جرابا وملكوما وبذر والغمرا
_________
(1) وفى اللسان أيضا: قال خراشة بن عمرو العبسى: هلا سألت ابنة العبسى ما حسبى * عند الطعان إذا ما غص بالريق - وجاءت الخيل محمرا بوادرها * زورا وزلت يد الرامى عن الفوق -
(2) قوله شذر بذر بفتح الجميع، وقد تكسر الشين والباء فقط، كما في القاموس.
(3) هو كثير عزة.

(2/587)


وهذه كلها آبار بمكة.
[بذعر] ابْذَعَّروا، أي تفرّقوا. قال أبو السميدع: ابْذَعَرَّتِ الخيلُ، إذا ركضتْ تبادر شيئاً تطلبه. قال زُفَرُ بن الحارث: فلا أَفْلَحَتْ قيسٌ ولا عزَّ ناصِرٌ * لها بعدَ يومِ المَرْجِ حين ابْذَعَرَّتِ -
[برر] البِرُّ: خلاف العُقوقِ، والمَبَرَّةُ مثْله. تقول: بَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ بِرّاً، فأنا بَرٌّ به وبارٌّ. وجمع البَرَّ أَبْرارٌ، وجمع البار البررة. وفلان يبر خالقه ويَتَبَرَّرُهُ، أي يطيعه (1) . والأمُّ بَرَّةٌ بولدها. وبَرَّ فلانٌ في يمينه، أي صَدَقَ. وبَرَّ حَجُّهُ، وبُرَّ حجه، وبر الله حجه، براء، بالكسر في هذا كلِّه. وتَبارُّوا: تفاعَلوا من البِرِّ. وفي المثل: " لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ "، أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبره. وقال ابن الاعرابي: الهر: دعاء الغنم، والبر: سوقها. والبر بالفتح: خلاف البحر. والبَرِّيَّةُ بالفتح: الصحراء والجمع البراري.
_________
(1) قلت: لا أعلم أحدا ذكر التبرر بمعنى الطاعة غيره رحمه الله. اه‍. مختار.

(2/588)


والبريت بوزن فعليت: البرية، فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت. وبَرَّةُ: اسمُ البرِّ، وهو معرفة. قال النابغة (1) : إنَّا اقْتَسَمْنا (2) خُطَّتَيْنا بيننا * فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ - وبرة بنت مر: أخت تميم بن مر، وهى أم النضر بن كنانة. والبربرة: الصوت، وكلام في غضبٍ. تقول: بَرْبَرَ فهو بَرْبارٌ، مثل ثرثر فهو ثرثار. وبربر: جيل من الناس، وهم البرابرة. والهاء للعجمة والنسب، وإن شئت حدفتها. والبَريرُ: ثمرُ الأراكِ، واحدتها بَريرَةٌ. وبريرة: اسم امرأة. والبُرُّ: جمع بُرَّةٍ من القمح. ومنع سيبويه أن يجمع البُرُّ على أَبْرارٍ، وجوَّزه المبرِّد قياساً. والبربور: الجشيش من البر. وأَبَرَ اللهُ حَجَّكَ، لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ، أي قَبِلَهُ. وأَبَرَّ فلانٌ على أصحابه، أي علاهُم. ابن السكيت: أَبَرَّ فلانٌ، إذا ركب البر.
_________
(1) الذبيانى.
(2) في ديوانه: " إنا قسمنا ".

(2/588)


[بزر] البَزْرُ: بَزْرُ البَقْلِ وغيره. ودُهْنُ البَزْرِ والبِزْرُ، وبالكسر أفصحُ. والأَبْزارُ والأَبازيرُ: التوابلُ. والبَيْزَرُ: خشبُ القصار الذى يدق به. والبيازر: العصى الضخام. وبرزه بالعصا: ضربه بها. والبَيازِرةُ: جمع بَيْزارٍ، وهو معرب بازْيار (1) . وقال الكميت: كأنَّ سَوابِقَها في الغبارِ * صُقورٌ تُعارِضُ بيزارها -
[بسر] البُسْرُ أولُه طَلْعٌ، ثم خلال، ثم بَلَحٌ، ثم بُسْرٌ، ثم رطب، ثم تمر. الواحدة بسرة وبسرة، والجمع بسرات وبسرات. وأَبْسَرَ النخلُ: صار ما عليه بُسْراً. ويقال للشمس في أوّل طلوعها بُسْرَةٌ. والبُسْرَةُ من النبات أوّلُها البارِضُ، وهو كما يبدو في الأرض، ثم الجَميمُ، ثم البُسْرَةُ، ثم الصَمْعاءُ، ثم الحشيشُ. قال ذو الرمة: رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جميماً وبُسْرَةً * وصَمْعاَء حتى آنفتها نصالها (2) -
_________
(1) وهو حامل البازى وخادم الصقر للصيد به عند الملوك وصناعة البيرزة اه‍. قاله نصر.
(2) في المطبوعة الاولى: " فصالها "، صوابه من اللسان.

(2/589)


والبسر: الماء الطرى الحديثُ العهدِ بالمطر، والجمع بِسارٌ (1) ، مثل رمحٍ ورِماحٍ، وتَبَسَّرْتُهُ، إذا طلبْتَه. وقال الراعي: إذا احْتَجَبَتْ بناتُ الأرضِ عنه * تَبَسَّرَ يَبْتَغي فيها البِسارا - وبناتُ الأرضِ: المواضعُ التي تخفى على الراعي. وبَسَرَ الرجلُ الحاجةَ بَسْراً، إذا طلبَها في غير موضِع الطلب. والبَسَرُ: أن يَنْكأَ الحِبْنُ قبل أن يَنْضَجَ أي يَقْرِفَ عنه قِشْرَهُ. والبَسْرُ: ظَلم السِقاء. والبَسْرُ: أن تخلط البسر مع غيره في النبيذ. وفى الحديث: " لا تبسروا ولا تثجروا ". وبسر الفحل الناقة وابتسرها: إذا ضربَها من غير ضَبَعَةٍ. وبَسَرَ الرجل وجهَه بُسوراً، أي كلح. يقال: عبس وبسر. والباسور: واحد البواسير، وهى علة تحدث في المقعدة وفى داخل الانف أيضا. وأبسر المركَبُ في البحر، أي وقَف (2) .
_________
(1) في المطبوعة الاولى " وبسر "، تحريف.
(2) قال في مروج الذهب ص 101: والبياسرة من ولد من المسلمين بأرض الهند، كانوا يسمونهم بذلك، واحدهم بيسرى اه‍. وهذا غير ما في القاموس من أن البياسرة جيل من السند تستأجرهم النواخذة لمحاربة العدو اه‍ أقول: وأما أرسلان البساسيرى مقدم الاتراك الذى قتله طغرلبك السلجوقي وصلبه في بغداد لخروجه على الخليفة، فهو منسوب شذوذا إلى بسا، ويقا لها فسا: بلد أبى على الفسوى الشهير بالفارسي كما في ترجمة البساسيرى من ابن خلكان. قاله نصر.
(75 - صحاح - 2)

(2/589)


[بشر] البَشَرَةُ والبَشَرُ: ظاهرُ جلدِ الإنسان. وبَشَرَةُ الأرضِ: ما ظهر من نباتها. وقد أَبْشَرَتِ الأرضُ، وما أحسن بَشَرَتَها. والبَشَرُ: الخلقُ. ومُباشَرَةُ المرأةِ: ملامستُها. والحِجْرُ (1) المُباشِرُ: التي تَهُمُّ بالفحلِ. ومُباشَرَةُ الأمورِ: أن تليَها بنفسك. وبَشَرْتُ الأديمَ أَبْشُرُهُ بَشْراً، إذا أخذْت بَشَرَتَهُ. وفلانٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إذا كان كاملاً من الرجال، كأنه جَمَعَ لينَ الأَدَمَةِ وخُشونَةَ البَشَرَةِ. وبَشَرَ الجرادُ الأرضَ: أكَلَ ما عليها. والبشر أيضا: المباشرة. قال الافوه. لما رأت سرى تغير وانثنى * من دون نهمة بشرها حين انثنى - أي مباشرتي إياها. وبشرت الرجل أَبْشُرُهُ بالضم بَشْراً وبُشوراً، من البُشرى. وكذلك الإِبْشارُ والتَبْشيرُ، ثلاثُ لغاتٍ والاسمُ البِشارَةُ. والبُشارَةُ، بالضم والسكر. يقال: بشرته بمولود فأبشر إبشارا، أي سر.
_________
(1) قوله: والحجر، بكسر الحاء، أي الانثى من الخيل كالمهرة.

(2/590)


وتقول: أبشر بخيرٍ، بقطعِ الألف. ومنه قوله تعالى:
(وأَبْشِروا بالجَنَّةِ) *. وبَشِرْتُ بكذا بالكسر، أَبْشَرُ، أي اسْتَبْشَرْتُ به. وقال عطية بن زيد الجاهلي (1) : وإذا رأَيْتَ الباهِشينَ إلى العُلى * غُبْراً أكُفُّهُمُ بقاعٍ مُمْحِلِ - فأَعِنْهُمُ وابشر بما بشروا به * وإذا هم نزلوا بضنك فانزل - ويروى: " وايسر بما يسروا به ". وأتانى أمر بَشِرْتُ به، أي سُرِرْتُ به. وبَشَرَني فلانٌ بوجهٍ حسنٍ، أي لقيني. هو حسن البشر بالسكر، أي طلق الوجه. والبشر أيضا: اسم جبل بالجزيرة، واسم ماء لبنى تغلب. وبشرى: اسم رجل لا ينصرف في معرفة ولا في نكرة، للتأنيث ولزوم حرف التأنيث له وإن لم يكن صفة، لان هذه الالف يبنى الاسم لها، فصارت كأنها من نفس الكلمة، وليست كالهاء التى تدخل على الاسم بعد التذكير. وقوله تعالى:
(يا بشراى هذا غلام) * كقولك: عصاي وتقول في التثنية: يا بشرتي. والبشارة المطلقة لا تكون إلاّ بالخير، وإنَّما
_________
(1) قال ابن برى: هو لعبد القيس بن خفاف البرجمى.

(2/590)


تكون بالشر إذا كانت مقيَّدةً به، كقوله تعالى:
(فبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أليم) *. وتباشر القوم، أي بعضُهم بعضاً. والتَباشيرُ: البُشْرى وتَباشيرُ الصبحِ: أوائلُه، وكذلك أوائلُ كلِّ شئ. ولايكون منه فعل. والبشير: المبشر. والمبشرات: الرياح التي تُبَشِّرُ بالغيث. والبَشيرُ: الجميلُ. وامرأةٌ بشيرةٌ وناقةٌ بَشيرَةٌ، أي حسنة. قال الراجز (1) : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل آفق مشاجر - والبشارة، بالفتح: الجمال. قال الشاعر (2) : ورَأَتْ بأنَّ الشَيْبَ جا * نَبَهُ البَشاشَةُ والبَشارَهْ - والتُبُشِّر (3) : طائرٌ يقال هو الصفارية.
[بصر] البصرة: حاسة الرؤية. وأبصرت الشئ: رأيته. والبصير: خلاف الضرير.
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) الاعشى من قصيدته التى أولها: بانت لتحزننا عفاره * يا جارتا ما أنت جاره -
(3) في القاموس: " وبخط الجوهرى الباء مفتوحة ".

(2/591)


وباصَرْتُهُ، إذا أَشْرَفْتَ تنظُر إليه من بعيد. والبَصَرُ: العِلْمُ. وبَصُرْتُ بالشئ: علمته. قال الله تعالى:
(بَصُرْتُ بما لم يَبْصُروا به) *. والبَصيرُ: العالِمُ. وقد بَصُرَ بَصارةً. والتَبَصُّرُ: التأمُّلُ والتَعَرُّف. والتَبْصيرُ: التعريفُ والايضاح. وقول الشاعر: قرنت بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ * عن القصد حتى بصرت بدمام - يعنى طلى ريش السهم بالبصيرة، وهى الدم. والمبصرة: المضيئة، ومنه قوله تعالى:
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) *، قال الأخفش: إنها تُبَصِّرُهُمْ، أي تجعلهم بُصَراء. والمَبْصَرةُ، بالفتح الحُجَّةُ. والبَصْرَةُ: حجارةٌ رِخوةٌ إلى البياض ماهى، وبا سميت البصرة. وقال ذوالرمة (1) : تداعين باسم الشيب في مُتَثَلِّمٍ * جَوانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسِلامِ - فإذا أسقطت منه الهاء قلت بصر بالكسر. قال عباس بن مرداس: إن كنت جلمود بصر لا أوبسه * أوقد عليه فأحميه فينصدع (2) -
_________
(1) يصف إبلا شربت من ماء.
(2) هذا البيت سيأتي أول باب السين: " إن تك جلمود ". وبعده " السلم تأخذ منها ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع -

(2/591)


والبصرتان: الكوفة والبصرة. وبَصَّرَ (1) القومُ تَبْصيراً، أي صاروا إلى البَصْرَةِ. أبو عمرو: البَصيرَةُ: مابين شقتي البيت، وهى البَصائرُ. والبَصيرَةُ: الحُجَّةُ والاسْتِبصارُ في الشئ. وقوله تعالى:
(بَلِ الإنسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ) *، قال الاخفش: جعله هو البَصيرَةَ كما يقول الرجل للرجل: أنت حُجَّةٌ على نفسك. أبو زيد: البَصيرَةُ من الدم: ماكان على الارض. والجدية: ما لزق بالجسد. وقال الاصمعي: والبصيرة شئ من الدمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَمِيَّةِ. وقول الجعفي (2) : راحوا بصائرهم على أكتافهم * وبصيرتي يعدو بها عتد وأى - يقول: إنهم تركوا دم أبيهم وجعلوه خلفهم، أي لم يثأروا به وأنا طلبت ثأري. وكان أبو عبيدة يقول: البصيرة في هذا البيت: الترس أو الدرع. وكان يرويه: " حملوا بصائرهم ".
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " وتبصر "، صوابه في القاموس.
(2) الاشعر.

(2/592)


والبصر: أن يضم أديم إلى أديمٍ فَيُخْرَزانِ كما تُخاط حاشيتا الثوبِ فتوضع إحداهما فوقَ الأخرى، وهو خلافُ خياطةِ الثوبِ قبل أن يُكَفَّ. وقولهم: أَرَيْتُهُ لَمْحاً باصِراً، أي نَظَراً بتحديقٍ شديدٍ. ومخرجه مخرج رجل لابن وتامر، أي ذو لبن وتمر. فمعنى باصر، أي ذو بصر. وهو من أبصرت، مثل موت مائت وهو من أمت. أي أريته أمرا شديدا يبصره. والبنصر (1) : إصبع يلى الخنصر، والجمع البناصر. والبُصْرُ بالضم: الجانبُ والحرفُ من كل شئ. وفى الحديث: " بصر كل سماء مسيرة كذا "، يريد غلظها. وبصرى: موضع بالشام. قال الشاعر: ولو أعطيت من ببلاد بصرى * وقنسرين من عرب وعجم - وتنسب إليها السيوف. قال الشاعر (2) : صفائح بصرى أخلصتها قيونها * ومطردا من نسج داود محكما -
[بطر] البَطَرُ: الأَشَرُ، وهو شدَّة المرح. وقد
_________
(1) بكسر الباء والصاد كما ضبط في اللسان والقاموس ونص صاحب المصباح على هذا الضبط.
(2) هو الحصين بن الحمام المرى.

(2/592)


بطر بالسكر يبطر. وأَبْطَرَهُ المالُ. يقال: بَطِرْتَ عيشتَك، كما قالوا: رشدت أمرك. وقد فسرناه. والبطر أيضاً: الحَيْرَةُ والدَهَشُ. وأَبْطَرَهُ، أي أدهشه. وأَبْطَرْتُ فلاناً ذَرْعَهُ، إذا كلّفتَه أكثَرَ من طوقه. وبَطَرْتُ الشئ أبطره بطرا: شققته، ومنه سمى البيطار وهو المبيطر. قال النابغة: شك الفريسة (1) بالمدرى فأَنْفَذَها * شَكَّ (2) المبَيْطِرِ إذ يَشْفي من العضد - وربما قالوا يبطر، مثال هزبر. وقال:
شق البيطر مدرع الهمام (3) * وقال الطرماح: يساقطها تترى بكل خميلة * كبزغ (4) البيطر الثقف (5) رهص الكوادن - ومعالجته البيطرة. وذهب دمُه بِطْراً بالكسر، أي هَدَراً.
_________
(1) الرواية: شك الفريصة " بالصاد الهملة.
(2) يروى: " طعن ".
(3) قبله:
باتت تشق أدعج الظلام * ويروى: " باتت تجيب ".
(4) ويروى: " كجيب البيطر ".
(5) الثقف، بالفتح، وبالكسر وككتف وأمير وندس وسكيت.

(2/593)


[بظر] البَظْرُ: هَنَةٌ بين الأَسْكَتَيْنِ لم تُخفَضْ وكذلك البُظارَةُ (1) . وامرأةٌ بَظْراءُ بيِّنةُ البَظْرِ. وبُظارَةُ الشاةِ: هَنَةٌ في طَرَفِ حَيائها. والبُظَارَةَ أيضاً: هَنَةٌ ناتئةٌ في الشَّفَة العليا، وهي الحِثْرِمَةُ ما لم تَطُلْ، فإذا طالت قليلاً فالرجل حينئذ أَبْظَرُ. ومنه قول عليٍّ رضي الله عنه لشُرَيح: " فما تقول أنتَ أيُّها العبد الأَبْظَرُ ". وقد بظر الرجل بظرا.
[بعر] البَعيرُ من الإِبل بمنزلة الإنسان من الناس، يقال للجمل بعير وللناقة بعير. وحكى عن بعض العرب: صرعتني بعيرى، أي ناقتي. وشربت من لبن بعيرى. وإنما قال له بعير إذا أجذع. والجمع أبعرة، وأَباعِرُ، وبُِعْرانٌ (2) . والبَعْرَةُ (3) : واحدة البَعْرِ والأَبْعارِ. وقد بَعَرَ البَعيرُ والشاةُ يبعر بعرا.
[بعثر] الفراء: يقال: بَعْثَرَ الرجل متاعه وَبَحْثَرَهُ، إذا فرَّقه وبدّده وقلبَ بعضَه على بعض. ويقال: بعثرت الشئ وبحثرته، إذا استخرجته وكشفته.
_________
(1) بالضم والفتح. الاخيرة عن أبى غسان.
(2) بضم الباء وكسرها.
(3) بسكون العين وفتحها في الواحدة والجمع.

(2/593)


وقال أبو عبيدة في قوله تعالى:
(بعثر مافى القُبورِ) *: أُثِيرَ وأُخْرِجَ. وقال: وتقول بَعْثَرْتُ حوضي، أي هدمته، وجعلت أسفله أعلاه.
[بغر] بَغَرَ النجمُ يَبْغُرُ بُغوراً، أي سقط وهاجَ بالمطر. يعني بالنجم الثريَّا. والبَغْرَةُ: الدُفعةُ من المطر الشديد. تقول منه: بُغِرَت الأرضُ. والبَغَرُ بالتحريك: داءٌ وعطشٌ. قال الاصمعي: هو عطش يأخذه الإبل فتشربُ فلا تروى، وتمرض عنه فتموت. قال الشاعر (1) : فقُلْتُ ما هو إلاَّ الشامُ تَرْكَبُهُ * كأَنَّمَا الموتُ في أَجْنادِهِ البَغَرُ - تقول منه: بغر بالكسر. وعير رجل من قريش فقيل له: مات أبوك بشما، وماتت أمك بغرا! ويقال: تفرَّقتْ إبلُه شِغَرَ بَغَرَ، إذا تفرقت في كل وجه.
[بغثر] يقال: تركت القوم في بَغْثَرَةٍ، أي في هَيْجٍ واختلاطٍ. وتبغثرت نفسه: غثت. يقال: أصبح
_________
(1) هو الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز.

(2/594)


فلان متبغثرا، أي متمقسا. وربما جاءت بالعين غير معجمة، ولا أرويه عن أجد.
[بقر] البَقَرُ: اسم جنسٍ. والبَقَرَةُ تقع على الذكَر والأنثى، وإنما دخَلته الهاء على أنَّه واحدٌ من جنس. والجمع البَقَراتُ. والباقِرُ: جماعة البَقَرِ مع رعاتِها. والبَيْقورُ: البقر. قال الشاعر (1) : أجاعل أنت بيقورا مسلعة * ذريعة لك بين الله والمطر (2) وأهل اليمن يسمون البقرة باقورة. وكتب النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الصدقة لاهل اليمن: " في كل ثلاثين باقورة بقرة ". والبقار: اسم واد. قال لبيد: فبات السيل يركب جانبيه * من البقار كالعمد الثقال - وبقرت الشئ بقرا: فتحته ووسّعْتَه ومنه قولهم: ابْقُرْها عن جَنِينِها، أي شُقَّ بطنها عن ولدها. والتَبَقُّرُ: التَوَسُّعُ في العِلم والمال. وكان
_________
(1) هو الورل الطائى.
(2) قبله: لا در در رجال خاب سعيهم * يستمطرون لدى الازمات بالعشر -

(2/594)


يقال لمحمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنه " الباقر " لتبقره في العلم. ويقال: فتنة باقره كداء البطنِ، وهو الماءُ الأصفرُ. والبَقيرُ والبقيرة: الاتب، وهو قميص لاكمى له، تلبسه النساء. وناقة بَقيرٌ، إذا شُقَّ بَطنُها عن ولدها. والبَقيرُ: أيضاً: جماعةُ البقر. والبقيرى مثال السميهى: لعبة للصبيان، وهى كومة من تراب وحولها خطوطٌ. وقد بقروا، أي لعبود ذلك. قال طفيل الغنوى يصف فرسا (1) : أبنت فما تنفك حول متالع * لها مثل آثار المبقر ملعب - وبقر الرجل بالكسر يبقر بقرا، أي حسر واعيا. وبيقر مثله. ويقال: بقر الكلب وبيقر، إذا رأى البَقَرَ فتحيَّر. كما يقال: غَزِلَ، إذا رأى الغزالَ فَلَهيَ. وبَيْقَرَ الرجلُ: أقام بالحضر وترك قومَه بالبادية. قال امرؤ القيس: ألا هل أتاها والحوادث جمة * بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا -
_________
(1) صوابه: خيلا تلعب بذلك الموضع، كما نبه عليه ابن برى.

(2/595)


والبيقرة: إسرع يطأطئ الرجل فيه رأسه. وقال الشاعر: فبات يجتاب شقارى كما * بيقر من يمشى إلى الجلسد -
[بكر] البِكْرُ: العذراءُ، والجمع أَبْكارٌ، والمصدر البَكارَةُ بالفتح. والبِكْرُ: ألمرأةُ التي ولدتْ بطناً واحداً. وبِكْرُها: ولدُها. والذكَر والأنثى فيه سواء. وقال: يا بكر بكرين ويا خلب الكبد * أصبحت منى كذراع من عضد - وكذلك البكر من الابل. قال الهذلى (1) : مَطافيلَ أبكارٍ حديثٍ نَتاجُها * تُشابُ بماء مثل ماء المعاقل (2) - يعنى مياها تجرى في مواضع صلبة بين الجبال. والبكر: الفَتيُّ من الإِبل، والأنثى بِكْرَةٌ، والجمع بكار مثل فرخ وفراخ، وبكارة أيضا مثل فحل وفحالة. قال أبو عبيدة: البكر من الابل بمنزلة الفتى من الناس، والبكرة بمنزلة الفتاة، والقلوص بمنزلة
_________
(1) الهذلى هو أبو ذؤيب.
(2) ويروى: " مثل ماء المفاصل ". وقبله: وإن حديثاً منكِ لو تبذُلينه * جَنى النحلِ في ألبانِ عوذٍ مَطافِلِ -

(2/595)


الجارية، والبعير بمنزلة الانسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة. ويجمع في القلة على أبكر. وقد صغره الراجز وجمعه بالياء النون فقال: قد شربت إلا $ الدهيدهينا * قليصات وأبيكرينا - وبكر: أبو قبيلة، وهو بكر بن وائل بن قاسط. فإذا نسبت إلى أبى بكر قلت بكرى تحذف منه الاسم الاول، وكذلك في كل كنية. وبكرة (1) البئر: ما يُسْتَقى عليها، وجمعها بكر بالتحريك، وهو من شواذ الجمع، لان فعلة لا تجمع على فعل، إلا أحرفا: مثل حلقة وحلق وحمأة وحمإ، وبكرة وبكر. وبكرات أيضا. قال الراجز:
والبكرات شرهن الصائِمَة * يعني التي لا تدور. ويقال: جاءوا على بَكْرَةِ أبيهم، للجماعة إذا جاءوا معا ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة (2) . وتقول: أتيتهُ بُكْرَةً بالضم، أي باكراً. فإن أردت به بُكْرَةَ يوم بعينه قلت: أتيته
_________
(1) وذكر ابن سيده فيها لغتين، الفتح والتحريك، كما في اللسان.
(2) أي إنما هو على المثل.

(2/596)


بكرة غيرَ مصروفٍ، وهي من الظُروف التي لا تتمكن. وسِيرَ على فرسك بُكْرَةً وبَكَراً، كما تقول سَحَراً. وقد بَكَرْتُ أَبْكُرُ بُكوراً، وبَكَّرْتُ تَبْكِيراً، وأَبْكَرْتُ وابْتَكَرْتُ، وباكَرْتُ كله بمعنى. ولا يقال بكر ولا بكر (1) ، إذا بكر. وقال أبو زيد: أَبْكَرْتُ على الوِرْدِ إِبْكاراً وكذلك أَبْكَرْتُ الغَداءَ. قال: وبَكَرْتُ على الحاجة بكورا، وأبكرت غيرى. وأبكر الرجلُ: وَرَدَتْ إِبله بُكْرَةً. وكلُّ من بادر إلى الشئ فقد أَبْكَرَ إليه وبَكَّرَ، أيَّ وقتٍ كانَ. يقال: بَكِّرُوا بصلاة المغرب، أي صلّوها عند سقوط القُرص. وقوله تعالى:
(بالعَشيِّ والإبْكارِ) *، وهو فَعلٌ يدلُّ على الوقت وهو البكرة، كما قال:
(بالغدو والآصال) * جعل الغدو وهو مصدر، يدل على الغداة. ورجل بكر في جاجته وبكر، مثل حذر وحذر (2) ، أي صاحب بكور. والباكورة: أول الفاكهة.
_________
(1) أي بضم الكاف أو كسرها إذا بكر بشد الكاف
(2) قوله مثل حذر وحذر أي بكسر الوسط وضمه.

(2/596)


وقد ابتكرت الشئ، إذا استوليت على باكورته. وفى حديث الجمعة: " من بكر وابتكر "، قالوا: بكر: أسرع. وابتكر: أدرك الخطبة من أولها. وهو من الباكروة. والبكور من النخل مثل البكيرة، وهو الذي يُدرِكُ أوَّلَ النخل، وجمعُه بُكُرٌ. وضربةٌ بِكْرٌ بالكسر، أي قاطعة لا تثنى. وفى الحديث: " كانت ضربات على رضى الله عنه أبكار، إذا اعتلى قد وإذا اعترض قط ".
[بور] البورُ: الرجلُ الفاسدُ الهالكُ الذى لا خير فيه. قال عبد الله بن الزبعرى السهمى: يا رسول المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذا أنا بور (1) - وامرأة بور، حكاه أيضا أبو عبيدة. وقومٌ بورٌ: هَلكى. قال الله تعالى:
(وكنتم قَوْماً بوراً) *، وهو جمع بائر مثل حائل وحول. وحكى الاخفش عن بعضهم أنه لغة وليس بجمع لبائر، كما يقال، أنت بشر وأنتم بشر.
_________
(1) بعده: إذ أجارى الشيطان في سنن الغ‍ * ى ومن مال ميله مثبور - المثبور: المهلك.

(2/597)


وقد بار فلان، أي هلك. وأبارَهُ الله: أهلكه. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. وهو إتباع لحائر. وبارَهُ يَبورُهُ، أي جرَّبه واختبره. والابْتيارُ مثله. قال الكميت: قَبيحٌ بمثليَ نَعْتُ الفَتا * ةِ إِمَّا ابتهار أو إما ابتيارا - يقول: إما بهتانا وإما اختبار بالصدق لاستخراج ما عندها. وبَرْتُ الناقةَ أَبورُهَا بَوراً بالفتح، وهو أن تَعرِضَها على الفحل تنظر ألا قح هي أمْ لا، لأنَّها إذا كانت لاقِحاً بالتْ في وجه الفحل إذا تشممها. قال الشاعر (1) : بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كإيزاغ المخاض تبورها - ويقال أيضا: بار الفحلُ الناقةَ وابْتارَها، إذا تشمَّمها ليعرف لِقاحها من حِيالِها. ومنه قولهم: بُرْ لي ما عند فلانٍ، أي اعْلَمْهُ وامْتَحِنْ لي ما في نفسه. والبور أيضا: الارض التى لم تزرع، عن أبى عبيد. وهو في الحديث في الكتاب الذى كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لاكيدر صاحب
_________
(1) مالك بن زغبة.
(76 - صحاح - 2)

(2/597)


دومة الجندل: " إن لنا الضاحية من البعل والبور (1) والمعامي والاغفال ". والبوار: الهلاك. وحكى الأحمر: " نزلَتْ بَوارِ على الكُفّار " مثل قَطامِ. وأنشد:
إن التَظالُمَ في الصَديقِ بَوارِ (2) * وبارِ المتاع: كسد. يقال: نعوذ بالله من بوار الايم. وبار عمله: بطل. ومنه قوله تعالى:
(ومَكْرُ أُولَئِكَ هو يَبورُ) *. والبارياءُ والبورياءُ: التي من القصب. وقال الأصمعي: البورياءُ بالفارسية، وهو بالعربية بارِيٌّ وبوريٌّ. وأنشد للعجاج يصف كناس الثور:
كالخص إذ جلله الباري * وكذلك البارية:
[بهر] أبو عمرو: يقال بَهْراً له، أي تَعْساً له. قال ابن ميادة: تفَاقَدَ قَوْمي إذْ يَبيعون مُهْجَتي * بَجَارِيةٍ بَهْراً لهم بعدها بهرا (3) -
_________
(1) هو بالفتح مصدر وصف به. ويروى بالضم أيضا.
(2) لابي مكعت، واسمه الحارث بن عمرو. وقيل لنقذ بن خنيس. وصدره:
قتلت فكان تباغيا وتظالما
(3) قبله: لعمري لئن أمسيت يا أم جحدر * نأيت لقد أبليت في طلب عذرا -

(2/598)


ويقال أيضا: بهرا في معنى عَجَباً. قال عمر ابن أبي ربيعة: ثم قالوا تحِبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ القَطرِ والحَصى والتُرابِ. - وبَهَرَهُ بَهْراً، أي غلبه. والبُهْرُ بالضم: تتابُع النَفَسِ. وبالفتح المصدر، يقال: بَهَرَهُ الحِمْلُ يَبْهَرُهُ بَهْراً، أي أوقع عليه البُهْرَ فانْبَهَرَ، أي تتابع نَفَسُهُ. وبُهْرَةُ الليلِ والوادي والفرسِ: وَسَطُهُ. والأَبْهَرُ: عِرْقٌ إذا انقطع مات صاحبُه، وهما أَبْهَرانِ يَخرجان من القلب ثم يتشعَّبُ منهما سائر الشَرايين. وأنشد الأصمعيُّ لابن مُقْبل: ولِلْفُؤَادِ وَجيبٌ تحت أبْهَرِهِ * لَدْمَ (1) الغُلامِ وراء الغَيْبِ بالحَجَر - والأبْهَرُ من القوس: مابين الطائف والكُلْيَةِ. والأَباهِرُ من ريش الطائر: ما يلي الكُلى، أولها القوادمُ، ثم المناكبُ، ثم الخوافي، ثم الاباهر، ثم الكلى. وبهراء: قبيلة من قضاعة، والنسبة إليهم بهرانى مثال بحراني، على غير قياس لان قياسه بهراوى بالواو. والبهار: العرار الذى يقال له عين البقر،
_________
(1) ويروى " لد الوليد ".

(2/598)


وهو بهار البر، وهو نبت جعد له فقاحة صفراء تنبت أيام الربيع، يقال لها العرارة. والبهار بالضم: شئ يوزن به، وهو ثلثمائة رطل. وقال عمر وبن العاص " إن ابن الصعبة - يعنى طلحة بن عبيد الله (1) - ترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب " فجعله وعاء. قال أبو عبيد: والبهار في كلامهم: ثلثمائة رطل، وأحسبها غير عربية، وأراها قبطية. وبهر القمر: أضاء حتى غلب ضَوْءَهُ ضَوْءَ الكواكب. يقال: قمرٌ باهِرٌ. وبَهَرَ الرجل: بَرَعَ. وقال ذو الرمة (2) : وقد بَهَرْتَ فلا تَخْفى على أحَدٍ * إلاَّ على أَحَدٍ لا يَعْرِفُ القَمَرا - وقد بهرت فلانة السناء: غلبتهن حسنا. والعرب تقول: الازواج ثلاثة: زوج بهر، وزوج دهر، وزوج مهر. أي يبهر العيون بحسنه، وأو يعد لنوائب الدهر، أو يؤخذ منه المهر. والابتهار: ادعاء الشئ كذبا. قال الشاعر:
_________
(1) كان يقال لامه: " الصبعة ".
(2) في اللسان: قال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة: مازلت في درجات الامر مرتقيا * تنمى وتسمو بك الفرعان من مضرا - حتى بهرت فما تخفى على أحد * إلا على أكمه لا يعرف القمرا -

(2/599)


* وما بى إن مَدَحْتَهُمُ ابْتِهارُ * وابْتُهِرَ فلانٌ بفلانة: شُهِرَ بها. وابْهارَّ الليلُ ابْهيراراً، أي انتصف، ويقال ذهب مُعظمه وأكثره. وابهَارَّ علينا الليلُ ابْهيراراً: طال.
[بهتر] البُهْتُرُ، لغةٌ في البُحْتُرِ، وهو القصير. وأنشد أبو عمرو: ليس بجلباب ولا هقور (1) * لكنه البهتر وابن البهتر - وانشد الفراء قول كثير: عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ * قصار الخطا شر النساء البهاتر (2) - بالهاء.
[بهزر] الأًصمعي: البُهْزُرَةَ: الناقة العظيمة، والجمع البهازر. قال الكميت: إلا لهمهمة الصهي‍ * - ل وحنة الكوم الهبازر -
_________
(1) الرجز لنجاد الخيبرى. وقبله:
عض لئيم المنتمى والعنصر
(2) قبله: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ القَصائِرُ -

(2/599)


فصل التاء
[تأر] أتأرته بصرى، أي أتبعته إياه.
[تبر] التِبْرُ: ما كان من الذهب غير مضروب، فإذا ضرب دنانير فهو عين. ولا يقال تبر إلا للذهب. وبعضهم يقوله للفضة أيضا. ويقال: في رأسه تِبْرِيَةٌ. قال أبو عبيدة: هي لغة في الهِبْريَة، وهو الذي يكون في أصول الشعر مثلَ النُخالة. والتَبارُ: الهلاك. وتَبَّرَهُ تتبيرا، أي كسره وأهلكه. و * (هؤلاء متبر ماهم فيه) *، أي مكسر مهلك.
[تجر] تَجَرَ يَتْجُرُ (1) تَجْراً وتِجارَةً، وكذلك اتجر يتجر، هو افتعل، فهو تاجر. والجمع تجر، مثال صاحب وصحب، وتجار وتجار. والعرب تسمى بائع الخمر تاجرا. قال الاسود بن يعفر: ولقد أروح على التجار مرجلا * مذلا بمالى ليغا أجيادى -
_________
(1) قوله تجر يتجر، أي من باب نصر، كما في المختار. ودعوى الوانى على المختار هنا خلاف ذلك غير صحيحة، ولعلها مبنية على نسخة محرفة وقعت له. قاله نصر.

(2/600)


أي مائلا عنقي من السكر. ويقال ناقة تاجرة - للنافقة - وأخرى كاسدة. وحكى أبو عبيدة: ناقةٌ تاجرٌ، أي نافقةٌ في التجارة والسوقِ. وأرضٌ متجرة: يتجر فيها.
[ترر] تَرَّتِ النَواةُ من مِرْضاخِها تَتِرُّ وتَتُرُّ، أي نَدَرتْ. وضرب يده بالسيف فأَتَرَّها، أي قطعها وأندرها. والغلام يتر القلة (1) بالمقلاء. وتر فلان عن بلده: تباعَدَ. وأَتَرَّهُ القضاءُ: أبعده. والتُرُّ بالضم: خيطٌ يُمَدُّ على البِناء (2) يقول الرجل لصاحبه عند الغضب: لأُقيمَنَّكَ على التُرِّ. والتَرارَةُ: السِمَنُ والبضاضةُ. تقول منه: تَرِرْتَ بالكسر، أي صرتَ تارَّاً، وهو الممتلئ. وقال الشاعر (3) : ونصبح بالغداة أتر شئ * ونمسى بالعشى طلنفحينا -
_________
(1) القلة، بتخفيف اللام مفتوحة: عودان يلعب بهما الصبيان.
(2) في اللسان: " هو الخيط الذى يمد على البناء فيبنى عليه، وهو بالعربية الامام " جعله فارسيا معربا.
(3) هو رجل من بنى الحرماز.

(2/600)


والترترة: التحريك. وفى الحديث: " تر تروه ومز مزوه (1) ". والتراتر: الامور العظامُ. وقول زيد الفوارس: أَلَمْ تعْلَمي أَنِّي إذا الدَّهْرُ مَسَّني * بنائِبَةٍ زَلَّتْ ولم أَتَتَرْتَرِ - أي لم أتزلزل ولم أتقلقل. والاترور: غلام الشرطي، لا يلبس السواد (2) . قالت الدهناء امرأة العجاج: والله لولا خشية الامير * وخشية الشرطي والاترور * لجلت بالشيخ من البقير * كجولان صعبة عسير
[تغر] تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ بالفتح فيهما، لغةٌ في تَغِرَتْ تَتْغَرُ (3) ، إذا غلت.
[تفر] التِفْرَةُ بكسر الفاء: النُقْرَةُ التي في وسط الشَفَة العليا.
[تمر] التَمْرُ: اسم جنسٍ، الواحدة منها تَمْرَةٌ، وجمعها تَمراتٌ بالتحريك: وجمع التمر تمور
_________
(1) أي حركوه ليستنكه هل يوجد من ريح الخمر أم لا.
(2) نص يدل على أن لباس الشرطي كان السواد.
(3) أي من باب طرب.

(2/601)


وتمران بالضم. ويراد به الأنواعُ، لأنَّ الجنس لا يجمع في الحقيقة. والتامِرٌ: الذي عنده التَمْرُ، يقال رجلٌ تامِرٌ ولابِنٌ، أي ذو تَمْرٍ ولبنٍ. وقد يكون من قولك، تَمَرْتُهُمْ فأنا تامِرٌ، أي أطْعَمْتُهُمْ التَمْرَ. والتَمَّارُ: الذي يبيعه. والتَمْريُّ: الذي يحبُّه. والمُتْمِرُ: الكثيرُ التَمْرِ. يقال: أَتْمَرَ الرجلُ، إذا كَثُرَ عنده التَمْرُ. والمَتْمورُ: المُزَوَّدُ تَمْراً. والتامورَةُ: الصَومَعَةُ. وقولهم فلانٌ أسدٌ في تامورَتِهِ: أي في عَرينه. والتامورَةُ: غِلاف القَلْب. والتامورَةُ: الإبريقُ. قال الأعشى يصف خمَّارةً: فإذا لها تامورَةٌ * مَرفوعَةٌ لشَرابِها - وما بالدار تامورٌ، أي أحدٌ، غير مهموز. والتامورُ: الدمُ، ويقال النَفْسُ. قال أوس: أُنْبِئْتُ أَنَّ بَني سحيم أدخلو (1) * أبياتهم تامور نفس المُنْذِرِ - قال الأصمعيّ: يعني مُهجَةَ نفسه. وكانوا قتلوه. وقال آخر (2) :
_________
(1) ويروى: " أولجوا ".
(2) هو عمربن قعاس المرادى.

(2/601)


وتامور هرقت وليس خمرا * وحبة غير طاحية طحيت - وأكلنا جزرة - وهى الشاة السمينة - فما تركنا منها تامورا، أي شيئا. وأكل الذئب الشاة فما ترك منها تامورا. وما في الركية تامور، أي شئ من ماءٍ. وما بالدار تومُريٌّ بغير همز. وبلادٌ خلاءٌ ليس بها تومُريٌّ، أي أحدٌ. وما رأيت تومُرِيَّاً أحسنَ منها، للمرأة الجميلة، أي لم أرخلقا. وما رأيت تومُرِياً أحسنَ منه. وتَتْميرُ اللحم والتمر: تجفيفهما. وقال الشاعر يصف فرخة عقاب تسمى غبة: لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها (1) - يقول: إنها صيد الارانب والثعالب، فأبدل من الباء فيهما ياء.
[تمأر] اتمأر الشئ: طال واشتد، مثل اتمهل واتمأل. قال زهير بن مسعود الضبى:
_________
(1) هذا لا ينافى قول م رفى أرنب: لا يجوز أرانى في جمعه إلا في الشعر عند سيبويه. وأنشد لابي كاهل اليشكرى يشبه ناقته بعقاب: كأن رحلى على شغواء حادرة * ظمياء قد بل من طل خوافيها - لها أشارير.... الخ....

(2/602)


ثنى لها يهتك أسحارها * بمتمئر فيه تحريب -
[تنر] التَنُّورُ: الذي يُخبَزُ فيه. وقوله تعالى:
(وفارَ التَنُّورُ) *. قال على رضي الله عنه: هو وجهُ الارض.
[تور] التَوْرُ: إناءٌ يشرب فيه. والتَوْرُ: الرسولُ بين القوم. قال ابن دريد: وهو عربيّ صحيح. وأنشد: والتّوْرُ فيما بَيْنَنا مُعْمَلُ * يرضى به المأتى (1) والمرسل - أبو عمرو: فلان يُتارُ على أن يُؤْخَذَ، أي يدار على أن يؤخذ. وأنشد للمحاربي (2) : لقد غضبوا على وأشقذونى * فصرت كأننى فرأ يتار - ويروى: " متار " مقلوب من متأر.
[تير] التَيَّارُ: الموجُ. قال عَدِيٌّ:
كالبحر يقذف بالتيار تيارا (3)
_________
(1) ويروى: " يرضى به الآتى ".
(2) المحاربي هو عامر بن كثير.
(3) صدره:
عف المكاسب ما تكدى حسافته * ويروى: " حسيفته " أي غيظه وعداوته. الحسافة: الشئ القليل، وأصله ما تساقط من التمر. يقول: إن كان عطاؤه قليلا فهو كثير بالاضافة إلى غيره. وصواب إنشاده. * يحلق بالتيار تيارا:

(2/602)


ويقال: قطع عِرقاً تيَّاراً، أي سريع الجرْيَةِ. وفعل ذلك تارةً بعد تارةً، أي مرَّةً بعد مرَّةٍ، والجمع تارات وتير، وهو مقصور من تيار كما قالوا قامات وقيم، وإنما غير لاجل حرف العلة، ولولا ذلك لما غير. ألا ترى أنهم قالوا في جمع رحبة رحاب، ولم يقولوا رحب. قال الشاعر:
يقوم تارات ويمشى تيرا * وربما قالوه بحذف الهاء. قال الراجز:
بالويل تارا والثبور تارا * وأتاره، أي أعاده مرة بعد أخرى.
[تهر] التَيْهورُ من الرمل: ما له جرف، عن الاصمعي. وقال الشاعر: فطلعت من شمراخه تيهورة * شماء مشرفة كرأس الاصلع - والجمع تَياهيرُ وتَياهِرٌ. قال الراجز: كيف اهتدت ودونها الجزائر * وعقص من عالج تياهر - ويقال للرجل إذا كان ذاهباً بنفسه: به تيهٌ تيهور (1) ، أي تائه.
فصل الثاء
[ثأر] الثَأْرُ والثُؤْرَة: الذَحْلُ. يقال: ثأرت
_________
(1) قوله تيه تيهور، أي بتنوين كل على الوصفية مبالغة وليس بالاضافة. قاله نصر.

(2/603)


القتيل وبالقتيل ثأرا وثؤرة، أي قَتَلْتُ قاتِلَهُ. قال الشاعر: شفيتُ به نفسي وأدركت ثُؤْرَتي * بني مالك هل كنتُ في ثُؤْرَتي نِكْسا - والثائر: الذي لا يبقى على شئ حتى يدرك ثَأْرَهُ. ويقال أيضاً هو ثَأْرُهُ، أي قاتل حميمه. قال جرير:
قتلوا أباك وثَأرُهُ لم يقتل (1) * وقولهم: يا ثاراتُ فلان، أي ياقتلة فلان. ويقال: ثأرتك بكذا، أي أدركتُ به ثأري منك. واثأرت من فلان، أي أدركت منه، وأصله اثتأرت، فأدغم (2) . قال لبيد: والنيب إن تعرمنى رمة خلقا * بعد الممات فإنى كنت أثتر - والثأر المنيم: الذى إذا أصابه الطالب رضيَ به فنامَ بعده. واسْتَثْأَرَ فلانٌ: استغاث ليُثأر بمقتوله. قال الشاعر: إذا جاء مستثئر كان نصره * دعاء: أَلا طيروا بكلِّ وأي نَهْدِ -
_________
(1) صدره:
وامدح سراة بنى فقيم إنهم
(2) فأدغمت التاء في الثاء وشددت، وهو افتعال.

(2/603)


[ثبجر] اثبَجَرَّ، أي ارتدع عند الفَزْعة. وقال العجّاج يصف الحِمارَ والأتان:
إذا اثْبَجَرَّا من سواد حدجا
[ثبر] المثابرة على الشئ: المواظبة عليه. وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُهُ بالضم ثَبْراً، أي حَبَسَهُ. يقال: ما ثَبَرَكَ عن حاجتك؟ والثَبْرَةُ: الأرض السهلة. يقال: بلغت النَخْلةَ إلى ثَبْرَةٍ من الأرض. والثَبْرَةُ أيضا: حفرة من الارض. وثبرة أيضا: اسم موضع. وثبير: جبل بمكة. يقال: " أشرق ثبير، كيما نغير ". والثبور: الهلاك والخسران أيضاً. قال الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأْي مَثْبورٍ وثابِرْ. - أي مخسور وخاسر. يعني في انتسابها إلى اليمن. والمثبر، مثال المجلس: الموضع الذى تلد فيه المرأةُ من الأرض، وكذلك حيث تضع الناقة. وربما قيل لمجلس الرجل مثبر.
[ثجر] الثُجْرَةُ بالضم: وسَط الوادي ومتسعه. وثجرة النحر: وسطه.

(2/604)


وورق ثَجْرٌ، بالفتح، أي عريض. وانثجر الدمُ: لغة في انفجر. والثَجيرُ: ثفل كل شئ يعصر. والعامة تقوله بالتاء. وفى الحديث: " لا تثجروا "، أي لا تخلطوا ثجير التمر مع غيره في النبيذ.
[ثرر] سحاب ثَرٌّ، أي كثير الماء وعين ثَرَّةٌ وهي سَحابة تأتي من قِبَلِ قِبْلة أهل العراق. قال عَنترة: جادت عليه (1) كلُّ عين ثَرَّةٍ * فتركْنَ كلَّ قرارةٍ كالدرهمِ - وناقة ثَرَّةٌ وعَنْز ثَرَّة، أي واسعة الإحْليلِ. وربَّما قالوا: طعنة ثَرّة، أي غزيرة. وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ وتَثِرُّ ثَرّاً. والثرثرة: كثرة الكلام وترديده. يقال: ثرثر الرجل، فهو ثَرْثارٌ مهذار. والثرثار: اسم نهر. وثَرَّرْتُ المكان، مثل ثَرَّيْتُهُ، إذا نديته
[ثعر] الثُعْرورانِ: مثل الحَلَمتين تكتنفان القنب (2) من خارج.
_________
(1) في اللسان: " عليها "
(2) القنب، بالضم: وعاء قضيب الدابة. وفى اللسان " القتب " بالتاء، تحريف.

(2/604)


والثعارير: الثآليل وحمل الطراثيث أيضا.
[ثعجر] ثَعْجَرْتُ الدم وغيرَه فاثْعَنْجَرَ، أي صببته فانصبَّ. وتصغير المُثْعَنْجِرُ مثيعج ومثيعيج.
[ثغر] الثَغْرُ: ما تقدَّم من الاسنان. يقال: ثغرثه، أي كسرت ثَغْره. وإذا سقطت رواضع الصبيِّ قيل ثغر فهو مثغور، فإذا نبتت قيل اتغر، وأصله اثتغر، فقلبت الثاء تاء ثم أدغمت. وإن شئت قلت: اثغر، تجعل الحرف الاصلى هو الظاهر. والثغر أيضاً: موضع المَخافة من فُروج البُلدان. والثُغْرَةُ بالضم: نُقْرةُ النَحر التي بين التَرقوَتين. والثُغرة أيضاً: الثُلمة. يقال: ثَغَرْناهُمْ، أي سددنا عليهم ثلم الجبل. قال الشاعر (1) :
وهم ثغروا أقرانهم بمضرس (2) * وهذه مدينة فيها ثغر وثلم.
[ثفر] الثَفْرُ للسِباع وكلِّ ذات مخلبٍ بمنزلة الحياءِ من الناقة، وربما استعير لغيرها. قال الاخطل:
_________
(1) ابن مقبل.
(2) عجزه:
وعضب وحازوا القوم حتى تزحزحوا:

(2/605)


جزى الله عنا الاعورين ملامة * وفروة ثفر الثورة المتضاجم - وفروة: اسم رجل. ونصب الثفر على البدل منه، وهو لقبه كقولك: عبد الله قفة. وإنما خفض المتضاجم وهو من صفة الثفر على الجوار، كقولهم: جحر ضب خرب. والثفر، بالتحريك: ثَفَرُ الدابة. وقد أَثْفرْتُهَا، أي شددت عليها الثَفَرَ. ودابّةٌ مِثْفارٌ: يرمي بسرجه إلى مؤخَّره. واسْتَثْفَرَ الرجلُ بثَوبه، إذا لوى بطرفه بين رجليه إلى حُجْزته. واسْتَثْفَرَ الكلب بذنبه، إذا جعله بنى فَخِذيه. قال الزبرقان بن بدر (1) : تَعدو الذئابُ على مَن لا كلابَ له * وتَتَّقي مَرْبَضَ المُسْتَثْفِرِ الحامى -
[ثمر] الثَمَرةُ: واحدة الثَمَرِ والثَمَراتِ. وجمع الثمر ثِمارٌ مثل جبل وجبال. قال الفراء: وجمع الثِمارِ ثُمُرٌ، مثل كتاب وكتب. وجمع الثُمُرِ أَثْمارٌ، مثل عنق وأعناق. والثُمُرُ أيضاً: المال المُثَمَّرُ، ويخفّف ويثقل.
_________
(1) قال ابن سلام في طبقات الشعراء: سألت يونس عن بيت رووه للزبرقان بن بدر، وهو " تعدو الذئاب الخ " فقال: هو للنابغة، أظن الزبرقان بن بدر استزاده في شعره كالمثل، حين جاء موضعه لا مجتلبا له. وقد تفعل العرب ذلك لا يريدون به السرقة. اه‍ مزهر.
(77 - صحاح - 2)

(2/605)


وقرأ أبو عمرو:
(وكان له ثُمْرٌ) *، وفسَّر بأنواع الأموال. ويقال: أَثْمَرَ الشَجَرُ، أي طلع ثَمَرُهُ. وشجر ثامِرٌ، إذا أدرك ثَمَرُه. وشجرة ثَمْراءُ، أي ذات ثمر. قال الشاعر أبو ذؤيب:
تظل على الثمراء منها جوارس (1) * والثميرة: ما يظهر من الزُبْد قبل أن يجتمع ويبلغَ إناهُ من الصُلوحِ. يقال: قد ثَمَّرَ السِقاءُ تَثْميراً، وكذلك أَثْمَرَ، إذا ظهر عليه تحبُّبُ الزُبد. وأثمر الرجلُ، إذا كثُرَ ماله. وثَمَّرَ الله مالَه، أي كثّرهُ. وابن ثَمِيرٍ: الليلة القمراء. وثَمَرُ السياط: عقد أطرافها.
[ثور] ثارَ الغبار يَثورُ ثَوْراً وثَوَراناً، أي سطَع. وأَثارَهُ غيره. وثارت بفلان الحصبة. ويقال: كيف الدبى؟ فيقال: ثائر ونافر. فالثائر: ساعة ما يخرج من التراب. والنافر: حين نفر، أي وثب. وثار به الناس، أي وثبوا عليه.
_________
(1) عجزه:
مراضيع صهب الريش زغب رقابها:

(2/606)


والمثاورة: المواثبةُ. يقال: انتظِرْ حتَّى تسكن هذه الثورةُ. وهي الهَيْجُ. وثَوَّرَ فلان عليهم الشرا، أي هيجه وأظهره. وثوّر القرآنَ، أي بحث عَنْ علمه. وثوّرَ البَرْكَ واستَثارها، أي أزعجها وأنهضها وثارت نفسُه، أي جشأت. ورأيته ثائرَ الرأس، إذا رأيتَه وقد اشْعانَّ شَعرُ رأسِه. وثار ثائِرُهُ، أي هاج غضبُه. والثَور: الذكر من البقر، والانثى ثورة، والجمع ثورة مثل عود وعودة، وثيرة وثيران مثل جيرة وجيران، وثيرة أيضا، قال سيبويه: قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة. قال: وليس هذا بمطرد. وقال المبرد: إنما قالوا ثيرة ليفرقوا بينه وبين ثورة الاقط، وبنوه على فعلة ثم حركوه. وثور: أبو قبيلة من مضر، وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر، وهم رهط سفيان الثوري. وثور: جبل بمكة، وفيه الغار المذكور في القرآن، ويقال له ثور أطحل. وقال بعضهم: اسم الجبل أطحل، نسب إليه ثور بن عبد مناة، لانه نزله. وفى الحديث: " حرم ما بين عير إلى ثور "، قال أبو عبيدة: أهل المدينة لا يعرفون جبلا يقال له

(2/606)


ثور، وإنما ثور بمكة. قال: ونرى أن أصل الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحد. وقال غيره: إلى بمعنى مع، كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة في التحريم. والثور: قطعة من الاقط (1) ، والجمع ثورة. يقال: أعطاه ثورة عظاما من الاقط. والثور: برج من السماء. وأما قولهم: سقط ثَوْرُ الشفق، فهو انتشار الشفق وثورانه، ويقال معظمه. وأما قول الشاعر (2) : إنى وقتلى سليكا ثم أعقله * كالثور يضرب لما عافت البقر (3) - فيقال: إن البقر إذا امتنعت من شروعها في الماء لا تضرب لانها ذات لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب. ويقال للطحلب: ثور الماء، حكاه أبو زيد في كتاب المطر.
_________
(1) الاقط: لبن جامد مستحجر.
(2) هو أنس بن مدركة الخثعمي.
(3) ويروى:
إنى وعقلي سليكا بعد مقتله * بعده: غضبت للمرء إذ نيكت حليلته * وإذ يشد على وجعائها الثفر - الوجعاء: السافلة، وهى الدبر. والثفر: هو الذى يشد على موضع الثفر، وهو الفرج، وأصله للسباع يستعار للانسان

(2/607)


فصل الجيم
[جأر] الجُؤَارُ مثل الخوار. يقال: جأر الثور يَجْأَرُ أي صاح. وقرأ بعضهم:
(عجلا جسدا له جؤار) * بالجيم، حكاه الاخفش. وجأر الرجل إلى الله عزوجل، أي تضرع بالدعاء. الاصمعي: غيث جؤر، مثال نغر، أي غزير كثير المطر. وأنشد:
لاتسقه صيب عزاف جؤر (1) * وأما جور فتذكر من بعد.
[جبر] أبو عَمرو: الجَبْرُ: أن تُغْني الرجل من فقر، أو تُصلح عَظمهُ مِنْ كَسْر. يقال: جَبَرْتُ العظم جَبْراً. وَجَبَرَ العظمُ بنفسه جبورا، أي انجبر. وقد جمع العجاج بين المتعدى واللازم فقال:
قد جبر الدين الاله فجبر * واجتبر العظْمُ مثل انْجَبَرَ. يقال: جَبَرَ الله فلاناً فاجْتَبَرَ، أي سدّ مفاقره. قال الراجز (2) :
من عال منا بعدها فلا اجتبر (3)
_________
(1) لجندل المثنى. وقبله:
يا رب المسلمين بالسور
(2) عمرو بن كلثوم.
(3) بعده:
ولا استقى الماء ولا راء الشجر:

(2/607)


والعرب تسمى الخبز جابرا. ويقولون: هو جابرٌ بن حَبَّة. وكنيته أيضاً: أبو جابر. وأَجْبَرْتُهُ على الأمر: أكرهته عليه. وأجبرته أيضاً: نَسَبْته إلى الجَبْر، كما تقول أكفرته، إذا نسبتَه إلى الكفر. والجُبارُ: الهَدَرُ. يقال: ذهب دمه جبارا. وفى الحديث: " المعدن جبار "، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مستأجره. وجبار أيضا: اسم يومِ الثلاثاء من أسمائهم القديمة. والجَبَّارُ من النخل: ما طال وفات اليد. قال الأعشى: طريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أصوله * عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ - يقال: نخلة جَبَّارَةٌ، وناقة جَبَّارة، أي عظيمةٌ سمينة. والجَبَّارُ: الذي يقتلُ على الغضب. المجبر: الذى يجبر العظام المكسورة. وتَجَبَّرَ الرجل: تكبّر. وتَجَبَّر النبت، أي نَبَت بعد الأكل. وقال امرؤ القيس: ويأكلن من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل فهو نميص - والجبر: خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد.

(2/608)


والجبرية بالتحريك: خلاف القَدَرِيَّةِ. ويقال أيضاً: فيه جبرية، وجبروة وجبروت وجبورة (1) مثل فروجة، أي كِبْرٌ. وأنشد الأحمر (2) : فإنّكَ إن عاديتني غضب الحصى * عليك ذو الجبورة المتغطرف - والجبير، مثال الفسيق: الشديد التجبر. والجِبارَةُ والجَبيرَةُ، اليارَقُ (3) . والجِبارَةُ والجَبيرة أيضاً: العيدان التي تُجْبَرُ بها العظام. وجبرائيل: اسم، يقال هو جبر أضيف إلى إيل. وفيه لغات: جبرئيل مثال جبرعيل يهمز ولا يهمز. وأنشد الاخفش: شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة * يد الدهر إلا جبرئيل أمامها (4) - ويقال: جبريل بالكسر: وأنشد حسان: وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء - وجبرئل مقصور مثال جبرعل، وجبرين بالنون (5) .
_________
(1) وفى اللسان أيضا: والجبورة، والجبرياء، والتجبار.
(2) لمغلس بن لقيط الاسدي، يعاتب رجلا كان واليا على أضاخ.
(3) اليارق فارسي معرب. وأصله ياره وهو السوار.
(4) البيت لكعب بن مالك.
(5) بفتح الجيم وكسرها.

(2/608)


[جحر] الجحر: واحد الجحرة والاجحار. وَأَجْحَرْتُهُ، أي ألجأته إلى أن دخل جُحرَهُ فانجحَر. وقد اجْتَحَرَ لنفسه جُحراً، أي اتّخذه. والجُحْرانُ: الجحر. ونظيره جئت في عقب الشهر وعقبانه. في الحديث: " إذا حاضت المرأة حرم الجحران (1) ". والجحرة بالفتح: السنة الشديدة. قال الشاعر (2) : إذا السنة الشهباء بالناس أَجْحَفَتْ * ونال كِرامَ المالِ في الجحرة الاكل - والجحرمة: الضيق وسوء الخلق، والميم زائدة. وجحرت عينه: غارت. وجَحَرَ (3) فلانٌ: تَأَخَّرَ. ومَجاحِرُ القوم: مكامنهم. والجَواحِرُ: الدَواخل في الجحرة والمكامن (4) .
[جحدر] الجحدر: القصير. وجحدر: اسم رجل.
_________
(1) معناه القبل. ورواه بعضهم " الجحران " بالتثنية، أي الفرج والدبر.
(2) زهير بن أبى سلمى.
(3) في المخطوطة: " وجحر فلان بآخر ". وفى اللسان: " تأخر ".
(4) والجحارية: البعير المجتمع الخلق، عن ابن فارس. هكذا وجدت هذه الزيادة في بعض النسخ. وكذا الجحر تغير رائحة اللحم عن ابن فارس اه‍ هكذا بالمخطوطة.

(2/609)


[جخر] الجَخَرُ، بالتحريك الاتِّساع في البئر. يقال: جَخِرَ جوفُ البئر، بالكسر. وتجخير البئر: توسيعها.
[جدر] الجَدْرُ والجِدارُ: الحائط. وجمع الجِدارِ جُدُرٌ، وجمع الجَدْرِ جُدْرانٌ، مثل بطن وبطنان. والجَدْرُ أيضاً: نَبْت. وقد أَجْدَرَ المكان. والجَدَرُ: أثر الكَدْمِ بعنق الحمار قال رؤبة:
وجادر (1) الليتين مطوى الحنق * وشاة جدراء: إذا تقوب جلدها من داء يصيبها. والجُدَرِيُّ بضم الجيم وفتح الدال، والجَدَريُّ بفتحهما: لغتان. تقول: جُدِّرَ الرجل فهو مُجَدَّرٌ. وأرض مُجَدَّرَةٌ: ذات جُدَريٍّ. ويقال أيضاً: هذا الأمر مَجْدَرَةٌ لذلك، أي مَحْراةٌ. وفلان جديرٌ بكذا، أي خليق. وأنت جديرٌ أن تفعل كذا. والجمع جُدَراءُ وجَديرونَ. والجَديرُ: مكان قد بُني حوالَيْه جِدارٌ. ويقال للحظيرة من صخر: جديرة.
_________
(1) في اللسان: " أو جادر ".

(2/609)


وجدر: قرية بالشام تنسب إليها الخمر. وقال الشاعر (1) : ألا يا اصبحينا فيهجا جدرية * بماء سحاب يسبق الحق باطلى (2) - والجدرة: خراج، وهى السلعة، والجمع جدر. وأنشد ابن الاعرابي:
يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر * والجدرة أيضا: حى من الازد، ويقال: سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة. وجندرت الكتاب: إذا أمررت القلم على ما درس منه ليتبين، وكذلك الثوب إذا أعدت وشيه بعد ما كان ذهب. وأظنه معربا.
[جأذر] الجُؤْذر (3) : ولد البقرَة الوحشيَّة، والجمع جآذر.
[جذر] الجذر: الاصل. قال زهير يصف بقرة: وسامعتين تعرف العتق فيهما * إلى جذر (4) مدلوك الكعوب محدد -
_________
(1) معبد بن سعنة.
(2) قبله: ألا يا اصبحاني قبل لوم العواذل * وقبل وداع من ربيبة عاجل -
(3) بفتح الذال وضمها.
(4) أراد: مع جذر. قرن مدلوك، أي مملوس.

(2/610)


يعنى قرنها. وأصل كل شئ: جذره بالفتح عن الاصمعي، وجِذْرُهُ بالكسر عن أبي عمرو. وفي الحديث: " إنّ الأمانَةَ نزلت في جَِذْرِ قلوب الرجال ". وعشَرة في حساب الضَرب جِذرُ مائةٍ. وجذرت الشئ: استأصلته. ومنه المجذر، وهو القصير. وأنشد أبو عمرو:
البحتر المجذر الزوال (1) * يريد في مشيته. والجيذر مثله.
_________
(1) قال ابن برى: والبيت كله مغير. والذى أنشده أبو عمرو لابي السوداء العجلى وهو:
البهتر المجدر الزواك * وقبله: تعرضت مريئة الحياك * لناشئ دمكمك نياك * البهتر المجدر الزواك * فأرها بقاسح بكاك * فأوزكت لطعنه الدارك * عند الخلاط أيما إيزاك * وبركت لشبق براك * منها على الكعثب والمناك * فداكها بمنعط دواك * يدلكها في ذلك العراك * بالقنفريش أيما تدلاك:

(2/610)


والجذمور والجذمار: قطعة من أصل السعفة تَبقى في الجِذع إذا قطعت، بزيادة الميم. وأخذت الشئ بجذ اميره، إذا أخذته كله. حكاه الكسائي.
[جرر] الجرَّةُ من الخزف، والجمع جَرٌّ وجِرارٌ. والجَرُّ أيضاً: أصل الجبل. قال الراجز:
وقد قطعت واديا وجرا * والجرة بالكسر: ما يخرجه البعير للاجترار. ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ما اختلف الجرة والدرة ". واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو. والجرى: ضرب من السمك. والجرية (1) : الحوصلة. والجرة: خشبةٌ نحوَ الذراع في رأسها كِفَّة وفي وسطها حَبْل يُصاد بها الظباء. وفي المثل: " ناوَصَ الجَرَّة ثم سالَمَها ". وذلك أنَّ الظبي إذا نَشب فيها ناوَصَها ساعة واضطرب، فإذا غلبته استقر فيها كأنَّه سالمها. يُضرَب لمن خالف ثم اضطُرَّ إلى الوفاق. وفرسٌ جَرورٌ: يمنَع القياد. وبئر جرور: بعيدة العقر يسنى عليها. والجارور: نهر السيل.
_________
(1) والجريئة بكسرهما.

(2/611)


وكتيبة جرارة، أن ثقيلة المسير لكثرتها. وجيش جَرَّارٌ. والجَرَّارَةُ أيضاً: عُقيربٌ تجرُّ ذَنَبَها. والجَرير: حبل يُجعل للبعير بمنزلة العِذار للدّابة غير الزِمام، وبه سمِّي الرجل جَريراً. وجَرَرْتُ الحبلَ وغيرَه أَجُرُّهُ جَرّاً. والمَجَرَّةُ التي في السماء سمِّيت بذلك لأنّها كأثر المَجَرِّ. وجَرَّ عليهم جَريرةً، أي جنى عليهم جناية. ويقال: جَرَّتِ الناقة، إذا أتت على مَضرِبها ثم جاوزته بأيام ولم تنتج. والجارة: الابل التى تجر بأزمتها، فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق بمعنى مدفوق. وفى الحديث: " لا صدقة في الابل الجارة "، وهى ركائب القوم، لان الصدقة في السوائم دون العوامل. وحار جار إتباع له، قال أبو عبيد: وأكثر كلامهم حار يار بالياء. وتقول: كان ذلك عامَ كذا وهلمَّ جَرَّا إلى اليوم (1) . وفعلت كذا مِن جَرَّاكَ، أي من أجلك، وهو فَعْلى، ولا تقل مجراك. وقال:
_________
(1) أي امتد ذلك إلى اليوم. وانتصب " جرا " على المصدر أو الحال.

(2/611)


أحب السَبتَ مِن جَرَّاكِ ليلى * كأنِّي يا سلامَ من اليهودِ - وربَّما قالوا: مِن جَراكَ غير مشدّد، ومن جَرائِكَ بالمدّ من المعتلّ. وأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل، أي شققتُه لئلاّ يرتضع. وقال امرؤ القيس: فكرَّ إليه بِمبراته * كما خلَّ ظهر اللسان المجر - وقال عمرو بن معدي كرب: فلو أنَّ قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن الرماح أَجَرَّتِ - يقول: لو قاتَلوا وأبْلَوا لَذَكرت ذلك وفَخَرت به، ولكنَّهم قطَعوا لساني بِفرارهم. ويقال أيضاً: أَجَرَّهُ الرمحَ، إذا طعنَه وترك الرمحَ فيه يجرُّه. قال الشاعر (1) : ونَقي بصالحِ مالنا أحسابَنا * ونُجِرُّ في الهيجا الرماحَ ونَدَّعي - وأَجْرَرْتُهُ رَسَنَهُ، إذا تركتَه يصنع ما شاء. وأَجْرَرْتُهُ الدَينَ، إذا أخَّرتَه له. وأَجَرَّني فلانٌ أغانيَّ، إذا تابعها. وفلان يُجارُّ فلاناً، أي يطاوله. والتَّجْريرُ: الجَرُّ شُدِّدَ للكثرة أو المبالغة. واجتره، أي جره.
_________
(1) هو الحادرة، واسمه قطبة بن أوس.

(2/612)


واجْتَرَّ البَعيرُ، من الجِرَّة. وكلُّ ذى كرش يجتر. وانجر الشئ: انجذب. والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته. قال الاغلب:
جرجر في حنجرة كالحب (1) * فهو بعير جرجار، كما تقول: ثرثر الرجل فهو ثرثار. والجَراجِرُ: العظام من الإبل. قال الاعشى: يهب الجلة الجراجر كلبس‍ * - تان تحنو لدردق أطفال - وكذلك الجرجور. قال الكميت: ومقل أسَقْتموه فأثْرى * مائةً من عَطائكم جُرْجورا - والجَرْجارُ: نبتٌ طيِّب الريح. والجرجر، بالكسر: الفول (2) والجرجير: بقل.
[جزر] الجَزورُ من الإبل يَقَعُ على الذكر والانثى. وهى تؤنث، والجمع الجُزُرُ. والجزارَةُ: أطراف البعير: اليدان والرجلان
_________
(1) قبله:
وهو إذا جرجر بعد الهب
(2) وذلك في لغة أهل العراق.

(2/612)


والرأس، سميت بذلك لأنَّ الجَزَّارَ يأخذها، فهي جُزارَتَهُ، كما يقال: أخذ العامل عُمالَته. فإذا قالوا فرسٌ عَبْلُ الجُزارَةِ، فإنَّما يراد غِلظَ اليدين والرجلين وكثرةُ عصبهما، ولا يدخل الرأسُ في هذا، لأنَّ عِظَمَ الرأس هُجْنة في الخيل. وجَزَرُ السِباع: اللحمُ الذي تأكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إذا قَتَلوهم. والجزَرُ (1) أيضاً: هذه الأرومةُ التي تؤكل. قال الأصمعي: الواحدة جَزَرَةٌ. والجَزَرَ أيضاً: الشاة السَمينة، الواحدة جَزَرَةٌ. قال ابن السكيت: يقال أَجْزَرْتُ القومَ، إذا أعطيتَهم شاةً يذبحونها: نعجةً أو كبشاً أو عنزاً. قال: ولا تكون الجَزَرَةُ إلاّ من الغنم ولا يقال: أجْزَرْتُهُمْ ناقة، لأنَّها قد تصلح لغير الذبح. قال الفراء: يقال جزر وجزر للذى يؤكل، ولا يقال في الشاء إلا الجزر بالفتح. والجزيرة: واحدة جزائر البحر، سُمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الارض. والجزيرة: موضع بعينه، وهو ما بين دجلة والفرات. وأما جزيرة العرب فإن أبا عبيدة يقول:
_________
(1) يقال بالتحريك، وكعنب أيضا، كما سيأتي.

(2/613)


هي ما بين حفر أبى موسى الاشعري إلى أقصى اليمن في الطول، وفى العرض مابين رمل يبرين إلى منقطع السماوة. وجزرت النخل أجزره بالكسر جَزْراً: صَرمتُه. وقد أَجْزَرَ النخلُ، أي أصرمَ. وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أن يُجْزَرَ. وكان فِتيانٌ يقولون لشيخٍ: أَجْزَرْتَ يا شيخ! أي حانَ لك أن تموت. فيقول: أَيْ بَنِيَّ، وتَخًتَضَرونَ! أي تموتون شبابا. ويروى: " أجززت "، من أجز البر، إذا حان له أن يجز. وجزرت الجزور أجزرها بالضم: واجْتَزَرْتها إذا نَحرتَها وجلَّدتَها. والمَجْزِرُ بكسر الزاي: موضع جزرها. وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه: " إيَّاكم وهذه المَجازِرَ فإن لها ضرواة كضرواة الخمر ". قال الأصمعيّ: يعني نَديَّ القوم، لأنَّ الجَزورَ إنما تُنحَر عند جمع الناس. وجَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ ويجزر جزرا أي نضب. والجزر: خلاف المد، وهو رجوع الماء إلى خلف.
[جسر] الجِسْرُ: واحد الجُسورِ التي يُعبَر عليها. والجَسْرُ بالفتح: العظيم من الإبِلِ وغيرها، والأنثى جَسْرَةٌ. قال ابن مقبل: (78 - صحاح - 2)

(2/613)


* هو جاء موضع رحلها جسر * وجَسَرَ على كذا يَجْسُرُ جَسَارَةً وتجاسَرَ عليه، أي أقدَم. والجَسورُ: المقدام.
[جشر] جَشَرَ الصبح يَجْشُرُ جُشوراً: انفلق. واصطبَحْنا الجاشريَّة، وهو شربٌ يكون مع الصُبح. ولا يتصرَّف له فِعل. وقال الفرزدق: إذا ما شرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ * أميراً وإن كان الأميرُ من الازد وأما الجاشرية التى في شعر الاعشى (1) ، فهى قبيلة من قبائل العرب. قال الاصمعي: يقال أصبح بنو فلان جَشَراً، إذا كانوا يبيتون مكانَهم في الإبل لا يرجعون إلى بيوتهم. قال الاخطل: فسله (2) الصبر من غسان إذ حضروا * والحزن كيف قراه الغلمة الجشر (3) - قال: يقال جَشَرْنا دوابَّنا: أخرجْناها إلى الرعي نجشرها جشرا بالاسكان، وا تروح.
_________
(1) لم يعرفه أيضا صاحب اللسان. وهم قوله في ديوانه ص 47: قد كان في أهل كهف إن هم قعدوا * والجاشرية من يسعى وينتضل -
(2) صوابه: " تسأله ".
(3) الصبر والحزن: قبيلتان من غسان.

(2/614)


وخيل مُجَشَّرةٌ بالحِمى، أي مرعيَّةٌ. ويقال به جُشْرَةٌ بالضم، أي سعال أو خشونةٌ في الصدر. وبعير مجشور: ب سعال حاز. وقد جُشِرَ يُجْشَرُ، على ما لم يسم فاعله. قال الشاعر (1) : رب هم جشمته في هواكم * وبعير منفه مجشور. - والجشير (2) : الجوالق الضضم. والجشير: الوفضة. وجشر الساحل بالكسر يَجْشَرُ جَشَراً، إذا خَشُنَ طينه ويَبِسَ كالحجَر. والجَشَرُ: وسخ الوَطْبِ من اللبن. يقال وَطْبٌ جشر، أي وسخ.
[جعر] الجعر: نجو كل ذات مخلب من السباع. وقد جَعَرَ يَجْعَرُ. والمعجر: الدبر. وجعار: اسم للضبع، لكثرة جعرها. وإنما بنيت على الكسر لانه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة. ومعنى قولنا غالبة أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه. وهى معدولة عن جاعرة. فإذا منع عن الصرف
_________
(1) هو حجر، كما في اللسان.
(2) في المطبوعة الاولى: " الجشر " صوابه في اللسان والقاموس.

(2/614)


بعلتين وجب البناء بثلاث، لانه ليس بعد منع الصرف إلا منع الاعراب. وكذلك القول في حلاق: اسم للمنية. والجاعرتان: موضع المرقمتين من إسْتِ الحِمار، وهو مَضرِب الفرس بذنَبه على فخذَيه. وقال الأصمعيّ: هما حَرْفا الوِركين المُشرِفان على الفخِذين. قال كعب بن زُهير يصف الحِمار والأتُن: إذا ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُهُ * رأيتَ لجَاعِرَتَيْهِ غضونا - وبعضم يجعل الجاعرة حلقة الدبر. والجِعارُ بكسر الجيم: حَبلٌ يشده الساق إلى وتد ثم يشدُّه في حِقْوِهِ إذا نزل البئرَ لئلا يقعَ فيها. تقول منه تَجَعَّرْتُ. وقال الراجِز: ليْسَ الجِعارُ مانِعي من القدرْ * وإن تَجَعَّرْتُ بِمَحْبوكٍ مُمَرْ - والجَعْرورُ: ضرب من الدَقَلِ، وهو أردأ التمر.
[جعبر] الجَعْبَرُ، القصير الغليظ. والمرأة جعبرة. قال الراجز (1) : يمسين عن قس الاذى غوافلا * لا جعبريات ولا طهاملا -
[جعظر] الجعظرى: الفظ الغليظ
_________
(1) هو رؤبة بن العجاج.

(2/615)


ابن السكيت: يقال للرجل إذا كان قصيراً غليظاً جِعْظارَةٌ، بكسر الجيم.
[جعفر] الجعفر: النهر الصغير. وجعفر: أبو قبيلة من عامر، وهو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وهم الجعافرة.
[جفر] الجَفْرُ من أولاد المعز: ما بلغ أربعة أشهر وجفر جنباه وفص عن أمه. والانثى جَفْرَةٌ. والجَفْرُ: البئر الواسعة لم تطو. ومنه جفر الهباءة، ومستنقع ببلاد غطفان. والجفرة بالضم: سعة في الأرض مستديرة، والجمع جِفارٌ، مثل بُرْمَةٍ وبِرامٍ. ومنه قيل للجَوْفِ: جَفْرَةٌ. وفرس مُجْفَرٌ، وناقة مُجْفَرَةٌ، أي عظيمة الجُفْرَةِ، وهي وسَطُه. قال الجعدى: فتآيا بطرير مرهف * جفرة المحزم منه فسعل - والجفار أيضا: ماء لبنى تميم بنجد، ومنه يوم الجفار. قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما - أي هلاكا. والجفير كالكنانة، أوسع منها.

(2/615)


وجفر الفحلُ عن الضِرابِ يَجْفُرُ بالضم جُفوراً، وذلك إذا أكثَرَ الضراب حتَّى حَسَر وانقطع وعدَلَ عنه. ويقال في الكبش: ربض، ولا يقال جفر. ومنه قيل: الصَوم مَجْفَرَةٌ، أي مقطعة للنكاح. قال ذو الرمّة: وقد عارضَ الشِعْرى سُهَيْلٌ كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافر - وجفر جنباه اتسعا. ويقال: أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه، أي تركته. وأَجْفَرْتُ فلاناً: قطعتُه وتركت زيادته.
[جمر] الجَمْرُ: جمع جَمْرَةٍ من النار. والجَمْرَةُ: ألفُ فارس. يقال جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ. وكلُّ قبيلٍ انضمُّوا فصاروا يداً واحدةً ولم يحالِفوا غيرهم فهم جمرة. قال أبو عبيدة: جمرات العرب ثلاث: بنو ضبة بن أد، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر، فطفئت منهم جمرتان: طفئت ضبة لانها حالفت الرباب، وطفئت بنو الحارث لانها حالفت مذحج؟. وبقيت نمير لم تطفأ لانها لم تحالف. ويقال: الجمرات عبس والحارث وضبة، وهم إخوة لام. وذلك أن أمرة من اليمن رأت

(2/616)


في المنام أن خرج من فرجها ثلاث جمرات، فتزوجها رجل من اليمن فولدت له الحارث بن كعب بن عبد المدان، وهم أشراف اليمن، ثم تزوجها بغيض ابن ريث فولدت له عبسا، وهم فرسان العرب، ثم تزوجها أد فولدت له ضبة فجمرتان في مضر، وجمرة في اليمن. والجمرة: واحدة جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَراتٍ يُرْمَينَ بالجِمارِ. والجمرة: الحصاة. والمِجْمَرَةُ: واحدة المَجامِرِ، وكذلك المِجْمَرُ والمُجْمَرُ. فبالكسر اسم الشئ الذى يجعل فيه الجَمْرُ، وبالضم الذي هُيِّئَ له الجَمْرُ. يقال أَجْمَرْتُ مُجْمَراً. وينشد هذا البيت بالوجهين: لا تصطلي النار إلا مُجْمَراً أَرِجاً * قد كَسَّرَتْ من يلنجوج له وقصا (1) - والجُمَّارُ: شَحْمُ النخل. وجَمَرْتُ النخلَةَ: قطعت وجمارها. والتجمير أيضا: رمى الجِمارِ. وتَجْميرُ الجيش: أن تحبسَهم في أرض العدوّ ولا تُقفِلَهم من الثغر. وتجمرواهم، أي تَحَبَّسُوا. ومنه التَجميرُ في الشَعَر. يقال: جَمَّرَتِ المرأةُ شعرها، إذا جمعته وعَقَدَتْه في قفاها ولم ترسله. وفى
_________
(1) البيت لحميد بن ثور الهلالي، يصف امرأة ملازمة للطيب.

(2/616)


الحديث: " الضافر واللمبد والمجمر عليهم الحلق ". وأجمر البعير: أسرع في سيره. ولا تقل أجمز بالزاى. قال لبيد: وإذا حركت غرزى أجمرت * أو قرابى عدو جون قد أبل - وأجمر القوم على الشئ: اجتمعوا عليه. وهذا جَميرُ القوم، أي مجتمعهم. وابنا جَميرٍ: الليلُ والنهار، سمِّيا بذلك للاجتماع كما سميا ابنا سَميرٍ لأنَّه يُسمَر فيهما. وأمَّا ابنُ جَميرٍ فالليلُ المظلم. قال الشاعر (1) : نهارهُم ظمآنُ ضاحٍ وليلُهمْ * وإن كانَ بدراً ظلمة ابن جَميرِ - والاستِجمارُ: الاستنجاء بالأحجار. وحافرٌ مِجْمَرٌ، أي صلب. والمجيمر: اسم موضع والمجيمر: جبل. قال امرؤ القيس: كأن ذرى رأس المجيمر غدوة * من السيل والغثاء فلكة مغزل -
[جمعر] جَمْعَرَ الحمار، إذا جمَعَ نفسه ليكدم.
[جمهر] قال الاصمعي: الجمهور: الرملة المشرفة على
_________
(1) هو عمرو بن أحمر.

(2/617)


ما حولها، وهى المجتمعة. وفي حديث موسى بن طلحة أنَّه شهد دَفْنَ رجلٍ فقال: " جمهروا قبره جمهرة "، أي اجمعوا عليه التُرابَ، ولا تطيِّنوه. والجمهور (1) من الناس: جُلَّهم. وجَمهرت عليه الخبَرَ، إذا أخبرتَه بطرَفٍ وكتمت الذى تريد.
[حور] الجور: الميل عن القصد. يقال: جارَ عن الطريق، وجارَ عليه في الحكم. وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسبَه إلى الجَور. وضربه فَجَوَّرَهُ، أي صرعَه، مثل كوّره، فَتَجَوَّرَ. وقال رجل من ربيعة الجوع: فقلما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - وجور: اسم بلد، يذكر ويؤنث. والجارُ: الذي يُجاوِرُكَ. تقول: جاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وجِواراً وجواراً، والكسر أفصح. وتجاور القوم واجتوروا بمعنى، وإنما صحت الواو في اجتوروا لانه في معنى ما لابد له من أن يخرج على الاصل لسكون ما قبله، وهو تجاوروا، فبنى عليه. ولو لم يكن معناهما واحدا لا عتلت.
_________
(1) بضم الجيم. وحكى الشهاب في شرح الشفا أن قوما يفتحونها وهو غريب.

(2/617)


والمجاورة: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: " كان يُجاوِرُ في العَشْر الأواخر ". وامرأة الرجل: جارته. قال الاعشى: أجارتنا بينى فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه - والجار: الذى أَجَرْتَهُ من أن يظلمَه ظالم. قال الهذلي (1) : وكنت إذا جاري دَعا لمضُوفةٍ * أشمِّر حتَّى يَنْصُفَ الساق مئزري - واستجاره من فلان فأجاره منه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه. وغيث جور، مثال هجف، أي شديدُ صوتِ الرعد. وبازِلٌ جِوَرٌّ. قال الراجز: زوجك يا ذات الثنايا الغر * أعيا فنطناه مناط الجر * دوين عكمى بازل جور * ثم شددنا فوقه بمر
[جهر] رأيته جَهْرَةً، وكلمته جهرة. وجَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها، أي نقَّيتها وأخرجتُ ما فيها من الحَمْأة. وهى بئر مجهورة. وقال:
_________
(1) هو أبو جندب.

(2/618)


إذا وَرَدنا آجناً جَهَرْناه * أو خالياً من أهله عَمَرْناهْ - قال الأخفش: تقول العرب: جَهَرْتُ الركيَّة، إذا كان ماؤها قد غطَّى الطينَ فنقَّى ذلك حتَّى يَظهَر الماء ويصفو. قال: ومنه قوله تعالى:
(حَتَّى نَرى اللهَ جَهْرَةً) *، أي عِياناً يكشف ما بيننا وبينه. والأَجْهَرُ: الذي لا يُبصِر في الشَمس. يقال: كبش أَجْهَرُ بيِّن الجَهَرِ، ونعجة جَهْراءُ. قال أبو العيال الهذلى: جهراء لا تألوا إذا هي أَظْهَرَتْ * بَصَراً ولا من عيلة تغنيني - وجهر نا الارض: سلكْناها من غير معرِفة. وجَهَرْنا بني فلانٍ، أي صبَّحناهم على غرة. وحكى الفرّاء جَهَرْتُ السِقاءَ مَخَضْته. ولبنٌ جَهيرٌ: لم يُمذَقْ بماء. وجَهَرَ بالقول: رفَعَ به صوتَه، وجَهْوَرَ. وهو رجلٌ جَهْوَرِيُّ الصوت، وجهير الصوت تقول منه: جُهُرَ الرجل بالضم. وإجْهارُ الكلام: إعلانه. ورجل مِجْهَرٌ بكسر الميم، إذا كان من عادته أن يَجْهَرَ بكلامه. والمُجاهَرَةُ بالعداوة: المبادأة بها. وجَهَرْتُ الرجل واجْتَهَرْتُهُ، إذا رأيته عظيم

(2/618)


المرآة، وكذلك الجيش إذا كثروا في عَينِكَ حينَ رأيتهم. قال الراجر (1) : كأنما زهاؤه لمن جهر * ليل ورز وغره إذا وغر - ورجل جهير بين الجهارة (2) ، أي ذو منظر. وامرأة جَهيرَةٌ. قال أبو النَجْم: وأرى البياضَ على النساء جهارة * والعتق أعرفه على الادماء - وما أحسن جهره فلان بالضم، أي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن منظره. ويقال: كيف جهراؤكم، أي عند جماعتكم. والجوهر معرب، الواحدة جوهرة. والحروف المَجْهورَةُ عند النحويّين تسعةَ عشر، يجمعها قولك: ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إذ غزا جند مطيع. وإنما سمِّي الحرف مَجْهوراً لأنّه أشبع الاعتمادُ في موضعه ومُنع النَفَس أن يجري معه حتَّى ينقضي الاعتماد بجرى الصوت.
[جير] قولهم: جَيْرِ لا آتيك، بكسر الراء: يمين للعرب. ومعناها حقا. قال الشاعر: وقن على الفردوس أَوَّلُ مَشْرَبٍ * أَجَلْ جَيْرِ إِنْ كانت أبيحت دعاثره - والجيار: الصاروج. قال الاخطل يصف بيتا (3) :
_________
(1) هو العجاج.
(2) والجهورة.
(3) شبه به ناقته.

(2/619)


كأنها برج رومى يُشَيِّدُهُ * لُزَّ بطين وآجُرٍّ وجَيَّارِ - والجَيَّارُ: حَرارةٌ في الصدر من غيظ أو جوع. قال الهذلى (1) : قد حالَ بين تَراقيهِ ولَبَّتِهِ * من جُلْبَةِ الجوع جَيَّارٌ وإرْزيزُ (2) وكذلك الجائر. قال الشاعر: فلما رأيتُ القوم نادَوْا مُقاعِساً * تعَرَّضَ لي دونَ الترائب جائر -
فصل الحاء
[حبر] الحِبْرُ: الذي يكتب به، وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر. والحبر أيضاً: الأثَر، والجمع حُبورٌ، عن يعقوب. يقال: به حُبورٌ، أي آثارٌ. وقد أَحْبَرَ به أي ترك به أثرا. وأنشد (3) :
_________
(1) المتنخل، وقيل أبو ذؤيب.
(2) صدره في اللسان:
كأنما بين لحييه ولبته
(3) لمصبح بن منظور الاسدي. وبعد البيت: وما فعلت بى ذاك حتى تركتها * تقلت رأسا مثل جمعى عاريا - وأفلتني منها حماري وجبتى * جزى الله خيرا جبتى وحماريا -

(2/619)


لقد أشمتت بي أهل فَيْدٍ وغادرَتْ * بجسميَ حِبْراً بنتُ مَصَّانَ بادِيا - وفي الحديث: " يخرج رجلٌ من النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ "، قال الفراء: أي لونه وهيئته، من قولهم: جاءت الابل حسنة الاحبار والاسبار. وقال الأصمعي هو الجمال والبَهاء وأثر النَعْمة. يقال: فلانٌ حسن الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حسَنَ الهيئة. قال ابن أحمر (1) : لبسنا حِبْرَهُ حتَّى اقْتُضِينا * لآجالٍ وأعمالٍ قضينا - ويقال أيضا: فلان حسن الحبر والسبر، بالفتح. وهذا كأنه مصدر قولك: حبرته حبرا، إذا حسنته. والاول اسم. وتحبير الخط والشعر وغيرهما: تحسينه. قال الاصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوى في الجاهلية محبرا، لانه كان يحسن الشعر. والحبر أيضا: الحبور، وهو السرور. يقال: حَبَرَهُ يَحْبُرُهُ بالضم حَبْراً وحَبْرَةً. وقال الله تعالى:
(فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرونَ) *، أي يُنعّمون ويكرَّمون ويسرّون. ورجل يَحْبورٌ: يَفْعولٌ من الحُبور. والحِبْرُ والحَبْرُ: واحد أحبار اليهود.
_________
(1) يذكر الزمان.

(2/620)


وبالسكر أفصح، لانه يجمع على أفعال دون الفعول. قال الفراء: هو حبر بالكسر، يقال ذلك للعالم وإنما قيل كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذى يكتب به. قال: وذلك أنه كان صاحب كتب. قال الاصمعي: لا أدرى هو الحبر أو الحبر، للرجل العالم؟ وقال أبو عبيد: والذي عندي أنه الحَبْرُ بالفتح، ومعناه العالم بِتَحْبيرِ الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح. والحبار (1) : الاثر. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها * ألا ترى حبار من يسقيها - وقال حميد بن ثور الارقط (2) : ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبلية بها حبار - قال يعقوب: الجمع الحَباراتُ. والحَبيرُ (3) : لُغام البيعر. والحبير: الحساب. وثوب حبير، أي جديد. وأرضٌ مِحْبارٌ: سريعة النبات حسنته.
_________
(1) الحبار، والحبار: الاثر.
(2) كذا. والصواب " حميد الارقط " كما في اللسان.
(3) ويقال بالمعجمة، وهما لغتان.

(2/620)


والحبرة: مثال العنبة: برد يمان، والجمع حِبَرٌ وحِبَراتٌ. والحِبِرَةُ بكسر الحاء والباء: القَلَحُ في الأٍسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس. وأما اسم البلد فهو حبر مشددة الراء. قال عبيد بن الابرص: فعردة فقفا حبر * ليس بها منهم عريب (1) - وقد حَبِرَتْ أسنانه تَحْبَرُ حَبَراً، مثال تعبت تتعب تعبا، أي قَلِحَتْ. وحَبِرَ الجُرح أيضاً حَبَراً، أي نُكِسَ وغَفَرَ. قال الكسائيّ: أي بَرأَ (2) وبقيت له آثارٌ. والحَبَرُ في قول العجّاج:
الحمدُ لله الذي أعطَى الحَبَرْ * ويروى " الشبر "، من قولهم: حَبَرَني هذا الأمر حبرا، أي سرنى. وقد حرك الباء فيهما وأصلها التسكين. ومنه الحابور، هو مجلس الفساق. والحبارى: طائر، يقع على الذكر والانثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات.
_________
(1) أي ليس بها أحد.
(2) أي برئ. في اللسان والمخطوطة.

(2/621)


وفى المثل: " كل أنثى تحب ولدها حتى الحبارى (1) ". وإنما خصوا الحبارى لانه يضرب بها المثل في الموق، فهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران. وألفه ليست للتأنيث ولا للالحاق، وإنما بنى الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا في نكرة، أي لا ينون. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبرا برا ولا تبر برا ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذى تحدثنا به حبربر، أي شئ.
[حبتر] الحَبْتَرُ بالفتح: القصير مثل البحتر.
[حبجر] الحبجر بكسر الحاء وفتح الباء: الغليظ. وأنشد الاحمر: أرمى عليها وهى شئ بجر * والقوس فيها وتر حبجر * وهى ثلاث أذرع وشبر * واحبنجر، أي انتفخ من الغضب.
_________
(1) وقالوا في تصغير الحبارى: حبيرى، ففتحوا الراء، وحبيريات.
(79 - صحاح - 2)

(2/621)


[حبكر] الحَبوكَرُ: رملٌ يضِلُّ فيه السالك. والحبوكر: الداهية، وكذلك الحَبَوْكَرى. وأمُ حَبَوْكَر هي أعظم الدَواهي. قال عمرو بن أحمر الباهلى: فلما غسا ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بأم حبوكر (1) - ويقال جمل حبوكرى، والالف زائدة بنى الاسم عليها، وليست للتأنيث، لانك تقول للانثى: حبوكراة. وكل ألف للتأنيث لا يصح دخول هاء التأنيث عليها. وليست أيضا للالحاق، لانه ليس له من الاصول فيلحق به.
[حتر] الحِتْرُ: بالكسر: العطيّة اليسيرة، وبالفتح المصدر تقول: حَتَرْتُ له شيئاً أَحْتُرُ حَتْراً (2) . قال الأصمعيّ: فإذا قالوا أقلَّ وأَحْتَرَ قالوه بالألف. قال الشَنْفَرى: وأُمَّ عيال قد شهِدْتُ تَقوتهم * إذا أطعَمْتُهمْ أحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ - وأَحْتَرْتُ العقدة: أحكمتها. والحَتار: الكِفاف. وكلُّ ما أحاط بالشئ واستداربه فهو حتاره وكفافه. والجمع حتر.
_________
(1) الرواية: " بأم حبوكرى ".
(2) حتر يحتر، ويحتر حترا.

(2/622)


يقال: حترت البيتُ حَتْراً، وذلك إذا ارتفع أسفل الخباء عن الارض وقلص فوصَلْتَ به ما يكونُ سِتراً. والحترة، بالضم: الوكيرة. يقال: حتر لنا، أي وكر لنا. وماحترت اليوم شيئا، أي ما ذقت. والحَتْرَةُ، بالفتح: الرَضْعة الواحدة.
[حثر] يقال: حَثِرَتْ عينُه بالكسر، تَحْثَرُ، إذا خرجَ فيها حبٌّ أحمر، وهو بَثْرٌ يخرج في الأجفان. وحَثِرَ الدِبس أيضاً: تحبَّب. وحثر الجلد: بثر. قال الراجز:
رأيت شيخا حثر الملامج (1) * وهى ما حول الفم. والحوثرة: حشفة الانسان. والحواثر: بطن من عبد القيس. قال المتلمس:
نعم الحواثر إذ تساق لمعبد (2) * وحثارة التبن: لغة في الحثالة.
_________
(1) في اللسان: رأته شيخا حثر الملامح * بالحاء وهو تصحيف، وصوابه بالجيم في الجمهرة 2: 111. وملامح الانسان، ما حول فمه مثل الملاغم. قال الراجز:
رأته شيخا حثر الملامج * وفى التاج بالحاء، وهو تصحيف.
(2) صدره:
لن يرحض السوءات عن أحسابكم:

(2/622)


ويقال: أحثر النخل، إذا تشق طلعه وكان حبه كالحثرات الصغار قبل أن يصير خَصَلاً.
[حجر] الحَجَرُ جمعه في القلة أَحْجَارٌ، وفي الكثرة حِجارٌ وحِجارةٌ، كقولك: جمل وجمالة، وذكر وذكارة، وهو نادر. وحجر أيضا: اسم رجل. ومنه أوس بن حجر الشاعر. والحَجَرانِ: الذهب والفِضّة. والحَجْر ساكن: مصدر قولك حَجَرَ عليه القاضي يَحْجُرُ حَجْراً: إذا منعه من التصرف في ماله. والحجر أيضا: قصبة اليمامة، يذكر ويؤنث. وحجر الانسان وحجره، بالفتح والسكر، والجمع حجور. والحَُِجْر: الحرام يكسر ويضم ويفتح، والكسر أفصح. وقرئ بهنّ قوله تعالى:
(وحَرْثٌ حَُِجْرٌ) *. ويقول المشركون يومَ القيامة إذا رأَوْا ملائكة العذاب:
(حِجْراً مَحْجوراً) *، أي حراماً حرما، يظنون أن ذلك ينفعهم كما كانوا يقولونه في الدار الدنيا لم يخافونه في الشهر الحرام. وحَجْرَةُ القوم: ناحية دارهم. وفي المثل:

(2/623)


" يربض حجرة ويرتعى وسطا (1) ". والجمع حجرات وحجر، مثل جمرة وجمر وجمرات. ويقال للرجل إذا كثُر ماله: انتشرت حَجْرَتُه. والعرب تقول عند الأمر تُنكره: حُجْراً بالضم، أي دفْعاً. وهو استعاذة من الامر. قال الراجز: قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ * عَوْذٌ بربي منكم وحجر - وحجر أيضا: اسم رجل، وهو حجر الكندى، الذى يقال له آكل المرار. وحجر ابن عدى الذى يقال له الادبر. ويجوز حجر، مثل عسر وعسر، قال حسان بن ثابت: من يغر الدهر أو يأمنه * من قتيل بعد عمرو وحجر - يعنى حجر بن نعمان بن الحارث بن أبى شمر الغساني. والحجرة: حظيرة الإبل، ومنه حُجرة الدار. تقول: احْتَجَرْتُ حجرةً، أي اتخذتها. والجمع حجر مثل غرفة وغرف، وحجرات بضم الجيم. والحجر: العقل. قال الله تعالى:
(هَلْ في ذَلِكَ قَسَمٌ لذي حِجْرٍ) *. والحِجْرُ أيضاً: حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه الحطيمُ المدارُ بالبيت جانبَ الشَمال.
_________
(1) ويروى: " يرعى وسطا ويربض حجرة ".

(2/623)


وكُلُّ ما حَجَرْتَهُ من حائط فهو حجر. والحجر: منازل ثمود ناحية الشام، عند وادى القرى. قال الله تعالى:
(كذب أصحاب الحجر المرسلين) *. والحجر أيضا: الانثى من الخيل. والحاجِرُ والحاجورُ: ما يُمسك الماء من شَفَة الوادي. وهو فاعولٌ من الحَجْرِ، وهو المنع. وجمع الحاجر حجران، مثل حائر وحوران، وشاب وشبان. والمحجر، مثال المجلس: الحديقة. قال لبيد: بكرت به جرشية مقطورة * تروى المحاجر بازل علكوم (1) - ومحجر العين أيضا: ما يبدو من النِقاب. والمَحْجَرُ بالفتح: ما حول القرية، ومنه محاجر أقيال اليمن، وهى الاحماء، كان لكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره. والمحجر أيضا: الحجر، وهو الحرام. قال حميد بن ثور: فهمت أن أغشى إليها محجرا * ولمثلها يغشى إليه المحجر
_________
(1) جرشية: ناقة منسوبة إلى جرش، وهو موضع باليمن. مقطورة: مطلية بالقطران. علكوم: ضخمة.

(2/624)


ويقال: حجر القمر: إذا استدارَ بخطٍّ دقيق من غير أن يَغلُظَ، وكذلك إذا صارت حولَه دارةٌ في الغَيْم. والتَحْجيرُ أيضاً: أن تَسِمَ حول عَينِ البعير بميسمٍ مستدير. ومحجر بالتشديد: اسم موضع، والاصمعى يقوله بكسر الجيم، وغيره يفتح. وحجار بالتشديد: اسم رجل من بكر ابن وائل. والحنجرة والحنجور: الحلقوم: بزيادة النون.
[حدر] الحادِرُ من الرجال: المجتمع الخَلْق، عن الأصمعيّ. تقول منه: حَدُرَ بالضم يَحْدُرُ حَدْراً. وعين حَدْرَةٌ، أي مكتنِزة صُلبة. قال امرؤ القيس: وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ * شُقَّتْ مآقيهِما من أُخُرْ - وناقةٌ حادِرَةُ العينين، إذا امتلأتا. والحُدْرَةُ: من الإبل بالضم: نَحو الصرمة. والحادور: القرط، في قول الشاعر (1) :
_________
(1) هو أبو النجم العجلى يصف امرأة.

(2/624)


* بائنة المنكب من حادورها (1) * والحدر: مثل الصَبَبِ، وهو ما انحَدَرَ من الأرض. يقال: كأنَّما ينحط في حَدَرٍ. والحَدورُ: الهَبوط، وهو المكان تنحدر منه. والحُدورُ بالضم: فِعْلُكَ. وحَدَرْتُ السفينةَ أَحْدُرُها حَدْراً، إذا أرسلتَها إلى أسفلَ. ولا يقال أَحْدَرْتُها. وحَدَرَتْهُمُ السَنَةُ، أي حطَّتهم وجاءت بهم حُدوراً (2) . وحَدَرَ جلدُ الرجل يَحْدُرُ حُدوراً، أي وَرِمَ من الضرب. وحَدَرْتُهُ أنا حَدْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وأَحْدَرْتُهُ أيضاً. وانْحَدَرَ جِلدُه: تورَّمَ. وأَحْدَرَ ثوبَه، أي كفَّهُ، وكذلك إذا فتَلَ أطرافَ هُدبه كما يُفْعل بأطراف الاكسية. وحدر في قراءته وفى أذانِه يَحْدُرُ حَدْراً، أي أسرَعَ. وحَيٌّ ذو حُدورَةٍ، أي ذو اجتماع وكثرة.
_________
(1) قبله:
خدبة الخلق على تحصيرها * وبعده: يزينها أزهر في سفورها * فضلها الخالق في تصويرها -
(2) وفى اللسان. " وحدرتهم السنة تحدرهم: جاءت بهم إلى الحضر ".

(2/625)


والانحدار: الانهباط. تقول: انحدرتُ إلى البصرة. والموضع مُنْحَدَرٌ. وتحدر الدمع، أي تنزل. والحندر والحندور والحندورة: الحدقة. يقال: هو على حُنْدُرِ عينه وحُنْدُورِ عينه وحُنْدُورَةِ عينه، إذا كان يستثقله ولا يقدِرُ أن ينظُرَ إليه، بُغْضاً. قال الفراء: يقال جعلتُه على حِنْدِيرَةِ عيني، وحُنْدُورَةِ عيني، إذا جعلتَه نُصْبَ عينك. وحدراء: اسم امرأة. والحيدرة: الاسد. وقال على رضى الله عنه:
أنا الذى سمتن أمي حيدرة (1) * لان أمه فاطمة بنت أسد لما ولدته وأبو طالب غائب سمته أسدا باسم أبيها، فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم فسماه عليا.
[حدبر] الحدبار من النوق: الضامرة، التى قد يبس لحمها من الهزال وبدت حراقفها. يقال: ناقة حدبار وحدبير، ونوق حدابير.
_________
(1) بعده: كليث غابات غليظ القصره * أضرب بالسيف رقاب الكفره * أكيلكم بالسيف كيل السندره:

(2/625)


[حذر] الحَذَرُ والحِذْرُ: التَحَرُّزُ. وقد حذرت الشئ أحذره حذرا. ورجل حذر وحذر (1) ، أي متيقظ متحرز، والجمع حَذِرونَ وحَذارى وحَذُرونَ. وأنشد سيبويه في تعديه: حذرا أمورا لا تُخاف وآمِنٌ * ما ليس مُنْجيهِ من الاقدار - وهذا نادر لان النعت إذا جاء على فعل لا يتعدى إلى مفعول. والتحذير: التخويف. والحذار: المُحاذَرَةُ. وقولهم: إنَّه لابنُ أَحْذارٍ، أي لابنُ حزْمٍ وحَذرٍ. وحَذارِ، مثل قطام، بمعنى احْذَرْ. وقال الشاعر (2) :
حَذارِ من أرماحنا حذار (3) * والمحذروة: الفزع بعينه. وقرئ:
(وإنَّا لجميع حاذِرونَ) * و * (حذرون) * و * (حذرون) * أيضا بضم الذال، حكاه الاخفش. ومعنى
_________
(1) إى بضم الذال.
(2) هو أبو النجم.
(3) بعده:
أو تجعلوا دونكم وبار:

(2/626)


حاذرون: متأهبون. ومعنى حَذُِرون: خائفون. والحِذْرِيَةُ على فِعْلِيَةٍ: قِطعةٌ من الأرض غليظة، والجمع الحذارى. وتسمى إحدى حرتى بنى سليم: الحذرية. ونفش الديك حذريته، أي عِفْريتَهُ. ورجلٌ حِذْرِيانٌ: شديد الفزع والحذر. وأبو محذورة: أوس بن معير (1) ، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[حذفر] حذافير الشئ أعاليه ونواحيه. يقال: أعطاه الدنيا بِحَذافيرِها، أي بأسرها، الواحد حذفار.
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد. والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً، كأنه جمع إحرة. قال الراجز (2) :
_________
(1) في القاموس: " سمرة بن معير ". وفى اللسان كما هنا، وزاد: " أحد بنى جمح ".
(2) هو زيد بن عتاهية التميمي.

(2/626)


لا خمس إلا جندل الاحرين (1) * والخمس قد جشمنك الامرين (2) - ونهشل بن حرى (3) . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ. والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة. والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران: بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون.
_________
(1) أراد بالخمس الخمسمائة. انظر قصة الرجز في اللسان. وقبله: إن أباك فر يوم صفين * لما رأى عكا والاشعريين - وقيس عيلان الهوازنيين * وابن نمير في سراة الكندين * وذا الكلاع سيد اليمانين * وحابسا يستن في الطائيين * قال لنفس السوء هل تفرين
(2) بعده: جمزاء إلى الكوفة من قنسرين
(3) هو أحد الشعراء.

(2/627)


والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل (1) : ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا (2) - والحر: فرخ الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح (3) : منطو في جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ. وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة:
_________
(1) وفى اللسان: " المتنخل اليشكرى "، صوابه " المنخل اليشكرى "، وهو من شعراء الحماسة. وقد أراد صاحب اللسان قصة المنخل اليشكرى مع النعمان.
(2) بعده: فإن لم تتأرا لى من عكب * فلا أرويتما أبدا صديا - يطوف بى عكب في معد * ويطعن بالصملة في قفيا -
(3) يصف صيادا

(2/627)


لا يكن حبك داءً قاتلاً (1) * ليسَ هذا منك ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة * فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم (2) - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة: شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار - فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب. والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه حرارة الغيظ وغيره. قال الشاعر (3) : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت عليهن المكتبة الصفر -
_________
(1) يروى: " داء داخلا ".
(2) سبق برواية أخرى في (ثرر) .
(3) الفرزدق.

(2/628)


ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً (1) في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال: حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار، والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع (2) الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً (3) . قال الشاعر:
وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق (4) * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً، من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول، حَرَرْتَ
_________
(1) في اللسان: " حروة ".
(2) في اللسان: " لوافح ". وقبل البيت: فلو أنك في يوم الرخاء سألتنى * فراقك لم أبخل وأنت صديق -
(3) وحرارة، وحرية، وحرورة، وحرورية.
(4) صدره:
فما رد تزويج عليه شهادة:

(2/628)


يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ. وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها. وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حزر] الحَزْرُ: التقدير والخَرْصُ. تقول: حزرت الشئ أحزره وأحزره. والحازر: الخارص. والحازِرُ اللبن الحامض. وقد حرز اللبن والنبيذ، أي حمض. وحَزْرَةُ المال: خِياره. يقال: هذا حَزْرةُ نفسي، أي خيرُ ما عندي. والجمع حزَراتٌ بالتحريك. وفي الحديث: " لا تأخُذْ من حَزَراتِ أَنفُس الناسِ شيئاً "، يعني في الصدقة. قال الراجز:
الحزرات حزرات النفس * أي هي مما تودها النفس. وقال آخر:
وحزرة القلب خيار المال * والحزاور: الروابي الصغار، الواحدة حزورة، وهى تل صغير.

(2/629)


والحزور أيضاً: الغلامُ إذا اشتدَّ وقويَ وخَدَم. قال يعقوب: هو الذي قد كاد يُدرِك ولم يَفْعَل. وقال الراجز: لن تعدم المطى منا مسفرا (1) * شيخا بجالا وغلاما حزورا - وكذلك الحَزَوَّرُ بتشديد الواو، والجمع الحزاورة. وحزيران بالرومية: اسم شهر قبل تموز.
[حسر] حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أًحْسِرُهُ حَسْراً: كشفت. والحاسِرُ: الذي لا مِغْفَرَ له (2) ولا دِرع. والانْحِسارُ: الانكشاف. والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ. وحسَرَ البعيرُ يَحْسِرُ حُسوراً: أعيا واسْتَحْسَرَ وتَحَسَّرَ مثلُه. وحَسَرْتُهُ أنا حَسْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وأَحْسَرْتُهُ أيضاً، فهو حسير، والجمع حسرى، مثل قتيل وقتلى. وحسر بصرُه يَحْسِرُ حُسوراً، أي كَلَّ وانقطع نظَره من طولٍ مَدىً وما أشبهَ ذلك، فهو حَسيرٌ ومحسور أيضا. قال قيس بن خويلد الهذلى يصف ناقة:
_________
(1) في اللسان: " لن يعدم المطى منى ".
(2) في المخطوطة: " لا مغفر عليه ".
(80 - صحاح - 2)

(2/629)


إن الحسير (1) بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محسور - نصب شطرها على الظرف، أي نحوها. وفلان كريم المحسر، أي كريم المخبر. والحَسْرَةُ: أشدُّ التلهف على الشئ الفائت. تقول منه: حسر على الشئ بالكسر يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً، فهو حَسيرٌ. وحَسَّرْتُ غيري تَحْسيراً. وحَسَّرَتِ الطيرُ تَحْسيراً: سقَط ريشُها. والتَحَسُّرُ: التلهُّف. وتَحَسَّرَ وبرُ البعير، أي سقَط. ورجل مُحَسَّرٌ، أي مؤْذىً. وفي الحديث: " أصحابُه مُحَسَّرونَ (2) "، أي محقّرون. وبطن محسر، بكسر السين: موضع بمنى.
[حشر] ابن السكيت: أذن حشر، أي لطيفة كأنها حشرت حشرا، أي بُريت وحُدِّدت. وكذلك غيرها. وآذانٌ حَشْرٌ، لا يثنَّى ولا يجمع، لانه مصدر في الاصل. وهو مثل قولهم: ماء غور، وماء سكب وقد قيل: أذن حشرة. قال النمر ابن تولب:
_________
(1) في اللسان: " إن العسير ".
(2) هو حديث: " يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب، أصحابه محسرون محقرون مقصون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك. يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف، يورثهم الله مشارق الارض ومغاربها ".

(2/630)


لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ * كإعْليطِ مرخ إذا ما صفر - والحَشْرُ من القُذّذِ: ما لَطُف. وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق. وقد حَشَرْتُهُ حَشْراً. وحكى الأخفش: سهم حَشْرٌ وسهام حُشْرٌ، كما قالوا: جَوْنٌ وجون، وورد وورد، وثط وثط. والحشرة بالتحريك: واحدة الحشرات، وهى صغار دواب الارض. وحشرات الناس أَحْشِرُهُمْ وأَحْشُرُهُمْ حَشْراً: جمعتهم، ومنه يوم الحِشْر. وروى سعيد بن مسروق عن عِكْرِمة في قوله تعالى:
(وإذا الوُحوش حُشِرَتْ) *، قال: حَشْرُها: موتها. وحَشَرَتِ السنةُ مالَ فلانٍ، أي أهلكته. والمَحْشِرُ بكسر الشين: موضع الحَشْرِ. والحاشِرُ: اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: " خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد، والماحي يمحو الله بى الكفر، والحاشر أحشر الناس على قدمى، والعاقب ". والحشور مثال الجرول: المنتفخ الجنبين. يقال: فرس حَشْوَرٌ، والأنثى حَشْوَرَةٌ.
[حصر] حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْراً: ضيَّق عليه وأحاط به.

(2/630)


الحصير: الضيق البخيل. والحَصيرُ: البارِيَّةُ. والحَصيرُ: الجَنْبُ. قال الاصمعي: هو مابين العِرْقِ الذي يظهر في جَنْب البعير والفرس معترِضاً فما فوقَه إلى مُنْقَطَع الجنْب. والحَصيرُ: الملكُ، لانه محجوب. قال لبيد: وقما قم غُلْبِ الرِقابِ كأنَّهم * جِنٌّ لدى باب الحصير قيام - ويروى: " ومقامة غلب الرقاب " على أن يكون غلب بدلا من مقامة، كأنه قال: ورب غلب الرقاب. وروى غير أبى عبيدة: " لدى طرف الحصير قيام "، أي عند طرف البساط للنعمان بن المنذر. والحصير: المحبس. قال الله تعالى:
(وجعلنا جنهم للكافِرينَ حَصيراً) *. والحَصيرةُ: موضع التمر، وهو الجَرينُ. والحِصارُ (1) : وسادة تُلقى على البعير ويُرفَع مؤخَّرها فيُجْعَلُ كآخِرةِ الرحل ويُحشى مقدَّمُها فيجعلُ كقادمة الرحل. تقول منه: احتصرت البعير. والحَصَرُ: العِيُّ. يقال: حَصِرَ الرجل يَحْصَرُ حَصَراً، مثل تعب تعبا. والحصر أيضا:
_________
(1) والمحصرة أيضا، بكسر الميم.

(2/631)


ضيق الصدر. يقال حصرت صدروهم، أي ضافت. قال لبيد: أَسْهَلْت (1) وانْتَصَبَتْ كجِذْعِ مُنيفةٍ * جَرْداَء يَحْصَرُ دونَها جُرَّامُها (2) - أي تضيق صدروهم من طول هذه النخلة. وأما قوله تعالى:
(أو جاؤكم حصرت صدروهم) *. فأجاز الاخفش والكوفيون أن يكون الماضي حالا، ولم يجوزه سيبويه إلا مع قد. وجعل:
(حصرت صدورهم) * على جهة الدعاء عليهم. وحصر أيضا بمعنى بَخِل. قال أبو عمرو: يقال: شربَ القومُ فَحَصَرَ عليهم فلانٌ، أي بَخِلَ. وكلُّ من امتنع من شئ فلم يقدر عليه فقد حَصِرَ عنه. ولهذا قيل: حَصِرَ في القراءة، وحَصِرَ عن أهله. والحَصِرُ: الكتومُ للسرّ. قال جرير: ولقد تَسقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا * حَصِراً بسرِّكِ يا أميمَ ضَنينا - والحصور: الناقة الضيِّقة الإحليلِ. تقول منه: حَصَرَتِ الناقة بالفتح وأَحْصَرَتْ. والحَصورُ: الذي لا يأتي النساء. والحَصورُ: الضيِّق البخيل، مثل الحصير. قال الاخطل:
_________
(1) في اللسان: " أعرضت ".
(2) في اللسان: " صرامها ". والصارم والجارم بمعنى، هو الذى يقطع التمر من النخل.

(2/631)


وشاربٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني * لا بالحصور ولا فيها بسَوَّارِ - والحُصْرُ بالضم: اعتقال البَطْن. تقول منه: حُصِرَ الرجل وأُحْصِرَ على ما لم يسمَّ فاعلُه. قال ابن السكِّيت: أَحْصَرَهُ المرضُ، إذا منَعه من السفر أو من حاجةٍ يريدها. قال الله تعالى:
(فإنْ أُحْصِرْتُمْ) *. قال: وقد حَصَرَهُ العدوُّ يَحْصُرونَه، إذا ضيّقوا عليه وأحاطوا به. وحاصَروهُ مُحاصَرَةً وحِصاراً. وقال الإخفش: حَصَرْتُ الرجلَ فهو مَحْصورٌ، أي حَبَسْتُه. قال: وأَحْصَرَني بولي وأَحْصرني مَرَضي، أي جعلني أحصر نفسي. وقال أبو عمرو الشيباني: حصرني الشئ وأحصرني، أي حبسني.
[حضر] حَضْرَةُ الرجل: قُربه وفِناؤه. والحَضْرُ: بلدٌ بإزاء مَسكَن. ويقال: كَلَّمته بَحَضْرَةِ فلانٍ وبِمَحْضَرٍ من فلان، أي بمشهدٍ منه. وحكى يعقوبُ: كلَّمته بَحَضرِ فلان، بالتحريك. والحَضَرُ أيضاً: خلاف البَدْو. والمَحْضَرُ: السِجِلُّ. والمحضر: المرجع إلى المياه.

(2/632)


وفلان حسَنُ المَحْضَرِ: إذا كان ممّن يذكر الغائبَ بخير. يقال: فلان حسن الحِضْرَةِ والحَضْرَةِ. وكلَّمته بِحَضْرَةِ فلان وحُضْرَتِهِ وحِضْرَتِهِ. والحُضْرُ بالضم: العَدْوُ: يقال: أَحَضَرَ الفرسُ إحضاراً واحْتَضَرَ، أي عدا. واسْتَحْضَرْتُهُ أعديته. وهذا فرسٌ مِحْضيرٌ، أي كثير العَدْو. ولا يقال مِحْضارٌ، وهو من النوادر. والحاضِرُ: خلاف البادي. والحاضِرةٌ: خلاف البادية: وهي المدن والقرى والريف. والبادية خلاف ذلك. يقال: فلانٌ من أهل الحاضِرَةِ وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ. والحاضِرُ: الحى العظيم. يقال: حاضر طيئ. وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قال حسان: لنا حاضِرٌ فَعْمٌ وبادٍ كأنَّه * قطينُ الإلهِ عِزَّةً وتَكَرُّما - وفلان حاضِرٌ بموضع كذا، أي مقيمٌ به. ويقال: على الماء حاضِرٌ. وهؤلاء قومٌ حُضَّارٌ، إذا حَضَروا المياه، ومحاضر. قال لبيد:

(2/632)


* وعلى المياهِ مَحاضِرٌ وخيامُ (1) * وحَضَرَة، مثل كافر وكفرة. وحَضارِ، مثل قطام: نجمٌ. يقال: " حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفان "، وهما نجمان يَطلُعان قبل سهيل فيُحلَف أنَّهما سُهَيل للشَبَه. والحَضيرَةُ: الأربعة والخمسة يَغْزُون. قالت سَلْمى الجُهَنيّة تَرْثي أخاها أسعَدَ: يَرِد المياه حضيرَةً ونَفيضةً * وِرْدَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُبَّعُ - والجمع الحَضائِرُ. قال الهذليّ: رجالُ حروب يَسْعَرون وحَلْقةٌ * من الدارِ لا تأتي (2) عليها الحَضائِرُ - والحَضيرةُ: ما اجتمع في الجُرح من المِدَّة، وفي السَلا من السُخْدِ. يقال: ألقت الشاة حَضيرتها، وهي ما تلقيه بعد الولد من السُخد (3) والقذى. وحاضَرْتُهُ: جاثَيتُه عند السلطان، وهو كالمبالغة والمكاثرة. وحاضَرْتُهُ حِضاراً: عَدَوْتَ معه. والحَضارُ أيضاً من الإبل: الهجان، واحده وجمعه سواء. قال أبو ذؤيب:
_________
(1) صدره:
فالوا ديان وكل مغنى منهم
(2) في اللسان: " لا يأتي ".
(3) السخد بالضم: ماء أصفر غليظ يخرج مع الولد.

(2/633)


فلا تشترى إلا برج سباؤها * بنات المخاض شومها وحضارها (1) - أي سودها وبيضها. ورواه أبو عمرو: " شيمها " وهما بمعنى، الواحد أشيم. ويقال: ناقة حِضارٌ، إذا جمعت قوّةً ورُِحلةً، أي جَودة سير. والحِضارة: الإقامة في الحضَر، عن أبي زيد. وكان الأصمعيُّ يقول: الحَضارة بالفتح. قال القطاميُّ: ومن تكن الحَضارَةُ أعجبته * فأيَّ رجالِ باديةٍ تَرانا - والحُضورُ: نقيض الغَيبة. وقد حَضَرَ الرجل حُضوراً، وأَحْضَرَهُ غيره. وحكى الفرّاء حَضِرَ بالكسر: لغة فيه. يقال: حَضِرَتِ القاضي اليومَ امرأةٌ. قال: وأنشدنا أبوثروان العكلى لجرير على هذه اللغة: ما مَن جفانا إذا حاجاتنا حَضِرَتْ * كمن لنا عنده التكريم واللَطَفُ - قال: وكلُّهم يقول: يَحْضُرُ بالضم. ورجلٌ حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. والمُحْتَضِرُ: الذي يأتي الحَضَرَ، وهو خلاف البادى.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " شؤمها " بالهمز، تحريف. قال في اللسان: " والشوم بلا همز: جمع أشيم ".

(2/633)


وحضره الهم واحتضره وتحضره، بمعنىً. واللبن مُحْتَضَرٌ ومَحْضَورٌ، أي كثرة الآفة وأن الجن تحضره. يقال: اللبن محتضر فغط إناءك والكنف محضورة. وقوله تعالى:
(وأعوذ بِكَ رَبِّ أن يَحْضُرونِ) * أي أنْ تصيبني الشياطين بسوء. وقومٌ حُضورٌ، أي حاضرون، وهو في الاصل مصدر. وحضور بالفتح: بلد باليمن. وقال غامد: تغمدت شرا كان بين عشيرتي * فأسماني القيل الحضوري غامدا - وحضرموت: اسم بلد وقبيلة أيضا، وهما اسمان جعلا واحدا، وإن شئت بنيت الاسم الاول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا يتصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا. وخفضت موتا. وكذلك القول في سام أبرص، ورام هرمز. والنسبة إليه حضرمى، والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما. وكذلك الجمع، يقال: فلان من الحضارمة.
[حضجر] حضاجر: الضبع، سميت بذلك لعظم بطنها. وهو معرفة. قال الحطيئة:

(2/634)


هلا غضبت لرحل جا * رك إذ تنبذه حضاجر - ولا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لانه اسم لواحد على بنية الجمع لانهم يقولون: وطب حضجر، وأوطب حضاجر.
[حظر] الحَظْرُ: الحَجْرُ، وهو خِلاف الاباحة. والمحظور: المحرم. والحضار: الحظيرة تعمل الابل من شجر لتقيها الريحَ والبرد. والمُحْتَظِرُ: الذي يَعمل الحظيرة. وقرى،:
(كهشيم المحتظر *، فمن كسره جعله الفاعل ومن فتحه جعله المفعول به. ويقال للرجل القليل الخير: إنّه لنَكِدُ الحظيرة. قال أبو عبيد: أراه سمَّى أموالَه حظيرةً لانه حظرها عنده ومنعها. وهى فعلية بمعنى مفعولة.
[حفر] حَفَرْتُ (1) الأرض واحْتَفَرْتُها. والحُفْرَةُ: واحدة الحُفَرِ. واسْتَحْفَرَ النهرُ: حان له أن يُحفَر. والحَفَرُ، بالتحريك: التراب يستخرج من
_________
(1) حفر كضرب.

(2/634)


الحفرة. وهو مثل الهَدَم. ويقال: هو المكان الذى حفر. وينشد:
قالوا انتهينا وهذا الخندق الحفر * والحافر: واحد حوافر الدابة. وقد استعاره الشاعر في القدم، فقال (1) : فما برح (2) الولدان حتى رأيته * على البكر يريمه بساق وحافر (3) - وقولهم في المثل: " النقد عند الحافِرَةِ " قال يعقوب: أي عند أوّلِ كلمة. ويقال: التقى القومُ فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أوّلِ ما التقوا. وقوله تعالى:
(أئِنَّا لَمردودونَ في الحافرةِ) *، أي في أول أمرنا. وأنشد ابن الأعرابي: أَحافرَةً على صَلَعٍ وشَيب * مَعاذَ الله من سفهٍ وعارِ - يقول: أأرجع إلى ما كنتُ عليه في شبابي من الجهل والصِبا بعد أن شِبْت وصَلِعت. ويقال: رجَعَ على حافِرَتِهِ، أي في الطريق الذي جاء منه. والحَفيرُ: القبر. وحَفَرَهُ حَفْراً: هزله. يقال: ما حامل
_________
(1) جبيهاء الاسدي يصف ضيفا طارقا أسرع إليه.
(2) يروى: " فما رقد ".
(3) قبله: فأبصر نارى وهى شقراء أوقدت * بليل فلاحت للعيون النواظر -

(2/635)


إلا والحَمْلُ يَحْفِرُها. إلاَّ الناقةُ فإنَّها تَسمَن عليه. وتقول: في أسنانه حَفَرٌ (1) . وقد حَفَرْتُ تَحْفرُ حَفْراً، مثل كسر يكسر كسرا: إذا فسدت أصولُها. قال يعقوب: هو سُلاَقٌ في أصول الأسنان. قال: ويقال أصبح فمُ فلان مَحْفوراً. وبنو أسد تقول: في أسنانه حَفَرٌ، بالتحريك. وقد حَفِرَتْ حفرا، مثال تعبت تعبا، وهى أردأ اللغتين. وأحفر المُهر للإثناء والإرباع والقروحِ، إذا ذهَبتْ رواضِعُهُ وطلع غيرها. والحِفْرى، مثال الشعرى: نبت. والحفراة: الخشبة ذات الاصابع التى يذرى بها.
[حقر] الحَقيرُ: الصغير الذليل. تقول منه حَقُرَ بالضم حَقارَةً. وحَقَرَه، واحْتَقَرَهُ، واستحقره: استصغره. وتَحاقَرَتْ إليه نفسُه: تصاغرت. والتحقيرُ: التصغير. والمُحَقَّرات: الصغائر. ويقال: هذا الامر محقر بك. أي حقارة.
[حكر] احْتِكارُ الطعام: جَمْعه وحَبْسه يُتَربَّص به الغلاء. وهو الحُكْرَةُ بالضم.
_________
(1) حفر كعنى وضرب وسمع في الاسنان.

(2/635)


[حمر] الحمرة: لون الاحمر. وقد احمر الشئ واحمار بمعنى. وإنما جاز ادغام احمار لانه ليس بملحق، ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إدغامه كما لا يجوز إدغام اقعنسس لما كان ملحقا باحرنجم. ورجل أحمر، والجمع الاحامر. فإن أردت المصبوغ بالحمرة قلت أحمر والجمع حمر. والحمراء: العجم، لان الشقرة أغلب الالوان عليهم. والاحامرة: قوم من العجم سكنوا بالكوفة. ومضر الحمراء بالاضافة، يفسر في (مضر) . وأهلك الرجال الاحمران: اللحم والخمر. فإذا قلت: الاحامرة دخل فيه الخلوق. وأنشد الاصمعي (1) : إن الاحامرة الثلاثة أهلكت * مالى وكنت بهن قدما (2) مولعا - الراح واللحم والسمين وأطلى * بالزعفران فلن أزال مولعا (3) - قال: ويقال أتانى كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض، يحكيها عن أبي عمرو بن العلاء،
_________
(1) للاعشى.
(2) في اللسان: " وكنت بها قديما ".
(3) في الاساس: " فلن أزال مردعا "، وفيه: " اللحم والراح العتيق ".

(2/636)


معناه جميع الناس عربهم وعجمهم. قال الشاعر: جمعتهم فأوعبتم وجئتم بمعشر * توافت به حمران عبد وسودها - يريد بعبد عبد بن أبى بكر بن كلاب. وموت أحمر، يوصف بالشدة. ومنه الحديث: " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ". ووطأة حمراء: جديدة. ووطأة دهماء: دارسة. وسنة حمراء، أي شديدة. وأحمر ثمود: لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح عليه السلام، وإنما قال زهير: " كأحمر عاد (1) " لاقامة الوزن لما لم يمكنه أن يقول ثمود، أو وهم فيه. قال أبو عبيد: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد. والحمار: العير، والجمع حمير وحمر (2) وحمرات وأحمرة. وربما قالوا للاتان: حمارة. وتوبة بن الحمير (3) : صاحب ليلى الاخيلية. وهو في الاصل تصغير الحمار.
_________
(1) وذلك في قوله: فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم -
(2) وحمر، ومحمورا، وحمور.
(3) قوله ابن الحمير أي بضم الحاء وفتح الميم وكسر الياء مشددة، كما أشار إليه - عد.

(2/636)


واليحمور: حمار الوحش. والحمارة: حجارة تنصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه، وتنصب أيضا حول بيت الصائد (1) قال الراجز حميد الارقط (2) :
بيت حتوف أردحت حمائرة (3) * وحمار قبان: دويبة. والحماران: حجران ينصبان ويوضع فوقهما حجر، وهو العلاة يجفف عليها الاقط. قال الشاعر (4) : لا تنفع (5) الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته - وقولهم: " أكفر من حمار "، هو رجل من عاد مات له أولاد بصاعقة، فكفر كفرا عظيما، فلا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله. والحمرة: ضرب من الطير كالعصفور. قال الشاعر (6) :
_________
(1) قال ابن برى: صوابه أن يقول: الحمائر حجارة، الواحد حمارة.
(2) في المطبوعة الاولى: " حميد بن الارقط "، تحريف.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاد هذا البيت: " بيت حتوف " بالنصب، لان قبله:
أعد للبيت الذى يسامره
(4) هو مبشر بن هذيل بن فزارة الشمخى، يصف جدب الزمان.
(5) في اللسان: " لا ينفع ".
(6) هو أبو المهوش الاسدي يهجو تميما.

(2/637)


قد كنت أحسبكم أسود خفية * فإذا لصاف (1) تبيض فيها (2) الحمر - الواحدة حمرة. قال الراجز: وحمرات شربهن غب * إذا غفلت غفلة تعب (3) - وقد يخفف فيقال حمر وحمرة. وأنشد ابن السكيت: إلا تداركهم تصبح منازلهم * قفرا تبيض عى أرجائها الحمر (4) - وابن لسان الحمرة: أحد خطباء العرب. والحمارة: أصحاب الحمير في السفر، الواحد حمار، مثل جمال وبغال. والمحمرة: فرقد من الخرمية، الواحد منهم محمر، وهم يخالفون المبيضة.
_________
(1) لصاف كقطام: جبل لتميم.
(2) في اللسان: " تبيض فيه ".
(3) في اللسان: علق حوضى نغر مكب * إذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ * وحُمَّراتٌ شربهن غب
(4) وقبله: إن نحن إلا أناس أهل سائمة * ما إن لنا دونها حرث ولا غرر - ملوا البلاد وملتهم وأحرقهم * ظلم السعاة وباد الماء والشجر - الشعر لعمرو بن أحمر، يخاطب يحيى بن الحكم بن أبى العاص ويشكو إليه ظلم السعاة.
(81 - صحاح - 2)

(2/637)


وحمارة القيظ، بتشديد الراء: شدة حره. وربما خفف في الشعر للضروة، والجمع حمار. وقولهم: " من دخل ظفار حمر "، أي تكلم بكلام حمير. فأخرج مخرج الخبر وهو أمر، أي فليحمر. والمحمر بكسر الميم: الفرس الهجين، وهو بالفارسية " پالانى "، والجمع المحامر. وأحامر بضم الهمزة: بلد. والحمير والحميرة: الاشكز، وهو سير أبيض مقشور ظاهره، تؤكد به السروج. يقال: حمرت السير أحمره بالضم، إذا سحوت قشره. وقال يعقوب: حمر الخارز سيره، وهو أن يسحى باطنه ويدهنه ثم يحرز به فيسهل. والحمر أيضا: النتق. يقال: حمر شاته يحمرها، إذا نتقها، أي سلخها. وحمير: أبو قبيلة من اليمن، وهو حمير ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ومنهم كانت الملوك في الدهر الاول. واسم حمير العرنجج. والحمر، بالتحريك: سنق يصيب الدابة من الشعير فينتن فوه. يقال: حمر البرذون بالكسر، يحمر حمرا. قال امرؤ القيس:

(2/638)


لعمري لسعد بن الضباب إذا غدا * أحب إلينا منك فافرس حمر (1) - يعيره بالبخر. وغيث حمر، مثال فلز، أي شديد يقشر الارض.
[حنر] الحَنيرةُ: عقْد الطاق المبنيّ، والحَنيرة: القوس، وهي مِنْدَفة النساء (2) .
[حنزقر] الحِنْزَقْرُ والحِنْزَقْرَةُ: القصير الدميم. قال سيبويه: النون إذا كانت ثانية ساكنة لا تجعل زائدة إلا بثبت.
[حور] حارَ يَحورُ حَوْراً، وحُؤُوراً: رجع. يقال: حار بعد ماكار. و " نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ " أي من النقصان بعد الزيادة. وكذلك الحور بالصم. وفي المثل: " حورٌ في مَحارةٍ "، أي نُقْصانٌ في نقصانٍ. يُضربُ مثَلاً للرجل إذا كان أمره يدبر. قال الشاعر (3) :
_________
(1) قوله: فافرس حمر، أراد: يا فارس حمر، أي منتن الريح كنتن فم الفرس.
(2) يندف بها القطن.
(3) سبيع بن الخطيم.

(2/638)


واستعجلوا عن خَفيفِ المَضْغ فازدردوا * والذمُّ يَبقى وزادُ القوم في حورِ - والحور أيضاً: الاسم من قولك: طحَنتِ الطاحنةُ فما أَحارَتْ شيئاً، أي ما ردَّتْ شيئاً من الدقيق. والحور أيضا: الهلكة. قال الراجز (1) :
في بئر لا حور سرى وما شعرى (2) * قال أبو عبيدة: أي في بئر حور، ولا زيادة. وفلان حائر بائِرٌ، هذا قد يكون من الهلاك، ومن الكَساد. والمَحارَةُ: الصَدَفة أو نحوُها من العظم. ومحارة الحَنَكِ: فويق موضع تحنيك البيطار. والمَحارةُ: مرجِع الكتف. والمَحَارُ: المرجع. وقال الشاعر: نحو بنو عامر بنِ ذُبيانَ وال‍ * - ناسُ كَهامٍ مَحارُهُمْ للقُبورِ - والحَوَرُ: جُلودٌ حُمر يُغَشَّى بها السلال، الواحدة، حَوَرَةُ. قال العجاج يصف مخالب البازي:
_________
(1) هو العجاج.
(2) قبله: لولا الاله ولولا مجد طالبها * للهوجوها كما نالوا من العير -

(2/639)


كأنما يَمزِقْن باللَحمِ الحَوَرْ * والحَوَرَ أيضاً: شِدَّةُ بياض العين في شدّة سوادِها. يقال: امرأةٌ حوراءُ بيِّنةُ الحَوَرِ. ويقال: احْوَرَّتْ عينهُ احورارا. واحور الشئ: ابيض. قال الاصمعي: لا أدرى ما الحور في العين؟ وقال أبو عمرو: الحور أن تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. قال: وليس في بنى آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون لانهن شبهن بالظباء والبقر. وتحوير الثياب: تبيضها. وقول العجاج:
بأعيُنٍ مُحَوِّراتٍ حورِ * يعني الأعين النقيّات البياض، الشديدات سواد الحدَقِ. وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحَوارِيُّونَ، لأنَّهم كانوا قَصَّارِينَ. ويقال: الحَوارِيُّ: الناصر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزُبير ابن عمَّتي وحَواريِّي (1) من أُمَّتي ". وقيل للنساء الحواريات لبياضهن. وقال اليشكرى (2) :
_________
(1) في اللسان: " وحواري من أمتى ": أمتى أي خاصتي من أصحابي وناصري.
(2) هو أبو جلدة.

(2/639)


فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلاَّ الكلابُ النَوابحُ (1) - والأحْوَرُ: كوكب، وهو المشتري. ابن السكيت: يقال: ما يعيش بأَحْوَرَ، أي ما يَعيش بعقل. والأَحْوَرِيُّ: الأبيض الناعم. والاحوارى، بالضم وتشديد الواو والراء مفتوحة: ما حُوِّرَ من الطعام، أي بُيِّضَ. وهذا دقيقٌ حُوَّاري. وحورته فاحور، أي بيضة فابيض. والجفنة المُحْوَرَّةُ: المبيَضَةُ بالسَنام. قال الراجز (2) : يا ورد إنى سأموت مره * فمن حليف الجفنة المحوره - وقول الكميت:
عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غرغرا (3) * يريد بياض زبد القدر. ويقال: حَوِّرْ عينَ بعيرك، أي حجر حولها بكى.
_________
(1) وبعده: بكين إلينا خيفة أن تبيحها * رماح النصارى والسيوف الجوارح -
(2) هو أبو المهوش الاسدي.
(3) وصدره:
ومرضوفة لم تؤْنِ في الطبخ طاهياً:

(2/640)


وحور الخُبْزَةَ، إذا هيَّأها وأدارها ليضَعها في المَلَّة. والمِحْوَرُ: عود الخبّاز. والمِحْوَرُ: العود الذي تَدور عليه البَكْرة، وربَّما كان من حديد. والحُِوَارُ (1) : ولدُ الناقة. ولا يزال حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمِّه فهو فَصيلٌ. وثلاثَةُ أَحْوِرَةٍ، والكثير حيرانٌ وحورانٌ أيضاً. وحوران بالفتح: موضع بالشام. والمُحَاوَرَةُ: المُجاوَبَةُ. والتَحاوُرُ: التجاوُب. ويقال: كلَّمتُه فما أحارَ إليَّ جواباً، وما رجَع إليّ حَويراً ولا حويرةً، ولا مَحورةً، ولا حِوَاراً، أي ما ردَّ جواباً. واستَحَارَهُ، أي استنقطه.
[حير] حارَ يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً (2) ، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى. وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر. وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار. والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحوران.
_________
(1) بضم الحاء، وكسرها لغة رديئة.
(2) وحيرا، وحيرانا.

(2/640)


ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. واستحير الشراب: أسيغ. قال العجاج: تسمع للجرع إذا استحيرا * للماء في أجوافها خريرا - وتحير المكان بالماء واستحار: إذا امتلأ. ومنه قول أبي ذؤيب:
تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها (1) * أي تردَّدَ فيها واجتمع. والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه. قال الشاعر يمدح رجلا: كأن أصحابه بالقفز يمطرهم * من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ - والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء. والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيرى وحارى أيضا على غير قياس، كأنهم قلبوا الياء ألفا. ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي أبدا.
_________
(1) صدره:
ثلاثة أعوام فلما تجرمت * وقبله: وقد طفت من أحوالها وأردتها * لوصل فأخشى بعلها وأهابها -

(2/641)


فصل الخاء
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ. وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ. والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ. وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً. والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر. وكذلك التَخَبُّرُ. والمَخْبَرُ: خلاف المنظر. وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضاً بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة. والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات. يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ. وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ. والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ. ويقال أيضاً: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت. والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ. والخبير: العالم. والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض. وهو الخِبْرُ أيضاً بالكسر. والخَبيرُ: النبات. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله. والخَبير: الوبَر. قال أبو النَجْم:

(2/641)


* حتَّى إذا ما طال (1) من خَبيرِها * وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل. وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك. تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْراً بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه. يقال: " صدق الخبر الخبر ". وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم (2) " فيريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر. والخابور: موضع بناحية الشام. وخبير: موضع بالحجاز. يقال: " عليه الدبرى، وحمى خيبرى ". والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد. يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها.
[ختر] الخَتْرُ (3) : الغدر. يقال: خَتَرَهُ فهو ختار.
[ختعر] الخيتعور: كل شئ لا يدوم على حالة
_________
(1) في اللسان: " ما طار " بالراء.
(2) الذى في الجامع الصغير " اخبر تقله " وكذلك في المختار. وقال بعض شراحه: الهاء للكست وليست ضميرا. قاله نصر.
(3) ختر كضرب ونصر، فهو خاتر وختار وختير وختور وختير.

(2/642)


واحدة ويضمحل كالسَراب، وكالذي ينزل من الهواء في شدة الحر كنسج العنكبوت. قال الشاعر: كلُّ أنثَى وإنْ بدا لكَ منها * آيةُ الحبِّ حبُّها خَيْتَعورُ - وربما سمَّوا الغُولَ والذئب والداهية خيتعورا.
[خثر] خثارة الشئ: بقيته. والخثارة: ما يبقى على المائدة والخنثر بفتح الخاء والنون وكسر الثاء (1) : الشئ الخسيس يبقى من متاعِ القوم إذا تحمَّلوا. والخثورة: نقيض الرِقّة. يقال: خثَرَ اللبَنُ بالفتح يَخْثُرُ. قال الفرّاء: خَثُر بالضم لغةٌ فيه قليلة. قال: وسمع الكسائيّ خَثِرَ بالكسر. ويقال: خَثَرَتْ نفسُه بالفتح: اختلطت. وقومٌ خُثَراءُ الأنفس وخَثْرى الأنفس، أي مختلطون. وخَثِرَ فلانٌ، أي أقامَ في الحيِّ ولم يخرج مع القوم إلى المِيرة. الأصمعي: أَخْثَرتُ الزُبْد: تركتُه خاثِراً، وذلك إذا لم تذِبْه. وفي المثل: " ما يدرى أيخثر أم يذيب ".
_________
(1) وفيه لغات أخرى أربعة: يقال أيضا: كجعفر، وزبرج وقنفذ، وبفتحات.

(2/642)


[خدر] الخِدْرُ: السِتْرُ. وجارية مُخَدَّرَةٌ، إذا لازمت الخِدْرَ. وأسد خادِرٌ، أي داخل الخِدر. ويُعنى بالخدر الأجَمة. وأَخْدَرَ الأسد، أي لزم الخِدْرَ. وأَخْدَرَ فلانٌ في أهله، أي أقام فيهم. وأنشد الفراء: كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا - يعنى أقام في وكره. وخدرة: حى من الانصار، منهم أبو سعيد الخدرى. والخدارى: الليل المُظلِم، والسَحاب الأسود والخُدارِيَّةُ: العُقابُ، للونها. قال الشاعر ذو الرمة:
ولم يَلفِظِ الغَرْثى الخُدارِيَّةَ الوكْرَ * يقول: بَكَرت هذه المرأةُ قبل أن تطير العقابُ من وكرها. وبعيرٌ خُداريٌّ، أي شديد السواد. وناقة خدارية. والخدرى في الرجل: امْذِلالٌ يعتريها. يقال خَدِرَتْ رِجلي، وخَدِرَتْ عظامه. قال طرفة: جازت البِيدَ إلى أرحُلنا * آخرَ الليلِ بيعفور خدر -

(2/643)


كأنه ناعس (1) . ويقال أخدر القوم، أي أظلمهم المطر. وقال:
شَمْسُ النهارِ ألاحَها الإخْدار (2) * واليوم الخَدِرُ: النديّ. وليلةٌ خَدِرَةٌ. والأخْدَرِيُّ: الحِمار الوحشيّ. وخَدَرَ الظبي مثل خَذَل (3) ، إذا تخلّف عن القطيع.
[خرر] الخَريرُ: صوت الماء. وخَرَّ الماءُ يَخِرُّ خَريراً. وعينٌ خَرَّارَةٌ. وخَرَّ لله ساجداً يَخِرُّ خُروراً، أي سَقَط. وضرب يده بالسيف فأخرها أي أسقطها، عن يعقوب. والخرير: واحد الأَخِرَّةِ، وهي أماكنُ مطمئنَّةٌ بين الربوتين تنقاد. وحكى أبو عبيد عن خلف الاحمر أنه قال: سمعت العرب تنشد بيت لبيد:
_________
(1) والخادر: الفاتر الكسلان. والخدر: المطر. قال:
ويسترون النار من غير خدر * وقد أخدر.
(2) في اللسان " أكلها الاخدار "، أي أبرزها. وصدره:
فيهن جائلة الوشاح كأنها
(3) في المطبوعة الاولى: " خدل " بالدال المهملة، تصحيف.

(2/643)


* بأخرة الثلبوت ير بأفوقها (1) * والخرخرة: صوت النائم والمختنق. يقال: خَرَّ عند النوم وخَرْخَرَ، بمعنىً. قال: وتَخَرْخَرَ بطنه، إذا اضطرب مع العظم. والخر من الرحى: اللَهوة، وهو الموضع الذي تُلقى فيه الحنطة بيدك. قال الراجز: وخذ بقعسريها * وأله في خريها * تطعمك من نفيها * والنفى بالفاء: الطحين. وعنى بالقعسرى الخشبة التى تدار بها بالرحى.
[خزر] الخَزَرُ: ضيق العين وصِغرُها. رجلٌ أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ. ويقال: هو أن يكونَ الإنسانُ كأنَّه يَنظُر بمُؤَخِرِها. قال حاتم: ودعيت في أولى النديِّ ولم يُنظرْ إلى بأعين خزر والخزر: جيل من الناس. وتخازر الرجل، إذا ضيَّقَ جفنَه ليحدِّد النظر كقولك: تَعامى وتجاهَلَ. وقال الراجز (2) :
_________
(1) وعجزه:
قفر المراقب خوفها آرامها
(2) أرطاة بن سهية، وتمثل به عمرو بن العاص.

(2/644)


* إذا تَخازَرْتُ وما بي من خزر (1) * والخزرة، مثال الهمزة: وجع يأخذ في فقرة الظهر (2) . وينشد: دوابها ظهرك من توجاعه * من خزرات فيهِ وانْقِطاعِهِ - والخَزيرُ والخَزيرة: أن تُنْصَبَ القِدْرُ بلحم يقطَّع صغاراً على ماءٍ كثير، فإذا نَضِجَ ذر عليه الدقيق. إن لم يكن فيها لحم فهى عصيدة. قال جرير: وضع الخزير فقيل أين مجاشع * فشحا جحافله جراف هبلع (3) - والخنزير: واحد الخنازير. والخنازير أيضاً: عِلَّةٌ معروفة، وهي قُروحٌ صلبة تحدث في الرقبة. والخنزير الذى في شعر لبيد (4) : اسم موضع.
_________
(1) بعده: ثم كسرت العين من غير عور * ألفيتني ألْوى بعيدَ المُسْتَمَرِّ - أحْمِلُ ما حملت من خير وشر * كالحية الرقشاء في أصل حجر -
(2) في اللسان: " في فقرة القطن ".
(3) أي فتحها، والجحافل: الشفتان. والهبلع: الجوف الواسع.
(4) هو قوله: بالغرابات فزرافاتها * فبخنزير فأطراف حبل -

(2/644)


والخيزران: شجر، وهو عُروقُ القَناةِ، والجمع: الخَيازِرُ. والخيزران: القصب. قال الكميت يصف سحاباً: كأنَّ المَطافيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ * يجاوبهن الخيزران المثقب - والخيزرانة: السكان. قال النابغة يصف الفرات وقد مده: يَظَلُّ من خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً * بالخَيْزُرانَةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَجَدِ - والخَيْزَرِي والخَوْزَري: مِشْيَةٌ فيها تَفَكُّكٌ. قال أبو الصَهباء بن المختار العقيلي (1) :
والناشئات الماشيات الخوزرى (2)
[خسر] خَسِرَ في البَيْع خُسْراً وخسرانا، وهو مثل الفرق والفرقان. وخسرت الشئ بالفتح وأخسرته: نَقَصْتُهُ. وقوله تعالى:
(هل نُنَبِّئُكُمْ بالأَخْسَرَيْنِ أَعْمالاً) *، قال الأخفش: واحدهم الاخسر مثل الاكبر.
_________
(1) في نسخة: قال الراجز عروة بن الورد. وفى إصلاح المنطق نسبه لطرفة. ونسبه في اللسان إلى عروة.
(2) بعده: كعنق الآرام أوفى أوصرى * وأوفى: أشرف. وصرى: رفع رأسه.

(2/645)


والتخسير الاهلاك. والخناسير: الهلاك، لا واحد له. قال كعب بن زهير، إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة * بغاها خناسيرا فأهلك أربعا - وفى بغاها ضمير من الجد هو الفاعل. يقول: إنه شقى الجد، إذا نتجت أربع من إبله أربعة أولاد هلكت من إبله الكبار أربع غير هذه، فيكون ما هلك أكثر مما أصاب. والخسار والخسارة والخيسرى: الضلال والهلاك.
[خشر] الخُشارَةُ: ما يبقى على المائدة مما لا خَيرَ فيه، وكذلك الردئ من كل شئ. أبو زيد: يقال خشرت الشئ أخشره خشرا، إذا نَفَيْتَ منه خُشارَتَه. وفُلان من الخُشارة، إذا كان دُوناً. قال الحطيئة: وباع بنيه بعضهم بخشارة * وبعت لذبيان العلاء بمالكا (1)
_________
(1) قال ابن برى: صوابه " بمالك " وهو اسم ابن لعيينة بن حصن. وقبله: فدى لا بن حصن ما أريح فإنه * ثمال اليتامى عصمة للمهالك - (82 - صحاح - 2)

(2/645)


يقول: اشتريت لقومك الشرف بأموالك (1) .
[خصر] الخَصْرُ: وَسَطُ الإنسان. وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ، أي دَقيق. ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ. ورجلٌ مَخصَّرُ القدمينِ: إذا كانت قَدَمُهُ تَمَسُّ الأرضَ من مُقدَّمِها وعَقِبِها ويَخْوى أَخْمَصُها مع رِقَةٍ فيه. والخاصِرَةُ: الشاكلة. والخَصَرُ بالتحريك: البَرْدُ. وقد خَصِرَ الرجل، إذا آلَمَهُ البَرْدُ في أطرافه. يقال: خَصِرَتْ يَدي. وخَصِرَ يوْمُنا: اشتدّ برْدُهُ. وماءٌ خَصِرٌ: باردٌ. قال الشاعر (2) : رُبَّ خالٍ ليَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ * سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخصر - والخنصر (3) : الاصبع الصغرى، والجمع الخناصر. وخناصرة، بضم الخاء: بلد بالشام. والمخصرة كالسوط، وكل ما اخْتَصَرَ الإنسانُ بيده فأمْسَكَهُ من عصا ونحوها. قال الشاعر:
_________
(1) انظر الحاشية السابقة.
(2) هو حسان بن ثابت.
(3) بكسر الخاء والصاد.

(2/646)


يكاد يزيل الارض رفع خطائهم (1) * إذا وصَلوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ - وخاصَرَ الرجُلُ صاحبه، إذا أحذ بيده في المَشْي. قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصرتها إلى القبة الخَضْ‍ * - راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسْنونِ - وتَخاصَرَ القَوْمُ، إذا أخذَ بعضُهم بيد بعض. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أن يأخذ صاحِبُكَ في طريقٍ وتأخذ أنت في غيره، حتَّى تلتقيا في مكان. واختصار الطريق: سُلوكُ أقْرَبِه، واختصار الكلامِ: إيجازه.
[خضر] الخُضْرَةُ: لَوْنُ الأخضر. واخضرَّ الشئ اخضرارا. واخضوضر. وخضرته أنا. وربما سموا الاسود أخضر. وقوله تعالى:
(مدهامتان) *، قالوا: خضراوان، لانهما يضربان إلى السواد من شدة الرى. وسمى قرى العراق سوادا لكثرة شجرها. والخضرة في ألوان الإبل والخَيْلِ: غُبْرَةٌ تُخالِطُها دُهْمَةٌ. يقال: فَرَسٌ أخضر، وهو
_________
(1) صوابه " وقع خطابهم " كما في اللسان.

(2/646)


الديزج. وفى ألوان الناس: السُمْرَةُ. قال اللَهَبيّ (1) : وأنا الأَخْضَرُ من يَعْرِفُني * أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيْتِ العَرَبْ - يقول: أنا خالصٌ، لأنَّ ألوان العرب السُمْرة. والخضراء: السماء. ويقال: كتيبةٌ خضراءُ، للتي يعلوها سَوادُ الحديد. وفي الحديث: " إيّاكُمْ وخضْراءُ الدِّمَنِ "، يعني المرأة الحسناءَ في مَنْبِتِ السَوْء، لأنَّ ما يَنْبُتُ في الدِمْنَةِ وإن كان ناضرا لا يكون ثامرا. ويقال: الدُنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ. وقولهم: أبادَ اللهُ خضراءَهم، أي سوادَهم ومعظمهم. وأنكره الاصمعي وقال: إنما يقال أباد الله غضراءهم، أي خيرهم وغضارتهم. والخضيرة: النخلة التى ينتثر بُسْرُها وهو أَخْضَرُ. واختضرتُ الكَلأَ، إذا جززته وهو أخضر. ومنه قيل للرجُل إذا مَات شابَّاً غضا: قد اختضر.
_________
(1) هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبى لهب.

(2/647)


وكان فتيان يقولون لشيخ: أجززت (1) يا شيخ! فيقول: أي بنى وتختضرون. وخضارة بالضم: البحر، معرفة لا تُجْرى (2) . تقول: هذا (3) خُضارةُ طامِياً. والخُضاريُّ: طائِرٌ يُسَمَّى الأَخْيَلَ، كأنَّه منسوب إلى الأوَّل. والخَضارُ بالفتح: اللَبَنُ الذي أُكْثِرَ ماؤُه. والخَضارُ أيضاً: البَقْلُ الأوّل. والمُخَاضَرَةُ: بَيْعُ الثِمارِ قبل أن يَبْدو صَلاحُها وهي خُضْرٌ بعد، ونهى عنه. ويدخل فيه بيع الرطاب والبقول وأشباهها، ولهذا كره بعضهم بيع الرطاب أكثر من جزة واحدة. ويقال: للزرع: الخضارى بتشديد الضاد مثال الشقارى. وقوله تعالى:
(فأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً) *، قال الأخفش: يريد الأَخْضَرَ، كقول العرب: " أرينها نمرة (4) أركها مطرة ". ويقال: ذَهَبَ دَمُه خِضْراً: أي هدرا.
_________
(1) ومعنى أجززت: أنى لك أن تجز فتموت. وأصل ذلك في النبات الغض يرعى ويختضر، ويجز، فيؤكل قبل تناهى طوله.
(2) أي لا تنصرف. وهذه عبارة قدماء الكوفيين يعبرون عن المنصرف بالمجرى. وأما البصريون فيقولون منصرف اه‍ ذكره محشى القاموس.
(3) في المطبوعة الاولى: " هذه "، تحريف.
(4) نمرة: سحابة على لون النمر.

(2/647)


وخضر أيضا: صاحب موسى عليهما السلام. ويقال خضر، مثال كبد وكبد هو أفصح.
[خطر] الخَطَر: الإِشراف على الهَلاكِ. يقال: خاطر بنفسه. والخطر: السبق الذي يُتَراهَن عليه. وقد أَخْطَرَ المالَ، أي جعلَه خَطَراً بين المُتَراهِنين. وخاطَرَهُ على كذا. وخَطَرُ الرَجُل أيضاً: قَدْرُهُ ومَنْزِلَتُهُ. وهذا خَطَرٌ لهذا وخَطيرٌ، أي مثلهُ في القَدْرِ. والخِطْر بالكسر: نبات يُخْتَضَبُ به، ومنه قيل للبن الكثير الماء: خِطْرٌ. والخِطْرُ أيضاً: الابل الكثرة، والجمع أخطار. وخطر البعير بذنَبِهِ يَخْطِرُ بالكسر خطراً وخطرانا، إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه. قال ذو الرمة: وقربن بالزرق الحمائل بعد ما * تقوت عن غربان أوراكها الخطر - قوله تقوب، يحتمل أن يكون بمعنى قوب، كقوله تعالى:
(فتقطعوا أمرهم بينهم) * أي قطعوا وتقسمت الشئ أن قسمته. وقال بعضهم: أراد تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه.

(2/648)


وخطر الرمح يخطر: اهْتَزَّ. ورُمْحٌ خَطَّارٌ: ذو اهتزاز. ويقال: خَطَرانُ الرُمْح: ارتفاعُه وانخفاضه للطعن. ورجل خَطَّارٌ بالرُمْحِ: طَعَّانٌ. وقال:
مَصاليتُ خَطَّارونَ بالرُمحِ في الوَغى * وخَطَرانُ الرَجُلِ أيضاً: اهتزازه في المَشْي وتَبَخْتُرُهُ. وخَطَر الدَهْرُ خَطَرانَهُ، كما يقال ضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبانَهُ. والخَطيرُ: الزِمامُ. ورَجُلٌ خَطيرٌ، أي له قَدْرٌ وخَطَرٌ. وقد خَطُرَ بالضم خُطورَةً. والخطار: اسم فرس حذيفة بن بدر الفزارى. وخطر الشئ ببالى يخطر بالضم خطورا، وأخطره الله ببالى.
[خفر] الخَفيرُ: المُجيرُ. خَفَرْتُ الرَجُل أَخْفِرُ بالكسر خَفْراً، إذا أَجَرْتَهُ وكنتَ له خَفيراً تَمْنَعُهُ. قال الأصمعيّ: وكذلك خَفَّرْتُه تَخْفيراً. وأنشد لأبي جُنْدُبٍ الهُذَليِّ:
يُخَفِّرُني سَيْفي إذا لم أخفر (1)
_________
(1) صدره:
ولكننى جمر الغضى من ورائه:

(2/648)


قال: وتخفرت بفلانٍ، إذا اسْتَجَرْتَ به وسَأَلْتَهُ أن يكون لك خَفيراً. وأَخْفَرْتَهُ، إذا نَقَضْتَ عَهْدَهُ وغَدَرْتَ به. ويقال أيضاً: أَخْفَرْتُهُ، إذا بَعَثْتَ معه خَفيراً. قاله أبو الجَرَّاح العُقَيْليُّ. والاسم الخُفْرَةُ بالضم، وهي الذِمَّةُ. يقال: وَفَتْ خُفْرَتُكَ. وكذلك الخُفارة بالضم، والخِفارَةُ بالكسر. والخَفَر، بالتحريك: شدّة الحياء. تقول منه: خَفِر بالكسر، وجاريةٌ خَفِرَةٌ ومُتَخَفِّرَةٌ. والتخفير: التَشْويرُ (1) . والخافور: نَبْتٌ، عن الاصمعي.
[خلر] الخلر، مثال السكر: الفول. ويقال الجلبان.
[خمر] خَمْرَةٌ وخَمْرٌ وخُمور، مثل تمرة وتمر وتمور. يقال خمرة صِرْفٌ. قال ابن الأعرابيّ سمِّيت الخَمْرُ خَمْراً لأنَّها تُرِكَتْ فاختمرت، واختِمارها: تغيُّر ريحِها. ويقال: سُمِّيَتْ بذلك لمخامرتها العقل.
_________
(1) في اللسان والقاموس: " التسوير " بالسين المهملة.

(2/649)


وما عند فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ، أي خَيْرٌ ولا شَرٌّ. والخِمِّير: الدائم الشُرْبِ للخَمْر. والخُمار: بقيّة السُكْر. تقول منه: رَجُلٌ خَمِرٌ، أي في عَقِبِ خُمارٍ. وقال امرؤ القيس: أَحارَ بنَ عَمْروٍ كأني خَمِرْ * ويَعْدو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ - ويقال: هو الذي خامَرَهُ الداءُ. وخُمِرَ عني الخَبَرُ: أي خَفيَ. والمَخْمور: الذي به خُمارٌ. والخمرة بالضم: سجاد تعمل من سعف النخل وترمل بالخيوط. والخُمْرَةُ: لغة في الغمرة: شئ يتطلى به لتحسين اللون. وخُمْرَةُ النَبيذ والطيب: ما يُجعل فيه من الخَمْر والدُرْديِّ. وخُمْرَةُ العجين: ما يُجعل فيه من الخَميرة. ويقال: دَخلَ في خُمارِ الناس وخَمارِهم، لغةٌ في غَمارِ الناس وغَمارِهم، أي في زحمتهم وجماعتهم وكثرتهم. والخِمار للمرأة. تقول منه: اختمرت المرأة وإنها لحسنة الخمرة. وفى المثل: " إن العوان لا تعلم الخمرة (1) ".
_________
(1) يضرب للمجرب العارف.

(2/649)


والخمر بالتحريك: ما واراك من شئ. يقال تَوارى الصَيْدُ منِّي في خمَرِ الوادي. قال ابن السكِّيت: خَمَرُهُ ما واراه من جُرْفٍ أو حَبْلٍ من حبال الرَمْلِ، أو شجر، أو شئ. قال: ومنه قولهم: دخل فُلانٌ في خمار الناس، أي فيما يواريه ويَسْتُرُه منهم. ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحِبَهُ: " هو يَدِبُّ له الضراء ويمشى له الخمرا ". وأخمرت الأرض: أي كَثُر خَمَرُها. وأَخْمَرْتُ الشئ: أضمرته. قال لبيد: ألفتك حتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةً * عليَّ بنو أَمِّ البَنينَ الأَكابِرُ - وخَمَرُ الناس: زَحْمَتُهُم، مثل خُمارِهِم. ويقال أيضاً: وجدْتُ خَمَرَة الطِيبِ: أي ريحَهُ. وقد خَمِرَ عنِّي فلان بالكسر يَخْمَرُ، إذا توارى عنك. ومكان خمر، إذا كان كثير الخَمَرِ. والخَميرُ والخَميرَةُ: الذي يُجْعَلُ في العَجينِ. تقول: خَمَرْتُ العجينَ أَخْمُرُهُ وأَخْمِرُهُ خَمْراً: جعلت فيه الخَميرة. يقال عندي: خُبْزٌ خَميرٌ، وحَيْسٌ فطير، أي خُبْزٌ بائتٌ.

(2/650)


أبو عمرو: وخَمَرْتُ الرَجُل أَخْمُرُهُ: استَحْيَيْتُ منه. وخَمَرَ فلانٌ شهادَتَه: أي كَتَمها. والتَخْميرُ: التَغْطيةُ. يقال: خَمِّر وجْهَك، وخَمِّرْ إناءَكَ. والمُخَمَّرَةُ: الشاة يَبْيضُّ رأسُها ويَسْوَدُّ سائر جسدها، مثل الرَخْماء. والمُخامَرَةُ: المُخالَطَةُ. وخامَر الرجُل المكانَ، أي لَزِمَه. ويقال للضَبُع: " خامري أَمَّ عامِرٍ "، أي استَتري. واسْتَخْمَرَ فُلانٌ فُلاناً، أي اسْتَعْبَدَهُ. ومنه حديث مُعاذ: " من اسْتَخْمَرَ قوما أولهم أَحْرارٌ (1) "، أي أَخَذَهم قَهْراً وتَمَلَّكَ عليهم. وقال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن، لا يكادُ يتكلَّم بغيره: يقول الرَجُل: أَخْمِرْني كذا وكذا، أي أَعْطِنيهِ هِبَةً لي ومَلِّكْني إيَّاهُ. ونحو هذا. وباخمراء (2) : موضع بالبادية، وبها قبر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبي طالب رضي الله عنه.
[خنر] أم خنور على وزن التنور: الضبع. وأم خنور أيضا: الداهية.
_________
(1) تمامه " وجيران مستضعفون فله ما تصر في بيته ".
(2) في القاموس واللسان: " باخمرى " كسكرى.

(2/650)


[خنجر] الخُنْجَرُ: سكِّين كبير. والخُنْجورُ: الناقة الغزيرة، والجمع الخناجر.
[خور] الخَوْرُ مثل الغَوْرِ: المنخفِض من الأرض بين النَشْزَيْنِ. والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَوْثِ. ويقال: طَعَنَهُ فَخارَهُ خوْراً، أي أصاب خَوْرانَهُ. وخار الثَوْرُ يَخورُ خُواراً: صاحَ. ومنه قوله تعالى:
(فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ) *. وخار الحَرُّ والرَجُلُ يَخورُ خُؤُورَةً: ضَعُفَ وانكسر. والاستخارة: الاستعطاف. يقال: هو من الخُوارِ والصَوْتِ. وأصله أَنَّ الصائد يأتي وَلَدَ الظَبْيَةِ في كِناسِهِ فَيَعْرُكُ أُذُنَهُ فَيَخورُ، أي يصيح، يستعطف بذلك أمَّهُ كي يَصيدَها. قال الهذلي خالدُ بن زُهَير: لَعَلَّكَ إمَّا أُمُّ عَمْروٍ تَبَدَّلَتْ * سِواكَ خَليلاً شاتِمي تِسْتَخيرُها - ويقال أَخَرْنا المَطايا إلى موضع كذا نُخيرُها إخارَةً: صَرَفْناها وعَطَفْناها. والخَوَر بالتحريك: الضَعْفُ. رَجُلٌ خَوَّارٌ، ورُمْحٌ خَوَّارٌ، وأَرْضٌ خَوَّارَةٌ، والجمع خورٌ. قال الشاعر جرير (1) :
_________
(1) صوابه " عمر بن لجأ " يجاوب جريرا.

(2/651)


بل أنت نَزْوَةُ خَوَّارٍ على أَمَةٍ * لا يَسْبِقُ الحَلَباتِ اللُؤْمُ والخَوَرُ - وناقَةٌ خَوَّارَةٌ، أي غَزيرَةٌ. والجمع خُورٌ.
[خير] الخَيْرُ: ضِدُّ الشَرِّ. تقول منه: خِرْتَ يا رَجُلُ فأنت خائِرٌ. وَخارَ اللهُ لك. قال الشاعر (1) : فَما كِنانَةُ في خَيْرٍ بِخائِرَةٍ * ولا كِنانَةُ في شَرٍّ بأشرار - وقوله تعالى:
(إن ترك خيراً) *، أي مالاً. والخِيارُ: خلاف الأَشْرار. والخِيارُ: الاسم من الاخْتيار. والخيار: الثقاء، وليس بعربي. ورجل خَيِّرٌ وخَيْرٌ، مشدد ومخفف. وكذلك امرأة خَيِّرةٌ وخَيْرَة. قال الله تعالى:
(أولئك لَهُمُ الخَيْراتُ) *، جمع خَيْرَةٍ، وهي الفاضِلَةُ من كلِّ شئ. وقال تعالى:
(فيهن خيرات حسان) *، قال الاخفش: إنه لما وصف به وقيل فلان خير، أشبه الصفات فأدخلوا فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أفعل. وأنشد أبو عبيدة لرجلٍ من بني عدى (2) تميم جاهلي:
_________
(1) عقال بن هاشم.
(2) في اللسان: " من بنى عدى تيم تميم ".

(2/651)


ولقد طعنت مجامع الربلات * ربلات هند خيرة الملكات - فإن أردت معنى التفضيل قلت: فلانة خَيْرُ الناس ولم تقل خَيْرَةُ، وفلان خيرُ الناسِ ولم تَقُلْ أَخْيَرُ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع، لأنَّه في معنى أفعل. وأما قول الشاعر سبرة بن عمرو الاسدي يرثى عمرو بن مسعود وخالد بن نضلة: ألا بكر الناعي بخيري بنى أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد - فإنما ثناه لانه أراد خيرى فخففه، مثل ميت وميت، وهين وهين. والخير بالكسر: الكرم. والخيرة الاسمُ من قولك: خار اللهُ لك في هذا الأمر. والخِيَرَةُ مثال العِنَبَةِ: الاسم من قولك اخْتارَهُ الله. يقال: محمدٌ خِيَرَةُ الله من خَلْقِهِ، وخِيَرَةُ الله أيضا بالتسكين. والاختيار: الاصطفياء. وكذلك التخير. وتصغير مختار: مخير، حذفت منه التاء لانها زائدة وأبدلت من الالف والياء، لانها أبدلت منها في حال التكبير. والاستخارة: الخِيَرَةُ. يقال: اسْتَخِرِ اللهَ يَخِرْ لك.

(2/652)


وخيرته بين الشيئين، أي فَوَّضْتُ إليه الخِيارُ. والخيريُّ معرَّبٌ (1) .
فصل الدال
[دبر] الدَبْر بالفتح: جَماعة النَحْل. قال الأصمعي: لا واحِد لها، ويجمع على دُبورٍ. قال لَبيدٌ (2) : بِأبْيَضَ (3) من أبْكارِ مُزْنِ سَحابَةٍ * وَأرْي دبورٍ شارَهُ النَحْلُ عاسِلُ (4) - ويقال أيضا للزنابير: دبر. ومنه قيل لعاصم ابن ثابت الانصاري: حمى الدبر، وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به، فسلط الله عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع، فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه. ويقال: جعلْتُ كلامَهُ دَبْرَ أذُني، أي أَغْضَيْتُ عنه وتَصامَمْتُ. والدَبْرَةُ: والدِبارَةُ: المشارة في المزرعة،
_________
(1) الخيرى: نبت، وهو المنثور. ويقال للخزامي: خيرى البر. عن المصباح.
(2) نسب أيضا إلى زيد الخيل.
(3) في اللسان: " بأشهب ".
(4) قبله: إذا مس أسآر الصقور صفت له * مشعشعة مما تعتق بابل - عتيق سلافات سبتها سفينة * تكر عليها بالمزاج النياطل - النياطل: مكاييل الخمر.

(2/652)


وهى بالفارسية " كرد (1) ". والجمع دبر ودبار. وذات الدبر: اسم تثنية. قال ابن الاعرابي: وقد صحفه الاصمعي فقال " ذات الدبر ". والدبر والدُبُرُ: الظَهْرُ. قال الله تعالى:
(ويُوَلُّونَ الدُبُرَ) *، جعله للجماعة، كما قال:
(لا يَرْتَدُّ إليهم طَرْفُهُمْ) *. والدُبْرُ والدُبُرُ: خِلافُ القُبُلِ. ودُبُرُ الأَمْرِ ودُبْرُهُ: آخره. قال الكميت: أَعَهْدَكَ من أُولى الشَبيبَةِ تَطْلُبُ * عَلى دُبُرٍ هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ - ودبير: قبيلة من بنى أسد. والدِبْرُ، بالكسر: المالُ الكثيرُ، واحِدُهُ وجَمْعُهُ سَواءٌ. يقال: مالٌ دِبْرٌ، ومالانِ دِبْرٌ، وأمْوالٌ دِبْرٌ. ورَجُلٌ ذو دِبْرٍ: كثير الضَيْعَةِ (2) والمالِ، حكاه أبو عبيد عن أبى زيد. والدِبْرَةُ: خِلاَفُ القِبْلة. يقال: فلانٌ ماله قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يَهْتَدِ لجهة أمْرِه. وليس لهذا الأمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يُعْرَفْ وَجْهُهُ. والدَبَرَةُ بالتحريك: واحدة الدبر والادبار، مثل شجرة وشجر وأشجار. تقول منه: ذبر البعير بالكسر، وأدبره القتب.
_________
(1) في اللسان: " كرده ".
(2) في المخطوطة: " الصنعة ".

(2/653)


والدبرة، بالاسكان والتحريك أيضا: الهَزِيمة في القتال، وهو اسمٌ من الإدبار. ويقال ايضاً: " شَرُّ الرَأي الدَبَريُّ " وهو الذي يَسْنَحُ أخيراً عند فَوْتِ الحاجَةِ. قال أبو زيد، يقال فُلانٌ لا يُصَلِّي الصَلاةَ إلاّ دَبَرِيَّاً بالفتح، أي في آخر وقْتِها. والمحدِّثون يقولون: دُبُريَّا بالضم. والدَبران: خمسةُ كواكبَ من الثَوْر، يقال أنَّه سَنامُهُ، وهو من منازل القمر. وقال الشيباني: الدبرة: آخر الرمل. ودابِرَةُ الإنسان: عُرْقوبُهُ. ودابِرَةُ الطائرِ: التي يَضْرِبُ بها، وهي كالإصْبَعِ في باطن رِجْليه. ودابِرَةُ الحافِر: ما حاذى مُؤَخَّر الرُسْغِ. والدابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَغْزَبِيَّةِ في الصِراع. والدابِرُ: التابِعُ. والدابِرُ من السهام: الذي يخرج من الهَدَف. والدابِرُ من القِداحِ: خلافُ الفائز، وصاحبُه مُدابرٌ. قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَليُّ يصف ماء ورده: فخضخضت صفنى في جَمِّهِ * خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطوفا - وقطع الله دابرَهم، أي آخِرَ من بَقي منهم ويقال رَجلٌ أَدابِرٌ، للذي يقطع، رَحِمَهُ مثلُ أُباتِرٍ. وقال أبو عبيدة: لا يَقْبَلُ قَوْلَ أَحَدٍ ولا يلوى على شئ.
(83 - صحاح - 2)

(2/653)


والدبير: ما أَدْبَرَتْ به المرأةُ من غَزْلِها حين تفتله. قال يعقوب: القبيل: ما أَقْبَلْتَ به إلى صَدْرِكَ، والدبير: ما أدبرت به عن صَدْرَكَ. يقال: " فلانٌ ما يَعْرِفُ قَبيلاً من دَبِيرٍ ". وفلانٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: إذا كان محْضاً من أبويه. قال الاصمعي: وأصله من الاقبالة والادبارة، وهو شق في الاذن، ثم يفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الاقبالة، وإذا أدبر به فهو الادبارة. والجلدة المعلقة من الاذن هي الاقبالة والادبارة، كأنها زنمة. والشاة مدابرة ومقابلة وقد دابرتها وقابلتها. وناقة ذات إقبالة وإدبارة. ودبار بالضم (1) : اسم يوم الأربعاء، من أسمائهم القديمةِ. والدَبارُ بالفتح: الهَلاكُ، مثل الدَمارِ. والدِبارُ بالكسر: جَمْعُ دِبارَةٍ، وهي المَشارَةُ. قال بِشْر: تَحَدُّرَ ماءِ المزن عن جرشية * على جربة تعلو الدبار غروبها (2) * وفلان يأتي الصَلاةَ دِباراً، أي بَعْدَ ما ذَهَبَ وَقْتُها. والدَبورُ: الريح التي تُقابِلُ الصَبا. ودَبَرَ السَهْمُ يَدْبُرُ دبورا، أي خرج من
_________
(1) وبالكسر أيضا كما في القاموس.
(2) في اللسان: " ماء البئر "، يعلو الدبار ".

(2/654)


الهدف. ودبر بالشئ: ذهب به. ودبر النهار وأَدْبَرَ بمعنىً. ويقال: هَيْهاتَ، ذَهَبَ كما ذَهَبَ أَمْسِ الدابِرُ. ومنه قوله تعالى:
(والليل إذا دبر) * أي تَبِعَ النَهارَ قَبْلَهُ. وقُرِئَ:
(أَدْبَرَ) *. قال صخر بن عَمرو بن الشريد السلمى: ولقد قتلكم ثُناَء ومَوْحَدا * وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أمسِ الدابرِ - ويُرْوى: " المُدْبِر ". ويقال: قَبَّحَ الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ. ودَبَرَ الرجلُ: وَلَّى وشَيَّخَ. ودَبَرْتُ الحديثَ عن فُلانٍ: حَدَّثْتُ به عنه بعد مَوْتِهِ ودَبَرَتِ الريحُ، أي تحوَّلت دَبوراً. ودبر: موضع باليمن، ومنه فلان الدبرى. ودُبِرَ القَوْمُ، على ما لم يسم فاعله، فهم مدبرون، إذا أصابتهم ريح الدَبورِ. وأَدْبَروا، أي دخلوا في ريح الدَبور. والإدْبارُ: نقيض الاقبال. وأدبرت البعير فدبر. وأدبر الرجل، إذا دبر بعيره والادبر: لقب حجر بن عدى، لانه طعن موليا.

(2/654)


ودابرت فلانا: عاديته (1) . والاستِدبار: خلاف الاستقبال. والتدبير في الأمر: أن تَنْظُرَ إلى ما يؤول إليه عاقبته. والتدبير: التفكر فيه. والتدبير: عِتْقُ العبد عن دُبُرٍ، وهو أن يُعْتَق بعد موتِ صاحِبِه، فهو مُدبَّرٌ. قال الأصمعي: دَبَّرْتُ الحديثَ، إذا حَدَّثْتَ به عن غيْرِك. وهو يُدَبِّر حديثَ فلان، أي يرويه. وتَدابَرَ القومُ، أي تقاطعوا. وفي الحديث: " لا تدابروا ".
[دثر] الدَثْرُ بالفتح: المال الكثيرُ. يقال: مال دثر، وما لان دثر، وأَمْوالٌ دَثْرٌ. وعَكَرٌ دَثْرٌ، أي كثيرٌ، وهو من الأوَّل إلاَّ أنَّه جاء بالتحريك. والدِثار: كلُّ ما كان من الثِياب فوق الشعار. وقد تدثر، أي تلفف في الدِثار وتَدثَّرَ الفَحْلُ الناقَة، أي تسنَّمها. وتَدثَّر الرجلُ فرسَه، إذا وثَبَ عليه فركِبه. والدُثور: الدروس. وقد دَثَرَ الرَسْمَ وتداثر. والدثور: الرجل الخامل النوؤم.
_________
(1) في المخطوطة الاولى: " أدبرت "، صوابه من المخطوطة واللسان.

(2/655)


ودثر الطائر تدثيرا، أصلح عشه.
[دجر] الدَجْران: النشيط الذي فيه مع نشاطة أَشَرٌ. ويقال حَيْرانُ دَجْرانُ. وقد دَجِرَ بالكسر دَجَراً، وقومٌ دَجارى. قال العجاج:
دَجْرانَ لا يعشر من حيث أتى * والدَيجور: الظلام. وليلةٌ دَيْجورٌ: مُظْلِمَةٌ.
[دحر] الدُحورُ: الطَرْدُ والإبْعاد. وقد دَحَرَهُ. قال الله تعالى:
(اخْرُجْ منها مذءوما مدحورا) *، أي مقصى.
[دخر] الدُخور: الصَغارُ والذَلُّ. يقال: دَخَرَ الرجلُ بالفتح فهو داخِرٌ (1) . وأدخره غيره.
[دخدر] الدَخْدارُ: ثوبٌ أبيضُ مَصونٌ، فارسيٌّ معرّب: أي يُمْسِكُهُ التَخْتُ، أي ذو تخت. قال الكميت يصف سحاباً:
تَجْلو البَوارِقَ عنهُ صفح دخدار
[درر] الدَرُّ: اللَبَنُ. يقال في الذمّ: لا دَرّ دَرُّهُ! أي
_________
(1) قال الله تعالى: " وهم داخرون ".

(2/655)


لا كَثُر خيره. ويقال في المَدْحِ: لله دَرُّهُ، أي عمله. ولله دَرُّكَ من رَجُلٍ!. وناقةٌ دَرورٌ، أي كثيرة اللبن، ودارٌّ أيضا. ونوق درار، مثل كافر وكفار. وقال: كان ابنُ أسْماَء يَعْشوهُ ويَصْبَحُهُ * من هَجْمَةٍ كَفَسيلِ النَخْلِ دُرَّارِ - وفَرَسٌ دَريرٌ، أي سريعٌ. قال امرؤ القيس: دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ * تَتابُعُ كَفَّيْه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ - والدُرَّةُ: اللْؤْلؤَةُ، والجمع دُرٌّ ودُرَّاتٌ. وأنشد أبو زيد للربيع بن ضَبُع الفَزاريّ: كأنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ (1) * في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرا - والكوكب الدرى: الثاقب المضئ، نسب إلى الدُرِّ لبياضه. وقد تُكْسَرُ الدال فيقال درى، مثل سخرى وسخرى، ولجى ولجى. والدرة: التى يضرب بها. والدِرَّة أيضاً: كثرةُ اللبن وسَيَلانُه. وللساق دِرّة، أي استِدرار للجَرْي. وللسوق دِرَّةٌ، أي نَفاقٌ، عن أبي زيد. وللسحاب دِرَّةٌ: أي صَبٌّ. والجمع دِرَرٌ. قال النمر ابن تولب:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " درة بيضا منعمة "، صوابه من اللسان.

(2/656)


سلام الاله ورَيْحانُه * ورحمُتهُ وسَماءٌ دِرَرْ - غَمامٌ ينزِّلُ رِزْقَ العِبادِ * فَأَحْيا البلادَ وطابَ الشَجَر - أي ذات دِرَرٍ. وسَماءٌ مِدْرارٌ، أي تَدُرُّ بالمطر. ويقال: هما على دَرَرٍ واحدٍ بالفتح، أي على قَصْدٍ واحد. ونحن على دَرَرِ الطريق، أي على قَصْدِهِ. ودَرَرُ الريح أيضاً: مهبها. ودرالضرع اللبن يدر دُروراً. ودَرَّت حَلوبَةُ المسلمين أي فَيْئُهُم. وأَدَرَّتِ الناقَةُ، فهي مُدِرٌّ، إذا دَرَّ لَبَنُها والريح تُدِرُّ السَحابَ وتَسْتَدِرُّهُ، أي تَسْتَحْلِبُهُ. وقال الحادرة: بِغرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ (1) - ومنه قولهم: بين عينيه عِرْقٌ يدره العضب. ويقال: يحركه. قال أبو محمد الاموى: استدرت المعزى: أرادت الفحل. ويقال أيضا: استذرت المعزى استذراء، من المعتل بالذال المعجمة.
_________
(1) قبله: فكأن فاها بعد أول رقدة * ثغب برابية لذيذ المكرع -

(2/656)


والدردر: مغارز أسنان الصبى. وفي المثل: " أعْيَيْتِني بأُشُرٍ، فكيف بدردر (1) ". والجمع الدرادر. ودر در الصبى البسرة: لا كها. والدردار: ضرب من الشجر. والدُرْدورُ: الماء الذي يَدورُ ويخاف فيه الغرق. وقولهم: " ده درين وسعد القين " من أسماء الكذب والباطل. ويقال: أصله أن سعد القين كان رجلا من العجم يدور في مخاليف اليمن يعمل لهم، فإذا كسد عمله قال بالفارسية: " ده بدرود (2) "، كأنه يودع القرية، أي أنا خارج غدا. إنما يقول ذلك ليستعمل، فعربته العرب وضربوا به المثل في الكذب، وقالوا: " إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح ".
[دسر] الدِسارُ: واحد الدُسُرِ، وهي خيوطٌ تُشَدُّ بها أَلْواحُ السفينة، ويقال هي المَساميرُ. وقوله تعالى:
(عَلى ذاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ) *. ودُسْر أيضا، مثل عسر وعسر. قال بشر:
_________
(1) قال أبو زيد: هذا رجل يخاطب امرأته، يقول: لم تقبلي الادب وأنت شابة ذات أشرفى تغرك، فكيف الآن وقد أسننت حتى بدت درادرك.
(2) في المطبوعة الاولى: " ده بدرور ".

(2/657)


معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ (1) * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والدسر: الدفع. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما في العنبر: " إنما هو شئ يدسره البَحْر دَسْراً "، أي يَدْفَعُه. ودَسَرَه بالرُمْحِ. ورجلٌ مِدْسَرٌ. والدَوْسَرُ: الجَمَلُ الضخم، والانثى دوسرة. قال عدى: ولقد عديت دوسرة * كعلاة القين مذكارا - وجمل دوسرى، كأنه مَنْسُوبٌ إليه، ودَوْسَرانيٌّ أيضاً. ودوسر: اسم كتيبة كانت للنعمان بن المنذر. قال الشاعر (2) : ضربت دوسر فيهم ضربة * أثبتت أوتاد ملك فاستقر (3) -
_________
(1) في المختار من أشعار العرب:
معبدة المداخل حين تسمو
(2) المثقب العبدى.
(3) قال ابن برى: صوابه " فيه " لانه عائد على يوم الحنو. وقبله: كل يوم كان عنا جللا * غير يوم الحنو من جنبى قطر - وبعده: فجزاه الله من ذى نعمة * وجزاه الله إن عبد كفر -

(2/657)


[دعر] الدَعَرُ بالتحريك: الفَساد. والدَعَرُ أيضاً: مصدر قولك: دَعِرَ العودُ بالكسر يَدْعَرُ دَعَراً، فهو عودٌ دعر، أي ردئ كثير الدخان. ومنه أُخِذت الدَعارة، وهي الفِسْق والخُبْثُ. يقال: هو خبيثٌ داعِرٌ بيِّن الدَعَرِ والدَعارةِ. والمرأة داعِرَةٌ، عن أبى عمرو. وداعر أيضا: اسم فحل منجب تنسب إليه الداعرية من الابل. وحكى الغنوى: عود دعر، مثال صرد. وأنشد: يحملن فحما جيدا غير دعر (1) * أسود صلالا كأعيان البقر - والزند الأَدْعَرُ: الذي قُدِحَ به مِراراً فاحْتَرق طرَفُه، فصار لا يوري.
[دعثر] الدعثرة: الهدم. والمدعثر: المهدوم. وفي الحديث: " لا تقتلوا أولادَكم سِرّاً، إنَّه ليُدْرِكُ الفارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ "، أي يهدمه ويطحطحه. يعنى بعد ما صار رَجُلاً. والدُعْثورُ: الحَوْضُ المتثلِّمُ. وقال الشاعر (2) :
_________
(1) وقبله:
أقبلن من بطن قلاب بسحر
(2) مضرس بن ربعى، أو طفيل الغنوى.

(2/658)


وقلن على الفردوس: أَوَّلُ مَشْرَبٍ * أَجَلْ جَيْرِ إِنْ كانت أبيحت دعاثره.
[دغر] الدغرة: أخد الشئ اختلاسا. وفي الحديث " لا قَطْعَ في الدَغْرَةِ "، وأَصْلُ الدَغْرِ (1) : الدَفْع. وفي الحديث: " عَلامَ تُعَذِّبْنَ أولادَكُنَّ بالدَغْرِ "، وهو أن تُرْفَعَ لَهاةُ المَعْذُورِ. وقولهم: " دَغْرى لا صَفَّى " أي ادْغَروا عليهم ولا تُصافُّوهم. ويقال أيضاً: دَغْراً لا صَفَّاً، مثل عقرى وحلقى وعقرا وحلقا.
[دغمر] الدَغْمَرَةُ: الخَلْطُ. يقال خُلُقٌ دغمرى ودغمرى. قال العجاج: لا يزدهينى العمل المقذى (2) * ولا من الاخلاق دغمرى - ودغمرت عليه الخبر: خلطت عليه. والمدغر: الخفى.
[دفر] الدَفَرُ (3) : النَتَنُ خَاصَّةً يقال: دَفْراً له، أي نَتْناً. ومنه قيل للدُنْيا: أُمُّ دَفْرٍ. والدَفْر وأمُّ دَفْرٍ من أسماء الدَواهي.
_________
(1) دغر كمنع.
(2) في اللسان: " المقزى ".
(3) بالتحريك ويسكن.

(2/658)


ويقال للأمة إذا شُتِمت: يا دفار، مثل قطام، أي دفرة منتنة. وقول عمر رضي الله عنه: وادفراه (1) ! أي وانَتْناهُ. ويقال: دَفْراً دافِراً لما يجئ به فلان، أي نَتْناً، وكذلك إذا قَبَّحْتَ عليه أمره.
[دفتر] الدَفْتَرُ: واحد الدَفاتِرِ، وهي الكراريس.
[دقر] الدَقاريرُ: الدَواهي، الواحدة دِقْرارَةٌ. يقال: فلان يفتري الدَقاريرَ، أي الأَكاذيبَ والفُحْشَ. ورجل دِقْرارَةٌ، أي نمام. والدقرار والدقرارة: التبان (2) . ودقرى: اسم روضة.
[دمر] الدَمارُ: الهَلاَكُ. يقال: دَمَّرَهُ تَدْميراً، ودَمَّرَ عليه بمعنىً. وتَدْميرُ الصائِدِ: أن يُدَخِّن قُتْرَتَهُ بالوَبَرِ لئلاَّ يَجِدَ الوَحْشُ ريحَهُ فيه. قال أوس بن حجر:
_________
(1) وذلك أنه سأل بعض أهل الكتاب عمن يلى الامر من بعد، فسمى غير واحد، فلما انتهى إلى صفة أحدهم قال عمر: وادفره. إصلاح المنطق 371 بتحقيق شاكر وهارون.
(2) وهى سراويل بلا ساق.

(2/659)


فلاقى عليها من صباح مدمرا (1) * لناموسه بين الصفيح سقائف - ودَمَرَ يَدْمُر دُموراً: دخلَ بغير إذْن. وفي الحديث: " مَنْ سَبَقَ طرفه استئذانه فقد دمر ". وتدمر: بلد بالشام. ويربوع تَدْمُريٌّ، إذا كان صغيراً قصيراً.
[دنر] الدينار أصله دنار بالتشديد، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء لئلا يلتبس بالمصادر التى تجئ على فعال، كقوله تعالى:
(وكذبوا بآياتنا كذابا) *، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل الصنارة والدنامة، لانه أمن الآن من الالتباس. والمدنر من الخيل: الذى يكون فيه نكت فوق البرش.
[دور] الدارُ مؤنَّثةٌ. وإنَّما قال الله تعالى:
(ولَنِعْمَ دارُ المُتَّقين) * فذُكِّر على معنى المَثْوى والموضِعِ كما قال:
(نِعْمَ الثَوابُ وحَسُنَتْ مرتفقا (2)) * فأنث على المعنى.
_________
(1) صباح، كغراب: بطن من بطون العرب.
(2) قلت: التأنيث في قوله وحسنت مرتفقا ليس على المعنى بل على لفظ الارائك إن أريد بالمرفق موضع الارتفاق، وهو الاتكاء، أو على لفظ الجنات إذا أريد بالمرفق المنزل اه‍ مختار.

(2/659)


وأدنى العدد أدؤر، فالهمزة فيه مبدلة من واو مضمومة. ولك أن لا تهمز. والكثير ديار مثل جبل وأجبل وجبال. ودور أيضا مثل أسد وأسد. والدارة: أَخَصُّ من الدار. قال أميَّةُ ابن أبى الصلت يمدح عبد الله بن جُدْعان: لَهُ داعٍ بِمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ * وآخَرُ فَوْقَ دارَتِهِ يُنادي - والدارَةُ: التي حَوْلَ القمر، وهى الهالة. وقول الشاعر زميل الفزارى: فلا تكثرا فيه الملامة إنه * محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا - قال أبو عبيدة: هو سالم بن دارة، وكان هجا بعض بنى فزارة فاغتاله الفزارى حتى قتله بسيفه. ويقال: ما بها دُوريٌّ وما بها دَيَّارٌ، أي أَحَدٌ. وهو فَيْعالٌ من دُرْتُ، وأصله ديوار، فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيام وقيام. ودار الشئ يدور دَوْراً ودَوَراناً. وأَدارَهُ غيره ودَوَّرَ به. وتدوير الشئ: جعله مدورا. والمداورة كالمعالجة. قال الشاعر (1) :
_________
(1) هو سحيم بن وثيل.

(2/660)


* ونجدني مُداوَرَةُ الشُؤُونِ (1) * والدَوَّاريُّ: الدَهْرُ يدور بالانسان أحوالا قال العجاج: وأنت قنسرى والدارى (2) * والدهر بالانسان دوارى (3) - والدارى: العطار، وهو مَنْسوبٌ إلى دارينَ: فُرْضَةٌ بالبحرَيْنِ فيها سوقٌ كان يُحْمَل إليها مِسْكٌ من ناحية الهِنْد. وفي الحديث: " مَثَلُ الجَليسِ الصالِحِ مثل الدارِيِّ إنْ لم يُحْذِكَ من عِطْرِهِ عَلِقَكَ من رِيحِه ". قال الشاعر: إذا التاجِرُ الدارِيُّ جاء بفَأرَةٍ * من المِسْكِ راحَتْ في مَفارِقِها تَجْري - والداريُّ أيضاً: رَبُّ النَعَم، سُمِّيَ بذلك لأنه مُقيمٌ في داره، فنسب إليها. وقال الراجز: لبث قليلا يلحق الداريون * أهل الجياد البدن (4) المكفيون * سوف ترى إن لحقوا ما يبلون
_________
(1) صدره: أخو خمسين مجتمع أشدى
(2) المعروف في إنشاده:
أطربا وأنت قنسرى،
(3) في اللسان بعده:
أفنى القرون وهو قعسرى
(4) في اللسان، وكذلك في المخطوط:
ذوو الجياد البدن:

(2/660)


يقول: هم أرباب المال، واهتمامهم بإبلهم أشد من اهتمام الراعى الذى ليس بمالك لها. والدائرة: واحدةُ الدوائر. يقال: في الفرس ثماني عشرة دائرة. والدائرة: الهزيمة. يقال: عليهم دائرةُ السَوءِ. والمُدارَةُ: جِلْدٌ يُدارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها. قال الراجز: لا يستقى في النزح المضفوف * إلا مدارات الغروب الجوف - يقول: لا يمكن أن يستقى من الماء القليل إلا بدلاء واسعة الاجواف، قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء وإن كان قليلا فتمتلئ منه. ويقال هي من المدارة في الامور. فمن قال هذا فإنه بكسر التاء في موضع النصب أي بمدارة الدلاء، ويقول: " لا يستقى " على ما لم يسمَّ فاعلُه. ودوار بالضم: صَنَمٌ، وقد يفتح. وقال امرؤ القيس: فَعَنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَهُ * عَذارى دُوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ - والدُوارُ أيضاً من دُوارِ الرأس. يقال: دِيرَ بالرجل، وأُديرَ به. ودَيْرُ النصارى، أصله الواو، والجمع أديار.

(2/661)


والديرانى: صاحب الدير. وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل إذا رَأَسَ أصحابه: هو رَأْسُ الدير.
[دهر] الدَهْرُ: الزمان. قال الشاعر: إنَّ دَهْراً يَلُفُّ شَمْلي بِجُمْلٍ * لَزَمانٌ يَهُمُّ بالإحْسانِ - ويجمع على دهور. ويقال: الدهر: ألا بد. وقولهم: دهرا داهر، كقولهم: أبدا أبيد. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرُ، أي شديدٌ، كقولهم: ليْلَةٌ لَيْلاءُ، ونَهارٌ أَنْهَرُ، ويَومٌ أَيْوَمُ، وساعةٌ سَوْعاءُ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد: وبينهما المرءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطٌ * إذا هو الرَمْسُ تَعْفوهُ الأَعاصيرُ (1) - حتى كأنْ لم يكنْ إلاّ تَذَكَّرُهُ * والدَهْرُ أَيَّتَما حالٍ (2) دَهاريرُ - ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَاهرين، أي أبداً. وفي الحديث: " لا تَسُبُّوا الدَهْرَ فإنَّ الدهرَ هو الله "، لأنهم كانوا يُضيفون النوازلَ إليه، فقيل
_________
(1) لهذا البيت مع القصيدة التى هو منها قصة عجيبة مذكورة في درة الغواص، ونقلها صاحب وفيات الاعيان أيضا.
(2) في اللسان: " حين ".
(84 - صحاح - 2)

(2/661)


لهم: لا تسبُّوا فاعلَ ذلك بكم، فإن ذلك هو الله تعالى. ويقال: دَهَرَ بهم أَمْرٌ، أي نزل بهم. وما ذاك بِدَهْري، أي عادتي. وما دَهْري بكذا، أي هِمَّتي قال مُتَمِّمُ ابن نويرة: لعمري وما دهري بِتأبِينِ هالِكٍ * ولا جَزَعاً مما أَصابَ فأَوْجَعا - والدُهْريُّ بالضم: المُسِنُّ. والدهرى بالفتح: الملحد. قال ثعلب: هما جميعا منسوبان إلى الدهر وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سهلى بالضم للمنسوب إلى الارض السهلة. ودهورت الشئ، إذا جمعته ثم قذفته في مهواة. يقال: هو يدهور اللقم، إذا كبرها.
فصل الذال
[ذأر] أبو زيد: أَذْأَرْتُ الرجلَ بصاحبِه إذْآراً، أي حَرَّشْتُهُ وأَوْلَعْتُهُ به. وقد ذَئِرَ عليه حين أَذْأَرْتُهُ، أي اجْتَرَأَ عليه. وفي الحديث: " ذَئِرَ النساء على أزواجهنَّ "، قال الأصمعي: يعني نَفَرْنَ ونَشَزْنَ واجْتَرَأْنَ. يقال منه: امرأة ذَئِرٌ على فاعِلٍ، مثل الرجلِ قال عبيد:

(2/662)


ولقد أتانا (1) عن تميم أنهم * ذَئِروا لقَتْلى عامِرٍ وتغضَّبوا - يعني نَفَروا من ذلك وأنكروه. ويقال: إن شؤونك لَذَئَرَةٌ. وقد ذَئِرَهُ، أي كَرِهَهُ وانصرف عنه. وناقة مذائر: تنفر عن الوَلَدِ ساعةَ تضعُه، ويقال هي التي تَرْأَمُ بأنفها ولا يَصْدُقُ حبها. وذئر بالشئ، أي ضرى به واعتاده.
[ذبر] الذَبْرُ: الكتابة، مثل الزَبْرِ. وقد ذَبَرْتُ الكِتابَ أَذْبُرُهُ وأَذْبِرُهُ ذَبْراً. وأنشد الأصمعي: لأبي ذؤيب: عرفت الديار كرقم الدوا * ة يذبرها الكاتب الحميرى (2) -
[ذخر] الذَخيرة: واحدة الذَخائر. وقد ذخرت الشئ أذخره ذخرا، وكذلك ادَّخَرْتُهُ، وهو افْتَعَلْتُ. وقول الشاعر الراعى يصف امرأة (3) :
_________
(1) في اللسان: " لما أتانى ".
(2) مطلع قصيدة له. وبعده: برقم ووشى كما زخرفت * بميشمها المزدهاة الهدى -
(3) سبق في (مدح) أنه يصف فرسا، ورواه هناك " خواصرها " كما قاله بعد. وقال في تمدحت: يروى بالدال والذال جميعا.

(2/662)


فلما سقيناها العكيس تمذحت * مذاخرها وازداد رشحا وريدها - يعنى أجوافها وأمعاءها. ويروى: " خواصرها ". والاذخر: نبت، الواحدة إذخرة.
[ذرر] الذَرُّ: جمع ذَرَّةٍ، وهي أصغر النمل، ومنه سمى الرجل ذرا، وكنى بأبى ذر. وذرية الرجل: ولده. والجمع الذَرارِيُّ والذُرِّيَّاتُ. وذَرَرْتُ الحَبَّ والدواءَ والمِلحَ أَذُرُّهُ ذَرًّا: فَرَّقْتُهُ. والذَرورُ بالفتح: لغة في الذَريرَةِ، ويجمع على أذرة. وذرت الشمس تذر ذرورا بالضم: طلعت. ويقال: ذَرَّ البَقْلُ، إذا طلعَ من الارض، عن أبى زيد. وحكى الفراء: ذارت الناقة تذارُّ مُذارَّةً وذِراراً: أي ساء خُلُقُها، وهي مُذارٌّ، وهي في معنى العلوق والمذائر. قال: ومنه قول الحطيئة: وكنت كذات البو (1) ذرات بأنفها * فمن ذاك تبغى غيره وتهاجره - إلا أنه خففه للضرورة.
_________
(1) في اللسان: " كذات البعل "، وكذلك في ديوانه.

(2/663)


وقال أبو زيد: في فلان ذِرارٌ، أي إعراض غضبا، وكذرار الناقة.
[ذعر] ذعرته أذعره ذعرا: أفزعته، والاسم: الذعر بالضم. وقد ذعر فهو مذعور. وامرأة ذَعورٌ: تُذْعَرُ من الربية. وناقة ذعور، إذا مس ضرعها غارت. وذو الاذعار: لقب ملك من ملوك حمير، لانه زعموا حمل النسناس إلى بلاد اليمن فذعر الناس منه.
[ذفر] الذَفَرُ بالتحريك: كلُّ ريح ذَكِيّةٍ من طيبٍ أو نَتْنٍ. يقال مِسْكٌ أَذْفَرُ، بيِّنُ الذَفَرِ. وقد ذَفِرَ بالكسر يَذَفُرُ. ورَوْضَةٌ ذَفِرَةٌ. والذَفَرُ: الصُنانُ. وهذا رجلٌ ذَفِرٌ، أي له صُنانٌ وخُبْثُ ريحٍ. والذِفْرى من القَفا، هو الموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خلف الاذن. يقال: هذه ذفرى أسيلة، لا تنون لان ألفها للتأنيث. وهى مأخوذة من ذفر العرق، لانها أول ما يعرق من البعير. قال الاصمعي: قلت لابي عمرو بن العلاء: الذفرى من الذفر؟ فقال: نعم. والمعزى من المعز؟ فقال: نعم. وبعضهم ينونه في النكرة ويجعل ألفه

(2/663)


للالحاق بدرهم وهجرع. والجمع ذفريات وذفارى بفتح الراء، وهذه الالف في تقدير الانقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم: ذفار مثل صحار. أبو زيد: بعير ذفر بالكسر مشد الراء: أي عظيم الذِفرى. وناقةٌ ذِفِرَّةٌ. والذِفِرُّ: الشابُّ الطويل التامُّ الجَلْدُ. والذَفْراءُ: عُشْبَةٌ خَبيثَةُ الرائحة لا يكاد المال يأكلها، عن يعقوب. قال: وكتيبة ذفراء، أي أنّها سَهِكَةٌ من الحديد وصدئة (1) . قال لبيد: فخمة ذفراء ترتى (2) بالعرى * قردمانيا وتركا كالبصل -
[ذكر] الذَكَرُ: خلاف الأُنْثى. والجمع ذكور، وذكران، وذكارة أيضا، مثل حجر وحجارة. والذكر: العَوْفُ، والجمع المَذاكيرُ على غير قياس، كأنهم فرقوا بين الذكرى الذي هو الفَحْلَ وبين الذَكَرِ الذي هو العضْو، في الجمع. وقال الاخفش: هو من الجمع الذى ليس له واحد، مثل العباديد والابابيل. والذَكَرُ من الحديد: خلاف الأنيثِ.
_________
(1) في اللسان: " وصدئه ".
(2) ترتى: تقبض وتجمع.

(2/664)


وذكورا البقل: ما غلظ منه، وإلى المرارة هو. وسيف ذَكَرٌ ومُذَكَّرٌ، أي ذو ماءٍ. قال أبو عبيد: هي سيوف شفراتها حديد ذكر، ومتونها أنيث. قال: ويقول الناس إنها من عمل الجن. والمذكرة: الناقة التي تشبه الجَمَلَ في الخَلْقِ والخُلُقِ. ويقال: ذهبت ذُكْرَةُ السَيْفِ وذُكْرَةُ الرجل: أي حِدَّتُهُما. وفى الحديث: " أنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن غسلا، فسئل عن ذلك فقال: إنه أذكر "، يعنى أحد. وسيف ذو ذُكْرٍ (1) ، أي صارم. ورجل ذِكِّيرٌ (2) : جيّد الذِكْرِ والحِفْظِ. والتذكير: خلاف التأنيث. والذِكْرُ والذِكْرى، بالكسر: خلاف النِسْيانِ. وكذلك الذُكْرَةُ، وقال كعب بن زُهير: أنَّى أَلَمَّ بِكَ الخَيالُ يَطيفُ * ومَطافُهُ لك ذُكْرَةُ وشُفوفُ (3) - والذِكرى مِثْلُهُ. تقول: ذَكَرْتُهُ ذِكْرى، غَير مُجْراةٍ.
_________
(1) في اللسان والقاموس: " ذكرة ".
(2) وذكير، وذكر، وذكر.
(3) في اللسان: " وشعوف ".

(2/664)


وقولهم: اجْعَلْهُ منكَ على ذُكْرٍ وذِكْرٍ، بمعنىً. والذِكْرُ: الصيتُ (1) والثَناءُ. وقوله تعالى:
(ص والقرآنِ ذي الذِكْرِ) * أي ذي الشَرَف. ويقال أيضاً: كم الذِكْرَةُ من وَلَدِكَ؟ أي الذكور. وذكرت الشئ بعد النِسْيانِ، وذَكَرْتُهُ بلساني وبقلبي، وتذكَّرْتُهُ. وأَذْكَرْتُهُ غيري وذَكَّرته، بمعنىً. قال الله تعالى:
(واذَّكَرَ بَعْدَ أُمِّةٍ) *، أي ذكره بعد نسيانٍ، وأصله اذتكر فأدغم. والتذكرة: ما تستذ كر به الحاجَةُ. وأَذْكَرَتِ المرأةُ فهي مُذْكِرٌ، إذا وَلَدَتْ ذَكَراً. والمِذْكارُ: التي من عادتها أن تَلِدَ الذكور. ويذكر: بطن من ربيعة.
[ذمر] الذمر: الشُجاعُ. وفيه أربع لغات: ذِمْرٌ وذَمْرٌ مثل كِبْدٍ وكَبْدٍِ، وذَميرٌ مثل كَبيرٍ، وذِمِرٌّ مثال فِلِزٍّ. وجمع الذِمْرِ أَذْمارٌ. وذمرته أذمره ذمرا: حثثته.
_________
(1) قوله: الصيت، هو بكسر الصاد لا بالامالة كما نبه عليه صاحب الوفيات.

(2/665)


وذمر الأَسَدُ: أي زَأَرَ. وتَذامَرَ القومُ، أي حَثَّ بعضهم بعضاً، وذلك في الحرب. قولهم: فلان حامى الذِمارِ، أي إذا ذَمِرَ وغَضِبَ حمى. وفلان أمنع ذمارامن فلان. ويقال: الذِمارُ ما وَراءَ الرَجُلِ، مما يَحِقُّ عليه أن يَحْميَهُ، لأنَّهم قالوا: حامي الذِمار، كما قالوا: حامي الحقيقة. وسُمِّي ذِماراً لأنَّه يجب على أهله التَذَمُّرُ له. وسُمِّيَتْ حقيقةً لأنَّه يحق على أهلها الدفع عنها. وأقبل فلان يتذمر، كأنه يلوم نَفْسَهُ على فائِتٍ. وظَلَّ يَتَذَمَّرُ على فلان، إذا تَنَكَّرَ له وأَوْعَدَهُ. والتَذْميرُ: أن يُدْخِلَ الرَجُلُ يَدَهُ في حَياءِ الناقَةِ ليَنْظُرَ أَذَكَرٌ جنينها أم أنثى؟ قال الشاعر (1) : وقال المُذَمِّرُ للناتِجينَ * مَتى ذُمِّرَتْ قَبْليَ الأَرْجُلُ - والمُذَمَّرُ: الكاهِلُ والعُنُقُ وما حَوْلَهُ إلى الذِفْرى، وهو الذي يُذَمِّرُهُ المُذَمِّرُ.
[ذير] التَذْييرُ: أن تُلَطَّخَ أَطْباءُ الناقة بالذيار،
_________
(1) الكميت.

(2/665)


وهو بعر رطب، لئلا يَرْتَضِعَها الفَصيلُ. وأنشد الكسائيُّ: قَدْ غاثَ رَبُّكَ هذا الخَلْقَ كُلَّهُمُ * بِعامِ خِصْبٍ فَعاشَ الناسُ والنَعَمُ - وأَبْهَلُوا سَرْحَهُمْ من غَيْر تودية. * ولا ذيار ومات الفقراء والعُدُم - ويقال للرجل: إذا اسْوَدَّتْ أَسْنانَهُ: قد ذُيِّرَ فُوهُ تَذْيِيراً.
فصل الراء
[رير] الفرّاء: مُخٌّ رَيْرٌ وريرٌ، أي فاسد ذاهب من الهزال. وأنشد:
والساق منى باديات الرير (1) * أي أنا ظاهر الهزال، لانه دق عظمه ورق جلده، فظهر مخه. وإنما قال باديات والساق واحدة لانه أراد الساقين، والتثنية يجوز أن يخبر عنها بما يخبر عن الجمع، لانه جمع واحد إلى آخر. ويروى: " باردات ". وأرارَ الله مُخَّهُ، أي جعله رقيقا.
_________
(1) قوله: والساق الخ، هو لابي شنبل. وقبله كما في نسخة. أقول بالسبت فويق الدير * إذا أنا مغلوب قليل الغير -

(2/666)


فصل الزاى
[زأر] الزَئيرُ: صوت الأسد في صَدره. وقد زَأَرَ يَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيراً، فهو زائِرٌ. قال عنترة: حَلَّتْ بِأَرضِ الزائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ * عَسِراً عَلَيَّ طِلابُها (1) ابْنَةُ مَخْرَمِ - يعني الأعداء. ويقال أيضاً: زَئِرَ الأسَدُ بالكسر يَزْأَرُ، فهو زَئِرٌ. قال الشاعر: ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتأْسِدٌ أَسِدٌ * ضُبارِمٌ خادِرٌ ذو صَولَةٍ زئر - وكذلك تزأر الاسد. على تفعل بالتشديد. والزأرة: الاجمة. ويقال: أبو الحارث مرزبان (2) الزأرة.
[زبر] الزُبْرَةُ: القِطْعة من الحديد، والجمع زُبَرٌ، قال الله تعالى:
(آتُوني زُبَرَ الحَديدِ) *، وزُبُرٌ أيضاً، قال تعالى:
(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا) *، أي قطعا.
_________
(1) رواية الزوزنى في شرح المعلقات: " طلابك " بكاف الخطاب لا بضمير الغائبة، وأجاب الشارح عن وجه العدول إلى الخطاب. فانظره في صفحة 153 من المطبوع. قاله نصر.
(2) قوله: " مرزبان " بفتح الميم وضم الزاى، بمعنى رئيس. اه‍ وانى.

(2/666)


والزبرة أيضا: موضع الكَاهِل. يقال: رَجل أَزْبَر، أي عظيم الزُبْرَةِ. ومنه زُبْرَةُ. الأسد. يقال: أَسَدٌ مَزْبَرَانيٌّ، أي ضخم الزبرة. وقولهم في المثل: " قد هاجت زبراء " هي اسم جارية كانت للاحنف بن قيس، وكانت سليطة، فإذا غضبت قال الاحنف: قد هاجت زبراء! فذهب مثلا. والزبرة: كوكبان نيران (1) ، وهما كاهلا الأسد، يَنزِلُهُما القَمَرُ. والزَبْرُ بالفتح: الزَجرُ والمَنْع. يقال: زبره يزبره بالضم زبرا، فإذا انتهره. ويقال: ما له زبر، أي عَقْلٌ وتماسُكٌ، وهو في الأصل مصدرٌ. والزَبْرُ أيضاً: طَيُّ البِئْرِ بالحجارة. يقال: بئْرٌ مَزْبورَةٌ. الزبر: الكتابة. يقال: زبر يزبر ويَزْبِرُ. قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: أنا أَعْرِفُ تَزْبِرَتي، أي خَطِّي وكتابتي. والزِبْرُ: الكتابُ، والجمع زبور مثل قدر وقدور، منه قرأ بعضهم:
(وآتينا داود زبورا) *.
_________
(1) في اللسان: " بينهما قدر سوط ".

(2/667)


والمزبر قلم. والزبور بالفتح: الكتاب، وهو فعول بمعنى مفعول من زبرت. والزبور: كتاب داود عليه السلام. والزبر بالكسر والتشديد: القوى الشديد. قال الراجز (1) :
أكون ثم أسدا زبرا * أبو زيد: أخذت الشئ بِزَوْبَرِهِ وبِزَأبَرِهِ وبِزَغْبَرِهِ، إذا أخذته كله ولم تَدَعْ منه شيئاً. قال ابن أحمر: إذا قال غاو (2) من تنوخ قصيدة * بها جرب عدت على بزوبرا - أي نسبت إلى بكمالها. والزنبرية: ضرب من السفن ضخمة. والزُنْبورُ: الدَبْرُ، وهي تؤنثُ، والزنبار لغة فيها، حكاها ابن السكيت: والجمع الزنابير. وأرض مزبرة: كثيرة الزنابير، كأنهم ردوه إلى ثلاثة أحرف وحذفوا الزيادات، ثم بنوا عليه، كما قالوا: أرض معقرة ومثعلة، أي ذات عقارب وثعالب. وازْبَأَرَّ الكَلْبُ: تَنَفَّشَ. وازْبَأَرَّ الشَعَرُ: تنفش. قال الشاعر (3) :
_________
(1) أبو محمد الفقعسى.
(2) في اللسان: " عاو - بالمهملة - من معد ".
(3) المرار بن منقذ الحنظلي.

(2/667)


فهو ورد اللَوْنِ في ازْبِئْرارِهِ. * وكُمَيْتُ اللَوْن ما لم يَزْبَئِرّ (1) - أبو زيد: ازْبَأَرَّ النَبْتُ والوَبَرُ، إذا نَبَتَ. والزِئْبِرُ بالكسر مهموزٌ: ما يَعْلو الثَوبَ الجَديدَ، مِثْلَ ما يَعْلو الخَزَّ. يقال: زَأْبَرَ الثَوْبُ فهو مزأبر، إذ خرج زئبره. قال يعقوب: وقد قيل زئبر بضم الباء، وقد ذكرناه في ضئبل (2) فى باب اللام.
[زبطر] الزبطرة، مثال القمطرة: ثغر من ثغور الروم.
[زبعر] قال الفرَّاء: الزِبَعْرى: السيِّئُ الخُلُقِ، ومنه سمِّي الرجل الكثيرُ شعر الوَجْه والحاجبين واللَحْيَيْن. وجمَلٌ زبعرى كذلك. وأبو عمرو مثله.
[زجر] الزَجرُ: المَنْعُ والنَهْيُ. يقال: زجره وازدجره، فانزجر وازدجر.
_________
(1) بعده: قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ * وعلى التيسير منه والضمر -
(2) قال هناك: الضئبل بالكسر والهمز مثال الزئبر: الداهية، وربما جاء ضم الباء فيهما. قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فعلل، فإن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر. اه‍ وقد غلط المترجم هنا في تفسير الضئبل ففسره بمعنى الضئيل، بوزن حقير. قاله نصر.

(2/668)


والزجور من الإبل: التي تَعْرِفُ بعَيْنِها وتنكر بأنفها. والزجر: العيافة، وهو ضَرْبٌ من التكَهُّنِ. تقول: زَجَرْتُ أنَّه يكون كذا وكذا. وزَجَرَ البعير، أي ساقه. والزنجرة: قرع الابهام على الوُسْطى بالسَبَّابة. والاسم الزِنْجيرُ. وقال: فَأَرْسَلْتُ إلى سَلْمى * بأنَّ النَفْسَ مَشْغوفَه - فَما جَادتْ لنا سَلْمى * بزنجير ولا فوفه (1) -
[زحر] الزَحيرُ: استِطْلاقُ البَطْن، وكذلك الزحار بالضم. والزحير: التنفس بشدة. يقال: زَحَرَتِ المرأةُ عند الوِلادة تَزْحَرُ وتَزْحِر. قال الفراء: أنشدني بعضُ بني كلاب: أَراكَ جَمَعْتَ مَسألةً وحِرْصاً * وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وزحر: اسم رجل.
_________
(1) قال ابن برى: البيت للمغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخرا وكنيته أبو ليلى. وقبله: بلونا فضل مالك يا ابن ليلى * فلم تك عند عسرتنا أخانا -

(2/668)


[زخر] زَخَرَ (1) الوادي، إذا امْتَدَّ جِدّاً وارتَفَع. يقال: بَحْرٌ زاخِرٌ. وأما قول الهُذَليّ (2) : صَناعٌ بإِشْفاها (3) حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ بِقوتِ البَطْنِ والعِرْقُ زاخِرُ - فيقال: إنها تجود بِقُوتِها في حالِ الجوعِ وهَيَجانِ الدم والطَبائع. ويقال، نَسَبُها مُرتفِعٌ، لأنَّ عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَم. وقال أبو عبيدة: يقال عِرْقُ فلانٍ زاخِرٌ، إذا كان كرِيماً ينمى. وزخر البنات: طال. فإذا التَفَّ النَباتُ وخَرجَ زَهْرُهُ، قيل: قد أخذَ زُخَارِيَّهُ، ومكانٌ زُخارِيُّ النَباتِ. قال ابن مقبل: زُخارِيُّ النَباتِ كأنّ فيه * جِيادَ العَبْقَرِيّةِ والقطوع (4) -
[زرر] الزِرُّ: واحِدُ أَزْرارِ القميص. ويقال للرجل الحَسَنِ الرِعْيَةِ للإبل: إنه لزر من أزرارها.
_________
(1) زخر، كخضع، يزخر زخورا،
(2) في المخطوطة: " لابي شهاب ".
(3) قوله " بإشفاها " بكسر همزة إشفى.
(4) قبله: ويرتعيان ليلهما قرارا * سقته كل مدجنة هموع -

(2/669)


وإذا كانت الإبل سِماناً قيل: بها زرة (1) . وزر بن حبيش: رجل من قراء التابعين. والزر بالفتح: مصدر زررت القَميصَ أَزُرُّهُ بالضمّ زَرَّاً، إذا شددت أزاره. يقال: أزرر عليك قميصَك، وزُرَّهُ، وزُرُّهُ، وزُرِّهِ (2) . وأَزْرَرْتُ القَميصَ، إذا جعلتَ له أَزْراراً، فتزرر. وأما قول المرار: تدين لمزرور إلى جَنْب حَلْقة * من الشِبْه سواها برفق طبيبها (3) - فإنما يعنى زمام الناقة، جعله مزرورا لانه يضفر ويشد. والزر: الشل والطرد. يقال: هو يَزُرُّ الكتائِبَ بالسيف. والزَرُّ: العَضُّ. والمُزارَّةُ: المُعاضَّةُ. وحِمارٌ مِزَرٌّ. وزَرَّتْ عينُهُ تَزِرُّ بالكسر زَريراً، وعيناه تزران، إذا توقدتا. والزرزور: طائر. وقد زرزر، أي صوت وزرارة: أبو حاجب.
_________
(1) في المخطوطات التي اطلعنا عليها جاء النص كما هنا: بهازرة، وصوابها بهازرة بتخفيف الراء المهملة، ولعل التحريف من النساخ، والمفرد: بهزورة، وهي الناقة السمينة الضخمة، والجمع، بهازرة.
(2) أي بالحركات الثلاث على الراء المشددة.
(3) قال ابن برى: هذا البيت لمراربن سعيد الفقعسى. وقوله تدين: تطيع. والدين: الطاعة.
(85 - صحاح - 2)

(2/669)


[زعر] الزَعَرُ: قِلَّةُ الشِعَرِ، رجل أَزْعَرُ، وقد زَعِرَ بالكسر. والأَزْعَرُ: الموضع القَليلُ النبات. والزَعارَّةُ بتشديد الراء: شَراسَةُ الخُلُق، لا يُصَرَّفُ منه فِعْلٌ. والزُعْرور: السيِّئُ الخُلُق. والعامة تقول: رَجُلٌ زَعِرٌ، وفيه زعارة. والزعرور: ثمرة معروفة.
[زعفر] الزَعْفَرانُ يجمع على زَعافِرَ، مثل ترجمان وتراجم، وصحصحان وصحاصح. وزَعْفرْتُ الثوبَ: صَبَغْتُهُ به. والمُزَعْفَرُ: الاسد الورد.
[زفر] الزَفْرُ: مصدر قولك: زَفَرَ الحِمْلَ يَزْفِرُهُ زَفْراً، أي حَمَله. وأَزْدَفَرَهُ أيضاً. والزَفْرُ بالكسر: الحِمْلُ، والجَمْعُ أَزْفارٌ. والزِفْرُ أيضاً: القِرْبَةُ، ومنه قيل للإماءِ اللَواتي يَحْمِلْنَ القِرَبَ: زَوافِرُ. وزافِرةُ الرجل: أنصارُهُ وعَشيرته. ويقال: هم زافِرَتُهُمْ عند السلطان، أي الذين يقومون بأمرهم. وزافِرةُ السَهْم: ما دون الريش منه (1) .
_________
(1) والزافرة: النار. والزافرة: الجماعة. وأنشد:
وكاهلانا أوكرا الزوافرا * والزافر: عمود في مؤخر البيت.

(2/670)


وقال عيسى بن عمر: زافِرة السَهْم: ما دون ثُلُثَيْهِ مما يلي النَصْلَ. والزَفيرُ: اغتراقُ النَفَس للشِدّة. والزفيرُ: أوّلُ صوت الحمار، والشهيق: آخرهُ، لأنَّ الزفير إدخال النَفَس، والشهيق: إخراجُه. وقد زفر يزفر. والاسم الزفرة. قال الجعدى: خيط على زفرة فتم ولم * يرجع إلى دقة ولا هضم - يقول: كأنه زفر فخيط على ذلك، فهو كأنه زافر أبدا من عظم جوفه. والجمع زَفرات بالتحريك، لأنّه اسم وليس بِنَعْتٍ. وربَّما سكّنها الشاعر للضرورة، كما قال:
فَتَسْتَريحَ النَفْسُ من زفراتها (1) * والزفير: الداهية. وأنشد أبو زيد:
والدلو والديلم والزفيرا (2) * والزفرة بالضم: وسط الفرس. يقال: إنه لعظيم الزفرة.
_________
(1) قبله: عل صروفُ الدهرِ أو دُولاتِها * يُدِلْنَنا اللمة من لماتها -
(2) قبله:
يحملن عنقاء وعنقفيرا * العنقفير: الداهية، وكذلك العنقاء.

(2/670)


والزفر: السيد. قال أعشى باهلة: أَخُو رَغَائِبَ يُعْطِيهَا ويُسألُها * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر (1) -
[زكر] الزُكرَةُ بالضم: زُقَيْقٌ للشراب. وتزكر بطن الصبى: امتلا. وزكريا فيه ثلاث لغات. المد والقصر، وحذف الالف. فإن مددت أو قصرت لم تصرف، وإن حذفت الالف صرفت. وتثنية الممدود زكرياوان، والجمع زكرياءون وزكرياوين في النصب والخفض. والنسبة إليه زكرياوى. وإذا أضفته إلى نفسك قلت زكريائى بلا واو، كما تقول حمرائى. وفى التثنية زكرياواى بالواو، لانك تقول زكرياوان. وفى الجمع زكرياوى بكسر الواو، ويستوى فيه الرفع والخفض والنصب كما يستوى في مسلمى وزيدي. وتثنية المقصور زكرييان، تحرك ألف زكريا لاجتماع الساكنين فتصيرها ياء وفى النصب: رأيت زكريين، وفى الجمع هؤلاء زكريون حذفت الالف لاجتماع الساكنين، ولم تحركها لانك لو حركتها ضممتها، ولا تكون الياء مضمومة ولا مكسورة وما قبلها متحرك، فللذلك خالف التثنية.
_________
(1) لانه يزدفر بالاموال في الحمالات مطيقا لها. قوله " منه " مؤكدة للكلام، كما قال تعالى: " يغفر لكم من ذنوبكم ". والمعنى يأبى الظلامة لانه النوفل الزفر.

(2/671)


[زمر] الزمر: الجماعة من الناس. والزُمَرُ: الجماعات. والزَمِرُ: القليل الشَعَرِ، والقليل المُروءة. وقد زَمِرَ الرَجُلُ زمرا. والزمار بالسكر: صوت النعام. وقد زَمَرَ النعام يَزْمِرُ بالكسر زِماراً، وأمَّا الظَليم فلا يقال فيه إلاَّ عارُّ يُعَارُّ. والمِزْمارُ: واحد المزامير، تقول منه: زَمَرَ الرجل يَزْمُرُ ويَزْمِرُ زَمْراً، فهو زَمَّارٌ، ولا يكاد يقال زامِرٌ. ويقال للمرأة زامِرَةٌ، ولا يقال زمارة. وفى الحديث: " نهى عن كسب الزمارة ". قال أبو عبيد: وتفسيره في الحديث أنها الزانية. قال: ولم أسمع هذا الحرف إلا فيه ولا أدرى من أي شئ أخذ.
[زمجر] الزَمْجَرَةُ: الصوتُ. يقال للرجل إذا أكثر الصَخَبَ والصِياحَ والزَجْرَ: سمعت لفلان زمجرة وغذ مرة، وفلان ذو زماجر وزماجير، حكاه يعقوب.
[زمخر] الزَمْخَرَةُ: النُشَّابُ. قال ثعلب: هو الدَقيقُ الطويل منه. وأنشد لابي الصلت الثقفى (1) :
_________
(1) وفى التهذيب: " قال أمية بن أبى الصلت ".

(2/671)


يرمون عن عتل كأنها غبط. * بزمخر يعجل المَرْمِيَّ إعْجالا - وظَليمٌ زَمْخَريُّ السَواعِدِ، أي طويلُها. قال الهذليُّ الأعلم: على حَثِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ ال‍ * - سواعد ظل في شرى طوال - والزمخرة: الزمارة، وهى الزانية.
[زمهر] الزَمْهَريرُ: شدةُ البردِ. قال الأعشى: من القاصِراتِ سُجوفَ الحِجا * لِ لم تَرَ شمساً ولا زَمْهَريرا - أبو زيد: زَمْهَرَتْ عيناه: احمرَّتا من الغضب. وازمَهَرَّت الكواكب: لمحت (1) . والمزمهر: الشديد الغضب.
[زنر] الزنابير: الحصى الصغار: حكاه أبو عبيدة في المصنف (2) . والزنانير (3) : أرض بقرب جرش. والزنار للنصارى (4) .
_________
(1) ومثله في اللسان. وفى القاموس: " وازمهرت الكواكب: لمعت ".
(2) قوله: في المصنف، بفتح النون المشددة، يعنى الغريب المصنف، وهو اسم كتاب لابي عبيد وهو متأخر عن أبى عبيدة. قاله نصر.
(3) ويقال أيضا زنانير، بغير لام.
(4) هو ما يلبسه الذمي يشده على وسطه.

(2/672)


[زور] الزور: الكذِب. والزور أيضاً: الزون، وهو كل شيئ يتخذ رَبَّاً ويُعْبَدُ من دون الله. قال الاغلب. * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم (1) * وكانوا جاءوا ببعيرين فعقلوهما وقالوا: لا نفر حتى يفر هذان. فعابهم بذلك وجعلهما ربين لهم. ويقال أيضاً: ماله زورٌ ولا صَيُّورٌ، أي رأْي يرجع إليه. والزُوَيرُ: زعيم القوم. قال الشاعر (2) : بأيدى رجال لا هوادة بينهم * يسوقون للموت الزوير اليلنددا وقال آخر: قد نضرب الجيش الخميس الا زورا * حتى ترى زويره مجورا -
_________
(1) قال ابن برى: قال أبو عبيدة: إن البيت ليحيى ابن منصور. وأنشد قبله: كانت تميم معشرا ذوى كرم * غلصمة من الغلاصم العظم * ماجبنوا ولا تولوا من أمم * قد قابلوا لو ينفخون في فحم * جاءوا بزوريهم وجئنا بالاصم * شيخ لنا كالليث من باقى إرم * ثم قال: " وقد وجدت هذا الشعر للاغلب العجلى في ديوانه كما ذكره الجوهرى ".
(2) الملقطى.

(2/672)


والزور: أَعْلَى الصَدرِ. ويُسْتَحَبُّ في الفَرس أن يكون في زَوْرِهِ ضيقٌ، وأن يكون رَحْب اللَبانِ، كما قال عبد الله بن سلمة (1) بن الحارث: مُتَقارِبِ الثَفِناتِ ضَيْقٍ زَوْرُهُ * رَحْبُ اللَبانِ شديدِ طَيِّ ضَريسِ - وقد فرَق بين الزَوْرِ واللَبانِ كما ترى. والزَوْرُ أيضاً: الزائرون، يقال: رجلٌ زائرٌ وقوم زور وزوار، مثل سافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضا وزور، مثل نوم ونوح، وزائرات. والزور بالتحريك: الميل، وهو الصعر. والزور في صدر الفَرَس: دخولُ إحدى الفَهْدَتَيْن وخروج الاخرى. والزوراء: اسم مال كان لاحيحة بن الجلاح الانصاري، وقال فيه: إنى أقيم على الزوراء أعمرها * إن الكريم على الاخوان ذو المال - والزوراء: البئر البعيدة العقر. قال الشاعر: إذ تجعل الجارَ في زَوْراء مُظْلِمَةٍ * زَلخ المقام وتطوى دونه المرسا -
_________
(1) في اللسان: " ابن سليمة ". وقيل ابن سليم، وكذا في المخطوطة " سليمة ". وهو من شعراء المفضليات. وقبله: ولقد غدوت على القنيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المغروس -

(2/673)


وأرض زَوْراءُ: بعيدة. قال الأعشى: يَسْقي دِياراً لها قد أَصْبَحَتْ غَرَضاً * زَوْراَء أَجْنَفَ عنها القَوْدَ والرَسَلُ - والزَوْراءُ: القَدَحُ. قال النابغة: وتُسْقى إذا ما شئتَ غيرَ مُصَرَّدٍ * بِزَوْراَء في حافاتِها المِسْكُ كانِعُ - ويقال للقَوْسِ: زَوْراءُ لميْلِها: وللجيش: أزور. ودجلة بغداد تسمى: الزوراء. والازوار عن الشئ: العدول عنه. وقد ازْوَرَّ عنه ازوِراراً، وازوار عنه ازويرارا، وتزاور عنه تزاورا، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه وانحرف. وقرئ:
(تزاور عن كفهم) *، وهو مدغم تتزاور. وزُرْتُهُ أُزُورُهُ زَوْراً وزِيارَةً وزوارَةً أيضا، حكاه الكسائي. والزورة: المرة الواحدة. والزورة: البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ. قال الشاعر (1) : وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ * كمشى السبنتى يراح الشفيفا - وأزاره، حَمَلَهُ على الزيارة. واسْتَزارَهُ: سَأَله أن يزوره.
_________
(1) صخر الغى.

(2/673)


وتزاوروا: زار بعضهم بعضاً. وازْدار: افْتَعَل من الزيارة. وقال أبو كبير:
وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكَريم المِفْضَلِ (1) * والتَزْويرُ: تَزْيينُ الكَذِبِ. وزورت الشئ: حسنته وقومته. ومنه قول الحجاج: " امرؤٌ زَوَّرَ نَفْسَهُ "، أي قَوَّمَها. والتَزْويرُ: كَرامَةُ الزائر. والمَزارُ: الزيارةُ. والمَزارُ: مَوْضِعُ الزيارة. والزيرُ من الرِجال: الذي يحبُّ محادثة النساء ومجالستهن، سمى بذلك لكثرة زيادته لهن. والجمع الزيرة. والزيرُ من الأَوْتارَ: الدقيق. والزير: الكتان، عن يعقوب. والزيار: ما يزير به البَيْطارُ الدَابَّةَ، أي يَلوي به جَحْفَلَتَهُ. قال أبو عمرو: الزِوارُ: حبل يُجْعل بين التصدير والحَقَبِ، والجمع أزورة. والزور: مثال الهجف: السير الشديد. قال القطامى: يا ناق خبى خببا زورا * وقلبي (2) منسمك المغبرا -
_________
(1) صدره:
فدخلت بيتا غير بيت سناخة
(2) في اللسان: " وقلمي " وهو تحريف.

(2/674)


[زهر] زَهْرَةُ الدُنْيا بالتسكين: غَضارَتُها وحُسْنُها. وزَهْرَةُ النَبات أيضاً: نَوْرُهُ. وكذلك الزَهَرَةُ بالتحريك. والزُهْرَةُ بالضم: البَياضُ، عن يعقوب. يقال: أَزْهَرُ بَيِّنُ الزُهْرَةِ، وهو بَياضُ عِتْقٍ. وزهرة أيضا: حى من قريش، وهو اسم امرأة كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب ابن فهر، نسب ولده إليها، وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم. والزهرة بفتح الهاء: نجم من قال الراجز: قد وكلتني طلتى بالسمسره * وأيقظتني لطلوع الزهرة - وزهرت (1) النارُ زُهوراً: أضاءت، وأَزْهَرْتُها أنا. يقال: زَهَرَتْ بك ناري، أي قَويتْ بِكَ وكَثُرت، مثل وَرِيَتْ بك زِنادي. والأَزْهَرُ: النَيِّرُ. ويُسَمَّى القمر الازهر ابن السكيت: الازهران: الشمس والقمر. ورجل أزهر، أي أبيض مشرق الوجه، والمرأة زهراء. ويسمى الثَوْرُ الوحشيُّ أَزْهَرَ، والبَقَرَةُ زهراءَ. قال قيس بن الخطيم:
_________
(1) زهرت النار كخضع.

(2/674)


تمشى كمشى زهراء في دمث ال‍ * - رواض إلى الحَزْنِ دُونها الجُرُفُ وَأَزْهَرَ النَبْتُ: ظَهَرَ زَهْرُهُ. والمِزْهَرُ (1) : العُودُ الذى يضرب به. ولازدهار بالشئ: الاحتفاظ به. وفى الحديث أنه أوصى أبا قتادة بالاناء الذى توضأ منه فقال: " ازدهر بهذا، فإن له شأنا "، أي احتفظ به ولا تضيعه.
فصل السين
[سأر] سُؤْرُ الفَأرَةِ وغيرها، والجمع الاسآر. وقد أسأر. ويقال: إذا شربت فأسئر، أي أبق شيئا من الشَرابِ في قَعْرِ الإِناء. والنَعْتُ منه سَآَّرٌ على غير قياسٍ، لان قياسه مسئر ونظيره أجبره فهو جبار. قال لاخطل: وشاربٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نادَمَني * لا بالحَصورِ ولا فيها بِسَآَّرِ - أي لا يسئر كثيرا. ويروى: " ولا فيها بسوار "، وهو المعربد الوثاب. وإنما أدخل
_________
(1) قوله: المزهر بوزن منبر فهو اسم آلة. وأما المزدهر بالضم فهو اسم فاعل من أزهر النار للضيفان، وبه سمى السيوطي كتابه في أنواع اللغة الخمسين. قاله نصر.

(2/675)


الباء في الخبر لانه ذهب بها مذهب ليس، لمضارعته له في النفى.
[سبر] سَبَرْتُ الجُرْحَ أَسْبُرُهُ، إذَا نَظَرْتَ ما غَوْرُهُ. والمِسْبارُ ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ، والسِبار مِثْلُهُ. وكل أمر رزته فقد سبرته واسْتَبَرْتَهُ. يقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَهُ ومَخْبَرَه. والسَبْرَةُ: الغَداةُ البارِدَةُ، وفي الحديث: " إسباغ الوضُوء في السَبَرات ". والسِبْرُ بالكسر: الهَيْئَةُ. يقال: فُلانٌ حسَنُ الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قال الشاعر: أَنا ابْنُ أبي البَراءِ وكُلُّ قَوْمٍ * لَهُمْ من سِبْرِ والِدِهِمْ رِداءُ - وسِبْري أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ * وأَنِّي لا يزايلنى الحياء - قال ابن الاعرابي: سمعت أبا زياد الكلابي يقول: رجعت من مرو إلى البدو، فقال لى بعض أهله: أما السبر فحضرى، وأما اللسان فبدوى. والسابري: ضرب من الثياب رقيق. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِريٌّ ". يقولُه من يُعْرَضُ عليه الشئ عرضا لا يبالغ فيه، لان السابرى

(2/675)


من أجود الثياب يرغب فيه بأذنى عرض. قال الشاعر: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكي السِلَّ أَهْلُها * وعَيْشٍ كَمَسِّ (1) السَابِرِيِّ رَقيق - والسابريّ أيضاً: ضربٌ من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري.
[سبطر] اسْبَطَرَّ: اضطجَع وامتدَّ. وأَسَدٌ سِبَطْرٌ، مثال هِزَبْرٍ، أي يَمتدُّ عند الوثبة. وجِمالٌ سِبَطْراتٌ: طِوالٌ على وجه الارض. والتاء ليست للتأنيث، وإنما هي كقولهم: حمامات ورجالات، في جمع المذكر. والسبيطر، مثال العميثل: طائر طويل العنق جداً، تراه أبداً في الماء الضَحْضاح، يُكَنَّى أبا العيزار.
[سبكر] اسْبِكَرَّت الجاريةُ: استقامت واعْتَدلت. وقال أبو عمرو: اسبكر الرجل: اضطجع وامتد، مثل اسبطر. وأنشد: إذا الهدان حار واسبكرا * وكان كالعدل يجر جرا -
_________
(1) في اللسان: " كمثل ".

(2/676)


وقال أبو زياد الكلابي: المسبكر هو الشاب المعتدلى التام، حكاه أبو عبيد. قال امرؤ القيس: إلى مِثْلِها يَرْنو الحَليمُ صَبَابَةً * إذا ما اسْبَكَرَّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَلِ - وشَعَرٌ مُسْبَكِرٌّ، أي مُسْتَرْسِل قال ذو الرمة: وأَسْوَدَ كالأَساوِدِ مُسْبَكِرًّاً * على المَتْنَيْن منسدلا جفالا -
[ستر] السِتْرُ: واحد السُتور والأستار. والسُتْرة: ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان. وكذلك السِتارة، والجمع الستائر. وأما الستار الذى في شعر امرئ القيس: علا قطنا بالشيم أيمن صوبه * وأيسره على الستار فيذبل - فهما جبلان. والستر بالفتح: مصدر سترت الشئ أستره، إذا غطيته، فاستتر هو. وتَسَتَّرَ، أي تَغَطَّى. وجارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ، أي مُخَدَّرَةٌ. وقوله تعالى:
(حِجاباً مَسْتوراً) *، أي حجاباً على حجاب، والاول مستور بالثاني، يراد بذلك كثافة الحجاب لأنَّه جَعَل على قلوبهم أكِنَّةً وفي آذانهم وقرا.

(2/676)


ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل، كقوله تعالى:
(إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) *، أي آتياً. ورَجُلٌ مَسْتُورٌ وسَتيرٌ، أي عفيف، والجارية ستيرة. قال الكميت: ولقد أزور بها الستي‍ * رة في المرعثة الستائر - والاستار بكسر الهمرة في العدد: أربعة. قال جرير: قرن الفرزدق والبعيث وأمه * وأبو الفرزدق قبح الاستار (1) - وقال الاخطل: لعمرك إننى وابنى جعيل * وأمهما لاستار لئيم - وقال الكميت: أبلغ يزيد وإسماعيل مألكه * ومنذرا وأباه شرا إستار - والاستار أيضاً: وزن أربعة مثاقيل ونصف، والجمع الاساتير.
[سجر] سَجَرْتُ التَنُّورَ أَسْجُرُهُ سَجْراً، إذا أَحْمَيْتَه. وسُجِرْتُ النَهْرَ، مَلأْتُهُ. وسجرت الثماد (2) ،
_________
(1) في اللسان: " إن الفرزدق "، و " أبا البعيث لشر ما إستار ".
(2) في المطبوعة الاولى: " الثمار " تحريف.

(2/677)


إذا ملئت من المَطَرِ، وذلك الماءُ سُجْرَةٌ، والجمع سُجَر. ومنه البحر المسَجور. والسَجورُ: ما يُسْجَر به التَنُّورُ. وسَجيرُ الرَجُل: صَفِيُّهُ وخَليله، والجمع السُجَراء. والمَسْجور: اللبن الذي ماؤه أكثر منه. والساجِرُ: الموضع الذي يأتي عليه السيل فيملؤه. ومنه قول الشماخ: وأحمى عليها ابنا يزيد بن مسهر * ببطن المراض كل حسى وساجر - والساجور: خشبة تُجْعَلُ في عُنُقِ الكلب. يقال: كلب مسوجر. والساجور أيضا: اسم موضع. وسجرت الناقة تسجر سَجْراً وسُجوراً، إذا مَدَّت حَنينَها. قال الشاعر (1) : حَنَّتْ إلى بَرْقٍ (2) فقلتُ لها قِرى * بَعْضَ الحَنينِ فإنَّ سَجْرَكِ شائِقي - واللؤلؤ المَسْجورُ: المنظومُ المسترسِل. وأنشد أبو زيد (3) :
_________
(1) أبو زبيد الطائى، ويروى للحزين الكنائى،
(2) في الاساس: " إلى برك "
(3) للمخبل السعدى.
(86 - صحاح - 2)

(2/677)


كاللُؤْلُؤِ المَسْجورِ أُعْقِلَ (1) في * سِلْكِ النِظامِ فَخانَهُ النَظْمُ - وعَيْنٌ سَجْرَاءُ، بيِّنة السَجَر، إذا خالط بَياضَها حُمْرَةٌ. والأَسْجَرُ: الغَديرُ الحُرُّ الطين. قال الشاعر متمم بن نويرة (2) : بغريض ساريةٍ أدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أسجر طيب المستنقع - الاصمعي، شَعَرٌ مُنْسَجِرٌ، وهو المُسْتَرْسِلُ. وقال:
إذا ما انُثَنى شَعْرُها المُنْسَجِرْ (3) * وانسَجَرتِ الإبِلُ في السَيْر: تَتَابَعَتْ وسنجار: موضع.
[سجهر] المسجهر: الابيض. قال لبيد: وناحية أعملتها وابتذلتها * إذا ما اسْجَهَرَّ الآلُ في كلِّ سَبْسَبِ -
[سحر] السُحْرُ: الرِئَةُ، والجمع أَسْحَارٌ، مثل برد
_________
(1) في اللسان: " أغفل " بالغين المعجمة والفاء. وقبله: وإذا ألم خيالها طرفت * عينى فماء شؤونها سجم -
(2) ويروى للحادرة الذبيانى.
(3) في اللسان: " إذا ثنى فرعها المسجر ".

(2/678)


وأبراد، وكذلك السَحْرُ والسَحَرُ، والجمع سُحور مثل فلس وفلوس، وقد يحرك فيقال سحر مثل نهر ونهر، لمكان حروف الحلق. ويقال للجَبان: قد انتفخ سَحْرُهُ. ومنه قولهم للأرنب: المقطَّعة الأسْحار، والمُقَطَّعَةُ السُحور، والمُقَطَّعَةُ النِياطِ، وهو على التفاؤُل، أي سَحْرُهُ يُقَطَّعُ على هذا الاسم. وفي المتأخِّرين من يقول: " المُقَطِّعةُ " بكسر الطاء، أي من سرعتها وشدة عدوها كأنَّها تقطِّع سِحْرَها ونياطها. والسَحَرُ: قبيل الصبح. تقول: لقيته سحرنا هذا: إذا أردت به سحر ليلتك لم تصرفه، لانه معدول عن الالف واللام. وهو معرفة وقد غلب عليه التعريف بغير إضافة ولا ألف ولام، كما غلب ابن الزبير على واحد من بنيه. وتقول: سر على فرسك سحر يافتى، فلا ترفعه، لانه ظرف غير متمكن. وإن أردت بسحر نكرة صرفته، كما قال الله تعالى:
(إلا آل لوط نجيناهم بسحر) *. فإن سميت به رجلا أو صغرته انصرف، لانه ليس على وزن المعدول كأخر. تقول: سر على فرسك سحيرا. وإنما لم ترفعه لان التصغير لم يدخله في الظروف المتمكنة كما أدخله في الاسماء المنصرفة.

(2/678)


والسحرة بالضم: السحر الأعلى. يقال أتيتُه بسَحَرٍ وبِسُحْرَةٍ. وأَسْحَرْنا: أي سرنا في وقت السَحر. وأَسْحَرْنا أيضاً: صِرْنا في السَحَر. واسْتَحَرَ الديك: صاح في ذلك الوقت. والسَحور: ما يُتَسَحَّرُ به. والسِحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُهُ ودَقَّ فهو سِحْرٌ. وقد سحره (1) يسحره سحرا. والساحر: العالِمُ. وسَحَرَهُ أيضاً: بمعنى خَدَعَهُ، وكذلك إذا عَلَّلَهُ. والتَسْحيرُ مثله. قال لبيد: فإنْ تسألينا فيمَ نحنُ فإنَّنا * عَصافيرُ من هذا الأنام المُسَحَّرِ. - وقوله تعالى:
(إنَّما أنت من المسحرين) *،
_________
(1) في كتاب ليس: " ليس في كلام العرب فعل يفعل فعلا إلا سحر يسحر سحرا. والسحر يكون حلالا وحراما. يقال فلان ساحر العينين، أي فتان، وفلان يسحر الناس بطرفه. والساحر: العالم الفهم، كقوله تعالى:
(يا أيها الساحر ادع لنا ربك) *، يعنى العالم الفهم ". غير أنه ورد غيره، وهو فعل يفعل فعلا - نفسه - وخدع يخدع خدعا.

(2/679)


يقال المسحر: الذي خُلق ذا سِحْرٍ. ويقال من المُعَلَّلِين. ويُنشَد لامرئ القيس: أُرانا مُوضِعينَ لأَمْرِ غَيْبٍ * ونُسْحَرُ بالطعام وبالشراب - عصافير وذبان ودود * وأجرا من مجلحة الذئاب -
[سحفر] اسحنفر الرجل، إذا مضى مُسْرعاً. يقال: اسْحَنْفَرَ في خُطْبَتِه، إذا مضى واتّسع في كلامه. وبلد مسحنفر، أي واسع.
[سخر] سَخِرْت منه أَسْخَرُ سَخَراً بالتحريك، ومَسْخَراً وسُخْراً بالضم (1) . قال أعشى باهِلَةَ: إنّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها * من عَلْوَُِ لا عَجَبٌ مِنْهُ (2) ولا سَخَرُ - والتأنيث للكلمة، وكان قد أتاه خبرُ مقتلِ أخيه المنتشِر. وحكى أبو زيد: سَخِرْتُ به، وهو أردأ اللغتين. وقال الاخفش: سخرت منه وسخرت به، وضحكت منه وضحكت به، وهزئت منه وهزئت به، كل ذلك يقال:
_________
(1) وسخرا، وسخرة. عن القاموس.
(2) الرواية " منها ".

(2/679)


والاسم السخرية والسخرى والسِخْرِيُّ، وقرئ بهما قوله تعالى:
(ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) *، و * (سخريا) *. وسَخَّرَهُ تسخيراً: كَلَّفَهُ عَمَلاً بلا أُجْرَة، وكذلك تَسَخَّرَهُ. والتَسْخيرُ: التَذْليلُ. وسُفُنٌ سَواخِرُ، إذا أَطاعَتْ وطابَتْ لها الريح. وفلانٌ سُخْرَةٌ: يُتَسَخَّرُ في العملِ. يقال خادمة سُخْرَةٌ. ورجلٌ سُخْرَةٌ أيضاً: يُسْخَرُ منه. وسُخَرَةٌ بفتح الخاء: يَسخَرُ من الناس.
[سخبر] السَخْبَرُ: ضَرْبٌ من الشَجَر. يقال: رَكِبَ فُلانٌ السَخْبَرَ، إذا غَدَرَ. قال الشَّاعر، وهو حسّان، يهجو الحارثَ بن عوفٍ المُرّيَّ من غطفان: إنْ تَغْدِروا فالغَدْرُ منكم شِيمَةٌ * والغَدْرُ يَنْبُتُ في أصول السخبر -
[سدر] السدر: شحر النبق، الواحدة سِدْرَةٌ، والجمع سِدْرَاتٌ وسِدِرَاتٌ وسِدَراتٌ وسدر (1) . والسدير: نهر، ويقال قصر، وهو معرب
_________
(1) الاول بسكون الدال، والثانى بكسر والثالث والرابع بفتحها. ويقال في الجمع أيضا " سدور " وهى نادرة.

(2/680)


وأصله بالفارسية سه دلة: أي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ، مثل الحاريّ بكمين. وقولهم: جاء فُلانٌ يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه وأَصْدَرَيْه، أي عِطْفَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ، إذا جاء فارغاً ليس بيده شئ ولم يقض طلبته. وربما قالوا: " أزدريه ". بالزاى. والسادر: المتحير. والسادر: الذى لا يهتمّ ولا يُبالي ما صَنَع. والسَدَر: تَحيُّر البَصَر. يقال: سَدِر البَعيرُ بالكسر يَسْدَرُ سَدَراً وسَدارَةً: تحيَّر من شدَّة الحر، فهو سَدِرٌ. وسَدِرٌ أيضاً: اسمٌ من أسماء البَحْر. قال أمية بن أبي الصلت: فكأنّ بِرْقِعَ والمَلائِكَ حوله * سدر تواكله القوائم أجرب (1) - وقول على رضى الله عنه:
أَكِيلُكُمْ بالسَيفِ كَيْلَ السَنْدَرَه * يقال: هو مكيالٌ ضَخْم كالقَنْقَلِ والجراف. والسندرى: ضرب من السهام مَنْسُوبٌ إلى السَنْدَرة، وهي شجرة.
_________
(1) قال ابن برى: صوابه " أجرد " بالدال " وحولها ": أي السماء. وهو من قصيدة دالية. وقبله: فأتم ستا فاستوف أطباقها * وأتى بسابعة فأتى تورد -

(2/680)


والسندرى: شاعر كان مع علقمة بن علاثة: وكان لبيد مع عامر بن الطفيل، فدعى لبيد إلى مهاجاته، فأبى وقال: لكيلا يكونَ السَنْدَرِيُّ نَديدَتي * وأجْعَلَ أقواما عموما عماعما - وسَدَرَتِ المرأةُ شَعَرَها فانْسَدَرَ: لُغَةٌ في سَدَلَتْه فانْسَدَل. وانْسَدَرَ فلانٌ يَعْدُو، أي أَسْرَعَ بعض الإسراع.
[سمدر] السَماديرُ: ضَعْفُ البَصَرِ عند السُكْر وغَشْيِ النعاس والدُوار. قال الكميت: ولَمَّا رأيتُ المُقرَباتِ مُذالَةً * وأنكرت إلا بالسمادير آلها والميم زائدة. وقد اسمدر اسمدرارا.
[سرر] السِرُّ: الذي يُكْتَمُ، والجمع الأسرار. والسَريرة مثله، والجمع السَرائر. وفى المثل. " ما يوم حليمة بسر "، يضرب لكل أمر متعالم مشهور، وهى حليمة بنت الحارث ابن أبي شَمِر الغَسَّانيِّ، لان أباها لما وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء أخرجت لهم طيبا في مركن فطيبتهم به، فنسب اليوم إليها.

(2/681)


والسر: الجماع. قال رؤبة:
فعف عن أسرارها بعد الغسق (1) * والسر: الذكر. قال الافوة الاودى: لما رأت سرى تغير وأنثنى * من دون نهمة بشرها (2) حين انثنى - وسر النسب: مَحْضُهُ وأَفْضَلُهُ. ومَصْدَرُهُ: السَرارَةُ بالفتح. يقال: هو في سِرِّ قومه، أي في أَوْسَطِهِمْ. وسِرُّ الوادي: أفضلُ مَوْضِعٍ، فيه والجمع أسرة، مثل قن وأقنة. قال طرفة: تربعت القفين (3) في الشوال ترتعي * حدائق مولى الاسرة أغيد - وكذلك سرارة الوادي، والجمع سَرارٌ. قال الشاعر: فإنْ أَفْخَرْ بمجد بنى سليم * وأكن منها تَخومَةَ (4) والسَرارا - والسُرُّ بالضم: ما تَقْطَعُهُ القابلة من سُرَّةِ الصَبيِّ. يقال: عَرَفْتُ ذاك قبل أن يقطع سرك،
_________
(1) بعده:
ولم يضعها بين فرك وعشق
(2) ويروى: " شجرها " كما في اللسان وديوانه.
(3) القفين: تثنية قف، وهو ما ارتفع من مَتْن الأرض، وكذلك القفة والجمع قفاف. يقول: قد رعت هذه الناقة أيام الربيع كلا القفين. وأراد بهما قفين معينين معروفين.
(4) التخومة بالتعريف، بالمخطوطة واللسان.

(2/681)


ولا تقل سرتك، لأنَّ السُرَّة لا تُقْطَعُ، وإنما هي المَوْضِعُ الذي قُطِعَ منه السُرُّ. والسَرَرُ والسِرَرُ بفتح السين وكسرها لُغَةٌ في السُرِّ. يقال: قُطِعَ سَرَرُ الصَبيِّ وسِرَرُهُ، وجمعه أسرة، عن يعقوب. وجمع السرة سرر وسرات، لا يحركون العين لانها كانت مدغمة. وسَرَرْتُ الصَبِيَّ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا قطعت سره. وأما قول أبى ذؤيب. بآية ما وقفت والركا * ب بين الحجون وبين السرر - فإنما يعنى به الموضع الذى سر فيه الانبياء، وهو على أربعة أميال من مكة. وفى بعض الحديث أنها بالمأزمين من منى، كانت فيه دوحة قال ابن عمر رضى الله عنه: " سر تحتها سبعون نبيا "، أي قطعت سررهم. والسرة: وسط الوادي. والسُرِّيَّةُ: الأَمَةُ التي بَوَّأتَها بَيْتاً، وهو فعلية منسوبة إلى السر، وهو الجماع أو الاخفاء، لان الانسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن حرته، وإنما ضمت سينه لان الابنية قد تغير في النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إلى الدهر

(2/682)


دهري، وإلى الارض السهلة سهلى. والجمع السرارى. وكان الاخفش يقول: إنها مشتقة من السرور، لانه يسر بها. يقال: تسررت جارية، وتسريت أيضا، كما قالوا: تظننت وتظنيت. والسرور: خلاف الحزن. تقول: سرَّني فُلاَنٌ مَسَرَّةً. وسُرَّ هو، على ما لم يُسَمَّ فاعله. والسَريرُ، جمعه أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ. قال الله تعالى:
(على سرر متقابلين) *. إلا أن بعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف، فيرد الاولى منهما إلى الفتح لخفته فيقول سرر. وكذلك ما أشبهه من الجمع، مثل ذليل وذلل ونحوه. والسَريرُ أيضاً: مستقَرّ الرأسِ في العُنُقِ. وقد يعبَّر بالسرير عن الملك والنعمة. قال الشاعر: وفارق منها عيشة دغفلية (1) * ولم يخش يوما أن يزول سريرها - وسرر الشهر بالتحريك: آخر ليلة منه، وكذلك سَرارُهُ وسِرارُه. وهو مُشْتَقٌّ من قولهم: اسْتَسَرَّ القَمَرَ، أي خَفيَ ليلةَ السَرارِ، فرُبَّما كان ليلةً وربما كان ليلتين. والسِرَرُ بالكسر: ما على الكمأة
_________
(1) في اللسان: " غيدقية ".

(2/682)


من القشور والطين، والجمع أسرار، مثل عنب وأعناب. والسرر (1) أيضا: واحد أسرار الكف والجبهة، وهى خطوطها. قال الأعشى: فانْظُرْ إلى كَفٍّ وأسرارها * هل أنت إن أو عدتني ضائِري - وجمع الجمع أساريرُ. وفي الحديث: " تبرق أسارير وَجْهِهِ ". وكذلك السِرارُ لغة في السِرَرِ، وجمعه أسرة، مثل خمار وأخمرة. قال عنترة: بزجاجة صفراء ذاتِ أَسِرَّةٍ * قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَمالِ مُفَدَّمِ - وسَرَّه: طَعَنَهُ في سُرَّتِهِ. قال الشاعر: نَسُرُّهُمْ إن هُمُ أَقْبَلوا * وإنْ أَدْبَروا فَهُمُ مَنْ نَسُبّْ - أي نَطْعُن في سُبَّتِهم. وسَرَرْتُ الزَنْدَ أَسُرُّهُ سَرَّاً، إذا جعلت في طرفه عويد تُدْخِلُهُ في قلبه لِتَقْدَحَ به. يقال: سُرَّ زَندك فإنَّه أسرُّ، أي أجوف. ومنه قيل: قناةٌ سَرَّاءُ، أي جَوْفاءُ بَيِّنَةُ السَرَرِ.
_________
(1) والسر، والسر، والسرر، والسرار كله بطن الكف، والوجه والجبهة، والجمع أسرة وأسرار، وأسارير جمع الجمع. وكذلك الخطوط في كل شئ.

(2/683)


والاسر: الدخيل. قال لبيد: وجَدِّي فارِسُ الرَعْشاءِ منهم * رَئيسٌ لا أسر ولا سنيد - ويروى: " ألف ". وبعير أَسَرُّ، إذا كانت بِكْر كِرته دبرة، بين السرر. قال الشاعر، وهو معدى كرب يرثى أخاه شرحبيل: إن جنبى عن الفراش لناب * كتجافي الاسر فوق الظراب - والسراء: الرخاء، وهو نَقيضُ الضَرَّاءِ. ورجل بَرٌّ سَرٌّ، أي يَبَرُ ويَسُرُّ. وقوم برون سرون. وأسررت الشئ: كتمته وأَعْلَنْتُهُ أيضاً، فهو من الأضداد. والوَجْهانِ جميعاً يُفَسَّرانِ في قوله تعالى:
(وأَسَرَّوا النَدامةَ لَمَّا رَأَوْا العَذابَ) * وكذلك في قول امرئ القيس: تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا * على حراسا (1) لو يسرون مقتلي - وكان الاصمعي يرويه، " لو يشرون "، بالشين المجعمة، أي يظهرون. وأَسَرَّ إليه حَدِيثاً، أي أَفْضَى. وأسررت إليه المودة وبالمودة.
_________
(1) صوابه: " حراصا " بالصاد من الحرص، وهو جمع حريص.

(2/683)


وساره في أُذُنِهِ مُسارَّةً وسِراراً. وتَسارُّوا: أي تناجَوْا. والمِسَرَّةُ: الآلة التي يسار فيها، كالطومار. والسرسور: العالم الفطن الدخال في الأُمورِ. قال الشاعر. * فأَنْتَ راع بهاما عشت سرسور
[سطر] السطر: الصف من الشئ. يقال: بَنى سَطْراً، وغَرَسَ سَطْراً. والسَطْرُ: الخَطُّ والكتابة، وهو في الأصل مصدرٌ (1) . والسَطَرُ بالتحريك مثله. قال جرير: مَنْ شاَء بايَعْتُهُ مالي وخُِلْعَتَهُ * ما تُكْمِلُ (2) التَيمُ في ديوانهم سَطَرا - والجمع أَسْطارٌ، مثل سبب وأسباب. قال رؤبة: إنى وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطرا * لَقائلٌ يا نصر نصرا نَصْراً - ثم يجمع على أساطيرَ. وجمع السطر أسطر وسطور، مثل أفلس وفلوس. والاساطير: الأباطيل، الواحد أُسْطورَةٌ، بالضم، وإسْطارَةٌ بالكسر.
_________
(1) وبابه نصر.
(2) " ما تكمل الخلج " في ديوانه.

(2/684)


وسطر يسطر سطرا: كتب. واسْتَطَرَ مثلُه. والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ: المسلَّط على الشئ ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله. وأصله من السطر لان الكتاب مسطر والذى يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ. يقال: سَيْطَرْتَ علينا. وقال الله تعالى:
(لَسْتَ عليهم بمُسَيْطِرٍ) *. وسَطَرَهُ، أي صَرَعَهُ. والمِسْطارُ، بكسر الميم: ضربٌ من الشَراب فيه حموضة. وبالصاد أيضاً.
[سعر] سَعَرْتُ النارَ والحربَ: هيَّجْتهما وألهبْتهما. وقرئ:
(وإذا الجَحيمُ سُعِرَتْ) * و * (وسُعِّرَتْ) * أيضاً بالتشديد، للمبالغة. وسَعَرْناهُمْ بالنَبْلِ، أي أحرقناهم وأَمضَضْناهم. ويقال: ضَرْبٌ هَبْرٌ، وطعنٌ نَتْرٌ (1) ، ورَمْيٌ سَعْرٌ. والمِسْعَرُ والمِسْعارُ: الخشب الذي تُسْعَرُ به النار. ومنه قيل للرجل: إنَّه لمِسْعَرُ حربٍ، أي تُحْمَى به الحربُ. والمِسْعرُ أيضاً: الطويل. ومسعر بن كدام المحدث، جعله أصحاب الحديث " مسعرا " بالفتح، للتفاؤل.
_________
(1) نتر، بالتاء المثناة من فوق. وفى المطبوعة الاولى واللسان " نثر " تحريف.

(2/684)


ومساعر الابل: آباطها وأرفاغها. واسْتَعَرَ الجَرَبُ في البعير، إذا ابتدأ بمساعره. قال الشاعر ذو الرمة:
قريع هجان دس منه المساعر (1) * واستعرت النار وتسعرت، أي توقَّدت. واسْتَعَرَ اللصوصُ، كأنَّهم اشتعلوا. والسعير: النار. والسعير في قول الشاعر (2) : حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - قال ابن الكلبى: هو اسم صنم كان لعنزة. والسعار بالضم: حَرُّ النار وشدّة الجوع أيضاً. وقوله تعالى:
(إن المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ) *، قال الفراء: العناءُ والعذابُ خاصّةً. والسُعُرُ أيضاً: الجنون. يقال: ناقةٌ مَسْعُورَةٌ أي مجنونة. وقوله تعالى:
(وكَفى بجَهَنَّمَ سَعيراً) * قال الإخفش: هو مثل دَهينٍ وصَريعٍ، لأنَّك تقول: سُعِرَتْ فهي مَسْعورَةٌ. وسَعَرْتُ اليوم في حاجتي، أي طُفْتُ. ابن السكيت: يقال سَعَرَهُمْ شرَّاً، أي أَوْسَعَهُمْ. قال: ولا يقال: أسعرهم.
_________
(1) في ديوانه: وقد لاح للساري سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافر -
(2) رشيد بن رميض العنزي.

(2/685)


وسمى الاسعر الجعفي بقوله: فلا تدعني الاقوام من آل مالك * إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب (1) - والسعرارة: الهباء في الشمس. والسِعْرُ: واحد أَسعارِ الطعام. والتسعير: تقدير السعر. واليستعور، الذى في شعر عروة (2) : موضع، ويقال شجر. وسعر الرجل فهو مَسْعورٌ، إذا ضربته السَمومُ. والسُعْرَةُ: لونٌ إلى السواد.
[سعتر] السَعْتَرُ: نبتٌ، وبعضهم يكتبه بالصاد في كتب الطب، لئلا يلتبس بالشعير.
[سفر] السَفَرُ: قطعُ المسافة، والجمع الأَسْفارُ. والسَفَرُ أيضاً: بَياضُ النهار. قال الساجعُ: " إذا طَلَعَتِ الشِعْرى سَفَراً (3) ". والسَفَرَةُ: الكَتَبةُ قال الله تعالى:
(بأيدى
_________
(1) في المخطوطة: " أسعر وأثقب ".
(2) هو قوله: أطعت الآمرين بصرم سلمى * فطاروا في عضاه اليستعور -
(3) بعده: " لم ترفيها مطرا "، كما في اللسان.
(87 - صحاح - 2)

(2/685)


سفرة) *، قال الاخفش: واحدهم سافر، مثل كافر وكفرة. والسفر بالكسر: الكتاب، والجمع أَسْفارٌ. قال الله تعالى:
(كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) *. والسُفْرَةُ بالضم: طعامٌ يُتَّخَذُ للمسافر. ومنه سمِّيَتْ السُفْرَةُ. والسَفيرُ: ما سقَطَ من ورق الشجر وتَحاتَّ. يقال: إنَّما سمِّي سَفيراً لأنّ الريح تَسْفِرُهُ، أي تكنُسه. والمِسْفَرَةُ: المِكْنسةُ. والرياحُ يُسافِر بعضُها بعضاً، لأنَّ الصَّبا تُسْفِرُ ما أَسْدَتْهُ الدَبورُ، والجنوبُ تُلْحِمُهُ. والسَفيرُ: الرسولُ المصلِحُ بين القوم، والجمع سفراء، مثل فقيه وفقهاء. وسفرت بين القوم أَسْفِرُ سِفارَةً: أصلحْتُ. وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وسَفَرَتِ المرأةُ: كشفَتْ عن وجهها، فهي سافِرٌ. ومَسافِرُ الوجه: ما يَظهر منه. قال الشاعر امرؤ القيس: ثيابُ بني عَوْفٍ طَهارى (1) نَقِيَّةٌ * وأوجههم بيض المسافر (2) غران -
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " طهار " تحريف.
(2) في ديوانه: " بيض المشاهد ".

(2/686)


وسفرت البيت: كَنَسْتُهُ. والسُفارَةُ بالضم: الكُناسَةُ. ويقال: سَفَرْتُ أَسْفِرُ سُفوراً: خرجْت إلى السَفَرِ: فأنا سافِرٌ، وقومٌ سفر مثل صاحب وصحب، وسفار مثل راكب وركاب. وقد كثرت السافرة لموضع كذا، أي المُسافِرونَ. وسافَرْتُ إلى بلدة كذا مُسافَرَةً وسِفاراً. قال الشاعر حسان: لولا السِفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ * لَتَرَكْتُها تَحْبو على العُرْقوبِ - والسِفارُ أيضاً: حديدةٌ تُوضَع على أنفِ البعيرِ مكان الحَكَمَةِ من أنف الفرس، وربَّما كان خيطاً يُشَدُّ على خطام البعير ويُدارُ عليه ويُجْعَلُ بقيَّتُه زماماً. والجمع سُفُرٌ. قال الأخطل: ومُوَقِّع أَثَرُ السِفارِ بِخَطْمِهِ * من سُودِ عَقة أو بني الجَوَّال (1) - تقول منه: سَفَرْت البعيرَ. وبعيرٌ مِسْفَرٌ وناقةٌ مِسْفَرَةٌ: قويان على السَفَرِ. وأَسْفَرَ الصبحُ، أي أضاء. وفى الحديث:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " من سوء "، صوابه من اللسان.

(2/686)


" أسفروا بالفجر، فإنه للاجر "، أي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرينَ، ويقال: طوِّلوها إلى الإسْفارِ. وأَسْفَرَ وجهُه حُسْناً، أي أشرقَ. والإسْفارُ أيضاً: الانحسارُ. يقال: أَسْفَرَ مُقَدَّمُ رأسه من الشَعَرِ. وسفار، مثل القطام: اسم بئر. قال الفرزدق: متى ما تَرِدْ يوماً سَفارِ تجد بها * أديهم يرمى المستجيز المعورا (1)
[سفسر] قال أبو عبيد: السفسير بالفارسية: السمسار. وأنشد للنابغة (2) : وقارفت وهى لم تجرب وباع لها * من الفصافص بالنمى سفسير (3) وقال ابن السكيت السفسير: الفيج والتابع.
[سقر] سَقَراتُ الشمس: شدةُ وقعِها. وسَقَرَتْهُ الشمسُ: لوَّحتْه. ويومٌ مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ: شديدُ الحر. وسَقَرُ: اسمٌ من أسماء النار.
_________
(1) يروى: " المغورا ". والمستجيز: المستقى. والجواز: السقى بعينه.
(2) ويروى لاوس بن حجر.
(3) قال ابن دريد: والنمى بالضم والكسر: فلوس كانت تتخذ بالحيرة في أيام ملك بنى نصر بن المنذر. الفصافص جمع فصفص: الفت الرطب. وباع لها: اشترى لها.

(2/687)


[سكر] السَكْرانُ: خلافُ الصاحي، والجمع سَكْرى وَسَكارى (1) . والمرأةُ سَكْرى. ولغةٌ في بني أسد سَكْرانَةٌ. وقد سكر يسكر سكرا، مثل بطر يبطر بطرا. والاسم السكر بالضم. وأَسْكَرَهُ الشرابُ. والمِسْكيرُ: الكثير السُكْرِ. والسِكِّيرُ (2) : الدائم السُكْرِ. والتَساكُرُ: أن يُرِيَ من نفسه ذلك وليس به سُكْرٌ. والسَكَرُ بالفتح: نبيذُ التمر. وفي التنزيل:
(تَتَّخِذون منه سَكَراً) *. والسَكَّارُ: النَبَّاذُ. وسَكْرَةُ الموتِ: شِدَّته. والسَكْرُ: مصدرُ سَكَرْتُ النهرَ أَسْكُرُهُ سَكْراً، إذا سَدَدْته. والسِكْرُ بالكسر: العَرِمُ. وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ سُكوراً. سكنتْ بعد الهبوب.
_________
(1) وسكارى أيضا.
(2) سيأتي في شرير كفسيق، أنه كثير الشر. ونقل في المزهر: رجل سكير أي كفسيق: دائم السكر. فمقتضى ماهنا وما هناك أنه يأتي بالمعنيين، ولهذا قال القاموس: السكير والمسكير والسكر والسكور: الكثير السكر.

(2/687)


وليلةٌ ساكِرَةٌ، أي ساكنةٌ. قال أوس ابن حجر: تزاد ليالى في طولِها * ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ - وسَكَّرَهُ تَسْكيراً: خَنَقَهُ. والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتُله. والمُسَكَّرُ: المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق: أَبا حاضِرٍ مِنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زناؤُهُ * ومَنْ يَشْرَبِ الخُرطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا - وقوله تعالى:
(سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا) *، أي حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ. وقال أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ. وقرأها الحسن مخففة. وفسرها سحرت. والسكر فارسي معرب، الواحدة سكرة.
[سمر] السَمَرُ: المُسامَرَةُ، وهو الحديث بالليل. وقد سَمَرَ يَسْمُرُ، فهو سامِرٌ. والسامِرُ أيضاً: السُمَّارُ، وهم القوم يَسْمَرونَ كما يقال للحُجَّاجِ جاج. وقول الشاعر:
وسامر طال فيه اللَّهْوَ والسَمَرُ * كأنَّه سمى المكان الذي يُجتمعُ فيه للسَمَرِ بذلك. وابْنا سَميرٍ: اللَيلُ والنَهارُ، لأنه يُسْمَرُ فيهما. يقال: لا أفعله ما سَمَرَ ابْنا سَميرٍ، أي أبداً. ويقال: السَميرُ الدهرُ. وابناه: الليل والنهار.

(2/688)


ولا أفعله السَمَرَ والقَمَرَ، أي ما دامَ الناس يَسْمَرونَ في ليلةٍ قمراء. ولا أفعلهُ سَميرَ الليالي. قال الشنفرى: هنالك لا أرجوا حياة تَسُرُّني * سَميرَ الليالي مُبْسَلاً بالجَرائِرِ - والسَمار بالفتح: اللبن الرقيق. وتَسْميرُ اللبن: ترقيقه بالماء. وأما قول الشاعر (1) : لئن ورد السمار لنقتلنه * فلا وأبيك ما ورد السمارا (2) - فهو اسم موضع. والتسمير كالتشمير. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنَّه قال: " ما يُقِرُّ رجل أنه كان يطأ جاريته إلاَّ ألْحَقْتُ به ولدَها، فمن شاء فليمسكْها ومن شاء فليسمِّرها "، قال الأصمعيّ: أراد التشمير بالشين فحوَّله إلى السين، وهو الإرسالُ. والسُمْرَةُ: لونُ الأَسْمَرِ. تقول: سَمُرَ، بالضم. وسَمِرَ أيضاً بالكسر. واسْمَارَّ يسمار أسميرارا مثله، حكاها الفراء. والسمراء: الحنطة.
_________
(1) عمرو بن أحمر الباهلى.
(2) وبعده: أخاف بوائقا تسرى إلينا * من الاشياع سرا أو جهارا -

(2/688)


والأَسْمَرانِ: الماءُ والبُرُّ. ويقال الماءُ والرمحُ. والسَمُرَةُ بضم الميم، من شجر الطَلْحِ، والجمع سَمُرٌ وسَمُراتٌ بالضم، وأَسْمُرٌ في أدنى العدد. وتصغيره أسمير. وفى المثل: " أشبه شرج شرجا، لو أن أسيمرا ". والمسمار: واحد مسامير الحديد. تقول منه: سمرت الشئ تسميرا، وسمرته أيضا. قال الزفيان: لما رأوا من جمعنا النفيرا * والحلق المضاعف المسمورا * جوارنا ترى لها قتيرا * والسميرية: ضرب من السفن.
[سمهر] الاسْمِهْرارُ: الصلابة والشدة. يقال: اسْمَهَرَّ الشوكُ، إذا يَبِس وصلُب. واسْمَهَرَّ الظلام: اشتدَّ. واسْمَهَرَّ الرجل في القتال. قال رؤبة:
إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ (1) * والسَمْهَرِيَّةُ: القناةُ الصلبةُ، ويقال هي منسوبة إلى سَمْهَرٍ: اسمُ رجلٍ كان يقوِّم الرماحَ. يقال: رمحٌ سَمْهَرِيٌّ، ورِماحٌ سمهرية.
[سمهدر] غلامٌ سَمَهْدَرٌ، أي سمينٌ. قال الزفيان:
_________
(1) قبله:
ذو صولة ترمى به المدالث:

(2/689)


سمهدر يكسوه آل أبهق * عليه منه مئزر وبخنق - قال الفراء: يمدحه بكثرة لحمه. وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ، أي واسعٌ. وأنشد أبو عبيدة:
ودونَ لَيْلى بَلَدٌ سمهدر (1)
[ستر] السنور: لبوس من قد، كالدرع. قال لبيدٌ يرثي قتلى هَوازِنَ: وجاءُوا به في هَوْدَجٍ ووراء هـ * كتائب خضر في نسيج السَنَوَّرِ - قوله " وجاءوا به "، يعني قتادة بن مسلمة الحنفي، وهو ابن الجعد. وجعد اسم مسلمة، لانه غزا هوازن فقتل منهم وسبى. والسنور: واحد السنانير.
[سنمر] سنمار: اسم رجل رومى بنى الخورنق الذى بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فخر ميتا كيلا يبنى لغيره مثله، فضربت به العرب المثل فقالوا: " جزاء سنمار ". قال الشاعر: جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا * جزاء سنمار وما كان ذا ذنب -
_________
(1) الرجز لابي الزحف الكليبي.

(2/689)


السور: حائط المدينة، وجمعه أَسْوارٌ وسيرانٌ. والسورُ أيضاً: جمع سورة، مثل بسرة وبسبر، وهى كل منزلة من البِناء. ومنه سورَةُ القرآن، لأنَّها منزلةٌ بعد منزلةٍ مقطوعةٍ عن الأخرى. والجمع سُوَرٌ بفتح الواو. قال الشاعر (1) :
سودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُوَرِ (2) * ويجوز أن تجمع على سُوراتٍ وسوراتٍ. وقول النابغة: أَلَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أَعْطاكَ سُورَةً * تَرى كُلَّ مَلْكٍ دُونَها يتذبذب - يريد شرفا ومنزلة. وسورى، مثال بشرى: موضع بالعراق من أرض بابل، وهو بلد السريانيين. والسوار: سِوارُ المرأة، والجمع أَسْوِرَةٌ، وجمع الجمع أساورة. وقرئ:
(فلولا ألقى عَلَيه أَساوِرَةٌ من ذَهَبٍ) *، وقد يكون جمع أَساوِرَ. قال تعالى:
(يُحَلَّوْنَ فيها من أَساوِرَ من ذَهَبٍ) *. وقال أبو عمرو بن العلاء: واحدها إسْوارٌ. وسَوَّرْتُهُ أي ألبسة السوار، فتسوره. وتسور الحائط، تسلَّقَه. وسار إليه يسور سُؤُوراً: وَثبَ. قال الأخطل يصف خمراً.
_________
(1) هو الراعى.
(2) صدره:
هن الحرائر لا ربات أحمرة:

(2/690)


لَمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهمْ * سارتْ إليهم سؤور الابجل الضارى - وساوره، أي واثَبَهُ. ويقال: إنَّ لغضبه لَسَوْرَةً. وهو سَوَّارٌ، أي وَثَّابٌ معربدٌ. وسَوْرَةُ الشرابِ: وُثوبُه في الرأس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ. وسَوْرَةُ السلطان: سطوته واعتداؤه. والاسوار والاسوار: الواحد من أَساوِرَةِ. الفُرْسِ. قال أبو عبيدة: هم الفُرسانْ. والهاء عوض من الياء، وكأنَّ أصله أَساويرُ. وكذلك الزنادقة، أصله زناديق عن الأخفش. والاساورة أيضا: قوم من العجم بالبصرة نزلوها قديما، كالاحامرة بالكوفة.
[سهر] السَهَرُ: الأَرَقُ. سَهِرَ بالكسر يَسْهَرُ، فهو ساهِرٌ وسَهْرانٌ. وأَسْهَرَهُ غيره. ورجل سهرة، مثال همزة، أي كثير السهر. عن يعقوب. والساهور: غلاف القمر فيما تزعمه العرب. قال أميَّة بن أبي الصَلت: لا نَقْصَ فيه غير أنَّ جبينَه (1) * قَمَرٌ وساهورٌ يسل ويغمد -
_________
(1) في اللسان وديوانه: " غير أن خبيئة ".

(2/690)


ويقال: الساهور: ظل الساهِرَةِ، وهي وجه الأرض. ومنه قوله تعالى:
(فإذا هم بالساهرة) *. قال أبو كَبير الهُذَلي: يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأنَّ جَميمَها * وعَميمَها أَسْدافُ ليل مظلم - والاسهران، عرقان في المنخرين إذا اغتلم الحمار سالا ماء. قال الشماخ: توائل من مصك أنصبته * حوالب أسهريه بالذنين -
[سير] سارَ يَسيرُ سَيْراً ومَسيراً وتَسْياراً. يقال: بارك الله لك في مَسيرِكَ، أي سَيْرِكَ. وهو شاذٌّ، لأنَّ قياس المصدر من فَعَلَ يَفْعَلُ مَفْعَلٌ بالفتح. وسارَتِ الدابة وسارَها صاحبُها، يتعدَّى ولا يتعدى. قال الهُذَليّ (1) : فلا تَجْزَعَنْ (2) مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَها * فأوَّلَ راضي سُنَّةٍ مَنْ يَسيرُها - يقول: أنت جعلتها سائِرَةً في الناس. وقولهم في المثل: " سِرْ عنك "، أي تغافل
_________
(1) خالد بن أخت أبى ذؤيب.
(2) " فلا تغضبن " في الاساس. وفى اللسان: " فأول راض سنة ".

(2/691)


واحتمل. وفيه إضمار، كأنه قال: سِرْ ودَعْ عنك المِراءَ والشكَّ. والسيرَةُ: الطريقةُ. يقال: سارَ بهم سِيرَةً حَسَنَةً. والسيرَةُ أيضا: الميرة. والاستيار: الامتيار. قال الراجز: أشكو إلى الله العزيز الغفار * ثم إليك اليوم بعد المستار - ويقال: المستار في هذا البيت مفتعل من السير. والتسيار: تَفْعالٌ من السَيْرِ. وسايَرَهُ، أي جاراه فتَسايَرا. وبينهما مَسِيرَةُ يوم. وسَيَّرَهُ من بلده، أي أخرجَهُ وأَجْلاهُ. وسَيَّرْتُ الجُلَّ عن ظَهر الدابة: نزعته عنه. والمُسَيَّرُ من الثياب: الذي فيه خطوط كالسُيور. والسيارة: القافلة. وقولهم: " أصح من عير أبى سيارة "، هو أبو سيارة العدواني، كان يدفع بالناس من جمع أربعين سنة على حماره. قال الراجز: خلو الطريق عن أبى سياره * وعن مواليه بنى فزاره * حتى يجيز سالما حماره * مستقبل القبلة يدعو جاره:

(2/691)


والسيراء، بكسر السين وفتح الياء: برد فيه خُطوط صفرٌ. قال النابغة: صَفْراءُ كالسِيَراءِ أُكمِلُ خَلْقُها * كالغُصْنِ في غُلْوائِهِ المُتَأَوِّدِ - والسَيْرُ: ما يُقَدُّ من الجلد. والجمع السيور. وقول الشاعر: وسائلة بثعلبة بن سير * وقد علقت بثعلبة العلوق - أراد ثعلبة بن سيار، فلم يمكنه لاجل الوزن فقال " سير ". وسائر الناس جميعهم. وسار الشئ: لغة في سائِرِهِ. قال أبو ذؤيب يصف ظَبيةً: فَسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاها فلونه * كلون النؤور وهى أدماء سارها - أي سائرها. ومن أمثالهم في اليأس من الحاجة قولهم: " أَسائِرٌ اليومَ وقد زال الظُهر "، أي أتطمع فيما بَعُدَ وقد تبيَّنَ لك اليأس، لان مكان حاجته اليوم بَأَسْرِه وقد زال الظُهر وجبَ أن ييأس منه، كما ييأس بغروب الشمس.

(2/692)


فصل الشين
[شبر] الشِبْرُ: واحد الأشبارِ. ورجلٌ قصير الشِبْرِ، أي متقارب الخَلْقِ. والشبر بالفتح: مصدر شبرت الثوب أَشْبِرُهُ وأَشْبُرُهُ، وهو من الشِبْرِ. كما تقول: بُعْتُهُ من الباع. وأعطيت المرأة شَبْرَها، أي حَقَّ النكاح. وجاء النهى عن شبر الفحل، وهو كراء الضراب. ابن السكيت: شبرت فلانا مالاً أو سيفاً، إذا أعطيته. ومصدره الشبر، إلا أن العجاج حركه فقال:
الحمد الله الذى أعطى الشبر (1) * كأنه قال: الذى أعطى العطية. ويروى: " الحبر ". وقال عدى بن زيد:
لم أخنه والذى أعطى الشبر (2) * وأشبرته لغة في شَبَرْتُهُ، إذا أعطيته. قال أوسٌ يصف سيفا (3) :
_________
(1) وبعده:
موالى الحق إن المولى شكر
(2) صدره:
إذا أتانى نبأ من منعمر
(3) وقبله: وبيضاء زغف نثلة سلمية * لها رفرف فوق الانامل مرسل - وبيضاء يعنى درعا لم يعلها صدأ الحديد. ويقال للدرع نثلة وزغف اسم لها، وسلمية منسوبة إلى سليمان عليه السلام. لها رفرف، يريد أنها تفضل على لابسها حتى تقع على أنامله. والهالكي: الحداد.

(2/692)


وأشبرنيه الهالكى كأنه * غدير جرت في متنه ا 0 لريح سلسل - ويروى: " أشبرنيها " فتكون الهاء للدرع. وتشابر الفريقان، إذا تقاربا في الحرب، كأنه صار بينهما شِبْرٌ، أو مَدَّ كلُّ واحد منهما إلى صاحبه الشبر. والشَبُّورُ على وزن التنور: البوق. ويقال هو معرب.
[شتر] الشَتَرُ: انقلابٌ في جفن العين. يقال: رجلٌ أَشْتَرُ بيِّن الشَتَرِ. وقد شَتِرَ الرجل وشُتِرَ أيضا، مثل أفن وأفن. والاشتران: مالك وابنه. وشترته أنا، مثل ثرم وثَرَمْتُهُ أنا وأَشْتَرْتُهُ أيضاً. وانْشَتَرَتْ عينُه. وشَتَّرْتُ بفلان تَشْتيراً: إذا تنقصته وعبته. وشنتر ثوبه: مزقه. وقولهم: لأَضُمَّنَّكَ ضمَّ الشَناتِرِ، وهي الأصابع، ويقال القِرَطة، لغة يمانية، الواحدة شنترة. وذو شناتر: ملك من ملوك اليمن، ويقال معناه ذو القرطة.
[شجر] الشَجَرُ والشَجَرَةُ: ما كان على ساقٍ من نبات الأرض.

(2/693)


وأرضٌ شَجيرَةٌ وشَجْراءُ، أي كثيرة الأَشْجارِ. ووادٍ شَجيرٌ، ولا يقال وادٍ أَشْجَرُ. وواحد الشَجْراءِ شَجَرَةٌ. ولم يأت من الجمع على هذا المثال إلا أحرف يسيرة: شجرة وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفة وطرفاء، وحلفة وحلفاء. وكان الاصمعي يقول في واحد الحلفاء: حلفة بكسر اللام، مخالفة لاخواتها. وقال سيبويه: الشَجْراءُ واحدٌ وجمعٌ، وكذلك القَصْباءُ والطَرْفاءُ والحَلْفاءُ. والمَشْجَرَةُ: موضعُ الأَشْجارِ. وأرضٌ مَشْجَرَةٌ. وهذه الأَرْضُ أَشْجَرُ من هذه، أي أكثر شَجَراً. والمِشْجَرُ بكسر الميم: المِشْجَبُ. قال الأصمعيّ: المَشاجِرُ: عيدان الهودجِ. وقال أبو عمرو: مراكبُ دون الهودج مكشوفة الرؤوس. قال: ويقال لها الشُجُر أيضاً، الواحد شِجارٌ. قال: والشِجارُ أيضاً الخشبة التي تُوضَع خلف الباب، ويقال لها بالفارسية " مَتَرْسْ ". وكذلك الخشبة التي يُضَبَّبُ بها السريرُ من تَحْتُ. والشِجارُ أيضاً: خشب البئر. قال الراجز:
لتروين أو ليبيدن (1) الشجر
_________
(1) في اللسان: " أو لتبيدن ".
(88 صحاح - 2)

(2/693)


والشِجارُ: سمةٌ من سماتِ الإبلِ. أبو عمرو: الشَجيرُ: الغريبُ من الناس والإبل. وربَّما سمَّوا القِدْحَ شَجيراً، إذا ألقَوه في القِداحِ التي ليست من شجرها. والشَجْرُ بالفتح: ما بين اللَحْيَيْنِ. والشَجْرُ: الصَرْفُ. يقال: ما شَجَرك عنه، أي ما صَرَفك. وقد شَجَرَتْني عنه الشَواجِرُ. وشَجَرَهُ بالرمح، أي طعَنَه وشَجَرَ بيتَه، أي عَمَدَهُ بعمودٍ. وشِجَرَ بين القوم، إذا اختلف الامر بينهم. وشجرت الشئ: طرحته على المِشْجَرِ، وهو المِشْجَبُ. واشْتَجَرَ القومُ وتَشاجَروا، أي تنازعوا. والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ. وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا. واشْتَجَرَ الرجُل، إذا وضع يده تحت شَجْرِهِ على حَنَكِهِ. قال أبو ذؤيب: نامَ الخَلِيّ وبِتُّ الليل مشتجرا * كأن عينى فيها الصابُ مَذْبوحُ (1) - ابن السكيت: يقال شاجر المال، إذا رعى
_________
(1) مذبوح: مشقوق.

(2/694)


العشب والبقل فلم يبق منهما شئ، فصار إلى الشجر يرعاه. قال الراجز (1) : تعرف في أوجهها البشائر * آسان كل آفق مشاجر - وديباج مشجر: نقشه على هيئة الشجر.
[شحر] يقال: شحر عمان وشحر عمان، وهو ساحل البحرين عمان وعدن.
[شخر] الشَخيرُ: رفعُ الصوتِ بالنَخْرِ. يقال: شَخَرَ الحمارُ يَشْخِرُ بالكسر شخيرا. ومطرف بن عبد الله بن الشَخِّير، مثال الفسيق، لانه ليس في كلام العرب فعيل ولا فعيل (2) .
[شذر] الشَذْرُ من الذَهَبِ: ما يُلْقَطُ من المعدن من غير إذابةِ الحجارةِ، والقطعةُ منه شَذْرَةٌ. وقال: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره * شذرة واد ورأيت الزهره * والشذر أيضا: صغار اللؤلؤ.
_________
(1) يصف إبلا. والرجز لدكين.
(2) أي بفتح الفاء أو ضمها مع تشديد العين مكسورة فيهما.

(2/694)


وتفرقوا شذَرَ مَذَرَ، وشِذَرَ مِذَرَ (1) ، إذا ذهَبوا في كلّ وجه. والتَشَذُّرُ: الاسْتِثْفارُ بالثوب أو بالذَنَب. يقال: تَشَذَّرَ فلان، إذا تهيَّأ للقتال. وتَشَذَّرَ القومُ في الحرب: تطاولوا. وتَشَذَّرَ فرسَه، إذا ركبه من ورائه. والتشذر: الوعيد. ومنه قول سليمان بن صرد: " بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول تشذر لى به (2) ، من شتم وإيعاد، فسرت إليه جوادا ". وقال أبو عبيد: لست أشك فيها بالذال. قال: وبعضهم يقول: تشزر، بالزاى. والشوذر: الملحفة، وهو معرب، وأصله بالفارسية " چاذر ". وقال الراجز:
متضرج (3) عن جانبيه الشوذر
[شرر] الشَرُّ: نقيض الخير. يقال: شررت يارجل وشررت، لغتان، شرا وشرارا وشرارة. وفلان شر الناسِ، ولا يقال أَشَرُّ الناسِ إلا في لغة رديئة. ومنه قول امرأة من العرب: " أعيذك بالله من نفس حرى، وعين شرى " أي خبيثة، من الشر، أخرجته على فعلى، مثل أصغر وصغرى.
_________
(1) الاولان يفتحان، والاخيران يكسر أوائلهما.
(2) في اللسان: " تشذر لى فيه بشتم ".
(3) في اللسان: " منضرج ".

(2/695)


وقوم أشرارٌ وأَشِرَّاءُ. وقال يونس: واحِد الاشرار رجل شر، مثل زند وأزناد. وقال الاخفش: واحدها شريرٌ، وهو الرجل ذو الشر، مثل يتيم وأيتام. ورجل شرير، مثال فسيق، أي كثير الشَرِّ. وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطُه. والشِرَّةُ أيضاً: مصدر الشَرِّ. والشَرارَةُ: واحدة الشَرارِ، وهو ما يتطاير من النار، وكذلك الشَرَرُ، الواحدةُ شَرَرَةٌ. والشَرَّانُ: شَبْيهٌ بالبعوض يَغْشى وجه الإنسان ولا يَعضُّ، وربَّما سَمَّوهُ الأذى. والشُرُّ بالضم: العيبُ. يقال: ما قلت ذلك لِشُرِّكَ، وإنما قلته لغير شُرِّكَ، أي لغير عيبك. والمُشارَّةُ: المخاصمةُ. وشَرَرْتُ الثوبَ: بسطْته في الشمس، وكذلك التشرير. وشررت الاقط أشره، إذا جعلتَه على خَصَفَةٍ ليجفَّ. وكذلك شَرَرْتُ المِلْحَ واللحمَ وغيرَه. والإِشْرارَةُ: ما يُبْسَطُ عليه الأَقِطُ وغيره، والجمع الاشارير. ويقال: الاشارير قطع قديد. قال الشاعر (1) :
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى.

(2/695)


لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها - وأشررت الرجلَ: نسبْته إلى الشَرِّ. وبعضهم ينكره. قال الشاعر طَرَفة: فَما زالَ شُرْبي الرَاحَ حَتَّى أَشَرَّني * صديقي وحَتَّى ساَءني بَعْضُ ذَلِكَ (1) - وأشررت الشئ: أظهرته. وقال في يوم صفين (2) : فما بَرِحوا حتَّى رأى الله صَبْرَهُمْ * وحتَّى أُشِرَّتْ بالاكف المصاحف - والاصمعى يروى قول امرى القيس:............ ومعشرا * على حراسا لو يشرون مقتلي (3) - على هذا، وهو بالسين أجود. وشرشرة الشئ: تشقيقه وتقطيعه. قال أبو زُبيد يصف الأسد: يَظَلُّ مُغِبّاً عنده من فَرائِسٍ * رُفاتُ عظامٍ أو غَريضٌ مُشَرْشَرُ - وشواء شرشر: يتقاطر دسمه، مثل شلشل (4) .
_________
(1) بكسر الكاف.
(2) هو كعب بن جعيل، وقيل الحصين بن الحمام المرى.
(3) صدره:
تجاوزت احراسا إليها ومعشرا
(4) في اللسان: " سلسل ".

(2/696)


والشراشر: الأثقالُ، الواحدة شُرْشُرَةٌ. يقال: ألقى عليه شَراشِرَهُ، أي نَفسه، حرصاً ومحبّة. قال الكميت: وتلْقى عليه عند كلِّ عَظِيمَةٍ (1) * شَراشِرُ من حَيَّيْ نِزارٍ وأَلْبُبُ (2) - وقال آخر: وكَائَنْ تَرى من رَشْدَةٍ في كَريهَةٍ * ومن غَيَّةٍ تُلْقى عليها (3) الشَراشِرُ - وشَراشِرُ الذَنَبِ: ذَباذِبُهُ. والشَرْشَرُ: نبت يقال له الشِرْشِرُ بالكسر. وقيل للاسدية: ما شجرة أبيك؟ قالت: الشرشر. ووطب جشر، وغلام أشر.
[شزر] نظر إليه شَزْراً، وهو نظر الغَضْبان بمؤْخِر العين. وفي لحظِهِ شَزَرٌ، بالتحريك. وتَشازَرَ القومُ، أي نَظَر بعضهم إلى بعض شَزْراً. والشَزْرُ من الفَتْلِ: ما كان إلى فوقُ، خلافَ دَوْر المِغزل. يقال: حبلٌ مَشْرورٌ، وغدائرُ مستشزرات.
_________
(1) في اللسان: " وتلقى عليه كل يوم كريهة ".
(2) الالبب: عروق متصلة بالقلب.
(3) في المطبوعة الاولى: " تقلى عليه " صوابه من اللسان.

(2/696)


والشزر: ما طعنت عن يمينك وشمالك. وطحنْتُ بالرحى شَزْراً، إذا أدرْتَ يدَك عن يمينك. وشيزر: بلد.
[شصر] الشَصْرُ: الخِياطة المتباعدة والتَزْنيدُ. تقول: شَصَرْتُ عينَ البازي أَشْصُرُ شَصْراً، إذا خِطْتَها. والشِصارُ: أَخِلَّةُ التزنيد، حكاه ابن دريد. والشصر بالتحريك: ولد الظبية، وكذلك الشاصر. قال أبو عبيد: وقال غير واحد من الاعراب: هو طلا، ثم خشف، فإذا طلع قرناه فهو شادن، فإذا قوى وتحرك فهو شصر والانثى شصرة، ثم جذع، ثم ثنى. ولا يزال ثنيا حتى يموت لا يزيد عليه.
[شطر] شطر الشئ: نصفه. وفى المثل: " احلبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". وجمعه أَشْطُرٌ. وقولهم: فلانٌ حَلبَ الدهر أَشْطَرَهُ، أي ضُروبَه، مرَّ به خيرٌ وشرٌّ. وأصله من أخلاف الناقة، ولها خِلْفانِ: قادِمان وآخران. وكل خلفين شطر.

(2/697)


وتقول: شَطَرْتُ ناقتي وشاتي أَشْطُرُها شَطْراً، إذا حلبْت شَطْراً وتركْت شَطْراً. وشاطَرْتُ طَلِيِّي، أي احتلبْت شَطْراً أو صَرَرْتُهُ وتركْت له الشَطْرَ الآخر. وشاطَرْتُ فلاناً مالي، إذا ناصفته. وشَطَّرْتُ ناقتي تَشْطيراً: إذا صررْتَ خِلْفين من أخلافها. وشاةٌ شطور: أحد طبيبها أطول من الآخر وكذلك إذا يبس أحد خِلْفيها، فهي شَطورٌ. وهي من الإبل التي يبس خِلْفان من أخلافها، لأنَّ لها أربعةَ أخلاف. ويقال: وَلَدُ فلانٍ شِطْرَةٌ، بالكسر، أي نِصْفٌ ذكورٌ ونصفٌ إناثٌ. وقصدْتُ شَطْرَهُ، أي نحوه. قال الشاعر (1) : أَقولُ لأمِّ زِنْباعٍ أَقيمي * صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني تَميم - ومنه قوله تعالى:
(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِِ) *. وشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطُرُ شُطوراً، وهو الذي كأنَّه ينظر إليك وإلى آخر. والشاطِرُ: الذي أعيا أهله خُبْثاً. وقد شطر وشطر أيضا بالضم، شطارة فيهما.
_________
(1) أبوزنباع الجذامي.

(2/697)


وقَدَحٌ شَطْرانُ، أي نَصْفانُ (1) قال الأصمعيُّ: الشَطيرُ: البعيد. يقال: بلد شَطيرٌ. وشَطَرَ عنِّي فلانٌ، أي نأى عنى. ونوى شطر بالضم، أي بعيدة. وقال امرؤ القيس:
أَشاقَكَ بَيْنُ الخَليطِ الشُطُرْ (2) * والشَطيرُ أيضاً: الغريبُ. قال الشاعر:
لا تتركَنِّي (3) فيهمُ شَطيراً * وقال آخر (4) : إذا كُنْتَ في سِعْدٍ وأُمُّكَ منهمُ * شَطيراً فلا يَغْرُرْكَ خالُكَ من سَعْدِ - فإنَّ ابنَ أُختِ القومِ يُصْغي إناؤُهُ (5) * إذا لم يُزاحِمْ خاله بأب جلد -
[شنظر] رجلٌ شِنْظيرٌ وشِنْظيرَةٌ، أي سيئ الخلق. قالت امرأة من العرب: شنظيرة زوجنيه أهلى * من حمقه يحسب رأسي رجلى * كأنه لم ير أنثى قبلى
_________
(1) نصفان: بلغ الماء نصفه.
(2) بعده:
وفيمن أقام من الحى هر
(3) في اللسان: " لا تدعني "، وبعده:
إنى إذا أهلك أو أطيرا
(4) غان بن وعلة.
(5) في اللسان: " مصغى إناؤه ".

(2/698)


وربما قالوا: شنذيرة بالذال المعجمة، لقربها من الظاء، لغة أو لثغة.
[شعر] الشَعَر (1) للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ. ويقال: رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشعر: كثير شعر الجسد. وقوم شعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشعر بركا. والاشعر: ما أحاط بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها. والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى. والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ. والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر الميم لغة.
_________
(1) الشعر، بالفتح وبالتحريك.

(2/698)


والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس: والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان - والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشعر أمير المؤمنين ". وأشعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد. وشعرت بالشئ بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له. ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شعرة، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشعر: واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ جمعه الشعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي صاحب شعر. وسمى شاعرا لفطنته.

(2/699)


وما كان شاعرا ولقد شَعرَ بالضم، وهو يَشْعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره. وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْعَرَ الجنينُ وتشعر، أي نبت شعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشعرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ. والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة. وداهية شعراء، وداهية وبراء.

(2/699)


ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وبر. والشعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو عبيد. وبالموصل جبل يقال له شعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة شجره. والاشعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتقول العرب: جاءتك الاشعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير: صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويعر: لقب محمد بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما (1) -
[شغر] شَغَرَ الكلب يَشْغَرُ، إذا رفع إحدى رجلَيْه ليبول. وشَغَرَ البَلدُ، أي خلا من الناس. يقال:
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " جريما " تحريف. وحريم بالحاء المهملة، وهو جد الشويعر.

(2/700)


بلدة شاغرة برجلها، وذلك إذا لم تمتنع من غارةِ أحَد. وأَشْغَرَ المنهلُ، إذا صار في ناحيةً من المَحَجَّةِ. واشْتَغَرَ العدد، إذا كَثُرَ واتِّسع. قال أبو النجم: وعَدَدٍ بَخٍّ إذا عد اشتغر * كعدد الترب تدانى وانتشرْ - واشْتَغَرَ على فلان حِسابُه، إذا لم يهتد له. واشتغرفى الفلاة، إذا أبعد فيها. وتَشَغَّرَ البعيرُ، إذا لم يدَعْ جهدا في سيره، عن أبى عبيد. وشغرت بنى فلان من موضع كذا، أي أخرجْتُهم. وأنشد الشَيباني: ونحن شَغَرْنا ابْنَيْ نِزارٍ كِلَيْهِما * وكَلْباً بِوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقارِبِ - والشِغارُ بكسر الشين: نِكاح كان في الجاهلية، وهو أن يقول الرجل لآخر: زَوِّجْني ابنتك أو أختك عى أن أزوِّجك أختي أو ابنتي، على أنَّ صداق كلِّ واحدة منهما بُضْعُ الأخرى. كأنَّهما رفعا المهر وأخليا البُضْعَ عنه. وفي الحديث: " لا شِغارَ في الإسلام ". وتفرَّقوا شَغَرَ بَغَرَ: أي في كلِّ وجه. وهما اسمانِ جُعِلا واحداً، وبنيا على الفتح.

(2/700)


[شفر] الشَفْرَةُ بالفتح: السكِّين العظيم. وفي المثل: " أصغرُ القومِ شَفْرَتُهُمْ "، أي خادمهم. وشَفْرَةُ الإٍسكاف: إزميله الذي يَقطَع به. وشَفْرَةُ السَيف: حدُّه. ويقال أيضاً: ما بالدار شفر، أي أحد، عن الكسائي. والشفر بالضم: واحد أَشْفارِ العين، وهي حروف الأجفان التي ينبُت عليها الشعر، وهو الهدب. وحرف كل شئ: شُفْرُهُ وشَفيرُهُ، كالوادي ونحوه. وشُفْرُ الرَحِمِ وشافِرُها: حروفها. ويربوعٌ شُفارِيٌّ: على أذنيه شَعْرٌ. والمِشْفَرُ من البعير كالجحلفة من الفرس. ومشافر الحبشيِّ، مستعارٌ منه. وفي المثل: " أراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ "، أي أغناك الظاهرُ عن سؤال الباطن. وأصله في البعير. والشنفرى: اسم شاعر من الازد، وهو فنعلى. وفيه المثل: أعدى من الشنفرى ". وكان من العدائين.

(2/701)


[شفتر] الاشفترار: التفرق. قال ابن أحمر يصف قطاة وفرخها: فأزغلت في حلقه زغلة * لم تخطئ الجيد ولم تشفتر - ويروى: " لم تظلم الجيد ".
[شقر] الشُقْرَةُ: لون الأَشْقَرِ، وهي في الإنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُهُ مائلة إلى البياض. وفي الخيل حمرةٌ صافية يحمرُّ معها العُرْفُ والذَنَبُ. فإن اسودَّا فهو الكُمَيْتُ. وبعيرٌ أَشْقَرُ، أي شديد الحمرة. والشقراء: اسم فرس رمحت ابنها فقتلته. قال بشر بن أبي خازم الاسدي يهجو عتبة ابن جعفر بن كلاب، وكان عتبة قد أجار رجلا من بنى أسد فقتله رجل من بنى كلاب فلم يمنعه: فأصبحت (1) كالشقراء لم يعد شرها * سنابك رجليها وعرضك أوفر -
_________
(1) في المخطوطة واللسان: " فأصبح ". قال البكري في السمط ص 852 إنما هو " فتصبح "، لا فأصبحت. وقبله: فمن يك من جار ابن ضباء ساخرا * فقد كان من جار ابن ضباء مسخر - أجار فلم يمنع من القوم جاره * ولا هو إن خاف الضياع مغير - وروى الانباري: " فيصبح " أي ذلك الجار.
(89 - صحاح - 2)

(2/701)


والشَقِرُ بكسر القاف: شقائق النعمان، الواحدة شَقِرَةٌ. قال طرفة: وتَساقى القَوْمُ كَأْساً مُرَّةً * وعلى الخيلِ دِماءٌ كالشَقِرْ (1) - ويروى: " وعَلا الخَيْلَ ". وشقرة أيضا: قبيلة من بنى ضبة، فإذا نسبت إليهم فتحت القاف، قلت: شقرى. والاشاقر: حى من اليمن. والمشقر بفتح القاف مشددة: حصن بالبحرين قديم. قال لبيد يصف بنات الدهر: وأنزلن بالرومي (2) من رأس حصنه * وأنزلن بالاسباب رب المشقر - والشُقورُ: الحاجةُ. يقال: أخبرته بشُقوري، كما يقال: أفضيت إليه بعُجَري وبجرى. وكان الاصمعي يقول بفتح الشين. وقال أبو عبيد: الاول أصح، لان الشقور بالضم بمعنى الامور اللاصقة بالقلب المهمة له، الواحد شقر. والشقور بالفتح، بمعنى النعت. وأنشد للعجاج: جارى لا تستنكرى عذيري
_________
(1) ويروى: وتساقى القوم سما ناقعا * وعلا الخيل دماء كالشقر -
(2) في اللسان: " بالدومى " بالدال المهملة وهو الصواب، يعنى أكيدر صاحب دومة الجندل، وذكر هذا البيت في مادة (دوم) منه، وهناك: " وأعصفن بالدومى ".

(2/702)


سيرى وإشفاقى على بعيرى * وكثرة الحديث عن شقورى * مع الجلاء ولائح القتير * والشقارى بالضم وتشديد القاف: نبت.
[شكر] الشُكْرُ: الثناء على المحسِن بما أولا كه من المعروف. يقال: شَكَرْتُهُ وشَكَرْتُ له، وباللام أفصح. وقوله تعالى:
(لا نُريدُ منكُمْ جَزاء ولا شُكوراً) *، يحتمل أن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعوداً، ويحتمل أن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرودٍ، وكُفْرٍ وكُفورٍ. والشُكْرانُ: خلاف الكفران. وتشكرت له: مثل شَكَرْتُ له. والشَكورُ من الدوابّ: ما يكفيه العلَفُ القليل. وشَكْرُ المرأة فَرْجُهَا. قال الهذَليّ: صَناعٌ بإِشْفاها حَصانٌ بِشَكْرِها * جَوادٌ بقوتِ البطنِ والعِرْقُ زاخِرُ (1) - واشْتَكَرَتِ السماءُ: اشتد وقعها. قال امرؤ القيس يصف مطرا:
_________
(1) الصناع: الحاذقة بالعمل. يريد أنها جيدة الخرز. والحصان: العفيفة ومع ذلك تجود بقوتها وهى سخية والعرق. زاخر، أي نسبها كريم. والزاخر: المرتفع. زخر الماء: ارتفع. وفى اللسان: " والعرض وافر ".

(2/702)


تظهر (1) الود إذا ما أَشْجَذَتْ * وتُواريهِ (2) إذا ما تَشْتَكِرْ - ويروى: " تعتكر ". واشتكر الضرع: املا لبناً. تقول منه: شَكِرَتِ الناقةُ بالكسر تَشْكَرُ شَكَراً، فهي شَكِرَةٌ. قال الحطيئة: إذا لم تكن إلا الا ما ليس أصبحت * لها حلق ضَرَّاتُها شَكِراتُ - وأَشْكَرَ القومُ، أي يحلبون شكرة. وهذا زمن الشكرة، إذا حفَلتْ من الربيع. وهي إبلٌ شَكارى، وغنمٌ شَكارى. وضَرَّةٌ شَكْرى، إذا كانت ملأى من اللبن وشَكِرَتِ الشجرة أيضاً تَشْكَرُ شَكَراً، أي خرج منها الشِكيرُ، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصلها. قال الشاعر (3) : ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً * شَكِيرُ جحافله قد كتن (4) - والشيكران (5) : ضرب من النبت.
_________
(1) في اللسان: " تخرج ".
(2) في اللسان: " وتواليه ".
(3) هو ابن مقبل.
(4) مستوزيا بالزاى لا بالذال: أي منتصبا ومرتفعا. والشكير: الشعر الضعيف هاهنا. وكتن، أي لزق به أثر خضرة العشب.
(5) قال في القاموس: أو الصواب بالسين، ووهم الجوهرى. أو الصواب الشوكران.

(2/703)


[شمر] الشَمْرُ: الاختيال في المشي. يقال: مَرَّ فلان يَشْمِرُ شَمْراً. وشَمَّرَ إزاره تَشْميراً: رفَعَه. يقال: شَمَّرَ عن ساقه. وشَمَّرَ في أمره، أي خَفَّ. ورجلٌ شَمَّرِيٌّ، كأنه منسوب إليه، وقد تسكر منه الشين وينشد:
قد شمرت عن ساق شمرى (1) * والشمرية (2) : الناقة السريعة. وانْشَمَرَ للأمر، أي تهيَّأ له. وتَشَمَّرَ مثلُه. وانْشَمَرَ الفرسُ: أسرعَ. قال الأصمعي: التَشْميرُ: الإِرسال، من قولهم شَمَّرْتُ السفينةَ: أرسلْتها. وشَمَّرْتُ السهم: أرسلته. قال الشماخ يذكر أمراً نزلَ به: أَرِقْتُ له في القومِ والصبحُ ساطعٌ * كما سطعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغالي - وناقةٌ شمير، مثال فسيق، أي سريعة. وشاة شامر، إذ انضم ضرعها إلى بطنها. وشر شمر، أي شديد.
_________
(1) رجل شمرى، وشمرى، وشمرى، وشمرى، ومشمر: ماض في الامور مجرب.
(2) الشمرية، والشمرية، والشمرية، والشمرية.

(2/703)


[شمخر] المُشَمْخِرُ: الجبل العالي. قال الهذَلي (1) : تاللهِ يَبْقى على الأيام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآس - أي لا يبقى.
[شمذر] أبو عبيد: الشَمَيْذَرُ: البعير السريع. قال: والناقة شميذرة.
[شنر] الشَنارُ: العيب والعار. قال القُطاميُّ يمدح الأمراء: ونحن رعِيَّةٌ وهُم رعاة * ولولا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشنار -
[شور] أَشارَ إليه باليد: أومأ. وأَشارَ عليه بالرأي. وشُرْتُ العسلَ واشترتها، أي اجتنيتها. وأشرت لغة. وأنشد أبو عمرو (2) : وسَماعٍ يَأْذَنُ الشَيْخَ له * وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مشار (3) -
_________
(1) مالك بن خويلد الخزاعى.
(2) لعدى بن زيد
(3) قبله: وملاه قد تلهيت بها * وقصرت اليوم في بيت غدارى - وقبله: هل تبلغني أدنى دارهم قلص * يزجى أوائلها التبغيل والرتك -

(2/704)


وأنكرها الاصمعي. وكان يروى هذا البيت مثل " ماذِيِّ مَشارِ ". بالإضافة وفتح الميم. قال: والمَشارُ: الخلية يشتار منها. والمشاور: المخابض، الواحد مِشْوَرٌ، وهو عودٌ يكون مع مُشْتارِ العسل. ابن السكيت: الشَُِوارُ: متاع البيت ومتاع الرَحْلِ بالحاء. قال: والشَوارُ فَرْجُ المرأة والرجل. قال: ومنه قيل شَوَّرَ به، أي كأنه أبدى عورته. ويقال: أبدى الله شَوارَهُ، أي عورته. والشَوارُ والشارَةُ: اللِباس والهيئة. قال زهير: مُقْوَرَّةٌ تتبارى لا شَوارَ لها * إلا القُطوعُ على الا جواز والورك (1) - والمشارة: الدبرة التى في المزرعة. وشُرْتُ الدابة شَوْراً: عرضتها على البيع، أقبلْتُ بها وأدبرْت. والمكان الذي تعرض فيه الدواب: مِشْوارٌ. يقال: " إياك والخُطَبَ فإنها: مشوار كثير العثار ". والقعقاع بن شور: رجل من بنى عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
_________
(1) مقورة: أي ضامرة، يعنى القلص. تتبارى: يعارض بعضها بعضا في السير. والشوار: المتاع. والقطوع: الطنافس التى يوطأ بها الرحل. والورك: جمع وراك، وهو نطع، أو ثوب يشد على مورك الرحل ثم يثنى فيدخل فضله تحت الرحل، ليستريح بذلك الراكب.

(2/704)


واشتارت الإبل. إذا سمنتْ بعض السِمَن. يقال: جاءت الإبل شِياراً، أي سماناً حِساناً. وقد شارَ الفرسُ، أي سَمِنَ وحَسُنَ. وفرسٌ شَيِّرٌ، وخيل شيار، مثل جيد وجياد. قال عمرو بن معدى كرب: أعباس لو كانت شيارا جيادنا * بتثليث ما ناصبت بعدى الاحامسا - وكانت العرب تسمى يوم السبت: شيارا. والمشعورة: الشورى. وكذلك المَشُورَةُ بضم الشين. تقول منه: شاورْتُهُ في الأمر واسْتَشَرْتُهُ، بمعنىً. أبو عمرو: المُسْتَشيرُ: السمين. وقد اسْتَشارَ البعيرُ مثل اشْتارَ، أي سمن. وأما قول الراجز: أفز عنها كل مستشير * وكل بكر داعر مئشير - فإن الاموى يقول: المستشير الفحل الذى يعرف الحائل من غيرها. وشورت الرجل فتشور، أي أخجلته فخجل. وشورإليه بيده، أي أشار. عن ابن السكيت. ورجل حسن الصورة والشُورةِ، وإنه لصَيِّرٌ شَيِّرٌ، أي حسن الصورة والشارَةِ، وهي الهيئة، عن الفراء.

(2/705)


وفلان خير شير، أي يصلح للمشاورة.
[شهر] الشَهْرُ: واحد الشُهورِ. وقد أَشْهَرْنا، أي أتى علينا شَهْرٌ. قال الشاعر: ما زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُفّارُ أَنْظُرُهُمْ * مثلَ انتظارِ المُضَحِّي راعِيَ الغَنَمِ - ابن السكيت: أَشْهَرْنا في هذا المكان: أقمنا فيه شهراً. وقال ثعلب: أَشْهَرْنا: دخلنا في الشَهْرِ. والمُشاهَرَةُ من الشهْر، كالمُعاومَة من العام. والشُهْرَةُ: وضوح الأمر. تقول منه. شَهَرْتُ الأمر أَشْهَرُهُ شَهْراً وشُهْرَةً، فاشْتَهَرَ أي وضح. وكذلك شَهَّرْتُهُ تَشْهيراً. ولفلان فضيلةٌ اشْتَهَرَها الناسُ. وشَهَرَ سفيه يشهره شهرا، أي سله.
[شهبر] الشَهْبَرَةُ مثل الشَهْرَبَةُ، وهي العجوز الكبيرة. قال الراجز: رب عجوز من نمير شهبره * علمتها الانقاض (1) بعد القرقره -.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " الانفاض " بالفاء، تحريف وفى اللسان: الانقاض بالقاف. وكذلك ذكره الجوهرى في مادة (ن ق ض) ونسب الشعر لشظاظ، وهو لص من بنى ضبة، وقال: الانقاض والكتيت: أصوات صغار الابل. والقرقرة والهدير: أصوات مسان الابل.

(2/705)


والجمع الشهابر. وقال:
جمعت منهم عشبا شهابرا
[شهدر] رجل شِهْدارَةٌ، أي فاحشٌ، بالدال والذال جميعا.
فصل الصاد
[صبر] الصَبْرُ: حَبس النفس عن الجزع. وقد صَبَر فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً. وصَبَرْتُهُ أنا: حبسْته. قال الله تعالى:
(واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدْعونَ رَبَّهُمْ) *. قال عنترة يذكر حرباً كان فيها: فصَبَرْتُ عارِفَةً لذلك حُرَّةً * ترسوا إذا نفس الجبان تطلع - يقول: حبست نفسا صابرة. وفى حديث النبي صلى الله عليه وسلم في رجل أمسك رجلا وقتله آخر، قال: " اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي احبسوا الذى حبسه للموت حتى يموت. وصبرت الرجل، إذا حَلَّفْتَهُ صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال: قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ صَبْراً، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمن حتى يحلف. وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف. والمَصْبورَةُ، هي اليمين.

(2/706)


والمصبورة التى نهى عنها، هي المحبوسة على الموت. وكلُّ ذي روحٍ يُصْبَرُ حيّاً ثم يرمى حتى يقتل فقد قتل صبرا. والتَصَبُّرُ: تكلُّف الصَبْرِ. وتقول: اصْطَبَرْتُ، ولا يقال اطَّبَرْتُ، لأن الصاد لا تدغم في الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء صاداً وقلت: اصَّبَرْتُ. والصَبيرُ: الكفيلُ. تقول منه: صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبارَةً، أي كَفَلْتُ به. تقول منه: اصْبُرْني يا رجلُ، أي أعطني كفيلاً. والصَبيرُ: السحاب الأبيض لا يكاد يُمطر. قال الشاعر (1) : يَروحُ إليهمُ عَكَرٌ تَراغى * كأنَّ دَوِيَّها رَعْدُ الصَبيرِ - وقال الأصمعي: الصَبِيرُ السحاب الأبيض الذي يُصْبَرُ بعضه فوق بعض درجا. وقال يصف جيشا: ككرفئة الغيث ذات الصبير (2)
_________
(1) رشيد بن رميض العنزي.
(2) قال ابن برى: يحتمل أن يكون صدرا لبت عامر بن جوين الطائى من أبيات: وجارية من بنات الملو * ك قعقعت بالخيل خلخالها - ككرفئة الغيث ذات الصب‍ * - بير تأتى السحاب وتأتالها -

(2/706)


والجمع صبر. والصبر، بكسر الباء: هذا الدواء المر. ولا يسكَّن إلا في ضرورة الشعر. قال الراجز:
أمر من صبر ومقر وحظظ (1) * يعقوب عن الفراء: الاصبار: السحائبُ البيضُ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ بالكسر والضم. وأَصْبارُ الإناء: جوانبه. يقال: أخذها بأَصْبارِها، أي تامَّة بجميعها، الواحد صُبْرٌ بالضم. وأدهقْت الكأس إلى أصبارها وأصمارها، أي إلى رأسها. قال الأصمعي: إذا لقي الرجل الشدَّة بكمالها قيل: لقيّها بأَصْبارِها. والصبر أيضا: بطن من غسان. قال الاخطل: تسأله الصبر من غسان إذ حضروا * والحزن كيف قراه الغلمة الجشر (2) - ويروى: " فسائل الصبر من غسان إذ حضروا والحزن " بالفتح، لانه قال بعده: يعرفونك رأس ابن الحباب وقد * أمسى وللسيف في خيشومه أثر - يعنى عمير بن الحباب السلمى، لانه قتل
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده " أمر " أي بالنصب. وقبله:
أرقش ظمآن إذا عصر لفظ
(2) في اللسان: " كيف قراك ". والصبر والحزن: قبيلتان. عن اللسان.

(2/707)


وحمل رأسه إلى قبائل غسان، وكان لا يبالي بهم ويقول: ليسوا بشئ، إنما هم جشر. والصُبْرُ أيضاً: قلْب البُصْر، وهو حرف الشئ وغلظه. والصبر أيضا: الأرض التي فيها حصباء وليست بغليظة. ومنه قيل للحَرَّةِ: " أمُّ صبار " بتشديد الباء. ويقال: وقع القوم في أُمِّ صَبُّورٍ، أي في أمر شديد. وصبارة الشتاء، بتشديد الراء: شدة برده: والصُبْرَةُ: واحدة صُبَرِ الطعام. تقول: اشتريت الشئ صبرة، أي بلا وزنٍ ولا كيلٍ. والصُبارةُ: الحجارةُ. قال الشاعر (1) : مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبارَهْ ويروى: " صَبارة " بالفتح، وهو جمع صَبارٍ بالفتح، والهاء داخلة لجمع الجمع، لأن الصَبارَ (2) جمع صَبْرَةٍ، وهي حجارة شديدة. قال الأعشى: كأن ترنم الهاجات فيها * قبيل الصبح أصوات الصبار -
_________
(1) هو عمرو بن ملقط.
(2) قال في القاموس مادة (صبر) : أما قول الجوهرى: الصبار جمع صبرة وهى الحجارة الشديدة قال الاعشى قبيل الصبح أصوات الصبار، فغلط، والصواب في اللغة والبيت: الصيار بالكسر والياء، وهو صوت الصنج. والبيت ليس للاعشى. ورد عليه شارحه وصحح كلام الجوهرى، ونسبة البيت للاعشى.

(2/707)


الهاجات: الضفادع. شبّه نقيقها بأصوات وقع الحجارة. والصنبور: النخلة تبقى منفردة ويَدِقُّ أسفلُها ويتقشَّر. يقال: صَنْبَرَ أسفلُ النخلة. والصُنْبورُ: الرجل الفردُ لا ولد له ولا أخ. والصُنْبورُ: مَثْعَبُ الحوضِ خاصّةً، حكاه أبو عبيد وأنشد:
ما بين صنبور إلا الازاء * والصنبور: قصبة تكون في الإداوَةِ من حديدٍ أو رصاص يشرب منها. والصنوبر: شجر، ويقال ثمره. وصنابر الشتاء: شدّة بردِه، وكذلك الصِنَّبِرُ بتشديد النون والكسر الباء. قال طرفة: بِجِفانٍ تَعْتَري مَجْلِسَنا * وسَديفٍ حين هاج الصِنَّبِرْ - والصِنَّبْرُ بتسكين الباء: يوم من أيام العجوز، ويحتمل أن يكونا بمعنىً، وإنَّما حركت الباء للضرورة.
[صحر] الصَحْراءُ: البريَّةُ، وهي غير مصروفة وإن لم تكن صفة، وإنما لم تصرف للتأنيث ولزوم حرف التأنيث له. وكذلك القول في بشرى. تقول: صحراء واسعة، ولا تقل صحراءة فتدخل تأنيثا على تأنيث. والجمع الصحارى والصحراوات،

(2/708)


وكذلك جمع كل فعلاء إذا لم تكن مؤنث أفعل، مثل عذراء، وخبراء، وورقاء اسم رجل. وأصل الصَحارى صَحارِيُّ بالتشديد، وقد جاء ذلك في الشعر، لانك إذا جمعت صحراء أدخلت بين الحاء والراء ألفا وكسرت الراء كما يكسر ما بعد ألف الجمع في كل موضع، نحو مساجد وجعافر، فتنقلب الالف الاولى التى بعد الراء ياء للكسرة التى قبلها، وتنقلب الالف الثانية التى للتأنيث أيضا ياء فتدغم، ثم حذفوا الياء الاولى وأبدلوا من الثانية ألفا فقالوا صحارى بفتح الراء لتسلم الالف من الحذف عند التنوين. وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بين الياء المنقبلة من الالف للتأنيث وبين الياء المنقلبة من الالف التى ليست للتأنيث، نحو ألف مرمى إذ قالوا مرامي ومغازى. وبعض العرب لا يحذف الياء الاولى ولكن يحذف الثانية فيقول: الصحارى بكسر الراء، وهذه صحار، كما تقول جوار. وأصحر الرجل، أي خَرجَ إلى الصَحْراء. والصُحْرَةُ بالضم: جَوْبَةٌ تنجاب وسط الحرة، والجمع صحر. قال أبو ذؤيب يصف مزمارا: سبى من يَراعَتِهِ نَفاهُ * أتِيٌّ مَدَّهُ صحر ولوب -

(2/708)


قوله: سبى، أي غريب. واليراعة ههنا: الاجمة. والصحرة لون الأَصْحَرِ، وهو الذي في رأسه شُقْرَةٌ. وحمارٌ أَصْحَرُ: فيه حمرةٌ. وأتانٌ صَحْراءُ. واصْحَارَّ النبتُ اصْحيراراً، أي هاج. ويقال: لقيته صَحْرَةً بَحْرَةً، وهي غير مُجْراةٍ، إذا رأيتَه وليس بينك وبينه ساتِرٌ. والمُصاحِرُ: الذي يقاتل قِرنه في الصحراء ولا يخاتله. والصَحيرَةُ: اللبن الذي يُلْقى فيه الرَضْف حتَّى يَغْلِيَ ثم يصبُّ عليه السمن فيُشْرَب. وربَّما ذُرَّ عليه الدقيق فيتحسى. تقول منه. صحرت اللبن أصحره صحرا. وقال أبو الغوث: هي الصحيرة من الصحر، كالفهيرة من الفهر. وصحار بالضم: قصبة عمان مما يلى الجبل. وتؤام: قصبتها مما يلى الساحل. وصحار: اسم رجل من عبد القيس. وقولهم في المثل: " مالى ذنب إلا ذنب صحر "، وهو اسم امرأة عوقبت على الاحسان، وهى أخت لقمان بن عاد.
[صخر] الصَخرُ: الحجارة العظام، وهي الصخور.

(2/709)


يقال صخر وصخر بالتحريك، عن يعقوب. الواحدة صخرة وصخرة. وصخر بن عمرو بن الشريد: أخو خنساء. والصاخرة إنإء من خزف.
[صدر] الصَدْرُ: واحد الصُدورِ، وهو مذكر. وإنَّما قال الأعشى: ويَشْرَقُ (1) بالقول الذى قد أذعته * كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَناةِ من الدَمِ - فأنَّثَه على المعنى لأنَّ صدر القناة من القناة. وهذا كقولهم: ذهبت بعض أصابعه، لانهم يؤنثون الاسم المضاف إلى المؤنث. وصدر كل شئ: أوله. وصدر السهم: ما جاز من وسطه إلى مستدَقِّه وسمِّي بذلك لأنه المتقدِّم إذا رمى. والصدر: الطائفة من الشئ. والصُدْرَةُ من الإنسان: ما أشرف من أعلى صَدْرِهِ، ومنه الصُدْرَةُ التي تلبس. والمصدورُ: ألذي يشتكي صَدْرَهُ. وطريق صادِرٌ، أي يَصْدُرُ بأهله عن الماء. والصِدارُ، بكسر الصادِ: قميصٌ صغير يلي الجسد، وفي المثل: " كل ذات صِدارٍ خالة "،
_________
(1) في اللسان: " وتشرق ".
(90 - صحاح - 2)

(2/709)


أي من حق الرجل أن يغار على كلِّ امرأة كما يغار على حُرَمه. والصِدارُ: سِمَةٌ على صَدْرِ البعير. والصَدَرُ بالتحريك: الاسم من قولك: صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد. وفي المثل: " تركتُه على مثل ليلة الصَدَرِ "، يعني حين صَدَرَ الناسُ من حَجِّهِمْ. والصَدْرُ بالتسكين المَصْدَرُ. قال الشاعر (1) : وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصبحَ مَوْعِدَها * صَدْرَ المَطِيَّةِ حتَّى تعرف السدفا (2) - قال أبو عبيد: قوله صَدْرَ المطية، مصدر من قولك: صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. وأَصْدَرْتُهُ فصَدَرَ، أي رَجَعْتُهُ فرجع. والموضعُ مَصْدَرٌ، ومنه مَصادِرُ الأفعال. وصادَرَهُ على كذا. وصَدَّرَ الفرسُ، أي برز بصدره وسبق: قال طفيل (3) يصف الفرس: كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ * سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلولُ - ويروى: " صُدِّرْنَ " على ما لم يسمَّ فاعلُه،
_________
(1) هو ابن مقبل.
(2) في اللسان: مادة (رأس) : " بصدرة العنس " وصدرتها: ما أشرف من أعلى صدرها. والسدف: الضوء.
(3) الغنوى.

(2/710)


أي ابتلت صدورهن بالعرق، الاول أجود. والعَرَقُ: الصفُّ من الخيل. وصَدَّرَ كتابه: جعل له صَدْراً. وصَدَّرَهُ في المجلس فَتَصَدَّرَ. والمُصَدَّرُ: الشديد الصَدْرِ. ويقال للأسد: المُصَدَّرُ. والتَصْديرُ: الحزامُ، وهو في صَدْرِ البعير، والحقب عند الثيل.
[صرر] الصَرَّةُ: الضَجَّةُ والصيحةُ. والصَرَّةُ: الجماعةُ. والصَرَّةُ: الشدةُ مِن كرْبٍ وغيره. وقول امرئ القيس: فألحقه (1) بالهاديات ودونه * جواحرها في صرة لم تزيل - يحتمل هذه الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ: شدة حره. والصِرارُ: الأماكن المرتفعة لا يعلوها الماء. وصرار: اسم جبل. وقال جرير: إن الفرزدق لا يزايل (2) لؤمه * حتى يزول عن الطريق صرار -
_________
(1) " فألحقه " هي رواية الخطيب. والهاء يحتمل أن تكون للفرس، وأن تكون للغلام في قوله: يزل الغلام. ومن روى: " فألحقنا " أن هذا الفرس بأوائل الوحش، ويدع متخلفاته ثقة بشدة جريه، وقوة عدوه.
(2) في ديوانه: " لا يزاول ".

(2/710)


والصرة للدراهم. وصررت الصرة: شدَدْتها. ابن السكيت: صَرَّ الفرسُ أذنَيه: ضمَّهما إلى رأسه. قال: فإذا لم يوقِعوا (1) قالوا: أَصَرَّ الفرس بالألف. وحافرٌ مَصْرورٌ، أي ضيِّقٌ مقبوضٌ. وصَرَرْتُ الناقة: شدَدْت عليها الصِرارَ، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْفِ والتَوْدِيَةِ لئلا يرضعَها ولدها. والصر بالسكر: برد يضرب النباتَ والحَرْثَ. ويقال: رجلٌ صَرُورَةٌ، للذي لم يحجَّ. وكذلك رجل صارُورَةٌ: وصَرُورِيٌّ. وحكى الفراء عن بعض العرب قال: رأيت قوماً صَراراً بالفتح، واحدهم صَرارَةٌ. قال يعقوب: والصَرورَةُ في شعر النابغة (2) : الذى لم يأتِ النساءَ، كأنّه أَصَرَّ على تركهن. وفي الحديث: " لا صَرورَةَ في الإسلام ". وامرأةٌ صَرورَةٌ: لم تَحُجَّ. والصَرارِيُّ: الملاَّح، والجمع الصراريون. قال العجاج:
_________
(1) المراد بالايقاع تعدية الفعل.
(2) هو قوله: لو أنَّها عَرَضت لأشمطَ راهبٍ * يخشى الاله صرورة متعبد -

(2/711)


* جذب الصراريين بالكرور (1) * ويقال للملاح أيضا: الصارى، مثل القاضى، نذكره في المعتل. والصارة: الحاجة. يقال: لى قِبَلَ فلان صارَّةٌ. وقولهم: صارَّهُ على الشئ، أي أكرهه. والصارة: العطشُ. يقال: قَصَعَ الحمارُ صَارَّتَهُ، إذا شرِب الماءَ فذهب عطشُه. قال أبو عمرو: وجمعُها صَرائِرُ. وأنشَدَ لذي الرمَّةَ: فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها * وقد نَشَحْنَ فلا رِيٌّ ولا هيمٌ - وعيبَ ذلك على أبي عمروٍ وقيل: إنَّما الصَرَائِرُ جمع صَريرَةٍ، وأما الصارَّةُ فجمعها صَوَارٌّ. وصَرَّارُ الليل: الجُدْجُدُ، وهو أكبر من الجُنْدُبِ، وبعض العرب يسمِّيهِ الصَدى. وصَرَّ القلمُ والبابُ يَصِرُّ صَريراً، أي صَوَّتَ. ويقال: درهمٌ صَِرِّيٌّ، للذي له صوت إذا نُقِدَ. وقولهم في اليمين: هي مني صِرَّى، مثال الشِعْرى، أي عزيمةٌ وجِدٌّ. وهي مشتقّة من أَصْرَرْتُ على الشئ، أي أقمت ودمت. قال أبو سمال الاسدي، وقد ضلت ناقته: ايمنك لئن لم تردها على لا عبدتك! فأصاب ناقته
_________
(1) قبله:
لايا يثانيه عن الحؤور:

(2/711)


وقد تعلق زمامها بعوسجة، فأخذها وقال: علم ربى أنها منى صرى. وحكى يعقوب: أصِرِّي وأصِرَّى، وصِرِّي وصِرَّى. وقد اختُلِف عنه. واصْطَرَّ الحافرُ، أي ضاق. قال الراجز (1) :
ليس بمصطر ولا فرشاح (2) * وصر الجندب صريرا، وصَرْصَرَ الأخطبُ صَرْصَرَةً. كأنَّهم قدَّروا في صوت الجندب المدّ وفي صوت الأخطب الترجيعَ فحكوه على ذلك. وكذلك الصقر والبازى. وأنشد الاصمعي (3) : ذاكم (4) سوادة يجلو مقلتي لحم * باز يصرصر فوق المرقب العالي - وصرصر: اسم نهر بالعراق. وريح صرصر، أي باردة. ويقال أصلها صَرَّرٌ من الصَرِّ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل، كقولهم: كبكبوا، أصله كببوا، وتجفجف الثوب، أصله تجفف. والصَرْصَرانيُّ: واحد الصَرْصَرانِيَّاتِ، وهي الإبل بين البَخاتِيِّ والعِرابِ، ويقال: هي الفوالج.
_________
(1) هو أبو النجم العجلى.
(2) وقبله:
بكل وأب للحصى رضاح
(3) لجرير يرثى ابنه سوادة.
(4) في ديوانه: " لكن ".

(2/712)


والصرصرانى: ضرب من سمك البحر (1) . والصَراصِرَةُ: نَبَطُ الشامِ. والصُرْصورُ، مثل الجُرْجورِ. وهي العظامُ من الابل.
[صعر] الصَعَرُ: الميل في الخَدِّ خاصةً. وقد صَعَّرَ خَدَّه وَصاعَرَهُ، أي أماله من الكبر. ومنه قوله تعالى:
(ولا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للناسِ) *. وقال الشاعر (2) : وكُنَّا إذا الجبار صَعَّرَ خَدَّهُ * أقمنا له من دَرْئِهِ (3) فتَقَوَّما - وفي الحديث: " ليس فيه إلا أَصْعَرُ أو أَبْتَرُ "، أي ليس فيه إلاَّ ذاهبٌ بنفسه أو ذليلٌ. وربَّما كان الإنسانُ والظليم أَصْعَرَ، خِلْقةً. وقول الراجز:
وقد قَرَبْنَ قَرَباً مصعرا (4) * يعنى شديدا. والصمعر: الشديد، والميم زائدة، يقال رجل صمعرى. والصمعرة: الارض الغليظة.
_________
(1) أملس الجسم ضخم.
(2) المتلمس.
(3) يروى: " من خده ".
(4) بعده:
إذا الهدان حار واسبكرا:

(2/712)


وثعلبة بن صعير المازنى (1) . والصيعرية: اعتراض في السَيْرِ، وهو من الصَعَرِ. والصَيْعَرِيَّةُ: سِمَةٌ في عُنق البعير. قال الشاعر (2) : وقد أَتَناسى الهَمَّ عند احْتِضارِهِ * بناجٍ عليه الصَيْعَرِيَّةُ مُكْدَمِ - والصُعْرورُ: قِطعة من الصمغ فيها طولٌ والتواء. وقال أبو عمرو: الصَعاريرُ ما جَمَدَ من اللثى. وصعررت الشئ فتصعرر، أي استدار. قال الراجز. * سودٌ كحَبِّ الفلفل المصعرر (3)
[صعبر] الصَعْبَرُ: شجر بمنزلة السِدْرِ، وكذلك الصنعبر.
[صعفر] اصْعَنْفَرَتِ الحُمُرُ: ابْذَعَرَّتْ، وصَعْفَرَها الخوف. قال الراجز يصف الرامى والحمر:
فلم يصب واصعنفرت جوافلا * ويروى: " واسحنفرت ".
_________
(1) أحد الشعراء الجاهليين القدماء.
(2) المسيب بن علس، كما في اللسان.
(3) في اللسان:
يبعرن مثل الفلفل المصعرر:

(2/713)


[صغر] الصِغَرُ: ضد الكِبَر. وقد صغر الشئ، وهو صغيرة وصغار بالضم. وأَصْغَرَهُ غيرُهُ، وصَغَّرَهُ تَصْغيراً. وأصغرت القربة: خرزتها صغيرة. قال الراجز: شلت يدا فارية فرتها * لو كانت الساقى أصغرتها (1) - واستصغره: عَدَّهُ صَغيراً. وتَصاغَرَتْ إليه نفسه: تحاقَرَتْ. وقد جُمع الصَغيرُ في الشِعر على صُغَراءَ وأنشد أبو عمرو: فلِلْكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاءُوا * وللصُغَراءِ أَكْلٌ واقْتِثامُ - والصُغْرى: تأنيث الأَصْغَرِ، والجمع الصُغَرُ. قال سيبويه: لا يقال نِسوةٌ صُغَرٌ، ولا قومٌ أَصاغِرُ، إلاَّ بالألف واللام. قال: وسمعنا العرب تقول الأَصاغِرُ، وإنْ شئت قلت الأَصْغَرونَ. والصَغارُ بالفتح: الذُلُّ والضَيمُ، وكذلك الصُغْر بالضم. والمصدر الصَغَرُ بالتحريك. وقد صَغِرَ الرجل بالكسر يَصْغَرُ صَغَراً. يقال: قم على صَغَرِكَ وصُغْرِكَ. والصاغر: الراضي بالضيم.
_________
(1) في اللسان:
لو خافت النزع لاصغرتها

(2/713)


والمصغوراء: الصغار. وأرضٌ مُصْغِرَةٌ: نَبْتُها صَغيرٌ لم يطل، عن ابن السكيت.
[صفر] الصُفْرَةُ: لون الأَصْفَرِ. وقد اصفر الشئ، واصفار، وصفره غيره. وأهلك النِساء الأصفران: الذهبُ والزعفرانُ، ويقال: الوَرْسُ والزعفرانُ. وفرسٌ أَصْفَرُ، وهو الذي يسمَّى بالفارسية " زَرْدَهْ ". قال الأصمعي: ولا يسمَّى أَصْفَرَ حتى يصفر ذنبه وعرفه. وبنو الاصفر: الروم. وربما سَمَّتِ العرب الأسودَ أَصْفَرَ. قال الأعشى: تلك خَيْلي منه وتلك رِكابي * هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كالزَبيبِ - ويقال: إنَّه لفي صُفْرَةٍ للذي يعتريه الجنون، إذا كان في أَيامٍ يزول فيها عقلُه، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشئ من الزعفران. والصُفْرُ بالضم: الذي تُعمَل منه الأواني. وأبو عبيدة يقوله: بالكسر. والصِفْرُ أيضاً: الخالي. يقال: بيتٌ صِفْرٌ من المتاع، ورجلٌ صِفْرُ اليدين وفي الحديث: " إنَّ أَصْفَرَ البيوت من الخير البيتُ الصِفْرُ من كتاب الله ".

(2/714)


وقد صفر بالكسر. وأَصْفَرَ الرجل فهو مُصْفِرٌ، أي افتقر. والصَفاريتُ: الفُقَراءُ، الواحد صِفْريتٌ قال ذو الرمة:
ولا خورٍ صَفاريتُ (1) * والتاء زائدة. وصَفَرٌ: الشهرُ بعد المحرم. والجمع أَصْفارٌ. وقال ابن دريد: الصَفَرانِ شهران من السنة، سمِّي أحدهما في الإسلام المحرَّمَ. والصَفَريُّ في النِتاجِ بعد القَيْظيِّ. والصفريَّةُ: نبات يكون في أول الخريف. والصَفَرِيُّ: المطر يأتي في ذلك الوقت. والصَفَرُ فيما تزعم العرب: حَيَّةٌ في البطن تعضُّ الإنسان إذا جاع، واللذعُ الذي يجده عند الجوع من عضه. قال أعشى باهلة يرى يرثى أخاه: لا يتأرى لما في القِدْرِ يرَقُبُهُ * ولا يعض على شرسوفه الصفر - وفى الحديث: " لا صفر ولا هامة ". وقولهم: لا يلتاط هذا بصَفَري، أي لا يلْزَقُ بي ولا تقبلُه نفسي. والصَفَرُ أيضا: مصدر قولك صفر الشئ
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: ولا خور - يعنى بالجر - والبيت بكماله: بفتية كسيوف الهند لا ورع * من الشباب ولا خور صفاريت -

(2/714)


بالكسر، أي خلا. يقال: نعوذ بالله من صَفَرِ الإناء (1) . يعنون به هلاك المواشي. وصَفَرِ الطائر يَصْفِرُ صفيراً، أي مَكا. ومنه قولهم: " أجبن من صافر " و " أصفر من بلبل ". والنسر يصفر. وقولهم: ما بها صافِرٌ، أي أحد. وحكى الفراء عن بعضهم قال: كان في كلامه صُفارٌ بالضم، يريد صفيرا. والصفارية (2) : طائر. والصفار بالفتح: يَبيسُ البُهْمى. والصُفارُ بالضم: اجتماعُ الماء الأَصْفَرِ في البطن. يعالج بقَطْعِ النائط، وهو عرقٌ في الصلب. قال الراجز:
قضب الطيب نائِطَ المَصْفورِ (3) * وقولهم في الشتم: " فلان مُصَفِّرُ اسْتِهِ "، وهو من الصَفيرِ لا من الصُفْرَةِ (4) ، أي ضَرَّاطٌ. والصَفْراءُ: القوسُ. والصَفْرَاءُ: نبتٌ. والصفرية، بالضم: صنف من الخوارج،
_________
(1) في اللسان " نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الاناء ".
(2) بتخفيف الياء وتشديدها.
(3) قبله:
وبج كل عاند نعور
(4) وقيل من الصفرة، يعنون أنه مأبون، يزعفر استه.

(2/715)


نسبوا إلى زياد بن الاصفر رئيسهم. وزعم قوم أن الذى نسبوا إليه هو عبد الله بن الصفار، وأنهم الصفرية بكسر الصاد.
[صقر] الصَقْرُ: الطائر الذي يصاد به. والصَقْرُ أيضاً: اللبن الشديد الحموضة. يقال: جاءنا بصَقْرَةٍ تَزوي الوجه، كما يقال: بصربة. حكاهما الكسائي. والصقر أيضاً: الدِبْسُ عند أهل المدينة. يقال: رُطَبٌ صقْرٌ، للذي يصلُح للدبس. والمصقر من الرطب: المصلب يصب عليه الدبس ليلين. وربما بماء جاء بالسين، لانهم كثيرا ما يقلبون الصاد سينا إذا كان في الكلمة قاف، أو طاء أو غين، أو خاء: مثل الصدغ، والصماخ، والصراط، والبصاق. أبو عمرو: الصاقورُ: الفأسُ العظيمة التي لها رأس واحدٌ دقيقٌ تكسر به الحجارة، وهو المعول أيضا. والاصمعى مثله. وقد صَقرْتُ الحجارةَ صقْراً، إذا كسرتَها بالصاقور. والصَقْرُ والصَقْرَةُ: شِدَّة وقع الشمس. يقال: صقَرَتْهُ الشمس. قال الشاعر ذو الرمة: إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقَى صقَراتِها * بأَفْنان مَرْبوعِ الصريمة معبل -

(2/715)


[صمر] الصُمارى، بالضم (1) : الدُبُرُ. والصَمَرَ بالتحريك: النَتْنُ. يقال: يَدي من السَمَكِ صَمِرَةٌ. والصُمْرُ بالضم: الصُبْرُ. ويقال: أدهقْت الكأسَ إلى أَصبارِها وأصمارها، بمعنى. عن ابن السكيت. ورجل صمير: يابس اللحم على العظام تَفوحُ منه رائحة العرق.
[صنر] الصِنارَةُ: رأسُ المِغزل. وصِنارَةُ الحَجَفَةِ: مَقبِضها. وأهل اليمن يسمُّون الاذن: صنارة.
[صور] الصورُ: القَرْنُ. قال الراجز: لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجمْعَيْنِ * نَطحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصورَيْن - ومنه قوله تعالى:
(يومَ يُنْفَخُ في الصورِ) *، قال الكلبيّ: لا أدري ما الصورُ. ويقال: هو جمع صورة، مثل بسرة وبسر، أي ينفخ في صور الموتى الارواح. وقرأ الحسن:
(يوم ينفخ في الصور) *. والصور بالكسر الصاد: لغة في الصور جمع
_________
(1) في التهذيب: بالكسر.

(2/716)


صورة. وينشد هذا البيتُ على هذه اللغة يصف الجواري: أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرانِها صِوَرا - والصيرانُ: جمع صُِوار، وهو القطيع من البقر. والصُِوارُ أيضاً: وعاء المسك. وقد جمعها الشاعر بقوله: إذا لاح الصُِوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى * وأَذْكُرُها إذا نَفَخَ (1) الصَُوارُ - والصِيارُ لغة فيه. والصَوْرُ بالتسكين: النخل المجتمع الصِغارُ، لا واحد له. وقول الشاعر: كأن عرفا مائلا من صوره * بين مقذيه إلى سنوره (2) - يريد شعر الناصية. ويقال: إنى لأجدُ في رأسي صَوْرَةً، وهي شبه الحِكَّةِ حتَّى يشتهي أن يفلى رأسه. وصارة: اسم جبل، ويقال أرض ذات شجر. والصور، بالتحريك: الميل. ورجلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَوَرِ، أي مائل مشتاق
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " إذا نفخ " صوابه من اللسان والاساس.
(2) في اللسان: كأن جذعا خارجا من صوره * ما بين أذنيه إلى سنوره -

(2/716)


وأصاره فانصار، أي أمالَهُ فمال. وصَوَّرَهُ الله صُورَةً حسنةً، فتَصَوَّرَ. ورجلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ، أي حسن الصورة والشارة، عن الفراء. وتصورت الشئ: توهمت صورته فتصور لى. والتصاوير: التماثيل. وطعنه فتصور، أي مال للسقوط. وصارَهُ يَصورُهُ ويَصيرُهُ، أي أماله: وقرئ قوله تعالى:
(فَصُِرْهُنَّ إلَيْك) * بضم الصاد وكسرها. قال الأخفش: يعني وَجِّهْهُنَّ. يقال: صُرْ إليَّ وصُرْ وجهك إليَّ، أي أقبل على. وصرت الشئ أيضا: قطعته وفصلته. قال العجاح (1) :
صُرْنا به الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما * فمن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأخيراً، كأنَّه قال: خُذْ إليك أربعةً من الطير فصُرْهُنَّ. ويقال عُصفور صَوَّارُ، للذي يجيب إذا دعى.
[صهر] الأصْهارُ: أهل بيت المرأة، عن الخليل.
_________
(1) قال ابن برى: هذا الرجز الذى نسبه الجوهرى للعجاج ليس هو للعجاج، وإنما هو لرؤبة يخاطب الحكم بن صخر وأباه صخر بن عثمان. وقبله: أبلغ أبا صخر بيانا معلما * صخر بن عثمان بن عمرو وابن ما -

(2/717)


قال: ومن العرب من يجعل الصهر من الاحماء والأُخْتانِ جميعاً. يقال: صاهرتُ إليهم، إذا تزوَّجْت فيهم، وأَصْهَرْتُ بهم، إذا اتَّصلتَ بهم وتَحَرَّمْتَ بجِوارٍ أو نسبٍ أو تَزَوُّجٍ، عن ابن الأعرابي. وأنشد لزهير: قَوْدُ الجِيادِ وإصْهارُ المُلوكِ وصَب‍ * - رٌ في مَواطِنَ لو كانوا بها سئموا - وصهرت الشئ فانصهر، أي أذبته فذاب، فهو صهير (1) . قال ابن أحمرَ يصف فَرخ القطاة: تَرْوي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ. * تَصْهَرُهُ الشَمْسُ فما يَنْصَهِرْ. - أي تُذيبه الشمس فيصْبِر على ذلك. وقولهم: لأَصْهَرَنَّكَ بيمينٍ مُرَّةٍ، كأنَّه يريد الإذابة. وقد اصْهارَّ الحِرْباءُ: تلألأ ظهرهُ من شدَّة الحَرِّ. ابن السكيت: يقال ما بالبعير صهارة بالضم، أي طِرْقٌ. والصِهِريُّ: لغة في الصِهْريجِ، وهو كالحوض.
[صير] صار الشئ كذا، يصير صيرا وصيرورة.
_________
(1) قلت: ومنه قوله تعالى: " يصهر به ما في بطونهم ". اه‍. مختار.
(91 - صحاح - 2)

(2/717)


وصرت إلى فلان مَصيراً، كقوله تعالى:
(وإلى الله المَصيرُ) *، وهو شاذٌّ، والقياس مَصارٌ مثل مَعاشٌ. وصَيَّرْتُهُ أنا كذا، أي جعلته. وصارَهُ يَصيرُهُ: لغة في يَصورُهُ، أي قَطَعَه، وكذلك إذا أماله. قال الشاعر: وفرع يصير الجيد وحف كأنه * على الليت قنوان الكروم الدوالح - أي يميله. ويروى: " يزين الجيد ". وصيور الامر: آخره وما يؤول إليه، وهو فيعول. وقولهم: ماله صيور، أي رأى وعقل. وتَصَيَّرَ فلانٌ أباه، إذا نزع إليه في الشبه. وصيرُ الأمرِ، بالكسر: مصيره وعاقبته. يقال: فلان على صِيرِ أَمْرٍ، إذا كان على إشرافٍ من قَضائه. قال زهير: وقد كُنْتُ من لَيْلى سنينَ ثمانياً * على صيرِ أَمْرٍ ما يُمُرُّ وما يَحْلو - والصيرُ أيضا: الصحناة (1) . وفى الحديث أن سالم بن عبد الله مربه رجل معه صير، فذاق منه ثم سأل عنه: كيف تبيعه؟ وتفسيره في الحديث أنه الصحناة قال جرير يهجو قوما:
_________
(1) الصحنا، والصحناة ويمدان ويكسران: إدام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة.

(2/718)


كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلا * ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا - والصير أيضا: شق الباب. وفى الحديث: " من نظر من صير باب ففقئت عينه فهى هدر "، وتفسيره في الحديث أن الصير الشق. وقال أبو عبيد: لم يسع هذا الحرف إلا في هذا الحديث. والصيرة: حظيرة الغنم، وجمعها صير، مثل سيرة وسير. قال الاخطل: واذكر غدانة عدانا مزنمة * من الحبلق تبنى حوله (1) الصير -
فصل الضاد
[ضبر] الضَبْرُ: جوز البَرِّ، وهو جوزٌ صلبٌ، وليس هو الرمّان البَرِيَّ، لأنَّ ذلك يسمى المَظَّ. والضَبْرُ أيضاً: الجماعة يَغْزُونَ. قال ساعدة ابن جؤيَّة الهذلي: بيْناهُمُ يوماً كذلك راعَهُمْ * ضَبْرٌ لِباسُهُمُ القتير مؤلب - وعامر بن ضبارة بالفتح. ويقال أيضا: فلان ذو ضَبارَةٍ، أي مُوَثَّقُ الخَلْقِ.
_________
(1) في اللسان: " فوقها ". وفى المخطوطة: " حولها ".

(2/718)


وكذلك فرسٌ مُضَبَّرُ الخَلْقِ، وناقةٌ مضبرة الخلق. وقال: ضبر (1) الفرس، إذا جمع قوائمه ووثب. قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله ابن معمر القرشى: لقد سما ابن معمر حين اعتمر * مغزى بعيدا من بعيد وضبر * تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * يقول: ارتفع قدره حين غزا موضعا بعيدا من الشام وجمع لذلك جيشا. وفرس ضبر، مثال طمر، أي وثاب. وضبر عليه الصخر يضبره، إذا نضده. قال الراجز يصف ناقة: ترى شؤون رأسها العواردا * مضبورة إلى شبا حدائدا * ضبر براطيل إلى جلامدا * والاضبارة بالكسر: الإضمامة. يقال: جاء فلان بإِضْبارَةٍ من كتبٍ، وهي الأضابير. وقد ضَبَرْتُ الكتبَ أَضْبِرُها ضَبْراً، إذا جعلتها إضبارة، عن ابن السكيت.
[ضبطر] الضبطر، مثال الهزبر: الشديد.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أضبر "، تحريف.

(2/719)


[ضجر] الضَجَرُ: القلق من الغمّ. وقد ضَجِرَ فهو ضَجِرٌ، ورجلٌ ضَجورٌ. وأضْجَرني فلان فهو مُضْجِرٌ. وقوم مضاجر ومضاجير. قال أوس: تناهقون إذا اخضرت نعالكم * وفى الحفيظة أبرام مضاجير - وضجر البعير: كثر رغاؤه. قال الشاعر (1) : فإن أهجه يضجر كما ضجر بازل * من الادم دبرت صفحتاه وغاربه - وقد خفف ضجر ودبرت في الافعال، كما يخفف فخذ في الاسماء.
[ضرر] الضَرُّ: خلاف النفع. وقد ضَرَّه وضَارَّه بمعنًى. والاسم الضَرَرُ. قال ابن السكيت: قولهم: لا يَضُرُّكَ عليه جَمَلٌ، أي لا يزيدك. ولا يَضُرُّكَ عليه رجلٌ، أي لا تجد رجلاً يزيدكَ على ما عند هذا الرجل من الكِفاية. والضَرَّةُ: لحمة الضرَع. يقال: ضَرَّةٌ شَكْرَى، أي ملأى من اللبن. والضَرَّةُ أيضاً: المال الكثير.
_________
(1) الاخطل يهجو كعب بن جعيل.

(2/719)


والمضر: الذى تروح عليه ضَرَّةٌ من المال. قال الأشعر (1) : بِحَسْبِكَ في القوم أن يعلَموا * بأنّك فيهم غنيٌّ مُضِرّْ - وضَرَّة الإبهام: اللحمة التي تحتها، وهي التي تقابل الألْية في الكفّ. والضرتان: حجر الرحى. وضرة المرأة: امرأة زوجِها. والضِرُّ بالكسر: تزوُّج المرأة على ضَرَّةٍ. يقال: نكحتُ فلانةَ على ضِرٍّ، أي على امرأة كانت قبلها. وحكى أبو عبد الله الطُوالُ: تزوَّجتُ المرأة على ضِرٍّ وضُرٍّ، بالكسر والضم. والبأساء والضرَّاء: الشدّة، وهما اسمان مؤنَّثان من غير تذكير. قال الفرَّاء: لو جُمِعا على أبؤُسٍ وأضر، كما تجمع النعماء بمعنى النعمة على أنْعُمٍ، لجاز والضُرُّ بالضم: الهزال وسؤ الحال. والمضرة: خلاف المنفعة. والضِرار: المضارَّةُ. ومكانٌ ذو ضرار، أي ضيق، عن أبى عبيد. ويقال: لا ضَرَر عليك ولا ضارورةَ ولا تضرة.
_________
(1) الاشعر الرقبان الاسدي، شاعر جاهلي.

(2/720)


ورجل ذو ضارورة وضَرورَةٍ، أي ذو حاجة. وقد اضطر إلى الشئ، أي ألجئ إليه. قال الشاعر: أثيبي أخا ضارورةٍ أصْفَقَ العِدى * عليه وقلَّت في الصديق أواصِرُهْ - ورجل ضريرٌ بَيِّنُ الضَرارَةِ، أي ذاهب البصَر. والضَرائِرُ: المحاويجُ. والضَريرُ: حرف الوادي. يقال: نَزَلَ فلانٌ على أحد ضَريرَي الوادي، أي على أحد جانبيه. قال أوس بن حجر: وما خليج من المروت ذو شعب * يرمى الضرير بخشب الطلح والضال - والضرير: النفس وبقية الجسم. قال العجاج:
حامي الحُمَيَّا مَرِسَ الضرير * وإنه لذو ضرر على الشئ، إذا كان ذا صبر عليه ومقاساة له. قال جرير: من كل جرشعة الهواجر زادها * بعد المفاوز جرأة وضريرا - يقال: ناقة ذاتُ ضرير، إذا كانت شديدة النفسِ بطيئة اللُغُوبِ. قال أبو عمرو: الضرير من الدوابِّ، الصبور على كل شئ. والضرير: المضارة، وأكثر ما يستعمل في الغَيرة. يقال: ما أشدّ ضريرَهُ عليها.

(2/720)


وأضرَّ بي فلانٌ، أي دنا منِّي دنوًّا شديداً. قال الشاعر، ابن عَنَمَة (1) : لأُمِّ الأرضِ ويلٌ ما أجَنَّتْ * بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل (2) - وفي الحديث: " لا تضارُّون في رويته ". وبعضهم يقول: " لا تضارون " بفتح التاء، أي لا تَضامُّونَ (3) . وسحابٌ مُضِرٌّ، أي مُسِفٌّ. وأضَرَّ الفرسُ على فأس اللجام، أي أزَمَ عليه، مثل أضَزَّ بالزاي. وأضَرَّ يعدو، إذا أسرعَ بعض الاسراع. حكاهما أبو عبيد: والاضرار: أن يتزوج الرجل على ضَرَّةٍ، عن الأصمعي. قال: ومنه قيل: رجل مُضِرٌّ. وامرأة مضر أيضا: لها ضرائر.
[ضطر] الضَيْطَرُ: الرجل الضخم الذي لا غناء عنده.
_________
(1) يرثى بسطام بن قيس.
(2) الحسن: اسم رمل. وبعده: يقسم ماله فينا فندعو * أبا الصهباء إذ جنح الاصيل -
(3) أي لا ينضم بعضكم إلى بعض فيزاحمه ويقول له: أرنيه، كما يفعلون عند النظر إلى الهلال، ولكن ينفرد كل منهم برؤيته. ويروى: " لا تضامون " بالتخفيف ومعناه لا ينالكم ضيم في رؤيته، أي ترونه حتى تستووا في الرؤية فلا يضيم بعضكم بعضا.
(اللسان ضرر) .

(2/721)


وكذلك الضوطر والضوطرى. وقال جرير: تعدون عقر النيب أفضل مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا - يريد: هلا الكمى. وكذلك الضيطار، والجمع الضيطارون. وقال الشاعر (1) : تعرض ضيطارو فعالة دوننا * وما خير ضيطار يقلب مسطحا - يقول تعرض لنا هؤلاء القوم ليقاتلونا، وليسوا بشئ لانه لا سلاح معهم سوى المسطح. وفعالة: كناية عن خزاعة. وكذلك الضياطرة، مثل بيطار ويباطرة. وأنشد الاخفش لخداش بن زهير: وتلحق خيل (2) لا هوادة بينها * وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر - أراد: وتشقى الضياطرة بالرماح، فقلبه.
[ضفر] الضَفْرُ: نسجُ الشَعَر وغيرِه عريضاً. والتضفير مثله. ويقال: انضفَرَ الحبلانِ، إذا التوَيا معاً. والضَفيرة: العقيصة. يقال: ضفرت المرأة
_________
(1) عوف بن مالك النصرى.
(2) في اللسان: " وتركب خيلا ".

(2/721)


شعرها. ولها ضَفيرتان وضَفْرانِ أيضاً، أي عقيصتان. عن يعقوب. ويقال للحقف من الرمل: ضَفيرة. وكذلك المُسَنَّاةُ. وكنانَةٌ ضَفيرَةٌ (1) ، أي ممتلئة. والضفِرة، بكسر الفاء: الرمل المتعقِّد بعضه على بعض. والجمع ضفر. وتضافروا على الشئ: تعاوَنوا عليه. والضَفْرُ: السَعْي. وقد ضَفَرَ يَضفِر ضَفْراً، أي عدا. والضفر أيضا: حزام الرجل.
[ضمر] الضمر والضمر، مثل العسر والعسر: الهزال وخفة اللحم. وقال (2) : قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ * وعلى التيسور (3) منه والضمر. - وقد ضمر الفرس بالفتح يَضْمُر ضموراً. وضَمُرَ بالضم: لغة فيه. وأضْمَرْتُهُ أنا وضمَّرْتُهُ تضميرا، فاضطمر هو. واللؤلؤ المُضْطَمِرُ: الذي في وسطه بعض الانضمام.
_________
(1) كذا في المخطوطة واللسان عن الجوهرى. وفى المطبوعة: " ضفرة ".
(2) المرار الحنظلي.
(3) التيسور: السمن.

(2/722)


والضمر: الرجل الهَضيم البطن اللطيفُ الجسم. وناقة ضامرٌ وضامرة. وتضمير الفرس أيضاً: أن تَعلِفه حتَّى يسمن ثم ترده إلى القوت، وذلك في أربعين يوماً. وهذه المدَّة تسمَّى المضمار. والموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيل أيضاً: مِضمارٌ. وأضمرت في نفسي شيئاً. والاسم الضمير، والجمع الضمائر. والمضمر: الموضع، والمفعول. وقال الاحوص: ستبقى (1) لها في مضمر القلب والشحا * سريرة ود يوم تبلى السرائر - والضمار: مالا يرجى من الدين والوعد، وكلُّ ما لا تكون منه على ثِقة. قال الراعي: وأنْضاءٍ أُنِخْنَ إلى سعيدٍ * طُروقاً ثمَّ عجَّلن ابتكارا - حَمِدن مَزارَهُ فأصَبْنَ منه * عطاءً لم يكنْ عِدَةً ضِمارا -
_________
(1) في اللسان: " سيبقى ". وبعده: وكل خليط لا محالة إنه * إلى فوقة يوما من الدهر صائر - ومن يخدر الامر الذى هو واقع * يصبه وإن لم يهوه ما يحاذر -

(2/722)


وبنو ضمرة من كنانة: رهط عمرو بن أمية الضمرى. وضمير مصغر: جبل بالشام. والضومران: ضرب من الرياحين. قال الشاعر: أحب الكرائن والضومران * وشرب العتيقة بالسنجلاط - والضمران: نبت. قال الراجز: نحن منعنا منبت الحلى * ومنبت الضمران والنصى - وضمران بالضم الذى في شعر النابغة (1) : اسم كلب.
[ضور] ضارَهُ يَضورُهُ ويضيرُهُ ضَوْراً وضَيراً، أي ضرَّهُ. قال الكسائي: سمعتُ بعضهم يقول: لا ينفعني ذلك ولا يضورنى.
_________
(1) أي في قوله: وكان ضمران منه حيث يوزعه * طعن المعارك عند المجحر النجد - وكان الرياشى يرويه: " ضمران " بالفتح عن الاصمعي. والمجحر: الملجأ والمدرك، والنجد بضم الجيم: الشجاع والنجد بكسر الجيم: الذى يعرق من الكرب والشدة. واسم العرق النجد. يقال: نجد ينجد نجدا، ورجل منجود أي مكروب. فمن رواه بكسر الجيم جعله من نعت المجحر، ومن رواه بضم الجيم جعله من نعت المعارك.

(2/723)


والتضور: الصياح والتلوِّي عند الضَرب أو الجوع. والضُورَةُ بالضم: الرجل الحقير الصغير الشأن.
فصل الطاء
[طثر] الطَثْرَةَ (1) : الحمأة، والماء الغليظ. قال الراجز: أتتك عيس تحمل المشيا * ماء من الطثرة أحوذيا - والطَثْرَةُ: خُثورة اللبن التي تعلو رأسَه. يقال: خُذ طَثْرَةَ سِقائك. والطائر: اللبن الخاثر. وقد طثر (2) اللبن، وطَثَّرَ تَطثيراً. والطَثْرَةُ: سعة العيش، يقال: إنهم لذوو طثرة. وطثرة: بطن من الازد. ويزيد بن الطثرية الشاعر قشيرى، وأمه طثرية. والطيثار: البعوض والاسد.
[طحر] طَحَرَت العين قذاها تَطْحَرُ طَحْراً، رمَتْ به، فهي طَحورٌ.
_________
(1) مادة (طثر) سقطت من ترجمة وانقولى، وهذا عجيب. قاله نصر.
(2) طثر يطثر طثرا وطثورا.

(2/723)


وكذلك طَحَرَتْ عين الماء العَرْمَضَ. قال زُهَير: بمُقْلَةٍ (1) لا تَغَرُّ صادقةٍ * يَطْحَرُ عنها القَذاةَ حاجبُها - والطَحورُ: السريع. والطَحورُ: القوس البعيدة الرمى. وقال الاصمعي: المطحر بكسر الميم: السهم البعيد الذهاب. قال أبو ذؤيب: فرمى فألحق (2) صاعديًّا مِطْحَراً * بالكَشْحِ فاشتملَتْ عليه الأضْلُعُ - وحرب مِطْحَرَةٌ: زَبونٌ. والطَحيرُ: النَفَس العالي. وقد طَحَرَ الرجل يَطْحِرُ بالكسر طَحيراً، وهو مثل الزَحير. أبو عمرٍو: الطُحْرُور بالحاء والخاء: اللَطْخ من السحاب القليل. وقال الأصمعيُّ: هي قطع مستدقّة رِقاق. يقال: ما في السماء طَحْرٌ وطَحْرَةٌ، وقد يحرك لمكان حرف الحلق، وطُحْرورٌ وطُخْرورةٌ، بالحاء والخاء. ويقال: ما على السماء طحرة، أي شئ من
_________
(1) قال ابن برى: الباء في قوله: " بمقلة " تتعلق بتراقب في بيت قبله، هو: تراقب المحصد الممر إذا * هاجرة لم تقل جنادبها -
(2) في اللسان: " فرمى فأنفذ ".

(2/724)


الغيم. وما بقيت على الإبل طَحْرَةٌ، إذا سقطت أو بارها. وما على فلان طَحْرَةٌ، إذا كانَ عارياً. وطِحْرِيَةٌ أيضاً مثل طِحْرِبَةٍ، بالياء والباء جميعا.
[طحمر] طحمرت السقاء: ملائة. وطحمرت القوسَ: وتَّرتُها. ابن السكِّيت: ما على السماء طَحْمَرِيرَةٌ وطَخْمَريرَةٌ، بالحاء والخاء، أي شئ من الغيم.
[طخر] الطخور: مثل الطحرور. قال الراجز: لا كاذب النوء ولاطخروره * جون يعج (1) الميث من هديره - والجمع الطخارير. وأنشد الاصمعي: إنا إذا قلت طخارير القزع * وصدر الشارب منها عن جرع * نفحلها البيض القليلات الطبع * وقولهم: جاءني طَخاريرُ، أي أُشابَةٌ من الناس متفرقون. أبو عبيد: يقال للرجل إذا لم يكن جَلْداً ولا كثيفا: إنه لطخرور.
[طرر] الطُرَّةُ: كُفَّةُ الثوب، وهي جانبه الذى لاهدب له.
_________
(1) في اللسان: " تعج الميث ".

(2/724)


وطُرَّةُ النهرِ والوادي: شَفيره. وطُرَّةُ كل شئ: حرفه. والجمع طرر. وأطْرارُ البلاد: أطرافها. والطُرَّة: الناصية. والطُرَّتانِ من الحمار: خطّانِ، سوداوان (1) على كتفيه. وقد جعلهما أبو ذؤيب للثَور الوحشي أيضاً، وقال يصف الثَور والكلاب: يَنْهَشْنَه ويذودُهنَّ ويحتمي * عَبْلُ الشوى بالطُرَّتَيْنِ مُولَّعُ - وطُرَّةُ مَتْنِه: طريقته. وكذلك الطُرَّة من السَحاب. وقولهم: جاءوا طُرًّا، أي جميعاً. وطَرَّ النبتُ يطُرُّ بالضم طُروراً: نَبتَ ومنه طَرَّ شاربُ الغلام فهو طارٌّ. وطَرَرْتُ السِنانَ: حدَّدته، فهو مَطْرورٌ وطريرٌ. وقد يكون الطَرُّ الشَقَّ والقطعَ، ومنه الطَرَّارُ (2) . ويقال: طَرَّ حوضَه، أي طيّنه. والطَرُّ: الشلُّ. وطَرَرْتُ الإبلَ: مثلُ طردتها: إذا ضممتَها من نَواحيها. قال يعقوب: طَرَرْتُ الإبل أَطُرُّها طَرًّا، إذا مشَيتَ من أحد جانبيها ثم من الجانب الآخر لتقومها.
_________
(1) التأنيث هنا باعتبار الطرتين.
(2) الذى يقطع الهمايين للسرقة.

(2/725)


وطرت يده: مثل تَرَّتْ، أي سقطت. يقال: ضربه فأَطَرَّ يدَه، أي قطعها وأنْدَرَها. وأطر، أي أدل. وفي المثل: " أَطِرِّي فاًنَّكِ ناعِلَةٌ ". قال ابن السكيت: أي أدلى فإن عليك نعلين. يضرب للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع على لفظ التأنيث: لان أصل المثل خوطبت به امرأة، فجرى على ذلك. وقال أبو عبيد: معناه اركب الامر الشديد فإنك قوى عليه. قال: وأصله أن رجلا قال لراعية له كانت ترعى في السهولة وتترك الحزونة: أطرى، أي خذى طرر الوادي، وهى نواحيه، فإن عليك نعلين. قال: وأحسبه عنى بالنعلين غلظ جلد قدميها. وقولهم: " غضب مُطِرٌّ "، إذا كانَ في غير موضعه وفيما لا يوجب غضباً. قال الحطيئة: غضبتم علينا أن قتلنا بخالد * بنى مالك ها إن ذا غضب مطر - وقال الأصمعيَّ: يقال جاء فلانٌ مطر أي مستطيلا مدلا. وقال أبو زيد: الإطْرارُ: الإغراء. والطَريرُ: ذو الرواء والمنظرِ. قال العبّاسُ ابن مِرداس: ويُعجِبُك الطَريرُ فتَبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير - (92 - صحاح - 2)

(2/725)


ورجل طرطور: طويل دقيق. والطُرطور: قَلنسُوةٌ للأعراب طويلةٌ دقيقةُ الرأس.
[طعر] طَعَرَ (1) المرأةَ طَعْراً: نَكَحها.
[طفر] الطَفْرَةْ: الوَثْبة. وقد طَفَرَ يطفر طفورا (2) .
[طمر] الطُمورُ: شبه الوُثوبِ في السماء. وقد طَمَرَ الفرسُ والأخْيلُ يَطْمِرُ في طَيَرانه. وقال أبو كبير يصف رجلاً (3) : وإذا قذفتَ له الحصاةَ رأيتَه * فَزِعاً (4) لوقْعتها طُمورَ الأَخْيَل - وطَمارِ: المكان المرتفع. قال الأصمعي: يقال انصبَّ عليه من طمار، مثل قطام. قال الشاعر (5) : فإن كنتِ لا تدرين ما الموتُ فانظري * إلى هانئٍ في السُوق وابنِ عَقيلِ - إلى بطلٍ قد عَفَّر السيفُ (6) وجهَه * وآخرَ يَهوي من طمار قتيل -
_________
(1) مادة (طعر) مفقودة من جل النسخ.
(2) وطفرا أيضا، كما في اللسان.
(3) يمدح تأبط شرا.
(4) في اللسان: " ينزو ".
(5) هو سليم بن سلام الحنفي.
(6) ويروى: " قد كدح السيف وجهه ". ويروى: " عفر الترب خده ".

(2/726)


وكان ابن زيادٍ أمر برمْي مسلم بن عقيل (1) من سطح عال. وقال السكائى: من طمار وطمار بفتح الراء وكسرها (2) . والطمر: الثوْبُ الخَلَقُ. والجمع الأَطْمارُ. والمِطْمَرُ: الزِيج الذي يكون مع البنَّائين. والطومارُ (3) أحد الطواميرِ. والأمور المُطَمِّراتُ: المهلِكات. والمطمورَةُ: حُفرة يُطْمَرُ فيها الطعام، أي يُخبأ. وقد طَمَرْتُها، أي ملأتها. والطامِر: البرغوث. ويقال للرجل: طامر بن طامر: إذا لم يُدْرَ من هو. وفرس طِمِرٌّ، بتشديد الراء وهو المستعدُّ للوثبِ والعدوِ. وقال أبو عبيدة: هو المشمر الخلق.
[طنبر] الطنبور فارسي معرب (4) ، والطنبار لغة.
[طور] طَوارُ الدار: ما كانَ ممتدًّا معها من الفِناء. ويقال: لا أطورُ به، أي لا أقربه.
_________
(1) مسلم بن عقيل بن أبى طالب. وهانئ بن عروة المرادى.
(2) الاول ممنوع من الصرف، والآخر مصروف، كما في اللسان.
(3) الطومار: الصحيفة.
(4) هو من آلات العزف.

(2/726)


ولا تطر حرانا، أي لا تقرب ما حولنا. وعدا طَوْرَه، أي جاوزَ حدَّه. والطَوْرُ: التارَةُ. وقال النابغة في وصف السليم:
تراجعه طوراوطورا تطلق (1) * وقوله تعالى:
(خَلَقَكُمْ أطواراً) *، قال الأخفش: طَوْراً عَلَقَةً، وطَوْراً مُضْغة. والناس أطْوارٌ، أي أخْيافٌ على حالاتٍ شتَّى. وبلغَ فلانٌ في العلم أطْوَرَيْهِ، أي حدَّيه: أوَّلَه وآخره. وكان أبو زيد يقوله بكسر الراء: أي بلغ أقصاه. حكى عنه ذلك أبو عبيد. والطورُ: الجبل. والطورِيُّ: الوحشيُّ من الطيرِ والناسِ. يقال: حمامٌ طوريٌّ وطُورانيٌّ. ويقال: ما بها طورِيٌّ، أي أحد. قال العجاج:
وبلدة ليس بها طورى
[طهر] طهر الشئ وطهر أيضا بالضم، طَهارَةً فيهما. والاسم الطُهْرُ.
_________
(1) قال ابن برى: صوابه: تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها * تطلقه طورا وطورا تراجع - ويروى: " حينا وحينا ".

(2/727)


وطَهَّرْتُهُ أنا تَطْهيراً. وتَطَّهَّرْتُ بالماء، وهم قوم يَتَطَهَّرونَ، أي يتنزَّهون من الادناس. ورجل طاهر الثياب، أي متنزِّه. وثيابٌ طَهارى، على غير قياسٍ، كأنَّهم جمعوا طَهْرانَ. قال الشاعر (1) : ثيابُ بني عَوفٍ طَهارى نَقيَّةٌ * وأوجُهُم بيضُ المسافر (2) غُرَّانُ - والطُهْرُ: نقيض الحَيض. والمرأة طاهِرٌ من الحَيض، وطاهِرَةٌ من النَجاسة ومن العيوب. والطَهورُ: ما يتطهر به، كالفطور والسحور والوقود. قال الله تعالى:
(وأنزلنا من السماءِ ماءً طهوراً) *. والمطهرة والمطهرة: الاداوة، والفتح أعلى، والجمع المَطاهِرُ. ويقال: السواك مَطْهَرَةٌ للفم.
[طير] الطائر جمعه طير، مثل صاحب وصحب، وجمع الطير طيور وأطيار، مثل فرخ وفروخ وأفراخ. وقال قطرب: الطَيْرَّ أيضاً قد يقع على
_________
(1) امرؤ القيس.
(2) يروى: " المشاهد ".

(2/727)


الواحد. وأبو عبيدة مثله. وقرئ:
(فيكون طَيْراً بإذنِ الله) *. وطائِر الإنسان: عمله الذي قُلِّده. والطيرُ أيضاً: الاسم من التَطَيُّرِ، ومنه قولهم: " لا طيرَ إلا طيرُ الله " كما يقال: لا أمر إلا أمر الله. وأنشد الأصمعيُّ، قال: وأنشدناه الأحمر: تَعلَّمْ أنَّه لا طيرَ إلا * على مُتَطَيِّرِ وهو الثبور (1) - بلى شئ يوافق بعض شئ * أحايينا وباطله كثير - قال ابن السكيت: يقال طائر الله لا طائرُك! ولا تقل: طَيْرُ الله. وأرض مطارَةٌ: كثيرة الطير. وذو المطارة: جبل. وبئر مطارة: واسعة الفم. قال الشاعر: كأنَّ حفيفَها إذْ برَّكوها * هُوِيُّ الريح في جَفْرٍ مطار - وقولهم: " كأن على رؤوسهم الطَيْرُ " إذا سكَنوا من هيبة. وأصله أن الغراب يقع على رأس البعير فيلتقط منه الحلمة والحمنانة، فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر منه الغراب.
_________
(1) لزبان بن سيار الفزارى، كما في الحيوان 3: 447 بتحقيق هارون.

(2/728)


وطارَ يَطيرُ طَيْرورَةً وطَيَراناً. وأطارَهُ غيره، وطَيَّرَهُ وطايَرَهُ بمعنًى. ومن أمثالهم في الخصب وكثرة الخَير قولهم: " ثم في شئ لا يَطيرُ غرابُه ". ويقال: أُطيرَ الغرابُ فهو مُطارٌ. قال النابغة: ولِرهطِ حَرَّاب وقِدٍّ سَورةٌ * في المجد ليس غرابُها بمُطارِ - وفي فلان طَيْرَةٌ وطَيْرورَةٌ، أي خِفَّةٌ وطيش. قال الكميت: وحلمُكَ عزٌّ إذا ما حَلُمْتَ * وطَيْرَتُكَ الصابُ والحنْظَلُ - ومنه قولهم: ازْجر أحْناءَ طَيْرِكَ، أي جوانبَ خفّتك وطيشكَ. وتَطايَرَ الشئ: تفرق. وتطاير الشئ: طال. وفي الحديث: " خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرك ". واسْتطارَ الفجرُ وغيره: انتشر. واستطير الشئ، أي طير. وقال الراجز:
إذا الغبار المستطار انعقا * وتطيرت من الشئ وبالشئ. والاسم منه الطَيرةُ مثال العِنبَةُ، وهو ما يُتَشاءَمُ به من الفأل الردئ. وفى الحديث: " أنه كان يحبُّ الفأل ويكره الطِيَرَةُ ". وقوله تعالى:
(قالوا اطَّيَّرنا بكَ) *، أصله

(2/728)


تَطَيَّرنا، فأدغمت التاء في الطاء، واجتلبت الألفُ ليصحَّ الابتداء بها. والمُطَيَّرُ من العود: المُطَرَّى، مقلوبٌ منه. قال (1) : إذا ما مشَت نادى بما في ثيابها * ذكيُّ الشذى والمندلي المطير -
فصل الظاء
[ظأر] الظِئْرُ مهموز، والجمع ظُؤارٌ على فُعالٍ بالضم، وظُؤُورٌ، وأَظآرٌ، وظوورة. أبو زيد: ظاءرت مظاءرة، إذا اتخذت ظئرا. وظأرت واظأرت لولدي ظئرا، وهو افتعلت. والقول فيه كالقول في اظلم. قال: وظأرت الناقةَ ظأْراً، وهي ناقة مظؤورَةٌ إذا عطفتَها على ولدِ غيرِها. وفى المثل: " الطعن يظأره (2) "، أي يعطفه على الصلح. وظَأرَتِ الناقة أيضاً، إذا عطفت على البَوِّ، يتعدى ولا يتعدى، فهى ظؤور.
_________
(1) العجير السلولى:
(2) الصواب: " الطعن يظأر ". يقال: ظأرت الناقة اظأرها ظأرا، إذا عطفتَها على ولدِ غيرِها. يضرب في الاعطاء على المخافة. أي طعنك إياه يعطفه على الصلح. عن الامثال للميداني.

(2/729)


وقد يوصف بالظُؤارِ الأَثَّافيُّ (1) ، لتعطُّفها على الرماد. والظِئار: أن تعالج الناقة بالغِمامة في أنفها لكي تظأر. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه أنه اشترى ناقة فرأى بها تشريم الظئار فردها.
[ظرر] الظُرَرُ: حجرٌ له حدٌّ كحد السكين. والجمع ظرار، مثل رطب ورطاب.، وربع ورباع، وظران أيضا مثل صرد وصردان. قال لبيد: بجسرة تنجل الظِرَّانُ ناجيةٍ * إذا توقَّدَ في الدَيْمومةِ الظُرَرُ - وأرض مَظَرَّةٌ، بفتح الميم والظاء: ذات ظِرَّانٍ. والظَريرُ: نعتٌ للمكان الحزن، وجمعه أظِرَّةٌ وظران، مثل رغيف وأرغفة ورغفان.
[ظفر] الظُفرُ (2) جمعه أظْفارٌ وأظْفورٌ (3) وأظافيرُ. ابن السكيت: يقال رجلٌ أظْفَرُ بيِّن الظَفَرِ، إذا كانَ طويل الاظفار، كما تقول: رجل أشعر للطويل الشعر.
_________
(1) كما في قوله: سفعا ظؤارا حول أورق جاثم * لعب الرياح بتربه أحوالا -
(2) بضمة وبضمتين.
(3) الازهرى: يقال للظفر أظفور، وجمعه أظافر.

(2/729)


والظفر في السية: ما وراء مَعْقِد الوتَر إلى طرف القوس. ويقال للمَهينِ: هو كليل الظُفُر. والأظْفارُ: كِبار القِرْدان، وكواكبُ صِغار. والظَفَرَةُ بالتحريك: جُلَيدةٌ تغشِّي العين ناتئةٌ من الجانب الذي يلي الأنفَ على بياض العين إلى سوادها، وهي التي يقال لها ظفر، عن أبى عبيد. وقد ظفرت عينُه بالكسر تَظْفَرُ ظَفَراً. والظَفَرُ بالفتح: الفَوز. وقد ظَفِرَ بعدوِّهِ وظَفِرَهُ أيضاً، مثل لحق به ولحقه، فهو ظَفِرٌ. قال العُجَير السَلوليُّ يمدح رجلاً: هو الظَفِرُ الميمونُ إن راحَ أو غدا * به الركب والتلعابة المتحبب - قال الأخفش: وتقول العرب: ظَفِرْتُ عليه، في معنى ظفرت به. وما ظَفِرَتْكَ عيني منذُ زمان، أي ما رأتك. والظفر: ما اطمأن من الأرض وأنبَتَ. وأظْفَرَهُ الله بعدوِّه وظَفَّرَهُ به تَظْفيراً. ورجل مُظَفَّرٌ: صاحبُ دولة في الحرب. والتَظْفيرُ: غَمْز الظُفْرِ في التفاحة ونحوها. ويقال أيضاً: ظَفَّرَ النبتُ، إذا طلع مقدار الظفر.

(2/730)


واظفر الرجلُ، أي أعلق ظُفُرَه. وهو افعتل فأدغم. وقال العجاج يصف بازياً:
شاكي الكَلاليبِ إذا أهْوى اظَّفَرْ (1) * واظَّفَرَ أيضاً بمعنى ظَفِرَ. وظفار، مثل قطام: مدينة باليمن. يقال: من دخل ظفار حمر (2) . وجزع ظفارى: منسوب إليها. وكذلك عود ظفارى، وهو العود الذى يبخر به.
[ظهر] الظَهْرُ: خلاف البطن. وقولهم: لا تجعل حاجتي بِظَهْرٍ، أي لا تَنْسَها. والظَهْرُ: الرِكاب. وبنو فلان مُظْهِرونَ، إذا كانَ لهم ظَهْرٌ ينقلون عليه، كما يقال: مُنْجِبونَ، إذا كانوا أصحابَ نجائب. والظَهْرُ: الجانب القصير من الريش، والجمع الظُهْرانُ. والظَهْرُ: طريق البَرّ. وأقران الظهر: اللذين يجيئون من وراء ظهرك في الحرب.
_________
(1) وقبله: تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * أبصر خربان فضاء فانكدر -
(2) أي تكلم بالحميرية.

(2/730)


ويقال: هو نازلٌ بين ظَهْرَيْهِم وظَهْرانَيْهِمْ، بفتح النون، ولا تقل ظَهْرانِيهم بكسر النون. قال الأحمر: قولهم لقيته بين الظَهْرانَيْنِ، معناه في اليومين أو في الأيام قال: وبين الظهرين مثله، حكاه عنه أبو عبيد. والظهر، بالضم: بعد الزوال، ومنه صلاة الظُهر. والظَهيرةُ: الهاجرة. يقال: أتيتُه حَدَّ الظهيرة، وحين قامَ قائمُ الظهيرة. والظَهيرُ: المُعين، ومنه قوله تعالى:
(والمَلائكَةُ بعد ذلكَ ظهَيرٌ) * وإنَّما لم يجمعه لأنَّ فَعيل وفَعول قد يستوي فيهما المذكَّر والمؤنث والجمع، كما قال تعالى:
(إنَّا رَسولُ ربِّ العالمين) *. قال الشاعر: يا عاذلاتي لا تردن ملامتي * إن العواذل لسن لى بأمير - يريد الامراء. قال الاصمعي: يقال بعير ظَهيرٌ بيِّن الظَهارَةِ، إذا كانَ قويًّا. وناقة ظَهيرَةٌ. والبعير الظِهْرِيُّ بالكسر: العُدّة للحاجة إن احتيجَ إليه، وجمعه ظَهارِيُّ غير مصروف، لأنَّ ياء النسبة ثابتةٌ في الواحد. والظِهْرِيُّ أيضاً: الذي تجعله بِظَهْرٍ، أي تنساه. ومنه قوله تعالى:
(واتخذتموه وراءكم ظهريا) *.

(2/731)


وفلان ظِهرتِي على فلان، وأنا ظِهْرَتُكَ على هذا الأمر، أي عَوْنُك. والظاهِرُ: خلاف الباطن. والظاهِرَةُ من العيون: الجاحظة. ويقال: هذا أمرٌ ظاهِرٌ عنك عارُه، أي زائل. قال الشاعر كثيِّر (1) : وعيَّرها الواشون أنِّي أحِبُّها * وتلكَ شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عازها (2) - ومنه قولهم: ظهر فلانٌ بحاجتي، إذا استخفَّ بها وجعلها بِظَهْرٍ، كأنَّه أزالها ولم يلتفتْ إليها. وجعلها ظِهْرِيَّةً، أي خَلْف ظَهْرٍ. قال الأخطل (3) :
وَجَدنا بني البَرصاءِ من ولَدِ الظَهْرِ (4) * أي من الذين يَظْهَرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. والظاهِرَةُ من الوِرْدِ: أن تَرِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ نصف النهار. وقال الاصمعي: هاجت ظواهر الارض، أي يبس بقلها.
_________
(1) في اللسان: " قال أبو ذؤيب ".
(2) قبله: أبى القلب إلا أم عمرو فأصبحت * تحرق نارى بالشكاة ونارها -
(3) في اللسان: قال أرطاة بن سهية.
(4) صدره:
فمن مبلغ أبناء مرة أننا:

(2/731)


قال: والظواهر أشراف الارض. وقريش الظواهر: الذين ينزلون ظاهر مكة (1) . والظهرة بالتحريك: متاع البيت. ويقال أيضاً: جاء فلان في ظَهَرَتِهِ، أي في قومه وناهِضَته. والظَهَرُ أيضاً: مصدر قولك ظَهِرَ الرجل بالكسر، إذا اشتكى ظَهْرَهُ، فهو ظهر. وظهر الشئ بالفتح ظُهوراً: تَبَيَّنَ. وظَهَرْتُ على الرجل: غلبته. وظَهَرْتُ البيت: علوته. وأظْهَرْتُ بفلانٍ: أعلنتُ به. وأظْهَرَهُ اللهُ على عدوه. وأظهرت الشئ: بينته. وأَظْهَرْنا، أي سِرنا في وقت الظُهر. والمُظاهَرَةُ: المعاونة. والتَظاهُرُ: التعاون. وتظاهرَ القومُ أيضاً: تدابَروا، كأنَّه ولَّى كلُّ واحدٍ منهم ظهرَه الى صاحبه. واسْتَظْهَرَ به، أي استعان به.
_________
(1) بعده في المخطوطة: قال ذكوان مولى ملك الدار، وملك الدار مولى لابي الخطاب: ولو شهدتني من قريش عصابة * قريش البطاح لا قريش الظواهر -

(2/732)


واستظهر الشئ، أي حفِظَه وقرأه ظاهِراً. قال أبو عبيدة: في ريش السهام الظُهارُ بالضم، وهو ما جُعِلَ من ظَهْرِ عَسيب الريشة. والظُهْرانُ: الجانب القصير من الريش. والبُطْنان: الجانب الطويل. يقال: رِشْ سهمَك بِظُهْرانٍ ولا تَرِشْه ببُطْنان. الواحد ظَهْرٌ وبطن، مثل عبد وعبدان. والظهارة بالكسر: نقيض البطانة. وظاهَرَ بين ثَوبَين، أي طارَقَ بينهما وطابَقَ. والظِهارُ: قول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظَهْر أمّي. وقد ظاهَرَ من امرأته، وتَظَهَّرَ من امرأته، وظَهَّرَ من امرأته تظهيرا، كله بمعنى. والمظهر بفتح الهاء مشددة: الرجل الشديد الظهر. والمظهر بكسر الهاء: اسم رجل. قال الاصمعي: أتانا فلان مُظَهِّراً، أي في وقت الظهيرة. قال: ومنه سمى الرجل مظهرا بالتخفيف. قال: وهو الوجه.
فصل العين
[عبر] العِبْرَةُ: الاسم من الاعتبار. والعَبْرَةُ بالفتح: تحلُّب الدمع. تقول منه:

(2/732)


عبر الرجل بالكسر يعبر عَبَراً، فهو عابِرٌ، والمرأة عابِرٌ أيضاً. قال الحارث بن وعلة (1) : يقولُ ليَ النَهديُّ هل أنتَ مُردِفي * وكيف رِداف الغِرِّ أمُّك عابِرُ (2) - وكذلك عَبِرَتْ عينه واسْتَعْبَرَتْ، أي دَمَعت. والعَبْرَانُ: الباكي. والعَبَرُ بالتحريك: سُخْنةٌ في العين تُبكيها. والعُبْرُ بالضم مثله. يقال لأمِّه العُبْرُ والعَبَر. ورأى فلانٌ عُبْرَ عينيه، أي ما يُسخِّن عينيه. وعِبْرُ النهر وعَبْرُهُ: شَطُّه وجانبه. وقال الشاعر (3) : وما الفرات إذا جادت (4) غواربُه * تَرمي أَواذِيُّه العِبْرَيْنِ بالزَبَدِ - وجملٌ عُبْرُ أسفار، وجمال عُبْرُ أسفار، وناقة عُبْرُ أسفار، يستوى فيه الجمع والمؤنث مثل الفلك: الذى (5) لا يزال يسافر عليها. وكذلك عِبْرُ أسفار بالكسر. والعُبْرُ أيضاً بالضم: الكثير من كل شئ، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي.
_________
(1) ويقال لابن عانس الجرمى.
(2) أي ثاكل. ويروى: " رداف الفر ". ويروى: " رادف الفل ". وبعده: يذكرنى بالرحم بينى وبينه * وقد كان في نهد وجرم تدابر - أي تقاطع.
(3) النابغة الذبيانى، يمدح النعمان.
(4) في اللسان: " إذا جاشت ". غواربه: أعاليه من الماء والامواج. أواذيه: أمواجه، الواحد آذى.
(5) وكذا في اللسان.

(2/733)


والعُبْرِيُّ: ما نبت من السِدْرِ على شطوط الانهار وعظم. والعبرى بالكسر: العبراني، لغة اليهود. والشعرى العُبورُ: إحدى الشِعْرَيَيْنِ، وهي التي خلفَ الجوزاء، سمِّيت بذلك لأنها عَبَرَتِ المجرّة. والمِعْبَرُ: ما يُعْبَرُ عليه من قنطرةٍ أو سفينة. وقال أبو عبيد: المِعْبَرُ: المركَبُ الذي يُعْبَرُ فيه. ورجلٌ عابِرُ سبيل، أي مارُّ الطريقِ. وعَبَرَ القومُ، أي ماتوا. قال الشاعر: فإن نَعْبُرْ فإنَّ لنا لُمَاتٍ * وإن نَغْبُرْ فنحن على نذُورِ * يقول: إن مننا فلنا أقران، وإن بقينا فنحن ننتظر مالابد منه، كأن لنا في إتيانه نَذْراً. وعَبَرْتُ النهر وغيره أعبره عبرا، عن يعقوب، وعبورا. وعبرت الرؤيا أَعْبُرُها عِبارَةً: فَسَّرتها. قال الله تعالى:
(إن كنتم للرؤيا تَعبُرونَ) *، أوصَلَ الفعل باللام كما يقال: إن كنتَ للمال جامعاً. قال الأصمعي: عَبَرْتُ الكتاب أَعْبُرُهُ عَبْراً، إذا تدبّرتَه في نفسك ولم تَرْفَعْ به صوتك. وقولهم: لغة عابِرَة، أي جائزة. قال الكسائي: أعْبَرْتُ الغنمَ، إذا تركتها عاماً لا تجزّها. وقد أَعْبَرْتُ الشاة فهى معبرة.
(93 - صحاح - 2)

(2/733)


وغلام معبر أيضا: لم يختن. قال بشر ابن أبى خازم يصف كبشا: جزيز القفا شبعان يربض حجرة * حديث الخصاء وارم العفل (1) معبر - أي غير مجزوز. وجارية معبرة: لم تُخْفَضْ. وسهم مُعْبَرٌ: مُوفَّرُ الريش. وعَبَّرْتُ الرؤيا تَعْبيراً: فَسّرتها. وعَبَّرت عن فلانٍ أيضاً، إذا تكلمت عنه. واللسان يُعَبِّرُ عما في الضمير. وتَعْبِيرُ الدراهم: وزنُها جملةً بعد التفاريق. واسْتَعْبَرْتُ فلاناً لرؤيايَ، أي قصصتُها عليه ليَعْبُرَها. والعبير: أخلاط تجمع بالزَعفران، عن الأصمعي. وقال أبو عبيدة: العَبِيرُ عند العرب: الزعفرانُ وحْدَه. وأنشد للأعشى: وتبردُ بَرْدَ رداءِ العرو * سِ في الصيف رَقرقَت فيه العبيرا - وفى الحديث: " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين ثم تلطخهما بعبير أو زعفران ". وفى هذا الحديث بيان أن العبير غير الزعفران.
_________
(1) العفل: مجس الشاة بين رجليها إذا أردت أن تعرف سمنها من هزالها.

(2/734)


[عبثر] العبوثران: نبت طيب الريح. وفيه أربع لغات: عَبَوْثُرانٌ، وعَبَوْثَرانٌ، وعبيثران، وعبيثران (1) . قال الشاعر يصف إبلا: يا ريها وقد بدا (2) صنانى * كأننى جانى عبيثران -
[عبسر] العُبْسورُ من النوق: السريعة.
[عبقر] العَبْقَرُ (3) : موضعٌ تزعم العرب أنه من أرض الجنّ. قال لبيد:
كُهول وشُبَّان كجِنَّةِ عَبْقَرِ (4) * ثم نسبوا إليه كل شئ تعجَّبوا من حِذقه أو جودة صنعته وقوته، فقالوا: عَبْقَرِيٌّ. وهو واحد وجمع، والأنثى عَبْقَرِيَّةٌ، يقال ثيابٌ عبقرية. وفي الحديث: " أنه كانَ يسجُد على عَبْقَرِيٍّ "، وهو هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش، حتى
_________
(1) أي بفتح المثلثة وضمها فيهما.
(2) في اللسان: " إذ بدا ".
(3) قال ابن برى: " صوابه أن يقول عبقر، بغير ألف ولا لام ".
(4) صدره:
ومن فاد من إخوانهم وبنيهم:

(2/734)


قالوا: ظلم عبقري، وهذا عبقريُّ قومٍ، للرجل القويّ. وفي الحديث: " فلم أرَ عبقريًّا يفري فَرِيَّةُ ". ثم خاطبهم الله تعالى بما تعافوه فقال:
(وعبقرى حسان) * وقرأه بعضهم:
(وعباقرى) * وهو خطأ، لان المنسوب لا يجمع على نسبته. وعبقر السراب: تلالا. وأما قول مرار ابن منقذ: أعرفت (1) الدار أم أنكرتها * بين تبراك فشسى عبقر - فإنه لما احتاج إلى تحريك الباء لاقامة الوزن وتوهم تشديد الراء ضم القاف لئلا يخرج إلى بناء لم يجئ مثله، فألحقه ببناء آخر جاء في المثل، وهو قولهم: " أبرد من عبقر ". ويقال " حبقر " كأنهما كلمتان جعلتا واحدة، لان أبا عمرو بن العلاء يرويه: " أبرد من عب قر " قال: والعب اسم للبرد الذى ينزل من المزن، وهو حب الغمام، فالعين مبدلة من الحاء. والقر: البرد. وأنشد:
_________
(1) في اللسان: " هل عرفت ... فشمي " وهو تصحيف، وصوابه " فشسى " بالمعجمة والمهملة المشددة. قال المجد: الشس: الارض الصلبة كأنها حجر واحد، جمعه شساس ". وتبراك وبقر: موضعان معروفان. وهذا البيت من قصيدة مفضلية. وأورد هذا البيت الجوهرى في مادة (برك) .

(2/735)


كأن فاها عب قر بارد * أو ريح روض (1) مسه تنضاح رك - الرك: المطر الضعيف. وتنضاحه: ترششه.
[عبهر] رجل عَبْهَرٌ، أي ممتلئ الجسم. وامرأةٌ عَبْهَرٌ وعَبْهَرَةٌ. وقوس عَبْهَرٌ: ممتلئة العَجْسِ. قال أبو كبير: وعُراضَةُ السِيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها * تأوى طوائفها لعجس (2) عبهر - والعبهر بالفارسية: " بوستان أفروز ".
[عتر] العِتر بالكسر: الأصل. وفي المثل: " عادت لعِتْرِها لَمِيسُ "، أي رجعت إلى أصلها. يُضْرَبُ لمن رجع إلى خُلقٍ كانَ قد تركه. والعتْرُ أيضاً: نبتٌ يُتَداوى به: مثل المَرْزَنْجوشِ. وفي الحديث: " لا بأس للمُحْرِمِ أن يَتداوى بالسنا والعتر. قال أبو عبيد: العتر شجر صغار، واحدتها عِتْرِةٌ. والعِتْرةُ أيضاً: قِلادةٌ تُعجن بالمسك والأفاويه. وعِتْرَةُ الرجل: نسلُه ورهطه الأَدْنَوْنَ. وعِتْرة الأسنان: أشرها.
_________
(1) في اللسان: " أو ريح مسك ".
(2) يروى: " بعجس "، كما في اللسان.

(2/735)


وعترة المسحاة: الخشبة المعترضة في نِصابها يعتمد عليها الحافرُ برجْله. والعِتْر أيضاً: العَتيرة، وهي شاةٌ كانوا يذبحونها في رجبٍ لآلهتهم، مثال ذبح وذبيحة. وقد عترالرجل يعتر عترا بالفتح، إذا ذبح العَتيرةَ. يقال: هذه أيام ترجيب وتعتار. وربما كان الرجل ينذر نذرا إن رأى ما يحب يذبح كذا وكذا من غنمه، فإذا وجب ضاقت نفسه من ذلك فيعتر بدل الغنم ظباء. وهذا المعنى أراد الحارث بن حلزة بقوله: عنتا باطلا وظلما كما تع‍ * - تر عن حجرة الربيض الظباء - وعتر الرمح: اضطرب واهتزَّ، يَعْتِرُ عَتْراً وعَتَراناً.
[عثر] العَثْرَةُ: الزَلَّة. وقد عَثَرَ في ثوبه يَعْثُرُ عِثاراً. يقال: عَثَرَ به فرسُه فسقَط. وعَثَرَ عليه أيضاً يَعْثُرُ عَثْراً وعُثوراً، أي اطَّلع عليه. وأعْثَرَهُ عليه غيره. ومنه وقوله تعالى:
(وكذلك أَعْثَرْنا عَلَيْهم) *. وتَعَثَّرَ لسانُه: تلعْثَم. والعاثورُ: حُفرَةٌ تُحفر للأسد وغيرِه ليصاد. قال الشاعر:

(2/736)


وهل يدع الواشون إفسادَ بيننا * وحَفْراً لنا العاثورَ من حيث لا نَدْري (1) - ويقال للرجل إذا تورَّطَ: قد وقَع في عاثورِ شرٍّ وعافور شرٍّ. قال الأصمعيُّ: لقيتُ منه عافوراً (2) أي شدّة. ووقع القوم في عاثور شر، أي في شدة. قال رؤبة (3) :
وبلدة مرهوبة العاثور * قال الخليل: يعنى المتالف. وقال ذو الرمة: ومرهوبة العاثور تَرْمي بركْبِها * إلى مِثلهِ حرفٍ بعيدٍ مَناهِلُهْ - والعِثْيَرُ (4) ، بتسكين الثاء: الغبار، ولا تقل عثير، لانه ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء، إلا ضهيد، وهو مصنوع، معناه الصلب الشديد. والعيثر، مثال الغيهب: الاثر. ويقال: " ما رأيت لهم أثَراً ولا عيثرا " و " لا عثيرا "، عن يعقوب. وعثر مخفف، بلد باليمن. وعثر بالتشديد: موضع. قال الشاعر زهير:
_________
(1) في اللسان " وحفر الثأى العاثور "، وهو لبعض الحجازيين. وقبله: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة * وذكرك لا يسرى إلى كما يسرى -
(2) في المخطوطة: " عاثوراء ".
(3) الرجز للعجاج. وبعده:
زوراء تمطو في بلاد زور
(4) قوله والعثير، أي بوزن منبر. اه‍ مختار.

(2/736)


ليث بعثر يصطاد الرجال إذا * ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا - والعثرى بالتحريك: العِذْيُ، وهو الزَرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر.
[عجر] العُجْرَةُ بالضم: العُقْدة في الخشب أو في عروق الجسْد. وكعب بن عجرة من الصحابة. والعِجْرَةُ بالكسر: نوعٌ من العِمَّةِ. يقال: فلانٌ حسَنُ العِجْرَةِ. والعَجَرُ بالتحريك: الحجم والنتوء. يقال: رجلٌ أَعْجَرُ بيِّن العَجَرِ، أي عظيم البطن. وهمْيانٌ أَعْجَرُ، أي ممتلئٌ. والفحل الأَعْجَرُ: الضخم. ووظيفٌ عَجِرٌ وعَجُرٌ بكسر الجيم وضمها. أي غليظٌ. وعَجِرَ الرجل بالكسر يَعْجَرُ عَجَراً، أي غَلُظَ وسَمِنَ. وتَعَجَّرَ بطنه، أي تَعَكَّن. والمِعْجَرُ: ما تشدُّهُ المرأة على رأسها. يقال: اعْتَجَرَتِ المرأة. والاعْتِجار أيضاً: لفُّ العمامة على الرأس. قال الراجز (1) :
_________
(1) هو دكين، يمدح عمر بن هبيرة الفزارى أمير العراق، وكان راكبا على بغلة حسناء.

(2/737)


جاءت به معتجرا ببرده * سفواء تردى بنسيج وحده - وعجر الفرس، أي مدَّ ذنبَه نحو عَجُزه في العَدْو. ثم قيل: مرَّ الفرس يَعْجِرُ عَجْراً، إذا مَرَّ مرًّا سريعاً. وعَجَرَ عليه بالسيف، أي شدَّ عليه. ابن السكيت: عَجَرَ عنقَه يَعْجِرُها عَجْراً، أي ثناها. ويقال: عَجَرَ به بعيرُه عَجَراناً، كأنه أراد أن يركبَ به وَجْهاً فرجَع به قِبَلَ أُلاَّفهِ وأهلِه، مثل عَكَرَ به. وحكى بعضهم: عنجر الرجل، إذا مدَّ شفتيه وقلبهما. قال: والعنجرة بالشفة، والزنجرة بالاصبع. والعَجير: العِنَينَ، بالراء والزاي جميعاً، وهو الذي لا يأتي النساء. والعنجورة (1) : غلاف القارورة
[عذر] الاعْتِذارُ من الذنب. واعْتَذَرَ رجلٌ إلى إبراهيم النَخَعِيِّ (2) ، فقال له: " قد عَذَرْتُكَ غيرَ مُعْتَذِرِ، إن المعاذير يشوبها الكذب (3) ".
_________
(1) وكذا في القاموس. وفى اللسان: " العنجور ".
(2) في اللسان: " إلى عمربن عبد العزيز ".
(3) رسم في المطبوعة الاولى على أنه شعر وليس كذلك.

(2/737)


واعتذر بمعنى أعذر، أي صار ذاعذر. قال لبيد (1) : إلى الحول ثم اسمُ السلامِ عليكما * ومن يَبْكِ حولاً كاملاً فقد اعْتَذَرْ - والاعْتذارُ أيضاً: الدُروس. قال الشاعر (2) : أم كنتَ تعرفُ آيات فقد جَعَلَتْ * أطلالُ إلفك بالوَدْكاء تَعْتَذِرُ (3) - والاعْتذارُ: الاقتضاض (4) . وقولهم: عَذيرَكَ من فلان، أي هَلُمَّ من يَعْذِرُكَ منه، بل يلومُه ولا يلومك. قال الشاعر: عَذيرَ الحَيِّ من عَدْوا * نَ كانوا حَيَّةَ الأرض - والعُذْرَةُ: وَجَعُ الحلق من الدم. وذلك الموضع أيضاً يسمَّى عُذْرَةً، وهو قريب من اللهاة.
_________
(1) وقبله: فقوما وقولا بالذى قد علمتما * ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر - وقولا: هو المرء الذى لا خليله * أضاع ولا خان الصديق ولا غدر -
(2) ابن أحمر الباهلى.
(3) وقبله: بان الشباب وأفنى ضعفه العمر * لله درك أي العيش تنتظر - هل أنت طالب شئ ليست مدركه * أم هل لقلبك عن ألافه وطر -
(4) اقتض الجارية وافتضها، بالقاف وبالفاء، أي افترعها.

(2/738)


وعذرة الفرس: ما على المِنْسَج من الشَعر، والجمع عُذَرٌ. وقال الأصمعي: العُذْرَةُ: الخُصْلة من الشَعر. وأنشد لأبي النَّجم:
مَشى العَذارى الشُعْثِ ينفضن العذر * وعذرة: قبيلة من اليمن. والعذرة: كواكب في آخر المجرة خمسة. والعذرة: البكارة. والعَذْراء: البكر، والجمع العَذارى والعَذاري والعذراوات، كما قلنا في الصحارى. ويقال: فلان أبو عذرها، إذا كانَ هو الذي افْتَرَعَها وافْتَضَّها. وقولهم: ما أنتَ بذي عُذْر هذا الكلام، أي لستَ بأوّلِ من اقتضَبَه. والعَذِرَةُ: فِناءُ الدار، سمِّيت بذلك لأن العَذِرَةَ كانت تلقى في الأفنية. قال الحطيئةُ يهجو قومَه: لَعمري لقد جربتكم فوجدتكم * قباح الوجوه سيئ العذرات - أراد سيئين، فحذف النون للاضافة. ومدح في هذه القصيدة إبله فقال: مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضيفَ أهلِها * إذا النارُ أبدتْ أوجه الخَفِراتِ - فقال له عمر رضى الله عنه: بئس الرجل أنت، تمدح إبلك وتهجو قومك!

(2/738)


ويقال: عذرته فيما صنع أعْذِرُهُ عُذْراً وعُذُرًا، والاسم المَعْذِرَةُ والعُذْرى. قال الشاعر (1) : لله درّكِ إنى قد رميتهم * إنى حددت (2) ولا عُذْرَى لِمَحْدودِ (3) - وكذلك العِذْرَةُ، وهى مثل الركبة والجلسة. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ (4) - قال مجاهدٌ في قوله تعالى:
(بَلِ الإنسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ ولَوْ ألقى مَعاذيرَهُ) *: أي ولو جادَلَ عنها. والعِذارُ لِلدابة، والجمع عُذُرٌ. وكذلك عِذارُ الرجُل: شَعره النابتُ في موضع العِذارِ. تقول منه: عَذَرْتُ الفرسَ بالعِذارِ أعْذِرُهُ وأعْذُرُهُ، إذا شددتَ عِذارَهُ. وكذلك أعذرته بالالف.
_________
(1) هو الجموح الظفرى.
(2) في اللسان وكذلك في المخطوطة: " لولا حددت " وهو الصواب كما قال ابن برى.
(3) وقبله: قالت أمامة لما جئت زائرها * هلا رميت ببعض الاسهم السود -
(4) تا في قوله إن تا: اسم يشار به إلى المؤنث مثل ته، وذه، وتان للتثنية، وأولاء للجمع. وفى ديوانه: " ها إن ذى عذرة ". قال شارحه: ذى بمعنى هذه. والعذرة بمعنى الاعتذار. ويروى: " فإن صاحبها مشارك النكد ".

(2/739)


والعذار: سمة في موضع العِذارِ. ويقال للمنْهَمِكِ في الغَيِّ: خَلَعَ عِذارَه والعِذارُ في قول ذى الرمَّة:
عِذارَيْنِ في جرداءَ وعْثٍ خُصورُها (1) *: حَبْلان (2) مستطيلان من الرمل، ويقال طريقان. وعَذَرَ الغلامَ: خَتَنَهُ. قال الشاعر: في فتية جعلوا الصليب إلههم * حاشاى إنى مسلم معذور - قال أبو عبيد: يقال: عَذَرْتُ الغلامَ والجارية أعْذُرُهُما عَذْراً، أي خَتَنْتُهُما. وكذلك أعْذَرْتُهُما. والأكثر خَفَضْت الجارية. وعَذَرَهُ الله من العُذْرَةِ فَعُذِرَ وعَذَرَ، وهو مَعْذورٌ، أي هاج به وجعُ الحلْق من الدم. قال جرير: غمز ابن مُرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها * غَمْزَ الطبيب نغانغ المعذور - وعذرى، أي كثرت عيوبه وذنوبه. وكذلك أعْذَرَ. وفي الحديث: " لن يَهلِكَ الناسُ حتَّى يُعْذِروا من أنفسهم "، أي تكثر ذنوبهم وعيوبهم.
_________
(1) في المطبوعة الاولى. " حضورها " صوابه من اللسان. وصدره:
ومن عاقر ينفى الالاء سراتها *.
(2) قوله حبلان، بالمهملة، كما هو ظاهر، وغلط المترجم فجعله بالجيم. قاله نصر.

(2/739)


قال أبو عبيد، ولا أراه إلا من العذر، أي يستوجبون العقوبة فيكون لمن يعذبهم العذر. والتعذير في الامر: التقصير فيه. والعاذِرُ: أثر الجُرْح. قال ابن أحمر: أزاحمهم في الباب إذ يَدْفعونَني * وفي الظَهْرِ منِّي من قَرا البابِ عاذِرُ - تقول منه: أعْذَرَ به، أي ترك به عاذِراً. والعَذيرةُ مثله. والعاذِرُ: لغة في العاذِلِ، أو لثغة، وهو عِرْقُ الاستحاضة. وأعْذَرَ في الأمر، أي بالَغَ فيه. ويقال: ضُرِب فلان فاُعْذِرَ، أي أُشرِفَ به على الهلاك. وأعْذَرَتِ الدار، أي كثُرت فيها العَذِرَةُ. وأعْذَرَ الرجلُ: صار ذا عُذْرٍ. وفي المثل: " أعْذَرَ من أنْذَرَ ". قال الشاعر (1) : على رِسلكُمْ إنَّا سنُعدي وراءكم * فتمنعكم أرحامنا أو سنعذر - أي سنصنع ما نُعْذَرُ فيه. قال أبو عبيدة: أعْذَرْتُهُ بمعنى عَذَرْتُهُ. وأنشد للأخطل: فإنْ تكُ حربُ ابْنَيْ نِزارٍ تَواضَعَتْ * فقد أعْذَرَتْنا في كِلابٍ وفي كَعْبِ -
_________
(1) زهير.

(2/740)


أي جعلَتنا ذوي عُذْرٍ. والإعْذارُ: طعام الخِتان، وهو في الأصل مصدرٌ. والعَذيرَةُ مثله. الأصمعي: لقيت منه عاذروا، أي شرا، وهى لغة في العاثور أو لُثْغة. ونعذر عليه الامر، أي تعسر. وتَعَذَّرَ أيضاً من العَذِرَةِ، أي تلطّخ. وتَعَذَّرَ بمعنى اعْتَذَرَ واحتجَّ لنفسه. قال الشاعر: كأنَّ يدَيْها حينَ يَقْلَقُ ضَفْرُها * يَدا نَصَفٍ غَيْري تَعَذَّرُ من جُرْمِ - وتَعَذَّرَ الرسمُ، أي دَرَسَ. وقال الشاعر (1) : لعِبتْ بها هوجُ الرِياحِ فأصبحت * قَفْراً تَعَذَّرُ غير أورقَ هامِدِ (2) - وعَذَّرَهُ تَعْذيراً، أي لَطَخه بالعَذِرَةِ. و * (المعذرون من الاعراب) *، يقرأ بالتشديد والتخفيف. فأمَّا " المُعَذِّرُ " بالتشديد فقد يكون محقًّا وقد يكون غير محقّ. فأمَّا المحقّ فهو في المعنى المعتذر لأنَّ له عُذْراً، ولكن التاء قلبت ذالا
_________
(1) ابن ميادة.
(2) قبله: ما هاج قلبك من معارف دمنة * بالبرق بين أصالف وفدافد -

(2/740)


فأدغمت فيها وجعلت حركتها على العين، كما قرئ:
(يخصمون) * بفتح الخاء. ويجوز كسر العين لاجتماع الساكنين، ويجوز ضمها اتباعا للميم. وأما الذى ليس بمحقٍّ فهو المُعَذِّرُ، على جهة المُفَعِّلِ، لأنّه الممرِّض والمقصِّر يَعْتذِرُ بغير عُذْرٍ. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يُقرأ عنده:
(وجاءَ المُعْذِرونَ) * مخفّفة من أَعْذَرَ، وكان يقول: واللهِ لهكذا أُنْزِلَتْ. وكان يقول: لعن الله المُعَذِّرينَ! وكأنَّ الأمر عنده أن المُعَذِّرَ بالتشديد هو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالاً من غير حقيقةٍ له في العُذْرِ، وهذا لا عُذْرَ له. والمُعْذِرُ: الذي له عُذْر. وقد بيَّنا الوجه الثاني في المشدَّد. والمُعَذَّرُ: بفتح الذال، موضع العِذارَينِ. ويقال: عَذِّرْ عينَ بعيرك، أي سِمْهُ بغَير سِمَةِ بعيري، ليُتعارفَ إبلُنا. والعاذورُ: سِمةٌ كالخط، والجمع العَواذيرُ. ومنه قول الشاعر (1) :
_________
(1) أبو وجزة السعدى، واسمه يزيد بن أبى عبيد. يصف أياما له مضت طيبة.

(2/741)


وذو حَلَقٍ تُقضى العَواذيرُ بينها (1) * تروح بأخطارٍ عظام اللواقحِ (2) - والعَذيرُ: الحال التي يُحاوِلُها المرء يَعْذَرُ عليها. قال العجّاج: جارِيَ لا تَسْتنكِري عَذيري * سَيْري، وإشفاقي على بَعيري - يريد يا جارية، فرخَّم. والجمع عُذُرٌ، مثل سرير وسرر. وقد جاء في الشعر مخفَّفاً. وأنشد أبو عبيدٍ لحاتم: أماويَّ قد طالَ التجنُّبُ والهَجْرُ * وقد عذَرتني في طلابكُم عُذْرُ (3) - والعَذَوَّرُ: السيئ الخلق. قال الشاعر (4) : إذا نزل الاضياف كان عذروا * على الحيِّ حتَّى تستقلَّ مَراجِلُهُ (5) - وحِمارٌ عذور: واسع الجوف.
_________
(1) في اللسان: " بينه ".
(2) الاخطار: جمع خطر، وهى الابل الكثيرة وفى اللسان: " يلوح بأخطار عظام اللقائح ". وفى المطبوعة الاولى: " تروح بأحضار " تحريف. وقبله: إذا الحى والحوم الميسر وسطنا * وإذ نحن في حال من العيش صالح -
(3) في اللسان وديوانه: " العذر ".
(4) زينب بنت الطثرية، ترثى أخاها.
(5) وقبله: يعينك مظلوما وينجيك ظالما * وكل الذى حملته فهو حامله - (94 - صحاح - 2)

(2/741)


[عذفر] جمل عُذافِرٌ، وهو العظيم الشديد وناقة عذافرة. وعذافر: اسم رجل. ويسمى الاسد عذافرا.
[عرر] الأمويّ: العَرّ، بالفتح: الجَرَب. تقول منه: عَرَّتِ الإبل تَعِرُّ، فهي عَارَّةٌ. وحكى أبو عبيد: جمل أَعَرُّ وعَارٌّ، أي جَرِبٌ. والعُرُّ بالضم: قروح مثل القوباء (1) تخرج بالإبل متفرِّقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثل الماء الأصفر، فتكوى الصحاح لئلا تُعديها المِراض. تقول: منه عرَّتِ الإبل، فهي مَعرورَةٌ. قال النابغة: فحَّملتَني ذنبَ امرئٍ وتركتَه * كذي العُرِّ يكوى غيره وهو راتع - قال ابن دريد: من وراه بالفتح فقد غلط، لان الجرب لا يكوى منه. ويقال: به عُرَّةٌ، وهو ما اعْتَراه من الجنون. قال امرؤ القيس: ويَخْضِدُ في الآريِّ حتَّى كأنما * به عرة أو طائف غير معقب (2) -
_________
(1) القوباء والقوباء.
(2) سبق برواية: " حتى كأنه به عرة ".

(2/742)


والعرة أيضا: البعر والسرجين وسلح الطير. تقول: منه أعزت الدار. وعَرَّ الطَيْرُ يَعُرُّ عَرَّةً: سلح. وفلان عُرَّةٌ وعَارورٌ وعَارورةٌ، أي قَذِر. وهو يّعُرُّ قومه، أي يدخل عليهم مكروهاً يلطخهم به. والمَعَرَّةُ: الإثم. ويقال: اسْتَعَرَّهُمُ الجربُ، أي فشا فيهم. والعَرارُ: بهار البرّ، وهو نبت طيِّب الريح، الواحدة عرارة. وقال الشاعر (1) : تمتَّعْ من شميمِ عرار نجدٍ * فما بعدَ العشيَّة من عَرارِ (2) - وعرار مثل قطام: اسم بقرة. وفى المثل: " باءت عرار بكحل "، وهما بقرتان انتطحتا فماتتا جميعا، باءت هذه بهذه. يضرب هذا لكل مستويين. قال ابن عنقاء الفزارى: باءت عرار بكحل والرفاق معا * فلا تمنوا أمانى الاباطيل - والعرارة بالفتح: سوء الخلق، واسم فرس. وقال الكلحبة:
_________
(1) الصمة بن عبد الله القشيرى.
(2) قبله: أقول لصاحبي والعيس تهوى * بنا بين المنيفة فالضمار -

(2/742)


تسائلني بنو جشم بن بكر * أغراء العرارة أم بهيم - كميت عير محلفة ولكن * كَلَوْنِ الصِرْفِ عُلَّ به الأَديمُ - ويقال: هو في عَرارَةِ خيرٍ، أي في أصل خير. وقال الأصمعيُّ: العَرارَةُ: الشدَّة. وأنشد للأخطل: إن العَرارَةَ والنُبوحَ لدارمٍ (1) * والعزُّ عند تكامُل الأحْسابِ - وعارَّ الظليم يُعارُّ عِراراً، وهو صوته. وبعضهم يقول: عر الظليم يعر عرارا، كما قالوا: زمر النعام يزمر زمارا. وعرارا أيضا: اسم رجل، وهو عرار بن عمرو ابن شأس الاسدي، قال فيه أبوه (2) :
_________
(1) قال ابن برى: صدر البيت للاخطل وعجزه للطرماح، فإن بيت الاخطل كما أوردناه أولا، أي: إن العرارة والنبوح لدرام * والمستخف أخوهم الاثقالا - وبيت الطرماح: إن العرارة والنبوح لطيئ * والعز عند تكامل الاحساب - وقبله: يا أيها الرجل المفاخر طيئا * أعزبت لبك أيما إعزاب -
(2) لهذه الابيات نادرة لطيفة ذكرها ترجمة الظليم من حياة الحيوان.

(2/743)


أرادت عرارا بالهوان ومن يرد * عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم - فإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ * فإنِّي أحبُّ الجون ذا المنكب العمم - وتعار الرجل من الليل، إذا ذهب من نومه مع صوت. والعرعر: شجر السرو، واسم موضع. قال امرؤ القيس:
وحلت سليمى بطن ظبى فعرعرا (1) * ويروى: " بطن قو ". والعرعرة: لعبة للصبيان. وعرعار أيضاً، بُنيَ على الكسر، وهو معدول من عرعرة، مثل قرقار من قرقرة. قال النابغة: مُتكنِّفَيْ جَنْبَيْ عكاظَ كِلَيهما * يدعو وليدُهم بها عَرْعارِ (2) لأنَّ الصبيَّ إذا لم يجد أحداً رفعَ صوته فقال: عَرْعارِ! فإذا سمِعوه خرجوا إليه فلَعبوا تلك اللُعبة. وعَرْعَرْتُ رأسَ القارورة، إذا استخرجتَ صمامها. وعُرْعُرَةُ الجبل بالضم: أعلاه. وكذلك السنام، وعرعرة الانف.
_________
(1) صدره:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا
(2) في ديوانه:
يدعو بها ولدانهم عرعار:

(2/743)


ويقال: ركب عُرْعُرَهُ، إذا ساء خُلُقه، كما يقال: ركب رأسه. وعر أرضه يَعُرُّها، أي سمَّدها. والتَعْريرُ مثله. ونخلةٌ مِعْرارٌ، أي مِحْشافٌ. الفراء: عَرَرْتُ بك حاجتي، أي أنزلتُها. وعَرَّهُ بِشَرٍّ، أي لَطَخه به، فهو مَعْرورٌ. وعَرَّهُ، أي ساءه. قال العجّاج (1) : ما آيبٌ سَرَّك إلا سَرَّني * نُصْحاً ولا عَرَّكَ إلا عَرَّني - والعَريرُ في الحديث: الغريب. وبعير أعر بين العرر: الذى لاسنام له. تقول منه: أعَرَّ الله البعير. والمُعْتَرُّ: الذي يتعرَّض للمَسْألة ولا يسأل. وجزور عراعر، بالضم، أي سمينة. واسم موضع أيضا. قال النابغة (2) : زيد بن بدر حاضر تعراعر * وعلى كثيب مالك بن حمار - ومنه ملح عراعرى.
_________
(1) قال ابن برى: الرجز لرؤبة بن العجاح كما أورده الجوهرى. قاله يخاطب بلال بن أبى بردة، بدليل قوله: أمسى بلال كالربيع المدجن * أمطر في أكناف غيم مغين -
(2) في ديوانه: " زيد بن زيد ". وروى أبو عبيدة:
وبنو عميرة حاضرون عراعرا:

(2/744)


والعراعر أيضا: السيِّد، والجمع عَراعِرُ بالفتح. قال الكُميت: ما أنتَ من شَجَر العُرى * عند الأُمور ولا العَراعِرْ - وقال مهلهل: خلعَ الملوكَ وصار تحت لوائه * شجر العرى وعَراعِرُ الأقوامِ - والعَراعِرُ أيضاً: أطراف الأسنِمة، في قول الكميت: سَلَفَى نزارٍ إذ تحولت المناسم كالعراعر
[عزر] التَعْزير: التعظيم والتوقير. والتعزير أيضاً: التأديب، ومنه سمِّي الضرب دون الحدّ تَعْزيراً. وعَزَّرْتُ الحمار: أو قرته. والعيزار: شجر وأبو العيزار: كُنية طائر طويلِ العنق: تراه أبداً في الماء الضحضاح، ويسمى السبيطر. وعزير: اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا، مثل نوح ولوط، لانه تصغير عزر.
[عسر] العُسْرُ: نقيض اليسر. يقال: عسر وعسر. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يثقله

(2/744)


ومنهم من يخففه، مثل عسر وعسر، ورحم ورحم، وحلم وحلم. وقد عسر الامر بالضم يَعسُرُ عُسْراً، فهو عَسيرٌ: وعسر عليه الامر بالكسر يعسر عسرا، أي التاثَ، فهو عَسِرٌ. وعَسَرتِ الناقة بذنبها تعسر عسرانا، مثل ضربت تضرب ضربانا، إذا شالت به. قال ذو الرمة: إذا هي لم تعسر به ذببت (1) به * تحاكي به سدو (2) النجاء الهمرجل - وعسرت الغريم أعسره وأعسِرُهُ عَسْراً، إذا طلبتَ منه الدين على عُسْرَتِهِ. وعَسَرَتِ المرأةُ، إذا عَسُرَ ولادها. وعَسَرَني فلانٌ، أي جاء على يساري. ويقال: رجلٌ أعْسَرُ بَيِّن العَسَرِ، للذي يعمل بيساره، وأمَّا الذي يعمل بكلتا يديه فهو أعْسَرُ يَسَرٌ، ولا تقل أعسر أيسر. وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه أعسر يسرا. وعقاب عسْراء: ريشها من الجانب الأيسر أكثر من الايمن.
_________
(1) في اللسان: " ذنبت ".
(2) السدو: السير اللين. في المطبوعة الاولى: " شدو " صوابه من اللسان.

(2/745)


وحمام أعسر: بجناحِهِ من يساره بياض. وأعْسَرَ الرجل: أضاق. المعاسرة: ضد المياسرة. والتعاسُرُ: ضدُّ التياسُر والمعْسورُ: ضدُّ الميسور، وهما مصدران. وقال سيبويه: هما صفتان. ولا يجئ عنده المصدر على وزن المفعول البتة، ويتأول قولهم: دعه إلى ميسوره وإلى معسوره، ويقول: كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه، وإلى أمر يعسر فيه ويتأول المعقول أيضا. والعسرى: نقيض اليسرى. والعَسَرَةُ، بالتحريك: القادِمةُ البيضاء. ويقال عقابٌ عَسْراءُ: في يدها قوادم بِيض. والعَسيرُ: الناقة إذا اعتاطَتْ عامَها فلم تَحمِل. والعسير: الناقة التي لم تُرَضْ. وقد اعْتَسَرْتها إذا ركبتها قبل أن تراض. واعْتَسَرَهُ: مثل اقتَسره. قال ذو الرمة: أناس أهكلوا الرؤساء قتلا * وقادوا الناس طوعاً واعْتِسارا - واعْتَسَرَ الرجلُ من مال ولدِه، إذا أخذَ من ماله وهو كارهٌ. وناقة عوسرانية: ركبت قبل أن تراض. وجمل عوسرانى.

(2/745)


[عسبر] العِسْبارَةُ (1) : ولد الضبع من الذئب، الذكر والأنثى فيه سواء. قال الكميت: وتجمع المتفرقو * ن من الفراعل والعسابر - والفرعل: ولد الضبع من الضبعان.
[عسجر] العَيْسَجورُ من النُوق: الصُلْبة.
[عسكر] العَسْكَرُ: الجيش. والعَسْكران: عَرَفَةُ ومنًى. والعَسْكَرَةُ: الشِدَّةُ. قال طرفة:
ظلَّ في عَسْكَرةٍ من حبِّها (2) * وعَسْكَرَ الرجلُ فهو مُعَسْكِرٌ. والمُعَسْكَرُ بفتح الكاف: الموضع.
[عشر] عَشَرَةُ رجال وعَشْرُ نسوة. قال ابن السكيت: ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر، وكذلك إلى تسعة عشر، إلا اثنى عشر فإن العين لا تسكن لسكون الالف والياء.
_________
(1) وكذا العسبار.
(2) عجزه:
ونأت شحط مزار المدكر:

(2/746)


وقال الاخفش: إنما سكنوا العين لما طال الاسم وكثرت حركاته. وتقول: إحدى عَشِرَةَ امرأة، بكسر الشين. وإن شئت سكَّنت إلى تِسْعَ عَشْرَةَ. والكسر لأهل نجد، والتسكين لأهل الحجاز. وللمذكَّر أحَدَ عَشَرَ لا غير. وعِشْرون: اسمٌ موضوع لهذا العدد، وليس بجمع لعشرة، لانه لا دليل على ذلك، فإذا أضفت أسقطت النون، قلت: هذه عشروك وعشرى، تقلب الواو ياء للتى بعدها فتدغم. والعشر: الجزء من أجزاء العَشَرَةِ، وكذلك العَشيرُ: وجمع العَشيرِ أعشراء، مثل نصيب وأنصباء. وفى الحديث: " تسعة أعشراء الرزق في التجارة ". ومعشار الشئ: عُشْرُهُ. ولا يقولون هذا في شئ سوى العشر. وعشرت القوم أعْشَرُهُم، بالضم عُشْراً مضمومة، إذا أخذت منهم عُشْرَ أموالهم. ومنه العاشر والعشار. وعشرت قوم أعشرهم بالكسر عَشْراً بالفتح، أي صِرتُ عاشِرَهُم. والعِشْرُ بالكسر: ما بين الوِرْدين، وهو ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الاظماء كلها بالكسر. وليس لها بعد العشر اسم

(2/746)


إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عشران، وهو ثمانية عشر يوما. فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، وإنما هي جوازئ. وأعشر الرجل، إذا وردت إبله عِشراً. وهذه إبلٌ عواشِرُ. وأعشَرَ القومُ: صاروا عَشرة. والمُعاشَرَة: المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. والاسم العِشْرَةُ. والعُشَرُ، بضم أوَّله: شجرٌ له صمغ، وهو من العِضاه، وثمرته نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخة القَتاد الاصفر. الواحد عشرة، والجمع عشر وعشرات. ويقال أيضا لثلاث ليال من ليالى الشهر: عشر، وهى بعد التسع. وكان أبو عبيدة يبطل التسع والعشر، إلا أشياء منه معروفة، حكى ذلك عنه أبو عبيد. ويوم عاشوراء وعشوراء أيضا، ممدوان، والمعاشر: جماعات الناس، الواحد معشر. والعشيرة: القبيلة. وسعد العشيرة. أبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مذحج. والعشير: المعاشر. وفي الحديث: " إنّكُنَّ تُكثِّرن اللعن وتَكْفُرْنَ العَشِير " يعني الزوج، لأنه يُعاشِرُها وتُعاشِرهُ. وقال الله تعالى:
(لبئس المولى ولبئس العشير) *.

(2/747)


وعشار بالضم: معدول من عشرة. تقول: جاء القوم عُشارَ عُشارَ، أي عشرة عشرة. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أُحادَ وثُناءَ وثُلاثَ ورباع، إلا في قول الكميت: ولم يَسْتَريثوكَ حتَّى رمَيْ‍ * تَ فوق الرِجال خِصالاً عشارا - والعشارى: ما يقع طوله عشرة أذرع. والعِشارُ، بالكسر: جمع عشرا، وهى الناقة التى أتت عليها من يوم أرسل فيها الفحلُ عَشَرَةُ أشهر وزال عنها اسم المخاض، ثمَّ لا يزال ذلك اسمها حتَّى تضع وبعد ما تضع أيضاً. يقال: ناقتان عشراوان، ونوق عشار وعشراوات، يبدلون من همزة التأنيث واوا. وقد عَشَّرَتِ الناقة تَعْشيراً، أي صارت عشراء. وبنو عشراء أيضا: قوم من بنى فزارة. وتعشير المصاحف: جعل العواشر فيها. وتعشير الحمار: نَهيقُه عشرةَ أصواتٍ في طَلَقٍ واحد. قال الشاعر (1) : لَعمري لئن عَشَّرتُ من خِيفة الردى * نُهاقَ الحميرِ (2) إنَّني لجزوع -
_________
(1) هو عروة بن الورد.
(2) في اللسان: " نهاق حمار ".

(2/747)


وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباءٍ بلدٍ عَشروا كتَعْشيرِ الحِمار قبل أن يدخلوها، وكانوا يزعُمون أنَّ ذلك ينفعهم. وأعْشارُ الجزور: الأنصباء. قال امرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضربي * بسهمَيْكِ في أعْشارِ قلبٍ مقتل - يعني بالسهمين: الرقيبَ والمُعَلَّى من سهام المَيْسر، أي قد حُزْتِ القلبَ كلَّه (1) . وبرمةٌ أعْشارٌ، إذا انكسرت قطعاً قطعاً. وقلبٌ أعْشارٌ جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رُمح أقصادٌ. والأعْشارُ: قوادمُ ريشِ الطائر. قال الشاعر (2) : إن تكن كالعقاب في الجو فالقع‍ * - بان تهوى كواسر الاعشار - وتعشار، بكسر التاء: موضع قال الشاعر: لنا إبل يعرف الذعر بينها (3) * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه -
[عشزر] العشنزر: الشديد. أنشد أبو عبيدة لابي الزحف الكليبي:
_________
(1) انظر تحقيق هذا المعنى بإسهاب في كتاب الميسر والازلام، من تأليف عبد السلام هارون.
(2) هو الاعشى.
(3) في اللسان: " لم تعرف الذعر ".

(2/748)


ودون ليلى بلد سمهدر * جدب المندى عن هوانا أزور * ينضى المطايا خمسه العشنزر * المندى: حيث يرتع. والانثى عشنزرة. قال الهذلى (1) في صفة الضبع: عشنزرة جواعرها ثمان * فويق زماعها وشم حجول - وصفها بكثرة الجعر، كأن لها جواعر كثيرة كما يقال: فلان يأكل في سبعة أمعاء وإن كان له معى واحد. وهو مثل لكثرة أكله.
[عصر] العَصْرُ: الدهر، وفيه لغتان أخريان: عصر وعصر، مثل عسر وعسر. قال امرؤ القيس: الأعم صباحا أيها الطللُ البالي * وهل يَعِمْنَ من كان في العُصُرِ الخالي - والجمع عصور. قا العجاج: والعصر قبل هذه العُصورِ * مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ - والعَصْرانِ: الليل والنهار. قال حميد ابن ثَور: ولن يَلبَثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌ * إذا طَلبا أن يدركا ما تيمما -
_________
(1) هو الاعلم حبيب بن عبد الله.

(2/748)


والعصران أيضا: الغداةُ والعشيّ. ومنه سمِّيت صلاة العَصْرِ. قال الشاعر: وأمطُلُه العَصْرَيْنِ حتَّى يملَّني * ويرضَى بِنصف الدَين والأنفُ راغِمُ - يقول: إنه إذا جاءني أوَّل النهار وعَدْتُه آخره. قال الكسائيّ: يقال: جاءني فلانٌ عصرا، أي بطيئا، حكاه عنه أبو عبيد. والعصر بالتحريك: الملجأ والمَنْجاة. والعَصَرُ أيضاً: الغُبار. وفي الحديث: " مرّت امرأةٌ متطيِّبة لذيلها عصر ". وبنو عصر أيضا من عبد القيس، منهم مرجوم العصرى. والعصرة بالضم: الملجأ. قال أبو زُبَيدٍ: صادياً يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ * ولقد كان عُصْرَةَ المنجودِ - والعُصْرَةُ أيضاً: الدِنْيَة. يقال: هؤلاء موالينا عصرة، أي دنية، دون مَن سواهم. واعْتَصَرْتُ بفلان وتَعَصَّرْتُ، أي التجأت إليه. والمُعْتَصِرُ: الذى يصيب من الشئ ويأخذ منه. وقال ابن أحمر: وإنَّما العيش بِرُبَّانِهِ * وأنت من أفنانه تعتصر (1) -
_________
(1) في اللسان: " معتصر ".

(2/749)


قال أبو عبيد: ومنه قول طَرفة: لو كان في أملاكنا مَلِكٌ (1) * يَعْصِرُ فينا كالذي تَعْتَصِرْ (2) - وكذلك قوله تعالى:
(فيه يُغاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرون) * وقال أبو عبيدة: يَعْصِرون، أي ينجون، وهو من العُصْرَةِ، وهي المَنْجاة. وقال أبو الغوث: يَسْتَغِلُّون، وهو من عَصْرِ العنب. واعْتَصَرْتُ مالَه، إذا استخرجتَه من يده. وفي الحديث: " يَعْتَصِرُ الوالد على وَلَده في ماله " أي يمنعه إيّاه ويَحبِسه عنه. وعَصَرْتُ العنب واعْتَصَرْتُهُ، فانْعَصَر وتَعَصَّرَ. وقد اعْتَصَرْتُ عَصيراً، أي اتَّخَذْتُهُ. وقول أبي النجم: خَوْدٌ يُغَطِّي الفَرعُ منها المؤتَزَرْ * لو عُصْرَ منه البانُ والمِسكُ انْعَصَرْ - يريد عُصِرَ فخفَّف. والاعتِصارُ: أن يَغَصَّ الإنسانُ بالطعام فَيَعْتَصِرَ بالماء، وهو أن يشربه قليلاً قليلاً ليسيغه. قال عديُّ بن زيد:
_________
(1) في اللسان: " واحد ".
(2) في الديوان واللسان: " تعصر "، وفسره في اللسان بقوله: " أي يعطينا كالذى تعطينا ".
(95 - صحاح - 2)

(2/749)


لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ * كنتُ كالغصان بالماء اعْتِصاري - والعُصارَةُ: ما سال عن العَصْرِ، وما بقي من الثُفْل أيضاً بعد العَصْرِ. والمِعْصَرَةُ: بكسر الميم: ما يُعْصَرُ فيه العنب. وفلان كريم المَعْصَرِ، بالفتح، أي كريم عند المسألة. والمُعْصِرُ: الجارية أوَّلَ ما أدرَكتْ وحاضت يقال: قد أعْصَرَتْ، كأنَّها دخلت عَصْرَ شبابها أو بَلَغتْهُ. قال الراجز (1) : جارية بِسَفَوانَ دارُها * تمشي الهُوَيْنى ساقطاً خِمارُها * يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها (2) إزارها * قد أعصرت أو قددنا إعصارها * والجمع معاصر. ويقال: هي التي قاربت الحيضَ، لأنَّ الإعصارَ في الجارية كالمراهَقَة في الغلام. سمعته من أبى الغوث الاعرابي. وقولهم: لا أفعله ما دام للزَيت عاصِرٌ، أي أبداً. والمُعْصِراتُ: السحائب تُعْتَصَرُ بالمطر. وعصِرَ القوم (3) ، أي مطروا. ومنه قرأ بعضهم:
(وفيه يعصرون) *.
_________
(1) منظور بن مرثد الاسدي
(2) في المطبوعة الاولى: " غلمها ".
(3) في المخطوطة: " وأعصر القوم ". لكن في المختار: عصر القوم، على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي مطروا.

(2/750)


والاعصار: ريح تهبُّ تُثير الغبار، فيرتفع إلى السماء كأنه عمود. قال الله تعالى:
(فأصابَها إعْصارٌ فيه نارٌ) *. ويقال: هي ريحٌ تثير سحاباً ذات رعد وبرق. ويعصر وأعصر: اسم رجل، لا ينصرف لانه مثل يقتل وأقتل. وهو أبو قبيلة منها باهلة. والعنصر والعنصر: الاصل والحسب.
[عصفر] العُصْفُرُ: صِبْغ. وقد عَصْفَرْتُ الثوبَ فتَعَصْفَرَ. والعُصفورُ: طائر، والأنثى عُصْفورَة. والعصفور: عظمٌ ناتئٌ في جبين الفرس، وهما عَصْفوران يَمْنةً ويَسْرة. والعُصْفورُ: قِطعةٌ من الدِماغ، كأنَّه بائن منه، وبينهما جُلَيدة. وعَصافيرُ القتب: عَراصيفها، مقلوبة منها، وهي أربعة أوتادٍ يُجْعَلْنَ بين رءوس أحناء القَتَب، في رأس كلِّ حِنْوٍ وتِدانِ مشدودان بالعَقب أو بجلود الإبل. وفيه الظَلِفاتُ. وعصفور إلا كاف: عرصوفه، على القلب، وهو قعطة خشب، مشدود بين الحنوين المقدمين. وفى الحديث: " قد حرمت المدينة أن تعضد أو تخبط إلا لعصفور قتب، أو مسد محالة، أو عصا حديدة ".

(2/750)


وعصافير المنذر: إبل كانت للملوك نجائب. قال حسان بن ثابت: " فما حسدت أحدا حسدي للنابغة حين أمر له النعمان بن المنذر بمائة ناقة بريشها من نوق عصافيره، وجام وآنية من فضة ".
[عطر] العِطْرُ: الطيب. تقول منه: عَطِرَتِ المرأة بالكسر تَعْطَرُ عَطَراً، فهي عَطِرَةٌ ومُتَعَطِّرَةٌ، أي متطيِّبة. ورجل مِعْطيرٌ، كثير التعطُّرِ، وكذلك امرأة معطير ومعطار. وأما قول العجاج يصف الحمار والاتن:
يتبعن جأبا كمدق المعطير * فإنه يريد العطار. وناقة عطرة ومِعطار، أي كريمة. وإبل مُعْطَراتٌ: كأنَّ على أوبارها صِبْغاً من حُسنها. قال الشاعر: هجاناً وحمراً معطرات كأنها * حصى مغرة ألوانها كالمجاسد -
[عفر] العَفَرُ، بالتحريك: التراب. والعَفَرُ أيضاً: أوّلُ سَقيةٍ سُقيها الزرع. وعَفَرَهُ في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً، وعفره تعفيرا، أي مرغه.

(2/751)


والتعفير في الفِطام: أن تمسح المرأة ثديها بشئ من التراب تنفيرا للصبيّ. ويقال: هو من قولهم: لقيتُ فلاناً عن عُفْرٍ بالضم، أي بعد شهرٍ ونحوه، لأنَّها ترضعه بين اليوم واليومين، تبلو بذلك صبره. وهذا المعنى أراد لبيد بقوله: لمعفر قَهْدٍ تنازَعَ (1) شِلوَهُ * غُبْسٌ كواسِبُ لايمن طعامها - وتعفير اللحم: تجفيفه على الرمل في الشمس. واسم ذلك اللحم العفير وانعفر الشئ، أي تترب. واعتفر مثله. وقال المرّار يصف شَعر امرأةٍ بالكثافة والطول: تهلك المدارة في أكنافه * وإذا ما أَرْسَلَتْهُ يَعْتَفِرْ - ويروى: " ينعفر ". ويقال: اعْتَفَرَهُ الأسد، إذا فَرَسَهُ. والتعفيرُ: التَبْييضُ. وفي الحديث: أنَّ امرأةً شكت إليه أنَّ مالها لا يزكو، فقال: ما ألوانها؟ قالت: سودٌ فقال: " عَفِّري "، أي استبدلي أغناماً بيضاً، فإنَّ البركة فيها. والعَفيرُ من النساء: التي لا تهدى لجارتها شيئا. قال الكميت: وإذا الخرد اغتررن من المح‍ * - ل وصارت مهداؤهن عفيرا. -
_________
(1) في اللسان: " ينازع ".

(2/751)


والعفير: السويق الملتوتُ بلا أدْمٍ. والأعْفَرُ: الأبيض وليس بالشديد البياض. وشاةٌ عَفْراءٌ: يعلو بياضها حمرةٌ. أبو عمرو: العُفْرُ من الظباء: التي يعلو بياضها حمرةٌ، قصار الأعناق، وهي أضعف الظباء عَدواً، تسكن القفاف وصلابة الأرض. قال الكميت: وكُنَّا إذا جَبَّارُ قومٍ (1) أرادنا * بكيدٍ حملناهُ على قَرنِ أعْفَرا - يقول: نقتله ونحمل رأسه على السنان. وكانت تكون الاسنة فيها مضى، من القرون. والعفراء من الليالي: ليلة ثلاثَ عشرة. والمَعْفورةُ: الأرض التي أُكِل نبتها. واليَعْفور: الخِشْفُ، وولد البقرة الوحشية أيضاً. وقال بعضهم: اليَعافيرُ تيوس الظباء. والاسود بن يعفر الشاعر إذا قتله بفتح الياء لم تصرفه، لانه مثل يقتل. وقال يونس: سمعت رؤبة يقول: أسود بن يعفر بضم الياء وهذا ينصرف لانه قد زال عنه شبه الفعل. والعفار: شجر تقدح منه النار. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نارٌ، واستمجد المَرْخُ والعَفارُ ". والعَفار أيضاً: إصلاح النخلة وتلقيحها. يقال: كنا في العَفار وهو بالفاء أشهر منه بالقاف.
_________
(1) في المخطوطة: " جبار أرض ".

(2/752)


والعفارُ: لغة في القفار، وهو الخبز بلا أدم. والعفر بالكسر: الخنزير الذكر. والعِفْرُ: الرجل الخبيث الداهي. والمرأة عفرة. قال أبو عبيدة: العفريت من كل شئ: المبالغ يقال: فلانٌ عِفْريتٌ نفريتٌ، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ. وفى الحديث: " إن الله تعالى يبغض العفرية النفرية، الذى لا يرزأ في أهل ولا مال ". والعفرية: المصحح. والنفرية إتباع. قال: والعفارية مثل العفريت، وهو واحد. وأنشد لجرير: قرنت الظالمين بمر مريس * يذل لها العفارية المريد - قال الخليل: شيطانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْريت، وهم العفارية والعغاريت، إذا سكنت الياء صيرت الهاء تاء، وإذا حركتها فالتاء هاء في الوقف. قال ذو الرمّة: كأنَّه كوكبٌ في إثر عِفْرِيَةٍ * مُسَوَّمٌ في سواد الليل منقضب - والعفرية أيضا: الداهية. والعُفْرَةُ بالضم: شعرةُ القفا من الأسد والديك وغيرهما، وهي التي يردُّها إلى يافوخه عند الهِراش، وكذلك العِفرِية والعِفراة أيضاً بالكسر فيهما. يقال: جاء فلانٌ نافشاً عفريته، إذا غضبان.

(2/752)


والمعافر بضم الميم: الذي يمشي مع الرُفَقِ فينال من فضلهم. ومعافر بفتح الميم: حى من همدان، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لانه جاء على مثال مالا ينصرف من الجمع. وإليهم تنسب الثياب المعافرية. تقول: ثوب معافرى، فتصرفه لانك أدخلت عليه ياء النسبة ولم تكن في الواحد. والعفرنى: الاسد وهو فَعَلْنى، سمِّي بذلك لشدّته. ولبؤةٌ عفرنى أيضا، أي شديدة، والنون والالف للالحاق بسفرجل. ونافة عفرناة، أي قوية. قال الشاعر (1) : حملت أثقالي مصمماتها * غلب الذفارى وعفر نياتها - ووقع القوم في عافورِ شرٍّ، أي في شدّة. ويقال: جاءنا فلانٌ في عُفُرَّةِ الحرِّ، بضم العين والفاء: لغة في أُفُرَّة الحرّ. وفي عفرة الحر بالفتح، حكاهما الكسائي، أي في شدَّته، ويقال في أوَّله. وعِفِرِّينُ: مأسَدَةٌ. وقيل لكلِّ ضابطٍ قويٍّ: ليثٌ عِفِرِّينَ، بكسر العين والراء مشددة. قال الاصمعي: عفرين: اسم بلد.
_________
(1) هو عمر بن لجأ التيمى يصف إبلا.

(2/753)


[عقر] عَقَرَهُ (1) ، أي جرحَه، فهو عقير، وقوم عقرى، مثل جريح وجرحى. ويقال في الدعاء على الإنسان: جَدْعاً له وعَقْراً وحَلْقاً! أي عَقَرَ الله جسده، وأصابه بوجعٍ في حلقه. وربَّما قالوا: عَقْرى وحَلْقى، بلا تنوين، على ما نذكره في باب القاف. وكلب عقور. والتعقير أكثر من العَقْرِ. والعَقاقيرُ: أصول الأدوية، واحدها عقار. ومعقر: اسم شاعر، وهو معقر بن حمار البارقى، حليف بنى نمير. وتعاقرا إبلهما، أي عرقباها يتباريان في ذلك. والمُعاقَرة: المنافرة، والسِباب، والهجاء. وعاقَرَهُ، أي لازمه. والمُعاقرَةُ: إدمانُ شرب الخمر. وسرجٌ عُقَرٌ وعُقَرَةٌ، أي مِعْقَرٌ غيرُ واقٍ. قال البَعيث: ألَدُّ إذا لا قيت قوما بخطة * ألح لعى أكتافهم قتب عقر - ولا يقال عَقورٌ إلا في ذي الروح. والعُقَرَةُ أيضاً: خرزةٌ تشدُّها المرأة في
_________
(1) عقره يعقره عقرا، من باب ضرب: جرحه، فهو عقير.

(2/753)


حقويها لئلا تحبل. ومنه قولهم: " عُقرَةُ العلم النسيان ". والعَقارُ بالفتح: الأرض والضِياع والنخل. ومنه قولهم: ماله دار ولا عقار. ويقال أيضاً: في البيت عَقارٌ حسنٌ، أي متاعٌ وأداةٌ. والمُعْقِرُ: الرجل الكثير العَقارِ، وقد أعقر. وقال أبو عبيد: العقاراء موضع. وأنشد لحميد بن ثور: رَكودِ الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماَءها * لها من عقاراء الكروم زبيب - والعقار بالضم: الخمر، سمِّيت بذلك لأنها عاقَرَتِ العقل، عن أبى نصر، أو عاقَرَتِ الدَنَّ، أي لازمته، عن أبى عمرو. وأصلها من عُقْرِ الحوض. والعُقارُ أيضاً: ضربٌ من الثياب أحمرُ. قال طفيل: عقارتظل الطير تخطِفُ زَهْوَهُ * وعالَيْنَ أعْلاقاً على كلِّ مُفْأمِ - والعقيرَةُ: الساق المقطوعة. وقولهم: رفع فلانٌ عَقيرتَهُ، أي صوته. وأصله أنَّ رجلاً قُطِعت إحدى رجليه، فرفعها ووضعَها على الأخرى وصرخ، فقيل بعدُ لكلِّ رافعٍ صوتَه: قد رفع عَقيرَتَهُ.

(2/754)


ويقال: ما رأيت كاليوم عَقيرَةً وسط قوم، للرجل الشريف يقتل. وعَقَرْتُ البعيرَ أو الفرس بالسيف، فانعَقَرَ إذا ضربت به قوائمه، فهو عَقيرٌ وخيلٌ عَقْرى. وعَقَرْتُ النخلةَ، إذا قطعتَ رأسها كلَّه مع الجُمَار، والاسم العَقارُ. وعَقَرْتُ ظهرَ البعير عَقْراً: أدبرْته. وعَقَرَهُ السرجُ فانعَقَرْ واعْتَقَرَ (1) . وقولهم: عَقَرْتَ بي، أي أطَلْتَ حبسي، كأنك عَقَرْتَ بعيري فلا أقدر على السير. وأنشد ابن السكيت: قد عَقَرَتْ بالقوم أمُّ خَزْرَجِ (2) * إذا مشتْ سالَتْ ولم تَدَحْرَجِ - والعَقَرُ: أن تُسْلِمَ الرجلَ قوائمُه فلا يستطيع أن يقاتل من الفَرَقِ والدَهَشِ. تقول منه: عَقِرْتُ (3) بالكسر، أي دَهِشْتُ. ومنه قول عمر رضي الله عنه: " فَعَقِرْتُ حتَّى خررت إلى الارض "، يعني عند موت النبي عليه الصلاة والسلام.
_________
(1) وفى المخطوطة زيادة بعد قوله: " واعتقر ": والعقر: غيم ينشأ في عرض السماء ثم يقصد على حياله من غير أن تراه ولكن يسمع رعده من بعيد. قال حميد بن ثور: وإذا احزألت في السنام رأيتها * كالعقر أفرده العماء الممطر -
(2) في الاساس: " أخت الخزرج ".
(3) عقر يعقر عقرا من باب طرب: دهش.

(2/754)


وأعقره غيره أدهشه. والعاقِرُ: العظيمُ من الرمل لا ينبت شيئاً. والعاقِرُ: المرأة التي لا تحبل. ورجلٌ عاقِرٌ أيضاً: لا يولَد له بيِّن العُقْرِ بالضم. قال ذو الرمّة:
ورَدَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْرِ (1) * ويقال أيضاً: لَقِحَتِ الناقةُ عن عُقْرٍ. وقد عَقُرَتِ المرأة بالضم تعقر عقرا: صارت عاقرا، مثل حسنت حسنا. عن أبى زيد: والعقر أيضاً: مَهْرُ المرأة إذا وُطِئَتْ على شُبهةٍ. وبيضةُ العُقْرِ - زعموا - هي بيضة الديك، لأنَّه يبيض في عمره بيضةً واحدةً إلى الطول ماهى، سميت بذلك لأنَّ عُذْرة الجارية تُخْتَبَرُ بها. ومنه قولهم: كانت بيضةَ العُقْرِ، للعَطِيَّةِ إذا كانت مرةً واحدة. وقال بعضم: بيضة العقر، إنما هو كقولهم: بيض الانوق، والابلق العقوق، فهو مثل لما لا يكون. وعُقْرُ النار أيضاً: وَسطها ومُعظَمها. قال الهذلي (2) يصف السيوفَ ويشبهها بالنار:
_________
(1) صدره:
فشد إصار الدين أيام أذرح * وقبله: أبوك تلافى الناس والدين بعد ما * تشاءوا وبيت الدين منقطع الكسر -
(2) هو عمرو بن الداخل.

(2/755)


وبيض كالسلاجم مرهفات * كأن ظُباتِها عُقُرٌ بَعيجُ - وعُقْرُ الحوض: مؤخَّره حيث تقف الإبل إذا وردت. يقال: عقر وعقر: مثل عسر وعسر. قال الشاعر امرؤ القيس: فَرَماها في فَرائِصها * بإزاءِ الحَوضِ أو عُقُرِهْ - والجمع الأعقارُ. والعَقِرَةُ: الناقة التي لا تشرب إلا من العُقْرِ. والازية: التى لا تشرب إلا من الازاء. والعَقْرُ، بالفتح: القَصْرُ، وكلُّ بناءٍ مرتفع. قال لبيدٌ يصف ناقته: كعَقْرِ الهاجريِّ إذا بَناهُ (1) * بأشباهٍ حذين على مثال - والعقر: موضع ببابل قتل به يزيد بن المهلب يوم العقر. وعقر كل شئ: أصله. قال الاصمعي: قرالدار أصلها، وهو محلة القوم. وأهل المدينة يقولون: عُقْر الدار، بالضم. وعنقر القصب: أصله، بزيادة النون. وعنقر الرجل: عنصره.
[عقفر] العَنْقَفيرُ: الداهيةُ. يقال: عَقْفَرَتْهُ الدواهي، أي أهلكته.
_________
(1) في اللسان: " إذ ابتناه ".

(2/755)


[عكر] عَكَرَ يَعْكِرُ عَكْراً: عطف. والعَكرَة: الكرَّة. وفي الحديث: قلنا يا رسول الله، نحن الفرَّارون. فقال: أنتم العَكَّارون، إنَّا فئة المسلمين. وعَكَرَ به بعيره، مثل عَجَرَ به، إذا عطف به إلى أهله وغَلَبه. واعتكَرَ الظلام: اختلط، كأنَّه كرَّ بعضه على بعض من بُطْءِ إنجلائه. واعتكر المطر، أي كثر. وتعاكَرَ القومُ: اختلطوا. والعَكَرُ: دُرْدِيُّ الزيت وغيره. وقد عَكِرَتِ المِسْرَجَةُ بالكسر، تَعْكَرُ عَكَراً، إذا اجتمع فيها الدُرْدِيُّ. وعكر الشراب والماء والدهن: آخره وخاثره. وقد عكر. وشراب عكر. وأعْكَرتُهُ أنا وعَكَّرتُهُ تَعْكيراً: جعلت فيه العَكَر. والعَكَرُ أيضاً: جمع عَكَرَةٍ، وهي القطيع الضخم من الابل. قال أبو عبيدة: العكرة ما بين الخمسين إلى المائة. وقال الاصمعي: العكرة الخمسون إلى الستين إلى السبعين. يقال: أعكر الرجل فهو مُعْكِرٌ، إذا كانت عنده عَكَرَةٌ. والعَكَرَةُ أيضاً: العَكَدَةُ، وهي أصل اللسان.

(2/756)


والعكر بالكسر: الاصل، مثل العِتْرِ. يقال: رجع فلان إلى عِكْرَهُ، وباع فلان عكره، أي أصل أرضه. وفى الحديث: لما نزل قوله تعالى:
(اقترب للناس حسابهم) * تناهى أهل الظلالة قليلا ثم عادوا إلى عكرهم، أي إلى أصل مذهبهم الردئ وأعمالهم السوء.
[عمر] عَمِرَ الرجل بالكسر يَعْمَرُ عَمراً وعُمراً على غير قياس، لأنَّ قياس مصدره التحريك، أي عاش زماناً طويلاً. ومنه قولهم: أطالَ الله عُمْرَكُ وعَمْرَكَ (1) . وهما وإن كانا مصدرين بمعنًى، إلا أنه استعمل في القسم أحدهما وهو المفتوح، فإذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء قلت: لعمر الله، واللام لتوكيد الابتداء والخبر محذوف، والتقدير لعمر الله قسمي ولعمر الله ما أقسم به. فإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر وقلت: عمر الله ما فعلت كذا، وعمرك الله ما فعلت كذا. ومعنى لعمر الله وعَمْرَ الله: أحلف ببقاء الله ودَوامِهِ. وإذا قلت عَمْرَكَ الله، فكأنَّك قلت بتعميرك اللهَ، أي بإقرارك له بالبقاء. وقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: أيُّها المنْكِحُ الثُرَيّا سُهَيْلاً * عَمْرَكَ الله كيف يلتقيان -
_________
(1) العمر بالفتح وبضم وبضمتين.

(2/756)


يريد سألت الله أن يطيل عمرك. لأنَّه لم يُرِدْ القسمَ بذلك. والعُمْرُ: واحد عُمورِ الأسنان، وهو ما بينها من اللحم. وعمرو: اسم رجل، يكتب بالواو للفرق بينه وبين عمر، وتسقطها في النصب لان الالف تخلفها، ويجمع على عمور. قال الشاعر الفرزدق: وشيد لى زرارة باذخات * وعمرو الخير إن ذكر العمور - وعمرويه: شيئان جعلا واحدا. وكذلك سيبويه، ونفطويه. وبنى على الكسر لان آخره أعجمى مضارع للاصوات، فشبه بغاق. فإن نكرته نونت فقلت مررت بعمرويه وعمرويه آخر. وذكر المبرد في تثنيته وجمعه العمرويهان والعمرويهون، وذكر غيره أن من قال: هذا عمرويه وسيبويه، ورأيت عمرويه وسيبويه فأعربه، ثناه وجمعه. ولم يشرطه المبرد. والعمرة في الحج، وأصلها من الزيارة، والجمع العُمَرُ. والعُمْرَةُ: أن يبني الرجلُ بامرأته في أهلها، فإن نقلها إلى أهله فذلك العُرسُ. قاله ابن الأعرابي. وعَمَرْتُ الخرابَ أعْمُرُهُ عِمارَةً، فهو عامِرٌ، أي مَعْمورٌ، مثل ماءٍ دافقٍ أي مدفوقٍ، وعيشةٍ راضية أي مرضية.

(2/757)


والعمارة أيضا: القبيلة والعشيرة. قال التغلبيّ (1) : لِكلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤونَ وجانِبِ - وعِمارَةٍ خفض على أنّه بدل من أناس. ومكانٌ عَميرٌ، أي عامِرٌ. وثوبٌ عَميرٌ، أي صفيقٌ. ويقال: تركت القومَ في عَوْمرةٍ، أي في صِياحٍ وجَلَبَة. وأعْمَرْتُهُ داراً أو أرضاً أو إبلاً، إذا أعطيته إياها وقلت: هي لك عُمْري أو عُمْرَكَ، فإذا متَّ رجعتْ إليَّ (2) . قال لبيد: وما البرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُقى * وما المالُ إلا مُعْمَراتٌ ودائِعُ - والاسم العُمْرى. وأعْمَرْتُ الأرض: وجدتها عامِرَةً. أبو زيد: يقال عَمَرَ الله بك منزلَك، وأعْمَرَ الله بك منزلك. قال: ولا يقال أعمر الرجل منزله بالالف. واعتمره، أي زاره. واعتمر في الحج واعتمر، أي تعمم بالعمامة.
_________
(1) الاخنس بن شهاب، من قصيدة مفضلية.
(2) الوجه أن يقال: " أينا مات دفعت الدار إلى أهله "، كما في اللسان.
(96 - صحاح - 2)

(2/757)


قال أبو عبيد: العَمارَةُ بالفتح: كل شئ جعلته على رأسك من عمامةٍ أو قَلنسُوةٍ * أو تاج أو غيرذلك. ومنه قول الأعشى: فلمَّا أتانا بُعَيْدَ الكَرى * سَجُدْنا له ورَفَعنا العَمارا - أي وضعناها عن رؤوسنا إعظاماً له. وقال غيره: رفعنا له أصواتنا بالدعاء وقلنا: عَمْرَكَ الله. ويقال: العَمارُ ها هنا: الرَيْحانُ يُزَيَّنُ به مجالسُ الشرابِ، وتسمية الفُرْسُ مَيُورانْ (1) فإذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئا منه بأيديهم وحيوه به. وأمَّا قول أعشى باهلة. وجاشتِ النفسُ لمَّا جاء فَلُّهُمُ * وراكبٌ جاَء من تَثْليثَ مُعْتمِرُ - فإنَّ الأصمعيّ يقول: مُعْتَمِرٌ، أي زائر. وقال أبو عبيدة: أي متعمِّم بالعمامة. وأمَّا قول ابن أحمر: يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكُبانُها * كما يُهِلُّ الراكبُ المُعتمِرْ - فهو من عُمرة الحج. وقوله تعالى:
(واستعمركم فيها) *، أي جعلكم عمارها.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " مبوران " صوابه في اللسان ومعجم استينجاس 1365 حيث فسره بأنه أعشاب عطرية وأزهار تحيا بها الضيفان.

(2/758)


وعمره الله تعْميراً، أي طوَّل الله عُمْرَهُ. وعُمَّار البيوت: سكَّانها من الجن. وقول عنترة: أحولى تنفض استك مذرويها * لتقتلني فهاأنا ذا عمارا - هو ترخيم عمارة، لانه يهجو به عمارة بن زياد العبسى. وعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: أديب جدا. والمعمر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ. قال الراجز (1) :
يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ (2) * ومنه قول الساجع: " أرسل العراضات أثرا، يبغينك في الارض معمرا "، أي يبغين لك، كقوله تعالى:
(يبغونها عوجا) *. ويحيى بن يعمر العدواني، لا ينصرف يعمر لانه مثل يذهب. قال الفراء: " العمران ": أبو بكر وعمر رضى الله عنهما. قال: وقال معاذ الهراء: لقد قيل سيرة العمرين قبل عمر بن عبد العزيز،
_________
(1) هو طرفة بن العبد.
(2) بعده: خلا لك الجو فبيضي واصفرى * ونقرى ما شئت أن تنقري -

(2/758)


لانهم قالوا لعثمان رضى الله عنه يوم الدار: نسألك سيرة العمرين. وزعم الاصمعي عن أبى هلال الراسبى عن قتادة، أنه سئل عن عتق أمهات الاولاد فقال: أعتق العمران فما بينهما من الخلفاء أمهات الاولاد. ففى قول قتادة أنه عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، لانه لم يكن بين أبى بكر وعمر خليفة. والعمران: عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل ابن سمى بن مازن بن فزارة، وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدى بن فزارة، وهما روقا فزارة. قال قراد بن حنش الصادرى: إذا اجتمع العمران عمرو بن جابر * وبدر بن عمرو خلت ذبيان تبعا * وألقوا مقاليد الامور إليهما * جميعا قماء كارهين وطوعا - ابن الأعرابي: اليَعاميرُ: الجِداءُ وصغار الضأن، واحدها يعمور. قال أبو زبيد الطائى: ترى لاخلافها من خلفها نسلا * مثل الذميم على قزم اليعامير - أي ينسل اللبن منها كأنه الذميم الذى يذم من الانف. وعامر: أبو قبيلة، وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وأم عامر: كنية الضبع.

(2/759)


والعامران: عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة - وهو أبو براء ملاعب الاسنة - وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو أبو على.
[عنبر] العَنْبَرُ: ضربٌ من الطيبِ. والعنبر: أبوحى من تميم، وهو العنبر بن عمرو بن تميم. وبلعنبر، هم بنو العنبر، حذفوا النون لما ذكرناه في باب الثاء في بلحارث (1) .
[عنتر] العنتر: الذباب الازرق. وعنترة: اسم رجل، وهو عنترة بن معاوية ابن شداد العبسى. قال سيبويه: نون عنتر ليست بزائدة.
[عور] العَوْرَةُ: سوءة الإنسان، وكلُّ ما يُسْتحيا منه، والجمع عَوَرات. وعَوْراتٌ بالتسكين، وإنَّما يحرك الثاني من فَعْلَةٍ في جمع الأسماء إذا لم يكن ياءً أو واو. وقرأ بعهضم:
(على عورات النساء) *، بالتحريك.
_________
(1) عن المخطوطة بعد قوله " بلحارث ". والعنبر: الترس. وأنشد: لها عارض كدياه الصبي‍ * - ر فيها الاسنة والعنبر -

(2/759)


والعورة: كل خلل يُتخوَّف منه في ثغرٍ أو حربٍ. وعَوْرات الجبال: شقوقها. وقول الشاعر: تَجاوَبَ بومُها في عَوْرَتَيها (1) * إذا الحِرباءُ أَوْفى للتناجي - قال ابن الأعرابي: أراد عَوْرَتي الشمسِ، وهما مشرقها ومغربها. ورجلٌ أعْوَرُ بيِّن العَوَرِ، والجمع عُورانٌ. وقولهم: " بَدَلٌ أعْوَرٌ ": مثلٌ يضرب للمذموم يخلُف بعد الرجل المحمود. وقال عبد الله ابن همَّام السَلوليّ لقتيبة بن مسلمٍ لمَّا وَلِيَ خُراسان بعد يزيد بن المهلَّب: أقتيب قد قلنا غداة أتيتنا * بَدَلٌ لَعَمْرُكَ من يزيدٍ أعْوَرُ - وربَّما قالوا: " خَلَفٌ أعوَرُ ". قال أبو ذؤيب: فأصبحتُ أمْشي في ديارٍ كأنَّها * خِلافُ ديارِ الكامِليَّةِ عورُ - كأنَّه جمع خَلَفاً على خِلافٍ، مثل جبلٍ وجبالٍ. والاسم العورة.
_________
(1) في تاج العروس قال الصاغانى: الصواب غورتيها بالغين معجمة، وهما جانباها. وفى البيت تحريف. والرواية: " أو في للبراح ". والقصيدة حائية، والبيت لبشر بن أبى خازم. وانظر مختارات ابن الشجرى ص 79.

(2/760)


وقد عارت العين تعار. قال الشاعر (1) : وسائلةٍ بظَهْرِ الغَيْبِ عَنِّي * أعارَتْ عَيْنُهُ أم لم تَعارا - أراد: أم لم تَعارَنْ، فوقف بالألف. ويقال أيضاً: عَوِرَتْ عينهُ. وإنما صحَّت الواو فيها لصحَّتها في أصلها وهو اعْورَّتْ بسكون ما قبلها: ثم حذفت الزوائد: الألف والتشديد، فبقي عَوِرَ. يدل على أن ذلك أصله مجئ أخواته على هذا: اسود يسود، واحمر يحمر، ولا يقال في الالوان غيره. وكذلك قياسه في العيوب: اعرج واعمى، في عرج وعمى، وإن لم يسمع. وتقول منه: عُرْتُ عينه أعورُها. وفلاةٌ عَوْراءُ لا ماء بها. وعنده من المال عائِرَةُ عينٍ، أي يحار فيها البصر من كثرته، كأنَّه يملأ العين فيكاد يَعورها. والعائر من السهام والحجارة: الذي لا يُدرى من رماه. يقال: أصابه سهمٌ عائِرٌ. وعَوائِرُ من الجراد، أي جماعاتٌ متفرِّقة. والعَوْراءُ: الكلمة القبيحة، وهي السَقْطة. قال الشاعر (2) : وأَغْفِرُ عَوْراَء الكريمِ ادخاره * وأعرض من شتم اللئيم تكرما -
_________
(1) عمرو بن أحمر الباهلى.
(2) هو حاتم طيئ.

(2/760)


أي لا دخاره. ويقال للغراب: أعوَرُ، سمِّي بذلك لحدَّة بصره، على التشاؤم. وعوير: موضع. ويقال في الخصلتين المكروهتين: " كُسَيْرٌ وعُوَيْرٌ، وكلُّ غَيْرُ خَيْرِ "، وهو تصغير أعْوَرَ مُرَخًّماً. والعَوارُ: العيب. يقال: سِلعةٌ ذات عَوارِ بفتح العين وقد تضم، عن أبي زيد: والعُوَّارُ بالضم والتشديد: الخطاف (1) . وينشد:
كأنما انْقَضَّ تحت الصيقِ عُوَّارُ (2) * والعُوَّارُ أيضاً: القَذى في العين. يقال: بعينه عُوَّارٌ، أي قذًى. والعائِرُ مثله. والعائِرُ: الرمدَ. والعُوَّارُ أيضاً: الجبان، والجمع العَواويرُ، وإن شئت لم تعوِّض في الشعر فقلت: العَواوِرُ. قال لبيد: وفي كلِّ يومٌ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني (3) * فقمت مقاما لم تقمه العواور - قال أبو على النحوي: إنما صحت فيه الواو
_________
(1) في اللسان: " ضرب من الخطاطيف أسود طويل الجناحين ".
(2) في المخطوطة واللسان: " كما انقض ". والصيق، بالكسر: الغبار.
(3) في المطبوعة الاولى: " يلومني "، صوابه في المخطوطة واللسان وديوان لبيد.

(2/761)


مع قربها من الطرف لان الياء المحذوفة للضرورة مرادة، فهى في حكم مافى اللفظ، فلما بعدت في الحكم من الطرف لم تقلب همزة. والعارية بالتشديد، كأنَّها منسوبةٌ إلى العار، لأنَّ طلبها عارٌ وعيبٌ. وينشد: إنَّما أنْفُسُنا عاريةٌ * والعَوارِيُّ قُصارى أن تُرَدّ - والعارَةُ مثل العارِيَّةُ. قال ابن مقبل: فأخْلِفْ وأتْلِفْ إنَّما المالُ عارَةٌ * وكُلْهُ مع الدهرِ الذي هو آكِلُهُ - يقال: هم يَتَعَوَّرونَ العَواريَّ بينهم. واسْتَعَارَهُ ثوباً فأعارَهُ إيَّاه. ومنه قولهم: كيرٌ مُسْتعارٌ. قال بشر: كأنَّ حَفيفَ مَنْخِرِهِ إذا ما * كَتَمْنَ الرَبْوَ كيرٌ مُسْتعارُ - وقد قيل مُسْتعارٌ بمعنى متَعاوَرٌ، أو متداولٌ. والاعوار: الريبة، عن أبى عبيد. وهذا مكان معور، أي يُخاف فيه القطعُ. وأعْوَرَ لك الصيد، أي أمكنك، وأعْوَرَ الفارسُ، إذا بدا فيه موضعُ خللٍ للضرب، قال الشاعر (1) :
له الشَدَّةُ الأولى إذا القِرْنُ أعْوَرا * وأعْوَرْتُ عينَهُ: لغةٌ في عُرْتُها. وعورتها
_________
(1) يصف الاسد، كما في اللسان.

(2/761)


تعويرا مثله. وعورت عن الرَكِيَّةِ إذا كَبسْتها حتَّى نضب الماء. وعورت عن فلان، إذا كذبت عنه ورددت. وعورته عن الأمر: صرفته عنه. قال أبو عبيدة: يقال للمستجيز (1) الذي يطلب الماء إذا لم يُسْقَهُ، قد عَوَّرْتُ شُرْبَهُ. وأنشد للفرزدق يقول: متى ما تَرِدْ (2) يوماً سَفارِ تجد بها (3) * أديهم يرمى المستجيز (4) المُعَوَّرا - قال: والأعْوَرُ: الذي قد عُوِّرَ ولم تُقض حاجته ولم يُصِب ما طَلَبَ. وليس من عَوَرِ العين. وأنشد للعجاج:
وعَوَّرَ الرحمنُ من ولَّى العَوَرْ * ويقال: معناه أفسد من ولاّهُ الفساد. وعاوَرْتُ المكاييل: لغةٌ في عايَرْتها. ويقال: عاوره الشئ، أي فعل به مثل ما فعل صاحبه به. واعْتَوَروا الشئ، أي تداولوه فيما بينهم. وكذلك تعوروه وتعاوروه. وإنما ظهرت الواو
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " للمستجير " تحريف صوابه في اللسان. والمستجير، بالزاى: طالب الماء.
(2) في المطبوعة الاولى: " يقول متى ترد "، صواب إنشاده من اللسان عن الجوهرى. وقد رددت كلمة " يقول " إلى مكانها قبل الشعر
(3) في اللسان: " تجدبه ".
(4) في المطبوعة الاولى: " المستجير " صوابه في اللسان.

(2/762)


في اعتوروا لانه في معنى تعاوروا، فبنى عليه كما فسرناه في تجاوروا. وتعاورت الرياح رسمَ الدار. وعارَهُ يَعورُهُ ويعيرُهُ، أي أخذه وذهب به. يقال: ما أدري أيُّ الجراد عارَهُ، أيْ أيُّ الناس ذهبَ به.
[عهر] أبو عمرو: العَهْرُ: الزنى. وكذلك العهر، مثل نهر ونهر. ولا أحكى التحريك عن أبى عمرو. يقال، عهر فهو عاهِرٌ (1) . وفي الحديث: " الولَدُ للفراش وللعاهِرِ الحجرُ ". والاسمُ العِهْرُ بالكسر. وأنشد لابن دارة التغلبي: فقام لا يحفل ثم كهرا (2) * ولا يبالى لو يلاقى عهرا - والمرأة عاهِرةٌ، ومُعاهِرةٌ، وعَيْهَرة. وتعيْهَرَ الرجل، إذا كان فاجرا.
[عير] والعير: الحمار الوحشى والاهلى أيضاً، والأنثى عَيْرَةٌ، والجمع أعْيارٌ ومعيوراء وعيورة، مثل فحل وفحولة.
_________
(1) وعهر إلى المرأة يعهر عهرانا وعهرا وعهرا إذا زنى، كأنهم ضمنوه حتى عدوه بإلى.
(2) والكهر: الانتهار، وفى حرف عبد الله بن مسعود: " فأما اليتيم فلا تكهر ".

(2/762)


وعير العين: جفنها. ومنه قولهم: فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جرى، أي قبل لحظ العينِ. قال أبو عبيدة: ولا يقال أفعل. قال الحارث بن حلزة. زعموا أن كل من ضرب العي‍ * - ر موال لنا وأنى الولاء - قال أبو عمرو بن العلاء: ذهب من كان يعرف هذا البيت (1) . ويقال: ما أدري أيُّ من ضرب العَيْرَ هو، أيْ أي الناس هو، حكاه يعقوب. وعَيْرُ القوم: سيّدهم. وقولهم: " عَيْرٌ بِعَيْرٍ وزيادةُ عَشَرَةٍ "، كان الخليفة من بني أمية إذا مات وقام آخر زاد في أرزاقهم عشرة دراهم. والعير: الوتد. وعير: جبل المدينة. وفى الحديث: " أنه حرم ما عير إلى ثور ". وعير النصل: الناتئ منه في وسطه. وكذلك عَيْرُ الكتفِ. وعَيْرُ القدم: الشاخصُ في ظهرها. وعَيْرُ الأذن: الوتد الذى في باطنها.
_________
(1) في اللسان: قيل معناه: كل من ضرب بجفن على عير - والعير إنسان العين - وقيل يعنى الوتد، أي من ضرب وتدا من أهل العمد. وقيل: يعنى إيادا لانهم أصحاب حمير. وقيل: يعنى جبلا. ومنهم من خص فقال: جبلا بالحجاز.

(2/763)


وعير الورقة: الخط في وسطها. وعَيْرُ السَراة: طائرٌ كهيئة الحمامة. ويقال للموضوع الذى لا خير فيه: هو كجوف عيرٍ، لأنه لا شئ في جوفه ينتفع به. ويقال: أصله قولهم: أخلى من جوف حمار، وقد فسرناه. ويقال: العيرها هنا: الطبل. وقصيدة عائرة، أي سائرة. ويقال: ما قالت العربُ بيتاً أعْيَرَ من كذا، أي أسيَرَ. وفلانٌ عُيَيْرُ وحدِهِ، أي معجبٌ برأيه، وهو ذمٌّ. وإن شئت كسرت أوله مثل شييخ وشييخ. ولا تقل عوير ولا شويخ. وعار في الأرض يَعيرُ، أي ذهب. والعائِرةُ: الناقة تخرج من الإبل إلى الأخرى ليضربها الفحل. والجملُ عائِرٌ: يترك الشَوْل إلى أخرى. وعارَ الفرس، أي انفلت وذهب هاهنا وهاهنا، من مرحه. وأعارَهُ صاحبهُ فهو معار. ومنه قول الطرماح (1) : وجدنا في كتابِ بني تميمٍ * أحق الخيل بالركض المعار (2) -
_________
(1) صوابه: بشر بن أبى خازم. وهذا البيت من كلمة مفضلية.
(2) في اللسان: أعيروا خيلكم ثم اركضوها * أحق الخيل بالركض المعار -

(2/763)


قال أبو عبيدة: والناس يرونه (1) " المعار " من العارية، وهو خطأ. وفرس عيَّارٌ بأوصالِ، أي يعيرُ هاهنا وهاهنا من نشاطه. وسمِّي الأسدُ: عيارا، لمجيئه وذهابه في طلب صيده. قال الشاعر: لما رأيت أبا عمرو رزمت له * منى كما رزم العيار في الغرف - جمع غريف، وهى الغابة. وحكى الفراء: رجل عيار، إذا كان كثير التطواف والحركة ذكيًّا. ويقال: عارَ الرجل في القوم يضربهم، مثل عاث. وتعار بكسر التاء: اسم جبل. قال بشر:
وشابة عن شمائلها تعار (2) * وهما جبلان في بلاد قيس. وعيره كذا من التعيير. والعامة تقول: عيره بكذا (3) . قال النابغة:
_________
(1) قوله: " والناس يرونه "، أي يظنونه. هكذا عبارة الصحاح. فما في القاموس: " والناس يروونه " بواوين من الرواية، تبع فيه نسخة محرفة، كما في الوشاح.
(2) وصدره:
وليل ما أثين على أروم * وبعده: كأن ظباء أسنمة عليها * كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغارُ -
(3) كيف، وفى الحديث: " لو غير أحدكم أخاه برضاعة كلبة " الخ. قاله نصر.

(2/764)


وعيرتني بنو ذبْيانَ رَهْبَتَهُ (1) * وهل عَليَّ بأن أخشاكَ من عارِ - والعارُ: السبة والعيب. يقال: عاره، إذ عابه. والمَعايِرُ: المَعايِبُ. قالت ليلى الأخيليَّةُ: لعمرُكَ ما بالموتِ عارٌ على امرئٍ * إذا لم تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايِرُ - وتَعايَرَ القوم: تعايَبوا. وعايَرْتُ المكاييل والموازين عِياراً وعاوَرْتُ بمعنًى. يقال: عايِروا بين مكاييلكم وموازينكم، هو فاعلوا من العِيارِ. ولا تقل: عَيِّروا. والمِعْيارُ: العِيارُ. وبناتُ مِعْيَرٍ: الدواهي. والعَيْرانَةُ: الناقة تشبّه بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها. والعيرُ بالكسر: الإبل التي تحمل الميرة، ويجوز أن تجمعه على عيرات (2) .
فصل الغين
[غبر] الغبارُ والغَبَرَةُ، واحد. والغُبْرَةُ: لون الأغْبَرِ، وهو شبيه بالغُبارِ. وقد اغبر الشئ اغبرارا.
_________
(1) في اللسان: " خشيته ".
(2) قال سيبويه: اجتمعوا فيها على لغة هذيل، يعنى تحريك الباء، والقياس التسكين.

(2/764)


والغبراء: الأرض. والغَبْراءُ: ضربٌ من النبات. وبنو غبراء الذى في شعر طرفة (1) المحاويجُ. والوطأة الغَبْراء: الدارسة، وهى مثل الوطأة السوداء. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسى. والغبيراء بالمد معروف (2) . والغُبَيْراءُ أيضاً: شرابٌ تتَّخذه الحبشُ مُسكرٌ من الذُرة. وفي الحديث: " إياكم والغُبَيْراءَ فإنها خمر العالم ". والغُبْرُ: بقية اللبن في الضرع. يقال: بها غُبْرٌ من لبن، أي بالناقة، والجمع أغْبارٌ. وغُبْرُ الحيضِ: بقاياه. قال أبو كبير الهُذَليّ، واسمه عامر بن الحُلَيس: ومُبَرَّاءٍ من كل غُبَّرِ حَيْضَةٍ * وفساد مُرضعةٍ وداءِ مغيل - ومبراء معطوف على قوله: ولقد سريت على الظلام بمغشم * جلد من الفتيان غير مثقل - وغبر المرض أيضا: بقاياه. وكذلك غبر الليل.
_________
(1) هو قوله: رأيت بنى غبرا لا ينكرونني * ولا أهل هذاك الطراف الممدد -
(2) شجرة ثمرتها فاكهة.

(2/765)


وغبر الشئ يَغْبُرُ، أي بقي. والغابِرُ: الباقي. والغابز: الماضي، وهو من الاضداد. وغَبِرَ الجرح بالكسر يَغْبَرُ غَبَراً: اندمل على فسادٍ ثم ينتفض بعد ذلك. ومنه سمِّي العِرقُ الغَبرُ، بكسر الباء، لأنه لا يزال ينتفض. وداهية الغَبَرِ بالتحريك، هي العظيمة التي لا يُهتدى لها. قال الحرمازيُّ يمدح المنذر (1) : أنتَ لها مُنْذِرُ من بين البَشَرْ * داهيةُ الدهرِ وصَمَّاءُ الغَبَرْ - يريد: " يا منذر ". وأغْبَرَ الرجلُ في طلب الحاجة، إذا جدَّ في طلبها، عن ابن السكيت. وأغبرت السماء.، إذا جدَّ وقعها واشتدّ. قال: وأغْبَرَتْ، أي أثارت (2) الغُبار. وكذلك غَبَّرَتْ تَغْبيراً. وتَغَبَّرْتُ من المرأة ولداً. وتزوج رجل امرأة كبيرة، فقيل له في ذلك فقال: لعلى أتغبر منها ولدا. فلما ولد له سماه: غبر بن غنم، مثال عمر.
[غثر] الأغْثَرُ، قريب من الأغبر. ويسمى الطحلب أغثر.
_________
(1) ابن الجارود.
(2) في المطبوعة الاولى: " أثرت ".
(97 - صحاح - 2)

(2/765)


والغثرة: غبرة إلى خُضرةٍ. والغَثراءُ والغُثْرُ: سَفلة الناس، الواحد أغثر، مثل أحمر وحمر، وأسود وسود. كذلك الغيثرة. وفى الحديث: " رعاع غثرة "، هكذا يروى، ونرى أن أصله غيثرة حذفت منه الياء. وقولهم: كانت بين القوم غيثَرَةٌ شديدة. قال ابن الأعرابي: هي مُداوَسة القوم بعضهم بعضاً في القتال. والمُغْثورُ: لغة في المُغفور، وهى شئ ينضحه العرفط والرمث مثل الصمغ، وهو حلوٌ كالعَسَل يؤكل، وربَّما سال لَثاهُ على الثَرى مثل الدِبسِ، وله ريحٌ كريهة. والمِغْثَرُ، بكسر الميم: لغة فيه حكاها يعقوب.
[غثمر] المغثمر: الثوب الخشن الردئ النسج. قال الراجز: عمدا كسوت مرهبا مغثمرا * ولو أشاء حكته محبرا - يقول: ألبسته المغثمر لادفع به عنه العين. ومرهب: اسم ولده.
[غدر] الغَدْرُ: ترك الوفاء، وقد غَدَرَ به فهو غادرٌ وغُدَرٌ أيضاً. وأكثر ما يستعمل هذا في النداء

(2/766)


بالشتم، يقال: يا غدَرُ: وفي الحديث: " يا غدَرُ، ألست أسعى في عذرتك ". ويقال في الجمع: يالَ غُدَرَ. وغَدِرَتِ الليلة بالكسر تغدر غدرا، أي أظلمت، فهي غَدِرَةٌ. وأغْدَرَتْ فهي مُغْدِرَةٌ. وغَدَرَتِ الناقة أيضاً عن الإبل، والشاةُ عن الغنم، إذا تخلَّفت عنها. فإن تركها الراعي فهي غديرة، وقد أغدرها. قال الراجز: فقل ما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - والغدر أيضا: الموضع الظلف، الكثير الحجارة. قال العجاج: سنابك الخيل يصدعن الاير * من الصفا القاسي ويدعسن الغدر - ورجل ثَبْتُ الغَدَرِ، أي ثابتٌ في قتالٍ أو كلام. ابن السكيت: يقال ما أثبت غَدَرَهُ، أي ما أثبته في الغَدَرِ. والغَدَرُ: الحجرة واللخاقيق من الارض المتعادية. قال: يقال ذلك للفرس، وللرجل إذا كان لسانه يثبت في موضع الزلَل والخصومة. والمُغادَرَةُ: التركُ. والغَديرُ: القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فَعيلٌ بمعنى مُفاعَل من غادره، أو مفعل.

(2/766)


من أغْدَرَهُ. ويقال هو فَعيلٌ بمعنى فاعلٍ، لأنه يَغْدِرُ بأهله، أي ينقطع عند شدَّة الحاجة إليه. قال الكميت: ومن غَدْرِهِ نَبَزَ الأوَّلو * نَ إذ لقَّبوهُ (1) الغَديرَ الغَديرا - والجمع غُدْرانٌ (2) . والغَديرَةُ: واحدة الغدائر، وهى الذوائب. وغندر: اسم رجل.
[غذمر] الغَذمَرَةُ: الغضب وكثرة الصَخَبِ، والصياحُ، والزَجْر، مثل الزمجرة. يقال: سمعت لفلانٍ غَذْمَرَةً. وكذلك التَغَذْمُرُ. وفلانٌ ذو غَذاميرَ. قال الراعي: تبصَّرْتُهُمْ حتَّى إذا حالَ دونَهُم * رُكامٌ وحادٍ ذو غَذاميرَ صَيْدح - والغَذْمَرَةُ مثل الغَشْمَرَةِ، ومنه قيل للرئيس الذي يسوس عشيرته بما شاء من عدلٍ أو ظلم مُغَذْمِرٌ. قال لبيد: ومقسِّمٌ يعطي العَشيرةَ حَقَّها * ومُغَذْمِرٌ لحقوقِها هَضَّامُها - والغَذْمَرَةُ لغة في الغَذْرَمَةِ، وهو بيع الشئ جزافا.
_________
(1) في اللسان: " بأن لقبوه ".
(2) في المخطوطة: والجمع غدران، وغدر. يقال: قد استغدرت هناك غدر، أي صارت ثم غدران.

(2/767)


والغذامر لغة في الغُذارِمِ، وهو الكثير من الماء، حكاهما أبو عبيد.
[غرر] الغرور: مكاسر الجلد. قال أبو النجم: حتى إذا ما طار من خبيرها * عن جدد صفر وعن غرورها - الواحد غر بالفتح. قال الراجز (1) : كأن غر متنه إذ نَجْنُبُهْ (2) * سَيْرُ صَناعٍ في خريز تكلبه - ومنه قولهم: طويت الثوب على غَرِّهِ، أي كسره الأوَّل. قال الاصمعي: وحدثني رجل عن رؤبة أنه عرض عليه ثوب، فنظر إليه وقلبه ثم قال: اطوه على غره. والغُرَّةُ، بالضم: بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدِرهم. يقال فرسٌ أغَرُّ. والأغَرُّ: الأبيضُ. وقومٌ غُرَّانٌ. قال امرؤ القيس: ثيابُ بني عوفٍ طهارى نقيَّةٌ * وأوجُهُهُمْ بيضُ المسافر (3) غران - ورجل أغر، أي شريف.
_________
(1) دكين بن رجاء الفقيمى.
(2) يروى: " تجنبه ".
(3) يروى: " عند المشاهد ".

(2/767)


وفلان غرة قومه، أي سيدهم. وهم غُرَرُ قومهم. وغرة كل شئ: أوله وأكرمه. والغُرَرُ: ثلاث ليالٍ من أوَّل الشهر (1) . والغُرَّةُ: العبد أو الأمَةُ. وفى الحديث: " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة "، كأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. ورجلٌ غِرٌّ بالكسر وغَريرٌ، أي غير مجرِّب. وجاريةٌ غِرَّةٌ وغَريرَةٍ، وغِرٌّ أيضاً، بيِّنة الغَرارَة بالفتح. وجمع الغِرِّ أغْرارٌ، وجمع الغَريرِ أغِرَّاءُ. وقد غرَّ يغرُّ بالكسر غرارةً. والاسم الغِرَّةُ. يقال: كان ذلك في غرارتي وحدائتى، أي في غِرَّتي. وعيشٌ غريرٌ، إذا كان لا يفزَّعُ أهله. والغِرَّة: الغفلة. والغارُّ: الغافل. تقول منه: اغْتَرَرْتَ يا رجل. واغْترَّهُ، أي أتاه على غِرَّةٍ منه. واغْتَرَّ بالشئ: خدع به. وقولهم: أنا غريرك من فلان، قال أبو نصر
_________
(1) تقسيم ليالى الشهر ثلاثا ثلاثا كما في حاشية القاموس: الثلاث الاولى غرر، ثم نفل، ثم تسع، ثم عشر، ثم البيض، ثم درع، ثم ظلم ثم حنادس، ثم دآدى، ثم محاق بتثليث الميم.

(2/768)


في كتاب الاجناس: أي لن يأتيك منه ما تَغْتَرُّ به. والغَريرُ: الخلق الحسن. يقال للرجل إذا شاخَ: " أدبر غَريرهُ، وأقبل هَريرهُ "، أي قد ساء خُلُقُهُ. والغَررُ: الخطر. ونهى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم عن بيع الغرر، وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. ابن السكيت: الغَرورُ: الشيطان. ومنه قوله تعالى:
(ولا يَغُرَنَّكم باللهِ الغَرورُ) *. والغَرور أيضاً: ما يُتَغرغر به من الادوية، وهو مثل قولهم: لدود، ولعوق، وسعوط. قال: والغرور بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. والغِرارُ بالكسر: النوم القليل. ولبث فلان غِرارَ شهرٍ، أي مكث مقدار شهر. والغِرارُ: نقصان لبن الناقة. وفي الحديث: " لا غرار في صلاة "، وهو أن لا يتمَّ ركوعها وسجودها. والغراران: شفرتا السيف. وكل شئ له حدٌّ فحدُّه غِراره. والجمع أغِرَّةٌ. وأتانا على غِرارٍ، أي على عجلة. قال الأصمعيّ: الغِرارُ: الطريقة. يقال: رميت

(2/768)


ثلاثة أسهم على غِرارٍ واحد، أي على مجرًى واحد. وولدت فلانة ثلاثة بنين على غِرارٍ، أي بعضهم خلف بعض. وبنى القوم بيوتهم على غِرارٍ واحد. والغِرارُ: المثال الذي تُطبَع عليه نِصال السهام. يقال: ضرب نصاله على غِرارٍ واحد. قال الهذلى (1) : سديد العير لم يدحض عليه ال‍ * - غرار فقدحه زعل دروج (2) - قوله " سديد " بالسين، أي مستقيم. ويقال: ليت اليوم (3) غرار شهر، أي مثال شهر، أي طول شهر. والغرارة: واحدة الغرائر التي للتِبن، وأظنُّه معرباً. وغَرَّهُ يَغُرُّهُ غُروراً: خدعه. يقال: ما غَرَّكَ بفلان؟ أي كيف اجترأت عليه؟ ومن غَرَّكَ من فلان؟ أي من أوطأك عشوةً فيه. وغر الطائر أيضا فرخه يغره غِراراً، أي زَقَّهُ. والتغريرُ: حمل النفس على الغَرَر. وقد غَرَّرَ بنفسه تغريرا وتغرة، كما يقال: حلل تحليلا وتحلة، وعلل تعليلا وتعلة.
_________
(1) هو عمرو بن الداخل.
(2) العير: الناتئ في وسط النصل. لم يدحض: أي لم يزلق. والغرار: المثال الذى يضرب عليه النصل. والزعل: النشيط. والدروج: الذاهب في الارض.
(3) في اللسان: " لبث اليوم ".

(2/769)


ويقال أيضا. غَرَّرَتْ ثنيَّتا الغلام، أي طلعتْ أوَّل ما تطلع (1) . الأصمعيّ: يقال غارَّتِ الناقةُ، أي نفرت فرفعت الدِرَّةَ. وفي المثل: " سبق دِرَّتُهُ غِرارهُ (2) ". يقال: ناقة مُغارَّةٌ بالضم. ونوقٌ مَغارٌّ يا هذا، بفتح الميم: غير مصروف. أبو زيد: غارَّتِ السوقُ تُغارُّ غراراً: كسدت. ودرت درة: نفقت. والغر غرة: تردد الروح في الحلق. ويقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته، أي يردِّده في حلقه. ويَتَغَرْغَرُ صوته في حلقه، أي يتردد. والغرغر بالكسر: الدجاج البرى، الواحدة غِرْغِرَةٌ. وأنشد أبو عمرٍو لابن أحمر: ألُفُّهُمُ بالسَيفِ من كل جانبٍ * كما لَفَّت العِقبانُ حجلى وغرغرا - والغرغرة بالضم: غرة الفرس. ورجل غرغرة أيضا: شريف، عن اللحيانى. وقول الشاعر (3) :
رشيف الغريريات ماء الوقائع (4)
_________
(1) وذلك لظهور بياضهما.
(2) كما يقال: " سبق سيله مطره ".
(3) الفرزدق.
(4) صدره:
إذا ما أتاهن الحبيب رشفنه * وقبله: عفت بعد أتراب الخليط وقد نرى * بها بدنا حورا حسان المدامع -

(2/769)


نوق منسوبات إلى فحل. وقال الكميت: غريرته الانساب أو شدقمية * يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا -
[غزر] الغَزارَةُ: الكَثرة. وقد غَزُرَ الشئ بالضم، يغزر، فهو غزير. وغَزُرَتِ الناقة أيضاً: كثُر لبنها غَزارَةً، فهي غَزيرٌ، ونوقٌ غِزارٌ. والاسم الغزر مثال الضرب، والجمع غزر مثل جون وجون، وأذن حشر وآذان حشر. وأعزر القوم: غزرت إبلهم. والتَغْزيرُ: أن تدع حَلْبةً بين حلبتين، وذلك إذا أدبَرَ لبن الناقة.
[غشمر] الغَشمَرَة: إتيان الأمر من غير تثبّتٍ. وغَشْمَرَ السيل: أقبل. وتَغَشْمَرَهُ، أي أخذه قَهْراً. ورأيته متغشمرا، أي غضبان.
[غضر] الغضار: الطين الحر. والغضارة: طيب العيش. تقول منه: بنو فلانٍ مَغضورونَ، وقد غَضَرَهم الله. وإنَّهم لفي غَضارَةٍ من العيش، وفي غَضْراءَ من العيش، أي في خِصْبٍ وخير.

(2/770)


قال الأصمعيّ: لا يقال أباد الله خضراء هم، ولكن أباد الله غضراء هم، أي أهلك خيرهم وغضارتهم. والغَضْراءُ: طينةٌ خضراء عَلِكَةٌ. يقال: أنْبَطَ فلانٌ بئره في غَضْراءَ. وغَضَرَ عنه يَغْضِرُ، أي عدل عنه. قال ابن أحمر يصف الجوارى: تواعدن أن لا وعى عن فرج راكس * فرحن ولم يغضرن عن ذاك مغضرا - ويقال: غضره، أي حبسه ومنعه. والغاضِرُ: الجلد الذي أجيد دباغه. وغاضرة: قبيلة من بنى أسد، وحى من بنى صعصعة، وبطن من ثقيف. والغضور بتسكين الضاد: نبات. وغضور أيضا: ماء لطيئ.
[غضفر] الغَضَنْفَرُ: الأسد. ورجل غَضَنْفَرٌ: غيظ الجثة.
[غفر] الغَفْرُ: التغطية. والغَفْرُ: الغفران. وغَفَرْتُ المتاع: جعلته في الوعاء. ويقال: اصْبُغْ ثوبك فإنَّه أغْفَرُ للوسخ، أي أحمل له.

(2/770)


وغفر الجُرح يَغْفِرُ غَفْراً: نُكِسَ، وكذلك المريض. قال الشاعر (1) : لعَمْرُكَ إنَّ الدارَ غَفْرٌ لِذي الهوى * كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ - وغَفِرَ بالكسر يَغْفَرُ غَفَراً، لغة فيه (2) . والغَفْرُ: ثلاثةُ أنجمٍ صغارٍ ينزلها القمر، وهي من الميزان. والغَفْرُ أيضاً: شَعَرٌ كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك، وكذلك الغفر بالتحريك. قال الراجز: قد علمت خود بساقيها الغفر * لتروين (3) أو ليبيدن الشجر - والغفر أيضا: زِئبِرُ الثوب. وقد غفِرَ ثوبك يَغْفَرُ غَفَراً. واغْفارَّ الثوبُ اغْفيراراً. والغُفْرُ بالضم: ولد الأُرْوِيَّةِ، والجمع الأغفارُ، وأمُّهُ مُغْفِرَةٌ، والجمع مُغْفِراتٌ. قال بشر (4) : وصعبٌ يزلُّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِهِ * بحافاتِهِ بانٌ طِوالٌ وعرعر - والغفرة: ما يغطى به الشئ. يقال: اغفروا هذا الامر بغُفْرَتِهِ، أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح به.
_________
(1) المرار الفقعسى.
(2) وكذلك غفر، على صيغة ما لم يسم فاعله.
(3) في اللسان: " ليروين ". وقد سبق في (شجر) .
(4) ابن أبى خازم

(2/771)


والغفار بالضم: لغةٌ في الغَفَرِ، وهو الزَغب. قال الراجز: تبدى نقيا زانها خمارها * وقسطة ما شانها غفارها - والقسطة: عظم الساق، ولست أرويه عن أحد. قال الأصمعيّ: المِغْفَرُ: زردٌ ينسج من الدروع على قَدر الرأس، يلبس تحت القَلنسوة. ويقال: اسْتَغْفَرَ الله لذنبه ومن ذنبه، بمعنًى، فَغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرَةً وغَفْراً وغُفْرانا. واغْتَفَرَ ذنبه مثله، فهو غَفورٌ والجمع غُفُرٌ. وقولهم: جاءوا جَمَّاءَ غَفيراءَ ممدوداً، والجَمَّاءَ الغَفيرَ، وجَمَّ الغَفيرِ، وجَمَّاءَ الغَفيرِ، أي جاءوا بجماعتهم: الشريفِ والوضيع، ولم يتخلَّف أحد، وكانت فيهم كثرةٌ. والجماء الغفير: اسم وليس بفعل، إلا أنه ينصب كما تنصب المصادر التى هي في معناه، كقولك جاءوني جميعا، وقاطبة، وطرا * وكافة. وأدخلو فيه الالف واللام كما أدخلوهما في قولهم: أوردها العراك، أي أوردها عراكا. ويقال: ما فيهم غَفيرَةً، أي لا يغفرون ذنبا لاحد. قال الراجز (1) : يا قوم ليست فيكم غفيره * فامشوا كما تمشى جمال الحيره -
_________
(1) هو صخر العى الهذلى.

(2/771)


والغفارة بالكسر: خِرقة تكون دون المِقْنَعَةِ، توقِّي بها المرأة خِمارها من الدهن. والغِفارة: السحابة التي كأنَّها فوق سحابة. والغِفارة: الرقعة التي تكون على الحزِّ الذي يجري عليه الوتر. وبنو غفار من كنانة، رهط أبى ذر الغفاري. والمغفور مثل المغثور. وحكى الكسائي: مِغْفَرٌ ومِغْثَرٌ بكسر الميم. يقال: قد أغفَرَ الرِمثُ، إذا خرجت مغافيرُهُ. وإنَّما يخرج في الصفرية إذا أورس. يقال: ما أحسن مغافيرَ هذا الرِمْثِ. ومن قال: مُغفورٌ قال: خرجنا نَتَمَغْفَرُ. ومن قال: مغفر قال: خرجنا نتغفر، إذا خرجوا يجتنونه من شجرة. وقد يكون المُغفورُ أيضاً للعُشَرِ والثُمامِ والسَلَمِ والطَلْحِ وغيرها.
[غمر] الغَمْرُ: الماء الكثير. وقد غَمَرَه الماء يَغْمُرُهُ، أي علاه. ومنه قيل للرجل: غَمَرَهُ القومُ، إذا علوْه شرفاً. والغَمْرُ: الفرس الجواد. ورجلٌ غَمْرُ الخلق وغمرُ الرداء، إذا كان سخيًّا بيِّن الغُمورَةِ، من قوم غِمارٍ وغُمورٍ. قال كثير:

(2/772)


غمر الرداء إذا تبسَّم ضاحِكا * غلِقَتْ لضِحكته رقابُ المال (1) - وبحرٌ غَمْرٌ، وبحارٌ غِمارٌ وغُمورٌ أيضاً. يقال: ما أشدَّ غُمورَةَ هذا النهر. والغَمْرَةُ: الشدة، والجمع غمر، مثل نوبة ونوب. قال القطامى يصف سفينة نوح عليه السلام:
وحان لتالك الغمر انحسار (2) * وغمرات الموت: شدائده. والغُمَرُ أيضاً القدح الصغير. قال أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشرَ بن وهبٍ الباهليّ: تكفيه حُزَّةُ فِلْذانٍ ألَمَّ بها * من الشِواءِ ويَكفي شُرْبَهُ الغُمَرُ - ومنه التَّغَمُّرُ، وهو الشراب دون الرى. والغمرة: الزحمة من الناس والماء، والجمع غِمارٌ، ودخلت في غُمارِ الناس وغمار الناس، يضم ويفتح، أي في زحمتهم وكثرتهم. ورجلٌ غُمْرٌ: لم يجرِّب الامور، بين الغمارة
_________
(1) ويروى: " جزل العطاء ". وقبله: يعطى العشيرة سؤلها ويسودها * يوم الفخار وكل يوم نبال - وبثثت مكرمة فقد أعددتها * رصدا ليوم تفاخر ونضال -
(2) صدر بيت القطامى:
إلى الجودى حتى صار حجرا:

(2/772)


من قوم أغْمارٍ. والأنثى غُمْرَةٌ. وقد غَمُرَ بالضم يَغْمُرُ غَمارةً. وكذلك المُغَمَّرُ من الرجال. وغامره، أي باطشه وقاتله ولم يبال الموت. قال أبو عمرو: رجلٌ مُغامِرٌ، إذا كان يقتحم المهالك. والغُمْرَةُ: طلاءٌ يتَّخذ من الوَرْسِ. وقد غَمَّرَتِ المرأةُ وجهها تَغْميراً، أي طلت به وجهها ليصفو لونها. وتَغَمَّرتْ مثله. والغمر، بالكسر: العطش. قال العجاج:
حتى إذا ما بلت الاغمارا (1) * والغمر بالكسر أيضاً: الحقد والغلّ. وقد غمرصدره على بالكسر يغمر غمرا وغمرا، عن يعقوب. والغمر أيضا بالتحريك: ريح اللحم والسَهَكِ. وقد غَمِرَتْ يدي من اللحم فهي غَمِرَة، أي زَهِمَةٌ، كما تقول من السمك (2) : سَهِكَةٌ. ومنه منديل الغَمَرِ. والغامِرُ من الأرض: خلاف العامِرِ. وقال بعضهم: الغامِرُ من الأرض: ما لم يُزرع ممَّا يحتمل الزراعة. وإنَّما قيل له غامِرٌ لان الماء يبلغه فيغمره. وهو فاعل بمعنى مفعول، كقولهم:
_________
(1) بعده:
ريا ولما يقصع الاصرارا
(2) في اللسان: " من السهك ".

(2/773)


سر كاتم وماء دافق وإنما بنى على فاعل ليقابل به العامر. وما لا يبلغه الماء من موات الارض لا يقال له غامر. والغمير: نبات أخضر قد غَمَرَهَ اليَبيس. قال زهير يصف وحشا: ثلاث كأقوس (1) السراء وناشِطٌ * قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله - والانغمار: الانغماس في الماء.
[غور] غور كل شئ: قعره. يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ. والغَوْرُ: المطمئن من الارض. والغور: تهامة وما يلي اليمن. وماء غور، أي غائر، وصف بالمصدر، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، وأذن حشر. والغار: كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ. والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ. وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغاراً. قال بشر: كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ عليها * كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغارُ - وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ. وفي المثل: " عسى
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " كأقواء "، صوابه من اللسان وديوان زهير. والسراء: شجر تتخذ منه القسى.
(98 - صحاح - 2)

(2/773)


الغويرأبؤسا $ ". قال الاصمعي: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه. عدو فقتلوهم، فصار مثلا لكل شئ يخاف أن يأتي منه شر. وقال ابن الكلبى: الغوير ماء لكلب، وهو معروف. وهذا المثل تكلمت به الزباء لما تنكب قصير اللخمى بالاجمال الطريق المنهج، وأخذ على الغوير. والغاران: البطن والفرج. قال الشاعر: آلم ترأن الدهرَ يومٌ وليلةٌ * وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا - والغارُ: الجيش. يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان. والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ. قال عديُّ بن زيد: رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُها * تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا - والغار: الغَيْرَةُ وقال أبو ذؤيب يشبه غليان القدر بصخب الضرائر:
ضرائر حرمى تفاحش عراها (1) والغارة: الخيل المغيرة. قال الشاعر (2) :
_________
(1) صدره:
لهن نشيج بالنشيل كأنها
(2) الكميت بن معروف.

(2/774)


ونحن صبحنا آل نَجْرانَ غارةً * تميمَ بنَ مُرٍّ والرماح النوادسا - يقول: سقيناهم خيلا مغيرة. ونصب تميم بن مر على أنه بدل من غارة. والغارة: الاسم من الإغارَةِ على العدو وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، عن الاصمعي. وغارَ يَغورُ غَوْراً، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ. قال: ولا يقال أغار. وغارَ الماء غَوْراً وغُؤوراً، أي سفل في الأرض. وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْراً وغُؤوراً: دخلت في الرأس. وغارَتْ تَغارُ لغة فيه. وقال ابن أحمر:
أغارت عينه أم لم تغارا (1) * وغارت الشمس تغور غِياراً، أي غَرَبَتْ. قال أبو ذؤيب: هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها * وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها - أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه. وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه. يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ أي أغثنا به.
_________
(1) صدره:
وسائلة بظهر الغيب عنى * ويروى:
وربت سائل عنى حفى:

(2/774)


وأغار على العدو يُغيرُ إغارةً ومُغاراً، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً. ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ. ومغيرة: اسم رجل، وقد تكسر الميم، كما يقال منتن ومنتن. والمغيرية: صنف من السبائية، نسبوا إلى مغيرة بن سعيد، مولى بجيلة. وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ. وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ. وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع. وكانوا يقولون: " أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير "، أي نسرع للنحر. ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب: إذا أسرع ودفع في عَدْوِه. وقال بشر بن أبي خازم: فعد طلابها وتعد عنها * بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ - واختلفوا في قول الاعشى: نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ (1) وذِكُرُهُ * أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا - قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع. ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْداً. وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غار.
_________
(1) ويروى: " مالا ترون ".

(2/775)


وزعم الفراء أنها لغة، واحتج بهذا البيت. وناس يقولون: أغار وأنجد، فإذا أفردوا قالوا: غار، كما قالوا هناني الطعام ومرأنى، فإذا أفردوا قالوا: أمرانى. والتغوير: إتيانُ الغَوْرِ. يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى. والتَغْويرُ: القيلولة. يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة. قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ. واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم. وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ. وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.
[غير] الغيرَةُ بالكسر: الميرَةُ. وقد غارَ أهلَه يَغيرهم غِياراً، أي يَميرُهُم وينفعهم. قال الباهلي (1) : ونَهْدِيَّةٍ شَمْطاَء أو حارِثِيَّةٍ * تُؤَمِّلُ نَهْباً من بَنيها يَغيرُها - أي يأتيها بالغنيمة فقد قُتلوا. قال أبو عبيدة: يقال: غارَني الرجل يَغيرُني ويَغورُني، إذا وَداكَ من الدِيَةِ. والاسم الغيرَةُ أيضاً بالكسر، وجمعها غير. قال الشاعر (2) :
_________
(1) هو مالك بن زغبة الباهلى.
(2) بعض بنى عذرة.

(2/775)


لنجدعن بأيدينا أنوفَكم * بَني أمَيَّةَ (1) إن لم تقلبوا الغيرا - وقال بعضهم: إنه واحد، وجمعه أغْيارٌ. والغِيَرُ أيضاً: الاسم من قولك غيرت الشئ فتَغَيَّر (2) . والغَيْرَةُ بالفتح: مصدر قولك: غارَ الرجل على أهله يَغارُ غَيْراً، وغَيْرَةً، وغاراً. ورجلٌ غيورٌ وغَيرانُ، وجمع غَيورٍ غُيُرٌ، وجمع غَيْرانَ غَيارى وغُيارى. ورجلٌ مِغْيارٌ وقومٌ مَغاييرُ، وامرأةٌ غَيورٌ ونِسْوةٌ غُيُرٌ، وامرأةٌ غَيْرى ونِسوةٌ غَيارى. وغارَهُ يُغيرُهُ ويَغورُهُ، أي نَفَعَهُ. قال عبد مناف (3) بن رِبْعٍ الهذليّ: ماذا يَغيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُما * لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسى لِمَن رَقَدا (4) - يقول: لا يغني بكاؤهما على أبيهما من طلب ثأره.
_________
(1) في اللسان: " بنى أميمة ".
(2) في المختار: ومنه غير الزمان. وقال الازهرى: قال الكسائي: اسم مفرد مذكر، وجمعه أغيار. وقال أبو عمرو: هو جمع غيرة - يعنى بالكسر.
(3) في المطبوعة الاولى: " عبد الرحمن "، تحريف.
(4) في تهذيب الاصلاح ج 1 ص 215 قال عبد مناف ابن ربع الهذلى " ماذا ... الخ. كلتاهما أبطنت أحشاؤها قصبا * من بطن حيلة لا رطبا ولا نقدا -

(2/776)


وغارهم الله بمطر يغيرهم ويَغورُهُمْ، أي سقاهم. يقال: اللهم غِرْنا بخير وغُرْنا بخير. قال الفراء: قد غارَ الغيثُ الأرض يَغيرُها، أي: سقاها. قال: وغارَنا الله بخير، كقولك: أعطانا خيراً. قال أبو ذؤيب: وما حمل البختى عام غياره * عليه الوسوق برها وشعيرها - وأرضٌ مَغيرَةٌ بفتح الميم، ومَغْيورَةٌ، أي مَسْقِيَّةٌ. وغايَرتُ الرجل مُغايَرَةً، أي عارضْتُه بالبيع وبادلتُه. وتغايَرَتِ الاشياء: اختلف. والغيار: البدال (1) . قال الشاعر الأعشى: فلا تَحْسَبَنِّي لكم كافِراً * ولا تَحْسَبَنِّي أريدُ الغِيارا - وقولهم: نزل القوم يُغَيِّرونَ، أي يُصلِحون الرِحالَ. وغَيْرُ بمعنى سِوى، والجمع أغْيارٌ. وهي كلمةٌ يوصف بها ويستثنى، فإن وصفتَ بها أتبعتَها إعرابَ ما قبلها، وإن استثنيت بها أعربتها بالإعراب الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا. وذلك أنّ أصل غَيْرَ صفةً والاستثناء عارض. قال الفراء: بعض بنى أسد وقضاعة ينصبون
_________
(1) أي المبادلة.

(2/776)


غيرا إذا كان في معنى إلا، تم الكلام قبلها أولم تيم. يقولون: ما جاءني غيرك، وما جاءني أحد غيرك. وقد تكون غير بمعنى لا فتنصبها على الحال، كقوله تعالى:
(فَمَنِ اضْطَرَّ غَيْرَ باغ ولاعاد) *، كأنه قال: فمن اضطُرَّ جائعاً لا باغياً. وكذلك قوله:
(غير ناظرين إناده) *، وقوله:
(غير محلى الصيد) *.
فصل الفاء
[فأر] الفَأرُ مهموز: جمع فَأرَة. ومكانٌ فِئِرٌ: كثير الفَأرِ. وأرضٌ مَفْأرَةٌ: ذات فَأر. والفَأرَةُ: ريح تجتمع في رسغ البعير، فإذا مُسَّت انفشَّتْ. وفارَةُ المِسْكِ غير مهموزة: النافجةُ. وفَأرَةُ الإبل: أن تَفوح منها ريحٌ طيِّبة، وذلك إذا رعت العُشب وزهرَه ثم شَرِبت وصدرت عن الماء، ندِيت جلودُها ففاحت منها رائحة طيبةٌ، فيقال لتلك: فأرة الابل، عن يعقوب. قال الراعي يصف إبلاً: لها فَأرَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ * كما فَتَقَ الكافور بالمسك فاتقه -

(2/777)


[فتر] الفَتْرَة: الانكسارُ والضعفُ. وقد فتر الحر وغيره يفتر فتورا، وفَتَّره الله تَفْتيراً. والفَتْرَةُ: ما بين الرسولين من رسل الله عزوجل. وطرف فاتر، إذا لم يكن حديدا. والفتر: مابين طرف السبابة والابهام إذا فتحتهما: وأما قول الشاعر (1) :
أصرمت حبل الود من فتر (2) * فهو اسم امرأة (3) .
[فتكر] قولهم: لقيت منه الفِتَكْرين والفتكرين، بكسر الفاء وضمها، والتاء مفتوحة، والنون للجمع، وهى الشدائد والدواهي.
[فثر] الفاثورُ: الخِوانُ يتَّخذ من الرخام ونحوه. قال الأغلب العجليّ:
_________
(1) هو المسيب بن علس ويروى للاعشى.
(2) في للسان: " حبل الود ". وعجزه:
وهجرتها ولججت في الهجر * وبعده: وسمعت حلفتها التى حلفت * إن كان سمعك غير ذى وقر -
(3) يقال بفتح الفاء وكسرها.

(2/777)


* إذا انجلى فاثورُ عينِ الشمسِ * يقال: هم على فاثورٍ واحدٌ، أي على مائدة واحدة،، ومنزلة واحدة. وفاثور: الذى في شعر لبيد (1) : اسم موضع.
[فجر] فَجَرْتُ الماء أفْجُرُهُ بالضم فَجْراً، فانْفَجَرَ، أي بجستُهُ فانْبَجَسَ. وفَجَّرته شدّد للكثرة، فَتَفَجَّرَ. والفُجْرَةُ بالضم: موضع تفتّح الماء. ومفاجِرُ الوادي: مرافِضُهُ حيث يرفَضُّ إليه السيل. ومُنْفَجَرُ الرملِ: طريقٌ يكون فيه. والفَجْرُ في آخر الليل كالشفق في أوَّله. وقد أفْجَرْنا، كما تقول: أصبحنا من الصبح. وفى كلام بعضهم: كنت أحل إذا أسحرت، وأرحل إذا أفجرت والفِجارُ: يومٌ من أيَّام العرب، وهي أربعة أفْجِرَةٍ كانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان، وفى الجاهلية، وكانت الدَبرةُ على قيس. وإنَّما سمَّت قريشٌ هذه الحربَ فِجاراً
_________
(1) بيت لبيد: ولدى النعمان منى موقف * بين فاثور أفاق فالدحل -

(2/778)


لأنَّها كانت في الأشهر الحرم، فلمَّا قاتلوا فيها قالوا: قد فَجَرْنا، فسمِّيت فِجاراً. وفَجَرَ فُجوراً، أي فسق. وفَجَرَ، أي كذب. وأصله الميل. والفاجر: المائل. قال لبيد يخاطب عمه أبا مالك: فقلت ازدجر أحْناَء طيرك واعْلَمَنْ * بأنّك إنْ قدمت رجلك عاثر - فأصبحت أنى تأتها تبتئس بها (1) * كلا مركبيها تحت رجلك شاجر - فإن تتقدم تغش منها مقدما * غليظا وإن أخرت فالكفل فاجر - يقول: مقعد الرديف مائل. والشاجر: المختلف. وأحناء طيرك، أي جوانب طيشك. والفجر بالفتح: الكرمُ والتفجٌّرُ في الخير. قال الشاعر (2) : خالفتَ في الرأيِ كل ذى فجر * والبغى (3) يا مالِ غَيْرُ ما تَصِفُ - وفَجارٍ، مثل قَطامٍ: اسم للفُجورِ، وهي معرفة. قال النابغة:
_________
(1) في المخطوطة: " تلتبس ".
(2) عمرو بن امرئ القيس الانصاري يخاطب مالك ابن العجلان.
(3) في اللسان: " الحق "، وهو الصواب كما قاله ابن برى.

(2/778)


إنا احتملنا (1) خُطَّتَينا بينَنا * فحملتُ بَرَّةَ واحتملتَ فَجارِ - ويقال أيضاً للمرأة: يا فجار، يريد يا فاجرة.
[فخر] الفَخْرُ: الافتِخارُ وعَدُّ القديمِ. وكذلك الفخر، مثل نهر ونهر. وقد فخر وافتخر. وتفاخَرَ القومُ. والفَخيرُ: الذي يُفاخِرُكَ، ومثله الخَصيمُ. والفِخِّيرُ: الكثير الفَخْرِ، مثال السِكِّيرِ. والتَفَخُّرُ: التعظُّم والتكبُّر. يقال: فلان مُتَفَخِّرٌ مُتَفَجِّسٌ: ابن السكيت: فاخَرتُ الرجل فَفَخَرْتُهُ أفْخُرُهُ (2) فخرا، إذا كنت أكرم منه أباً وأمًّا. قال: وأفْخَرْتُهُ على فلانٍ، إذا فضَّلته عليه في الفَخْرِ. وكذلك فَخَّرْتُهُ عليه تَفْخيراً. والمَفْخَرَةُ بفتح الخاء وضمها: المأثُرةُ. وفرسٌ فَخورٌ، أي عظيمُ الجُرْدانِ.
_________
(1) في اللسان: " إنا اقتسمنا "، وفى ديوانه " إنا قسمنا ".
(2) قوله " ففخرته أفخره " بفتح الخاء في الماضي والمضارع. فإن قلت: قاعدة باب المغالبة أن المضارع الصحيح فيه يكون من باب نصر، لم يشذ منه غير خاصمني فخصمته أخصمه بكسر المضارع. قلت: محل ذلك ما لم تكن عينه حرف حلق كما هنا، وإلا كان بالفتح، كما يأتي للمصنف موضحا في (خصم) مبينا حكم الصحيح والمعتل، فاذهب إليه إن أردت. قاله نصر.

(2/779)


ونخلةٌ فَخورٌ، أي عظيمةُ الجِذع غليظة السَعَفِ. الأصمعيّ: ناقةٌ فَخورٌ، هي العظيمة الضَرعِ الضيِّقة الأحاليل. والفخَّارُ: الخزفُ (1) . والفاخِرُ من البسرِ: الذي يعظم ولا نوى له. والفاخور: ضرب من الرياحين، عن اليزيدى. وأما قول الراجز: إن لنا لجارة فناخره * تكدح للدنيا وتنسى الآخره - فيقال: هي المرأة التى تتدحرج في مشيتها.
[فدر] الفِدْرَةُ: القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة. قال الراجز:
وأطعمت كرديدة وفدره * والفادر: المسن من الوعول، ويقال العظيم. وكذلك الفَدورُ، والجمع فُدُرٌ وفُدْرٌ، وموضعها المَفْدَرَةُ. وفَدَرَ الفَحْلُ يَفْدِرُ فُدوراً، أي جَفَرَ وعَدلَ عن الضراب، فهو فادِرٌ، والجمع فَوادِرُ. والفَدِرُ بالكسر الدال: الاحمق. والفندير والفنديرة: الصخرة العظيمة تَنْدُرُ من رأس الجبل.
_________
(1) زيادة في المخطوطة بعده: " والفاخر: الشئ الجيد "

(2/779)


[فرر] فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب. وأفَرَّهُ غيره. والفَرورُ من النساء: النَوَارُ. ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث. وفى الحديث (1) : " هذان فر قريش، أفلا أرد على قريش فرها ". وقد يكون الفر الجمع فار، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب. وفررت الفرس أفره بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: " فُرِرْتُ عن ذكاء ". وفَرَرْتُ عن الأمر: بحثت عنه. وأفرت الابل للاثناء بالالف، إذا ذهبتْ رواضعُها وطلع غيرها. وتفارُّوا، أي تهاربوا. وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه. وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته. وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما. وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه. والمَفَرُّ: الفِرارُ. ومنه قوله تعالى:
(أين المَفَرُّ) *. والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع. وفرير: بطن من العرب.
_________
(1) هو قول سراقة حين نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أبى بكر رضى الله عنه، مهاجرين إلى المدينة فمرا به. فقال هذا القول.

(2/780)


والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفرار، مثل طويل وطوال، ويقال: إنه جمع فرير. قال أبو عبيدة: ولم يأت على فعال شئ من الجمع إلا أحرف هذا أحدها. وفى المثل: " نزو الفرار استجهل الفرار "، وذلك أنه إذا شب أخذ في النزوان، فمتى رآه غيره نزا لنزوه. ويقال أيضاً: " إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تفر أسنانه. وفرفرت الشئ: حركته، مثل هرهرته، يقال فَرْفَرَ الفرس، إذا ضربَ بفأس لجامه أسنانه وحرَّك رأسه. وناس يروونه في شعر أمرئ القيس بالقاف (1) . والفرفرة: الخفة والطيش. والفرفور: طائر.
[فزر] الفِزرُ بالكسر: القطيع من الغنم. وقال أبو زيد: الفِزرُ من الضأن: ما بين العشرة إلى الاربعين، حكاه عنه أبو عبيد.
_________
(1) هو قوله: إذا زعته من جانبيه كليهما * مشى الهيذبى في دفه ثم فرفرا - ويروى: قرقرا " بالقاف. والهيذبى، بالذال المعجمة سير سريع، من أهذب الفرس في سيره، إذا أسرع. ويروى " الهيدبى " بالمهملة، وهى مشيه فيها تبختر. والرواية الصحيحة: " فرفرا " بالفاء.

(2/780)


والفزر أيضا: أبو قبيلة من تميم، وهو سعد ابن زيد مناة بن تميم. والفزر لقبه، وإنما سمى بذلك لانه وافى الموسم بمعزى فأنهبها هناك وقال: من أخذ منها واحدة فهى له، ولا يؤخذ منها فزر وهو الاثنان وأكثر. وقال أبو عبيدة: هو الجدى نفسه. فضربوا به المثل، فقالوا: " لا آتيك معزى الفزر " أي تحتي تجتمع تلك، وهى لا تجتمع أبدا. والفزر بالفتح: الفسخ في الثوب. يقال: لقد تَفَزرَ الثوبُ، إذا تقطَّع وبَلِيَ. وفَزرْتُ الشئ: صدعته. وطريق فازر، أي واسع. قال الراجز: تدق معزاء الطريق الفازر * دق الدياس عزم الا نادر - ورجل أفزر بين الفزر، وهو الأحدب الذي في ظهره عُجْرَةٌ عظيمةٌ، وهو المَفْزورُ أيضاً. وفزارة، أبوحى من غطفان، وهو فزارة ابن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
[فسر] الفَسْرُ: البيانُ. وقد فَسَرْتُ الشئ أفسره بالكسر فسرا. والتفسير مثله. واسْتَفْسَرْتُهُ كذا، أي سألته أن يُفَسِّرَهُ لي. والفَسْرُ: نظر الطبيب إلى الماء، وكذلك التَفْسِرَةُ، وأظنُّه مولدا.

(2/781)


[فطر] أفْطَرَ الصائمُ. والاسمُ الفِطْرُ. وفَطَّرتُهُ أنا تَفْطيراً. ورجلٌ مُفْطِرٌ وقوم مفاطير، مثل موسر ومياسير. ورجل فطر وقوم فِطْرٌ، أي مفطِرونَ، وهو مصدر في الأصل. والفَطورُ: ما يُفْطَرُ عليه، وكذلك الفَطورِيُّ كأنَّه منسوب إليه. وفَطَرَتِ المرأةُ العجينَ حتَّى استبان فيه الفُطْرُ. والفُطْرُ أيضاً: ضربٌ من الكمأة أبيضُ عِظامٌ، الواحدة فُطْرَةٌ. والفِطْرَةُ بالكسر: الخِلقةُ. وقد فَطَرَهُ يَفْطُرُهُ بالضم فَطْراً، أي خلقهُ. والفَطْرُ أيضاً: الشقُّ. يقال: فطرته فانفطر. ومنه فطر ناب البعير: طَلَعَ، فهو بعيرٌ فاطِرٌ. وتفطر الشئ: تشقق. وسيف فطار، أي فيه تشقُّقٌ. قال عنترة: وسيفي كالعَقيقةِ فهو كِمْعي * سلاحي لا أفَلَّ ولا فُطارا - والفَطْرُ: الابتداءُ والاختراعُ. قال ابن عبَّاس رضي الله عنه: كنت لا أدري ما فاطِرُ السموات حتَّى أتاني أعربيَّانِ يختصِمان في بئر فقال أحدهما: أنا فَطَرْتُها أي أنا ابتدأتها.
(99 - صحاح 2) .

(2/781)


والفطر: حلب الناقة بالسبَّابة والإبهام. والفَطيرُ: خلاف الخمير، وهو العجين الذي لم يختمر. وكل شئ أعجلته عن إدراكه فهو فَطيرٌ. يقال: إيَّاك والرأيَ الفَطيرَ. وفَطَرْتُ العجين أفْطُرُهُ فَطْراً، إذا أعجلته عن إدراكه. تقول: عندي خبز خمير، وحيس فطير، أي طرى.
[فغر] فَغَرَ فاهُ، أي فتحه. وفغر فوه، أي انتفخ. يتعدى ولا يتعدى. وأفْغَرَ النجمُ، وذلك في الشتاء، لأن الثريا إذا كبَّد السماء من نظر إليه فغرفاه. والفاغرة: ضرب من الطيب، وهو أصل النَيْلوفَرِ الهنديِّ: وانفغر النور: تفتح. والمغفرة: الارض الواسعة.
[فقر] الفَقارَةُ بالفتح: واحدة فَقارِ الظهر. وذو الفقار أيضا: اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم. والفقرة بالكسر مثل الفقارة، والجمع فقرات وفقرات (1) وفقر.
_________
(1) فقرات الاول يفتح القاف وأوله مكسور والثانى بكسرتين اه‍. وانقولى.

(2/782)


وأجود بيتٍ في القصيدة يسمَّى فِقْرَةً، تشبيهاً بفِقْرَةِ الظَهر. ورجلٌ فِقَرٌ: يشتكي فَقارَهُ. والفاقِرَةُ الداهية. يقال: فَقَرَتْهُ الفاقِرَةُ، أي كسرتْ فَقارَ ظَهره. وفَقَرْتُ أنف البعير، إذا حززْتَه بحديدةٍ ثم جعلت على موضع الحَزِّ الجريرَ وعليه وتَرٌ ملوى، لتذلله بذلك تروضه. ومنه قولهم: قد عَمِلَ به الفاقِرَةُ. ورجلٌ فَقيرٌ من المال. قال ابن السكيت: الفَقيرُ الذي له بُلْغَةٌ من العيش. قال الراعي يمدح عبد الملك بن مروان ويشكو إليه سُعاتَهُ: أمَّا الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُهُ * وَفْقَ العيالِ فلم يترك له سبد - قال: والمسكين الذى لا شئ له. وقال الاصمعي: المسكين أحسن حالا من الفقير. وقال يونس: الفقير أحسن حالا من المسكين. قال: وقلت لاعرابي أفقير أنتَ؟ فقال: لا والله بل مسكين. وقال ابن الاعرابي: الفقير الذى لا شئ له، والمسكين مثله. والفقر: لغة في الفَقْرِ، مثل الضُعْفُ والضعف. والفقير: مخرج الماء من القناة. وأما قول الراجز:

(2/782)


* ما ليلة الفقير إلا شيطان (1) * فهو ركى بعينه معروف. والفقير: حفير يحفر حول الفَسيلة إذا غُرست. تقول منه: فقرت للودية تفقيرا. وفقرت الخزز أيضاً: ثقّبته. والفَقيرُ: المكسورُ فَقارِ الظَهر. وقال لبيد: لَمَّا رأى لُبَدُ النسورَ تَطايَرَتْ * رَفَعَ القوادمَ كالفَقيرِ الأعْزَلِ - والمُفَقَّرُ: السيفُ الذي في متنه حزوز. وقولهم: أفقرك الصيد، أي أمكلنك من فقاره، أي فارْمِهِ. وأفْقَرْتُ فلاناً ناقتي، أي أعرته فَقارها ليركبها. والاسم الفقرى. قال الشاعر: له فقرة قد أحرمت حل ظهره * فما فيه الفقرى ولا الحج مزعم - وأفقره الله من للفقر فافْتَقَرَ. ويقال: سَدَّ الله مَفاقِرَهُ، أي أغناه وسدَّ وجوهَ فَقْرِهِ. وقولهم: فلان ما أفقره وما أغناه، شاذ، لانه يقال في فعليهما افتقر واستغنى، فلا يصح التعجب منهما.
_________
(1) بعده:
مجنونة تودي بروح الانسان:

(2/783)


[فكر] التَفَكُّرُ: التأملُ. والاسم الفِكْرُ والفِكْرَةُ. والمصدر الفَكْرُ بالفتح. قال يعقوب: يقال ليس لي في هذا الأمر فِكْرٌ، أي ليس لي فيه حاجة. قال: والفتح فيه أفصح من الكسر. وأفْكَرَ في الشئ وفكر فيه وتفكر، بمعنى. ورجل فكير، مثال فسيق: كثير التفكر.
[فور] فارَتْ القِدْرُ تَفورُ فَوْراً وفَوَراناً: جاشتْ. ومنه قولهم: ذهبْتُ في حاجة ثم أتيتُ فلاناً من فَوْري، أي قبل أن أسكن. وفارَ فائِرُهُ: لغة في ثار ثائره، إذا جاش غضبه. وفَوْرَةُ الحَرِّ: شدته وفَوْرَةُ العشاء: بعد العَتَمَةِ. والفُورُ بالضم: الظباء، لا واحد لها من لفظها. يقال: " لا أفعل كذا ما لأْلأَتِ الفورُ "، أي بَصْبَصَتْ بأذنابها. وفوارة الورك بالفتح والتشديد: ثقبها. وفوراة القدر، بالضم والتخفيف: ما يَفورُ من حَرِّها. والفِيارانِ: اللذان يكتنفان لسان الميزان.

(2/783)


[فهر] الفِهْرُ: الحجر ملء الكفِّ، يذكَّر ويؤنَّث، والجمع أفْهارٌ. وكان الأصمعيّ يقول: فِهْرَةٌ وفِهْرٌ. وتصغيرها فهيرة. وعامر بن فهيرة: رجل. وفهر: أبو قبيلة من قريش، وهو فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة. قال الطائى: الفهيرة محض يُلقى فيه الرَضْف، فإذا غلا ذُرَّ عليه الدقيقُ وسِيطَ به ثم أكل. حكاه ابن السكيت. وفهر اليهود مدراسهم (1) ، وأصلها بُهْر، وهي عِبرانيةٌ فعرّبت. والفَهْرُ: أن يجامع الرجل المرأة ثم يتحوَّل عنها قبل الفراغ إلى أخرى فينزل فيها. وفي الحديث أنَّه نهى عن الفَهْرِ. وكذك الفهر مثل نهر ونهر. وفَهَّرَ الرجل تَفْهيراً، أي أعيا. يقال: أوَّل نقصان حُضْرِ الفرسِ التَرَادَّ، ثم الفُتورُ، ثم التَفْهيرُ. وتْفْهَّرَ الرجل في المال: اتَّسع فيه، كأنه مبدلٌ من تَبَحَّرَ، أو أنه لغة في الإعياء والفتور.
_________
(1) " مدراسهم " أي الذى يجتمعون فيه للصلاة اه‍. مصباح. ووقع في بعض نسخ " مدارسهم " وهو تحريف. قاله نصر.

(2/784)


فصل القاف
[قبر] القَبْرُ: واحد القُبور. والمَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ بفتح الباء وضمها: واحدة المقابِر. وقد جاء في الشعر المَقْبَرُ. وقال عبد الله ابن ثعلبة الحنفي: لكلِّ أناسٍ مَقْبَرٌ بفِنائهِم * فهم ينقُصونَ والقُبورُ تَزيدْ (1) - وهو المَقْبَريُّ والمَقْبُرِيُّ. وقَبَرْتُ الميتَ أقْبُرُهُ قَبْراً، أي دفنته. وأقْبَرْتُهُ، أي أمرت بأن يقبر. قالت تميم للحجاج " أقبرنا صالحا "، وكان قد قتله وصلبه، أي ائذن لنا في أن نقبره. قال لهم: دونكموه. قال ابن السكيت: أقْبَرْتُهُ، أي صيّرت له قَبْراً يدفن فيه. وقوله تعالى:
(ثم أماتَهُ فأقْبَرَهُ) *، أي جعله ممن يُقْبَر، ولم يجعله يلقى للكلاب. وكأنَّ القبر مما أُكرم به بنو آدم. والقُبَّرَةُ: واحدة القُبَّرِ، وهو ضربٌ من الطير. قال طرفة وكان يصطاد هذا الطير في صباه:
_________
(1) وقبله: أزور وأعتاد القبور ولا أرى * سوى رمس أحجار عليه ركود -

(2/784)


يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ (1) * خلا لك الجو فبيضي واصفرى - ونقرى ما شئت أن تنقري * قد ذهب الصياد عنك فابشرى (2) - لابد من صيدك يوما فاصبري * والقنبراء: لغة فيها، والجمع القنابر مثل العنصلاء والعناصل: والعامة تقول: القنبرة، وقد جاء ذلك في الرجز، أنشده أبو عبيدة: جاء الشتاء واجثأل القنبر * وجعلت عين الحرور تسكر (3) - أي يسكن حرها ويخبو. وقنبر: اسم رجل، بالفتح.
[قبطر] القُبْطُرِيَّةُ بالضم: ضربٌ من الثياب. قال ابن الرقاع:
_________
(1) قال ابن برى: يا لكِ من قُبَّرَةٍ بمَعْمَرِ، لكليب بن ربيعة التغلبي.
(2) قوله فابشرى، أصل الهمزة القطع كما قال تعالى: " وأبشرو بالجنة " لكن الضرورة سوغت وصلها. وفى الدميري بدل الشطر الاخير:
لابد من أخذك يوما فاحذري * ويروى أن ابن عباس قال لابن الزبير حين خرج الحسين إلى العراق رضى الله عنهم:
خلا لك الجو فبيضي واصفرى * قاله نصر.
(3) في المخطوطة زيادة بعده: وطلعت شمس عليها مغفر * والقبرى: الانف.

(2/785)


كأن زُرورَ القُبْطُرِيَّةِ عُلِّقَتْ * بَنادِكُها منه بجذع مقوم -
[قبعثر] القَبَعْثَرُ: العظيم الخَلْقِ. قال المبرد: القبعثر: العظيم الشديد. والالف ليست للتأنيث، وإنما زيدت لتلحق بنات الخمسة ببنات الستة، لانك تقول: قبعثراة، فلو كانت الالف للتأنيث لما لحقه تأنيث آخر. فهذا وما أشبه لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة، والجمع قباغث، لان ما زاد على أربعة أحرف لا يبنى منه الجمع ولا التصغير حتى يرد إلى الرباعي، إلا أن يكون الحرف الرابع منه أحد حروف المد واللين، نحو أسطوانة وحانوت.
[قتر] القَتَرُ: جمع القَتَرَةِ، وهي الغبار. ومنه قوله تعالى:
(تَرْهَقُها قترة) *، عن أبى عبيدة. وأنشد للفرزدق: متوج برداء المُلكِ يَتْبَعُهُ * مَوْجٌ ترى فوقه الرايات والقتراء - والقتر: الجانب والناحية: لغةٌ في القُطْرِ. والقُتْرَةُ: ناموسُ الصائد. والقِتْرُ بالكسر: ضربٌ من النصال نحوٌ من المَرماةِ، وهو سهمُ الهدف. والقِتْرَةُ والسِروَةُ واحدٌ.

(2/785)


وابنُ قِتْرَةَ: حيَّةٌ خبيثة إلى الصغر ماهى، وقترة معرفة لا تنصرف. ورجل قاتر، أي واقٍ لا يعقِر ظهرَ البعير. وجَوْبٌ قاترٌ، أي تُرسٌ حسن التقدير. ومنه قول أبى دهبل الجمحى: دِرعي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ * وجَوْبُها القاتِرُ من سيرِ اليَلَبْ - وتقتر فلان، أي تهيَّأ للقتال، مثل تَقَطَّرَ. والقَتيرُ: رءوس المسامير في الدروع. قال الزفيان (1) :
جوارنا ترى لها قتيرا * والقتير أيضاً الشَيْبُ. والقُتارُ: ريح الشواءِ. وقد قَتَرَ اللحم يَقْتِرُ بالكسر، إذا ارتفع قُتارُهُ. وقَتِرَ اللحم بالكسر: لغة فيه، حكاها أبو عمرو. ولحم قاتر. والقُتارُ أيضاً: ريحُ العود. وقَتَرَ على عياله يَقْتُرُ ويَقْتِرُ قَتْراً وقُتوراً، أي ضيَّقَ عليهم في النفقة. وكذلك التقتيرُ والإقتارُ، ثلاث لغات. والتَقْتيرَ: تهييجُ القُتارِ. يقال: قَتَّرْتُ للأسد، إذا وضعت له لحماً في الزُبْيَةِ يجد قُتارَهُ. وكِباءٌ مُقَتَّرٌ. ويقال: أقْتَرَتِ المرأةُ فهى مقترة، إذا
_________
(1) اسمه عطية، وكنيته أبو المرقال.

(2/786)


تبخرت بالعود. وأقْتَرَ الرجل: افتقر. قال الشاعر الكميت: لكم مسجد اللهِ المَزُورانِ والحَصى * لكم قِبْصُهُ من بين أثرى وأقترا - يريد: من بين من أثرى وأقتر وقال آخر (1) :
ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ (2)
[قحر] القَحْرُ: الشيخ الكبير الهرم، والبعير المسن. يقال للانثى ناب وشارف، ولا يقال قحرة. وبعضهم يقوله.
[قدر] قدر الشئ (3) : مبلغه. وقدر الله وقَدْرُهُ بمعنًى، وهو في الأصل مصدر. وقال الله تعالى:
(ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ) *، أي ما عظَّموا الله حقَّ تعظيمه. والقَدَرُ والقَدْرُ أيضاً: ما يقدره الله عزوجل من القضاء. وأنشد الأخفش (4) : ألا يا لِقومي للنوائبِ والقَدْرِ * وللأمرِ يأتي المرَء من حيث لا يدري -
_________
(1) هو عمرو بن حسان، من بنى الحارث بن همام.
(2) وصدره:
فإن الكثر أعيانى قديما
(3) قوله " قدر الشئ مبلغه " قلت: هو بسكون الدال وفتحها، ذكره في التهذيب اه‍. مختار.
(4) لهدبة بن خشرم.

(2/786)


ويقال: مالي عليه مَقْدَرَةٌ ومَقْدِرَةٌ ومَقْدُرَةٌ، أي قُدْرَةٌ. ومنه قولهم: " المَقْدُرَةُ تُذهب الحفيظة ". ورجلٌ ذو قُدْرَةٍ، أي ذو يسارٍ. وقَدَرْتُ الشئ أقدره وأقدره قدرا، من التقدير. وفى الحديث: " إدا غم عليكم الهلالُ فاقْدُروا له "، أي أتِمُّوا ثلاثين. قال الشاعر (1) : كِلا ثَقَلينا طامِعٌ في غنيمةٍ * وقَدْ قَدَرَ الرحمنُ ما هو قادِرُ - أي مقدر. وقدرت عليه الثواب قَدْراً فانْقَدَرَ، أي جاء على المِقْدارِ. ويقال: بين أرضك وأرضِ فلان ليلة قادرة، إذا كانت ليِّنةَ السيرِ، مثل قاصدُةٍ ورافِهَةٍ. عن يعقوب. وقَدَرَ على عياله قَدْراً، مثل قَتَرَ. وقُدِرَ على الإنسان رزقُهُ قدرا، مثل قتر. وقدرت الشئ تَقْديراً. ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً. وتقدر له الشئ، أي تهيأ. والاقتدار على الشئ: القدرة عليه. واقْتَدَرَ القومُ: طبخوا في قِدْرٍ. يقال: أتقتدرون أم تشتوون؟
_________
(1) إياس بن مالك المعنى.

(2/787)


والقدير: المطبوخُ في القِدْرِ. تقول منه: قَدَرَ واقْتَدَرَ، مثل طبخ واطَّبَخَ. والقدر تؤنث، وتصغيرها قدير بلاهاء، على غير قياس. والقدار: الجزار، ويقال الطباخ. وقدار بن سالف الذى يقال له أحمر ثمود، عاقر ناقة صالح عليه السلام. والاقدر: القصير من الرجال. قال الشاعر - هو صخر الهذلى - يصف صائدا: أتيح لها أقيدر (1) ذو حشيف * إذا سامت على الملقات ساما - والاقدار من الخيل: الذي يجاوِز حافِرُ رجليه حافِرَيْ يديه. قال رجلٌ من الأنصار (2) : وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَهواتِ ساطٍ * كُمَيْتٌ لا أحق ولا شئيت -
[قذر] القذر: ضد النظافة. وشئ قذر بين القذارة. وقذرت الشئ بالكسر وتَقَذَّرتهُ واسْتَقْذَرْتُهُ، إذا كرهته.
_________
(1) أقيدر: تصغير أقدر، وهو القصير المجتمع الخلق. وذو حشيف: صاحب حشيف، وهو الثوب الخلق. يعنى الصائد الذى يصيد الوعول. والملقات: جمع ملقة: الصفاة الملساء.
(2) هو عدى بن خرشة الخطمى. وقبله: ويكشف نخوة المختال عنى * جراز كالعقيقة إن لقيت -

(2/787)


والقَذورُ من النساء: التي تتنزَّه عن الأقْذارِ. أبو عبيدة: ناقةٌ قَذورٌ: تبرك ناحيةً من الإبل وتستبعد. قال: والكنوف مثلها إلا أنها لا تستعبد. قال الكلابي: رجل قذرة مثل هُمَزَةٍ: يتنزَّه عن الملائمِ. ورجلٌ قاذورَةٌ وذو قاذورَةٍ: لا يخالُ الناسَ لسوء خُلُقِهِ ولا يُنازِلهم. قال متمِّم ابن نويرة يرثي أخاه. فإن تَلقه في الشراب لا تَلْقَ فاحشاً * على الكأس ذا قاذورة متزبعا - ورجل مقذر بالفتح: يجتنبه الناس. وهو في شعر الهذلى (1) .
[قذحر] المقذحر: المتهيئ للسباب والشر، تراه الدهرَ منتفخاً شبه الغضبان. قال أبو عبيد: هو بالدال والذال جميعا. والمقذعر مثله. قال الاصمعي: سألت خلفا الاحمر عنه فلم يتهيأ له أن يخرج تفسيره بلفظ واحد فقال: أما رأيت سنورا متوحشا في أصل راقود؟ وأنشد الاصمعي لعمرو بن جميل:
_________
(1) هو بيت أبى كبير. ونضيت مما تعلمين فأصبحت * نفسي إلى إخوانها كالمقذر -

(2/788)


مثل الشييخ المقذحر الباذى * أوفى على رباوة يباذى -
[قرر] القَرارُ: المستقِرُّ من الأرض. والقَرارِيُّ: الخيَّاط قال الأعشى: يَشُقُّ الأمورَ ويَجْتابها * كشَقِّ القَرارِيِّ ثوبَ الرَدَنْ - الأصمعيّ: القَرارُ والقَرارَةُ: النَقَدُ، وهو ضربٌ من الغنم قصار الأرجل قباحُ الوجوه. والقَرارَةُ: القاع المستدير. قال أبو عبيد: القَرُّ مركبٌ للرجال بين الرَحْلِ والسرجِ. وقال غيره: القر الهودج. وأنشد:
كالقر ناست فوقه الجزاجز * وقال امرؤ القيس: فإمَّا تَرَيْني في رحالة جابر * على حجر كالقر تخفِقُ أكْفاني - والقَرُّ: الفَرُّوجةُ. قال ابن أحمر:
كالقَرِّ بين قوادِمٍ زعر (1)
_________
(1) قال ابن برى: هذا العجز مغير قال: وصواب إنشاد البيت على ما روته الرواة في شعره: حلقت بنو غزوان جؤجؤه. * والرأس غير قنازع زعر - فيظل دفاه له حرسا * ويظل يلجئه إلى النحر -

(2/788)


ويوم القر: اليوم الذى بعد يوم النَحر، لأنَّ الناس يَقَرُّونَ في منازلهم. والقَرَّتانِ: الغداة والعشيّ. قال لبيد: وجَوارِنٌ بيضٌ وكلُّ طِمِرَّةٍ * يعدو عليها القَرَّتَيْنِ غُلامُ - الجَوارِنُ: الدروع. ويومٌ قَرٌّ وليلةٌ قَرَّةٌ، أي باردة. والقُرُّ بالضم: البرد. والقُرُّ أيضاً: القَرارُ. ومنه قولهم عند شدة تصيبهم: " صابتْ بِقُرٍّ "، أي صارت الشدة في قرارها. وربَّما قالوا: " وقعت بِقُرٍّ ". قال عديُّ بن زيد: تُرَجِّيها وقد وَقَعَتْ بِقُرٍّ * كما تَرْجو أصاغِرَها عَتيبُ - والقَرارَةُ: ما يصبُّ في القِدر من الماء بعد الطبخ لئلا تحترق (1) . وأمَّا ما يلتزق بأسفل القِدر فهي القُرورَةُ بضم القاف والراء، عن أبي عبيدة. وكان الفراء يفتح الراء. والقرقور: السفينة الطويلة. وقراقر، على فعالل بضم القاف: اسم ماء. ومنه غزاة قراقر. قال الشاعر: وهم ضربوا بالحنو حنو قراقر * مقدمة الهامرز حتى تولت (2) -
_________
(1) في المخطوطة زيادة بعد قوله لئلا تحترق: " وتفتح القاف فتقول القرارة ".
(2) قال ابن برى: البيت للاعشى، وصواب إنشاده: هم ضربوا ". وقبله:
فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتي * وراكبها يوم اللقاء وقلتِ

(2/789)


وحاد قُراقِرٌ وقُراقِرِيٌّ، إذا كان جيِّد الصوت، من القرقرة. قال الراجز: أصبح صوت عامر صئيا (1) * من بعد ما كان قراقريا * فمن ينادى بعدك المطيا * وقران: اسم رجل. وقران في شعر أبى ذؤيب (2) : اسم واد. والقرة بالكسر: البرد. يقال: " أنشد العطش حرة على قرة ". وربما قالوا: " أجد حرة تحت قِرَّةٍ " ويقال أيضاً: " ذهبتْ قِرَّتُها "، أي الوقت الذي يأتي فيه المرض، والهاء للعلَّة. والقِرِّيَّةُ: الحوصلةُ، مثل الجرية. وأيوب بن القرية (3) أحد الفصحاء. والقارورة: واحدة القوارير من الزجاج. والقارورُ: الماء البارد يغتسل به.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " صبيان "، صوابه من اللسان. والصئ: صوت الفرخ ونحوه.
(2) هو قوله: رأتنى صريع الخمر يوما فسؤتها * بقران إن الخمر شعث صحابها -
(3) ابن القرية اسمه أيوب بن يزيد، واسم أمه جماعة بنت جشم، كما في القاموس. وله واقعة عجيبة مع الحجاج ذكرت بطولها في ترجمته من الوفيات.
(100 - صحاح - 2)

(2/789)


والقرقر: القاع الأملس. والقَرْقَرَةُ: نوعٌ من الضحك. والقرقرة: لقب سعد الذى كان يضحك منه النعمان بن المنذر. وقرقرت الحمامة قرقرة وقرقريرا. قال: وما ذاتُ طوقٍ فوق عودِ أراكَةٍ * إذا قَرْقَرَت هاج الهَوى قرقريها - وقرقر بطنه، أي صوت. والقرقرة: الهدير، والجمع القراقر. قال شظاظ: رب عجوز من نمير شهبره * علمتها الانقاض بعد القرقره - يقال: قَرْقَرَ البعير، إذا صفا صوته ورجَّع. وبعيرٌ قَرْقارُ الهدير، إذا كان صافي الصوت في هديره. وقرقرى، على فعللى: موضع. وقولهم: قرقار بنى على الكسر، وهو معدول، ولم يسمع العدل من الرباعي إلا في عرعار وقرقار. قال الراجز أبو النجم (1) : قالت له ريحُ الصبا قرْقارِ (2) واختلطَ المعروف بالانكار
_________
(1) العجلى.
(2) وقبله: حتى إذا كان على مطار * يمناه واليسرى على الثرثار -

(2/790)


يريد قالت له: قَرْقِرْ بالرعدِ، كأنَّه يأمر السحاب بذلك. وقررت القدر أقرها قَرًّا، إذا صببت فيها القُرارَةُ لئلا تحترق. وقَرَرْتُ على رأسه دلوا من ماء بارد، أي صببتُ. وقَرَّ الحديثَ في أذنه يَقُرُّهُ، كأنَّه صبَّه فيها. وقَرَّ يومنا من القَرِّ. ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ، وليلةٌ قارَّةٌ وقرَّةٌ. والقَرارُ في المكان: الاستقرار فيه. تقول منه: قرقرت بالمكان، بالكسر، أقر قَراراً، وقَرَرْتُ أيضاً بالفتح أقِرُّ قَراراً وقُروراً. وقَرَرْتُ به عيناً وقَرِرْتُ به عيناً قُرَّةً وقُروراً فيهما. ورجلٌ قريرُ العين، وقد قرَّت عينه تَقِرُّ وتَقَرُّ: نقيض سخنت. وأقر الله عينَه، أي أعطاه حتَّى تَقَرَّ فلا تطمح إلى من هو فوقه. ويقال: حتَّى تبرد ولا تسخن. فللسرور دمعةٌ باردة، وللحزن دمعة حارَّةٌ. وقارَّه مُقارَّةً، أي قَرَّ معه وسكن. وفي الحديث: " قاروا الصلاة "، هو من القَرارِ لا من الوقار. وأقَرَّ بالحق: اعترف به. وقَرَّرَهُ بالحقّ غيره حتى أقر.

(2/790)


وأقره في مكانه فاستقرَّ. وأقْرَرْتُ هذا الأمر تقرارة وتقرة. وأقرت الناقة، إذا ثبت حملها. عن ابن السكيت. وأقره الله من القُرِّ، فهو مقرورٌ على غير قياس، كأنَّه بني على قُرٍّ. وتقرير الانسان بالشئ: حمله على الاقرار به. وتقرير الشئ: جعله في قَرارِهِ. وقَرَّرْتُ عنده الخبرَ حتَّى اسْتَقَرَّ. وفلانٌ ما يَتَقارُّ في مكانه، أي ما يستقرُّ. واقتر ماء الفحل في الرحم، أي استقر. واقتررت بالقرارة: ائتدمت بها. واقتررت القرارة، إذا أخذت ما التصق بالقدر. واقتررت بالقرور: اغتسلت به. واقترت الناقة: سمنت. قال أبو ذؤيب يصف ظبية: بها أبلت شهرى ربيع كليهما (1) * فقد مار فيها نسؤها واقترارها - نسؤها: بدء سمنها، وذلك إنما يكون في أول الربيع إذا أكلت الرطب. واقترارها: نهاية سمنها، وذلك إنما يكون إذا أكلت اليبيس وبزور الصحراء فعقدت عليها الشحم.
_________
(1) في اللسان: " كلاهما ".

(2/791)


[قسر] قَسَرَهُ على الأمر قَسْراً: أكرهه عليه وقهره. وكذلك اقْتَسَرَهُ عليه. وقسر: بطن من بجيلة، وهم رهط خالد ابن عبد الله القسرى. والقياسر والقياسرة: الابل العظام. قال الشاعر: وعلى القياسِرِ في الخدورِ كَواعِبٌ * رُجُحُ الروادِفِ فالقياسِرُ دلف - الواحد قيسرى. وأما قول العجاج: أطربا وأنت قيسرى * والدهر بالانسان دوارى - فهو الشيخ الكبير، عن الاخفش. ويروى " قنسرى "، بالكسر النون (1) . والقسور: نبت. قال جبيهاء الاشجعى في عنز له: لجاءت كأن القسور الجون بجها * عساليجه والثامر المتناوح - والقَسْوَرُ والقَسْوَرة: الأسدُ. قال الله تعالى:
(فرَّتْ من قَسْوَرَةٍ) * ويقال: هم الرماة من الصيادين. وقنسرون، بلد بالشام، بكسر القاف،
_________
(1) وكذا في اللسان. ولعله: " بكسر القاف ".

(2/791)


والنون مشددة تكسر وتفتح. وأنشد ثعلب بالفتح. هذا البيت: سقى الله فتيانا ورائي تركتهم * بحاضر قنسرين من سبل القطر (1) - والنسبة إليه قنسرينى، على ما فسرناه في نصيبين من باب الباء.
[قشر] القِشْرُ: واحد القُشورِ. والقِشْرَةُ أخصُّ منه. وقد قَشَرْتُ العودَ وغيره أقْشُرُهُ وأقْشِرُهُ قَشْراً: نزعت عنه قُشْرَهُ. وقَشَّرْتُهُ تَقْشيراً. وفستقٌ مُقَشَّرٌ. وانْقَشَرَ العود وتَقَشَّرَ بمعنًى. والمَطَرَةُ القاشِرَةُ: التي تَقْشِرُ وجه الأرض. والقاشِرَةُ: أوَّل الشِجاجِ، لأنَّها تَقْشِرُ الجلد. ولباس الرجل: قِشْرُهُ. وفي حديث قَيْلَةَ: " كنت إذا رأيتُ رجلاً ذا رُواءٍ وذا قِشْرٍ طَمَحَ بصري إليه ". وتمرٌ قَشِرٌ، أي كثير القِشْرِ. ورجلٌ أقْشَرُ بيِّن القَشَرِ بالتحريك، أي شديد الحمرة. والقاشور: الذى يجئ في الحَلْبة آخرَ الخيل، وهو الفِسْكِلُ والسُكَيْتُ أيضاً. والقاشورُ: المشْؤوم.
_________
(1) لعكرشة الضبى.

(2/792)


وسنة قاشورة، أي مجدبة. قال الراجز: فابعث عليهم سنة قاشوره * تحتلق المال احتلاق النوره - وقشير: أبو قبيلة، وهو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وقولهم: " أشأم من قاشر " هو اسم فحل كان لبنى عوافة (1) بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت لقومه إبل تذكر، فاستطرقوه رجاء أن تؤنث إبلهم، فماتت الامهات والنسل.
[قشبر] القِشْبارُ من العِصِيِّ: الخشِنةُ. قال الراجز: لا يلتوى من الوبيل القشبار * وإن تهراه به (2) العبد الهار -
[قشعر] اقْشَعَرَّ جلد الإنسان اقْشِعْراراً، فهو مُقْشَعِرٌّ، والجمع قشاعِرُ، فتحذف الميم لأنَّها زائدة. يقال: أخذته قشعريرة (3) .
[قصر] القَصْرُ: واحد القُصورِ. وقَصْرُ الظلام اختلاطه، وكذلك المقصرة (4) .
_________
(1) بنو عوافة: بطن من سعد بن زيد مناة، منهم الزفيان أبو المرقال عطية بن أسيد الراجز اه‍. قاموس.
(2) في اللسان: " بها ".
(3) زيادة في المخطوطة بعده: " والقشعر القثاء ".
(4) هو كمقعد ومنزل ومرحلة، كما في القاموس واللسان

(2/792)


والجمع المقاصر، عن أبى عبيد. وأنشد لابن مقبل يصف ناقته: فبعثتها تقص المقاصر بعدما * كربت حياة النار للمتنور - وقد قصر العشى يقصر قصورا، إذا أمسيت. قال العجاج:
حتى إذا ما قصر العشى * ويقال: أتيته قصرا، أي عشيا. وقال (1) : كأنهم قصرا مصابيح راهب * بموزن روى بالسليط ذبالها (2) - وقولهم: قصرك أن تفعل ذاك، وقُصاراك أن تفعل ذاك بالضم (3) ، وقَصاراكَ أن تفعل ذاك بالفتح، أي غايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه. قال الشاعر: إنما أنفسنا عارية * والعَوارِيُّ قُصارى (4) أن تُرَدّْ - ورضي فلان بِمَقْصِرٍ مما كان يحاول، بكسر الصاد، أي بدون ماكان يطلب.
_________
(1) كثير عزة.
(2) وبعده: هم أهل ألواح السرير ويمنه * قرابين أردافا لها وشمالها -
(3) في المخطوطة: زيادة: " وقصارك أن تفعل ذاك بالضم ".
(4) في المخطوطة: " والعوارى قصار ".

(2/793)


ويقال: هو ابن عمه قصرة بالضم، ومقصروة أيضا، أي دِنْياً. والقُصْرى والقُصَيْرى: الضِلْعُ التي تلي الشاكِلةَ، وهي الواهنةُ في أسفل الأضلاع. والقُصَيْرى أيضاً: أفعى. والقوصرة بالتشديد: هذا الذى يُكنَز فيه التمر من البواريِّ. قال الراجز (1) : أفلح من كانت له قوصرة * يأكل منها كل يوم مره - وقد يخفَّفُ. والقَصَرَةُ بالتحريك: أصل العنق. والجمع قصر. وبه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما:
(إنها ترمى بشرر كالقصر) *، وفسره بقصر النخل، يعنى الاعناق (2) . والقصارة بالضم: ما بقي في السُنبل من الحبّ بعد ما يُداس، وكذلك القصرى (3) بالكسر، وهو منسوب. والقصر أيضا، داءٌ يأخذ في القَصَرَةِ، يقال: قَصِرَ البعيرُ بالكسر يَقْصَرُ قَصَراً. قال
_________
(1) ينسب الرجز إلى على بن أبى طالب.
(2) قوله يعنى الاعناق، قلت قال الهروي إن ابن عباس رضي الله عنهما فسره بأعناق الابل. وقال الزمخشري: فسرت هذه القراءة بأعناق الابل وبأعناق الخيل اه‍. مختار.
(3) بوزن القبطى، كما في اللسان.

(2/793)


ابن السكيت: هوداء يُصيبه في عنقه فيلتوي، فيُكْوى في مفاصل عنقه فربَّما برأ. وقَصِرَ الرجلُ أيضاً، إذا اشتكى ذلك. وقصرت الشئ بالفتح أقصره قَصْراً: حبسته، ومنه مَقْصورةُ الجامع. وقَصَرْنا، من قَصْرِ العَشِيِّ، أي أمسينا. وقَصَرْتُ السِتْر: أرخيته. وقَصَرْتُ عن الشئ قصورا: عجزت عنه ولم أبلغه. يقال: قَصَرَ السهمُ عن الهدف. وقصر الشئ بالضم يَقْصُرُ قِصَراً: خلافُ طالَ. وقَصَرْتُ من الصلاة بالفتح أقْصُرُ قَصْراً. وقصرت الشئ على كذا، إذا لم تجاوز به إلى غيره. يقال: قصرت اللحقة (1) على فرسى، إذا جعلتَ دَرَّها له. وامرأة قاصِرَةُ الطرفِ: لا تمدُّه إلى غير بعلها. وماءٌ قاصِرٌ، أي بارد. وقَصَرْتُ الثوبَ أقْصُرُهُ قَصْراً: دَقَقْتُهُ، ومنه سمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثوبَ تَقْصيراً، مثلُه. والتَقْصيرُ من الصلاة، ومن الشَعْرِ، مثل القَصْرِ.
_________
(1) اللحقة بالكسر وتفتح: اللقوح، وجمعه لقح ولقاح.

(2/794)


والتَقْصير في الأمر: التواني فيه. والقَصيرُ: خلاف الطويل، والجمع قِصارٌ. والأقاصِرُ: جمع أقْصَرَ، مثل أصْغَرَ وأصاغِرَ. وأنشد الأخفش:
وأصْلالُ الرجالِ أقاصره (1) * وأما قولهم في المثل: " لا يطاع لقصير أمر "، فهو قصير بن سعد اللخمى، صاحب جذيمة الابرش (2) . وفرس قصير، أي مقربة لا تُتْرَكُ أن تَرودَ لنفاستها. قال الشاعر (3) : تراها عنذ قبتنا قصيرا * ونبذ لها إذا باقت بؤوق (4) -
_________
(1) البيت بتمامه: إليك ابنة الاعيار خافى بسالة ال‍ * - رجال وأصلال الرجال أقاصره - ولا تذهبن عيناك في كل شرمح * طوال فإن الاقصرين أمازره - يريد أمازرهم، جمع أمزر، وهو الصلب الشديد. والشرمح: الطويل.
(2) كل من قصير وجذيمة بفتح أوله.
(3) مالك بن زغبة الباهلى. وقال ابن برى: هو لزغبة الباهلى.
(4) وقبله: وذات مناسب جرداء بكر * كأن سراتها كر مشيق - تنيف بصلهب للخيل عال * كأن عموده جذع سحوق -

(2/794)


وامرأةٌ قَصيرَةٌ وقَصورةٌ، أي مَقصورةٌ، في البيت لا تترك أن تخرج. قال كثير: وأنتِ التي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصيرَةٍ * إليَّ وما تدري بذاكَ القَصائِرُ - عَنيتُ قَصيراتِ الحِجالِ ولم أُرِدْ * قِصارَ الخُطى شَرُّ النساءِ البَحاتِرُ - وأنشد الفراء: " قصورة "، وكذا ابن السكيت. والبحاتر مر ذكره. وقيصر: ملك الروم. والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به. وأقْصَرْتُ عنه: كففت ونزعت مع القدرة عليه، فإن عجزت عنه قلت: قَصَرْتُ، بلا ألفٍ. وأقْصَرْنا، أي دخلنا قصر العشى، كما تقول: أمسينا من المساء. وأقْصَرْتُ من الصلاة: لغة في قصرت. وأقصرت المرأة: ولدت أولاد قصارا. وفى الحديث: " إن الطويلة قد تقصر، وإن القصيرة قد تطيل ". وأقصرت النعجة والمعز، فهى مُقْصِرٌ، إذا أسَنَّتا حتَّى تَقْصُرَ أسنانهما. حكاها يعقوب. واستقصره، أي عده مقصرا، وكذلك إذا عده قَصيراً. والتِقْصارُ والتِقْصارَةُ، بكسر التاء: قلادةٌ شبيهةٌ بالمخنقة، والجمع التقاصير.

(2/795)


[قطر] القَطْرُ: المطرُ. والقَطْرُ: جمع قَطرَةٍ. وقد قَطَرَ الماءُ وغيرُه يَقْطُرُ قَطْراً، وقَطَرْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدى. وقَطَرانُ الماءِ بالتحريك. وأما الهناء فهو القطران بكسر الطاء. تقول منه: قَطَرْتُ البعيرَ: طليته بالقطران. قال الشاعر (1) : أتقتلني وقد شغفت فؤادها * كما قطر المهنوءة الرجل الطالى - والبعير مقطور، وربما قالوا: مُقَطْرَنٌ بالنون، كأنهم رَدُّوهُ إلى الأصل، وهو القَطِرانُ. وأقْطَرَ الشئ، أن حان له أن يَقْطُرَ. وقَطَرَ في الأرض قُطوراً: ذَهَبَ. والبعير القاطرُ: الذي لا يزال يَقْطُرُ بَولُه. والقُطْرُ بالضم: الناحية والجانب، والجمع الأقْطارُ. والقُطْرُ والقطر، مثل عسر وعسر: العود الذى يتبخر به. قال الشاعر (2) : كأنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامِ * وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ - والمقطرة: المجمرة. وأنشد أبو عبيد للمرقش الاصغر:
_________
(1) امرؤ القيس.
(2) امرؤ القيس.

(2/795)


في كل يوم (1) لها مقطرة * فيها كباء معد وحميم - أي ماء حار تحمم به. والمقطرة أيضا: الفلق، وهي خشبَةٌ فيها خُروقٌ تُدخل فيها أرجل المخبوسين. والقطر بالكسر: النُحاسُ. ومنه قوله تعالى:
(عَيْن القِطْرِ) *. والقِطْرُ أيضاً: ضربٌ من البرود، يقال لها القِطْرِيَّةُ. والقِطارُ أيضا: قطار الابل. قال أبو النجم: وانحت من حرشاء فلج خردله * وأقبل النمل قطارا تنقله - والجمع قطر وقُطُراتٌ. والقُطارَةُ بالضم: ما قَطَرَ من الحُبِّ ونحوه. وتَقاطَرَ القومُ: جاءوا أرْسالاً، وهو مأخوذ من قِطارِ الإبل. والتَقَطُّرُ: لغة في التَقَتُّرِ، وهو التهيُّؤ للقتال. وطعنه فَقَطَّرَهُ تَقْطيراً، أي ألقاه على أحد قطريه، وهما جانباه، قتقطر، أي سقط. قال الهذلى (2) :
_________
(1) الكباء، بالمد: عود البخور، وبالقصر: الكساحة، وهى الكناسة. في المفضليات: " في كل ممسى ".
(2) المتنخل.

(2/796)


مجدلا يتسقى جلده دمه * كما تقطر جذع الدومة القطل (1) - ويروى: " يتكسى جلده ". والقطل: المقطوع. وتقطير الشئ: إسالته قَطرةً قطرة. وتقطير الإبل، من القِطارِ. وفي المثل: " النَفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ "، أي إذا أنْفَضَ القومُ - أي فَنيَ زادُهُمْ - قَطَروا الإبل فجلبوها للبيع قطارا قطارا. قال أبو عبيد: اقطار النبت اقطيرارا: تهيأ لليبس. وقطري بن الفجاءة المازنى، زعم بعضهم أن أصل الاسم مأخوذ من قطرى النعال. والقنطرة: الجسر. والقنطر، بالكسر: الداهية. قال الشاعر:
إن الغريف يجن ذات القنطر * الغريف: الاجمة. والقنطار: معيار. ويروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال: هو ألفٌ ومائتا أوْقية. ويقال: هو مائة وعشرون رطلاً. ويقال: ملءُ مسْكِ الثورِ ذهباً. ويقال غير ذلك، والله أعلم. ومنه قولهم: قَناطيرُ مقنطرة.
_________
(1) قبله: التارك القرن مصفرا أنامله * كأنه من عقار قهوة ثمل -

(2/796)


[قطمر] القِطْميرُ: الفوفَةُ التي في النواة، وهي القشرةُ الرقيقةُ، ويقال هي النُكتة البيضاء التي في ظهر النواة تنبت منها النخلة.
[قمطر] يومٌ قُماطِرٌ ويومٌ قَمْطَريرٌ، أي شديدٌ. قال الشاعر: بَني عَمِّنا هل تذكرون بَلاَءنا * عليكم إذا ما كان يومٌ قُماطِرٌ - بضم القاف. واقْمَطَرَّ يومنا: اشتدَّ. أبو عبيد: المُقْمَطِرُّ (1) : المجتمِعُ. واقْمَطَرَّتْ العقربُ، إذا عطفَتْ ذنبها وجمعت نفسها. أبو عمرو: وقَمْطَرْتُ القربةَ، إذا شددتها بالوِكاءِ. والقِمَطْرُ والقِمَطْرَةُ: ما يُصان فيه الكتب. قال ابن السكيت لا يقال بالتشديد. وينشد: ليسَ بِعلمٍ ما يَعى القِمَطْرُ * ما العِلْمُ إلا ما وعاهُ الصَدرُ - والجمع قماطر.
[قعر] قعر البئر وغيزها: عمقها.
_________
(1) بتشديد الراء وتخفيفها.

(2/797)


وقدحٌ قَعْرانُ، أي مُقَعَّرٌ. وقصعةٌ قَعيرَةٌ. وقَعَرْتُ الشجرةَ قَعْراً: قلعتها من أصلها، فانْقَعَرَتْ. الكسائي: قَعَرْتُ البئرَ، أي نزلت حتَّى انتهيت إلى قَعْرِها، وكذلك الإناء إذا شربتَ ما فيه حتَّى انتهيْتَ إلى قَعْرِهِ. قال: وأقْعَرْتُ البئرَ: جعلت لها قَعْراً. والتَقْعيرُ: التعميقُ. والتَقْعيرُ في الكلام: التشدقُ فيه. التقعر: التعمق.
[قعسر] العقسر والقعسرى: الضخم الشديد. يقال: جمل قعسرى.
[قعصر] اقْعَنْصَرَ الرجل، إذا تقاصر إلى الارض. عن الاخفش.
[قفر] القَفْرُ: مفازةٌ لا ماء فيها ولا نبات، والجمع قِفارٌ. يقال: أرضٌ قَفْرٌ، وقَفْرَةٌ أيضاً، ومِقْفارٌ. ونزلنا ببني فلانٍ فبِتنا القَفْرَ، أي لم يَقْرونا. وقَفِرَتِ المرأة بالكسر تَقْفَرُ قَفَراً فهي قَفِرَةٌ، أي قليلة اللحم. والقَفارُ بالفتح: الخبز بلا أُدْمٍ. يقال: أكل خبزه قفارا.
(101 - صحاح - 2)

(2/797)


وقفرت أثره أقْفُرُهُ بالضم، أي قَفَوْتُهُ. واقْتَفَرْتُ مثله. قال الباهلي (1) : لا يَغْمِزُ الساقَ من أيْنٍ ولا وَصَبٍ * ولا يزال أمامَ القَوْمِ يَقْتَفِرُ - وكذلك تَقَفَّرْتُ. قال صخر (2) :
فإنِّي عن تَقَفُّرِكُمْ مَكيثُ (3) * وأقْفَرَتِ الدارُ: خَلَتْ. وأقْفَرَ الرجل: صار إلى القفر. عن ابن السكيت. وأقفر فلان، إذا لم يبق عنده أدم. وفى الحديث: " ما أقفر بيت فيه خل ". والقفور، مثل التنور: كافور النخل، وهو وِعاء الطلْع. والقَفُّورُ الذى في شعر ابن أحمر (4) : نبت.
[قفخر] رجلٌ قُفاخِرٌ بضم القاف وقُفاخِرِيٌّ: ضخمُ الجثةِ. وقِنْفَخْرٌ أيضاً، مثال جردحل، والنون زائدة. عن محمد بن السرى.
_________
(1) أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشرَ.
(2) صوابه " أبوالمثلم يخاطب صخرا. ديوان الهذليين 2: 224.
(3) صدره:
أنسل بنى شغارة من لصخر
(4) بيت ابن أحمر: ترعى القطاة البقل قفوره * ثم تعر الماء فيمن يعر - القفور: نبت ترعاه القطا.

(2/798)


[قفندر] القفندر: القبيح المنظر. قال الراجز (1) : فما ألوم البيض أن لا تسخرا * وقد رأين الشمط القفندر ا (2) - يريد أن تسخر، ولا زائدة. قال الله تعالى:
(ما منعك أن لا تسجد) *.
[قمر] القَمَرُ بعد ثلاث ليالٍ إلى آخر الشهر، سُمِّيَ قَمَراً لبياضه. ومن كلام بعضهم: قُمَيْرٌ، وهو تصغيره. والقَمَرُ أيضاً: تَحَيُّرُ البصرَ من الثلج. وقد قَمِرَ الرجل يَقْمَرُ قَمَراً، إذا لم يبصر في الثلج. وقَمِرَتِ القِرْبَةُ أيضا، وهو شئ يصيبها من القمر كالاحتراق، فيدخل الماء بين الادمة والبشرة. عن ابن السكيت. وتقمرته: أتيته في القَمْراءِ. وتَقَمَّرَ الأسد، إذا خرج في القَمْراءِ يطلب الصَيد. ومنه قول الشاعر (3) : سَقَطَ العَشاءُ به على مُتَقَمِّرٍ * حامى الذِمار مُعاوِدِ الاقران (4) -
_________
(1) أبو النجم.
(2) قال الصاعانى: الرواية:
إذا رأت ذا الشيبة القفندرا
(3) عبد الله بن عنمة الضبى.
(4) وقبله: أبلغ عثيمة أن راعى إبله * سَقَطَ العشاءُ به على سِرْحانٍ -

(2/798)


وقال الاعشى: تقمرها شيخ عشاء فأصبحت * قضاعية تأتى الكواهن ناشصا - يقول: صادها في القمراء. وتقمر فلان، أي غلب من يُقامِرُه. قال ابن دريد: والقِمارُ: المُقامَرَةُ. وتَقامَروا: لعبوا القِمارَ. وقَمَرْتُ الرجل أقْمِرُهُ بالكسر قَمْراً، إذا لاعبْتَه فيه فغلبْته. وقامَرْتُهُ فَقَمَرْتُهُ أقْمُرُهُ بالضم قَمْراً، إذا فاخرته فيه فغلبته. وعود قماري: منسوب إلى موضع ببلاد الهند. والقمرى منسوب إلى طَيْرٍ قُمْر، وقُمْرٌ إما أن يكون جمع أقْمَرَ مثل أحمرَ وحُمْرٍ، وإما أن يكون جمع قُمْرِيٍّ مثل روميٍّ ورومٍ وزنجيٍّ وزنْجٍ. قال الشاعر (1) : لا صُلْحَ بيني فاعلَموهُ ولا * بَيْنَكُمُ ما حَمَلَتْ عاتِقي - سَيفي وما كنَّا بنَجْدٍ وما * قَرْقَرَ قُمْرُ الواد بالشاهق -
_________
(1) أبو عامر جد العباس بن مرداس. وقبل البيين: لا نسب اليوم ولاخلة * اتسع الفتق على الراتق -

(2/799)


والانثى قمرية، والذكر ساقُ حُرٍّ. والجمع قمارِيٌّ غير مصروفٍ. والأقْمَرَ: الأبيضُ. يقال: حمارٌ أقْمَرُ، وسحابٌ أقْمُرُ. وليلةٌ قَمْراءُ، أي مضيئةٌ. وأقْمَرَتْ ليلتنا: أضاءت. وأقْمَرْنا، أي طلعَ علينا القَمَرُ وأقْمَرَ التَمْرُ: ضربه البردَ فذهبت حلاوته قبل أن ينضج.
[قمجر] المُقَمْجِرُ: القَوَّاسُ، فارسيٌّ معرّبٌ. وأنشد أبو عبيدة:
مثل القسى عاجها المقمجر (1)
[قنر] القَنَوَّرُ: بتشديد الواو: الضخم الرأس. يقال: بعيرٌ قَنَوَرٌّ. ويقال: هو الشرِس الصَعب من كلِّ شئ.
[قور] قَوَّرَهُ واقْتَوَرَهُ واقْتارَهُ، كله بمعنى قَطَعَهُ مُدَوَّراً. ومنه قُوارَةُ (2) القميص والبطيخ.
_________
(1) لابي الاخزر الحمانى. وقبله:
وقد أقلتنا المطايا الضمر * يروى أيضا: " القمنجر ".
(2) بتخفيف الواو.

(2/799)


ودار قوراء: واسعة. الكسائي: لقيتُ منه الأقْورينَ بكسر الراء، والأقْوَرِيَّاتِ، وهي الدواهي العظامُ. قال نهار بن توسعة: وكنا قبل ملك بنى سليم * نسومهم الدواهي الاقورينا - واقور الجلد اقورارا: تشنج. وقال رؤبة: وانعاج عودي كالشظيف الاخشن * عند اقورار (1) الجلد والتشنن - والمقور من الخيل: الضامرُ. قال بشر: يضمَّر بالأصائل فهو نهد * أقَبُّ مُقَلِّصٌ فيه اقْوِرارُ (2) - والقارَةُ: الأكَمَةُ، وجمعها قار وقور. قال الراجز (3) : هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مكفور (4) - والقارة: الدبة. والقارة: قبيلة، وهم عضل والديش ابنا الهون بن خزيمة، سموا قارة
_________
(1) في اللسان: " بعد اقورار ".
(2) في المفضليات: " فيه اضطمار ".
(3) منظور بن مرثد الاسدي.
(4) وبعدهما: مكتئب اللون مروح ممطور * أزمان عيناء سرور المسرور -

(2/800)


لاجتماعهم والتفافهم لما أراد ابن الشداخ أن يفرقهم في بنى كنانة، فقال شاعرهم: دعونا قارة لا تنفرونا * فنجفل مثل إجفال الظليم - وهم رماة. وفى المثل: " أنصف القارة من رماها (1) ". وفلان بن عبد القارى، منسوب إلى القارة. وعبد منون ولا يضاف. الفراء: انقارت البئر، إذا انهدمتْ. والقارُ: القيرُ. والقارُ: الابل. قال الراجز (2) : ما إن رأينا ملكا أغارا * أكثر منه قرة وقارا (3) - ويوم ذى قار: يوم لبنى شيبان، وكان أبرويز أغزاهم جيشا فظفرت بنو شيبان، وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على العجم.
_________
(1) جاء في أرجازهم: قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة نلقاها * نرد أولاها على أخراها
(2) الاغلب العجلى.
(3) وبعدهما. * وفارسا يستلب الهجارا:

(2/800)


[قهر] قَهَرَهُ قَهْراً: غلبه. وأقْهَرْتُهُ: وجدته مقهورا. قال أبو عبيد: ومنه قول المخبل (1) : تمنى حصين أن يسود جذاعه * فأمسى حصين قد أذل وأقهرا - على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي وجد كذلك. ويروى: " قد أذل وأقهرا "، أي صار أمره إلى الذل والقهر. وهو من قياس قولهم: أحمد الرجل: صار أمره إلى الحمد. وحصين: اسم الزبرقان. وجذاعه: رهطه من تميم. وقهز: غلب. وقهر اللحمُ أيضاً، إذا أخذتْهُ النار وسال ماؤه. ويقال: أخذتُ فلاناً قهرة بالضم، أي اضطرارا. ويقال: أخذت فلانا قهرة بالضم، أي اضطرارا. والقهقرى: الرجوع إلى خلف. فإذا قلت: رجعتُ القَهْقَرى، فكأنَّك قلت: رجعت الرجوع الذي يُعرف بهذا الاسم، لأنَّ القَهْقَرى ضربٌ من الرجوع. والقهقرى بتشديد الراء: الحجر الصلب. وكان أحمد بن يحيى يقول وحده: القهقار.
[قير] القيرُ: القارُ. وقَيَّرْتُ السفينة: طليتها بالقار. وصانعه قيار.
_________
(1) يهجو الزبرقان.

(2/801)


وقيار: اسم جمل ضابئ بن الحارث. وقال: فمن يك أمسى بالمدينة رحله * فإنى وقيار بها لغريب - برفع قيار على الموضع (1) .
فصل الكاف
[كبر] الكِبَرُ في السنّ وقد كَبِرَ الرجل يَكْبَرُ كِبَراً، أي أسن، ومكبرا أيضا، بكسر الباء. ويقال: علاه المَكْبِرُ. والاسم الكَبْرَةُ بالفتح. يقال: عَلَتْ فلاناً كَبْرَةٌ. وكَبُرَ بالضم يَكْبُرُ، أي عَظُمَ، فهو كَبيرٌ وكُبارٌ. فإذا أفرط قيل: كُبَّارٌ بالتشديد. والكبر بالكسر: العظمة، وكذلك الكبرياء. وكبر الشئ أيضا: معظمه. قال الله تعالى:
(والذي تَوَلَّى كِبْرَهُ (2)) *. وقال قيس بن الخطيم: تَنامُ عن كِبْرِ شَأنها فإذا * قامت رويدا تكاد تنغرف - ويقال أيضاً: فلانٌ كِبْرَةُ ولدِ أبويهِ، إذا كان آخرهم. وقال ابن السكيت: يستوى فيه
_________
(1) ويروى أيضا بالنصب.
(2) وكبره أيضا بضم الكاف، وقد قرئ للغتين.

(2/801)


الواحد والجمع والمؤنث. وقال أبو عبيد: هو مثل قولهم: عجزة ولد أبويه. وقولهم: كبر قومه بالضم، أي هو أقْعَدَهَمْ في النسب، وفى الحديث: " الولاء للكبر "، وهو أن يموت الرجل ويترك ابنا وابن ابن، فالولاء للابن دون ابن الابن. ويقال أيضا: كبر سياسة الناس في المال. وفلانٌ إكْبِرَّةُ قومِهِ، بالكسر والراء مشدَّدة أي كُبْرُ قومه، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. والكَبَرُ بالتحريك: الأصَفُ، فارسيٌّ معرب. والكُبْرى: تأنيث الأكْبَرِ، والجمع الكُبَرُ وجمع الأكْبَرِ الأَكابِرُ والاكبرون، ولايقال كبر، لان هذه البنية جعلت للصفة خاصة، مثل الاحمر والاسود، وأنت لا تصف بأكبر. كما تصف بأحمر ولا تقول هذا رجل أكبر حتى تصله بمن أو تدخل عليه الالف واللام. والمكبوراء: الكِبارُ. وقولهم: توارثوا المجد كابِراً عن كابِرٍ، أي كَبيراً عن كَبيرٍ في العزّ والشرف. وأكْبَرْتُ الشئ، استعظمته. وأكبر الصبى، أي تَغَوَّطَ، وهو كنايةٌ. والتَكْبيرُ: التعظيمُ. والتكبر والاستكبار: التعظيم.

(2/802)


والكبريت معروف. وقولهم: " أعز من الكِبْريتِ الأحمرِ " إنَّما هو كقولهم: " أعزُّ من بَيْضِ الأَنوقِ ". ويقال أيضاً: ذهبٌ كِبْريتٌ، أي خالص. قال رؤبة بن العجاج: هل ينفعني كذب سختيت * أو فضة أو ذهب كبريت -
[كتر] الكتر بالكسر: السنام. قال الشاعر (1) :
كتر كحافة كير الين ملموم (2) * قال الاصمعي: ولم أسمع الكتر إلا في هذا البيت. والكتر بالتحريك مثله. قال أبو عبيد: يقال هو بناءٌ مثل القُبَّة، شبه السنام به.
[كثر] الكثرة: نقيض القلة. ولا تقل الكثرة بالكسر، فإنها لغة رديئة. وقد كثر الشئ فهو كثير. وقوم كَثيرٌ، وهم كَثيرونَ. وأكْثَرَ الرجل، أي كثر ماله.
_________
(1) هو علقمة بن عبدة يصف ناقته.
(2) صدره:
قد عريت حقبه حتى استطف لها:

(2/802)


ويقال: كاثرناهم فكثرناهم، أي غلبناهم بالكثرة. ومنه قول الكميت يصف الكلاب والثور: وعاث في غابرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ * نحرَ المكافئ والمكثور يهتبل - والعثعثة: اللين من الارض. والمكافئ: الذى يذبح شاتين إحداهما مقابلة الاخرى، للعقيقة. ويهتبل: يفترص ويحتال. واستكثرت من الشئ، أي أكثرت منه. والكُثْرُ بالضم من المال: الكَثيرُ. ويقال: ماله قُلٌّ ولا كُثْرٌ. وأنشد أبو عمرو لرجل من ربيعة (1) : فإنَّ الكُثْرَ أعياني قديماً * ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أني غُلامُ - يقال: الحمد لله على القلِّ والكُثْرِ، والقلِّ والكِثْرِ. والتكاثُرُ: المُكاثَرةُ. وعددٌ كاثِرٌ، أي كَثيرٌ. قال الأعشى: ولستَ بالأكْثَرِ منهم حصًى * وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ - وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. ابن السكيت: فلان مكثور عليه، إذا نفد
_________
(1) هو عمرو بن حسان، من بنى الحارث بن همام.

(2/803)


ما عنده وكثرت عليه الحقوق، مثل مثمود، ومشفوه، ومضفوف. والكوثر من الرجال: السيد الكَثيرُ الخير. قال الكميت: وأنتَ كثيرٌ يا ابنَ مَروانَ طيِّبٌ * وكان أبوك ابنُ العقائِلِ كَوْثَرا - والكَوْثَرُ من الغبار: الكَثيرُ. وقد تَكَوْثَرَ. قال الشاعر (1) :
وقد ثارَ نقع الموتِ حتى تكوثرا (2) * والكوثر: نهر في الجنة. والكثار بالضم: الكثير. والكثرُ: جمار النخل، ويقال طَلعها. وفي الحديث: " لا قَطْعَ في ثمرٍ ولا كَثَرٍ ". وقد أكْثَرَ النخل، أي أطلع.
[كدر] الكَدَرُ: خلاف الصَفو. وقد كَدِرَ الماءُ بالكسر يَكْدَرُ كَدَراً (3) ، فهو كدر وكدر أيضا، مثل فخذ وفخذ. وأنشد ابن الأعرابي:
لو كُنْتَ ماءً كنت غير كدر (4)
_________
(1) حسان بن نشبة.
(2) صدره:
أبو أن يبيحوا جارهم لعدوهم
(3) كدر الماء، مثلثة الدال، وكذلك كدر العيش.
(4) بعده:
ماء سحاب في صفا ذى صخر:

(2/803)


وكدر الماء بالضم يَكْدُرُ كُدورَةً مثله، وكذلك تَكدَّرَ وكَدَّرَهُ غيره تَكْديراً. ويقال: كَدَرَ عيشُ فلان، وتَكَدَّرَتْ معيشته. والكَدَرُ أيضاً: مصدر الأكْدَرِ، وهو الذى في لونه كدرة. قال رؤبة:
أكدر لفاف عناد الروغ (1) * ويقال لِحُمر الوحش: بناتُ أكْدَرَ، نُسبت إلى فحلٍ. والكُدْرِيُّ: ضربٌ من القطا، وهو ثلاثة أضرُبٍ: كُدْرِيٌّ، وجونيٌّ، وغَطاطٌ. فالكُدْرِيُّ الغُبْرُ الألوانِ الرقشُ الظهورِ والبطونِ الصفرُ الحلوقِ، وهو ألطف من الجونيِّ، كأنَّه نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ. ونذكر الباقيَيْن في موضعهما. والأكْدَرِيَّةُ: مسألة في الفرائض، وهي: زوجٌ وأمٌّ وجَدٌّ وأختٌ لأبٍ وأمٍّ. والكُدَيْراءُ: لبن حليب يُنْقَعُ فيه تمرٌ. وتَكادَرَتِ العينُ في الشئ، إذا أدامت النظر إليه. والكندر: اللبان. والكندر والكنادر: القصير الغليظ مع شِدَّةٍ، ويوصف به الغليظُ من حُمُرِ الوحش. قال الراجز (2) :
_________
(1) في اللسان: " الروع ".
(2) العجاج.

(2/804)


كأن تحتي كندرا كنادرا * جأبا قطوطى ينشج المشاجرا (1) - والكدر بتشديد الراء: الشاب الحادر الشديد. وانكدر، أي أسرع وانقضَّ. وانْكَدَرَتِ النجومُ.
[كرر] الكَرُّ بالفتح: الحبل يُصْعَدُ به على النخلة. والكَرُّ أيضاً: واحد الأكْرارِ، وهي التي تُضَمُّ بها الظَلِفَتانِ وتُدْخَلُ فيهما. والكَرُّ أيضاً: حبلُ الشِراعِ، وجمعه كرورٌ. قال العجاج:
جذب الصراريين بالكرور (2) * وقال الفراء: الكِرارُ: الاحْساءُ، واحدها كر وكر. قال الشاعر (3) :
بها قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكِرارُ (4) * والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّاتُ، والكَرَّتانِ: القَرَّتانِ، وهما الغداة والعشي، لغة
_________
(1) ينشج المشاجرا، أي يصوت بالاشجار.
(2) قبله:
لايا بثانيه عن الحؤور * يصف مركبا. لايا، أي بعد بطء. ويثانيه: أي يثنيه. والحؤور: مصدرحار. والصراريون: الملاحون واحدهم صرارى.
(3) هو كثير.
(4) قال ابن برى: الصواب " به ". وصدره:
وما دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طيب:

(2/804)


حكاها يعقوب. والكرَّةُ بالضم: البعْرُ العَفِنُ تُجلى به الدروع. قال النابغة: عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً * فهُنَّ وضاءٌ صافياتُ الغلائل (1) - والكر: واحد أكرار الطعام. وفرسٌ مِكَرٌّ: يصلح للكَرِّ والحملةِ. والمَكَرُّ بالفتح: موضع الحرب. وكرار، مثل قطام: خرزة تؤخذ بها نساء الأعراب، تقول الساحرة: " يا كَرارِ كريه (2) ". والكر كرة: رَحَى زَوْرِ البعير، وهي إحدى الثفنات الخمس. والكر كرة أيضا: الجماعة من الناس. وأبو مالك عمرو بن كركرة: رجل من علماء اللغة. والكر: الرجوع. يقال: كره، وكَرَّ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. والكَريرُ: صوتٌ كصوت المخنوق. تقول منه: كَرَّ يَكِرُّ بالكسر. قال الشاعر (3) : يَكِرُّ كَريرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُ * ليَقْتُلَني والمرءُ ليس بِقتَّالِ -
_________
(1) في اللسان: " وأشعرن كرة فهن إضاء ". وكذلك في المخطوطة.
(2) بعده: " يا همرة اهمريه، إن أقبل فسريه، وإن أدبر فضريه ".
(3) امرؤ القيس.

(2/805)


وقال أبو زيد: الكرير: الحشرجة عند الموت. وكررت الشئ تكريرا وتكرارا. قال أبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو ما الفرق بين تفعال وتفعال؟ فقال: تفعال بالكسر اسم، وتفعال بالفتح مصدر. وتكر كر الرجل في أمره، أي تردد. والكر كرة في الضحك مثل القرقرة. والكر كرة: تصريف الريح السحاب، إذا جمعته بعد تفرق. وقال:
باتت تكر كره الجنوب * وأصله تكرره، من التكرير. وكركرت بالدجاجة: صحت بها. وكَرْكَرْتُهُ عنِّي، أي دفعته ورددته.
[كزبر] الكُزْبُرَةُ من الأبازير، بضم الباء وقد تفتح، وأظنُّه معرباً.
[كسر] كسرت الشئ فانكسر وتكسر وكَسَّرْتُهُ، شدِّد للتكثير والمبالغة. وناقةٌ كَسيرٌ كما قالوا: كفٌّ خضيبٌ. ويقال: كَسَرَ الطائرُ، إذا ضمَّ جناحيه حين ينقضّ. قال العجاج:
تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * (102 - صحاح - 2)

(2/805)


والكاسِرُ: العُقاب. والكِسْرُ، بالكسر: أسفل شُقَّةِ البيت التي تلي الأرض من حيثُ يكسر جانباه من عن يمينك ويسارك، عن ابن السكيت. قال: ومنه قيل: فلانٌ مُكاسِري، أي جاري، كِسْرُ بيتِه إلى جانب كِسْرِ بيتي. والكِسْرُ أيضاً: عَظْمٌ ليس عليه كثير لحم (1) ، والجمع كسور. قال الشاعر: ألا بكرت عرسي بليل (2) تلومني * وفى كفها كسر أبح رذوم - ولا يكون كذا إلا وهو مكسور. ويقال أيضا لعظم الساعد مما يلي النِصف منه إلى المرفق: كِسْرُ قَبيحٍ. قال الشاعر: فلو كنت (3) عَيْراً كنتَ عَيْرَ مذلة * ولو كنت (3) كسرا كنت كسر قبيح - والفتحُ في هؤلاء الثلاثة لغةٌ. والكسرة: القطعة من الشئ المكسور، والجمع كسر، مثل قطعة وقطع. وعود صلب المكسر، بكسر السين، إذا عَرفْت جَوْدَتَهُ بكسرِهِ. ويقال: فلان طيِّب المَكْسِرِ، إذا كان محموداً عند الخِبرة.
_________
(1) في اللسان: " كبير لحم ".
(2) في اللسان: " وعاذلة هبت على ".
(3) في اللسان: " لو كنت. أو كنت " من البحر الكامل. وقوله " فلو ... ولو " من البحر الطويل.

(2/806)


وأرضُ ذاتُ كُسورٍ، أي ذات صَعودٍ وهَبوطٍ. ورجلٌ ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، إذا كان يُغْبَنُ في كل شئ. وكسار الحطب: دقاقه. وشئ كسير، أي مكسور، والجمع كسرى، مثل مريض ومرضى. وكسرى: لقب ملوك الفرس، بفتح الكاف وكسرها، وهو معرب " خسرو "، والنسبة إليه كسروى وإن شئت كسرى مثل حرمى، عن أبى عمرو. وجمع كسرى أكاسرة على غير قياس، لان قياسه كسرون بفتح الراء، مثل عيسون وموسون بفتح السين.
[كشر] كَشرَ البعير عن نابه، أي كشف عنها. ابن السكيت: الكَشْرُ: التبسُّم. يقال: كَشَرَ الرجلُ (1) ، وانْكَلَّ، وافْتَرَّ، وابتسم، كل ذلك تبدو منه الاسنان.
[كظر] الكُظْرُ في سِيَةِ القوس، هو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَرُ. والكُظْرُ أيضاً: ما بين التَرْقُوَتَيْنِ. هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع.
_________
(1) كشر عن أسنانه يكشر كشرا: أبدى، من باب ضرب.

(2/806)


[كعر] الأصمعي: إذا حمل الفَصيلُ في سنامه شحماً قيل: أكْعَرَ فهو مكعر، أي مجذ (1) . والكنعرة: الناقة العظيمة، وجمعها كناعر، حكاه أبو عبيد عن أبى زيد.
[كعبر] الكعبرة: واحدة الكعابر، وهو شئ يخرج من الطعام إذا نُقِّيَ غليظُ الرأس مجتمعٌ، ومنه سميت رءوس العظام الكَعابرَ. ويقال: كعبره بالسيف، أي قطعه، ومنه سمى المكعبر الضبى، لانه ضرب قوما بالسيف.
[كفر] الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَرَ بالله كُفْراً. وجمع الكافِرِ كفار وكفرة وكفار أيضا، مثل جائع وجياع، ونائم نيام. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً. وقوله تعالى:
(إنَّا بكُلٍّ كافِرون) *، أي جاحدون. وقوله عزوجل:
(فأبى الظالمون إلا كُفوراً) *. قال الأخفش: هو جمع الكفر، مثل برد وبرود.
_________
(1) أجذى فهو مجذ، أي حمل في سنامه الشحم.

(2/807)


والكفر بالفتح: التغطية. وقد كفرت الشئ أكفره بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتى غطته. وأنشد الاصمعي (1) : هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مكفور (2) - والكفر أيضا: القرية. وفي الحديث: " تخرجُكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً " أي قريةً قريةً، من قرى الشام. ولهذا قالوا: كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، إنما هي قرى نسبت إلى رجالٍ. ومنه قول معاوية: " أهل الكُفورِ هم أهل القبور "، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ وما أشبهها. والكَفْرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الكُفورِ ". والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. وقد يُكْسَرُ، قال حميد (3) : فوَرَدَتْ قبل انبلاجِ الفَجْرِ * وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ - أي فيما يواريه من سواد الليل.
_________
(1) لمنظور بن مرثد الاسدي.
(2) بعده:
مكتئب اللون مروح ممطور
(3) الارقط.

(2/807)


والكافر: الليل المظلم، لانه ستر كل شئ بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكل شئ غطى شيئا فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه. والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ ما * ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ - يعني الشمس أنها بدأت في المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ. وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال: حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ * وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها - والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس (1) : النهر العظيم. والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب. والكُفَّارُ: الزرّاعُ. والمُتَكَفَرُ: الداخل في سلاحه.
_________
(1) في قوله: فألقيتها بالثنى من جنب كافر * كذلك أقنو كل قط مضلل -

(2/808)


وأكفرت الرجل، أي دعوْتُه كافِراً. يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ. والتَكْفيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير (1) : وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها * فضَعوا السلاحَ وكَفِّروا تكفيرا - وتَكْفيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها. والاسم الكَفَّارَةُ. والتَكْفيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله. وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الكُفُرَّى. والكافورُ من الطيبِ. وأما قول الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ - فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً. والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال (2) ، حكاه أبو عبيد عن الفراء.
_________
(1) يخاطب الاخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب في الحروب التى كانت بينهم.
(2) في المطبوعة الاولى: " الحبال " تحريف، صوابه من اللسان. وأنشد لمحمد بن عبد الله بن نمير الثقفى: =

(2/808)


[كفهر] يقال: رأيته مُكْفَهِرَّ الوجهِ. وقد اكْفَهَرَّ الرجلُ، إذا عبَس. ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: " إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهر "، يقول: لا تلقه بوجه منبسط. وفلانٌ مُكْفَهِرُّ اللونِ، إذا ضرب لونه إلى الغُبْرَةِ مع الغِلَظِ. قال الراجز: قام إلى عذراء بالغطاط (1) . * يمشى بمثل قائم الفسطاط * بمكفهر اللون ذى حطاط (2) * والمُكْفَهِرُّ من السحاب: الأسودُ الغليظُ الذى ركب بعضه بعضا.
[كمر] الكَمَرُ: جمع كَمَرَةٍ. والمَكْمورُ: الرجل الذي أصاب الخاتِنُ طرفَ كَمَرَتِهِ. والكِمِرَّى مثال الزِمِكَّى: العظيمُ الكمرة، ذكره ابن السراج في كتابه.
= له أرج من مجمر الهند ساطع * تطلع رياه من الكفرات - (1) كذا في المخطوطة. وفى اللسان أيضا: " في الغطاط "، وهو الصواب. والغطاط: السحر، أو بقية من سواد الليل. وفى المطبوعة الاولى: " بالقطاط " تحريف.
(2) الحطاط: حروف الكمرة.

(2/809)


وكامرته فكمرته أكمره، إذا غلبته بعظم الكمرة. قال الراجز (1) : والله لولا شيخنا عباد * لكمرونا (2) اليوم أو لكادوا -
[كمتر] أبو عمرو: الكمترة: مشية فيها تقارب، مثل الكردحة. ويقال قَمْطَرَهُ وكَمْتَرَهُ بمعنًى. والكُمْتُرُ والكُماتِرُ: القصيرُ، مثل الكُنْدُرِ والكُنادِرِ، مبدلات.
[كمثر] الكُمَّثْرَى من الفواكه، الواحدة كمثراة.
[كور] كارَ العِمامَةَ على رأسه يَكورُها كَوْراً، أي لاثَها. وكلُّ دَوْرٍ كَوْرٌ. وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، أي من النقصان بعد الزيادة. والكَوْرُ أيضاً: الجماعة الكثيرة من الإبل. يقال: على فلانٍ كَوْرٌ من الإبل. وجعله أبو ذؤيب في البقر أيضا فقال:
_________
(1) أبو ذؤيب.
(2) في اللسان: " لكامرونا ".

(2/809)


ولا مشب من الثِيرانِ أفْرَده * عن كَوْرِهِ كَثْرَةُ الإغْراءِ والطَرَدُ (1) - والكورُ بالضم: الرَحْلُ بأداته، والجمع أكْوارٌ وكيرانٌ. والكورُ أيضاً: كورُ الحداد المبنيُّ من الطين والكورُ أيضاً: موضعُ الزنابير. وكوارة النحل: عسلها في الشَمَع. والكورَةُ: المدينة، والصُقْعُ والجمع كُوَرٌ. والكارَةُ: ما يُحمل على الظَهر من الثياب. وتَكْويرُ المتاعِ: جمعه وشدُّه. ويقال: طعنه فكَوَّرَهُ، أي ألقاه مجتمعاً. وأنشد أبو عبيدة: ضَربناه أُمَّ الرأس والنَقْعُ ساطِعٌ * فَخَرَّ صريعاً لليدينِ مكَوَّرا - وكَوَّرْتُهُ فتَكَوَّرَ، أي سقط. قال: أبو كَبير الهذلي: مُتَكَوِّرينَ على المعاري بينهم * ضربٌ كَتَعْطاطِ المَزادِ الاثجل - وتكوير العمامة: كورها.
_________
(1) في اللسان:
ولا شبوب من الثيران أفرده * قال ابن برى: أورده الجوهرى بكسر الدال، وصوابه برفع الدال. وأول القصيدة: تالله يبقى على الايام مبتقل * جون السراة رباع سنه غرد -

(2/810)


وتكوير الليلِ على النهار: تَغْشِيَته إيَّاه، ويقال زيادةُ هذا من ذاك. وقوله تعالى:
(إذا الشمسُ كُوِّرَتْ) * قال ابن عبّاس رضي الله عنه: غُوِّرَتْ. وقال قتادة: ذهب ضوؤها. وقال أبو عبيدة: كُوِّرَتْ مثل تَكْويرِ العمامةِ تُلَفُّ فتمحى. والتَكَوُّرُ: التقطُّر والتشمُّر. واكَتارَ الفرسُ: رفع ذَنَبَه في حُضْرِهِ. وربَّما قالوا: كارَ الرجلُ، إذا أسرع في مشيته، حكاه ابن دريد. ورجل مكورى (1) ، أي لئيم. قال أبو بكر ابن السرَّاج: هو العظيم روثَةِ الأنفِ، مأخوذٌ من كَوَّرَهُ إذا جمعه. قال: وهو مفعلى بتشديد اللام، لان فعللى لم يجئ. قال: وقد تحذف الالف فيقال مكور (1) .
[كهر] كَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً: ارتفع. قال الشاعر (2) : فإذا العانة في كهر الضحى * دونها أحقب ذو لحم زيم (3) -
_________
(1) بتثليث الميم، في القاموس.
(2) هو عدى بن زيد.
(3) قبله: مستخفين بلا أزوادنا * ثقة بالمهر من غير عدم -

(2/810)


والكهر أيضا: الانتهار. وفى قراءة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه:
(فأمَّا اليتيمَ فلا تَكْهَرْ) *. قال الكسائي: كَهَرَهُ وقهره بمعنى. قال: والكنهور: العظيم من السحاب.
[كير] أبو عمرو: الكير الحدَّاد، وهو زِقٌّ أو جِلْدٌ غليظٌ ذو حافاتٍ. وأمَّا المبنيُّ من الطين فهو الكور. وكير: اسم جبل.
فصل الميم
[مأر] المِئرَةُ بالهمز: الذَحْلُ والعداوةُ، وجمعها مِئَرٌ. أبو زيد: مَأَرْتُ بين القوم مَأْراً، وماءَرْتُ بينهم مُماءَرَةً، أي عاديتُ بينهم وأفسدتُ. قال: والاسمُ المِئْرَةُ، والجمع مِئَرٌ. وقال الاموى: ماءرته مماءرة: فاخرته، حكاه عنه أبو عبيد. قال: وقال أبو زيد: يقال هم في أمر مَئِرٍ، بفتح الميم، أي شديد.
[متر] المَتْرُ: المَدُّ. وقد مَتَرْتُ الحبلَ، أي مددته. وربَّما كُنِيَ به عن البِضاعِ. ومَتَرَ بِسَلْحِهِ، إذا رَمى به، مثل مَتَحَ. والمَتْرُ: لغةٌ في البتْر، وهو القطع.

(2/811)


[مجر] المَجْرُ بالتسكين: الجيشُ الكثيرُ. والمجر أيضا: أن يباع الشئ بما في بطن هذه الناقة. وفي الحديث أنَّه نهى عن المَجْرِ. يقال منه: أمْجَرْتُ في البيع إمجارا. ويقال أيضا: ماله مجر، أي عقل. والمجر بالتحريك: الاسمُ من قولك: أمْجَرَتِ الشاةُ فهي مُمْجرٌ، وهو أن يعظّم ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولةً لا تقدر على النهوض. ويقال أيضاً: شاةٌ مجرة بالتسكين، عن يعقوب. قال الاصمعي: ومنه قيل للجيش العظيم: مَجْرٌ، لثقله وضِخَمه. وسئل ابنُ لسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأن فقال: " مالُ صِدْقٍ، قَرْيَةٌ لا حِمَى بها إذا أفلتتْ من مَجْرَتَيْها "، يعني من المَجْرِ في الدهر الشديد وهو الهُزال، ومن النَشَر، وهو أن تنتشر بالليل فتأتي عليها السباعُ. فسماهما مجرتين، كما يقال: القمران والعمران. وفى نسخة بندار (1) : " من جرتيها ". والمجر أيضا بالتحريك: لغة في النجر،
_________
(1) بندار بن عبد الحميد، ويعرف بابن لزة، أخذ عن القاسم بن سلام، وكان المبرد يلازمه.

(2/811)


وهو العطش. قال ابن السكيت: لانهم يبدلون الميم من النون، مثل نخجت الدلو ومخجت.
[مخر] مَخَرَتْ السفينة تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً، إذا جرتْ تشقُّ الماء مع صوت. ومنه قوله تعالى:
(وتَرى الفلك مَواخِرَ فيه) *، يعني جواري. ويقال: مَخَرْتُ الأرضَ، أي أرسلتُ فيها الماء. وبناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يجئن قُبُلَ الصيف (1) منتصباتٍ رِقاقاً. واسْتَمْخَرْتُ الريحَ، إذا استقبلتها بأنفك. قال الراجز يصف الذئب: يستمخر الريح إذا لم يسمع * بمثل مقراع الصفا الموقع - وفى الحديث: " إذا أراد أحدكم البول فليتمخر الريح ". أي فلينظر من أين مجراها فلا يستقبلها كيلا ترد عليه البول. وامتخرت القوم: انتقيت خيارهم ونُخْبَتَهُم قال الراجز:
من نُخْبَةِ الناسِ التي كان امْتَخَرْ (2)
_________
(1) أي في أول الصيف. وقبل كل شئ: أوله.
(2) أنشد في اللسان للعجاج:
من مخة الناس التى كان امتخر:

(2/812)


والمخرة والمخرة، بكسر الميم وضمها: الشئ الذى تختاره، عن أبى زيد. والماخورُ: مجلسُ الفُسَّاقِ. واليَمُخورُ: الطويلُ. قال العجاج يصف جملا: في شعشعان عنق يمخور * حابى الحيود فارض الحنجور -
[مدر] المَدَرَة: واحدةُ المَدَرِ. والعرب تسمى القرية مدرة. قال الراجز: شد على أمر الورود مئزره * ليلا وما نادى أذين المدره (1) - يقال: أهل المدر والوبر. ومدر: قرية باليمن، ومنه فلان المدرى. والمدرية: رماح كانت تركَّب فيها القرون المحدَّدة مكان الأسنّة. قال لبيد يصف البقرة والكلاب: فلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لها مَدْرِيَّةٌ * كالسَمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها - يعني القرون. ومَدَرْتُ الحوضَ أمْدُرُهُ، أي أصلحته بالمدر.
_________
(1) الاذين هاهنا: المؤذن.

(2/812)


وفى المثل: " أبخل من مادر "، وهو رجل من هلال بن عامر بن صعصعة، لانه سقى إبله فبقى في أسفل الحوض ماء قليل فسلح فيه ومدر به حوضه، بخلا أن يشرب من فضله. قال الشاعر: لقد جللت خزيا هلال بن عامر * بنى عامر طرا بسلحة مادر (1) - والممدرة: بالفتح: الموضع الذى يؤخذ منه المدر، فتمدر به الحياض، أي تُسَدُّ خَصاصُ ما بين حجارتها. ورجلٌ أمْدَرُ بيِّن المَدَرِ، إذا كان منتفخ الجنْبَين. والأمْدَرُ من الضباع: الذي في جسده لُمَعٌ من سَلْحِهِ. ويقال لون له.
[مذر] يقال: تفرقت إبله شَذَرَ مَذَرَ، وشِذَرَ مِذَرَ، إذا تفرَّقت في كلّ وجه. ومَذَرَ إتباعٌ له. ومَذِرَتِ البيضة: فسدت وأمْذَرَتْها الدجاجةُ. ومَذِرَتْ مَعِدَتُهُ، أي فسدت. والأمْذَرُ: الذي يُكثِر الاختلاف إلى الخلاء.
_________
(1) وبعده: فأف لكم لا تذكروا الفخر بعدها * بنى عامر أنتم شرار المعاشر -

(2/813)


والتمذر: خبث النفس. يقال: رأيت بيضةً مَذِرَةً فَمَذَرَتْ لذلك نفسي، أي خبثت.
[مذقر] المُمْذَقِرُّ: اللبن المتقطع. يقال: امْذَقَرَّ الرائبُ امْذِقْراراً، إذا تقطَّع وصار اللبن ناحية والماء ناحية. وفى حديث عبد الله بن خباب حين قتلته الخوارج على شاطئ نهر: " فسال دمه الماء فما امذقر " قال الاصمعي: الامذقرار أن يجتمع الدم ثم يتقطع ولا يختلط بالماء. يقول: فلم يكن كذلك ولكنه سال وامتزج بالماء.
[مرر] المَرارَة: ضد الحلاوة. والمَرارَةُ التى فيها المرة. وشئ مر. والجمع أمْرارٌ. قال الشاعر (1) : رَعى الرَوْضَ في الوَسْميِّ حتَّى كأنما * يرى بيبيس الدو أمرار علقلم - وأما قول النابغة: لا أعرفنك فارضا لرماحنا * في جف تغلب واردى الامر (2) -
_________
(1) الاعشى يصف حمارا وحشيا.
(2) وقبله: من مبلغ عمرو بن هند آية * ومن النصيحة كثرة الانذار - و " فارضا " هي في اللسان " عارضا "، وفسره بقوله: " أي لا تمكنها من عرضك ". ويروى: " في جف ثعلب "، يعنى ثعلبة بن سعد بن ذبيان.
(103 - صحاح - 2)

(2/813)


فهى مياه في البادية مرة. ويقال: رِعْيُ بني فلانٍ المُرَّتانِ، أي الألاءُ والشيحُ. وهذا أمَرُّ من كذا. قالت امرأة من العرب: صغراها مراها. والامرين: الفقر والهَرَم. والمارورةُ والمُرَيْراءُ: حَبٌّ مُرٌّ يختلط بالبر. ومر: أبو تميم، وهو مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. ومرة: أبو قبيلة من قريش، هو مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. ومرة: أبو قبيلة من قيس عيلان، وهو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والمرى: الذى يؤتدم به، كأنَّه منسوب إلى المَرارَةِ. والعامة تخففه. وأنشدني أبو الغوث: وأم مثواى لباخية * وعندها المرى والكامخ - وأبو مرة: كنية إبليس. والمرار، بضم الميم: شجرمر، إذا أكلت منه الابل قلصَت عنه مَشافِرُها، الواحدة مُرارةٌ. ومنه بنو آكل المرار، وهم قوم من العرب. والمر بالفتح: الحبل. قال الراجز:

(2/814)


ثم شددنا فوقه بمر (1) * بين خشاشى بازل جور - وبطن مر أيضا: موضع، وهو من مكة على مرحلة. والمرة: واحدة والمرار. قال ذو الرمة: لا بل هو الشوقُ من دارٍ تَخَوَّنَها * مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارحٌ تَرِبُ - يقال: فلانٌ يصنع ذلك الأمر ذاتَ المِرارِ، أي يصنعه مرارا ويدعه مرارا. والمرمر: الرخام. والمرمارة: الجارية الناعمةُ الرجراجةُ، وكذلك المَرْمورَةُ. والتَمَرْمُرُ: الاهتزاز. والمرة: إحدى الطبائع الأربع. والمِرَّةُ: القوّة وشدةُ العَقل أيضاً. ورجلٌ مَريرٌ، أي قويٌّ ذو مِرَّةٍ. والمَمْرورُ: الذي غلبت عليه المِرَّةُ. والمَريرُ والمَريرَةُ: العزيمةُ. قال الشاعر: ولا أنْثَني من طَيْرَةٍ عن مَريرَةٍ * إذا الأخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صرصرا. -
_________
(1) قبله: زوجك يا ذات الثنايا الغر * والربلات والجبين الحر * أعيا فنطناه مناط الجر:

(2/814)


والمرير من الحبال: ما لَطُفَ وطال واشتدَّ فَتْلُه، والجمع المرائِرُ. والأمَرُّ: المصارينُ يجتمع فيها الفَرْثُ. قال الشاعر: فلا تُهْدي الامر وما يليه * ولاتهدن مَعْروقَ العِظامِ - أبو زيد: لقيتُ منه الأمَرِّينَ بنون الجمع، وهي الدواهي. ومرامر: اسم رجل، قال شرقي بن القطامى: إن أول من وضع خطنا هذا رجال من طيئ منهم مرامر بن مرة. قال الشاعر: تعلمت باجاد وآل مرامر * وسودت أثوابي ولست بكاتب - وإنما قال آل مرامر لانه كان قد سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبى جاد، وهم ثمانية. ومر عليه وبه يمر مَرًّا ومُروراً: ذهَب. واسْتَمَرَّ مثله. ويقال أيضاً: اسْتَمَرَّ مَريرُهُ، أي استحكم عزْمُه. وقولهم: لَتَجِدَنَّ فلاناً ألوى بعيد المستمر، بفتح الميم الثانية، أي أنه قويّ في الخصومة لا يسأم المراس. وأنشد أبو عبيدة (1) :
_________
(1) قال ابن برى: يروى لعمرو بن العاص، وهو المشهور. ويقال: إنه لارطاة بن سهية تمثل به عمرو.

(2/815)


وجدتني ألْوى بعيدَ المُسْتَمَرِّ (1)
أحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خيرٍ وشَرِّ - والمَمَرُّ: موضع المرور، والمصدر. وأمر الشئ، أي صار مُرًّا، وكذلك مَرَّ الشئ يمر بالفتح مرارة، فهو مر. وأمر غيره ومرره. وأمررت الحبلَ فهو مُمَرٌّ، إذا فتلْته فتلاً شديداً. ومنه قولهم: ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويَمارُّهُ أيضاً، أي يعالجه ويلتوي عليه ليصرعَه. وفلان أمَرُّ عَقْداً من فلان، أي أحكم أمْراً منه وأوفى ذِمَّةً. وقولهم: ما أمَرَّ فلانٌ وما أحلى، أي ما قال مُرًّا ولا حلواً. والمُرَّانُ: شجر الرماح، نذكره في باب النون لانه فعال.
[مزر] المَزيرُ: الشديدُ القلْب، عن أبي عبيد. وقد مَزُرَ بالضم مَزَارَةً. وفلانٌ أمْزَرُ منه. قال العباس ابن مرداس: ترى الرجلَ النحيفَ فتزْدَريهِ * وفي أثوابِهِ رجلٌ مزير -
_________
(1) قبله: إذا تَخازَرْتُ وما بي من خزر * ثم كسرت العين من غير عور -

(2/815)


ويروى، " أسد هصور ". والجمع أمازر، مثل أفيل وأفائل. وأنشد الاخفش: إليك ابنة الاعيار خافى بسالة ال‍ * - رجال وأصلال الرجال أقاصره - فلا تذهبن عيناك في كل شرمح * طوال فإن الاقصرين أمازره - قال: يريد أقاصرهم وأمازرهم، كما يقال: فلان أخبث الناس وأفسقه، وهى خير جارية وأفضله. والمزر بالكسر: ضرب من الاشربة. وذكر أبو عبيد أنَّ ابن عمر قد فسَّر الأنْبِذَةَ فقال: البِتْعُ (1) : نبيذ العسلِ. والجعةُ: نبيذُ الشعيرِ. والمِزْرُ من الذرَةِ. والسكرُ من التمر. والخمرُ من العنب. وأما السكركة بتسكين الراء فخمر الحبش. قال أبو موسى الاشعري: هي من الذرة. ويقال لها السقرقع أيضا، كأنه معرب سكركه، وهى بالحبشية. والمِزْرُ أيضاً: الأحمقُ. والمَزْرُ بالفتح: الحَسْوُ للذوق. ويقال: تَمَزَّرْتُ الشرابَ، إذا شربته قليلاً قليلاً. وأنشد الاموى يصف خمرا:
_________
(1) البتع بالكسر، وكعنب.

(2/816)


تكون بعد الحَسْوِ والتَمَزُّرِ * في فمهِ مثل عصير السكر (1) -
[مشر] يقال: ما أحسنَ مَشَرَةَ الأرضِ بالتحريك، أي بَشَرَتَها ونباتَها. ومَشْرَةُ الأرض أيضاً بالتسكين. قال الشاعر (2) :
إلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ (3) * وقد أمشَرَتِ الأرضُ، أي أخرجتْ نباتَها. وأمشَرَتِ العِضاهُ، إذا خرجتْ لها ورقٌ وأغصانٌ. وكذلك مشرت العضاه تمشيرا. ومشرت الشئ: فرَّقته. قال الشاعر: فقلتُ أشيعا مَشْرَةَ القِدْرِ حَوْلَنا (4) * وأيَّ زمانٍ قِدْرُنا لم تَمَشَّرِ - أي لم يُقْسَمْ فيها. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، أي لطيفة حسنة. قال (5) يصف فرسا:
_________
(1) زيادة في المخطوطة. بعده:
[مسر] مَسَرَ القومَ مَسْراً: أغراهم. ومسر الشئ أخرجه من ضيق.
(2) هو الطرماح بن حكيم، يصف أروية.
(3) صدره:
لها تفرات تحتها وقصارها
(4) في اللسان: " أشيعا مشرا القدر ". وكذلك في المخطوطة: " مشر القدر عندنا ".
(5) امرؤ القيس.

(2/816)


لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ * كإعْليطِ مرخ إذا ما صفر - الاصمعي: تمشر فلان، إذا رئى عليه أثر الغنى.
[مصر] مصر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث، عن بن السراج. والمصر: واحد الامصار. والمصران: الكوفة والبصرة. والمصر أيضاً: الحدُّ والحاجز بين الشيئين. وقال (1) : وجاعل (2) الشمسِ مُصْراً لا خَفاَء به * بين النهار وبين الليلِ قد فَصَلا - وأهل مِصْرَ يكتبون في شروطهم: اشترى فلان الدار بمُصورِها. أي بحدودها. والمَصيرُ: المعا. وهو فعيل، والجمع المصران، مثل رغيف ورغفان. والمصارين جمع الجمع. وقال بعضهم: مصير إنما هو مفعل من صار إليه الطعام، وإنما قالوا مصران كما قالوا في جمع مسيل الماء مسلان، شبهوا مفعلا بفعيل. ومصران الفأرة: ضرب من ردئ التمر. والمصر: حلب بأطراف الاصابع. وقال
_________
(1) أمية بن أبي الصَلْت.
(2) في اللسان: " وجعل ".

(2/817)


ابن السكيت: المصر: حلب كل ما في الضرع. والمتصر: حلب بقايا اللبن في الضَرع. أبو زيد: المصور من المعز خاصة دون الضأن، وهى التى غرزت (1) إلا قليلا. قال: ومثلها من الضأن الجدود. قال: وجمعها مصائر، مثل قلائص. وقال العدبس: جمعها مصار، مثل قلاص. والمصور: الناقة التي يَتَمَصَّرُ لبنها، أي يُحلب قليلاً قليلاً، لأنَّ لبنها بطئ الخروج. ويقال: مصرت العنز تمصيرا، أي صارت مصورا. ابن السكيت: يقال: نعجة ماصرة، ولجبة (2) ، وجدود، وعزوز، أي قليلة اللبن. وفلان مَصَّرَ الأمْصارَ، كما يقال مدَّنَ المدائن.
[مضر] مَضَرَ اللبن يَمْضُرُ مُضوراً، أي صار ماضِراً، وهو الذي يَحْذي اللسانَ قبل أن يَروبَ. قال أبو عبيد: قال أبو البيداء: اسم مضر مشتق منه، وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وإنما قيل له مضر الحمراء وقيل لاخيه ربيعة الفرس لانهما لما اقتسما الميراث أعطى مضر الذهب وهو يؤنث، وأعطى ربيعة الخيل. ويقال كان شعارهم
_________
(1) غرزت: قل لبنها.
(2) لجبة، ولجبة، ولجبة. في المخطوطات: " نعجة ماصر ".

(2/817)


في الحرب العمائم والرايات الحمر، ولاهل اليمن الصفر. سمعت بعض أهل العلم يفسر به قول أبى تمام يصف الربيع: محمرة مصفرة فكأنها * عصب تيمن في الوغى وتمضر - وقولهم: ذهب دمه خضرا مضرا (1) ، أي هَدَراً. ومِضْرٌ إتباع له. وحكى الكسائي بضرا بالباء. وفي الحديث: " مُضَرُ مَضَّرَها الله في النار " نرى أصله من مَضْرِ اللبن، وهو قَرْصُهُ اللسانَ وحَذْيُهُ له. وإنَّما شدِّد للكثرة والمبالغة. والتَمَضُّرُ: التشبُّه بالمُضَرِيَّة. والمَضيرَةُ: طبيخٌ يتَّخذ من اللبنِ الماضِرِ.
[مطر] المَطَرُ: واحد الأمْطار. ومَطَرَتِ السماء تمطرا مطرا، وأمطرها الله، وقد مُطِرْنا. وناسٌ يقولون: مَطَرَتِ السماء وأَمْطَرتْ بمعنًى. ومَطَرَ الرجلُ في الأرض مُطوراً، أي ذهب. وتَمَطَّرَ مثله. ويقال: ذهب البعيرُ فلا أدري من مَطَرَ به.
_________
(1) خضرا مضرا بالكسر، وخضرا مضرا ككتف. وخذه خضرا مضرا، أي غضا طريا.

(2/818)


ومرَّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً، أي أسرع. والتَمَطُّرُ مثله. قال لبيد يرثي قيس بن جَزْء في قتلى هوازن: أَتَتْهُ المنايا فوق جَرداَء شِطْبَةٍ * تَدُفُّ دَفيفَ الطائرِ المُتَمَطِّرِ - وراكبه مُتَمَطِّرٌ أيضاً. والاسْتِمْطارُ: الاستسقاء. ومنه قول الفرزدق:
واسْتَمْطِروا من قريشٍ كلَّ مُنْخَدِع (1) * أي سلوه أي يعطى كالمطر مثلا. والممطر: ما يلبس في المطر يتوفى به.
[معر] المَعَرُ: سقوط الشعر. وقد معر الرجل بالكسر، فهو معر. والامعر: القليلُ الشعرِ، والمكانُ القليلُ النبات. وأرض معرة: قليلة النبات، عن يعقوب. وتمعر شعره: تساقط. وتَمَعَّرَ لونه عند الغضب: تغيَّر. وأمْعَرَ الرجل: افتقر.
[مغر] المَغْرَةُ: الطينُ الأحمرُ، وقد يحرك.
_________
(1) في الديوان: " فاستمطروا ". وصدره:
لا خير في حب من ترجى نوافله * وبعده: تخال فيه إذا ما جئته بلها * في ماله وهو وافى العقل والورع -

(2/818)


والامغر: الاحمر الشعر والجلد، على لون المَغْرَةِ. والأمْغَرُ من الخيل: نحوٌ من الأشقر، وهو الذي شقرتُه تعلوها مُغْرَةٌ، أي كدرةٌ. وأمْغَرَتِ الشاةُ، إذا حلبتْ فخرج مع لبنها دمٌ من داءٍ بها، فإن كان ذلك من عادتها فهي مِمْغارٌ. ابن السكيت: يقال مَغَرَ في البلاد، إذا ذهب فأسرع. ورأيته يَمْغَرُ به بعيره. وقال أبو صاعد: مَغَرَتْ في الأرضِ مَغْرَةٌ من مطر، وهى مطرة صالحة.
[مقر] مقر الشئ بالكسر يمقر مَقَراً، أي صار مُرًّا، فهو شئ مقر. والمقر أيضا: الصبر، عن الاصمعي. وربما سكن. قال الراجز:
أمر من صبر ومقر وحظظ (1) * وأمقر الشئ، أي صار مُرًّا. قال لبيد: مُمْقِرٌ مُرٌّ على أعدائه * وعلى الأدْنَينَ حلو كالعسل -
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " حضض "، صوابه من اللسان، ومما سبق في (صبر) . وفى اللسان: أرقش ظمآن إذا عصر لفظ * أمر من صبر ومقر وحظظ -

(2/819)


واللبن الحامض ممر أيضا، عن ابن الاعرابي. والمقر، ساكن: دق العنق. وقد مقر عنقه يمقرها، عن ابن السكيت. وسمك مَمْقورٌ: يُمْقَرُ في ماءٍ وملحٍ. ولا تقل منقور.
[مكر] المَكْرُ: الاحتيالُ والخديعةُ. وقد مَكَرَ به يَمْكُرُ فهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ. والمَكْرُ أيضاً: المَغْرَةُ. وقد مَكَرَهُ فامْتَكَرَ، أي خضبه فاختضب. قال الشاعر القطامي: بِضَرْبٍ تَهْلِكُ الابطال فيه * وتمتكر اللحى من امْتِكارا - والمُكورُ (1) : ضرب من الشجر. قال العجاج:
فحط في علقى وفى مكور * الواحد مَكْرٌ. قال الكميت يصف بَقَرة: تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً وتارةً * تُثير رُخاماها وتَعْلَقُ ضالها - وفراخ المَكْرِ: ثمرُهُ. والممكورةُ: المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ من النساء. يقال: امرأةٌ ممكورة الساقين، أي خدلاء.
_________
(1) في القاموس: " المكرة: نبتة غبراء، جمعه مكور ومكر ".

(2/819)


[مور] مار الشئ يمور مورا: تَرَهْيَأَ، أي تحرَّك وجاء وذهب، كما تَكَفَّأُ النخلةُ العَيْدانة. والتمَوُّرُ مثله. وقوله تعالى:
(يومَ تَمورُ السماء مَوْراً) *. قال الضحاك: تموج موجاً. وقال أبو عبيدة: تَكَفَّأُ. والأخفش مثله. وأنشد للأعشى: كأنَّ مِشْيَتَها من بيت جارتِها * مَوْرُ السحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ - ويقال: مارَ الدمُ على وجه الارض. وأماره غيره. قال الشاعر (1) :
ومار دم من جار بيبة ناقع (2) * والمائرات: الدماء، في قول الشاعر (3) * حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - عوض والسعير: صنمان. والمور: الطريق. ومنه قول طرفة:
فوق مور معبد (4)
_________
(1) هو جرير.
(2) سبق في (بيب) . وصدره:
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا
(3) الاعشى رشيد بن رميض العنزي، بالضاد والصاد.
(4) بيته: تبارى عتاقا ناجيات، وأتبعت * وظيفا وظيفا فوق مور معبد -

(2/820)


والمور: الموج. وناقة مَوَّارَةُ اليدِ، أي سريعةٌ. والبعير يَمورُ عَضُداهُ، إذا تَرَدَّدا في عُرض جَنْبه. قال الشاعر:
على ظهرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ * وقولهم: لا أدرى أغارأم مار؟ أي أتى غَوْراً، أم دار فرجع إلى نجد. والمُورُ بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُوارَةُ: نَسيلُ الحمار. وقد تَمَوَّرَ عليه نَسيلُهُ، أي سقط. وانْمارَتْ عقيقةُ الحمار، أي سقطت عنه أيامَ الربيع. والقطاة المارية، بتشديد الياء الملساء. ومار سرجس (1) ، من أسماء العجم، وهما اسمان جعلا واحدا. قال الاخطل: لما رأونا والصليب طالعا * ومار سرجيس وموتا ناقعا * خلوا لنا راذان والمزارعا * وحنطة طيسا وكرما يانعا * كأنما كانوا غرابا واقعا * إلا أنه أشبع الكسرة لاقامة الوزن فتولدت منه الياء.
_________
(1) سرجس بوزن نرجس. ومار بفتح الراء.

(2/820)


[مهر] المَهْر: الصَداق. أبو زيد: مَهَرْتُ المرأةُ أمْهَرُها مَهْراً وأمْهَرْتُها. وأنشد لقحيف العقيلى: أخذن اغتصابا خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً * وأمْهِرْنَ أرْماحاً من الخَطِّ ذُبَّلا - وفي المثل: كالمَمْهورَةِ إحدى خَدَمَتَيْها. والمَهيرةُ: الحُرَّةُ. والمَهارَةُ: الحذق في الشئ. وقد مهرت الشئ مهارة. وقول الاعشى:
يقذف بالبوصى والماهر (1) * يريد السابح. ومهرة بن حيدان: أبو قبيلة تنسب إليها الابل المهرية، والجمع المهارى، وإن شئت خففت الياء. قال رؤبة: به تمطت غول كل مهمه (2) * بنا حراجيج المهارى النفه - والمهر: ولد الفرس، والجمع أمْهارٌ ومِهارٌ ومِهارَةٌ. والانثى مهرة، والجمع مهر ومهرات. قال ربيع بن زياد العبسى:
_________
(1) وصدره:
مثل الفراتي إذا ما طما
(2) يروى: " ميله ".

(2/821)


* يقذفن بالمهرات والامهار (1) * وفرسٌ مُمْهِرٌ: ذات مُهْرٍ. وقول الشاعر:
جافي اليدَيْنِ عن مُشاشِ المهر * يقال هو عظم في زور الفرس.
[مير] الميرَةُ: الطعام يَمْتارهُ الإنسان. وقد مارَ أهلَه يَميرُهُمْ مَيْراً. ومنه قولهم: " ما عنده خيرٌ ولا مَيْرٌ ". والامْتِيارُ مثله. وجمع المائر ميار، مثل كافر وكفار، وميارة مثل رجالة. ويقال: نحن ننتظر ميارتنا وميارنا.
فصل النون
[نبر] نبرت الشئ أنبره نبرا: رفعته. ومنه سمِّي المِنْبَرُ. ونَبْرَةُ المُغَنِّي: رفْعُ صوتِه عن خفض. ونبر الغلام: ترعرع.
_________
(1) وصدره:
ومجنبات ما يذقن عذوفا * وقبله: أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الاطهار - ما إن أرى في قتله لذوى الحجى * إلا المطى تشد بالاكوار - (104 - صحاح - 2)

(2/821)


والنبرة: الهمزة. وقد نَبَرْتُ الحرفَ نَبْراً. وقريش لا تَنْبِرُ، أي لا تهمز. والنِبْرُ بالكسر: دُوَيْبَّةٌ شبيهة بالقُرادِ إذا دَبَّتْ على البعير تورّم موضعُ مَدَبِّها. والجمع نِبارٌ وأنْبارٌ. قال الراجز: كأنها من سمن وإيفار (1) * دبت عليها ذربات الانبار (2) - وانْتَبَرَتْ يدُه، أي تَنَفَّطَتْ. ابن السكيت: أنْبارُ الطعامِ (3) واحدُها نِبْرٌ، مثل نقس وأنقاس. وأنبار: اسم بلد.
[نتر] النَتْرُ: جذب في جفوة. وفى الحديث: " فلينتر ذكره ثلاث نترات "، يعنى بعد البول. والطعنُ النَتْرُ، مثل الخَلْسِ. وقوسٌ ناترة: تقطع وترها لصلابتها. قال الشاعر (4) :
قطوف برجل كالقسى النواتر (5)
_________
(1) قال ابن برى: البيت لشبيب بن البرصاء. وفى اللسان:
كأنها من بدن واستيفار
(2) ويروى: " عارمات الانبار ".
(3) في المختار: " الانبار جماعة الطعام من البر والتمر والشعير ".
(4) الشماخ.
(5) صدره:
يزر القطا منها ويضرب وجهه:

(2/822)


والنتر بالتحريك: الفساد والضياع. قال واعلم بأن ذا الجلال قد قدر * في الكتب الاولى التى كان سطر * أمرك هذا فاجتنب منه النتر
[نثر] نثرت الشئ أنثره نثرا، فانْتَثَرَ. والاسم النُثارُ. والنُثارُ بالضم: ما تناثر من الشئ. ودر مُنَثَّرٌ، شدد للكثرة. والانْتِثارُ والاستِنثارُ بمعنى، وهو نثر مافى الأنف بالنَفَس. وفي الحديث: " إذا اسْتَنْشَقْتَ فانْثُر ". والنَثْرَةُ للدوابّ: شِبهُ العطسة. يقال: نَثِرَت الشاةُ، إذا طرحت من أنفها الأذى. قال الأصمعي: النافرُ والناثرُ: الشاةُ تَسْعُلُ فينتثر من أنفها شئ. والنثور: الكثيرة الولدِ. والنَثْرَةُ: الفُرْجَةُ بين الشارِبَيْنِ حيالَ وَتَرة الأنف، وكذلك من الاسد. والنثرة: كوكبان بيتهما مقدارُ شِبر، وفيهما لَطْخُ بياضٍ كأنه قِطعة سحاب، وهي أنفُ الأسد يَنْزِلها القمر. والنَثْرَةُ: الدِرعُ الواسعة. قال ابن السكيت: يقال للدرع نثرة ونثلة.

(2/822)


قال: ويقال نَثَرَ درعه عنه، إذا ألقاها عنه. ولا يقال نثلها. ويقال طعنه فأنثره، أي أرعفه. قال الراجز: إن عليها فارسا كعشره * إذا رأى فارس قوم أنثره -
[نجر] نَجَرَ الخشبة يَنْجُرُها نَجْراً: نحتها. وصانعه نجار. والنجار أيضا: قبيلة من الانصار. ونجرت الماء نَجْراً: أسخنته بالرضْفَةِ. والمِنْجَرَةُ: حجرٌ مُحْمًى يسخن به الماء. وذلك الماء نجيرة. وقال أبو الغمر الكلابي: النجيرة: اللبن الحليب يجعل منه سمنٌ. والنَجْرُ: السَوق الشديد. ورجلٌ مِنْجَرٌ، أي شديد السوق الابل. والنجر: الاصل والحسب، واللونُ أيضاً: وكذلك النِجارُ (1) . ومن أمثالهم في المُخَلَّطِ: " كلُّ نِجارِ إبلٍ نِجارها (2) "، أي فيه كلُّ لون
_________
(1) النجار، والنجار.
(2) قال: نجار كل إبل نجارها * ونار إبل العالمين نارها -

(2/823)


من الاخلاق، وليس له رأى يثبت عليه، عن أبى عبيد. ونجر: أرض مكة والمدينة. ونجران: بلد، وهو من المين. قال الاخطل: مثل القنافذ هداجون قد بلغت * نجران أو بلغت سوآتهم هجر - والقافية مرفوعة، وإنما السوأة هي البالغة، إلا أنه قلبها. والنجران: خشبة تدور عليها رِجلُ الباب. وأنشد أبو عبيدة: صَبَبْتُ الماَء في النَجرانِ حتَّى * تَرَكْتُ البابَ ليس له صَريرُ - والنَجْرانُ: العطشانُ. والنَجَرُ، بالتحريك. عطشٌ يصيب الإبل والغنم عن أكل الحِبَّة فلا تكاد تَروى من الماء. يقال نَجِرَتِ الإبل ومَجِرَت أيضاً. وقال (1) :
حتَّى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ (2) * ومنه شهرُ ناجِرٍ، وهو كلُّ شهرٍ في صميم الحرّ، لأنَّ الإبل تَنْجَرُ في ذلك الشهر. قال ذو الرمة:
_________
(1) أبو محمد الفقعسى.
(2) بعده: ورشفت ماء الاضاء والغدر * ولاح للعين سهيل بسحر * كشعلة القابس ترمى بالشرر:

(2/823)


صرى آجن يَزْوي له المرءُ وَجْهَهُ * إذا ذاقه الظمآنُ في شهر ناجِرِ - قال يعقوب: وقد يُصيب الإنسانَ النجر من شر اللبن الحامض فلا يروى من الماء.
[نحر] النَحْرُ: موضع القلادة من الصدر، وهو المَنْحَرُ. والمَنحَرُ أيضاً: الموضع الذى ينخر فيه الهدى وغيره. ونَحْرُ النهارِ: أوَّله. والنَحْرُ (1) في اللَبَّةِ: مثل الذبح في الحَلْقِ. ورجلٌ مِنْحارٌ، وهو للمبالغة يوصَف بالجود. ومن كلام العرب: " إنَّه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها " أي يَنْحَرُ سمان الابل. ونحرت الرجل: أصبت نحرَهُ، وكذلك إذا صرت في نَحْرِهِ. والنَحيرَةُ: آخر يومٍ من الشهر. قال الكميت يصف فعل الأمطار بالديار: والغَيْثُ بالمُتَألِّقا * تِ من الأَهِلَّةِ والنَواحِرْ (2) - وقال أبو الغوث: النَحيرَةُ: آخر ليلةٍ من الشهر مع يومها، لأنَّها تَنْحَرُ الشهر الذى بعدها،
_________
(1) نحر ينحر نحرا: ذبح، من باب قطع.
(2) في اللسان: " في النواحر ".

(2/824)


أي تصير في نَحْرِهِ، أو تصيب نَحْرَهُ، فهي ناحِرَةٌ، والجمع النَواحِرْ. واحتجَّ بقول ابن أحمر الباهليّ: ثم اسْتَمَرَّ عليها واكِفٌ هَمِعٌ * في ليلةٍ نَحَرَتْ شوَّالَ (1) أو رَجَبا - والنِحْريرُ: العالِمُ المُتْقِنُ. والناحِرانِ: عِرقان في صدر الفرس. ودائرةُ الناحِرِ تكون في الجِرانِ إلى أسفل من ذلك. ويقال: انْتَحَرَ الرجل، أي نَحَرَ نفسه. وفي المثل: " سُرِقَ السارقُ فانْتَحَرَ ". وانْتَحَرَ القومُ على الشئ، إذا تشاحوا عليه حرصا. وتناحروا في القتال.
[نخر] نخر الشئ بالكسر، أي بلي وتفتَّت. يقال: عظامٌ نَخِرَةٌ. ونُخْرَةُ الريح بالضم: شدَّةُ هبوبها. والنخرة أيضا والنخرة، مثل الهمزة: مقدم أنف الفرسِ والحمار والخنزير. يقال: هشم نُخْرَتَهُ، أي أنفه. والمَنْخِرُ: ثَقْبُ الأنف، وقد تكسر الميم اتباعاً لكسرة الخاء، كما قالوا منتن. وهما نادران، لان مفعلا ليس من الابنية.
_________
(1) في اللسان: " شعبان ".

(2/824)


والمنخور لغة في المنخر. قال الراجز (1) : يستوعب البوعين من جريره (2) * من لد لحييه إلى منخوره (3) - الاصمعي: النخور من النوق: التي لا تَدُرُّ حتَّى يضرب أنفُها. ويقال حتَّى تُدخل إصبعك في أنفها. والنَخْوَرِيُّ: الواسعُ الإحليلِ. والنَخيرُ: صوتٌ بالأنف. تقول منه: نَخَرَ يَنْخُرُ ويَنْخرُ، نَخْراً ونَخيراً. والناخِرُ من العظام: الذي تدخل الريح فيه ثم تخرج منه ولها نَخيرٌ. ويقال: ما بها ناخِرٌ، أي ما بها أحد. حكاه يعقوب عن الباهلى.
[ندر] ندر الشئ يندر ندرا (4) : سقط وشذّ. ومنه النوادِرُ. وأنْدَرَهُ غيره، أي أسقطه. يقال: أَنْدَرَ من الحساب كذا. وضرب يدَه بالسيف فأندرها. وقول الشاعر (5)
_________
(1) غيلان بن حريث.
(2) في المطبوعة الاولى: " النوعين من خريره "، صوابه من اللسان.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده كما أنشده سيبويه: " إلى منحوره " بالحاء.
(4) في القاموس واللسان: " ندورا ".
(5) أبو كبير الهذلى.

(2/825)


وإذا الكُماةُ تَنادَروا طَعْنَ الكُلى * نَدْرَ البِكارةِ في الجزاءِ المُضْعَفِ - يقول: أهدرت دماؤهُمْ كما تُنْدَرُ البِكارةُ في الدِيَةِ، وهي جمع بَكْرٍ من الإبل. وقولهم: لقيته في النَدْرَةِ والنَدَرَةِ، أي فيما بين الأيام. وكذلك لقيته في النَدَرى، بالتحريك. وإنْ شئت: لقيته في نَدَرى، بلا ألف ولام. والأَنْدَرُ: البيدر، بلغة أهل الشام. والجمع الا نادر. وقال: يدق معزاء الطريق العادر * دق الدياس عرم الا نادر - والاندر: اسم قرية بالشام، تقول إذا نسبت إليها، هؤلاء الاندريون. وقول عمرو بن كلثوم: ألا هبى بصحنك فاصبحينا * ولا تبقى خمور الاندرينا (1) - لما نسب الخمر إلى أهل القرية اجتمعت ثلاث ياءات فخففها للضرورة، كما قال آخر:
وما علمي بسحر البابلينا
[نذر] الانذار: الابلاغ، ولايكون إلا في التخويف. والاسم النُذَرُ، ومنه قوله تعالى:
(فكيفَ كان عذابي ونذر) *، أي إنذاري.
_________
(1) أندرين بهذه الصيغة: قرية كانت في جنوبى حلب. وإياها عنى عمرو، كما في معجم البلدان.

(2/825)


والنذير: المُنْذِرُ. والنَذيرُ: الإنْذارُ والنَذْرُ: واحد النُذورِ. وأمَّا قول ابن أحمر: كم دون ليلى من تنو فية * لَمَّاعَةٍ تُنْذَرُ فيها النُذُرْ - فيقال: إنَّه جمع نَذْرٍ مثل رَهْنٍ ورُهُنٍ، ويقال إنه جمع نَذيرٍ بمعنى مَنْذورٍ، مثل قتيلٍ وجديدٍ. وقد نَذَرْتُ للهِ كذا، أنْذُرُ وأَنْذِرُ. قال الأخفش: تقول العرب: نَذَرَ على نفسه نَذْراً، ونَذَرْتُ مالى فأنا أنذره نذرا. أخبرنا بذلك يونس عن العرب. وابن مناذر: شاعر، فمن فتح الميم منه لم يصرفه، ويقول: إنه جمع منذر، لانه محمد بن منذر بن منذر. ومن ضمها صرفه. وهم المناذرة، يريد آل المنذر أو جماعة الحى، مثل المهالبة والمسامعة. وقولهم: " النذير العريان "، قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته. وتناذر القومُ كذا، أي خوَّف بعضُهم بعضاً. وقال النابغة يصف حيَّة: تَناذَرَها الراقونَ من سُوءِ سَمِّها * تطلقه حينا وحينا (1) تراجع -
_________
(1) يروى: " طورا، وحينا ".

(2/826)


ونذر القوم بالعدو، بكسر الذال، إذا علموا.
[نزر] النَزْرَ: القليلُ التافهُ. وقد نزر الشئ بالضم ينزر نزارة. وعطاءٌ مَنْزورٌ، أي قليلٌ. وقولهم: فلان لا يُعطي حتَّى يُنْزَر، أي يُلَحُّ عليه ويصغَّر من قدره. والنَزورُ: المرأةُ القليلةُ الوَلَدِ. وقال (1) : بُغاثُ الطَيْرِ أكْثَرُها فِراخاً * وأم الصقر مقلات نزور - ونزار: أبو قبيلة، وهو نزار بن معد بن عدنان. يقال: تنزر الرجل، إذا تشبه بالنزارية، أو أدخل نفسه فيهم.
[نسر] النَسْرُ: طائرٌ. وجمع القلَّة أَنْسُرٌ، والكثير نسورُ. ويقال: النَسْرُ لا مخلب له، وإنَّما له ظفرٌ كظفر الدجاجةِ والغرابِ والرَخَمَةِ. ونسر: صنم كان لذى الكلاع بأرض حمير، كان يغوث لمذحج، ويعوق لهمدان، من أصنام قوم نوح عليه السلام. قال الله تعالى:
(ولا يغوث ويعقوق ونسرا) *. وقد تدخل فيه
_________
(1) عباس بن مرداس.

(2/826)


الالف واللام، قال الشاعر (1) : أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها * على قُنَّةِ العزى وبالنسر عندما (2) - والنَسْرُ أيضاً: لحمةٌ يابسة في بطن الحافر، كأنَّها نواةٌ أو حصاة. والناسورُ بالسين والصاد جميعاً: عِلَّةٌ تحدث في مآقي العين، يَسْقي فلا ينقطع. وقد يحدث أيضاً في حوالي المَقعَدة وفي اللِثَة. وهو معرب. وفى النجو م النسر الطائر، والنسْرُ الواقع. والنَسْرُ: نتف البازي اللحمَ بمِنْسَرِهِ. وقد نَسَرَهُ يَنْسِرُهُ نسرا. والمنسر بكسر الميم لسباع الطير، بمنزلة المنقار لغيرها. والمِنْسَرُ أيضاً: قطعة من الجيش تمرُّ أمام الجيش الكبير. قال لبيد يرثي قتلى هَوازن: سَمالَهَمُ ابنُ الجَعْدِ حتَّى أصابَهمْ * بذي لَجَبٍ كالطَّوْدِ ليس بمنسر
_________
(1) هو عمرو بن عبد الجن التنوخى. راجع معجم الشعراء للمرزباني ص 210 وقد غلط من نسبه للاخطل.
(2) بعده: وما سبح الرهبانُ في كل بِيعَةٍ * أَبِيلَ الابيلين المسيح بن مريما - لقد ذاق منا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ * حساما إذا ماهز بالكف صمما -

(2/827)


والمنسر بفتح الميم وكسر السين، مثال المجلس: لغة فيه. واستنسر البغاث، إذا صار كالنسْرِ. وفي المثل: " إنَّ البغاثَ بأرضنا يَسْتَنْسِرُ "، أي أنَّ الضعيف يصير قويًّا. والناسور: العرق الغبر الذى لا ينقطع. والنسار بكسر النون: ماء لبنى عامر، ومنه يوم النسار لبنى أسد وذبيان على بنى جشم بن معاوية. قال بشر بن أبي خازم: فلمَّا رَأَوْنا بالنِسارِ كأنَّنا * نَشاصُ الثريا هيجته (1) جنوبها -
[نشر] النَشْرُ: الرائحة الطيِّبة. قال الشاعر (2) :
وريحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ (3) * والنشر أيضا: الكأ إذا يبس ثم أصابه مطر في دُبُر الصيف فاخضر، وهو ردئ للراعية، يهرب الناس منه بأموالهم. وقد نَشَرَتِ الأرضُ فهي ناشِرَةٌ، إذا أنبتت ذلك. قال الشاعر (4) :
_________
(1) في المفضليات: " هيجتها ". ونشاص الثريا: ما ارتفع من السحاب بنوئها.
(2) امرؤ القيس.
(3) صدره:
كأن المدام وصوب الغمام
(4) هو عمير بن حباب.

(2/827)


وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على النَشْرِ - يقول: ظاهرنا حسنٌ في الصلح وقلوبنا فاسدة، كما ينبت على النَشْرِ أوبار الجَرْبى وتحته داءٌ في أجوافها منه. والنَشَرُ بالتحريك: المنتشر. وفى الحديث: " أتملك نشر الماء ". ويقال: رأيت القوم نشرا، أي منتَشِرينَ. واكتسى البازي ريشاً نَشَراً، أي منتشراً طويلاً. والنَشَرُ أيضاً: أن تَنْتَشِرَ الغنم بالليل فترعى. والنَشْوارُ أيضاً: ما تبقيه الدابة من العلف، فارسي معرب. والناشِرَةُ: واحدة النَواشِرِ. وهي عُروقُ باطن الذراع. وناشرة: اسم رجل. وقال: لقد عيل الأَيْتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهُ * أناشِرَ لا زالت يمينك آشره (1) - ونشر المتاع وغيره يَنْشُرُهُ نَشْراً: بسطه. ومنه ريحٌ نَشورٌ ورِياحٌ نُشُرٌ. ونَشَرَ الميِّتُ يَنْشُرُ نُشوراً، أي عاش بعد الموت. قال الاعشى:
_________
(1) أراد يا ناشرة فرخم وفتح الراء، وقيل إنما أراد طعنة ناشر وهو اسم رجل، فالحق الهاء للتصريع.

(2/828)


حتى يقول الناسُ ممَّا رأوْا * يا عَجَباً للميِّتِ الناشِرِ - ومنه يوم النُشور. وأنشرهم الله، أي أحياهم. ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنه:
(كيف ننشرها) * واحتج بقوله تعالى:
(ثم إذا شاء أنشره) *. وقرأ الحسن:
(ننشرها) *. قال الفراء: ذهب إلى النشر والطى. قال: والوجه أن يقول أنشرهم الله فنشرواهم. وأنشد الأصمعيّ لأبي ذؤيب: لو كان مدحة حى أنشرت أحدا * أحياء أبُوَّتكِ الشُمَّ الأماديحُ - ونَشَرْتُ الخشبة أنْشُرُها، إذا قطعتها بالمِنْشارِ. والنُشارَةُ: ما سقط منه. ونَشَرْتُ الخبر أنْشُرُهُ وأنْشِرُهُ، إذا أذعته. وصحفٌ منَشَّرَةٌ، شدِّد للكثرة. والتَنْشيرُ من النشرة، وهى كالتعويذ والرقية. قال الكلابي: " فإذا نشر المسفوع كان كأنما أنشط من عقال (1) "، أي يذهب عنه سريعا. وفى الحديث أنه قال: " فلعل طبا أصابه " يعنى سحرا، ثم نشره بقل أعوذ برب الناس، أي رقاه. وكذلك إذا كتب له النشرة.
_________
(1) رسمت في المطبوعة الاولى على أنها شعر، وإنما هو كلام منثور. انظر اللسان 7: 65 س 7.

(2/828)


وانتشر الخبر، أي ذاع. وانْتَشَرَ الرجل: أنعظ. والانْتِشارُ: الانتفاخ في عصب الدابَّة، وقد يكون ذلك من التعب. والعَصَبَةُ التي تَنْتَشِرُ هي العجاية (1)
[نصر] نَصَرَهُ الله على عدوِّه يَنْصُرُهُ نَصْراً. والاسم النُصْرَةُ. والنَصيرُ: الناصر، والجمع الانصار، مثل شريف وأشراف. وجمع الناصر نصر، مثل صاحب وصحب. واستنصره على عدوه، أي سأله أن يَنْصُرَهُ عليه. وتَناصَروا: نَصَرَ بعضُهم بعضاً. ونَصَرَ الغيث الأرضَ، أي غاثَها. ونُصِرَتِ الأرضُ فهي مَنْصورَةٌ، أي مطرتْ. وقال يخاطب خيلاً (2) : إذا دَخَلَ الشهرُ الحرامُ فَجاوِزي (3) * بلادَ تميمٍ وانْصُري أرضَ عامرِ - وانْتَصَرَ منه: انتقم. ونصر: أبو قبيلة من بنى أسد * وهو نصر ابن قعين. قال الشاعر (4) :
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " العجاجة "، صوابه في اللسان.
(2) أي الراعى.
(3) في اللسان: " فودعي ".
(4) أوس بن حجر.

(2/829)


شأتك قعين غثها وسمينها * وأنت السه السفلى إذا دعيت نصر (1) - والنَصْرُ: العطاءُ. قال رؤبة: إنِّي وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطرا * لَقائلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصرا - والنَصارى: جمع نَصرانٍ ونَصْرانةٍ، مثل الندامى جمع ندمان وندمانة. قال الشاعر (2) : فكلتاهما خرت وأسجد رأسها * كما أسجدت نصرانة لم تحنف - ولكن لم يستعمل نَصْرانٌ إلا بياء النسب، لأنَّهم قالوا: رجلٌ نَصْرانيٌّ وامرأةٌ نَصرانيَّةٌ. ونَصَّرَهُ: جعله نَصْرانِيًّا. وفي الحديث: " فأبواه يهودانه وينصرانه ".
[نضر] النَضْرُ: الذهبُ، ويجمع على أَنْضُرٍ. قال الكميت: ترى السابحَ الخِنْذيذَ منها كأنَّما * جَرى بين لِيتَيْهِ إلى الخَدِّ أَنْضُرُ - والنُضارُ: الذهبُ، وكذلك النَضيرُ. قال الأعشى:
_________
(1) شأتك: سبقتك. وفى المطبوعة الاولى " شأنك "، تحريف. وقبل البيت: عددت رجالا من قعين تفجسا * فما ابن لبينى والتفجس والفخر -
(2) أبوالاخزر الحمانى (105 - صحاح - 2)

(2/829)


إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَميصَةً * عليها وجِريالَ النَضيرِ الدُلامِصا - ويقال: النضار: الخالص من كل شئ. قال الشاعر (1) : الخالِطينَ نَحِيتَهُمْ بِنُضارِهِمْ * وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ - وقَدحٌ نُضارٌ: يتَّخذ من أثْلٍ يكون بالغورِ، وَرْسِيُّ اللونِ، يضاف ولا يضاف. وبنو النضير: حى من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب وهم على نسبهم إلى هارون أخى موسى عليهما السلام. والنضرة: الحسن والرونق. وقد نَضَرَ وجهه يَنْضُرُ نَضْرَةً، أي حَسُنَ. ونَضَرَ الله وجهه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال نَضُرَ بالضم نَضارَةً. وفيه لغةٌ ثالثة نضر بالكسر، حكاها أبو عبيد. ويقال: نضر الله وجهه بالتشديد، وأَنْضَرَ الله وجهه، بمعنًى. وإذا قلت نَضَّرَ الله امْرَأً، تعني نَعَّمَهُ. وفي الحديث: " نَضَّرَ الله امرأً سَمِعَ مقالتي فَوَعاها ". وقولهم: " أخْضَرُ ناضِرٌ، إنَّما هو كقولهم: أصفرُ فاقعٌ، وأبيضُ ناصع.
_________
(1) الخرنق بنت هفان.

(2/830)


والنضر: أبو قريش، وهو النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.
[نظر] الناطر والناطور: حافظ الكرم، والجمع النواطير. والناطرون: موضع بناحية الشام. والقول في إعرابه كالقول في نصيبين. وينشد هذا البيت بكسر النون: ولها بالناطرون إذا * أكل النمل الذى جمعا (1) -
[نظر] النظر: تأمل الشئ بالعين، وكذلك النَظَرانُ بالتحريك. وقد نَظَرْتُ إلى الشئ. والنظر: الانتظار. ويقال: حَيٌّ حِلالٌ ونَظَرٌ، أي متجاورون يرى بعضهم بعضاً. وداري تَنْظُرُ إلى دار فلان، ودورنا تَناظَرُ، أي تقابل.
_________
(1) البيت لابي دهبل الجمحى، كما نسبه الجاحظ في الحيوان 4: 10. والصحيح أنه ليزيد بن معاوية يتغزل في نصرانية راهبة. انظر حواشى الحيوان. وبعده: خرفة حتى إذا ارتبعت * سكنت من جلق بيعا -

(2/830)


وإذا أخذت في طريق كذا فنَظَرَ إليك الجبل فخُذْ عن يمينه أو يساره. ونَظَرَ الدهرُ إلى بني فلان فأهلكهم. والنَظْرَةُ: عينُ الجِنِّ. ورجلٌ فيه نَظْرَةٌ، أي شحوبٌ. والناظِرُ في المقلة: السوادُ الأصغر (1) الذي فيه إنسانُ العين. ويقال: للعين: الناظِرَةُ: والناظِرانِ: عِرقانِ في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه، عن يعقوب. وأنشد لجرير: وأشفى من تخلج كل جن * وأكوى الناظرين من الخنان - وقال آخر (2) : قليلة لحم الناظرين يَزينُها * شبابٌ ومَخْفوضٌ من العيشِ بارد - والناظر: الحافظ. والنظرة، بكسر الظاء: التأخير. وأَنْظَرْتُهُ، أي أخَّرتُهُ. واسْتَنْظَرَهُ، أي استمهله. وتَنَظَّرَهُ، أي انْتَظَرَهُ في مهلة. وقولهم: نظار، مثل قطام، أي انتظره. وناظره من المناظرة.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " الاصفر " بالفاء، صوابه في اللسان.
(2) عتيبة بن مرداس. ويعرف بابن فوة.

(2/831)


والمنظرة: المرقبة. ويقال، مَنْظَرُهُ خيرٌ من مَخبره. ورجلٌ مَنْظَرانيٌّ مخبرانيٌّ، وامرأةٌُ حسنةُ المَنْظَرِ والمَنْظَرَةَ أيضاً. والنَظَّارَةُ: القومُ ينظرون إلى الشئ. وبنو النظار (1) : قوم من عكل. وإبل نظارية منسوبة إليهم. قال الراجز:
يتبعن نظارية سعوما * السعم: ضرب من سير الابل. وامرأة نظرنة سمعنة (2) يفسر في باب العين. ونظير الشئ: مثله. وحكى أبو عبيدة النِظْرُ والنَظيرُ بمعنًى واحد، مثل الندّ والنديد. وأنشد (3) : ألا هل أتى نِظْري مُلَيْكَةَ أَنَّني * أنا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليه وعادِيا - قال الفراء: يقال فلان نظيرة (4) قومه، ونَظورَةُ قومه، للذي يُنظر إليه منهم، ويجمعان على نظائر. ومنظور بن سيار. رجل.
[نعر] النعرة، مثل الهمزة: ذباب ضخم أزرق
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " النظارة " صوابه من اللسان والقاموس.
(2) كقرشبة وطرطبة وبكسر الفاء واللام. كما يقال سمعنة، كخروعة، بتخفيف النون.
(3) لعبد يغوث بن وقاص الحارثى.
(4) في المصبوعة الاولى: " نظرة "، صوابه من اللسان.

(2/831)


العين أخضرُ، وله إبرةٌ في طرف ذَنَبه يلسع بها ذوات الحافر خاصة. قال ابن مقبل: ترى النعرات الخضر حول لبانه * أحاد ومثنى أصعقتها صواهله - وربما دخل في أنف الحمار فيركب رأسه ولا يرده شئ. تقول منه نعر الحمار بالكسر يَنْعَرُ نَعَراً، فهو حمارٌ نَعِرٌ وأتانٌ نَعِرَةٌ. قال الشاعر (1) : فظل يرنح في غيطل * كما يستديرُ الحمارُ النَعِرُ - وقال أبو عمرو: النَعِرُ الذي لا يثبت في مكان. وأمَّا قول العجاج:
والشَدَنِيَّاتُ يُساقِطْنَ النُعَرْ * فيريد به الأجِنَّةَ، شبَّهها بذلك الذباب. يقال للمرأة ولكلِّ أنثى: ما حملتْ نُعَرَةً قطّ، أي ما حملتْ ملقوحاً. قال الأصمعيّ: قولهم: وإنَّ في رأسه لنُعَرَةً، أي كِبْراً. وقال الأمويُّ: إنَّ في رأسه نَعَرَةً، بالفتح، أي أمراً يهم به. وحكى ذلك عنه أبو عبيد. ونعر العرق ينعر بالفتح فيهما نَعْراً، أي فار منه الدم، فهو عِرقٌ نَعَّارٌ. ونعور. قال الشاعر:
_________
(1) امرؤ القيس.

(2/832)


صرت نظرة لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ * غَدا والعَواصي من دَمِ الجوفِ تَنعرُ - وقال الراجز (1) :
ضرب دراك وطعان ينعر (2) * ويروى: " ينعر ". وقال رؤبة (3) :
وبج كل عاند نعور (4) * والنعرة: صوت في الخيشوم. قال الراجز: إنى ورب الكعبة المستوره * والنعرات من أبى مخدوره - يعنى أذانه. وقد نَعَرَ الرجل يَنْعَرُ نعيراً. يقال: ما كانت فتنةٌ إلا نَعَرَ فيها فلان، أي نهض فيها. وإنَّ فلاناً لنَعَّارٌ في الفتن، إذا كان سَعَّاءً فيها. والناعورُ: واحد النواعير التي يُستقى بها، يديرها الماء، ولها صوتٌ. ونَعَرَ فلان في البلاد، أي ذهب. وفلانٌ نَعيرُ الهَمِّ، أي بعيده.
_________
(1) هو جندل بن المثنى.
(2) قبله: رأيت نيران الحروب تسعر * منهم إذا ما لبس السور -
(3) قال ابن برى: هو لابيه العجاج.
(4) وبعده:
قضب الطبيب نائط المصفور:

(2/832)


وأَنْعَرَ الأراكُ، أي أثمرَ، وذلك إذا صار ثمره بمقدار النُعَرَةِ.
[نغر] النغرة، مثال الهمزة: واحدة النغر، وهى طيرٌ كالعصافير حُمْرُ المناقير. قال الراجز: عَلِقَ حَوْضي نُغَرٌ مُكِبُّ * إذا غَفَلْتُ غَفْلَةً يَعُبُّ * وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ * وبتصغيره جاء الحديث: " يا أبا عُمَيْرِ، ما فعل النغير ". والجمع نغران مثل صرد وصردان. ونغر الرجل بالكسر، أي اغتاظ. قال الأصمعيّ: هو الذي يغلي جوفُه من الغيظ. وفي حديث علي رضي الله عنه، أنَّ امرأة جاءته فذكرت أنَّ زوجها يأتي جاريتَها، فقال: إن كنتِ صادقةً رجمناه، وإن كنتِ كاذبةً جَلَدْناكِ. فقالت: ردُّوني إلى أهلي غَيْرى نَغِرَةٍ. ونغرت القدر أيضا: غلبت. ابن السكيت: يقال ظلَّ فلان يَتَنَغَّرُ على فلان، أي يتذمر عليه. وأنغرت الشاة: لغةٌ في أمْغَرَتْ. وشاةٌ مِنْغارٌ مثل ممغار.
[نفر] نَفَرَتِ الدابَّةُ تَنْفِرُ وتَنْفُرُ نِفاراً ونُفوراً، يقال: في الدابَّة نفار، وهواسم مثل الحران.

(2/833)


ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً. ونَفَرَ القوم في الأمور نُفوراً. والنَفيرُ: القوم الذين يتقدَّمون فيه. يقال: جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفيرُهُمْ، أي جماعتهم الذين يَنْفِرونَ في الامر. وأنشد أبو عمرو: إن لها فوارسا وفرطا * ونفرة الحى ومرعى وسطا * يحمونها من أن تسام الشططا * والانفار عن الشئ، والتَنْفيرُ عنه، والاسْتِنْفارُ، كله بمعنًى. والاستنفار أيضا: النفور. وقال الشاعر: ازجر (1) حمارك إنه مستنفر * في إثر أحمرة عمدن لغرب - ومنه: " * (حمر مُسْتَنْفِرَة) *، أي نافِرَةٌ و * (مُسْتَنْفَرَةٌ) * بفتح الفاء، أي مذعورة. والنَفَرُ بالتحريك: عدَّة رجال من ثلاثة إلى عشرة. والنَفيرُ مثله، وكذلك النَفْرُ والنَفْرَةُ بالإسكان. قال الفراء: نَفْرَةُ الرجل ونَفْرُهُ، أي رهطه. قال امرو القيس يصف رجلا بجودة الرمى: فهو لا تنمى رميته * ماله لا عد من نفره -
_________
(1) في اللسان: " اربط ".

(2/833)


فدعا عليه وهو يمدحه، وهذا كقولك لرجل يعجبك فعله: ماله قاتله الله! أخزاه الله! وأنت تريد غير معنى الدعاء عليه. ويقال يومُ النَفْرِ وليلةُ النَفْرِ، لليوم الذي يَنْفِرُ فيه الناس من مِنًى، وهو بعد يوم القَرِّ. وأنشد: وهل يَأْثَمَنِّي الله في أَنْ ذَكَرْتُها * وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النفر (1) - ويروى: " يأثمنى "، بالضم الثاء. ويقال له أيضاً: يوم النَفَرِ بالتحريك: ويوم النفور: ويوم النفير، عن يعقوب. والمنافرة: المحاكمة في الحسب. يقال:
_________
(1) قال نصيب الاسود، وليس بنصيب لاسود المروانى، ولا بنصيب الابيض الهاشمي: أما والذى نادى من الطور عبده * وعلم آيات الذبائح والنحر - لقد زادني للجفر حبا وأهله * ليال أقامتهن ليلى على الجفر - فهل يأثمنى.........................
.........................
وطيرت مابى نعاس ومن كرى * وما بالمطايا من كلال ومن فتر - قوله: " يأثمنى " أي يلحقني عقاب الاثم. ويروى: " يأثمنى "، وهو " يؤثمنى "، و " يمقتني ".

(2/834)


نافره فنفره ينفره بالضم لاغير، أي غلبه. قال الأعشى يمدح عامر بن الطُفَيْل ويحمِل على علقمة ابن علاثة: قد قلتُ شِعْري فمَضى فيكُما * واعْتَرَفَ المنفورُ للنافِرِ - فالمنفورُ: المغلوبُ. والنافِرُ: الغالبُ. ونَفَّرَهُ عليه تَنْفيراً، أي قضى له عليه بالغلبة، وكذلك أَنْفَرَهُ. وقولهم: لقيته قبل كلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ، أي أولا. وقد مر باب الحاء. ونفر جلده، أي وروم. وفى الحديث: " تخلل رجل بالقصب فَنَفَرَ فَمُهُ " أي ورم. قال أبو عبيد: إنَّما هو من نفار الشئ من الشئ، وهو تجافيه عنه وتباعده منه. وقولهم: نفرعنه، أي لقبه لَقَباً، كأنَّه عندهم تَنْفيرٌ للجنّ والعين عنه. وقال أعرابيٌّ: لمَّا وُلِدْتُ قيل لأبي: نَفِّرْ عنه. فسمَّاني قُنْفُذاً، وكنَّاني أبا العَدَّاءِ. والنفريت إتباع للغريت وتوكيد.
[نقر] نَقَرَ الطائر الحبَّة يَنْقُرُها نقرا: التقطها. ونقرت الشئ: ثقبته بالمنقار. ونُقِرَ في الناقورِ: نفخ في الصُور. ونَقَرْتُ الرجلَ نَقْراً: عبته. قالت امرأة.

(2/834)


لزوجها: مر بى على بنى نظرى، ولا تمر بى على بنات نقرى "، أي مر على الرجال الذين ينظرون، ولا تمر بى النساء اللواتى يعبن من مر بهن. وقد نقرت بالفرس نقرا، وهو صُوَيْتٌ تزعجه به، وذلك أن تُلصِقَ لسانك بحنكك ثم تفتح (1) . وقول الشاعر (2) :
أنا ابن ماوية إذا جد النقر (3) * أراد النقر بالخيل، فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف إذا كان ساكنا، ليعلم السامع أنها حركة الحرف في الوصل كما تقول: هذا بكر، ومررت ببكر. ولا يكون ذلك في النصب. وإن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإن كان قبله ساكن. والنقر: صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى. يقال: ما أثابَهُ نَقْرَةً، أي شيئاً. لا يستعمل إلا في النفي. قال الشاعر: وهُنَّ حَرًى أن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً * وأنت حَرًى بالنار حين تثيب -
_________
(1) في اللسان عن ابن سيده: " أن تلزق طرف لسانك بحنكك وتفتح ثم تصوت ".
(2) هو عبيد بن ماوية الطائى.
(3) بعده:
وجاءت الخيل أثابى زمر:

(2/835)


والناقر: السهم إذا أصاب الهدف. وإذا لم يصب فليس بناقِرٍ. وقولهم: " دعوتُهم النَقَرى، أي دعوةً خاصَّةً، وهو أن يدعو بعضاً دونَ بعض. وهو الانتقار أيضا. قال طرفة بن العبد: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب (1) منا ينتقر - ويقال أصله من نقر الطير، إذا لقط من ههنا وههنا. والنقرة: السبيكة. والنقرة: جفرة صغيرة. في الارض. ومنه نُقْرَةُ القفا. والنَقيرُ: النُقْرَةُ التي في ظهر النواة. ومنه قول لبيد يرثي أخاه أربدَ: فليس الناسُ بعدَكَ في نَقيرٍ * ولاهم غير أصداء وهام - أي ليس بعدك في شئ. قال العجاج:
دافعت عنهم بنقير موتتى (2) * والنَقيرُ: أصل خشبةٍ يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فيه فيشتدُّ نبيذُهُ، وهو الذي ورد النهى عنه.
_________
(1) ويروى: " فينا ".
(2) قال ابن برى: وصواب إنشاده:
دافع عنى بنقير موتتى * وبعده: بعد اللتيا واللتيا والتى * وهذا يعبر به عن الدواهي

(2/835)


وقولهم: حقير نَقيرٌ، إتباعٌ له. وفلان كريم النَقيرِ، أي الأصل. والنُقَرَةُ، مثال الهُمَزَةُ: داءٌ يأخذ الشاءَ في حقويها. وقد نقرت الشاة بكسر تَنْقَرُ نَقَراً، فهي نَقِرَةٌ، وبها نقر. قال المرار العدوى: وحشوت الغيظ في أضلاعه * فهو يمشى حظلانا كالنقر - ويقال: النقر الغضبان. وقد نقر نقرا. والمنقر بضم الميم والقاف (1) : بئر صغيرة ضيّقة الرأس تكون في نَجَفَة صلبة لئلا تتهشَّم. والجمع المَناقِرُ. والمنقر، بكسر الميم: المعول. قال ذو الرمة: تفض الحصى عن مجمرات وقيعة * كأرحاء رقد زلمتها المناقر - ومنقر أيضا: أبوحى من تميم، وهو منقر ابن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ومنقار الطائر والنَجَّار، والجمع المَناقيرُ. والتَنْقيرُ عن الأمر: البحث عنه. والتَنْقيرُ مثل الصفير. قال الراجز (2) :
ونقرى ما شئت أن تنقري (3)
_________
(1) ويقال أيضا كمنبر.
(2) هو طرفة بن العبد.
(3) وبعده:
قد ذهب الصياد عنك فابشرى * راجع مادة (قبر) .

(2/836)


وأنقر عنه، أي كفَّ. ومنه قول الشاعر (1) : لَعَمْري (2) ما ونيت في ود طيئ * وما أنا عن أعداء قومي بمُنْقِرِ - وقال ابن عباس رضي الله عنه: " ما كان الله ليُنْقِرُ عن قاتل المؤمن "، أي ما كان الله ليكف عن حتى يهلكه. وأنقرة: موضع فيه قلعة للروم وهو أيضا جمع نقير مثل رغيف وأرغفة، وهو حفرة في الارض. قال الاسود بن يعفر (3) : نزلوا بأنقرة يسيل عليهم * ماء الفرات يجيئ من أطواد -
[نكر] النُكِرة: ضد المعرفة. وقد نَكِرْتُ الرجلَ بالكسر نُكْراً ونُكوراً، وأَنْكَرْتُهُ واسْتَنْكَرْتُهُ، بمعنًى. قال الأعشى: وأنكرتني وما كان التى نكرت (4) * من الحوادث إلا الشيبَ والصَلَعا -
_________
(1) هو ذؤيب بن زنيم الطهوى.
(2) في اللسان: " لعمرك ".
(3) لا تنس ما تقدم أن الاسود بن يعفر إذا قرئ بضم الياء يكون مصروفا. اه‍ قاله نصر.
(4) قوله التى نكرت، كذا في النسخ، ولعل الصواب " الذى " قاله نصر. وهو كذلك كما في الاغانى في ترجمة بشار. قال: قال يونس حدثنى أبو عمرو بن العلاء أنه صنع هذا البيت وأدخله في شعر الاعشى ج 3 ص 143.

(2/836)


وقد نَكَّرَهُ فتَنَكَّرَ، أي غيَّره فتغيَّر إلى مجهول. والمُنْكَرُ: واحد المَناكِرِ. والنَكيرُ والإنْكارُ: تغيير المُنْكَرِ. ومنكر ونكير: اسما ملكين. ورجل نَكِرٌ ونَكَرٌ (1) ، أي داهٍ مُنْكَرٌ. وكذلك الذي يُنْكِرُ المُنْكَرَ. وجمعها أنكار، مثل عضد وأعضاد، وكبد وأكباد. والنكر: المنكر. قال الله تعالى:
(لقد جئتَ شيئاً نكرا) *. وقد يحرك، مثل عسر وعسر. قال الشاعر (2) :
وكانوا أتونى بشئ نكر (3) * والنكراء مثله. والنَكارَةُ: الدهاءُ، وكذلك النُكْرُ بالضم. يقال للرجل إذا كان فطناً مُنْكَراً: ما أشدَّ نُكْرَهُ ونَكَرَهُ أيضاً بالفتح. وقد نَكُرَ الأمر بالضم، أي صَعُبَ واشتدَّ. والانكار: الجحود.
_________
(1) أي بكسر الكاف وضمها، كما أشار إليه بعده.
(2) هو عبيدة بن همام، كما في الحيوان 4: 376.
(3) صدره:
أتونى فلم أرض ما بيتوا * وبعده: لانكح أيمهم منذرا * وهل ينكح العبد حر لحر -

(2/837)


وناكره، أي قاتله. قال أبو سفيان: " إنَّ محمداً لم يُناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال ". والتَناكُرُ: التجاهلُ. وطريقٌ ينكور: على غير قصد.
[نمر] النَمِرُ سَبُعٌ، والجمع نَمورٌ. وقد جاء في الشعر نُمُرٌ، وهو شاذٌّ ولعلَّه مقصورٌ منه. وقال (1) :
فيها تماثيل أسود ونمر (2) * والانثى نمرة. ونمر: أبو قبيلة، وهو نمر بن قاسط بن هنت بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة. والنسبة إليهم نمري بفتح الميم، استيحاشا لتوالى الكسرات، لان فيه حرفا واحدا غير مكسور. ونمر بكسر النون: اسم رجل. وقال: تعبدنى نمر بن سعد وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لى مطيع ومهطع - ونمير: أبو قبيلة من قيس، وهو نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
_________
(1) حكيم بن معية الربعي.
(2) صوابه إنشاده:
فيها عياييل أسود ونمر * وقبله: حفت بأطواد جبال وسمر * في أشب الغيطان ملتف الخطر - (106 - صحاح - 2)

(2/837)


وسحاب أنمر. وقد نَمِرَ السحابُ بالكسر يَنْمَرُ نَمَراً، أي صار على لون النَمِرِ، ترى في خَلَلِهِ نِقاطاً. وقولهم: " أرنيها أركها مطرة "، قال الاخفش: هذا كقوله تعالى:
(فأخرجنا منه خضرا) *، يريد الاخضر. والانمر من الخيل: الذي على شِيَةِ النمِرِ، وهو أن تكون فيه بقعةٌ بيضاء وبقعةٌ أخرى على أيِّ لونٍ كان. والنَعَمُ النُمْرُ: التي فيها سوادٌ وبياض، جمع أَنْمَرَ. الأصمعيّ: تَنَمَّرَ له، أي تنكَّرَ له وتغيَّر وأوعده، لأنَّ النَمِرَ لا تلقاه أبداً إلا متنكِّراً غضبان. وقول الشاعر (1) : قومٌ إذا لبسوا الحدي‍ * - د تنمروا حلقا وقدا - أي تشبهوا بالنمر لا ختلاف ألوان القِدِّ والحديدِ. والنَمِرَةُ: بُرْدَةٌ من من الصوف تلبَسها الأعراب. وفي حديث سعد: " نَبَطِيٌّ في حُبْوَتِهِ، أعرابيٌّ في نَمِرَتِهِ، أسدٌ في تامورَتِهِ ". وماءٌ نَميرٌ، أي ناجعٌ، عذباً كان أو غير عذب. وحسب نمير، أي زاك. ونمارة بالضم: اسم رجل.
_________
(1) عمرو بن معدى كرب.

(2/838)


[نور] النورُ: الضياءُ، والجمع أنْوارٌ. والنورُ أيضاً: النُفَّرُ من الظباء. قال مُضَرِّسٌ الأسديُّ، وذكَرَ الظباء وأنَّها قد كَنَسَتْ في شدة الحر: تَدَلَّتْ عليها الشمسُ حتَّى كأنها * من الحَرِّ تُرْمَى بالسكينةِ نورُها (1) - ونسوةٌ نورٌ، أي نُفَّرٌ من الربية، وهو فعل مثل قذال وقذل، إلا انهم كرهوا الضمة على الواو، لان الواحدة نوار، وهى الفرور، ومنه سميت المرأة. وفرس وديق نوار، إذا اسْتَوْدَقَتْ وهي تريد الفحلَ، وفي ذلك منها ضَعفٌ تَرْهَبُ عن صولة الناكح. وتقول: نُرْتُ من الشئ أنور نورا ونوارا، بكسر النون. قال الشاعر (2) : أنورا سرع ماذا يا فروق * وحبل الوصل منتكث حذيق - وقال العجاج:
يخلطن بالتَأنّسِ النِوارا * ونُرْتُ غيري، أي نفرته.
_________
(1) وقبله: ويوم من الشعرى كأن ظباءه * كواعب مقصور عليها خدورها -
(2) مالك بن زغبة الباهلى.

(2/838)


وأنار الشئ واستنار بمعنى، أي أضاء. والتَنْويرُ: الإنارةُ. والتَنْويرُ: الإسْفارُ. وتَنْويرُ الشجرةِ: إزْهارُها. يقال نَوَّرَتِ الشجرةُ وأنارَتْ أيضاً، أي أخرجت نَوْرَها. والنارُ مؤنّثة، وهي من الواو، لأن تصغيرها نُوَيْرَةٌ، والجمع نور ونيران (1) ، انقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. وقولهم: مانار هذه الناقة؟ أي ما سِمَتُها؟ وفي المثل: " نِجارُها نارُها ". وقال الراجز: وقد سقوا (2) آبالهم بالنار * والنار قد تشفى من الاوار - يقول: لما رأوا سماتها خلوا لها الماء. يقال: بينهم نائرة، أي عدواة وشَحْناء. وتَنَوَّرَتُ النار من بعيد: تَبَصَّرْتُها. وتَنَوَّرَ الرجل: تَطَلَّى بالنُورَةِ. وبعضهم يقول: انتار. والنَوورُ: النَيْلَجُ، وهو دُخان الشَحم يعالج به الوشم حتَّى يخضرّ. ولك أن تقلب الواو المضمومة همزة. وقد نَوَّرَ ذراعَه، إذا غرزها بإبرة ثم ذرَّ عليها النَوورَ.
_________
(1) في المخطوطة: " وأنور ".
(2) في اللسان: " حتى سقوا ".

(2/839)


والنُوَّارُ بالضم والتشديد: نَوْرُ الشجرِ، الواحدة نُوَّارَةٌ. والمَنارُ: عَلَمُ الطريق. وذو المنار: ملك من ملوك اليمن، واسمه أبرهة بن الحارث الرايش. وإنما قيل له ذوالمنار لانه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدى بها إذا رجع. والمَنارَةُ: التي يؤذَّن عليها. والمَنارَةُ أيضاً: ما يوضع فوقها السِراج، وهي مَفْعَلةٌ من الاستنارة، بفتح الميم، والجمع المَناوِرُ بالواو، لأنه من النورِ. ومن قال مَنائِرُ وهمز فقد شبَّه الأصلي بالزائد، كما قالوا: مصيبة ومصائب، وأصله مصاوب. وقول بشر (1) : لليلى (2) على بعد المزار تذكر * ومن دون ليلى ذو بحار ومنور - هما جبلان في ظهر حرة بنى سليم.
[نهر] النهارُ: ضد الليل. ولا يجمع كما لا يجمع العَذابُ (3) والسرابُ. فإن جمعته قلت في قليله
_________
(1) ابن أبى خازم.
(2) في اللسان: " أليلى على شحط ".
(3) قوله: كمالا يجمع العذاب الخ، قلت سبق في عذب أن جمعه أعذبة، وهو قياس، كطعام وأطعمة، وشراب وأشربة. اه‍. ابن الطيب على القاموس. وفى زرقاني الموطأ: الاشربة جمع شراب، كطعام وأطمعة، اسم لما يشرب، وليس مصدرا، لان المصدر =

(2/839)


نهر، مثل سحاب وسحب. وأنشد ابن كيسان: لولا الثريدان لمتنا (1) بالضمر * ثريد ليل وثريد بالنهر - والنهار: فرخ الحبارى: ذكره الاصمعي في كتاب الفرق. ونهار بن توسعة. اسم شاعر من تميم. والنَهْرُ والنَهَرُ: واحد الأَنْهارِ. وقوله تعالى:
(في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ) * أي أنهارٍ وقد يعبر بالواحد عن الجمع، كما قال تعالى:
(ويولون الدبر) *. ويقال: في ضياء وسعة. ورجل نهر، أي صاحب نهار يُغيرُ فيه. قال الراجز: إن كنت ليليا فإنى نهر * متى (2) أرى الصبح فلا أنتظر - ونهرت النهرَ: حفرتُهُ. ونَهَرَ الماءُ، إذا جرى في الأرض وجعل لنفسه نهرا.
= هو الشرب مثلثة الشين اه‍. والذى في نسخ الصحاح والمختار وترجمتي الصحاج والقاموس: السراب بالمهملة لا المعجمة، وعند طبع القاموس اتبعنا كلام المحشى بدون مراجعة عاصم. قاله نصر.
(1) في المخطوطة: " هلكنا بالضمر ".
(2) في اللسان: " إن تك "، " متى أتى الصبح ". قال ابن برى: البيت مغير، وصوابه على ما أنشده سيبويه: لست بليليٍّ ولكنِّي نهرْ * لا أدلج الليل ولكن أبتكر - وقد ورد في المخطوطة بهذه الرواية الاخيرة.

(2/840)


وكل كثير جرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خَيْمَةً * على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ - وأَنْهَرْتُ الدمَ، أي أَسَلْتُهُ. وأنْهَرْتُ الطعنةَ: وسَّعتها. قال قيس بن الخطيم: مَلَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها * يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها - واستنهر الشئ: اتسع. وأنهرنا من النهار. ونَهَرَهُ وانْتَهَرَهُ، أي زَبَرَهُ. ونهروان بفتح النون والراء: بلد. والمَنْهَرَةُ: فضاءٌ يكون بين أفنية القوم يلقون فيه كناستهم.
[نهبر] النَهابِرُ: المهالك. وفي الحديث: " من جمع مالاً من مَهاوِشَ أذهبه الله في نَهابِرَ ". الأصمعيّ: النهابير: جبال (1) رمال مشرفة، واحدها نهبور.
[نير] النيرُ: عَلَمُ الثوبِ، ولُحمَتُهُ أيضاً، فإذا نُسِجَ على نَيرَيْنِ كان أصفَق وأبقى. تقول: نِرْتُ
_________
(1) قوله: " جبال " بالجيم على نسخة مترجمة وغيرها، وبالحاء في تصليح بعض النسخ. والخطب سهل. قاله نصر. وهو في اللسان " حبال " بالهملة، وهو الصواب إن شاء الله.

(2/840)


الثوبَ أنيرُهُ نَيْراً، وكذلك أنَرْتُ الثوب، وهنرته، مثل أراق وهراق. وقال الزفيان: ومنهل طام عليه الغلفق * ينير أو يسدى به الخدرنق - ورجل ذو نيرين، أي قوته وشددته ضعف شدة صاحبه. ونيرُ الفدان: الخشبة المعترضة في عنق الثورين، والجمع النيرانُ والأنْيارُ. ونيرُ الطريق: ما يتَّضح منه. والنير: جبل لبنى غاضرة. وأنشد الاصمعي: أقبلن من نير ومن سواج * بالقوم قد ملوا من الادلاج (1) - وأبو بردة بن نيار: رجل من قضاعة من الصحابة، واسمه هانئ بن نيار (2) .
فصل الواو
[وأر] وَأَرَهُ يَئرُهُ وَأْراً، أي أفزعه وذعره. قال لبيد يصف ناقته. تسلب الكانس لم يوأر بها * شعبة الساق إذا الظل عقل -
_________
(1) بعده:
وهم رجاج وعلى رجاج
(2) ويقال هانئ بن عمرو بن نيار بن عبيد بن كلاب، خال البراء بن عازب، دوسى حارثى بالولاء قضاعى النسب.

(2/841)


ومن (1) رواه: " لم يؤربها " جعله من قولهم: الدابة تأرى الدابة، إذا انضمت إليها وألفت معها معلفا واحدا. وأريتهما أنا، وهو من الآرى. الاصمعي: استوأرت الابل: تتابعت على نفار، حكاه عنه أبو عبيد. وقال أبو زيد: إذا نفرت فصعدت الجبل، فإذا كان نفارها في السهل قيل: استأورت. قال: هذا كلام بنى عقيل. قال الشاعر: ضَمَمْنا عليهم حَجْرَتَيْهِمْ بصادقٍ * من الطَعنِ حتى اسْتَأْوَروا وتَبَدَّدوا - الكسائي: أرضٌ وَئِرَةٌ، على فَعِلَةٍ: شديدةُ الأُوارِ. قال: وهو مقلوب منه.
[وبر] الوَبْرَةُ بالتسكين: دويبةٌ أصغر من السِنَّور، طحلاء اللون لا ذَنَبَ لها، ترجُنُ (2) في البيوت، وجمعا وبر ووبار، وبه سمى الرجل وبرة. والوبر أيضا: يوم من أيام العجوز. ووبار مثل قطام: أرض كانت لعاد. وقد أعرب هذا في الشعر، قال الاصمعي:
_________
(1) قبله في المخطوطة: " ويروى لم يورأ بها، الهمزة بعد الراء، أي لم يشعر بها ".
(2) أي تحبس وتعلف فيها.

(2/841)


ومر دهر على وبار * فهلكت عنوة (1) وبار (2) - والقوافي مرفوعة. والوبر للبعير، الواحدة وَبَرَةٌ. وقد وَبِرَ البعيرُ بالكسر، فهو وَبِرٌ وأوْبَرُ، إذا كان كثير الوَبرِ. وما بها وابِرٌ، أي أحد. قال الشاعر: فأُبْتُ إلى الحَيِّ الذين وَراءهمْ * جَريضاً ولم يُفلتْ من الجيشِ وابِرُ - أبو زيد: بناتُ الاوبر: كمأة صغار مزغبة، على لون التراب. وأنشد: ولد جنيتك أكمؤا وعساقلا * ولقد نَهَيْتُكَ عن بنات الأوْبَرِ - أي جنيت لك، كما قال الله تعالى:
(وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يخسرون) *. ويقال: وبرت الارنب توييرا، أي مشت في الحزونة. قال أبو زيد: إنَّما يُوبِّرَ من الدواب الارنب. وشئ آخر لم يحفظه أبو عبيد (3) .
_________
(1) قوله عنوة، رواية النحاة الاشمونى وغيره: " جهرة ".
(2) قبله: ألم ترو إرما وعادا * أودى بها الليل والنهار -
(3) في الحيوان 7: 351 بتحقيق هارون: " والتوبير لكل محتال من صغار السباع إذا طمع في الصيد أو خاف أن يصاد، كالثعلب وعناق الارض ". ثم قال =

(2/842)


وقال أبو حاتم: هو (1) الوبرة، لانها إذا طلبت نظرت إلى موضع حزن فوثبت عليه لئلا يتبين أثرها فيه، لصلابته. ووبر الرجل أيضاً في منزله، إذا أقامَ حينا لا يبرح.
[وتر] الوِتْرُ بالكسر: الفَرد والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ (2) . هذه لغة أهل العالية. فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم. وأمَّا تميم فبالكسر فيهما. والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس. والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ. ووَتَرةُ الانف: حجاب مابين المنخرين، وكذلك الوتيرة. ووترة كل شئ: حِتارُهُ (3) . والوتيرَةُ: الطريقة. يقال: ما زال على وتيرة واحدة.
_________
= الجاحظ: " والتوبير: أن تضم براثنها فلا تطأ على الارض إلا ببطن الكف حتى لا يرى لها أثر براثن ولا أصابع. وبعضها يطأ على زمعاته، وبعضها لا يفعل ذلك. وذلك كله في السهل، فإذا أخذت في الحزونة والصلابة وارتفعت عن السهل حيث لا ترى لها آثار، قالوا: ظلفت الاثر تظلفه ظلفا ".
(1) هو، أي الشئ الذى لم يحفظه أبو عبيد.
(2) الذحل: الحقد والعداوة، يقال طلب بذَحْلِهِ، أي بثأره. والجمع ذحول وأذحال.
(3) حتار الشئ، بالكسر: كفافه، وحرفه وما استدار به.

(2/842)


والوتيرة أيضاً: الفترَةُ. يقال: ما في عمله وَتيرةٌ. وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ. والوَتيرَةُ من الارض: الطريقة. قال الهذليُّ (1) يصف ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْراً: فَذاحَتْ بالوَتائِرِ ثم بَدَّتْ * يَدَيْها عند جانبه (2) تهيل - وقال أبو عمرو: الوتائر: ما بين أصابع الضبع. قوله: ذاحت، أي مشت. والموتور: الذى قتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ. تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْراً وَتِرَةً. وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه. وقوله تعالى:
(ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ) * أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم. كما تقول: دخلت البيت وأنت تريد دخلت في البيت. والوتيرة: حلقة من عقب يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضا. وقال يصف فرسا: تبارى قرحة مثل ال‍ * - وتيرة لم تكن مغدا (3) - وأوتره، أي أفذه. يقال: أوتر صلاته.
_________
(1) هو ساعدة بن جؤية.
(2) في اللسان: " عند جانبها ".
(3) المغد: النتف، أي ممغودة. وضع المصدر موضع الصفة. يقول: هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيض.

(2/843)


وأوتر قوسه ووترها، بمعنًى. وفي المثل: " إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ ". والمُواتَرَةُ: المتابعةُ. ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهم فترة، وإلا فهى مُداركةٌ ومواصلةٌ. ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يوماً وتفطِر يوماً أو يومين، وتأتي به وِتْراً وِتْراً، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ. وكذلك واتَرْتُ الكتب فتواترت، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْراً وِتْراً، من غير أن تنقطع. وناقةٌ مُواتِرَةٌ (1) : تضع إحدى ركبتيها أوَّلاً في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معاً فيُشقُّ على الراكب. وتترى فيه لغتان: تنون ولا تنون، مثل علقى. فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث وهو أجود، وأصلها وترى من الوِتْرِ، وهو الفرد، قال الله تعالى:
(ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى) * أي واحدا بعد واحد. ومن نونها جعل ألفها ملحقة.
_________
(1) في الاصل: " متواترة "، صوابه في اللسان والقاموس.

(2/843)


[وثر] الوثير: الفراش الوطئ، وكذلك الوثر بالكسر. يقال: ما تحته وثر ووِثارٌ. وامرأةٌ وَثيرَةٌ: كثيرةُ اللحم ووثر الشئ بالضم وثارة، أي وَطُؤَ. قال أبو زيد: الوَثارَةُ: كثرة الشحم. والوَثاجَةُ: كثرة اللحم. قال القُطاميّ: وكأنما اشتَمل الضَجيعُ بِرَيْطَةٍ * لا بل تَزيدُ وَثارةً ولَيَانا - والوَثْرُ بالفتح: ماء الفحل يجتمعُ في رحمِ الناقة ثم لا تلقح. يقال: وَثَرَها الفحل يَثِرها وَثْراً، إذا أكثر ضِرابها ولم تلقح. واستوثرت من الشئ، أي استكثرتُ منه، مثل: اسْتَوْثَنْتُ، واستوثجتُ. وميثَرَةُ الفرس: لِبْدَتُهُ، غير مهموز، والجمع مَياثِرُ ومَواثِرُ. قال أبو عبيد: وأمَّا المَياثِرُ الحُمْرُ التي جاء فيها النهيُ فإنَّها كانت من مراكب العجم، من ديباج (1) أو حرير.
[وجر] الوَجورُ: الدواء يوجَرُ في وسط الفم. تقول منه: وَجَرْتُ الصبيَّ وأوْجرتُهُ، بمعنًى. وأوْجَرْتُهُ الرمحَ لاغير، إذا طعنتَه به في صدره (2) .
_________
(1) قوله من ديباج، هو الاطلس، كما في وانقولى، فالعطف بعده عام.
(2) قوله في صدره، كذا في جميع النسخ حتى الترجمة. والذى قاله المجد ومترجمه: في فيه اه‍. ولعله أظهر وجها. ولم يتعرض للمعارضة محشيه ولا أحد المترجمين. قاله نصر.

(2/844)


والميجر كالمسعط، يوجر به الدواء. واتَّجَرَ: أي تداوى بالوَجورِ، وأصله اوْتَجَرَ. ووَجِرْتُ منه بالكسر، أي خِفْتُ. وإنِّي لأوْجَرُ، مثل لأوْجَلُ. ولا يقال في المؤنَّث وَجْراءُ، ولكن وَجِرَةً. والوِجارُ (1) : سربُ الضبع. ووجرة: موضع. قال امرؤ القيس: تصد وتبدى عن أسيل وتتقى * بناظرة من وحش وجرة مطفل - قال الاصمعي: وجرة بين مكة والبصرة، وهى أربعون ميلا ليس فيها منزل، فهى مرت للوحش (2) .
[وحر] الوَحَرَةُ بالتحريك: دُويبةٌ حمراءُ تلزق بالارض كالعظاء، والجمع وحر. والوَحَرَ أيضاً في الصدر، مثل الغِلِّ. وفي الحديث: " يَذهب بوَحَرِ الصدر (3) "، وقد وَحِرَ صدرُه عليّ، أي وغر. وفى صدره على وَحْرٌ بالتسكين، مثل وَغْرٌ: وهو اسم، والمصدر بالتحريك.
[وذر] الوَذْرَةُ بالتسكين: الفِدْرَةُ، وهي القطعة
_________
(1) والوجار.
(2) في المخطوطة: " سرب للوحش ".
(3) يعنى الصوم.

(2/844)


من اللحم. ومنه قولهم: " يا ابنَ شامَّةِ الوَذْرَةِ "، وهي كلمة قذفٍ. وكانت العرب تتَسابُّ بها، كما كانت تتسابّ بقولهم: " يا ابن مُلْقى أرْحُلِ الرُكْبانِ! ويا ابن ذات الرايات! ونحوِها. والجمع وذر، مثل تمرة وتمر. ووذرت اللحم توذيرا: قطَّعته: وكذلك الجرح إذا شرطتَه. وتقول: ذَرْهُ، أي دعه. وهو يذره، أي يذعه. وأصله وذره يَذَرُهُ، مثل وَسِعَهُ يَسَعُهُ، وقد أُميتَ مصدره. ولا يقال وَذِرَهُ ولا واذِرٌ، ولكن: تركه وهو تارك.
[وزر] الوَزَرُ: الملجأ. وأصل الوَزَرِ الجبلُ (1) . والوِزْرُ: الإثم، والثِقْلُ، والكارَةُ، والسِلاحُ. قال الشاعر (2) : وأَعْدَدْتُ للحربِ أوْزارَها * رِماحاً طِوالاً وخيلاً ذكورا - والوزير: الموازر، كالاكيل المواكل، لانه يحمل عنه وزره، أي ثقله. والوزارة: لغة في الوِزارَةِ. وقد اسْتوزِرَ فلانٌ، وهو يُوازِرُ الأميرَ ويَتَوَزَّرُ له.
_________
(1) الجبل المنيع، في اللسان.
(2) الاعشى.

(2/845)


واتزر الرجل: ركب الموزر، وهو افتعل منه. وقوله تعالى:
(ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى) * أي لا تحمل حاملةٌ حِمْلَ أخرى. وقال الأخفش: لا تأثَمُ آثمةٌ بإثْمِ أخرى. قال: تقول منه: وَزِرَ يَوْزَرُ، ووَزَرَ يَزِرُ، ووُزِرَ يوزَرُ فهو مَوْزورٌ (1) . وإنَّما قال في الحديث: " مَأْزورات " لمكان " مأجورات "، ولو أفرد لقال: موزورات. أبو عمرو: وزرت الشئ: أحرزته. ووزرت فلانا: غلبته. وقال:
قد وزرت جلتها أمهارها
[وشر] وشَرْتُ الخشبة بالميشارِ غير مهموز: لغة في أَشَرْتُ. والوَشْرُ أيضا: أن تحدد المرأد أسنانها وترقٍّعها وفي الحديث: " لعن الله الواشرة والمؤتشرة ".
[وصر] الوِصْرُ: لغة في الإصْرِ، وهو العهد، كما قالوا: إرث وورث، وإسادة ووسادة. والوصر: الصك (2) ، وكتاب العهدة.
_________
(1) وزر الاول كعلم، والثانى كوعد، والثالث للمجهول، كما في الترجمتين
(2) في اللسان: " كلتاهما فارسية معربة ".
(107 - صحاح - 2)

(2/845)


وفى الحديث: " إن هذا اشترى منى أرضا وقبض منى وصرها، فلا هو يرد على الوصر، ولا يعطينى الثمن ".
[وضر] الوَضَرُ: الدَرَن والدسَم. يقال: وَضِرَتِ (1) القصعةُ تَوْضَرُ وَضَراً، أي دَسِمَتْ. قال الشاعر (2) : سَيُغْني أبا الهِندِيِّ عن وَطْبِ سالِمٍ * أَباريقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزَبْدِ (3) - قال أبو عمرو: الوَضَرُ: ما يشمّه الإنسان من ريحٍ يجده من طعام فاسد. أو عبيدة: يقال لبقية الهِناءِ وغيره: الوَضَرُ.
[وطر] الوَطَرُ: الحاجةُ، ولا يبنى منه فعل، والجمع الاوطار.
[وعر] جبلٌ وَعْرٌ بالتسكين، ومطلبٌ وَعْرٌ. قال الأصمعي: ولا تقل وعر.
_________
(1) وضر يضر وضرا. فهو وضر، مثل وسخ يسخ وسخا، فهو وسخ وزنا ومعنى.
(2) أبو الهندي، عبد المؤمن بن عبد القدوس.
(3) وبعده: مفدمة قزا كأن رقابها * رقاب بنات الماء تفزع للرعد -

(2/846)


وقد وعر بالضم وعورة، وكذلك تَوَعَّرَ، أي صار وَعْراً. ووَعَّرْتُهُ أنا تَوْعيراً. وقد اسْتَوْعَرْتُ الشئ: وجدته وعرا. وفلان وعر المعروف، أي قليله. وأَوْعَرَهُ: قَلَّلَهُ. يقال: قليلٌ وَعْرٌ، ووَتْحٌ. ووَعْرٌ إتباع له.
[وغر] الوَغْرَةُ: شدَّةُ توقُّدِ الحرِّ. ومنه قيل: في صدره عليَّ وَغْرٌ بالتسكين، أي ضِغْنٌ وعداوةٌ وتوقُّدٌ من الغيظ. والمصدر بالتحريك، تقول: وَغِرَ صدرُه عليَّ يَوْغَرُ وَغَراً: فهو واغِرُ الصدر عليَّ. وقد أوْغَرْتُ صدره على فلان، أي أحميته من الغيظ. وأوْغَرْتُ الماء، أي أغليته. وربَّما يُسْمَطُ فيه الخنزير وهو حى يذبح، وهو فعل قوم من النصارى. قال الشاعر: ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم * ككراهة الخنزير للايغار - والوغيرة: اللبن يسخن بالحجارة المحمَّاة: والوَغيرُ أيضاً. قال (1) يصف فرساً عرقت. يَنِشُ الماء في الرَبَلاتِ منها * نَشيشَ الرَضْفِ (2) في اللبن الوغير -
_________
(1) هو المستوغر.
(2) الرضف: حجارة تحمى وتطرح في اللبن ليجمد.

(2/846)


تقول منه: أوغرت اللبن. وكذلك التَوْغيرُ. قال الشاعر: فسائِلْ مُراداً عن ثلاثة فِتْيَةٍ * وعن إِثْرِ ما أبْقى الصريحُ الموغر - وسمعت وغرالجيش، أي أصواتهم. قال الراجز: كأنما زهاؤه لمن جهر * ليل ورز وغره إذا وغر - وقال ابن مقبل: في ظهرت مرت عساقيل السحاب به * كأنَّ وَغْرَ قَطاهُ وَغْرُ حادِينا - وأوْغَرَ العاملُ الخَراجَ، أي استوفاه. ويقال: الإيغارُ أن يُوغِرَ المَلِكُ الرجلَ الأرضَ، يجعلها له من غير خَراج. وقد يسمَّى ضَمانُ الخراجِ إيغاراً، وهي لفظةٌ مُوَلَّدةٌ.
[وفر] الوَفْرُ: المالُ الكثير. والوَفْرَةُ: الشعرُ إلى شحمة الأذُنِ، ثم الجُمَّةِ، ثم اللِمَّةِ، وهي التي ألمت بالمنكبين. والموفور: الشئ: التام. ووفرت الشئ وفرا. ووفرا الشئ بنفسه وفورا (1) .
_________
(1) أي فيكون الفعل منه متعديا ولازما. والشئ المذكور في الاول يقال له موفور، وفى الثاني يقال له وافر، كما ذكره نظيره في المصباح في برد الماء وبردت الماء. ولم يذكر المؤلف أوفرته بالهمز كما ذكر المضعف، وكأنه لم يسمع، حتى لا يأتي منه موفر بوزن مكرم اسم مفعول، وإن كان القياس يقتضيه. قاله نصر.

(2/847)


وقولهم: " توفر وتحمد "، من قولك وفَرْتُهُ عِرْضَهُ وماله. قال الفرا: إذا عرض عليك الشئ فلك أن تقول توفر وتُحْمَدُ ولا تقل توثَرُ. يضرب هذا المثل للرجل تعطيه الشئ فيردُّه عليك غير تَسَخُّطٍ. وهذه أرضٌ في نبتها وَفْرٌ ووَفْرَةٌ وفرة أيضا، أي وفورلم يُرْعَ. والوَفْراءُ: الأرضُ التي لم ينقص من نبتها شئ. قال الاعشى: عرندسة (1) لا ينقص السير غرضها * كأحقب بالوفراء جأب مكدم - ويقال: مزادة وفراء، للتى لم ينقص من أديمها شئ. وسقاء أوفر. قال ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها * مُشَلْشَلُ ضَيَّعَتْهُ بينها الكتب (2) - ووَفَّرَ عليه حقَّه تَوْفيراً. واسْتَوْفَرَهُ، أي استوفاه. وتَوَفَّرَ عليه: أي رعى حُرُماتِهِ. ويقال: هم مُتوافِرونَ، أي هم كثير. قول الراجز (3) :
_________
(1) العرندسة: الشديدة من النوق.
(2) قبله: ما بال عينك منها الماءُ يَنْسَكِبُ * كأنّه من كلى مفرية سرب -
(3) هو شبيب بن البرصاء.

(2/847)


كأنها من بدن (1) وإيفار * دبت عليها ذربات الانبار - إنما هو من الوفور، وهو التمام. يقول: كأنها أوفرها الرعى دبت عليها الانبار. ويروى: " واستيفار "، والمعنى واحد. ويروى: " وإيغار "، من أوغر العامل الخراج، أي استوفاه. ويروى بالقاف، من أوقره، أي أثقله.
[وقر] الوَقْرُ بالفتح: الثِقْلُ في الأذن. والوِقْرُ بالكسر: الحِمْلُ. يقال: جاء يحمل وِقْرَهُ. وقد أَوْقَرَ بعيره وأكثر ما يستعمل الوقر في حِمْلِ البغلِ والحمارِ، والوَسْقُ في حملِ البعيرِ. وهذه امرأةٌ موقرة، بفتح القاف، إذا حملت حملا ثقيلا. وأَوْقَرَتِ النخلةُ، أي كثُر حملها. يقال: نخلةٌ موقِرَةٌ وموقِرٌ، وموقَرَةٌ. وحكى موقر، وهو على غير القياس، لان الفعل ليس للنخلة. وإنما قيل موقر بكسر القاف، على قياس قولك امرأة حامل. لان حمل الشجر مشبه بحمل النساء. فأما موقر بالفتح فشاذ. وقد روى في قول لبيد يصف نخيلا.
_________
(1) قوله: " من بدن " تقدمت رواية " من سمن ". انظر (نبر) .

(2/848)


عصب كوارع في خليج محلم * حملت فمنها موقر مكموم - والجمع مَواقِرٌ. وقد وَقِرَتْ أذنُه بالكسر تَوْقَرُ وَقراً، أي صَمَّتْ. وقياس مصدره التحريك، إلا أنَّه جاء بالتسكين. ووَقَرَ الله أذنَه يقرها وقرا. يقال: اللهم قرأذنه. ووقرت أذنه، على ما لم يسمَّ فاعلُه، فهو موقور. ووَقَرْتُ العظمَ أَقِرُهُ وَقْراً: صدعته. قال الأعشى: يا دَهْرُ قد أكْثرتَ فَجْعَتَنا * بسَراتِنا ووَقَرْتَ في العَظْمِ - والوَقْرَةُ: أن يصيب الحافرَ حجرٌ أو غيره فينكُبه. تقول منه: وَقِرَتِ الدابة بالكسر، وأوْقَرَها الله، عن الكسائي، مثل رَهِصَتْ وأرهصها الله. قال العجاج: كأنه مستبطن إصرارا * وأبا حمت نسوره الاوقارا - يقال في الصبر على المصيبة: " كانت وَقْرةً في صخرةٍ "، يعني ثُلْمَةً وهَزْمَةً، أي أنَّه احتمل المصيبة ولم تؤثِّر فيه إلا مثل تلك الهَزْمة في الصخرة.

(2/848)


والوقار: الحلم والرزانة. وقد وَقَرَ الرجل يَقِرُ وَقاراً وقِرَةً، إذا ثبت، فهو وَقورٌ. قال الراجز (1) : بكُلِّ أخلاقِ الرجالِ (2) قد مَهَرْ * ثَبْتٌ إذا ما صيح القوم وقر - وقال الله تعالى:
(وقرن في بيوتكن) *، وقرئ بالفتح. فهذا من القرار، كأنه يريد اقررن، فتحذف الراء الاولى للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف، فيستغنى عن الالف لحركة ما بعدها. وتحتمل قراءة من قرأ بالكسر أيضا أن تكون من اقررن بكسر الراء على هذا، كما قرئ:
(فظلتم تفكهون) * بفتح الظاء وكسرها، وهو من شواذ التخفيف. والتوقير: التعظيم والترزينُ أيضاً. وقوله تعالى:
(مالكمْ لا ترجعون الله وقارا) *، أي لا تخافون لله عظمة، عن الاخفش. ورجل موقر، أي مجرب. والتيقور: الوقار، وأصله ويقور، قلبت الواو تاء. قال العجاج:
فإن يكن أمسى البلى تيقورى * أي أمسى وقارى. والوقيرة: نقرة في الجبل عظيمة.
_________
(1) العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر.
(2) في اللسان: " الشجاع ".

(2/849)


وقولهم فقير وَقيرٌ، إتباعٌ له. ويقال: معناه أنَّه أوْقَرَهُ الدَينُ، أي أثقله. والوقير: الغنم. قال ذو الرمة يصف بقرة: مولعة خنساء ليست بنعجة * يدمن أجواف المياه وقيرها - وكذلك القرة، والهاء عوض من الواو. قال الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا * أكثر منه قرة وقارا -
[وكر] وَكْرُ الطائر: عُشُّهُ. والجمع وُكورٌ وأوْكارٌ (1) . قال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو يقول: الوَكْرُ العُشُّ حيثما كان، في جبلٍ أو شجرٍ. وقد وَكَرَ الطائر يَكِرُ وَكْراً، أي دخل في وكره. ووكرت الناقة تكرا وكرا، إذا عَدَتِ الوَكَرى، وهي عدوٌ فيه نزو، وكذك الفرس. وناقة وَكَرى أيضاً، أي قصيرة. ووَكَرْتُ السِقاءَ وَكْراً: ملأتُهُ، وكذلك وَكَّرْتُهُ توكيرا. وقال يصف معزى امتلات بطونها:
نج المزاد مفرطا تَوْكيراً * وكذلك وَكَّرَ فلان بطنَه وأوكره.
_________
(1) ووكار، مثل سهم وسهام.

(2/849)


والتوكير: اتخاذ الوكيرة، وهى طعام البِناء. قال الأصمعيّ: شرب حتَّى تَوَكَّرَ، وحتَّى تَضَلَّعَ. وتَوَكَّرَ الطائر: امتلات حوصلته.
فصل الهاء
[هبر] الهَبيرُ: ما اطمأنَّ من الأرض، وكذلك الهَبْرُ، والجمع هُبورٌ. يقال: هي الصُحون بين الروابي. والهَبْرَةُ: القطعة من اللحم. وقد هَبَرْتُ له من اللحم هَبْرَةً، أي قطعت له قِطعة. وقد هَبِرَ الجمل بالكسر يَهْبَرُ هَبَراً، فهو هَبِرٌ وأهْبَرُ، إذا كان كثير اللحم. يقال: بعيرٌ هَبِرٌ وَبِرٌ، أي كثير الوبر والهَبَرِ، وهو اللحم، عن يعقوب. والباقة هبرة وهبراء. والهَوْبَرُ: القرد الكثير الشعر، وكذلك الهَبَّارُ. وقال: سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍ فتبرقعَتْ * وذكَرْتُ (1) حين تبرقعت هبارا - والهبار: اسم رجل من قريش. وقولهم: " لا آتيك هبيرة بن سعد " أي أبدا، وهو رجل فقد.
_________
(1) في اللسان: " فذكرت ".

(2/850)


ويقال: في رأسه هبرية، وهو الذي يكون في الشعر مثل النخالة، وهو فعلية. والهنبر، مثال الخنصر: ولد الضبع. قال أبو زيد: من أسماء الضباع أمّ الهِنْبِرِ، في لغة بني فزارة. قال الشاعر (1) : يا قاتَلَ (2) الله صبيانا تجئ بهم * أم الهُنَيْبِرِ من زَنْدٍ لها واري - وقال أبو عبيد: الهِنْبِرُ: الجحش. ومنه قيل للأتان: أمُّ الهِنْبِرِ.
[هتر] الهِتْرُ بالكسر: السَقَط من الكلام. يقال: هِتْرٌ هاتِرٌ، وهو توكيد له. قال أوس بن حجر:
يُراجِعُ هِتراً من تُماضِرَ هاتِرا (3) * والهِتْرُ أيضاُ: العَجبُ والداهية. يقال للرجل إذا كان داهياً: إنه لهتر أهتار.
_________
(1) القتال الكلابي، واسمه عبيد بن المضرجى.
(2) بعده: من كل أعلم مشقوق وتيرته * لم يوف خمسة أشبار بشبار -
(3) صدره:
وكان إذا ما التم منها بحاجة * وقبله: ألم خيال موهنا من تماضر * هدوا ولم يطرق من الليل باكرا -

(2/850)


وأهتر الرجل فهو مُهْتَرٌ، أي صار خَرِفاً من الكِبَرِ. وفلانٌ مُسْتَهْتَرٌ بالشراب، أي مولع به لا يبالي ما قيل فيه. وتَهاتَرَ الرجلان، إذا ادعى كل واحد منها على صاحبه باطلا.
[هجر] الهَجْرُ: ضد الوصل. وقد هَجَرَهُ هَجْراً وهِجْراناً. والاسم الهِجْرَةُ. والهجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. والمُهاجرة من أرضٍ إلى أرضٍ: تركُ الأولى للثانية. والتَهاجُرُ: التقاطعُ. والهَجْرُ أيضاً: الهَذَيانُ. وقد هَجَرَ المريض يَهْجُرُ هَجْراً، فهو هاجِرٌ والكلام مَهْجورٌ. قال أبو عبيد: يروى عن إبراهيم (1) ما يثبِّتُ هذا القول في قوله تعالى:
(إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القرآن مَهْجوراً) * قال: قالوا فيه غير الحق. ألم ترَ إلى المريض إذا هجري قال غير الحق. قال: وعن مجاهد نحوه. والهُجْرُ بالضم: الاسم من الإهْجارِ، وهو الإفْحاشُ في المنطق، والخَنا. قال الشماخ:
_________
(1) إبراهيم النخعي وهو إبراهيم بن يزيد.

(2/851)


كما جدة الاعراق (1) قال ابن ضَرَّةٍ * عليها كلاماً جارَ فيه وأَهْجَرا - وكذلك إذا أكثر الكلام فيها لا ينبغى. ورماه بهاجِراتٍ ومُهْجِراتٍ، أي بفضائح. والهَجْرُ والهاجِرَةُ: نصف النهار عند اشتداد الحرّ. قال ذو الرمّة: وبَيْداَء مِقْفارٍ يكاد ارتكاضُها * بآل الضُحى والهَجْرُ بالطرفِ يَمْصَحُ - تقول منه: هَجَّرَ النهارُ. قال امرؤ القيس: فدعْها وسلِّ الهَمَّ عنك بجَسْرَةٍ * ذَمولٍ إذا صام النهارُ وهَجَّرا - ويقال: أتينا أهلنا مُهْجِرينَ، كما يقال: مؤصلينَ، أي في وقت الهاجِرَةِ والأصيلِ. والتهجيرُ والتَهَجُّرُ: السير في الهاجرةِ. وتَهَجَّرَ فلان، أي تشبَّه بالمهاجرينَ. وفي الحديث: " هاجروا ولا تَهَجَّروا ". الفراء: يقال ناقةٌ مهجرة، أي فائقة في الشحم والسير. وبعيرٌ مُهْجِرٌ. ويقال: هو الذي يتناعَتُهُ الناسُ ويَهْجرونَ بذكره، أي ينعتونه. قال الشاعر: عركرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف ربيعا أي تأويم -
_________
(1) في ديوانه: " ممجدة الاعراق "، أي منسوبة أعراقها إلى المجد. وهى جمع عرق، وهو الاصل.

(2/851)


وهذا أهجر من هذا، أي أكرمُ. يقال في كل شئ. وينشد:
وماء يمان دون طلق هجر * يقول: طلق لا طلق مثله. والهجير: يبيس الحمض الذي كسرته الماشية. وهُجِرَ أي تُرِكَ. قال ذو الرمّة: ولم يبقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له (1) * من الرطب إلا ييسها وهجيرها - والهَجيرُ: الهاجِرَةُ. والهَجيرُ: الحوض الكبير. وأنشد القنانى. * يفرى الفرى بالهجير الواسع * وهجر: اسم بلد مذكر مصروف. وفى المثل: " كمبضع تمر إلى هجر ". والنسبة هاجرى على غير قياس. ومنه قيل للبناء هاجرى. والهِجِّيرُ، مثال الفِسِّيقِ: الدأب والعادةُ. وكذلك الهِجِّيرى والإهْجيرى. يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ وإهْجيراهُ وإجْرِيَّاهُ، أي عادته ودأبه. الأصمعيّ: الهِجارُ: حبل يشدُّ في رسغ رِجل البعير، ثم يشدُّ إلى حَقِوِهِ إن كان عُرياناً، فإن كان مرحولاً شدَّ في الحَقَبِ. تقول منه: هَجَرْتُ البعيرَ أهْجُرُهُ هَجْراً.
_________
(1) في اللسان: " مما عنت به ".

(2/852)


وهِجارُ القوس: وترُها: ويقال: المَهْجور الفحلُ يشدُّ رأسه إلى رجله.
[هدر] هَدَرَ دمه يَهْدِرُ هَدْراً، أي بَطَلَ. وأَهْدَرَ السلطان دَمَهُ، أي أبطله وأباحه. وهَدَرَ الشرابُ يَهْدِرُ هَدْراً وتَهْداراً، أي غَلا. قال الأخطل يصف خمراً: كُمَّتْ ثلاثة أحوالٍ بِطينتِها * حتَّى إذا صَرَّحَتْ من بعد تهدار - وذهب دم فلان هَدْراً وهَدَراً بالتحريك، أي باطلاً ليس فيه قَوَدٌ ولا عَقْلٌ. ويقال أيضاً: بنو فلان هَدَرَةٌ بالتحريك، أي ساقطون ليسوا بشئ. ورجل هدرة، مثال همزة، أي ساقط. قال الراجز (1) :
إنى إذا حار الجبان الهدره (2) * وهو بالدال في هذا الموضع أجود منه بالذال، وهو رواية أبى سعيد. وضربه فهدرت رئته تهدر هُدوراً، أي سقطتْ. وهَدَرَ الحمامُ هديرا، أي صوت.
_________
(1) هو الحصين بن بكير الربعي
(2) بعده:
ركبت من قصد السبيل منحره:

(2/852)


وهدر البعير هَديراً، أي ردَّد صوته في حنجرته. وإبلٌ هَوادِرٌ. وكذلك هَدَّرَ تهديرا. وفى المثل: " كالمهدر في العنة "، يضرب مثلا للرجل يصيح ويجلب وليس وراء ذلك شئ، كالبعير الذى يحبس ويمنع من الضراب وهو يهدر. قال الوليد بن عقبة، يخاطب معاوية: قطعت الدَهرَ كالسَدِمِ المُعَنَّى * تُهَدِّرُ في دمشق فما تريم - والهادر: اللبن إذا خثر أعلاه وأسفله. قال أبو عبيد: وذلك بعد الحزور. وجوف أهدر، أي منتفخٌ. وهَدَرَ العَرْفَجُ، أي عظُم نباته.
[هذر] هَذَرَ في منطقه يَهْذِرُ ويَهْذُرُ هَذْراً. والاسم الهَذَرُ بالتحريك، وهو الهذيان. والرجل هذر بكسر الذال، وهذرة مثال همزة، وهَذَّارٌ، ومِهْذارٌ. قال الراجز (1) : إنِّي أذرى حسبى أن أشتما (2) * بهذار هَذارٍ يَمُجُّ البَلْغَما - وأهذَرَ في كلامه، أي أكثر. ورجلٌ هِذْرِيانٌ: خفيف الكلام والخدمة. قال الشاعر:
_________
(1) رؤبة:
(2) في اللسان: " أن يشتما "، وكذلك في مادة (ذرا) منه.

(2/853)


إذا ما اشتهوا منها شواء سعى لهم * به هذريان للكرام خدوم - قوله: " منها " أي من الجزور.
[هرر] الهِرُّ: السنَّورُ، والجمع هِرَرَةٌ مثال قرد وقردة. والانثى هرة، وجمعها هرر، مثل قربة وقرب. ورأس هر: موضع. وهر: اسم امرأة. وقال (1) : أصحوت اليوم أم شاقتك هر * ومن الحب جنون مستعر - والهر: الاسم من قولك هَرَرْتُهُ هَرًّا، أي كرهته. وفي المثل: " فلانٌ لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ " أي لا يعرف مَن يكرهه ممن يبرُّهُ. ويقال: الهِرُّ في هذا المثل: دعاءُ الغنم، والبِرُّ سوقُها. والهُرارُ: داءٌ يأخذ الإبل تسلح منه. وأنشد أبو عمرو لغيلان بن حريث: فإلا يكن (2) فيها هرار فإننى * بسل يمانيها إلى الحول خائف - أي خائف سلا. والباء زائدة. تقول منه: هرت الابل تهر هرارا،
_________
(1) طرفة بن العبد.
(2) في المطبوعة الاولى: " فإن يكن "، تحريف.
(108 - صحاح - 2)

(2/853)


وبعير مهرور، وناقة مهرورة. قال الكميت يمدح خالد بم عبد الله القسرى: ولا يصادفن شربا آجنا (1) كدرا * ولا يهر به منهن مبتقل - قوله به، أي بالماء. يعنى أنه مرئ ليس بالوبئ. وذكر الابل وهو يريد أصحابها. وهرير الكلب: صوته دون نباحه من قلَّة صبره على البرد. وقد هر الكلب يَهِرُّ هَريراً. وقال يصف شدَّة البرد: إذا كبَّدَ النجمُ السماَء بشَتْوَةٍ * على حين هَرَّ الكلبُ والثلجُ خاشفُ (2) - وهَرَّ فلانٌ الكأسَ والحرب هريرا، أي كرهها. قال عنتره:
حتى تهروا العواليا (3) * وهاره، أي هَرَّ في وجهه. وهَرَّ الشِبْرِقُ والبُهْمى، إذا يبسَ وتنفَّشَ. وقال الشاعر:
_________
(1) في اللسان: " إلا آجنا ".
(2) البيت للقطامي، وقبله: أرى الحق لا يعيا على سبيله * إذا ضافني ليلا مع القر ضائف -
(3) البيت بتمامه: حلفنا لهم والخيل تردى بنا معا * نزايلكم حتى تهروا العواليا - وفى ديوانه * حلفت لهم والخيل تدمى نحورها:

(2/854)


رعين الشبرق الريان حتى * إذا ماهر وامتنع المذاقا - والهراران: نجمان. وهرهرت بالغنم: دعوتها، عن أبى عمرو. وهرهرت الشئ: لغة في فرفرته، إذا حركته. وهذا الحرف نقلته من كتاب الاعتقاب لابي تراب من غير سماع. والهرهور: الماء الكثير، وهو الذي إذا جرى سمعت له: هرهر، وهو حكاية جريه.
[هزر] هَزَرَهُ بالعصا هَزَراتٍ، أي ضربه. وهَزَرَهُ، أي غمزه. ورجلٌ مِهْزَرٌ بكسر الميم: يُغْبَنُ في كل شئ. وإنه لذو هزرات وذو كَسَراتٍ. قال الشاعر: إلاَّ تدعْ هَزَراتٍ لستَ تارِكَها * تُخْلَعْ ثيابك لاضأن ولا إبل -
[هزبر] الهزبر: الاسد. ورجل هزنبر وهزنبران، أي سيئ الخلق.
[هشر] الهَيْشَرُ والهَيْشورُ: شجرٌ. قال ذو الرمّة يصف فراخُ الظَليم:

(2/854)


كأنَّ أعناقها كُرَّاثُ (1) سائفة * طارَتْ لفائفه أو هيشر سلب - وكذلك الهيشور. ومنه قول الراجز:
لبابة من همق هيشور (2)
[هصر] الهَصْرُ: الكسرُ. وقد هَصَرَهُ واهْتَصَرَهُ، بمعنًى. وهَصَرْتُ الغُصنَ وبالغصنِ، إذا أخذت برأسه فأمَلْته إليك. قال امرؤ القيس: فلمَّا تَنازَعنا الحديثَ وأسمحَتْ (3) * هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شَماريخَ ميَّالِ - والهَيْصَرُ: الأسدُ، وهو الهصور، والهصار، والهصر.
[هقر] الهقور: الطويل. وأنشد أبو عمرو (4) :
_________
(1) سائفة بالفاء، وهى ما استرق من الرمل. وفى المطبوعة الاولى " سائغة "، صوابه من اللسان.
(2) لبابة، صوابها بياء بعد الالف. واللباية. شجر الامطى، كما في اللسان (لبى) . ووردت هنا وفى اللسان (همق، قصم) " لبابة " بموحدتين خطأ. وكذلك جاءت " هيشور " هنا خطأ. وصوابه " هيشوم " كما نبه عليه صاحب القاموس. والرجز ميمى. وقبله:
باتت تعشى الحمض بالقصيم
(3) أسمحت: لانت وانقادت. وفى المطبوعة الاولى: " أسمعت "، صوابه من ديوانه واللسان.
(4) لنجاد الخيبرى.

(2/855)


ليس بجلحاب ولا هقور * لكنه البهتر وابن البهتر (1) -
[هكر] هَكِرَ الرجلُ يَهْكَرُ هَكَراً وهكرا: اشتد عجبه، عن أبي عبيد، مثال عشق يعشق عشقا وعشقا. قال أبوكيبر الهذلى:
فأعجب لذلك ريب دَهْرٍ واهْكَرِ (2) * قال: والهَكِرُ: المتعجِّبُ.
[همر] الهَمْرُ: الصبُّ. وقد هَمَرَ الماءُ والدمعُ يَهْمِرُ هَمْراً. وهَمَرَ ما في الضرع، أي حلبه كلَّه. وهَمَرَ له من ماله، أي أعطاه. ورجلٌ هَمَّارٌ ومِهْمارٌ ومِهْمَرٌ، أي مِهذار يَنْهَمِرُ بالكلام: وقال يمدح رجلاً بالخطابة: تَريعُ إليه هَوادي الكَلامِ * إذا خَطِلَ النثر المهمر -
_________
(1) بعده:
عض لئيم المنتمى والعنصر
(2) صدره:
فقد الشباب أبوك إلا ذكره * وقبله: أزهير ويحك للشباب المدبر * والشيب يغشى الرأس غير المقصر - وزهير: ترخيم زهيرة، وهى بنته.

(2/855)


واهتمر الفرس، أي جرى. وأنهمر الماء: سال.
[هور] هارَ الجرْفُ يَهورُ هَوْراً وهُؤوراً، فهو هائرٌ. ويقال أيضاً: جرفٌ هارٍ، خفضوه في موضع الرفع وأرادوا هائر، وهو مقلوب من الثلاثي إلى الرباعي (1) ، كما قلبوا شائك السلاح إلى شاكى السلاح. وهورته فتهور. وانهار، أي انهدم. وهرته بالشئ، أي اتَّهمته به. والاسم الهورَةُ. والتهور: الوقوع في الشئ بقلة مبالاة. يقال: فلانٌ مُتَهَوِّرٌ. وتَهَوَّرَ الليلُ، أي مضى أكثره وانكسر. ظلامه. وتَهَوَّرَ الشتاء: ذهب أكثره وانكسر برده. واهتور الشئ: هلك. والتيهور من الرمل: المشرف. قال العجاج: كيف اهتديت ودونها الجزائر * وعقص من عالج تياهر -
_________
(1) نقد ابن برى هذه العبارة، وذكر أن كلا منها من الاصل الثلاثي. كما أن كلا منهما على أربعة أحرف، فالشبه بينهما تام.

(2/856)


[هير] هَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّرَ: لغة في هوَّرتُهُ فَتَهَوَّرَ. ويقال للشَمالِ (1) : هيرٌ وهَيْرٌ عن الفراء، لغة في إير وأير، مثل أراق وهراق. واليهير بتشديد الراء: صمغ الطلح، عن ابي عمرو. وأنشد: أطعمت راعى من اليهير * فظل يعوى حبطا بشر * خلف استه مثل نقيق الهر * وهو يفعل، لانه ليس في الكلام فعيل. وقال الاحمر: الحجر اليَهْيَرُّ: الصُلبُ. ومنه سمِّي صمغ الطلح يَهْيَرًّا. قال أبو بكر بن السراج: وربما زادوا فيه الألف فقالوا: يَهْيَرَّى. قال: وهو من أسماء الباطل. وقولهم: " أكذب من اليهير "، هو السراب.
فصل الياء
[يبر] يبرين: موضع. يقال رمل يبرين (2) . وقد ذكرنا إعرابه في نصيبين من باب الباء.
_________
(1) أي الريح الشمال.
(2) وفى القاموس: ويقال: أبرين: رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة، وبلدة قرب حلب. وقد يقال في الرفع يبرون.

(2/856)


[يرر] اليَرَرُ: مصدر قولهم: حجرٌ أيَرُّ، أي صَلدٌ صُلبٌ. وفي حديث لقمان: " إنه ليبصر أثر الذر في الحجر الاير ". قال العجاج: سنابك الخيل يصدعن الاير (1) * من الصفا القاسي ويدعسن الغدر - والجمع ير. وشئ حار يار، وحران يران، إتباع له.
[يسر] السير: نقيض العسر. وكذلك اليسر، مثل عسر وعسر. واليسر أيضا: دخل (2) لنبى يربوع بالدهناء. قال طرفة: أرق (3) العين خيال لم يقر * طاف والركب بصحراء يسر - والميسور: ضد المعسور. وقد يَسَّرَهُ الله لليُسْرى، أي وفَّقه لها. ويقال أيضاً يَسَّرَتِ الغنمُ، إذا كثر ألبانها ونسلها. قال الشاعر (4) :
_________
(1) * فان أصاب كدرا من الكدر
(2) في المطبوعة الاولى: " ذحل " تحريف، صوابه في اللسان.
(3) في الطبوعة الاولى: " أزرق العين "، صوابه في اللسان ومختارات شعراء العرب.
(4) أبو أسيدة الدبيرى.

(2/857)


هما سيدانا يزعمان وإنما * يَسودانِنا إنْ يَسَّرَتْ غَنْماهُما (1) - ومنه قولهم: رجلٌ مُيَسِّرٌ بكسر السين، وهو خلاف المُجَنِّبِ. وقعدَ فلانٌ يَسرَةً، أي شأْمَةٌ. واليَسْرُ: الفتلُ إلى أسفل، وهو أن تمدَّ يمينك نحو جَسَدك. والشَزْرُ إلى فوق. والطعنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وتَيَسَّرَ لفلان الخروج واسْتَيْسَرَ له، بمعنًى. أي تهيَّأ. والأَيْسَرُ: نقيض الأيمن. والمَيْسَرَةُ: خلاف المَيْمَنَةِ. والمَيْسَرَةُ والميسرة: السعة والغنى. وقرأ بعضهم: (فنظرة إلى ميسرة) بالاضافة. قال الاخفش: وهو غير جائز، لانه ليس في الكلام مفعل بغير الهاء، وأما مكرم ومعون (2) فهما جمع مكرمة ومعونة. والميسر: قمار العرب بالأزلام. واليَسَرَةُ بالتحريك: أسرارُ الكفّ إذا كانت غير ملتزقةٍ، وهى تستحب.
_________
(1) قبله: إن لنا شيخين لا ينفعاننا * غنيين لا يجدى علينا غناهما -
(2) ومنه قول جميل: بثين الزمى لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون -

(2/857)


واليسرة أيضا: سمة في الفخذين، عن أبى عمرو. وجمعها أيسار. قال: ومنه قول ابن مقبل: على ذاتِ أيْسارٍ كأنَّ ضُلوعَها * وألواحَها العليا السَقيفُ المُشَبَّحُ (1) - واليَسَراتُ: القوائمُ الخِفافُ. ودابَّةٌ حسنُ التَيْسورِ، أي حسنُ نقلِ القوائم، ويقال السِمن. وقال الشاعر (2) : قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ * وعلى التَيْسورِ منه والضُمُرْ - والياسِرُ: نقيض اليامنِ. تقول: ياسِرْ بأصحابك، أي خذْ بهم يَساراً. وتَياسَرْ يا رجل: لغةٌ في ياسِر. وبعضهم ينكِّره. وياسِرْهُ. أي ساهلْهُ. والياسِرُ: اللاعب بالقِداح. وقد يَسَرَ يَيْسِرُ. قال الشاعر: فإعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَروا به * وإذا همْ نزلوا بضنك فانزل - هذه رواية أبي سعيد. ولم تحذف الياء فيه ولا في ييعر ويينع، كما حذفت في يعد وأخواته، لتقوى إحدى الياءين بالاخرى، فلهذا قالوا في لغة
_________
(1) " المشبح " بالشين المعجمة والحاء المهملة كما في اللسان، وفسره بأنه المعرض. وفى المطبوعة الاولى: " المثبج " تحريف. وقبله: فظعت إذا لم يستطع قسوة السرى * ولا السير راعى الثلة المتصبح -
(2) المزار.

(2/858)


بنى أسد: ييجل، وهم لا يقولون يعلم لاستثقالهم الكسرة على الياء. فإن قال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والالف والنون؟ قيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الاصل. يدل على ذلك أن فعلت وفعلت وفعلنا مبنيات على فعل. واليسر والياسر بمعنى، والجمع أيْسارٌ. قال أبو ذؤيب: وكأنَّهنَّ رِبابَةٌ وكأنَّه * يَسَرٌ يُفيض على القداح ويصدغ - ويقال: رجل أعسرُ يَسَرٌ، للذي يعمل بكلتا يديه جميعاً. ويَسَرَ القومُ الجَزورَ، أي اجتزروها واقتسموا أعضاءها. قال سحيمُ بن وثيل اليربوعي: أقول لهم بالشِعْبِ إذْ يَيْسرونَني * ألم تيْئسوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ - كان قد وقع عليه سِباءٌ فضُربَ عليه بالسِهامِ. وقال أبو عمر الجرمِيُّ: يقال أيضاً: اتَّسَروها يتسرونها اتسارا، على افتعلوا. قال: وناسٌ يقولون يأتَسِرونَها ائتِساراً، بالهمز، وهم مؤتسرون، كما قالوا في اتعد. واليسار: خلاف اليمين، ولا تقل اليِسارُ بالكسر. واليَسارُ واليسارة: الغنى، وقد أَيْسَرَ الرجل، أي استغنى، يوسِرُ، صارت الياء واوا لسكونها وضمة ما قبلها. وقال:

(2/858)


ليس تخفى يسارتي قدر يومٍ * ولقد تُخفِ (1) شيمَتي إعْساري - ويقال: أنظرني حتَّى يَسارِ، وهو مبني على الكسر، لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو المَيْسَرَةُ. قال الشاعر: فقلتُ امْكُثي حتَّى يَسارِ لعلَّنا * نحُجُّ معاً قالتْ أعاماً وقابله - وقول الفرزدق يخاطب جريرا: وإنى لاخشى إن خطبت إليهم * عليك الذى لاقى يسار الكواعب - هو اسم عبد كان يتعرض لبنات مولاه، فجببن مذاكيره. واليسير: القليل. وشئ يسير، أي هين.
[يسعر] يستعور الذى شعر عروة (2) : اسم موضع، ويقال شجر، وهو فعللول. قال المبرد: الياء من نفس الكلمة، بمنزلة عين عضر فوط، لان الزوائد لا تلحق بنات الاربعة أولا إلا الميم التي في الاسم المبنى على فعلل، كمدحرج وشبهه.
[يعر] اليَعْرُ واليَعْرَةُ: الجديُ يربط في الزُبيَةِ للأسد. قال الشاعر (3) :
_________
(1) أراد " تحفى ". فحذف الياء لغير جازم. وفى اللسان: " يخف "، والوجهان جائزان.
(2) هو قوله: أطعت الآمرين بصرم سلمى * فطاروا في عضاه اليستعور -
(3) البريق الهذلى

(2/859)


أسائِلُ عنهم كلَّما جاء راكِبٌ * مُقيماً بأملاحٍ كما رُبِطَ اليَعْرُ (1) - وفي المثل: " هو أذلّ من اليَعْرِ ". ويَعَرَتِ العنزُ تَيْعِرُ بالكسر، يعارا بالضم، أي صاحت. وقال: عريض أريض بات يَيْعَرُ حولَهُ * وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثعالب - هذا رجل ضاف رجلا وله عتود ييعر حوله. يقول: فلم يذبحه لنا، وبات يسقينا لبنا مذيقا كأنه بطون الثعالب لان اللبن إذا أجهد مذقه اخضر. واليعور: الشاة التي تبول على حالبها وتيعر، وتفسد اللبن. وهكذا جاء هذا الحرف. وسمعت أبا الغوث يقول: هو البعور بالباء، يجعله مأخوذا من البعر والبول. واليعارة بالفتح: أن يحمل على الناقة الفحلُ معارضةً يُقادُ إليها، إن اشتهت ضربها وإلا فلا، وذلك لكرمها. قال الشاعر (2) : قلائص لا يلحقن إلا يعارةً * عِراضاً ولا يشرينَ (3) إلاَّ غواليا -
_________
(1) قبله: فإن أمس شيخا بالرجيع وولده * ويصبح قومي دون أرضهم مصر -
(2) هو الراعى.
(3) في المطبوعة الاولى: " لا يشربن "، صوابه من اللسان.

(2/859)


المجلد الثالث ...
باب الزاى:
فصل الالف:
[أبز] أبز الظبى يأبز، أي قفز في عدوه، فهو أباز وأبوز. قال الراجز: يا رب أباز من العفر صدع * تقيض الذئب إليه واجتمع (1) * وقال آخر (2) : لقد صبحت حمل بن كوز * علالة من وكرى أبوز * تريح بعد النفس المحفوز إراحة الجداية النفوز (3) * قال أبو الحسن محمد بن كيسان: قرأته على ثعلب " جمل بن كوز " بالجيم، وأخذه على بالحاء. قال: وأنا إلى الحاء أميل. يقول: سقيته علالة من عدو فرس صبوحا، يعنى أنه أغار عليه وقت الصبح، فجعل ذلك صبوحا له.
_________
(1) بعده: لما رأى أن لا دعه ولا شبع * مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
(2) هو جران العود.
(3) يروى: " النقوز " أيضا. الجداية: الظبية. والنفوز: التى تنفز، أي تثب.

(3/863)


[أرز] الارز: حب. وفيه ست لغات أرز وأرز، تتبع الضمة الضمة، وأرز وأرز مثل رسل ورسل، ورز ورنز، وهى لعبد القيس. أبو عمرو: الارزة بالتحريك: شجر الارزن (1) . وقال أبو عبيد: الارزة بالتسكين: شجر الصنوبر، والجمع أرز. وشجرة آرزة، أي ثابتة في الأرض. وقد أَرَزَتِ المرأة تأْرِزُ. ويقال للناقة القويّة: آرزةٌ أيضا. قال زهير: بآرز الفقارة (2) لم يخنها * قطاف في الركاب ولا خلاء * أبو زيد: الليلة الآرزة، هي الباردة. حكاها عنه أبو عبيد. وأرز فلان يأرز وأروزا، إذا تضام وتقبض من بخله، وفهو أروز. قال رؤبة:
فذاك بخال أروز الارز * وقد أضافه إلى المصدر كما يقال: عمر العدل،
_________
(1) وهو شجر صلب تتخذ منه العصى.
(2) القطاف: مقاربة الخطو وضيقه. والخلاء بالكسر. أي حرنت وبركت من غير علة.

(3/863)


وعمرو الدهاء، لما كان العدل والدهاء أغلب أحوالهما. وقال أبو الاسود الدؤلى: " إن فلانا إذا سئل أرز، وإذا دعى اهتز "، يعنى إلى الطعام. وفى الحديث: " إنّ الإسلام (1) لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحرها "، أي يَنْضَمُّ إليها ويجتمع بعضُه إلى بعض فيها. والمأْرِزُ: الملجأ.
[أزز] . الأزيز: صوت الرعد، وصوتُ غَلَيان القِدْر. وقد أَزَّتِ القِدْرُ تَؤُزُّ أزيزاً: غلتْ. وفي الحديث " أنّه كان يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء ". وائتزت القِدْرُ ائْتِزازاً، إذا اشتدَّ غليَانُها. والأزُّ: التهييج والإغراء. قال تعالى: {إنَّا أرْسَلْنا الشَياطينَ على الكافِرينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} ، أي تُغْريهم على المعاصي. والأَزُّ: الاختلاط. وقد أَزَزْتُ الشئ أؤزه أزا، إذا ضممت بعضه على بعض.
[أوز] الإوَزّةُ والإوَزُّ: البطُّ، وقد جمعوه بالواو والنونِ فقالوا: إوَزُّونَ.
_________
(1) قوله " إن الاسلام ". الخ رواية الجامع الصغير إن الايمان الخ. قاله نصر.

(3/864)


فصل الباء
[برز] بَرَزَ الرجل يَبْرُزُ بُروزاً: خرج. وأَبْرَزَهُ غيره. والبِرازُ: المُبارَزَةُ في الحرب. والبِرازُ أيضاً: كنايةٌ عن ثُفْلِ الغِذاء، وهو الغائِط. والمَبْرَزُ: المُتَوَضَّأُ. والبَرازُ بالفتح: الفَضاء الواسع. قال الفراء: هو الموضع الذى ليس به خمر من شجر ولا غيره وتبرز الرجل، أي خرج إلى البراز للحاجة. وبرزت الشئ تَبْريزاً، أي أظهرتُهُ وبيَّنْتُه. وبَرَّزَ الرجلُ أيضاً: فاقَ على أصحابه. وكذلك الفرس، إذا سبق. وامرأةٌ بَرْزَةٌ، أي جليلةٌ تَبْرُزُ وتجلسٌ للناس. وقال بعضهم: رجل بَرْزٌ وامرأةٌ بَرْزَةٌ، يوصفان بالجَهارة والعقل. وقال الخليل: رجلٌ بَرْزٌ، أي عفيف. وأما قول جرير: خل الطريق لمن يبنى المنار به * وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر * فهو اسم أم عمر بن لجأ التيمى (1) .
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " عمرو بن لجأ التميمي "، تحريف. وكان عمر معاصرا لجرير وبينهما مهاجاة.

(3/864)


وكتاب مبروز، أي منشور، على غير قياس قال لبيد يصف رسم الدار ويشبِّهه بالكتاب: أو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على أَلْواحِهِ * الناطق المبروز والمختوم * الناطق بقطع الالف وإن كان وصلا، وذلك جائز في ابتداء الانصاف، لان التقدير الوقف على النصف من الصدر (1) . وأنكر أبو حاتم " المبروز " وقال لعله " المزبور "، وهو المكتوب. وقال لبيد أيضا في كلمة له أخرى: كما لاح عنوان مبروزة * يلوح مع الكف عنوانها * فهذا يدل على أنه لغته. والرواة كلهم على هذا، فلا معنى لانكار من أنكره.
[برغز] البَرْغَزُ بالفتح: ولد البقرة الوحشية، حكاه جماعة منهم عمارة (2) .
[بزز] بَزَّهُ يبزه بَزَّاً: سلبَه. وفى المثل: " من
_________
(1) ظاهره العموم وإن قيده الصبان في بعض حواشيه بالابيات المصرعة. ونظير ما هنا قول السلم: وآله وصحبه الثقات * السالكين سبل النجاة * قاله نصر.
(2) عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير.

(3/865)


عز بز " أي مَن غلب أخذ السَّلَبَ. والاسم البزيزى مثال الخصيصى. وقول خالد بن زهير الهذلى: يا قوم مالى وأبا ذؤيب * كنت إذا أتوته من غيب * يشم عطفى ويبز ثوبي * كأننى أربته بريب * أي يجذبه إليه. وابتززت الشئ، أي استلبته. والبَزُّ من الثياب: أَمْتِعَةُ البَزّاز. والبَزُّ أيضاً: السلاحُ. والبِزَّةُ، بالكسر: الهيئةُ. والبِزَّةُ أيضاً: السلاح.
[بغز] البَغْزُ: النَشاطُ في الإِبل خاصة. قال ابن مقبل: واستحمل السير منى عرمسا أجدا (1) * تخال باغزها بالليل مجنونا * والباغزية أيضا: جنس من الثياب.
[بلز] امرأةُ بِلِزٌ، على فِعِلٍ بكسر الفاء والعين، أي ضخمةٌ. قال ثعلب: لم يأت من الصفات على فِعِلٍ إلاَّ حرفان: امرأة بلز، وأتان إبد.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " عرمضا أبدا ". صوابه من اللسان.

(3/865)


[بهز] بَهَزَهُ، أي دفعه بعنف ونحاه. قال رؤبة: دعني فقد يقرع للاضز * صكى حجاجى رأسه وبهزى * وبهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيرى صحب جده النبي صلى الله عليه وسلم.
[بوز] الباز لغة في البازى. قال الشاعر: كأنه باز دجن فوق مرقبة * جلى القطا وسط قاع سملق سلق * والجمع أبواز وبيزان. وجمع البازى بزاة.
فصل التاء
[ترز] تَرِزَ اللحمُ: صلُبَ. وكلُّ قويٍّ صُلبٍ تارِزٌ. وأَتْرَزَتِ المرأةُ عجينَها. وأَتْرَزَ العَدْوُ لحمَ الفرسِ، إذا أيبسه. قال امرؤ القيس: بعجلزة قد أترز الجرى لحمها * كميت كأنها هراوة منوال
[تيز] التيَّازُ: الرجل القصير المُلَزَّزُ الخلق. قال القطامى:

(3/866)


إذا التياز ذو العَضَلات قُلْنا * إليكَ إليكَ ضاق بها ذراعا (1) * وتاز السهم في الرمية، أي اهتز فيها.
فصل الجيم
[جأز] جَئِزْتُ بالماء جَأَزاً: غَصِصْتُ به، والاسم الجأز بالتسكين. قال رؤبة: وكرز يمشى بطين الكرز * يسقى العدى غيظا طويل الجأز * أي طويل الغصص، لانه ثابت في حلوقهم.
[جبز] الأصمعي: الجِبْزُ بالكسر: البخيل. وأنشد لرؤبة: وكرز يمشى بطين الكرز * أجرد أو جعد اليدين جبز * والجبيز: الخبز اليابس. وقال أبو عمرو: يقال أخرج خبزه جبيزا، أي يابسا.
[جرز] أبو زيد: أرضٌ جُرُزٌ: لا نبات بها، كأن
_________
(1) قبله: فلما أن جرى سمن عليها * كما بطنت بالفدن السياعا * أمرت بها الرجال ليأخذوها * ونحن نظن أن لا تستطاعا:

(3/866)


انقطع عنها، أو انقطع عنها المطر. وفيها أربع لغات: جُرْزٌ وجُرُزٌ مثل عسر وعسر، وجرز وجرز مثل نهر ونهر. وجمع الجرز جرزة، مثل حجر وحجرة. وجمع الجرز أجراز، مثل سبب وأسباب. تقول منه: أَجْرَزَ القومُ، كما تقول: أيبسوا. وأرض مَجْروزةٌ: أُكِلَ نباتُها. والجُرُزُ: السنة المجدبة. قال الراجز:
قد جرفتهن السنون الاجراز * وقولهم: إنه لذ جَرَزٍ أيضاً بالتحريك، أي غِلَظٍ. والجُرْزُ: عمود من حديدٍ. وثَلاثَةُ جرزة، مثل جحر وجحرة. قال يعقوب: ولا تقل أجرزة. قال الراجز:
والصقع من خابطة وجرز * وجرزه يجرزه جرزا: قطعه. وسيف جراز، بالضم، أي قطاع. وناقةٌ جُرازٌ، أي أكولٌ. والجَروزُ: الذي إذا أكل لم يتركْ على المائدة شيئاً. وكذلك المرأة. وناقة جَروزٌ أيضاً. وقولهم: " لن ترضى شانئة إلا بجرزة " أي أنَّها من شدّة بغضائها لا ترضى اللذين تبغضهم إلا بالاستئصال.

(3/867)


والجارز: الشديد من السعال. قال الشماخ يصف الحمر (1) : يحشرجها (2) طورا وطورا كأنها * لها بالرغامى والخياشيم جارز * وأرض جارِزَةٌ: يابسةٌ غليظةٌ يكتَنِفُها رملٌ أوقاع، والجمع جوارز. وامرأة جارِزٌ، أي عاقرٌ. والجِرْزُ بالكسر: لباسٌ من لباس النساء من الوبَر، ويقال: هو الفَرْو الغليظ.
[جربز] رجل جربز بالضم، بين الجربزة بالفتح، أي خب. وهو القربز أيضا، وهما معربان.
[جرمز] الجرموز: الحوض الصغير. قال الراجز (3) : كأنها والعهد مذ أقياظ * أس جراميز على وجاذ * وجراميز الرجل أيضاً: جسَدُه وأعضاؤه. ويقال: جَمَعَ جَراميزُهُ، إذا تَقَبَّضَ لِيَثِبَ. قال أمية بن أبى عائذ الهذلى يصف حمارا
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " الحمر " تحريف. وفى اللسان: " يصف حمر الوحش ".
(2) يحشرجها: يصوت بها. وأصل الحشرجة صوت من الجوف، والرغامى بالغين والعين: زيادة الكبد، ويقال قصبة الرئة.
(3) أبو محمد الفقعسى.

(3/867)


أو اصحم (1) حام جراميزه * حزابية حيدى بالدحال * وابن جرموز: قاتل الزبير. وجرمز الشئ واجرنمز، أي اجتمع إلى ناحية. وتَجَرْمَزَ الليل: ذهبَ. قال الراجز: لما رأيتُ الليلَ قد تَجَرْمَزا * ولم أَجِدْ عَمَّا أمامى مأرزا
[جزز] جَزَزْتُ البُرَّ والنخلَ والصوفَ أجزه جزا. والمجز: ما يجز به. وهذا زمن الجِزازِ والجَزازِ، أي زمن الحَصاد وصِرام النخل. وأَجَزَّ النَخْلُ والبُرُّ والغنمُ، أي حان لها أن تَجَزَّ. وأَجَزَّ القومُ، إذا أَجَزَّتْ غنمُهم أو زرعُهم. واسْتَجَزَّ البُرُّ، أي استحصَد. واجتززت الشيح وغيره، واجدززته، إذا جززته. وأنشد الكسائي ليزيد بن الطثرية (2) : فقلت لصاحبي لا تحبسانا (3) * بنزع أصوله واجتز شيحا *
_________
(1) في اللسان: " وأسحم "، وهو تحريف.
(2) قال ابن برى: البيت لمضرس بن ربعى الاسدي.
(3) في اللسان: " لا تحبسنا ". وقبله: =

(3/868)


ويروى: " واجدز ". وقوله " لا تحبسانا " فإن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين. وقال الآخر (1) : فإن تزجراني يا ابن عفان أزدجر (2) * وإن تدعانى أحم عرضا ممنعا * وجَزّ التَمْرُ يَجِزُّ بالكسر جُزوزاً، أي يبس. وأَجَزَّ مِثلُه. وتَمْرٌ فيه جزوز، أي يبس. عن يعقوب. والجزة: صوفُ شاةٍ في السَنَةِ. يقال: أَقْرِضْني جِزَّةً أو جِزَّتَيْنِ. فيعطيه صوف شاةٍ أو شاتين. قال: والجَزوزَةُ: الغنم التي يُجَزُّ صوفُها ;
_________
= وفتيان شويت لهم شواء * سريع الشى كنت به نجيحا * فطرت بمنصل في يعملات * دوامى الايد يخبطن السريحا
(1) هو سويد بن كراع العكلى.
(2) يروى: " أنزجر ". وقبله: تقول ابنة العوفى ليلى ألا ترى * إلى ابن كراع لا يزال مفزعا * مخافة هذين الاميرين سهدت * رقادي وغشتني بياضا مقزعا * فإن أنتما أحكمتماني فازجرا * أراهط تؤذيني من الناس رضعا:

(3/868)


وهو مثل الركوبة والحلوبة والعلوفة ; أي هي مما يجز. والجُزازَةُ: ما سقط من الأديم وغيرِه إذا قُطِع. والجَزيزَةُ: خُصْلةٌ من الصوف ; وكذلك الجزجزة، وهى عهنة تعلق من الهودج. قال الراجز:
كالقر ناست فوقه الجزاجز
[جعز] الجعز والجأز: الغصص.
[جلز] جلزت السكين والسوط أجلزه جَلْزاً، إذا شددتَ مَقْبِضه بِعِلْباءِ البعير. وكذلك التجليز. واسم ذلك العِلْباءِ الجِلازُ، بالكسر. ويقال لأَغْلَظِ السنانِ: جَلْزٌ. وهذا أبو مِجْلَزٍ قد جاء، بكسر الميم. قال يعقوب: هو مشتقٌّ من جَلْزِ السنانِ وهو أغلظه، ومن جَلْزِ السوط وهو مَقْبضه. والجِلْوازُ: الشُرْطيُّ، والجمع الجلاوزة. والجلوز (1) : شبيه بالفستق.
[جلفز] الجلفزيز: العجوز المتشنجة العمول. وقال العامري: العجوز التى ليست فيها بقية. وقال
_________
(1) الجلوز، كسنوز: البندق.

(3/869)


السن من جلفزيز عوزم خلق * والعقل (1) عقل صبى يمرث الودعه
[جمز] الجَمْزُ: ضربٌ من السَير أشد من العَنَقِ. وقد جَمَزَ البعير يَجْمِزُ بالكَسر جَمْزاً. والجَمَّازُ: البعير الذى يركبه المجمز. قال الراجز: أنا النجاشي على جماز * حاد ابن حسان عن ارتجازى * وحمار جَمزي، أي سريعٌ. قال الشاعر (2) : كأني ورحْلي إذا رُعْتُها * على جمزى جازئ بالرمال (3) * والناقة تعدو الجَمْزى. وكذلك الفرسُ. والجُمَّازَةُ بالضم: مدرعة صوف. قال الراجز: يكفيك من طاق كثير الاثمان * جمازة شمر منها الكمان * والجمزان: ضرب من التمر. والجُمْزَةُ: كتلة من تَمر ونحوِه، والجمع جُمَزٌ. والجُمَّيْزُ: شبيهٌ بالتين.
_________
(1) في اللسان: " والحلم حلم صبى ".
(2) أمية بن أبى عائذ الهذلى.
(3) بعده: أو اصحم حام جراميزه * حزابية حيدى بالدحال * 110 - صحاح

(3/869)


[جنز] الجنازة: واحدة الجنائز. والعامة تقول الجنازة بالفتح. والمعنى للميت على السرير، فإذا لم يكن عليه الميت فهو سرير ونعش.
[جهز] الأصمعي: أَجْهَزْتُ على الجريح، إذا أسرعت قتله وقد تَمَّمْتَ عليه. ولا تقل أجزت على الجريح. وفرس جهيز، إذا كان سريع الشَدِّ. ومن أمثالهم في الشئ إذا نفر فلم يعد: " ضَرَبَ في جَهازِهِ " بالفتح. قال الأصمعيُّ: وأصله في البعير يسقُط عن ظهره القَتَبُ بأداته فيقع بين قوائمه فينفِر عنه حتَّى يذهب في الأرض. ويجمع على أجهزة. قال الشاعر يصف إبلا: يبتن ينقلن بأجهزاتها * والحادي اللاعب من حداتها * والجهاز أيضا: فرج المرأة. وأما جِهازُ العروس وجِهَازُ السَفَر، فَيُفْتَحُ ويكسر. وجَهَّزْتُ العروس تَجْهيزاً. وكذلك جَهَّزْتُ الجيش. يقال: جَهَّزَ عليه الخيل. وجَهَّزْتُ فلاناً، إذا هيَّأتَ جِهَازَ سفره. وتجَهَّزْتُ لأمرِ كذا، أي تهيأت له. وجهيزة: اسم أمرأة تحمق. قال ابن السكيت: هي أم شبيب الخارجي، وكان أبوه اشتراها من السبى فواقعها فحملت، فتحرك الولد في بطنها

(3/870)


فقالت في بطني شئ ينقر. فقيل: " أحمق من جهيزة ".
[جوز] جُزْتُ الموضع أجوزُهُ جَوازاً: سلكته وسرت فيه. وأَجَزْتُهُ: خَلَّفْتُهُ وقطعته. قال امرؤ القيس: فلما أجزنا ساحة الحى وانتحى * بنا بطن خبت ذى قفاف عقنقل * وأجزته: أنفذته. قال الراجز: خلوا الطريق عن أبى سياره * حتى يجيز سالما حماره * والاجتياز: السلوك. ابن السكيت: أَجَزْتُ على اسمِه، إذا جعلته جائزاً. والإجازَةُ: أن تَتمِّم مِصْراعَ غيرك. قال الفرّاء: الإِجازَةُ في قول الخليل: أن تكون القافية طاءً والأخرى دالاً ونحو ذلك، وهو الإكْفاءُ في قول أبي زيد. وجاوزت الشئ إلى غيره وتَجاوَزْتُهُ بمعنىً، أي جُزْتُهُ. وتَجاوَزَ اللهُ عنَّا وعنه، أي عَفا. وذو المجاز: موضع بمنى كان فيه سوق في الجاهلية. قال الحارث بن حلزة اليشكرى: واذكروا حلف ذى المجاز وما ق‍ * دم فيه العهود والكفلاء:

(3/870)


وجَوَّزَ له ما صنَعَ وأَجازَ له، أي سوَّغ له ذلك. وتَجَوَّزَ في صلاته، أي خَفَّفَ. وتَجَوَّزَ في كلامه، أي تكلَّمَ بالمجاز. وقولهم: جعلَ فلانٌ ذلك الأمر مَجازاً إلى حاجته، أي طريقاً ومسلكاً. وتقول: اللهمَّ تَجَوَّزْ عنّي وتَجَاوَزْ عني، بمعنىً. أبو عمرو: الجَوازُ: الماءُ الذي يُسْقاهُ المالُ من الماشيةِ والحرثِ. والجَوازُ أيضا: السقى. والجوزة: السقية. قال الراجز: يا ابن رقيع وردت لخمس * أحسن جوازي وأقل حبسي * يريد: أحسن سقى إبلى. واستجزت فلاناً فأَجازَني، إذا أسقاك ماء لارضك أو ماشيتك. قال القطامى: وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز * عبادة إن المستجيز على قتر * قوله: " على قتر " أي على ناحية وحرف: إما أن يسقى وإما أن لا يسقى. والجوز فارسي مُعَرَّبٌ، الواحدة جَوْزَةٌ. والجمع جَوْزاتٌ. وأرضٌ مَجازَةٌ: فيها أشجار الجَوْزِ.

(3/871)


وجوز كل شئ: وسطه، والجمع الا جواز. قال زهير: مُقْوَرَّةٌ تتبارى لا شَوارَ لها * إلا القُطوعُ على الا جواز (1) والورك * والجوزاء: الشاة يبيض وسطها. والجَوْزاءُ: نجمٌ، يقال إنّها تعترض في جَوْزِ السماء. والجائِزُ: الجِذْعُ الذي يقال له بالفارسية " تِير "، وهو سهم البيت، والجمع أَجْوِزَةٌ وجوزانٌ (2) . والجِيزَةُ: الناحية من الوادي ونحوه. والجمع جِيَزٌ (3) . وأَجازَهُ بجائزةٍ سنية، أي بعطاء. ويقال: أصل الجوائز أن قطن بن عبد عوف، من بنى هلال بن عامر بن صعصعة، ولى فارس لعبد الله بن عامر، فمر به الاحنف في جيشه غازيا إلى خراسان، فوقف لهم على قنطرة فقال: أجيزوهم. فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه. قال الشاعر: فدى للاكرمين بنى هلال * على علاتهم أهلى ومالى *
_________
(1) في ديوانه: " على الانساع ".
(2) وزاد لمجد: " وجوائز ".
(3) و " جيز " أيضا، بسكون الياء.

(3/871)


هم سنوا الجوائز في معد * فصارت سنة أخرى الليالى * وأما قول القُطاميّ:
ظلَلْتُ أسْألُ أَهْلَ الماء جائِزَةً * فهي الشَربة من الماء. والتَجاويزُ: ضربٌ من البرود. قال الكميت: حتَّى كأنَّ عِراصَ الدار أَرْدِيَةٌ * من التَجاويز أو كُرَّاسُ أسفار
فصل الحاء
[حجز] حجزه يحجز حجزا، أي منعه فانْحَجَزَ. والمُحاجَزَةُ: الممانعةُ. وفي المثل: " إن أردتَ المُحاجَزَةَ فقبل المناجزة ". وقد تحاجز الفريقان. ويقال: كانت بين القوم رميا ثم صارت إلى حجيزى، أي تراموا ثم تحاجزوا. وهما على مثال خصيصى. وقولهم حَجازَيْكَ، مثال حَنانَيْكَ، أي احْجِز بين القوم. والحَجَزَةُ بالتحريك: الظَلَمَةُ. وفي حديث قَيْلَةَ: " أيَعْجِزُ ابنُ هذه أن ينتصِف من وراء الحَجَزَةِ، وهم الذين يَحْجِزونه عن حقه ". والحجاز: سميت بذلك لانها حجزت

(3/872)


بين نجد والغور. وقال الاصمعي: لانها احتجزت بالحرار الخمس: منها حرة بنى سليم، وحرة واقم (1) . ويقال: احْتَجَزَ الرجل بإزارٍ، أي شدَّهُ على وسطه. واحْتَجَزَ القومُ، أي أتَوا الحِجازَ. وانْحَجَزوا أيضاً، عن ابن السكيت. وحَجَزْتُ البعيرَ أحْجُزُهُ حَجْزاً. قال الأصمعي: هو أن تُنيخَهُ ثم تشدَّ حبلاً في أصل خُفَّيْهِ جميعاً من رجليه، ثم ترفع الحبل من تحته حتَّى تشدَّه على حَِقْويه، وذلك إذا أردت أن يرتفع خفُّه. وذلك الحبل هو الحجاز. والبعير محجوز. وقال أبو الغوث: الحجاز: حبل يشد بوسط (2) يدى البعير ثم يخالف فيعقد به رجلاه، ثم يشد طرفاه إلى حقويه، ثم يلقى على جنبه شبه المقموط، ثم تداوى دبرته فلا يستطيع أن يمتنع إلا أن يجر جنبه على الارض. وأنشد:
كوس الهبل النطف المحجوز * وحجزة الإزار: مَعْقِدُهُ. وحُجْزَةُ السراويل: التي فيها التكة. وأما قول النابغة
_________
(1) وحرة ليلى، وشوران، والنار.
(2) في المطبوعة الاولى: " بوسطه " صوابه، من اللسان.

(3/872)


رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ * يُحَيَّوْنَ بالريحان يوم السباسب * فإنما كنى بها عن الفروج. يريد أنهم أعفاء.
[حرز] الحِرْزُ: الموضع الحصين. يقال: هذا حِرْزٌ حَريْزٌ. ويسمى التعويذ حِرْزاً. واحْتَرَزْتُ من كذا وتَحَرَّزْتُ: توقيته. والحرز بالتحريك: الخطر، وهو الجوز المحكوك يلعب به الصبى. ومن أمثالهم في من طمع في الربح حتى فاته رأس المال قولهم:
واحرزا وأبتغى النوافلا * يريد: واحرزاه! فحذف. وقد اختلف فيه.
[حرمز] الحرماز: حى من تميم.
[حزز] حَزَّهُ واحْتَزَّهُ، أي قطعه. والتَحَزُّزُ: التَقَطُّعُ. وفي أسنانه تَحْزيزٌ، أي أُشُرٌ. وقد حَزَّزَ أسنانه. والحز: الفرض في الشئ، الواحدة حَزَّةٌ. وقد حَزَزْتُ العودَ أحُزُّهُ حزا.

(3/873)


وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فقطعه وأدماه قيل: به حاز. فأما إذا لم يدمه فهو الماسح. وفى الحديث: " الاثم حزاز (1) القلوب ". والحز: الحين والوقت. قال أبو ذؤيب: حتى إذا جزرت مياه رزونه * وبأى حز ملاوة تتقطع * وحزة السراويل: حُجْزَتُه. وأما الذي في الحديث: " آخِذٌ بِحُزَّتِهِ " فإنَّما يريد بعنُقه. وهو على التشبيه. والحُزَّةُ: قطعة من اللحم قُطِعت طولاً. قال أعشى باهلة: تَكْفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن أَلَمَّ بها * مِن الشِواءِ ويُرْوِي شُرْبَهُ الغُمَرُ * والحَزازُ: الهِبْرِيَةُ في الرأس، الواحدة حَزازَةٌ. والحَزازَةُ أيضاً: وجَعٌ في القلب من غَيظٍ ونحوه. قال زفر بن الحارث الكلابيّ: وقد يَنْبُتُ المَرْعى على دِمَنِ الثرى * وَتَبْقى حَزازاتُ النُفوسِ كما هِيا * قال أبو عبيدة: ضربه مثلاً لرجلٍ يظهر
_________
(1) قال المجد: وككتان: كل ما حز في القلب وحك في الصدر ويضم.

(3/873)


مودة وقلبه نغل بالعداوة. قال: وكذلك الحَزَّازُ والحُزَّازُ، بفتح الحاء وضمها. وأنشد للشماخ يصف رجلا باع قوسا من رجل وغبن فيها: فلما شراها فاضَتِ العينُ عَبْرَةً * وفي القَلْبِ (1) حزاز من اللوم حامز * قال: والحزاز: ما حز في القلب. وكل شئ حَكَّ في صدركَ فقد حَزَّ. والحَزيزُ: المكان الغليظ المنقاد، والجمع حزان، مثل ظليم وظلمان، وأحزة. قال لبيد: بأحزة الثلبوت يربأ فوقها * قفر المراقب خوفها آرامها
[حفز] حفزه، أي دفعه من خلفه، يحفزه حفزا. وقول الراجز: تريح بعد النفس المحفوز * إراحة الجداية النفوز * يريد النفس الشديد المتتابع، الذى كأنه يحفز، أي يدفع من سياق. فالليل يحفز النهار، أي يسوقه. وحفزته بالرمح: طعنته. والحوفزان: لقب الحارث بن شريك
_________
(1) في اللسان:
وفى الصدر حزاز من الهم حامز:

(3/874)


الشيباني، لقب بذلك لان قيس بن عاصم التميمي حفزه بالرمح حين خاف أن يفوته. قال جرير يفتخر بذلك: ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا * وأما قول من قال: إنما حفزه بسطام بن قيس فغلط، لانه شيباني فكيف يفتخر به جرير (1) . ورأيته محتفزا، أي مستوفزا. وفى الحديث عن علي رضي الله عنه: " إذا صلت المرأة فلتحتفز "، أي تتضام إذا جلست وإذا سجدت ولا تخوى كما يخوى الرجل.
[حلز] تَحَلَّزَ الرجل للأمر، إذا تشمر له. وكذلك تهلز. قال الراجز: يرفعن للحادي إذا تحلزا * هاما إذا هزهزته تهزهزا * ويروى: " تهلزا ". والحلزة بتشديد اللام: القصيرة، ويقال: البخيلة.
_________
(1) قال ابن برى: ليس البيت لجرير وإنما هو لسوار بن حبان المنقرى، قاله يوم جدود. وبعده: وحمران أدته إلينا رماحنا * ينازع غلا في ذراعيه مثقلا:

(3/874)


قال أبو عمرو: ويقال رجل حِلَزٌ وامرأةٌ حلزة. ومنه الحارث بن حلزة اليشكرى.
[حمز] الحمز: حرافة الشئ. يقال: شَرابُ يحْمِزُ اللسان. والحَمْزَةُ: بَقْلةٌ حريفة. قال أنس رضى الله عنه: " كنانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها "، وكان يكنى أبا حمزة. والحمازة: الشدة. وقد حمز الرجل بالضم، فهو حَميزُ الفؤاد وحامِزٌ. وفي حديث: ابن عباس: " أفضل الأعمال أحْمَزُها "، أي أمتنها وأقواها. قال الشماخ: فَلَمَّا شَراها فاضَتِ العينُ عَبْرَةً * وفي القَلْبِ حَزَّازٌ من اللومِ حامِزُ * ورجل محموز الجنان، أي شديد. قال أبو خراش:
أقيدر محموز الجنان ضئيل (1)
[حوز] الحَوْزُ: الجمع. وكل من ضمَّ إلى نفسه شيئاً فقد حازَه حَوْزاً وحِيازَةً، واحْتازَهُ أيضاً.
_________
(1) في اللسان: " محموز البنان ". وفى ديوان الهذليين: " محموز القطاع نذيل ". وصدره:
منيبا وقد أمسى تقدم وردها:

(3/875)


والحَوْزُ والحَيْزُ: السَوْقُ الليِّنُ. وقد حَاز الإبل يَحُوزُها ويَحيزُها. والأَحْوَزِيُّ مثل الأَحْوَذِيِّ، وهو السائقُ الخفيف، عن أبي عمرو. قال العجاج: يَحوزُهُنَّ وله حوزيُّ * كما يَحوزُ الفِئَةَ الكَميُّ * وأبو عبيد يرويه بالذال، والمعنى واحد، يعني به الثَوْرَ أنّه يطرُد الكلاب وله طارد من نفسه يطرده، من نشاطه. وحَوَّزَ الإبل: ساقها إلى الماء. قال الأصمعي: إذا كانت بَعيدَةَ المرعى من الماء فأوًّلَ ليلة تُوَجِّهِها إلى الماء ليلة الحَوْزِ. وقد حَوَّزَها. وأنشد: حَوَّزَها من برق الغميم * أهدأ يمشى مِشْيَةَ الظَليمِ * بالحَوْزِ والرفْقِ وبالطَميمِ * والمُحَاوَزَةُ: المخالطة. وتَحَوَّزَتِ الحَيَّةُ وتَحَيَّزَتْ، أي تلوت. يقال: مالك تتحوَّزُ تَحَوُّزَ الحَيَّةِ، وتتحيَّزُ تحيُّزَ الحية. قال سيبويه: هو تفيعل من حزت الشئ. قال القطامى: تحيز منى خَشْيَة أَنْ أَضيفَها * كما انحازَتِ الأَفعى مَخافَة ضارِبِ * يقول: تَتَنَحَّى عنّي هذه العجوز وتتأخّر خوفاً أن أنزل عليها ضيفاً. ويروى " تحوز منى ".

(3/875)


قال أبو عمرو: وتَحَوَّزَ تَحَوُّزَ الحيَّةِ، وهو بُطء القيام إذا أراد أن يقوم. والحَيِّزُ: ما انضمَّ إلى الدار من مَرافقها. وكلُّ ناحيةٍ حَيِّزٌ، وأصلُهُ من الواو. والحَيْزُ: تخفيف الحيز، مثل هين وهين، ولين ولين. والحمع أحياز. والحوزة: الناحية. وحَوْزَةُ المُلْكِ: بَيْضَتُه. وانْحازَ عنه، أي عَدَلَ. وانْحازَ القومُ: تركوا مَرْكزهم إلى آخَر. يقال للأولياء: انْحازوا عن العدوّ وحاصوا، وللأعداء: انهزموا ووَلَّوا مُدْبِرينَ. وتَحاوَزَ الفريقان في الحرب، أي انْحازَ كلُّ فريق عن الآخر.
فصل الخاء
[خبز] الخُبْزُ (1) : الذي يؤكل. والخَبْزُ بالفتح المصدرُ. وقد خَبَزْتُ الخُبْزَ وأخْبَزتُه. ويقال أيضاً: أخْبَزْتُ القومَ، إذا أطعمتهم الخبز.
_________
(1) خبز الخبز يخبزه خبزا: إذا صنعه، وخبز القوم يخبزهم خبزا: أطعمهم الخبز

(3/876)


ورجل خابز، أي ذو خبز، مثل تامر ولابن. عن ابن السكيت. والخبز: السوق الشديد، عن أبى زيد. وأنشد: لا تخبزا خبزا وبسا بسا (1) * ولا تطيلا بمناخ حبسا * ونذكر قول أبى عبيدة فيه في باب السين إن شاء الله عز وجل. والخبز: ضرب البعير بيده الأرضَ، وهو على التشبيه. والخُبْزَةُ: الطُلْمَةُ، وهي عجين يُوضَع في الملة حتى ينضج. والخباز والخبازى: نبت معروف.
[خرز] خَرَزَ الخُفَّ وغيره يَخْرِزُهُ ويَخْرُزُهُ خَرْزاً، فهو خَرَّازٌ. والخُرْزَةُ: الكُتْبَةُ الواحدة، والجمع خُرَزٌ. والمِخْرَزُ: ما يُخْرَزُ به. والخَرَزُ بالتحريك: الذي يُنْظَمُ، الواحدة خَرَزَةٌ. وخَرَزاتُ المَلِكِ: جَواهِر تاجه. ويقال: كان المَلِكُ إذا مَلَكَ عاماً زِيدتْ في تاجه خَرَزَةٌ ليُعلَم عدد سِني مُلْكِه. قال لبيدٌ يذكر الحارث ابن أبي شَمِر الغَسَّانيِّ
_________
(1) في اللسان: " ونسا نسا ".

(3/876)


رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ عشرين حِجَّةً * وعشرين حتَّى فادَ والشَيبُ شامِلُ * وخرز الظهر أيضا: فقاره.
[خزز] الخَز: واحدُ الخُزوزِ من الثياب. والخزز: ذكر الارانب، والجمع خزان، مثل صرد وصردان. وخزه بسهم واختزه، أي انتظمَهُ. وطَعَنهُ فاخْتَزَّهُ. قال ابن أَحْمَرَ: شَدَّ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ * لما اخْتَزَزْتُ فُؤادَهُ بالمِطرَدِ * وفلان خَزَّ حائطه، أي وضَعَ فيه الشوك لئلا يتسلق. وخزاز: جبل كانت العرب توقد عليه النار غداة الغارة. ويقال أيضا: خزازى. قال عمرو ابن كلثوم: ونحن غداة أوقد في خزازى * رفدنا فوق رفد الرافدينا * ويروى: " في خزاز ". والخزخز، مثال الهدبد: القوى. حكاه أبو عبيد عن الأصمعي. قال: وأنشدَنا غيره: أَعْدَدْتُ للوِرْدِ إذا الوِرْدُ حَفَزْ * غَرْباً جَروراً وجُلالاً خُزَخِزْ:

(3/877)


[خنز] خَنِزَ اللحم بالكسر يَخْنُزُ خَنَزاً، أي أَنْتَنَ، مثل خَزِنَ على القلب. والخُنْزوانةُ: التَكَبُّرُ. يقال: هو ذو خُنْزُواناتٍ. قال الشاعر: لئيمٌ نَزَتْ في أنفِه خُنْزُوانَةٌ * على الرحم القربى أحذ أباتر
[خوز] الخازِبازِ: ذُبابٌ ; وهما اسمانِ جُعلا واحداً وبُنِيا على الكسر، لا يتغيران في الرفع والنصب والجر. قال عمرو بن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري * وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا * وقال الأصمعي: الخازِبازِ حكايةٌ لصوت الذباب، فسماه به. وقال ابن الأعرابيّ: الخازِبازِ: نبت. وأنشد أبو نصر تقوية لقول ابن الاعرابي: رعيتها أكرم عود عودا * الصل والصفصل واليعضيدا * والخازباز السنم المجودا * بحيث يدعو عامر مسعودا * وعامر ومسعود هما راعيان. قال: وهو في غير هذا داء يأخذ الابل في حلوقها والناس. قال الراجز:

(3/877)


يا خازباز أرسل اللهازما * إنى أخاف أن تكون لازما * والخزباز: لغة فيه. وأنشد الاخفش:
ورمت لهازمه من الخزباز (1) * والخوز: جيل من الناس.
فصل الدال
[درز] الدَرْزُ: واحد دُروزِ الثوب، فارسيٌّ مُعَرَّب. يقال للقَمْل والصِئْبانِ: بناتُ الدُروزِ. قال ابن الأعرابيّ: يقال للسَفَلَةِ: أولاد دَرْزَةَ، كما يقال للفقراء: بَنو غَبْراء. قال الشاعر يخاطب زيدَ بن عليّ:
أَوْلادُ دَرْزَةَ أَسْلَموكَ وطاروا * ويقال: أراد به الخيَّاطين، وكانوا قد خرجوا معه فتركوه وانهزموا.
[دعز] دعز المرأة دعزا: نكحها.
[دلمز] الدُلامِزُ: القويُّ الماضي. والدُلَمْزُ مقصور منه، وقد خففه الراجز فقال
_________
(1) قوله: " لهازمه " صوابه " لهازمها ". صدره:
مثل الكلاب تهر عند درابها:

(3/878)


* دلامز يربى على الدلمز (1) * وجمع الدلامز دلامز بفتح الدال. قال الراجز:
يَغْبى على الدلامز الخرارت
[دهلز] الدِهْليزُ بالكسر: ما بين الباب والدار، فارسيٌّ معرّب. والجمع الدهاليز.
فصل الراء
[ربز] كَبْشٌ رَبيزٌ، أي مُكْتَنِزٌ أعجر، مثل ربيس. وربز القربة وربسها: ملاها.
[رجز] الرِجْزُ: القَذَرُ، مثل الرِجْسِ. وقرئ قوله تعالى: {والرِجْزَ فاهْجُرْ} بالكسر والضم. قال مجاهدٌ: هو الصنم. وأمَّا قوله تعالى: {رِجْزاً من السماء} فهو العذاب. والرَجَزُ بالتحريك: ضربٌ من الشعر. وقد رجز الراجز وارتجز. والمرتجز: اسم فرس كان لرسول الله
_________
(1) الرجز لرؤبة. وقبله:
كل طوال سلب ووهز:

(3/878)


صلى الله عليه وسلم الذى اشتراه من الاعرابي وشهد له خزيمة بن ثابت. والرجز أيضا: داءٌ يصيب الإبلَ في أعجازها فإذا ثارت الناقة ارتعشت فخذاها ساعةً ثم تَنْبَسِطانِ. يقال: بعيرٌ أَرْجَزُ، وقد رَجِزَ، وناقةٌ رَجْزاءُ. قال الشاعر (1) : هَمَمْتَ بخيرٍ ثم قَصَّرْتَ دونه * كما ناءت الرَجْزاءُ شُدَّ عقالُها (2) * ومنه سمِّي الرَجَزُ من الشعر، لتقارب أجزائه وقلَّة حروفه. والرِجازَةُ: مركَبٌ أصغر من الهودج. ويقال هو كساءٌ يجعل فيه أحجار يعقل بأحد جانبى الهودج إذا مال.
[رزز] أبو زيد: رَزَّتِ الجرادة تَرُزُّ رَزُّا ورُزوزاً، وهو أن تدخلَ ذَنَبَها في الأرض فتلقيَ بيضها. وأرزت مثله. وقد رززت الشئ في الارض رزا، أي أثبتُّه فيها. ورَزَّزْتُ لك الأمرَ ترزيزا، أي وطأته لك.
_________
(1) هو أوس بن حجر يهجو الحكم بن مروان بن زنباع.
(2) بعده: منعت قليلا نفعه وحرمتني * قليلا فهبها بيعة لا تقالها:

(3/879)


ورزه رَزَّةً أي طَعَنَهُ طَعْنَةً. وارْتَزَّ السهمُ في القرطاس، إذا ثبت فيه. وارْتَزَّ البخيل عند المسألة، إذا بَقِيَ (1) وبَخِلَ. والرَزَّةُ: الحديدةُ التي يُدخَل فيها القُفْلُ. وقد رَزَزْتُ البابُ، أي أصلحت عليه الرَزَّةَ. والرُزُّ بالضم: لغة في الأرْزِ. والرِزُّ بالكسر: الصوت الخفيِّ. تقول: سمعت رِزَّ الرعدِ وغيره. الأصمعي: يقال: وجدت في بطني رزا ورزيزى أيضا، مثال خصيصى، أي وجعا. وترزيزُ البَياضِ: صَقله، وهو بياضٌ مُرَزَّزٌ. والرَزيزُ: نبت يصبغ به. والإرْزيزُ بالكسر: الرِعْدة. قال المتنخِّل: قد حالَ بين تَراقيهِ ولَبَّتِهِ * من جُلْبَةِ الجوع جَيَّارٌ وإرْزيزُ * والإرْزيزُ أيضاً: بَرَدٌ صِغارٌ شبيهٌ بالثلج.
[رعز] المرعزى: الزغب الذى تحت شعر العنز، وهو مفعلى، لان فعللى لم يجئ، وإنما كسروا الميم اتباعا لكسرة العين، كما قالوا منخر ومنتن. وكذلك المرعزاء، إذا خففت مددت، وإن شددت قصرت، وإن شئت فتحت الميم. وقد تحذف الالف فيقال مرعز.
_________
(1) في اللسان: " إذا بقى ثابتا ".

(3/879)


[ركز] رَكزْتُ الرُمْحَ أَرْكُزُهُ رَكزاً: غرزْته في الأرض. وارْتَكَزْتُ على القوس، إذا وضعتَ سِيَتَها بالأرض ثم اعتمدتِ عليها. ومرْكَز الدائرةِ: وسطها. ومركَزُ الرجل: موضعه. يقال أَخَلَّ فلانٌ بمَرْكَزِهِ. والرِكْزُ: الصوت الخفيّ. قال الله تعالى: {أَو تَسْمَعَ لهم رِكْزاً} . والرِكازُ: دفينُ أهلِ الجاهلية، كأنَّه رُكِزَ في الأرض رَكْزاً. وفي الحديث: " في الرِكَازِ الخُمْسُ ". تقول منه: أَرْكَزَ الرجل، إذا وجده.
[رمز] الرَمْزُ: الإشارةُ والإيماءُ بالشفَتين والحاجب. وقد رَمَزَ يَرْمِزُ ويَرْمُزُ. وارْتَمَزَ من الضَربة، أي اضطَرب منها. وقال:
خررت منها لقفاى أرتمز * وترمز مثله. وضربه فما أرْمَأَزَّ، أي ما تحَرَّكَ. وكتيبة رَمَّازَةٌ، إذا كانت تَرْتَمِزُ من نواحيها لكثرتها، أي تتحرَّك وتضطرب. والرمازة: الاست، لانها تموج.

(3/880)


والرمازة: الزانية، لأنها تومئ بعينيها. والراموزُ: البحر.
[رنز] الرُنْزُ بالضم: لغة في الارز، وهى لعبد القيس، كأنهم أبدلوا من إحدى الزاءين نونا.
[رهز] الرَهْزُ: الحركة. وقد رَهَزَ المباضع يرهز رهزا ورهزانا.
[روز] رُزْتُهُ أَروزُهُ رَوْزاً، أي جربته وخبرته.
فصل الزاى
[زأز] الزئزاء بالمد: ما غلظ من الأرض. والزِئزَاءَةُ أخصُّ منه، وهى الاكمة. والهمزة فيه مبدلة من الياء، يدل على ذلك قولهم في الجمع: الزيازى. ومن قال الزوازى جعل الياء الاولى مبدلة من الواو، مثل القواقى في جمع قيقاءة. والزيزاء أيضا: أطراف الريشِ. وقِدْرٌ زُوازِيَةٌ، أي عظيمةٌ. ورجل زُوازية، أي قصير غليظ، وقوم زُوازِيَةٌ أيضاً. ويقال: رجلٌ زونزى وزوزى، للمتحذلق المتكايس. وأنشد ابن دريد (1)
_________
(1) لمنظور الدبيرى.

(3/880)


وزوجها زونزك زونزى * يفرق إن فزع بالضبغطى (1) * وزوزيت به زَوْزاءَةً (2) ، إذا استحقَرْته وطردته.
فصل الشين
[شأز] أبو زيد: شَئِزَ مكانُنا شَأَزاً: غلُظ واشتدّ، ويقال قلِقَ. وأشأزه: أقلقه. قال رؤبة:
شأز بمن عوه جدب المنطلق
[شحز] يقال: شَحَزَ المرأةَ شَحْزاً، أي نكحها.
[شخز] الشَخْزُ: لغة في الشَخْسِ (3) ، وهو الاضطراب. قال رؤبة: إذا الامور أولعت بالشخز
[شرز] أبو عمرو: الشَرْزُ: الشَرْسُ، وهو الغَلْظُ. وأنشد لمرداسٍ الدُبَيْرِيِّ
_________
(1) وبعده: أشبه شئ هو بالحبركى * إذا حطأت رأسه تشكى * وإن نقرت أنفه تبكى
(2) في اللسان: " زوزاة ".
(3) في المطبوعة الاولى: " الشخص "، وصوابه من المخطوطة واللسان.

(3/881)


إذا قلتُ إنّ اليومَ يومُ خُضُلّةٍ * ولا شرْزَ لاقيتُ الأمورَ البجاريا * والمشارزة: المنازعة والمشارسة. والمشارز: السيِّئُ الخلق. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نَبْعة بفأس: فأَنْحى عليها ذاتَ حَدٍّ غُرابُها * عَدُوٌّ لاوساط العضاه مشارز
[شزز] الشزازة: اليبس الشديد. وشئ شز: يابس جدا.
[شكز (1) ] شكز المرأة شكزاً: جامعها.
[شمز] اشْمَأَزَّ الرجل اشْمِئْزازاً: انقبَضَ. وقال أبو زيد: ذُعر من الشئ. وهو المذعور. وقال أبو عبيد: الشمأزيزة من اشمأززت.
[شهرز] اللحيانى: تمر شهريز وشهريز، وسهريز وسهريز بالشين والسين جميعا، لضرب من التمر. وإن شئت أضفت: مثل ثوب خز، وثوب خر.
[شيز] الشيزُ والشيزى: خشَبٌ أسود يتخذ منه قصاع. قال لبيد
_________
(1) هذه المادة ساقطة من جل النسخ، وكذلك
[ضغز]
و [ضفز] . قاله نصر.

(3/881)


وصبا غداة مقامة وزعتها * بجفان شيزى فوقهن سنام
فصل الصاد
[ضرز] يقال: رجل ضرز مثال فلز، للبخيل الذى لا يخرج منه شئ. وامرأة ضرزة: قصيرة لئيمة. ابن السكيت: ناقة ضمرز، قلب ضِرْزِمٍ، وهي القليلة اللبن. وتُرى أنَّه من قولهم رجل ضِرِزٌّ للبخيل، والميم زائدة. وقال غيره: ناقةٌ ضِمْرِزٌ، أي قويّة.
[ضزز] رجل أضَزَّ بين الضَزَزِ، وهو لصوق الحنَك الأعلى بالأسفل. فإذا تكلَّم تكاد أضراسُه العليا تمس السفلى. قال رؤبة بن العجاج: دعني فقد يقرع للاضز * صكى حجاجى رأسه وبهزى * وأضز الفرسُ على فأس اللجام، أي أزم عليه، مثل أضر.
[ضغز] ضَغَزَ المرأة ضَغْزاً: نكَحها.
[ضفز] ضفز الشئ ضفزا: رفعه، والمرأة: وطئها،

(3/882)


والرجل قفز، والبعير: جمع له ضِغْثاً من حشيش يلقمه.
[ضمز] ضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً: سكَتَ ولم يتكلَّم. وكذلك البعيرُ إذا أمسك جِرَّتَهُ في فيه ولم يجترّ. وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَموزٌ. قال الراجز (1) يصف أفعى:
وذات قرنين ضموزا ضرزما (2) * وقال بشر بن أبي خازمٍ الأسدي (3) : لقد ضمزت بجرتها سليم * مخافتنا كما ضمز الحمار * وضمز فلانٌ على مالي، أي جمد عليه ولزمه.
_________
(1) مساور بن هند العنسى، وقيل: لابي حيان الفقعسى.
(2) أول الرجز: ياريها يوم تلافى أسلما * يوم تلاقى الشيظم المقوما * عبل المشاش فتراه اهضما * تحسب في الاذنين منه صمما * قد سالم الحيات منه القدما * الافعوان والشجاع الشجعما
(3) في اللسان: " قال ابن مقبل ": وهو خطأ. والقصيدة مفضلية معروفة أولها: ألا بان الخليط ولم يزاروا * وقلبك في الظعائن مستعار:

(3/882)


[ضوز] ضاز التمرة يضوزها ضوزا، إذا لاكَها في فمه. قال الراجز: بات يضوز الصليان ضوزا * ضوز العجوز العصب الدلوصا * والبيت مكفأ، جاء بالصاد مع الزاى. وقال الشاعر: فظَلَّ يَضوزُ التَمْرَ والتَمْرُ ناقِعٌ * بوَرَدٍ كلَوْنِ الأُرْجوان سبائِبُهُ * يقول: أخذ التمر في الدِيَةِ بدلاً عن الدم الذي لونُه كالارجوان.
[ضيز] ضازَ في الحُكم، أي جار. يقال: ضازَهُ حقَّه يَضيزُهُ ضَيْزاً، عن الأخفش، أي بَخَسَه ونقَصه. قال: وقد يهمز فيقال: ضَأزَهُ ضَأْزاً. وينشد: فإن تنأَ عنَّا نَنْتَقِصكَ وإنْ تُقِمْ * فَحَقُّكَ مضؤُوزٌ وأنْفُكَ راغِمُ * وقوله تعالى: {قسمة ضيزى} ، أي جائرة وهى فعلى، مثل طوبى وحبلى، وإنما كسروا الضاد لتسلم الياء ; لانه ليس في الكلام فعلى صفة، وإنما هو من بناء الاسماء كالشعرى والدفلى.

(3/883)


قال الفراء: وبعض العرب يقول: ضِئْزى وضؤزى بالهمز. وحكى أبو حاتم عن أبى زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى.
فصل الطاء
[طرز] الطِرازُ: عَلَمُ الثَوب، فارسيٌّ معرب. وقد طُرِّزَ الثوبُ فهو مُطَرَّزٌ. والطِرازُ: الهيئة. قال حسان بن ثابت: بيض الوجوهِ كريمةٌ أحسابهم * شمُّ الأنوفِ من الطِراز الأوَّلِ * أي من النمط الأول.
[طنز] الطَنْزُ: السُخرية. وطَنَزَ يَطْنُزُ فهو طَنَّازٌ. وأظنُّه مولّداً أو معربا.
فصل العين
[عجز] العجز: مؤخر الشئ، يؤنث ويذكَّر. وهو للرجل والمرأة جميعاً. والجمع الأعجازُ. والعَجيزَةُ، للمرأة خاصة. والعَجْزُ: الضعف. تقول: عَجَزْتُ عن كذا أعْجِزُ بالكسر عَجْزاً ومَعْجِزَةً ومعجزة ومعجزا

(3/883)


ومعجزا بالفتح أيضا على القياس. وفي الحديث: " لا تلثو بدار معجزة "، أي لا تقيموا ببلدة تَعجِزون فيها عن الاكتساب والتعيُّش. وعَجَزَت المرأة تَعْجُزُ بالضم عجوزا، أي صارت عجوزا. وعَجِزَتْ بالكسر تَعْجَزُ عَجَزاً وعُجْزاً بالضم: عظمت عَجيزتُها. قال ثعلب: سمعت ابن الأعرابيّ يقول: لا يقال عَجِزَ الرجل بالكسر إلا إذا عَظم عَجُزُهُ. وامرأةٌ عَجْزاءُ: عظيمة العَجُزِ. والعَجزاءُ: رملةٌ مرتفعة. وعُقابٌ عجزاء، للقصيرة الذنَب. وأَعْجَزْتُ الرجل: وجدته عاجزا. وأعجزه الشئ، أي فاته. والإعجازةُ: ما تُعَظِّمُ به المرأة عجيزَتَها. وعجَّزت المرأة تعجيزاً: صارت عجوزاً. والتَعجيزُ: التثبيط، وكذلك إذا نسبتَه إلى العَجْزِ. وعاجَزَ فلانٌ، إذا ذهب فلم يوصل إليه. وإنَّه ليعاجِزُ إلى ثقةٍ، إذا مال إليه. والمُعجِزَة: واحدة مُعجِزات الأنبياء. والعَجوز: المرأة الكبيرة. قال ابن السكيت: ولا تقل عجوزة. والعامة تقوله. والجمع عجائز وعجز. وفى الحديث: " إن الجنة لا تدخلها العجز ".

(3/884)


وقد تسمَّى الخمرُ عجوزاً لعتقِها. والعَجوزُ: نصل السيف. والعجوز: رملة بالدهناء. قال يصف داراً: على ظهر جرعاءِ العجوز كأنها * داوئر رقم في سراة قرام * وأيام العجوز عند العرب خمسةُ أيام: صِنٌّ، وصِنَّبرٌ، وأُخَيُّهما (1) وَبْرٌ، ومُطفئ الجمر، ومكفئ الظعن. قال ابن كناسة: هي في نوء الصرفة. وقال أبو الغوث: هي سبعة أيام. وأنشدني لابن أحمر (2) : كسع الشتاء بسبعة غبر * أيام شهلتنا من الشهر * فإذا انقضت أيامها ومضت * صن وصنبر مع الوبر * وبآمر وأخيه مؤتمر * ومعلل وبمطفئ الجمر * ذهب الشتاء موليا عجلا * وأتتك واقدة من النجر * وتعجزت البعير: ركبت عجزه، عن يعقوب. والعِجْزَةُ بالكسر: آخر ولد الرجل. يقال
_________
(1) قوله وأخيهما، هو بالتصغير اهـ‍.
(2) هذه الابيات لابي شبل الاعرابي. عن هامش المخطوطة. وكذا في اللسان عن ابن برى، يقول: كذا ذكره تعلب عن ابن الاعرابي.
(111 - صحاح - 2)

(3/884)


فلان عجزة ولد أبويه، إذا كانَ آخرهم، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث والجمع. والعجيزُ: الذي لا يأتي النساء، بالزاى والراء جميعا.
[عجلز] ناقة عَجْلَزَةٌ وعِجْلِزَة، أي قوية شديدة. والفتح لتميم، والكسر لقيس. وفرس عجلزة أيضا. قال بشر:
على شقاء عجلزة وقاح (1) * ولا يقال للذكر. وعجلزة: اسم رملة بالبادية.
[عرز] أبو عبيد: المُعارَزَةُ: المعاندة والمجانبة.
[عرطز] عَرْطَزَ: لغةٌ في عرْطسَ، أي تنحى.
[عزز] العِزُّ: خلاف الذُلّ. ومطر عز، أي شديد. وعز الشئ يعز وعزة وعزازة، إذا قلَّ لا يكاد يوجد، فهو عزيز.
_________
(1) صدره:
وخيل قد لبست بجمع خيل * ويروى أيضا:
فوارسها بعجلزة وقاح:

(3/885)


وعز فلان يعز عزا وعِزَّةً وعَزازَةً أيضاً، أي صار عَزيزاً، أي قوي بعد ذِلَّة. وأعَزَّهُ الله. وعَزَزْت عليه أيضاً: كَرُمت عليه. وقوله تعالى: {فَعَزَّزْنا بثالث} ، يخفَّف ويشدد، أي قوَّينا وشددنا. قال الاصمعي: أنشدني فيه أبو عمرو ابن العلاء للمتلمس: أجد إذا رحلت تعزز لحمها * وإذا تشد بنسعها لا تنبس * ويروى: " أجد إذا ضمزت ". قوله: لا تنبس، أي لا ترغو. وتعزز الرجل: صار عزيزا. وهو يَعْتَزُّ بفلان. وعَزَّ عليَّ أن تفعل كذا. وعَزَّ عليَّ ذاك أي حَقّ واشتدَّ. وفي المثل: " إذا عَزَّ أخوك فَهُنْ ". وأعْزِزْ عليّ بما أصبت به. وقد أُعْزِزْتُ بما أصابك، أي عَظُم عليّ. وجمع العزيز عِزازٌ، مثل كريم وكرام. وقوم أعزَّةٌ وأعِزَّاءُ. وقال: بيض الوجوه ألِبَّة ومَعاقل * في كلِّ نائبة عِزاز الآنفِ * والعَزوزُ من النوق: الضيِّقة الإحليل. تقول منه: عَزَّتِ الناقة تَعُزُّ بالضم عُزوزاً وعزازا. وأعزت وتعززت مثله.

(3/885)


وعزه أيضاً يَعُزُّهُ عَزًّا: غلبه. وفي المثل: " مَنْ عَزَّ بَزَّ "، أي من غلب سلب. والاسم العِزَّةُ، وهي القوة والغلبة. والعَزَّةُ بالفتح: بنت الظبية. قال الراجز: هان على عزة بنت الشحاج * مهوى جمال مالك في الادلاج * وبها سميت المرأة عزة. وعزه في الخطاب وعازَّهُ، أي غَالَبه. وأعَزَّتِ البقرةُ، إذا عَسُر حمْلُها. والعَزازُ بالفتح: الأرض الصلبة. وقد أعْزَزْنا، أي وقعنا فيها وسِرنا. وأرضٌ معزوزةٌ، أي شديدة. والمطر يُعَزِّزُ الأرض، أي يلبِّدها. والعزَّاءُ: السنة الشديدة. قال الشاعر:
ويَعبِط الكومَ في العزَّاء إن طُرقا * ويقال: إنَّكم معزَّزٌ بكم، أي مشدَّد بكم بر مخفف عنكم. واستعز الرمل وغيره: تماسك فلم ينهل. واسْتَعَزَّ فلانٌ بحقِّي، أي غلبني. واسْتُعِزَّ بفلانٍ، أي غُلِبَ في كل شئ، مرض أو غيره. وقال أبو عمرو: اسْتُعِزَّ بالعليل، إذا اشتد

(3/886)


وجعه وغلب على عقله. وفى الحديث: " استعز بكلثوم (1) ". وفلان معزاز المرض، أي شديده. والعُزَّى: تأنيث الأعَزِّ. وقد يكون الأعزُّ بمعنى العزيز والعُزَّى بمعنى العزيزة. وهو أيضا اسم صنم كان لقريش وبنى كنانة. قال الشاعر: أما ودماءٍ مائِراتٍ تَخالُها * على قُنَّةِ العزى وبالنسر عندما * ويقال: العزى سمرة كانت لغطفان يعبدونها، وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدم البيت وأحرق السمرة، وهو يقول: يا عز كفرانك لا سبحانك * إنى رأيت الله قد أهانك * والعزيزى من الفرس، يُمدُّ ويقصر. فمن قصر ثنَّى: عُزِيْزَيانِ، ومن مدَّ: عُزِيْزاوانِ ; وهما طرفا الوركين. قال: أُمِرَّت عُزَيْزاهُ ونِيطتْ كُرومه * إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق
[عشز] العَشَزانُ: مِشية المقطوع الرِجل. تقول منه: عَشَزَ الرجل يَعْشِزُ عشزانا.
_________
(1) هو كلثوم بن الهدم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة نزل عليه.

(3/886)


[عكز] العُكَّازَةُ: عصاً ذات زُجٍّ. والجمع العكاكيز.
[علز] العَلَزُ: قَلقٌ وخفة وهلعٌ يصيب الإنسان. وقد عَلِزَ بالكسر يَعْلَزُ علَزاً. وبات فلانٌ عَلِزاً، أي وجِعاً قَلقاً لا ينام. قال الشاعر (1) : وإذا له عَلَزٌ وحَشرجةٌ * مما يَجيش به من الصَدْرِ * والعِلَّوْزُ: لغة في العِلَّوْصِ، وهو من أوجاع البطن.
[علهز] العِلْهِزُ بالكسر: طعامٌ كانوا يتَّخذونه من الدم ووبرِ البعير في سني المجاعة. ولحمٌ مُعَلْهَزُ، إذا لم ينضج.
[عنز] العَنْزُ: الماعزة، وهي الأنثى من المَعْزِ. وكذلك العَنْز من الظباء والاوعال. وأما قول الشاعر: دلفت له بصدر العنز لما * تحامته الفوارس والرجال * فهو اسم فرس.
_________
(1) أعرابية ترثى ابنها.

(3/887)


وأما قول رؤبة:
وإرَمٌ أخْرَسُ فوقَ عَنْزِ * فهو الأكمة، أي علمٌ مبنيٌّ من حجارة فو أكمة. وكل بناء أصم فهو أخرس. وأما قول الشاعر: وقاتلت العنز نصف النها * ر ثم تولت مع الصادر * فهو اسم قبيلة من هوازن. وأما قول الآخر: شر يوميها وأغواه لها * ركبت عنز بحدج جملا * فهو اسم امرأة من طسم، زعموا أنها أخذت سبية، فحملوها في هودج وألطفوها بالقول والفعل فقالت: هذا شر يومى، أي حين صرت أكرم للسباء. وإنما نصب " شر " على معنى ركبت في شر يوميها. والعنز في قول الشاعر: إذا ما العنز من مَلَق تدلَّتْ * ضُحَيًّا وهي طاويةٌ تَحومُ * هي العقاب الأنثى. والعَنَزَةُ بالتحريك: أطول من العصا وأقصرُ من الرمح، وفيه زُجٌّ كزج الرمح. وعنزة أيضا: أبو حى من ربيعة، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

(3/887)


وعنيزة: اسم جارية. واعتنز الرجل، أي تنحَّى ونزل ناحيةً. قال الشاعر: أباتك الله في أبيات مُعْتَنِزٍ * عن المكارم لا عَفٍّ ولا قاري * أي ولا تقري الضيف.
[عنقز] العنقز: المرزنجوش، وقضيب الحمار. قال الاخطل يهجو رجلا: ألا اسلم سلمت أبا خالد * وحياك ربك بالعنقز * وروى مشاشك بالخندري‍ * س قبل الممات فلا تعجز * أكلت القطاط فأفنيتها * فهل في الخنانيص من مغمز * ودينك هذا كدين الحما * ر بل أنت أكفر من هرمز
[عوز] المِعْوَزَةُ والمِعْوَزُ: الثوبَ الخَلَق الذي يبتذل، والجمع المَعاوِزُ. وأعْوَزَهُ الشئ، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه. والإعوازُ: الفقر. والمُعْوِزُ: الفقير. وعَوِزَ الرجل وأَعْوَزَ، أي افتقر. وأَعْوَزَهُ الدهر، أي أحوجه.

(3/888)


فصل الغين
[غرز] غرزت الشئ بالابرة أغرزه غَرْزاً. والغارِزُ من النوق: القليلة اللبن. وقال الاصمعي: هي التى قد جذبت لبنها فرفعته. يقال: غرزت الناقة تغرز، إذا قلَّ لبنها. والغَرْزُ: ركاب الرحل من جِلْدٍ، عن أبي الغوث. قال: فإذا كان من خشب أو حديدٍ فهو ركاب. وقد غَرَزْتُ رجلي في الغَرزِ أغْرِزُ غَرْزاً، إذا وضعتَها فيه لتركب. واغْتَرَزَ السيرُ (1) ، أي دنا المسير. وأصله من الغَرزِ. والغريزةُ: الطبيعة والقريحة. وغَرَّزَتِ الجرادةُ بذَنَبها في الأرض تَغْريزاً، مثل رَزَّتْ. والتَغاريزُ هي ما حُوِّلَ من فسيل النخل وغيره.
[غزز] غزة: أرض بمشارف الشام، بها قبر هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام. والغز: جنس من الترك.
_________
(1) في اللسان: " واغترز السير اغترازا، إذا دنا مسيره ".

(3/888)


[غمز] غمزت الشئ بيدى. وقال (1) : وكنتُ إذا غَمَزْتُ قناةَ قومٍ * كَسَرْتُ كعوبها أو تستقيما (2) * وغَمَزْتُهُ بعينى. وقال الله تعالى: {وإذا مرُّوا بهم يَتَغامَزونَ} . ومنه الغَمْزُ بالناس. والغَمْزُ في الدابَّة: أن يَغْمِزَ من رجله. والغَمَزُ بالتحريك: رذال المال، عن الاصمعي. وأنشد: أخذت بكرا نقزا من النقز * وناب سوء قمزا من القمز * هذا وهذا غمز (3) من الغمز * ورجل غمز أيضا، أي ضعيف.
_________
(1) زياد الاعجم.
(2) قال ابن برى: هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تستقيم بأو، وجميع البصريين. قال: وهو في شعره تستقيم بالرفع. والابيات كلها ثلاثة لا غير. وهى: ألم تر أننى وترت قوسى * لابقع من كلاب بنى تميم * عوى فرميته بسهام موت * ترد عوادى الحنق اللئيم * وكنتُ إذا غَمَزْتُ قناةَ قومٍ * كسرت كعوبها أو تستقيم * قال: والحجة لسيبويه، لانه سمع من ينشده بالنصب.
(3) في المطبوعة الاولى: " رمز "، صوابه من لمخطوطة واللسان.

(3/889)


وقولهم: ليس في فلانٍ غَميزَةٍ، أي مطعن. والمغموزُ: المتَّهم. والمَغامِزُ: المعايب. وفعلتُ شيئاً فاغْتَمَزَهُ فلانٌ، أي طعن عليَّ ووجد بذلك مَغْمَزاً. وأغْمَزْتُ في فلانٍ، إذا عبته وصغَّرت من شأنه. قال الشاعر (1) : ومن يطع النساء يلاق منها * إذا أغمزن فيه الاقورينا * ابن السكيت: أغمزني الحر، أي فتر فاجْترأت عليه وركبتُ الطريق. قال: حكاه لنا أبو عمرو. وغمزت الكبش: مثل غبطت. والغموز من النوق: مثل العروك والشكوك، عن أبى عبيد.
فصل الفاء
[فخز] فلان متفخز، أي متعظم متفحش. حكاه ابن السكيت.
[فرز] الفَرْزُ: ما اطمأنَّ من الارض. قال رؤبة يصف ناقته
_________
(1) الكميت.

(3/889)


* كم جاوزت من حدب وفرز * والفرز أيضا: مصدر قولك فرزت الشئ أفرزه فرزا، إذا عزلته عن غيره ومِزته. والقطعة منه فِرْزَةٌ بالكسر. وكذلك أفْرَزْتُهُ بالألف. وفارَزَ فلانٌ شريكه، أي فاصله وقاطعه. وأفْرَزَهُ الصيدُ، أي أمكنه فرماه من قرب. وأمَّا إِفْريزُ الحائط فمعرَّبٌ. ومنه ثوبٌ مفروز.
[فزز] فز الجرح يفز فزيزا، أي نَدِيَ وسال. واسْتَفَزَّهُ الخوفُ، أي استخفَّه. وقعد مُسْتَفِزًّا، أي غيرَ مطمئنّ. وأفْرَزْتُهُ: أفزعته وأزعجته وطيرت فؤاده. قال أبو ذويب: والدهرُ لا يبقى على حَدَثانِهِ * شَبَبٌ أفَزَّتْهُ الكلاب مُرَوَّعُ * ورجلٌ فَزٌّ، أي خفيف. والفَزُّ أيضاً: ولد البقرة. والجمع أفزاز. قال زهير: كما استغاث بسئ فز غيطلة * خاف العيون ولم ينظر به الحشك
[فلز] الفِلِزُّ بالكسر وتشديد الزاي: ما يَنْفيه الكير مما يُذاب من جواهر الارض.

(3/890)


[فوز] الفَوْزُ: النجاة والظفر بالخير. والفَوْزُ أيضاً: الهلاك. تقول منهما: فازَ يَفوزُ. وفَوَّزَ، أي مات. ومنه قول الشاعر (1) : فمَنْ للقوافي شانَها من يَحوكها * إذا ما ثوى كعب وفوز جرول (2) * وقال الكميت: وما ضرها أن كعبا ثوى * وفوز من بعده جرول * وأفازه الله بكذا فَفازَ به، أي ذَهَبَ به. وقوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ من العَذابِ} ، أي بمَنْجاةٍ منه. والمَفازَةُ أيضاً: واحدة المفاوِزِ. قال ابن الأعرابي: سمِّيت بذلك لأنها مَهْلَكة، من فَوَّزَ أي هلك. وقال الأصمعيُّ: سمِّيت بذلك تفاؤلا بالسلامة والفوز.
_________
(1) كعب بن زهير.
(2) شانها: جاء بها شائنة، أي معيبة. وثوى: مات. وبعده: يقول فلا يعيا بشئ يقوله * ومن قائليها من يسئ ويعمل:

(3/890)


ويقال: فَوَّزَ الرجلُ بإبله، إذا ركب بها، المفازة. ومنه قول الراجز (1) :
فوز من قراقر إلى سوى * وهما ماءان لكلب. والفازة: مظلة تمد بعمود، عربي فيما أرى.
فصل القاف
[قحز] القَحْزُ: الوثب والقَلَق. تقول منه: ضربته فقحز. قال أبو كبير يصف الطعنة: مستنة سنن الفلو (2) مرشة * تنفى التراب بقاحز معرورف * والمعروف: الذى له عرف من ارتفاعه. وقحزه غيره تَقْحيزاً، أي نَزَّاه. والقُحازُ: داءٌ يصيب الغنم.
_________
(1) الرجز: لله در رافع أنى اهتدى * فوز من قراقر إلى سوى * خمسا إذا ما سارها الجبس بكى * ما سارها من قبله إنس يرى
(2) في المطبوعة الاولى: " الغلو "، صوابه من ديوان الهذليين 2: 110. وقبله: عجلت يداك لخيرهم بمرشة * كالعط وسط مزادة المستخلف:

(3/891)


[قربز] رجلٌ قُرْبُزٌ، أي خَبٌّ، مثل جربز. وهما معربان.
[قزز] التَقَزُّزُ: التنطُّسُ والتباعد من الدنَس. وقد تَقَزَّزَ من أكل الضَبِّ وغيره، فهو رجلٌ قَزٌّ وقُزٌّ وقِزٌّ، ثلاث لغات. وأمَّا القَزُّ من الإبْرَيْسَم فمعرَّب. والقازوزَةُ: مشربة، وهى قدح. وكذلك القاقوزة، ولا تقل قاقزة. قال ابن السكيت. أما القاقزة فمولدة. وأنشد: أفنى تلادى وما جمعت من نشب * قرع القواقيز أفواه الاباريق (1)
[قعز] قَعَزَ الإناء قَعْزاً، أي ملأه، وأيضاً شربه شُرباً شديداً.
[قعفز] قال الفراء: يقال: جلس فلانٌ القَعْفَزى. وقد اقْعَنْفَزَ، أي جلس مستوفزا.
[قفز] قَفَزَ يَقْفِزُ قَفْزاً وقَفَزاناً: وثب. ويقال: جاءت الخيل تعدو القفزى ; من القفز.
_________
(1) للاقيشر الاسدي، واسمه المغيرة بن الاسود.

(3/891)


والقفيز: مكيال، وهو ثمانية مكاكيك. والجمع أقْفِزَةٌ وقفزان. والقفاز بالضم والتشديد: شئ يُعمل لليدين يُحشى بقطن ويكون له أزرارٌ تزرُّ على الساعدين من البرد، تلبسه المرأة في يديها، وهما قُفَّازانِ. ويقال: تَقَفَّزَتِ المرأةُ بالحنَّاء. والأقْفَزُ من الخيل: الذي بياض تحجيله في يديه إلى مرفقيه دون الرجلين. وكذلك المقفز ; كأنه ألبس القفازين.
[قلز] كلُّ ما لا يمشي مشياً فهو يَقْلِز، مثل الغراب والعصفور.
[قمز] قال الأصمعيُّ: القَمَزُ: الرُذال الذى لا خير فيه. وأنشد: أخذت بكرا نقزا من النقز * وناب سوء قمزا من القمز * والقمزة بالضم، مثل الجُمْزَةِ، وهي كُتلة من التمر.
[قوز] القَوْزُ بالفتح: الكثيبُ الصغير، عن أبي عبيدة. والجمع أقْوازٌ وقيزان. وأنشد لذى الرمة:

(3/892)


إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف * شمالا وعن أيمانهن الفوارس
[قهز] القهز بالكسر: ثياب مرعزى يخالطها القز. قال ذو الرمة يصف البزاة والصقور بالبياض: من الزرق أو صقع كأن رؤوسها * من القهز والقوهى بيض المقانع
فصل الكاف
[كرز] ابن السكيت: الكرز: الخرج. والجمع الكرزة، مثل جحر وجحرة. والكَرَّازُ: الكبش الذي يحمل خُرج الراعي، ولا يكون إلا أجَمَّ، لان الاقرن يشتغل بالنطاح. وأنشد: يا ليت أنى وسبيعا في غنم * والخرج منها فوق كراز أجم * والكرز: اللئيم، ويقال الحاذق. قال رؤبة:
وكرز يمشى بطين الكرز * أبو عمرو: الكُرَّزُ: البازي يُشَدُّ ليسقُطَ ريشه. وأنشد لرؤبة: لما رأتنى راضيا بالاهماد * كالكرز المربوط بين الاوتاد * وقال أبو عبيد: هو فارسي معرب.
(112 - صحاح - 2)

(3/892)


وقال أبو حاتم: الكرز: البازي في سنته الثانية. والكَريزُ: الاقط. وكارز إلى المكان، إذا بادَرَ إليه واختبأ فيه. ويقال: كارزت عن فلان (1) ، إذا فررت عنه وعاجزته.
[كزز] الكَزَزَة: الانقباضُ واليُبْس. ويقال: رجلٌ كَزٌّ، وقومٌ كُزٌّ بالضم. ورجلٌ كَزُّ اليدين، أي بخيل، مثل جَعْد اليدين. وقوسٌ كَزَّةٌ، إذا كان في عودها يُبْسٌ عن الانعطاف. وبَكْرَةٌ كَزَّةٌ، أي ضيِّقة شديدة الصرير. وقد كَزَزْتُ الشئ فهو مكزوز، أي ضيقته. والكُزازُ بالضم: داءٌ يأخذ من شدَّة البرد. وقد كُزَّ الرجل فهو مَكْزوزٌ، إذا تقبَّض من البرد. واكلازا اكلئزازا، إذا تقبض. واللام والهمزة زائدتان.
[كعز] كعزت الشئ كعزا (2) : جمعته بأصابعى.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " إلى فلان "، صوابه في المخطوطة واللسان.
(2) كعز يكعز كعزا، كمنع.

(3/893)


[كعمز (1) ] الكعمز: حشفة الرجل.
[كنز] الكَنْزُ: المال المدفون. وقد كَنَزْتُهُ أكْنُزُهُ. وفي الحديث: " كلُّ مالٍ لا تؤدَّى زكاتُه فهو كنز ". واكتنز الشئ: اجتمع وامتلا. وقد كَنَزْتُ التمر. وهذا زمنُ الكَنازِ. قال ابن السكيت: لم يُسمع إلا بالفتح. وقال بعضهم: هو مثل الجَدادِ والجِدادِ، والصَرامِ والصِرامِ. وناقةٌ كِنازٌ بالكسر، أي مكتنزة اللحم.
[كوز] الكوزُ جمعه كيزانٌ وأكْوازٌ وكوزة، مثل عود وعيدان وأعواد وعودة. واكتاز الماء: اغترفه. وهو افتعل من الكوز. وقول الشاعر (2) : وضعنا على الميزان كوزا وهاجرا * فمالت بنو كوز بأبناء هاجر * هو اسم رجل من بنى ضبة (3) .
_________
(1) أثبتت هذه المادة في حاشية المطبوعة نقلا عن نسخة من الصحاح. ولم ترد في اللسان والقاموس.
(2) هو شمعلة بن الاخضر.
(3) قال ابن برى: كوز وهاجر: قبيلتان من ضبة. 113 - صحاح

(3/893)


فصل اللام
[لبز] اللَبْزُ: ضرب الناقة بجمْعِ خُفِّها. قال رؤبة:
خَبْطاً بأَخْفافٍ ثقال اللبز (1)
[لتز] لتزت الشئ لتزا (2) ، مثل ركزته ركزا.
[لجز] اللَجِزُ: مقلوب اللزِجِ. قاله ابن الكسيت في كتاب القلب والإبدال، وأنشد لابن مقبل: يَعْلونَ بالمَرْدَقوشِ الوردِ (3) ضاحيةً * على سعابيبِ ماء الضالة اللجز
[لحز] اللحز (4) : البخيل الضيق الخلق. والملاحز: المضايق. وتلاحز القوم في القول، إذا تعاوصوا.
_________
(1) في اللسان: " ثقال لبز ".
(2) لتزه يلتزه ويلتزه لتزا: دفعه، وهو كاللكز والوكز.
(3) يروى: الورد، والورد، بالفتح والكسر. وماء الضالة اللجن بالنون. وما هنا تصحيف، كما ذكره ابن برى. وقبله: من نسوة شمس لا مكره عنف * ولا فواحش في سر ولا علن
(4) اللحز بالكسر وككتف.

(3/894)


[لزز] لزه يلزه لزا ولززا (1) ، أي شدَّه وألصقه. وكَزٌّ لَزٌّ اتباعٌ له. ورجلٌ مِلَزٌّ: شديد الخصومة لزوم لما طالب. * ولا امرؤ ذو جدل مِلَزِّ * إنَّما خفض مِلَزًّا على الجِوارِ. ويقال: فلانٌ لِزازُ خَصْمٍ. ومنه لِزازُ الباب. واللزائزُ: الجَناجِنُ. قال الراجز (2) :
ذي مِرْفَقٍ بانَ عن اللزائر (3) * والملزز: المجتمع الخلق الشديدُ الأسرِ. وقد لَزَّزَهُ الله. ولاززته: لاصقته.
[لعز] لَعَزَ المرأة: وطئها. والناقة فصيلها: لطعته.
[لعز] ألغز في كلامه، إذا عَمَّى مراده. والاسم اللُغْزُ. يقال: لغز ولغز (4) ، والجمع الالغاز مثل رطب وأرطاب.
_________
(1) في اللسان: " لزازا ". وقال " اللزز: الشدة ".
(2) هو إهاب بن عمير.
(3) قبله: إذا أردت السير في المفاوز * فاعمد لها ببازل ترامز
(4) في المخطوطة: " لغز ولغز ولغز ولغز ولغز ".

(3/894)


وأصل اللُغْزِ جُحْرٌ لليربوع بين القاصعاء والنافقاء، يَحفرُ مستقيماً إلى أسفل، ثم يعدل عن يمينه وشماله عروضا يعترضها، فيحفى مكانه بتلك الألغاز. واللُغَّيْزى بتشديد الغين مثل اللُغْزِ، والياء ليست للتصغير لأنَّ ياء التصغير لا تكون رابعة، وإنما هي بمنزلة خُضَّارى للزرع، وشقارى نبت.
[لكز] أبو عبيدة: اللَكْزُ: الضرب بالجُمْعِ على الصدر. وقال أبو زيد: في جميع الجسد. وقولهم في المثل: " يحمل شن ويفدى لكيز "، هما ابنا أفصى بن عبد القيس بن أفصى ابن دعمى بن جديلة.
[لمز] اللَمْزُ: العيب، وأصله الإشارة بالعين ونحوها. وقد لَمَزَهُ يَلْمُزُهُ ويَلْمِزُهُ لَمْزاً. وقرئ بهما قوله تعالى: {ومنهم مَن يَلْمِزُكَ في الصَدَقات} . ورجلٌ لَمَّازٌ ولُمَزَةٌ، أي عَيَّابٌ. ويقال أيضاً: لَمَزَهُ يَلْمِزُهُ لمزا، إذا ضربه ودفعه.
[لهز] لَهَزْتُ القوم، أي خالطتهم ودخلت بينهم. ولَهَزَهُ القَتيرُ، أي خالطه الشيب. فهو ملهوز، ثم هو أشمط، ثم أشيب.

(3/895)


واللهز: الضرب بجُمع اليد في الصدر، مثل اللكز، عن أبى عبيدة. وقال أبو زيد: هو بالجُمع في اللَهازِمِ والرقَبة. والرجل ملهز بكسر الميم. قال الراجز: أكل يوم لك شاطنان * على إزاء البئر ملهزان * إذا يفوت الضرب يحذفان * ولهزه بالرمح: طعنه في صدره. ولَهَزَ الفصيلُ ضَرْعَ أُمِّه، إذا ضربه برأسه عند الرَضاع. ودائرة اللاهِزِ: التي تكون على اللِهْزِمَةِ. وتكره.
[لوز] اللَوْزَةُ: واحدة اللَوْزِ. وأرضٌ ملازة: فيها أشجار اللوز.
فصل الميم
[مرز] مَرَزَهُ يَمْرُزُهُ مَرْزاً، أي قرصه بأطراف أصابعه قرصاً رفيقاً ليس بالاظفار. وإذا أوجع المرز فهو حينئذ قرص. عن أبى عبيد. يقال: امرز لي من هذا العجين مَرْزَةً، أي اقطع لي منه قطعة. وامْتَرَزْتُ عِرضَ فلان، أي نِلْتُ منه.

(3/895)


[مزز] مَزَّهُ يَمُزُّهُ مَزًّا ومزازَةً، أي مصَّه. والمَزَّةُ: المرَّة الواحدة. وفي الحديث: " لا تُحَرِّمُ المَزَّةُ ولا المَزَّتانِ " يعني في الرضاع. والتَمَزُّزُ: تمصُّصُ الشراب قليلاً قليلاً، مثل التمزر. وشراب مز، ورمان مُزٌّ: بين الحلو والحامض. والمُزَّةُ بالضم: الخمر التي فيها طعمُ حموضةٍ ولا خير فيها. والمَزَّةُ بالفتح: الخمر اللذيذة الطعم، سمِّيت بذلك للذعها اللسان. قال الأعشى: نازعتهم قضب الريحان متكأ * وقهوة مَزَّةً راوُوقُها خَضِلُ * ولا يقال مِزَّةٌ بالكسر. والمُزَّاءُ بالضم: ضربٌ من الاشربة، وهو فعلاء بفتح العين فأدغم، لان فعلاء ليس من أبنيتهم. ويقال: هو فعال من المهموز. وليس بالوجه، لان الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القراء والسلاء. قال الاخطل يعيب قوماً: بِئْسَ الصُحاةُ وبِئْسَ الشَرْبُ شَرْبُهمُ * إذا جرى (1) فيهم المُزَّاءُ والسَكَرُ * وهو اسمٌ للخمر، ولو كان نعتاً لها لكان مَزَّاءَ بالفتح.
_________
(1) في اللسان: " إذا جرت ".

(3/896)


والمز بالكسر: الفضل. يقال: له على هذا مِزٌّ، أي فضل. والمزمزة: التحريك. يقال: أخذه فمَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبل به وأدبر. قال ابن مسعود رضي الله عنه في سكران أتى به: " ترتروه، ومزمزوه، واستنكهوه ".
[معز] المَعْزُ من الغنم: خلافُ الضأن، وهو اسمُ جنس. وكذلك المَعَزُ والمَعيزُ، والأُمْعوزُ والمِعْزى. وواحد المعز ماعز، مثل صاحب وصحب. والانثى ماعزة، وهى العنز ; والجمع مواعيز (1) . ويقال: الا معوز السِرْب من الظباء ما بين الثلاثين إلى الاربعين. قال سيبويه: معزى منون مصروف، لان الالف للالحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على فعلل، لان الالف الملحقة تجرى مجرى ما هو من نفس الكلمة، يدل على ذلك قولهم معيز وأريط في تصغير معزى وأرطى في قول من نون. وكسروا ما بعد ياء التصغير، كما قالوا دريهم. ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الالف ياء كما لم يقلبوها في تصغير حبلى وأخرى. وقال الفراء: المعزى مؤنثة وبعضهم ذكرها.
_________
(1) في اللسان والقاموس: " مواعز "، وهو القياس.

(3/896)


وحكى أبو عبيد أن الذفرى أكثر العرب لا ينونها وبعضهم ينون. قال: والمعزى كلهم ينونونها في النكرة. ويقال: أمْعَزَ القومُ، إذا كثرت مِعْزاهُم. والماعز: جلد المعز. قال الشماخ: وبردان من خال وسبعون درهما * على ذاك مقروظ من القد (1) ماعز * قوله " على ذاك "، أي مع ذاك. والمعاز: صاحب المعزى. قال أبو محمد الفقعسى يصف إبلا بكثرة اللبن، ويفضلها على الغنم في شدة الزمان: يكلن كيلا ليس بالممحوق * إذ رضى المعاز باللعوق * والمعز: الصلابة من الارض. والأمْعَزُ: المكان الصلب الكثير الحصى. والارض معزاء بينة المعز. قال الاصمعي: قلت لابي عمرو بن العلاء: معزى من المعز؟ فقال: نعم. وذفرى (2) من الذفر؟ فقال: نعم.
[ملز] ابن السكيت: يقال انمَلزَ من الأمر، إذا أفْلَتَ منه. ومَلَّزْتُهُ أنا تَمْليزاً فتَمَلَّزَ. يقال
_________
(1) في ديوانه: " من الجلد ".
(2) انظر إصلاح المنطق 338 الطبعة الثانية.

(3/897)


ما كدت أتَمَلَّزُ من فلان، مثل أتخلص، وأتملص، وأتملس.
[موز] المَوْزُ معروف، الواحدة مَوْزَةٌ.
[ميز] مزت الشئ أميزه ميزا: عزلته وفرزته. وكذلك ميزته تمييزا، فانماز، وامتاز، وتميز، واستماز، كله بمعنى. يقال: امتاز القوم، إذا تميز بعضهم من بعض. وفلان يكاد يتميز من الغيظ، أي يتقطع.
فصل النون
[نبز] النَبَزُ بالتحريك: اللقَب، والجمع الأنْبازُ. والنَبْزُ بالتسكين: المصدر. تقول: نَبزَهُ يَنْبِزُهُ نَبْزاً، أي لقَّبه. وفلان يُنَبِّزُ بالصِبيان، أي يلقّبهم، شدّد للكثرة. وتَنابَزوا بالألقاب، أي لقب بعضهم بعضا.
[نجز] نجز الشئ بالكسر ينجز نَجَزاً، أي انقضى وفَني. قال الشاعر (1)
_________
(1) النابغة الذبيانى.

(3/897)


وكنت ربيعا لليتامى وعصمة * فمُلكُ أبي قابوسَ أضْحى وقد نَجَزْ * أي انقضى وفنيَ وقتَ الضحى، لأنَّه مات في ذلك الوقت. ونَجَزَ حاجته يَنْجُزُها بالضم نَجْزاً: قضاها. يقال: نَجَزَ الوعدُ. و " أنجز حر ما وعد ". والمناجزة في الحرب: المبارزة والمقاتلة. وفي المثل: " المحاجزةُ قبل المُناجَزَةِ ". وقولهم: أنت على نَجْزِ حاجتك، بفتح النون وضمها، أي على شَرَفٍ من قضائها. واسْتَنْجَزَ الرجل حاجته وتَنَجَّزَها، أي استنجحها. والناجِزُ: الحاضرُ. يقال: بعته ناجِزاً بِناجِزٍ، كقولك يداً بيدٍ، أي تعجيلاً بتعجيلٍ. قال الشاعر: وإذا تُباشِرُكَ الهُمو * مُ فإنَّه كالٍ وناجِزْ * وفي الحديث: " لا تبيعوا إلا حاضراً بناجز " (1) .
[نحز] النَحْزُ: الدفعُ والنخسُ. وقد نحزته برجلي، أي ركلته. قال ذو الرمة
_________
(1) في المختار: قلت: المشهور حديث ورد في الصرف وفيه النهى عن بيع الصرف إلا ناجزا بناجز، أي حاضرا بحاضر. وأما المذكور في الاصل فلا وجه له ظاهر.

(3/898)


والعيس من عاسج أو واسج خببا * ينحزن في جانبيها وهى تنسلب * والنحز: الدق بالمِنْحاز، وهو الهاوُنُ (1) . يقال: الراكب يَنْحَزُ بصدره واسطةَ الرحْل، أي يدق. والنُحازُ: داءٌ يأخذ الإبل في رِئاتها فتسعل سعالاً شديداً. يقال: بعيرٌ ناحِزٌ، وبه نحاز. قال الشاعر (2) : أكويه إما أراد الكى معترضا * كى المطنى من النحز الطنى الطحلا * والانحزان: النحاز والقرح، وهما داءانِ يصيبان الإبل. يقال: أنْحَزَ القومُ، أي أصاب إبلهم النُحازُ. والناحِزُ أيضاً: أن يصيب مِرفَقُ البعير كِرْكِرتَهُ فيقال: به ناحِزٌ. أبو زيد: نَحَزَهُ في صدره مثل نَهَزَهُ، إذا ضربَه بالجُمْع. والنَحيزَةُ: الطبيعةُ والنَحيتةُ. والنَحائِزُ: النحائِتُ. وأما قول الشماخ: وعارَضَها في بطنِ ذِرْوَةَ مصعدا (3) * على طُرقٍ كأنهن نحائز *
_________
(1) الهاون والهاوون: الذى يدق فيه.
(2) هو أبو مزاحم العقيلى واسمه الحارث بن مصرف.
(3) في المطبوعة الاولى: " مسعدا " صوابه من ديوانه واللسان. والمصعد: الذى يأتي الوادي من أسفله ثم يصعد. ويروى:
فأقبلها نجاد قوين وانتحت:

(3/898)


فيقال: النحيزة شئ ينسج أعرضَ من الحِزام، يُخاط على طرف شُقَّة البيت. ويقال: النَحيزَةُ من الأرض كالطِبَّةِ، ممدودة في بطن الارض نحوا من ميل أو أكثر.
[نخز] نَخَزْتُ (1) الرجل وغيرَه: وجَأتُهُ وجئا بحد. وبكلام: أوجعته.
[نزز] النَزُّ والنِزُّ: ما يتحلَّب في الأرض من الماء. وقد أَنَزَّتِ الأرض: صارت ذات نَزٍّ. والنَزُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ الفؤاد، حكاه أبو عبيد. وظليمٌ نَزٌّ: لا يستقر في مكان. وناقةٌ نَزَّةٌ: خفيفةٌ. ونَزَّ الظَبْيُ يَنزُّ نَزيزاً، أي عَدا، وكذلك إذا صوت، عن أبى الجراح. حكاه الكسائي.
[نشز] النَشْزُ والنَشَزُ: المكان المرتفع. وجمع النَشْزِ نُشوزٌ، وجمع النَشَزِ أنشاز ونشاز، مثل جبل وأجبال وجبال. وأما النشاز بالفتح فهو المكان المرتفع. وهو واحدٌ، يقال: اقعدْ على ذلك النَشازِ.
_________
(1) مادة
[نخز] ساقطة من جل النسخ كالمترجم.

(3/899)


ابن السكيت: يقال للرجل إذا أسَنَّ ولم ينقص: فلان والله نَشَزٌ من الرجال. ونَشَزَ الرجل ينشز وينشز نشزا: ارتفع في المكان. ومنه قوله تعالى: {وإذا قيل انْشُزوا فانْشُزوا} . وإنْشازُ عظامِ الميِّت: زفعها إلى مواضعها وتركيب بعضها على بعض. ومنه قرأ زيد بن ثابت رضى الله عنه: {كيف ننشزها} . ونشزت المرأة تنشز وتَنْشِزُ نُشوزاً، إذا استعصت على بَعْلها وأبغضته. ونَشَزَ بعْلها عليها، إذا ضربَها وجفاها. ومنه قوله تعالى: {وإنِ امرأةٌ خافتْ مِنْ بعلها نشوزا} .
[نفز] الاصمعي: نفز الظبى ينفز نفزانا، أي وثب. قال الراجز (1) :
إراحة الجداية النفوز (2) * والمرأة تنفز ولدها، أي ترَقِّصُهُ. وأَنْفَزْتُ السهمَ على ظُفري، إذا أدرته. وكذلك نَفَّزْتُهُ تنفيزا.
[نقز] نَقَزَ الظبيُ في عَدْوِهِ يَنْقِزُ نَقْزاً ونَقَزاناً، أي وثب.
_________
(1) هو جران العود.
(2) قبله:
تريح بعد النفس المحفوز:

(3/899)


والتنقيز: التوثيب. والنفاز: داء يأخذ الغنم فتَنْقُزُ منه حتَّى تموت، مثل النُزاءِ. والنَقَزُ بالتحريك: رُذالُ المال. وأنشد الاصمعي: أخذت بكرا نقزا من النقز * وناب سوء قمزا من القمز * والنقز بكسر النون مثله.
[نكز] نَكَزَتِ البئرُ بالفتح تَنْكُزُ نكزا (1) : فنى ماؤها. وفيه لفة أخرى: نَكِزَتْ بالكسر تَنْكَزُ نَكَزاً. وأَنْكَزَها أصحابها، فهي بئر ناكِزٌ، أي قليلة الماء. قال ذو الرمة: على حِمْيَرِيَّاتٍ كأنّ عيونها * ذِمامُ الركايا أنْكَزَتْها المَواتِحُ * والنَكْزُ: كالغرز بشئ محدد الطرف. قال أبو زيد: نَكَزَتْهُ الحيَّةُ: لسعته بأنفها. فإذا عضَّته بنابِها قيل: نَشَطَتْهُ. قال رؤبة:
لا توعِدَنِّي حية بالنكز * وقال الاصمعي: نكزه، أي ضربه ودفعه.
[نهز] الكسائي: نهزه مثل نكزه ووكزه، أي ضربه ودفعه.
_________
(1) ونكوزا أيضا.

(3/900)


ونهز رأسه، أي حرَّكه. ويقال: نَهَزَتِ الدابَّةُ، إذا نهضت بصدرها للسير. وقال: فلا يزال شاحج يأتيك بج * أقمر نهاز ينزى وفرتج * ونهز الفَصيلُ ضَرْعَ أمِّه، مثل لَهَزَهُ. ونَهَزْتُ بالدلو في البئر، إذا ضربتَ بها في الماء لتمتلئ. والنُهْزَةُ: الفرصةُ. وانْتَهَزْتُها، إذا اغتنمتها. وقد ناهزتهم الفرص. وقال:
ناهزتهم بنيطل جروف * وناهز الصبى البلوغَ، أي داناه. وهما يَتَناهَزانِ إمارةَ بلدِ كذا، أي يبتدران.
فصل الواو
[وجز] أوْجَزْتُ الكلام: قصَّرته. وكلامٌ موجز وموجز، ووجز ووجيز. وأبو وجزة السعدى، سعد بكر، شاعر ومحدث. وتوجزت الشئ، مثل تنجزته.
[وخز] الوَخْزُ: الطعنُ بالرمح ونحوه، ولا يكون نافذاً. يقال: وَخَزَهُ بالخنجر.

(3/900)


والوخر: الشئ القليل. قال الشاعر (1) : لها أشارير من لحم تتمره * من الثعالى ووخز من أرانيها * ووخزه الشيب، أي خالطه.
[وزز] الوز: لغة في الاوز، وهو من طير الماء. والوزواز: الرجل الخفيف الطياش.
[وشز] الوَشَزُ بالتحريك: المكان المرتفع، مثل النَشَزِ. والوَشَزُ أيضاً: الشدَّة. يقال أصابتهم أوْشازُ الأمور، أي شذائدها.
[وعز] أَوْعَزْتُ إليه في كذا وكذا، أي تقدَّمتُ. وكذلك وَعَّزْتُ إليه تَوْعيزاً. وقد يخفَّف فيقال: وعزت إليه وعزا.
[وفز] الوَفْزُ والوَفَزُ: العَجَلَةُ، والجمع أوْفازٌ. يقال: نحن على أوْفازٍ، أي على سفرٍ قد أشخَصْنا. وأنا على أوفاز. قال الراجز: أسوق عيرا مائل الجهاز * صعبا ينزينى على أوفاز * ولا تقل: على وفاز.
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى.

(3/901)


واستوفز في قِعْدته، إذا قعد قُعوداً منتصباً غير مطمئن.
[وكز] الأصمعي: وَكَزَهُ مثل نَكَزَهُ، أي ضربه ودفعه. ويقال: وَكَزَهُ أيضاً: ضربه بجُمْع يَدِهِ على ذقنه.
[وهز] وَهَزْتُ فلاناً، إذا ضربته بثقل يدك. والتوهز: وطئ البعير المثقل.
فصل الهاء
[هبرز] الهِبْرِزِيُّ: الأُسْوارُ من أساورة الفُرْسِ. قال ثعلب: كلُّ جميلٍ وسيم عند العرب هبرزى، مثال هبرقى.
[هرز] هَرْوَزَ الرجل، أي مات.
[هزز] هززت الشئ هزا فاهتز، أي حرَّكته فتحرَّك. يقال: هَزَّ الحادي الإبل هَزًّا فاهْتَزَّتْ هي، إذا تحرَّكتْ في سيرها لحُدائه. واهْتَزَّ الكوكبُ في انقضاضه. وكوكبٌ هازٌّ. والهِزَّةُ، بالكسر: النشاطُ والارتياحُ، وصوت غليان القدر. 114 - صحاح

(3/901)


واهتزاز الموكب أيضاً: صوتُهم وجَلبتهم. وهَزيزُ الريح: دويُّها عند هَزِّها الشجر. يقال: الريح تهزز الشجر فيتهزز. وهزهزه، أي حركه فتهزهز. والهَزاهِزُ: الفتنُ يهتزُّ فيها الناس. وسيف هزهاز، ونهر هزهز، بالضم. وأنشد الاصمعي: إذا استراثت ساقيا مستوفزا * بجت من البطحاء نهرا هزهزا * وهزان: حى من العرب. ومنه قول الشاعر (1) : فلن تعدمي من اليمامة منكحا (2) * وفتيان هزان الطوال الغرانقه
[همز] الهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضغطِ. وقد همزت الشئ في كفى. قال الراجز (3) :
ومن هَمَزْنا رأْسَهُ تَهَشَّما (4) * ومنه الهَمْزُ في الكلام، لأنَّه يُضغط. وقد هَمَزْتُ الحرفَ فانهمز.
_________
(1) الاعشى يقوله لامرأته الهزانية حين طلقها.
(2) في ديوان الاعشى:
فقد كان في شبان قومك منكح
(3) رؤبة.
(4) صوبه: " تبركعا ". وبعده:
على استه زوبعة أو زوبعا:

(3/902)


وقيل لاعرابي: أتهمز الفارة؟ فقال: السنَّورُ يهمزها. والهَمْزُ مثل اللمْزِ. والهامِزُ والهَمَّازُ: العيَّابُ. والهُمَزَةُ مثله. يقال رجلٌ هُمَزَةٌ، وامرأةٌ هُمَزَةٌ أيضاً. وهَمَزَهُ، أي دفعه وضربه. قال الراجز (1) : ومن همزنا عزه تبركعا * على استه زوبعة أو زوبعا * وهمزات الشيطان: خطراته التى يُخطِرها بقلب الإنسان. وقوسٌ هَمَزى، على فعلى، أي شديدة الدفع للسهم. والمِهْمَزُ والمِهْماز: حديدةٌ تكون في مؤخَّر خفِّ الرائض. قال الشماخ: أقامَ الثقاف والطريدة درأها * كما قومت ضغن الشموس المهامز
[هذز] الهنداز معرب، وأصله بالفارسية " أندازة " يقال: أعطاه بلا حساب ولا هِنْدازٍ. ومنه المُهَنْدِزُ، وهو الذي يقدِّر مجاريَ القُنِيِّ والأبنية. إلا أنهم صيروا الزاى سينا فقالوا: مهندس، لانه ليس في كلام العرب زاى قبلها دال.
_________
(1) رؤبة.

(3/902)


باب السين:
فصل الالف
[أبس] الأصمعي: أَبَّسْتُ به تَأْبيساً، أي ذَلَّلْتُهُ وحقّرته، وكسَّرته. قال الشاعر (1) : إنْ تَكُ جُلْمودَ بِصْر لا أُؤَبَّسُهُ * أُوقِدَ عليه فأَحْميهِ فَيَنْصَدِعُ (2) * قال: وأبَسْت به أَبساً مثلُه. وأنشد للعجَّاج:
أُسودُ هَيْجا لم تُرَم بِأَبْسِ (3) * والأَبْسُ أيضاً: المكان الخشن، مثل الشأز. قال الراجز (4) : يتركن في كل مناخ أبس * كل جنين مشعر في غرس (5) * ويروى: " مناخ إنس " بالنون والاضافة، أي في كل منزل ينزله الناس.
_________
(1) هو عباس بن مرداس يخاطب خفاف بن ندبة.
(2) في اللسان: " جلمود صخر ". وبعده: السلم تأخذ منها ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
(3) في اللسان:
وليث غاب لم يرم بأبس
(4) هو منظور بن مرثد الاسدي.
(5) في اللسان: " في الغرس ".

(3/903)


والتأبس: التغيُّر. ومنه قول المتلمس:
تُطيفُ به الايام ما يتأبس (1)
[أرس (2) ] الأريس: الذَرَّاع (3) ، وجمعه أرارسة. قال: إذا فارقتكُمْ عبدُ وُدٍّ فلَيْتَكُمْ * أرارسةٌ ترعَون دينَ الأعاجم
[أسس] الأُسُّ: أصل البِناء، وكذلك الأساسُ، والأَسَسُ مقصورٌ منه. وجمع الأُسِّ إساسٌ مثل عُسّ وعِساسٍ، وجمع الأَساسِ أُسُس مثل قَذالٍ وقُذُلٍ، وجمع الأَسَسِ آساسٌ مثل سببٍ وأسبابٍ. وقد أَسَّسْتُ البناء تأسيسا. وقولهم: كان ذلك على أُسِّ الدهر، وأَسِّ الدهر وإسِّ الدهر، ثلاث لغاتٍ، أي على قدم الدهر ووجه الدهر. والتَأْسيسُ في القافية هو الألف التى ليس
_________
(1) صدره:
ألم تر أن الجو أصبح راسيا
(2) هذه المادة أثبتت في المطبوعة الاولى في الهامش. وهى من مواد الصحاح كما يفهم من تصرف صاحب القاموس.
(3) في الاصل: " الارس: الذراع " وهو تحريف.

(3/903)


بينها وبين حرف الرويِّ إلاَّ حرفٌ واحدٌ، كقول الشاعر (1) : كِليني لَهَمٍ يا أُمَيْمَةُ ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب * فلا بد من هذه الالف إلى آخر القصيدة. وأَسَّ الشاةَ يَؤُسُّهاَ أَسّاً، أي زجرها وقال لها: إسْ إسْ.
[ألس] الأَلْسُ: الخيانةُ. وقد أَلَسَ يَأْلِسُ بالكسر أَلْساً. ومنه قولهم: " لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ ". والأَلْسُ أيضاً: اختلاط العقل. وقد أُلِسَ الرجلُ فهو مَأْلوسٌ، أي مجنون. قال الراجز: يتبعن مثل العمج المنسوس * أهوج يمشى مشية المألوس * يقال: إنَّ به أَلْساً، أي جنوناً. وضربته فما تأَلَّسَ، أي ما توجَّعْ. ويقال: ما ذقت ألوسا، أي شيئا. وإلياس: اسم عجمى (2) ، وقد سمت العرب به، وهو إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
[أمس] أمْسِ: اسمٌ حرِّك آخره لالتقاء الساكنين.
_________
(1) النابغة.
(2) جعله ابن دريد في الاشتقاق عربيا في لغتيه، فهو في لغة من يهمزه من مادة
[ألس] ، وفى لغة من لا يهمزه من مادة
[يئس] .

(3/904)


واختلفت العرب فيه، فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفةً، ومنهم من يُعربه معرفةً. وكلُّهم يعربه إذا دخل عليه الألف واللام أو صيَّره نكرة، أو أضافه. تقول: مضى الأَمْسُ المبارك، ومضى أَمْسُنا، وكلُّ غدٍ صائرٌ أمسا. وقال سيبويه: قد جاء في ضرورة الشعر مذ أمس بالفتح. وأنشد: لقد رأيت عجبا مذ أمسا * عجائزا مثل السعالى خمسا * يأكلن ما في رحلهن همسا * لا ترك الله لهن ضرسا * قال: ولا يصغر أمس كما لا يصغر غدا، والبارحة، وكيف، وأين، ومتى، وأى، وما، وعند، وأسماء الشهور والاسبوع غير الجمعة.
[أنس] الإِنْسُ: البَشَر، الواحد إنْسِيٌّ وأَنَسِيٌّ أيضاً بالتحريك، والجمع أَناسِيٌّ. وإنْ شئتَ جعلته إنساناً ثم جَمَعَتهُ أَناسِيَّ، فتكون الياء عوضاً من النون. وقال الله تعالى: {وأناسى كثيرا} . وكذلك الاناسية، مثل الصيارفة والصياقلة. ويقال للمرأة أيضاً إنْسانٌ، ولا يقال إنْسانةُ، والعامة تقوله. وإنْسانُ العين: المثال الذي يُرى في السواد،

(3/904)


أي سواد العين. ويجمع أيضاً على أناسِيَّ. قال ذو الرمة يصف إبلاً غارتْ عيونُها من التعب والسير:
أَناسيُّ مَلْحودٌ لها في الحَواجِبِ (1) * ولا يجمع على أناس. وتقدير إنسان فعلان، وإنما زيد في تصغيره ياء (2) كما زيد في تصغير رجل فقيل: رويجل. وقال قوم: أصله إنسيان على إفعلان، فحذفت الياء استخفافا، لكثرة ما يجرى على ألسنتهم، فإذا صغروه ردوها، لان التصغير لا يكثر. واستدلوا عليه بقول ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إنما سمى إنسانا لانه عهد إليه فنسى. والاناس: لغة في الناسِ، وهو (3) الأًصل فخفِّف. قال الشاعر: إنَّ المَنايا يَطَّلِعْ‍ * نَ على الأُناسِ الآمِنينا * ويقال: كيف ابنُ إنْسِكَ، وإنْسِكَ، يعني نفسه، أي كيف تراني في مصاحبتي إيّاك. وفلان ابنُ إنْسِ فلان، أي صفيه وخاصته. وهذا خدنى، وإنسى، وخلصي، وجلسى، كله بالكسر.
_________
(1) صدره:
إذا استوجست آذانها استأنست لها
(2) أي قيل في تصغيره: " أنيسيان ".
(3) أي الاناس.

(3/905)


واستأنست بفلان وتَأَنَّسْتُ به، بمعنىً. واسْتَأْنَسَ الوحشيُّ، إذا أحسّ إنْسِيّاً. والأنيسُ: المُؤانِسُ، وكلُّ ما يُؤْنَسُ به. وما بالدار أَنيسٌ، أي أحد. وقول الكميت: فَيهِنَّ آنِسَةُ الحّديثِ حيية * ليست بفاحشة ولا متفال * أي تأنست بحديثك. ولم يرد أنّها تُؤْنِسُكَ، لأنَّه لو أراد ذلك لقال مُؤْنِسَة. وآنَسَتُهُ: أبصرتُهُ. يقال: آنَسْتُ منه رُشْداً، أي عملته. وآنست الصوت: سمعته. والايناس: خلاف الإيحاشِ، وكذلك التأْنيسُ. وكانت العرب تسمِّي يومَ الخميس: مؤْنِساً. قال الفراء يونس ويونس ويونس: ثلاث لغات في اسم رجل. وحكى فيه الهمز أيضا. قال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسرُ من كل شئ. وقال الاصمعي: هو الأيمن. وقال: كلُّ اثنين من الإنسانِ مثل الساعدين والزَنْدين والقدمَين فما أقبل منهما على الإنْسانِ فهو إْنسِيٌّ، وما أدبر عنه فهو وحشيٌّ. وإنْسِيٌّ القوسِ: ما أقبّلَ عليك منها. والأَنَسَُ، بالتحريك: الحى المقيمون.

(3/905)


والانس أيضا: لغة في الإنْسِ. وأنشد الأخفش على هذه اللغة (1) : أَتَوْا ناري فقلتُ مَنونَ أنتم * فقالوا الجِنُّ قلتُ عِموا ظَلاما * فقلتُ إلى الطعامِ فقال منهم * زعيمٌ: نَحْسُدُ الأَنَسَ الطَعاما * قال: والإَنَسُ أيضاً: خلاف الوحْشَةِ، وهو مصدر قولك أَنِسْتُ به بالكسر أَنَساً وأَنَسَةً وفيه لغة أخرى: أَنَسْتُ به أنسا، مثال كفرت به كفرا.
[أوس] الأَوْسُ: العطاءُ. أبو زيد: أُسْتُ القومَ أَؤُوسُهُمْ أَوْساً، إذا أعطَيتهم، وكذلك إذا عوَّضتَهم من شئ. وقال (2) : فلاحشأنك مشقصا * أوسا أويس من الهباله (3) * يعنى عوضا. والاوس: الذئب، وبه سمى الرجل. وأوس: أبو قبيلة من اليمن، وهو أوس بن قيلة أخو الخزرج، منهما الانصار، وقيلة أمهما.
_________
(1) لشمر بن الحارث الضبى.
(2) أسماء بنت خارجة.
(3) قبله: في كل يوم من ذؤاله * ضغث يزيد على إباله:

(3/906)


وأويس: اسم للذئب جاء مصغرا، مثل الكميت واللجين. قال الهذلى: يا ليت شِعْري عنك والأَمْرُ أَمَمْ * ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ (1) * واستآسه، أي استعاضه. والمستآس: المستعطى. قال الجعدى: ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الاله هو مستآسا (2) * والآسُ: شجرٌ معروف. والآسُ أيضاَ: بقيَّة الرماد في المَوْقِد. وقال الأصمعيّ: آثار الدارِ وما يُعرف من علاماتها.
[أيس] ابن السكيت: أَيِسْتُ منه آيَسُ يَأْساً: لغة في يَئِسْتُ منه أَيْأَسُ يَأْساً. ومصدرهما واحد. وآيَسَني منه فلانٌ، مثل أَيْأَسَني. وكذلك التأييس.
فصل الباء
[بأس] البَأْسُ: العذابُ. والبَأْسُ: الشدَّة في الحرب.
_________
(1) الاشطار خمسة عشر شطرا في ديوان الهذليين 3: 96 - 97. ولم يعرف هذا الهذلى.
(2) في المطبوعة الاولى: " المستآس "، صوابه من اللسان ومن ديوانه المخطوط. وقبله: لبست أناسا فأفنيتهم * وأفنيت بعد أناس أناسا:

(3/906)


تقول منه: بؤس الرجل بالضم يَبْؤُسُ بَأْساً، إذا كان شديد البأس. حكاه أبو زيد في كتاب الهمز. فهو بئيس على فعيل، أي شجاعٌ. وعذابٌ بَئيسٌ أيضاً، أي شديد. قال: وبَئِسَ الرجل يَبْأَسُ بُؤْساً وبَئيساً: اشتدَّت حاجته فهو بائس. وأنشد أبو عمرو: وبيضاء من أهل المدينة لم تذق * بئيسا ولم تتبع حمولة مجحد (1) * وهو اسم وضع موضع المصدر. وبئس: كلمة ذم. ونعم: كلمة مدح. تقول: بئس الرجل زيد، وبئس المرأة هندٌ. وهما فعلان ماضيان لا يتصرَّفان، لأنهما أزيلا عن موضعهما. فنِعْمَ منقول من قولك نَعِمَ فلان إذا أصاب نِعْمَةً، وبِئْسَ منقول من بَئِسَ فلان إذا أصاب بُؤْساً، فنِقلاً إلى المدح والذمِّ، فشابها الحروف فلم يتصرفها. وفيهما لغات نذكرها في (نعم) من باب الميم. والابؤس: جمع بؤس (2) ، من قولهم: يوم بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ. والابؤس أبضا: الداهية (3) . وفى المثل: " عسى الغوير أبؤسا ".
_________
(1) قال ابن برى: البيت للفرزدق. وصواب إنشاده: " لبيضاء من أهل المدينة ". وقبله: إذا شئت غناني من العاج قاصف * على معصم ريان لم يتخدد
(2) ابن برى: الصحيح أن الا بؤس جمع بأس.
(3) ابن برى: صوابه أن يقول: " الدواهي ".

(3/907)


وقد أبأس إبْآساً. قال الكميت: قالوا أَساَء بَنُو كُرْزٍ فقلت لهم * عَسى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإمْرارِ * ولا تَبْتَئِسْ، أي لا تحزن ولا تَشْتَكِ. والمُبْتَئِسُ: الكارِهُ والحزينُ. قال حسان ابن ثابت: ما يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ (1) غيرَ مُبْتَئِسٍ * منه وأَقْعُدْ كريما ناعم البال * والبأساء: الشدة. قال الاخفش: بنى على فعلاء وليس له أفعل لانه اسم، كما قد يجئ أفعل في الاسماء ليس معه فعلاء، نحو أحمد. والبؤسى: خلاف النعمى.
[بجس] بَجَسْتُ الماء فانْبَجَسَ، أي فجَّرته فانفجر. وبَجَسَ الماءُ بنفسهُ يَبْجُسُ يتعدَّى ولا يتعدَّى. وسحائب بُجْسٌ. وانْبَجَسَ الماء وتَبَجَّسَ، أي تفجر.
[بخس] البَخْسُ: الناقص. يقال: {شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} . وقد بَخَسَهُ حقَّه يبخسه بخسا، إذا نقصه.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " فاقبل "، صوابه من ديوانه ص 326 واللسان.

(3/907)


يقال للبيع إذا كان قَصْداً: لا بَخْسَ فيه ولا شَطَط. وفي المثل: " تَحْسَبُها حمقاءَ وهي باخِسٌ ". هكذا جرى المثل. قال ثعلب: وإن شئت قلت باخسة. والبَخْسُ أيضاً: أرض تُنْبِتُ من غير سَقْي. قال الأمويّ: يقال بَخَّسَ المُخُّ تَبْخيساً، أي نقص ولم يَبْقَ إلا في السُلامى والعين، وهو آخر ما يبقَى.
[برس] البرس بالكسر: القطن. قال الشاعر: ترى اللغام على هاماتها قزعا * كالبرس طيره ضرب الكرابيل (1)
[برنس] البُرْنُسُ: قَلنسُوة طويلة، وكان النُسَّاكُ يلبسونها في صدر الإسلام. وقد تَبَرْنَسَ الرجل، إذا لبِسَه. والبرنساء: الناس. وفيه لغات: برنساء مثال عقرباء ممدود غير مصروف، وبرناساء، وبراساء. قال ابن السكيت: يقال ما أدرى أي برنساء هو، وأي البَرْنَساءِ هو، أي أي الناس هو.
_________
(1) الكرابيل: جمع كربال: مندف القطن. والقزع: المتفرق قطعا. ويروى: " ترمى اللغام ".

(3/908)


[برجس] ناقةٌ بِرْجيسٌ، أي غزيرةٌ. والبِرْجيسُ أيضاً: نجمٌ. قال الفراء: هو المشترى. حكاه عن الكلبى. والبرجاس: غرض في الهواء يُرْمى به. وأظنُّه مُوَلَّداً.
[برعس] ناقة برعيس، مثال برجيس. وربما قالوا: برعس.
[بسس] أبو زيد: البسُّ: السَوْقُ الليّن. وقد بَسَسْتُ الإِبلَ أَبُسُّها بالضم بَسَّاً. والبَسُّ أيضاً: اتِّخاذ البَسيسَةِ، وهو أن يُلَتَّ السويقُ أو الدقيقُ أو الأقِطُ المطحونُ، بالسمن أو بالزيت، ثم يؤكل ولا يطبخ. قال يعقوب: هو أشد من اللت بللا. قال الراجز: لا تخبزا خبزا وبسا بسا * ولا تطيلا بمناخ حبسا * وذكر أبو عبيدة أنه لص من غطفان أراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن ذلك، فأكله عجينا. ولم يجعل البس من السوق اللين. والابساس عند الحلب: أن يقال للناقة: بَِسْ بَسْ. وهو صوَيْتٌ للراعي يسكِّن به الناقة عند الحلب.

(3/908)


وناقة بسوس، إذا كانت لا تدرُّ إلا على الإِبْساسِ. وقال أبو عبيد: بَسَسْتُ الإِبِلَ وأَبْسَسْتُ، لغتان، إذا زجرتها وقلت: بس بس. وفى الحديث: " يخرج قوم من المدينة إلى اليمن والشأم أو العراق يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ". وبس عَقارِبَهُ، أي أرسل نمائمه وأذاه. وبَسَسْتُ المالَ في البلاد فانْبَسَّ، إذا أرسلتَه فتفرَّقَ فيها، مثل بثثته فانبث. والبسوس: اسم امرأة، وهى خالة جساس ابن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب، فرآها كليب وائل في حماه وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت بها العرب المثل في الشؤم، وبها سميت حرب البسوس. وقال أبو زيد: أبسست بالمعز، إذا أشليتها إلى الماء. والبسبس: القفر. والترهات البسابس، هي الباطل. وربما قالوا: تزهات البسابس، بالاضافة. قال الكسائي: يقال: جئ به من حسك وبسك، أي ائْتِ به على كلِّ حال من حيث شئت.

(3/909)


وقال أبو عمرو: يقال جاء به من حَِسِّهِ وبَِسِّهِ، أي من جهده. ولأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَِسِّي، أي من جهدي. وينشد: تَرَكَتْ بَيْتي من الأش‍ * ياءِ قَفْراً مثل أمس * كل شئ كنت قد جَ‍ * مَّعْتُ من حَسِّي وبسى * والبسباسة: نبت.
[بلس] أَبْلَسَ من رحمة الله، أي يَئِسَ. ومنه سمِّي إبْليسُ، وكان اسمه عَزازِيلُ. والإِبْلاسُ أيضاً: الانكسار والحزن. يقال: أَبْلَسَ فلانٌ، إذا سكت غما. قال الراجز (1) : يا صاح هل تعرف رسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا * وأبلست الناقة، إذا لم تَرْغُ من شدّة الضَبَعَةِ، فهي مِبْلاسٌ. والبَلَسُ بالتحريك: شئ يشبه التين يكثر باليمن. وأهلُ المدينة يسمون المِسْحَ بَلاساً، وهو فارسيّ معرّب. ومن دعائهم: أرانيك الله على البُلُسِ! بالضم، وهي غرائر كبارٌ من مسوحٍ يُجعل فيها التين (2) ويُشَهَّرُ عليها مَنْ يُنَكَّلُ به وينادى عليه.
_________
(1) هو العجاج.
(2) وكذا في اللسان. ولعلها " التين " بالباء الموحدة. 115 - صحاح

(3/909)


[بلعس] البَلْعَسُ من النوق: الضخمة مع استرخاء فيها.
[بنس] بنست عنه تبنيسا، أي تأخرت. حكاه جماعة.
[بوس] البوس: التقبيل، فارسي معرب. وقد باسه يبوسه.
[بهس] بَهْنَسَ وتَبَهْنَسَ، أي تبختر. وَبَيْهَسٌ: اسمٌ من أسماء الأسد. والبيهسية: صنف من الخوارج، نسبوا إلى أبى بيهس هيصم بن جابر، أحد بنى سعد بن ضبيعة بن قيس.
[بيس] بيسان: موضع تنسب إليه الخمر. قال حسان بن ثابت: من خمر بيسان تخيرتها * ترياقة توشك فتر العظام (1) *
_________
(1) قال ابن برى: الذى في شعره: " تسرع فتر العظام ". قال: وهو الصحيح، لان أوشك بابه أن يكون بعده أن والفعل. وقبل البيت: نشربها صرفا وممزوجة * ثم نغنى في بيوت الرخام:

(3/910)


فصل التاء
[ترس] التُرْسُ جمعه تِرَسَةٌ، وتِراسٌ، وأتْراسٌ، وتُروسٌ. قال يعقوب: ولا تقل أتْرِسَةٌ. ورجلٌ تارِسٌ: ذو تُرْسٍ. ورجلٌ تَرَّاسٌ: صاحب تُرْسٍ. والتَتَرُّسُ: التستُّر بالتُرْسِ. وكذلك التَتْريسُ. والمَتْرَسُ: خشبةٌ توضع خَلْفَ الباب (1) .
[تعس] التَعْسُ: الهلاكُ ; وأصله الكَبُّ، وهو ضدُّ الانتعاش. وقد تَعَسَ بالغتح يتعس تعسا، وأتعسه الله. قال مجمّع بن هلال: تَقُولُ وقد أَفْرَدْتُها من حَليلِها * تَعِسْتَ كما أَتْعَسْتَني يا مُجَمِّعُ * يقال: تَعْساً لفلان، أي ألزمَه الله هلاكا.
[توس] التُّوسُ: الطبيعة والخيمُ. يقال: فلانٌ من توسِ صِدْقٍ، أي من أصل صدق.
[تيس] التَيْسُ من المَعْزِ، والجمع تيوس وأتياس (2)
_________
(1) في اللسان: " وهى المترس بالفارسية ".
(2) وأتيس أيضا.

(3/910)


قال الهذلى (1) : من فوقه أنسر سود وأغربة * وتحته (2) أعنز كلف وأتياس * والتياس: الذى يمسكه. يقال للذكر من الظباء أيضاً: تَيْسٌ، وللأنثى: عنزٌ. والمَتْيُوساءُ: التُيوسُ. ويقال: اسْتَتْيَسَتِ العنزُ، كما يقال: استنوق الجمل. وفى فلان تيسية، وناس يقولون: تيسوسية وكيفوفية، ولا أدرى ما صحتهما.
فصل الجيم
[جبس] الجِبْسُ: الجبانُ الفَدْمُ. قال الأصمعي: يقال إنَّه لجِبْسٌ من الرجال، إذا كان عَيَّا. وتَجَبَّسَ في مشيته، أي تبختر. قال عمر (3) ابن لجأ (4) : تمشى إلى رواء عاطناتها * تجبس العانس في ريطاتها *
_________
(1) مالك بن خالد الخناعى ديوان الهذليين 3: 2
(2) يروى: " ودونه ".
(3) في المطبوعة الاولى: " عمرو "، صوابه في اللسان.
(4) قال السيرافى: هو لعمران بن خصاف الهجيمى.

(3/911)


[جحس] الجِحاسُ في القتال، مثل الجِحاش. قال الأصمعي: يقال جاحَسْتُهُ وجاحَشْتُهُ، إذا زاحمتَه وزاولتَه على الامر. وأنشد (1) : إن عاش قاسى لك ما أقاسى * من ضربي الهامات واجتباسى (2) * والصقع (3) في يوم الوغى الجحاس * وقال رؤبة: يوما ترانا (4) في عراك الجحس * ننبو (5) بأجلال الامور الربس
[جدس] جديس: قبيلة كانت في الدهر الاول فانقرضت. والجادسة: الارض التى لم تُعْمَرْ ولم تُحْرَثْ. وفي حديث مُعاذ: " مَنْ كانت له أرضٌ جادِسةٌ وقد عُرِفَتْ له في الجاهلية حتَّى أسلم فهي لربِّها ".
[جرس] الجَرْسُ والجِرْسُ: الصوتُ الخفيُّ.
_________
(1) لرجل من بنى فزارة.
(2) في اللسان: " واحتباسي ".
(3) الصقع، بالقاف: الضرب، أو الضرب على الرأس. وفى المطبوعة الاولى: " الصفع " بالفاء، صوابه في المخطوطة واللسان.
(4) في المطبوعة الاولى: " تراني " صوابه من اللسان.
(5) في المطبوعة الاولى: " تنبو "، تحريف.

(3/911)


ويقال: سمعت جَرْسَ الطير، إذا سمعت صوت مناقيرها على شئ تأكله. وفي الحديث: " فيسمعون جَرْسَ طير الجنة ". قال الاصمعي: كنت في مجلس شعبة قال: " فيسمعون جرش طير الجنة " بالشين، فقلت: " جرس "، فنظر إلى فقال: خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا. وتقول: أجرس الطائر، إذا سمعت صوت مره. قال الراجز (1) : حتى إذا أجْرَسَ كُلُّ طائِرِ * قامت تعنظى بك سمع الحاضر * وكذلك أَجْرَسَ الحَلْيُ، إذا سمعتَ صوت جَرْسِهِ. وقال (2) : تَسْمَعُ لِلْحَلْيِ إذا ما وَسْوَسا * وارْتَجَّ في أَجْيادِها وأجرسا (3) *
_________
(1) هو جندل بن المثنى الطهوى قال: لقد خشيت أن يقوم قابرى * ولم تمارسك من الضرائر * شنظيرة شائلة الجمائر * ذات شذاة جمة الصراصر * حتى إذا أجْرَسَ كُلُّ طائِرِ * قامت تعنظى بك سمع الحاضر * تصر إصرار العقاب الكاسر
(2) العجاج.
(3) في الاساس: " والتج ". وبعده:
زفزفة الريح الحصاد اليبسا:

(3/912)


وقد أجرسنى السبع، إذا سمع جرسي. عن ابن السكيت. وجرست النحل العرفط تجرس، إذا أكلته. ومنه قيل للنحل جَوارِسُ. قال الشاعر (1) : تَظَلُّ على الثَمْراءِ منها جَوارِسٌ * مَراضيعُ شُهْبُ (2) الريشِ زُغْبٌ رِقابُها * ومضى جَرْسٌ من الليل، أي طائفة منه. والجَرَسُ بالتحريك: الذي يعلق في عنق البعير، والذي يُضرَب به أيضا. وفى الحديث: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ". وأجرس الحادى، إذا حدا للابل. قال الراجز: أجرس لها يا ابن أبى كباش * فما لها الليلة من إنفاش * غير السرى وسائق نجاش (3) * أسمر مثل الحية الخشاش * أي احد لها لتسمع الحداء فتسير. ورواه ابن السكيت بالشين وألف الوصل والرواة على خلافه.
_________
(1) أبو ذؤيب.
(2) في الاساس واللسان: " صهب ".
(3) في المطبوعة الاولى: " فحاش " صوابه من اللسان، ومن إحدى نسخ الصحاح كما نبه في هامش المطبوعة الاولى، وهو المطابق لما سيأتي في مادة
[نجش] .

(3/912)


وجرست وتجرست أي تكلمت بشئ وتنغمت (1) . أبو عمرو: المُجَرَّسُ بفتح الراء: الذي قد جرَّب الأمور. يقال: جَرَّسَتْهُ الأمور، أي جربته وأحكمته. قال العجاج: والعصر قبل هذه العُصورِ (2) * مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ * بالزجر والريم على المزجور * يقول: قد جرست الغرة بالزجر عما لا يجب إتيانه.
[جرجس] الجرجس: لغة في القرقس، وهو البعوض الصغار. قال شريح بن حراش (3) الكلبى: لبيض بنجد لم يبتن نواطرا * لزرع ولم يدرج عليهن جرجس * أحب إلينا من سواكن قرية * مثجلة داياتها تتكدس *
_________
(1) في اللسان: " وتنغمت به ".
(2) قبله: جارى لا تَسْتنكِري عَذيري * سَيْري وإشفاقي على بعيرى * وحذرى ما ليس بالمحذور * وكثرة التحديث عن شقورى * وحفظة أكنها ضميري
(3) في اللسان: " جواس ".

(3/913)


وجرجيس: اسم نبى عليه السلام.
[جرفس] الجِرْفاسُ: الضخمُ. ويقال الغليظُ الشديد.
[جسس] جَسَّهُ بيده واجْتَسَّهُ، أي مسّه. والمَجَسَّةُ: الموضع الذي يَجُسُّهُ الطبيب. وفى المثل: " أفواهها مجاسها " ; لان الابل إذا أحسنت الاكل اكتفى الناظر إليها بذلك في معرفة سمنها من أن يجسها. وجسست الاخبار وتجسستها، أي تفحصت عنها. ومنه الجاسوس. وحكى عن الخليل: الجواس: الحواس. وقال ابن دريد: قد يكون الجس بالعين. وأنشد: فاعصوصبوا ثم جسوه بأعينهم * ثم اختفوه وقرن الشمس قد زالا (1) * وجساس بن مرة الشيباني: قاتل كليب وائل.
[جعس] رجل جعسوس مثل جعشوش، وهو القصير الدميم.
_________
(1) قبله: وفتية كالذئاب الطلس قلت لهم * إنى أرى شبحا قد زال أو حالا:

(3/913)


وقال ابن السكيت في كتاب القلب والابدال: رجل جعسوس وجعشوش بالسين والشين جميعا، وذلك إلى قماءة وصغر وقلة. يقال: هو من جعاسيس الناس. قال: ولا يقال هذا بالشين. قال عمرو بن معدى كرب: تداعت حوله جشم بن بكر * وأسلمه جعاسيس الرباب * والجعس: الرجيع، وهو مولد. والعرب تقول: الجُعْموسُ، بزيادة الميم. يقال: رمى بجعاميس بطنه.
[جفس] الجفاية: الاتخام. وقد جفس بالكسر يجفس جفسا.
[جلس] جَلَسَ جلوساً. وأَجْلَسَهُ غيره. وقومٌ جلوسٌ. والمَجْلِسُ: موضع الجُلوسِ. والمَجْلِسُ بفتح اللام: المصدر. ورجلٌ جلسة، مثال همزة، أي كثير الجلوس. والجلسة بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالسُ. وجالسْتُهُ فهو جِلْسي وجَليسي، كما تقول: خِدْني وخَديني. وتَجالَسوا في المجالس.

(3/914)


والجلس: الغليظ من الأرض. ومنه جَملٌ جَلْسٌ وناقةٌ جَلْسٌ، أي وثيقٌ جسيمٌ. وشجرةٌ جَلْسٌ وشَهْدٌ جلْسٌ، أي غليظٌ. ويقال: امرأةٌ جَلْسٌ، للتي تَجْلِسُ في الفناء ولا تبرح. قالت الخنساء (1) : حتى إذا ما الخدر أبرزني * نبذ الرجال بزولة جلس * والجلس: أيضا نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى نجدا. وقال (2) : قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس * وقول الاعشى:
لنا جلسان عندها وبنفسج (3) *
_________
(1) قال ابن برى: الشعر لحميد بن ثور، وكان خاطب امرأة فقالت له: ما طمع أحد في قط ... إلى آخر ما قالت. وقبله: أما ليالى كنت جارية * فحففت بالرقباء والجلس * وبعده: وبجارة شوهاء ترقبني * وحم يخر كمنبذ الحلس
(2) عبد الله بن الزبير.
(3) عجزه:
وسيسنبر والمرزجوش منمنما * وبعده: وآس وخيري ومرو وسوسن * يصبحنا في كل دجن تغيما:

(3/914)


إنما هو معرب " كلشان " بالفارسية.
[جمس] الجاموس: واحد الجواميس، فارسي معرب. وجموس الودك: جموده. والماء جامِسٌ، أي جامدٌ. والجُمْسَةُ بالضم: البسرة إذا أرطبت وهى بعد صلبة لم تنهضم.
[جنس] الجنس: الضرب من الشئ، وهو أعم من النوع. ومنه المجانسة والتجنيس. وزعم ابن دريد أن الاصمعي كان يدفع قول العامة: هذا مجانس لهذا، ويقول إنه مولد.
[جوس] الجَوْس: مصدر قولك: جاسوا خلال الديار، أي تخلّلوها فطلبوا ما فيها، كما يَجوسُ الرجل الاخبار أي يطلبها. وكذلك الاجتياس. والجوسان بالتحريك: الطوفان بالليل.
فصل الحاء
[حبس] الحَبْسُ: ضد التخلية. وحَبَسْتُهُ واحْتَبَسْتُهُ بمعنىً. واحْتَبَسَ أيضاً بنفسه، يتعدى ولا يتعدى.

(3/915)


وتحبس على كذا، أي حَبَسَ نفسَه على ذلك. والحُبْسَةُ بالضم: الاسم من الاحتِباسِ. يقال: " الصَمتُ حُبْسَةٌ ". وأحْبَسْتُ فرساً في سبيل الله، أي وقفت، فهو محبس وحبيس. والحبس بالضم: ما وُقِفَ. والحِبس بالكسر: خشَب أو حجارةٌ تبنى في مَجْرى الماء لتَحْبِس الماء، فيشربَ منه القوم ويسقوا أموالهم. قال الراجز (1) :
فمشت فيها كعمود الجبس (2) * والجمع أَحْباسٌ. وتسمى مَصْنَعَةُ الماء حَبْساً. وحابس: اسم أبى الاقرع التميمي.
[حدس] الحَدْسُ: الظنُّ والتخمين. يقال: هو يَحْدسُ بالكسر، أي يقول شيئا برأيه.
_________
(1) هو أبو زرعة التيمى.
(2) الرجز: من كعثب مستوفز المجس * راب منيف مثل عرض الترس * فشمت فيها كعمود الحبس * أمعسها يا صاح أي معس * حتى شفيت نفسها من نفسي * تلك سليمى فاعلمن عرسي:

(3/915)


أبو زيد: تحدست الأخبارَ وعن الأخبار، إذا تخبَّرْتُ عنها وأردت أن تعلمها من حيث لا يُعْلَمُ بك. والحَدْسُ أيضاً: الذَهاب في الأرض على غير هداية. قال الراجز:
كأنها من بعد سير حدس * وحدست في لبة البعير، أي وَجَأْتُها. وحَدَسْتُ بسهمٍ: رميت به. وحدست برجلي الشئ، أي وَطِئْتُهُ. وحَدَسَهُ، أي صَرَعَهُ. وقال الشاعر (1) : بمعتَرَكِ شَطِّ الحُبَيَّا تَرى به * من القوم محدوساً وآخر حادسا (2) * والحندس: الليل الشديد الظلمة.
[حدلس] الحندليس من النوق: الثقيلة المشى.
_________
(1) هو معدى كرب.
(2) كذا على الصواب في المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: ترى من القوم محدوسا وآخر * حادسا بمعترك شط الحبيا * وقبله: لمن طلل بالعمق أصبح دارسا * تبدل آراما وعينا كوانسا * تبدل أدمان الظباء وحيرما * وأصبحت في أطلالها اليوم جالسا:

(3/916)


[حرس] حَرَسَهُ يَحْرُسَهُ حِراسَةً، أي حفظه. وتَحَرَّسْتُ من فلان واحْتَرَسْتُ منه بمعنى، أي تحفَّظت منه. وفي المثل: " مُحْتَرَسُ من مثله وهو حارٍسٌ ". والحَرَسُ: حَرَسُ السلطان، وهم الحُرَّاسُ، الواحد حَرَسيٌّ، لأنَّه قد صار اسم جنس فنسب إليه. ولا تقل حارس إلا أن تذهب به إلى معنى الحراسة دون الجنس. والحريسة: الشاة تسرق ليلا. واحْتَرَسَها فلانٌ، أي سرقَها ليلاً. وهي الحَرائِسُ. ومنه حَريسَةُ الجَبَل. والحَرْسُ: الدهرُ. قال الراجز:
في نِعْمَةٍ عِشْنا بِذاكَ حَرْسا * ويجمع على أَحْرُسٍ. قال امرؤ القيس: لمن طلل داثر آيه * تقادم في سالِفِ الأَحْرَسِ * ويقال: أَحْرَسَ فلان بالمكان، أي أقام به حرسا.
[حسس] الحِسُّ والحَسيسُ: الصوت الخفي. وقال الله تعالى: {لا يَسْمَعونَ حسيسها}

(3/916)


والحس أيضا: وجع يأخذ النَفساء بعد الولادة. ويقال أيضاً: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ. معناه ألْحِقِ الشئ بالشئ، أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله. والحِسُّ أيضاً: مصدر قولك حَسَّ له، أي رَقَّ له. قال القَطامي: أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ * وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكتائف * والحس أيضا: برد يحرق الكلأ. والحَسُّ بالفتح: مصدر قولك حَسَّ البردُ الكلأ يَحُسُّهُ، بالضم. وحَسَسْناهُمْ، أي استأصلناهم قتلاً. وقال تعالى: {إذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} . وحَسَّ البردُ الجرادَ: قتله. والحَسيسُ: القتيل. قال الأفوه: نَفْسي لهُمْ (1) عند انْكِسارِ القَنا * وقد تَرَدَّى كُلُّ قِرْنٍ حَسيسْ * وحَسَسْتُ الدابَّة أَحُسُّها حَسَّاً، إذا فَرْجَنْتَها. ومنه قول زيد بن صوحانَ حين ارْتُثَّ يومَ الجملِ: " ادْفِنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تُراباً "، أي لا تنفصوه. ويقال: البرد محسة للكلا، أي أنه يحرقه.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " لكم "، صوابه في المخطوطة والديوان واللسان.

(3/917)


والمحسة أيضاً: لغة في المَحَشَّةِ، وهي الدبر. والمحسة، بكسر الميم: الفرجون. والحواس: المشاعر الخمس: السمع، والبصر، والشمّ، والذوق، واللمس. ويقال أيضاً: أصابتهم حاسَّةٌ، وذلك إذا أضرَّ البردُ أو غيره بالكلأ. وحَواسُّ الأرض خمسٌ: البَرْدُ، والبَرَدُ، والريح، والجراد، والمواشي. وسنةٌ حَسوسٌ، أي شديدةُ المَحْلِ. وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر، أي رَقَقْتُ (1) له. قال الكميت: هَلْ مَنْ بَكى الدار راج أن تحس له * أو يُبْكيَ الدارَ ماءُ العَبْرَةَ الخَضِلُ * قال أبو الجرّاح العُقَيْليُّ: ما رأيت عُقَيليَّاً إلاَّ حَسَسْتُ له. وحَسِسْتُ له أيضاً بالكسر لغة فيه، حكاها يعقوب. ويقال أيضا: حسست بالخبر وأَحْسَسْتُ به، أي أَيْقَنْتُ به. وربما قالوا حسيت بالخبر وأحسيت به، يبدلون من السين ياء. قال أبو زبيد (2) : خلا أن العتاق من المطايا * حَسينَ به فَهُنَّ إليه شوس *
_________
(1) في المطبوعة الاولى " وقفت "، صوابه في اللسان.
(2) الطائى. 116 - صحاح

(3/917)


وربما قالوا: أحست منهم أحدا، فألقوا إحدى السينين استثقالا، وهو من شواذ التخفيف. وأبو عبيدة يروى قول أبى زبيد:
أحسن به فهن إليه شوس * وأصله أحسسن. وأحسست الشئ: وجدت حسه. قال الأخفش: أَحْسَسْتُ، معناه ظننت ووجدت، ومنه قوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر} . والانحساس: الانقلاعُ والتحاتُّ. يقال انْحَسَّتْ أسنانُه. قال الراجز (1) : في معدن الملك الكريم الكرس (2) * ليس بمقلوع ولا منحس * وتحسست من الشئ، أي تخبرت خبره. وحَسَسْتُ اللحم وحَسْحَسْتُهُ بمعنىً، إذا جعلتَه على الجمر. ومنه جراد محسوس، إذا مسته النار أو قتلتْه. وحَسَسْتُ النارَ، إذا رددْتها بالعصا على خُبْزِ المَلَّةِ أو الشِواءِ من نواحيه لينضَج. ومن كلامهم: قالت الخبزة: " لولا الحس ما باليت بالدس ".
_________
(1) العجاج.
(2) ابن برى: صواب إنشاد هذا الرجز: " بمعدن الملك ". وقبله:
إن أبا العباس أولى نفس:

(3/918)


وربما سموا الرجل الجواد حسحاسا. قال الراجز:
محبة الابرام للحسحاس (1) * وبنوا الحسحاس: قوم من العرب. والحساس: بالضم: الهف، وهو سمك صغار يجفف. وأما قول الراجز: رب شريب لك ذى حساس * شرابه كالحز بالمواسى * فيقال: هو سوء الخلق. وقال الفراء: هو الشؤم. حكاه عنه سلمة. وقولهم ضربه فما قال حَسِّ يا هذا، بفتح أوله وكسر آخره: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه غَفْلَةً ما مَضَّهُ وأحرقه، كالجمرة. وقولهم: ائت به من حَسِّكَ وبَسِّكَ، أي من حيث شئت. ويقال: بات فلان بحَسِّهِ سوء، أي بحال سوء. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعلان من الحس لم تجره، وإن جعلته فعالا من الحسن أجريته، لان النون حينئذ أصلية.
[حفس] ابن السكيت: يقال للرجل إذا كان قصيرا
_________
(1) الابرام: جمع برم، بالتحريك، وهو الذى لا يدخُل مع القوم في الميسر.

(3/918)


غليظا: حيفس، مثل هِزَبْرٍ. ورجل ٌحَفَيْسَأٌ مهموزٌ غير ممدود، مثل حَفَيْثأٍ على فعيلل، وهو القصير السمين. عن الاصمعي.
[حلس] الحِلْسُ للبعير، وهو كساءٌ رقيق يكون تحت البَرْذَعَةِ. وحكى أبو عبيد: حِلْسُ وحَلَسٌ، مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأَحْلاسُ البيوتِ: ما يُبْسَطُ تحت الحُرِّ من الثياب. وفي الحديث: " كُنْ حِلْسَ بيتك " أي لا تبرحْ. وأمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتانِ. والحِلْسُ أيضاً: الرابع من سهام الميسر. وقولهم: نحنُ أحْلاسُ الخيل، أي نقتنيها ونلزم ظهورها. وأَحْلَسْتُ البعيرَ، أي ألبسته الحِلْسَ. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً، إذا أَمْرَرْتَها عليه. وأَحْلَسَتِ السماءُ، أي مَطَرَتْ مَطَراً دقيقاً دائماً. واسْتَحْلَسَ النبتُ، إذا غطَّى الأرضَ بكثرته. والحَلِسُ بكسر اللام: الشجاع. قال رؤبة: إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * ويقال أيضا: رجل حلس، للحريص.

(3/919)


وكذلك حلسم بزيادة الميم، مثل سلغد. وأنشد أبو عمرو: ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقم * والاحلس: الذي لونه بين السواد والحُمْرة. تقول منه: احلس احلساسا. قال المعطل (1) الهذلى يصف سيفاً: لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً * في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثر أحلس
[حلبس] الحَلْبَسُ (2) : الشجاعُ. ويقال: هو الملازم للشئ لا يفارقه، وكذلك الحلابس. قال الكميت يصف الثور والكلاب: فلما دنت للكاذتين وأحرجت * به حلبسا عند اللقاء حلابسا * وقد جاء في الشعر " الحبلبس "، وأظنه أراد الحلبس فزاد فيه باء. وأنشد أبو عمرو لنبهان: سيعلم من ينوى جلائى أننى * أريب بأكناف النضيض حبلبس
[حمس] الاحمس: المكان الصلب. قال العجاج:
وكم قطعنا من قفاف حمس *
_________
(1) صوابه: لابي قلابة الطابخى، من هذيل، كما ذكر السيد المرتضى. وانظر ديوان الهذليين 3: 33.
(2) في القاموس: الحلبس كجعفر، وعلبط، وعلابط.

(3/919)


والاحمس أيضاً: الشديد الصُّلب في الدِينِ والقتال، وقد حِمِسَ بالكسر فهو حِمِسٌ وأُحْمَسُ بيِّن الحَمَسِ. والحَماسَةُ (1) : الشجاعة. والاحمس: الشجاع. وإنما سميت قريش وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم ; لانهم كانوا لا يستظلون أيام منى ولا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يسلؤون السمن، ولا يلقطون الجلة (2) . وعام أحمس: شديدٌ. وأَرَضونَ أُحامِسُ: جدبةٌ. والتَحَمُّسُ: التشدد. يقال: تحمس الرجل، إذا تعاصى. وحماس: اسم رجل.
[حمرس] الحُمارِسُ: الشديدُ. وربَّما وصف به الاسد. وأم الحمارس: امرأة.
[حوس] الاحوس: الجرئ الذى لا يهوله شئ. ومنه قول الشاعر:
أَحْوَسُ في الظَلْماءِ بالرُمْحِ الخَطِلْ * قال الأصمعي: يقال: تركتُ فلاناً يَحوسُ بني فلان، أي يتخلّلهم ويَطلُب فيهم. وإنّه لَحوَّاسٌ عَوَّاسُ، أي طلاب بالليل.
_________
(1) ويخطئ من يقولها: " الحماس ".
(2) الجلة مثلثة: البعر، أو البعرة، أو الذى لا ينكسر.

(3/920)


والذئب يحوس الغنم، أي يتخلّلها ويفرِّقها. وحَمَلَ فلانٌ على القوم فحاسَهُمْ. وحاسوا خِلالَ الديار: مثلُ جاسوا. وفي الحديث أن عُمَرَ رضي الله عنه قال لرجل: " بل تَحوسُكَ فِتنةٌ ". قال العَدَبَّسُ الأعرابيّ الكنانيّ: أي تخالطُ قلبك وتحثّك على ركوبها. قال الحطيئة يذمُّ رجلاً: رهط ابن أفعل (1) في الخطوب أَذِلَّةٌ * دُنْسُ الثيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ * بالهَمْزِ من طولِ الثِقافِ وجارُهُمْ * يُعْطي الظُلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ * وهي الأمور التي تنزل بالقوم وتغشاهم وتتخلّل ديارهم. والتَحَوُّسُ: التشجع. ويقال: التَحَوُّسُ الإقامةُ مع إرادة السفر، وذلك إذا عَرَضَ له ما يَشْغله. قال الشاعر (2) : سِرْ قدْ أَنى لك أيها المُتَحَوِّسُ * فالدارُ قد كَادتْ لِعَهْدِكَ تدرس
[حيس] الحَيْسُ: الخَلْطُ، ومنه سِمّي الحِيسُ، وهو تمرٌ يخلط بسمنٍ وأقط. قال الراجز
_________
(1) في ديوانه: " رهط ابن جحش ... دسم الثياب ".
(2) المتلمس، يخاطب طرفة.

(3/920)


التمر والسمن معا ثم الاقط * الحيس إلا أنه لم يختلط * تقول منه: حاس الحيس يَحيسُهُ حَيْساً، أي اتخذه. قال الشاعر (1) : وإذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدْعى لها * وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ * ثم شَبَّهِتْ به العربُ حتّى قالوا لمن أحدقتْ به الإماءُ في طَرَفَيْهِ: مَحْيُوسٌ. قال الراجز:
قد حيسَ هذا الدينُ عندي حَيْساً (2) * والحُواسَةُ: الجماعةُ من الناس المختلطة. والحُواساتُ: الإبل المجتمعة. قال الفرزدق: حواسات العشاء خبعثنات * إذا النكباء عارضت (3) الشمالا * ويروى " العشاء " بفتح العين، ويجعل الحواسة من الحوس، وهو الاكل والدوس. هذا قول بعضهم.
_________
(1) هنى بن أحمر الكنانى، وقيل لزرافة الباهلى.
(2) قبله: عصت سجاح شبثا وقيسا * ولقيت من النكاح ويسا
(3) ديوانه: " راوحت " وكذلك في اللسان. وقبل البيت وهو مطلع القصيدة: وكوم تنعم الاضياف عينا * وتصبح في مباركها ثقالا:

(3/921)


فصل الخاء
[خبس] تخبست الشئ: أخذته وغنمته. ورجلٌ خَبَّاسٌ، أي غنَّامٌ. واخْتَبَسْتُ الشئ، إذا أخذته مغالبة. وأسد خبوس. وأنشد أبو مهدى لابي زبيد (1) : ولكني ضبارمة جموح * على الاقران مجترئ خَبوسٌ (2) * والخُباسَةُ بالضم: المغنمُ، وما تخبست من شئ.
[خنبس] الخُنابِسُ: الكريهُ المنظرِ. ويقال للأسد خُنابِسٌ والأنثى خُنابِسَةٌ. وليلٌ خنابس: شديد الظلمة. وأما قول القطامى: فقالوا عليك ابن الزبير فعذبه (3) * أبى الله أن أخزى وعز خنابس * فيقال هو القديم الثابت.
_________
(1) الطائى.
(2) قبله: فما أنا بالضعيف فتزدروني * ولا حقى اللفاء ولا الخسيس * اللفاء: الشئ اليسير الحقير. يقال: رضيت من الوفاء باللفاء. ويقال اللفاء: ما دون الحق. والضبارمة: الموثق الخلق من الاسد وغيرها. وجموح: ماض راكب رأسه.
(3) في اللسان: " وقالوا عليك ابن الزبير فلذبه ".

(3/921)


[خدرس] الخَنْدَريسُ: الخمرُ، سمِّيت بذلك لِقِدَمِها. ومنه قيل: حنطةٌ خَنْدَريسٌ، للعتيقة.
[خرس] الخَرْسُ بالفتح. الدَنُّ. ويقال للذي يعمله: خَرَّاسٌ. والخُرْسُ بالضم: طعام الولادة. قال الشاعر: كل طعام (1) تشتهى ربيعه * الخرس والاعذار والنقيعه * وأما طعام النفساء نفسِها فهي الخُرْسَةُ. يقال: خَرَّسْتُ على المرأة تَخْريساً، إذا أَطْعَمْتَ في ولادتها. وقد خُرِّسَتْ هي، أي جُعِلَ لها الخُرْسُ. قال الشاعر (2) : إذا النُفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها * غُلاماً ولم يُسْكَتْ بِحِتْر فطيمها * والحتر: الشئ الحقير القليل. أي ليس لهم شئ يطعمون الصبى من شدة الازمة. وأما قول الشاعر يصف قوما بقلة الخير: شركم حاضر وخيركم د * ر خروس من الارانب بكر * فيقال: هي البكر في أول حملها. ويقال: هي التى تعمل لها الخرسة.
_________
(1) كذا في المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: " كل الطعام "
(2) هو الاعلم الهذلى.

(3/922)


والخرس، بالتحريك: مصدر الأَخْرَسِ. وأَخْرَسَهُ الله. وكتيبةٌ خَرْساءُ، هي التي لا تَسمع لها صوتاً مِن وَقارهم في الحرب. وقال أبو عبيد: هي التي صَمَتَتْ من كثرة الدُروع ليست لها قَعاقِعُ. ولبنٌ أَخْرَسُ: أي خاثرٌ لا صوتَ له في الإناء. وسحابةٌ خَرْساءُ: ليس فيها رعدٌ ولا برقٌ. وعَلَمٌ أَخْرَسُ، إذا لم يُسْمَع في الجبل صوت صدى. والاخرماس: السكوت. والنسبة إلى خراسان: خرسى، وخراسى، وخراساني. ويقال هم خرسان، كما يقال: سودان وبيضان. ومنه قول بشار:
في البيت من خرسان لا تعاب * يعنى بناته.
[خسس] الخسيس: الدنئ. قال ابن السكيت: يقال أَخْسَسْتُ إخْساساً، إذا فعلتَ فعلاً خَسيساً. وخَسِسْتَ بعدي بالكسر خِسَّةً وخَساسَةً، إذا كان في نفسه خسيسا. عن الفراء. وخس نصيبه يَخُسُّهُ بالضم، إذا جعله خَسيساً.

(3/922)


وأَخْسَسْتُهُ: وجدته خَسيساً. واسْتَخَسَّهُ، أي عَدَّهُ خَسيساً. والخَسُّ بالفتح: بَقْلَةٌ. والخس بالضم: اسم رجل، ومنه هند بنت الخس. ويقال: رفعت من خسيسَتِهِ، إذا فعلتَ به فعلاً يكون فيه رِفْعَتُهُ. وخَسيسَةُ الناقة: أسنانُها دون الإثْناءِ. يقال: جاوزتِ الناقةُ خَسيسَتَها، وذلك في السنة السادسة إذا ألقتْ ثَنِيَّتَها، وهي التي تجوز في الضحايا والهدى.
[خفس] أَخْفَسَ الرجلُ، إذا قال أَقبَحَ ما قدَرَ عليه. ويقال: شرابٌ مُخْفِسٌ، أي سريع الإسكار. ويقال لهذه الدُوَيْبَّةِ: خُنْفَساءُ بفتح الفاء ممدودة. والأنثى خُنْفَساءَةٌ. والخُنْفَسُ لغة فيه. والانثى خنفسة.
[خلس] خلست الشئ واختلسته وتخلسته، إذا اسْتَلَبْتَهُ. والتَخالُسُ: التَسالُبُ. والاسم الخُلْسَةُ بالضم. يقال: " الفرصةُ خُلْسَةٌ ".

(3/923)


والخُلْسَةُ أيضاً: الاسم من قولهم أًخْلَسَ (1) النباتُ، إذا اختلط رَطْبه ويابسه. وأًخْلَسَ رأسُه، إذا خالط سوادَه البياض. قال سويدٌ الحارثي: فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِس السِنُّ وَجْهَهُ * سِوى خُلْسَةٍ في الرأس كالبرق في الدُجا * والخَليسُ: اِلأشمط. والخليس: النبات الهائج.
[خلبس] الخُلابسُ بضم الخاء: الحديث الرقيق. قال الكميت:
وأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الحَديثَ الخُلابِسا (2) * وربّما قالوا: خَلْبَسَهُ وخَلْبَسَ قلبَه، أي فَتَنَهُ وذهَبَ به، كما يقال: خلبه. وليس يبعد أن يكون هو الاصل، لان السين من حروف الزيادات. والخلابيس: المتفرقون.
[خمس] الخَمْسَةُ عَدَدٌ. يقال: خَمْسَةُ رجالٍ، وخَمْسُ نسوةٍ، والتذكير بالهاء.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " اختلس "، تحريف، صوابه في اللسان والقاموس.
(2) صدره:
بما قد أرى فيها أوانس كالدمى:

(3/923)


وجاء فلانٌ خامساً، وخامِياً أيضاً. وأنشد ابن السكيت (1) : مضى ثلاث سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بِها * وعامُ حُلَّتْ وهذا التَّابِعُ الخامي (2) * والخِمْسُ بالكسر من أظماء الإبل: أن ترعى ثلاثةَ أيام وتَرِدَ اليوم الرابع. وقد أخْمَسَ الرجلُ، أي وردتْ إبله خِمْساً. والإبلُ خَوامِسُ. والرجل مخمس. وأما قول شبيب بن عوانة: عقيلة دلاه للحد ضريحه * وأثوابه يبرقن والخمس مائح * فعقيلة والخمس رجلان. وأخمس القوم: صاروا خَمْسَةً. والخِمْسُ أيضاً: بُرْدٌ من برود اليمن. قال أبو عمرو: أوّل من عمله ملك من ملوك اليمن يقال له خِمْسٌ. قال الأعشى يصف الأرض: يَوْماً تَراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال‍ * خِمْسِ ويَوْماً أَديمُها نَغِلا * ويوم الخَميسِ جمعه أخمساء وأخمسة.
_________
(1) للحادرة.
(2) في اللسان: والذى في شعره:
هذى ثلاث سنين تدخلون بها * وقبله: كم للمنازل من شهر وأعوام * بالمنحنى بين أنهار وآجام:

(3/924)


والخميس: الجيش، لأنَّهم خَمْسُ فِرَقٍ: المقدّمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساق. ألا ترى إلى قول الشاعر:
قد يضرب الجيش الخميس الا زورا * فجعله صفة. والخميس: الثوب الذي طُوله خَمْسُ أَذْرُعٍ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه: " ائْتوني بخَميسٍ أو لَبيسٍ "، كأنه يعني الصغيرَ من الثياب. وكذلك المخموس، مثل جريح ومجروح، وقتيل ومقتول. قال عبيد (1) يصف ناقتَه: هاتيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً * ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ * يعني رمحاً طول مارِنِهِ خَمْسُ أذرعٍ. وخَمسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ منهم خُمْسَ أموالهم. وخَمَسْتُهُمْ أَخْمِسُهُمْ بالكسر، إذا كنت خامِسَهُمْ، أو كمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بنفسك. وشئ مخمس، أي له خمسة أركانٍ. وحبلٌ مَخْموسٌ، أي من خمس قوى. وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة، وإن شئت أدغمت، لان الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال. فإن أدخلت الالف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم بضم
_________
(1) عبيد بن الابرص. ديوانه ص 43.

(3/924)


الهاء، ولا يجوز أن تدغم لانك قد أدغمت اللام في الدال، ولا يجوز أن تدغم الهاء من خمسة وقد أدغمت ما بعدها. قال الشاعر (1) : ما زال مذ عقدت يداه إزاره * فسما وأدرك خمسة الاشبار (2) * وتقول في المؤنث: عندي خمس القدور، كما قال ذو الرمة: وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى (3) * ثلاث الاثافي والرسوم البلاقع * وتقول: هذه الخسمة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت. وكذلك إلى العشرة. وقولهم: " فلان يضرب أخماساً لأسداسٍ (4) "، أي يسعى في المكر والخديعة. وأصله في أظماء الابل. وغلام رباعى وخماسي. ولا يقال سباعيّ، لأنّه إذا بلغ سبعة أشْبارٍ صار رجُلاً.
_________
(1) الفرزدق.
(2) يعنى توكأ على العصا.
(3) رواية الاشمونى: " العنا ".
(4) في المطبوعة الاولى: " في أسداس "، صوابه من المخطوطة واللسان. وأنشد الكميت: وذلك ضرب أخماس أريدت * لاسداس عسى ألا تكونا:

(3/925)


[خنس] خَنَسَ عنه يَخْنُسُ بالضم، أي تأخَّر. وأخْنَسَهُ غيره، إذا خلَّفه ومضى عنه (1) . والخَنَسُ: تأخُّر الأنف عن الوجه مع ارتفاعٍ قليل في الأرنبة. والرجل أَخْنَسُ، والمرأةُ خَنْساءُ. والبقر كلُّها خُنْسٌ. والخَنَّاسُ: الشيطان لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله عزّ وجلّ. والخُنّسُ: الكواكب كلُّها، لإنّها تَخْنِسُ في المغيب أو لأنَّها تَخْفى بالنهار. ويقال: هي الكواكب السّيارةُ منها دون الثابتة. وقال الفراء في قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس} : إنها النجوم الخمسة: زحل، والمشترى، والمريخ، والزهرة، وعطارد ; لانها تخنس في مجراها وتكنس، أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار، وهى الكناس. ويقال: سميت خنسا لتأخرها، لأنَّها الكواكبُ المتحيِّرة التي ترجع وتستقيم. وقول دريد بن الصمة:
(1) قال في المختار: وخنس يكون متعديا ولازما. وخنسته فخنس، أي أخرته فتأخر، وقبضته فانقبض. ومنه الحديث: " وخنس بإبهامه " أي قبضها. وبعضهم لا يجعله متعديا إلا بالالف، فيقول: أخنسته. 117 - صحاح

(3/925)


أخناس قد هام الفؤاد بكم * وأصابه تبل من الحب * يعنى به خنساء بنت عمرو بن الشريد، فغيره ليستقيم له وزن الشعر.
[خيس] الخِيسُ بالكسر: الشجر الملتفّ. وموضع الأسد أيضاً خيسٌ. والخَيْسُ بالفتح: مصدر قولك: خاست الجيفةُ، أي أرْوَحَتْ. ومنه قيل: خاسَ البيعُ والطعام، كأنَّه كسَدَ حتَّى فَسَدَ. وخاسَ به يَخيسُ ويَخوسُ، أي غدر به. يقال: خاسَ فلانٌ بالعهد، إذا نكثَ. وخَيَّسَهُ تَخييساً، أي ذلَّلَهُ. ومنه المُخَيَّسُ، وهو اسم سجنٍ كان بالعراق. أي موضع التذلل (1) . وقال (2) : أما تراني كيسا مكيسا * بنيت بعد نافع مخيسا (3) * وكل سجن مُخَيَّسٌ ومُخَيَّسٌ أيضاً. قال الفرزدق: فلم يبق إلا داخرٌ في مُخَيَّس * ومُنْجحر في غير أرضك في جحر *
_________
(1) في اللسان: " التذليل ".
(2) هو الامام على كرم الله وجهه. انظر القاموس.
(3) بعده:
بابا كبيرا وأمينا كيسا:

(3/926)


فصل الدال
[دبس] الدبسُ (1) : ما يسيل من الرُطَب. والأَدْبَسُ من الطير والخَيل: الذي لونه بين السواد والحُمْرة. وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً. والدُبْسيُّ: طائرٌ وهو منسوب إلى طَيرٍ دُبْسٍ، ويقال إلى دبس الرطب، لانهم يغيرون في النسب، كالدهرى والسهلى. وأدبست الأرضُ فهي مُدْبِسَةٌ، وذلك أوَلَ ما يُرى فيها سواد النبت. والدباساء، ممدود: الانثى من الجراد. وقول لقيط بن زرارة:
لو سمعوا وقع الدبابيس * واحدها دبوس، وأراه معربا (2) .
[دحس] دَحَسْتُ بينَ القوم، أي أفسدت. ومنه قول العجاج يصف الخلفاء:
ويعتلون من مأى في الدحس (3) * والدحس أيضا: إدخال اليد بين جِلْدِ الشاة وصِفاقها لسَلْخها.
_________
(1) الدبس بكسرة، والدبس بكسرتين.
(2) والدبوس بفتح الدال وضم الباء المخففة: خلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن.
(3) في المطبوعة الاولى: " من مآقى "، صوابه في المخطوطة واللسان. ومأى: أفسد. وبعده:
بالمأس يرقى فوق كل مأس:

(3/926)


والدَحَّاسُ: دُوَيْبَّةٌ تغيب في التراب. والجمع الدحاحيس. وداحس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير ابن جذيمة العبسى. ومنه حرب داحس: وذلك أن قيسا وحذيفة بن بدر الذبيانى ثم الفزارى تراهنا على خطر (1) عشرين بعيرا، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة، والمجرى من ذات الاصاد، فأجرى قيس داحسا والغبراء، وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء، فوضعت بنو فزارة كمينا على الطريق، فردوا الغبراء ولطموها وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة.
[دحمس] الدُحْمُسانُ: الآدَمُ السمين. وقد يقلب فيقال الدحسمان.
[دخس] الدَخَسُ: ورمٌ يكون في أطرة حافر الدابة. والدخيس: الحوشب، وهو موصل الوظيف في رسغ الدابة. والدخيس: اللحم المكتنِز. وكلُّ ذي سِمَنٍ دخيسٌ.
_________
(1) الخطر: السبق الذى يتراهن عليه.

(3/927)


والدَخيسُ من أنقاء الرمل: الكثير. والدَخيسُ: العدد الجَمُّ. يقال: عدد دخاس ونعم دخاس، أي كثيرة. ودرع دِخاسٌ أي متقاربة الحَلَق. والدخس، مثال الصرد: دابة في البحر ينجى الغريق، يمكنه من ظهره ليستعين على السباحة، ويسمى الدلفين.
[درس] دَرَسَ الرسم يدرس دُروساً، أي عفا. ودَرَسَتْهُ الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ودرست الكتاب دَرْساً ودِراسة. وَدَرَسَتِ المرأةُ دُروساً، أي حاضت. وأبو دراس (1) : فرج المرأة. ودرسوا الحنطة دراسا، أي داسوها. قال ابن ميادة: هلا اشتريت حنطة بالرستاق * سمراء مما درس ابن مخراق * ويقال سمى إدريس عليه السلام لكثرة دراسته كتاب الله تعالى، واسمه أخنوخ. والدَرْسُ: جَرَبُ قليلٌ يبقى في البعير. قال العجاج
_________
(1) قوله أبو دراس بكسر الدال، من أسماء الحيض، خلافا لمن قال أدراس بالجمع. ومنه قول المستفتى من الامام الشافعي: نسى أبو دراس درسه، كما في المزهر. قاله نصر.

(3/927)


* من عرق النَضْح عَصيمُ الدَرْسِ (1) * والدَرْسُ أيضاً: الطريق الخفيّ. ودارسْتُ الكتب وتدارستها وادَّارَسْتُها، أي دَرَسْتُها. والدِرْسُ بالكسر: الدَريسُ، وهو الثوب الخَلَق. والجمع (2) دِرْسانٌ. وقد دَرَسَ الثوبُ دَرْساً، أي أخلَقَ. وحكى الأصمعيُّ: بعيرٌ لم يُدْرَسْ، أي لم يُركب. والدِرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب، وهو العظيم أيضاً. وقال الفراء: الدِرْواسُ العظام من الإبل.
[درهس] الدراهس: الشديد.
[دردبس] الدَرْدَبيسُ: الداهية، والشيخ الهِمُّ، والعجوز، واسم خرزة. وتدربس، أي تقدم. قال الشاعر
_________
(1) قبله:
يصفر لليبس اصفرار الورس * وبعده:
من الاذى ومن قراف الوقس
(2) في اللسان: والجمع أدراس ودرسان.

(3/928)


إذا القوم قالوا مَن فتىً لمُهمَّةٍ * تَدَرْبَسَ باقى الريق (1) فخم المناكب
[درفس] الدِرَفْسُ من الإبل: العظيم. وناقة درفسة. قال الراجز (2) :
درفسة أو بازل درفس * والدرفاس مثله.
[درقس] الدرداقس بالقاف: عظيم يفصل بين الرأس والعنق.
[دسس] دُسَّ البعير فهو مدسوس، إذا طُلِيَ بالهِناء في مَساعره. قال ذو الرمة: تبين براق السراة كأنه * قريع هجان دس منه المساعر (3) * ومنه المثل: " ليس الهِناء بالدَسِّ ". ودسست الشئ في التراب أدسه: أخفيته فيه.
_________
(1) هذا هو الصواب من المخطوطة واللسان. وفى المطبوعة الاولى: " ما في الريق "، تحريف.
(2) هو العجاج.
(3) قبله: كم قد حسرنا من علاة عنس * كبداء كالقوس وأخرى جلس:

(3/928)


والدسيس: إخفاء المكر. والدَسَّاسَةُ: حيّةٌ صمَّاءُ تندسُّ تحتَ التراب اندساساً، أي تندفن. والدُسَّةُ: لعبة لصبيان الاعراب.
[دعس] الدَعْسُ بالفتح: الأثر. يقال: رأيتُ طريقاً دَعْساً، أي كثير الآثار. والمدعاس: الطريق الذى لينته المارة، قال الراجز (1) :
في رسم آثار ومدعاس دعق (2) * والدعس: الطعن، وقد يكنى به عن الجِماع. ودَعَسْتُ الوعاءَ: حشوته. والمداعسة: المطاعنه. والمِدْعَسُ: الرمح يُدْعِسُ به. ويقال: المداعِسُ الصُمُّ من الرماح، حكاه أبو عبيد. والمدعس: مختبز القوم في البادية، وحيثُ توضع الملّةُ ويشوى اللحم. وهو مفتعل من الدعس، وهو الحشو. قال أبو ذؤيب
_________
(1) هو رؤبة يصف حميرا وردت ماء.
(2) بعده:
يردن تحت الاثل سياح الدسق:

(3/929)


ومدعس فيه الانيض اختفيته * بجرداء ينتاب الثميل حمارها * يقول: رب مختبز جعلت فيه اللحم ثم استخرجته قبل أن ينضج، للعجلة والخوف، لانه في سفر.
[دعكس] الدَعْكَسَةُ: لعبٌ للمجوس يسمَّونه: الدستبند.
[دفنس] الدفنس بالكسر: الحمقاء. وأنشد أبو عمرو ابن العلاء (1) : وقد أختلس الضرب‍ * ة لا يدمى لها نصلى * كجيب الدفنس الورها * ء ريعت وهى تستفلى * والدفناس: الاحمق.
[دكس] الدُكاسُ: ما يغشى الإنسان من النُعاس ويَتراكب عليه. وأنشد ابنُ الأعرابي: كأنَّه من الكرى الد كاس * بات بكأسي قهوة يحاسى *
_________
(1) للفند الزمانى، ويروى لامرئ القيس بن عابس الكندى.

(3/929)


والداكِسُ: لغة في الكادِسِ، وهو ما يتطير به من العطاس والقَعيد ونحوهما. والدَوْكَسُ: العدد الكثير، واسم من أسماء الاسد.
[دلس] التَدْليسُ في البيع: كِتمانُ عَيب السِلعة عن المشتري. والمُدالَسَةُ، كالمخادعة. يقال: فلان لا يُدالِسكَ، أي لا يخادعك ولا يُخفي عليك الشئ فكأنه يأتيك به في الظلام. والدَلَسُ بالتحريك: الظُلْمة. والدَلَسُ: النبات الذي يورِق في آخر الصيف. ويقال: إن الأَدْلاسَ من الرِبَبِ، وهو ضَرْبٌ من النبت. وقد تَدَلَّسَ، إذا وقع بالأدْلاسِ. والدَوْلَسيُّ الذي في الأثَرِ: الذريعة إلى الزنى (الزبى) . قاله سعيد بن المسيب في حق عمر رضى الله عنه (1) .
[دلعس] الدَلْعَسُ من النوق: الضخمة، مثل البلعس،
_________
(1) هو قوله: " رحم الله عمر. لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس دولسيا ".

(3/930)


[دلهمس] الدلهمس: الجرئ الماضي على الليل. ويسمَّى الأسد دَلَهْمَساً لقوّته وجراءته. قال الراجز:
وأسدٌ في غيله دلهمس
[دمس] دَمَسَ الظلام يَدْمِسُ ويَدْمُسُ، أي اشتدَّ. وليل دامِسٌ وأُدْموسٌ، أي مُظْلِمٌ. وجاء فلانٌ بأُمور دُمْسٍ، أي عظامٍ، كأنّه جمع دامس، مثل بازل وبزل. ودمست الشئ: دفنته وخبأته وكذلك التدميس. وأنشد أبو زيد: إذا ذُقْتَ فاها قلتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ * أريدَ به قَيْلٌ فغودِرَ في سأب * ودمست عليه الخبر دمسا: كتمته ألبتة. والديماس: سجن كان للحجاج بن يوسف. فإن فتحت الدال جمعته على دياميس، مثل شيطان وشياطين. وإن كسرتها جمعته على دماميس، مثل قيراط وقراريط. وسمى بذلك لظلمته. ويسمى السرب ديماسا. وفى حديث المسيح عليه السلام أنه سبط الشعر كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس. يعنى في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن، لانه عليه السلام قال في وصفه: " كأن رأسه يقطر ماء ".

(3/930)


[دمقس] الدِمَقْسُ: القَزُّ. ومنه قول امرئ القيس:
وشحمٍ كَهُدَّابِ الدِمْقسِ المفتل (1)
[دنقس] دَنْقَسْتُ (2) بين القوم، أي أفسدت، بالسين والشين جميعا.
[دنس] الدَنَسُ: الوسخ. وقد دَنِسَ الثوبُ يَدْنَسُ دَنَساً: توسخ. وتَدَنَّسَ مثله. ودنسه غيره تدنيسا.
[دوس] داس الشئ برجله يدوسه دوساً. ويقال: أتتهم الخيل دَوائِسَ، أي يتبع بعضها بعضاً. وداس الطعامَ يدوسه دِياسةً فانْداسَ هو. والموضع مَداسَةٌ. والمِدْوَسُ: ما يُداسُ به. والمِدْوَسُ أيضاً: المِصْقَلة. يقال دُسْتُ السيفَ، إذا صقلته. قال الشاعر
_________
(1) وصدره:
فظل العذارى يرتمين بلحمها * أي يرمى بعضهن بعضا بلحمها الابيض كأنه الحرير المفتل.
(2) قال الازهرى: الصواب أن يقال دنقشت بين القوم، بالشين المعجمة.

(3/931)


وأبيض كالغدير ثوى عليه * قيون بالمداوس نصف شهر * ودوس: قبيلة من اليمن من الازد.
[دهس] الدَهْسُ والدَهاسُ، مثل اللَبْثِ واللَباث: المكان السهل الليِّن، لا يبلغ أن يكون رملاً، وليس هو بتراب ولا طين. ولونُه الدُهْسَةُ. يقال: رمل أَدْهَسُ بيِّن الدهس. قال العجاج:
مواصلا قفا ورملا أدهسا * ورمال دهس، وعنز دهساء، وهي مثل الصَدْآء إلاّ أنها أقل حمرة منها. قال المعلى ابن جمال (1) العبدى: وجاءت خلعة دهس (2) صفايا * يصور عنوقها أحوى زنيم * والخلعة: خيار المال. ويصور: يميل. ويروى: " يصوع " أي يفرق. وعنوق: جمع عناق.
_________
(1) يروى بالحاء والجيم.
(2) وعند البكري " دبس ". وبعده: يفرق بينها صدع رباع * له ظأْبٌ كما صَخِبَ الغريمُ * والدهس: التى لونها لون التراب، وهى مشبهة بالدهاس من الرمل. والصفايا: الغزيرات. ويقال نخلة صفية، إذا كانت موقرة بالحمل. والظأب: الصوت، والزنيم: التيس الذى له زنمتان.

(3/931)


[دهرس] الدَهاريِسُ: الدواهي، حكاه أبو عبيد.
فصل الراء
[رأس] الرَأْسُ يجمع في القِلَّةِ أرؤس، وفى الكثرة رءوس. وبيت رأس: اسم قرية بالشام كانت تباع فيها الخمور. قال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من بيت رأس * يكون مزاجها عسل وماء * وإنما نصب مزاجها على أنه خبر كان فجعل الاسم نكرة والخبر معرفة، وإنما جاز ذلك من حيث كان اسم جنس. ولو كان الخبر معرفة محضة لقبح. قال الأصمعي: يقال للقومِ إذا كثروا وعَزُّوا: هُمْ رَأْسٌ. وهو قول عمرو بن كُلْثوم: بِرَأسٍ من بني جُشَمِ بنِ بَكْرٍ * نَدُقُّ به السُهولَةَ والحُزونا * وأنا أرى أنّه أراد به الرئيس، لأنّه قال ندق به، ولم يقل بهم. ورَأَسَ فلانٌ القومَ يَرْأَسُ بالفتح، رِياسةً، وهو رَئِيسُهُمْ. ويقال أيضا: ريس، مثل قيم. قال الشاعر (1)
_________
(1) الكميت. ويأتى ثانيا في (خرف) وثالثا في (ثول) .

(3/932)


تلقى الأمانَ على حِياضِ محمدٍ * ثَوْلاءُ مُخْرِفَةٌ وذِئْبٌ أَطْلَسُ * لا ذي تخاف ولا لهذا جرأة * تُهْدى الرَعِيَّةُ ما استقام الرَيِّسُ * وَرأَّسْتُهُ أنا عليهم تَرْئيساً فَتَرَأَّسَ هو، وارْتَأَسَ عليهم. ورَأَسْتُهُ فهو مَرْؤُوسٌ ورَئِيسٌ، إذا أصبتَ رأسه. وَشاةٌ رَئيسٌ، إذا أصيب رأسُها، من غنم رآسى، مثل حباجى ورماثى. ويقال لبائع الرؤوس رآس. والعامة تقول: رواس. ونعجةٌ رَأْساءُ، أي سوداء الرأس والوجهِ وسائِرُها أبيض. والأَرْأسُ: الرجل العظيم الرَأْسِ. والرُؤَاسِيُّ مثله، وشاةٌ أرأس. ولا يقال رؤاسى عن ابن السكيت. والرءوس من الإبل: البعير الذي لم يبق له طِرْقٌ إلاَّ في رأسه. والمرائس مثله، حكاهما أبو عبيد عن الفراء. وقدم فلان من رأس عين، وهو موضع. والعامة تقول: من رأس العين. قال يعقوب: ويقال هو رائِسُ الكلاب، فهو في الكلاب بمنزلة الرئيسِ في القوم. وقولهم: رُميَ فلانٌ منه في الرأس، أي أعرض

(3/932)


عنه ولم يَرْفَعْ به رَأْساً واستثقله. تقول: رُميتُ منك في الرأسِ، على ما لم يسمَّ فاعلُه، أي ساءَ رأيُك فيَّ حتّى لا تقدر أن تنظر إليّ. وتقول: أَعِدْ عليَّ كلامك من رأسٍ، ولا تقل من الرأس، والعامة تقوله. وقولهم: أنت على رِياسِ أمرِك، أي أوّله. والعامة تقول: على رأْسِ أمرك. ورِئاسُ السيف: مقبضه. قال ابن مقبل: إذا اضْطَغَنْتُ سلاحي عند مَغْرِضِها * ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السيفِ إذْ شسفا (1) * قوله شسف، أي ضمر، يعنى المرفق.
[ربس] الرَبيسُ: الشُجاع والداهية. يقال: داهيةٌ رَبْساءُ، أي شديدة. قال أبو زيد: يقال جئتَ بأمورٍ ربس، وهى الدواهي، مثل دمس. والارتباس: الاكتناز في اللحم وغيره. وكبش ربيس، أي مكتنزٌ أعجزُ مثل رَبيزٍ. وحكى بعضُهم: رَبَسَ قِرْبَتَهُ، أي ملأها. وذكر ابنُ دريد: أنّ أصل الرَبْسِ الضربُ باليدين. يقال ربسه بيديه.
_________
(1) قال ابن برى: الصواب " ثم اضطغنت سلاحي ". وقبله: وليلة قد جعلت الصبح موعدها * بصدرة العنس حتى تعرف السدفا:

(3/933)


واربس أمرهم اربساسا: لغة في ارْبَثَّ، أي ضعف، حتى تفرقوا.
[رجس] الرجس: القذر. وقال الفراء في قوله تعالى {ويَجْعَلُ الرِجْسَ على الذين لا يَعْقِلونَ} : إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله: الرجز. قال: ولعلهما لغتان أبدلت السين زايا، كما قيل للاسد: الازد. والرجس، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد، ومن هدير البعير. ورَجَسَتِ السماءُ تَرْجُسُ، إذا رعدتْ وتمخَّضَتْ. وارتَجَسَتْ مثلُه. وسحابٌ رَجَّاسٌ، وبعيرٌ رَجَّاسٌ. قال ابن الأعرابي: يقال هذا راجِسٌ حَسَنٌ، أي راعدٌ حسنٌ. ويقال: هم في مَرْجوسَةٍ من أمرهم، أي في اختلاط. والمِرْجاسُ: حجرٌ يشدُّ في طرف الحبل ثم يُدْلى في البئر فيَمْخَضُ الحَمْأَةَ حتّى تثور، ثم يُسْتَقى ذلك الماءُ فتَنْقى البئر. قال الشاعر: إذا رأوا كريهة يرمون بى * رميك بالمرجاس (1) في قعر الطوى *
_________
(1) ويروى: " بالمرداس ". 118 - صحاح

(3/933)


[نرجس] نرجس معرب، والنون زائدة، لانه ليس في الكلام فعلل، وفى الكلام نفعل. فلو سميت به رجلا لم تصرفه لانه مثل نضرب. ولو كان في الاسماء شئ على مثال فعلل لصرفناه كما صرفنا نهشلا، لان في الاسماء فعللا مثل جعفر.
[ردس] رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهُمْ رَدْساً، إذا رميتَهم بحجر، قال الشاعر: إذا أَخوكَ لَواكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً * فارْدُسْ أَخاكَ بِعَبْءٍ مثل عَتَّابِ * يعني مثل بني عَتَّابٍ. وكذلك رادَسْتُ القومَ مُرادَسَةً: ورجلٌ رِدِّيسٌ، بالتشديد. والمِرْداسُ: حجرٌ يُرمى في البئر ليُعلَم أفيها ماءٌ أم لا؟ ومنه سمى الرجل. وأما قول عباس ابن مرداس السلمى: وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع * فكان الاخفش يجعله من ضرورة الشعر. وأنكره المبرد، ولم يجوز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف. وقال: الراوية الصحيحة " يفوقان شيخي في مجمع ". ويقال: ما أدرى أين ردس؟ أي أين ذهب.

(3/934)


[رسس] رَسُّ الحُمَّى ورَسيسُها واحد، وهو أوَّلُ مَسِّها. وقولهم: بلَغني رس من خبر، أي شئ منه. والرَسُّ: البئر المطويَّة بالحجارة. والرس: اسم بئر كانت لبقية من ثمود. والرس: اسم واد في قول زهير: بكرن بكورا واستحرن بسحرة * فهن ووادى الرس كاليد للفم * والرسيس: الشئ الثابت. وأما قول زهير: لمن طلل كالوحي عاف (1) منازله * عفا الرس منها فالرسيس فعاقله * فهو اسم ماء. وعاقل: اسم جبل. ورسست رسا، أي حفرت بئراً. ورُسَّ الميّتُ، أي قُبِرَ. والرَسُّ: الإصلاحُ بين الناس، والإفسادُ أيضاً. وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد. وفلان يَرُسُّ الحديثَ في نفسه، أي يحدِّث به نفسه. ورَسَّ فلانٌ خبرَ القوم، إذا لَقِيَهُمْ وتعرّف أمورهم. ورسرس البعير، أي تمكن للنهوض.
_________
(1) في اللسان " عف ".

(3/934)


[رعس] الرَعْسُ: الارتِعاشُ والانتفاض. وقد رعس فهو راعس. قال الراجز: والمشرفي في الاكف الرعس * بموطن ينبط فيه المحتسى (1) * بالقلعيات نطاف الانفس * أبو عمرو: الرَعَسانُ: تحريك الرأس من الكِبَر. وأنشد لنبهان: سيعلم من ينوى جلائى أننى * أريب بأكناف النضيض حبلبس * أرادوا جلائى يوم فيد وقربوا * لحى ورؤوسا للشهادة ترعس * وناقةٌ رَعوسٌ، وهي التي قد رَجَفَ رأسُها من الكِبَر. الفراء: رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ، إذا مشيتَ مشياً ضعيفاً من إعياءٍ أو غيره. والارتِعاسُ مثل الارتعاش والارتعاد. وأرعسه مثل أرعشه. قال العجاج يصف سيفا:
يذرى بإرعاس يمين المؤتلى (2) *
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " يرعد فيه ". صواب روايته من المخطوطة واللسان. والمحتسى: محتفر الحسى.
(2) بعده:
خضمة الدارع هذ المختلى:

(3/935)


ويروى بالشين، يقول: يقطع وإن كان الضارب مقصرا مرتعش اليد.
[رغس] الرَغْسُ: النَماءُ والخيْرُ. وفي الحديث: " أنَّ رجلاً رَغَسَهُ الله مالاً ". قال الأموي: أي أكثر له وباركَ له فيه. وتقول: كانوا قليلاً فَرَغَسَهُمُ الله، أي أكثرهم الله وأَنْماهُمْ. وكذلك هو في الحسب وغيره. قال العجاج (1) : خليفة ساس بغير تعس * إمام رغس في نصاب رغس (2) * والنصاب: الاصل. وقال رؤبة بن العجاج:
حتَّى رأينا وجْهَك المرغوسا (3) * يعنى المبارك الميمون.
_________
(1) يمدح بعض الخلفاء.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " أمام " بالفتح، لان قبله: حتى احتضرنا بعد سير حدس * أمام رغس في نصاب رغس * خليفة ساس بغير فجس
(3) قبله: دعوت رب العزة القدوسا * دعاء من لا يقرع الناقوسا:

(3/935)


[رفس] الرَفْسُ: الضرب بالرِجْلِ. وقد رفسه يرفسه
[ركس] الركس: رد الشئ مقلوبا. وقد رَكَسَهُ وأَرْكَسَهُ بمعنىً. {واللهُ أَرْكَسَهُمْ بما كَسَبوا} ، أي ردَّهم إلى كُفرهم. وارْتَكَسَ فلانٌ في أمرٍ، أي قد نجا منه. والرِكْسُ، بالكسر: الرِجْسُ. والرِكْسُ أيضاً: الكثير من الناس. والراكِسُ: الهادي، وهو الثَور وسط البَيْدَرِ تَدور عليه الثيران في الدياسة. وراكس في شعر النابغة: وعيد أبى قابوس في غير كنهه * أتانى ودوني راكس فالضواجع *: اسم واد. والركوسية: فرقة بين النصارى والصابئين.
[رمس] رمست عليه الخبر: كتمته. ورَمَسْتُ الميّت وأَرْمَسْتُهُ: دفنته. ورمَسوا قبرَ فلان، إذا كتموه وسَوَّوْهُ مع الارض.

(3/936)


ورمسته بحجر، أي رميته. والرَمْسُ: تراب القبر، وهو في الأصل مصدر. والمَرْمَسُ: موضع القبر. قال الشاعر: بِخَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفاعٍ * تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري * والرَوامِسُ: الرياح التي تُثير التراب وتَدفِنُ الآثار.
[ريس] الرَيْسُ: التبختر، ومنه قول الشاعر (1) : فلَمَّا أنْ رَآهُمْ قد تدانوا * أتاهم بين أرحلهم يريس * وقد راس ريسا وريسانا (2) .
فصل السين
[سجس] السَجَسُ (3) بالتحريك: الماء المتغير. وقد سجس الماء بالكسر، حكاه أبو عبيد. وقولهم: لا آتيك سَجيسَ عُجَيْسٍ،
_________
(1) أبو زبيد.
(2) راس يريس ريسا وريسانا: تبختر، يكون للانسان والاسد.
(3) في الغريب المصنف: السجس بكسر الجيم: الماء المتغير.

(3/936)


وسجيس الأَوْجَسِ، وسَجيسَ الليالي، أي أبداً. قال الشَنْفَرى: هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تسرني * سجيس الليالى مبسلا بالجرائر
[سدس] سدس الشئ وسدسه: جزء من سِتَّةٍ. والسِدْسُ بالكسر، من الورد في أظماء الابل: أن تنقطع خمسةً وترد السادس. وقد أَسْدَسَ الرَجُلُ، أي وردَتْ إبلُه سِدْساً. وأَسْدَسَ البعيرُ، إذا أَلْقَى السِنَّ بعد الرَباعِيَةِ، وذلك في السنة الثامنة. وأَسْدَسَ القومُ: صاروا ستةً. وبعضهم يقول للسُدسِ سَديسٌ، كما يقال للعُشْرِ عَشيرٌ. ويقال: لا آتيك سَديسَ عُجَيْسٍ: لغة في سَجيسٍ. وشاةٌ سَديسٌ، إذا أتت عليها السنةُ السادسة. والسَدَسُ بالتحريك: السِنُّ قبل البازل، يستوي فيه المذكَّر والمؤنث ; لأنّ الإناث في الأسنان كلُّها بالهاء إلاّ السَدَسَ والسَديسَ والبازلَ. وجمع السَديسِ سدس، مثل رغيف ورغف. وجمع السدس سدس، مثل أسد وأسد. قال الشاعر (1)
_________
(1) منصور بن مسجاح.

(3/937)


فطاف كما طاف المصدق وَسْطَها * يُخَيَّرُ منها في البَوازِلِ والسُدْسِ * وإزارٌ سَديسٌ وسُداسِيٌّ. وسَدَسْتُ القومَ أَسْدُسْهُمْ بالضم، إذا أخذتَ سُدْسَ أموالهم. وأَسْدِسُهُمْ بالكسر، إذا كنت لهم سادسا. وسدوس بالفتح: أبو قبيلة. وسدوس بالضم: الطَيْلَسانُ الأخضر. قال الأفوه الأوديُّ: والليلُ كالدَأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ * مِن دونه لوناً كلونِ السُدوسْ * وكان الأصمعيُّ يقول: السدوس بالفتح: الطيلسان. وسدوس بالضم: اسم رجل. وقال ابن الكلبى: سدوس التى في بنى شيبان بالفتح. وسدوس التى في طيئ بالضم. والسندس: البزيون (1) . وأنشد أبو عبيد (2) : وداوَيْتُها حتَّى شَتَتْ حَبَشِيَّةً * كأن عليها سندسا وسدوسا
[سرس] السَريسُ: الذي لا يأتي النساءَ. وقال أبو عبيدة: هو العنين. وأنشد لابي زبيد الطائى: أفى حق مواساتي أخاكم * بمالى ثم يظلمني السريس *
_________
(1) البزيون كجردحل، وعصفور: السندس.
(2) ليزيد بن خذاق العبدى. من قصيدة مفضلية.

(3/937)


وفحل سريس، بين السرس، إذا كان لا يلقح.
[سلس] شئ سلس، أي سهل. ورجُلٌ سَلِسٌ، أي ليِّنٌ منقادٌ بيِّن السَلَسِ والسَلاسة. وفلانٌ سَلِسُ البول، إذا كان لا يستمسكه. والسَلْسُ بالتسكين: الخيطُ ينظَم فيه الخَرزُ الأبيض الذي تلبسه الإماء. قال الشاعر (1) : ويَزينُها في النَحْرِ حَلْيٌ واضحٌ * وقَلائِدٌ من حُبْلَةٍ وسُلوسِ (2) * والسُلاسُ: ذَهاب العقل. والمَسْلوس: الذاهب العقل. وقد سلس.
[سلعس] سلعوس بفتح اللام: اسم بلدة، عن يعقوب.
[سنبس] سنبس: أبو حى من طيئ. ومنه قول الشاعر (3)
_________
(1) هو عبد الله بن مسلم من بنى ثعلبة بن الدول. وفى المفضليات: " عبد الله بن سلمة الغامدى ".
(2) قبله: ولقد لهوت وكل شئ هالك * بنقاة جيب الدرع غير عبوس
(3) هو الاعشى.

(3/938)


فصبحها القانص السنبسى * يشلى ضراء بإيسادها
[سوس] سُسْتُ الرعيّة سِياسَةً. وسُوِّسَ الرجلُ أمورَ الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا مُلِّكَ أمرهم. ويروى قول الحطيئة (1) : لقد سُوِّسْتِ أمرَ بنيكِ حتّى * تَرَكِتْهِمْ أَدَقَّ من الطَحينِ * قال الفراء: قولهم سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مجرّبٌ قد ساسَ وسيسَ عليه، أي أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه. والسوسُ: الطبيعة. يقال: الفصاحة من سُوسِهِ، أي من طبعه. وفلانٌ مِن سوسِ صدقٍ وتوسِ صدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ والسوسُ: دودٌ يقَع في الصوف والطعام. والسَوْسُ بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ إذا وقع فيه السوسُ. وكذلك أَساسَ الطعام، وسوس أيضا. قال الراجز (2)
_________
(1) يخاطب أمه. وقبل البيت الثاني: جزاك الله شرا من عجوز * ولقاك العقوق من البنين
(2) هو زرارة بن صعب بن دهر

(3/938)


قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا * أبو زيد: ساسَتِ الشاة تَساسُ سَوْساً، أي كثر قملها. وأساست مثله.
[سيس] السيساءُ: مُنْتَظَمُ فَقارِ الظَهْرِ، وقال أبو عمرو: السيساءُ من الفرس: الحارك، ومن الحمار: الظَهْر. وهو فعلاء ملحق بسرداح وجمعه سياسي. قال الشاعر (1) : لقد حَمَلَتْ قيسَ بن عَيْلانَ حَرْبُنا * على يابِسِ السيساءِ محدودِب الظَهْرِ * أي حملناهم على مشقة وشدة.
فصل الشين
[شأس] مكان شأس، مثل شأز. وقد شَئِسَ مكانُنا، أي صلب وغلظ. وأمكنة شوس، مثل جون وجون، وورد وورد. وشأس: أخو علقمة الشاعر، قال فيه يخاطب الملك: وفى كل حى قد خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ * فَحُقَّ لِشَأْسٍ من نداك ذنوب *
_________
(1) الاخطل: واسمه غياث بن عوف.

(3/939)


قال: نعم وأذنبة! فأطلق عنه وكان قد حبسه.
[شخس] الشَخْسُ: الاضطراب والاختلاف. يقال: تَشاخَسَتْ أسنانُه، إذا اختلفتْ ومال بعضُها وسقَطَ البعض من الهَرَم. قال أرطاةُ بن سُهَيَّة المرّيّ: ونحن كصَدْعِ العُسِّ إنْ يُعْط شاعباً * يَدَعْهُ وفيه عَيْبُهُ مُتَشاخِسُ * أي وإن أُصْلِحَ فهو متمايلٌ لا يستوى. ابن السكيت: يقال: تشاخس ما بين القوم، أي فسد (1) .
[شرس] رَجُلٌ شَرِسٌ، أي سَيئُ الخلق بيّن الشَرَسِ والشَراسَةِ. وهو شرس وأشرس، أي عسير شديد الخلاف. وتَشارَسَ القومُ، أي تَعادَوا. ومكان شرس، أي غليظ. قال الراجز (2)
_________
(1) في مادة (شخص) : " يقال أشخص فلان بفلان وأَشْخَصَ به، إذا اغتابه ".
(2) العجاج. وقال ابن برى: صواب إنشاده على التذكير يصف جملا: إذا أنيخ بمكان شرس * خوى على مستويات خمس * وقبله: كأنه من طول جذع العفس * ورملان الخمس بعد الخمس * ينحت من أقطاره بفأس:

(3/939)


إذا أنيخت بمكان شرس * خرت (1) على مستويات خمس * كركرة وثفنات ملس * والشرس بالكسر: عِضاهُ الجَبَلِ، وهو ما صَغُر من شجر الشوك كالشُبْرُمِ والحاج. وبنو فلان مُشْرِسونَ، أي ترعى إبلُهم الشِرْسَ. وأرضٌ مُشْرسَةٌ: كثيرة الشرس، عن يعقوب.
[شكس] رجل شَكْسٌ بالتسكين، أي صعب الخلق. قال الراجز:
شكس عبوس عنبس عذور * وقوم شكس، مثال رجلٍ صَدْقٍ وقومٍ صُدْقٍ. وقد شَكِسَ بالكسر شَكاسَةً. وحكى الفراء: رجل شكس، وهو القياس.
[شمس] الشَمْسُ تجمع على شُموسٍ، كأنهم جعلوا كل ناحية منها شمسا، كما قالوا للمَفْرِقِ مَفارِقُ. قال الشاعر (2)
_________
(1) في اللسان " خوت ".
(2) في اللسان أنه " الاشتر النخعي ". وهو من أبيات ثلاثة في حماسة أبى تمام. شرح المرزوقى 149.

(3/940)


حمى الحديد عليهم فكأنه * وَمَضانُ بَرْقٍ أو شُعاعُ شموس * وتصغيرها شُمَيْسَةٌ. وقد شَمَسَ يَوْمُنا يَشْمُسُ وَيَشْمَسُ، إذا كان ذا شَمْسٍ. وأَشْمَسَ يومنا بالألف كذلك. وشَمَسَ الفرسُ أيضاً شُموساً وشِماساً، أي منع ظهره، فهو فرس شَموسٌ وبه شِماسٌ. ورَجلٌ شَموسٌ: صعب الخلق. ولا تقل شموص. وشمس لى فلان، إذا أبدَى لك عداوته. والشَمْسُ: ضرب من القلائد. وشئ مشمس، أي عُمِلَ في الشَمسِ. وتَشَمَّسَ، أي انتصب للشمس. قال ذو الرمة: كَأَنَّ يَدَيْ حِرْبائها مُتَشَمِّساً * يَدا مُذْنبٍ يستغفر اللهَ تائِبِ * وقد سمت العرب عبد شمس، والنسبة إليه عبشمى لان في النسبة إلى كل اسم مضاف ثلاثة مذاهب: إن شئت نسبت إلى الاول منهما، كقولك عبدى إذا نسبت إلى عبد القيس. قال الشاعر (1) : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلا عطست شيبان إلا بأجدعا *
_________
(1) هو سويد بن أبى كاهل.

(3/940)


وإن شئت نسبت إلى الثاني إذا خفت اللبس فقلت شمسي. كما قلت مطلبي إذا نسبت إلى عبد المطلب. وإن شئت أخذت من الاول حرفين ومن الثاني حرفين، فرددت الاسم إلى الرباعي ثم نسبت إليه فقلت عبد رى إذا نسبت إلى عبد الدار، وإلى عبد شمس عبشمى. قال الشاعر (1) : وتضحك منى شيخة عبشمية * كأن لم ترا قبلى أسيرا يمانيا (2) * وقد تعبشم الرجل كما تقول: تعبقس إذا تعلق بسبب من أسباب عبد القيس، إما بحلف أو جوار أو ولاء. وأما عبشمس بن زيد مناة بن تميم، فإن أبا عمرو بن العلاء يقول: أصله عب شمس، أي حب شمس، وهو ضوؤها، والعين مبدلة من الحاء كما قال في عب قر، وهو البرد (3) . وقال ابن الاعرابي: اسمه عبء شمس بالهمز، والعبء والعبء: العدل، أي هو عدلها ونظيرها. يفتح ويكسر.
_________
(1) هو عبد يغوث بن وقاص الحارثى.
(2) انظر الصبان على الاشمونى في وجه رسم لم ترا بالالف لا بالياء. قاله نصر
(3) انظر ما سبق في مادة (عبقر) .

(3/941)


[شوس] الشَوَسُ بالتحريك: النظرُ بمؤَخر العين تَكَبُّراً أو تَغَيُّظاً. والرجلُ أَشْوَسُ من قوم شوسٍ. قال أبو عمرو: ويقال تَشاوسَ إليه، وهو أن ينظر إليه بمؤخر عينه ويميل وجهه في شق العين التى ينظر بها.
فصل الضاد
[ضبص] ضبست نفسه بالكسر، أي لَقِسَتْ وخَبُثَتْ. ورجلٌ ضَبِسٌ وضَبيسٌ، أي شرس عسر شكس.
[ضرس] الضَرْسُ: السِنُّ، وهو مذكَّر ما دام له هذا الاسم، لأنَّ الأسنان كلَّها إناثٌ إلا الأضراس والأنياب. وربَّما جمع على ضروس. وقال الشاعر يصف قرادا: وما ذكر فإن يكبر فأنثى * شديد الازم ليس له ضروس (1) *
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: ليس بذى ضروس. وبعده أبيات لغز في الشطرنج: وخيل في الوغى بإزاء خيل * لهام جحفل لجب الخميس * وليسوا باليهود ولا النصارى * ولا العرب الصراح ولا المجوس * إذا اقتتلوا رأيت هناك قتلى * بلا ضرب الرقاب ولا الرؤوس * 119 - الصحاح

(3/941)


لانه إذا كان صغيرا كان قرادا، فإذا كبر سمى حلمة. والضرس أيضا: أكمة خشنة. والضِرْسُ أيضاً: المَطْرة القليلة، والجمع ضروس. قال الاصمعي: يقال وقعت في الارض ضروس من مطر، إذا وقعت فيها قطع متفرقة. والضرس بالفتح: العض الشديد بالأضراس. يقال: ضَرَسْتُ السهمَ، إذا عجمته. قال دريد ابن الصمة: وأسمر من قداح النَبْع فَرعٍ (1) * به عَلمانِ من عقب وضرس * وضَرَسَهُمُ الزمان: اشتدَّ عليهم. وناقةٌ ضَروسٌ: سيِّئة الخلق تعضُّ حالبها. ومنه قولهم: " هي بجن ضراسها "، أي بحدثان نتاجها. وإذا كانت كذلك حامت عن ولدها. قال بشر (2) : عَطفْنا لهم عَطْفَ الضروسِ من المَلا * بشهْباَء لا يمشي الضراء رقيبها * والضروس بضم الضاد: الحجارة التى طويت بها البئر. قال الراجز (3)
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده:
وأصفر من قداح النبع صلب
(2) ابن أبى خازم.
(3) ابن ميادة.

(3/942)


أما يزال قائل أبن أبن دلوك عن حد الضروس واللبن * وبئر مضروسة وضريس، أي مطويَّة بالحجارة. وأضْرَسَهُ أمرُ كذا: أقلقه. وضَرَّستْهُ الحروب تَضْريساً، أي جرَّبتْهُ وأحكمتْه. والرجل مُضَرَّسٌ. وقال أبو عمرو: المضرس الذي جرب الامور. وتقول أيضا: ربط مضرس، لضربٍ من الوَشي. وحَرَّةٌ مضَرَّسَة ومَضْروسَةٌ: فيها حجارةٌ كأضراس الكلاب، عن أبى عبيد. وتَضارَسَ البِناءُ، إذا لم يَستوِ. ورجلٌ أخرسُ أضْرَسُ، إتباعٌ له. والضَرَسُ بالتحريك: كلالٌ في السنِّ من تناول شئ حامض. وقد ضَرِست أسنانهُ بالكسر. ورجلٌ ضَرِسٌ شرس، أي صعب الخلق. عن اليزيدى.
[ضغبس] الضُغْبوسُ والضَغابيسُ: صغار القِثَّاء. وفى الحديث: " أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضغابيس ".

(3/942)


ويشبَّه الرجلُ الضعيف به فيقال ضُغْبوسٌ. قال جرير (1) : قد جَرَّبَتْ عَرَكِي في كلِّ مُعْتَرَكٍ * غَلبُ الرجال (2) فما بال الضغابيس * وامرأة ضغبة: مولعة بحب الضغابيس. وقد ذكر في باب الباء.
[ضهس] ضهس الشئ ضهسا: عضه بمقدم فيه.
فصل الطاء
[طخس] الطخس، بالكسر: الاصل والنجار.
[طرس] الطرس: الصحيفة، ويقال هي التي مُحِيَتْ ثم كُتِبَتْ. وكذلك الطلس، والجمع أطراس. وطرسوس: اسم بلد، ولا يخفف إلا في ضرورة الشعر، لان فعلولا ليس من أبنيتهم.
[طرفس] الطِرْفِسانُ: القِطعة من الرمل. قال ابن مقبل: أُنيخَتْ فخَرَّتْ فوق عوجٍ ذَوابِلٍ * ووَسَّدْتُ رأسي طرفسانا منخلا *
_________
(1) يهجو عمر بن لجأ التيمى.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده " غلب الاسود " والذى في ديوانه المطبوع: " غلب الرجال ".

(3/943)


[طرمس] الطِرْمِساءُ، بالمد: الظلمةُ. والطرمسة: الانقباض والنكوص. والطرموس: خبز الملة.
[طسس] الطَسُّ والطَسَّةُ: لغة في الطست. قال حميد ابن ثور (1) :
كأن طسا بين فنزعاته (2) * وقال رؤبة: حتى رأتنى هامتي كالطسِّ * توقِدُهَا الشمسُ ائْتِلاقَ التُرْسِ * والجمع طِساسٌ وطُسوسٌ وطَسَّاتٌ. وطَسَّسَ في البلاد، أي ذهب. قال الراجز: عهدي بأظعان الكتوم تملس * صرم (3) جنابي بها مطسس *
_________
(1) قال ابن برى: البيت لحميد الارقط. وليس لحميد ابن نور كما زعم الجوهرى.
(2) قبله: بينا الفتى يخبط في غيساته * إذ صعد الدهر إلى عفراته * فاجتاحها بمشفرى مبراته * كأن طسا بين قنزعاته * موتا تزل الكف عن صفاته
(3) في اللسان: " صرم جناني "، بالنون.

(3/943)


[ط س] طفس البرذون يطفس طفوسا، أي مات. والطَفسُ، بالتحريك: الوَسَخَ والدرنُ. وقد طَفِسَ الثوب بالكسر، طفسا وطفاسة. ورجل طفس. والطنفسة (1) : واحدة الطنافس.
[طلس] لطلس: المحو. وقد طلست الكتاب (2) طَلْساً فَتَطَلَّسَ. والأطْلَسُ: الخَلَقُ، وكذلك الطِلْسُ بالكسر. والجمع أطْلاسٌ. يقال: رجلٌ أطْلَسُ الثوب. قال ذو الرمّة: مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمارِ ليس له * إلا الضِراَء وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ (3) * وذئبٌ أطْلسُ، وهو الذي في لونه غُبرةٌ إلى السواد. وكلُّ ما كانَ على لونه فهو أطْلَسُ. والطَيْلسانُ بفتح اللام: واحد الطَيالِسةِ، والهاء في الجمع للعجمة، لأنَّه فارسيٌّ معرب. والعامة تقول الطيلسان بكسر اللام. فلو رخمت هذا في النداء لم يجز، لانه ليس في كلامهم فيعل بكسر العين إلا معتلا، نحو سيد وميت.
_________
(1) الطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس.
(2) طلس الكتاب يطلسه طلسا.
(3) ليس له نشب، أي مال. الضراء: الكلاب الضارية.

(3/944)


[طمرس] الطمرس والطمروس: الكذاب.
[طمس] الطُموسُ: الدروسُ والامِّحاءُ (1) . وقد طَمَسَ الطريقُ يَطْمُسُ ويَطْمِسُ، وطَمَسْتُهُ طَمْساً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانْطَمَسَ الشئ وتطمس، أي امحى ودرس. وقوله تعالى: {رَبَّنا اطْمِسْ عَلَى أموالهم} ، أي غَيِّرْها، كما قال عزّ وجلّ: {مِنْ قبلِ أن نطمس وجوها} .
[طملس] رغيف طملس، بتشديد اللام، أي جاف. قال ابن الاعرابي: قلت للعقيلي: هل أكلت شيئا؟ فقال: قرصتين طملستين.
[طيس] الطَيْسُ: الكثير من المال والرمل والماء وغيرها. قال الاخطل: خلوا لنا راذان والمزارعا * وحنطة طيسا وكرما يانعا * وقال آخر يصف حميرا: فصبحت من شبرمان (2) منهلا * أخضر طبسا زغربيا طيسلا *
_________
(1) في نسخة: " والامتحاء ".
(2) في العينى: " من شبرقان منهلا ".

(3/944)


والطيسل مثل الطيس، واللام زائدة. وقول الراجز (1) :
عَدَدْتَ قومي كعَديدِ الطَيْسِ (2) * يعني الكثير من الرمل. والطاس: الذى يشرب فيه. والطاوس: طائر، ويصغر على طويس بعد حذف الزيادات. وقولهم: " أشأم من طويس "، وهو مخنث كان بالمدينة، وقال: يا أهل المدينة توقعوا خروج الدجال ما دمت حيا بين ظهرانيكم، فإذا مت فقد أمنتم ; لانى ولدت في الليلة التى مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفطمت في اليوم الذى مات فيه أبو بكر رضى الله عنه، وبلغت الحلم في اليوم الذى قتل فيه عمر رضى الله عنه، وتزوجت في اليوم الذى قتل فيه عثمان رضى الله عنه، وولد لى ولد في اليوم الذى قتل فيه على رضى الله عنه. وكان اسمه " طاوس (3) " فلما تخنث جعله طويس طويسا (4) ويسمى بعبد النعيم. وقال في نفسه: إننى عبد النعيم * أنا طاوس الجحيم * وأنا أشأم من يم‍ * شى على ظهر الحطيم *
_________
(1) رؤبة.
(2) بعده:
إذ ذهب القوم الكرام ليسى
(3) على الحكاية. وفى اللسان " طاوسا ".
(4) في اللسان: " جعله طويسا " فقط.

(3/945)


والطوس: القمر. وطاس يطوس طوسا: حسن وجهه. والطاوس في كلام أهل الشام: الجميلُ من الرجال.
فصل العين
[عبس] عَبَسَ الرجل يَعْبِسُ عُبوساً: كَلَحَ. وعَبَّسَ وجهه، شدّد للمبالغة. والتعبس: التجهم. والعبس: ما يتعلق في أذناب الإبل من أبوالها وأبعارها فيجف عليها. قال جرير يصف امرأة: ترى العَبَسَ الحوْلِيَّ جَوْناً بكوعِها * لها مَسَكاً من غير عاجٍ ولا ذبل * يقال: أعبست الإبل، أي صارت ذات عَبَسٍ. وقد عَبِسَ الوسَخُ في يد فلان، بالكسر، أي يَبِسَ. ويومٌ عبوس، أي شديد. وعبس: أبو قبيلة من قيس، وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والعنبس: الاسد ومنه سمى الرجل، وهو فَنْعَلٌ من العُبوس. والعنابس من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس

(3/945)


الاكبر. وهم ستة: حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو. وسموا بالاسد. والباقون يقال لهم الاعياص (1) .
[عترس] العَتْرَسَةُ: الأخذ بالشدّة والعُنْف. والعِتْريس: الجبّار والغضبانُ (2) . والعَنْتَريسُ: الناقة الصلبة الشديدة. والنون زائدة، لأنَّه مشتق من العترسة.
[عجس] العَجْسُ والعُجْسُ والعِجْسُ: مَقْبِض القوس. وكذلك المعجس، مثال المجلس. وأما قول الراجز (3) :
وفِتيةٍ نَبَّهْتُهُمْ بالعَجْسِ * فهو طائفةٌ من وسط الليل، كأنَّه مأخوذ من عَجْسِ القوس. يقال: مضى عَجْسٌ من الليل. والعَجاساءُ: القطعة العظيمة من الابل. قال الراعى:
إذا بركت منها عجاساء جلة (4) *
_________
(1) وهم العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
(2) زيادة عن المخطوطة: قال العجاج: ضخم الخباسات إذا تخيسا * عصبا وإن لاقى الصعاب عترسا
(3) هو منظور بن مرثد.
(4) عجزه:
بمحنية أشلى العفاس وبروعا * وفى هامش المخطوطة: " الذى في شعره: وإن خذلت ".

(3/946)


والعجاساء أيضا: الظلمة. والعجنس: الجمل الضخم. قال العجاج (1) :
يتبعن ذا هداهد عجنسا (2) * والجمع عجانس، بحذف الثقيلة لانها زائدة. وعجسنى عن حاجتى يعجسنى عجسا، أي حبسني. والعجس: القبض على الشئ. وتعجست أمر فلان، إذا تَعقَّبته وتتبّعته. يقال: تَعَجَّسِت الأرض غُيوثٌ، إذا أصابها غيثٌ بعد غيث. ومطرٌ عَجوسٌ، أي منهمر. قال رؤبة:
أوطف يهدى مسبلا عجوسا * وفحل عجيس، مثل عجيزٍ، وهو الذي لا يُلقِح. وقولهم: لا آتيك سَجيسَ عُجَيْسٍ، أي أبداً. وعُجَيْسٌ مصغَّرٌ. قال الشاعر: فأقْسَمْتُ لا آتي ابنَ ضمرةَ طائِعاً * سَجيسَ عُجَيْسٍ ما أبان لساني * وعجيسى، مثال خطيبى: اسم مشية بطيئةٍ. وقال أبو بكر بن السراج: عجيساء بالمد، مثل قريثاء.
_________
(1) الصحيح أنه لجرى الكاهلى.
(2) بعده:
إذا الغرابان به تمرسا:

(3/946)


[عدس] عَدَسَ في الأرض، أي ذهب. يقال: عَدَسَتْ به المنيّةُ. قال الكميت: أُكَلِّفُها هَوْلَ الظَلامِ ولم أزَلْ * أخا الليلِ مَعْدوساً عَلَيَّ وعادِسا * أي يُسارُ إليّ بالليل. وعَدَسْ: لغة في حَدَسْ (1) . والعدس: شدة الوطئ، والكدح أيضا. وجاء في وصف الضبُع: " عَدوسُ السُرى (2) " أي قويّة على السير. والعدس بالتحريك: حب معروف. والعَدَسَةُ: بثرةٌ تخرج بالإنسان، وربَّما قَتَلَتْ. وعَدَسْ: زجرٌ للبغل. قال يزيد بن مُفَرِّغٍ: عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عليك إمارَةٌ * نجوْتِ وهذا تحملين طليق (3) *
_________
(1) زجر للبغال. وفى اللسان أن العامة تقول " عد ". قال بيهس بن صريم الجرمى: ألا ليت شعرى هل أقولن لبغلتي * عدس بعد ما طال السفار وكلت
(2) منه قول جرير: لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس السرى لا يقبل الكرم جيدها
(3) بعده: فإن تطرقي باب الامير فإننى * لكل كريم ماجد لطروق * سأشكر ما أوليت من حسن نعمة * ومثلى بشكر المنعمين خليق:

(3/947)


وربما سموا البغل عدس، بزجره. قال الشاعر: إذا حملت بزتى على عدس * على الذى (1) بين الحمار والفرس * فلا أبالى من غزا ومن جلس * وعدس، مثل قثم: اسم رجل. وهو زرارة ابن عدس.
[عدبس] العَدَبَّسُ من الإبل وغيرها: الشديد المُوَثَّقُ الخَلْقِ. والجمعُ العَدابِسُ. قال الكميت يصف صائدا: حتى غدا وغدا له ذو بردة * شثن البنان عدبس الاوصال * ومنه سمى العدبس الكنانى.
[عرس] العَروسُ نعت، يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال عُرُسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ العَروسُ يكون أميراً ". والعِرْسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ; والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر (2) : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه (3) * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس *
_________
(1) في اللسان: " على التى ".
(2) مالك بن خالد الهذلى.
(3) في اللسان: " حول غابته ".

(3/947)


وربما سمى الذكر والأنثى عِرْسينِ. قال علقمة (1) : حتَّى تَلافى (2) وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "، ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء. يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون ابن عِرْسٍ. والعَرْسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت معرس. وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس: طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط *
_________
(1) ابن عبدة الفحل.
(2) تلافى، بالفاء: تدارك.

(3/948)


والجمع الاعراس والعرسات. وقد أَعْرَسَ فلان، أي اتَّخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأهله، إذا بنى (1) بها، وكذلك إذا غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم عَرْساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ العِراسُ. والعَرَسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي دهش، فهو عَرِسٌ. وعَرِسَ به أيضاً: لزمه. والتَعريسُ: نزولُ القوم في السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون. وأَعْرَسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والعِرِّيسُ بالتشديد والعِرِّيسَةُ: مأوى الاسد. وذات العرائس: موضع.
[عردس] العرندس من الابل: الشديد. وناقةٌ عَرَنْدَسَةٌ، أي قوية طويلة القامة. قال الكميت: أَطْوي بِهِنَّ سُهوبَ الأرضِ مُنْدَلِثاً * على عَرَنْدَسَةٍ للخرق مسبار *
_________
(1) قال في المختار: قوله بنى بها هو أيضا مما تقوله العامة، وهو خطأ، لذا ذكره في (بنى) .

(3/948)


[عرطس] عَرْطَسَ الرجل مثل عَرْطَزَ، إذا تَنَحَّى عن القوم وذلَّ عن مناوأتهم ومنازعتهم. وأنشد أبو الغوث: وقد أتاني أنَّ عَبداً طِمْرِسا * يوعِدني ولو رَآني عَرْطَسا
[عركس] الاعرنكاس: " الاجتماع. عركست الشئ، إذا جمعتَ بعضَه على بعض. وقد اعْرَنْكَسَ الشعر، أي اشتدَّ سواده.
[عرمس] العِرْمِسُ: الصخرة. والعِرْمِسُ: الناقة الشديدة. قال الأصمعي: شُبِّهَتْ بالصخرة.
[عسس] عسَّ يعُسُّ عَسَّا وعَسَساً، أي طاف بالليل، وهو نَفضُ الليلِ عن أهل الرِيبة، فهو عاسٌّ. وقومٌ عَسَسٌ مثل خادمٍ وخدم، وطالب وطلب. وفى المثل: " كلبٌ عسَّ خيرٌ من كلبٍ رَبَضَ ". واعْتَسَّ مثل عَسَّ. وقولهم: عَسَّ خبرُ فلانٍ، أي أبطأ. وعسعس الذئب، أي طاف بالليل. ويقال أيضاً: عَسْعَسَ الليلُ، إذا أقبل ظلامه.

(3/949)


وقوله تعالى: {والليلِ إذا عَسْعَسَ} ، قال الفراء: أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر. قال: وقال بعض أصحابنا أنّه إذا دنا من أوَّله وأظلم. وكذلك السحابُ، إذا دنا من الارض. والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرَفْدُ أكبر منه، وجمعه عِساسٌ. وقولهم: جِئْ بالمال من عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغة في حَسِّكَ وبَسِّكَ. أبو زيد: العَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل القَسوسِ. وقد عَسَّتْ تَعُسُّ. والعَسوسُ أيضاً: الناقة التي لا تدِرُّ حتَّى تَباعَدَ مِن الناس. والاعتِساسُ: الاكتسابُ والطلب. والمَعَسُّ: المطلبُ. والعسوس: الطالب للصيد. قال الراجز:
واللعلع المهتبل العسوس * يقال للذئب: العَسْعَسُ، والعَسْعاسُ، والعَسَّاسُ ; لأنه يَعُسُّ بالليل ويطلُب. ويقال للقنافذ: العَساعِسُ، لكثرة تردُّدها بالليل. قال أبو عمرو: التَعَسْعُسُ: الشمُّ. وأنشد:
كَمُنْخُرِ الذئب إذا تَعَسْعَسا * والتَعَسْعُسُ أيضاً: طلب الصيد بالليل. 120 - صحاح

(3/949)


وعسعس: موضع بالبادية، واسم رجل أيضا: قال الراجز (1) :
وعسعس نعم الفتى تبياه (2) * أي تعتمده.
[عسطس] عسطوس، بتكرير العين: شجر يشبه الخيزران. قال الشاعر (3) :
عصا عسطوس (4) لينها واعتدالها
[عضرس] العَضْرَسُ: البَرَدُ، وهو حبُّ الغمام. وقال يصف كلاب الصيد: مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأن عيونها * إذا أذن القناص بالصيد عضرس (5) * ويروى: " مغرثة حصا ". وفى المثل: " أبرد من عَضْرَسٍ ". وكذلك العضارس بالضم. قال الشاعر
_________
(1) هو أبو محياة، واسمه يحيى بن يعلى.
(2) وقبله:
فينا لبيد وأبو محياه
(3) هو ذو الرمة.
(4) عسطوس بسكون السين في المخطوطات. وفى اللسان: بتشديد السين. وصدره:
على أمر منقد العفاء كأنه
(5) البيت للبعيث.

(3/950)


* تضحك عن ذي أُشُرٍ عُضارِسِ (1) * والجمع عضارس بالفتح، مثل جوالق وجوالق. والعضرس أيضا: نبت. قال ابن مقبل: والعير ينفخ في المكنان قد كتنت * منه جحافله والعضرس الثجر (2) * وقال ابن أحمر: يظل بالعضرس حرباؤها * كأنه قرم مسامى أشر (3)
[عطس] العُطاسُ من العَطْسة. وقد عَطَسَ بالفتح يَعْطِسُ ويَعْطُسُ. وربما قالوا: عَطَسَ الصبحُ، إذا انفلقَ. وظبيٌ عاطِس، وهو الذي يستقبلك من أمامك. والمَعْطِسُ، مثال المَجْلِسِ: الأنفُ، وربَّما جاء بفتح الطاء.
[عطمس] العَيْطَموسُ من النساء: التامَّةُ الخلق،
_________
(1) قبله:
يا رب بيضاء من العطامس
(2) سيأتي أيضا في (كتن) . والمكنان، بفتح الميم: نبت.
(3) في اللسان: " مسام أشر ".

(3/950)


وكذلك من الابل. والجمع العطاميس، وقد جاء في ضرورة الشعر عطامس، قال الراجز: يا رب بيضاء من العطامس * تضحك عن ذى أشر عضارس * وكان حقه أن يقول عطاميس، لانك لما حذفت الياء من الواحدة بقيت عطموس مثال كردوس، فلزم التعويض لان حرف اللين رابعه كما لزم في التحقير، ولم تحذف الواو لانك لو حذفتها لاحتجت أيضا إلى أن تحذف الياء في الجمع والتصغير. وإنما تحذف من الزيادتين ما إذا حذفتها استغنيت عن حذف الاخرى.
[عفس] العَفْسُ: الحبسُ والابتذال أيضاً. والمعفوس: المسجون. والمعفوس: المبتذل. قال العجاج يصف بعيرا: كأنه من طول جذع العفس * ورملان الخمس بعد الخمس * ينحت من أقطاره بفأس * واعتفس القومُ: اصطرعوا. والمُعافسةُ: المعالجة. وفي الحديث: " وعافسنا النساء ". وعفاس وبروع: اسم ناقتين للراعي النميري وقال:

(3/951)


إذا بركت (1) منها عجاساء جلة * بمحنية أشلى العفاس وبروعا (2)
[عفقس] العَفَنقسُ: العَسِرُ الأخلاق. وقد اعفنقس الرجل. وخلق عفنقس. قال العجاج: إذا أراد خلقا عفنقسا * أقره الناس وإن تفجسا
[عكس] العَكْسُ: أن تشدَّ حبلاً في خَطْمِ البعير إلى رسغ يديه ليذلَّ ; واسم ذلك الحبل العِكاسُ. يقال: دون ذلك الأمر عِكاسٌ ومِكاسٌ. والعَكْسُ: ردُّك آخر الشئ إلى أوله. ومنه عكس " البلية " عند القبر، لانهم كانوا يربطونها معكوسة الرأس إلى ما يلى كلكلها وبطنها، ويقال إلى مؤخرها مما يلى ظهرها ويتركونها على تلك الحال حتى تموت. والعكيس: لبن يُصبُّ على مرق كائناً ما كان تقول منه: عَكَسْتُ أعْكِسُ عكسا. وكذلك الاعتكاس.
_________
(1) قال ابن برى وهو في شعره: " خذلت ".
(2) قبله: إذا سرحت من منزل نام خلفها * بميثاء مبطان الضحى غير أروعا:

(3/951)


والعكيس أيضا من اللبن: الحليب تُصبُّ عليه الاهالة فيشرب. قال الراجز: جفؤك ذا قدرك للضيفان * جفئا على الرغفان في الجفان * خير من العكيس بالالبان والعكيس: القضيب من الحَبَلَةِ يُعكسُ تحت الأرض إلى موضع آخر.
[عكمس] عَكْمَسَ الليل، إذا أظلم. وليلٌ عُكامِسٌ، أي شديد الظلمة. وإبل عكامس، أي كثيرة.
[علس] العلس: القراد الضخم، وبه سمى الرجل. وجمل ورجلٌ عَلَسِيٌّ، أي شديد. قال الراجز (1) :
إذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسا (2) * والعَلَسُ أيضاً: ضرب من الحنطة تكون حبَّتان في قشرٍ واحد، وهو طعامُ أهل صنعاء. قال أبو صاعد الكلابيّ. يقال ما ذاق عَلوساً ولا لَوُوساً، أي شيئاً. وما عَلَسْنا عندهم عَلوساً. أبو عمرو: العَلسُ بالسكون: الشربُ. وما علسوا ضيفهم بشئ تعليسا.
_________
(1) المرار
(2) بعده * وعلق القوم أداوى يبسا:

(3/952)


وعَلَسَ داؤه أيضاً، أي اشتدَّ وبرَّح. قال ابن السكيت: المُعَلَّسُ: الرجل المجرب. والعَليسُ: الشواء مع الجلد.
[علكس] اعْلَنْكَسَ الشعر، أي اشتدَّ سواده. قال العجاج:
بفاحمٍ دووِيَ حتَّى اعْلَنْكَسا * وقال الفراء: شعرٌ مُعْلَنْكِسٌ ومُعْلَنْكِكٌ، وهو الكثيف المجتمع. ويقال: اعلنكس الشئ، إذا تردد.
[علطس] ناقة علطوس، مثال فردوس، وهى الخيار الفارهة.
[علطبس] العلطبيس: الاملس البراق. قال الراجز: لما رأى (1) شيب قذالى عيسا * وهامتي كالطست علطبيسا * لا يجد القمل بها تعريسا
[عمس] العَماسُ بالفتح: الحرب الشديدة، والداهية. وليلٌ عَماسٌ، أي مظلم. ويومٌ عَماسٌ. وقد عَمُسَ عَماسَةً. قال ابن السكيت: يقال أمرٌ عموس وعماس،
_________
(1) في اللسان: " لما رأت ".

(3/952)


أي مظلم لا يُدرى من أين يؤتى له. ومنه قولهم: جاءنا بأمورٍ مُعَمَّساتٍ، أي مظلمة ملويَّة عن جهتها. ورجلٌ عَموسٌ: متعسفٌ. وفلان يَتَعامَسُ عن الشئ، إذا تغافل عنه. وقال: وتَعَامَسَ عليَّ فلان، أي تعامى عليَّ وتركَني في شُبهةٍ من أمره. والعَمْسُ: أن تُريَ أنك لا تعرف الأمر وأنت عارفٌ به. ويقال عَمَسَ الكتابُ، أي درس. وطاعون عمواس: أول طاعون كان في الاسلام بالشأم.
[عمرس] العمرس بتشديد الراء: القوى الشديد من الرجال. والعُمْروسُ: الخروف، والجمع العَمارِسُ. قال حميد بن ثور: أولئك لم يدرين ما سمك القرى * ولا عصب فيها رئات العمارس * وربَّما قيل للغلام الحادر: عُمْروس، عن أبى عمرو.
[عملس] العَمَلّسُ بتشديد اللام: مثل العَمَرَّسِ. قال أبو عمرو: العَمَلَّسُ: القويُّ على السير السريع. وأنشد (1)
_________
(1) لعدى بن الرقاع.

(3/953)


عَمَلَّسُ أسفارٍ إذا استقبلتْ له * سَمومٌ كحَرِّ النارِ لم يَتَلَثَّمِ * والعملس أيضا: الذئب. وأما قولهم في المثل: " هو أبر من العملس " فهو اسم رجل كان يحج بأمه على ظهره.
[عنس] العَنْسُ: الناقة الصُلبة، ويقال هي التي اعْنَوْنَسَ ذنبها، أي وفر. وقال الراجز:
كم قد حسرنا من علاة عنس * وعنس أيضا: قبيلة من اليمن، منهم الاسود العنسى الكذاب. وعنست الجارية تعنس بالضم عُنوساً وعِناساً، فهي عانِسٌ، وذلك إذا طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها حتَّى خرجت من عداد الأبكار. هذا ما لم تتزوَّج، فإن تزوَّجت مرَّةً فلا يقال عَنَسَتْ. قال الأعشى: والبيضُ قد عَنَسَتْ وطال جِراؤُها * ونَشَأْنَ في فَنَنٍ وفي أذْوادِ * ويروى: " والبيض " مجرورا بالعطف على الشرب في قوله: ولقد أرجل لمتى بعشية * للشرب قبل حوادث المرتاد * ويروى: " سنابك "، أي قبل حوادث الطالب. يقول: أرجل لمتى للشرب وللجواري

(3/953)


الحسان التى قد نشأن في فنن ; أي في نعمة. وأصلها أغصان الشجر. هذه رواية الاصمعي. وأما أبو عبيدة فإنه رواه: " في قن " بالقاف، أي عبيد وخدم. ويقال للرجل أيضاً: عانِسٌ. قال أبو قيس ابن رفاعة: منَّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شارِبُهُ * والعانِسونَ ومنَّا المُرْدُ والشيبُ * والجمع عنس وعنس، مثال بازل وبزل وبزل. قال الراجز:
يعرس أبكارا بها وعنسا * قال أبو زيد: وكذلك عَنَّسَتِ الجارية تَعْنيساً. وقال الأصمعيّ: لا يقال عَنَّسَتْ، ولكن عُنِّسَتْ على ما لم يسمّ فاعله. وعَنَّسَها أهلها. وقال الكسائي: العانس فوق المعصر. وأنشد (1) :
معاصيرها والعاتقات العوانس (2) * ويقال: فلان لم تُعْنِسُ السِنُّ وجهَهُ، أي لم تغيِّره إلى الكبر. قال سويد الحارثى (3)
_________
(1) لذى الرمة.
(2) وصدره:
وعيطا كأسراب الخروج تشوفت * وفى المخطوطة:
وعين كأسراب القطا قد تشوفت
(3) في اللسان: " أبو ضب الهذلى ".

(3/954)


فَتىً قَبَلٌ لم تُعْنِس السِنُّ وَجْهَهُ * سِوى خُلْسَةٍ في الرأس كالبرق في الدجا
[عوس] العَوْسُ: الطوفان بالليل. يقال: عاسَ الذئبُ، إذا طلب شيئاً يأكله. والعَوْسُ والعِياسةُ: سياسةُ المال. يقال هو عائِسُ مالٍ. والعوسُ بالضم: ضربُ من الغنم، يقال كبش عوسى. والعواساء بفتح العين ممدود: الحامل من الخنافس، حكاه أبو عبيد عن القنانى. قال وأنشدنا:
بكرا عواساء تفاسى مربا
[عيس] العَيْسُ: ماء الفحل. وقد عاسَ الفحل الناقةَ يَعيسُها عَيْساً، أي ضربها. والعيسُ بالكسر: الإبل البيض يخالط بياضها شئ من الشقرة، واحدها أعْيَسُ، والأنثى عَيْساءُ بيِّنة العَيَسِ. قال الشاعر: أقولُ لخارِبَيْ (1) هَمْدانَ لمَّا * أثارا صِرْمَةً حمرا وعيسا *
_________
(1) الخارب: سارق الابل خاصة.

(3/954)


أي بيضا. ويقال هي كرائم الإبل والعَيساءُ أيضاً: الانثى من الجراد. وعيسى: اسم عبرانى أو سرياني. والجمع العيسون بفتح السين، ومررت بالعيسين ورأيت العيسين. وأجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء. ولم يجزه البصريون، وقالوا: لان الالف إذا سقطت لاجتماع الساكنين وجب أن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الالف أصلية أو غير أصلية. وكان الكسائي يفرق بينهما ويفتح في الاصلية فيقول معطون، ويضم في غير الاصلية فيقول عيسون. وكذلك القول في موسى. والنسبة إليهما عيسوى وموسوي، تقلب الياء واوا كما قلت في مرمى مرموى، وإن شئت حذفت الياء فقلت: عيسى وموسى بكسر السين، كما قلت في مرمى وملهى.
فصل الغين
[غبس] الغبس بالفتح: لونٌ كلون الرماد، وهو بياضٌ فيه كدرةٌ، يقال: ذئبٌ أغْبَسُ. والوَرْدُ الأغبَسُ من الخيل، هو الذي تدعوه الأعاجم: " سَمَنْدْ ". وقولهم: لا آتيك ما غَبا غُبَيْسٌ، يراد به الدهر. قال ابن الاعرابي: ما أدرى ما أصله. وأنشد الاموى:

(3/955)


وفى بنى أم زبير كيس * على الطعام ما غبا غبيس * أي فيهم جود. وما غبا غبيس: ظرف من الزمان. وقال بعضهم: أصله الذئب. وغبيس: تصغير أغبس مرخما. وغبا، أصله غب، فأبدل من أحد حرفي التضعيف الالف، مثل تقضى أصله تقضض. يقول: لا آتيك ما دام الذئب يأتي الغنم غبا.
[غرس] الغِرْسُ (1) بالكسر: الذي يخرج مع الولد كأنّه مُخاطٌ. ويقال: جُلَيْدَةٌ تكون على وجه الفَصيل ساعةَ يولد، فإن تُرِكَت قتلَتْه. قال الراجز (2) : يتركن في كل مناخ أبس * كل جنين مشعر في الغرس * وغَرَسْتُ الشجر أغْرِسُهُ غرْساً. والغِراسُ: فَسيلُ النخل. والغِراسُ أيضاً: وقتُ الغَرْسِ. ويقال للنخلة أوَّلَ ما تنبت غريسة.
[غسس] الغُسُّ بالضم: اللئيم الضعيف من الرجال. قال الأصمعيّ: يكون واحدا وجمعا. وأنشد لاوس ابن حجر
_________
(1) وجمع الغرس أغراس.
(2) هو منظور بن مرثد الاسدي يصف نوقا قد سقطت أولادها لشدة الكلال والاعياء من السير.

(3/955)


مخلفون ويقضى الناس أمرهم * غس الامانة صنبور فصنبور * ورواه المفضل: " غش " بالشين معجمة كأنه جمع غاش، مثل بازل وبزل. ويروى " غش " نصبا على الذم بإضمار أعنى. ويروى " غسو الامانة " أيضا بالسين، أي غسون فحذف النون للاضافة. ويجوز " غسى " بكسر السين بإضمار أعنى، وتخذف النون للاضافة. ويقال غس فلان خطبة الخطيب، أي عابها. وغسغست بالهرة، إذا بالغت في زجرها. وغسان: قبيلة من اليمن، منهم ملوك غسان. ويقال غسان ماء. هذا إذا كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون.
[غطس] الغطس في الماء: الغمس فيه. وقد غَطَسَهُ في الماء يَغْطِسُهُ. وأنشد أبو عمرو: وألقتْ ذراعيها وأدنتْ لَبانَها * من الماء حتَّى قلتُ في الجَمِّ تَغْطِسُ * والمغنطيس (1) : حجر يجذب الحديد، وهو معرب.
[غطرس] الغطْريسُ: الظالم المتكبر. قال الكميت يخاطب بنى مروان
_________
(1) ويقال مغناطيس، بكسر الميم ; ومغنيطس، بفتح الميم وسكون الغين وكسر النون وفتح الطاء.

(3/956)


فلولا حِبالٌ منكم هي أسْلَسَتْ (1) * جنائِبَنا كنا الاباة (1) الغطارسا * وقد تغطرس فهو متغطرس.
[غلس] الغَلَسُ: ظلمة آخر الليل. قال الأخطل: كَذَبَتْكَ عينك أم رأيت بواسطٍ * غَلَسَ الظلامِ من الرَبابِ خَيالا * والتَغْليسُ: السير من الليل بغَلَسٍ. يقال: غَلَّسْنا الماء، أي وردناه بغَلَسٍ، وكذلك إذا فعلنا الصلاة بغَلَسٍ. قال أبو زيد: يقال وقع فلانٌ في وادى تغلس غير مصروف، مثال تخيب، وهى الداهية والباطل.
[غمس] غَمَسَهُ في الماء، أي مَقَلَهُ فيه، فانْغَمَسَ واغْتَمَسَ بمعنًى. والمُغامسَةُ: المُماقلةُ، وكذلك إذا رمى الرجل نفسه في وسط الحرب. والأمرُ الغَموسُ: الشديدُ. واليمينُ الغَموسُ: التي تَغْمِسُ صاحبها في الإثم. والطعنة الغموس: النافذة.
_________
(1) في اللسان: " أمرست - كنا الاتاة ".

(3/956)


وناقة غموس: لا يُستبان حملُها حتَّى تقرِبَ. والغَميسُ من النبات: الغَميزُ. والغَميسُ: مسيلُ ماءٍ صغير بين البقل والنبات.
[غيس] الغيسان: حدة الشباب.
فصل الفاء
[فأس] الفأسُ: واحد الفُؤوس. وفَأسُ اللجام: الحديدة القائمة في الحَنك. وفَأسُ الرأسِ: حرفُ القَمَحْدُوَةِ المشرف على القفا. وفَأسْتُهُ، أي ضربته بالفأس، وكذلك إذا أصبتَ فأس رأسه.
[فجس] الفَجْسُ: التكبُّرُ والتعظُّمُ وقد فجس يفجس بالضم. قال العجاج: إذا أراد خلقا عفنقسا * أقره الناس وإن تفجسا
[فدكس] الفدوْكَسُ: الأسدُ، مثل الدَوْكَسِ. وفدوكس أيضا: رهط الاخطل الشاعر، وهم من بنى جشم بن بكر.

(3/957)


[فرس] الفَرَسُ يقع على الذكر والأنثى، ولا يقال للأنثى فَرَسَةٌ. وتصغير الفَرَسِ فُرَيْسٌ، وإنْ أردت الأنثى خاصَّة لم تقل إلا فريسة بالهاء، عن أبى بكر بن السراج، والجمع أفراس. وراكبه فارس، وهو مثل لابن وتامر، أي صاحب فرس. ويجمع على فوارِسَ، وهو شاذٌّ لا يقاس عليه، لان فواعل إنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب، أو جمع فاعل إذا كان صفة للمؤنث مثل حائض وحوائض، أو ما كان لغير الآدميين، مثل جمل بازل وجمال بوازل، وجمل عاضه وجمال عواضه، وحائط وحوائط. فأما مذكر ما يعقل فلم يجمع عليه إلا فوارس، وهوالك، ونواكس. فأما فوارس فلانه شئ لا يكون في المؤنث، فلم يخف فيه اللبس. وأما هوالك فإنما جاء في المثل، يقال: " هالك في الهوالك "، فجرى على الاصل، لانه قد يجئ في الامثال ما لا يجئ في غيرها. وأما نواكس فقد جاء في ضرورة الشعر (1) .
_________
(1) منه قول الفرزدق: وإذا الرجال رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُمْ * خَضُعَ الرقابِ نواكس الابصار * 121 - صحاح

(3/957)


قال ابن السكيت: إذا كان الرجل على حافر، برذونا كان أو فرسا أو بغلا أو حمارا، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على بغل، ومر بنا فارس على حمار. قال الشاعر: وإنى امرؤ للخيل عندي مزية * على فارس البرذون أو فارس البغل * وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير: لا أقول لصاحب البغل: فارس، ولكني أقول: بغال. ولا أقول لصاحب الحمار: فارس، ولكني أقول: حمار. والفرسة: ريح تأخذ في العنق فتغرسها. والفريس: حلقة من خشب يقال لها بالفارسية " چنبر ". وفرس الاسد فريسته يفرسها فَرْساً، وافْتَرَسَها، أي دقَّ عنقَها. وأصل الفَرْسِ هذا ثم كثُر واستعمل حتَّى صير كلُّ قتلٍ فَرْساً. وقد نُهِيَ عن الفَرْسِ في الذبح، وهو كسر عظم الرقبة قبل أن تبرد. قال ابن السكيت: فَرَسَ الذئبُ الشاةَ فَرْساً. وأفْرَسَ الراعي، أي فَرَسَ الذئب الشاة من غنمه. قال: وأفْرَسَ الرجلُ الأسدَ حمارَه، إذا تركه له ليفترسه وينجو هو.

(3/958)


وقال النضر بن شميل: يقال أكل الذئبُ الشاةَ، ولا يقال افترسها. وأبو فراس: كنية الأسد. وفارس: الفرس، بالضم، وفى الحديث: " وخدمتهم فارس والروم ". وفارس: بلاد الفرس أيضا. والفرسان: الفوارس. وفرسان بالفتح: قبيلة. والفراسة بالكسر: الاسم من قولك تَفَرَّسْتُ فيه خيراً. وهو يَتَفَرَّسُ، أي يتثبَّت وينظر. تقول منه: رجلٌ فارِسُ النظر. وفي الحديث: " اتَّقوا فِراسَةَ المؤمنِ ". والفَراسَةُ بالفتح: مصدر قولك رَجلٌ فارِسٌ على الخيل بيِّن الفَراسَةِ والفُروسَةِ والفُروسيَّةِ. وقد فَرُسَ بالضم يَفْرُسُ فُروسَةً وفَراسَةً، أي حَذِقَ أمر الخيل. والفِرْسُ بالكسر: ضربٌ من النبت، عن يعقوب. والفرسن بالنون للبعير، كالحافر للدابة. وربما قيل فرسن شاة على الاستعارة، وهو فعلن. قال أبو بكر بن السراج: النون زائدة لانها من فرست. والفرناس، مثال الفرصاد: الاسد، وهو

(3/958)


الغليظ الرقبة. وكذلك الفُرانِسُ، مثل الفُرانِقِ، والنون زائدة.
[فردس] الفردوس: البستان. قال الفراء: هو عربي. والفردوس: حديقة في الجنة. وفردوس: اسم روضة دون اليمامة. والفراديس: موضع بالشام. وكرم مفردس، أي معرش.
[فرطس] فرطوسة الخنزير: أنفه.
[فطس] الفطسُ بالتحريك: تطامنُ قصبةِ الأنف وانتشارها. والرجل أفْطَسُ. والاسمُ الفَطَسَةُ بالتحريك، لأنه كالعاهة. والفَطْسَةُ بالتسكين: خرزة يؤخذ بها. يقولون: " أخذته بالفطسة، بالثؤباء والعطسة ". وفطس يَفْطِسُ فُطوساً، أي مات. والفِطِّيسُ، مثال الفسيق: المطرقةُ العظيمة. وفِطِّيسةُ الخنزير أيضاً: أنفه ; وكذلك الفنطيسة.
[فقس] فَقَسَ فُقوساً، أي مات. وفَقَسَ الطائر بيضه فَقْساً، أي أفسده.

(3/959)


[فقعس] فقعس: أبو قبيلة من بنى أسد، وهو فقعس ابن عمرو بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
[فلحس] أبو عبيد: الفَلْحَسُ: الحريصُ. ويقال للكلب فلحس. وفلحس أيضا: اسم رجل من بنى شيبان. وفيه المثل: " أسأل من فلحس "، زعموا أنه كان يسأل سهما في الجيش وهو في بيته، فيعطى لعزه وسؤدده، فإذا أعطيه سأل لامرأته، فإذا أعطيه سأل لبعيره.
[فلس] الفَلْسُ يجمع على أفْلُسٍ في القِلة، والكثيرُ فُلوسٌ. وقد أفْلَسَ الرجل: صار مُفْلِساً، كأنَّما صارت دراهمه فلوسا وزيوفا. كما يقال: أخبث الرجل، إذا صار أصحابه خبثاء. وأقطف: صارت دابته قطوفا. ويحوز أن يراد به أنه صار إلى حال يقال فيها: ليس معه فلس. كما يقال: أقهر الرجل إذا صار إلى حال يقهر عليها. وأذل الرجل: صار إلى حال يذل فيها. وقد فَلَّسَهُ القاضي تَفْليساً: نادى عليه أنه أفلس.

(3/959)


[فلقس] قال أبو عبيد: الفَلَنْقَسُ: الذي أبوه مَوْلًى وأمُّه عربية. وأنشد: العبد والهجين والفلنقس * ثلاثة فأيهم تلمس * وقال أبو الغوث: الفلنقس الذى أبوه مولى وأمه مولاة. والهجين: الذى أبوه عتيق وأمه مولاة. والمقرف: الذى أبوه مولى وأمه ليست كذلك.
فصل القاف
[قبس] القَبَسُ: شعلةٌ من نار ; وكذلك المِقْباسُ. يقال: قَبَسْتُ منه ناراً أقْبِسُ قَبْساً فأقْبَسَني، أي أعطاني منه قَبَساً. وكذلك اقْتَبَسْتُ منه ناراً، واقْتَبَسْتُ منه عِلماً أيضاً، أي استفدته. قال اليزيديّ: أقْبَسْتُ الرجل عِلماً، وقَبَسْتُهُ ناراً. فإن كنت طلبتها له قلت: أقْبَسْتُهُ. وقال الكسائي: أقْبَسْتُهُ عِلماً وناراً، سواءٌ. قال: وقَبَسْتُهُ أيضاً فيهما. والقَبيسُ: الفحل السريع الإلقاح. وفى المثل: " لقوة (1) صادفت قبيسا ". وقد قَبِسَ الفحل بالكسر قَبَساً، فهو قبس، عن الكسائي، وقبيس. قال الشاعر
_________
(1) اللقوة: السريعة التلقى لماء الفحل.

(3/960)


حَمَلْتِ ثلاثةً فوضعتِ تِمًّا * فأُمٌّ لَقْوَةٌ وأبٌ قَبيسُ * واللَّقْوَةُ، هي السريعة الحمل. وأبو قبيس: جبل بمكة. وأبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر بن المنذر ابن امرئ القيس بن عمرو بن عدى اللخمى، ملك العرب. وجعله النابغة أبا قبيس للضرورة، فصغره تصغير الترخيم، فقال يخاطب يزيد بن الصعق: فإن يقدر عليك أبو قبيس يحط بك المعيشة في هوان وإنما صغره وهو يريد تعظيمه، كما قال حباب ابن المنذر: " أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ". وقابوس لا ينصرف للعجمة والتعريف. قال النابغة: نبئت أن أبا قابوس أوعدنى * ولا قرار على زأر من الاسد
[قدس] القُدْسُ والقُدُسُ: الطُهْرُ، اسمٌ ومصدرٌ. ومنه قيل للجنَّة حظيرة القُدْسِ. وروح القُدُسِ: جبريل عليه السلام. وقدس بالتسكين: جبل عظيم بأرض نجد. والتقديس: التطهير.

(3/960)


وتقدس، أي تطهَّر. والأرضُ المُقَدَّسَةُ: المطَهَّرةُ. وبيت المُقَدَّسِ والمَقْدِسِ، يشدَّد ويخفَّف، والنسبة إليه مَقْدِسِيٌّ، مثال مجلِسِيٍّ ومُقَدَّسِيّ. قال الشاعر وهو امرؤ القيس: فأدركنه يَأْخُذْنَ بالساقِ والنَسا * كما شَبْرَقَ الولدان ثوب المقدسي * يعنى يهوديا. ويقال إن القادسية دعا لها إبراهيم عليه السلام بالقدس وأن تكون محلة الحاج. والقُدُّوسُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى، وهو فُعُّولٌ من القُدْسِ، وهو الطهارة. وكان سيبويه يقول: قدوس وسبوح، بفتح أوائلهما، وقد ذكرناه في ذروح. قال ثعلب: كل اسم جاء على فعول فهو مفتوح الاول، مثل سفود، وكلوب، وسمور، وشبوط، وتنور، إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وقد يفتحان. وكذلك الذروح بالضم وقد يفتح. والقدس بالتحريك: السَطْلُ بلغة أهل الحجاز، لأنه يُتَطَهَّرُ فيه. والقُداسُ بالضم: شئ يعمل كالجمان من فضة. قال الشاعر يصف الدموع:

(3/961)


كنظم قداس سلكه متقطع (1)
[قدحس] القداحس: الشجاع.
[قدمس] القدْموس: القديم. يقال: حَسَبٌ قدموس أي قديم.
[قرس] القَرْسُ ": البرد الشديد. قال الشاعر (2) : مَطاعينُ في الهَيْجا مطاعيم في القِرى (3) * إذا اصفرَّ آفاقُ السماءِ من القَرْسِ (4) * يقال: ليلةٌ ذات قَرْسٍ، أي بردٍ. وقد قَرَسَ البرد يَقْرِسُ قَرْساً: اشتدَّ. وفيه لغةٌ أخرى: قَرِسَ البردُ قَرَساً. وقال أبو زُبَيد: وقد تَصَلَّيْتُ حَرَّ حَرْبِهِم * كما تَصَلَّى المقرور من قرس *
_________
(1) صدره:
تحدر دمع العين منها فخلته
(2) أوس بن حجر.
(3) في اللسان: " مطاعيم للقرى ".
(4) وقبله: أجاعلة أم الحصين خزاية * على فرارى أن عرفت بنى عبس * ورهط أبى شهم وعمرو بن عامر * وبكرا فجاشت من لقائهم نفسي:

(3/961)


وقال ابن السكيت: القرس: الجامد. ولم يعرفه أبو الغوث. والبرد اليوم قارِسٌ وقَريسٌ، ولا تقل: قارِصٌ. وقَرَسَ الماء، أي جَمَدَ: وأصبح الماء اليومَ قَريساً وقارِساً، أي جامداً. ومنه قيل: سمكٌ قَريسٌ، وهو أن يطيخ ثم يتخذ له صباغ فيترك فيه حتى يجمد. وأقْرَسَهُ البرد وقَرَّسَهُ تَقْريساً. يقال: قَرَّسْتُ الماء في الشَنِّ، إذا بردته. قال أبو زيد: القراسية من الابل: الضخم الشديد، بضم القاف والياء زائدة، كما زيدت في رباعية وثمانية. قال الراجز: لما تضمنت الحواريات * قربت أجمالا قراسيات * قال أبو سعيد الضرير: آل قراس: أجبل باردة. قال أبو ذؤيب يصف عسلا: يمانية أحيا لها (1) مظ مائد * وآل قراس صوب أسقية كحل * ويروى: " صوب أرمية "، وهما بمعنى. ويقال مائد وقراس: جبلان باليمن. يمانية خفض على قوله
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أجبالها " صوابه في المخطوطة واللسان.

(3/962)


فجاء بِمَزْجٍ لم يرَ الناسُ مِثلَه * هو الضَحْكُ (1) إلاّ أنّه عَملُ النحل * والمظ: الرمان البرى.
[قربس] القَرَبوسُ للسرج، ولا يخفَّف إلا في الشعر، مثل طَرسوسَ، لأنَّ فَعْلولٌ ليس من أبنيتهم.
[قرطس] القِرْطاسُ: الذي يكتب فيه. والقُرْطاسُ بالضم مثله، وكذلك القَرْطَسُ. ذكره أبو زيد في نوادره. وأنشد (2) : كأنَّ بحَيْثُ استودعَ الدارَ أهْلُها * مَخَطَّ زَبورٍ من دواةٍ وقَرْطَسِ * ويسمَّى الغرض قِرْطاساً. يقال: رمى فقرطس، إذا أصابه.
[قرقس] قاع قرقوس، مثل قربوس، أي واسع أملس. والقرقس: الجرجس. وأنشد يعقوب: فليت الافاعى يعضضننا * مكان البراغيث والقرقس * وحكى أبو زيد: قرقست بالكلب، أي دعوت به.
_________
(1) الضحك: طلع النخلة إذا انشق عنه كمامه.
(2) لمخش العقيلى.

(3/962)


[قرنس] القُرْناسُ بالضم: شبه الأنف يتقدَّم من الجبل. قال الهذليّ (1) يصف وعلاً: في رأسِ شاهِقَةٍ أُنْبوبها خَضِرٌ * دون السَماءِ له في الجو قرناس (2)
[قسس] القس: تتبع الشئ وطلبه. قال الراجز:
يصبحن (3) عن قس الاذى غوافلا (4) * وتَقَسَّسْتُ أصواتهم بالليل، أي تسمَّعْتها. والقَسُّ: النميمةُ. والقَسُّ أيضاً: رئيسٌ من رؤساء النصارى في الدين والعلم، وكذلك القِسِّيسُ. والقَسِّيُّ: ثوب يُحْمَلُ من مصر يخالطه الحرير. وفي الحديث " أنَّه نهى عن لبس القسى ". قال أبو عبيد: هو منسوب إلى بلاد يقال لها القس. قال: وقد رأيتها. ولم يعرفها الاصمعي. قال: وأصحاب الحديث يقولونه بكسر القاف، وأهل مصر بالفتح.
_________
(1) هو مالك بن خويلد الخناعى يصف الوعل.
(2) قبله: تالله يبقى على الايام ذو حِيَدِ * بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآس
(3) وفى اللسان: " يمسين ".
(4) بعده:
: لا جعبريات ولا طهاملا:

(3/963)


وقس بن ساعدة الايادي: أسقف نجران، وكان أحد حكماء العرب. والقَسوسُ: الناقة التي ترعى وحدها، مثل العسوس، عن أبى زيد. والكسائي مثله. وقد قَسَّتْ تَقُسُّ، أي رعت وحدها. وقساس بالضم: جبل لبنى أسد. وقال شمر: القساس: معدن الحديد بأرمينية. والقُساسِيُّ: سيفٌ منسوب إليه. وأنشد: إنَّ القُساسِيُّ الذي يُعْصى به * يختصم الدارع في أثوابه * وقرب قسقاس، أي سريع ليس فيه وتيرةٌ. والقَسْقاسُ: الدليل الهادي. قال أبو عمرو: القَسْقَسَةُ: دَلَجُ الليل الدائب. يقال: سير قِسْقيسٌ، أي دائبٌ. ويقال: القَسْقاسُ: شدة الجوع والبرد. وينشد (1) : أتانا به القسقاس ليلا ودونه * جراثيم رمل بينهن نفانف (2) * وقسقست بالكلب، إذا صحتَ به وقلت له: قوس قوس.
_________
(1) لابي جهيمة الذهلى.
(2) قال ابن برى: " وصوابه: قفاف ". وبعده فأطعمته حتى غدا وكأنه * أسير يدانى منكبيه كتاف:

(3/963)


[قسطس] القسطاس والقسطاس: الميزان.
[قعس] القعس: خروج الصدر ودحول الظَهر ; وهو ضدُّ الحَدَبِ. يقال: رجلٌ أقْعَسُ وقَعِسٌ ومُتَقاعِسٌ. وفرسٌ أقْعَسُ، إذا اطمأنَّ صُلبُهُ من صهوته وارتفعت قَطاتُهُ. ومن الإبل: التي مال رأسها وعنقها نحو ظهرها. ومنه قولهم: " ابنُ خمسٍ، عَشاءُ خَلِفاتٍ قُعْسِ " أي مُكث الهلالِ لخمسٍ خَلَوْنَ من الشهر إلى أن يغيب مُكث هذه الحوامل في عَشائها. وليلٌ أقْعَسُ: كأنَّه لا يبرح. وعِزَّةٌ قَعْساءُ، أي ثابتةٌ. ورجلٌ أقْعَسُ، أي منيع. والاقعس: جبل. والاقعسان: الاقعس وهبيرة ابنا ضمضم. والقعوس: الشيخ الكبير الهرم. وتَقَعْوَسَ الشيخُ، أي كبر. وتَقَعْوَسَ البيت، أي تهدَّم. وتَقَاعَسَ الرجلُ عن الأمر، أي تأخَّر ولم يتقدَّم فيه. ومنه قول الكميت:
كما يتقاعس الفرس الجرور:

(3/964)


واقعنسس، أي تأخَّر ورجع إلى خلفٍ. قال الراجز: بئس مقام الشيخ أمرس أمرس * إما على قعو وإما اقعنسس * وإنما لم يدغم هذا لانه ملحق باحرنجم. يقول: إنه إن استقى ببكرة وقع حبلها في غير موضعها، فيقال له: أمرس. وإن استقى بغير بكرة ومتح أوجعه ظهره، فيقال له: اقعنسس واجذب الدلو. والإقْعاسُ: الغِنى والإكثار. والقَعْسُ: الترابُ المنتن، عن ابن دريد. وذكره أيضا أبو زيد وأبو مالك. والمقعنسس: الشديد، وتصغيره مقيعيس، وإن شئت عوّضت من النون وقلت مقيعس. وكان المبرد يختار في التصغير حذف الميم دون السين الاخيرة، فيقول قعيسس (1) . والاول قول سيبويه. ومقاعس: أبو حى من تميم، وهو لقب، واسمه الحارث بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
_________
(1) هكذا في النسخ الصحيحة وعليها جرى المترجم، غير أنه قال قعيسيس بزيادة ياء بين السينين على لغة التعويض. وفى بعض نسخ حذف الميم والسين الاخيرة فيقول: قعيس وعلى هذه ظاهر نسخ القاموس ومترجمه إن لم يكن التحريف من الناسخ بحذف السين الثانية. والشاهد لصحة الاولى قول الاشمونى في جمع التكسير: وخالف المبرد فحذف الميم وأبقى الملحق وهو السين لانه يضاهى الاصل، فيقال قعاسس أو قعاسيس، بزيادة ياء التعويض اهـ‍. والتكسير والتصغير أخوان، ومن هنا يعلم الجواب عن قول الصبان في باب التصغير. قال شيخنا يعنى المدابغى: انظر هل يأتي هنا خلاف المبرد المتقدم اهـ‍. قاله نصر.

(3/964)


ومقاعس بفتح الميم: جمع المقعنسس بعد حذف الزيادات: النون والسين الاخيرة. وإنما لم تحذف الميم وإن كانت زائدة لانها دخلت لمعنى اسم الفاعل. وأنت في التعويض بالخيار. والتعويض: أن تدخل ياء ساكنة بين الحرفين اللذين بعد الالف، تقول مقاعس، وإن شئت مقاعيس. وإنما يكون التعويض لازما إذا كانت الزيادة رابعة، نحو قنديل وقناديل، فقس عليه. والقنعاس من الابل: العظيم. ورجلٌ قُناعِسٌ بالضم، أي عظيمُ الخلق، والجمع القناعس بالفتح.
[قفس (1) ] قَفَسَ الظبيَ قَفْساً: ربط يديه ورجليه. وقَفَسَ الرجلَ: أخذ بشعره. وقَفَسَ قَفاساً (2) : أخذه داءٌ في المفاصل كالتشنُّج. وقَفَسَ الرجل قَفْساً: مات. وقَفَسَ قُفوساً مثله. وقَفِسَ قَفَساً: عَظُمت رَوْثَهُ أنفه.
[قلس] القَلْسُ: حبلٌ ضخمٌ من ليفٍ أو خوصٍ من قُلوس السفن.
_________
(1) هذه المادة ساقطة من نسخ كثيرة حتى من المترجم، لكن القاموس ذكرها بالاسود لا بالاحمر، لثبوتها عنده في الصحاح. قاله نصر.
(2) لم يرد هذا في اللسان والقاموس.

(3/965)


والقلس أيضا: القذف. وقد قَلَسَ يَقْلِسُ، فهو قالِسٌ. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خرج من الحلقِ مِلء الفم أو دونه وليس بقئ، فإن عاد فهو القئ. وقلست الكأس، إذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء. قال أبو الجراح في أبى الجسن الكسائي: أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُمْ مُذْ سُنَيَّةٍ (1) * من الدَّهرِ إلاَّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ * كريمٍ إلى جَنْبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ * يُحَيَّا بأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يجلس * والقلنسوة والقلنسية، إذا فتحت القاف ضممت السين، وإن ضمت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء. فإذا جمعت أو صغرت فأنت بالخيار لان فيه زيادتين الواو والنون، إن شئت حذفت الواو وقلت قلانس، وإن شئت حذفت النون وقلت قلاس، وإنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين. وإن شئت عوضت فيهما ياء وقلت قلانيس أو قلاسى. وتقول في التصغير: قلينسة، ولك أن تعوض فيهما وتقول قلينيسة وقليسية بتشديد الياء الاخيرة، وإن شئت جمعت القلنسوة بحذف الهاء فقلت قلنس وأصله قلنسو، لانك رفضت الواو، لانه ليس في الاسماء اسم آخره
_________
(1) صوابه: " مند سنية ". 122 - صحاح

(3/965)


حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أدى إلى ذلك قياس وجب أن يرفض ويبدل من الضمة كسرة، فيصير آخر الاسم ياء مكسورا ما قبلها. وذلك يوجب كونه بمنزلة قاض وغاز في التنوين. وكذلك القول في أحق وأدل، جمع حقو ودلو وأشباه ذلك، فقس عليه. وقد قلسيته فَتَقَلْسى، وتَقَلْنَسَ، وتَقَلَّسَ (1) ، أي ألبسته القَلَنْسُوَةَ فلبِسها. والتَقْليسُ: الضربُ بالدفّ والغناء. قال الشاعر:
ضَرْبَ المُقَلَّسِ جَنْبَ الدَفِّ للعَجَمِ * وقال الأموي: المُقَلِّسُ: الذي يلعب بين يدَي الأمير إذا قدِم المِصْرَ. وقال أبو الجرَّاح: التَقْليسُ: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. قال الكميت يصف ثوراً طعن الكلاب فتبعه الذبابُ لما في قرنِه من الدم
_________
(1) قوله وتقلس أي بتشديد اللام مطاوع قلسه المشدد أيضا، وهذا الثالث ثابت في النسخ وفى المختار أيضا، ولكن ليس في ترجمته ولا في القاموس ولا ترجمته، بل الذى في الثلاثة الاقتصار على فعلين قلسيته قلسية فتقلسى، وقلنسته قلنسة فتقلنس. وعلى ما في الصحاح يكون التقليس مشتركا بين هذا والمعنى الذى يذكر بعد. قاله نصر.

(3/966)


ثم استمر يغنيه الذُبابُ كما * غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْريقاً بِمِزْمارِ * وبحرٌ قلاَّسٌ، أي يقذف بالزبد. والقليس، بالتشديد مثال القبيط: بيعة كانت بصنعاء للحبشة بناها أبرهة وهدمها حمير.
[قمس] القَمْسُ: الغَوصُ. والقَمَّاسُ: الغواصُ. وقَمَسْتُهُ في الماء فانْقَمَسَ، أي غمسته فانغمس. وقَمَسَ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدى. وفيه لغة أخرى: أقْمَسْتُهُ في الماء، بالألف. وقَمَسَ الولدُ في بطن أمِّه: اضطرب. وقامَسْتُهُ فقَمَسْتُهُ. يقال فلان يُقامِسُ حوتاً، إذا ناظَرَ من هو أعْلَمُ منه. وانْقَمَسَ النجم: انحطَّ في المغرب. قال ذو الرمة يذكر مطرا عند سقوط الثريا: أصاب الارض منقمس الثريا * بساحية وأتبعها طلالا * وإنما خص الثريا لان العرب تزعم أنه ليس شئ من الانواء أغزر من نوء الثريا. وقاموس البحر: وسطه ومعظمه. وفى حديث المد والجزر (1) قال: " ملك موكل بقاموس البحر، كلما وضع رجله فيه فاض، فإذا رفعها غاض ".
_________
(1) هو حديث ابن عباس حين سئل عن المد والجزر.

(3/966)


وبحر قلمس، بتشديد الميم، أي زاخر. وأرى أن اللام زائدة. والقلمس أيضا: السيد العظيم.
[قنس] القَنْسُ (1) : الأصل. قال الراجز:
في قَنْسِ مجدٍ فاتَ كلَّ قَنْسِ (2) * والقَوْنَسُ: أعلى البيضة من الحديد. قال الشاعر (3) : بمطَّردٍ لَدْنٍ صِحاحٍ كُعوبهُ * وذي رونَقٍ عَضْبٍ يقُدُّ القَوانِسا (4) * والقَوْنَسُ أيضاً: عظمٌ ناتئ بين أذنى الفرس. قال طرفة: اضرب عنك الهموم طارقها * ضربك بالسيف قونس الفرس * أراد " اضربن " فحذف النون، كما حذف من قوله:
أيوم لم يقدر أم يوم قدر *
_________
(1) القنس والقنس: الاصل.
(2) قبله: وحاصن من حاصنات ملس * من الاذى ومن قراف الوقس
(3) حسيل بن شحيح الضبى.
(4) قبله: وأرهبت أولى القوم حتى تنهنهوا * كما ذدت يوم الورد هيما خوامسا:

(3/967)


[قوس] القَوْسُ يذكَّر ويؤنَّث. فمن أنّث قال في تصغيرها قُوَيْسَةٌ، ومن ذكر، قال قُوَيْسٌ. وفي المثل: " هو من خير قُوَيْسٍ سَهماً ". والجمع قِسِيٌّ وأقْواسٌ وقِياسٌ. وأنشد أبو عبيدة (1) :
ووتر الاساور القياسا (2) * وكأن أصل قسى قؤوس، لانه فعول، إلا أنهم قدموا اللام وصيروه قسو على فلوع، ثم قلبوا الواو ياء وكسروا القاف، كما كسروا عين عصى، فصارت قسى على فليع، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الاربعة. وإذا نسبت إليها قلت قسوى، لانها فلوع مغير من فعول، فتردها إلى الاصل. وربَّما سموا الذراع قَوْساً. والقَوْسُ أيضاً: بقية التمر في الجُلَّةِ. والقوس: برج في السماء. وقست الشئ بغيره وعلى غيره، أقيسُهُ قَيْساً وقِياساً فانْقاسَ، إذا قدَّرتَه على مثاله. وفيه لغة أخرى قسته أقوسه قوسا وقياسا. ولا يقال أَقَسْتُهُ. والمقدارُ مِقْياسٌ. وقايَسْتُ بين الأمرين مُقايَسَةً وقِياساً.
_________
(1) للقلاخ بن حزن.
(2) بعده: صغدية تنتزع الانفاسا:

(3/967)


ويقال أيضاً: قايَسْتُ فلاناً، إذا جاريته في القياس. وهو يقتاس الشئ بغيره، أي يقيسه به. ويَقْتاسُ بأبيه اقْتِياساً، أي يسلك سبيله ويقتدى به. والقوس بالضم: صومعة الراهب. قال الشاعر (1) وذكر امرأة: لا وصل إذ رحلت هند ولو وقفت * لاستفتنتنى وذا المسحين في القوس * وقوسى: اسم موضع. وقوس الشيخ تَقْويساً، أي انحنى. واستقوَس مثله. والاقوس: المنحني الظهر. ابن السكيت: يقال رجل مُتَقَوِّسٌ قَوْسَهُ، أي معه قَوْسُهُ. والمِقْوَسُ بالكسر: وعاءُ القَوْسِ. والمِقْوَسُ: أيضاً حبلٌ تُصَفُّ عليه الخيل عند السباق. قال أبو العِيال الهُذلي: إنّ البَلاَء لَدى المَقاوِسِ مُخْرِجٌ * ما كان من غَيْبٍ ورجم ظنون
[قهبلس] القهبلس، مثل الجحمرش: الذكر.
_________
(1) جرير كذا في بعض النسخ اهـ‍. راجع ديوان جرير ص 321.

(3/968)


[قيس] قست الشئ بالشئ: قدرته على مثاله. ويقال بينهما قِيسُ رمحٍ وقاسُ رمحٍ، أي قدرُ رمح. وقيس: أبو قبيلة من مضر، وهو قيس عيلان، واسمه الناس (1) بن مضر بن نزار. وقيس لقبه. يقال: تقيس فلان، إذا تشبه بهم أو تمسك منهم بسبب، إما بحلف أو جوار أو ولاء. قال رؤبة (2) :
وقيس عيلان ومن تقيسا * والقيسان من طيئ، قيس بن عناب ابن أبى حارثة بن جدى بن تدول بن بحتر ابن عتود، وقيس بن هذمة بن جديلة ابن أسد بن ربيعة. والنسبة إليهم عبقسى، وإن شئت عبدى.
_________
(1) قوله الناس بالنون فهو أخو إلياس بن مضر الذى في العمود النبوى. وإنما أضيف لقبه إلى عيلان الذى هو اسم فرسه لانه كان في عصره شخص يقال له قيس كبة، بضم الكاف وشد الموحدة، وهو اسم فرسه أيضا، فكان كل واحد منهما يضاف إلى ماله للتمييز اهـ‍. باختصار من الوفيات الخلكانية في ترجمة مظفر الاعمى العيلانى الشاعر.
(2) قال ابن برى: الرجز للعجاج. وصواب إنشاده " وقيس " بالنصب، لان قبله:
وإن دعوت من تميم أرؤسا * وجواب إن في البيت الثالث:
تقاعس العز بنا فاقعنسسا

(3/968)


وقد تعبقس الرجل، كما يقال: تعبشم، وتقيس.
فصل الكاف
[كاس] الكأْسُ مؤنَّثة. قال الله تعالى: {بكَأْسٍ من مُعينٍ. بيضاءَ} . وأنشد الأصمعيّ (1) : من لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هرَماً * للموتِ كأسٌ فالمرءُ ذائِقُها * قال ابن الأعرابي: لا تسمَّى الكأس كأسَا إلا وفيها الشراب. والجمع كُؤُوسٌ، وأكْؤُسٌ، وكياس (2) .
[كبس] كَبَسْتُ النهرَ والبئرَ كَبْساً: طممتُها بالتراب. واسم ذلك التراب كِبْسٌ بالكسر. وربَّما قالوا كَبَسَ رأسَه، أي أدخله في ثيابه. ويقال رجلٌ أكْبَسُ بيِّن الكَبَسِ (3) ، للذي أقبلتْ هامتُه وأدبرتْ جبهتُه. والكُباسُ بالضم: العظيم الرأس. والكِباسَةُ بالكسر: العِذْقُ. وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب.
_________
(1) لامية بن أبى الصلت.
(2) وزاد المجد: وكاسات.
(3) زاد ابن القطاع: وقد كبس كبسا، كفرح.

(3/969)


والكبيس: ضربٌ من التمر. والسنة الكَبيسَةُ التي يُسْتَرَقُ (1) منها يوم، وذلك في كلِّ أربع سنين. والكابوسُ: ما يقع على الإنسان بالليل. ويقال: هو مقدِّمة الصَرْعِ. وكَبَسوا دارَ فلان: أغاروا عليها فجأة.
[كدس] الكَدْسُ: إسراعُ المُثْقَلِ في السَير. وقد كَدَسَت الخيل. وتَكَدَّسَ الفرس، إذا مشى كأنه مًثْقَلٌ. قال الراجز (2) : إنا إذا الخيل عدت أكداسا * مثل الكلاب تتقى الهراسا * والكُدْسُ بالضم: واحد أكداسِ الطعام. والكُداسُ: عُطاسُ البهائم. وقد كَدَسَتْ أي عطست. قال الراجز: الطير شفع والمطايا تكدس * إنى بأن تنصرنى لاحسس * يقول: هذه الابل تعطس بنصرك إياى، والطير تمر شفعا لانه يتطير بالوتر منها. وقوله
_________
(1) قوله التى يسترق منها الخ. الاولى يسترق لها، لان اليوم زيادة عليها، كما في القول المأنوس. اهـ‍. محشى القاموس.
(2) هو قعين، كما في اللسان (هرس) .

(3/969)


أحسس، أي أحس، فأظهر التضعيف للضرورة. كما قال آخر:
تشكو الوجى من أظلل وأظلل * والكادس: ما يتطير به من الفال والعطاس ونحو ذلك. ومنه قيل للظبي وغيره إذا نزل من الجبل: كادِسٌ، يُتَشاءَمُ به كما يتشاءم بالبارح.
[كرس] الكِرْسُ بالكسر: الأبْوالُ والأبْعارُ يتلبَّد بعضها على بعض. يقال: أكرست الدار. قال العجاج: يا صاح هل تعرف زسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا (1) * والكرس أيضا: أبياتٌ من الناس مجتمعةٌ، والجمع أكراس وأكاريسُ. والكِرْسُ أيضاً: الأصل. قال العجاج يمدح الوليد بن عبد الملك: أنتَ أبا العبَّاسِ أوْلَى نفس * بمعدن الملك القديم الكرس * والانكراس: الانكباب. وقد انكرس في الشئ، إذا دخل فيه منكبًّا. والكُرْسِيُّ: واحد الكراسِيِّ، وربَّما قالوا كِرْسِيٌّ بكسر الكاف.
_________
(1) بعده:
وانحلبت عيناه من فرط الاسى:

(3/970)


والكروس بتشديد الواو: العظيم الرأس، واسم رجل. والكراسة (1) : واحدة الكراس والكَراريسِ (2) . قال الكميت: حتَّى كأنَّ عِراصَ الدارِ أرْدِيَةٌ * من التجاويزِ أو كُرَّاسُ أسْفارِ * جمع سِفْرٍ. والكِرْياسُ: الكَنيفُ في أعلى السطح.
[كربس] الكِرْباسُ فارسيٌّ معرب، بكسر الكاف. والكِرْباسَةُ أخصُّ منه. والجمع الكرابيس، وهى ثياب خشنة.
[كردس] الكرْدوسُ: القِطعة من الخيل العظيمة. والكَراديسُ: الفِرَقُ منهم. يقال: كَرْدَسَ القائدُ خيله، أي جعلها كتيبةً كتيبةً. وكلُّ عظمين التقيا في مَفْصِلٍ فهو كُرْدوسٌ نحو المنكبين والركبتين والوِركين. قال أبو عمرو: الكردسة: الوثاق. يقال:
(1) قوله الكراسة، بضم الكاف فيه وفى الكراس. ثم إن محشى القاموس اعترض قوله واحدة الكراس، فقال: إن أراد أنثاه فظاهر، وإن أراد أنها واحدة والكراس جمع أو اسم جنس جمعى فليس كذلك. وقد حققته في شرح الاقتراح وغيره اهـ‍. وعلى هذا فليس مثل رمان ورمانة قاله نصر.
(2) وزاد في المختار: والكرارس.

(3/970)


كردسه ولبج به الارض (1) . وأنشد: وحاجب كردسه في الحبل * منا غلام كان غير وغل * حتى افتدى منا بمال جبل (2) * وكردس الرجل: جُمعت يداه ورجلاه. قال: ورجلٌ مكردس: ملزز الخلق. وأنشد: (3) * دحونة مكردس بلندم (4) * والتكردس: الانقباض واجتماع بعضه إلى بعض. والكَرْدَسَةُ: مشى المقيد. قال ابن الكلبى: الكردوسان: قيس ومعاوية ابنا مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وهما في بنى فقيم بن جرير بن دارم.
[كرفس] الكرفس: بقلة معروفة.
[كركس] الكركسة: ترديد الشئ. ويقال للذي ولدته الإماء: مُكَرْكَسٌ، كأنه مردد في الهجناء.
_________
(1) أي صرعه.
(2) في نسخة: " بمال جزل "
(3) لهميان بن قحافة السعدى.
(4) في اللسان: " بلندح ". والبلندح: القصير السمين. والبلندم: الثقيل المنظر المضطرب الخلق.

(3/971)


[كسس] الكسيس: نبيذ التمر. قال الشاعر (1) : فإن تسق من أعناب وج فإننا * لنا العين تجرى من كسيس ومن خمر * والكسيس أيضاً: لحمٌ يجفَّف على الحجارة، ثم يُدَقُّ ويُتَزَوَّدُ. والكَسَسُ: قِصَرُ الاسنان. يقال: رجل أكس.
[كلس] الكِلْسُ: الصاروجُ يُبنى به. وقال عديُّ ابن زيد: شادَهُ مرمرا وجلله كل‍ * سا فللطير في ذُراهُ وُكورُ (2) * ومنه الكُلْسَةُ في اللون، يقال: ذئبٌ أكْلَسُ.
[كنس] الكانِسُ: الظبيُ يدخل في كِناسِهِ، وهو موضعه في الشجر يكتن فيه ويستتر.
_________
(1) أبو الهندي.
(2) قبله: أين كسرى كسرى الملوك أبو سا * سان أم أين قبله سابور * وبنو الاصفر الكرام ملوك الرو * م لم يبق منهم مذكور * وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج‍ * لة تجبى إليه والخابور:

(3/971)


وقد كنس الظبيُ يَكْنِسُ بالكسر. وتَكَنَّسَ مثله. وكَنَسْتُ البيت أكْنُسُهُ بالضم كَنْساً. والمِكْنَسَةُ: ما يُكْنَسُ به. والكُناسَةُ: القمامة، واسم موضع بالكوفة. والكنيسة للنصارى. والكنس: الكواكب. قال أبو عبيدة: لأنها تَكْنِسُ في المغيب، أي تستتر. ويقال هي الخنس السيارة.
[كوس] كَوَّسْتُهُ على رأسه تَكْويساً، أي قلبته. وفي الحديث: " والله لو فعلت ذلك لكَوَّسَكَ الله في النار "، أي لجعل رأسَكَ أسْفَلَكَ. وقد كاسَ هو يَكوسُ، إذا فعل ذلك. يقال: كاسَ البعير، إذا مشى على ثلاثِ قوائم وهو مُعَرْقَبٌ. قالت عَمْرَةُ أختُ العباس بن مِرداسٍ، وأُمُّها الخنساء، ترثي أخاها وتذكر أنَّه كان يعرقب الإبل: فَظَلَّتْ تَكوسُ على أَكْرُعٍ * ثلاثٍ وغادَرْنَ أخرى خَضيبا * تعني القائمةَ التي عَرقَب، هي مخضبَّة بالدم. والتَكاوسُ: التراكم. يقال: عشبٌ مُتَكاوِسٌ، إذا كثُر وكثف. والكوسُ بالضم: الطَبْلُ. ويقال هو معرَّب. والكوسِيُّ من الخيل: القصير الدوارج.

(3/972)


ومكوس، على مفعل (1) : اسم حمار.
[كهمس] الكهمس: القصير. وكهمس: أبو حى من العرب. قال الشاعر (2) : وكُنَّا حَسِبْناهُمْ فَوارِسَ كَهْمَسٍ * حَيوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعصرا (3)
[كيس] الكَيْسَ: خلاف الحُمْقِ. والرجلُ كيس مكيس، أي ظريف. قال الراجز (4) : أما تراني كيسا مكيسا * بنيت بعد نافع مخيسا * وزيد بن الكيس النمري النسابة. والكيسى: نعت المرأة الكَيِّسَةِ، وهو تأنيث الاكيس (5) ، وكذلك الكوسى.
_________
(1) أي كمعظم كما عبر به المجد، قال المجد: ووهم الجوهرى فضبطه بقلمه على مفعل. قال الشارح: هو لغة كما نقله بعضهم.
(2) مودود العنبري وقيل: أبو حزابة الوليد بن حنفية
(3) وقبله: فلله عينا من رأى من فوارس * أكر على المكروه منهم وأصبرا * فما برحوا حتى أعضوا سيوفهم * ذرى الهام منهم والحديد المسمرا
(4) هو على كرم الله وجهه، على ما في القاموس في (خيس) .
(5) قوله تأنيث الاكيس هذا هو المناسب دون قول القاموس الاكوس. قاله نصر.

(3/972)


وقد كاس الولد يَكيسُ كَيْساً وكِياسَةً. وأكْيَسَ الرجلُ وأَكاسَ، إذا وُلِدَ له أولادٌ أَكْياسٌ. قال الشاعر (1) : فلو كنتم لِمُكْيِسَةٍ أَكاسَتْ * وكَيْسُ الأُمِّ يُعْرَفُ في البَنينا * ولكنْ أُمُّكُمْ حَمُقَتْ فجئتم * غِثاثاً ما نرى فيكم سَمينا * والتَكَيُّسُ: التظرُّف. وكايَسْتُهْ فكِسْتُه، أي غلبته. وهو يُكايِسُهُ في البيع. وبعض العرب يسمِّي الغدرَ " كَيْسان ". قال الشاعر (2) : إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم * إلى الغَدْرِ أسْعى من شَبابِهِمِ المُرْدِ * والكيسانية: صنف من الروافض، وهم أصحاب المختار بن أبى عبيد. يقال إن لقبه كان كيسان. والكيس: واحد أكياس الدراهم.
فصل اللام
[لبس] اللُبْسُ بالضم: مصدر قولك لبست الثوب ألبس.
_________
(1) رافع بن هريم.
(2) ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن.

(3/973)


واللبس بالفتح: مصدر قولك لَبَسْتُ عليه الأمر ألْبِسُ، أي خلطت، من قوله تعالى: {ولَلَبَسْنا عليهم ما يَلْبِسونَ} . واللَّبْسُ أيضاً: اختلاط الظلام. وفي الحديث: " في الأمر لُبْسَةٌ " بالضم، أي شبهةٌ ليس بواضح. واللِباسُ: ما يُلْبَسُ. وكذلك المَلْبَسُ. واللِبْسُ بالكسر مثله. ولِبْسُ الكعبةِ والهودجِ: ما عليهما من لِباسٍ. قال حميد بن ثور (1) : فلمَّا كَشَفْنَ اللِبْسَ عنه مَسَحْنَهُ * بأطرافِ طِفْلٍ زانَ غَيْلاً مُوَشَّما (2) * ولِباسُ الرجل: امرأته. وزوجُها: لِباسُها. قال الله تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لَهُنَّ} . قال الجعديّ: إذا ما الضَجيعُ ثَنى جيدَها (3) * تثَنَّتْ عليه فكانت لباسا *
_________
(1) الهلالي.
(2) قبله: وطئن ذراعيه وقلن لها اركبي * بعيرك قبل أن يمل ويسأما * فعدن عليها يا اركبي قد حبستنا * وقد متعت شمس النهار ودوما
(3) في رواية:..... ثنى عطفها * تثنت فكانت عليه لباسا * 123 - صحاح

(3/973)


ولباس التقوى: الحياء، هكذا جاء في التفسير، ويقال الغليظُ الخشنُ القصيرُ. واللبوسُ: ما يُلْبَسُ. وأنشد ابن السكيت (1) : الْبَسْ لكلِّ حالةٍ لَبوسَها * إمَّا نَعيمَها وإمَّا بوسَها * وقوله تعالى: {وعَلَّمناهُ صَنْعَةَ لَبوسٍ لَكُمْ} ، يعني الدروع. وتَلَبَّسَ بالأمر وبالثوب. ولابَسْتُ الأمر: خالطته. ولابَسْتُ فلاناً: عرَفْت باطنه. وما في فلان مَلْبَسٌ، أي مُسْتَمْتَعٌ. والْتَبَسَ عليه الأمر، أي اختلط واشتبَهَ. والتَلبيسُ كالتدليسِ والتخليطِ، شدِّد للمبالغة. ورجلٌ لَبَّاسٌ ولا تقل ملبس.
[لحس] اللَحْسُ باللسان. يقال لَحِسَ القَصعة بالكسر، يَلْحَسُها لَحْساً. وفي المثل: " أسرعُ من لَحْسِ الكلبِ أنفَه ". ولَحِسْتُ الإناء لَحْسَةً ولُحْسَةً، عن يعقوب.
_________
(1) لبيهبس الفزارى.

(3/974)


وألْحَسَتِ الأرضُ، أي أنبتتْ وقولهم: " تركت فلاناً بملاحِسِ البقرِ "، وهو مثلُ قولهم " بمباحث البقر " أي بالمكان القفر، بحيث لا يُدرى أين هو. ويقال بحيث تَلْحَسُ بقر الوحش أولادَها. واللاحوسُ: المَشْؤومُ.
[لدس] لَدَّسْتُ البعير تَلْديساً: أنْعَلْتُهُ، وكذلك الخُفُّ إذا أصلحتَه برِقاع. يقال خُفٌّ مُلَدَّسٌ، كما يقال ثوبٌ مُلَدَّمٌ ومُرَدَّمٌ. واللديسُ: الناقة المكتنزة اللحم، مثل اللكيكِ والدَخيسِ. والمِلْدَسُ لغةٌ في المِلْطَسِ، وهو حجرٌ ضخم يُدقُّ به النوى، وربما شبه الفحل الشديد الوطئ به. والجمع الملادس.
[لسس] اللَسُّ: الأكلُ. يقال: لَسَّتِ الدابَّةُ الكلأ تَلُسُّهُ لَسًّا بالضم، إذا نتفته بجَحْفَلَتها. قال زهيرٌ يصف وحشاً: ثلاثٌ كأقْواسِ السَراءِ وناشِطٌ (1) * قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغمير جحافله *
_________
(1) في ديوانه: " ومسحل "، من السحيل، وهو صوت الحمار.

(3/974)


وألست الارض: طلع أوَّل نباتها. واسم ذلك النبات اللُساسُ بالضم، لأنَّ المال تَلُسَّهُ. قال الراجز (1) :
في باقِلِ الرِمْثِ وفى اللساس
[لطس] المِلْطَسُ والمِلْطاسُ: حجرٌ ضخمٌ يدقَّ به النَوى، مثل المِلْدَمِ والمِلْدامِ، والجمع المَلاطِسُ. أبو عمرو: اللطس: الدق والوطئ الشديد. قال حاتم: وسُقيتُ بالماء النَميرِ ولَمْ * أُتْرَكْ أُلاطِسُ حَمْأَةَ الحَفْرِ * قال أبو عبيدة: معنى أُلاطِسُ أتلطَّخ بها.
[لعس] اللَّعَسُ: لونُ الشفة إذا كانت تضرب إلى السَواد قليلاً، وذلك يُستملَح. يقال: شَفَةٌ لَعْساءُ وفِتيةٌ ونسوةٌ لُعْسٌ. وربَّما قالوا: نباتٌ ألعَسُ، وذلك إذا كثُر وكثف، لأنه حينئذٍ يضرب إلى السواد. واللَعْوَسُ، بتسكين العين: الخفيف في الأكل وغيره كأنَّه الشَرِهُ. ومنه قيل للذئب لعوس (2) .
_________
(1) قبله:
يوشك أن توجس في الايجاس * وبعده:
منها هديم ضبع هواس
(2) لعس يلعس لعسا كفرح: كان في شفته لعس، فهو ألعس. في المخطوطة زيادة: قال أبو سهل: المعروف بالغين المعجمة في الرجل، وفى الذئب، وقد قالوا في الذئب لعوس بعين غير معجمة، والاشهر بالغين المعجمة.

(3/975)


[لقس] اللاقِسُ: العَيَّابُ. وقد لَقَسَهُ (1) يلقسه لقسا بالضم، حكاه أبو زيد. واللقس: الذى يلقِّب الناسَ ويسخر منهم ويفسد بينهم. قال ابن السكيت: يقال فلان لقس، أي شَكِسٌ عَسِرٌ. ولَقِسَتْ نفسي من الشئ تلقس لقسا، أي غثت وخبثت.
[لمس] اللمْسُ: المَسُّ باليد. وقد لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ ويَلْمِسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك المُلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَلَمُّسُ: التطلُّب مرّةً بعد أخرى. والمتلمس: اسم شاعر. ولميس: اسم جارية. واللماسة بالضم: الحاجة المقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَسْتُ المَبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.
[لوس] اللَّوْسُ: الذوقُ. ورجلٌ لَؤوسٌ على فعول.
_________
(1) لقسه: عابه يلقسه، ويلقسه لقسا، كنصر وضرب. ولقس من الشئ يلقس لقسا، كفرح.

(3/975)


يقال: ما لاس لَواساً بالفتح، أي ما ذاق ذَواقاً. وقال أبو صاعدٍ الكلابيّ: ما ذاق عَلوساً ولا لَؤُوساً. وما لُسْنا عندهم لَواساً. واللُواسَةُ بالضم أقل من اللقمة.
[لهس] اللَهْسُ: لغة في اللَحْسِ أو هَهَّةٌ (1) . ويقال: مالك عندي لُهْسَةٌ بالضم، مثل لُحْسَةٍ أي شئ.
[ليس] لَيْسَ: كلمةُ نفي، وهو فعل ماض. وأصلها ليس بكسر الياء، فسكنت استثقالا، ولم تقلب ألفا لانها لا تتصرف، من حيث استعملت بلفظ الماضي للحال. والذى يدل على أنها فعلٌ وإن لم تتصرف تصرف الأفعال، قولهم لَسْتَ ولَسْتُما ولَسْتُمْ، كقولهم ضربت وضربتما وضربتم. وجُعلت من عوامل الأفعال نحو كان وأخواتها التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، إلا أن الباء تدخل في خبرها نحو ما، دون أخواتها. تقول: ليس زيدٌ بمنطلق. فالباء لتعدية الفعل وتأكيد النفي. ولك أن لا تدخلها، لأن المؤكَّد يستغنى عنه، ولأن من الأفعال ما يتعدَّى مرةً بحرف جرٍّ ومرة بغير حرف، نحو اشتقتك واشتقت إليك.
_________
(1) قوله " أوههة " أي لثغة، بإبدال الحاء هاء.

(3/976)


ولا يجوز تقديم خبرها عليها كما جاز في أخواتها تقول: مُحْسِناً كان زيدٌ. ولا يجوز أن تقول: مُحْسِناً ليس زيدٌ. وقد يستثنى بها، تقول: جاءني القومُ ليسَ زَيداً، كما تقول: إلا زيداً، تضمر اسمها فيها وتنصب خبرها بها، كأنك قلت ليس الجائي زيداً. ولك أن تقول جاء القومُ لَيْسَكَ، إلا أنَّ المضمَر المنفصل ها هنا أحسن، كما قال الشاعر: ليت هذا الليلَ شهرٌ * لا نرى فيه غريبا * لَيْسَ إيَّاي وإيَّا * كَ ولا نَخْشى رَقيبا * ولم يقل لَيْسَني ولَيْسَكَ، وهو جائزٌ إلا أن المنفصل أجودُ. ورجلٌ ألْيَسُ، أي شجاعٌ بيِّن اللَيَسِ، من قومٍ لِيسٍ. وقال الفراء: الألْيَسُ: البعير يحمل كلَّ ما حُمِّلَ.
فصل الميم
[مأس] مَأَسْتُ (1) بينهم مَأْساً، أي أفسدتُ. قال الكميت: أسَوْتُ دِماءً حاول القوم سفكَها * ولا يعدَمُ الآسون في الغى مائسا *
_________
(1) وبابه منع، ويقال مأس أيضا بمعنى غضب.

(3/976)


[مجس] المَجوسِيَّةُ (1) : نِحْلَةٌ. والمَجوسِيُّ منسوبٌ إليها، والجمع المجوس. قال أبو على النحوي: المجوس واليهود إنما عرف على حد يهودى ويهود، ومجوسى ومجوس، فجمع على قياس شعيرة وشعير، ثم عرف الجمع بالالف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الالف واللام عليهما، لان معرفتان. قال: وهما مؤنثان فجرتا في كلامهم مجرى القبيلتين، ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف. وأنشد لامرئ القيس (2) : أَحارِ أُريكَ بَرْقاً هَبَّ وَهْناً * كنارِ مَجوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا * وقد تَمَجَّسَ الرجل: صار منهم. ومَجَّسَهُ غيره. وفي الحديث: " فأبواه يمجسانه ".
[مرس] المَرَسَة: الحبلُ، والجمع مَرَسٌ، وجمع المَرَسِ أمْراسٌ. والمَرَسُ أيضاً: مصدر قولك مرست البكرة
_________
(1) الياء في المجوسية: نسبة إلى مجوس. وصف رجل صغير الاذنين يقال له بالفارسية منج كوش، فعرت بمجوس. كان قد وضع دينا ودعا له قديما قبل الخليل. وأما زرادشت الذى بعد الخليل فإنما جدده وأظهره، كما يستفاد أكثره من القاموس وحاشيته. قاله نصر.
(2) قال ابن برى: صدر البيت لامرئ القيس وعجزه للتوأم اليشكرى.

(3/977)


بالكسر تَمْرَسُ مَرَساً ; وهي بكرةٌ مَروسٌ، إذا كان ينشَب حبلُها بينها وبين القعو. قال الشاعر: درنا ودارت بكرة نخيس * لا ضيقة المجرى ولا مروس * ويقال أيضا: مرس الحبلُ، إذا وقع في أحد جانبي البَكَرَةِ، يَمْرَسُ مَرَساً. فإذا أعدته إلى مجراه قلت: أًمْرَسْتُهُ. قال الراجز: بئس مقام الشيخ أمرس أمرس * إما على قعو وإما اقعنسس * وكذلك إذا أنشبتَه بين البكرة والقَعْوِ قلت: أَمْرَسْتُهُ. وهو من الاضداد، عن يعقوب. قال الكميت: ستأتيكم بمترعة ذُعافاً * حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسونا * أي لا تنشِبونها في البكرة والقَعْوِ. ويقال للقوم: هم على مرس واحد، بكسر الراء وذلك إذا استوت أخلاقهم. والمِراسُ: المُمارسة والمعالجة. ورجلٌ مَرِسٌ: شديد العلاج بيِّن المَرَسِ. ومَرَسْتُ التمرَ وغيرَه في الماء، إذا أنقعته ومَرَثْتَه بيدك. ومَرَسَ الصبيُّ إصبعَهُ يَمْرُسُهُ: لغةٌ في مرثه أو لثغة.

(3/977)


ومرست يدى بالمنديل، أي مسحت. عن ابن السكيت. وتمرس به وامْتَرَسَ به، أي احتكَّ به. يقال: امْتَرَسَتِ الألسنُ في الخصومات، أي لاجت. قال أبو ذؤيب يصف صائدا وأن حمر الوحش قربت منه بمنزلة من يحتك بالشئ، فقال: فنكرنه فنفرن وامترست به * هوجاء هادية وهاد جرشع * والمرمريس: الداهية، وهو فعفعيل، بتكرير الفاء والعين. يقال: داهية مَرْمَريسٌ، أي شديدةٌ. قال محمد بن السَرِيِّ: هو من المَراسَةِ. والمرمريس: الاملس. قال يعقوب: المارستان بفتح الراء: دارُ المرضى وهو معرب.
[مسس] مسست الشئ بالكسر أمسه مَسًّا، فهذه اللغة الفصيحة. وحكى أبو عبيدة: مسست الشئ بالفتح أمُسُّهُ بالضم. وربَّما قالوا مِسْتُ الشئ يحذفون منه السين الاولى ويحوِّلون كسرتها إلى الميم، ومنهم من لا يحول ويترك الميم على حالها مفتوحة، وهو مثل قوله تعالى: {فظلتم تفكهون} يكسر ويفتح، وأصله ظللتم. وهو

(3/978)


من شواذ التخفيف. وأنشد الاخفش (1) : مِسْنا السماَء فنِلْناها وطالَهُمُ * حتَّى رأوْا أحُداً يَهْوي وثَهْلانا * وأمْسَسْتُهُ الشئ فمسه. والمسيس: المس، وكذلك المسيسى، مثال الخصيصى. والممسوس: الذى به مس من جنون. والمُماسَّةُ: كنايةٌ عن المُباضَعة ; وكذلك التماسُّ. وقوله تعالى: {من قبل أن يتَماسَّا} . وقوله تعالى: {أن تقول لا مَساسَ (2) } أي لا أمسُّ ولا أُمَسُّ. وأمَّا قول العرب لا مَساسِ، مثل قطامِ، فإنَّما بُني على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو المَسُّ. ويقال: بينهما رَحِمٌ ماسَّةٌ، أي قرابةٌ قريبةٌ. وقد مَسَّتْ بك رَحِمُ فلانٍ، إذا كان بينكما قرابةٌ قريبةٌ. وحاجةٌ ماسَّةٌ، أي مهمَّةٌ. وقد مَسَّتْ إليه الحاجة. والمَسوسُ من الماء: الذي بين العذب والملح. قال الشاعر (3)
_________
(1) لابن مغراء.
(2) قرئ بكسر الميم وفتحها أيضا.
(3) ذو الاصبع العدواني.

(3/978)


لو كنت ماء كنت لا * عَذْبَ المذاق ولا مَسوسا (1) * والمسمسة: اختلاط الامر والتباسه، والاسم المَسْماسُ. قال رؤبة: إن كنتَ من أمركَ في مَسْماسِ * فاسْطُ على أُمِّكَ سَطْوَ الماسِ (2)
[معس] المَعْسُ: الدلكُ. يقال مَعَسْتُ المَنيئَةَ في الدِباغِ، إذا دلكتَها دلكا شديدا. وقال يصف مطرا:
يمعس بالماء الجواء معسا (3) * وربما كنى به عن البِضاعِ. ورجلٌ مَعَّاسٌ في الحرب: مقدام.
_________
(1) بعده: ملحا بعيد القمر قد * فلت حجارته الفؤوسا
(2) الماسى: الذى يدخل يده في حياء الانثى لاستخراج الجنين إذا نشب.
(3) قبله:
حتى إذا ما الغيث قال رجسا * وبعده. * وغرق الصمان ماء قلسا * أراد بقوله قال رجسا، أي يصوت بشدة وقعه. والقلس: الذى ملا الموضع حتى فاض. والجواء مثل السحبل، وهو الوادي الواسع.

(3/979)


[مقس] مقست نفسه بالكسر، وتمقست، أي غَثَتْ. قال أبو زيد: صاد أعرابيٌّ هامَةً من القبور فأكلَها فقال: ما هذا؟ فقيل: سُمانى. فغَثَتْ نفسه فقال:
نَفْسي تَمَقَّسُ من سمانى الاقبر
[مكس] مَكَسَ في البيع يَمْكِسُ بالكسر مَكْساً. وماكَسَ مُماكَسَةً ومِكاساً. والمَكْسُ أيضاً: الجِباية. والماكِسُ: العَشَّارُ. وفي الحديث: " لا يدخل صاحبُ مَكْسٍ الجنة ". والمَكْسُ: ما يأخذُه العَشَّارُ. قال الشاعر (1) : أفي كلِّ أسواقِ العراق إتاوةٌ * وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرهمِ (2)
[ملس] الملاسة: ضد الخشونة. وشئ أملس. وقد
_________
(1) جابر بن حنى التغلبي.
(2) وبعده: ألا ينتهى عنا ملوك وتتقى * محارمنا لا يبوئ الدم بالدم * تعاطى الملوك السلم ما قصدوا بنا * وليس علينا قتلهم بمحرم:

(3/979)


املاس الشئ امليساسا، ومَلَّسَهُ غيره تَمْليساً فتَمَلَّسَ وامَّلَسَ، وهو انْفَعَلَ فأُدغم. يقال: انْمَلَسَ من الأمر، إذا أفْلَتَ منه، ومَلَّسْتُهُ أنا. وقولهم في المثل: " هان على الأمْلَسِ ما لاقى الدبر ". فالاملس: الصحيح الظهر هاهنا. والدبر: الذى قد دبر ظهره. وقولهم: أتيته مَلَسَ الظلامِ، أي حين اختلط الظلام. والإمْليسُ بالكسر: واحد الأماليسِ، وهي المَهامِهُ ليس بها شئ من النبات. ويقال أيضاً: رُمَّانٌ إمْليسيٌّ، كأنه منسوب إليه. وناقة ملسى، مثال شمجى وجفلى، أي تَمَلَّسُ وتمضي لا يَعْلَق بها شئ من سرعتها. ويقال أيضا في البيع: " مَلَسى لا عُهْدَةَ " أي قد انْمَلَسَ من الأمر لا له ولا عليه. يقال أبيعك المَلَسى لا عُهْدَةَ، أي تَتَمَلَّسُ (1) وتتفلَّتُ فلا ترجع إليَّ. ومَلَسْتُ الكبش أمْلُسُهُ مَلْساً، إذا سَلَلْتُ خُصْيَيْهِ بعُروقهما. ويقال صبيٌّ مَمْلوسٌ. والمَلْسُ أيضاً: السَوْقُ الشديدُ. قال الراجز
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أي لا تتملس " والصواب حذف " لا "، كما في اللسان والقاموس.

(3/980)


* عهدي بأظعان الكتوم تملس * والملاسة بتشديد اللام: التى تسوى بها الارض.
[موس] رجل ماس مثال مال، أي خفيف طياش. وموسى اسم رجل. قال الكسائي هو فعلى. وقال أبو عمرو بن العلاء: هو مفعل. حكاه اليزيدى، ويذكر في باب المعتل.
[ميس] المَيْسُ: التبخترُ. وقد ماسَ يَميسُ مَيْساً ومَيَساناً، فهو مَيَّاسٌ. وتَمَيَّسَ مثله. قال الشاعر: وإنِّي لمن قنعانها حين أعتزى * وأمشى به نحو الوَغى أَتَمَيَّسُ * والمَيْسُ: شجر يتخذ منه الرحال. قال الراجز:
وشعبتا ميس براها إسكاف (1) * وميسان: اسم كورة بسواد العراق.
_________
(1) للشماخ. وصدره:
قالت ألا يدعى لهذا عراف * وقبله:
لم يبق إلا منطق وأطراف * * وريطتان وقميص هفهاف:

(3/980)


فصل النون
[نبس] ما نَبَسَ بكلمة، أي ما تكلم. وما نَبَّس أيضاً بالتشديد. قال الراجز:
إنْ كُنتَ غير صائدي فنبس
[نبرس] النبراس: المصباح.
[نجس] نجس الشئ بالكسر ينجس نَجَساً، فهو نَجْسٌ ونَجَسٌ (1) أيضاً. وقال الله تعالى: {إنَّما المُشْرِكون نَجَسٌ} . قال الفراء: إذا قالوه مع الرِجْسِ أتبعوه إيَّاه قالوا رجس نجس بالكسر. وأنجسه غيره ونجسه، بمعنًى. ويقال به داءٌ ناجِسٌ ونجيس، إذا كان لا يبرأ منه. والتنجيس: شئ كانت العرب تفعله، كالعوذَةِ تُدفع بها العينُ. ومنه قول الشاعر:
وعَلَّقَ أنْجاساً عَليَّ المنجس (2)
[نحس] النَحْسُ: ضد السعد، وقرئ قوله تعالى
_________
(1) وكذلك نجس بالكسر، ونجس ككتف.
(2) صدره:
وكان لدى كاهنان وحارث:

(3/981)


{في يوم نحس} على الصفة، والإضافةُ أكثر وأجودُ. وقد نحس الشئ بالكسر فهو نَحِسٌ أيضاً. قال الشاعر: أبْلِغْ جُذاماً ولَخْماً أنَّ إخْوَتَهُم * طَيًّا وبَهْراَء قومٌ نَصْرُهُمْ نَحِسُ * ومنه قيل: أيام نحسات. والنحاس معروف. والنُحاسُ أيضاً: دخانٌ لا لَهَبَ فيه. قال نابغة بني جَعدَة: يضئ كضوء سراج السلي‍ * ط لم يَجْعَلِ الله فيه نحاسا * والنِحاسُ بالكسر: الطبيعةُ والأصلُ. يقال: فلانٌ كريمُ النِحاسِ والنُحاسِ أيضاً بالضم، أي كريمُ النُجارِ. قال أبو زيد: يقال تَنَحَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبارِ، إذا تَخَبَّرْتَ عنها وتتبَّعتَها بالاستخبار، ويكون ذلك سرًّا وعَلانيةً. وكذلك اسْتَنْحَسْتُ الأخبار وعن الاخبار.
[نخس] نخسه بعود ينخسه نَخْساً، ومنه سمِّيَ النَخَّاسُ. والناخِسُ في البعير: جَرَبٌ يكون عند ذنبه والبعير منخوس. 124 - صحاح

(3/981)


ودائرة الناخس: هي التي تكون تحت جاعِرَتَي الفرس إلى الفائِلَيْنِ. وتُكْرَهُ. والنَخيسُ: البَكْرَة يَتَّسِعُ ثَقْبُها الذي يجري فيه المِحْور مما يأكله المحور، فيَعمدون إلى خُشَيْبَةٍ فيثقبون وسَطها ثم يُلقمونها ذلك الثقب المتَّسع. ويقال لتلك الخُشَيبة: النِخاسُ، بكسر النون. والبكرة نخيس. قال الراجز:
درنا ودارت بكرة نخيس (1) * وسألت أعرابيا بنجد من بنى تميم وهو يستقى وبكرته نخيس، فوضعت إصبعى على النخاس فقلت: ما هذا؟ وأردت أن أتعرف منه الحاء والخاء، فقال: نخاس، بخاء معجمة، فقلت: أليس قد قال الشاعر:
وبكرة نحاسها نحاس * فقال: ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين! تقول منه: نَخَسْتُ البَكْرَةَ أنْخَسُها نَخْساً. والنَخيسَةُ: لبن العَنْز والنعجة يُخْلَط بينهما، عن أبى زيد، حكاه عنه يعقوب (2) .
[ندس] رجلٌ نَدُسٌ ونَدِسٌ، أي فهم.
_________
(1) بعده:
لا ضيقة المجرى ولا مروس
(2) والنخوس: الوعل إذا طال قرناه إلى ذنبه

(3/982)


وقد ندس بالكسر يندس نَدَساً. والمِنْداسُ: المرأةُ الخفيفة. والنَدْسُ: الطعن. قال الشاعر (1) : ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا * وما ردم من جار بيبة ناقع * والمنادسة: المطاعنة. ورماح نوادس. قال الشاعر (2) : ونحنُ صَبَحْنا آل نَجْرانَ غارةً * تميمَ بنَ مُرٍّ والرِماحَ النَوادِسا * أبو زيد: تَنَدَّسْتُ الأخبارَ وعن الأخبار، إذا تخبَّرْتُ عنها من حيث لا يُعْلَمُ بك، مثل تحدست وتنطست.
[نسس] نَسَسْتُ الناقةَ أَنُسُّها نَسًّا، إذا زجرتها، ومنه المِنسَّة، وهي العصا، على مِفْعَلَةٍ بالكسر. فإن همزت كان من نَسَأْتُها. والنَسيسة (3) : الإيكالُ بين الناس. والنَسائِسُ النمائِمُ عن ابن السكيت والنَسيسُ: بقية الروح، ومنه قول الشاعر (4)
_________
(1) جرير
(2) الكميت.
(3) في المطبوعة الاولى " النسيئة " صوابه في المخطوطة واللسان والقاموس.
(4) هو أبو زبيد.

(3/982)


* فقد أودى إذا بلغ النَسيسُ (1) * قال الأصمعيّ: النَسُّ: اليُبْسُ. وقد نس ينس وينس نسا، أي يبس. يقال: جاءنا بخُبزةٍ ناسَّةٍ. قال العجاج:
وبَلَدٍ تُمْسي قَطاةُ نُسَّسا (2) * أي يابسة من العطش. ويقال لمكَّة: الناسَّة، لقلَّة الماء بها. ونسنس الطائر، إذا أسرع في طيرانه. والنَسْناسُ: جِنس من الخلق يَثِبُ أحدُهم على رِجلٍ واحدة. والنسناس: الجوع، عن أبى عمرو. والتنساس: السير الشديد. وأنشد الاصمعي للحطيئة:
طال بها حوزى وتنساسى (3)
[نطس] التَنَطُّسُ: المبالغة في التطهُّر.
_________
(1) صدره كما في نسخة:
إذا علقت مخالبه بقرن * وبعده: كأن بنحره وبمنكبيه * عبيرا بات تعبؤه عروس
(2) بعده كما في نسخة:
روابعا وبعد ربع خمسا
(3) البيت بتمامه: وقد نظرتكم إيناء صادرة * للخمس طال بها حوزى وتنساسى:

(3/983)


وكلُّ من أدقَّ النظر في الأمور واستقصى عِلمها فهو مُتَنَطِّسٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " لولا التنطس ما باليت أن لا أغسل يدي ". يقال منه: رجلٌ نَطُسٌ ونَطِسٌ. وقد نَطِسَ بالكسر نَطَساً. ومنه قيل للمتطبب: نطيس، مثال فسيق، ونطاسى أيضا. قال البعيث بن بِشْرٍ يصف شَجَّةً أو جراحةً: إذا قاسَها الآسي النِطاسيُّ أَدْبَرَتْ * غَثِيثَتُها وازْدادَ وَهْياً هُزومُها * قال أبو عبيدة: ويروى " النَطاسِيُّ " بفتح النون. وتَنَطَّسْتُ الأخبارَ: تحسستها. والناطس: الجاسوس.
[نعس] النُعاسُ: الوسَنُ. وفي المثل: " مَطْلٌ كنُعاسِ الكلبِ "، أي متَّصلٌ دائمٌ. وقد نَعَسْتُ بالفتح أنْعَسُ نُعاساً. ونَعَسْتُ نَعْسَةً واحدةً، وأنا ناعِسٌ. وناقةٌ نَعوسٌ، توصف بالسماحة بالدَرِّ، لأنَّها إذا دَرَّتْ نَعَسَتْ. قال الشاعر (1) : نعوس إذا درت جروز إذا غدت * بويزل عام أو سديس كبازل *
_________
(1) هو الراعى.

(3/983)


[نفس] النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش: نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِدْقِهِ * ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا * أي بجفن سيف ومئزر. والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: " ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه ". والنَفْسُ أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر (1) : نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا * أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ (2) * والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ: العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع.
_________
(1) هو أوس بن حجر، يحرض عمرو بن هند على بنى حنيفة.
(2) وبعده: فلبئس ما كسب ابن عمرو رهطه * شمر وكان بمسمع وبمنظر:

(3/984)


ونفس الشئ: عينه يؤكد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ: أيضاً قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نفسا من دباغ. قال الاصمعي. بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها فقالت لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتى فإنى أفدة. أي مستعجلة لا أتفرغ لاتخاذ الدباغ، من السرعة. والنفس بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:
عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا * أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جرعة أو جرعتين،

(3/984)


ولا تزد عليه. والجمع أنفاس، مثل سبب وأسباب. قال جرير: تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيها * بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ * ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعة. وشئ نفيس، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشئ نفاسة إذا لم تره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدت. ونفس الشئ بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافست في الشئ منافسة ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوة نقاس. وليس في الكلام فعلاء

(3/985)


يجمع على فعال غير نفساء وعشراء. ويجمع أيضا على نفساوات وعشراوات، وامرأتان نفساوان وعشراوان، أبدلوا من همزة التأنيث واوا. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمَّ فاعلُه، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: " ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار ". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد. قال الشاعر (1) : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ * كما طرقت بنفاس بكر * أي بولد *.
[نقس] الناقوسُ: الذي تَضرب به النَصارى لأوقات الصلاة. قال جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ أَرَّقَني * صوتُ الدجاجِ وضرْبٌ بالنواقيسِ * والنَقْس: ضربُ الناقوس. وفى الحديث: " كادوا ينقسون حتى رأى عبد الله بن زيد (2) الاذان في المنام ". والنقس أيضا مثل اللقس، وهو أن تعيب القومَ وتسخر منهم.
_________
(1) أوس بن حجر.
(2) الانصاري.

(3/985)


والنقس بالكسر: الذى يكتب به. ويجمع على أنْقُسٍ وأنْقاسٍ. قال المرار الفقعسي: عَفَتِ المنازلُ غيرَ مثل الأَنْقُسِ * بعد الزمانِ عَرَفْتَهُ بالقِرْطِسِ * أي في القِرطاسِ. تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنْقيساً.
[نقرس] النِقْرِسُ: داءٌ معروف. والنِقْرِسُ أيضاً: الحاذقُ. يقال: دليلٌ نِقْرِسٌ، إذا كان داهيةً. وطبيبٌ نِقْرِسٌ ونقريس، أي حاذق. قال رؤبة: وقد أكون مرة نطيسا * طبا بأدواء الصبا نقريسا (1)
[نكس] نكست الشئ أنكسه نكسا: قلبته على رأسه فانْتَكَسَ. ونَكَّسْتُهُ تَنْكيساً. والناكِسُ: المُطأطئ رأسه. وجمع في الشعر على نواكِسَ، وهو شاذ على ما ذكرناه في فوارس. قال الفرزدق: وإذا الرجال رَأَوْا يَزيدَ رأَيْتَهُمْ * خَضُعَ الرقابِ نواكِسَ الأبْصارِ * والوِلادُ المَنْكوسُ: الذي تخرج رجلاه قبل رأسه. وهو اليتن
_________
(1) بعده:
يحسب يوم الجمعة الخميسا:

(3/986)


والمنكس من الخيل: الذى لا يسمو برأسه. والنُكْسُ بالضم: عَوْدُ المريض بعد النَقَهِ. وقد نُكِسَ الرجل نُكْساً. يقال تَعْساً له ونكسا: وقد يفتح هاهنا للازدواج، أو لانه لغة. والنِكْسُ بالكسر: السهم الذي ينكسر فوقه فيُجعل أعلاه أسفله. والنِكْسُ أيضا: الرجل الضعيف.
[نمس] ناموسُ الرجل: صاحبُ سرِّه الذي يطلعه على باطن أمره ويخصُّه بما يستره عن غيره. وأهل الكتاب يسمّون جبريل عليه السلام: الناموس. وفى الحديث " أن ورقة بن نوفل قال لخديجة رضى الله عنها - وهو ابن عمها، وكان نصرانيا -: لئن كان ما تقولين حقا إنه ليأتيه الناموس الذى كان يأتي موسى عليه السلام ". والناموس: قترة الصائد. ونَمَسْتُ السر أَنْمُسُهُ نَمْساً: كتمته. ونَمَسْتُ الرجل ونامَسْتُهُ، إذا ساررته. قال الكميت: فأَبْلِغْ يزيداً إنْ عرضت ومنذرا * وعميهما والمستسر المنامسا * ويقال: المُنامِسُ الداخل في الناموسِ.

(3/986)


والناموسُ أيضاً: ما يُنَمِّسُ الرجلُ به من الاحتيال. وانَّمَسَ الرجل، بتشديد النون، أي استتر، وهو انفعل. والنمس بالكسر: دويبة عريضة كأنها قطعة قديد، تكون بأرض مصر، تقتل الثعبان. والنَمَسُ بالتحريك: فساد السمن. وقد مس السمن بالكسر، أي فسد.
[نوس] النوس: تذبذب الشئ. وقد ناس ينوس (1) ، وأناسه غيره. وفى حديث أم زرع: " أناس من حلى أذنى ". ونست الابل أنوسها نوسا: سقتها. وذو نواس من أذواء اليمن، سمى بذلك لذؤابتين كانتا تنوسان على ظهره. ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد، إذا اضطرب واسترخى. والناسُ قد يكون من الإنسِ ومن الجنّ، وأصله أناسٌ فخفِّف. ولم يجعلوا الالف واللام فيه عوضا من الهمزة المحذوفة، لانه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوض منه في قول الشاعر (2)
_________
(1) ناس ينوس نوسا ونوسانا: تحرك، وتذبذب متدليا.
(2) هو ذو جدن الحميرى. انظر الخزانة 1: 355.

(3/987)


إن المنايا يطلع‍ * ن على الاناس الآمنينا (1) * والناس: اسم قيس عيلان، وهو الناس ابن مضر بن نزار. وأخوه الياس بن مضر بالياء.
[نهس] نَهَسَ اللحمَ: أخذه بمقدَّم الأسنان. يقال: نَهَسْتُ اللحم وانْتَهَسْتُهُ بمعنًى. ونهْسُ الحيَّةِ أيضاً: نَهْشُهُ. قال الراجز: وذاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِرْسِ * تَنْهَسُ لو تَمَكَّنَتْ من نَهْسِ * تُديرُ عَيْناً كَشِهابِ القَبْسِ * والمَنْهوسُ: القليل اللحم من الرجال. والنُهَسُ (2) أيضاً: ضربٌ من الطير.
فصل الواو
[وجس] الوجس: الصوت الخفى. وفى حديث الحسن في الرجل يجامع المرأة والاخرى تسمع قال: " كانوا يكرهون الوجس ". والوجس أيضاً: فزعةُ القلب. والواجِسُ: الهاجسُ.
_________
(1) بعده: فيدعنهم شتى وقد * كانوا جميعا وافرينا
(2) كصرد. اهـ‍. قاموس.

(3/987)


وأوجس في نفسه خيفة، أي أضمر. وكذلك التَوَجُّسُ. والتَوجُّسُ أيضاً: التسمُّع إلى الصوت الخفيّ قال ذو الرمة يصف صائداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنابِكِها * أو كان صاحِبَ أرضٍ أو به المومُ * والأوْجَسُ: الدهر. ويقال: لا أفعله سَجيسَ الأوْجَسِ، والأوْجُسِ أيضاً، بضم الجيم عن يعقوب، أي أبداً. قال الأموي: يقال: ما ذقت عنده أوْجَسَ، أي شيئاً من الطعام.
[ودس] الوَدْسُ: أوَّل نبات الأرض. يقال: ما أحسن وَدْسَها. وأوْدَسَتِ الأرضُ وتَوَدَّسَتْ بمعنًى، أي أنبتتْ ما غطَّى وجهَها. ويقال وَدَسَ على الشئ ودسا، أي خفى. وأين وَدَسْتَ به؟ أي أين خبَّأته. وما أدري أين وَدَسَ؟ أي أين ذهب.
[ورس] الوَرْسُ: نبتٌ أصفر يكون باليمن يُتَّخذ منه الغُمْرَةُ للوجه. تقول منه: أوْرَسَ المكانُ. وأوْرَسَ الرِمْثُ، أي اصفرَّ ورقُه بعد

(3/988)


الادراك، فصار عليه مثل الملا الصُفْرِ، فهو وارِسٌ ولا يقال مُورِسٌ. وهو من النوادر. ووَرَّسْتُ الثوبَ تَوريساً: صبغته بالوَرْسِ. ومِلْحَفَةٌ وريسة: صبغت بالورس.
[وسوس] الوَسْوَسَةُ: حديث النفس. يقال: وَسْوَسَتْ إليه نفسه وَسْوَسَةً ووِسْواساً بكسر الواو. والوَسْواسُ بالفتح الاسم، مثل الزَلزالِ والزِلزالِ. وقوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لهما الشيطانُ} يريد إليهما، ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل. ويقال لهَمْسِ الصائدِ والكلابِ وأصوات الحلى: وسواس. قال ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح (1) والوسواس والهضب * وقال الاعشى: تَسمعُ للحَلي وَسْواساً إذا انصرفتْ * كما استعانَ بِريح عِشْرِقٌ زَجِلُ * والوسواس: اسم الشيطان.
_________
(1) تذؤب الريح، يقال: تذأبت الريحُ وتَذاءَبَتْ بمعنىً، أي اختَلَفَتْ وجاءتْ مرّةً كذا ومرة كذا، كما يفعل الذئب.

(3/988)


[وطس] الوَطيسُ: التَنُّورُ. ويقال: حميَ الوطيس إذا اشتد الحرب. قال الاصمعي: الوطس: الضرب الشديد بالخف. وقال أبو الغوث: هو بالخف وغيره. وأنشد (1) : خطارة غب السرى موارة * تَطِسُ الإكامَ بذات خُفٍّ ميثَمِ * وأوطاس: موضع.
[وعس] الوَعْساءُ: الأرض الليِّنة ذاتَ الرمل. والسهلُ أوْعَسُ، والميعاسُ مثله. وقال أبو عمرو: الميعاسُ الأرضُ لم توطأ. والمواعسة: ضرب من سير الإبل، وهو أن تمدَّ عنقَها وتوسِّع خطواتها. وأوْعَسْنا، أي أدلجنا. ولا تكون المُواعَسَةُ إلا بالليل.
[وقس] يقال: وقسه وقسا، أي قرفه. وإنَّ بالبعير لوَقْساً، إذا قارفه شئ من الجرب. فهو بعير موقوس. قال العجاج
_________
(1) لعنترة العبسى.

(3/989)


وحاصين من حاصنات ملس (1) * من الاذى ومن قراف الوقس
[وكس] الوَكْسُ: النقصُ. وقد وَكَسَ الشئ يكس. وفى الحديث: " لها مَهْرُ مثلها لا وَكْسُ ولا شطط "، أي لا نقصان ولا زيادة. وقد وَكَسْتُ فلاناً: نَقَصْتُهُ. وبَرَأَتِ الشَجَّةُ على وَكْسٍ، إذا بقى في جوفها شئ. يقال: وُكِسَ فلان في تجارته، وأُوكِسَ أيضاً على ما لم يسمَّ فاعله فيهما، أي خسر.
[ولس] وَلَسَتِ الناقةُ تَلِسُ وَلْساً، إذا أعنقَتْ في سيرها. ويقال للذئب: ولاس.
[موس] المومسة: الفاجرة.
[وهس] الوَهْسُ: الدقُّ. والوَهْسُ أيضاً: الوطئ. والتوهس: مشى المثقل. قال ابن السكيت: الوهيسة: أن يطبخ الجراد ثم يجفَّف ثم يدقُّ فيُقمَح، أو يُبكل، أي يُخلط بدسمٍ. والوَهْسُ: الشرُّ والنميمةُ. قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
_________
(1) بعده:
عن الاذى وعن قراف الوقس:

(3/989)


* بتَنَقُّصِ الأعْراضِ والوَهْسِ * والمُواهَسَةُ: المُسارَّةُ.
فصل الهاء
[هجس] الهاجسُ: الخاطرُ. يقال: هَجَسَ في صدري شئ يهجس، أي حدس. والهجس: النبأة تسمعها ولا تفهمها.
[هجرس] الهجرس بالكسر: الثعلب، عن أبى عمرو. ويقال: الهَجارِسُ جميع ما تعسَّسَ من السباع ما دون الثعلب وفوق اليربوع. قال الشاعر: بعينى قطامي نَما فوق مَرْقَبٍ * غدا شَبِما ينقض بين الهجارس
[هرس] الهَرْسُ: الدَقُّ. ومنه الهَريسَةُ. والمِهْراسُ: حجرٌ منقورٌ يُدَقُّ فيه ويُتَوَضَّأُ منه. والمَهاريسُ من الإبل: الشِدادُ. قال الحطيئة يمدح إبله: مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضيفَ أهلِها * إذا النارُ أبدتْ أوجه الخَفِراتِ:

(3/990)


والهَراسُ بالفتح: شجرٌ ذو شوكٍ. قال الشاعر (1) : وخيل (2) تكدس بالدارعين * طباق الكلاب يطأن الهراسا * وقال آخر (3) : إنا إذا الخيل عدت أكداسا * مثل الكلاب تتقى الهراسا * وأرض هَرسَةٌ، أي كثيرةُ الهَراسِ. وأسدٌ هَرِسٌ، أي شديدٌ. وهو من الدَقِّ. قال الشاعر: شديدَ الساعدَيْنِ أخا وِثابٍ * شديداً أسرُهُ هرسا هموسا
[هرجس] الهرجاس: الجسيم.
[هرمس] الهرماس: الاسد.
[هسهس] الهَسْهَسَةُ: صوتُ حركة الدرعِ والحُلِيِّ، وحركةُ الرجل بالليل ونحوه. قال الشاعر: ولله فُرسانٌ وخيلٌ مُغيرَةٌ * لهُنَّ بشُبَّاكِ الحديدِ هَساهِسُ *
_________
(1) النابغة الجعدى.
(2) في اللسان: وخيل يطابقن.
(3) هو قعين.

(3/990)


والتهسهس مثله. وأنشد أبو عمرو: لبسن من حر الثياب ملبسا * ومذهب الحلى إذا تهسهسا * وهساهس الجن: عزيفهم. وراعٍ هَسْهاسٌ إذا رعى الغنم ليله كله.
[هقلس] الهَقَلَّسُ: الذئبُ في ضُمْرٍ. قال الكميت: وتسمع أصوات الفراعل حوله * يعاوين أولاد الذئاب الهقالسا * يعنى حول الماء الذى ورده.
[هلس] الهُلاسُ: السِلُّ. وقد هَلَسَهُ المرضُ يَهْلِسُهُ هَلْساً. ورجلٌ مهلوسُ العقلِ، أي مسلوبُه. وقد هُلِسَ، وهو مُهْتَلَسُ العقلِ. ويقال السُلاسُ في العقل، والهُلاسُ في البدن. والإهْلاسُ: ضحكٌ فيه فتور. قال الراجز:
تَضْحَكُ منِّي ضَحِكاً إهْلاسا * ويقال أيضاً: أَهْلَسَ إليه، أي أسرَّ إليه حديثاً. وهالَسَهُ، أي ساره.

(3/991)


[هلبس] يقال: ما عليها هَلْبَسيسةٌ ولا خربصيصة، أي شئ من الحلى. لا يتكلم به إلا بالنفى.
[هلقس] أبو عمرو: الهلقس بتشديد اللام: الشديد، وهو ملحق بجردحل. قال الشاعر: أنْصَبُ الأذنَيْنِ في حدِّ القَفا * مائل الضبعين هلقس حنق
[همس] الهَمْسُ: الصوت الخفيُّ. وهَمْسُ الأقدام: أخفى ما يكون من صوت القدم. قال الله تعالى: {فلا تسمع إلا همسا} . ومنه قول الراجز:
فهن يمشين بنا هميسا * والاسد الهموس: الخفى الوطئ. قال رؤبة يصف نفسه بالشدة: ليث يدق الاسد الهموسا * والاقهبين الفيل والجاموسا * والحروف المهموسة عشرةٌ يجمعها قولك: " حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ ". وإنَّما سمِّي الحرف مَهْموساً لأنَّه أُضعِفَ الاعتمادُ في موضعه حتى جرى معه النفس.

(3/991)


[هندس] المُهَنْدِسُ: الذي يقدِّر مجاري القُنيِّ حيث تُحْفَرُ، وهو مشتق من الهنداز، وهى فارسية، فصيرت الزاى سينا، لانه ليس في شئ من كلام العرب زاى بعد الدال. والاسم الهندسة.
[هوس] الهَوْسُ: الدقُّ. يقال: هُسْتُ الشئ أهوسه، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. والهوس أيضا: الطوفان بالليل. والهوس: شدة الأكل. والهَوَّاسُ: الأسد. قال الكميت: هو الأضْبَطُ الهَوَّاسُ فينا شَجاعَةً * وفيمنْ يُعاديهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ * ويقال: الهَوْسُ: المشيُ الذي يعتمد فيه صاحبه على الأرض اعتماداً شديداً. ومنه سمِّي الأسدُ الهَوَّاسُ. والهَوْسُ السوقُ الليِّنُ. يقال: هُسْتُ الإبل فهاسَتْ، أي ترعى وتسير. وإنَّما شبِّه هَوَسانُ الناقةِ بهَوَسانِ الأسدِ، لأنَّها تمشي خطوة خُطوةً وهي ترعى. قال الفراء: الهَوِسَةُ: الناقةُ الضَبِعَةُ. والهَوَسُ بالتحريك: طرف من الجنون.
[هيس] قال الاموى: الهيس: السير الشديد، أي ضرب كان. وأنشد:

(3/992)


إحدى لياليك فهيسى هيسى * لا تنعمي الليلة بالتعريس * قال الاصمعي: يقال حَمَلَ فلانٌ على عسكرِهِم فهاسَهُمْ، أي داسهم، مثل حاسَهُم. والأهْيَسُ: الشجاعُ، مثل الأحْوَسِ. والهَيْسُ: اسمُ أداة الفدان كلها.
فصل الياء
[يئس] اليأْسُ: القنوطُ. وقد يَئِسَ من الشئ ييأس. وفيه لغة أخرى: يَئِسَ ييْئِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذ. ورجل يؤوس. قال المبرد: منهم من يبدل في المستقبل من الياء الثانية ألفا ويقول: ياءس ويائس. وقال الاصمعي: يقال: يئس ييئس، وحسب يحسب، ونعم ينعم، بالكسر فيهن. وقال أبو زيد: عليا مضر: يحسب وينعم وييئس بالكسر، وسفلاها بالفتح. وقال سيبويه: وهذا عند أصحابنا إنما يجئ على لغتين: يعنى يئس ييأس ويأس ييئس لغتان، ثم يركب منهما لغة. وأما ومق يمق، ووفق يفق، وورم يرم، وولى يلى، ووثق يثق، وورث يرث، فلا يجوز فيهن إلا الكسر لغة واحدة.

(3/992)


ويئس أيضا بمعنى علم، في لغة النخع. قال سحيم بن وثيل اليربوعي (1) : أقول لهم بالشعب إذ ييسرونى * ألم تَيْأسوا أنَّي ابنُ فارسٍ زَهْدَمِ * ومنه قوله تعالى: {أفَلَمْ ييئس الذين آمنوا} . وآيسه فلان من كذا فاسْتَيْأَسَ منه، بمعنى أيس، واتأس أيضا، وهو افتعل، فأدغم مثل اتعد.
[يبس] اليُبْسُ بالضم: مصدر قولك يبس الشئ ييبس. وفيه لغة أخرى: يَبِسَ ييْبِسُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. واليَبْسُ بالفتح: اليابِسُ. يقال: حطبٌ يَبْسٌ. قال ثعلب: كأنَّه خِلْقَةٌ. قال علقمة: تَخَشْخَشُ أبْدانُ الحديدِ عليهمُ * كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصادِ جنوبُ * وقال ابن السكيت: هو جمع يابِسٍ، مثل راكب وركب. وقال أبو عبيد في قول ذي الرمّة: ولم يبقَ للخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ له * من الرُطْبِ إلا يُبْسُها وهجيرُها * ويروى " يَبسُها " بالفتح، قال: وهما لغتان.
_________
(1) ذكر بعض العلماء أنه لولده جابر بن سحيم، بدليل قوله فيه " أنى ابن فارس زهدم " وزهدم: فرس سحيم.

(3/993)


واليبس بالتحريك: المكان يكون رطباً ثم يَيْبَسُ. ومنه قوله تعالى: {فاضْرب لهم طريقاً في البحر يبسا} . ويقال أيضا: شاة يبس، إذا لم يكن بها لبن. ويبس أيضا، بالتسكين، حكاهما أبو عبيد. ويقال أيضاً امرأةٌ يَبَسٌ: لا تُنيلُ خيرا. قال الراجز:
إلى عجوز شنة الوجه يبس * واليبيس من النبات: ما يَبِسَ منه. يقال: يَبِسَ فهو يبيس، مثل سلم فهو سليم. وأيبست الارض: يبس بقلها. عن يعقوب وأيْبَسَ القومُ أيضاً، كما يقال: أجرزوا من الارض الجرز. والايبسان: ما لا لحمَ عليه من الساقين ; والجمع الا يابس. وتيبيس الشئ: تجفيفه. وقد يبسته فاتبس وهو افتعل فأدغم، فهو متبس، عن ابن السراج. ويبيس الماء: العرق، عن أبى عمرو. وأنشد

(3/993)


لبشر بن أبي خازم يصف خيلاً: تَراها من يَبيس الماءِ شُهْباً * مُخالِطَ درة منها غرار:

(3/994)


الغرار: انقطاع الدرَّةِ. يقول: تعطي أحياناً وتمنع أحياناً. وإنَّما قال شُهباً لأنَّ العرق عليها يجف فيبيض.

(3/994)


باب الشين:
فصل الالف
[أرش] الأَرْشُ: دِيَةُ الجِراحاتِ. وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْريشاً: أفسدْتُ. وتَأْريشُ الحرب والنار: تأريثهما.
[أشش] الأَشاشُ مثل الهَشاشِ، وهو النشاطُ والارتياحُ. ومنه قولهم:
كيف تواتيه ولا تؤشه * وفى الحديث: أن علقمة بن قيس كان إذا رأى من أصحابه بعض الاشاش وعظهم.
فصل الباء
[برش] البَرَشُ في شعر الفرس: نُكَتٌ صغارٌ تُخالف سائر لَونه. والفرسُ أَبْرَشُ. وقد ابْرَشَّ الفرسُ ابْرِشاشاً. وقولهم: دخلنا في البَرْشاءِ، أي في جماعة الناس. قال ابن السكيت: يقال: ما أدري أيًُّ البَرْشاءِ هو؟ أيْ أيُّ الناس هو؟

(3/995)


والابرش: لقب جذيمة بن مالك، وكان به برش فكنوا به عنه.
[برقش] برقشت الشئ، إذا نقشته بألوانٍ شتّى. وأصلُه من أبي بَراقِشَ، وهو طائرٌ يتلوَّن ألواناً. قال الشاعر (1) : كأَبي بَراقِشَ كُلَّ لو * ن لونه يتخيل (2) * وبراقش: اسم كلبة. وفى المثل: " على أهلها دلت براقش "، لانها سمعت وقع حوافر الدواب فنبحت، فاستدلوا بنباحها على القبيلة فاستباحوهم. والبرقش بالكسر: طائر صغير مثل العصفور يسميه أهل الحجاز الشرشور.
_________
(1) الاسدي.
(2) قبله: إن يبخلوا أو يجبنوا * أو يغدروا لا يحفلوا * يغدوا عليك مرجلي‍ * ن كأنهم لم يفعلوا:

(3/995)


[بشش] البَشاشةُ: طلاقةُ الوجه. وقد بششت به، بالكسر، أبش بشاشة. ورجل هَشٌّ بَشٌّ، أي طلقُ الوجه طيب. قال يعقوب: يقال لقيته فتبشبش بى. وأصله تبشش فأبدلوا من الشين الوسطى فاء الفعل، كما قالوا: تجفجف.
[بطش] البَطْشَة: السَطوةُ والأخْذُ بالعنف. وقد بَطَشَ به يَبْطِشُ ويَبْطُشُ بطشا. وباطشه مباطشة.
[بغش] البغشة: المطرة الضعيفة، وهي فوق الطَشَّةِ. وقد بَغَشَتِ السماءُ تَبْغَشُ بَغْشَاً. ومطر باغِشٌ. وبغشت الارض فهى مبغوشة.
[بوش] الجماعة من الناس المختلطين. يقال: بَوْشٌ بائِشٌ. والأَوباشُ جمعٌ مقلوب منه. والبَوْشيُّ: الرجل الفقير الكثير العيال. قال أبو ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ * غداتئذ ذى جردة متماحل:

(3/996)


[بهش] بَهَشَ إليه يَبْهَشُ بَهْشاً، إذا ارتاح له وخفَّ (1) إليه. والبهش: المقل ما دام رطبا، فإذا يبس فهو خشل. ويقال للقوم إذا كانوا سودَ الوجوه قباحا: وجوه البهش. وفي حديث عمر رضي الله عنه وقد بلغه أن أبا موسى يقرأ حرفا بلغته، قال: " إن أبا موسى لم يكن من أهل البهش "، يقول: ليس من أهل الحجاز ; لان المقل إنما ينبت بالحجاز.
[بيش] البيش بكسر الباء: نبت ببلاد الهند، وهو سم. وبيشة: اسم موضع. قال الشاعر: سقى جدثا أعراض بيشة دونه * وغمرة وسمى الربيع ووابله * وقال القاسم بن معن: بئشة وزئنة، مهموزتان، وهما أرضان.
_________
(1) بعده في المخطوطة زيادة: قال الحويدرة: وعلمت أنى إذ علقت بحبله * بهشت يداى إلى وحى لم يصقع * الوحى والعرا: الفناء. والبهش: المقل.

(3/996)


فصل الجيم
[جأش] الجأْشُ: جَأْشُ القلب، وهو رواعُهُ إذا اضطربَ عند الفزع. يقال: فلانٌ رابط الجَأْشِ، أي يَرْبِطُ نفسه عن الفرار، لشجاعته. والجؤشوش: الصدر.
[جحش] الجَحْشُ: سَحْجُ الجِلْدِ. يقال: أصابه شئ فجحش وجهه ; وبه جَحْشٌ. والجَحْشُ: ولد الحمار، والجمع جِحاشٌ وجِحْشانٌ، والأنثى جَحْشَةٌ. ويقال للرجل إذا كان يستبد برأيه: جُحَيْشُ وحدِهِ، وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهو ذَمٌّ. والجَحْشَةُ: صوفةٌ يلُفُّها الراعي على يده يغزلها. وجحاش: أبو حى من غطفان، وهو جحاش ابن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان. وهم قوم الشماخ بن الضرار. قال الشاعر: وجائت جحاش قضها بقضيضها * وجمع عوال ما أدق وألاما * وجاحشه، أي دافعه. والجَحيشُ: المتنحِّي عن القوم. قال الشاعر:

(3/997)


إذا نزل الحى حل الجحيش * حريد المحل غويا غيورا (1) * والجَحْوَشُ: الصبيُّ قبل أن يشتدّ. وقال: قتلنا مخلدا وابنى حراق * وآخر جحوشا فوق الفطيم
[جحمرش] الجحَمْرِشَ: العجوز الكبيرة، والجمع جحامر، والتصغير جحيمر، يحذف منه آخر الحرف. وكذلك إذا أردت جمع اسم على خمسة أحرف كلها من الاصل وليس فيها زائد. فأما إذا كان فيها زائد فالزائد أولى بالحذف. وأفعى جحمرش، أي خشناء.
[جرش] جرش: موضع باليمن. ومنه أديم جرشى، وناقة جرشية. قال بشر: تحدر ماء البئر عن جرشية * على جربة تعلوا الدبار غروبها * يقول: دموعي تحدر كتحدر ماء البئر عن دلو تستقى بها ناقة جرشية ; لان أهل جرش يستقون على الابل.
_________
(1) وفى نسخة " عريا " وكتب عليها: عريا، أي أظهر بيته لمن يعروه اهـ‍. وفى المخطوطة: " عريا غيورا. عرى: أظهر بيته لمن يعروه من الضيفان ".
(126 - صحاح - 3)

(3/997)


وجرشت الشئ، إذا لم تُنْعِمْ دَقَّهُ، فهو جَرِيشٌ. ومِلحٌ جريش: لم يطيب. وجراشة الشئ: ما سقط منه جَريشاً، إذا أُخِذَ ما دُقَّ منه. وجَرَشَ رأسَه، إذا حكّه بالمُشْط حتَّى أثار هبريته. أبو زيد: مضى جرش من الليل، أي هوى من الليل. والفرّاء مثله. والجِرِشَّى (1) ، مثال الزمكى: النفس.
[جرنفش] الجرنفش: العظيم الجنبين. والجرافش بالضم مثله.
[جشش] جششت الشئ أجشه جشا: دَقَقْتُهُ وَكَسَرْتُهُ. والسَويق جَشيشٌ. والجَشيشَةُ: مَا جُشَّ مِن البرّ وغيره. يُقالُ: جَشَشْتُ البرّ وَأَجْشَشْتُهُ، إذا طَحَنْتَهُ طَحْناً جَليلاً، فَهُو جَشيشٌ وَمَجْشوشٌ. وَالمِجَشُّ: الرَحَى التي يُطْحَنُ الجَشيشُ بها. وجَشَّهُ بالعَصا: ضَرَبَهُ بها.
_________
(1) قال الشاعر: بكى جزعاً من أن يموتَ وأجهشت * إليه الجرشى وارمعن حنينها:

(3/998)


وجششت البئر: كنستها ونقيتها. قال أَبو ذُؤَيب: يَقولونَ لَمَّا جُشَّتِ البِئْرُ أَوْرِدوا * فَلَيْسَ بها أَدْنى ذِفاف لِوارِدِ (1) * يعْني بها القَبْر. والأَجَشّ: الغَليظُ الصَّوْتِ. يُقالُ: فَرَسٌ أَجَشُّ الصَوْتِ، وَسَحابٌ أَجَشُّ الرَعْدِ. والجُشَّةُ بالضَمِّ: الجَماعةُ مِنَ الناس.
[جعش] قال الاصمعي: رجل جعشوش وجعسوس: أي قصير دميم. قال ابن السكيت في كتاب القلب والابدال: هو بالشين والسين جميعا. قال: وذلك إلى قماءة وصغر وقلة.
[جمش] رَكَبٌ جَميشٌ: أَي حَليقٌ. وقد جَمَشَتْه جَمْشاً. والجَميشُ: المكانُ لا نبت فيه. وفى الحديث: " بخبت الجميش ". والخبت: المفارة وإنما قيل له جميش لانه لا نبت فيه كأنه حليق. وسنة جموش: إذا احتلقت النبت.
_________
(1) جشت: كسحت وأخرج ما فيها. والذفاف: الماء القليل الخفيف.

(3/998)


قال رؤبة: دقا كرقش الوضم المرفوش * أو كاحتلاق النورة الجموش
[جوش] الجَوْشُ: الصَدْرُ، مِثْلُ الجُؤْشوش والجوشن. وجوش: موضع. قال أبو الطمحان القينى: ترض حصى معزاء جوش وأكمه * بأخفافها رض النوى بالمراضح * ومضى جوش من الليل: أَيْ صَدْرٌ مِنْهُ، مِثلُ جَرْشٍ. قالَ رَبيعَةُ بن مَقْرومٍ الضبِّيّ: وَفِتْيانِ صِدْقٍ قَدْ صَبَحْتُ سلاَفَةٌ * إذَا الديكُ في جوْشٍ منَ الليل طربا
[جهش] الجَهْشُ: أَنْ يَفْزَعَ الإنسانُ إلَى غَيْرِهِ (1) ، وَهوَ مَعَ ذَلِكَ يُريدُ البُكاءَ، كَالصبيِّ يَفزَعُ إلَى أُمِّهِ وَقَدْ تَهَيَّأَ لِلْبُكاءِ، فَيُقالُ: جَهَشَ إلَيْه يَجْهَشُ. وفي الحديثِ: " أَصابَنا عَطَش فَجَهَشْنا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ". وكذلك الاجهاش.
_________
(1) وجهش جهشانا: فرق وفزع.

(3/999)


يقال: جهشت نفسي وأجهشت: أَيْ نَهَضَتْ. قالَ لَبيد: قامَتْ تَشَكَّى إِلَيَّ النَفسُ مُجْهِشَة * وَقَدْ حملتك سبعا بعد سبعينا
[جيش] جاشَتِ القِدْرُ تَجيشُ: أَيْ غَلَتْ. وَجاشَتْ نَفْسي: أَيْ غَثَتْ. وَيُقالُ: دارَتْ لِلْغَثَيَانِ. فَإنْ أَرَدْتَ أَنَّها ارْتَفَعَتْ مِنْ حُزْنٍ أَوْ فَزَعٍ قلت: جَشَأَتْ. وَجَاشَ الْوادي: زَخَرَ وامتَدَّ جِداً. والجَيْشُ: واحِدُ الجُيوشِ. يقالُ: جَيَّشَ فُلانٌ، أَيْ جَمَعَ الجُيوشَ. واسْتَجاشَهُ: أَيْ طَلَبَ منه جيشا.
فصل الحاء
[حبش] الحَبَشُ والحَبَشَةُ: جِنْسٌ مِنَ السودان، والجمع الحبشان، مثل حمل وحملان. وأحبشت المرأة بِوَلَدِها، إذا جاءَتْ بِه حَبَشِيّ اللّون. ويُقالُ: حَبَّشَ قَوْمَه تَحْبيشاً: أيْ جَمَعَهُم. والحُباشَةُ بالضَمِّ: الجماعَةُ مِنَ الناسِ لَيْسوا مِنْ قَبِيلَةٍ واحدة. وكذلك الاحبوش والاحابيش.

(3/999)


قال العجاج: كأن صيران المها الاخلاط (1) * بالرمل أحبوش من الانباط * والتحبش: التَجَمُّعُ. وَحَبَشْتُ لَهُ حُباشَةً: إذَا جَمَعْتُ له شَيْئاً. وَالتَحْبيشُ مِثْلُهُ. قال رؤبة: لولا حباشات من التحبيش * لصبية كأفرخ العشوش * وحُبَيشٌ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ جاءَ مُصَغَّراً، مثل: الكميت والكعيت. وحبشي: جبل بأسفل مكة، يقال منه سمى أحابيش قريش. وذلك أن بنى المصطلق وبنى الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده فحالفوا قريشا وتحالفوا بالله: " إنا ليد على غيرنا، ما سجا ليل، ووضح نهار، وما أرسى حبشي مكانه " فسموا أحابيش قريش باسم الجبل.
[حترش] الحَتْروشُ: القَصيرُ. وقولُهُم: مَا أَحْسَنَ حَتارِشَ الصَّبيِّ، أَيْ حَرَكاتُه. وَسَمِعْتُ لِلْجَرادِ حَتْرَشَةً، إذَا سَمِعْتَ صوت أكله. وتحرش القوم: حشدوا.
_________
(1) بعده:
برملها من عاطف وعاط:

(3/1000)


[حرش] حَرَشَ الضَبَّ يَحْرُشُهُ حَرْشاً (1) : صادَهُ، فَهُوَ حارِشٌ للضَبابِ ; وَهُوَ أن يحرك يده على جحره لِيَظُنَّهُ حَيَّةً، فَيُخْرِجُ ذَنَبَهُ لِيَضْرِبَها فَيأْخُذُه. وَحَيَّةٌ حَرْشاءُ، بَيِّنَةُ الحَرَشِ، إذَا كَانَتْ خَشِنَةَ الجِلدِ. قال الشاعِرُ: بِحَرْشاَء مِطْحانٍ كأنَّ فَحيحَها * إذَا فَزِعَتْ ماءٌ هرِيق (2) عَلى جمر * والحريش: نوع من الحيات أرقط. ودينار أحرش، أي فيه خَشونَةٌ. والضبٌّ أَحْرَشُ. وَنُقْبَةٌ حَرْشاءُ، وهيَ البائِرَةُ التي لَمْ تُطْل (3) . قال الشاعر: وَحَتَّى كَأَنِّي يُتَّقى بي مُعَبَّدٌ * بِهِ نُقْبَةٌ حَرشاءُ لم تلق طاليا * والحرشاء أيضا: ضرب من النبات. قال أبو النجم: وانحت من حرشاء فلج خردله * وأقبل النمل قطارا تنقله *
_________
(1) في القاموس: " وتحراشا ".
(2) في اللسان " أريق ".
(3) أي بالهناء.

(3/1000)


والتحريش: الاغراء بَيْنَ القومِ، وكذَلكَ بَيْنَ الكِلابِ. والحرش: الاثر، والجمع حراش. ومنه ربعى بن حراش. ولا تقل خراش. وحرشه - بالحاء والخاء جميعاً - حَرْشاً، أي خدشه. قال العجاج: كأن أصوات كلاب تهترش * هاجت بولوال ولجت في حرش * فحركه للضرورة. والحرشون (1) : حسكة صغيرة صلبة تتعلَّق بصُوف الشاة. قال الشاعر:
كما تطاير مندوف الحراشين * وحريش: قبيلة من بنى عامر. والحريش: دابة لها مخالب كمخالب الاسد ولها قرن واحد في هامتها، يسميها الناس الكركدن.
[حرفش] الاصمعي: احرنفش، إذا تهيأ للغضب والشر حكاه عنه أبو عبيد. وربما جاء بالحاء والخاء جميعا.
[حشش] حَشَشْتُ النار أَحُشُّها حَشَّاً: أوقدتها. والحَشُّ والحُشُّ: البستانُ، والجمع الحشان مثل ضيف وضيفان.
_________
(1) في القاموس أنه مثلث الحاء.

(3/1001)


والحش والحش أيضا: المخرج، لأنَّهم كانوا يَقضون حوائجَهم في البساتين. والجمع حُشوشٌ. والمَحَشَّةُ بالفتح: الدبر. ونهى عن إتيان النساء في محاشهن. وربما جاء بالسين. والحشيش: ما يبس من الكلأ. ولا يقال له رَطْباً حَشيشٌ. والمَحَشُّ: المكان الكثير الحَشيش. ومنه قولهم: " إنّك بمَحَشِّ صِدقٍ فلا تَبرحْه "، أي بموضع كثير الخير. والمِحَشُّ بالكسر: ما يُقْطَعُ به الحَشيشُ. والمَحَشُّ أيضاً: ما تُحرَّك به النارُ من حديد وكذلك المَحَشَّةُ. ومنه قيل للرجل الشجاع: نِعْمَ مِحَشُّ الكتيبة. وأما الذي يُجْعَل فيه الحَشيشُ ففيه لغتان: مَحَشٌّ ومَحِشٌّ، والفتح أفصح. وحَشَشْتُ الحَشيشَ: قطعته. واحْتَشَشْتُهُ: طلبته وجمعته. والحشاش: الذين يحتشون. وحششت فرسي: ألقيت له حشيشاً. وفي المثل: " أحشك وتروثنى "، ولو قيل أيضا بالسين لم يبعد. وحَشَّ الرجل سهمَه، إذا ألزَقَ به القذذ من نواحيه.

(3/1001)


ويقال للبعير: قد حُشَّ ظهرهُ بجنبَيْن واسعين فهو مَحْشوشٌ، أي إنه مُجْفَرُ الجنبَيْن. والحُشاشُ والحُشاشَةُ: بقيَّة الروح في المريض. وأَحَشَّتِ المرأةُ فهى مُحِشٌّ، إذا يبس ولدُها في بطنها وكذلك أَحَشَّت اليدُ: أي يبست وشلت. وفيه لغة أخرى جاءت في الحديث: " حش ولدها في بطنها ". قال أبو عبيد: وبعضهم يقول " حش " بضم الحاء.
[حفش] حَفَشَ السيلُ يَحْفِشُ حَفْشاً، إذا سال من كلِّ جانب إلى مُستَنقع واحد. والحافِشةُ: المَسيلُ. قال الشاعر: عَشِيَّةَ رُحْنا وراحوا لَنا * كما مَلأَ الحافِشاتُ المَسيلا * وكذلك حَفْشُ الإداوةِ: سَيَلانُها. والفرسُ يَحْفِشُ، أي يأتي بجَرْيٍ بعد جريٍ. ويقال: هم يَحْفِشُونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّفون. والحِفْشُ: وعاء المَغازِلِ. والحِفْشُ الذي في الحديث، هو البيت الصغير عن أبي عبيد. ويقال معنى قوله عليه السلام: " هَلاَّ قعد في حِفْشِ أمِّه "، أي عند حِفْشِ أمه.

(3/1002)


[حمش] رجلٌ أَحْمَشُ الساقين: دقيقهما. وحَمْشُ الساقين أيضاً بالتسكين. وقد حمشت قوائمه، أي دقت. وأحمشت القِدْرَ: أشبعتُ وَقودَها. وأَحْمَشْتُ الرجلَ أيضاً: أغضبْتُه. وكذلك التَحْميشُ. والاسم الحمشة مثل الحشمة مقلوبٌ منه. واحْتَمَشَ واسْتَحْمَشَ، أي التهب غَضَباَ. يقال: احْتَمَشَ الديكان، أي اقتتلا.
[حنش] الحنش بالتحريك: كل ما يصاد من الطير والهوام، والجمع الأَحناشُ. والحَنَشُ أيضاً: الحيَّة، ويقال الأفعى. وبها سمِّيَ الرجلُ حَنَشاً. وحَنَشْتُ الصيدَ: صدته. وحَنَشْتُهُ أَحْنِشُهُ: لغة في عَنَشْتُهُ، إذا عَطَفْتَه.
[حوش] حُشْتُ الصيدَ أَحوشُهُ، إذا جِئْتَهُ من حوالَيْهِ لتصرفه إلى الحِبالَةِ. وكذلك أَحَشْتُ الصيدَ وأَحْوَشْتُهُ. واحْتَوَشَ القومُ الصيدَ، إذا أَنْفَرَهُ بعضهم على بعض (1) . وإنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجتوروا.
_________
(1) في اللسان: " على بعضهم ".

(3/1002)


واحتوش القوم على فلان: جعلوه وَسطهم. وتَحَوَّشَ القوم عنِّي: تَنَحَّوْا. وحُشْتُ الإبلَ: جمعتُها وسقتُها. والحائِشُ: جماعةُ النخلِ، لا واحد له، كما قالوا لجماعة البقر: رَبْرَبٌ. قال الأخطل: وكأنَّ ظُعْنَ الحَيِّ حائِشُ قَرْيَةٍ * دان جَنَاهُ طَيِّبُ الأَثْمارِ * وأصل الحائِشِ المجتمِع من الشجر، نخلاً كان أو غيره. يقال حَائِشُ الطَرفاءِ. وانْحاشَ عنه، أي نَفَرَ. وما ينحاش فلان من شئ، إذا لم يكترِثْ له. والحُواشَةُ ما يُسْتَحْيا منه. ويقال: حاشَ لله: تنزيهاً له. ولا يقال حَاشَ لك قياساً عليه، وإنّما يقال: حاشاكَ وحاشا لَكَ. والحوشِيُّ: الوحْشيُّ. وحوشِيُّ الكلام: وحْشِيُّه وغريبُه. ورجلٌ حوشِيٌّ: لا يُخالط الناس، وفيه حوشية. وأصل الحوش - زعموا - بلاد الجن من وراء رمل يبرين، لا يسكنها أحد من الناس.

(3/1003)


والحوش: النعم المستوحشة. ويقال: إن الابل الحوشية منسوبة إلى الحوش، وهى فحول جن تزعم العرب أنها ضربت في نعم بعضهم فنسبت إليها. ورجلٌ حوشُ الفؤاد، أي حديدُ الفؤاد. قال أبو كبير: فأَتَتْ به حوشَ الفُؤَادِ مُبَطَّناً * سُهُداً إذا ما نامَ لَيْلُ الهَوْجلِ
فصل الخاء
[خدش] الخُدوشُ: الكُدوحُ. وقد خَدَشَ وجهه يَخْدِشُهُ وخَدَّشَهُ، شدّد للمبالغة وللكثرة وخداش: اسم رجل: وهو خداش ابن زهير.
[خرش] الخَرْشُ: مِثل الخَدْشِ. وقد خرشه يخرشه، واخترشه. قال الراجز: إن الجراء تخترش * في بطن أم الهمرش * ويقال أيضا: هو يَخْرِشُ لعياله، أي يكتسب ويطلُب الرزق. وكلبُ خِراشٍ، مثل هراش. والخراش أيضا: سمة.

(3/1003)


وخرشت البعيرَ، إذا اجتذبته إليك بالمِخْراشِ، وهو المِحْجَنُ. وربَّما جاء بالحاء. والمِخْرَشُ: خشبةٌ يخطُّ بها الخَرَّازُ (1) . والخرشة بالتحريك: ذبابة. وسماك بن خرشة الانصاري. وأبو خراش الهذلى، بكسر الخاء. وأبو خراشة بالضم، في قول الشاعر: أبا خُراشَةَ أَمَّا أنت ذا نَفَرٍ * فإنَّ قَوْميَ لم تأكلهم الضبع * والخرشاء مثل الحِرباء: جِلدُ الحيَّةِ، وقِشرة البيضة العليا بعد أن تكسر ويخرج ما فيها. ثمَّ يشبّه به كل شئ فيه انتفاخ وتفتق وخروق. وقال مزرد: إذا مس خرشاء الثمالة أنفه * ثنى مشفريه للصريح فأقنعا * يعنى بها الرغوة. وقد يسمى البلغم خرشاء. يقال: ألقى خَراشِيَّ صدرِهِ. وقولهم: طلعت الشَمس في خِرْشاءَ، أي في غبرة.
[خشش] الخِشاشُ بالكسر: الذي يُدخَل في عظم أنف البعير. وهو من خشب، والبُرَةُ من صُفْرٍ، والخِزامَةُ من شَعَرٍ. الواحدة خِشاشَةٌ.
_________
(1) بعده في اللسان: " أي ينقش الجلد ".

(3/1004)


قال أبو عمرو: رجلٌ خَشاشٌ الفتح، وهو الماضي من الرجال. قال طرفة: أنا الرجل الضَرْبُ الذي تعرفونه * خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقِّدِ * وهذا قد يضم. والخشاش بالكسر: الحشرات، وقد يُفتح. والخُشَّاءُ: العظم الناتئ خلف الأذُن، وأصله الخُشَشاءُ على فُعَلاءَ فأُدغم، وهما خششاوان. ونظيره من الكلام القوباء وأصله القوباء بالتحريك. فسكنت استثقالا للحركة على الواو، لان فعلاء بالتسكين ليس من أبنيتهم. والخشاء بالفتح: أرض فيها طين وحصىً. يقال: أَنْبَطَ بئرهُ في خَشَّاءَ. والخَشَّاء أيضاً: موضع النحل والدبر. وقال ذو الاصبع: إما ترى نبله فخشرم خ‍ * شاء إذا مس دبره لكعا (1) * والخشخشة: صوت السلاح ونحوه. وقد خَشْخَشْتُهُ فَتَخَشْخَشَ. قال عَلقمة بن عَبَدة: تَخَشْخَشُ أَبْدانُ الحَديدِ عليهمُ * كما خَشْخَشَتْ يَبْسَ الحصادِ جنوب *
_________
(1) قال ابن برى: والذى في شعره مكان " إما ترى ":
فنبله صيغة كخشرم خشاء:

(3/1004)


وخششت البعير أخشه خَشَّاً، إذا جعلت في أنفه الخشاش. وخششت في الشئ: دخلت. قال زهير: ورأى العيونَ وقد ونى تقربها * ظمأى فخش بها خِلالَ الفَدْفَدِ (1) * ورجل مِخَشٌّ، أي جرئ على الليل. والخشخاش: نبت معروف. والخشخاش: أيضاً: الجماعة عليهم سلاحٌ ودروع. قال الكميت: في حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجأْواءِ إذْ رَكِبَتْ * قَيْسٌ وهَيْضَلُها الخشخاش إذ نزلوا
[خفش] الخُفَّاشُ: واحد الخَفافيش التي تطير بالليل. والخَفَشُ (2) : صِغَرٌ في العين وضَعفٌ في البصر خِلقةً. والرجلُ أَخْفَشُ. وقد يكون الخَفَشُ علة، وهو الذى يبصر الشئ بالليل ولا يبصره بالنهار، ويبصره في يومٍ غيمٍ ولا يبصره في يوم صاح.
_________
(1) في المخطوطات والديوان: " الغرقد ". والبيت في ديوانه 273 برواية " ظمأ ".
(2) خفش من باب تعب، فالذكر أخفش والانثى خفشاء، ويقال للرمد خفش استعارة. وبنو خفاش فيه ثلاث لغات أحدها بالضم والتثقيل على لفظ الطائر، والثانية بالضم والتخفيف وزان غراب، والثالثة بالكسر مع التخفيف، وزان كتاب.

(3/1005)


[خمش] الخموش: الخُدوشُ. وقال (1) : هاشِمٌ جَدُّنا فإنْ كنتِ غَضْبى * فاملئِي وجْهَكِ الجميلَ خُموشا (2) * وقد خَمَشَ وجهَه يَخْمِشُهُ ويَخْمُشُهُ. والخُماشَةُ: ما ليس له أَرْشٌ معلومٌ من الجِراحات والجِنايات. والخُماشاتُ: بقايا الذَحْلِ. والخموش بفتح الخاء: البعوض، لغة هذيل. وقال: كأن وغى الخموش بجانبيه * مآتم يلتدمن على قتيل * واحدها بقة.
[خنش] الخُنْشوشُ: بقية المال. يقال: بقي لهم خُنْشوشٌ، أي قطعة من الابل.
[خوش] الخَوْشُ: الخاصرةُ. وهما خَوْشانِ، من الانسان وغيره.
[خيش] الخَيْشُ: ثيابٌ من أردأ الكتان.
_________
(1) الفضل بن عباس.
(2) في اللسان: " خدوشا ". وفى التاج: الرواية " عبد شمس أبى ".
(127 - صحاح - 3)

(3/1005)


فصل الدال
[دبش] أرضٌ مَدْبوشَةٌ، إذا أكل الجراد نبتها. قال الراجز (1) :
في مهوئن بالدبى مدبوش (2)
[درش] الدارش: جلد معروف
[دنقش] دَنْقَشَ الرجلُ، إذا نَظَر وكسر عينيه. ودَنْقَشْتُ بين القوم: أفسدت. وربما جاء بالسين، حكاه أبو عبيد. وقال يونس لابي الدقيش: ما الدقيش؟ فقال: لا أدرى، هي أسماء نسمعها فنتسمى بها.
[دهش] دَهِشَ الرجل بالكسر يَدْهَشُ دَهَشاً: تحيّر. ودُهِشَ أيضاً فهو مدهوش. وأدهشه الله.
[ديش] الديش: ابن الهون بن خزيمة. وربما قالوه بفتح الدال. وهو أحد القارة، والآخر عضل بن الهون، يقال لهما جميعا: القارة.
_________
(1) رؤبة.
(2) قبله:
جاءوا بأخراهم على خنشوش:

(3/1006)


فصل الراء
[رشش] الرَشُّ للماء والدم والدمع. وقد رَشَشْتُ المكانَ رَشَّاً. وتَرَشَّشَ عليه الماءُ. والرَشُ: المطر القليل، والجمع رِشاشٌ. ورَشَّتِ السماءُ وأَرَشَّتْ، أي جاءت بالرِشاشِ. والرَشاشُ بالفتح: ما تَرَشَّشَ من الدم والدمع. يقال أرشت الطعنة.
[رعش] الرَعَشُ بالتحريك: الرِعدَةُ. وقد رَعِشَ بالكسر وارْتَعَشَ، أي ارتعد. وأَرْعَشَهُ الله. ورجلٌ رَعِشٌ، أي جبانٌ. ويقال ناقة رَعوشٌ، مثل رَعوسٍ، للتي يَرجُف رأسُها من الكبر. ومرعش: بلد في الثغور من كور الجزيرة. والمرعش: جنس من الحمام، وهي التي تحلِّق (1) . وبعضهم يضمُّ ميمه. ويقال: رجل رعشن، للذى يرتعش.
_________
(1) القاموس: " يحلق في الهواء ".

(3/1006)


وجمل رعشن، لاهتزازه في السير. والنون فيهما زائدة. ونعامة رعشاء.
[رقش] الرَقْشُ كالنقش. والتَرْقيشُ: النَمُّ والقَتُّ. ورَقَّشَ كلامه: زوّرَه وزخرفَه. قال رؤبة: عاذل قد أولعت بالتَرْقيشِ * إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي * وحيّةٌ رَقْشاءُ: فيها نقط سوادٍ وبياضٍ وجديٌ أَرقَشُ الأذنين، أي أذرأ. والرقشاء: شقشقة البعير والمرقش الشاعر. وهما مرقشان: الاكبر والاصغر. فأما الاكبر فهو من بنى سدوس. وسمى مرقشا لقوله:.......... كما * رقش في ظهر الاديم قلم (1) * والمرقش الاصغر من بنى سعد بن مالك. عن أبى عبيدة. ورقاش: اسم امرأة. فأهل الحجاز يبنونه
_________
(1) الدار قفر والرسوم كما * رقش في ظهر الاديم قلم:

(3/1007)


على الكسر في كل حال. وكذلك كل اسم على فعال بفتح الفاء معدول عن فاعلة، لا تدخله الالف واللام ولا يجمع، مثل قطام وحذام وغلاب. وأهل نجد يجرونه مجرى ما لا ينصرف، نحو عمر وزفر. يقولون: هذه رقاش بالرفع وهو القياس، لانه اسم علم وليس فيه إلا العدل والتأنيث. غير أن الاشعار جاءت على لغة أهل الحجاز. قال الشاعر (1) : إذا قالت حذام فصدقوها * فإن القول ما قالت حذام * وقال امرؤ القيس: قامت رقاش وأصحابي على عجل * تبدى لك النحر واللبات والجيدا * وقال النابغة: أتاركة تدللها قطام * وضنا بالتحية والسلام (2) * إلا أن يكون في آخره راء، مثل جعار اسم للضبع، وحضار اسم لكوكب، وسفار
_________
(1) النابغة الذبيانى كما في نسخة. والصواب لجيم ابن صعب، والد حنيفة وعجل ابني لجيم. وحذام: زوجه.
(2) بعده: فإن كان الدلال فلا تلحى * وإن كان الوداع فبالسلام:

(3/1007)


اسم بئر، ووبار اسم أرض، فيوافقون أهل الحجاز في البناء على الكسر (1) .
[رهش] الارْتِهاشُ: أن تصُكَّ الدابةُ بعرضِ حافرها عُرْضَ عُجايَتِها من اليد الأخرى، فربَّما أدماها، وذلك لضعف يدها. والراهِشانِ: عِرقان في باطن الذراعَين. وقال أبو عمرو: الرَواهِشُ عروقُ باطنِ الذراعِ. والرُهْشوشُ من النوق: الغزيرةُ. والرَهيشُ من النوق: القليلة لحم الظهر، عن أبى عبيد. ويقال الضعيف. قال رؤبة:
نتف الحبارى عن قرا رهيش * والرهيش أيضا: النصل الرقيق. والرَهيشُ من القِسيِّ: التي يُصيب وَترُها طائِفها. وقد ارْتَهَشَتِ القوسُ فهى مرتهشة،
_________
(1) حاشية ع كما في المخطوطة:
[رمش] رمشت الغنم: رعت شيئا يسيرا. وأنشد:
قد رمشت شيئا يسيرا فاعجل * وظبية ساجية الطرف، لا ترمش، أي لا تطرف. وأرمش الدمع: أرش.

(3/1008)


وهى التى إذا رُميَ عنها اهتزَّت فضرب وَتَرُها أبهرها. والصواب طائفها.
[ريش] الريشُ للطائر، الواحدة ريشَةٌ. ويجمع على أَرْياشٍ. والرَيْشُ بالفتح: مصدر قولك رِشْتُ السهمَ إذا ألزقتَ عليه الريشَ، فهو مَريشٌ. ومنه قولهم: " ما له أَقَذّ ولا مَريشٌ "، أي ليس له شئ. قال لبيد يصف الشيب (1) : مرط القذاذ فليس فيه مصنع * لا الريش ينفعه ولا التعقيب * ورشت فلانا: أصلحت حاله. وهو على التشبيه. قال الشاعر (2) : فَرِشْني بخيرٍ طالما قد بَرَيْتَني * وخيرُ المَوالي من يَريشُ ولا يبرى * والحارث الرائش: ملك من ملوك اليمن. والريش والرياش بمعنى، وهو اللباس الفاخر، مثل الحرم والحرام. واللبس واللباس. وقرئ: {وريشا ولباس التقوى} .
_________
(1) قال ابن برى: البيت لنافع بن لقيط الاسدي يصف الهرم والشيب، يقال سهم مرط، إذا لم يكن عليه قذذ. والقذاذ: ريش السهم، الواحدة قذة.
(2) عمير بن حباب.

(3/1008)


ويقال الريش والرياش: المال والخِصبُ والمعاشُ. وارْتاشَ فلانٌ: حسُنَتْ حاله. وقولهم: أعطاه مائةً بريشِها، قال أبو عبيدة: كانت الملوكُ إذا حبَتْ حِباءً جعَلوا في أسنمة الإبل ريشَ النعامة، ليُعرَف أنَّه حِباءُ الملك. وقال الأصمعي: يعني برحالها وكُسْوَتِها. ورُمْحٌ راشٌ، أي خَوَّارٌ (1) . وناقةٌ راشَةٌ: ضعيفةٌ.
فصل الشين
[شيش] الشيشُ والشيشاءُ: لغة في الشيص والشيصاء. وينشد: يا لك من تمر ومن شيشاء * ينشب في المسعل واللهاء * ويروى " اللهاء " بكسر اللام، جمع لهى، مثل أضى وأضاء جمع أضاءة. والتشويش: التخليط. وقد تشوش عليه الامر.
فصل الطاء
[طرش] الطَرَشُ: أهونُ الصَمَمِ، يقال هو مولد.
[طرغش] اطرغش المريض اطرغشاشا، أي اندمل.
_________
(1) شبه بالريش ضعفا.

(3/1009)


[طشش] الطَشُّ والطَشيشُ: المطر الضعيف، وهو فوقَ الرذاذِ. قال رؤبة:
وَلا جَدا وَبْلِكَ بالطَشيشِ (1) * وقد طَشَتِ السماءُ وأطَشَّتْ. وأرض مَطْشوشَةٌ.
[طمش] يقال: ما أدري أيُّ الطَمْشِ هو؟ أيْ أيُّ الناس هو. قال الراجز (2) :
وحش ولا طمش من الطموش (3)
[طيش] طاشَ السهمُ عن الهدفَ، أي عَدَلَ. وأطاشَهُ الرامي. والطَيْشُ: النزق والخفة. والرجل طياش.
فصل العين
[عرش] العَرْشُ: سريرُ الملك. وعَرْشُ البيت: سقفه.
_________
(1) في اللسان: " ولا جدا نيلك "
(2) رؤبة.
(3) قبله كما في نسخة:
وما نجا من حشرها المحشوش * وفيها زيادة: " طفش المرأة طفشا: جامعها ".

(3/1009)


وقولهم ثل عرشه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ. قال زهير: تَداركْتُما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْشُها (1) * وذُبْيانَ إذ زَلَّتْ بأقدامِها النَعْلُ * والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به. وعَرْشُ القدم: ما نتأ في ظهرها وفيه الاصابع. وعَرْشُ السِماك: أربعةُ كواكبَ صغارٍ أسفلَ من العَوَّاءِ، يقال إنَّها عَجُزُ الأسد. قال ابن أحمر (2) : باتَتْ عليه لَيْلَةٌ عَرْشِيَّةٌ * شَرِبَتْ وباتَ على نَقاً مُتَهَدِّمِ (3) * وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى. أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة. فذلك الخشبُ هو العَرْشُ ; والجمع عروش. قال الشاعر (4) : وما لمثابات العروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العروش الدعائم * والمثابة: أعلى البئر بحيث يقوم الساقى. قال الشماخ: ولما رأيت الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ * تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤاد بشمرا *
_________
(1) في اللسان والديوان:
تدراكتما الاحلاف قد ثل عرشها
(2) وذكر الفرس والثور.
(3) أي متكسر.
(4) هو القطامى عمير بن شييم.

(3/1010)


الهوية: موضع يهوى من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب. وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ. والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ. والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها. قال رؤبه: إما ترى دهرا حناني حفضا (1) * أطر الصناعين العريش القعضا * والعريش: خيمة من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ. ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلل عليها. وفى الحديث: " تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفلان (2) كافر بالعرش ". ومن قال عروش فواحدها عرش، مثل فلس وفلوس. ومنه الحديث أن ابن عمر رضى الله عنه " كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة ". وعرشت الكرم بالعروش تَعْريشاً. ويقال أيضاً: عَرَّشَ الحمار بعانَته تَعْريشاً، إذا حمل عليها ورفع رأسه وشحا فاه.
_________
(1) حفضه حفضا: حناه وعطفه. وفى المطبوعة الاولى واللسان: " خفضا " بالخاء المعجمة. صوابه في مادة (حفض) من الصحاح واللسان.
(2) في اللسان: " ومعاوية ".

(3/1010)


والعرش بالضم: أحد عُرْشَي العُنُق، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق. وأنشد الأصمعي (1) : وعَبْدُ يَغوثُ تَحْجُلُ الطَيْرُ حَوْلَهُ * قد احْتَزَّ عُرْشَيْهِ الحسام المذكر (2) * ويروى: " قد اهتذ (3) ". واعترش العنب، إذا علا على العراش (4) .
[عشش] أعْشَشْتُ القومَ، إذا نزلتَ منزلاً قد نزلوه قبلك فآذيتهم حتَّى يتحوَّلوا من أجلك. قال الفرزدق يصف القطاة: فلو تُركتْ نامتْ ولكن أعَشَّها * أذى من قِلاصٍ كالحنيِّ المُعطَّفِ * والعَشَّةُ: النخلةُ إذا قلَّ سَعَفُها ودقَّ أسفلها. وقد عَشَّشَتِ النخلةُ. وشجرةٌ عَشَّةٌ: دقيقة القضبان لئيمة المنبت.
_________
(1) لذى الرمة.
(2) بعده: لنا الهامة الاولى التى كل هامة * وإن عظمت منها أذل وأصغر
(3) اهتذ، بالذال المعجمة، أي قطع. وفى المطبوعة الاولى: " اهتز "، صوابه في اللسان.
(4) في اللسان: " اعترش العنب العريش اعتراشا، إذا علاه على العراش ".

(3/1011)


قال جرير: فما شَجَراتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ * بِعَشَّاتِ الفروعِ ولا ضَواحي * والعَشَّة من النساء: القليلة اللحم. والرجل عش. قال الراجز:
تضحك منى أن رأتنى عشا (1) * يقال عش بدنه، أي ضَمَرَ ونَحَلَ. وأعَشَّهُ الله سبحانه. وناقةٌ عَشَّةٌ، بيِّنة العَشَشِ والعشاشةِ والعُشوشةِ. وعَشَّ الرجلُ معروفهُ أي أقلَّهُ. ويقال: سقاه سَجْلاً عشا، أي قليلا. قال رؤبة:
حجاج ما سجلك بالمعشوش (2) * وعش الطائر: موضعه الذي يجمعه من دقاق العيدان وغيرها، وجمعه عِشَشَةٌ وعِشاشٌ وأعْشاشٌ وهو في أفنان الشجر، فإذا كان في جبلٍ أو جدار
_________
(1) بعده: لبست عصرى عصر فامتشا * بشاشتى وعملا ففشا * وقد أراها وشواها الحمشا * ومشفرا إن نطقت أرشا * كمشفر الناب تلوك الفرشا
(2) في اللسان: " ما نيلك ".

(3/1011)


أو نحوهما فهو وكر ووكن، وإذا كان في الارض فهو أفحوص وأدحى. وقد عشش الطائر تعشيشا، أي اتَّخذ عشًّا. وموضع كذا مُعَشَّشُ الطيور. وعَشَّشَ الخبزُ أيضاً: تكرج ويبس. وأعشاش: موضع. قال الفرزدق يخاطب نفسه: عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ * وأنْكَرْتَ من حَدْراء ما كنت تعرف * وحكى ابن الاعرابي: الاعتشاش أن يمتار القوم ميرة ليست بالكثيرة. وحكى أيضا: العشعش (1) : العش إذا تراكب بعضه على بعض.
[عطش] العَطَشُ: خلاف الريّ. وقد عَطِشَ بالكسر فهو عَطْشانٌ وقومٌ عَطْشى وعَطَاشى وعِطاشٌ. وامرأةٌ عَطْشى ونسوةٌ عِطاشٌ. وأعْطَشَ الرجل، إذا عَطِشت مواشيه. والمَعاطِشُ: مواقيت الظِمْءِ. وعطشان نطشان إتباع له، لا يفرد. قال محمد بن السرى: أصل عطشان عطشاء، مثل صحراء، والنون بدل من ألف التأنيث، يدل على ذلك أنه يجمع على عطاشى مثل صحارى. ومكانٌ عَطِشٌ وعَطُشٌ: قليل الماء.
_________
(1) ويضم كما في القاموس.

(3/1012)


والعطاش: داء يصيب الانسان يشرب الماء فلا يروى.
[عكش] عكاش: بالتشديد: اسم ماء لبنى نمير. ويقال لبيت العنكبوت: عكاشة، عن أبى عمرو. وعكش الشعر وتعكش، أي التوى وتلبد. وعكاشة بن محصن الاسدي من الصحابة. قال ثعلب: وقد يخفف.
[عكرش] العِكْرِشَةُ: الأنثى من الأرانب. وعكراش: اسم رجل.
[عمش] العَمَشُ في العين: ضعف الرؤية مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها. والرجل أعْمَشُ، وقد عَمِشَ، والمرأةُ عَمْشاءُ، بيِّنا العَمَشِ.
[عنش] عنشت الشئ: عطفته. وعانشه في القتال واعْتَنَشَهُ، أي اعتنقه. والعنشنش: الطويل.
[عيش] العَيْشُ: الحياة. وقد عاشَ الرجل مَعاشاً ومَعيشاً. وكلُّ واحدٍ منهما يصلح أن يكون مصدراً وأن يكون

(3/1012)


اسما، مثل معاب ومعيب، وممال ومميل. وأعاشه الله سبحانه عيشَةً راضية. والمَعيشةُ جمعها معايِشُ بلا همز، إذا جمعتها على الأصل. وأصلها معْيَشَة، وتقديرها مفعلة، والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة. وكذلك مكايل ومبايع ونحوها. وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مفعلة بفعيلة، كما همزت المصائب لان الياء ساكنة. وفى النحويين من يرى الهمز لحنا. والتعيش: تكلف أسباب المعيشة. وعائشة مهموز، ولا تقل: عيشة. وبنو عايش: قوم من العرب. ولا يقال: بنو عيش.
فصل الغين
[غبش] الغَبَشُ بالتحريك: البقيَّة من الليل، ويقال ظلمة آخر الليل. والجمع أغْباشٌ. قال ذو الرمّة: أغْباشَ ليلٍ تَمامٌ كان طارَقَه * تَطَخْطُخُ الغيمِ حتَّى مالَهُ جُوَبُ
[غشش] غشه يغشه غشا بالكسر. وشئ مغشوش. واستغشه خلاف استنصحه.

(3/1013)


ولقيته غشاشا بالكسر، أي على عجلة وأنشدت محمودة الكلابية: وما أنسى مقالتها غشاشا * لنا والليل قد طرد النهارا * وصاتك بالعهود وقد رأينا * غراب البين أوكب ثم طارا
[غطش] أغْطَشَ الله سبحانه الليلَ، أي أظلمه. وأغْطَشَ الليلُ أيضاً بنفسه. والغَطشَ في العين. شبه العمشِ. والرجل أغْطَشُ، وقد غَطِشَ، والمرأة غَطْشاءُ بيِّنا الغَطَشِ. والمُتَغاطِشُ: المتعامى عن الشئ. وفلاة غطشى: لا يهتدى لها. قال الاعشى: ويهماء بالليل غطشى الفلا * ة يؤنسني صوت فيادها
[غطمش] الغطمش: الكليل البصر. قال الاخفش: هو من بنات الاربعة، مثل عدبس، ولو كان من بنات الخمسة وكانت الاولى نونا لاظهرت، لئلا يلتبس بمثل عدبس.
(128 - صحاح - 3)

(3/1013)


فصل الفاء
[فتش] فتشت الشئ فتشا. وفتشته تفتيشا، مثله.
[فحش] الفحشاء: الفاحشة. وكل شئ جاوز حدَّه فهو فاحِشٌ. وقد فَحُشَ الأمر بالضم فُحْشاً، وتفاحَشَ. ويسمَّى الزِنى فاحِشَةً. وقول طرفة: أرى الموتَ يعتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي * عَقيلةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِدِّ * يعني الذي جاوزَ الحدَّ في البخل. وأفْحَشَ عليه في المنطق، أي قال الفُحْشَ، فهو فحَّاشٌ. وتَفَحَّشَ في كلامه.
[فرش] الفِراشُ: واحد الفُرُشِ. وقد يُكْنى به عن المرأة. وفَرَشْتُ الشئ أفرشه فراشا: بسطته. ويقال فَرَشَهُ أمره، إذا أوسعه إياه. وفلان كريم المفارِشِ، إذا تزوَّج كرائم النساء. والفَرْشُ: المفروشُ من متاع البيت. والفَرْشُ: الزرع إذا فرَّشَ. والفَرْشُ: الفضاء الواسع. والفَرْشُ: صغار الإبل. ومنه قوله تعالى: {ومن الانعام حمولة وفرشا} . قال الفراء: لم

(3/1014)


أسمع له بجمع. قال ويحتمل أن يكون مصدرا سمى به، من قولهم فرشها الله تعالى فرشا، أي بثها بثا. والفرش في رجل البعير: اتِّساعٌ قليلٌ، وهو محمودٌ، وإذا كثر وأفرط الرَوَحُ حتَّى اصطكَّ العُرقوبان فهو العَقَلُ، وهو مذمومٌ. قال الجعدي: مطوِيَّةِ الزَوْرِ طَيَّ البئرِ دَوْسَرةٍ * مفروشةِ الرِجلِ فَرْشاً لم يكن عَقَلا * ويقال: الفَرْشُ في الرجل، هو أن لا يكون فيها انتصاب ولا إقعاد. وافترش الشئ، أي انبسط. يقال أكمةٌ مُفْتَرِشَةُ الظَهر، إذا كانت دَكَّاءَ. وافتَرَشَهُ، أي وطِئه. وافْترش ذراعيه: بسطهما على الأرض. وافترشَ لسانه، إذا تكلَّم كيف شاء، أي بسطه. وقولهم: ما أفْرَشَ عنه، أي ما أقلع. قال الشاعر (1) : نغلوهم بقضب منحله (2) * لم تعد أن أفرش عنها الصقله *
_________
(1) هو يزيد بن عمرو بن الصعق.
(2) الذى في ياقوت. وأمثال الميداني: لم أر يوما كيوم جبله * لما أتتنا أسد وحنظله * وغطفان والملوك أزفله * نعلوهم بقضب منتخله * لم تعد أن أفرش عنها الصقله:

(3/1014)


أي أنها جدد. وتفريش الدار: تبليطها. والمُفَرِّشُ: الزرعُ إذا انبسط. وقد فَرَّشَ. تَفْريشاً. والمُفرِّشَةُ أيضاً: الشجَّة التي تصدع العظم ولا تَهْشِم. وفَراشَةُ القُفْلِ: ما ينشب فيه. يقال: أقفلَ فأفرَشَ. والفراشَةُ: كلُّ عظم رقيق. وفَراشُ الرأس: عظامٌ رقاقٌ تلي القحف. والفَراشَةُ: التي تطير وتهافتُ في السِراج. وفي المثل: " أطْيَشُ من فراشَةٍ ". والجمع فراشٌ. والفَراشُ: ما يبس بعد الماء من الطين على وجه الارض. قال ذو الرمّة يصف الحُمُر: وأبصرن أن القنع صارت نطافه * فراشا وأن البقل ذاو ويابس * وفراش النبيذ: الحبب الذى عليه، عن أبي عمرو. وكذلك حَبَبُ العَرَقِ. قال لبيد: علا المِسْكُ والديباجُ فوق نُحورِهِمْ * فَراشَ المسيح كالجمان المحبب * من رفع الفراش ونصب المسك رفع الديباج، على أن الواو للحال. ومن نصب الفراش رفعهما.

(3/1015)


وكل ذات حافرٍ فهي فَريشٌ بعد نِتاجها بسبعة أيام، والجمع فَرائشُ. وتَفَرَّشَ الطائر: رفرف بجناحيه وبسطهما. قال أبو داود يصف ربيئة: فأتانا يسعى تفرش أم ال‍ * بَيْض شَدّاً وقد تَعالى النهار
[فشش] فَشَّ الوَطْبَ يَفُشُّهُ، أي أخرج ما فيه من الريح: يقال للغضبان: " لأفُشَنَّكَ فَشَّ الوطبِ " أي لأخرجنَّ غضبك من رأسك. وربَّما قالوا: فَشَّ الرجلُ، إذا تَجَشَّأَ. والفَشُّ: سرعة الحَلَبِ. وقد فَشَشْتُ الناقةَ. وناقةٌ فَشوشٌ: منتشرة الشَخْبِ. والفَشُّ: حمل الينْبوتِ. وانْفَشَّتِ الرياحُ: خرجت عن الزِقِّ ونحوه. وانْفَشَّ الرجل عن الأمر، أي فَتَرَ وكسِلَ. وانْفَشَّ الجُرحُ: سكن ورمه، عن ابن السكيت.
[فيش] الفياش: المفاخرة. قال جرير: أيفايشون وقد رأوا حفاثهم * قد عضه فقضى عليه الاشجع * والفيش والفيشة: رأس الذكر.

(3/1015)


فصل القاف
[قرش] القَرْشُ: الكسبُ والجمعُ. وقد قرش يقرش. قال الفراء: وبه سميت قريش، وهى قبيلة، وأبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر. فكل من كان من أولاد النضر فهو قرشي، دون ولد كنانة ومن فوقه. وربما قالوا قريشي. وهو القياس. قال الشاعر: لكل (1) قريشي عليه مهابة * سريع إلى داعى الندى والتكرم * فإن أردت بقريش الحى صرفته، وإن أردت به القبيلة لم تصرفه. قال الشاعر (2) في ترك الصرف: غلب المساميح الوليد سماحة * وكفى قريش المعضلات وسادها * والتقريش: الاكتساب. وتقرشوا: تجمعوا. والتقريش، مثل التحريش، عن أبى عبيد.
_________
(1) في اللسان: " بكل " وهو الصواب. وقبله: ولكنما أغدو على مفاضة * دلاص كأعيان الجراد المنظم
(2) هو عدى بن الرقاع يمدح الوليد بن عبد الملك.

(3/1016)


والمقرشة: السنةُ المَحْل (1) . وتقارَشَتِ الرماحُ، أي تداخلت في الحرب. وأقْرَشَ به إقْراشاً، أي سعى به ووقع فيه. حكاه يعقوب.
[قشش] قَشَّ القومُ يَقِشُّونَ (2) ، أي أحيوا بعد هزال. وتقشقش المريض: برأ. قال الأصمعيّ: وكان يقال لِ‍ {قُلْ يأيها الكافرون} و {قل هو الله أحدٌ} : المُقَشْقِشَتانِ أي أنَّهما تُبْرِئانِ من النفاق. وقال أبو عبيدة: كما يُقَشْقِشُ الهِناءُ الجرب فيبرئه. وقال ابن السكيت: يقال للقَرْحِ والجُدَرِيِّ إذا يبس وتقرف، وللجرب في الإبل إذا قَفَلَ: قد تَوَسَّفَ جلده، وتقشر جلده، وتقشقش جلده. وأقش القوم: انطلقوا وجفلوا، فهم مُقِشُّونَ. والقِشَّةُ بالكسر: القِرْدَةُ. والقِشَّةُ: الصبيَّة الصغيرةُ الجثة.
[قمش] القمش: جمع الشئ من هاهنا وهاهنا. وكذلك التقميش. وذلك الشئ قماش. وقماش البيت: متاعه.
_________
(1) لان الناس عند المحل يجتمعون فتنضم حواشيهم وقواصيهم.
(2) يقشون قشوشا. ومثله فش القوم يفشون فشوشا، بالفاء بمعناه.

(3/1016)


[قنفرش] قال الاموى: القنفرش: العجوز الكبيرة، مثل الجحمرش.
[قوش] رجلٌ قوشٌ: أي صغير الجثة، وهو معرب وبالفارسية كوچك. قال رؤبة:
في جسم شخت المنكبين قوش
فصل الكاف
[كبش] الكبش: واحد الكباش والأكبش. وكبش القوم: سيدهم.
[كدش] الكَدْشُ: الخَدشُ. يقال: كَدَشَهُ، إذا خدشه. عن الاصمعي. وهو يكدش لعياله، أي يَكْدَحُ. وكَدَشْتُ من فلانٍ عطاءً، واكْتَدَشْتُ، أي أصبته منه. والكدش: السوق الشديد. والكندش: العقعق. وقال (1) يصف امرأة: منيت بزمردة كالعصا (2) * ألص وأخبث من كندش *
_________
(1) أبو الغطمش.
(2) زمردة، فارسي معرب، أي امرأة كالرجل.

(3/1017)


[كرش] الكَرِشُ لكلِّ مُجْتَرٍّ بمنزلة المعدة للإنسان تؤنِّثها العرب. وفيها لغتان كَرِشٌ وكِرْشٌ، مثل كَبِدٍ وكِبْدٍ. وكَرِشُ الرجل أيضاً: عِياله من صغار ولده. يقال: هم كَرِشٌ منثورةٌ، أي صبيان صغار. وتزوَّج فلانٌ فلانةَ فنثرَتْ له كَرِشَها وبطنَها إذا كثُر ولدها له. والكَرِشُ أيضاً: الجماعة من الناس. ومنه الحديث: " الانصار كرشى وعيبتى ". والكرشان: الازد وعبد القيس. واستكرشت الانفحة، لان الكرش تسمَّى إنْفَحَة ما لم يأكل الجديُ، فإذا أكل تسمَّى كَرِشاً. وقد استكرشت. وقول الرجل إذا كلفته أمرا: " إن وجدت إلى ذلك فاكرش ". أصله أن رجلا فصل شاة فأدخلها في كرشها ليطبخها، فقيل له: أدخل الرأس. فقال: إن وجدت إلى ذلك فاكرش. يعنى إن وجدت إليه سبيلا. وتكرش وجهه، أي تقبَّض. ابن السكيت: امرأةٌ كَرْشاءُ: عظيمة البطن. ويقال للأتان الضخمة الخاصرتَين: كَرْشاءُ. والكَرْشاءُ: القدمُ التي كثُر لحمها واستوى أخْمَصُها وقصُرت أصابعها.

(3/1017)


[كشش] كَشيشُ الأفعى: صوتها من جلدها لا من فِيها. وقد كشت تكش. قال الراجز: كأن صوت شخبها المرفض * كشيش أفعى أزمعت (1) لعض * فهى تحك بعضها ببعض * وكشكشت مثله. وكشت البقرة: صاحت. وكشيش الشراب: صوت غليانه. وكَشيشُ الزَنْدِ: صوتٌ خَوَّارٌ تسمعه عند خروج النار. وكشكشة بنى أسد: إبدال الشين من كاف الخطاب للمؤنث، كقولهم: عليش، وبش، في عليك وبك، في موضع التأنيث. قال الأصمعيّ: إذا بلغ الذَكَرُ من الإبل الهديرَ فأوَّله الكَشيشُ، وقد كَشَّ يَكِشُّ. قال رؤبة:
هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشيشِ (2) * وبعيرٌ مِكْشاشٌ. قال العنبري: في العنبريين ذوى الارياش * يهدر هدرا ليس بالمكشاش * فإذا ارتفع قليلا قيل: كت. فإذا أفصح قيل: هدر. فإذا صفا صوته قيل قرقر.
_________
(1) في اللسان: " أجمعت ".
(2) قبله:
إنى إذا جمشنى تجميشى:

(3/1018)


[كمش] الكَمْشُ: الرجلُ السريعُ الماضي. وقد كَمُشَ بالضم كَماشَةً، فهو كَمْشٌ وكَميشٌ. وكَمَّشْتُهُ تَكْميشاً: أعجلْتُه. وانْكَمَشَ وتَكَمَّشَ: أسرع. والكَمْشَةُ: الناقةُ الصغيرةُ الضرعِ. وفرسٌ كَمْشٌ وكَميشٌ: صغير الجُرْدانِ. وأكْمَشْتُ الناقةَ، أي صررت أخلافها أجمع.
فصل الميم
[محش] المَحْشُ: إحراقُ النارِ الجلدَ. وقد مَحَشْتُ جلدَه، أي أحرقته. وفيه لغة أخرى: أمْحَشْتُهُ بالنار، عن ابن السكيت. وحكى هو عن أبي صاعد الكلابيّ: أَمْحَشَهُ الحُرُّ، أي أحرقه. قال وحكى أبو عمرو: هذه سنة قد أمحشت كل شئ، إذا كانت جَدْبةً. والامْتِحاشُ: الاحتراقُ. يقال: امْتَحَشَ الخبزُ. وامْتَحَشَ فلانٌ غضباً. والمُحاشُ بالضم: المحترِقُ. يقال: خبزٌ مُحاشٌ، وشواء محاش.

(3/1018)


والمحاش بالفتح: المتاع، والاثاث، حكاه أبو عبيد. والمحاش بالكسر: القوم يجتمعون من قبائلَ، فيتحالفون عند النار. وهو في قول النابغة: جَمِّعْ مِحاشَكَ يا يزيدُ فإنَّني * أَعْدَدْتُ يربوعا لكم وتميما * ومحش الشئ: سحجه. قال أبو عمرو: يقولون مرت بى غرارة فمحشتنى، أي سحجتنى. وقال الكلابي: أقول: مرت بى غرارة فمشنتنى (1) .
[مدش] المُدْشُ: رَخاوةُ عصَب اليد وقلَّة لحمها. ورجلٌ أمْدَشُ اليد. وقد مَدِشَ مَدَشاً. وامرأةٌ مَدْشاءُ اليد.
[مرش] المرش كالخدش. قال ابن السكيت: أصابه مَرْشٌ. وهي المُروشُ، والخدوشُ، والخروش. والمَرْشُ أيضاً: الأرض التي مَرَشَ المطرُ وجهها. يقال: انتهينا إلى مرش من الامراش. والامتراش: الانتزاع. يقال: امترشت الشئ من يده، أي انتزعته.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " فمشتني " صوابه من اللسان.

(3/1019)


[مردقش] قال ابن السكيت: المردقوش: المرزنجوش. وأنشد لابن مقبل: يعلون بالمَرْدَقوشِ الوردِ ضاحيةً * على سعابيبِ ماء الضالة اللجز (1) * ويقال: هو الزعفران، وأنا أظنه معربا. ومن خفض الورد جعله من نعته. واللجز: اللزج.
[مشش] مَشَّ يدَه يَمُشُّها، أي مسحها بشئ لينظفها. يقال: أعطني مَشوشاً أمُشُّ به يدي، أي منديلاً أو شيئاً أمسح به يدي. وقال الأصمعيّ: المَشُّ مسحُ اليد بالشئ الخشن يقلع الدسم. وقال امرؤ القيس: تُمَشُّ (2) بأَعْراف الجيادِ أَكُفُّنا * إذا نحنُ قُمنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ * ومَشَشْتُ الناقة: حلبتها وتركت في الضَرع بعض اللبن. وفلانٌ يَمْتَشُّ من مال فلان، أي يصيب منه. والمُشاشَةُ: واحدة المشاش، وهى رءوس العظام اللينة التى يمكن مضغها.
_________
(1) بالزاى خطأ، وبالنون الصواب. وهو من قصيدة نونية. وقبله: من نسوة شمس لا مكره عنف * ولا فواحش في سر ولا علن
(2) في ديوانه: " نمش "، وكذا في اللسان.

(3/1019)


والمشاش أيضا: أرض لينة. قال الراجز:
راسى العروق في المشاش البجباج * وفلان طيب المشاش، أي كريم النفس. وقول أبى ذؤيب يصف فرسا: يَعْدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنَّه * صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ (1) * يعنى أنه خفيف النفس والعظام، أو كنى به عن القوائم. وتمششت العظمَ: أكلت مُشاشَهُ، أو تمَكَّكْتُهُ. والمشمش: الذى يؤكل. والمشمش أيضا بالفتح، عن أبى عبيدة. ومَشِشَتِ الدابَّة بالكسر مَشَشاً، وهو شئ يشخص في وظيفها حتى يكون له حجمٌ، وليس له صلابة العظم الصحيح. وهو أحد ما جاء على الاصل.
[ميش] المَيْشُ: خلطُ الصوف بالشَعر. قال الراجز: عاذِلَ قد أُولِعْتِ بالتَرْقيشِ * إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي قال أبو نصر: أي اخْلطي ما شئت من القول.
_________
(1) في اللسان: " يضلع " بالضاد المعجمة، وفى مادة (نهش) : " لا يظلع ".

(3/1020)


والميش: خلطُ لبن الضأن بلبن الماعز. ومِشت الخبر، أي خلطت. وقال الكسائي: أخبرتُ ببعض الخبرَ وكتمتُ بعضاً. والمَيْشُ: حلبُ نصف ما في الضرع. فإذا جاوز النصف فليس بميش. والماش حب. وهو معرب أو مولد.
فصل النون
[نأش] التَناؤُشُ بالهمز: التأخُّر والتباعد. وقد نَأشْتُ الأمرَ أنْأَشُهُ نَأشاً: أخّرته، فانْتَأَشَ. ويقال: فعله نَئيشاً، أي أخيراً. قال الشاعر (1) : تَمَنَّى نَئيشاً أن يكون أطاعَني * وقد حدثت بعد الامور أمور (2) *
_________
(1) نهشل بن حرى: ومولى عصاني واستبد برأيه * كما لم يطع فيما أشار قصير * فلما رأى ما غب أمرى وأمره * وناءت بأعجاز الامور صدور
(2) وفى اللسان:
ويحدث من بعد الامور أمور:

(3/1020)


[نبش] نَبَشْتُ البقلَ والميّتَ أنْبُشُ بالضم نَبْشاً. ومنه النَبَّاشُ. والأُنْبوشُ: أصل البقل المَنْبوشِ، والجمع الأنابيشُ. قال امرؤ القيس: كأنَّ السِباعَ فيه غَرْقى عشِيَّةً * بأرجائِهِ القُصْوى أنابيش عنصل
[نتش] نتشت الشئ بالمنتاش، وهو المنقاشُ، أي استخرجته به. ويقال: ما نَتَشْتُ من فلانٍ شيئاً، أي ما أصبت.
[نجش] نَجَشْتُ الصيدَ أَنْجُشُهُ نَجْشاً، أي اسْتثرتُهُ. والناجِشُ: الذي يحوشُ الصيد. والنَجْشُ: أن تُزايدَ في المبيع ليقع غيرك وليس من حاجتك. وفي الحديث: " لا تَناجَشوا ". ونَجَشْتُ الإبل، إذا جمعتها بعد تفرق. قال الراجز: أجرش لها يا ابن أبى كباش * فما لها الليلة من إنفاش * غير السرى وسائق نجاش * والنجاشى بالفتح: اسم ملك الحبشة. ومر فلان ينجش نجشا، أي يسرع.

(3/1021)


[نشش] نَشَّ الغديرُ يَنِشُّ نَشيشاً، أي أخذ ماؤه في النُضوب. يقال: سَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ، وهو ما يظهر من ماء السباخ فَيَنِشُّ فيها حتَّى يعود مِلْحاً. والنَشيشُ: صوت الماء وغيره إذا غلا. والنَشُّ: عشرون درهماً، وهو نصف أوقيَّة لأنَّهم يسمُّون الأربعين درهماً أوقيَّة، ويسمُّون العشرين نَشًّا، ويسمُّون الخمسة نواة. ونشنشت الجلد، إذا أسرعت سلْخَه وقطعه عن اللحم. قال الشاعر: يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكَةٌ * كما يُنَشْنِشُ كَفَّا فاتِلٍ سلبا * ويروى: " قاتل ".
[نطش] قولهم ما به نَطيشٌ، أي حراك. عن يعقوب. وعطشان نطشان، إتباع له.
[نعش] نَعَشَهُ اللهُ يَنْعَشُهُ نَعْشاً، أي رفعه. ولا يقال، أنْعَشَهُ الله. قال ذو الرمّة: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ * وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته. ونَعَشْتُ له، أي قلت له: نعشك الله.
(129 - صحاح - 3)

(3/1021)


قال رؤبة: وإن هوى العاثر قلنا دعدعا * له وعالَيْنا بتَنْعيشِ لَعا * والنَعْشُ: سرير الميِّت، سمِّي بذلك لارتفاعه. فإذا لم يكنْ عليه ميّت فهو سرير (1) . وميّتٌ مَنْعوشٌ: محمولٌ على النَعْشِ. وبناتُ نَعْشَ الكبرى: سبعةُ كواكب، أربعة منها نَعْشُ وثلاث بناتٌ. وكذلك بناتُ نَعْشَ الصغرى. وقد جاء في الشعر بنو نَعْشَ. وأنشد أبو عبيدة (2) : تمززتها والديك يدعو صباحه * إذا ما بَنو نَعْشٍ دنَوْا فَتَصَوَّبوا (3) * واتفق سيبويه والفراء على ترك صرف نعش للمعرفة والتأنيث.
[نفش] نَفَشْتُ القطن والصوف أَنْفِشُ نَفْشاً. وعِهْنٌ مَنْفوشٌ، والتَنْفيشُ مثله. وانْتَفَشَتِ الهرَّةُ وتَنَفَّشَتْ، أي ازْبَأَرَّتْ.
_________
(1) قلت: هذا مناقض لما سبق في تفسير الجنازة اهـ‍ مختار.
(2) للنابغة الجعدى.
(3) قبله: وصهباء لا يخفى القذى وهى دونه * تصفق في راووقها ثم تقطب:

(3/1022)


ونَفَشَتِ الإبل والغنم تَنْفِشُ وتَنْفُشُ نفوشا، أي رعت ليلا بلا راعٍ. ومنه قوله تعالى: {إذ نَفَشَتْ فيه غَنَمُ القوْم} . وأَنْفَشْتُها أنا: تركتها ترعى ليلاً بلا راع. قال الراجز:
فما لها الليلة من إنفاش (1) * وهى إبل نفش بالتحريك، ونُفَّاشٌ، ونَوافِشُ. ولا يكون النَفَشُ إلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهارا.
[نقش] نقشت الشئ نقشا (2) ، فهو مَنْقوشٌ. ونَقَّشْتُهُ تَنْقيشاً. ونَقْشُ العِذْقُ أيضاً: أن تضربه بالشوك حتَّى يرطِبَ. ويقال نُقِشَ العِذْقُ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا ظهرتْ به نُكتٌ من الإرطابِ. والنَقْشُ أيضاً: النَتْف بالمِنْقاشِ. والمَنْقوشَةُ: الشَجَّةُ التي تُنْقَشُ منها العظام، أي تستخرج.
_________
(1) قبله:
أجرش لها يا ابن أبى كباش * وبعده:
إلا السرى وسائق نجاش
(2) من باب نصر.

(3/1022)


والمناقشة: الاستقصاء في الحساب. وفي الحديث: " من نوقِشَ الحسابَ عُذِّبَ ". ونَقَشْتُ الشوكَة من الرجل وانتقشتها، أي استخرجتها. وقول الراجز:
نقشا ورب البيت أي نقش * قال أبو عمرو: يعنى الجماع. وانتقش البعيرُ، إذا ضرب بيده الأرضَ لشئ يدخل في رجله. ومنه قيل: " لطمه لطم المنتقش ".
[نكش] نَكَشْتُ البئرَ أنْكِشُها بالكسر، أي نَزَفْتُها. ومنه قولهم: فلانٌ بحرٌ لا يُنْكَشُ، وعنده شجاعةٌ لا تُنْكَشُ. وقال بعضهم: أتوا على عشب فنَكَشوهُ، أي أفنَوه.
[نمش] النَمَشُ بالتحريك: نُقَطٌ بيضٌ وسود. ومنه ثور نمس، وهو الثور الوحشيّ الذي فيه نُقَطٌ.
[نهش] نَهَشَتْهُ الحيَّةُ: لسعته. ورجلٌ مَنْهوشٌ، أي مجهودٌ. قال ابن الأعرابيّ: قد نَهَشَهُ الدهرُ فاحتاج.

(3/1023)


قال رؤبة: كمْ من خليلٍ وأَخٍ منهوشِ * مُنْتَعِشٍ بفضلكم منعوشِ * والنَهْشُ: النَهْسُ، وهو أخذ اللحم بمقدَّم الأسنان. قال الكميت: وغادَرْنا على حُجْرِ بن عمرٍو * قَشاعِمَ يَنْتَهِشْنَ ويَنْتَقينا * يروى بالشين والسين جميعاً. ودابَّةٌ نَهِشُ اليدين، أي خفيفٌ كأنَّه أُخذ من نَهْشِ الحية. قال الراعي (1) :
نَهْشَ اليَدَيْنِ تَخالُهُ مشكولا * وقال أبو ذؤيب: يَعْدو به نَهِشُ المُشاشِ كأنَّه * صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ
[نوش] قال ابن السكيت: يقال للرجل إذا تناول رَجلاً ليأخذ برأسه ولحيته: ناشَهُ يَنوشُهُ نَوْشاً. وأنشد (2) : فهى تنوش الحوض نوشا من عَلا * نَوْشاً به تقطع أجواز الفلا *
_________
(1) صدره:
متوضح الاقراب فيه شكلة
(2) لغيلان بن حريث.

(3/1023)


أي تتناول ماء الحوض من فوق وتشرب شربا كثيرا، وتقطع بذلك الشرب فلوات فلا تحتاج إلى ماء آخر. قال: ومنه المُناوَشَةُ في القتال، وذلك إذا تدانى الفريقان. ورجلٌ نَؤُوشٌ، أي ذو بطش. والتَناوُش: التناول. والانتياش مثله. قال الراجز:
باتت تنوش العنق انتياشا * وقوله تعالى: {وأنَّى لهم التَناوُشُ من مَكانٍ بعيد} يقول: أنى لهم تناول الإيمان في الآخرة وقد كَفروا به في الدنيا. ولك أن تهمز الواو كما يقال: {أقتت} و {وقتت} ، وقرئ بهما جميعا. ويقال: نشته خيرا، أي أنلته.
فصل الواو
[وبش] الأوْباشُ من الناس: الأخلاطُ، مثل الاوشاب. ويقال: هو جمع مقلوب من البوش. ومنه الحديث: " قد وبشت قريش أوباشا لها ".
[وتش] الوَتشُ: القليل من كلِّ شئ، مثل الوتح. وإنه لمن ونشهم، أي من رذالهم.

(3/1024)


[وحش] الوَحْشُ: الوُحوشُ، وهي حيوان البَرِّ، الواحدُ وَحْشِيٌّ. يقال حمارُ وَحْشٍ بالإضافة، وحمارٌ وَحْشِيٌّ. وأرضٌ موحوشة: ذات وحوش، عن الفراء. والوحشي: الجانب الايمن من كل شئ. هذا. قول أبى زيد وأبى عمرو. وقال عنترة: وكأنما تنأى بجانب دفها ال‍ * وحشى من هزج العشى مؤوم * وإنما تنأى بالجانب الوحشى لان سوط الراكب في يده اليمنى. وقال الراعي: فَمالَتْ على شِقِّ وَحْشِيِّها * وقد ريعَ جانِبُها الأيسرَ * ويقال: ليس من شئ يفزع إلا مال على جانبه الأيمن، لأن الدابَّة لا تُؤتى من جانبها الأيمن، وإنَّما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر، فإنَّما خوفُها منه، والخائفُ إنَّما يفرّ من موضع المخافة إلى موضع الأمن. وكان الأصمعي يقول: الوَحْشِيُّ الجانب الايسر من كل شئ. ووَحْشِيُّ القوسِ: ظهرُها. وإنْسِيُّها: ما أقبلَ عليك منها. وكذلك وَحْشِيُّ اليد والرجل وإنسيهما.

(3/1024)


والوحشة: الخلوة والهمُّ. وقد أوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ. وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أي قفر. يقال " لقيته بوحش إصمت " أي أي ببلد قفر. وتوحشت الارض: صارت وَحْشَةً. وأوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً. وأنشد الاصمعي لعباس بن مرداس: لاسماء رسم أصبح اليوم دارسا * وأوحش منها رحرحان فراكسا (1) * وأوْحَشَ المنزل أيضاً: صار كذلك وذهب عنه الناس. قال الشاعر: لمية (2) موحشا طلل * يلوح كأنه خلل * وأوحش الرجل: جاعَ. وتَوَحَّشَ الرجلُ، أي خلا بطنُه من الجوع. يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أي أخل جوفك له من الطعام. وبات فلانٌ وَحْشاً، أي جائعاً. وبتنا أوْحاشاً. وقد أوْحَشْنا منذ ليلتان، أي نفد زادنا. وقال حميد يصف ذئبا
_________
(1) ويروى:
وأقفر إلا رحرحان فراكسا
(2) في اللسان " لسلمى ". وقال ابن برى: البيت لكثير. قال: وصواب إنشاده: " لعزة موحشا "

(3/1025)


وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * ذِراعاً ولم يصبح بها وهو خاشِعُ * ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلحَقَ. وفي الحديث: " فوَحَّشوا برماحهم ". وقال الشاعر (1) :
فذَروا السِلاحَ ووَحَّشوا بالابرق * (2)
[وخش] يقال: ذاك من وَخْشِ الناس، أي من رُذالهم. وجاءني أوْخاشٌ من الناس، أي من سقاطهم. وقد وخشى الشئ بالضم وُخوشَةً ووَخاشَةً، أي صار ردِيًّا. قال الكميت: تلقى الندى ومخلدا حليفين * ليسا من الوكس ولا بوخشين * وقول الراجز (3) : جارية ليست من الوخشن * كأن مجرى دمعها المستن * قطنة من أجود القطن * أراد " الوخش " فزاد فيها نونا ثقيلة. وأوْخَشَ القومُ، أي رَدُّوا السهامَ في الرِبابة مرَّةً بعد أخرى، كأنهم صاروا إلى الوخاشة
_________
(1) هي أم عمرو بنت وقدان.
(2) صدره:
إن أنتم لم تطلبوا بأخيكم
(3) هو دهلب بن قريع.

(3/1025)


والرذالة. وأنشد أبو الجراح ليزيد بن الطَثْريَّة: وألقَيْتُ سهمي وَسْطَهم حين أوْخَشوا * فما صار لي في القسم إلا ثمينها (1)
[ورش] وَرَشَ شيئاً من الطعام وُروشاً، أي تناوله. والوارِشُ: الداخلُ على القوم وهم يأكلون ولم يُدْعَ، مثل الواغل في الشراب. والتَوْريشُ: التحريشُ. يقال: وَرَّشْتُ بين القوم وأرَّشْتُ. والوَرِشَةُ من الدوابّ: التي تَفَلَّتُ إلى الجَرْي وصاحبُها يكُفُّها. قال أبو عمرو: الوَرِشاتُ: الخِفافُ من النوق. وأنشد:
باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا (2) * والوَرَشانُ: طائرٌ، وهو ساقُ حُرٍّ. وفي المثل: " بِعِلَّةِ الوَرَشانِ تأكل رُطَبَ المُشانِ (3) ". والجمع الوَراشِينُ. ويجمع على وِرْشانٍ بكسر الواو
_________
(1) قبله: أرى سبعة يسعون للوصل كلهم * له عند ريا دينة يستدينها
(2) قبله:
يتبعن زيافا إذا زفن نجا
(3) المشان: رطب إلى السوا رقيق، يشبه الفأر شكلا. يضرب لمن يظهر شيئا والمراد منه شئ آخر. أمثال الميداني 1: 82.

(3/1026)


وتسكين الراء، مثل كروان جمع كروان على غير قياس. وورش: لقب رجل من رواة القراء.
[وشوش] رجلٌ وَشْواشٌ، أي خفيفٌ، عن الأصمعي. وأنشد:
في الرَكْبِ وَشْواشٌ وفي الحَيِّ رَفِلْ (1) * والوَشْوَشَةُ: كلام في اختلاط.
[وطش] يقال: ضربوه فما وَطَشَ إليهم تَوْطيشاً، أي لم يمدد بيده ولم يدفع عن نفسه. وسألوه فماوطش إليهم بشئ، أي لم يعطهم شيئاً. قال الفراء وَطَّشَ له، إذا هيَّأَ له وجهَ الكلام أو العمل أو الرأي. يقال: وَطِّشْ لي شيئاً حتَّى أذكره، أي افْتَحْ.
[وقش] الوقْشُ: الحركةُ ; يقال: سمعت وَقْشَهُ، أي حِسَّهُ. وتَوَقَّشَ، أي تحرك. قال الشاعر (2)
_________
(1) الرجز لجبار بن جزء أخى الشماخ. وقبله: رب ابن عم لسليمى مشمعل * يحبه القوم وتشناه الابل
(2) ذو الرمة.

(3/1026)


فدع عنك الصِبا ولَدَيْكَ هَمًّا * تَوَقَّشَ في فؤادك واختبالا (1) * ووقش أيضا: اسم رجل من الاوس. وبنو أقيش: قوم من العرب، وأصل الالف فيه واو، مثل أقتت ووقتت. وأنشد الاخفش للنابغة: كأنك من جمال بنى أقيش * يقعقع خلف رجليه بشن * أراد: كأنك جمل من جمالهم، فحذف فحذف، كما قال الله تعالى: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به} ، أي وما من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به.
فصل الهاء
[هبش] الهَبْشُ: الجمعُ والكسبُ. يقال: هو يَهْبِشُ لعياله، ويَتَهَبَّشُ فهو هَبَّاشٌ. قال رؤبة: أغْدو (2) لِهَبْشِ المَغْنَمِ المَهْبوشِ * سيداً كَسيدِ الرَدْهَةِ المبغوشِ (3) * والهُباشَةُ مثل الحُباشَةِ، وهي ما جمع من الناس والمال.
_________
(1) هما، كذا وردت المطبوعة الاولى. وفى اللسان: قال ابن برى: هذا البيت أورده الجوهرى: ولديك هم. قال: وصواب إنشاده: ولديك هما، على الاغراء. واختبالا هي في اللسان " واحتيالا ". قال: والمعنى دع عنك الصبا واصرف همتك واحتيالك إلى الممدوح.
(2) في المطبوعة: " أعدو " صوابه في المخطوطات واللسان.
(3) المبغوش: الذى أصابه البغش، وهو المطر القليل. وفى المطبوعة الاولى: " المغبوش ".

(3/1027)


[هرش] الهِراشُ: المُهارَشَةُ بالكلاب، وهو تحريش بعضها على بعض. والتَهْريشُ: التحريش. وهرشى: ثنية في طريق مكة، قريبة من الجحفة، يرى منها البحر، ولها طريقان فكل من سلكهما كان مصيبا. قال الشاعر: خذى أنف هرشى أو قفاها فإنه * كلا جانبى هرشى لهن طريق * أي للابل.
[همرش] الهمرش: العجوز الكبيرة، والناقة الغزيرة، واسم كلبة. قال الراجز: إن الجراء تخترش * في بطن أم الهمرش (1) * قال الاخفش: هو من بنات الخمسة، والميم الاولى نون مثال جحمرش، لانه لم يجئ شئ من بنات الاربعة على هذا البناء. وإنما لم يبين النون لانه ليس له مثال يلتبس به فيفصل بينهما.
[هشش] هَشَشْتُ الورقَ أهُشُّهُ هَشًّا: خبطتُهُ بعصاً ليتحاتَّ. ومنه قوله تعالى: {وأهُشُّ بها على غَنَمي} .
_________
(1) بتشديد الميم من الهمرش، وبعده:
فيهن جرو نخورش:

(3/1027)


والهشاشة: الارتياح والخفَّةُ للمعروف. وقد هَشِشْتُ بفلان بالكسر، أهَشُّ هَشاشَةً، إذا خففت إليه وارتحت له. ورجل هش بش. وشئ هش وهَشيشٌ، أي رخوٌ ليِّنٌ. وهَشَّ الخبزُ يَهِشُّ بالكسر: صار هَشًّا. ويقال للرجل إذا مُدِحَ: هو هَشُّ المَكْسِرِ، أي سهل الشأن فيما يُطلبُ عنده من الحوائج. والفرسُ الهَشُّ: خلاف الصَلودِ. وشاةٌ هشوش، إذا ثرت باللبن.
[همش] ابن السكيت: يقال للناس إذا كثروا بمكانٍ فأقبلوا وأدبروا واختلطوا: رأيتهم يَهْتَمِشونَ، ولهم هَمْشَةٌ. وكذلك الجراد إذا كان في وعاءٍ فعَلا (1) بعضُه في بعض: له هَمْشَةٌ في الوعاء. قال أبو الحسن العدويّ: اهْتَمَشَتِ الدابَّة، إذا دبت دبيبا. حكاه عنه أبو عبيد. وامرأة همشى الحديثِ، بالتحريك، وهي التي تُكثر الكلام والجلبة.
[هوش] الهَوْشَةُ: الفتنةُ والهَيْجُ والاضطرابُ. يقال: قد هوش القوم.
_________
(1) في اللسان: " فغلى ".

(3/1028)


وكذلك كل شئ خلطته فقد هوشته. قال ذو الرمة يصفُ المنازلَ وأنَّ الرياح قد خَلَّطَتْ بعض آثارها ببعض: تَعَفَّتْ لِتهْتانِ الشِتاءِ وهَوَّشَتْ * بها نائجاتُ الصيفِ شرقِيَّةً كُدْرا * وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " إيَّاكم وهَوَشاتِ الليلِ وهَوَشاتِ الأسواق ". وقول الراجز:
قد هَوَّشَتْ بُطونُها واحْقَوْقَفَتْ * أي اضطربت من الهزال. وكذلك هاشَ القومُ يَهوشونَ هَوْشاً. وقد تَهَوَّشوا. وفي الحديث: " من أصاب مالاً من مَهاوِشَ أذهبه الله في نَهابِرَ ". فالمَهاوِشُ: كلُّ مالٍ أصيب من غير حِلِّهِ، كالغصب والسرقة ونحو ذلك. ويقال للعدد الكثير: هَوْشٌ. والهُواشاتُ بالضم: الجماعات من الناس ومن الإبل إذا جمعوها فاختلط بعضها ببعض.
[هيش] قال الأصمعي: الهَيْشَةُ: الجماعةُ من الناس. والهَيْشَةُ مثل الهَوْشَةِ. وهاش القوم يهيشون هيشا، إذا تحرَّكوا وهاجوا. قال الشاعر: هِشْتُمْ علينا وكنتم تكتفون بما * نعطيكم الحق منا غير منقوص:

(3/1028)


باب الصاد:
فصل الالف:
[أجص] الاجاص دخيل، لان الجيم والصاد لا يجتمعان (1) في كلمة واحدة من كلام العرب. الواحدة إجاصة. قال يعقوب: ولا تقل إنجاص.
[أصص] الأُصُّ: الأصلُ. والأَصيصُ: الرِعدةُ. والاصيص أيضا: ما تكسر من الآنية، وهو نصف الجرة أو الخابية تزرع فيه الرياحين. وقول عديّ: يا ليتَ شِعْري وأنا ذو عَجَّةٍ (2) * متى أَرى شَرْباً حوالى أصيص * يعنى به أصل الدن. أبو عمرو: وناقة أَصوصُ، أي شديدةٌ. وقد أَصَّتْ تؤص، حكاه عنه أبو عبيد.
_________
(1) قوله لا يجتمعان الخ وكذلك القاف مع الجيم. قال م ر في الكلام عى الجص: والذى يظهر أن القاعدة أكثرية لا كلية. وذكر كلمات عربية اجتمعا فيها.
(2) قوله " ذو عجة " بفتح العين وشد الجيم، كما ضبطه م ر بقلمه. قال: وفى رواية: " ذو ضجة ".

(3/1029)


فصل الباء
[بخص] البَخَصُ بالتحريك: لحمُ القدمِ وفِرْسِنِ البعير، ولحمُ أصول الأصابع مما يلي الراحة، الواحدة بَخَصَةٌ. والبَخَصُ أيضاً: لحمٌ ناتئٌ فوقَ العينين أو تحتهما كهيئة النفخة. تقول منه: بَخِصَ الرجلُ بالكسر فهو أَبْخَصُ، إذا نَتأ ذلك منه. وبَخَصْتُ عينَه أَبْخَصُها بَخْصاً، إذا قلعتها مع شحمتها (1) . قال يعقوب: ولا تقل بخست.
[برص] البَرَصُ: داءٌ ; وهو بياضٌ. وقد بَرِصَ الرجلُ فهو أَبْرَصُ، وأَبْرَصَهُ الله. وسامُّ أَبْرَصَ من كبار الوزغ، وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس. وهما اسمان جعلا واحدا، إن شئت أعربت الاول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الاول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف. واعلم أن كل اسمين جعلا واحدا فهو على ضربين
_________
(1) وقيل بخصها بخصا: عارها. قال اللحيانى: هذا كلام العرب، والسين لغة فيه. اهـ‍. م ر.
(130 - صحاح - 3)

(3/1029)


أحدهما أن يبنيا جميعا على الفتح، نحو خمسة عشر، ولقيته كفة كفة، وهو جارى بيت بيت، وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ، وهمزة بين بين، أي بين الهمزة وحرف اللين، وتفرق القوم أخول أخول، وشغر بغر، وشذر مذر. والضرب الثاني: أن يبنى آخر الاسم الاول على الفتح، ويعرب الثاني بإعراب ما لا ينصرف، ويجعل الاسمان اسما لشئ بعينه، نحو حضرموت وبعلبك، ورامهرمز، ومارسرجس، وسام أبرص. وإن شئت أضفت الاول إلى الثاني فقلت: هذا حضرموت أعربت حضرا وخفضت موتا. وفى معدى كرب ثلاث لغات ذكرناها في باب الباء. وتقول في التثنية: هذان ساما أبرص، وفى الجمع: هؤلاء سوام أبرص، وإن شئت قلت البرصة والابارص (1) ، ولا تذكر سام. قال الشاعر: والله لو كنت لهذا خالصا * لكنت عبدا آكل الابارصا (2)
_________
(1) والابارصة أيضا.
(2) آكل فعل مضارع. وأنشده ابن جنى اسم فاعل منصوب، أراد آكلا الابارص، فحذف التنوين لالتفاء الساكنين اهـ‍. م ر.

(3/1030)


[بصص] البَصيصُ: البريقُ. وقد بَصَّ الشئ يبص: لمع. والبصاصة: العين. ويقال بَصَّصَ الجَرْوُ: فتح عينيه، مثل جصص (1) . وبصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبَهُ. والتَبَصْبُصُ: التملُّقُ (2) . وخِمْسٌ بَصْباصٌ، أي جادٌّ ليس فيه فُتور.
[بعص] تبعصص الشئ: اضطرب. قال يعقوب: يقال لِلْحَيَّةِ إذا قُتلتْ فَتَلَوَّتْ: قد تَبَعْصَصَتْ. قال العجَّاج يصف ناقته:
كأَنَّ تحتي حيَّةً تبعصص * قال أبو عبيد: البعصوصة: دويبة.
[بلص] البَلصوص: طائرٌ، والجمع البَلَنْصى على غير قياس. قال سيبويه: النون زائدة، لانك تقول للواحد البلصوص. أبو زيد: بَلأَصَ الرجلُ مني بَلْأَصَةً، بالهمز، أي فر.
_________
(1) زاد في المخطوطة: " وبصص ".
(2) قوله " التملق " هذا هر الصواب، وأما قول القاموس تبصبص الشئ تبلق، فصوابه. تبصبص، إذا تملق، كما نبه عليه م ر.

(3/1030)


[بوص] البَوْصُ: السَبْقُ والتقدُّمُ. قال امرؤ القيس أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلى إذْ نأَتْكَ تَنوصُ * فَتَقْصُرُ عنها خُطْوَةً وتَبوصُ * وخِمْسٌ بائِصٌ، أي مستعجل. ومنه قول الشاعر (1) : حتى وردن لتم خمس بائص * جدا تعاوره الرياح وبيلا * والبوص بالضم: اللون. يقال. حالَ بوصُهُ، أي تغيَّر لونه. قال يعقوب (2) : ما أحسن بوصَهُ، أي سَحْنته ولونه. والبوصيُّ: ضربٌ من سفن البحر، وهو معرب. قال الأعشى: مِثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَما * يَقْذِفُ بالبوصيِّ والماهِرِ (3) * وبوصان: بطن من بنى أسد. والبوص والبوص (4) : العجيزة. قال الاعشى
_________
(1) الراعى
(2) أي ابن السكيت.
(3) قبله: ما جعل الجد الظنون الذى * جنب صوب اللجب الماطر
(4) أي بفتح الباء وضمها.

(3/1031)


عريضة بوص إذا أدبرت * هضيم الحشاشخته المحتضن (1)
[بيص] قولم: وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ، أي في اختلاط لا محيص لهم منه. وكذلك حِيصَ بِيصَ، بكسر أوائلهما. وجعلتم الأرض عليه حَيْصَ بَيْصَ، أي ضيَّقْتُم عليه
فصل التاء
[ترص] أترصت الشئ وترصته، أي أحكمته وقوّمته، فهو متْرَصٌ وَتَريصٌ، مثل ماء مسخن وسخين، وحبل مبرم وبريم. قال ذو الاصبع العدواني يصف نبلا: ترص أفواقها وقومها * أنبل عدوان كلها صنعا (2) * وميزانٌ تَريصٌ أي مُقَوَّمٌ، وقيل محكم. وقد ترص تراصة.
_________
(1) قبله: من كل بيضاء ممكورة * له بشر ناصع كاللبن
(2) أنبلها: أحذقها بعمل النبل، وهى السهام.

(3/1031)


فصل الجيم
[جصص] الجِصُّ والجَصُّ (1) : ما يبنَى به، وهو معرب. والجصاص: الذى يتخذه. وجصص دراه، مثل قَصَّصَ. وجَصَّصَ الجروُ: فَتَحَ عينيه، مثل بصص وبصبص.
فصل الحاء
[حرص] الحِرْصُ: الجَشَعُ. وقد حَرَصَ على الشئ يحرص بالكسر، فهو حَريصٌ. والحَرْصُ: الشَقُّ. والحارِصَةُ: الشَجَّةُ التي تشقُّ الجلد قليلاً، وكذلك الحرصة. قال الراجز:
وحرصة يغفلها المأموم * وحرص القصار الثوب يحرصه، أي خَرَقه بالدقّ. والحَريصةُ والحارِصةُ: السحابةُ التي تَقْشِرُ وجهَ الأرض بمطرها.
_________
(1) الاول بالكسر وهو الافصح كما في شروح الفصيح، خلافا لابن الكيت حيث منعه، وللقاموس حيث قلله. والثانى بالفتح وإن أنكره ابن دريد، كما يفيده م ر

(3/1032)


[حريص] يقال: ما عليها حربصيصة ولا خربصيصة، أي شئ من الحلى.
[حرقص] الحرقوص: دويبة كالبرغوث (1) وربما نبت له جناحان فطار. قال الراجز: ما لقى البيض من الحرقوص * من مارد لص من اللصوص * يدخل تحت الغلق المرصوص * بمهر لا غال ولا رخيص (2) * أراد بلا مهر.
[حصص] رجلٌ أَحَصُّ بيِّن الحَصَصِ، أي قليلُ شعرِ الرأسِ. وقد حَصَّتِ البيضةُ رأسَه. قال أبو قيس ابنُ الأسلت: قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فَما * أَطْعَمُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجاعِ * وسَنَةٌ حَصَّاءُ، أي جرداءُ لا خيرَ فيها قال جرير
_________
(1) قال الازهرى: ولا حمة لها إذا عضت، ولكن عضتها تؤلم ألما لا سم فيه، كسم الزنابير اهـ‍، م ر، أي بخلاف ما في القاموس.
(2) قال ابن برى: معنى الرجز أن الحرقوص يدخل في فرج الجارية البكر. قال: ولهذا يسمى عاشق الابكار. فهذا معنى قوله " تحت الغلق المرصوص بلا مهر " اهـ‍. م ر

(3/1032)


يأوى إليكم بلا من ولا حجد * من ساقه السنة الحَصَّاءُ والذِيبُ (1) * كأنه أراد أن يقول " والضَبُعُ "، وهي السنة المجْدِبَةُ، فوضع الذيبَ موضعه لأجل القافية. والحاصَّةُ: الداء الذي يتناثر منه الشعر. وانْحَصَّ شعرهُ انْحِصاصاً، أي تناثر. وطائر أحص الجناح. قال تأبّط شرّاً: كأنَّما حَثْحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ * أو أُمّ خِشْفٍ بذي شث وطباق * والاحصان: العبدُ والحمارُ، لأنَّهُما يماشيان أثمانهما حتَّى يَهرَما فيُنْتَقَص أثمانهما ويموتا. والحِصَّةُ: النصيبُ. وأَحْصَصْتُ الرجلَ، أي أعطيتهُ نصيبَه. وتحاصَّ القومُ يَتَحاصُّونَ، إذا اقتسموا حِصَصاً. وكذلك المُحاصَّةُ. والحُصُّ بالضم: الوَرْسُ، ويقال الزعفرانُ. قال عمرو بن كلثوم: مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فيها * إذا ما الماء خالطها سخينا * والحصحص بالكسر: التراب والحجارة. وحصحص الشئ بان وظهر. يقال: الآن حصحص الحق.
_________
(1) في ديوانه:
يأوى إليك فلا من ولا جحد:

(3/1033)


والحصحصة: تحريك الشئ في الشئ حتى يستمكن ويستقرَّ فيه. وفي الحديث " أنَّ سَمُرَةَ ابن جُنْدُبٍ أُتِيَ برجل عِنِّينٍ، فاشترى له جاريةً من بيت المال وأدخلها معه ليلةً، فلمَّا أصبح قال له: ما صنعت؟ قال: فعلت حتَّى حَصْحَصْتُ فيه (1) . فسأل الجارية فقالت: لم يصنَعْ شيئاً. فقال: خَلّ سبيلَها يا مُحَصْحِصُ ". وكذلك البعيرُ إذا أثبت ركبتيه للنهوض بالثقل. قال حميد (2) : فحصحص في صم الصفا (3) ثفناته * وناء بسَلْمى نوأةً ثم صَمَّما * (4) والحصحصة: الإسراعُ في السير. الأصمعي: قَرَبٌ حَصْحاصٌ، مثل حَثْحاثٍ أي سريعٌ ليس فيه فتور. وذو الحصحاص: موضع. وأنشد أبو الغمر الكلابي لرجل من أهل الحجاز: ألا ليت شعرى هل تغير بعدنا * ظباء بذى الحصحاص نجل عيونها * يعنى نساء. والحصاص بالضم: شدة العدو وسرعته. عن الاصمعي. وقد حص يحص حصا. وفى حديث
_________
(1) في اللسان: " حتى حصحص فيها ".
(2) ابن ثور.
(3) في اللسان: " في صم الحصا ".
(4) في اللسان:
ورام القيام ساعة ثم صمما:

(3/1033)


أبى هريرة رضى الله عنه: " إن الشيطان إذا سمع الاذان مر وله حصاص ". قال حماد بن سلمة: قلت لعاصم بن أبى النجود: ما الحصاص؟ قال: أما رأيت الحمار إذا صر بأذنيه ومصع بذنبه وعدا؟ فذلك حصاصه. قال أبو عبيد: يقال هو الضراط، في قول بعضهم. قال: وقول عاصم أعجب إلى. وهو قول الاصمعي أو نحوه.
[حفص] الحَفْصُ: زَبيلٌ من جلودٍ، وولدُ الأسد أيضاً. وأمُّ حَفْصَةَ: الدجاجة. وحفصت الشئ: جمعته، حكاه ابن دريد.
[حمص] حمصَ الجرحُ يَحْمُصُ حُموصاً: سكن وَرَمُهُ، وكذلك انْحَمَصَ الجرحُ. وحمصت الارجوحة: سكنت فورتها. وحمص: بلد، يذكر ويؤنث (1) . والحمص: حبٌّ. قال ثعلب: الاختيارُ فتح الميم. وقال المبرد: هو الحِمِّصُ بكسر الميم. ولم يأت عليه من الاسماء إلا حلز وهو القصير، وجلق وهو اسم موضع بناحية الشام.
[حوص] الحَوْصُ: الخياطةُ والتضييقُ بين الشيئين.
_________
(1) في المصباح: " وحمص البلد بالصرف وعدمه ".

(3/1034)


وقد حصت عين البازى أَحوصُها حَوْصاً وحِياصَةً. وقولهم: لأَطْعَنَنَّ في حوصهم، أي لاخرقن ما خاطوا وأُفسِدَنَّ ما أصلحوا. والحائِصُ: الناقةُ التي لا يجوز فيها قضيبُ الفحل. قال الفراء: الحائِصُ مثل الرَتْقاء في النساء. والحَوَصُ بالتحريك: ضيقٌ في مُؤْخِر العين. والرجلُ أَحْوَصُ، وقد حَوِصَ (1) . ويقال بل هو الضيق في إحدى العينين. والمرأة حوصاء. ويقال: هو يحاوص فلانا، أي ينظر إليه بمؤخر عينه ويخفى ذلك. والاحوصان: أحوص بن جعفر بن كلاب واسمه ربيعة، وكان صغير العينين ; وعمرو ابن الاحوص، وقد رأس. وقول الاعشى: أتانى وعيد الحوص من آل جعفر * فيا عبد عمرو لو نهيت الاحاوصا * يعنى عبد عمرو بن شريح بن الاحوص. وعنى بالاحاوص من ولده الاحوص، منهم عوف بن الاحوص، وعمرو بن الاحوص، وشريح بن الاحوص. وكان علقمة بن علاثة
_________
(1) حوص كطرب، فهو أحوص.

(3/1034)


ابن عوف بن الاحوص، نافر عامر بن الطفيل ابن مالك بن جعفر، فهجا الاعشى علقمة ومدح عامرا، فأوعده بالقتل.
[حيص] الفراء: حاص عنه يحيص حَيْصاً (1) ، وحُيوصاً، ومَحيصاً، ومَحاصاً، وحَيَصاناً، أي عدل وحاد. يقال: ما عنه مَحيصٌ، أي مَحيدٌ ومهربٌ. والانْحِياصُ مثله. يقال للأولياء: حاصُوا عن العدوّ، وللأعداء: انهزموا. ويقال: وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ، أي في اختلاطٍ من أمرهم لا مَخرجَ لهم منه. ويقال: في ضيق وشدة. وهما اسمان جعلا واحدا وبنيا على الفتح، مثل جارى بيت بيت. وأنشد الاصمعي لامية بن أبى عائذ الهذلى: قد كنت خراجا ولوجا صيرفا * لم تلتحصنى حيص بيص لحاص (2) *. وزعم بعضهم أيضا أنهما اسمان من حيص وبوص جعلا واحدا وأخرج البوص على لفظ الحيص ليزدوجا.
_________
(1) وزاد في القاموس: " حيصة ".
(2) وحيص بيص الشاعر المشهور المعروف بابن الصيفي، واسمه سعيد بن محمد أبو الفوارس التميمي، ولقب بحيص بيص لانه رأى الناس يوما في حركة مزعجة وأمر شديد فقال: ما للناس في حيص بيص؟ فبقى هذا اللقب عليه.

(3/1035)


والحيص: الرواغ والتخلف. والبوْصُ: السبقُ والفِرارُ. ومعناه كلُّ أمرٍ يُتَخلَّفُ عنه ويُفَرُّ. وحكى أبو عمرو: وقع فلان في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحِيصٍ بيص، وحكى: إنك لتحسب على الارض حيصا بيصا. ويقال حيص بيص. قال الراجز يذكر خاطبا: صارت عليه الارض حيص بيص * حتى يلف عيصه بعيصى
فصل الخاء
[خبص] الخَبيصُ معروفٌ، والخَبيصةُ أخصُّ منه. والمِخْبَصَةُ: الملعقةُ يُعْمَلُ بها الخبيص
[خرص] الخَرْصُ: حَزْرُ ما على النَخل من الرُطَب تمراً. وقد خَرَصْتُ النخل. والاسم الخِرْصُ بالكسر. يقال: كم خِرْصُ أرضِك؟ والخَرَّاصُ: الكذَّاب. وقد خَرَصَ يَخْرُصُ بالضم خَرْصاً، وتَخَرَّصَ، أي كَذَب. وخَرِصَ الرجل بالكسر فهو خرِصٌ، أي جائعٌ مقرورٌ. ولا يقال للجوع بلا بردٍ خَرَصٌ. ويقال للبرد بلا جوع خصر.

(3/1035)


والخرص والخرص بالضم والكسر: الحلقة من الذهب والفضة ; والجمع لخرصان. قال الشاعر: عليهنَّ لُعْسٌ من ظِباءِ تَبالةٍ * مُذَبْذَبَةُ الخِرْصانِ بادٍ نُحُورُها * والخُرْصُ والخَرْصُ والخِرْصُ (1) : ما علا الجُبَّةَ من السِنانِ، عن ابن السكيت. وربما سمى الرمح بذلك. قال حميد بن ثور: يعض منها الظلف الدئيا * عض الثقاف الخرص الخطيا * وهو مثل عسر وعسر. والخرص والخِرْصُ (2) : الجريدُ من النخل. قال الشاعر (3) : تَرى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقى كأنها * تَذَرُّعُ (4) خِرْصانٍ بأيدي الشَواطِبِ * والخِرْصُ أيضاً: عُوَيْدٌ محدَّدُ الرأسِ، يُغْرَزُ في عَقْدِ السِقاءِ. ومنه قولهم: ما يَملِك فلانٌ خُرْصاً ولا خرصا، أي شيئا. قال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف مشتار العسل
_________
(1) أي بالحركات الثلاث في الخاء. ولو قال كالقاموس " مثلثة " لاستغنى عن التكرار. قاله نصر.
(2) بالضم والكسر.
(3) قيس بن الخطيم.
(4) يقال: تذرع الجريد، إذا وضعه في ذراعه فشطبه. في المطبوعة الاولى: " تدرع " بالدال المهملة، صوابه في اللسان (قصد، خرص، ذرع) .

(3/1036)


معه سِقاءٌ لا يُفَرِّطُ حملَهُ * صفن وأخراص يلحن ومسأب * والخريص: السنان. قال أبو دُواد: وتَشاجَرَتْ أَبْطالُنا (1) * بالمَشْرَفيِّ وبالخَريصِ * وماءٌ خَريصٌ مثل خَصِرٍ، أي باردٌ. قال الراجز:
مُدامَةً صرف بماء خريص * (2) والمخارص: الاسنة. قال بِشْرٌ: يَنْوي مُحاوَلَةَ القِيامِ وقد مَضَتْ * فيه مَخارِصُ كُلِّ لدن لهذم
[خربص] أبو زيد: يقال ما عليها خربصيصة، أي شئ من الحُليِّ. وقال أبو صاعدٍ الكلابيّ: ما في الوعاء
_________
(1) في اللسان: " أبطال ".
(2) قال ابن برى صواب إنشاده " مدامة صرفا " بالنصب ; لان صدره: والمشرف المشمول يسقى به * مدامة صرفا بماء خريص * وهو لعدى بن زيد. وذكر م ر لهذا الصدر عجزا آخر، وهو:
أخضر مطموثا كماء الخريص * قال: ويروى " الحريص " بالمهملة، أي السحاب. والمشرف بكسر الراء: إناء كانوا يشربون به. والمشمول: الطيب البارد. والمطموث: الممسوس.

(3/1036)


خربصيصة، أي شئ ; وكذلك في السقاء والبئر. حكاه عنه يعقوب.
[خصص] خصه بالشئ خصوصا (1) ، وخصوصية (2) والفتحُ أفصحُ، وخِصِّيصي. وقولهم: إنَّما يفعل هذا خُصَّانٌ من الناس، أي خَواصُّ منهم. واخْتَصَّهُ بكذا، أي خَصَّهُ به. والخَاصَّةُ: خلاف العامّة. والخُصُّ: البيتُ من القصب. قال الفَزاريّ: الخُصُّ فيه تَقَرُّ أَعْيُنُنا * خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ * والخَصاصَةُ والخَصاصُ: الفقرُ. والخَصاصةُ: الخَلَلُ، والثَقْبُ الصغيرُ. يقال للقمر: بَدا من خَصاصَة الغَيْمِ. ويقال للفُرجِ التى بين الاثافي: خصاص.
[خلص] خلص الشئ بالفتح يخلص خُلوصاً، أي صار خالِصاً. وخَلَصَ إليه الشئ: وصل. وخلصته من كذا تَخْليصاً، أي نجّيته فتَخَلَّصَ.
_________
(1) وزاد في القاموس " خصا ".
(2) هذه الكلمة من المخطوطة.

(3/1037)


وخُلاصَةُ السمنِ بالضم: ما خَلَص منه، لانهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق أو تمر أو أبعار غزلان، فإذا جاد وخلص من الثفل فذلك السمن هو الخلاصة والخلاص أيضا بكسر الخاء، حكاه أبو عبيد. وهو الاثر. والثفل الذى يبقى أسفل هو الخلوص، والقلدة، والقشدة، والكدادة. والمصدر منه الاخلاص. وقد أَخْلَصْتُ السمنَ. والإخْلاصُ أيضاً في الطاعة: تَرْكُ الرياء. وقد أَخْلَصْتُ لله الدينَ. وخالَصَهُ في العِشرة، أي صافاه. وهذا الشئ خالصة لك، أي خاصَّةً. وفلانٌ خِلْصي، كما تقول: خِدْني، وخُلْصاني، أي خالِصتي. وهم خُلْصاني، يستوي فيه الواحد والجماعة. واسْتَخْلَصَهُ لنفسه، أي استخصه. والخلصاء: أرض بالبادية فيها عين ماء. قال الشاعر: أشبهن من بَقَرِ الخَلْصاءِ أَعْيُنَها * وهُنَّ أَحْسَنُ من صيرانها صورا (1) *
_________
(1) الصور، بكسر الصاد: لغة في الصور بضمها. والبيت شاهد على ذلك أيضا.
(131 - صحاح - 3)

(3/1037)


وذو الخلصة بالتحريك: بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمامة، وكان فيه صنم يدعى الخلصة، فهدم.
[خلبص] خلبص الرجل: فر. قال الراجز (1) : لما رأني بالبراز حصحصا * في الارض منى هربا وخلبصا (2)
[خمص] خَمَصَ (3) الجرحُ: لغة في حمص، أي سكن ورمه. ذكره ابن السكيت في كتاب القلب والابدال. والاخمص: ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض. ورجلٌ خُمْصانٌ وخَميصُ الحَشا، أي ضامرُ البطنِ، والجمع خِماصٌ. وامرأةٌ خَميصةٌ وخُمْصانَةٌ، عن يعقوب.
_________
(1) عبيد المرى.
(2) وبعده: وكاد يقضى فرقا وخبصا * وغادر العرماء في بيت وصى
(3) خمص بطنه بثلاث لغات خمصا: خلا. وخمصت القدم خمصا من باب تعب: ارتفعت عن الارض فلم تمسها. والرجل أخمص القدم، والمرأة خمصاء، والجمع خمص.

(3/1038)


والخَمْصَةُ: الجوْعَةُ. يقال: " ليس للبِطْنَةِ خيرٌ من خَمْصَةٍ تتبعها ". والمَخْمَصَةُ: المَجاعَةُ، وهو مصدرٌ مثل المَغْضَبَةُ والمَعْتَبَةُ. وقد خَمَصَهُ الجوع خَمْصاً ومَخْمَصَةً. والخَميصةُ: كساءٌ أسودُ مربّعٌ له عَلَمانِ. فإن لم يكن مُعْلَماً فليس بِخَميصَةٍ. قال الأعشى: إذا جُرِّدَتْ يوماً حَسِبْتَ خَميصَةً * عليها وجِرْيالَ النَضيرِ الدُلامِصا * قال الأصمعي: شَبَّهَ شعرها بالخَميصَةِ، والخَميصَةُ سوداء.
[خنص] الخِنَّوْصُ: الخنزيرُ، والجمع الخَنانيصُ.
[خوص] رجلٌ أَخْوَصُ بيِّن الخَوَصِ، أي غائر العين. وقد خَوِصَ. والخُوصُ: ورقُ النخل، الواحدة خوصَةٌ. وقد أَخْوَصَتِ النخلُ. وأَخْوَصَ العَرْفَجُ، أي تفطَّر بورق. والخَوَّاصُ: الذي يبيع الخُوصَ (1) . وقولهم: تَخَوَّصْ منه، أي خذ منه الشئ بعد الشئ.
_________
(1) وكذا ناسجه اهـ‍. م ر.

(3/1038)


وخوص ما أعطاك، أي خذْه وإن قَلَّ. وقال الراجز (1) : يا ذائديها خوصا بأرسال * ولا تذوداها ذياد الضلال * أي قربا إبلكما شيئا بعد شئ، ولا تدعاها تزدحم على الحوض. والارسال: جمع رسل، وهو القطيع من الابل. وقال آخر: (2) أَقولُ للذَائِدِ خَوِّصْ بِرَسَلْ * إنِّي أخاف النائبات بالاول
[خيص] الخَيْصُ: القليلُ من النَوالِ، يقال: نلتُ منه خَيْصاً خائِصاً، أي شيئا يسيرا وخاص الشئ يخيص، أي قل.
فصل الدال
[دحص] دَحَصَ المذبوحُ برجله يَدْحَصُ دَحْصاً، أي ارتكضَ. قال علقمة: رَغا فوقهم سَقْبُ السماءِ (3) فَداحِصٌ * بشكته لم يستلب وسليب *
_________
(1) أبو النجم.
(2) زياد العنبري:
(3) المراد بسقب السماء سقب ناقة صالح عليه السلام اهـ‍. م ر.

(3/1039)


[دخرص] الدخريص: واحد دخاريص القميص (1) .
[درص (2) ] الدِرْصُ: ولدُ الفأرةِ واليربوعِ والهِرَّةِ وأشباه ذلك. وفي المثل: " ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقهُ "، أي جُحْره. يُضربُ لمن يعيا بأمره. والجمع درصة وأدراص، عن الاصمعي. وأم أدراص: اليربوع. قال طفيل (3) : فما أُمُّ أَدْراصٍ بأرضٍ مَضَلَّةٍ * بأَغْدَرَ (4) من قَيْسٍ إذا الليل أظلما
[دعص] الدِعْصُ: قطعةٌ من الرمل مستديرة. أبو زيد: أَدْعَصَ الحَرُّ فلاناً، أي قتله فماتَ (5) ، كما يقال: أهرأه البردُ. والدَعْصاءُ: الأرضُ السهلةُ تَحْمَى عليها الشمسُ، فتكون رمضاؤها أشد من غيرها.
_________
(1) وهو ما يوصل به البدن ليوسعه.
(2) قوله " درص " سقط قبله مادة. دخصت الجارية كمنع، دخوصا: امتلات شحما ولحما. وهى موجودة في بعض النسخ. ويدل على ثوبتها كتابة القاموس لها بالاسود كما أفاده. م ر.
(3) قال الصاغانى: وليس البيت لطفيل وإنما هو لعمرو ملاعب الالسنة اهـ‍. ونقل م ر قولين آخرين فانظره.
(4) في المطبوعة الاولى: " بأعذر " صوابه من اللسان.
(5) هذه الكلمة من المخطوطة.

(3/1039)


[دعمص] الدُعْموصُ: دُوَيْبَّةٌ تغوص في الماء، والجمع الدَعامِصُ أيضاً. قال الأعشى (1) : فما ذَنْبُنا إنْ جاشَ بَحْرُ ابنِ عَمِّكُمْ * وبَحْرُكَ ساجٍ لا يوارى الدعامصا * ودعيميص الرمل: اسم رجل كان داهيا، يضرب به المثل يقال: هو دعيميص هذا الامر، أي عالم به.
[دغص] دغصت الابل بالكسر تدغص دغصا، إذا امتلأت بطونُها من الكلأ حتَّى منعها ذلك أن تَجْتَرَّ. وهي تَدْغَصُ بالصِلِّيانِ من بين الكلأ. والداغِصَةُ: العظمُ المدوَّرُ الذي يتحرك على رأس الركبة.
[دلص] الدَليصُ والدِلاصُ: الليِّنُ البرّاقُ. يقال: درعٌ دِلاصٌ وأدرعٌ دِلاصٌ، الواحد والجمع على لفظ واحد. وقد دَلَصَتِ الدرعُ بالفتح تَدْلُصُ، ودَلَّصْتُها أنا تَدْليصاً. قال الشاعر (2) : إلى صَهْوةٍ (3) تتلو مَحالاً كأنَّه * صَفاً دَلَّصَتْهُ طَحْمَةُ السيلِ أَخْلَقُ *
_________
(1) يهجو علقمة بن علانة.
(2) ذو الرمة.
(3) في الاساس: " تحدو ".

(3/1040)


والدُلامِصُ: البَرَّاقُ، والدُلَمِصُ مقصورٌ منه، والميم زائدة. وكذلك الدمالص والدملص. واندلص الشئ من يدى، أي سقط. والدلوص، مثال الخنوص: الذى يدلص. قال الراجز: بات يضوز الصليان ضوزا * ضوز العجوز العصب الدلوصا * فجاء بالصاد مع الزاى (1) .
[دمص] الدِمْصُ بكسر الدال: كلُّ عِرْقٍ من الحائط ما خلا العرقَ الأسفل فإنه رِهْصٌ. والأَدْمَصُ: الذي رَقَّ حاجبُه من أُخُرٍ وكَثُفَ من قُدُمٍ، أو رَقَّ من رأسه مواضعُ وقلَّ شعره. والدومص: بيضة الحديد.
[ديص] داصَ يَديصُ دَيَصاناً، أي راغَ وحادَ. قال الراجز: إنَّ الجَوادَ قد رأى وبِيصَها * فأَيْنما داصَتْ يَدِصْ مَديصَها * وَداصَتِ السلْعةُ - وهي الغُدّة - إذا حرَّكتَها بيدك فجاءت وذهبت. ووجل دياص، إذا كان لا يقدر عليه.
_________
(1) وهو ما يسمونه بالاكفاء.

(3/1040)


والدائص: اللص، والجمع الداصة، مثل قائد وقادة، وذائد وذادة. والاندياص: انسلال الشئ من اليد. ويقال: انداص فلانٌ علينا بشرِّه، وإنَّه لمُنْداصٌ بالشر.
فصل الراء
[ربص] التَرَبُّصُ: الانتظار. والمُتَرَبِّصُ: المحتكِرُ. ولي في متاعي رُبْصَةٌ أي لى فيه تربص.
[رخص] الرُخْصُ: ضدُّ الغَلاء. وقد رَخُصَ السعرُ، وأَرْخَصَهُ اللهُ فهو رخيص. وارتخصت الشئ: اشتريته رخيصا. وارْتَخَصَهُ، أي عَدَّهُ رَخيصاً. والرُخْصَةُ في الأمر: خِلاف التشديد فيه. وقد رُخِّصَ له في كذا تَرْخيصاً، فَتَرَخَّصَ هو فيه، أي لم يَسْتَقْصِ. والرَخْصُ بالفتح: الناعمُ. يقال: هو رَخْصُ الجسد بيِّن الرخوصة والرخاصة، عن أبى عبيد.
[رصص] رصصت الشئ أرصه رصا، أي ألصقت بعضَه ببعض ومنه بنيان مرصوص. وكذلك الترصيص.

(3/1041)


والترصيص: أيضاً أن تَنْتَقِبَ المرأةُ فلا يُرَى إلاّ عيناها. وتَراصَّ القومُ في الصفِّ، أي تلاصَقوا. والرَصاصُ بالفتح معروف، والعامة تقوله بكسر الراء. وشئ مرصص: مطلى به.
[رعص] الارْتِعاصُ: الاضطرابُ. قال الأصمعي: يقال ارْتَعَصَتِ الحيَّةُ، إذا ضُرِبَتْ فلوت ذنبها، مثل تبعصصعت. قال العجاج: أنى لا أسعى إلى داعيه * إلا ارتعاصا كارتعاص الحية
[رفص] الرُفْصَةُ: الماءُ يكون. نَوْبَةً بين القوم، وهو قلبُ الفُرصةِ. وهم يترافصون الماء، أي يتناوبونه. أبو زيد: ارْتَفَصَ السعرُ، أي غلا. حكاه عنه أبو عبيد. ولا تقل ارتقص.
[رقص] رقص يرقص رقصا، فهو رقاص. ورَقَصَ الآلُ: اضطرب. ورَقَصَ الشراب: أخَذَ في الغليان. ورَقَّصَتِ المرأةُ ولدَها تَرْقيصاً وأَرْقَصَتْهُ، أي نَزَّتْه. وأَرْقَصَ الرجُل بعيرَه، أي حَمَله على الخبب.

(3/1041)


[رمص] أبو زيد: رَمَصَ الله مُصيبَتك يَرْمُصُها رَمْصاُ، أي جَبَرَها. ورَمَصْتُ بينهم، أي أصلحتُ ورَمَصَتِ الدجاجة، أي ذرقت. قال ابن السكيت: يقال قَبَحَ الله أمَّا رَمَصَتْ به! أي ولدتْه. والرَمَصُ بالتحريك: وسخٌ يجتمع في الموقِ فإن سالِ فهو غَمَصٌ، وإن جمد فهو رَمَصٌ. وقد رَمَصتْ عينه بالكسر. والرجل أرمص.
[رهص] الرهص، بالكسر: العرق الاسفل من الحائطِ. يقال: رَهَصْتُ الحائطَ بما يقيمه. أبو عبيد: الرَواهِصُ: الصُخورُ المتراصفة الثابتة. والمَرْهَصَةُ بالفتح: الدَرَجة والمرتَبَةُ. قال الأعشى: رَمى بك في أُخْراهُمُ تَرْكُكَ العُلى * وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَراهِصا * والرَهْصَةُ: أن يَدوَى باطنُ حافر الدابّة من حَجَرٍ تطؤه، مثل الوقْرَةِ. قال الشاعر (1) :
كبزغ البيطر الثقف رهص الكوادن (2) *
_________
(1) الطرماح.
(2) وصدره:
يساقطها تترى بكل خميلة:

(3/1042)


قال الكسائي: يقال منه رَهِصَتِ الدابةُ بالكسر رَهَصاً، وأَرْهَصَها الله، مثل وَقِرَتْ وأَوْقَرَها الله. ولم يَقُلْ رُهِصَتْ فهي مَرْهوصَةٌ ورَهيصٌ. وقد قاله غيره. والرَهْصُ: العصرُ الشديدُ. يقال: رَهَصَني فلانٌ بحقِّه، أي أخذني أخذا شديدا.
فصل الشين
[شحص] قال الكسائي: إذا ذهب لبنُ الشاة كلُّه فهي شَحْصٌ بالتسكين، الواحدة والجمع في ذلك سواء. وكذلك الناقة. حكاه عنه أبو عبيد. وقال الاصمعي: هي الشحص بالتحريك. وأنا أرى أنهما لغتان، مثل نهر ونهر، لاجل حرف الحلق. وقال العدبس: الشحص: التي لم يُنْزَ عليها قطُّ. والعائِطُ: التي قد أُنزِيَ عليها فلم تحمل.
[شخص] الشَخْصُ: سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد. يقال: ثلاثة أَشْخُصٍ، والكثير شُخوصٌ وأَشْخاصٌ وشَخُصَ الرجلِ بالضم، فهو شخيصٌ، أي جِسيمٌ والمرأةُ شَخيصَةٌ. وشَخَصَ بالفتح شُخوصاً، أي ارتفع. يقال: شَخَصَ بصرهُ، فهو شاخِصٌ، إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف.

(3/1042)


ويقال للرجل إذا ورد عليه أمرٌ أقلقه شُخِصَ به. وشَخَصَ من بلدٍ إلى بلدٍ شُخوصاً، أي ذهب. وأَشْخَصَهُ غيره. وقولهم: نحن على سفر قد أَشْخَصْنا، أي حان شُخوصُنا. وأَشْخَصَ الرامي، إذا جاز سهمُه الغرضَ من أعلاه. وهو سهمٌ شاخِصٌ. قال أبو عبيد: يقال أَشْخَصَ فلانٌ بفلان وأشخس به، إذا اغتابه. حكاه عنه يعقوب.
[شصص] الشص والشص: شئ يصاد به السَمَكُ. ويقال لِلِّصِّ الذي لا يرى شيئاً إلا أتى عليه: شِصٌّ من الشُّصوصِ. والشَصوصُ بالفتح: الناقةُ القليلةُ اللبَنِ، والجمع الشَصائِصُ. قال الشاعر (1) : أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وَأَنْ * أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلاَ * وقد شَصَّتِ الناقةُ تشص شصوصا (2) ، وكذلك أشصت بالالف. ويقال ناقةٌ شُصُصٌ، للتي ذهب لبنُها، يستوى فيه الواحدة والجمع.
_________
(1) حضرمى بن عامر. وكان له تسعة أخوة ماتوا وورثهم.
(2) وزاد في القاموس: وشصاصا.

(3/1043)


ويقال نفى الله عنك الشَصائِصَ، أي الشدائد. وشَصَّتْ معيشتُهم شُصوصاً. وإنَّهم لفي شَصاصاءَ (1) ، أي في شدَّةٍ. قال الكسائي: لقيتُ فلاناً على شصاصاء، أي على عجلة، قال الراجز: نحن نتجنا ناقة الحجاج * على شصاصاء من النتاج
[شقص] الشقص: القطعة من الارض، والطائفة من الشئ. والشقيص: الشريك. يقال: هو شقيصى، أي شريكي في شِقْصٍ من الأرض. والمِشْقَصُ من النصال: ما طالَ وَعَرُضَ. وقال الشاعر:
سهام مشاقصها كالحراب
[شمص] شَمَصَ الدوابَّ شُموصاً: ساقها سوقا عنيفا. وأنشد:
وحث بعيرهم حاد شموص (2) *
_________
(1) والشصاصاء: الجدب والقحط. عن كتاب ليس. وفى القاموس: السنة الشديدة، والمركب السوء.
(2) في اللسان: " وساق بعيرهم ".

(3/1043)


[شنص] فرسٌ شَناصٌ، أي طويلٌ، وشناصى أيضا. مثل دو ودوى، وقعسر وقعسرى، ودهر دوار ودوارى. قال الراجز (1) :
وشناصى إذا هيج طمر (2)
[شوض] الشوص: الغسل والتنظيف. يقال هو يَشوصُ فاهُ بالسِواكِ. والشَوْصَةُ: ريحٌ تعتقب في الأضلاع. وقال جالينوسُ: هو ورمٌ في حجاب الأضلاع من داخلٍ. قال أبو عمرو: رجل أَشْوَصُ إذا كان يضرب جفن عينيه كثيرا.
[شيص] الشيصُ والشيصاءُ: التمرُ الذي لا يشتدُّ نواهُ، وإنما يَتَشَيَّصُ إذا لم تلقح النخل.
فصل الصاد
[صيص] قال الاموى: الصيص في لغة بلحارث بن كعب: الحشف من التمر. والصيصُ والصيصاءُ: لغةٌ في الشيص والشيصاء.
_________
(1) هو الشاعر المرار بن منقذ. من قصيدة له في المفضليات.
(2) صدره:
شندف أشدف ما روعته:

(3/1044)


والصيصاء أيضا: حَبُّ الحنظلِ الذي ليس في جوفه لب. وأنشد أبو نصر لذى الرمة: بأرجائه القردان هزلى كأنها * نوادر صيصاء الهبيد المحطم (1) * والصيصية: شوكة الحائك التي يُسوِّي بها السَداةَ واللُحمةَ (2) قال دُرَيد بن الصِمَّة: فجئتُ إليها والرماحُ تَنوشُهُ * كوَقْعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ * ومنه صَيصِيَةُ الديك التي في رجليه. وصَياصي البقَرِ: قرونها. وربما كانت تركَّب في الرماح مكانَ الأسِنَّة. والصَياصي: الحصون.
فصل العين
[عرص] العَرْصَةُ: كلُّ بُقعةٍ بين الدُورِ واسعةٍ ليس فيها بناءٌ، والجمع العراص والعرصات.
_________
(1) وقبله كما في نسخة: إذا سمعت وطئ الركاب تنغشت * حشاشاتها في غير لحم ولا دم * وكائن تخطت ناقتي من مفازة * إليك ومن أحواض ماء مسدم
(2) قال ابن برى: حق صيصية الحائك أن تذكر في المعتل لان لامها ياء لا صاد اهـ‍. م‍ ر.

(3/1044)


ولحم معرص، أي مُلْقًى في العَرْصَةِ (1) للجُفوفِ. قال الشاعر (2) : سيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ * وماءُ قُدورٍ في القصاع مشيب * ويروى بالضاد " معرض ". والعراص (3) : السحاب ذو الرعد والبرق. قال (4) : يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ ويَنْفَحُه * حَفيفُ نافِجَةٍ عُثْنُونها حَصِبُ (5) * قال أبو زيد: يقال عَرَصَتِ السماء تَعرِصُ عَرصاً، أي دام برقها. أبو عمرو: رمحٌ عرَّاصٌ، إذا كانَ لَدْنَ المَهَزَّةِ. وأنشد: من كُلِّ أَسْمَرَ عراص مهزته * كأنه برجا عادية شطن *
_________
(1) قوله في العرصة. وقال الليث: المعرص الذى يلقى في الجمر فيختلط بالدماء ولا يجود نضجه، فإذا غيبته في الجمر فهو المملول، فإذا شويته فوق الجمر فهو المفئود. وإذا شويته على حجارة أو مقلى فهو المضهب. والمحنوذ: المشوى بالحجارة المحماة خاصة. اهـ‍ م س.
(2) المخبل أو السليك.
(3) العراص والعرات: المضطرب. والنافجة: أول ريح تبدو بشدة.
(4) ذو الرمة يصف ظليما.
(5) رواية م ر " ويطرده " بدل " ينفحه ". وقال: يرقد أي يسرع في عدوه. وعثنونها: أولها. وحصب بكسر الصاد: يأتي بالحصباء.

(3/1045)


قال: وكذلك السيف. وأنشد (1) : من كُلِّ عَرَّاصٍ إذا هُزَّ اهتزع * مثل قدامى النسر ما مس بَضَعْ * والعَرَصُ، بالتحريك: النشاطُ. وعَرِصَ الرجل بالكسر: نشط. عن الفراء. وعرص البيت أيضا: خبثت ريحه من الندى.
[عرفص] العِرْفاصُ: السَوْطُ الذي يُعاقِب به السلطان.
[عصص] العصعص، بالضم: عجب الذنب، وهو عظمه. يقال: إنَّه أول ما يَخْلَقُ وآخر ما يَبْلى.
[عفص] العِفاصُ: جلدٌ يُلْبَس رأس القارورة. وأما الذي يدخل في فمها فهو الصمام. وقد عفصت القارورة: شددت عليها العِفاصَ. وأعفَصْتها، إذا جعلت لها عفاصا. والعنفص، بالكسر: المرأة البذية القليلة الحياء. قال الأعشى: ليستْ بسوداَء ولا عِنْفِصٍ * تُسارقُ الطَرْفَ إلى داعر * والعفص: الذي يتخذ منه الحِبرُ، مولَّدٌ وليس من كلام أهل البادية
_________
(1) لابي محمد الفقعسى.
(132 - صحاح - 3)

(3/1045)


ويقال: طعامٌ عَفِصٌ وفيه عُفُوصَةٌ، أي تقبض.
[عقص] العَقيصَةُ: الضفيرةُ. يقال لفلان عَقيصَتانِ. وعَقْصُ الشعرِ: ضَفْرُهُ ولَيُّهُ على الرأس. قال أبو عبيد: ولهذا قول النساءِ: لها عِقْصَةٌ. وجمعها عقص وعقاص. مثل رهمة ورهم ورهام. وأنشد لامرئ القيس: غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٍ إلى العُلى * تَضِلُّ العِقاصُ في مثنًى ومُرسَلِ * ويقال: هي التي تتَّخذ من شعرها مثل الرمَّانة. وكلُّ خُصلة منه عَقيصَةٌ. والجمع عِقاصٌ (1) وعَقائِصُ. وتيسٌ أعْقَصُ بيِّن العَقَصِ، وهو الذي التوى قرناه على أذنيه من خلفه. والعَقِصُ: رملٌ متعقِّدٌ لا طريقَ فيه. قال الراجز: كيف اهتدتْ ودونها الجَزائِرُ * وعَقِصٌ من عالجٍ تياهِرُ * والعَقِصُ أيضاً: البخيل والسيئ الخلق. وقد عقص بالكسر عَقَصاً. والمِعْقَصُ: السهم المعوجُّ. قال الشاعر (2)
_________
(1) وزاد في القاموس: عقص.
(2) الاعشى.

(3/1046)


ولو كنتم تمرا لكنتم حُشافَةً (1) * ولو كنتمُ سهماً لكنتم معاقصا
[علص] العِلّوْص: وجعٌ في البطن، مثل العلوز.
[عنص] يقال في أرض بنى فلان عَناصٍ من النبت، وهو القليل المتفرِّق وما بقي من ماله إلا عَناصٍ، وذلك إذا ذهب معظمه وبقي نبذٌ منه، وبقيت في رأسه عَناصٍ، إذا بقي في رأسه شَعَرٌ متفرِّقٌ في نواحيه. قال أبو النجم: إن يمس رأسي أشمط العناصى * كأنما فرقه مناصى * الواحدة عنصوة، وهى فعلوة بالضم. وبعضهم يقول عنصوة وثندوة وإن كان الحرف الثاني منهما نونا، ويلحقهما بعرقوة وترقوة وقرنوة.
[عوص] اعْتاصَ عليه الأمر، أي التوى. واعْتاصَتِ الناقةُ، إذا ضربها الفحلُ فلم تحمِل ولا علَّة بها. وشاةٌ عائِصٌ، إذا لم تحمل أعواماً. وأعْوَصَ بالخصم، إذا لوى عليه أمره.
_________
(1) في اللسان: " جرامة " أي تمرا مجروما. والحشافة: أردأ التمر.

(3/1046)


والعويص من الشعر: ما يصعُب استخراج معناه. والكلمةُ العَوْصاءُ: الغريبةُ. يقال: قد أعْوَصْتَ يا هذا. وقد عوص الشئ، بالكسر. والعوصاء: الشدة. وفلان يركب العَوْصاءَ، أي يركب أصعبَ الامور.
[عيص] العيص: الشجر الكثير الملتف. والمنبت معيص. والعيص: الاصل. والاعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الاكبر. وهم أربعة: العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
فصل الغين
[غصص] الغُصَّةُ: الشَجى، والجمع غُصَصٌ. والغَصَصُ بالفتح: مصدر قولك غَصِصْتَ يا رجل تَغَصُّ، فأنت غاصٌّ بالطعام وغَصَّانُ. وأغْصَصْتُهُ أنا. والمنزل غاصٌّ بالقوم، أي ممتلئٌ بهم.
[غفص] غافصتُ الرجلَ، أي أخذته على غرة.

(3/1047)


[غمص] غَمِصَهُ يَغْمِصَهُ غَمَصاً واغْتَمَصَهُ، أي استصغره ولم يره شيئاً. يقال غَمَصَ (1) فلان النعمة، إذا لم يشكرها. وغَمَصْتُ عليه قولاً قاله، أي عِبته. ويقال للرجل إذا كان مطعوناً عليه في دينه: إنه لمغموص عليه. والغمص في العين: ما سال من الرَمَصِ. وقد غَمِصَتْ عينه بالكسر غَمَصاً. والغُمَيْصاءُ: إحدى الشعرَيينِ، ويقال لها الغَموصُ أيضاً، وهي التي في الذراع. تزعم العرب أن الشعريين أختا سهيل، فالعبور تراها (2) إذا طلعت كأنها تستعبر، والغميصاء لا تراها فقد بكت حتى غمصت. والغميصاء أيضا: موضع.
[غوص] الغَوْصُ: النزول تحت الماء. وقد غاصَ في الماء. والهاجمُ على الشئ غائص. والغواص: الذى يَغوصُ في البحر على اللؤلؤ. وفعله الغياصة.
_________
(1) غمص كضرب وسمع وفرح.
(2) في المخطوطات: " فالعبور تراه "، " والغميصاء لا تراه ".

(3/1047)


فصل الفاء
[فحص] الفحص: البحث عن الشئ. وقد فَحَصَ عنه، وتَفَحَّصَ، وافْتَحَصَ، بمعنًى. وربَّما قالوا فَحَصَ المطرُ الترابَ: قَلَبَهُ. والأُفْحوصُ: مَجْثِمُ القَطاةِ لأنَّها تَفْحَصُهُ. وكذلك المَفْحَصُ. يقال: ليس له مَفْحَصُ قطاةٍ. وفي الحديث: " فَحَصوا عن رُؤوسِهِمْ " كأنَّهم حلقَوا وسطها وتركوها مثل أفاحيصِ القطا.
[فرص] الفُرْصَةُ: الشِربُ والنوبَةُ. يقال: وجد فلان فُرْصَةً، أي نُهْزَةً. وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر، أي نوبتك. وبنو فلان يتفارصون بئرَهم، إذا كانوا يتناوبونها. وانتهز فلانٌ الفُرْصَةَ، أي اغتنمها وفاز بها. وأفْرَصَتْني الفُرْصَةُ، أي أمكنتني. وأفْرَصْتُها: اغتنمتها. والفَريصُ: الذي يفارِصُكَ في الشِرْبِ والنوبةِ. والفَرْصُ، بالفتح: القطعُ. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الذي يُقطع به الفضة. قال الاعشى:

(3/1048)


وأدفع عن أعراضكم وأعيركم * لسانا كمفراص الخفاجى ملحبا * وقد يكون الفرص الشق. يقال: فَرَصْتُ النعلَ، إذا خرقت أذنيها للشِراكِ. والفُرْصَةُ: الريح التي يكون منها الحَدَبُ. وفُرافِصَةُ: الأسد. وبه سمى الرجل فرافصة. والفرصة بالكسر: قطعة قطن، أو خرقة تَمَسَّحُ (1) بها المرأة من الحيض. قال الأصمعيّ: " الفَريصَةُ اللحمة بين الجنب والكتف، التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابَّة، وجمعها فَريصٌ وفَرائِصُ. وفَريصُ العنقِ: أوداجُها، الواحدة فَريصَةٌ عن أبي عبيدة. تقول منه: فَرَصْتُهُ، أي أصبت فَريصَتَهُ. قال: وهو مقتل. وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنى لاكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته (2) يضربها " قال: كأنه أراد عصب الرقبة وعروقها، لانها هي التى تثور في الغضب.
[فصص] فَصُّ الخاتم: واحد الفُصوصِ، والعامة تقول فص بالكسر
_________
(1) في اللسان: " تتمسح ".
(2) مريته تصغير المرأة.

(3/1048)


قال ابن السكيت: كلُّ ملتقى عظيمين فهو فَصٌّ، يقال للفرس: إنَّ فُصوصَهُ لَظِماءٌ، أي ليست برهلةٍ كثيرة اللحمِ. وفَصُّ الأمرِ: مَفْصِله، قال الشاعر: ورُبَّ امْرِئٍ خِلتَهُ مائقاً (1) * ويأتيك بالأمر من فصه * والفصفصة بالكسر: الرطبة، وأصلها بالفارسية " إسفست ". قال النابغة يصف فرسا (2) : وقارفت وهى لم تجرب وباع لها * من الفصافص بالنمى سفسير * النمى: الفلوس. وفص الجرح فصيصا: لغة في فزَّ، أي نَدِيَ وسالَ. وفصصْتُ كذا من كذا وافْتَصَصْتُهُ، أي فصلته وانتزعته، فانْفَصَّ أي انفصل. وقال الفراء: أفْصَصْتُ إليه من حقِّه شيئاً، أي أخرجت. وما اسْتَفَصَّ منه شيئاً، أي ما استخرج.
_________
(1) في اللسان " تزدريه العيون ".
(2) الصواب أنه لاوس يصف ناقة. اهـ‍ م ر. ثم قال: والرطبة من علف الدواب، أي بفتح الراء، وتسمى القت.

(3/1049)


[فيص] المفاوصة في الحديث: البيان. يقال ما أفاصَ بكلمةٍ. قال يعقوب: أي ما تخلَّصها ولا أبانها. قال: ويقال: والله ما فِصتُ، كما تقول: والله ما برِحت. ويقال: قبضتُ على ذنَب الضبّ فأفاصَ من يدي حتَّى خلَّص ذنبه. قال الأصمعيّ: قولهم: ما عنه مَحيص ولا مَفيص، أي ما عنه مَحيدٌ. وما استطعت أن أفيص منه، أي أحيد. وقول امرئ القيس: منابته مثل السدوس ولونه * كشوك السيال فهو عذب يفيص (1) * قال الاصمعي: ما أدرى ما يفيص. وقال غيره: هو من قولهم فاصَ في الأرض، أي قَطَرَ وذهب. يقال: ما فِصْتُ، أي ما برحت.
فصل القاف
[قبص] القَبْص (2) : التناول بأطراف الأصابع. ومنه قرأ الحسن: " فَقَبَصْتُ قَبْصَةً من أثر الرسول ".
_________
(1) الضمير في منابته للثغر. وروى " يفيص " بضم الياء من الافاصة. يقال: أفاص الكلام: أبانه. قال ابن برى: فيكون يفيص على هذا حالا، أي هو عذب في حال كلامه اهـ‍. م ر.
(2) قبص كضرب.

(3/1049)


والقبص، بالتحريك: وجعٌ يصيب الكبد عن أكل التمر على الريق ثمَّ يشرب عليه الماء. قال الراجز: أرفقة تشكو الجحاف والقبص * جلودهم ألين من مس القمص * تقول منه: قبص الرجل، بالكسر. والقَبَصُ أيضاً: الخفَّة والنشاط، عن أبى عمرو. وقد قبص الرجل فهو قَبِص. والقَبَصُ أيضاً: مصدر قولك هامةٌ قَبْصاءٌ، أي ضخمة مرتفعة. قال الراجز:
بهامة قبصاء كالمهراس * والقِبْص بالكسر: العدد الكثير من الناس: قال الكميت: لكم مسجِدا اللهِ المَزُورانِ والحَصى * لكم قِبْصُهُ من بين أثرى وأقترا * والمقبص (1) : الحبل الذي يمدُّ بين يدي الخيل في الحلبة. ومنه قولهم: أخذته على المقبص. والقبيصة: ما تناولته بأطراف أصابعك. وقبيصة أيضا: اسم رجل، وهو إياس بن قبيصة الطائى.
_________
(1) قوله المقبص، أي كمجلس، كذا ضبطوه في نسخ الصحاح. ويقال كمنبر أيضا كما في م ر.

(3/1050)


[قرص] القَرْصُ بالإصبعين. وقد قَرَصَهُ يقرصه بالضم قرصا. وقرص البراغيث: لسعها. والقارِصَةُ: الكلمة المؤذية. قال الشاعر (1) : قَوارِصُ تَأتيني وتَحْتَقِرونها * وقد يَمْلأُ القَطْرُ الإناَء فيُفْعَمُ * وفي الحديث أن امرأةً سألته عن دمِ المحيض فقال: " اقْرُصيهِ بماءٍ "، أي اغسليه بأطراف أصابعك. ويروى " قَرِّصيهِ " بالتشديد. قال أبو عبيد: أي قَطِّعيهِ به. والقُرْصُ بالضم والقُرْصَةُ من الخبز. وجمع القُرْصِ قِرَصَةٌ وأقراص، مثل غصن وغصنة وأغصان، وجمع القرصة قرص، مثل صبرة وصبر. وقرصت المرأة العجين تَقرُصُهُ قَرْصاً، وقَرَّصَتْهُ تَقْريصاً، أي قطعته قُرْصَةً قُرْصَةً. والتشديد للتكثير. وقُرْصُ الشمس: عينُها. والقارِصُ: اللبن الذي يَحْذي اللسان. وفي المثل: " عَدا القارِصُ فَحَزَرَ " أي جاوز إلى أن حَمِضَ. يعني تفاقم الأمر واشتدّ. والقُرَّاصُ البابونج، وهو نَوْرُ الأقحُوان إذا يبس، الواحدة قراصة. عن أبى عمرو.
_________
(1) الفرزدق.

(3/1050)


[قرفص] القَرْفَصَةُ: أن تجمع الإنسان وتشدَّ رجليه ويديه. قال الشاعر: ظلَّتْ عليه عُقابُ الموتِ ساقطةً * قد قَرْفَصَتْ روحه تلك المخاليبُ * والقُرْفُصاءُ: ضربٌ من القعود، يمدُّ ويقصر. فإذا قلت قعد فلانٌ القُرْفُصاء (1) ، فكأنَّك قلت: قعد قعوداً مخصوصاً، وهو أن يجلس على أليَتيه ويُلْصِقَ فخذيه ببطنه ويحتبيَ بيديه يضعُهما على ساقيه، كما يُحتبى بالثوب، تكون يداه مكان الثوب. عن أبى عبيد. وقال أبو المهدى: هو أن يجلس على ركبتيه منكبًّا ويُلصقَ بطنه بفخذيه ويتأبَّط كفَّيه، وهى جلسة الاعراب. وأنشد: لو امتخطت وبرا وضبا * ولم تنل غير الجمال كسبا * ولو نكحت جرهما وكلبا * وقيس عيلان الكرام الغلبا * ثم جلست القرفصا منكبا * تحكى أعاريب فلاة هلبا * ثم اتخذت اللات فينا ربا * ما كنت إلا نبطيا قلبا *
_________
(1) القرفصى مثلثة القاف والفاء مقصورة، والقرفصاء، والقرفصاء بضم القاف والراء على الاتباع.

(3/1051)


[قرمص] (1) قال ابن السكيت: القَراميصُ: حُفَرٌ صغارٌ يستكِنُّ فيها الإنسان من البرد، الواحدة قرموص. قال الشاعر: جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا * يا ويح كفى من حفر القراميص
[قرنص] باز مقرنص، أي مقتنى للاصطياد. وقد قرنصته، أي اقتنيته.
[قصص] قَصَّ أثرَه، أي تتبَّعه. قال الله تعالى: {فارتدا على آثارِهما قَصَصاً} . وكذلك اقْتَصَّ أثرَه، وتَقَصَّصَ أثرَه. والقِصَّةُ: الأمرُ والحديث. وقد اقْتَصَصْتُ الحديث: رويته على وجهه. وقد قَصَّ عليه الخبرَ قَصَصاً. والاسمُ أيضاً القَصَصُ بالفتح، وُضِعَ موضع المصدر حتَّى صار أغلبَ عليه. والقِصَصُ، بكسر القاف: جمع القصة التى تكتب.
_________
(1) في القاموس: القرمص، والقرماص: حفرة واسعة الجوف ضيقة الرأس يستدفئ بها الصرد وفى الاساس: وقرمص الرجل وتقرمص: دخل في القرموص.

(3/1051)


والقصاص: القَوَدُ. وقد أقَصَّ الأميرُ فلاناً من فلان، إذا اقْتَصَّ له منه فجرحه مثل جرحه، أو قتَلَه قَوَداً. واسْتَقَصَّهُ (1) : سأله أن يُقِصَّهُ منه. وتَقاصَّ القومُ، إذا قاصَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبَه في حسابٍ أو غيره. ويقال: ضربه حتَّى أقَصَّهُ من الموت، أي أدناه منه. وقال الفراء: قَصَّهُ الموتُ وأقَصَّهُ بمعنًى، أي دنا منه. وكان يقول: ضربه حتَّى أقَصَّهُ الموت. وقَصَصْتُ الشَعرَ: قطعته. وطائرٌ مَقْصوصُ الجناح. والمِقَصُّ: المقراضُ، وهما مِقَصَّانِ. قال الأصمعي: قُصاصُ الشَعْرِ حيث تنتهي نبتَتُهُ من مقدّمه ومؤخّره. وفيه ثلاث لغاتٍ: قُصاصُ وقَصاصٌ وقِصاصٌ، والضم أعلى. قال ابن السكيت: القَصيصَةُ: نبتٌ يخرج إلى جانبه الكمأةُ، والجمع قَصيصٌ. وقد أقَصَّتِ الأرضُ، أي أنبتته. ويقال أيضاً: أقَصَّتِ الشاة والفرس
_________
(1) قوله واستقصه سأله الخ فالسين والتاء للطلب. وأما قول القاموس: واقتص فلانا سأله الخ. فهو وهم نبه عليه شارحه

(3/1052)


استبان حملهما، فهى مقص من خيل مقاص، عن الاصمعي (1) . والقصيصة من الإبل: الزاملةُ يُحْمَلُ عليها الطعامُ والمتاعُ لضعفها. والقَصُّ: رأس الصدر، يقال له بالفارسية " سَرْسينَه ". وكذلك القَصَصُ للشاة وغيرها. ومنه قولهم: هو ألْزَمُ لك من شُعَيْراتِ قَصِّكَ (2) . والقَصَّةُ: الجِصُّ، لغةٌ حجازيةٌ. وقد قَصَّصَ دارَهُ، أي جصصها. وفى الحديث: " الحائض لا تغتسل حتى ترى القصة البيضاء "، أي حتى تخرج القطنة أو الخرقة التى تحتشى بها كأنها قصة لا يخالطها صفرة ولا ترية (3) . والقصة بالضم: شعر الناصية. وقال يصف فرسا
_________
(1) وقال ابن الاعرابي: لقحت الناقة، وحملت الشاة، وأقصت الفرس والاتان، في أول حملها، وأعقت في آخره، إذا استبان حملها اهـ‍. م ر.
(2) أي أنه لا يفارقك ولا تستظيع أن تلقيه عنك. يضرب لمن ينتفى من قريبه ولمن أنكر حقا يلزمه من الحقوق ا. م ر.
(3) الترية كعنية: ما تراه الحائض عند الاغتسال، وهو الشئ الخفى السير أقل من الصفرة والكدرة اهـ‍. قاموس.

(3/1052)


له قصة فشغت حاجبي‍ * هـ والعين تبصر ما في الظلم * ورجل قصقصة بالضم، أي قصيرٌ غليظٌ مع شدَّة. وجملٌ قُصاقِصٌ، أي عظيمٌ، وأسدٌ قَصاقِصُ بالفتح، وهو نعتٌ له في صوته. وحَيَّةٌ قَصاقِصُ أيضاً، وهو نعت لها في خبثها.
[قعص] يقال: ضربه فأقْعَصَهُ، أي قتله مكانه. والقَعْصُ: الموتُ الوَحِيُّ. يقال: مات فلانٌ قَعْصاً، إذا أصابته ضربةٌ أو رميةٌ فمات مكانه. وفي الحديث: " منْ قُتِلَ قَعْصاً فقد استوجب المآبَ (1) ". والقُعاصُ: داءٌ يأخذ الغنم لا يُلْبِثُها أن تموت. وفي الحديث: " وموتانٌ يكون في الناس كقُعاصِ الغنمِ ". وقد قعصت فهى مقعوصة.
[قفص] أبو عمرو: قَفَصْتُ الظبيَ قَفْصاً، إذا شددتَ قوائمه وجمعتَها. حكاه عنه أبو عبيد. والقَفَصُ بالتحريك: واحد الأقْفاصِ التي للطير.
_________
(1) قال ابن الاثير: أراد حسن المرجع بعد الموت اهـ‍. وقال الازهرى: عنى قوله تعالى " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " فاختصر. اهـ‍ م ر بتصرف.

(3/1053)


[قلص] قلص الشئ يقلص قلوصا: ارتفع. يقال: قَلَصَ الظلُّ. وقَلَصَ الماء، إذا ارتفع في البئر، فهو ماءٌ قالِصٌ وقَلاَّصٌ وقَليصٌ. قال امرؤ القيس: فأَوْرَدَها من آخرِ الليلِ مَشْرَباً * بَلاثِقَ خُضْراً ماؤُهُنَّ قليص * وقال الراجز: يا ريها من بارد قلاص * قد جم حتى هم بانقياص * وهى قلصة البئر، ويجمع قلصاتٍ للماء الذي يَجِمُّ فيها ويرتفع. وقَلَصَ وقَلَّصَ وتَقَلَّصَ، كله بمعنى انضمَّ وانزوى. يقال: قَلَصَتْ شَفَتُهُ، أي انزوتْ. وقَلَصَ الثوب بعد الغسل. وشفةٌ قالِصَةٌ وظلٌّ قالِصٌ، إذا نقص. قال ابن السكيت: يقال أقْلَصَ البعير، إذا ظهر سَنامُه شيئا. وأقْلَصَتِ الناقة، إذا سمِنتْ في الصيف. وناقة مقلاص، إذا كان ذلك السمن إنَّما يكون منها في الصيف. وفرسٌ مُقَلِّصٌ بكسر اللام: مُشْرِفٌ، أي مُشَمِّرٌ طويل القوائم. قال بشر: يُضَمَّرُ بالأصائلِ فهو نَهْدٌ * أقب مقلص فيه اقورار * (133 - صحاح - 3)

(3/1053)


والقلوص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء. وجمع القَلوصِ قلص وقلائص، مثل قدوم وقدم وقدائم. وجمع القلص قلاص، مثل سلب وسلاب (1) . وأنشد أبو عبيدة:
على قلاص تختطي الخطائطا (2) * وقال العدوى: القلوص أول ما يركب من إناث الابل إلى أن تثنى، فإذا أثنت فهى ناقة. والقعود: أول ما يركب من ذكور الابل إلى أن يثنى، فإذا أثنى فهو جمل. وربَّما سَمُّوا الناقة الطويلة القوائم قَلوصاً. والقَلوصُ أيضاً: الأنثى من النعام من الرئال (3) .
[قمص] قَمَصَ الفرسُ وغيره يَقْمُص ويَقْمِصُ قَمْصاً وقُماصاً، أي اسْتَنَّ، وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معاً ويعجنَ برجليه. يقال هذه دابّةٌ فيها قِماصٌ. وفي المثل: " ما بالعَيْر من قِماصٍ "، وهو الحمار. يُضْرَبُ لمن ذَلَّ بعد العز.
_________
(1) فيه أن السلاب، بوزن ثياب، وهى لباس المأتم السود، جمعها سلب ككتب. والقلاص هنا: جمع القلص، وقد نبه على ذلك مترجمه فانظره
(2) وبعده:
يشدخن بالليل الشجاع الخابطا
(3) قوله من الرئال عبارة القاموس: " ومن الرئال " بواو العطف. وعبارة اللسان: " القلوص من النعام الانثى الشابة من الرئال مثل قلوص الابل " أي فهو مجاز، وحكى ابن خالويه أن القلوص ولد النعام حفانها ورئالها اهـ‍ م ر باختصار.

(3/1054)


ويقال للفرس: إنه لقامص العرقوب، وذلك إذا شنح نساه فَقَمَصَتْ رجله. وقَمَصَ البحرُ بالسفينة، إذا حرَّكها بالموجِ. والقَميصُ: الذي يُلْبَس. والجمع القُمْصانُ والأقْمِصَةُ. وقَمَّصَهُ قميصا فتقمصه، أي لبسه.
[قنص] القانِصُ ": الصائدُ. وكذلك القَنيصُ والقنَّاصُ. والقَنيصُ أيضاً: الصيدُ، وكذلك القنص بالتحريك. وبنو قنص بن معد: قوم درجوا. والقنص بالتسكين: مصدر قَنَصَهُ، أي صاده. واقْتَنَصَهُ، أي اصطاده. وتَقَنَّصَهُ، أي تصيَّده. والقانِصَةُ: واحدة القوانِصِ، وهي للطير بمنزلة المصارين لغيرها.
[قيص] قَيْصُ السِنِّ: سقوطَها من أصلها. قال أبو ذؤيب: فِراقٌ كَقَيْصِ السِنِّ فالصَبْرَ إنَّهُ * لكلِّ أُناسٍ عَثْرَةٌ وجُبورُ * ويروى بالضاد المعجمة. قال الأمويّ: انْقاصَتِ البئرُ: انهارتْ. وقال الأصمعيّ: المُنْقاصُ: المُنْقَعِرُ من

(3/1054)


أصله. والمنقاض، بالضاد المعجمة: المنشقُّ طولاً. وقال أبو عمرو: هما بمعنى واحد (1) . ومقيص ابن صبابة (2) ، بكسر الميم: رجل من قريش قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح.
فصل الكاف
[كرص] الكريص: الاقط.
[كصص] الكَصيصُ: الرِعدَةُ، ويقال الحركةُ والالتواء من الجهد. ومنه قولهم: أفلت وله كصيص وأصيص وبصيص. قال أبو عبيدة: هو الرعدة ونحوها. والكصيصة: الحبالة التى يصاد بها الظبى.
_________
(1) قلت: وبهما قرئ " جدارا يريد أن ينقاص " بالصاد والضاد المخففتين، نقله الازهرى اهـ‍. مختار.
(2) القاموس: " ومقيص بن صبابة صوابه بالسين ووهم الجوهرى ". قال في الوشاح: تعاقب السين والصاد أمر شائع، بل متواتر، كالصراط، خصوصا إذا اجتمعت مع القاف في كلمة كما هنا. قال النووي في التهذيب: قال الخليل رحمه الله: كل صاد تجئ قبل القاف، وكل سين تجئ قبل القاف فللعرب فيه لغتان، منهم من يجعلها سينا ومنهم من يجعلها صادا، لا يبالون متصلة كانت بالقاف أو منفصلة، بعد أن تكون في كلمة واحدة، إلا أن الصاد في بعضها أحسن والسين في بعضها أحسن. وخطيب مسقع، بالسين أحسن، والصاد جائز.

(3/1055)


فصل اللام
[لحص] قال الأصمعيّ: الالْتِحاصُ مثل الالتِحاجِ. يقال: الْتَحَصَهُ إلى ذلك الأمر والْتَحَجَهُ، أي ألجأهُ إليه واضطره. وأنشد لامية بن أبى عائذ الهذلى: قد كنت خراجا ولوجا صيرفا * لم تلتحصنى حيص بيص لحاص * ولحاص فعال من التحص، مبنية على الكسر وهو اسم للشدة والداهية، لانها صفة غالبة، كحلاق: اسم للمنية. وهى فاعلة تلتحصنى. وموضع حيص بيص نصب على نزع الخافض. يقول: لم تلتحصنى، أي لم تلجئنى الداهية إلى ما لا مخرج لى منه. وفيه قول آخر: يقال: التحصه الشئ، أي نشب فيه، فيكون حيص بيص نصبا على الحال من لحاص. والالتحاص أيضا: الانسداد. يقال: الْتَحَصَتِ الإبرةُ، أي انسدَّ سَمُّها. واللحيصُ: الضيِّقُ. قال الراجز: قد اشْتَرَوْا لي كَفَناً رَخيصا * وبوَّءوني لحدا لحيصا
[لخص] التَلخيصُ: التبيينُ والشرحُ. واللَخَصُ: أن يكون الجفنُ الأعلى لَحيماً. وقد لَخِصَ الرجلُ فهو ألْخَصٌ.

(3/1055)


وضرع لخيص، بكسر الخاء، أي كثير اللحم لا يكاد اللبن يخرج منه إلا بشدة.
[لصص] اللِصُّ: واحد اللُصوصِ. واللُصُّ بالضم: لغةٌ فيه. ولِصٌّ بيِّن اللُصوصيَّةِ، وهو يَتَلَصَّصُ. وأرضٌ مَلَصَّةٌ: ذاتُ لُصوصٍ. والأَلَصُّ: المتقارب المنكبين يكادان يمسَّان أُذنيه. والأَلَصُّ أيضاً: المتقاربُ الأضراسِ. وفيه لَصَصٌ. والتَلْصيصُ في البنيان: لغةٌ في الترصيصِ.
[لوص] فلانٌ يُلاوِصُ الشجر، أي ينظر كيف يأتيها لقَلْعها. ويقال: أَلاصَهُ على كذا، أي أداره (1) على الشئ الذى يرومه. وفى الحديث: " هي الكلمة التى ألاص عليها النبي صلى الله عليه وسلم عمه " يعنى أبا طالب.
فصل الميم
[محص] مَحَصُ الظبيُ يَمْحَصُ، أي يعدو. ومَحَصَ المذبوحُ برجله، مثل دحص.
_________
(1) قوله أي أداره، عبارة القاموس: أداره على الشئ وأراده منه.

(3/1056)


ومحصت الذهب بالنار، إذا خلَّصته ممَّا يشوبه. والتَمْحيصُ: الابْتِلاءُ والاختِبارُ. والمُمْحوصُ والمَحيصُ: الشديدُ الخَلْقِ من الابل.
[مصص] مصصت الشئ بالكسر أمصه مَصًّا، وكذلك امتَصَصْتُهُ. والتَمَصُّصُ: المَصُّ في مهلة. وأمصصته الشئ فمصه. وقولهم يا مصَّانُ، وللأنثى يا مصَّانَةُ: شتمٌ تقوله لمن تُمِصُّه، أي يا ماص كذا من أمه. ولا تقل يا ماصان (1) . قال الشاعر (2) : فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها * فما خفضت (3) إلا ومصان قاعد * ويقال أيضا: رجل مصان: إذا كان يرضع الغنم من لؤمه، عن أبى عبيد. والمصمصة مثل المَضْمَضَةُ، إلا أنَّه بطرف اللسان، والمَضْمَضَةُ بالفم كلِّه. وفرق ما بينهما شبيهٌ بفرقِ ما بين القبضة والقبصة.
_________
(1) في المطبوعة: " يا مصان " صوابه في المخطوطة واللسان.
(2) هو زياد الاعجم.
(3) في اللسان: " فما ختنت ".

(3/1056)


وفى الحديث: " كنَّا نتوضَّأُ مما غَيَّرَتِ النارُ ونُمَصْمِصُ من اللبن ولا نُمَصْمِصُ من التمر ". ويقال: مَصْمَصَ إناءه، إذا غسله. والماصة: داء يأخذ الصبى. والمصوص، بفتح الميم: طعام. والعامة تضمه. والمصاص: خالص كل شئ. يقال: فلان مصاص قومه، إذا كان أخلصهم نسَباً، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنَّث. والمصاص أيضا: نبات. وفرس ورد مصامص، إذا كان خالصا في ذلك. ومصيصة: بلد بالشأم، ولا تقل مصيصة بالتشديد.
[معص] أبو عمرو: المَعَصُ بالتحريك: التواءٌ في عَصَبِ الرِجلِ، كأنَّه يقصُر عصبُها فتتعوَّج قدمُه ثم يسوِّيه بيده. وقد مَعِصَ فلانٌ بالكسر يمعص معصا. وفى الحديث: " شكا عمرو بن معدى كرب إلى عمر رضى الله عنه المعص، فقال: كذب عليك العسل "، أي عليك بسرعة المشى. وهو من عسلان الذئب.

(3/1057)


[مغص] قال ابن دريد: إبل أمْغاصٌ، إذا كانت خِياراً، لا واحد لها من لفظها. وقال ابن السكيت: المَغَصُ (1) : خيارُ الإبل. قال: الواحدة مغصة. قال الراجز: أنتم وهبتم مائة جرجورا * أدما وحمرا مغصا خبورا * قال: والمغص، بالتسكين: تقطيع في المِعى (2) ووجعٌ. والعامة تقول مغص بالتحريك. وقد مغض الرجل فهو ممغوص.
[ملص] المَلَصُ بالتحريك: الزَلَقُ. وقد ملص الشئ من يدى بالكسر يَمْلَصُ. ورِشاءٌ مَلِصٌ، إذا كانت الكفُّ تَزلَقُ عنه ولا تَستمكن من القبض عليه. قال الراجز يصف حبل الدلو: فر وأعطاني رشاء ملصا * كذنب الذئب يعدى هبصا * وانملص الشئ: أفلت، وتُدغم النون في الميم. وأمْلَصَتِ المرأةُ بولدها، أي أسقطت. والتَمَلُّصُ: التخلُّصُ: يقال: ما كدت أتملص من فلان.
_______________
(1) هو بالتحريك، وبالاسكان لغة
(2) في المطبوعة " المعاء " صوابه في اللسان والمخطوطات.

(3/1057)


وسير إمليص، أي سريعٌ. وجاريةٌ ذات شِماصٍ وملاص.
[موص] المَوْصُ: الغَسْلُ. وقد مُصْتُ الشئ، أي غسلته. والمواصة: الغسالة.
فصل النون
[نحص] النَحوصُ: الأتانُ الحائلُ. قال ذو الرمّة: يَحْدو (1) نَحائِصَ أشباهاً مُحَمْلَجَةً * وُرْقَ السَرابيلِ في ألوانها خَطَبُ (2) * والنُحْصُ بالضم: أصلُ الجبلِ. وفي الحديث: " يا ليتني غودِرْتُ مع أصحاب نُحْصِ الجبل ". قال أبو عبيد: النُحْصُ: أصل الجبل وسفحه. وأصحاب النحص، هم قتلى أحد، أو غيرهم.
[نخص] نخصَ الرجلُ، بالخاء المعجمة، ينْخُص بالضم، أي خَدَّدَ وهُزِلَ كِبَراً. وانْتَخَصَ لحمُه، أي ذهب. وعجوزٌ ناخِصٌ: نَخَصَها الكِبرُ وخَدَّدَها
_________
(1) في اللسان: " يقرو ": ويروى: " يتلو " و " يقلو ".
(2) في اللسان:
قودا سماحيج في ألوانها خطب:

(3/1058)


[نشص] نشص يتشص وينشص نشوصا: ارتفع. يقال: نَشَصَتْ ثَنِيَّتُهُ، أي ارتفعت عن موضعها. حكاه يعقوب. ونشصت عن بلدي، أي انزعجتُ ; وأَنْشَصْتُ غيري. قال أبو عمرو: أَنْشَصْناهُمْ عن منزلهم: أزعجناهم. ونَشَصَ الوترُ: ارتفع. ونَشَصَتِ المرأة من زوجها، مثل نَشَزَتْ، فهي ناشِصٌ وناشِزٌ. والنَشاصُ، بالفتح: السحابُ المرتفعُ. قال بشر: فلمَّا رَأَوْنا بالنِسارِ كأنَّنا * نَشاصُ الثريا هيجته جنوبها
[نصص] قولهم: نَصَصْتَ ناقتي، قال الأصمعيُّ: النَّصُّ السيرُ الشديدُ حتَّى يستخرج أقصى ما عندها. قال: ولهذا قيل نصصت الشئ: رفعته. ومنه مِنَصَّةُ العروسِ. ونَصَصْتُ الحديث إلى فلان، أي رفعته إليه. وسيرٌ نَصٌّ ونَصيصٌ. ونَصَصْتُ الرجلَ، إذا استقصيت مسألته عن الشئ حتَّى تستخرج ما عنده. ونَصُّ كل شئ: منتهاه. وفى حديث على

(3/1058)


رضى الله عنه: " إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ "، يعني منتهى بلوغ العقل. ونصنص البعير، مثل حصحص. ويقال: نصنصت الشئ: حركته. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه حين دخل عليه عمر رضي الله عنه وهو يُنَصْنِصُ لسانَهُ ويقول: هذا أوردني المواردَ. قال أبو عبيد: هو بالصاد لا غير. قال: وفيه لغة أخرى ليست في الحديث: نضنضت، بالضاد المعجمة.
[نعص] ناعص: اسم رجل، والعين غير معجمة.
[نغص] نَغَّصَ الله عليه العيشَ تَنْغيصاً، أي كدَّره. وقد جاء في الشعر نَغَّصَهُ، وأنشد الأخفش (1) : لا أرى الموتَ يَسْبِقُ الموتَ شئ * نغص الموت ذا الغنى والفقيرا * قال: فأظهر الموت في موضع الاضمار، وهذا كقولك: أما زيد فقد ذهب زيد، وكقوله تعالى: {ولله ما في السموات وما في الارض وإلى الله ترجع الامور} فثنى الاسم (2) وأظهره. وتنغصت عيشته، أي تكدرت.
_________
(1) لعدى بن زيد، وقيل لسوادة بن زيد بن عدى
(2) أي ذكره ثانية.

(3/1059)


ونَغِصَ الرجلُ بالكسر يَنْغَصُ نَغَصاً، إذا لم يتمَّ مراده. وكذلك البعير إذا لم يتمَّ شُربه. قال لبيد: فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها * ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدخال
[نفص] أَنْفَصَتِ الشاةُ ببوْلِها: أخرجته دُفْعَةً دُفْعَةً، مثل أوزعتْ. قال الأصمعيّ: النُفاصُ: داءٌ يأخذ الشاة فتنفص بأبوالها أي تدفعه دفعا حتى تموت، حكاه عنه أبو عبيد. وأنفص بالضحك (1) ، أي أكثر منه. والنُفْصَةُ: دُفْعَةٌ من الدم. قال الشاعر:
ترى الدماء على أكنافها نفصا (2)
[نقص] نقص الشئ نقصا ونقصانا، ونَقَصْتُهُ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانتقص الشئ، أي نقص. وانتقصته أنا. واستنقص المشترى الثمن، أي استحَطَّ. والمَنْقَصَةُ: النَقْصُ. والنَقيصَة: العيبُ، وفلان يَتَنَقَّصُ فلاناً، أي يقع فيه ويثلبه.
_________
(1) وفى الضحك أيضا.
(2) في اللسان:
ترمى الدماء على أكتافها نفصا

(3/1059)


[نكص] النكوص: الاحجام عن الشئ. ويقال: نكص على عقبيه ينكص وينكص، أي رجع.
[نمص] النَمْصُ: نتفُ الشَعْرِ. وقد تَنَمَّصَتِ المرأةُ ونَمَّصَتْ أيضاً، شدِّد للتكثير. قال الراجز: يا ليتها قد لبست وصواصا * ونمصت حاجبها تنماصا (1) * والنامصة: المرأة التى تزين النساء بالنمص. والمنمص والمنماص: المنقاش. والنمص بالكسر: ضرب من النبت. والنَميصُ: النبتُ الذي قد أُكِلَ ثم نبتَ. قال الشاعر امرؤ القيس: ويَأْكُلْنَ من قَوٍّ لَعاعاً ورِبَّةً * تَجَبَّرَ بعد الاكل وهو نميص (2)
[نوص] قال الفراء: النوص: التأخر. وأنشد لامرئ القيس
_________
(1) وبعده:
حتى يجيئوا عصبا حراصا
(2) في اللسان: " فهو نميص ". قال: يصف نباتا قد رعته الماشية فجردته ثم نبت بقدر ما يمكن أخذه، أي بقدر ما ينتف.

(3/1060)


أمن ذكر ليلى إذْ نأَتْكَ تَنوصُ * فَتَقْصُرُ عنها خطوة وتبوص * يقال: ناص عن قِرْنِهِ يَنوصُ نَوْصاً ومَناصاً، أي فرَّ وراغ. وقال الله تعالى: {ولاتَ حين مَناصٍ} ، أي ليس وقت تأخُّرٍ وفِرارٍ. والمَناصُ، أيضاً: الملجأ والمفرّ. والنَوْصُ، الحمار الوحشي (1) . واسْتَناصَ، أي تأخر. وقولهم: ما به نَويصٌ، أي قوةٌ وحَراكٌ. وناوَصَ الجَرَّة، أي مارسها. وقد فسرناه في الجرة.
فصل الواو
[وبص] وَبَصَ البرقُ وغيره يَبِصُ وَبيصاً، أي بَرَقَ ولمع. قال ابن السكيت: يقال أوْبَصَتِ الأرضُ في أوَّل ما يظهر نبتها. وأوْبَصْتُ ناري، وذلك أوَّل ما يظهر لهبُها. ووَبَّصَ الجروُ تَوْبيصاً: فتح عينيه. ويقال: إنَّ فلاناً لَوابِصَةُ سمعٍ، إذا كان يثق بكل ما يسمعه. ووابصة: اسم رجل.
_________
(1) لا يزال نائصا، رافعا رأسه.

(3/1060)


[وحص] قال ابن السكيت: سمعتُ غير واحدٍ من الكلابيِّين يقولون: أصبحتْ وليس بها وَحْصَةٌ أي برد. يعنى البلاد والايام. والحاء غير معجمة (1) .
[وصص] الوصوص: ثقب في الستر ونحوه على مقدار العين يُنْظَرُ منه. والوَصْواصُ: البُرقعُ الصغيرُ. قال المُثَقٍّبُ العبديُّ: أَرَيْنَ مَحاسِناً وكَنَنَّ أخرى (2) * وثقبن الوصاوص للعيون * والتوصيص في الانتقاب: مثل الترصيص. والوصاوص: حجارة الأياديم (3) ، وهي متونِ الأرضِ. قال الراجز (4) :
بصلبات تقص الوصاوصا (5) *
_________
(1) قوله غير معجمة وقد يستعمل بالمعجمة إبدالا، كما نقل عن يعقوب، وأنه لا يستعمل إلا جحدا.
(2) ويروى:
ظهرن بكلة وسدلن رقما
(3) قال ابن برى: واحدته إيدامة، وهى فيعالة من أديم الارض.
(4) هو أبو الغريب النصرى.
(5) قبله: لقد رأيت الظعن الشواخصا * على جمال تهص المواهصا:

(3/1061)


[وقص] الكسائي: وَقَصْتُ عنقَه أَقِصُها وَقْصاً، أي كسرتها، ولا يكون وقصت العنق نفسها. قال الراجز: ما زال شيبان شديدا وهصه (1) * حتى أتاه قرنه فوقصه * أراد فوقصه، فلما وقف على الهاء نقل حركتها وهى الضمة إلى الصاد قبلها فحركها بحركتها. ووقص الرجل فهو مَوقوصٌ. ويقال أيضاً: وَقَصَتْ به راحلتُه، وهو كقولك: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام. والفرسُ يَقِصُ الإكامَ، أي يدقُّها. والوَقَصُ بالتحريك: قِصَرُ العنقِ. تقول منه: وَقِصَ الرجلُ يَوْقَصُ وَقَصاً فهو أَوْقَصُ، وأَوْقَصَهُ الله. والوَقَصُ أيضاً: كسارُ العيدانِ تُلقى على النار. قال حُمَيد (2) : لا تَصْطَلي النارَ إلاَّ مُجْمَراً أَرِجاً * قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجوجِ له وَقَصا * ويقال: وَقِّصْ على نارِكَ. والوَقَصُ أيضاً: واحد الأوْقاصِ في الصَدَقة، وهو ما بين الفريضتين، نحو أن تبلغ الابل خمسا
_________
(1) في اللسان: " هبصه " وهو مطابق لما سيأتي في (هبص) .
(2) ابن ثور.
(134 - صحاح - 3)

(3/1061)


ففيها شاة، ولا شئ في الزيادة حتى تبلغ عشراً. فما بين الخَمْسِ إلى العشر وقص. وكذلك الشنق. وبعض العلماء يجعل الوقص في البقر خاصة، والشنق في الابل خاصة. وهما جميعا بين الفريضتين. ويقال: مرَّ فلانٌ يَتَوَقَّصُ به فرسه، إذا نَزا نَزْواً يُقارِبُ الخَطْوَ. وواقصة: منزل بطريق مكة.
[وهص] الوهص: كسر الشئ الرخو. وقد وَهَصَهُ الله. والوَهْصُ أيضاً: شدة الوطئ. قال الراجز (1) :
على جمال تهص المواهصا (2) * يعنى مواضع الوهصة. وفى الحديث إن آدم عليه السلام حين أهبط من الجنة وهصه الله، كأنه رمى به وغمزه إلى الارض. ورجل موهوص الخلق، كأنَّه تداخلتْ عظامُه. ومُوَهَّصُ الخَلْقِ أيضا. قال الراجز:
موهص ما يتشكى الفائقا (3) *
_________
(1) هو أبو الغريب النصرى.
(2) وقبله:
لقد رأيت الظعن الشواخصا * وبعده:
في وهجان يلج الوصاوصا
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده " موهصا "، لان قبله: تعلمي أن عليك سائقا * لا مبطئا ولا عنيفا زاعقا:

(3/1062)


فصل الهاء
[هبص] الهَبَص: النشاطُ. قال الراجز:
ما زالَ شَيْبانُ شديداً هَبَصُهْ * وقد هبص فهو هبص، مثال تعب فهو تعب. قال الراجز: فر وأعطاني رشاء ملصا * كذنب الذئب يعدى هبصا (1)
[هصص] هصصت الشئ: غمزته. وهصيص مصغر: أبو بطن من قريش، وهو هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب (2) .
فصل الياء
[يصص] أبو زيد: يَصَّصَ الجروُ: لغة في جَصَّصَ وبَصَصَ، أي فتح، لان بعض العرب يجعل الجيم ياء، فيقول للشجرة شيرة، وللجثجاث جثياث.
_________
(1) هكذا ضبطه بكسر الباء. ونقل م ر عن الصاغانى أن الصواب " الهبصى " كجمزى. يقال: هو يعدو الهبصى، وهو مشية سريعة. فقول الشاعر " يعدى " بمعنى يعدو. وفى اللسان: " يعدى الهبصى ".
(2) وفى الروض نقلا عن العين هصيص من الهص، وهو شدة القبض بالاصابع، كما يطلق الهص على الدق والكسر، ومنه هصان، وعلى الصلب من كل شئ. والهصهص كهدهد: الذئب اهـ‍. من م ر.

(3/1062)


باب الضاد:
فصل الالف:
[أبض] الأُبضُ بالضم: الدهرُ، والجمع آباضٌ. قال رؤبة:
في حِقْبَةٍ عِشْنا بذاك أبْضا (1) * والمأْبِضُ: باطن الركبة من كل شئ، والجمع مآبِضُ. الأصمعي: يقال أَبَضْتُ البعيرَ آبُضُهُ أَبْضاً بالفتح، وهو أن تشدّ رسغَ يده إلى عضده حتَّى ترتفع يدهُ عن الأرض. وذلك الحبل هو الاباض، بالكسر. وأبو زيد نحو منه. قال الشاعر: أقول لصاحبي والليل داج * أبيضك الاسيد لا يضيع * يقول: احفظ إباضك الاسود لا يضيع، فصغره. ويقال تَأَبَّضَ البعيرُ فهو مُتَأَبِّض، وتَأَبَّضَهُ غيره، كما يقال زاد الشئ وزدته.
_________
(1) خدن اللواتى يقتضبن النعضا * فقد أفدى مرجما منقضا:

(3/1063)


والتأبض: انقباض النسا، وهو عِرْقٌ. يقال أَبضَ نَساهُ وأَبَضَ. والاباضية: فرقة من الخوارج، أصحاب عبد الله بن إباض التميمي. وأباض (1) : اسم موضع.
[أرض] الارض مؤنثة، وهى اسم جنس. وكان جق الواحدة أن يقال أرضة ولكنهم لم يقولوا. والجمع أرضات، لانهم قد يجمعون المؤنث الذى ليس فيه هاء التأنيث بالالف والتاء، كقولهم عرسات. ثم قالوا أرضون فجمعوا بالواو والنون، والمؤنث لا يجمع بالواو والنون إلا أن يكون منقوصا كثبته وظبة، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضا من حذفهم الالف والتاء، وتركوا فتحة الراء على حالها. وربما سكنت. وقد تجمع على أروض. وزعم أبو الخطاب أنهم يقولون أرض وآراض مثل أهل وآهال.
_________
(1) أباض، أي بالضم: موضع باليمامة. وقيل قرية هناك لم ير أطول من نخيلها، وعندها كانت وقعة خالد بن الوليد بمسيلمة الكذاب. وقيل إن زيد بن الخطاب قتل هناك اهـ‍. نقله م ر عن ياقوت.

(3/1063)


والاراضي أيضا على غير قياس، كأنَّهم جمعوا آرضا (1) . وكل ما سفل فهو أرض. وأرض أَريضَةٌ، أي زكيةٌ، بيّنة الأَراضَة. وقد أَرُضَتْ بالضم، أي زَكَتْ. قال أبو عمرو: نزلنا أَرْضاً أَريضَةً، أي معجبة للعين. ويقال: لا أَرْضَ لك، كما يقال: لا أُمَّ لك. والأَرْضُ: أسفلُ قوائِم الدابة. قال حُمَيْدٌ يصف فرساً:
ولم يقلب أرضها البيطار (2) * والارص: النَفْضَةُ والرعدةُ، قال ابن عباس رضى الله عنه وقد زلزلت الأرضُ: " أزُلْزِلَتِ الأرضُ أم بي أرض ". وقال ذو الرمة يصف صائداً: إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنابِكِها * أو كان صاحِبَ أرضٍ أو به الموم * والارض: الزكام. وقد آرضه الله إيراضاً أي أزكمه، فهو مأْروضٌ. وفَسيلٌ مُسْتَأْرِضٌ، ووَدِيَّةٌ مُسْتَأْرِضَةٌ، بكسر الراء، وهو أن يكون له عِرْقٌ في الأرض. فأما إذا نبت على جِذع النخل فهو الراكب.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " أراضا " صوابه من اللسان. وقال ابن برى تعقيبا عليه: " صوابه أن يقول: جمعوا أرضى مثل أرطى. وأما آرض فقياس جمعه أوارض ".
(2) وبعده:
ولا لحبليه بها حبار:

(3/1064)


والاراض، بالكسر: بساط ضخمٌ من صوفٍ أو وبرٍ. ورجلٌ أَريضٌ، أي متواضعٌ خليقٌ للخير. قال الأصمعيُّ: يقال هو آرَضُهُمْ أن يفعلَ ذلك، أي أخلقهم، وشئ عريض أريض، إتباعٌ له، وبعضهم يفرده ويقول: جدى أريض، أي سمين. والارضة بالتحريك: دويبة تأكل الخشب. يقال: أرضت الخشبة تُؤرَضُ أرْضاً بالتسكين، فهي مَأْروضَةٌ، إذا أكلتها. والمأروض: الذى به خبل من الجن وأهل الارض، وهو الذى يحرِّك رأسه وجسدَه على غير عمدٍ. وأَرضَتِ القَرْحةُ تَأْرضُ أرَضاً، مثال تعب يتعب تعبا، أي مَجِلتْ وفسدتْ بالمِدَّةِ. وتَأَرَّضَ النبتُ، إذا أمكن أن يُجَزَّ. وجاء فلان يَتأرَّضُ إليَّ، أي يتصدَّى ويتعرَّض. والتأَرَّضُ أيضاً: التثاقل إلى الأرض. قال الراجز:
فقام عجلان وما تأرضا (1) *
_________
(1) قبله: وصاحب نبهته لِيَنْهضا * إذا الكَرى في عينه تمضمضا * يمسح بالكفين وجها أبيضا:

(3/1064)


أي ما تلبث.
[أضض] الاضاض بالكسر: الملجأ. قال الراجز: لانعتن نعامة ميفاضا * خرجاء ظلت تطلب الاضاضا * ويقال: أَضَّني إليك كذا يَؤُضُّني ويَئِضُّني أي ألجأني واضطَرَّني. وائْتَضَّ إليه ائتضاضا، أي اضطر إليه. قال الراجز (1) :
وهى ترى ذا حاجة مؤتضا (2) * أي مضطرا.
[أنض] الانيض: اللحم النئ الذى لم يَنضَج. وآنَضْتُ اللحمَ إيناضاً، إذا لم تنضجْه. والأنيض أيضاً: مصدرُ قولك أَنَضَ اللحمُ يأْنِضُ بالكسر أَنيضاً، إذا تغيَّر. قال زهيرٌ في لسان متكلِّمٍ عابه وهجاه: يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أنيضٌ * أَصَلَّتْ فَهْيَ تحت الكَشْحِ داءُ * أي فيها تغير.
_________
(1) رؤبة.
(2) قبله: داينت أروى والديون تقضى * فمطلت بعضا وأدت بعضا:

(3/1065)


والاناض بالكسر: حَمْلُ النخلِ المُدْرِك. وأَناضَ النخلُ ينيض إناضة، أي أينع (1) . ومنه قول لبيد: فاخِراتٌ فُروعُها (2) في ذراها * وأناض العيدان والجبار
[أيض] قولهم: فعلت ذلك أيضاً، قال ابن السكيت: هو مصدر قولك: آضَ يَئِيضُ أَيْضاً، أي عاد. يقال: آضَ فلانٌ إلى أهله، أي رجع. قال: وإذا قال لك فعلتُ ذلك أيضاً قلتَ: قد أكثرت من أَيْضٍ، ودَعْني من أَيْضٍ. وآضَ كذا، أي صار. قال زهير (3) يذكر أرضا قطعها: قطعت إذا ما الآل آض كأنه * سيوف تنحى (4) ساعة ثم تلتقي (5) *
_________
(1) هكذا ذكره لجوهري وتبعه صاحب اللسان، وهو غريب فإن أناض مادته ن وض. وقد ذكره صاحب المجمل وغيره على الصواب في (ن وض) ونبه عليه أبو سهل الهروي والصاغانى. وقد أغفله المصنف - يعنى المجد - وهو نهزته وفرصته اهـ‍. م ر.
(2) يروى: " ضروعها ".
(3) في اللسان: قال كعب.
(4) يروى: " تنحى تارة ".
(5) قال م ر: بقى عليه قولهم الاوضة بالفتح لبيت صغير يأوى إليه الانسان، وكأنه من آض إلى أهله إذا رجع. والاصل الايضة إن كانت عربيه أو غير ذلك فتأمل اهـ‍. والظاهر أنها معربة عن أودة بالدال قاله نصر.

(3/1065)


فصل الباء
[برض] البَرْضُ: القليلُ، وكذلك البَراضُ بالضم. يقال: ماءٌ بَرْضٌ، أي قليلٌ، وهو خلاف الغَمْرِ. والجمع بِراضٌ وبُروضٌ وأَبْراضٌ. وبَرَضَ الماءُ من العين يَبْرِضُ، أي خرج وهو قليل. وبَرَضَ لي من ماله يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بَرْضاً أي أعطاني منه شيئاً قليلاً. والبارِضُ: أول ما تخرج الارض من البهمى والهلتى وبنت الارض ; لان نبتة هذه الاشياء واحدة، ومنبتها واحد. فهى ما دامت صغارا بارض، فإذا طالت تبينت أجناسها. يقال: أبْرَضتِ الأرضُ، إذا تعاون بارِضُها وكثر. والتبرض: التبلغ بالقليل من العيش. وتبرضت الشئ، إذا أخدته قليلا قليلا. والبراض بن قيس: رجل من كنانة، قاتل عروة الرحال (1) .
[بضض] رجلٌ بَضٌّ، أي رقيق الجلد ممتلئ. وجارية بَضَّة، كانت أَدْماءَ أو بيضاءَ. وقد بَضَضْتَ يا رجل وبضضت، بالفتح وبالكسر، بضاضة وبضوضة.
_________
(1) قصة البراض وعروة مذكورة في السيرة الحلبية قبل حرب الفجار لانه كان سبها.

(3/1066)


وقال الأصمعيّ: البَضُّ: الرخصُ الجسَدِ وليس من البياض خاصَّة ولكن من الرُخوصَةِ. وكذلك المرأة بَضَّةٌ. وبَضَّ الماء يَبِضُّ بَضيضاً، أي سال قليلاً قليلاً. والبَضَضُ بالتحريك: الماءُ القليلُ. ورَكِيَّةٌ بَضوضٌ: قليلةُ الماء. وفي المثل: " ما يَبِضَّ حَجَرُهُ "، أي ما تَنْدَى صفَاتُه. يضرب للبخيل. ولا يقال بض السقاء ولا القربة، وبعضهم يقوله. وينشد لرؤبة: فقلت قولا عربيا غضا * لو كان خرزا في الكلى ما بضا * وتبضضت حقى منه، أي استنظفته (1) قليلاً قليلاً. وبَضَّ أوتارَه، إذا حرَّكها ليهيِّئها للضرب.
[بعض] بعض الشئ: واحد أبعاضه. وقد بَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً، أي جزَّأتُهُ، فتبعض. والبعوض: البق، الواحدة بعوضة.
[بغض] البُغْضُ: ضدُّ الحبِّ. وقد بَغُضَ الرجلُ بالضم بَغاضَةً، أي صار بغيضا.
_________
(1) استنظفه: أخذه كله.

(3/1066)


وبغضه الله إلى الناس تَبْغِيضاً، فأَبْغَضوهُ، أي مقتوه، فهو مبغض. وبغيض: أبو حى من قيس، وهو بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. والبغضاء: شدة البغض، وكذلك البِغْضَةُ بالكسر. وقولهم: ما أَبْغَضَهُ إليَّ، شاذٌّ لا يقاس عليه. والتباغض: ضد التحاب.
[بيض] البَياضُ: لون الأبْيَضِ. وقد قالوا بَياضٌ وبَياضَةٌ، كما قالوا منزل ومنزلة. وقد بيضت الشئ تَبْيِيضاً، فابْيَضَّ ابْيِضاضاً، وابْياضَّ ابْيِيضاضاً. وجمع الابيض بيض. وأصله بيض بضم الباء، وإنما أبدلوا من الضمة كسرة لتصح الياء. وبايضه فباضه يَبيضُهُ، أي فاقَهُ في البياضِ. ولا تقل يَبوضُهُ. وهذا أشدُّ بَياضاً من كذا، ولا تقل أبيض منه. وأهل الكوفة يقولونه، ويحتجون بقول الراجز: جارية في درعها الفضفاض * أبيض من أخت بنى إباض * قال المبرد: ليس البيت الشاذ بحجة على

(3/1067)


الاصل المجمع عليه. وأما قول الراجز (1) إذا الرجال شتوا واشتد أكلهم * فأنت أبيضهم سربال طباخ * فيحتمل أن لا يكون بمعنى أفعل الذى تصحبه من للمفاضلة، وإنما هو بمنزلة قولك: هو أحسنهم وجها، وأكرمهم أبا، تريد حسنهم وجها وكريمهم أبا. فكأنه قال: فأنت مبيضهم سربالا، فلما أضافه انتصب ما بعده على التمييز. والابيض: السيف، والجمع البِيضُ. والبيضانُ من الناس: خلاف السودانِ قال ابن السكِّيت: الأَبْيَضَانِ: اللبن والماء. وأنشد (2) : ولكنه ياتي ليَ الحَوْلَ كامِلاً * وما ليَ إلا الابيضين شراب (3) ومنه قولهم: بَيَّضْتُ السِقاءَ، وبَيَّضْتُ الإناءَ أي ملأته من الماء واللبن. والأَبْيَضَانِ: عرقان في حالب البعير. قال الراجز (4)
_________
(1) هو طرفة يهجو عمرو بن هند. وصوابه: قال الآخر، كما في اللسان
(2) لهذيل الاشجعى، من شعراء الحجازيين.
(3) وبعده: من الماء أو من در وجناء ثرة * لها حالب لا يشتكى وحلاب
(4) هميان بن قحافة السعدى.

(3/1067)


قريبة ندوته من محمضه * كأنما ييجع عرقا أبيضه (1) * أو ملتقى فائله وأبضه (2) * والبيضة: واحدة البَيْضِ من الحديدِ وبَيْضِ الطائر جميعا. وقولهم: " هو أذل من بَيْضَةِ البلدِ " أي من بيضة النعامة التى تتركها. قال الشاعر (3) : لو كان حوض حمار ما شربت به * إلا بإذن حمار آخر الابد * لكنه حوض من أودى بإخوته * ريب الزمان (4) فأمسى بيضة البلد * والبيضة: الخصية. وبيضة كل شئ: حوزته. وبَيْضَةُ القومِ: سَاحَتُهُمْ. وقال (5) : يا قَوْمِ بَيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ (6) بها * إنِّي أَخافُ عليها الأَزْلَمَ الجَذَعا * يقول: احفظوا عُقْرَ داركم لا تفضحن.
_________
(1) قوله عرقا أبيضه، قال الصغانى: الصواب عرقي بالنصب كقولهم يوجع رأسه اهـ‍. بفتح الياء والجيم والسين
(2) بضمتين، هكذا ضبط في نسخ لصحاح. وقيده المجد بضم الهمزة فقط، وضبطه غيره بكسرتين، ورواه ابن برى: " أو ملتقى فائله ومأبضه " اهـ‍. م ر في أبض.
(3) هو المتلمس، أو صنان بن عباد اليشكرى.
(4) يروى: " المنون فأضحى ".
(5) لقيط بن يعمر الايادي.
(6) يروى: " لا تفجعن بها ".

(3/1068)


والبيض أيضا: ورم يكون في يد الفرس مثل النُفَخ والغُددِ. قال الأصمعي: هو من العيوب الهيِّنة. يقال: قد باضَتْ يد الفرس تبيض بيضا. وباضت الطائرةُ فهي بائِضٌ. ودجاجةٌ بَيوضٌ، إذا أكثرت البَيْضَ. والجمع بُيُضٌ مثال صبور وصبر. ويقال: بيض في لغة من يقول في الرسل رسل. وإنما كسرت الباء لتسلم الياء. وباضَ الحَرُّ، أي اشتدَّ. وباضَتِ البُهْمى: سقطتْ نصالُها. وابْتاضَ الرجلُ: لبس البيضة. وقولهم: " سد ابن بيض الطريق "، قال الاصمعي: هو رجل كان في الزمن الاول يقال له ابن بيض، عقر ناقته على ثنية فسد بها الطريق ومنع الناس من سلوكها. قال الشاعر (1) : سددنا كما سد ابن بيض طريقه * فلم يجدوا عند الثنية مطلعا * والمبيضة، بكسر الياء: فرقة من الثنوية، وهم أصحاب المقنع، سموا بذلك لتبييضهم ثيابهم مخالفة للمسودة من أصحاب الدولة العباسية. وبيضة، بكسر الباء: اسم بلد.
_________
(1) هو عمرو بن الاسود الطهوى.

(3/1068)


فصل الجيم
[جرض] الجَرَضُ، بالتحريك: الريقُ يُغَصُّ به. يقال: جَرَضَ بريقه يَجْرِضُ، مثال كسر يكسر (1) ، وهو أن يبتلع ريقَه على همٍّ وحزنٍ بالجهد. والجَريضُ: الغصَّةُ، وفي المثل: " حال الجَريضُ دون القريض ". قال الشاعر (2) : كأن الفتى لم يغن بالناس ليلة * إذا اختلف اللحيان عند جريض (3) * قال الاصمعي: يقال هو يَجْرِضُ بنفسه، أي يكاد يَقضي. ومنه قول امرئ القيس: وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ * وماتَ (4) فلانٌ جَريضاً، أي مغموماً. وأَجْرَضَهُ بريقِهِ، أي أَغَصَّهُ. والجِرْياضُ والجِرْواضُ: الضخمُ العظيم البطنِ. قال الأصمعي: قلت لأعرابيٍّ: ما الجِرياضُ؟ قال: الذي بَطْنُهُ كالحِياضِ. ويقال أيضا رجل جرائض وجرئض،
_________
(1) قوله مثال كسر، قال ابن برى: قال ابن القطاع صوابه كفرح اهـ‍ م ر
(2) امرؤ القيس:
(3) في اللسان: " عند الجريض "، وكذا في ديوانه.
(4) في بعض النسخ: " وبات ".

(3/1069)


مثال علابط وعلبط، حكاه أبو بكر ابن السراج. ونعجة جرئضة، مثال علبطة، أي ضخمة.
[جهض] أَجْهَضَتِ الناقةُ، أي أسقطتْ، فهي مُجْهِضٌ. فإن كان ذلك من عادتها فهي مِجْهاضٌ. والولدُ مُجْهَضٌ وجَهيضٌ. وجَهَضَني فلانٌ وأَجْهَضَني، إذا غلبك على الشئ. يقال: قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم، أي غُلِبوا حتَّى أُخِذَ منهم. وصادَ الجارحُ (1) الصيدَ فأَجْهَضْناهُ عنه، أي نحَّيناه وغَلَبْناهُ على ما صاد. وقد يكون أَجْهَضْتُهُ عن كذا، بمعنى أعجلته. قال الاموى: الجاهض الحديدُ النفْسِ، وفيه جُهوضَةٌ وجَهاضَةٌ.
[جيض] الاصمعي: جاض عن الشئ يَجيضُ جَيْضاً، أي حاد عنه. قال الشاعر (2) : ولم نَدْرِ إنْ جِضْنا عن الموت جَيْضَةً * كَمِ العمر باق والمدى متطاول * وقال القطامى يصف إبلا: وترى لجيضتهن عند رحيلنا * وهلا كأن بهن جنة أولق *
_________
(1) في المطبوعة الاولى " الجارحة "، صوابه من اللسان.
(2) جعفر بن علبة الحارثى (135 - صحاح - 3)

(3/1069)


قال: والجيض، مثال الهجف: مشية فيها اختيال وتبختر، حكاه عنه أبو عبيد. وكذلك الجيضى (1) . قال رؤبة:
من بعد جذبى المشية الجيضى
فصل الحاء
[حبض] الحَبَضُ: التحرُّكُ. يقال: ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، أي حراك. وقال أبو عمرو: الحبض: الصوت، والنبض: اضطراب العرق. وقال الاصمعي: لا أدرى ما الحبض؟ وحبض بالوتر (2) ، أي أنبض. وحَبِضَ السهمُ، إذا وقع بين يدى الرامى. وهو خلاف الصارد. قال رؤبة:
ولا الجدى من متعب حباض * وحبض ماء الركية، أي نَقص. وحَبَِضَ حقّه، أي بطل. وأحبضه غيره. وقال أبو عمرو: الاحباض: أن يَكُدَّ الرجلُ رَكِيَّتَهُ فلا يدعَ فيها ماء.
_________
(1) باقى الكلام من إحدى النسخ
(2) قوله حبض بالوتر، هو والفعلان بعده من باب ضرب وسمع، كما صرح به الصغانى في العباب، أي خلافا لما يقتضيه اصطلاح القاموس في الثالث أنه كنصر. أفاده م ر.

(3/1070)


وإحباض السهم: خلاف إصرادِه. والمحابِضُ: المَشاوِرُ، وهي عيدانُ مشتار العسل. والمحبض: المندف، عن أبى الغوث. والمحابض: المنادف.
[حرض] رجلٌ حَرَضٌ، أي فاسدٌ مريضٌ يُحْدِثُ (1) في ثيابه، واحدُه وجمعُه سواءٌ. وقال أبو عمرو: الحَرَضُ: الذي أذابه الحزنُ أو العشقُ، وهو في معنى مُحْرَضٍ. وقد حَرِضَ بالكسر. وأَحْرَضَهُ الحُبُّ، أي أفسده. وأنشد للعَرْجيّ: إنِّي امرؤٌ لَجَّ بي حُبٌّ فأحْرَضَني * حتَّى بَلِيتُ وحتى شَفَّني السَقَمُ * أي أذابني. والتَحْريضُ على القتال: الحثُّ والإحماءُ عليه. والحُرُضُ والحُرْضُ (2) : الأُشْنانُ. والمِحْرَضَةُ بالكسر: إناؤه. والحَرَّاضُ: الذي يوقِد عَلى الحُرُضِ ليتَّخذ منه القلى. وكذلك
_________
(1) قوله يحدث، هذا الفعل ساقط من جل النسخ حتى من نسخة صاحب المختار فاعترض التقييد بالثياب في قوله مريض في ثيابه بأنه لا فائدة له وأما نسخة المترجم ففيها مريض يفسد في ثيابه. قاله نصر.
(2) أي بضمتين أو بضم فقط.

(3/1070)


الذى يوقد على الصخر ليتخذ منه نورَةً أو جِصَّاً. والحُرْضَةُ: الذي يضرب للأيسار بالقداح، لا يكون إلاَّ ساقطاً بَرَماً. وأَحْرَضَ الرجُلُ، إذا ولَدَ ولد سَوءٍ. ويقال الأَحْراضُ والحُرْضانُ: الضِعافُ الذين لا يقاتلون. قال الطرماح: ومن (1) يرم جمعهم يجدهم مراجي‍ * ح حماة للعزل الاحراض * والاحريض: العصفر. قال الراجز (2) : ملتهب كلهب الاحريض * يزجى خراطيم غمام بيض
[حضض] حَضَّهُ على القتال حَضَّاً، أي حَثَّهُ. وحَضّضَهُ، أي حَرَّضَهُ. والاسم الحِضِّيضي. والتَّحاضُّ: التحاثُّ. والمُحاضَّةُ: أن يحثَّ كلُّ واحد منهما صاحبَه. وقرئ: {ولا تُحاضُّونَ على طَعامِ المِسْكينِ} . والحُضُّ بالضم: الاسمُ.
_________
(1) زيادة الواو في أوله هو ما يسمونه الخزم بالزاى. وهو في اللسان: " من يرم " بدون واو.
(2) أرق عينيك عن الغموض * برق سرى في عارض نهوض:

(3/1071)


والحَضيضُ: القرارُ من الأرض عند مُنقَطع الجبلِ. وكتب يزيد بن المهلّب إلى الحجاج: " إنَّا لَقينا العدو فعلنا واضطررناهم إلى عرعرة الجبل ونحنُ بِحَضيضِه ". وفي الحديث أنَّهُ أُهْديَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديّةٌ فلمْ يجدْ شيئاً يضعهُ عليه، فقال: ضعه بالحَضيضِ، فإنّما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبدُ " يعني بالأرض. قال الأصمعيُّ: الحُضِّيُّ بضم الحاء: الحجرُ الذي تجده بِحَضيضِ الجبلِ، وهو منسوبٌ كالسُهْلِيِّ والدهرى. وأنشد لحميد الارقط يصف فرسا:
وأبا (1) يدق الحجر الحضيا * والحضض والحضض، بضم الضاد الاولى وفتحها: دواءٌ معروفٌ، وهو صمغٌ مر كالصبر.
[حفض] الحَفضُ، بالتحريك: البعيرُ الذي يَحمل خُرْثيَّ البيتِ. والجمع أَحْفاضٌ. قال رؤبة:
يا ابن قروم لسن بالاحفاض (2) * والحَفضُ أيضاً: متاع البيت إذا هُيِّئَ لِيُحْمَلَ. قال عمرو بن كلثوم
_________
(1) الوأب: الحافر الشديد المنضم السنابك. في المطبوعة الاولى: " وأيا "، تحريف.
(2) وبعده:
من كل أجأى معذم عضاض:

(3/1071)


ونحن إذا عماد القوم خَرَّتْ * على الأَحْفاضِ نَمْنَعُ مَنْ يلينا * أي خَرَّتْ على المتاع. ويروى " عن الأَحْفاضِ "، أي خَرَّتْ عن الإبل التي تحمل خُرْثيَّ البيت. وحَفَضْتُ العودَ حفْضاً: حَنَيْتُهُ وعطفته. قال رؤبة:
إما ترى دهرا حناني حفضا (1) * فجعله مصدرا لحناني، لان حناني وحفضنى واحد. قال الاصمعي: حفضت الشئ: ألقيته من يدي وطرحته. قال: ومنه حفضته تحفيضا. قال أمية: وحفضت البدور وأردفتهم * فضول الله وانتهت القسوم (2) * قال: ويروى " النذور ".
[حمض] الحُموضَةُ: طعمُ الحامِضِ. وقد حمض الشئ بالضم، وحمض الشئ أيضاً بالفتح، يَحْمُضُ حَموضَةً وحَمْضاً أيضاً. يقال: جاءنا بإدْلَةٍ ما تُطاقُ حَمْضاً، أي حُموضَةً، وهي اللبن الخاثر الشديد الحموضة.
_________
(1) بعده:
أطر الصناعين العريش القعضا
(2) القسوم: الايمان، والبيت في صفة الجنة.

(3/1072)


وقولهم: فلان حامِضُ الرئتين، أي مُرُّ النفسِ. والحَمْضُ: ما مَلُحَ وأَمَرَّ من النبات، كالرمث والاثل والطرفاء ونحوها. والخلة من النبت: ما كان حلوا. تقول العرب: الخُلَّةُ خُبز الإبل والحَمْضُ فاكهتها، ويقال لحمها. والجمع الحموض. قال الراجز: ترعى (1) الغضى من جانبى مشفق * غبا ومن يرع الحموض يغفق * أي يرد الماء كل ساعة. ومنه قولهم للرجل إذا جاء متهددا: أنت مختل فتحمض. والحمضة: الشهوة للشئ. وفى حديث الزهري: " الاذن محاجة وللنفس (2) حمضة " ; وإنما أخذت من شهوة الابل للحمض، لانها إذا ملت الخلة اشتهت الحمض فتحول إليه. وأحمضت الارض فهى محمضة، أي كثيرة الحَمْضِ. والتَحْميضُ: الإقلالُ من الشئ، يقال حمض لنا فلان في القرى، أي قلل. وأما قول الاغلب العجلى:
لا يحسن التحميض إلا سردا *
_________
(1) في اللسان: يرعى
(2) في المطبوعة الاولى: " والنفس "، صوابه من اللسان

(3/1072)


فإنه يريد التفخيذ. الاصمعي: حمضت الإبل تَحْمُضُ حموضاً: رَعت الحَمْضَ، فهي حامِضَةٌ وَحَوامِضُ. وأَحْمَضْتُها أنا. وإبلٌ حَمْضِيَّةٌ، إذا كانت مقيمة في الحَمْضِ. والمَحْمَضُ بالفتح: الموضع الذي تَرعى فيه الإبلُ الحَمْضَ. قال الراجز (1) : وقربوا كل جمالي عضه * قريبة ندوته من محمضه (2) * ويروى: " محمضه " بضم الميم، عن أبى عبيد. وبنو حمضة: بطن من العرب، من بنى كنانة. والحُمَّاضُ: نبتٌ له نَوْرٌ أحمرُ. قال الراجز (3) :
كثامر الحماض من هفت العلق (4) * فشبه الدم بنور الحماض.
[حوض] الحَوْضُ: واحد الحِياضِ والأَحْواضُ. وحضت أحوض: اتخذت حوضا.
_________
(1) هميان بن قحافة.
(2) بعده:
بعيدة سرته من مغرضه
(3) رؤبة.
(4) قبله:
ترى بها من كل رشاش الورق:

(3/1073)


واستحوض الماء: اجتمع. والمحوض بالتشديد: شئ كالحوض يجعل للنخلة تشرب منه. ومنه قولهم: أنا أُحَوِّضُ ذلك الأمر، أي أدور حوله، مثل أحوط. حكاه يعقوب. وحوضى: اسم موضع. قال أبو ذؤيب: مِن وَحْشِ حَوْضي يُراعي الصيدَ منتبذاً * كأنه كوكب في الجو منجرد (1) يعنى بالصيد الوحش.
[حيض] حاضَتْ المرأةُ تَحيضُ حَيْضاً ومَحيضاً، فهي حائِضٌ وحائِضَةٌ أيضاً، عن الفراء. وأنشد:
كحائضة يزنى بها غَيْرَ طاهِرِ (2) * ونساءٌ حُيَّضٌ وحَوائِضُ. والحَيْضَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ. والحيضَةُ بالكسر: الاسمُ، والجمعُ الحِيَضُ. والحيضَةُ أيضاً: الخِرقةُ التي تستَثْفِرُ بها المرأة. قالت عائشة رضي الله عنها: " ليتني كنت حيضَةً مُلقاةً ". وكذلك المِحْيَضَةُ، والجمع المَحايِضُ. واسْتُحيضَتِ المرأة، أي استمرَّ بها الدم بعد أيامها، فهى مستحاضة.
_________
(1) في اللسان: منحرد: منفرد عن الكواكب.
(2) وصدره:
رأيت حيون العام والعام قبله:

(3/1073)


وتحيضت، أي قعدتْ أيامَ حَيْضِها عن الصلاة. وفى الحديث: " تحيضي في علم الله ستا أو سبعا ". وحاضت السمرة حيضا، وهى شجرة يسيل منها شئ كالدم.
فصل الخاء
[خضض] الخضخضة: تحريك الماء ونحوه. وقد خضخضته فتخضخض. والخضاض: الشئ اليسير من الحليِّ، يقال: ما عليها خَضاضٌ، أي شئ من الحلى. قال الشاعر: ولو أَشْرَفَتْ من كُفَّةِ السِتْرِ عاطِلاً * لَقُلْتَ غَزالٌ ما عليه خَضاضُ * ورَجُلٌ خَضاضٌ وخَضاضَةٌ، أي أحمقُ. والخَضاضُ: المدادُ والنِقْسُ، وربَّما جاء بكسر الخاء. والخَضَضُ: الخرز الأبيض الصغارُ الذي تلبَسُه الاماء. قال الشاعر: وإن قروم خطمة أنزلتني * بحيث يرى من الخضض الخروت * وهذا مثل قول أبى الطمحان القينى: أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم * دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه:

(3/1074)


ومكان خضاخض: كثير الماء والشجر. قال الشاعر (1) : خضاخضة بخضيع السيو * ل قد بلغ السيل حذفارها (2) * والخضخاض: ضرب من القَطِرانِ تُهْنأُ به الإبل.
[خفض] الخَفْضُ: الدَعَةُ. يقال: عيشٌ خافِضٌ. وهم في خَفْضٍ من العيش. قال الشاعر: إن شكلي وإن شكلك شتى * فالزمى الخص واخفضى تبيضضى * أراد تبيضى، فزاد ضادا إلى الضادين. والخفض: السير اللين، وهو ضدّ الرفْع. يقال: بيني وبينك ليلةٌ خافِضَةٌ، أي هيّنةُ السيرِ. قال الشاعر: مخفوضها زول ومرفوعها * كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريحْ * وخَفَضْتُ الجاريةَ، مثل خَتَنْتُ الغلامَ. واختفضت هي. والخافضة: الخاتنة.
_________
(1) ابن وداعة الهذلى وقال ابن برى: هو لحاجز ابن عوف.
(2) في اللسان: " جرجارها ". وفى المطبوعة الاولى: " جذفارها " صوابه بالحاء المهملة.

(3/1074)


وخفض الصوتِ: غَضُّهُ. يقال: خَفِّضْ عليك القولَ، وخَفِّضْ عليك الأمر، أي هَوِّنْ. والخَفْضُ والجرُّ واحدٌ، وهما في الاعراب بمنزلة الكسر في البناء في مُواضَعات النحويِّين. والانخِفاضُ: الانحطاطُ. والله يَخْفِضُ من يشاء ويرفع، أي يضع. قال الراجز يهجو مصدقا: أإبلى تأكلها مصنا * خافض سن ومشيلا سنا * وقال ابن الاعرابي: هذا رجل يخاطب امرأته ويهجو أباها، لانه كان أمهرها عشرين بعيرا كلها بنات لبون، فطالبه بذلك، فكان إذا رأى في إبله حقة سمينة يقول: هذه بنت لبون ; ليأخذها ; وإذا رأى بنت لبون مهزولة يقول: هذه بنت مخاض، ليتركها. فقال: لاجعلن لابنة عثم فنا * من أين عشرون لها من أنى * حتى يكون مهرها دهدنا * يا كروانا صك فاكبأنا * فشن بالسلح فلما شنا * بل الذنابى عبسا مبنا * أإبلى تأكلها مصنا * خافض سن ومشيلا سنا:

(3/1075)


[خوض] خُضْتُ الماءَ أَخوضُهُ خَوْضاً وخِياضاً. والموضعُ مَخاضَةٌ، وهو ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً وركباناً. وجمعها المخاض، والمخاوض أيضا، عن أبى زيد. وأخضت في الماء دابَّتي. وأَخاضَ القومُ، أي خاضَتْ خيلُهم الماءَ. وخُضْتُ الغَمَراتِ: اقتحمتُها. ويقال: خاضَهُ بالسيف، أي حرك سيفه في المضروب. وخَوَّضَ في نجيعه، شدِّد للمبالغة. والمخوض للشراب كالمجدح للسويق. يقال: خُضْتُ الشرابَ. وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضوا، أي تَفاوَضوا فيه.
فصل الدال
[دحض] مكانٌ دَحْضٌ ودَحَضٌ أيضاً بالتحريك، أي زلق. قال الراجز يصف ناقته: قد ترد النهى تنزى عومه * فتستبيح ماءه فتلهمه * حتى يعود دحضا تشممه * ودحضت (1) رجله تدحض دحضا: زلقت.
_________
(1) دحضت رجله من باب قطع، ودحضت حجته من باب خضع.

(3/1075)


ودحضت الشمس عن كَبِد السماء: زالت. ودَحَضَتْ حُجَّتُه دُحُوضاً: بطلتْ. وأَدْحَضَها الله. والادحاض: الازلاق.
[دحرض] الدحرض: اسم موضع. قال عنترة: شربت بماء الدحرضين فأصبحتْ * زَوْراَء تَنْفِرُ عن حِياضِ الديلم * ويقال وسيع ودحرض ماءان فثناهما بلفظ أحدهما، كما يقال القمران.
فصل الراء
[ربض] الرَبَضُ بالتحريك: واحد الأرباضِ، وهي حبالُ الرَحْلِ، وأمعاءُ البطن. ورَبَضُ المدينةِ أيضاً: ما حولها. وربض الغنم أيضا: مأواها. قال العجاج يصف الثور الوحشى:
واعتاد أرباضا لها آرى (1) * وربض الرجلِ: امرأتُهُ وكلُّ ما يأوي إليه من بيت ونحوه. وقال: جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا * يا ويح كفى من حفر القراميص *
_________
(1) وبعده:
من معدن الصيران عدملى:

(3/1076)


ومنه قيل لقُوتِ الإنسان الذي يقيمه ويَكفيه من اللبن رَبَضٌ. وفي المثل: " مِنْكَ رَبَضُكَ وإنْ كانَ سَماراً "، أي منك أَهْلُكَ وخَدَمُكَ ومن تأوي إليه وإن كانوا مقصِّرين. وهذا كقولهم: " أنفُك منك وإن كانَ أجدعَ ". قال الكسائي: الربض بالضم: وسط الشئ. والربض بالتحريك: نواحيه. ورُبوضُ الغنم والبقر والفرس، مثل بروكِ الإبلِ، وجثومِ الطيرِ. تقول منه: رَبَضَتِ الغنمُ تَرْبِضُ بالكسر رُبوضاً، وأَرْبَضْتُها أنا. وأَرْبَضَتِ الشمسُ: اشتدَّ حرُّها حتَّى يَرْبِضَ الظبيُ والشاةُ. وقولهم: دَعا بإناءٍ يُرْبِضُ الرهطَ، أي يُرويهم حتى يثقلوا فيربضوا. ومن قال يريض الرهط، فهو من أراض الوادي. وربض الكبش عن الغنم رُبوضاً، أي حَسَرَ وترك الضِرابَ وعدل عنه. ولا يقال فيه جَفَرَ. والمَرابَضُ للغنم كالمعاطن للابل، واحدها مربض مثال مجلس. والربيض: الغنمُ برُعاتِها المجتمعة في مَرْبَضِها. يقال: هذا رَبيضُ بني فلان. وشجرةٌ رَبوضٌ، أي عظيمةٌ غليظةٌ. ومنه قول ذى الرمة:

(3/1076)


تجوف كل أرطاة ربوض * من الدهناء مربعة (1) الخبالا * وكذلك سلسلةٌ رَبوضٌ، أي ضخمةٌ. وأنشد الأصمعي: وقالوا رَبوضٌ (2) ضَخْمَةٌ في جِرانِهِ * وأَسْمَرُ من جِلْدِ الذِراعَيْنِ مُقْفَلُ * أي يابس (3) . ابن السكيت: يقال: فلان ما تقوم رابِضَتُهُ إذا كان يَرمي فيقتُلُ أو يَعينُ فيقتُل، أي يصيبُ بالعين. قال: وأكثر ما يقال في العين. قال: والرويبضة الذى في الحديث (4) : الرجل التافه الحقير. والرابضة: بقية حملة الحجّة، لا تخلو منهم الأرض. وهو في الحديث (5) .
[رحض] رَحَضْتُ يدي وثوبي أَرْحَضَهُ رَحْضاً: غسلته. والثوبُ رَحيضٌ ومرحوض.
_________
(1) كذا. وفى اللسان والاساس: " الدهنا تفرعت الحبالا ".
(2) في الاساس: وقال يصف رجلا مسجونا: " تراه ربوض ".
(3) بدلها في أساس البلاغة: " يريد السلسلة ". وفى اللسان: وأراد بالاسمر قدا غل به فيبس عليه.
(4) هو حديث في الفتن، أنه ذكر من أشراط أن تنطق الرويبضة في أمر العامة.
(5) هو حديث " الرابضة ملائكة أهبطوا مع آدم عليه السلام يهدون الضلال ".

(3/1077)


والمِرْحاضُ: خشبةٌ يُضْرَبُ بها الثوبُ إذا غسل. والمرحاض: المغتسل. وفى حديث أبى أيوب الانصاري: " وجدنا مراحيضهم استقبل بها القبلة "، يعنى الشأم. والرحضاء: العَرَقُ في أثر الحمَّى. وقد رحض المحموم، فهو مرحوض.
[رضض] الرَضُّ: الدقُّ الجريشُ. وقد رضضت الشئ، فهو رضيض ومرضوض. والرَضُّ: تمرٌ يُرَضُّ ويُنْقَعُ في محض. قال الراجز: جارية شبت شبابا غضا * تصبح (1) محضا وتعشى رضا * ما بين وركيها ذراعا عرضا * لا تحسن التقبيل إلا عضا * والرضراض: ما دق من الحصى. قال الراجز:
يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصى رَضْراضا * ومنه قولهم: نهرٌ ذو سِهْلَةٍ وذو رَضْراضٍ. فالسِهْلَةُ: رمل القناةِ الذي يجري عليه الماء.
_________
(1) في اللسان: " تشرب محضا وتغذى ". وفى الاساس: " تغبق محضا ".
(136 - صحاح - 3)

(3/1077)


والرضراض أيضا: الارض المرضوضة بالحجارة. وأنشد ابن الاعرابي: يلت الحصى لتا بسمر كأنها * حجارة رضراض بغيل مطحلب * ورضاض الشئ: فتاته. وكل شئ كسرته فقد رَضْرَضْتَهُ. والحجارةُ تَتَرَضْرَضُ على وجه الأرض، أي تتكسر. وامرأةٌ رَضْراضَةٌ، أي كثيرةُ اللحم. وكذلك رجلٌ رضراض، وبعير رضراض. قال الجعدى يصف فرسا: فعرفنا هزة تأخذه * فقرناه برضراض رفل * أي أوثقناه ببعير ضخم. وإبل رضارض: راتعة، كأنها ترض العشب. وأرض الرجلُ، أي ثَقُلَ وأبطأ. قال العجاج:
ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا (1) * والمرضة، بضم الميم: الرثيئة الخاثرة، وهي لبنٌ حليب يُصَبُّ عليه لبنُ حامض، ثم يترك ساعةً فيخرج منه ماءٌ أصفر رقيقٌ، فيصب منه ويشرب الخاثر.
_________
(1) قبله:
فجمعوا منهم قضيضا قضا:

(3/1078)


وقد أَرَضَّتِ الرَثيئَةُ تُرِضُّ إرْضاضاً، أي خثرت. قال ابن أحمر يذم رجلا ويصفه بالبخل: إذا شرب المرضة قال أوكى * على ما في سقائك قد روينا (1)
[رفض] الرَفْضُ: التركُ. وقد رَفَضَهُ يرفضه ويرفضه رفضا ورفضا، والشئ رَفيضٌ ومَرْفوضٌ. والرَوافِضُ: جُنْدٌ تركوا قائدهم وانصرفوا. والرافضة: فرقة من الشيعة. قال الاصمعي: سموا بذلك لتركهم زيد بن على رضى الله عنه (2) . ورفضت الابل أرفضها رَفْضاً وَرَفَضاً، إذا تركتَها تَبَدَّدُ في مَرعاها حيث ُأحبَّتْ، لا تثينها عما تريد. قد رفضت هي تَرْفُضُ رُفوضاً (3) ، أي ترعى وحدها والراعي يبصرها قريباً منها أو بعيدا. قال الراجز
_________
(1) قال ابن برى: هو يخاطب امرأته: ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إذا ما * سَرى في القوم أصبح مستكينا * يلوم ولا يلام ولا يبالى * أغثا كان لحمك أو سمينا
(2) في اللسان: قال الاصمعي: كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابرأ من الشيخين نقاتل معك. فأبى وقال: كانا وزيرى جدى فلا أبرأ منهما. فرفضوه وارفضوا عنه.
(3) في القاموس: " فرفضت هي رفضا ". وفى اللسان: " ورفضت ترفض رفوضا ".

(3/1078)


سقيا بحيث يهمل المعرض * وحيث يرعى ورعى ويرفض (1) * ويروى: " وأرفض ". وهى إبل رافضة ورَفْضٌ أيضاً. وقال يصف سحاباً: تُباري الرِياحَ الحَضْرَمِيَّاتِ مُزْنُهُ * بمُنْهَمِرِ الاوراق ذى قزع رفض * ورفض أيضا بالتحريك، والجمع أَرْفاض. ونعامٌ رَفَضٌ، أي فرق. قال ذو الرمة: بها رفض من كل خرجاء صعلة * وأخرج يمشى مثل مشى المخبل * ويقال أيضا: في القِرْبَةِ رَفَضٌ من ماءٍ، أي قليل. ورفاض الشئ بالضم: ما تحطم منه وتَفَرَّقَ. ورُفوضُ الناس: فِرَقُهم. ورُفوضُ الأرض: ما تُركَ بعد أن كان حِمى. وفي أرضِ كذا رُفوضٌ من كَلأٍ، إذا كان متفرِّقاً بعيداً بعضُه من بعض. ويقال رجلٌ قُبَضَةٌ رفضة، للذى يتمسك بالشئ ثم لا يلبث أن يدعَه. قال ابن السكيت
_________
(1) قال ابن برى: المعرض من الابل الذى وسمه العراض بالكسر. والورع: الصغير الضعيف الذى لا غناء عنده. يقال: إنما مال فلان أوراع، أي صغار. اهـ‍. م ر. في المطبوعة: " ترعى ورعى ترفض " وما أثبته من اللسان والمخطوطات.

(3/1079)


يقال راع قبضة رُفَضَةٌ، للذي يَقبِض الإبل ويجمعها، فإذا صارت إلى الموضع الذي تحبُّه وتهواه رَفَضَها وتركها ترعى حيثُ شاءت. ويقال: رَفَضَ النخلُ، وذلك إذا انتشر عِذْقُهُ وسقَط قِيقاؤُهُ (1) . ورَفَّضْتُ في القربةِ تَرْفيضاً، أي أبقيت فيها رَفَضاً من ماءٍ. وارْفِضاضُ الدمع: تَرَشُّشُهُ. وكلُّ متفرِّقٍ ذاهبٍ مُرْفَضٌّ. قال القطاميّ: أَخوكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ * وَتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ * يقول: هو الذي إذا رآك مظلوماً رقَّ لك وذهب حقده. ومَرافِضُ الوادي: مَفاجِرُهُ حيث يَرْفَضُّ إليه السيل. وأما قول الراجز (2) :
كالعيس فوق الشرك الرفاض (3) * فهى الطرق المتفرقة. والرفاضة: القوم يرعون رفوض الارض.
[ركض] الرَكْضُ: تحريكُ الرجل. ومنه قوله تعالى: {اركض برجلك} .
_________
(1) القيقاء: وعاء زهر النخل اهـ‍. وانقولى بالمعنى وهو الطلع ويقال له الكفرى، قاله نصر.
(2) قال ابن برى: صوابه بالعين، لان قبله:
يقطع أجواز الفلا انقضاضى
(3) بكسر الراء.

(3/1079)


وركضت الفرسَ برِجلي، إذا اسْتَحْثَثْتَهُ ليعدو، ثم كَثُرَ حتَّى قيل: رَكَضَ الفرسُ، إذا عدا. وليس بالأصل، والصوابُ رُكِضَ الفرسُ على ما لم يسمَّ فاعله، فهو مَرْكوضٌ. وفي حديث الاستِحاضَةُ: " هي رَكْضَةٌ من الشيطان "، يريد الدَفْعَةَ. وأَرْكَضَتِ الفرسُ، إذا عَظُمَ ولدُها في بطنها وتحَرَّك. وارتَكَضُ المهرُ في بطن أمه. وارْتَكَضَ فلانٌ في أمرِه: اضطرب. وربَّما قالوا: رَكضَ الطائر، إذا حرَّك جناحَيه في الطيران. قال الراجز (1) : أَرَّقَني طارِقُ هَمٍّ أَرَّقا (2) * وَرَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا * ورَكَضَهُ البعيرُ، إذا ضربَه برجله، ولا يقال رمحه. عن يعقوب. وراكضت فلاناً، إذا أعدى كلُّ واحد منكما فرسَه. وتَراكَضوا إليه خَيْلَهُمْ. ومِرْكَضَةُ القوسِ معروفة، وهما مِرْكَضَتانِ (3) . وقوسٌ رَكوضٌ، أي سريعةُ السهم. ومرتكض الماء: موضع مجمه.
_________
(1) رؤبة.
(2) ويروى: " طرقا ".
(3) قال ابن برى " ومركضا القوس: جانباها ".

(3/1080)


[رمض] الرَمَضُ: شدّةُ وقع الشمس على الرمل وغيره. والأرضُ رَمْضاء كما ترى. وقد رَمضَ يومُنا بالكسر، يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّهُ. وأرضٌ رَمِضَةُ الحجارةِ. ورَمِضَتْ قدمُه أيضاً من الرَمْضاءِ، أي احترقتْ. وفى الحديث: " صلاة الاوابين إذا رمضت الفصال من الضحى "، أي إذا وجد الفصيل حر الشمس من الرمضاء. يقول: فصلاة الضحى تلك الساعة. ويقال أيضاً: رَمِضَتْ الغنم، إذا رعتْ في شدة الحرِّ فقَرِحَتْ أكبادُها وحَبِنَتْ رِئاتُها. وأَرْمَضَتْني الرَمْضاءُ: أحرقتني. ومنه قيل: أَرْمَضَهُ الأمرُ. والتَرَمُّضُ: صيدُ الظبي في وقت الهاجِرة، تتبعه حتَّى إذا تفسختْ قوائمه من شدة الرمضاء (1) أخَذْتَه. ويقال: أتيت فلاناً فلم أصِبْهُ، فَرمَّضْتُهُ تَرْميضاً، أي انتظرته شيئاً. ورَمَضْتُ الشاةَ أَرْمِضُها رَمْضاً، إذا شَقَقْتَها وعليها جلدُها وطرحتَها على الرضفة وجعلت فوقها الملة لتنضج. وذلك الموضعُ مَرْمِضٌ، واللحم مَرْموضٌ.
_________
(1) في المخطوطات: " من شدة الحر ".

(3/1080)


وشَفْرَةٌ رَميضٌ ونصلٌ رَميضٌ، أي وَقيعٌ. وكل حادٍّ رَميضٌ. ورَمَضْتُهُ أنا أرمضه وأرمضه، إذا جعلته بين حَجَرين أملسين ثم دَقَقْتَهُ لِيَرِقَّ. عن ابن السكيت. وارتمص الرجل عن كذا، أي اشتدَّ عليه وأقلقه. وارْتَمَضَتْ كبده: فسدت. وارْتَمَضْتُ لفلان: حَزِنْتُ له. وشهرُ رَمضانَ يجمع على رَمَضاناتٍ وأَرْمِضاءَ، يقال: إنَّهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة التي وقعتْ فيها، فوافق هذا الشهر أيام رَمْضِ الحرِّ، فسمِّي بذلك.
[روض] الرَوْضَةُ من البقل والعُشب. والجمع روض ورياض، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. والروض: نحو من نصف القِرْبَةِ ماءً. وفي الحوض رَوْضَةٌ من ماء، إذا غطى أسفله، وأنشد أبو عمرو:
وروضة سقيت منها نضوتى * ورضت المهر أروضه رياضاً، ورِياضَةً، فهو مَروضٌ. وناقَةٌ مَروضَةٌ، وقد ارْتاضَتْ. وكذلك رَوَّضْتُهُ تَرْويضاً، شدِّد للمبالغة. وقومٌ رُوّاضٌ وراضَةٌ. وناقةٌ رَيِّضٌ أوّلَ ما ريضَتْ وهي صعبةٌ بَعدُ. وكذلك العروض، والعسير، والقضيب من

(3/1081)


الابل، كله بمعنى، الانثى والذكر فيه سواء. وكذلك غلامٌ رَيِّضٌ، وأصله رَيْوِضٌ فقلبت الواو ياءً وأُدْغمتْ. ورَوَّضْتُ القَراحَ: جعلتُها رَوْضَةً. قال يعقوب: قد أَراضَ هذا المكان وأَرْوَضَ، إذا كثُرَتْ رِياضُهُ. وأَراضَ الوادي واسْتَراضَ أي استنقع فيه الماءُ. وكذلك أَراضَ الحوضُ. ومنه قولهم: شربوا حتى أراضُوا أي رَوُوا فَنَقَعوا بالرِيِّ. وأتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نَفساً. واسْتَراضَ المكانُ، أي اتسع. ومنه قولهم: افًعَلْ ذاك ما دامت النَفْس مُسْتَرِيضَةً، أي متسعة طيبة (1) . قال الاغلب العجلى (2) : أرجزا تريد أم قريضا * كليهما أجد مستريضا (3) * وفلان يراوض فلانا على أمر كذا أي يداريه ليدخله فيه.
_________
(1) في اللسان: " ما دام النفس مستريضا، أي متسعا طيبا ".
(2) قال الصاغانى: لم أجده في أراجيزه. وقال ابن برى: نسبه أبو حنيفة للارقط وزعم أن بعض الملوك أمره أن يقول فقال هذا الرجز. وقوله مستريضا أي واسعا ممكنا اهـ‍. م ر وروايته بل وجل النسخ " كليهما أجده ". وفى نسخة مصلحة " أجيد " بالياء قاله نصر.
(3) في اللسان " كلاهما أجيد مستريضا ".

(3/1081)


فصل الشين
[شرض] جمل شرواض، أي ضخم، مثل جرواض. والجمع شراويض.
فصل العين
[عرض] عَرَضَ له أمرُ كذا يَعرِضُ، أي ظَهَر. وعَرَضْتُ عليه أمر كذا. وعرضت له الشئ، أي أظهرته له وأبرزته إليه. يقال: عَرَضْتُ له ثوباً مكان حَقِّهِ. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِرِيٌّ " لأنَّه ثوبٌ جيِّدٌ يُشترى بأول عَرْضٍ ولا يُبالغ فيه. وعَرَضَتِ الناقة، أي أصابها كسرٌ وآفةٌ. وعَرَضْتُ البعير على الحَوْضَ، وهذا من المقلوب، ومعناه عَرَضْتُ الحَوْض على البعير. وعَرَضْتُ الجاريةَ على البيع، وعَرَضْتُ الكتاب. وعَرَضْتُ الجندَ عَرْضَ العينِ، إذا أمررتَهم عليك ونظرتَ ما حالُهم. وقد عَرَضَ العارضُ الجند واعْتَرَضهم. ويقال: اعْتَرَضْتُ على الدابّة، إذا كنت وقت العَرْضِ راكباً. وعَرَضَهُ عارضٌ من الحمى ونحوها.

(3/1082)


وعرضتهم على السيف قَتْلاً. وعَرضَ العودَ على الإناء والسيف على فخذه يَعْرِضُهُ ويَعْرُضُهُ أيضا، فهذه وحدها بالضم. أبو زيد يقال: عرضت له الغول وعرضت أيضا بالكسر. قال الفراء يقال: مرَّ بي فلانٌ فما عَرَضْتُ له وما عَرِضْتُ له، لغتان جيِّدتان. ويقال: ما يَعْرِضُكَ لفلان. قال يعقوب: ولا تقل: ما تعرضك لفلان بالتشديد. وعَرَضَ الرجل، إذا أتى العَروض، وهي مكَّة والمدينة وما حولَهما. قال الشاعر (1) : فيا راكِباً إمَّا عَرضْتَ فبَلِّغَنْ * نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا * قال أبو عبيدة: أراد فيا راكباه للندبة، فحذف الهاء. كقوله تعالى: {يا أسفا على يوسف} ولا يجوز: يا راكبا بالتنوين، لانه قصد بالنداء راكبا بعينه. وإنما جاز أن تقول يا رجلا إذا لم تقصد رجلا بعينه وأردت يا واحدا ممن له هذا الاسم. فإن ناديت رجلا بعينه قلت: يا رجل، كما تقول يا زيد، لانه يتعرف بحرف النداء والقصد. وقول الكميت: فأبلغ يزيدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً * وعَمَّيهما والمستسر المنامسا *
_________
(1) عبد يغوث الحارثى.

(3/1082)


يعنى إن مررت به. والمِعْرَض: ثيابٌ تُجْلى فيها الجواري. والمِعْراضُ: السهم الذي لا ريشَ عليه. والعَرْضُ: المتاعُ. وكلُّ شئ فهو عرض، سوى الدراهم والدنانير فإنَّهما عينٌ. قال أبو عبيد: العُروضُ: الأمتعةُ التي لا يدخلها كيلٌ ولا وزن، ولا يكون حيواناً ولا عَقاراً. تقول: اشتريت المتاع بعَرْضٍ، أي بمتاعٍ مثله. وعَرَضْتُ له من حقِّه ثوباً، إذا أعطيته ثوباً مكان حقِّهِ. والعَرْضِيُّ: جنسٌ من الثياب. وقال يونس: يقول ناس من العرب: رأيته في عرض الناس يعنون في عرض. والعَرْض: سفح الجبل وناحيته، ويشبَّه الجيش العظيم به فيقال: ما هو إلا عَرْضٌ من الأعْراض. قال رؤبة: إنَّا إذا قُدْنا لِقَوْمٌ عَرْضا * لم نُبْقِ من بَغْي الأعادي عِضَّا (1) * ويقال: شُبِّه بالعَرْضِ من السحاب وهو ما سدَّ الأفقَ. وأتانا جرادٌ عَرْضٌ، أي كثير. والعَرْضُ: خلافُ الطول.
_________
(1) العض: الداهية.

(3/1083)


وقد عرض الشئ يعرض عرضا، مثال صغر يصغر صغرا، وعراضة أيضا بالفتح. قال الشاعر (1) : إذا ابْتَدَرَ القومُ المكارمَ عَزَّهُمْ (2) * عَراضَةُ أخلاقِ ابنِ لَيْلى وطولُها * فهو شئ عريض وعراض بالضم. وفلانٌ عَريضُ البِطانِ، أي مُثْرٍ. ويقال للعَتودِ إذا نبَّ وأراد السِفادَ: عَريضٌ ; والجمع عِرْضانٌ وعُرْضانٌ (3) . قال الشاعر: عَريضٌ أريضٌ باتَ يَيْعَرُ حولَهُ * وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَعالِبِ * والعَرَضُ بالتحريك: ما يَعرِضُ للإنسان من مرضٍ ونحوه. وعَرَضُ الدنيا أيضاً: ما كانَ من مالٍ، قلَّ أو كثر. يقال: الدنيا عَرَضٌ حاضرٌ، يأكل منها البرُّ والفاجرُ. قال يونس: يقال قد فاته العَرَضُ (4) ، وهو من عَرَضِ الجند، كما يقال قَبَضَ قبضاً، وقد ألقاه في القَبَضِ.
_________
(1) جرير.
(2) في اللسان:
إذا ابتدر الناس المكارم بذهم
(3) أي بضم وكسر.
(4) في اللسان: " وقد فاته العرض وهو العطاء والطمع ".

(3/1083)


ويقال أيضاً: أصابه سهمُ عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ بالإضافة، إذا تعمَّد به غيره فأصابه. وقولهم: " عُلِّقْتُها عَرَضاً "، إذا هَوِيَ امرأةً أي اعْتَرَضَتْ لي فعُلِّقْتُها من غير قصدٍ. قال الأعشى: عَلَّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً * غَيْري وعُلِّقَ أخْرى غيرها الرجل * والاعراض عن الشئ: الصدُّ عنه. ويقال أَعْرَضَ فلانٌ، أي ذهب عَرْضاً وطولاً. وفي المثل: " أَعْرَضَتِ القِرْفَةُ " وذلك إذا قيل للرجل: مَن تتَّهم؟ فيقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها. وأَعْرَضْتُ الشئ: جعلته عريضا. وأعرضت العرضان: خَصَيْتُها. وأَعْرَضَتْ فلانة بولدها، إذا ولدتهم عراضا. وعرضت الشئ فأعرض، أي أظهرته فظهر. وهذا كقولهم: كببته فأكب، وهو من النوادر. وقوله تعالى: {وعَرَضْنا جَهَنَّمَ يومئذٍ للكافرينَ عَرْضاً} . قال الفراء: أبرزناها حتَّى نظر إليها الكفار. وأَعْرَضَتْ هي، أي استبانت وظهرت. قال الشاعر (1)
_________
(1) عمرو بن كلثوم.

(3/1084)


وأعرضت اليمامةُ واشْمَخَرَّتْ * كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتينا * أي لاحت جبالُها للناظِرِ إليها عارِضَةً. وأعْرَضَ لك الخيرُ، إذا أمكنَك. يقال أَعْرَضَ لك الظبيُ، أي أمكنك من عُرْضِهِ، إذا وَلاَّكَ عُرْضَهُ، أي فارْمِهِ. قال الشاعر: أفاطمُ أعْرِضي قبلَ المَنايا * كَفى بالموتِ هَجْراً واجْتِنابا * أي أمْكِني. ويقال: طَأْ مُعْرِضاً حيث شئت، أي ضَعْ رجليك حيث شئتَ ولا تتَّق شيئاً وقد أمكنك ذلك. وادَّانَ فلانٌ مُعْرِضاً، أي استدان ممن أمكنَه ولم يبالِ ما يكون من التَبِعة. واعترض الشئ: صار عارضا، كالخشبة المعترضة في النهر. يقال: اعترض الشئ دون الشئ، أي حال دونه. واعْتَرَضَ الفرسُ في رَسَنِهِ: لم يستقم لقائده. واعْتَرَضْتُ البعيرَ: ركبتُهُ وهو صعبٌ. واعْتَرَضَ له بسهم: أقبل به قِبَلَهُ فرماه فقتله. واعْتَرَضْتُ الشهرَ، إذا ابتدأته من غير أوَّلِه. واعْتَرَضَ فلانٌ فلاناً، أي وقع فيه. وعارَضَهُ، أي جانبَهُ وعدَلَ عنه. قال ذو الرمة:

(3/1084)


وقد عارض الشعرى سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافِرُ * ويقال: ضرب الفحلُ الناقةَ عراضا، وهو أن يقاد إليها ويُعْرَضُ عليها، إن اشتهتْ (1) ضَرَبَها وإلا فلا، وذلك لكرمها. قال الشاعر (2) : قلائصُ لا يلقحنَ إلاَّ يعارةً * عِراضاً ولا يشرينَ إلاَّ غَوالِيا * والعِراضُ: سِمَةٌ. قال يعقوب: هو خطٌّ في الفخذ (3) عَرْضاً. تقول منه: عَرَضَ بَعيرَهُ عَرْضاً. وبعيرٌ ذو عِراضٍ: يُعارِضُ الشجر ذا الشوك بفيه. وناقة عرضنة بكسر العين وفتح الراء والنون زائدة، إذا كان من عادتها أن تمشي مُعارَضَةً، للنشاط. وقال:
عِرَضْنَةُ ليلٍ في العِرَضْناتِ جُنَّحا * أي من العِرَضْناتِ، كما يقال، فلان رجلٌ من الرجال. ويقال أيضاً: هو يمشي العرضنة، ويمشى
_________
(1) قوله إن اشتهت الخ، أحسن من قول القاموس " إن اشتهاها " لانه إذا اشتهاها فضربها لا يثبت الكرم لها اهـ‍. نبه عليه م ر.
(2) هو الراعى.
(3) قوله في الفخذ انظر ما سيأتي في الحاشية 3 ص 1088.

(3/1085)


العرضنى، إذا مشى مِشيةً في شِقٍّ فيها بَغْيٌ، من نشاطه. ونظرت إلى فلان عِرَضْنَةً، أي بمؤخر عيني. وتقول في تضغير العرضنى: عريضن، تثبت النونَ لأنَّها ملحقةٌ، وتحذف الياء لانها غير ملحقة. وقول أبى ذؤيبٍ في وصف برق:
كأنَّهُ في عِراضِ الشامِ مِصباحُ (1) * أي في شِقِّه وناحيته. والعارِضُ: السحابُ يَعْتَرِضُ في الأفق. ومنه قوله تعالى: {هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} أي ممطر لنا، لانه معرفة لا يجوز أن يكون صفة لعارض وهو نكرة (2) . والعرب إنما تفعل مثل هذا في الاسماء المشتقة من الافعال دون غيرها. قال جرير: يا رب غابطنا لو كان يعرفكم * لاقى مباعدة منكم وحرمانا * فلا يجوز أن تقول هذا رجل غلامنا. وقال أعرابي بعد الفطر: " رب صائمه لن يصومه، ورب قائمه لن يقومه "، فجعله نعتا للنكرة وأضافه إلى المعرفة.
_________
(1) وصدره:
أمنك برق أبيت الليل أرقبه
(2) فيه أن الاضافة في مثل " ممطرنا " إضافة لفظية لا تفيد تعريفا.
(137 - صحاح - 3)

(3/1085)


ويقال للجبل: عارض. قال أبو عبيد: وبه سمى عارض اليمامة. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال للجراد إذا كثُر: قد مرَّ بنا عارِضٌ قد ملأ الأفقَ والعارِضُ: ما عَرَضَ من الاعطية. قال الراجز (1) : هل لك والعارض منك عائض (2) * في هجمة يغدر منها القابض * قال الاصمعي: يخاطب امرأة رغب في نكاحها يقول: هل لك في مائة من الابل أجعلها لك مهرا يترك منها السائق بعضها لا يقدر أن يجمعها لكثرتها وما عرض منك من العطاء عوضتك منه. والعارضة: واحدة العوارض، وهى الحاجات.
_________
(1) أبو محمد الفقعسى.
(2) قبله. * يا ليل أسقاك البريق الوامض * قال م ر: وكان الواجب على الجوهرى أن يوضحه أكثر مما ذكره عن الاصمعي، لان فيه تقديما وتأخيرا. والمعنى: هل لك في مائة من الابل يسئر منها القابض، أي قابضها الذى يسوقها لكثرتها. ثم قال: والعارض عائض، أي المعطى بدل بضعك عرضا عائض، أي آخذ عوضا منك بالتزويج، يكون كفاء لما عرض منك. تقول: عضت أعاض، إذا اعتضت عوضا ; وعضت أعوض، إذا عوضت عوضا أي دفعت. وقوله عائض، من عضت بالكسر لا من عضت بالضم. وقوله " والعارض منك " قال ابن برى: والمروى " والعائض منك عائض " أي والعوض منك عوض كما تقول الهبة منك هبة. وفى رواية " منه " وفى رواية " مائة " بدل " هجمة " و " يسئر " بدل " يغدر " اهـ‍. ملخصا.

(3/1086)


وفلان ذو عارضة، أي ذو جَلَدٍ وصرامةٍ وقدرةٍ على الكلام. والعارِضَةُ: واحدةُ عوارِضِ السَقف. وعارِضةُ الباب، هي الخشبة التي تُمسك عِضادَتَيْهِ من فوق محاذيةً للأُسْكُفة. والعارِضةُ: الناقةُ التي يصيبها كسرٌ أو مرضٌ فَتُنْحَر. يقال: بنو فلان لا يأكلون إلا العوارض أي لا ينحرون الابل إلا من داء يصيبها. يعيبهم بذلك. وتقول العرب للرجل إذا قرَّبَ إليهم لحماً: أعَبيطٌ أم عارِضَةٌ؟ فالعبيطُ: الذي يُنْحَرُ من غير عِلَّةٍ. قال الشاعر: إذا عَرَضْتَ منها كَهاةٌ سَمينةٌ * فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ * وعارِضَتا الإنسان: صَفحتا خَدَّيه. وقولهم: فلان خفيف العارِضَيْنِ، يُراد به خِفَّة شعرِ عارِضَيه. وامرأةٌ نقيَّةُ العارِضِ، أي نقيَّةُ عُرْضِ الفمِ. قال جرير: أَتَذْكُرُ يومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها * بفَرْعِ بَشامةٍ سُقيَ البَشامُ * قال أبو نصر: يعني به الأسنانَ ما بعد الثنايا والثنايا ليس من العارض (1) .
_________
(1) في اللسان: " ليست من العوارض ".

(3/1086)


وقال ابن السكيت: العارِضُ: النابُ والضرسُ الذي يليه. وقال بعضهم: العارِضُ ما بين الثنية إلى الضرس: واحتج بقول ابن مقبل: هزئت مية أن ضاحكتها * فرأت عارض عود قد ثرم * قال: والثرم لا يكون إلا في الثنايا. وعارضته في المسير، أي سرتُ حِيالَه. وعارَضْتُهُ بمثل ما صنع، أي أتيت إليه بمثل ما أتى. وعارَضْتُ كتابي بكتابِهِ، أي قابلته. وعارَضْتُ، أي أخذت في عَروضٍ وناحيةٍ. والعَوارِضُ من الإبل: اللواتي يأكلن العضاه. وعوارض، بضم العين: جبل ببلاد طيئ، عليه قبر حاتم. قال الشاعر (1) : فلابغينكم قنا وعوارضا * ولاقبلن الخيل لابة ضرغد * أي بقنا وعوارض، وهما جبلان. والتعريض: خلاف التصريح، يقال: عَرَّضْتُ لفلان وبفلان إذا قلت قولاً وأنت تعنيه. ومنه المَعاريضُ في الكلام، وهي التورية بالشئ
_________
(1) عامر بن الطفيل.

(3/1087)


عن الشئ. وفى المثل (1) : " أنَّ في المَعاريضِ لمندوحةً عن الكذب "، أي سَعةً. ويقال عَرَّضَ الكاتب، إذا كتبَ مُثَبِّجاً ولم يبيِّن (2) . وأنشد الأصمعيّ للشماخ: كما خَطَّ عِبْرانِيَّةَ بيَمينِهِ * بتَيْماَء حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أسْطُرا * وعَرَّضْتُ فلاناً لكذا، فَتَعَرَّضَ هو له. وهو رجل عريض، مثال فسيق، أي يتعرض للناس بالشرّ. ويقال لحمٌ مُعَرَّضٌ، للذي لم يُبالغ في النضج. قال الشاعر (3) : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّضٌ * وماءُ قدورٍ في القِصاعِ (4) مشيب * يروى بالصاد والضاد (5) . وتعريض الشئ: جعله عريضا. والعُراضةُ بالضم: ما يَعْرِضُهُ المائرُ، أي يُطعمه من الميرة. يقال: عَرِّضونا، أي أطْعِمونا من عُراضَتِكُمْ. قال الشاعر (6) : تقدمها كل علاة عليان * حمراء من معرضات الغربان *
_________
(1) قوله وفى المثل، قلت: هو حديث مخرج عن عمران ابن حصين مرفوع اهـ‍. م ر
(2) في اللسان: " ولم يبين الحروف ولم يقوم الخط ".
(3) سليك بن السلكة.
(4) في اللسان: " في الجفان ".
(5) والمهملة أصح كما في العباب اهـ‍. م ر
(6) الاجلح بن قاسط.

(3/1087)


يقول إن هذه الناقة تتقدم الابل فلا يلحقها الحادى، وعليها تمر فتقع عليها الغربان فتأكل التمر، فكأنها قد عرضتهن. ويقال: اشْتَرِ عُراضةً لأهلك، أي هديَّة وشيئاً تحمله إليهم، وهو بالفارسية " رَاهْ آوَرْدْ ". والعُراضُ أيضاً: العريض، كالكبار للكبير. وقال الساجع: " أرسل العراضات أثرا (1) ". يقول: أرسل الابل العريضات الآثار. ونصب، " أثرا " على التمييز. وقوس عراضة، أي عَريضةٌ. قال أبو كبير: وعُراضَةُ السِيَتَيْنِ توبِع بَرْيُها * تَأْوي طَوائِفُها لعَجْسٍ عَبْهَر (2) * والمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُهُ العِراضُ (3) قال الراجز:
سَقْياً بحيث يُهْمَلُ المُعَرَّضُ * تقول منه: عرضت الابل.
_________
(1) قال الساجعُ: إذا طَلَعَتِ الشِعْرى سفرا، ولم تر مطرا، فلا تغذون إمرة ولا إمرا، وأرسل العراضات أثرا، يبغينك في الارض معمرا
(2) قال ابن برى: أورده الجوهرى مفردا " وعراضة " أي - بالرفع - وصوابه " وعراضة " بالخفض. وقبله: لما رأى أن ليس عنهم مقصر * قصر اليمين بكل أبيض مطحر
(3) العراض والعلاط في العنق، الاول عرضا والثانى طولا اهـ‍. نقله م ر عن ابن الرماني في شرح كتاب سيبويه. وهو خلاف ما في القاموس والصحاح.

(3/1088)


وتعرضت لفلان، أي تصدَّيت له. يقال: تعرَّضتُ أسألهم. وتعرَّض بمعنى تعوَّجَ. يقال: تعرَّض الجملُ في الجبل، إذا أخذَ في مسيره يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق. قال ذو البِجادَيْنِ - وكان دليل رسول الله صلّى الله عليه وسلم برَكوبَةَ (1) يخاطب ناقته: تَعَرَّضي مَدارِجا وسومي * تَعَرُّضَ الجوزاءِ للنُّجومِ * هذا أبو القاسِم (2) فاسْتَقيمي * قال الأصمعي: الجوزاء تمرُّ على جنبٍ وتُعارِضُ النجوم مُعَارَضةً ليست بمستقيمة في السماء. قال لبيد: أو رجع واشمة أسف نؤرها * كففا تعرض فوقهن وشامها * وكذلك قوله: فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ * فَلَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها * أي تعوَّج. والعَروضُ: الناقة التي لم ترض. وأما قول الشاعر: وروحة دنيا بين حيين رحتها * أسير عسيرا أو عروضا أروضها *
_________
(1) ركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند العرج.
(2) ويروى: " هو أبو القاسم ".

(3/1088)


أسير أي أسير (1) . ويقال (2) معناه: أنه ينشد قصيدتين إحداهما قد ذللها، والاخرى فيها اعتراض. والعروض: ميزان الشعر، لانه يُعارِضُ بها. وهي مؤنَّثة، ولا تجمع لأنَّها اسمُ جنسٍ. والعَروضُ أيضاً: اسمُ الجزء الذي فيه آخر النصف الأول من البيت، ويجمع على أعاريضَ على غير قياس، كأنَّهم جمعوا إعْرِيضاً، وإن شئت جمعته على أَعارِضَ. والعَروضُ: طريق في الجبل. وقولهم: استعمل فلان على العروض، وهي مكَّة والمدينة، وما حولَهما (3) . قال لبيد: وإن لم يكن إلا القتال رأيتنا * نقاتل ما بين العروض وخثعما * أي ما بين مكة واليمن. وبعير عروض، وهو الذي إذا فاته الكلأ أكل الشوكَ. قال ابن السكيت: يقال عرفتُ ذلك في عَروضِ كلامِهِ، أي في فحوى كلامه ومعناه. والعَروضُ: الناحيةُ. يقال: أخذ فلان في
_________
(1) بضم الهمزة وشد الياء.
(2) قوله ويقال، قال ابن برى: والذى فسره هذا التفسير روى أخب ذلولا، في محل أسير عسيرا. قال وهكذا روايته في شعره وذكر م ر: بيتين من الاول قبل هذا.
(3) عبارة م ر واليمن داخل فيما حولهما اهـ‍. لكن كلام المصنف في تفسير البيت ربما يرده. قاله نصر.

(3/1089)


عروض ما تعجبني، أي في طريقٍ وناحيةٍ. قال التغلبي (1) : لِكُلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ * يقول: لكلِّ حَيٍّ حِرزٌ إلا بني تغلب، فإنَّ حرزهم السيوفُ. وعِمارةٍ خفضٌ لأنَّه بدلٌ من أناسٍ. ومن رواه " عُروضٌ " بضم العين، جعله جمع عَرْضٍ، وهو الجبل. والعَروضُ: المكان الذي يُعارِضُكَ إذا سرْت. وقولهم: فلانٌ رَكوضٌ بلا عَروضٍ، أي بلا حاجةٍ عرضت له. وعرض الشئ بالضم: ناحيته من أيِّ وجهٍ جئته. يقال نظر إليه بعُرْضِ وجهه، كما يقال بِصُفْح وجهه. ورأيته في عُرْضِ الناسِ، أي فيما بينهم. وفلانٌ من عُرْضِ الناس، أي هو من العامَّة. وفلانةُ عُرْضَةٌ للزَوْج (2) . وناقةٌ عُرْضَةٌ للحجارة، أي قويَّة عليها. وناقةٌ عُرْضُ أسفارٍ، أي قوية على السفر. وعُرضُ هذا البعير السفرُ والحجرُ. وقال (3)
_________
(1) هو الاخنس بن شهاب. من قصيدة مفضلية.
(2) في اللسان: " وفلانة عرضة للازواج، أي قوية على الزوج ".
(3) المثقب العبدى.

(3/1089)


أو مائة تجعل أولادها * لغْواً وعُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ (1) * ويقال فلان عُرْضَةُ ذاك أو عُرْضَةٌ لذاك، أي مُقْرِنٌ له قويٌّ عليه. والعُرْضَةُ: الهمةُ. وقال حسان: وقال الله قد أعْدَدْتُ جُنْداً * همُ الأنصارُ عُرْضَتُها اللِقاءُ (2) * وفلان عُرْضَةٌ للناس: لا يزالون يقعون فيه. وجعلت فلاناً عُرْضَةً لكذا، أي نصبتُه له. وقوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عُرْضَةً لأيمانكم} ، أي نَصباً. وقولهم: هو له دونه عرضة، إذا كانَ يَتَعَرّضُ له دونه. ولفلان عُرْضَةٌ يَصرع بها الناس، وهي ضربٌ من الحيلة في المصارعة. ونظرتُ إليه عن عُرْضٍ وعُرُضٍ، مثل عسر وعسر، أي من جانبٍ وناحيةٍ. وخرجوا يضربون الناس عن عُرْضٍ، أي عن شقٍّ وناحيةٍ كيفما اتَّفق، لا يبالون من ضربوا.
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده " أو مائة " بالكسر. لان قبله: إلا ببدرى ذهب خالص * كل صباح آخر المسند * قال: وعرض مبتدأ، والجلمد، خبره، أي هي قوية على قطعه. وفى البيت إقواء.
(2) في رواية م ر " قد يسرت " بدل " قد أعددت ".

(3/1090)


ومنه قولهم: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط، أي اعْتَرِضْهُ حيثُ وجدت منه أي ناحية من نواحيه. وقال محمد بن الحنفية: " كل الجبن عرضا " قال الاصمعي: يعنى اعترضه واشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله أمن عمل أهل الكتاب هو أم من عمل المجوس. وبعير عُرْضِيٌّ: يَعْتَرِضُ في سيره، لأنَّه لم تتمَّ رياضته بعدُ. وناقةٌ عُرْضِيَّةٌ: فيها صعوبةٌ. قال حميد: يُصْبِحنَ بالقَفْرِ أتاوِيَّاتِ (1) * مُعْتَرِضاتٍ غيرَ عُرْضِيَّاتِ * يقول: ليس اعتراضهنَّ خِلقةً، وإنَّما هو للنشاط والبَغي. أبو زيد: يقال فلان فيه عُرْضِيَّةٌ، أي عَجرفِيَّةٌ ونخوةٌ وصعوبةٌ. ويقال للخارجيِّ: إنه يَسْتَعْرِضُ الناس، أي يقتلهم ولا يسأل عن مسلمٍ ولا غيره. واسْتَعْرَضْتُ أُعْطي مَن أقبل ومن أدبر. يقال: اسْتَعْرِضِ العربَ، أي سلْ من شئت منهم عن كذا وكذا. واسْتَعْرَضْتُهُ، أي قلت له اعْرِضْ عليَّ ما عندك.
_________
(1) هذا الشطر مؤخر عن تاليه في اللسان.

(3/1090)


والعرض بالكسر: رائحة الجسد وغيره، طيّبةً كانت أو خبيثةً. يقال: فلان طَيِّبُ العِرْضِ ومنتن العرض. وسقاء خبيث العرض، إذا كان منتنا. عن أبى عبيد. والعرض أيضا: الجسدُ. وفي صفة أهل الجنة: " إنما هو عَرَقٌ يسيل من أعراضهم "، أي من أجسادهم. والعِرْضُ أيضاً: النفسُ. يقال: أكرمتُ عنه عِرْضي، أي صنتُ عنه نفسي. وفلان نقى العرض، أي برئ من أن يُشْتَمَ أو يُعابَ. وقد قيل: عِرْضُ الرجلِ حَسَبُهُ. والعرض أيضا: اسم واد باليمامة. وكل واد فيه شجر فهو عرض. قال الشاعر: لعرض من الأعراضِ تُمْسي حَمامُهُ * وتُضْحي (1) على أفْنانِهِ الغينُ تَهْتفُ * أحَبُّ إلى قلبي من الديكِ رَنَّةً * وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ * يقال: أخْصَبَتْ أعْراضُ المدينةِ. والأعْراضُ: قرى بين الحجاز واليمن. والاعراض: الاثل والاراك والحمض.
_________
(1) في اللسان: يمسى ... ويضحى.

(3/1091)


[عربض] قال الأصمعيُّ: العِرْباضُ من الإبل: الغليظُ الشديد، وكذلك العِرَبْضُ مثال الهزبر.
[عرمض] العَرْمَضُ (1) : الطُحلُبُ، وهو الأخضر الذي يخرج من أسفل الماء حتَّى يعلوه. ويسمَّى أيضاً ثورَ الماء، عن أبى زيد. يقال: ماء معرمض. قال امرؤ القيس: تَيَمَّمَتِ العينَ التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طامى
[عضض] ابن السكيت: عَضِضْت (2) باللقمة فأنا أعَضُّ. وقال أبو عبيدة: عَضَضْتُ بالفتح: لغة في الرِبابِ. يقال: عَضَّهُ، وعَضَّ به، وعَضَّ عليه. وهما يَتَعاضَّان، إذا عَضَّ كلُّ واحدٍ منهما صاحبه. وكذلك المعاضة والعضاض. وأعضضته الشئ فعضه. وفى الحديث: " فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا (3) ". قال الاعشى: عض بما أبقى المواسى له * من أمه في الزمن الغابر *
_________
(1) يقال بفتح العين والميم، وبكسرهما أيضا.
(2) قوله عضضت باللقمة نبه م ر في (غصص) وقال إن المجد تابعه على تصحيفه في إيراده في العين المهملة والضاد، وصوابه بالغين المعجمة والصاد المهملة، نقله نصر.
(3) صدر الحديث: " من تعزى بغراء الجاهلية ".

(3/1091)


ويقال أعْضَضْتُهُ سيفي، أي ضربته به. وعَضَّ الرجل بصاحبه يَعَضُّ عَضيضاً، أي لزمه. وما لنا في هذا الأمر مَعَضٌّ، أي مستمسمك. وما عندنا عضوض وعضاض بالفتح، أي ما يُعَضُّ عليه فيؤكل. وأنشد الفراء: كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا * وفرس عضوض، أي يعض، والاسم منه العِضاضُ بالكسر. يقال: برئت إليك من العِضاضِ والعَضيضِ أيضا. عن يعقوب. وفلان عضاض عيش، أي صبورٌ على الشدّة. وعاضَّ القومُ العيشَ منذ العام فاشتدّ عِضاضُهُم، أي عيشُهم. وبئرٌ عضوضٌ، أي بعيدة القعر ضيِّقةٌ تُسْتَقى بالسانية. ومياه بنى تميم عضض. وما كانت البئر عَضوضاً، ولقد أعَضَّتْ. وما كانت جَروراً، ولقد أجَرَّتْ. وزمنٌ عَضوضٌ، أي كَلِبٌ. وفلانٌ يعَضِّضُ شفتيه، أي يَعَضُّ ويكثر ذلك، من الغضب. والتَعْضوضُ: تمرٌ أسود شديدُ الحلاوةِ، معدِنُهُ هَجَرٌ. والعُضُّ بالضم: علفُ أهل الأمصار، مثل الكسب والنوى المَرضوخ. تقول منه:

(3/1092)


أعض القوم، إذا أكلت إبلهم العُضُّ. وبعيرٌ عُضاضِيٌّ، أي سمينٌ، كأنه منسوب إليه والعِضُّ بالكسر: الداهي من الرجال، والبليغُ المتكبِّر المنكرُ. وقد عَضِضْتَ يا رجل، أي صرت عِضًّا. قال القطامى: أحاديث من أبناء عاد وجرهم * يثورها العضان زيد (1) ودغفل * ويقال أيضاً: إنه لعِضُّ مالٍ، إذا كان شديد القيام عليه. وعِضُّ سفرٍ، أي قويٌّ عليه. وغَلَقٌ عِضٌّ: لا يكاد ينفتح. والعِضُّ أيضاً: الشرس، وهو ما صَغُر من شجر الشوك كالشُبْرُمِ، والحاجِ، والشِبْرِقِ، واللَصَفِ، والعِتْرِ، والقَتادِ الأصغر. يقال: هذا بلدٌ به عِضٌّ وأعْضاضٌ. وبعيرٌ عاضٌّ: يرعى العِضَّ. وبنو فلان مُعِضُّون، إذا رعت إبلهم العِضَّ. وقد أعَضُّوا. وأعَضَّتِ الأرض، فهي مُعِضَّةٌ كثيرةُ العض (2) .
[عوض] العوض: واحد الاعواض. تقول منه
_________
(1) هو زيد بن الكس النمري.
(2) وفى المخطوطة زيادة: وهى التى عليها تعليقات لنصر الهورينى: (علض) علضت الشئ أعلضه علضا: إذا حركته لتنزعه، نحو الوتد وما أشبهه. وكذلك علهضته علهضة، إذا عالجته. والعلوض: ابن آوى.

(3/1092)


عاضَني فلانٌ، وأعاضَني، وعَوَّضني، وعاوَضَني، إذا أعطاك العِوَضَ. والاسم المَعوضَةُ. واعْتاضَ وتَعَوَّضَ، أي أخذ العِوَضَ (1) . واستعاض: طلب العوض. وأما قول الراجز (2) :
هل لك والعارض منك عائض (3) * فهو فاعل بمعنى مفعول، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية. وعوض (4) معناه الأبدُ، يضم ويفتح بغير تنوين، وهو للمستقبل من الزمان، كما أنَّ قَطُّ للماضي من الزمان، لأنك تقول عَوْضُ لا أفارقك تريد لا أفارقك أبداً، كما تقول في الماضي: قَطُّ ما فارقتك. ولا يجوز أن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أن تقول قط ما أفارقك. قال الاعشى يمدح رجلا (5) : رَضيعَيْ لبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تقاسَما (6) * بأسخم داج عوض لا نتفرق *
_________
(1) والعوض: البدل، ولكن بينهما فرق، وهو أن العوض أشد مخالفة للمعوض منه من البدل، كما نقله م ر عن أبن جنى.
(2) هو أبو محمد الفقعسى.
(3) بعده: في هجمة يسئر منها القابض
(4) عوض مثلثة الآخر مبنية.
(5) هو المحلق واسمه عبد العزى بن حنتم بن شداد.
(6) في اللسان: " تحالفا ".

(3/1093)


يقول: هو والندى رَضِعا من ثديٍ واحد. ويقال: لا آتيك عَوْضَ العائِضينَ، كما تقول: لا آتيك دهر الداهرين. وقال ابن الكلبى: عوض في بيت الاعشى: اسم صنم كان لبكر بن وائل. وأنشد: حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير (1) * قال: والسعير: اسم صنم كان لعنزة خاصة. ويقال: افعل ذاك من ذي عَوْض، كما يقال من ذي قَبْلُ، ومن ذي أنُفٍ، أي فيما يُسْتَقْبل.
فصل الغين
[غرض] الغَرَضُ: الهدف الذي يرمى فيه. وفهمتُ غَرَضَكَ، أي قصدك والغَرَضُ أيضاً: الضجرُ (2) والملال. وقد غَرِضَ بالمَقامِ يَغْرَضُ غَرَضاً. وأغْرَضَهُ غيره. ويقال أيضاً: غَرِضْتُ إليه، بمعنى اشتقت إليه. قال الاخفش: تفسيرها غرضت من هؤلاء إليه، لان العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل. قال الشاعر (3)
_________
(1) قال الصغانى: والبيت ليس للاعشى بل لرشيد ابن رميض المنزى اهـ‍. م ر. والسعير ضبط بفتح السين ضبط في قلم مادته وفى هذه المادة. لكن ضبطه صاحب القاموس بالعبارة مصغرا
(2) قوله الضجر، ومن سجعات الاساس: " إذا فاته الغرض فته الغرض " أي الضجر اهـ‍. م ر.
(3) الكلابي.
(138 - صحاح - 3)

(3/1093)


فمن يك لم يغرض فإنى وناقتي * بحجر إلى أهل الحمى غرضان (1) * وغرض الشئ غِرَضاً، مثال صَغُرَ صِغَراً، فهو غَريضٌ، أي طريٌّ. يقال: لحمٌ غريض. قال أبو زبيد الطائى يصف أسدا: يَظَلُّ مُغِبّاً عنده من فَرائِسٍ * رفات عظان أو غريض مشرشر * مغبا، أي غابا. مشرشر، أي مقطع. ومنه قيل لماء المطر: مَغْروضٌ وغَريضٌ. قال الشاعر (2) : بِغَريضِ ساريةٍ أدَرَّتْهُ الصَبا * من ماءِ أسْجَرَ طَيِّبِ المُستَنقعِ * وقال آخر (3) : تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقاذَفَتْهُ * مُشَعشَعَةٌ بِمَغْروضٍ زُلال * والإغْريضُ والغَريضُ: الطَلْعُ. ويقال: كل أبيض طرى (4) .
_________
(1) بعده: تحن فتبدى ما بها من صبابة * وأخفى الذى لولا الاسى لقضانى
(2) الحادرة.
(3) هو لبيد.
(4) ومن سجعات الاساس: " كأن ثغرها إغريض، وريقها ريق غريض، يشفى بترشفه المريض ". فالاغريض: ما يشق عنه الطلع. وريق الغيث لشد الياء: أوله.

(3/1094)


وقولهم: وردت الماء غارِضاً، أي مُبْكراً. والغُرْضَةُ بالضم: التصدير، وهو للرَحْلِ بمنزلة الحزام للسرج، والبطان للقتب. والجمع غرض، مثل بسرة وبسر، وغرض مثل كتب وكتب. ويقال للغرضة أيضا: غرض، والجمع غروض، مثل فلس وفلوس، وأغراض. وغرضت البعير: شددت عليه الغَرْضَ. والمَغْرِضُ من البعير، كالمحزم من الدابة، وهو جوانب البطن أسفل الاضلاع التي هي مواضع الغَرْضِ من بطونها. وقال (1) :
يشربن حتى تنقض المغارض (2) * وغرضت الاناء أغرضه، أي ملاته. قال الراجز (3) : لا تأويا للحوض أن يغيضا * أن تغرضا خير من أن تغيضا (4) * والغرض: النقصان عن الملء. وهذا الحرف من الاضداد. قال الراجز: لقد فَدى أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ * والدَأْظُ حتى ما لهن غرض *
_________
(1) أبو محمد الفقعسى.
(2) بعده:
(3) أبو ثروان العكلى.
(4) ويروى: " أن تغرضا " من أغرضه، حكاه اللحيانى

(3/1094)


ويقال: الغَرْضُ: موضع ماء تركته فلم تجعل فيه شيئاً (1) . يقال غَرِّضْ في سِقائكَ، أي لا تملأه. وفلانٌ بحرٌ لا يُغَرِّضُ، أي لا ينزح. قال ابن السكيت: يقال غرضت المرأة سقاءها تَغْرِضُهُ غَرْضاً: مَخَضَتْه فإذا ثَمَّر وصار ثَميرَةً، قبل أن يجتمع زُبْدُه، صَبَّتهُ فسَقتْهُ القوم. ويقال أيضاً: غَرَضْنا السَخْلَ، أي فطمناه قبل إناه.
[غضض] غَضَّ طرفه، أي خَفضه. وغض من صوته. وكل شئ كففتَه فقد غَضَضْتَهُ، والأمرُ منه في لغة أهل الحجاز اغْضُضْ. وفي التنزيل: {واغْضُضْ من صَوْتِكَ} . وأهل نجد يقولون: غُضَّ طرفك بالإدغام. قال جرير: فَغُضَّ الطَرْفَ (2) إنك من نُمَيْرٍ * فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كلابا * وانْغِضاضُ الطرفِ: انْغِماضُهُ. وظبيٌ غَضيضُ الطرفِ، أي فاتره.
_________
(1) وقال بعضهم: كالامت. وبه فسر قول الراجز:
والدأظ حتى ما لهن غرض * اهـ‍. م ر.
(2) غض الطرف: كف البصر.

(3/1095)


وغض الطرف: احتمال المكروه (1) . وأنشدنا أبو الغوث: وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج غربان * وشئ غض وغضيض، أي طرى. تقول منه غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضَةً وغُضوضَةً. وكلُّ ناضرٍ غَضٌّ، نحو الشباب وغيره. والغَضيضُ: الطَلْعُ إذا بدا. وغَضَّ منه يَغُضُّ بالضم، إذا وضع ونقص من قدره. يقال: ليس عليك في هذا الأمر غَضاضَةٌ، أي ذِلَّةٌ ومنقصةً. وتغضغض الماء، أي نقص. وغضغضته أنا. يقال: فلانٌ بَحر لا يُغَضْغَضُ. قال الأحوص: سأطلبُ بالشام الوليدَ فإنه * هو البحرُ ذو التيَّارِ لا يَتَغَضْغَضُ * ويقال: مات فلانٌ ببطنته لم يَتَغَضْغَضْ منها شئ، كما يقال: مات وهو عَريضُ البِطان، أي سمينٌ من كثرة المال.
[غمض] الغامِضُ من الأرض: المطمئنُّ. وقد غَمَضَ المكانُ بالفتح يَغْمُضُ غموضا.
_________
(1) في القاموس: غض طرفه غضاضا بالكسر، وغضا وغضاضا وغضاضة بفتحهن: خفضه، واحتمل المكروه. ومنه: نقص ووضع من قدره. والغصن: كسره فلم ينعم كسره.

(3/1095)


وكذلك غمض بالضم غموضة وغَماضَةً ومكانٌ غَمْضٌ، والجمع غُموضٌ وأغْماضٌ. وكذلك المَغامِضُ، واحدها مَغْمَضٌ، وهو أشدَّ غوراً. والغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضح. وقد غَمُضَ غُموضَةً، وغَمَّضْتُهُ أنا تَغْميضاً. وتَغْميضُ العين: إغْماضُها. وغَمَّضْتُ عن فلان، إذا تساهلت عليه في بيعٍ أو شراءٍ، وأغْمَضْتُ. قال الله تعالى: {ولستم بآخِذيه إلا أن تُغْمِضوا فيه} . يقال: أغْمِضْ لي فيما بعتني ; كأنَّك تريد الزيادة منه لرداءته والحطَّ من ثمنه. وانْغِماضُ الطرفِ: انغضاضه. وغَمَّضَتِ الناقةُ، إذا ردَّت عن الحوض فحملت على الذائد مغمضة عينيها فوردت. قال أبو النجم:
يرسلُها التَغْميضُ إن لم تُرْسَلِ (1) * ويقال: ما اكتحلت غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُمضاً بالضم، ولا تَغْميضاً ولا تَغْماضاً، أي ما نِمتُ، وما اغْتَمَضَتْ عينايَ. وما في هذا الأمر غَميضَةٌ، أي عيبٌ. ورجلٌ ذو غَمْضٍ، أي خاملٌ ذليلٌ. قال
_________
(1) بعده:
خوصاء ترمى باليتيم المحثل:

(3/1096)


كعب بن لُؤَيّ لأخيه عامر بن لؤيّ: لئن كنت مثلوجَ الفؤاد لقد بدا * بجمع لؤيٍّ (1) منكَ ذِلَّةُ ذي غَمْضٍ
[غيض] غاضَ الماءُ يَغيضُ غَيْضاً، أي قَلَّ ونضب. وانْغاضَ مثله. وغيضَ الماء: فُعِلَ به ذلك. وغاضَهُ الله، يتعدى ولا يتعدى. وأغاضَهُ الله أيضاً. وغاضَ ثمنُ السِلعةِ، أي نقص. وغِضْتُهُ أنا. قال الراجز: لا تأويا للحوض أن يغيضا (2) * أن تغرضا خير من ان تغيضا * يقول: أن تملآه خير من أن تنقصاه. وقوله تعالى: {وما تغيضُ الأرحامُ} ، قال الاخفش: أي وما تنقص. وغَيَّضْتُ الدمعَ: نقصته وحبسته. ويقال: غاض الكرام، أي قلوا. وفاض اللئام، أي كثروا. وقولهم: أعطاه غَيْضاً من فيضٍ، أي قليلاً من كثير.
_________
(1) في اللسان: " لجمع لؤى ".
(2) في المطبوعة الاولى: " أن يغيضا "، صوابه من اللسان وإصلاح المنطق.

(3/1096)


والغيضة: الاجمة، وهى مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر، والجمع غِياضٌ وأغْياضٌ. وغَيَّضَ الاسد، أي ألف الغيضة.
فصل الفاء
[فرض] الفرض: الحز في الشئ. يقال: فرضتُ الزندَ والسواكَ. وفَرْضُ الزندِ: حيث يُقدح منه. وفَرْضُ القوسِ: هو الحَزُّ الذي يقع فيه الوتر، والجمع فِراضٌ. والفِراضُ أيضاً: فُوَّهَةُ النهر. قال لبيد: تجري خزائنُهُ على من نابَهُ * جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ * وقولهم: ما عليه فِراضٌ، أي شئ من لباس. والفرض: جنس من التمر. قال الأصمعي: أَجودُ تَمْرِ عُمانَ الفرض والبلعق. قال شاعرهم: إذا أكلت سمكا وفرضا * ذهبت طولا وذهبت عرضا * والفرض: ما أوجبه الله تعالى، سمِّي بذلك لأنَّ له معالمَ وحدوداً. وقوله تعالى: {لأَتَّخِذَنَّ من عِبادك نصيباً مَفْروضاً} أي مُقْتَطَعاً محدوداً. والمِفْرَضُ: الحديدةُ التى يحز بها.

(3/1097)


والفريض: السهم المفروض فوقه. والتفريض: التحزيز. وقرئ: {سورة أنزلناها وفرضناها} بالتشديد، قال أبو عمرو بن العلاء: فصلناها. وفرضة النهر: ثَلْمته التي منها يُستقى. وفُرْضَةُ البحر: محطُّ السفن. وفُرْضَةُ الدواةِ: موضع النِقْسِ منها. وفُرْضَةُ الباب: نجرانه. والفرض: الترس. وأنشد أبو عبيد لصخر الغى: أرقت له مثل لمع البشي‍ * ر قلب بالكف فرضا خفيفا * ولا تقل: قرصا خفيفا. والفرض: القدح. قال عبيد بن الابرص يصف برقا: فهو كنبراس النبيط أو الفر * ض بكف اللاعب المسمر * المسمر: الذى دخل في السمر. والفرض: العطية الموسومة. يقال: ما أصبتُ منه فَرْضاً ولا قَرْضاً. وفَرَضْتُ الرجلَ وأفْرَضْتُهُ، إذا أعطيته. وقد فَرَضْتُ له في العطاء، وفَرَضْتُ له في الديوان. وفَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً، أي كَبِرَتْ وطعنت في السنّ. ومنه قوله تعالى:

(3/1097)


" لا فارض ولا بِكْرٌ ". وكذلك فَرُضَتِ البقرةُ تَفْرُضُ بالضم فَراضَةً. والفارِضُ والفَرَضِيُّ: الذي يعرف الفرائض. والفارِضُ: الضخمُ من كل شئ. قال الاخفش: يقال لحية فارضة، إذا كانت عظيمة. وأنشد (1) : شيب أصداغى فرأسي أبيض * محامل (2) فيها رجال فرض (3) * وفرض الله علينا كذا وافْتَرَضَ، أي أوجب. والاسمُ الفريضَةُ. ويسمَّى العلمُ بقسمة المواريث فرائِضَ. وفي الحديث: " أفْرَضُكُمْ زيدٌ ". والفريضَةُ أيضاً: ما فُرض في السائمة من الصدقة. يقال: أفْرَضَتِ الماشيةُ، أي وجبت فيها الفَريضَةُ، وذلك إذا بلغت نصابا.
_________
(1) لرجل من فقيم.
(2) في المطبوعة الاولى: " محافل "، صوابه في اللسان.
(3) بعده: مثل البراذين إذا تأرضوا * أو كالمراض غير أن لم يمرضوا * لو يهجعون سنة لم يغرضوا * إن قلت يوما للغداء أعرضوا * نوما وأطراف السبال تنبض * وخبئ الملتوت والمحمض:

(3/1098)


والفريضتان: الجَذَعَةُ من الغنم والحِقَّةُ من الابل.
[فضض] الفَضُّ: الكسرُ بالتفرقة. وقد فَضَّهُ يَفُضُّهُ، وفَضَضْتُ ختمَ الكتابِ. وفي الحديث: " لا يَفْضُضِ الله فاكَ " ولا تقل بكسر: لا يُفْضِضْ. والمِفَضَّةُ (1) : ما يُفَضُّ به المدر. وفضاض الشئ: ما تفرق منه عند كسرك إيَّاه. وانْفَضَّ الشئ، أي انكسر. وفضضت القوم فانْفَضُّوا، أي فرَّقتهم فتفرَّقوا. وكلُّ شئ تفرق فهو فضض. وفى الحديث: " أنت فَضَضٌ من لعنة الله " يعني ما انْفَضَّ من نطفة الرجل وتردَّد في صلبه. والفاضة: الداهية. وتفضض الشئ، أي تفرَّقَ. والفَضيضُ: الماء العذب. وقد افْتَضَضْتُ الماءَ، إذا أصبتَه ساعةَ يخرج. وقال أبو عبيد: الفضيض الماء السائل. والفضة معروفةٌ، ولجامٌ مُفَضَّضٌ، أي مرصَّعٌ بالفضة.
_________
(1) وزاد في القاموس: " والمفضاض ".

(3/1098)


والفضفضة: سعة الثوب والدرع والعيشِ. يقال: ثوبٌ فَضْفاضٌ، وعيشٌ فَضْفاضٌ، ودرعٌ فَضْفاضَةٌ، أي واسعةٌ.
[فوض] فَوَّض إليه الأمرَ، أي ردَّه إليه. والتفويضُ في النكاح: التزويج بلا مَهْرٍ. وقومٌ فَوْضى، أي متساوون لا رئيسَ لهم. قال الأفوَهُ الأوْديُّ (1) : لا يَصْلُحُ الناسُ فَوْضى لا سَراةَ لهم * ولا سَراةَ إذا جُهَّالُهُم سادوا * ونعام فوضى: مختلط بعضه ببعض. ويقال: أموالهم فوضى بينهم، أي هم شركاء فيها. وفَيْضوضى مثله، يُمَدُّ ويقصر. وتَفاوَضَ الشريكان في المال، إذا اشتركا فيه أجمعَ. وهي شركة المُفاوضة. وفاوَضَهُ في أمره، أي جاراه. وتَفاوضَ القومُ في الأمر، أي فاوَضَ فيه بعضُهم بعضا.
[فيض] فاضَ الخبرُ يَفيضُ واسْتفاضَ، أي شاع. وهو حديث مستفيض، أي منتشر في الناس،
_________
(1) مثله في المزهر، ومن هنا تعلم غلط بعض الحواشى الفقهية في عز وهذا الشعر لسيدنا على كرم الله وجهه. قاله نصر.

(3/1099)


ولا تقل مُسْتفاضٌ إلا أن تقول مُسْتفاضٌ فيه. وبعضهم يقول: اسْتَفاضوهُ فهو مُسْتَفاضٌ. ويقال: اسْتفاضَ الوادي شجراً، أي اتَّسع وكثر شجره. والمُسْتَفيضُ: الذي يسأل إفاضَةَ الماء وغيره. ودرعٌ مُفاضَةٌ، أي واسعةٌ. وامرأةٌ مُفاضَةٌ، إذا كانت ضخمة البطن. وفاضَ الماء يَفيضُ فَيْضاً وفَيْضوضَةً، أي كثُر حتَّى سال على ضفَّة الوادي. وأرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كانت فيها مياه تَفيضُ. وفاضَ صدره بالسرّ، أي باحَ به. وفاضَ اللئام: كثروا. وفاضَ الرجل يَفيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وكذلك فاضَتْ نفسه، أي خرجت روحه، عن أبى عبيدة والفراء، قالا: وهى لغة في تميم. وأبو زيد مثله. وقال الاصمعي: لا يقال فاضَ الرجل ولا فاضَت نفسه، وإنَّما يَفيضُ الدمع والماء. ويقال: أفاضَ إناءه، أي ملأه حتَّى فاضَ. وأفاضَ دموعه، وأفاضَتْ دموعه. وأفاضَ الماء على نفسه، أي أفرغَه. وأفاضَ الناس من عرفاتٍ إلى مِنًى، أي دفعوا. وكلُّ دفعَةٍ إفاضَةٌ. وأفاضوا في الحديث، أي اندفعوا فيه.

(3/1099)


وأفاض البعيرُ، أي دفع جِرَّتَهُ من كرشه فأخرجها. ومنه قول الشاعر (1) : وأفضن بعد كظومهن بجرة * من ذى الابارق إذ رعين حقيلا (2) * وأفاض بالقداح، أي ضرب بها. قال أبو ذؤيب يصف حمارا وأتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض عى القداح ويصدع * يعنى بالقداح. وحروف الجر ينوب بعضها مناب بعض. والفيض: نيل مصر. قال الأصمعيّ: ونهرُ البصرة يسمَّى الفَيْضُ أيضاً. ونهرٌ فَيَّاضٌ، أي كثير الماء. ورجلٌ فَيَّاضٌ، أي وهَّابٌ جوادٌ. وفرسٌ فَيْضٌ، أي كثير الجري. وقولهم: أعطاه غيضاً من فَيْضٍ، أي أعطاه قليلاً من كثير.
فصل القاف
[قبض] قبضت الشئ قبضا: أخذته. والقبض: خلاف البسط.
_________
(1) الراعى.
(2) حقيل، بالقاف: واد في ديار بنى عكل. وفى المطبوعة الاولى: " حفيل " بالفاء، صوابه من اللسان ومعجم البلدان لياقوت.

========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لسان العرب : طرخف -

لسان العرب : طرخف -  @طرخف: الطِّرْخِفُ: ما رَقَّ من الزُّبْد وسال، وهو الرَّخْفُ أَيضاً، وزاد أَبو حاتم: هو شَرّ الزبد. والرَّخْفُ كأَنه س...